You are on page 1of 48

‫جملة اجلامعة اإلسالمية للدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجمللد الثاين والعشرون‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ص‪ –374‬ص‪ 915‬يناير ‪4113‬‬

‫‪ISSN 1741-1017 http://www.Iugaza.edu.ps/ar/periodical‬‬

‫"مكانـة أسرى احلـرب واملعتقلني يف القانون الدولـي اإلنسانـي"‬

‫دراسة تطبيقية للفلسطينيني يف سوون احاتتال‬


‫ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺃﺳﺮﻯ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ‬
‫أ‪ .‬أسامة سعيد سعد‬ ‫النصرﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ و‬
‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ الفلسطيين‪-‬غزة‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬
‫التشريعي‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻐﺰﺓ ‪ -‬ﻋﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ اجمللس‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪ :‬احلقوق– جامعة األزهر‪-‬غزة‬
‫كلية‬
‫ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻨﺼﺮ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬

‫ﻣﺸﺎﺭﻙ(مفهوم األسرى واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬


‫ﺳﻌﻴﺪ)ﻡ‪.‬جمردة عن‬
‫ﺃﺳﺎﻣﺔ قانونية‬ ‫ﺳﻌﺪ‪،‬‬
‫البحث صورة‬ ‫ملخص‪ :‬يقدم هذا‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫ﻣﺞ‪ ,22‬ﻉ‪1‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫واحلقوق اليت يتمتعون هبا‪ ،‬وذلك وفقاً لتطور القانوين الدويل يف إضفاء احلماية والتوسع يف املفاهيم منذ اتفاقية الهاي لعام‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫للمقاتل‪ ،‬ومن مث صفة أسري احلرب‪ ،‬وحىت الربوتوكول اإلضايف األول لعام ‪ 7011‬الذي‬ ‫‪2014‬‬
‫بعة‬‫ر‬ ‫األ‬ ‫الشروط‬ ‫د‬ ‫ي‬‫وحتد‬ ‫‪7091‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮحروب التحرير‪ ،‬ومن مث اعترب مقاتلي هذه احلروب إذا وقعوا يف قبضة العدو أسرى‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪ :‬صفة احلروب الدولية على‬ ‫أضفى‬
‫‪ 473‬خبصوص األسرى واملعتقلني يف سجون االحتالل اإلسرائيلي حول مركزهم‬ ‫ضاغطة‬
‫‪- 519‬‬‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬والن احلالة الفلسطينية‬
‫احلرب‪.‬‬
‫‪ 653439‬وتعاطيه مع هؤالء األسرى من انحية االعتقال واإلفراج‪ ،‬والذي ينكر عليهم أي‬ ‫‪ :MD‬واستعراض املوقف اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫ﺭﻗﻢقانوين‪،‬‬
‫ال‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫اجلانب اآلخر املوقف الدويل والفلسطيين‪ .‬وخنلص إىل نتيجة أساسية أن احلالة‬ ‫ألحكام القانون الدويل وعلى‬ ‫صفة وفقاً‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫القائمة بني اجلانب اإلسرائيلي واجلانب الفلسطيين هي حالة حرب‪ ،‬وان املقاتلني الذين يقعون يف قبضة اخلصم هم أسرى‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ‪ ،‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻻﺳﺮﻯ‪ ،‬ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ‪ ،‬ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫املعتقلني املدنيني وأخرى تقوم إسرائيل ابحتجازهم كمعتقلني إداريني‪ ،‬وال تتور أن‬ ‫حرب ولكن يضاف إليهم فئات من‬
‫ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ‬

‫تقوم ابلتجديد هلم دون أي واز أو راد قانوين وهؤالء هم خمتطفون‪.‬‬


‫‪http://search.mandumah.com/Record/653439‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫‪Abstract: This paper provides an abstract on the legal picture of prisoners and‬‬
‫‪detainees in the international humanitarian law (IHL) and the rights they’re entitled‬‬
‫‪to, in accordance with the evolution of IHL in providing protection, and also based on‬‬
‫‪the expansion concepts since the Hague Convention of 7091, the identification of‬‬
‫‪four conditions for combatants, then the characteristics of prisoner of war, and the‬‬
‫‪Additional Protocol I of 7011, which described the wars of liberation as international‬‬
‫‪wars, and considered the combatants in these wars, if fallen into the hands of the‬‬
‫‪enemy, as prisoners of war.‬‬
‫‪In the Palestinian Case, the issue of prisoners and detainees in the Israeli jails is‬‬
‫‪considered very pressing, especially when dealing with detainees’ legal status and‬‬
‫‪reviewing the Israeli position when it comes to arrest and release. The Israelis deny‬‬
‫‪characterizing these detainees in accordance with the provisions of international law‬‬
‫‪and on the other side, the international and Palestinian position.‬‬
‫‪The research concludes an essential result that the existing condition between‬‬
‫‪the Israeli side and the Palestinian sides is a state of war and‬‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‪the‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫‪combatants‬‬ ‫‪who‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫‪are‬‬
‫‪ 2022‬ﺩﺍﺭ‬ ‫©‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫‪in the grip of either side are considered prisoners of war, adding to them categories‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫‪such as civilian detainees and others like internees, where Israel doesn’t feel shy‬‬ ‫‪to‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
4113 ‫ يناير‬915‫– ص‬374‫ ص‬،‫ العدد األول‬،‫ اجمللد الثاين والعشرون‬،‫جملة اجلامعة اإلسالمية للدراسات اإلسالمية‬
ISSN 1741-1017 http://www.Iugaza.edu.ps/ar/periodical

"‫"مكانـة أسرى احلـرب واملعتقلني يف القانون الدولـي اإلنسانـي‬

‫دراسة تطبيقية للفلسطينيني يف سوون احاتتال‬

‫ أسامة سعيد سعد‬.‫أ‬ ‫و‬ ‫ عبد الرمحن أبو النصر‬.‫د‬


‫غزة‬-‫اجمللس التشريعي الفلسطيين‬ ‫غزة‬-‫كلية احلقوق– جامعة األزهر‬

‫ يقدم هذا البحث صورة قانونية جمردة عن مفهوم األسرى واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬:‫ملخص‬
‫ وذلك وفقاً لتطور القانوين الدويل يف إضفاء احلماية والتوسع يف املفاهيم منذ اتفاقية الهاي لعام‬،‫واحلقوق اليت يتمتعون هبا‬
‫ الذي‬7011 ‫ وحىت الربوتوكول اإلضايف األول لعام‬،‫ ومن مث صفة أسري احلرب‬،‫ وحتديد الشروط األربعة للمقاتل‬7091
‫ ومن مث اعترب مقاتلي هذه احلروب إذا وقعوا يف قبضة العدو أسرى‬،‫أضفى صفة احلروب الدولية على حروب التحرير‬
‫ والن احلالة الفلسطينية ضاغطة خبصوص األسرى واملعتقلني يف سجون االحتالل اإلسرائيلي حول مركزهم‬.‫احلرب‬
‫ والذي ينكر عليهم أي‬،‫ وتعاطيه مع هؤالء األسرى من انحية االعتقال واإلفراج‬،‫ واستعراض املوقف اإلسرائيلي‬،‫القانوين‬
‫ وخنلص إىل نتيجة أساسية أن احلالة‬.‫صفة وفقاً ألحكام القانون الدويل وعلى اجلانب اآلخر املوقف الدويل والفلسطيين‬
‫ وان املقاتلني الذين يقعون يف قبضة اخلصم هم أسرى‬،‫القائمة بني اجلانب اإلسرائيلي واجلانب الفلسطيين هي حالة حرب‬
‫ وال تتور أن‬،‫حرب ولكن يضاف إليهم فئات من املعتقلني املدنيني وأخرى تقوم إسرائيل ابحتجازهم كمعتقلني إداريني‬
.‫تقوم ابلتجديد هلم دون أي واز أو راد قانوين وهؤالء هم خمتطفون‬

Abstract: This paper provides an abstract on the legal picture of prisoners and
detainees in the international humanitarian law (IHL) and the rights they’re entitled
to, in accordance with the evolution of IHL in providing protection, and also based on
the expansion concepts since the Hague Convention of 7091, the identification of
four conditions for combatants, then the characteristics of prisoner of war, and the
Additional Protocol I of 7011, which described the wars of liberation as international
wars, and considered the combatants in these wars, if fallen into the hands of the
enemy, as prisoners of war.
In the Palestinian Case, the issue of prisoners and detainees in the Israeli jails is
considered very pressing, especially when dealing with detainees’ legal status and
reviewing the Israeli position when it comes to arrest and release. The Israelis deny
characterizing these detainees in accordance with the provisions of international law
and on the other side, the international and Palestinian position.
The research concludes an essential result that the existing condition between
the Israeli side and the Palestinian sides is a state of war and the combatants who are
in the grip of either side are considered prisoners of war, adding to them categories
such as civilian detainees and others like internees, where Israel doesn’t feel shy to
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬
‫‪renew their detention without any sanction or legal deterrent - these are considered‬‬
‫‪abductees.‬‬

‫مقـدمة البـحث‪:‬‬

‫احلمد ﷲ رب العاملني والصالة والسالم على املبعوث رمحة للعاملني وعلى آلة وصحبه أمجعني أما بعـد‪،‬‬

‫نشأ القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬وتطورت أحكامه للحد من ويالت احلروب والنزعات املسـلحة التـي أورثت البشـرية‬
‫ٍ‬
‫مآس وأالم وانتهاكـات أهـدرت الكرامة اإلنسـانية‪ ،‬والتـي كان أكثرهـا وحشـية احلرب العاملية الثانية‪.‬‬

‫لذلك وجد القانون الدويل اإلنساين هبدف ختفيف اآلالم واملعانـاة الناشـئة عـن النزاعـات املسـلحة‪ .‬ويف سبيل‬
‫حتقيق هـذه الغاية‪ ،‬امتدت أحكـام القانون اإلنساين لتطـال محاية املتحاربني الـذين ال يشاركون يف األعمال القتالية‪ ،‬أو‬
‫الذين كفوا عن املشـاركة هبـا مـن انحيـة أخـرى‪ ،‬وفـي تطـور الحـق مشلت أحكام القانون الدويل اإلنساين املدنيني ابحلماية‪.‬‬

‫ومن الفئات اليت واىل القانون الدويل اإلنساين رعايته هلا‪ ،‬أسـرى احلـرب الـذين يقعـون فـي قبضـة العدو‪ ،‬حيث‬
‫عبـرت األسـرة الدوليـة عـن هـذا االهتمـام مـن خـالل تنظـيم اتفاقيـة خاصـة أبسـرى احلـرب يف العام ‪ ،7090‬التـي جـرى‬
‫تعـديلها وتطويرهـا فـي العـام ‪ ،7090‬وابتـت تعـرف ابسـم اتفاقيـة جنيـف الثالثة‪.‬‬

‫تـأخرت أحكـام القـانون الـدويل فـي تـوفري احلمايـة للمـدنيني الـذين يقعـون فـي قبضـة العـدو قياسـا ابلعسـكريني‪،‬‬
‫ظ املعتقلون املدنيون ابحلماية فـي القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬إال يف العام ‪ ،7090‬مبوجـب اتفاقيـة جنيـف الرابعـة‬ ‫فلم حي َ‬
‫اخلاصـة حبمايـة املـدنيني‪ ،‬حيـث نظمـت االتفاقيـة العديـد مـن األحكام اخلاصة ابملعتقلني‪.‬‬

‫ثـم توسـعت احلمايـة ألسـرى احلـرب واملعتقلني الربوتوكـولني امللحقـني ابالتفاقيـة فـي العـام ‪ .7011‬األمر الذي‬
‫أدى إلـى اتسا نطاق احلمايـة ملن يقعـون يف قبضة العـدو جراء النزاعـات املسلحة‪ ،‬سواء كانوا من العسكريني أو املدنيني‪.‬‬

‫ولكـن الزال اخللـط يتواصـل مـا بـني أسـرى احلـرب واملعتقلـني‪ ،‬خبـالف انتهـاك أحكـام القـانون الدويل اإلنساين‬
‫املتعلقة ابلعسكريني واملدنيني‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫أهميـة البحث‪:‬‬

‫يعـد موضـو أسـرى احلـرب واملعتقلني مـن أهـم املوضـوعات‪ ،‬التـي حتظـى ابهتمـام دولـي‪ ،‬ملـا يتعرضـون لـه مـن‬
‫انتهاكـات خالفـاً ألحكـام القـانون الـدويل اإلنسـاين‪ ،‬حيـث أثبتـت النزاعـات املسـلحة السـابقة واحلديثـة‪ ،‬تعـرض األسـرى‬
‫واملعتقلني أحياان للتصـفية خـارج إطـار القـانون‪ ،‬وأحيانـا للتعـذيب واملعاملة غري اإلنسانية واحلاطة ابلكرامة‪.‬‬

‫كمـا حيتـل موضـو أسـرى احلـرب واملعتقلني أمهيـة خاصـة فـي احلالـة الفلسـطينية‪ ،‬ملـا يتعرضـون لـه من انتهاكات‬
‫متنوعة‪.‬‬

‫ابإلضافة لذلك‪ ،‬يثـار جـدل واسـع‪ ،‬حـول معتقلـي حركـات التحـرر‪ ،‬ومركـزهم القـانوين‪ ،‬وهـو مـا ينطبـق على‬
‫املعتقلني الفلسطينيني يف السجون الصهيونية‪.‬‬

‫مشكلة الدراسـة‪:‬‬

‫تتمثل مشكلة الدراسة يف اإلجابة على السؤال الرئيس التايل‪:‬‬

‫ما واجه التشابه واالختالف بني أسرى احلرب واملعتقلني؟ ويرتبط ابلسؤال الرئيس مجلة من األسئلة الفرعية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪-7‬ما الفرق بني مفهوم أسرى احلرب واملعتقل؟‪.‬‬

‫‪-9‬ما املرجعية القانونية ألسرى احلرب واملعتقلني؟‪.‬‬

‫‪-3‬ما احلقوق اليت يتمتع هبا أسرى احلرب واملعتقلني؟‪.‬‬

‫‪-9‬ما القيود اليت ترد على أطراف النزا يف معاملة أسرى احلرب واملعتقلني؟‪.‬‬

‫‪-5‬ما املركز القانوين لألسرى واملعتقلني الفلسطينيني يف السجون اإلسرائيلية؟‪.‬‬

‫أهـداف الدراسـة‪:‬‬

‫نرمي من وراء هذه الدراسة حتقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -7‬تناول مفهوم أسرى احلرب واملعتقلني قانونياً‪.‬‬

‫‪ -9‬تتبع احلماية القانونية ألسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫‪ -3‬اإلسـهام فـي استيضـاح حالـة اجلـدل املثـارة حـول املركـز القـانوين ملعتقلـي حركـات التحـرر بوجـه عام‪ ،‬واملعتقلني‬
‫الفلسطينيني بوجه خاص‪.‬‬

‫‪ -9‬إبراز االنتهاكات اإلسرائيلية ملركز األسرى واملعتقلني الفلسطينيني‪.‬‬

‫منهـج الدارسـة‪:‬‬

‫تعتمـد الدراسـة علـى املـنهج الوصـفي التحليلي‪ ،‬مـن خـالل اسـتقراء النصـوص القانونية املتعلقـة ابألسـرى‬
‫واملعتقلني وتناوهلا ابلتحليـل‪ ،‬ابإلضـافة إلـى املقارنـة مـا بـني األحكـام املتعلقـة ابألسرى من انحية‪ ،‬واألحكام اخلاصة‬
‫ابملعتقلني من انحية أخرى‪.‬‬

‫خطـة البـحث‪:‬‬

‫املبحث التمهيدي‪ :‬الفرق بني مفهو أسري احلرب واملعتقل‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم أسرى احلرب‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم املعتقلني‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬حقوق أسرى احلرب‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حقوق أسرى احلرب يف اتفاقية جنيف الثالثة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حقوق أسرى احلرب يف الربوتوكولني اإلضافيني‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬حقوق املعتقلني‬

‫املطلب األول‪ :‬حقوق املعتقلني يف اتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حقوق املعتقلني يف الربوتوكولني اإلضافيني‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬التكييف القانوين للفلسطينيني يف السوون اإلسرائيلية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التكييف اإلسرائيلي للفلسطينيني يف سجون االحتالل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التكييف الدويل والفلسطيين للفلسطينيني يف سجون االحتالل‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫املبحث التمهيدي‪ :‬الفرق بني مفهو أسري احلرب واملعتقل‬

‫(‪)7‬‬
‫أن التطور يف معاملة أسرى احلرب يعكس التطور اهلائل يف قواعد القانون الدويل‬

‫أال أن مفهوم أسرى احلرب استقر وحددت أحكامه اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪ 7090‬اخلاصـة أبسـرى احلرب‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل الربوتوكولني الالحقني لعام ‪ ،7011‬وبوجه خاص الربوتوكول األول‪.‬‬

‫أما مفهوم املعتقـل ومحايتـه‪ ،‬فقـد ارتـبط ابتفاقيـة جنيـف الرابعـة حلمايـة املـدنيني‪ ،‬خاصـة وان املـدنيني م حيظوا‬
‫حبماية القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬إال مع صدور اتفاقية جنيف الرابعة يف العام ‪.7090‬‬

‫إن مفهوم أسرى احلرب واملعتقلني ومرجعاهتما القانونية‪ ،‬تستدعي التوضيح‪ ،‬ملا حيصل حوهلما مـن لغط‪ .‬خاصـة‬
‫فـي ظـل األحكـام املتشـاهبة التـي يقررهـا هلمـا القـانون الـدويل اإلنسـاين فـي جمـال احلماية‪.‬‬

‫وسنتناول يف هذا املبحث‪ ،‬مفهوم أسري احلرب يف مطلبني‪ ،‬واما‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬مفهوم أسرى احلرب‬

‫‪ ‬املطلب الثاين‪ :‬مفهوم املعتقلني‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهو أسرى احلرب‬

‫نتعـرض فـي هـذا املطلـب ملفهـوم األسـري مـن خـالل فـرعني‪ ،‬يتناول الفـر األول‪ ،‬تعريـف أسـرى احلرب‪ ،‬ويتناول‬
‫الفر الثاين‪ ،‬املرجعية القانونية ألسرى احلرب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف أسري احلرب‬

‫أولا‪ :‬تعريف أسرى احلرب يف اتفاقية لهاي‪:‬‬

‫عرفت اتفاقية الهاي لعام ‪ 7091‬أسرى احلرب أبهنم األشخاص الذين يقعون حتـت سـلطة العـدو مـن الفئات‬
‫(‪)9‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ .7‬أفـراد القوات املسـلحة لطـرف فـي النـزا وأعضاء املليشـيات وفـرق املتطـوعني املنتمـني هلـذه القوات‪.‬‬

‫(‪ )7‬اللواء سيد هاشم – معاملة أسري احلرب يف ظل أحكام اتفاقية جنيف اللجنة الدولية للصليب األمحر – جنيف‪.‬‬
‫(‪ )9‬املادة الثانية من اتفاقية الهاي لعام ‪7091‬‬

‫‪377‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫‪ .9‬أفـراد املليشـيات األخـرى‪ ،‬وأعضاء فـرق املتطـوعني األخـرى‪ ،‬مبـن فـيهم أعضـاء حركـة املقاومة املنظمـة املنتميـة لطـرف‬
‫فـي نـزا ‪ ،‬والعاملني داخـل أو خـارج أراضـيهم‪ ،‬حتـى لـو كانـت األراضـي حمتلـة‪ ،‬بشـرط أن تكـون هـذه املليشـيات أو‬
‫فـرق املتطـوعني مبـا فيهـا حركـات املقاومة مسـتوفية الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون حتت قيادة شخص مسؤول عن مرؤوسيه‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون هلا عالمة مميزه ميكن معرفتها عن بعد‪.‬‬

‫‪ ‬أن حتمل أسلحتها بشكل ظاهر‪.‬‬

‫‪ ‬أن تقوم بعملياهتا وفقا لقوانني وتقاليد احلرب‪.‬‬

‫اثني ا‪ :‬تعريف أسرى احلرب يف اتفاقية جنيف لعام ‪1545‬‬

‫تطـورت اتفاقيـة جنيـف لعـام ‪7090‬قواعد الهـاي‪ ،‬وأضافت توسـيعا علـى مفهـوم أسـرى احلـرب‪ ،‬بـأهنم" مجيـع‬
‫األشـخاص فـي القوات املسـلحة لألطـراف املتنازعـة الـذين يقعـون فـي قبضـة اخلصـم أثنـاء العمليـات احلربيـة البحريـة أو‬
‫اجلويـة" (‪ )3‬كمـا تضـيف االتفاقيـة بـأن أسـري احلـرب وـه‪ :‬كـل شـخص مـن األعداء يؤخذ ال جلرمية ارتكبها وإمنا ألسباب‬
‫عسكرية (‪.)9‬‬

‫اثلثا‪ :‬اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪1535‬‬

‫اعتمد تعريف أسري احلرب يف اتفاقية جنيف الثالثة على ثالثة مبادئ جوهرية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬املبدأ األول‪ :‬الوقو يف قبضة العدو‪.‬‬

‫‪ -‬املبـدأ الثـاين‪ :‬التوسـع فـي الفئـات التـي ينطبـق عليهـا مفهـوم أسـري احلـرب (أفـراد القوات املسـلحة‪-‬الوحدات‬
‫املتطوعة‪-‬أفراد املقاومة بشروط معينة‪-‬األشخاص املرافقون للقوات املسـلحة وال يشـكلون جزءا منها)‪.‬‬

