You are on page 1of 3

‫اإلرهاب النووي‬

‫و‬

‫ازدواجية املعايري‬

‫"أى سالم وأي استقرار وأية دميقراطية يراد نشرها يف الشرق األوسط حتت مظلة السالح‬
‫النووى إلسرائيل‪ ،‬اليت يراد هلا أن تنفرد وحدها بامتالك هذا السالح املدمر‪ ,‬واعتبار جمرد إقدام أية‬
‫دولة أخرى من دول املنطقة على طرق أبواب البحث العلمي يف هذا اجملال هو اخلطر على األمن وهو‬
‫التهديد للسالم؟!"(جريدة األهرام‪.)2005 ،‬‬

‫ومن املؤس ف واملخج ل ازدواجي ة املع ايري الدولي ة املس تخدمة بالض غط من القطب األوح د‬
‫احلاىل وه و الوالي ات املتح دة االمريكي ة على اجملتم ع ال دوىل لغض النظ ر وجتاه ل املش كلة النووي ة‬
‫اإلسرائيلية وخصوصا بعد ان انكشف الغموض النووى اإلسرائيلى من ِقبل فانونو وتصرحياته جلريدة‬
‫اجلارديان وهو الذى يعمل ضمن الطاقم الفىن داخل مفاعل دميونة ومع ذلك تبقى اسرائيل بعيدة عن‬
‫مراقبة الوكالة الذرية للطاقة النووية ملنشآهتا النووية وذلك بالطبع مبساعدة ازدواجية املعايري األمريكية‬
‫ال ىت تعتم د على املص احل املش رتكة مما ادى اىل تف رد اس رائيل ب التفوق الن ووى باملنطق ة وتقوق ع االرادة‬
‫العربية نتيجة الفتقارها إىل الرادع النووي ( الشوا‪)2019 ،‬‬

‫وم ع أن خط ورة االس لحة النووي ة كب رية‪ ،‬إال إن ال دول النووي ة اخلمس الوالي ات املتح دة‬
‫األمريكية االحتاد السوفيىت واململكة املتحدة‪ ،‬فرنسا و الصني؛ تسابقت فيما بينها بضراوة على سلم‬
‫التفوق النوعي من ناحية ووقفت من ناحية ثانية صفا واحدا لتشيد بأمهية السالح النووى العجيب ىف‬
‫ترس اناهتا للحف اظ على األمن ال دويل ولتن ذر ب ويالت احلروب الواس عة إذا تس لل الس الح الن ووى‬
‫الرهيب خفية إىل ترسانة بقية دول العامل‪ ،‬و لتبشر بصوت خفيض بأن السالح النووي سوف حيذف‬
‫هنائي ا من مف ردات الك ون و لكن بتقزميه بالت دريج املريح‪ ،‬بينم ا ىف املقاب ل تط ارد الوالي ات املتح دة‬
‫االمريكية ايران وكوريا الشمالية بكل السبل جملرد اهنا تريد استخدام حقها يف تصنيع الوقود النووى ‪.‬‬

‫لق د واجهت البش رية نوع ا جدي دا من املخ اطر ال يت مل تكن معروف ة من قب ل وظه رت‬
‫مصطلحات جديدة مل نكن نسمع عنها كاحلماية اإلشعاعية واملخاطر النووية واإلرهاب النووي وقد‬
‫حظيت قض ايا خماطر الطاق ة النووي ة باهتم ام الن اس على ك ل مس توياهتم نظ را لل رعب الن ووى ال ذى‬
‫خلفه تفجري أول قنبلتني نوويتني يف هريوشيما وناجازاكى عام ‪ 1945‬عند هناية احلرب العاملية الثانية‬
‫واليت ما زال العامل يعاىن من آثارمها يف إحداث آثار ايكولوجية وجينية طويلة األمد لإلنسان املتعرض‬
‫خلطر اإلشعاع النووي من هنا أدرك العامل خماطر الطاقة النووية وخصائصها التدمريية جنبا إىل جنب‬
‫مع منافعها اإلجيابية واليت من امهها اهنا طاقة ال تنضب واهنا طاقة نظيفة عند االستخدام اآلمن هلا‪.‬‬