‫املبدأ الثالث‪ :‬مد محاية االتفاقية يف كافة النزاعات‪.‬‬

‫(‪ )3‬أسري احلرب يف النزاعات املسلحة‪ ،‬غزه‪ ،‬مركز امليزان حلقوق اإلنسان‪ ،9992،‬ص‪6‬‬
‫(‪ )9‬اللواء سيد هاشم –املرجع السابق ص ‪.6‬‬

‫‪370‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫ويتضح ذلك من خالل نص املادة (‪ )3‬من اتفاقية جنيف الثالثة اليت جاء فيها‪:‬‬

‫أسرى احلرب هم األشخاص الذين ينتمون إىل إحدى الفئات التالية‪ ،‬ويقعون يف قبضة العدو‪:‬‬

‫‪ .7‬أفـراد القوات املسـلحة ألحـد أطـراف النـزا ‪ ،‬واملليشـيات أو الوحـدات املتطوعـة التـي تشـكل جـزءاً من هذه القوات‬
‫املسلحة‪.‬‬

‫‪ .9‬أفراد املليشيات األخرى والوحدات املتطوعة األخرى‪ ،‬مبن فيهم أعضاء حركات املقاومة املنظمـة‪ ،‬الـذين ينتمـون إلـى‬
‫أحـد أطـراف النـزا ويعملـون داخـل أو خـارج إقلـيمهم‪ ،‬حتـى لـو كـان هذا اإلقليم حمتالً‪.‬‬

‫‪ .3‬أفـراد القوات املسـلحة النظاميـة الـذين يعلنـون والءهـم حلكومـة أو سـلطة ال تعتـرف هبـا الدولـة احلاجزة‪.‬‬

‫‪ .9‬األشـخاص الـذين يرافقـون القوات املسـلحة دون أن يكونـوا فـي الواقـع جـزءاً منهـا‪ ،‬كاألشـخاص املـدنيني املوجـودين‬
‫ضـمن أطقـم الطـائرات احلربيـة‪ ،‬واملراسـلني احلـربيني‪ ،‬ومتعهـدي التمـوين‪ ،‬وأفراد وحدات العمال أو اخلدمات املختصة‬
‫ابلرتفيه عن العسكريني‪ ،‬شريطة أن يكون لديهم تصريح من القوات املسلحة اليت يرافقوهنا‪.‬‬

‫‪ .5‬أفـراد األطقـم املالحيـة‪ ،‬مبـن فـيهم القـادة واملالحـون ومسـاعدوهم فـي السـفن التجاريـة وأطقم الطـائرات املدنيـة التابعـة‬
‫ألطـراف النـزا ‪ ،‬الـذين ال ينتفعـون مبعاملـة أفضـل مبقتضـى أي أحكـام أخرى من القانون الدويل‪.‬‬

‫‪ .6‬سكان األراضي غري اتحمتلة الذين حيملون السالح من تلقـاء أنفسـهم عنـد اقتـراب العـدو ملقاومة القوات الغازيـة دون أن‬
‫يتـوفر هلـم الوقـت لتشـكيل وحـدات مسـلحة نظاميـة‪ ،‬شـريطة أن حيملـوا السالح جهراً وان يراعوا قوانني احلرب وعاداهتا‪.‬‬

‫كما أضافت احاتفاقية ملفهو أسرى احلرب‪:‬‬

‫‪ .7‬األشـخاص الـذين يتبعـون أو كـانوا تـابعني للقوات املسـلحة للبلـد اتحمتـل إذا رأت دولـة االحـتالل ضـرورة اعتقـاهلم‬
‫بسـبب هـذا االنتمـاء‪ ،‬حتـى لـو كانـت قـد تـركتهم أحـراراً فـي بـادئ األمـر أثنـاء سـري األعمال احلربية خارج أراضي‬
‫اليت حتتلها‪ ،‬وعلى األخص يف حالة قيـام هـؤالء األشـخاص مبحاولة فاشلة لالنضمام إىل القوات املسـلحة التـي‬
‫يتبعوهنـا واملشـرتكة فـي القتـال‪ ،‬أو فـي حالـة عـدم امتثـاهلم إلنذار يوجه إليهم بقصد االعتقال‪.‬‬

‫‪ .9‬األشخاص الذين ينتمون إىل إحـدى الفئـات املبينـة فـي هـذه املـادة‪ ،‬الـذين تسـتقبلهم دولـة حمايـدة أو غيـر حماربـة فـي‬
‫إقليمهـا وتلتـزم ابعتقـاهلم مبقتضـى القـانون الـدويل‪ ،‬مـع مراعـاة أيـة معاملـة أكثـر مالءمة قد ترى هذه الدول من‬
‫املناسب منحها هلم‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫رابع ا‪" :‬الربوتوكول" األول لعام ‪1577‬‬

‫نصـت املـادة "‪ "93‬مـن الربوتوكـول أن" القوات املسـلحة لطـرف النـزا مـن كافـة القوات املسـلحة واجملموعـات‬
‫والوحـدات النظاميـة التـي تكـون حتـت قيـادة مسـؤول عـن سـلوك مرؤوسـيها قبـل ذلـك الطرف ممثال حبكومـة أو سـلطة ال‬
‫يعتـرف اخلصـم هبـا وجيـب أن ختضـع مثـل هـذه القوات املسـلحة لنظام داخلي يكفل إتبا قواعد القانون الدويل اليت تطبق‬
‫يف النزا املسلح"‪.‬‬

‫كما نصت املادة "‪ "33‬املقاتلون وأسرى احلرب‪:‬‬

‫‪ " .7‬يعد كل مقاتل ممن وصفتهم املادة ‪ 93‬أسري حرب إذا ما وقع يف قبضة اخلصم‪.‬‬

‫‪ .9‬يلتـزم مجيـع املقـاتلني بقواعد القـانون الـدويل التـي تطبـق فـي املنازعـات املسـلحة بيـد أن خمالفـة هـذه األحكـام ال حتـرم‬
‫املقاتـل حقـه فـي أن يعـد مقـاتالً‪ ،‬وان يعـد أسـري حـرب إذا مـا وقـع فـي قبضـة اخلصم‪".‬‬

‫وبنـاء علـى مـا تقـدم فـإن املـادة الثالثـة واألربعـون قـد حـددت مـن الشـروط التقليديـة األربعـة للمقـاتلني شرطني وذلك مشياً‬
‫مع حروب التحرير‪ ،‬ومها‪:‬‬

‫‪ .7‬قيادة مسئولة‪.‬‬

‫‪ .9‬احرتام قواعد وقوانني احلرب‪.‬‬

‫كما وان املادة(‪ )93‬كذلك واملادة(‪ )99‬اعتدت ابلشروط الواردة‪ ،‬ولكن مع وضع قاعدة أن كل مـن يقع‬
‫بقبضة اخلصم يعترب أسري حرب كما وان خمالفة القواعد واألحكام الـواردة فـي املـادة(‪ " )93‬ال حترم املقاتل حقه يف أن‬
‫يعد مقاتالً‪ ،‬أو أن يعد أسري حرب إذ ما وقع يف قبضة اخلصم"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املرجعية القانونية حلماية أسرى احلرب‬

‫مر القانون الدويل اإلنساين من حيث معاملة أسرى احلرب بتطورات متتالية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫املرحلة األوىل‪ :‬اتفاقية جنيف لعام ‪1545‬‬

‫تبـني بعـد احلـرب العامليـة األوىل‪ ،‬القصـور الواضـح فـي أحكـام القـانون الـدويل اإلنسـاين فـي جمـال املعاملـة‬
‫اإلنسـانية ألسـرى احلـرب؛ مهـا دفـع اجملتمـع الـدويل‪ ،‬بـدعم مـن اللجنـة الدوليـة للصـليب األمحر لعقد املؤمر الدبلوماسـي فـي‬
‫جنيـف ابلعـام ‪ 7090‬لتطـوير أحكـام القـانون الـدويل اإلنسـاين‪ ،‬وقـد مخـض عنـه تطـوير اتفاقيـة جنيـف األوىل‬

‫‪301‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫لعام(‪ )7096‬مـن انحيـة‪ ،‬والتوصـل التفاقيـة جديـدة بشأن معاملة أسرى احلرب‪ ،‬املعروفة ابسم اتفاقية جنيف اخلاصة‬
‫مبعاملة أسرى احلرب لعـام ‪7090‬من انحية أخرى‪.‬‬

‫وقـد جـاءت االتفاقيـة اخلاصـة مبعاملـة األسـرى كنتـاج لتـأثري القـانون الطبيعـي واحلركـات اإلنسـانية‪ ،‬وأفكار هنري‬
‫دوانن‪ ،‬الذي اهـتم حبالـة األسـرى بعـد تـأمني املرضـى واجلرحـى وقـد "قبـل ضـمري العـام املتحضر أخريا مفهوم أن أسري‬
‫احلرب ليس جمرما‪ ،‬ولكنـه جمـرد عـدو منعتـه الظـروف مـن اسـتئناف االشرتاك يف القتال" (‪.)5‬‬

‫فقبل االتفاقية " كانـت القواعد التـي حتكـم قضـية األسـر ى قواعد عرفيـة" (‪ .)6‬ولعبـت االتفاقيـة دورا بـارزا يف‬
‫احلرب العاملية الثانية يف محاية أسرى احلرب" (‪.)1‬‬

‫لكـن كشـف تطبيقهـا عـن وجـود خلـل‪ ،‬وذلـك بسـبب عـدم االلتـزام أبحكامهـا مـع الـدول غيـر املتعاقـدة عليهـا‪،‬‬
‫ونـتج عـن ذلـك " مصـري رهيـب لألسـر ى‪ ،‬جملـرد أن بعـض الـدول لـم تكـن صـادقت علـى االتفاقية" (‪.)2‬‬

‫جدير ذكره أن اتحمكمة اجلنائية يف (نورمبريج) أقرت الطـابع العرفـي لالتفاقيـة؛ أي امتـدت أاثرهـا إلـى مجيع‬
‫األطراف املتحاربة وليس إىل الدول املوقعة عليها فقط" (‪.)0‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪1535‬‬

‫تُعـد اتفاقيـة جنيـف الثالثـة بشـأن معاملـة أسـرى احلـرب املؤرخـة فـي ‪/79‬أب‪ /‬أغسـطس ‪ ،7090‬هي املرجعية‬
‫القانونية حلماية أسرى احلرب‪.‬‬

‫وهـي نتـاج ملراجعـة االتفاقيـة املتعلقـة مبعاملـة أسـرى احلـرب‪ ،‬املربمـة فـي جنيـف بتـاريخ ‪91‬مـوز‪ /‬يوليو‬
‫‪ .)79(7090‬كما أهنا جاءت "تلبية حلاجات أفرزهتا احلرب العاملية الثانية املدمرة واملأساوية‪.‬‬

‫كما أن االتفاقية تُعد اتفاقية مكملة يف جمال التطبيـق اللتزامـات الـدول ابألحكـام التـي تسـري فـي زمـن السـلم‪،‬‬
‫حيـث نصـت االتفاقيـة علـى" عالوة علـى األحكـام التـي تسـري فـي وقـت السـلم‪ ،‬تنطبـق هـذه االتفاقية يف حالة احلرب‬
‫املعلنة أو أي اشتباك مسلح آخـر ينشـب بـني طـرفني أو أكثـر مـن األطـراف السـامية املتعاقـدة‪ ،‬حتـى لـو لـم يعتـرف أحـدها‬

‫(‪ )5‬اتفاقية جنيف املؤرخة يف ‪ 79‬أب‪ /‬أغسطس ‪ ،7090‬اللجنة الدولية للصليب األمحر‪ ،‬جنيف‪ ،9997،‬ص ‪ 79‬و ‪75‬‬
‫(‪ )6‬د‪ .‬عبـد الر محن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلمايـة املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقها يف األراضي‪ ،‬مرجع سابق‪19‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬عمر حممود املخزومي‪ ،‬القانون الدويل اإلنساين يف ضوء اتحمكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬عمـان‪ ،‬دار الثقافـة للنشـر والتوزيع‪ ،9992،‬ص‪32‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬جان س بكتيه‪ ،‬القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬وتطوره ومبادؤه‪ ،‬منشور على موقع ديوان الفتوى والتشريع‪ ،‬غزة‪ ،9990 ،‬ص ‪97‬‬
‫(‪ )0‬د‪ .‬عمر حممود املخزومي‪ ،‬القانون الدويل اإلنساين يف ضوء اتحمكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬مرجع سابق ص‪32‬‬
‫(‪ )79‬اتفاقات جنيف املؤرخة يف ‪79‬آ ب ‪ /‬أغسطس ‪ ،7090‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪03‬‬

‫‪301‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫حبالـة احلـرب‪ .‬وتنطبـق هـذه االتفاقيـة أيضـاً فـي مجيـع حاالت االحتالل اجلزئي أو الكلي إلقليم أحد األطـراف السامية‬
‫املتعاقدة حىت لو م يواجه هـذا االحتالل مقاومة مسلحة‪.‬‬

‫وإذا لـم تكـن إحـدى دول النـزا طرفـاً فـي هـذه االتفاقيـة‪ ،‬فـإن دول النـزا األطـراف فيهـا تبقـى مـع ذلـك ملتزمة‬
‫هبا يف عالقاهتا املتبادلة‪ .‬كما أهنا تلتـزم ابالتفاقيـة إزاء الدولـة املـذكورة إذا قبلـت هـذه األخيـرة أحكام االتفاقية‬
‫وطبقتها"(‪.)77‬‬

‫مـن زاوية أخـرى تعـد القواعد املنظمـة حلمايـة األسـرى قواعد آمـره ال جيـوز خمالفتهـا‪ ،‬كمـا ال جيـوز لألسري نفسه‬
‫التناُزل عنها‪ ،‬حيـث نصـت االتفاقيـة علـى أنـه " ال جيـوز ألسـرى احلـرب التنـازل فـي أي حـال من األحـوال‪ ،‬جزئياً أو كليا‬
‫عـن احلقوق املمنوحـة هلم مبقتضى هـذه االتفاقية‪ ،‬أو مبقتضى االتفاقات اخلاصة املشار إليها يف املادة السابقة‪ ،‬إن‬
‫وجدت(‪.")79‬‬

‫وقد ظهرت قضية االلتزام ابلشروط التقليدية للمقاتلني أثناء احلرب العامليـة الثانيـة نتيجـة للـدور الـذي لعبتـه‬
‫املقاومة فـي األراضـي اتحمتلة مـن قبـل دور اتحمـور ومـن مث اعتبـرت القوات األملانيـة "كل شخص حيمـل سـالحاً أو يشـن‬
‫أعمـاالً حربيـة عدوانية ضـد اجلـيش األملـاين‪ ،‬دون أن ميثـل جـزءاً مـن القوات املسلحة املعادية" اعتربهتم مبثابة إرهابيني‪.‬‬

‫ولكن القوات الفرنسية استعادت وضعاً قانونياً وشرعيتها مبوجب املرسوم القانوين الصادر عـن اللجنـة الفرنسية‬
‫للتحرير الـوطين بتـاريخ ‪0‬يونيـو ‪ ،7099‬وأضاف املرسـوم أن اجلبهـة الفرنسـية تشـكل جـزءاً مـن اجلـيش الفرنسـي‬
‫وتسـتجيب للشـروط الـواردة فـي اتفاقيـة الهـاي لعـام ‪ ،7091‬إال أن أملانيـا لـم تتوقف عن التعامل معهم بصفتهم قناصة‬
‫وحتكم عليهم ابإلعدام‪.‬‬

‫ومـت مناقشـة القضـية أمـام مـؤمر جنيـف عـام ‪ .7090‬وتـم إقـرار املقاومة اجلماعيـة بشـكل حركـة منظمة‪ ،‬وهي‬
‫اليت تقوم بنشاطاهتا خارج األراضي اتحمتلـة وداخلهـا‪ ،‬وهـي التـي اكتسـبت حـق التعامـل على أساس "أسري حرب" شرط أن‬
‫يلتزم أعضاؤها ابلشروط اليت حددهتا اتفاقية الهاي لعام ‪.7091‬‬

‫لكن رغم الطابع اآلمر لالتفاقيـة‪ ،‬واعتبارهـا اإلطـار املرجعـي ملعاملـة أسـرى احلـرب‪" .‬فوفقـا لالتفاقيـة" جيوز‬
‫لألطراف السامية املتعاقدة أن تعقد اتفاقات خاصة أخرى بشأن أية مسائل تـرى مـن املناسـب تسويتها بكيفيـة خاصـة‪.‬‬
‫وال يـؤثر أي اتفـاق خـاص تـأثرياً ضـاراً علـى وضـع أسـرى احلـرب كمـا حددتـه هذه االتفاقية‪ ،‬أو يقيد احلقوق املمنوحة هلم‬
‫مبقتضاها‪.‬‬

‫(‪ )77‬املادة رقم (‪ )9‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬


‫(‪ )79‬املادة رقم (‪ )1‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬

‫‪304‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫ويسـتمر انتفا أسـرى احلرب هبـذه االتفاقات مادامـت االتفاقيـة سـارية علـيهم‪ ،‬إال إذا كانت هناك أحكام‬
‫صرحية تقضي خبالف ذلك يف االتفاقـات سـالفة الـذكر أو فـي اتفاقـات الحقـة هلـا‪ ،‬أو إذا كـان هذا الطرف أو ذاك من‬
‫أطراف النزا قد اختذ تدابري أكثر مالءمة هلم (‪.)73‬‬

‫املرحلة الثالثة‪ :‬الربوتوكول األول‬

‫مـن املواضـيع التـي تناوهلا البـاب الثالـث مـن الربوتوكـول املركـز القـانوين للمقاتـل وأسري احلـرب‪.‬‬

‫وبضـغط من دول العام الثالث‪ ،‬أضفى الربوتوكول األول على حـروب التحرير مفهـوم املنازعات املسلحة الدولية‬
‫(‪)79‬‬
‫وتطبق عليها املعايري القانونية لذلك‪.‬‬

‫واخلالصة أن اصطالح أسري احلـرب ينصـرف للمقـاتلني‪ ،‬السـيما وان اتفاقيـات جنيـف األوىل والثانيـة والثالثة‬
‫تتعلق ابملقاتلني" (‪.)75‬‬

‫كمـا أن" أسـري احلـرب لـيس رقيقـا‪ ،‬واألسـر ال يشـني أح ًـد‪ ،‬ولـيس فيـه مـا يـدعو للخجـل" (‪ .)76‬بـل هـو إنسان‬
‫يتمتـع حبماية القـانون الـدويل اإلنساين‪ ،‬واهلـدف من أسـره لـيس العقاب‪ ،‬بـل احليلولـة دون مشاركته يف القتال‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مفهو املعتقلني‬

‫سنتناول يف هذا املطلب‪ ،‬تعريف املعتقل يف الفر األول‪ ،‬بينما الفر الثـاين‪ ،‬سـيتعرض للمرجعيـات القانونية‬
‫للمعتقل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف املعتقلني‬

‫م حتدد اتفاقية جنيف الرابعة اليت خيضع حلمايتها املعتقلني‪ ،‬مفهـوم املعتقـل‪ .‬رغـم أهنـا خصصـت القسم الرابع‬
‫لقواعد معاملة املعتقلني‪ ،‬دون تعريف املعتقل‪ .‬خاصة وان أحكـام محايـة املـدنيني بوجـه عام‪ ،‬واملعتقلني بوجه خاص‪ ،‬قد‬
‫ورد تنظيمها يف اتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫(‪ )73‬املادة رقم (‪ )6‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬


‫‪)79( A Ntonio Cassese War of national Liberation and humanitarian law – offprint from Studies and‬‬
‫‪essays on international humanitarian law and red Cross principles – Geneva-The Hague-‬‬
‫‪international Committee of the red Cross‬‬
‫(‪ )75‬فريتس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل للقانون الدويل اإلنساين‪ ،‬جنيف‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب األمحر‪ ،9999 ،‬ص ‪69‬‬
‫(‪ )76‬دجان س بكتيه‪ ،‬القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬تطوره ومبادئه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪79‬‬

‫‪304‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫ورغـم أن االتفاقيـة‪ ،‬أجـازت اعتقـال املـدنيني فـي زمـن النزاعـات املسـلحة‪ ،‬إال أهنـا شـددت علـى عدم اعتقال‬
‫املـدنيني إال حلاالت الضـرورة فقط‪ ،‬والضـرورة تقدر بقـدرها وال جيوز التوسـع هبا (‪ " .)71‬بـل على العكس من ذلك ماما‪،‬‬
‫فإن حالة الضرورة تقتضي التضييق يف أدنـي احلـدود‪ .‬كمـا أن االتفاقيـة م تتـرك حالة الضـرورة على إطالقهـا‪ ،‬بل قيـدهتا‬
‫ابألمن‪ ،‬حيـث ال جيوز اعتقـال املـدنيني إال ملقتضيات األمن"(‪.)72‬‬

‫ومع كل ذلك م تتطرق لتعريف املعتقل‪ .‬ومع ذلك على العكس مـن األسـري حيـث حظـي ‪-‬كمـا أسـلفنا ‪-‬‬
‫ابلتوضـيح والتطـوير الـدائمني‪ ،‬وبتحديـد الفئـات التـي ينطبـق عليهـا توصـيف املقـاتلني‪ ،‬فيمـا لـم حيـظ تعريف املعتقل بذات‬
‫التوضيح‪ .‬اللهم مـا هـو واضـح مـن خـالل اتفاقيـة جنيـف الرابعـة‪ ،‬أن اصـطالح املعتقل ينصرف للمدين‪.‬‬

‫وابإلمكان التوصل ملفهوم املعتقل ابملعىن املخالف مـن خـالل نصـوص اتفاقيـة جنيـف الرابعـة‪ ،‬التـي جاء فيها "يف‬
‫حالة قيام نزا مسلح ليس له طابع دولـي فـي أراضـي أحـد األطـراف السـامية املتعاقـدة‪ ،‬يلتـزم كل طـرف يف النـزا أبن‬
‫يطبـق كحد أدنـى حيال األشـخاص الذين ال يشـرتكون مباشرة يف األعمال العدائية‪ ،‬مبن فـيهم أفـراد القوات املسـلحة الـذين‬
‫ألقـوا عـنهم أسـلحتهم‪ ،‬واألشـخاص العـاجزون عـن القتـال بسـبب املـرض أو اجلـرح أو االحتجـاز أو ألي سـبب آخـر‪،‬‬
‫يعـاملون فـي مجيـع األحـوال معاملة إنسانية‪ ،‬دون أي مييز ضار يقـوم علـى العنصـر أو اللـون‪ ،‬أو الـدين أو املعتقـد‪ ،‬أو‬
‫اجلـنس‪ ،‬أو املولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر" (‪.)70‬‬

‫وكذلك نص املادة(‪ )3‬من اتفاقية جنيف الرابعة‪ ،‬اليت جاء فيها‪:‬‬

‫"على األشـخاص الـذين حتمـيهم االتفاقيـة هـم وأولئك الـذين جيدون أنفسـهم فـي حلظـة (مـا) وبـأي شـكل كـان‪،‬‬
‫فـي حالـة قيـام نـزا أو احـتالل‪ ،‬حتـت سـلطة طـرف فـي النـزا ليسوا مـن رعايـاه أو دولة احتالل ليسوا من رعاايها"‪.‬‬

‫مـن هـذا املنطلـق خيـرج مـن إطـار االتفاقيـة محايـة األشـخاص الـذين حتمـيهم اتفاقيـة جنيـف لتحسـني حـال اجلرحـى‬
‫واملرضـى بـالقوات املسـلحة فـي امليـدان‪ ،‬املؤرخـة فـي ‪ 79‬ب آ‪/‬أغسـطس ‪ .7090‬واتفاقيـة جنيـف لتحسـني حـال جرحـى‬
‫ومرضـى وغرقـى القوات املسـلحة فـي البحـار‪ ،‬املؤرخـة فـي ‪ 79‬ب آ ب‪ /‬أغسـطس ‪ ،7090‬واتفاقية جنيـف بشـأن معاملـة‬
‫أسـرى احلـرب املؤرخـة فـي ‪ 79‬آب ‪/‬أغسـطس ‪ .7090‬وذلـك بسـبب محايـة االتفاقيـات األخـرى املخصصـة للمقـاتلني‪.‬‬
‫فيمـا اتفاقيـة جنيـف الرابعـة‪ ،‬هي االتفاقية الوحيدة املخصصـة حلمايـة املـدنيني‪ .‬وعليـه بـاملعىن املخـالف‪ ،‬فـإن املعتقلـني هـم‬
‫مـن يقعوا من املدنيني يف قبضة العدو‪ .‬لذا نالحظ الربط ما بني املعتقلني واملدنيني‪.‬‬

‫(‪ )71‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقاهتـا فـي األراضـي الفلسـطينية اتحمتلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪996‬‬
‫(‪ )72‬د‪ .‬جان س بكتيه‪ ،‬القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬تطوره ومبادئه مرجع سابق‪ ،‬ص ‪97‬‬
‫(‪ )70‬املادة (‪ )7/3‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬

‫‪303‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫فاصـطالح املعتقـل يطلـق علـى حجـز وتقييـد حريـة املـدين‪ ،‬وهـو أي شـخص ال ينتمـي إلـى فئـة املقاتلني الذين يرد‬
‫حتديدهم أبقصى قدر ممكن من الدقة (‪ .)99‬فتحديد املقاتلني بدقـة‪ ،‬جيعـل مـا دوهنـم مدنيني‪.‬‬

‫هـذا وقد وسع الربوتوكول األول من مفهوم املدنيني حيث اعتربهم " األشخاص الذين ال ينتمون للقوات املسلحة‬
‫النظامية‪ ،‬وإذا مـا ثـار شـك حـول شـخص (مـا) فـي كونـه مـدنيا أو عسـكراي‪ ،‬فإنـه يعـد مدنيا" (‪ .)97‬ورمبا يعود السبب يف‬
‫التوسع لالعتبارات التالية‪:‬‬

‫األول‪ :‬عدم تقيد اجليوش النظامية يف العصر احلديث ابلضوابط والقيـود التـي واردهتـا اتفاقيـات الهـاي حول مفهوم‬
‫املقاتـل‪ .‬هـذا ابإلضـافة إلـى تزايـد التوجهـات الداعيـة للتخفيـف مـن الشـروط األربعـة‪ ،‬التـي ميز املقـاتلني عـن غيـرهم‪،‬‬
‫السـيما االجتاهـات الداعيـة إلـى إكسـاب مقـاتلي حركـات التحـرر حـال اعتقاهلم صفة مقاتلي حرب‪ ،‬بصرف النظر عن‬
‫الشروط األربعة‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬توسيع نطاق اتفاقية جنيف الرابعة يف الفئـات املشـمولة حبمايتها؛ وذلـك ألن املـدنيني يتمتعـون حبماية واسع‬
‫وأفضل‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬تفسري الشك حول هوية اإلنسان ما بني املقاتل واملـدين‪ ،‬لصـاحل التوصـيف املـدين‪ ،‬ولـيس توصـيف املقاتـل‪،‬‬
‫حيـث إن الشـك بـات لـه مربراتـه وحيثياتـه‪ ،‬فمـن ال يـتم التأكـد بشـكل قـاطع مـن أنـه مقاتل‪ ،‬جيب تغليب وترجيح‬
‫توصيف املدين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املرجعية القانونية حلماية املعتقلني‬

‫‪ -1‬اتفاقية جنيف الرابعة‪:‬‬

‫خيضـع املعتقلـني حلمايـة اتفاقيـة جنيـف بشـأن محايـة األشـخاص املـدنيني فـي وقـت احلـرب املؤرخـة يف ‪ 79‬ب‬
‫آ‪/‬أغسطس ‪ ،7090‬اليت اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضمام من قبل املـؤمر الدبلوماسـي لوضـع اتفاقيـات‬
‫دوليـة حلمايـة ضـحااي احلـروب‪ ،‬املعقـود فـي جنيـف خـالل الفتـرة مـن ‪ 97‬نيسان‪/‬أبريل إىل ‪ 79‬آب‪/‬أغسطس ‪7090‬‬
‫ودخلت حيـز النفـاذ ‪ 97‬تشـرين األول‪/‬أكتـوبر ‪ 7059‬وفقا ألحكام املادة (‪ )53‬من االتفاقية (‪.)99‬‬

‫(‪ )99‬فريتس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل للقانون الدويل اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪775‬‬
‫(‪ )97‬املادة (‪ )59‬من الربتوكول األول‬
‫(‪ )99‬تنص املادة ‪ 75‬على "يبدأ نفاذ هذه االتفاقية بعد ستة شهور من اتريخ إيدا صكني للتصديق على األقل‪ ،‬وبعد ذلك يبدأ نفادها إزاء أي طرف سام‬
‫متعاقد بعد ستة شهور من اتريخ إيدا صك تصديقه"‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫فاالتفاقية غري خمصصة حلماية املعتقلني‪ ،‬كمـا أن املعتقلـني املـدنيني لـيس هلـم اتفاقيـة خاصـة هبـم‪ ،‬كما هو احلال‬
‫ابلنسبة ألسرى احلرب‪ ،‬بل يتمتعون ابحلماية بوصفهم مدنيني فـي إطـار نفـس االتفاقيـة املخصصة حلماية املدنيني‪ .‬وعليه‬
‫فاالتفاقية نفسها هي املرجعية للحماية القانونية للمعتقلني‪.‬‬

‫‪-9‬اإلتفاقيات الثنائية‪:‬‬

‫اتفاقيـة جنيـف الرابعـة ال منـع مـن وجـود اتفاقيـات ثنائيـة بـني الـدول‪ ،‬بـل علـى العكـس مـن ذلـك فهـي جتيزهـا‬
‫وتـدعو الحرتامهـا‪ .‬حيـث جيـوز لألطـراف السـامية املتعاقـدة أن تعقـد اتفاقـات خاصـة أخـرى بشأن أية مسائل ترى من‬
‫املناسـب تسـويتها بكيفيـة خاصـة‪ .‬شـريطة أال يـؤثر أي اتفـاق خـاص تـأثريا ضارا على وضـع األشخاص اتحمميـني كما‬
‫نظمتـه هذه االتفاقيـة‪ ،‬أو يقيد احلقـوق املمنوحة هلـم مبقتضاها‪.‬‬

‫ويسـتمر انتفـا األشـخاص اتحمميـني هبـذه االتفاقـات مـا دامـت االتفاقيـة سـارية علـيهم‪ ،‬إال إذا كانـت هناك‬
‫أحكام صرحية تقضي خبالف ذلك يف االتفاقات سالفة الذكر أو فـي اتفاقـات الحقـة هلـا‪ ،‬أو إذا كان هذا الطرف أو ذاك‬
‫من أطراف النزا قد اختذ تدابري أكثر فائدة هلم (‪.)93‬‬

‫جـدير ذكـره أن األحكـام اخلاصـة ابالتفاقيـة ذات طبيعـة آمـرة ال جيـوز االتفـاق علـى خمالفتهـا‪ ،‬وذلك وفقـا‬
‫للمـادة(‪ )2‬مـن االتفاقيـة‪ .‬وبتطبيـق مضـمون املـادة مـن الناحيـة العمليـة علـى املعتقلـني‪ ،‬فإنـه ال جيـوز هلـم التنـازل فـي أي‬
‫حـال مـن األحـوال جزئيـا أو كليا عـن احلقـوق املمنوحـة هلـم مبقتضـى هـذه االتفاقية‪ ،‬أو مبقتضى االتفاقات اخلاصة املشار‬
‫إليها يف املادة السابقة‪ ،‬إن وجدت‪.‬‬

‫أي أن احلقـوق الـواردة فـي االتفاقيـة مثـل حقـوق احلـد األدنـى‪ ،‬التـي ال جيـوز خمالفتهـا أو التنـازل عنها‪ ،‬سواء كان‬
‫ذلك ابالتفاقيات الثنائية املوقعة بني أطراف النزا ‪ ،‬أو ابلنسبة للمعتقلني أنفسهم‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تقوق أسرى احلرب‬

‫سبق اإلشارة إىل أن اتفاقية جنيـف الثالثـة مثـل املرجعيـة القانونيـة ألسـر ى احلـرب‪ ،‬كمـا أن اصـطالح (أسـرى‬
‫احلـرب) ينصـرف إلـى املقـاتلني‪ ،‬ومـن يف حكمهـم الـذين يقعـون فـي قبضـة اخلصـم‪ ،‬وتُعد حقوق األسرى الواردة يف‬
‫االتفاقية مبثابة احلد األدىن‪ ،‬حيث "ال جيـوز ألسـرى احلـرب التنـازل فـي أي حـال من األحـوال‪ ،‬جزئياً أو كليا عـن احلقوق‬
‫املمنوحـة هلم مبقتضى هـذه االتفاقية‪ ،‬أو مبقتضى االتفاقات اخلاصة املشار إليها يف املادة السابقة‪ ،‬إن وجدت" (‪.)99‬‬

‫(‪ )93‬املادة(‪ )1‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬


‫(‪ )99‬املادة (‪ )1‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬

‫‪301‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫أمـا مـن حيـث التطبيـق‪ ،‬فاألصـل أن تطبيـق هـذه االتفاقيـة يـتم مبعاونه وحتـت إشـراف الـدول احلاميـة اليت تكلف‬
‫برعايـة مصـاحل أطـراف النـزا ‪ .‬وعلـى أطـراف النـزا تسـهيل مهمـة ممثلـي الدولـة احلاميـة‪ ،‬إىل أقصى حد ممكن‪ .‬وفقا للمادة‬
‫(‪ )2‬ولكن" دون أن يكـون ذلـك عقبـة فـي سـبيل األنشـطة اإلنسـانية اليت ميكن أن تقوم هبا اللجنة الدولية للصليب‬
‫األمحر أو أية هيئـة إنسـانية غيـر متحيـزة أخـرى بقصـد محاية وإغاثة أسرى احلرب‪ ،‬شريطة موافقة أطراف النزا املعنية"(‪.)95‬‬

‫لقد جاءت االتفاقية يف مادة (‪ ،)793‬لتكفل جمموعـة مـن الضـماانت لألسـر ى مـن حلظـة وقـوعهم فـي األسر‪،‬‬
‫حىت اإلفراج عنهم وعودهتم للوطن (‪.)96‬‬

‫"وقـد تضـمنت االتفاقيـة العديـد مـن احلقـوق املتعلقـة أبسـرى احلـرب‪ ،‬مبـا يضـمن معـاملتهم اإلنسـانية‪ ،‬واحلفـاظ‬
‫علـى كـرامتهم وأرواحهم‪ .‬فيجـب معـاملتهم بوصـفهم أسـرى حـرب‪ ،‬ولـيس كمجـرمني؛ ألهنـم عسكريني خمولني قانوان‬
‫ابلقتال" (‪.)91‬‬

‫مـن جانـب آخـر تضـمن الربوتوكـول األول العديـد مـن األحكـام اخلاصـة أبسـرى احلـرب‪ ،‬وذلـك هبـدف تعزيز‬
‫احلماية املقرة هلم يف اتفاقية جنيف الثالثة‪.‬‬

‫وسنتناول يف هذه املبحث حقوق أسرى احلرب من خالل مطلبني‪ ،‬واما‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬حقوق أسرى احلرب يف اتفاقية جنيف الثالثة‪.‬‬

‫‪ ‬املطلب الثاين‪ :‬حقوق أسرى احلرب يف الربوتوكولني اإلضافيني‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تقوق أسرى احلرب يف اتفاقية جنيف الثالثة‬

‫تقسم حياة األسر من حيث احلقوق إىل ثالث مرحل‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫املرحلة األوىل‪ ،‬حقوق أسرى احلـرب عند بدء األسر‪ ،‬التـي سنتناوهلا يف الفر األول‪ ،‬واملرحلـة الثانية‪ ،‬تتعلق‬
‫حبقوق أسـرى احلرب أثناء األسـر‪ ،‬وسنتعرض هلا يف الفـر الثاين‪ ،‬فيما املرحلـة الثالثة‪ ،‬ترتبط ابإلفراج عن األسرى‪.‬‬

‫(‪ )95‬املادة(‪ )0‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬


‫(‪ )96‬أسرى احلرب يف النزاعات املسلحة‪ ،‬مركز امليزان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪72‬‬
‫(‪ )91‬أمـاين حممـد انصـر‪ ،‬معاملـة أسـرى احلـرب وانتهـاك الواليـات املتحـدة وإسرائيل التفاقيـات جنيف‪ ،‬احلـوار املتمـدن‪ ،‬العدد(‪9995/77/2 ،)7319‬‬

‫‪307‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫الفرع األول‪ :‬تقوق األسرى عند بدء األسر‬

‫‪.7‬خضوعهم ملسؤولية الدولة‪:‬‬

‫يقع أسرى احلـرب حتت سلطة الدولـة املعادية (احلاجزة)‪ ،‬ال حتـت سلطة األفراد أو الوحـدات العسـكرية التـي‬
‫أسـرهتم‪ .‬بـل خيضـعون لسـلطة الدولـة التـي تتبـع هلـا الوحـدات العسـكرية (‪ .)92‬وخبـالف املسئوليات الفردية اليت قد توجد‪،‬‬
‫تكون الدولة احلاجزة مسئولة عن املعاملة اليت يلقاها األسرى (‪.)90‬‬

‫واملسـؤولية التـي تتحملهـا الدولـة‪ ،‬ال تعفـي األفـراد مـن املسـؤولية التـي ترتتـب علـي انتهاكـاهتم ألحكـام‬
‫االتفاقية(‪.)39‬‬

‫‪ .4‬اإلبالغ عن األسر ى‪:‬‬

‫ألزمت اتفاقية جنيف الثالثة الدولة احلاجزة ابلقيام فور وقو أسرى يف قبضـتها بـإبالغهم وإبالغ الـدول التـي‬
‫يتبعوهنـا مـن خـالل الدولـة احلاميـة ابلتـدابري التـي تتخـذ لتنفيـذ أحكـام هـذا القسـم‪ .‬وعليهـا أن تبلـغ األطـراف املعنية ابملثل‬
‫أبي تعديالت تستجد على هذه التدابري (‪ .)37‬واإلبالغ هدفه‪ ،‬التأكد من التزامات الدولة احلاجزة‪ ،‬ابلتدابري اتحمددة يف‬
‫االتفاقية‪.‬‬

‫‪ .4‬التصال أبسرته‪:‬‬

‫يسمح لكل أسري حرب‪ ،‬مبجرد وقوعه يف األسـر‪ ،‬أو خـالل مـدة ال تزيـد علـى أسـبو واحـد مـن تـاريخ وصوله‬
‫إىل معسكر األسر‪ ،‬أبن يرسل مباشرة إلـى عائلتـه مـن جهـة‪ ،‬والـى الوكالـة املركزيـة لألسـرى‪ ،‬بطاقة لإلبالغ بوقوعه يف‬
‫األسر وبعنوانه وحالته الصـحية‪ .‬وترسـل هـذه البطاقـات أبسـر وقـت ممكـن وال جيوز أخريها أبي حال (‪.)39‬‬

‫‪ .3‬احتفاظ األسرى ابألشياء واألدوات اخلاصة‪:‬‬

‫حيـتفظ أسـرى احلـرب جميـع األشـياء واألدوات اخلاصـة ابسـتعماهلم الشخصـي‪ ،‬وكـذلك خبـوذاهتم املعدنيـة واألقنعـة الواقيـة‬
‫مـن الغـازات‪ ،‬ومجيـع األدوات األخـرى التـي تكـون قـد صـرفت هلـم للحمايـة الشخصية‪ .‬كما تبقى يف حوزهتم األشياء‬
‫واألدوات اليت تستخدم يف ملبسهم وتغـذيتهم حتـى لـو كانـت تتعلق بعدهتم العسكرية الرمسية‪.‬‬

‫(‪ )92‬د ‪.‬عبد الرمحن أبو النصر اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقاهتا يف األراضي الفلسطينية اتحمتلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪792‬‬
‫(‪ )90‬املادة (‪ )79‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬
‫(‪ )39‬فريتس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل للقانون الدويل اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫(‪ )37‬املادة(‪ )2‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬
‫(‪ )39‬املادة (‪ )19‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬

‫‪300‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫وهـذه احلمايـة هـدفها صـيانة احليـاة اخلاصـة ألسـرى احلـرب‪ ،‬واحتـرام وضـعيتهم كعسـكريني خمـولني ابلقتال‪ ،‬فهم‬
‫ليسوا معتقلني جنائيني أو جمرمني‪.‬‬

‫‪ .9‬اإلجالء السريع‪:‬‬

‫يتم إجالء أسرى احلرب أبسر ما ميكن بعد أسرهم‪ ،‬وينقلون إىل معسكرات تقع يف منطقة تبعد بقـدر كاف عن‬
‫منطقة القتال حىت يكونوا يف مأمن من اخلطر‪.‬‬

‫ال جيـوز أن يبقـى فـي منطقـة خطـرة‪ ،‬وبصـورة مؤقتـة‪ ،‬إال أسـرى احلـرب الـذين يتعرضـون بسبب جـروحهم أو‬
‫مرضـهم ملخـاطر أكبـر عنـد نقلهـم ممـا لـو بقـوا فـي مكـاهنم (‪ ،)33‬وجيـب أن جيـري إجـالء أسرى احلرب دائماً بكيفية إنسانية‬
‫ويف ظروف مماثلة للظروف اليت تتـوافر لقوات الدولـة احلـاجزة فـي تنقالهتا ما أمكن (‪.)39‬‬

‫مـن املعلـوم أن وقـو األسـري فـي قبضـة العـدو‪ ،‬يكـون ابلعـادة فـي سـاحة القتـال‪ ،‬وهـي أكثـر األمـاكن خطـورة‬
‫علـى حيـاة العسـكريني بوجـه عـام‪ ،‬وأسـرى احلـرب بوجـه خـاص‪ .‬مـن هنـا يـأيت االلتـزام علـى الدولة احلامية ابإلجالء السريع‬
‫هلم‪ ،‬وذلك محاية حلياهتم وأمنهم‪ .‬خاصة وان الدولـة احلـاجزة‪ ،‬تصـبح مسئولة عنهم من حلظة وقوعهم يف قبضتها‪ ،‬وحىت‬
‫انتهاء حتريرهم من األسر‪.‬‬