‫ك ل ذل ك ال يوج د يف الق انون ال دويل الع ريف أو التقلي دي أي حظ ر ش امل عن اس تخدام او‬
‫هتديد باألسلحة النووية وذلك يف الدورة التاسعة واالربعني من اجلمعية العام ة لألمم املتحدة بتاريخ‬
‫‪ 15‬ديس مرب ‪ 1994‬أح الت اجلمعي ة العام ة لألمم املتح دة طلب الفت وى خبص وص االس تخدام او‬
‫التهدي د باألس لحة النووي ة اىل حمكم ة الع دل الدولي ة وىف ‪ 8‬يولي ه ‪ 1996‬اص درت حمكم ة الع دل‬
‫الدولي ة فتواه ا وال يت مل تق رر فيه ا وبش كل ق اطع ومباش ر ان اس تخدام االس لحة النووي ة او التهدي د‬
‫باس تخدامها غ ري مش روع ىف مجي ع االوق ات وب دون اس تثناء‪ ،‬ل ذلك " طلبت اجلمعي ة العام ة لألمم‬
‫املتحدة من حمكمة العدل الدولية رأي ًا استشاريًا بشأن املسألة التالية هل التهديد باألسلحة النووية أو‬
‫استخدامها يف أي ظرف كان مسموح به مبقتضى القانون الدويل وقد اتيحت الفرصة جلميع الدول‬
‫الراغبة بإبداء رايها يف هذه املسألة ببيانات خطية ومرافعات شفهية امام احملكمة وىف رأى استشاري‬
‫ىف ‪ 8‬يوليو ‪ 1996‬ذكرت حمكمة العدل الدولية ىف ما خيص القانون الدويل العريف وانطباق القانون‬
‫الدويل اإلنساين على االسلحة النووية أنه ال يوجد ىف القانون الدويل العريف او التقليدي أي ترخيص‬
‫حمدد بالتهدي د باألس لحة النووي ة او اس تخدامها وال يوج د ىف الق انون ال دوىل الع رىف او التقلي دي أي‬
‫حظ ر ش امل وع املى على التهدي د باالس لحة النووي ة او اس تخدامها بص فتها" (هنكرتس & دوزرال د‪،‬‬
‫‪. )226‬‬

‫وبعد كل ما سبق اليس استخدام االسلحة النووية جرمية دولية وبذلك فهى خمالفة للقانون‬
‫الدوىل وذلك على حسب تعريف الفقيه ‪ Graven‬ملفهوم القانون اجلنائى الدوىل "هو جمموعة‬
‫من القواعد القانونية املعرتف هبا ىف العالقات الدولية والىت يكون الغرض منها محاية النظام االجتماعى‬
‫الدوىل باملعاقبة على األفعال الىت تتضمن اعتداًء عليه"( عوض‪1995 ،‬م‪)194 ،‬‬

‫املراجع‪:‬‬

‫هنكرتس‪ ،‬جون مارى دوزرالد‪،‬لويز ‪ ،‬القانون الدويل اإلنساين العريف اجمللد االول القواعد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جريدة االهرام – العدد ‪ - 43305‬اخلميس ‪ 30‬يونيو ‪.2005‬‬ ‫‪-‬‬
‫ع وض‪ ،‬حمم د حمى ال دين‪ ،‬دراس ات ىف الق انون ال دوىل اجلن ائى – جمل ة الق انون واالقتص اد‬ ‫‪-‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫الشوا‪ ،‬احملامي سفيان ‪ ،‬القنبلة الذرية حالل السرائيل حرام على ايران؟ ‪ ،‬جريدة راى اليوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 11‬أغسطس ‪2019‬‬
‫‪https://www.raialyoum.com/index.php/‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AD‬‬
‫‪%D9%84%D8%A7%D9%84-‬‬
‫‪%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AD‬‬
‫‪%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89/‬‬

You might also like