‫مـن خـالل النصـوص السـابقة بوجـه عـام‪ ،‬نالحـظ أن الدولـة احلـاجزة‪ ،‬تتحمـل املسـؤولية الكاملـة عـن أسرى‬
‫احلرب فور أسرهم‪ ،‬ومـن أهـم التزاماهتـا فـي هـذا اجملـال‪ ،‬احلفـاظ علـى حيـاهتم وتـوفري اإلجـالء اآلن هلـم‪ ،‬واحرتام ممتلكـاهتم‬
‫اخلاصة‪ ،‬وإبالغ أسرهم والدولـة احلامية‪ ،‬بـأهنم يف قبضـتها وحتت مسؤوليتها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقوق األسرى أثناء األسر‬

‫‪ .1‬املعاملة اإلنسانية‪:‬‬

‫جيب معاملة أسرى احلرب معاملة إنسانية يف مجيـع األوقـات‪ .‬وحيظـر أن تقتـرف الدولـة احلـاجزة أي فعل أو إمهال‬
‫غري مشرو يسبب موت أسري يف عهدهتا‪ ،‬ويعد انتهاكاً جسـيماً هلـذه االتفاقيـة‪ .‬وعلى األخـص‪ ،‬ال جيـوز تعـريض؛ أي‬
‫أسـري حـرب للتشـويه البـدينُ أو التجـارب الطبيـة أو العلميـة مـن أي نو كان‪ ،‬مما ال تربره املعاجلة الطبية لألسري املعين أو ال‬
‫يكون يف مصلحته (‪.)35‬‬

‫(‪ )33‬املادة(‪ )70‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬


‫(‪ )39‬املادة(‪ )99‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬
‫(‪ )35‬املادة(‪ )73‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬

‫‪305‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫فاملشـاركة فـي األعمـال القتاليـة فـي وقـت احلـرب‪ ،‬ال تُـعد جرمـا‪ ،‬وال جيـوز املعاقبـة عليهـا‪ ،‬أو القصاص منها‪ .‬ففي‬
‫الظروف العادية أو زمن السلم‪ ،‬تُعد هذه األفعال جرائم تسـتوجب العقـاب‪ .‬بينمـا هذه ألفعـال القتاليـة ومـا يرتتـب عليهـا‪،‬‬
‫"إن فعلـت فـي وقـت لـيس حـرب أو لـيس مـن قبـل عسـكريني تكون تصرفا جنائيا" (‪.)36‬‬

‫‪ .4‬عدم اخلضوع للمحاكمة‪:‬‬

‫" إن أسـري احلـرب ال خيضـع للمحاكمـة الشـرتاكه فـي العمليـات العسـكرية املباشـرة أو غيـر املباشـرة ضد اخلصم‪،‬‬
‫طاملا م يثبت عليه ارتكابه جلرمية حرب" (‪ .)31‬فهـو خمـول قانونـا ابلقتـال‪ .‬وكـل األفعـال املصـاحبة للقتـال‪ ،‬تكـون خـارج‬
‫إطـار املسـاءلة‪ ،‬وال جيـوز حماكمـة أسـري احلـرب‪ ،‬ويسـتثىن مـن هـذا التحصني جرائم احلرب‪ ،‬حال ثبوت ارتكاب أسري‬
‫احلرب هلا‪ ،‬أثناء األعمال القتالية‪ .‬ففـي هـذه احلالـة تنصب حماكمته ومساءلته‪ ،‬ليس على دوره وأفعاله أثنـاء القتـال‪ ،‬بـل‬
‫علـى جـرائم احلـرب‪ .‬خاصـة وان إدارة املقاتلني غري مطلقة يف جمال القتال‪ ،‬بل ختضع ألحكام وضوابط القانون الدويل‬
‫اإلنساين‪ .‬فاألفعال اليت جيوز اتحماكمة عليها هي األفعال اليت ميكن أن ينطبق عليها جرائم حرب (‪.)32‬‬

‫كما ال جيوز أبي حال من األحوال ممارسة التعذيب سواء البدين أو املعنوي أو أي شكل من أشكال اإلكراه‬
‫على أسرى احلرب الستخالص معلومات منهم" (‪.)30‬‬

‫‪ .4‬اإلعالة‪:‬‬

‫تتكفـل الدولة اليت حتتجز أسرى حرب إبعاشـتهم دون مقابل وبتقدمي الرعاية الطبية اليت تطلبها حالتهم الصحية‬
‫جماان" (‪.)99‬‬

‫‪ .3‬املسـاواة وعـدم التمييز يعد مبـدأ املسـاواة وعـدم التمييـز مـن املبـادئ الثابتـة فـي القـانون الـدويل اإلنسـاين‪ ،‬حيـث‬
‫نصـت االتفاقيـة علـى أن يعامـل مجيـع األسـرى علـى قـدم املسـاواة‪ ،‬دون أي مييـز ضـار علـى أسـاس العنصـر‪ ،‬أو اجلنسـية‪،‬‬
‫أو الـدين‪ ،‬أو اآلراء السياسـية‪ ،‬أو أي معـايري مماثلـة أخـرى " (‪.)97‬‬

‫كمـا وألـت االتفاقيـة املسـاواة علـى أسـاس اجلـنس‪ ،‬حيـث أكـدت علـى معاملـة األسـريات بكـل اعتبـار جلنسهن‪،‬‬
‫ووجوب معاملتهن معاملة ال تقل عن معاملة الرجال‪ ،‬وفقا للمادة(‪ )72‬من االتفاقية‪.‬‬

‫(‪ )36‬أماين حممد انصر‪ ،‬معاملة أسرى احلرب وانتهاك الوالايت املتحدة األمريكية وإسرائيل التفاقيات جنيف‪ ،‬مرجع سابق‬
‫(‪ )31‬معتصم عوض‪ ،‬الفلسطينيون حنو حتديث بنود القانون اإلنساين‪ ،‬جريدة القدس‪ 95 ،‬نوفمرب‪9990‬‬
‫(‪ )32‬فريتس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل للقانون الدويل اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪17‬‬
‫(‪ )30‬د‪ .‬سامح جابر البلتاجي‪ ،‬محاية املدنيني يف زمن النزاعات املسلحة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪،9991 ،‬‬
‫(‪ )99‬املادة(‪ )75‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬
‫(‪ )97‬املادة(‪ )76‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬

‫‪351‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫ورغم ذلك أخـذت االتفاقيـة وفقـا للمـادة (‪ )9‬بـالتمييز اإلجيـاي القائمـة علـى أسـاس الرتبـة العسـكرية أو اجلنس‬
‫(‪ .)99‬وهو مييز إجياي‪ ،‬ألنه يعطي أفضلية للنساء‪ ،‬حبماية إضافية‪.‬‬

‫‪ .9‬حرية ممارسة الشعائر الدينية‪:‬‬

‫"ترتك ألسرى احلرب حرية كاملة ملمارسة شعائرهم الدينية‪ ،‬مبا فـي ذلـك حضـور االجتماعـات الدينيـة اخلاصة‬
‫(‪)93‬‬
‫بعقيدهتم‪ ،‬شريطة أن يراعوا التدابري النظامية املعتادة اليت حددهتا السلطات احلربية‪".‬‬

‫‪ .1‬عدم اإلكراه على العمل‪:‬‬

‫خبالف األعمال املتعلقة إبدارة املعسكر أو تنظيمـه‪ ،‬أو صـيانته‪ ،‬ال جيـوز إرغـام أسـرى احلـرب علـى أديـة أعمال‬
‫أخرى خـالف جماالت‪ ،‬الزراعة‪ ،‬الصـناعات اإلنتاجية أو التحويلية أو استخراج اخلامات‪ ،‬وأعمال البناء اليت ليس هلا‬
‫طابع أو عرض عسكري وفقا للمـادة(‪ .)59‬ويسـتثىن مـن العمـل الضـباط‪ ،‬وال جيـوز إجبـارهم علـى ذلك (‪ .)99‬واهلـدف‬
‫مـن العمـل اتحمافظـة علـى صـحة األسـرى بدنيا ومعنواي (‪.)95‬‬

‫‪-7‬التواصل مع أسرهم‪:‬‬

‫يسمح ألسرى احلرب إبرسال واستالم الرسائل والبطاقات وإذا رأت الدولة احلاجزة ضـرورة حتديـد هـذه‬
‫املراسـالت‪ ،‬فإنـه يتعـني عليهـا السـماح علـى األقـل إبرسـال رسـالتني وأربـع بطاقـات كـل شـهر‪ .‬كمـا يسمح ألسرى احلرب‬
‫الذين م تصلهم أخبار عـائالهتم مـن مـدة طويلـة‪ ،‬والـذين ال ميكـنهم تلقـي أخبـار مـن ذويهـم أو إرسـال أخبـار هلـم ابلربيـد‬
‫العـادي‪ ،‬وكـذلك الـذين يبعـدون عـن ذويهـم مبسـافات هائلـة‪ ،‬إبرسال برقيات ختصم أجورها من حساابهتم لدى الدولة‬
‫احلاجزة‪ .‬وفقا للمادة (‪.)19‬‬

‫‪ .0‬احلق يف تقدمي الشكاوى‪:‬‬

‫ألسـرى احلـرب احلـق فـي أن يقـدموا للسـلطات العسـكرية التـي يوجـدون حتـت سـلطتها مطـالبهم فيمـا يتعلق‬
‫أبحوال األسر الذي خيضعون له‪.‬‬

‫(‪ )99‬حيـدر كـاظم عبـد علـي السـرايوي‪ ،‬رسـالة ماجسـتري بعنـوان‪ :‬محايـة النسـاء واألطفـال أثناء النزاعـات املسـلحة‪ ،‬العراق جامعة اببل‪ ،‬كلية احلقوق‪،9993،‬‬
‫ص‪797‬‬
‫(‪ )93‬املادة(‪ )39‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬
‫(‪ )99‬أسرى احلرب يف النزاعات املسلحة‪ ،‬مركز امليزان‪ ،‬مرجع سابق ص ‪39‬‬
‫(‪)95‬فريتس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل للقانون الدويل اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪19‬‬

‫‪351‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫وهلم أيضاً حق مطلق يف توجيه مطالبهم إىل ممثلي الدول احلامية‪ ،‬إما مـن خـالل ممثـل األسـرى أو مباشرة إذا رأوا‬
‫ضرورة لـذلك‪ ،‬بقصـد توجيـه نظـرهم إلـى النقـاط التـي تكـون حمـالً لشـكواهم بشـأن نظـام األسر‪ .‬وملمثلي األسرى أن‬
‫يرسلوا إىل ممثلي الدول احلامية تقارير دورية عن احلالة فـي املعسـكرات واحتياجات أسرى احلرب (‪.)96‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقوق األسرى عند انتهاء األسر‬

‫أول‪ :‬اإلعادة الفورية للوطن‪:‬‬

‫عادة ما يتم اإلفراج عن األسرى بعد انتهاء األعمال القتالية‪ ،‬فـاحلرب مـن الناحيـة القانونيـة‪ ،‬ال تنتهـي إال بصدور‬
‫إعالن رمسي (‪.)91‬‬

‫إال أن اتفاقيـة جنيـف الثالثـة‪ ،‬حـددت بعـض الفئـات لإلفـراج الفـوري عـنهم‪ ،‬قبـل اإلعـالن عـن انتهـاء النزا‬
‫املسلح‪ .‬فوفقا للمادة (‪ )790‬من اتفاقية جنيف الثالثة‪ ،‬تلتزم أطراف النزاع مبا يلي‪:‬‬

‫أ) أن تعيـد أسـرى احلـرب املصـابني بـأمراض خطيـرة أو جـراح خطيـرة إلـى أوطاهنم بصـرف النظـر عن العدد أو الرتبة‪،‬‬
‫وذلك بعد أن ينالوا من الرعاية الصحية ما ميكنهم من السفر‪.‬‬

‫ب) تعمل أطراف النزا طوال مدة األعمال العدائية‪ ،‬ابلتعاون مـع الـدول اتحمايـدة املعنيـة‪ ،‬مـن أجـل تنظيم إيواء أسرى‬
‫احلرب املرضى واجلرحى‪.‬‬

‫ج) ال جيوز أن يعاد إىل الوطن ضد إرادته أثناء األعمال العدائية أي أسري حـرب جـريح أو مـريض مؤهل لإلعادة إىل‬
‫الوطن مبوجب الفقرة األوىل من هذه املادة‪ .‬والفئات الواجب إعـادهتم لـوطن فورا‪ ،‬اجلرحى واملرضى امليؤوس مـن‬
‫شـفائهم‪ ،‬والـذين يبـدو أن حـالتهم العقليـة أو البدنيـة قـد اهنـارت بشدة‪ ،‬كذلك اجلرحـى واملرضـى امليؤوس مـن‬
‫شـفائهم خـالل عـام طبقـاً للتوقعـات الطبيـة‪ ،‬وتتطلـب حـالتهم للعالج‪ ،‬ويبـدو أن حـالتهم العقليـة أو البدنيـة قـد‬
‫اهنـارت بشـدة؛ اجلرحـى واملرضـى الـذين تـم شـفاؤهم ولكن يبدو أن حالتهم العقلية أو البدنية قد ضعفت بشدة‬
‫وبصفة مستدمية‪.‬‬

‫أما الذين جيوز يوائهم ببلد حمايد فهم‪:‬‬

‫اجلرحى واملرضى الذين ينتظر شفاؤهم خالل عام من اتريخ اجلرح أو بدايـة املـرض‪ ،‬إذا كانـت معاجلتهم يف بلد‬
‫حمايد تدعو إىل توقع شفاء أضمن وأسر ‪.‬‬

‫(‪ )96‬املادة(‪ )12‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬


‫(‪ )91‬أسرى احلرب يف النزاعات املسلحة‪ ،‬مركز امليزان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪32‬‬

‫‪354‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫أسرى احلرب الذين تكون صحتهم العقليـة أو البدنيـة‪ ،‬طبقـاً للتوقعـات الطبيـة‪ ،‬مهـددة بشـكل خطيـر إذا استمر‬
‫أسرهم‪ ،‬وميكن أن مينع إيوائهم يف بلد حمايد هذا التهديد (‪.)92‬‬

‫كمـا يسـتفيد مـن اإلفـراج أسـرى احلـرب الـذين ُجتـرى حمـاكمتهم أو مـت إدانـتهم قضـائياً ويتقـرر هلـم احلق يف‬
‫إعـادهتم إلـى وطـنهم أو إيـوائهم فـي بلـد حمايـد‪ ،‬ميكـنهم اإلفـادة مـن هـذه التـدابري قبـل انتهـاء اتحماكمـة أو تنفيـذ العقوبـة إذا‬
‫وافقـت الدولـة احلـاجزة علـى ذلـك‪ .‬تتبـادل أطـراف النـزا أسـماء األسـرى الذين يتقرر احتجازهم لغاية انتهاء اتحماكمة أو‬
‫تنفيذ العقوبة (‪.)90‬‬

‫وتكـون نفقات إعادة األسـرى إىل وطنهم أو نقلهـم إىل بلد حمايـد على نفقة الدولـة اليت يتبع هلا األسرى‪ ،‬وفقا‬
‫للمادة(‪.)776‬‬

‫اثنيا‪ :‬اإلفراج عن األسرى عند انتهاء العمليات العدائية‬

‫جيب اإلفراج عـن أسرى احلرب ويعـادون إىل أوطاهنم دون إبطاء بعد انتهـاء األعمال العدائيـة الفعلية‪ ،‬يف حالـة‬
‫عـدم وجـود أحكـام تقضـي مبـا تقـدم فـي أي اتفاقيـة معقـودة بـني أطـراف النـزا بشـأن وضع هناية لألعمال العدائية‪ ،‬أو إذا‬
‫م تكـن هنـاك اتفاقيـة مـن هـذا النـو ‪ ،‬تضـع كـل دولـة مـن الـدول احلاجزة بنفسها وتنفـذ دون إبطـاء خطـة إلعـادة األسـرى‬
‫إلـى وطـنهم‪ .‬وجيـب فـي كلتـا احلـالتني إطـال أسـرى احلـرب علـى التـدابري املقـررة‪ .‬وتـوز تكـاليف إعـادة أسـرى احلـرب إلـى‬
‫أوطـاهنم علـى أي حـال بطريقة عادلة بني الدولة احلاجزة والدولة اليت يتبعها األسرى‪ .‬وهلذا الغرض‪ ،‬تراعـى املبـادئ التاليـة‬
‫يف هذا التوزيع‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا كانت الدولتان متجاوراتن‪ ،‬تتحمـل الدولـة التـي يتبعهـا األسـرى تكـاليف إعـادهتم إليهـا ابتـداءً مـن حدود الدولة‬
‫احلاجزة‪.‬‬

‫ب‪ -‬إذا كانت الدولتان غيـر متجاورتني‪ ،‬تتحمـل الدولـة احلـاجزة تكـاليف نقـل أسـرى احلـرب فـي إقليمهـا لغايـة حـدودها‬
‫أو إلـى أقـرب مينـاء إحبـار فيهـا ألراضـي الدولـة التـي يتبعهـا األسـرى‪ .‬أمـا فيمـا يتعلـق ببقيـة التكـاليف‪ ،‬فـإن األطـراف‬
‫املعنيـة تتفـق علـى توزيعهـا ابلعـدل فيمـا بينهـا‪ .‬وال جيـوز بـأي حـال أن يستخدم إبرام مثل هذا االتفاق لتربير أي أخري‬
‫يف إعادة أسرى احلرب إىل أوطاهنم (‪.)59‬‬

‫ووفقا للمادة (‪ ،)770‬عنـد اإلعـادة إلـى الـوطن‪ ،‬تـرد إلـى أسـرى احلـرب أي أشـياء ذات قيمـة تكـون قـد سحبت‬
‫منهم‪ ،‬وكذلك أي مبالغ بعمالت أجنبية م حتول إىل عملة الدولة احلاجزة‪.‬‬

‫(‪ )92‬املادة )‪ (779‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬


‫(‪ )90‬املادة(‪ )775‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬
‫(‪ )59‬املادة(‪ )772‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬

‫‪354‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫كما يسمح ألسرى احلرب أبن أيخذوا معهم أدواهتم الشخصية وأي مراسالت وطرود تكون قـد وصـلت إليهم‪.‬‬
‫وميكن حتديد وزن هذه األشياء إذا استدعت ذلك ظروف اإلعادة إىل الوطن‪ ،‬مبا ميكن ألسـري احلـرب أن حيملـه علـى حنـو‬
‫معقـول‪ ،‬ويـرخص فـي مجيـع األحـوال بـأن حيمـل سمسـة وعشـرين كيلـو غرامـاً علـى األقـل‪ .‬أمـا متعلقـات أسـري احلـرب‬
‫الشخصـية األخـرى‪ ،‬فإهنـا تتـرك فـي عهـدة الدولـة احلاجزة (‪.)57‬‬

‫اثلثا‪ :‬عادة األسري املتوىف لوطنه‪:‬‬

‫حسب املادة (‪ )141‬من التفاقية‪ ،‬نالحظ أهنا تؤكد على التايل‪:‬‬

‫‪ -7‬تدون وصااي أسرى احلرب حبيث تستويف شروط صالحيتها حسـب مقتضـيات تشـريع بلـدهم الـذي يتخذ التدابري‬
‫الالزمة إلحاطة الدولة احلاجزة علماً هبذه الشروط‪ ،‬وبناءً على طلب أسري احلرب‪.‬‬

‫‪ -9‬بعـد وفـاة األسـري‪ ،‬حتـول الوصـية دون إبطـاء إلـى الدولـة احلاميـة‪ ،‬وترسـل صـورة موثقـة طبـق األصل‪ ،‬إىل الوكالة املركزية‬
‫لالستعالمات‪.‬‬

‫‪ -3‬ترسل يف أقرب وقت إىل مكتب استعالمات أسرى احلرب ببلد املنشأ وفقاً للمـادة ‪ ،799‬شـهادات الوفـاة وفقـاً‬
‫للنمـوذج املرفـق هبـذه االتفاقيـة‪ ،‬أو قـوائم معتمـدة مـن ضـابط مسـئول أبسـماء مجيـع أسـرى احلرب الذين توفوا يف‬
‫األسر‪.‬‬

‫‪ -9‬جيـب أن تبـني فـي شـهادات الوفـاة أو قـوائم أسـماء املتـوفني معلومـات عـن اهلويـة ومكـان الوفـاة واترخيها وسبب‬
‫الوفاة‪ ،‬ومكان الدفن واترخيه‪ ،‬وكذلك مجيع املعلومات الالزمة لتمييز املقابر‪.‬‬

‫‪ -5‬جيب أن يسبق الدفن أو احلرق فحص طيب للجثة بقصـد إثبـات حالـة الوفـاة‪ ،‬والتمكـني مـن وضـع تقريـر‪ ،‬وإثبات‬
‫هويـة املتوىف عند اللزوم‪ .‬ويتعني على السلطات احلاجزة أن تتأكد من أن أسرى احلرب الذين توفوا يف األسر قد‬
‫دفنوا ابالحرتام الواجب‪ ،‬وإذا أمكـن طبقـاً لشـعائر ديـنهم‪ ،‬وان مقـابرهم حتتـرم وتصـان وميـز بكيفيـة مناسـبة مكـن مـن‬
‫االسـتدالل عليهـا يف أيوقت ‪ .‬وكلمـا أمكـن‪ ،‬يـدفن األسرى املتوفون الـذين يتبعـون دولـة واحـدة فـي مكـان واحـد‪.‬‬
‫يـدفن أسـرى احلـرب املتوفـون فـي مقـابر فردية‪ ،‬ابستثناء احلاالت اليت تستدعي فيها ظروف قهرية استخدام مقابر‬
‫مجاعية‪.‬‬

‫‪ -6‬تتحمـل الدولـة التـي تسـيطر علـى اإلقلـيم‪ ،‬إذا كانـت طرفـاً فـي االتفاقيـة‪ ،‬مسـئولية العنايـة هبـذه املقابر وتسجيل‬
‫كافـة التحركـات الالحقـة التـي تتعـرض هلـا اجلثـث‪ .‬وتنطبـق هـذه األحكـام أيضـاً علـى الرماد الذي حتفظه إدارة تسجيل‬

‫(‪ )57‬املادة(‪ )770‬من اتفاقية جنيف الثالثة‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫املقابر إىل أن يتم التصرف النهائي فيه بناءً على رغبة بلد املنشأ‪ .‬مـن انحيـة أخـرى‪ ،‬علـى الدولة احلـاجزة إجـراء حتقيـق‬
‫رسـمي عاجل بشـأن أي وفـاة أو جـرح خطري ألسـري حـرب تسـبب أو كـان يشـتبه فـي أنـه تسـبب عـن حـارس أو أسـري‬
‫حـرب آخـر أو أي شـخص آخر‪ ،‬وكذلك بشأن أي وفـاة ال يعرف سببها‪ .‬ويرسـل إخطار عن هذا املوضـو فوراً إىل‬
‫الدولـة احلامية‪ .‬وتؤخذ أقوال الشهود‪ ،‬وخصوصاً أقوال أسرى احلرب‪ ،‬ويرسل تقرير يتضمن هذه األقـوال إلـى الدولة‬
‫احلامية‪.‬‬

‫إذا أثبت التحقيق إدانة شخص أو أكثر‪ ،‬وجب على الدولـة احلـاجزة اختـاذ مجيـع اإلجـراءات القضـائية ضد‬
‫الشخص أو األشخاص املسئولني (‪.)59‬‬

‫خنلص مما سبق عرضه ىل التايل‪- :‬‬

‫األسر إجراء مؤقت‪ ،‬هدفه منع املقاتل يف املشاركة ابألعمال القتالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تتحمل الدولة احلاجزة املسؤولية القانونية عن أسرى احلـرب منـذ اعتقـاهلم‪ ،‬حتـى وفـاهتم أو حتريـرهم من األسر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أسرى احلـرب‪ ،‬ليسـوا جمـرمني‪ ،‬وال جيـوز حمـاكمتهم علـى أعمـاهلم القتاليـة أو القصـاص مـنهم‪ ،‬كمـا ال جيوز‬ ‫‪‬‬
‫استجواهبم أو التحقيق معهم‪.‬‬

‫تلتزم الدولة احلامية ابملعاملـة اإلنسـانية ألسـرى احلـرب‪ ،‬وابلتقيـد حبقـوقهم الـواردة فـي اتفاقيـة جنيـف الرابعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جيب على الدولة احلامية إعادة اجلرحى واملرضى إىل أوطاهنم على وجه السرعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫على أطـراف النـزا اإلفـراج عـن أسـرى احلـرب‪ ،‬فـور انتهـاء العمليـات القتاليـة‪ .‬أمـا إذا رفـض أحـد األطـراف بعد‬ ‫‪-‬‬
‫انتهـاء العمليات العسـكرية تسليم أسـرى احلرب للطـرف اآلخر‪" ،‬فإنـه يرتكب جرمية حـرب‪ ،‬حسـبما نـص‬
‫الربوتوكـول اإلضـايف األول التفاقيـات جنيـف لعـام ‪ ،7011‬وميثـاق اتحمكمـة اجلنائية" (‪.)53‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تقوق أسرى احلرب يف الربوتوكولني اإلضافيني‬

‫سنتناول فـي هذا املطلـب أهـم األحكام التـي تـم تناوهلا فـي الربوتوكـولني‪ ،‬حيث سـنتعرض حلقوق أسرى احلرب‬
‫فـي الربوتوكـول األول فـي الفـر األول‪ ،‬بينمـا الفـر الثـاين سـيعاجل حقـوق أسـرى احلـرب يف الربوتوكول الثاين‪.‬‬

‫(‪ )59‬املادة(‪ )797‬من اتفاقية جنيف الثالثة‬


‫(‪ )53‬معتصم عوض‪ ،‬الفلسطينيون‪ .‬حنو حتديث بنود القانون اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪359‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫الفرع األول‪ :‬تقوق أسرى احلرب يف الربوتوكول األول (‪)54‬‬

‫إن وأضا أسرى احلرب حتكمها اتفاقية جنيف الثالثة‪ ،‬وبعض أحكام الربوتوكـول األول (‪ .)55‬تطرقـت املادة‬
‫(‪ )77‬من الربوتوكول األول‪ ،‬وحتت عنوان محاية األشخاص إىل األحكام التالية‪:‬‬

‫‪ -7‬حظر املساس ابلصحة والسالمة البدنية والعقلية لألشخاص الذين هم فـي قبضـة اخلصـم أو يـتم احتجازهم أو‬
‫اعتقاهلم أو حرماهنم أبية صورة أخرى من حرايهتم‪ .‬وكذلك حيظـر تعـريض األشـخاص املشـار إلـيهم فـي هـذه‬
‫املـادة ألي إجـراء طبـي ال تقتضيه احلالـة الصـحية للشـخص املعنـي وال يتفـق مع املعايري الطبية املرعية اليت قد‬
‫يطبقها الطرف الذي يقـوم بـاإلجراء علـى رعايـاه املتمتعـني بكامـل حريتهم يف الظروف الطبية املماثلة (‪.)56‬‬

‫‪ -9‬وحيظر بصفة خاصة أن جيرى هلؤالء األشـخاص ولو مبوافقتهم‪ ،‬عمليات البرت‪ ،‬والتجـارب الطبيـة أو العلميـة‪،‬‬
‫واستئصـال األنسـجة واألعضـاء بغيـة زرعهـا (‪ .)51‬وال يسـتثىن مـن ذلـك‪ ،‬إال فـي حالـة التبـر ابلـدم لنقلـه أو التبـر‬
‫ابألنسـجة اجللديـة السـتزراعها شـريطة أن يـتم ذلـك بطريقـة طوعيـة وبـدون قهـر أو غوايـة‪ .‬وان جيـرى ألغـراض‬
‫عالجيـة فقـط وبشـروط تتفـق مع املعايري والضوابط الطبية املرعية عادة وابلصورة اليت تكفل صاحل كل من املترب‬
‫واملترب له‪.‬‬

‫‪ -3‬يعد انتهاكاً جسيماً هلذا امللحـق "الربوتوكـول" كـل عمـل عمـدي أو إحجـام مقصـود ميـس بدرجـة ابلغـة ابلصـحة أو‬
‫ابلسـالمة البدنيـة أو العقليـة ألي مـن األشـخاص الـذين هـم فـي قبضـة طـرف غيـر الطرف الذي ينتمون إليه‬
‫وخيالف اتحمظورات‪.‬‬

‫‪-9‬حيـق لألشـخاص املشـار إلـيهم فـي الفقـرة األوىل رفـض إجـراء أيـة عمليـة جراحيـة هلـم‪ .‬ويسـعى أفـراد اخلدمات الطبيـة‪.‬‬
‫يف حالة الـرفض‪ ،‬إىل احلصول علـى إقرار كتاي بـه يوقعه املـريض أو جييزه‪.‬‬

‫مـن اجلـدير ذكـره أن الربوتوكـول األول‪ ،‬قـد خـص الوضـع القـانوين للمقاتـل وأسـرى احلـرب‪ ،‬ابملادة(‪ ،)99‬وهي‬
‫مادة تفصـيلية حتتـوي العديـد مـن األحكـام‪ ،‬فـي جمـال توسـع نطـاق أسـرى احلـرب‪ ،‬وإدماج عناصر املقاومة املسلحة‪ ،‬حتت‬
‫محاية اتفاقية جنيف الثالثة‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل التايل‪:‬‬

‫‪ ‬يعد كل مقاتل ممن وصفتهم املادة (‪ )93‬أسري حرب إذا ما وقع يف قبضة اخلصم‪.‬‬

‫(‪ )59‬اللحق" الربوتوكول "األول اإلضايف إىل اتفاقيات جنيف املعقودة يف‪ 79‬آب‪ /‬أغسطس ‪ 7090‬املتعلق حبماية ضحااي املنازعات الدولية املسلحة‬
‫(‪ )55‬حيدر كاظم عبد علي السرايوي‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان‪ :‬محاية النساء واألطفال أثناء النزاعات املسلحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪06‬‬
‫(‪ )56‬املادة(‪ )7/77‬من الربوتوكول األول‬
‫(‪ )51‬املادة(‪ )9/77‬من الربتوكول األول‬

‫‪351‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫‪ ‬االفرتاض يف الشخص الذي يشارك يف األعمال العدائية ويقـع فـي قبضـة اخلصـم أنـه أسـري حـرب‪ ،‬ومن مث فإنه يتمتع‬
‫حبماية االتفاقية الثالثة إذا ادعى أنه يستحق وضـع أسـري احلـرب‪ .‬إذا مـا ثـار شـك حـول اسـتحقاقه هلـذا الوضـع‪،‬‬
‫وابلتـايل يبقـى مسـتفيداً مـن محايـة االتفاقيـة الثالثـة وهـذا امللحـق "الربوتوكول" حىت ذلك الوقت الذي تفصل يف وضعه‬
‫(‪)52‬‬
‫حمكمة خمتصة‪ .‬ومـن ثـم يعامـل كأسـري حـرب يف حالة الشك يف وضعه القانوين‪.‬‬

‫مـن أهـم مـا مييـز الربوتوكـول فـي جمـال التعـاطي مـع أسـرى احلـرب‪ ،‬اعتبـاره أن مقـاتلي حركـات التحـرر‪ ،‬ال‬
‫يكتسـبون وضـع األشـخاص اتحمميـني‪ ،‬إال إذا تبـني أو قـررت حمكمـة خمتصـة‪ ،‬أهنم ال يستوفون الشروط اليت تؤهلهم لوضع‬
‫(‪)50‬‬
‫أسري احلرب‪.‬‬

‫فاألصل أن يتم التعامل مع مقاتلي حركات التحريـر كأسـر ى حـرب‪ ،‬إذا مـا وقعوا فـي قبضـة العـدو (‪ .)69‬ما م‬
‫يتبني العكس‪ ،‬أو ما م ِ‬
‫تقض حمكمة خمتصة خبالف ذلك‪.‬‬

‫ولكن يف مقابل ذلك‪ ،‬واجب الربوتوكول على املقاتلني االمتثال لقواعد القانون الدويل التـي تطبـق فـي النزاعات‬
‫املسلحة‪.‬‬

‫من انحية أخرى يكتسب صفة أسري احلرب من يقع يف قبضة العـدو مـن أفـراد املقاومة‪ ،‬حتـى لـو لـم يكن‬
‫مشتبكا يف هجوم‪.‬‬

‫من اجلدير ذكره أن الربوتوكول األول قـد أكد علـى ضرورة مييـز املقاتلني عـن املدنيني فـي املنازعات املسلحة‪ ،‬بيد‬
‫أن خمالفة هذه األحكـام ال حتـرم املقاتـل حقـه فـي أن يعـد مقـاتالً‪ ،‬أو أن يعـد أسري حرب إذا ما وقع يف قبضة اخلصم‪.‬‬

‫كمـا أعطـى الربوتوكـول احلـق لألسـري ابلتمسـك بصـفة أسـري حـرب عنـد قيـام اخلصـم مبحاكمتـه عـن جرمية انمجة‬
‫عن األعمـال القتاليـة‪ ،‬ولـه أن يثبـت حقـه فـي وضـع أسـري احلـرب أمـام حمكمـة قضـائية وان يطلـب البـت فـي هـذه املسـألة‪،‬‬
‫وذلـك إذا لـم يعامـل كأسـري حـرب‪ .‬وجيـب أن يـتم هـذا البـت قبـل إجراء اتحماكمـة عن اجلرميـة كلما سـمحت بذلك‬
‫اإلجـراءات املعمول هبـا‪ .‬ويكون ملمثلـي الدولـة احلامية احلق يف حضور اإلجراءات اليت جيرى أثناءها البت يف هذا املوضو‬
‫ما لـم تتطلـب دواعـي أمـن الدولـة اختـاذ هـذه اإلجـراءات اسـتثناء بصـفة سـرية‪ .‬وتقـوم الدولـة احلـاجزة فـي مثـل هـذه احلالـة‬
‫إبخطار الدولة احلامية بذلك‪.‬‬

‫جدير ذكره أن احلقوق الواردة يف الربوتوكول األول‪ ،‬واخلاصة مبعاملة أسرى احلـرب مثـل "ضـماانت احلد األدىن‬
‫من احلقوق اليت يقع على أطراف النزا مسؤولية مراعاهتا أثناء النزاعات املسلحة" (‪.)67‬‬

‫(‪ )52‬حيدر كاظم عبد علي السرايوي‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان‪ :‬محاية النساء واألطفال أثناء النزاعات املسلحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪799‬‬
‫(‪ )50‬فريتس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل للقانون الدويل اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪10‬‬
‫(‪ )69‬املادة(‪ )7/99‬من الربتوكول األول‬

‫‪357‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقوق أسرى احلرب يف الربوتوكول الثاني‪62‬‬

‫جاء هذا الربوتوكول لغاايت محاية املـدنيني فـي النزاعـات غيـر الدوليـة‪ ،‬وميثـل قفـزة نوعيـة فـي جمـال تطـور القـانون‬
‫الـدويل اإلنسـاين‪ ،‬السـيما وان النزاعـات غيـر الدوليـة‪ ،‬التـي تكـون فـي بعـض األحيـان أشد فتكا وتدمرياً من النزاعات‬
‫الدولية (‪.)63‬‬

‫لـم يتضـمن الربوتوكـول الثـاين أيـة أحكـام تتعلـق أبسـر ى احلـرب‪ ،‬بـل نظـم بعـض األحكـام التـي تتعلـق بـ املعتقلني‬
‫واتحمتجـزين‪ ،‬رغـم أن الربوتوكـول الثـاين اخلـاص ابلنزاعـات املسـلحة غيـر الدوليـة "الداخلية"‪ ،‬تعترب بعض أحكامه ثوره يف‬
‫ميدان القانون الدويل العام (‪" ،)69‬إال أنـه يعـاين قصـورا واضـحا فـي جمـال التعـاطي مـع أسـرى احلـرب‪ .‬خاصـة أن احلقـوق‬
‫واألحكام الـواردة فيـه ال تتعلـق أبسـرى احلـرب‪ ،‬خاصـة وان وضـع أسـري احلـرب ال ينطبـق علـى النزاعـات غيـر الدوليـة‪،‬‬
‫ولكـن ذلـك ال مينـع أطـراف النـزا أن يقـرروا‪ ،‬مكـني األشـخاص الـذين يلقـى القـبض عليـه االسـتفادة مـن القواعد‬
‫والضماانت نفسها اليت يتمتع هبا أسري احلرب (‪.")65‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬تقوق املعتقلني‬

‫أجـازت اتفاقيـة جنيـف الرابعـة اعتقـال املـدنيني‪ ،‬لغايـات األمـن‪ ،‬األمـر الـذي يتطلـب حتديـد مفهـوم املدنيني‪.‬‬

‫فإذا مت استثناء املقاتلني ابلشروط املنصوص عليها يف اتفاقية الهاي يف مادهتـا األوىل (شـرط القائـد املسئول عن‬
‫اتبعيه‪-‬العالمة املميزة اليت ترى عن بعد‪-‬محل السالح ظاهرا‪-‬احتـرام قـوانني وأعراف احلـرب)‪ .‬فان سـواهم مبفهـوم املخالفـة‬
‫هـم املـدنيون‪ ،‬وهـذا مـا أكـده الربوتوكـول األول لعـام ‪ ،7011‬حيث اعترب أن األشخاص غري اتحماربني هم مدنيون (‪.)66‬‬

‫لقـد أسـهمت اتفاقيـة جنيـف الرابعـة فـي محايـة املعتقلـني املـدنيني‪ ،‬وتناولت كـل جوانـب االعتقـال مـن الناحية‬
‫احلياتية والثقافية والدينية مبـا فيهـا – بـالطبع‪ -‬ظـروف اعتقـاهلم واألمـاكن التـي يوضـعون هبـا‪ ،‬وحقـوقهم مـن‪ :‬مأكـل‪،‬‬
‫وملـبس‪ ،‬واتصـاهلم ابلعـام اخلـارجي‪ ،‬وحـال اعتقـال العائلـة أبكملهـا وحقهـا فـي حياة مشرتكة (‪.)61‬‬

‫(‪ )67‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقاهتا يف األراضي الفلسطيين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪732‬‬
‫‪69‬الربتوكول اإلضايف الثاين اللحق ابتفاقات جنيف املعقودة يف ‪ 79‬آب‪/‬أغسطس ‪ 7090‬واملتعلق حبماية ضحااي املنازعات املسلحة غري الدولة اعتمد وعرض‬
‫للتوقيع والتصديق واالنضمام من قبل املؤمر الدبلوماسي وذلك بتاريخ ‪ 2‬حزيران‪/‬يونيه ‪ 7011‬اتريخ بدء النفاذ‪ 1 :‬كانون األول ‪/‬ديسمرب ‪ ،7012‬وفقا ألحكام‬
‫املادة ‪93‬‬
‫(‪ )63‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املد لعام ‪ 7090‬وتطبيقاهتا يف األراضي الفلسطيين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪799‬‬
‫(‪ )69‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املد لعام ‪ 7090‬وتطبيقاهتا يف األراضي الفلسطيين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪799‬‬
‫(‪ )65‬حيدر كاظم عبد على السرايوى‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان‪ :‬محاية النساء واألطفال أثناء النزاعات املسلحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪799‬‬
‫(‪ )66‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقها يف األراضي مرجع سابق‪ ،‬ص ‪772&771‬‬
‫(‪ )61‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقاهتا يف األراضي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪739‬‬

‫‪350‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫يتعرض هذا املبحث حلقوق املعتقلني املدنيني يف مطلبني‪:‬‬

‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬حقوق املعتقلني يف اتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫‪ ‬املطلب الثاين‪ :‬حقوق املعتقلني يف الربوتوكولني اإلضافيني‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تقوق املعتقلني يف اتفاقية جنيف الرابعة‬

‫الفرع األول‪ :‬احاعتقال واحملاكمة‬

‫أول‪ :‬العتقال‬

‫وفقا التفاقية جنيف الرابعة اخلاصة حبماية املدنيني‪ ،‬جيوز لدولـة االحـتالل اعتقـال أي شـخص يلحـق الضـرر‬
‫بدولـة االحـتالل أو االعتـداء علـي أفـراد قواهتـا املسـلحة أو تشـكيل خطـر مجـاعي أو اعتـداء خطري على ممتلكات قوات‬
‫إدارة االحتالل أو على املنشآت اليت تستخدمها (‪.)62‬‬

‫وقـد اسـتند اعتقـال املـدنيني علـى مبـدأ الضـرورة‪ ،‬الـذي يتنـاقض مـع مبـدأ اإلنسـانية‪ ،‬ولكـن جيـب أال تؤخـذ‬
‫الضـرورة علـى إطالقهـا أو التوسـع هبـا‪ ،‬فالضـرورة تقـدر بقـدرها (‪ .)60‬كمـا أن إعطـاء املشـروعية لدولة االحتالل‪ ،‬ابالعتقال‬
‫على خلفية االعتداء على قواهتا املسلحة‪ ،‬أو ممتلكاهتا‪ ،‬أو منشـاهتا‪ ،‬يتنـاقض بشـكل صـارخ مـع حـق الشـعوب اخلاضـعة‬
‫لالحـتالل‪ ،‬ابملقاومة‪ ،‬والنضـال مـن أجـل حريتهـا وتقرير مصريها‪.‬‬

‫لـذا يعكـس مـا جـاء يف القـانون الـدويل اإلنساين مـن حق الشـعوب اتحمتلـة يف املقاومة والنضال لتقرير مصريها من‬
‫زاوية‪ ،‬وإعطاء الشرعية لسلطة االحتالل مبحاكمتهم‪ ،‬تناقضا واضحا‪.‬‬

‫األمر الذي دفع أحـد البـاحثني إلثـارة سـؤال مشـرو " كيـف وملـاذا أجـازت اتفاقيـة جنيـف الرابعـة لدولـة‬
‫االحتالل اعتقال من يشكل خطرا على أمنها؟"(‪.)19‬‬

‫(‪ )62‬املادة(‪ )62‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬


‫(‪ )60‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقها يف األراضي الفلسطينية اتحمتلة مرجع سابق‪ ،‬ص ‪772‬‬
‫(‪ )19‬معتصم عوض‪ ،‬الفلسطينيون‪ .‬حنو حتديث بنود القانون اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪355‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫اثني ا‪ :‬اإلبالغ عن املعتقلني‬

‫على الدولـة احلـاجزة أن تقـوم مبجـرد اعتقـال أشـخاص حمميـني بـإبالغهم وإبالغ الدولـة التـي هـم مـن رعاايها‬
‫والدولـة احلاميـة هلـم ابلتـدابري املقـررة لتنفيـذ أحكـام هـذا الفصـل‪ ،‬وتـبلغهم كـذلك بـأي تعـديالت تطرأ على هذه التدابري‬
‫(‪.)17‬‬

‫كمـا يسـمح لكـل شـخص معتقـل‪ ،‬مبجـرد اعتقالـه أو خـالل أسـبو واحـد علـى األكثـر مـن وصـوله إلـى أحـد‬
‫املعـتقالت‪ ،‬بـأن يرسـل إلـى عائلتـه مباشـرة واىل الوكالـة املركزيـة بطاقـة اعتقـال مماثلـة إن أمكـن للنموذج امللحق هبذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬إلخطارها عن اعتقاله وعنوانه وحالته الصحية‪ .‬وترسـل هـذه البطاقـات أبسـر مـا ميكـن وال جيـوز تعطيلهـا بـأي‬
‫حـال (‪ .)19‬ويسـمح هلـم إبرسـال وتلقـي الرسـائل والبطاقـات‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك هلم أن يتلقوا ابلربيـد أو بـأي وسـيلة‬
‫أخـرى‪ ،‬الطـرود الفرديـة أو الرسـاالت اجلماعيـة اليت حتتوي علـى األغذيـة واملالبـس واألدويـة والكتـب واألدوات الالزمـة‬
‫لتلبيـة احتياجـاهتم الدينيـة أو الدراسية أو الرتفيهية‪ .‬وترسل إمدادات اإلغاثة الطبية يف طرود مجاعية (‪.)13‬‬

‫اثلث ا‪ :‬حظر التعذيب للحصول على معلومات‬

‫حيظر ممارسة أي إكراه بدين أو معنـوي إزاء األشـخاص اتحمميـني‪ ،‬خصوصـا هبـدف احلصـول علـى معلومات منهم أو من‬
‫غريهم‪ ،‬وفقا للمادة(‪.)37‬‬

‫رابعا‪ :‬حماكمة املعتقلني‬

‫كمـا أعطـت اتفاقيـة جنيـف الرابعـة احلـق لسـلطة االحـتالل ابعتقـال املـدنيني "املناضـلني فـي وجـه االحـتالل‬
‫وحمـاكمتهم‪ ،‬زادت الطـني بلـة‪ ،‬إبعطـاء سـلطة االحـتالل مشـروعية حماكمـة املعتقلـني أمـام حماكم عسكرية‪ .‬وتعطى األولوية‬
‫يف اتحماكمات للنساء‪ ،‬هبدف وضع حد العتقـال هـؤالء النسـاء فـي أسر وقت"(‪.)19‬‬

‫فحسـب املـادة (‪ )11‬من التفاقية‪ ،‬جيوز حماكمة املـدنيني أمام حماكم عسكرية‪ ،‬وفقـا للضوابط التالية‪:‬‬

‫‪ -7‬عقد اجللسات يف اإلقليم اتحمتل‪.‬‬

‫‪ -9‬خضو قرارات حمكمة أول درجة لالستئناف‪.‬‬

‫(‪ )17‬املادة (‪ )795‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬


‫(‪ )19‬املادة (‪ )796‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫(‪ )13‬املادة(‪ )792‬اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫(‪ )19‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقها يف األراضي مرجع سابق‪ ،‬ص‪979‬‬

‫‪911‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫‪ -3‬تلتزم اتحماكم بتطبيق القوانني النافذة يف اإلقليم قبل االحتالل‪.‬‬

‫فيمـا املـادة (‪ )61‬أكدت على أن تكـون العقوبـة متناسـبة مـع الـذنب املقتـرف‪ .‬أخـذا ابالعتبـار أن الشخص‬
‫املتهم ليس من رعااي دولة االحتالل‪ ،‬وليس مدينا هلا ابلوالء (‪.)15‬‬

‫فحسـب االتفاقيـة جيـوز لدولـة االحـتالل حماكمـة املعتقلـني‪ " ،‬لكـن عليهـا أن تـوفر لـه الضـماانت التـي أقرت هبا‬
‫االتفاقية نفسها" (‪.)16‬‬

‫إن السؤال املثار يف هذا اإلطار‪ ،‬هل يقبل عقال إعطاء سلطة االحـتالل احلـق فـي حماكمـة املـدنيني الذين يناضلون ضدها؟‬
‫هل يوجد ضماانت تحمكمة عسكرية مشكلة‪ ،‬وخاضعة لسلطة االحتالل؟ ‪.‬‬

‫نـرى أن إعطاء احلق لدولة االحتالل ابعتقال وحماكمـة املدنيني اخلاضعني لالحتالل‪ ،‬من أبرز العيـوب والثغـرات‬
‫ُ‬
‫فـي القـانون الـدويل اإلنسـاين‪ ،‬وتتحـول الثغـرة إلـى هـوة واسـعة فـي حـاالت االحـتالل طويل األمد‪ ،‬كما هو احلال ابلنسبة‬
‫(‪)11‬‬
‫لالحتالل اإلسرائيلي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقوق املعتقلني أثناء احاعتقال‬

‫مـن املفيـد اإلشـارة ابتـداء إلـى أن النظـام الـذي تـنص عليـه اتفاقيـة جنيـف الرابعـة فـي جمـال معاملـة املعتقلني" مياثل‬
‫إىل حد بعيد نظام احتجاز أسرى احلرب املبني يف االتفاقية الثالثة" (‪.)12‬‬

‫‪ -7‬الحتفـاظ ابألهليـة املدنيـة‪ :‬حيـتفظ املـدنيون بكامـل أهليـتهم املدنيـة وميارسـون احلقـوق املرتتبـة على ذلك بقدر ما‬
‫تسمح به حالة االعتقال (‪.)10‬‬

‫‪ -9‬اإلعالـة اجملانيـة للمعتقلـني وأسرهم‪ :‬تلتـزم أطـراف النـزا التـي تعتقـل أشخاصـا حمميـني إبعـالتهم جماانً وكذلك بتوفري‬
‫الرعاية الطبية اليت تتطلبها حـالتهم الصـحية‪ .‬وال ختصـم املصـاريف املخصصـة لسـد حاجـات املعتقلـني فـي‬
‫جمـاالت اإلعالـة والرعايـة الصـحية مـن خمصصـات املعتقلـني أو رواتـبهم أو مستحقاهتم‪ .‬كمـا أن االتفاقيـة ألزمـت‬

‫(‪ )15‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعـة حلمايـة املـدنيني لعـام ‪ 7090‬وتطبيقهـا فـي األراضـي الفلسـطينية اتحمتلة‪ ،‬ط‪ ،7‬غزة‪ ،‬مطابع اهليئة اخلريية‪،‬‬
‫‪ ،9999‬ص ‪991‬‬
‫(‪ )16‬معتصم عوض‪ ،‬الفلسطينيون‪ .‬حنو حتديث بنود القانون اإلنساين‪ ،‬جريدة القدس‪ 95 ،‬نوفمرب ‪9990‬‬
‫(‪ )11‬رأينا اخلاص‬
‫(‪ )12‬فرتيس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل إىل القانون الدويل اإلنساين مرجع سابق‪ ،‬ص‪10‬‬
‫(‪ )10‬املادة(‪ )2‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬

‫‪911‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫الدولـة احلـاجزة أن تعـول األشـخاص الـذين يعـوهلم املعتقلون (‪ ،)29‬خاصة إذا م يكن لديهم وسيلة عيش أخرى‬
‫وغري قادرين على الكسب (‪.)27‬‬

‫‪ -3‬وحدة األسرة‪ :‬جتمع الدولة احلاجزة بقدر اإلمكان املعتقلني معا تبعـا جلنسـيتهم ولغـتهم وعـاداهتم‪ .‬وال يفصـل‬
‫املعتقلـون مـن رعايـا البلـد الواحـد جملـرد اخـتالف لغـاهتم‪ .‬كمـا أكـدت االتفاقيـة علـى جتمـع أفـراد العائلـة الواحـدة‪،‬‬
‫وخباصـة الولدان واألطفـال‪ ،‬معـا فـي معتقـل واحد طـوال مـدة االعتقـال‪ .‬كما أجـازت االتفاقيـة للمعتقلـني أن‬
‫يطلبـوا أن يعتقـل معهـم أطفـاهلم املرتوكـون دون رعايـة عائليـة‪ .‬وجيمـع أفراد العائلة الواحدة املعتقلون كلما أمكـن‬
‫فـي املبنـى نفسـه‪ ،‬وخيصـص هلـم مكـان إقامـة منفصـل عـن بقية املعتقلني‪ ،‬وجيب توفري التسهيالت الالزمة هلم‬
‫للمعيشة يف حياة عائلية (‪.)29‬‬

‫‪ -9‬مكـان العتقـال‪ :‬ال جيـور للدولـة احلـاجزة أن تقـيم املعـتقالت فـي منـاطق معرضـة بشـكل خـاص ألخطـار احلـرب‪.‬‬
‫وألزمتها االتفاقيـة أن تقـدم الدولـة احلـاجزة مجيـع املعلومـات املفيـدة عـن املوقـع اجلغرافـي للمعـتقالت إلـى الـدول‬
‫املعاديـة عـن طريـق الـدول احلاميـة‪ .‬ميـز معسـكرات االعتقـال كلمـا مسحت االعتبـارات احلربيـة بـذلك‪ ،‬بـاحلر فني‬
‫(‪ ،)IC‬اللـذين يوضـعان بكيفيـة جتعلهمـا واضـحني جـالء يف النهار من اجلو‪ .‬على أنه جيوز للدولـة املعنيـة أن‬
‫تتفـق علـى وسـيلة أخـرى للتمييـز‪ .‬وال مييـز أي مكان آخر خالف معسكر االعتقال هبذه الكيفية (‪.)23‬‬

‫‪ -5‬فصـل املعتقلـني احمميـني عـن سـواهم‪ :‬كـون املعتقلـني فـي زمـن النزاعـات املسـلحة‪ ،‬خيضـعون حلمايـة االتفاقيـة‪ ،‬فقـد‬
‫وأجبـت فصـل املعتقلـني مـن جهـة اإلقامـة واإلدارة عـن أسـرى احلـرب وعـن األشخاص املسلوبة حريتهم ألي‬
‫سبب آخر (‪.)29‬‬

‫‪ -6‬شروط مراكز العتقال‪ :‬من واجب الدولة احلاجزة أن تتخذ مجيع التدابري الالزمة واملمكنـة لتوفري الضماانت التالية‪:‬‬

‫أ) إيواء األشخاص اتحمميني منذ بدء اعتقاهلم يف مبان أو أماكن‪.‬‬

‫ب) أن تتـوافر فـي املعـتقالت كـل الشـروط الصـحية وضـماانت السـالمة وتكفـل احلمايـة الفعالـة مـن قسوة املناخ وأاثر‬
‫احلرب‪.‬‬

‫(‪ )29‬املادة(‪ )27‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬


‫(‪ )27‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعـة حلمايـة املـدنيني لعـام ‪ 7090‬وتطبيقهـا فـي األراضـي الفلسـطينية اتحمتلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪939‬‬
‫(‪ )29‬املادة(‪ )29‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫(‪ )23‬املادة (‪ )23‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫(‪ )29‬املادة(‪ )29‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬

‫‪914‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫ج) ال جيـوز بـأي حـال وضـع أمـاكن االعتقـال الـدائم فـي منـاطق غيـر صـحية أو أن يكـون مناخهـا ضـارً بـاملعتقلني‪.‬‬
‫وفـي مجيـع احلـاالت التـي يعتقـل فيهـا أشـخاص حمميـون بصـورة مؤقتـة فـي منطقة غري صحية أو يكون مناخها‬
‫ضار ابلصـحة‪ ،‬يتعـني نقلهـم أبسـر مـا تسـمح بـه الظـروف إىل معتقل ال خيشى فيه من هذه املخاطر‪.‬‬

‫د) جيب أن تكون املباين حممية ماما مـن الرطوبة‪ ،‬وكافية التدفئة واإلضاءة‪ ،‬وخباصة بـني الغسق وإطفاء األنوار‪.‬‬

‫ه) جيـب أن تكـون أمـاكن النـوم كافيـة االتسـا والتهويـة‪ ،‬وان يـزود املعتقلـون بـالفراش املناسـب واألغطية الكافية‪ ،‬مع‬
‫مراعاة املناخ وأعمال املعتقلني وجنسهم وحالتهم الصحية‪.‬‬

‫و) تـوفري مرافـق صـحية هنـارا ولـيال مطابقـة للشـروط الصـحية وفـي حالـة نظافـة دائمـة‪ .‬ويـزودون بكميات من املاء‬
‫والصـابون كافية الستعماهلم اليومي ونظـافتهم وغسل مالبسهم اخلاصـة‪ ،‬وتوفر هلم املرافق والتسهيالت الالزمة‬
‫هلذا الغرض‪ .‬كما توفر هلم احلمامات‪.‬‬

‫ز) إاتحة الوقت الالزم لالغتسال وأعمال النظافة‪.‬‬

‫ح) إيـواء النسـاء املعـتقالت اللـوايت ال ينتمـني إلـى وحـدة أسـرية فـي املعتقـل نفسـه الـذي يعتقـل فيـه الرجال‪ ،‬يتعني بشكل‬
‫ملزم ختصيص أماكن نوم منفصلة ومرافق صحية خاصة هلن (‪.)25‬‬

‫‪ -1‬قامة الشعائر الدينية‪ :‬على الدولـة احلـاجزة أن تضـع حتـت تصـرف املعتقلـني‪ ،‬أيـا كانـت عقيـدهتم‪ ،‬األماكن املناسبة‬
‫إلقامة شعائرهم الدينية (‪.)26‬‬

‫‪ -2‬تـوفري املقاصـف‪ :‬مـا لـم تتـوفر للمعتقلـني تسـهيالت أخـرى مناسـبة‪ ،‬تقـام مقاصـف (كنتينـات) يف كل معتقل‪،‬‬
‫لتمكينهم من احلصول أبسعار ال تزيد أبي حال عن أسعار السـوق اتحمليـة علـى األغذيـة واملسـتلزمات اليوميـة‪ ،‬مبـا‬
‫فيهـا الصـابون والتبـغ‪ ،‬التـي مـن شـأهنا أن تـوفر هلـم شـعورا متزايـدا ابحليـاة والراحة الشخصية‪ .‬وتود أرابح‬
‫املقاصف يف صندوق خاص للمسـاعدة‪ ،‬ينشـأ فـي كـل معتقـل ويـدار لصاحل املعتقلـني املوجـودين فـي املعتقل‬
‫املعنـي‪ .‬وللجنـة املعتقلـني املنصوص عليهـا فـي املـادة ‪ 799‬حق اإلشراف على إدارة املقاصف وإدارة هذا‬
‫الصندوق‪.‬‬

‫‪ -0‬تـوفري ـخـاب للمعتقلـني‪ :‬تنشـأ فـي مجيع املعـتقالت املعرضـة للغـارات اجلويـة وأخطار احلـرب األخـرى‪ ،‬خمـابئ مناسـبة‬
‫وبعـدد كـاف لتـأمني احلمايـة الالزمـة‪ .‬وفـي حـاالت اإلنـذار ابلغـارات‪ ،‬يسـمح للمعتقلني ابللجوء إليهما أبسر ما‬
‫ميكن‪ .‬كما جيب أن تتخذ االحتياطـات الكافيـة فـي املعـتقالت ملنـع أخطار احلريق (‪.)21‬‬

‫(‪ )25‬املادة(‪ )25‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬


‫(‪ )26‬املادة(‪ )26‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬

‫‪914‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫‪ -79‬الغـذاء وامللـبس‪ :‬تكـون اجلرابـة الغذائيـة اليوميـة للمعتقلـني كافيـة مـن حيـث كميتهـا ونوعيتهـا وتنوعها حبيث تكفل‬
‫التوازن الصحي الطبيعي ومنع اضطراابت النقص الغذائي‪ ،‬ويراعى كذلك النظام الغـذائي املعتـاد للمعتقلـني‪.‬‬
‫تعطـى للمعتقلـني الوسـائل التـي مكـنهم مـن أن يعـدوا ألنفسـهم أي أطعمة إضافية تكون يف حوزهتم‪ .‬ويزودوهنم‬
‫بكميات كافية من ماء الشـرب‪ .‬ويـرخص هلـم ابسـتعمال التبغ‪ .‬تصرف للعمال من املعتقلني أغذية إضافية‬
‫تتناسـب مـع طبيعـة العمـل الـذي يؤدونـه‪ .‬وتصـرف للحوامـل واملرضـعات ولألطفـال دون اخلامسـة عشرة أغذيـة‬
‫إضـافية تتناسـب مـع احتياجات أجسامهم (‪.)22‬‬

‫‪ -77‬كمـا تلزم الدولـة احلاجزة أبن تـوفر للمعتقلني عنـد القبض عليهم مجيـع التسهيالت للتزود ابملالبس واألحذية‬
‫وغيارات املالبـس‪ ،‬وللحصـول فيمـا بعـد علـى هـذه األشـياء عنـد احلاجـة‪ .‬وإذا كان املعتقلون ال ميلكون مالبس‬
‫كافيـة مالئمـة للمنـاخ وال يسـتطيعون احلصـول عليهـا‪ ،‬وجـب علـى الدولة احلـاجزة أن تـزودهم هبـا جمانـا‪ .‬جيـب أال‬
‫تكـون املالبـس التـي تصـرفها الدولـة احلـاجزة للمعتقلـني والعالمـات اخلارجيـة التـي جيـوز هلـا وضـعها علـى مالبسـهم‬
‫خمزيـة أو تعرضـهم للسـخرية‪ .‬يصـرف للعمال زي للعمل‪ ،‬يشمل مالبس الوقاية املناسبة‪ ،‬كلما تطلبت طبيعة‬
‫العمل ذلك (‪.)20‬‬

‫‪ -79‬احلقوق الصحية‪ :‬توفر يف كل معتقل عيـادة مناسـبة‪ ،‬يشـرف عليهـا طبيـب مؤهـل وحيصـل فيهـا املعتقلـون علـى مـا‬
‫حيتاجونـه مـن رعايـة طبيـة وكـذلك علـى نظـام غـذائي مناسـب‪ .‬وختصـص عنـابر لعزل املصابني أبمراض معدية أو‬
‫عقلية‪ .‬يعهـد حبـاالت الـوالدة واملعتقلني املصـابني بـأمراض خطيـرة أو الـذين تسـتدعي حـالتهم عالجـات خاصـة‪،‬‬
‫أو عمليـة جراحيـة أو عالجـا ابملستشـفى‪ ،‬إلـى أي منشـأة يتـوافر فيهـا العـالج املناسـب وتقـدم هلم فيها رعاية ال‬
‫تقل عن الرعاية اليت تقدم لعامة السكان‪.‬‬

‫‪ -73‬يفضـل أن يقـوم علـى عـالج املعتقلـني موظفـون طبيـون مـن جنسيتهم‪ .‬ال جيوز منع املعتقلني من عرض أنفسهم‬
‫على السلطات الطبية للفحـص‪ .‬وتصـرف السـلطات الطبيـة ابلدولـة احلاجزة لكـل شخص معتقل‪ ،‬بنـاء على‬
‫طلبه‪ ،‬شـهادة رمسية تبني فيهـا طبيعة مرضه أو إصابته‪ ،‬ومدة العـالج والرعايـة التـي قـدمت لـه‪ .‬وترسـل صـورة مـن‬
‫هـذه الشـهادة إلـى الوكالـة املركزيـة املنصـوص عليهـا فـي املـادة(‪ )799‬تكـون معاجلـة املعتقلـني‪ ،‬وكـذلك تركيـب أي‬
‫أجهـزة ضـرورية للمحافظة على صحتهم يف حالة جيدة‪ ،‬وخباصة تركيبـات األسـنان وغريهـا مـن الرتكيبـات‪،‬‬
‫والنظـارات الطبية‪ ،‬جمانية (‪.)09‬‬

‫(‪ )21‬املادة(‪ )22‬اتفاقية جنيف الرابعة‬


‫(‪ )22‬املادة(‪ )20‬اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫(‪ )20‬املادة(‪ )09‬اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫(‪ )09‬املادة(‪ )07‬اتفاقية جنيف الرابعة‬

‫‪913‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫‪ -79‬جتُـرى فحوص طبية للمعتقلني مـرة واحدة على األقل شـهراي‪ .‬والغرض منها بصورة خاصة مراقبـة احلالـة الصـحية‬
‫والتغذية العامـة‪ ،‬والنظافـة‪ ،‬وكـذلك اكتشـاف األمـراض املعديـة‪ ،‬وخباصـة التـدرن واألمـراض التناسـلية واملالريـا‬
‫(البـرداء)‪ .‬ويتضـمن الفحـص بوجـه خـاص مراجعـة وزن كـل شخص معتقل‪ ،‬وفحصا ابلتصوير ابألشعة مرة‬
‫واحدة على األقل سنواي (‪.)07‬‬

‫‪ -75‬األنشـطة البدنيـة والذهنيـة‪ :‬وجيـب مكـني املعتقلـني مـن ممارسـة التمـارين البدنيـة واالشـرتاك فـي الرايضـة واأللعاب يف‬
‫اهلواء الطلق‪ .‬وختصـص أمـاكن فضـاء كافيـة هلـذا االسـتعمال فـي مجيـع املعتقالت‪ .‬وختصص أماكن خاصة‬
‫أللعاب األطفال والشباب (‪.)09‬‬

‫‪ -76‬مـن املالحـظ‪ ،‬أن املعتقـل يـتم حجـزه داخـل معتقـل بدولتـه‪ ،‬ويسـمح لألفـراد بزايرتـه‪ ،‬ويفـرج عنـه عند انتهاء فرتة‬
‫حكمه أو زوال سبب اعتقاله‪ .‬وذلك على العكـس مـن أسـري احلـرب‪ ،‬حيـث حيجـز فـي معسكر لألسرى خارج أراضي‬
‫دولته‪ ،‬ومينع من زايرة أهله‪ ،‬ويعاد لوطنه عند انتهاء حالة النزا (‪.)03‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تقوق املعتقلني يف الربوتوكولني اإلضافيني‬

‫الفرع األول‪ :‬تقوق املعتقلني يف الربوتوكول األول‬

‫يـنظم الربوتوكـول األول األحكـام اخلاصـة ابلنزاعـات املسـلحة الدوليـة وهـو مـتمم لالتفاقيـات األربعـة لسنة‬
‫‪ ،7090‬ويتضمن اعتبار حروب التحرير الوطين نزاعا دوليا مسلحا‪ ،‬ومن سـمات الربوتوكـول‪ :‬أنـه وسـع جمـال احلمايـة‬
‫القانونيـة للوحـدات الصـحية وأعوان اخلـدمات الطبيـة املدنيـة علـى غـرار الوحـدات الصـحية العسـكرية‪ ،‬وأعطى تفاصـيل‬
‫عـن وسـائل النقـل الصـحي مـن سـيارات وسـفن وزوارق وطائرات‪.‬‬

‫واهـتم ابلسـكان املـدنيني وصـيانتهم وجتنيـبهم تبعـات النـزا املسـلح أثنـاء العمليـات العسـكرية هبـدف احلد من‬
‫األخطار اليت حتدق ابلسكان املدنيني زمن احلرب‪.‬‬

‫ونـصّ الربوتوكـول علـى بعـث جهـاز لالضـطال مبهـام التحقيـق فـي حـاالت اخلـرق اجلسـيمة للقـانون الدويل‬
‫اإلنساين (‪.)09‬‬

‫(‪ )07‬املادة(‪ )09‬اتفاقية جنيف الرابعة‬


‫(‪ )09‬املادة (‪ )09‬من اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫(‪ )03‬أسري احلرب يف النزاعات املسلحة‪ ،‬غزه‪ ،‬مركز امليزان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 99‬و ‪93‬‬
‫اإللكرتونية‬ ‫الشبكة‬ ‫على‬ ‫منشور‬ ‫ص‪، 9‬‬ ‫اإلنساين‪،‬‬ ‫الدويل‬ ‫القانون‬ ‫شهلول‪،‬‬ ‫مجال‬ ‫القاضي‬ ‫(‪)09‬‬
‫‪http://www.9shared.com/get/976539002/32c5069e/___.html‬‬

‫‪919‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫وهذا وقد واىل الربوتوكـول األول أمهيـة خاصـة للنسـاء‪ ،‬حيـث أكـد الربوتوكـول علـى إعطـاء األولوية هلـن فـي نظـر‬
‫قضـاايهن فـي حـال احتجـازهن أو اعتقـاهلن ألسـباب تتعلـق بـالنزا ‪ .‬كمـا طالـب الربوتوكول أطراف النزا إىل جتنب إصدار‬
‫حكم اإلعدام عليهن‪ ،‬وعدم إجازة تنفيذ هكذا أحكام (‪.)05‬‬

‫وفيمـا يتعلـق ابألطفـال‪ ،‬فقـد حظـر الربوتوكـول األول اشـرتاكهم فـي القتـال بشـكل مباشـر إذا كانـت أعمارهم تقل‬
‫عن (‪ )75‬سنة (‪.)06‬‬

‫وهذا السن رغم أنـه مت ٍ‬


‫ـدن‪ ،‬إال أنـه ميثـل حـال توفيقيـا" بـني الـذين كـانوا يفضـلون لـو اخنفـض هـذا احلـد األدنـى‬
‫للسـن‪ ،‬أو عـدم حتديـده‪ ،‬والـذين كـانوا يرغبـون فـي رفـع السـن‪ ،‬حتـى الثامنـة عشـر أو احلاديـة والعشرين مثال (‪.)01‬‬

‫ولكن حـال مشـاركتهم فـي األعمـال القتاليـة بشـكل مباشـر ووقـوعهم فـي قبضـة العـدو‪ ،‬فـإهنم يسـتفيدون من‬
‫احلماية‪ ،‬سواء كانوا أم م يكونوا أسرى حرب‪.‬‬

‫مع اإلشارة أبن الربوتوكول حظر تنفيذ عقوبة اإلعـدام ملـن تقـل أعمـارهم عـن (‪ )72‬سـنة‪ ،‬وذلـك وفقـا للمادة‬
‫(‪ )5/11‬من الربوتوكول األول‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقوق املعتقلني يف الربوتوكول الثاني‬

‫إن الربوتوكول الثاين ميتاز بـأن مـواده وتتجاوز ‪ 92‬مـادة (مقابـل ‪799‬مـن الربوتوكـول األول)‪ ،‬كمـا أن كثريا من‬
‫أحكامه ال يعدو أن تكون تكرارا ألحكام الربوتوكول األول (‪.)02‬‬

‫وقد عرف الربوتوكـول الثاين النـزا غري الـدويل أبنه نـزا تدور أحداثـه على إقلـيم أحد األطراف املتعاقدة بني قواته‬
‫املسلحة وقوات مسلحة منشقة أو مجاعة نظاميـة مسـلحة أخـرى‪ ،‬قـوأ مبـدأ عـدم التدخل يف الشؤون الداخلية للدولة حىت‬
‫ال يكون القانون اإلنساين مطيـة للتـدخل فـي الشـؤون الداخليـة للدولة‪.‬‬

‫ومـن اجلـدير ابلـذكر أن اتحمتجـزين فـي إطـار النزاعـات غيـر الدوليـة‪ ،‬يفتقـرون إلـى أيـة وسـائل فعالـه حلمايتهم من‬
‫االنتهاكات أو األعمال االستبدادية اليت قد يتعرضون هلا‪ ،‬أو تعرضوا هلا ابلفعل (‪.)00‬‬

‫(‪ )05‬املادة(‪ )16‬من الربوتوكول األول‬


‫(‪ )06‬املادة(‪ )11‬من الربوتوكول األول‬
‫(‪ )01‬فرتيس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل إىل القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪753‬‬
‫(‪ )02‬فرتيس كالسهوفن وليزابيث تسغفلد‪ ،‬مدخل إىل القانون الدويل اإلنساين مرجع سابق‪ ،‬ص‪756‬‬
‫(‪ )00‬اآلن ايشلمان‪ ،‬محاية اتحمتجزين‪ ،‬عمل اللجنة الدولية للصليب احلمر الدويل‪ ،‬خمتارات من اجمللة الدولية للصليب األمحر الدويل‪ ،‬ص‪73‬‬

‫‪911‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫كمـا دعم الربوتوكـول الضـماانت األساسـية لغيـر املقـاتلني وتقـدمي اخلـدمات الالزمـة ملسـاعدة األسـرى وضمان‬
‫احلقوق القضائية هلم عند تتبّعهم‪.‬‬

‫ويعـد الربوتوكـول الثـاين" تكملـه للمـادة الثالثـة املشـرتكة بـني اتفاقيـات جنيـف لسـنة ‪ ،7090‬وهـي اخلاصة‬
‫ابلنزاعات اليت ليس هلا طابع دويل" (‪.)799‬‬

‫كمـا أكد الربوتوكـول الثاين علـى املعاملة اإلنسانية فـي النزاعات املسـلحة غري الدوليـة‪ ،‬أما فيما يتعلـق بـاملعتقلني‬
‫ومـن قيـدت حـريتهم فقد ألـزم الربوتوكـول أطـراف النـزا بـاحرتام األحكـام التاليـة كحـد أدنـى حيـال األشـخاص الـذين‬
‫حرمـوا حـريتهم ألسـباب تتعلـق بـالنزا املسـلح سـواء كـانوا معتقلـني أم حمتجزين (‪:)797‬‬

‫‪ .7‬املعاملة اإلنسانية للجرحى واملرضى‪.‬‬

‫‪ .9‬تزويـد األسـرى ابلطعـام والشـراب ابلقـدر ذاتـه الـذي يـزود بـه السـكان املـدنيون اتحمليـون وتـؤمن هلم كافة الضماانت‬
‫الصحية والطبية والوقاية ضد قسوة املناخ وأخطار النزا املسلح‪.‬‬

‫‪ .3‬تلقي الغوث الفردي أو اجلماعي‪.‬‬

‫‪ .9‬ممارسـة شـعائرهم الدينيـة وتلقـي العـون الروحـي ممـن يتولـون املهـام الدينيـة كالوعـاظ‪ ،‬إذا طلـب ذلك‪ ،‬وكان مناسبا‪.‬‬

‫‪ .5‬تـؤمن هلـم ‪-‬إذا محلـوا علـى العمـل‪-‬االسـتفادة مـن شـروط العمـل وضـماانت مماثلـة لتلـك التـي يتمتع هبا السكان‬
‫املدنيون اتحمليون‪.‬‬

‫‪ .6‬حتتجـز النسـاء فـي أمـاكن منفصـلة عـن الرجـال ويوكـل اإلشـراف املباشـر علـيهن إلـى نسـاء ويستثىن من ذلك رجال‬
‫ونساء األسرة الواحدة فهم يقيمون معا (‪.)799‬‬

‫‪ .1‬يراعـى فـي املسـئولني عـن اعتقـال أو احتجـاز األشـخاص املشـار إلـيهم فـي الفقـرة األوىل‪ ،‬وفـي حدود قدراهتم‪ ،‬األحكام‬
‫التالية حيال هؤالء األشخاص‪.‬‬

‫‪ .2‬يسمح هلم إبرسـال وتلقـي اخلطابـات والبطاقـات وجيـوز للسـلطة املختصـة حتديـد عـددها فيمـا لـو رأت ضرورة لذلك‪.‬‬

‫(‪ )799‬د‪ .‬سامح جابر البلتاجي‪ ،‬محاية املدنيني يف زمن النزاعات املسلحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪799‬‬
‫(‪ )797‬املادة(‪ )5‬من الربتوكول الثاين‬
‫(‪ )799‬املادة(‪/9/5‬أ)‬

‫‪917‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫‪ .0‬ال جيوز أن جتاور أماكن االعتقال واالحتجـاز منـاطق القتـال‪ ،‬وجيـب إجـالء ظـروف يتـوفر فيهـا قدر مناسب من‬
‫األمان‪.‬‬

‫توفر هلم االستفادة من الفحوص الطبية‪.‬‬ ‫‪.79‬‬

‫جيب أال يهدد أي عمل أو امتنا ال مربر هلما ابلصحة والسالمة البدنية أو العقلية‪.‬‬ ‫‪.77‬‬

‫ابإلضافة لـذلك تضـمن الربوتوكـول العديـد مـن األحكـام املتعلقـة ابتحماكمـة العادلـة‪ ،‬فقد حظر الربوتوكـول إصـدار‬
‫أي حكـم أو تنفيـذ أيـة عقوبـة حيـال أي شـخص تثبـت إدانتـه فـي جرميـة دون حماكمـة مسبقة من قبل حمكمة تتوافر فيهـا‬
‫الضماانت األساسية لالستقالل واحليدة وبوجه خاص (‪:)793‬‬

‫‪ -‬أن تنص اإلجـراءات علـى إخطـار املـتهم دون إبطـاء بتفاصـيل اجلرميـة املنسـوبة إليـه وان تكفـل للمتهم سواء قبل أو أثناء‬
‫حماكمته كافة حقوق ووسائل الدفا الالزمة‪.‬‬

‫‪ -‬أال يـدان أي شـخص جرمية إال علـى أسـاس املسؤولية اجلنائيـة الفردية‪ ،‬أال يدان أي شخص جرمية على أسـاس اقتـراف‬
‫الفعـل أو االمتنـا عنـه الـذي ال يشـكل وقـت ارتكابـه جرمية جنائية مبقتضـى القـانون الـوطين أو الـدويل‪ .‬كمـا ال توقـع‬
‫أيـة عقوبـة أشـد مـن العقوبـة السـارية وقـت ارتكـاب اجلرميـة‪ .‬وإذا نـص القـانون ‪-‬بعـد ارتكـاب اجلرميـة‪-‬علـى عقوبـة‬
‫أخـف كـان مـن حـق املذنب أن يستفيد من هذا النص‪.‬‬

‫‪ -‬أن يعد املتهم بريئا إىل أن تثبت إدانته وفقا للقانون‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون لكل متهم احلق يف أن حياكم حضوراي‪.‬‬

‫‪ -‬أال جيرب أي شخص على اإلدالء بشهادة على نفسه أو على اإلقرار أبنه مذنب‪.‬‬

‫‪ -‬ينبه أي شخص يـدان لـدى إدانتـه إلـى طـرق الطعـن القضـائية وغريهـا مـن اإلجـراءات التـي حيـق له االلتجاء إليها واىل‬
‫املدة اليت جيوز له خالهلا أن يتخذها‪.‬‬

‫‪ -‬ال جيـوز أن يصـدر حكـم ابإلعـدام علـى األشـخاص الـذين هـم دون الثامنـة عشـرة وقـت ارتكـاب اجلرمية‪ ،‬كما ال جيوز‬
‫تنفيذ عقوبة اإلعدام على وآالت األمحال أو أمهات صغار األطفال‪.‬‬

‫‪ -‬تسـعى السـلطات احلاكمـة ‪-‬لـدى انتهـاء األعمـال العدائيـة‪-‬ملـنح العفـو الشـامل علـى واسـع نطـاق ممكن لألشخاص‬
‫الذين شاركوا يف النزا املسلح أو الذين قيدت حريتهم ألسباب تتعلق ابلنزا املسلح سواء كانوا معتقلني أم حمتجزين‪.‬‬

‫(‪ )793‬املادة(‪ )9/6‬من الربتوكول الثاين‬

‫‪910‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫مـن زاوية أخـرى لـم يشـر الربوتوكـول الثـاين ملسـألة زيـارة اتحمتجـزين أو لالمتيـازات التـي حتظـى هبـا اللجنة الدولية‬
‫للصليب األمحر الدويل (‪.)799‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬التكييف القانوني للفلسطينيني يف السوون اإلسرائيلية‬

‫إذا كانت إسـرائيل ال تعرتف للفلسـطينيني يف سـجوهنا مبركز األسـرى وال تعرتف مبركـز املعتقلني وفقاً ألحكام‬
‫اتفاقيات جنيف‪ ،‬وكذلك ال خيضعون للقانون اجلنائي اإلسرائيلي‪.‬‬

‫إذا أقرت إسـرائيل ابعتبـارهم سـجناء أمنيـني‪ ،‬وتعاطـت مـع صـفقات التبـادل منـذ العـام ‪ 7061‬ومـن ثـم اختذت‬
‫إسرائيل قضية األسرى لالبتزاز السياسي أو اخلضـو لشـروط املقاومة الفلسـطينية فـي اإلفراج عن األسرى الفلسطينيني يف‬
‫سجون االحتالل‪.‬‬

‫ومن مث فهم هبذا املنظور اإلسرائيلي ال خيضعون حلماية القانون الدويل‪ ،‬وتريـد أن تتصـرف فـي فتـرة اعتقـاهلم وفـق‬
‫أهوائها األمنيـة والسياسـية دون رقيـب قـانوين أو سياسـي ومـن ثـم حرمـاهنم مـن أبسـط حقوقهم القانونية اليت واجبها هلم‬
‫القانون الدويل‪.‬‬

‫ولكن نود البحث عن معيار فاصل لتحديد احلقوق التـي يتمتـع هبـا األسـري أثنـاء فتـرة اعتقالـه مـن قبل قوات‬
‫االحتالل واليت قد متد لعشرات السنني‪.‬‬

‫وسنتناول يف هذا املبحث‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التكييف اإلسرائيلي للفلسطينيني يف سجون االحتالل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التكييف الدويل والفلسطيين للفلسطينيني يف سجون االحتالل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التكييف اإلسرائيلي للفلسطينيني يف سوون احاتتال‬

‫أن إسـرائيل طرف متعاقد يف اتفاقيات جنيف لعام ‪ 7090‬وصادقت عليها يف ‪7057/1/6‬م وم تـتحفظ علـى‬
‫(‪)795‬‬
‫االتفاقيـة اخلاصـة مبعاملـة أسرى احلـرب‪ .‬وتـتحفظ علـى الشـارة خبصـوص االتفاقيات األخرى‪.‬‬

‫وحينمـا احتلـت األراضي الفلسـطينية عـام ‪ 7061‬أصـدرت أمـرا عسـكراي إبنشـاء اتحمـاكم العسـكرية وتشكيلها‬
‫وأعلنت فيه "يرتتب على اتحمكمة العسكرية ومديريتها تطبيق أحكام معاهدة جنيـف املؤرخـة يف ‪ /79‬آب ‪7090‬‬

‫(‪ )799‬اآلن ايشلمان‪ ،‬محاية اتحمتجزين‪ ،‬عمل اللجنة الدولية للصليب احلمر الدويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪79‬‬
‫(‪ )795‬موسوعة حقوق اإلنسان واجلمعية املصرية لالقتصادي السياسي واإلحصاء والتشريع– اجلزء األول ‪-‬القاهرة‪ 7019-‬ص ‪396-395‬‬

‫‪915‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫خبصــوص محايـة املـدنيني أثنـاء احلـرب بصـدد كـل مـا يتعلـق بـاإلجراءات القضائية" ولكن حذفت الفقرة السابقة من األمر‬
‫(‪)796‬‬
‫العسكري يف شهر أكتوبر عام ‪.7061‬‬

‫وختتص اتحماكم العسكرية ابلنظر يف خمالفات تعليمات األمن التـي يصـدرها القائـد العسـكري للضـفة الغربية أو‬
‫لقطا غزة‪.‬‬

‫وأطلقـت إسرائيل علـى املعتقلـني الفلسطينيني "السـجناء األمنيني" وحاولـت أن تضعهم مع السجناء اجلنـائيني‬
‫احلركـة األسـرية خاضـت نضـاال طـويال مـن أجـل حقوقهـا املشـروعة كحركة مناضلة من أجل‬ ‫اإلسـرائيليني إال إن‬
‫احلرية‪.‬‬

‫ومـن ثـم فـإن إسـرائيل لـم تعتـرف للمعتقلـني واألسـرى الفلسـطينيني بوضـع أسـرى احلـرب وفقـا التفاقيـة جنيف‬
‫الثالثة‪ ،‬وم تعرتف هلم بوضع املعتقلني وفقا التفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫ولكن أجبـرت إسـرائيل إىل إجـراء العديـد مـن صـفقات التبـادل مـع الفصـائل اآلسـرة جلنـود إسـرائيليني وكان هذا‬
‫األسلوب األجنح لتحرير األسرى الفلسـطينيني مـن سـجون االحـتالل‪ )791( .‬فاتفاقيـة أوسلو م تعمـل علـى تبيـيض‬
‫السـجون اإلسـرائيلية مـن املعتقلـني واألسـرى الفلسـطينيني واختـذهتا إسـرائيل دائمـا ورقة ابتزاز سياسي ومعنوي على الشعب‬
‫الفلسطيين وكان آخر هذه الصـفقات هي صفقة وفـاء األحرار بني الكيان الصهيوين وحركة محاس اليت مشلت ‪7959‬‬
‫أسـريا ًًوأسرية وتـم التوصـل إليهـا يف احلـادي عشـر مـن أكتـوبر عام ‪ ،9977‬وأفرج عن ‪ 93‬مـن األسـرى مـن النسـاء‬
‫(‪)792‬‬
‫واألطفال فـي شـهر أكتوبر ‪ 9990‬مقابل شريط فيديو وأفرج عن العدد الباقي ‪ 7991‬يف صفقة تبادل‪.‬‬

‫ويتضـح مـن خـالل ذلـك أن إسـرائيل لـم تقبـل االتفاقيـات الدوليـة كمعيـار للعالقـة القانونيـة بينهـا وبـني املقاتلني‬
‫الفلسطينيني‪ ،‬ولكنها أجربت علـى قبول املعايري الدولية فـي اإلفراج من خالل صـفقات التبادل اليت تتم بني طرفني‬
‫متحاربني وفقا ألحكام القانون الدويل‪.‬‬

‫فإذا كان اإلفراج يتم وفقـا للمعـايري الدوليـة فـإن االعتقـال واتحماكمـة وفتـرة االعتقـال جيـب أن ختضـع للمعايري‬
‫الدولية‪.‬‬

‫كما أن االنسحاب اإلسرائيلي أحادي اجلانب من قطا غزة وإعالن القائد العسكري اإلسـرائيلي لقطا غزة‬
‫انتهاء االحتالل لقطا غزة يف ‪ 9995/0/79‬كان من املفرتض تطبيـق املـادة "‪ "11‬مـن اتفاقيـة جنيف الرابعة‪ ،‬اليت تنص‬

‫(‪ )796‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪-‬اتفاقية جنيف‪-‬املرجع السابق ص‪.969‬‬


‫(‪http://www.alif.ps/atemplate.php?id=79996)791‬‬
‫(‪ )792‬صفقة وفاء األحرار مشلت ‪ 7959‬أسري وأسرية أعلن التوصل إليها يف احلادي عشر من أكتوبر ‪ 9977‬وأفرج عن ‪ 93‬من األسريات النساء واألطفال يف‬
‫شهر أكتوبر ‪ 9990‬مقابل شريط فيديو وأفرج عن العدد الباقي ‪ 7991‬يف صفقة التبادل صفقة شاليط ‪-‬ويكيبيداي – املوسوعة احلرة‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫على أن " يسـلم األشـخاص اتحمميـون الـذين اهتمـوا أو أدانـتهم اتحمـاكم فـي األراضي اتحمتلـة مع امللفـات املتعلقـة هبم عنـد‬
‫انتهاء االحـتالل إلـى سلطات األراضـي احلـرة"‪ ،‬وكذلك أيضـا تطبـق املـادة "‪ "72‬مـن اتفاقيـة جنيـف الثالثـة والتـي تـنص‬
‫علـى أن " يفـرج عـن أسـرى احلـرب ويعـادون إلـى أوطـاهنم نود تـأخري عنـد وقـف األعمـال العدائيـة الفعليـة وفـي حـال عـدم‬
‫وجـود نصوص تقضي مبا سبق يف أي اتفاق مربم بني أطرا فالنـزا خبصـوص وقـف األعمـال العدائيـة أو إذا لـم يكـن هنـاك‬
‫مثـل هـذا االتفـاق يتعـني علـى كـل دولـة مـن الـدول احلـاجزة أن تضـع بنفسـها أو أن تنفذ دون أخري مشرو إعادة للوطن‬
‫(‪)790‬‬
‫يتمشى مع املبدأ السابق‪ .‬أال أن إسرائيل اسـتمرت فـي احتجـاز ‪ 159‬معتقالً من قطا غزة‪.‬‬

‫وقد قامت إسرائيل بتعديل بعض القوانني اإلسرائيلية لتتالءم مع الواقع اجلديد ‪-‬مـن وجهـة نظرهـا – وهذه‬
‫القوانني هي‪:‬‬

‫‪ -‬تعديل قانون اإلجراءات اجلنائية بتعديل صالحية التنفيذ ابلتحقيق يف خمالفـات أمنيـة ملـن هـو لـيس مواطناً إسرائيلياً‪.‬‬

‫‪ -‬تعـديل قانون اجلـزاء اإلسرائيلي لعام ‪ 7011‬واملتعلق بعقوبة احلـبس اليت صـدرت عن اتحماكم العسكرية يف قطـا غزة‬
‫تنته مـدة عقوبتهم (‪ ،)779‬وينص " كل عقوبة سجن‬‫والقاضي أبن "كافة معتقلـي قطا غـزة لن يفرج عـنهم ما لـم ِ‬
‫وقعـت بواسطة اتحمكمـة العسـكرية فـي غـزة تنفـذ فـي إسـرائيل وكأهنا صادرة من حمكمة إسرائيلية"‪.‬‬

‫كما تضمن األمر العسكري ابنتهاء االحتالل اإلسرائيلي لقطا غزة إلغاء اتحمكمة العسكرية فـي بيـت حانون‬
‫(إيرز) وكذلك النيابة العسكرية وحتيل كافة القضـااي وامللفات املتعلقـة بـاملعتقلني مـن موطين قطا غزة إىل حمكمة يف بئر‬
‫السبع واستبدال املدعي العسكري مبد ٍ مدين‪.‬‬

‫كما أصدرت إسـرائيل ملـا عـرف بقـانون املقاتـل غيـر الشـرعي عـام ‪ 9999‬الـذي يـنص علـى أن " أي شخص‬
‫ٍ‬
‫أعمال معادية لدولة‬ ‫يشارك يف أعمال عدائية ضد دولة إسرائيل بشكل مباشـر أو غيـر مباشـر أو ينتمـي لقـوة تنفـذ‬
‫إسرائيل ولكن ال تنطبق عليه صفة أسري حسب القـانون الـدويل اإلنسـاين خاصـة املادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة‬
‫(‪)777‬‬
‫‪ 7090‬اخلاصة أبسرى احلرب"‪.‬‬

‫(‪ )790‬انظر تقرير حول األسرى املعتقلني يف سجون االحتالل بتاريخ ‪ – 9991/9/71‬مؤسسة الضمري حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫(‪ )779‬تقرير مؤسسه الضمري‪-‬السابق اإلشارة إليه‬
‫(‪ )777‬تقرير مؤسسه الضمري‪-‬السابق اإلشارة إليه‬

‫‪911‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫املطلب الثاني‪ :‬التكييف الدويل والفلسطيني للفلسطينيني يف سوون احاتتال‬

‫الرأي األول‪ :‬معتقلون‬

‫ميثـل هـذا الـرأي موقـف اللجنـة الدوليـة للصـليب األمحـر‪ ،‬ويؤيـدها جـزء مـن الفقـه ومؤسسـات حقـوق اإلنسان‪.‬‬

‫ويستند الصليب األمحر يف اجتهاده‪ ،‬كون أفراد املقاومة الفلسـطينية‪ ،‬ليسوا أفـرادا تـابعني لدولـة تتمتـع ابألركان‬
‫الثالثة اليت ينطبق عليها القانون الدويل العام وهـي اإلقلـيم والشعب والسيادة‪ ،‬ابإلضـافة إلـى أهنـم ال يتمتعوا بصـفة املقاتـل‬
‫التـابع جلـيش نظـامي‪ .‬كمـا أن منظمـة التحريـر الفلسـطينية فـي حـرب ‪ 7061‬م تكن طرفا"(‪.)779‬‬

‫" أما اتحمتجزون املدنيون" فهم اتحمرومون مـن حـريتهم كتـدبري وقـائي ألسـباب أمنيـة‪ ،‬هـؤالء حتمـيهم اتفاقية جنيف‬
‫الرابعـة لعـام ‪ ،7090‬التـي تـنص علـى محايـة املـدنيني فـي زمـن احلـرب‪ ،‬وان املعتقلـني يف السجون اإلسرائيلية حتميهم هذه‬
‫االتفاقية"(‪ .)773‬ويؤخذ على هذا الري املالحظات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬التمسـك ابملفـاهيم التقليديـة فـي حتديـد املقاتـل‪ ،‬خاصـة بعـد أن جتاوزت األحـداث الشـروط األربعـة للمقاتـل‪ ،‬التـي‬
‫حـددهتا اتفاقيـة الهاي‪ ،‬وأخذت هبـا اتفاقيـات جنيـف‪ .‬كما أن هـذا الـرأي لـم أيخذ ابحلسـبان‪ ،‬التوجـه حنـو‬
‫التخفيـف مـن حـدة األخـذ ابلشـروط األربعـة‪ ،‬وخضـو أفـراد املقاومة املسـلحة ألحكام القانون الدويل اإلنساين‪.‬‬

‫ب‪ -‬إعطاء املشروعية لسلطة االحتالل‪ ،‬ابعتقال أعضاء املقاومة الفلسطينية‪ ،‬والتحقيق معهـم وحماكمتهم‪ .‬األمر الذي‬
‫يتناقض مع احلق يف املقاومة وتقرير املصري‪.‬‬

‫ج‪ -‬إعطـاء الفرصـة لسـلطة االحـتالل اإلسـرائيلي ابلتنصـل مـن املعـايري الدوليـة اخلاصـة حبمايـة املعتقلني وحبماية األسرى‪،‬‬
‫وذلك حبكم عدم اعرتافها ابنطباق اتفاقيـة جنيـف الرابعـة حلمايـة املـدنيني‪ .‬ويغـدو وضع املعتقلـني من وجهـة نظر‬
‫سـلطة االحتالل‪ ،‬غيـر خاضعني لالتفاقيـة الثالثة املتعلقة حبماية األسرى‪ ،‬وغيـر خاضـعني التفاقيـة جنيـف الرابعـة‬
‫اخلاصـة حبمايـة املـدنيني‪ .‬بـل تتعامـل معهـم خالفـا ألحكـام القـانون الـدويل‪ ،‬كمجـرمني أو إرهـابيني‪ ،‬يعـاقبون علـى‬
‫حقهـم فـي املقاومة‪ ،‬أبحكـام القانون اجلنائي لدولة االحتالل‪.‬‬

‫ح‪ -‬هـذا الـرأي يبقـى وضـع املعتقلـني معلقـا‪ ،‬علـى اعتبـار أن اإلفـراج عـنهم‪ ،‬مـرتبط إبهنـاء مـدة حمكومتيهم‪ .‬مما ترتب عليه‬
‫عدم اإلفراج عنهم بعد التوقيع على اتفاق أوسلو‪.‬‬

‫(‪ )779‬حول موقف الصليب األمحر‪ ،‬انظر أسرى احلرب يف النزاعات املسلحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪99،93‬‬
‫(‪ )773‬اتحمامية أمسية النابلسي‪ ،‬دور القانون الدويل اإلنساين واللجنة الدولية للصليب األمحر يف محاية األسرى‪.‬‬

‫‪914‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫الرأي الثاين‪ :‬أسرى حرب‬

‫إن التوجه الفلسـطيين اليـوم هو اعتبـار الفلسـطينيني اتحمرومني مـن حـريتهم أسرى حـرب‪ ،‬وليسوا معتقلني جنائيني‬
‫كما تصفهم إسرائيل‪ ،‬وان على سلطات االحتالل إطالق سراحهم لسـبب بسـيط‪ ،‬وهـو أن مقاومة االحتالل ليست‬
‫جرمية" (‪.)779‬‬

‫كمـا أن حركـات املقاومة الفلسـطينية هلـا قيادات سياسـية وعسـكرية ولكل حركـة شـعار وراية أو ذر عسـكرية‬
‫تنفـذ عمليـات حربيـة ضـد العـدو وتعتـرف هبـا؛ أي تقاتـل جهـراً‪ .‬كمـا أن أسـر اجلنـدي الصهيوين" جلعاد شاليط" واملعاملة‬
‫اليت القاها من قبل املقاومة‪ ،‬مـن حيـث عـالج إصـابته واحلفـاظ على حياته هو التزام بتعليمات الشريعة أوال والقوانني‬
‫الدولية اثنيا" (‪.)775‬‬

‫وجدير ابلذكر أن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنيـة‪ ،‬لـم يتنبهـا‪ ،‬خلـوض نضـال دولـي‪ ،‬مـن أجـل‬
‫املطالبـة ابلتعامـل مـع اتحمتجـزين الفلسـطينيني فـي سـجون االحـتالل اإلسـرائيلي كأسـرى حـرب‪ .‬لكن يبدو أن التوجه احلايل‬
‫يسري حنو تدارك القصور‪ .‬حيث أشار "عيسـى قراقـع" وزيـر األسـرى إلـى أن العمل قد بدأ من أجل الذهاب إىل األمم‬
‫املتحدة النتزا اعتـراف دولـي بـأن املعتقلـني الفلسـطينيني يف السجون اإلسرائيلية هم أسرى حرب"(‪.)776‬‬

‫وهـذا الـرأي لـه مناصـريه ومؤيديـه علـى مسـتوى الفقـه الـدويل‪ ،‬خاصـة بعـد أن اعتـرف الربوتوكـول ملقاتلي حرب‬
‫التحرير بصفة املقاتل وصفة أسري احلرب (‪.)771‬‬

‫"إن اعتبار أفراد املقاومة املسلحة يف األراضي الفلسطينية‪ ،‬يتمتعون بوصف أسري حرب‪ ،‬مبـا يفرضه هـذا من‬
‫ضـماانت وامتيازات وقواعـد قانونية‪ ،‬تلـزم دولة االحـتالل إبتباعها جتـاه أسـري احلرب"(‪ .)772‬ويرتتب على األخذ هبذا الرأي‬
‫جمموعة من النتائج اهلامة‪ ،‬لعل أبرزها‪- :‬‬

‫‪ .7‬عدم جواز التحقيق مع اتحمتجزين الفلسطينيني‪.‬‬

‫(‪ )779‬معتصم عوض‪ ،‬الفلسطينيون‪ .‬حنو حتديث بنود القانون اإلنساين‪ ،‬مرجع سابق‬
‫(‪ )775‬ماهر حجازي‪ ،‬اتفاقية جنيف الثالثة حول أسرى احلرب‪ ،‬منشور على موقع فلسطني اآلن‪،‬‬
‫‪http://www.paltimes.net/arabic/read.php?news_id=790979‬‬
‫(‪ )776‬عيسى قراقع‪ ،‬وزير األسرى‪ ،‬مؤمر صحفي مبدينة رام اﷲ بتاريخ ‪9990/77/99‬‬
‫(‪ )771‬القاضي مجال شهلول‪ ،‬القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬ص‪ ،5‬منشور على الشبكة‬
‫اإللكرتونية‪http://www.9shared.com/get/976539002/32c5069e/___.html‬‬
‫(‪ )772‬د‪.‬سامح جابر البلتاجي‪ ،‬محاية املدنيني زمن النزاعات املسلحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪32‬‬

‫‪914‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫‪ .9‬عدم جواز إجبارهم على اإلدالء أبية معلومات‪ ،‬ابستثناء االسم والرتبة‪.‬‬

‫‪ .3‬عدم جواز حماكمتهم كمجرمني‪.‬‬

‫‪ .9‬اإلفراج عنهم عند انتهاء األعمال القتالية‪.‬‬

‫‪ .5‬التمتع بكافة جوانب املعاملة اإلنسانية الواردة يف اتفاقية جنيف الثالثة‪.‬‬

‫ولكن برغم ذلك‪ ،‬مثـة مالحظـات على التعامـل مـع املعتقلـني الفلسـطينيني كأسـرى حـرب‪ ،‬السـيما وان تطبيقاهتـا‬
‫العمليـة تتناسـب مـع حـاالت االحـتالل لفتـرات زمنيـة حمـدودة‪ .‬بينمـا االحـتالل الصـهيوين‪ ،‬طويل األمد‪ ،‬ورمبا إهناء الصرا‬
‫والنزا أيخـذ سنوات طويلـة‪ ،‬مـا جيعـل وضـع األسـرى معلقـا لفتـرات غري حمدودة‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬ـختطفون‬

‫يـرى د‪ .‬مصـطفى أمحـد أبـو اخليـر‪ ،‬أن التعامـل مـع الفلسـطينيني اتحمتجـزين كأسـر ى حـرب مـن بـني األخطاء‬
‫القانونية الشائعة يف اجملتمع الدويل والعري‪ ،‬أبن الفلسطيين الذي يقع فـي قبضـة االحـتالل يف فلسطني العربية اتحمتلة أسري‬
‫وتطبق عليهم اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪7090‬م بشأن أسرى احلرب‪.‬‬

‫ويعتقـد أن التكييـف القـانوين السـليم والصحيح أهنـم خمتطفـون وتنطبـق علـيهم اتفاقيـة نيويـورك الحتجاز‬
‫واختطاف الرهـائن لعـام ‪7010‬م‪ ،‬والربوتوكول اإلضـايف األول لعـام ‪7011‬م امللحـق ابتفاقيات جنيف لعام‬
‫‪7090‬م"(‪ )770‬ويستند على االعتبارات التالية‪:‬‬

‫تطبيقا هلذه االتفاقية واملادة سالفة البيان‪ ،‬يعد الفلسـطيين الـذي يقـع فـي قبضـة االحـتالل فـي فلسـطني التارخيية‬
‫رهينة خمتطف وليس أسرياً ؛ الن هذه االتفاقية (نيويورك لعام ‪ )7010‬تعد طبقاً للمادة األوىل من الربوتوكول اإلضايف‬
‫األول لعـام ‪7011‬م وامللحق ابتفاقيـات جنيـف األربعـة لعـام ‪7090‬م تعديالً لالتفاقيات األربعة والربوتوكولني اإلضـافيني‬
‫لعـام ‪7011‬م‪ ،‬وخاصـة اتفاقيـة جنيـف الثالثـة لعـام ‪ 7090‬م بشـأن أسرى احلرب‪ ،‬مما جيعـل كافة الفلسطينيني املوجودين‬
‫حتـت قبضة االحتالل يف فلسـطني رهـائن خمتطفـني وليسوا أسـرى‪ .‬وأكيـدا لـذلك قـرار جملـس األمـن رقـم (‪ )621‬الصـادر‬
‫فـي ‪/3‬أبريل‪/‬نيسان لعام ‪7007‬م‪ ،‬الذي عد الكويتيني املوجودين ابلعراق رهائن خمتطفني وليسوا أسرى‪.‬‬

‫(‪ )770‬د‪ .‬مصطفي امحد أبو اخلري‪ ،‬الفلسطينيون يف سجون االحتالل خمتطفون ورهائن وليسوا أبسر طبقا للقانون الدويل اإلنساين‪www.pal- ،‬‬
‫‪monotor.org‬‬

‫‪913‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫تطبيقـا وترتيبا علـى ما سبق بيانـه وتوضيحه‪ ،‬يعد كل فلسطيين يقـع يف قبضـة قوات االحتالل العنصري‬
‫اإلسرائيلي يف فلسطني اتحمتلة من النهر إىل البحر‪ ،‬رهينة وخمتطـف ولـيس أسـريا وتنطبـق عليـه اتفاقيـة نيويـورك لعـام‬
‫‪7010‬م التـي جرمـت اخلطـف واخـذ الرهـائن ولـيس اتفاقيـة جنيـف الثالثـة لعام ‪7090‬م بشـأن أسـرى احلـرب‪ ،‬وقـد‬
‫أعطـت اتفاقيـة نيويـورك لعـام ‪7010‬م احلـق ألفـراد حركـات التحرر الوطين والشعوب اليت تكافح االحتالل لنيل االستقالل‬
‫وحتقيق حق تقرير املصـري‪ ،‬احلـق فـي القبض علي جنود وقادة قوات االحتالل وحمـاكمتهم وإيقا العقـاب املناسـب علـيهم‬
‫على أسـاس أهنـم جمرمو حرب‪ ،‬وال يعد ذلك جرمية من جرائم احلرب؛ ألنه تنفيذا لفعل مباح وهـو حـق الـدفا الشـرعي‬
‫وحق تقرير املصري‪.‬‬

‫ونرى على ضوء اآلراء السابقة التايل‪:‬‬

‫‪ -‬يعكـس التعـاطي مـع الفلسـطينيني داخـل السـجون الصـهيونية كمعتقلـني‪ ،‬إقـرارا حبـق سـلطة االحـتالل يف اعتقال أفراد‬
‫الشعب اتحمتل وحماكمتهم إذا ما محلوا السالح ضد هذا اتحمتل‪ ،‬مبـا حيمـل تناقضـا مع حق الشعوب اخلاضعة‬
‫لالحتالل يف املقاومة‪.‬‬

‫‪ -‬إن التعـاطي مـع الفلسـطينيني داخـل السـجون الصـهيونية كأسـرى حـرب‪ ،‬لـه العديـد مـن األسـانيد القانونيـة‪ ،‬وهـو‬
‫أفضـل ألفـراد القوامة‪ .‬لكـن يؤخـذ علـى هـذا التوجـه أن اتفاقيـة جنيـف الثالثـة‪ ،‬تـم تنظيمهـا حلـاالت االحـتالل‬
‫والنزاعات املسـلحة القصـرية والتـي يفـرج عـن أسـري احلـرب مبوجبهـا بعـد انتهاء النزا املسلح‪ ،‬أما يف احلالة الفلسطينية‬
‫فإن األسري مبوجـب هـذه االتفاقيـة قـد يبقـى فـي األسـر لعشرات السنني‪.‬‬

‫‪ -‬يُعـد رأي الـدكتور مصـطفي أبو اخليـر‪ ،‬أكثـر انسجاماً مـع حـق الشعوب اخلاضـعة لالحـتالل يف املقاومة وتقريـر‬
‫املصري‪ .‬ويسـقط شرعية حـق دولة االحـتالل يف اعتقـال املدنيني أو احتجـاز املقاومني من قطـا غـزة وخاصـة بعـد‬
‫االنسـحاب اإلسـرائيلي مـن القطـا وهـذا مـا ينطبـق علـى واقعة العراق والكويت‪.‬‬

‫‪ -‬أعطى القانون الدويل للشعوب اخلاضعة لالحتالل احلق يف املقاومة وتقرير املصري‪ .‬وان املقاومة الفلسطينية هي‬
‫مقاومة مشروعة لالحتالل اإلسرائيلي طويل األمد‪.‬‬

‫‪ -‬يستخدم االحتالل اإلسرائيلي كافة الوسائل لكسرة اإلرادة املقاومة للشعب الفلسطيين‪ ،‬وأهم املظـاهر لالبتزاز هـي‬
‫ظـاهرة االعتقـال التـي يسـتخدمها االحـتالل ضـد الشـعب الفلسـطيين‪ ،‬واهم واجـه هذا الصرا ‪ ،‬هي‪ :‬اعتقال‬
‫األطفال والنساء ابإلضـافة السـتخدام االعتقـال ضـد القيـادات السياسـية لفصـائل النضال الفلسطيين‪.‬‬

‫‪ -‬أعطت اتفاقيـات جنيـف لعـام ‪7090‬م منظـوراً قانونيـا حمـددا ألسـرى احلـرب وفقـا ألحكـام املـادة الرابعـة فـي االتفاقيـة‬
‫الثالثـة ألسـرى احلـرب واالتفاقية الرابعـة أعطت مفهومـا للمعتقلـني أثنـاء النزاعـات املسـلحة‪ .‬كمـا وان الربوتوكـول‬

‫‪919‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫اإلضـايف األول لعام ‪ 7011‬أعطت مفهومـا حمـددا لكافـة املقـاتلني اتحمتجزين أثناء النزاعات املسلحة " أن يعد أسري‬
‫(‪)799‬‬
‫حرب إذا ما وقع يف قبضة اخلصم"‪.‬‬

‫‪ -‬تعمل سلطات االحـتالل اإلسـرائيلي بشـكل ممـنهج للتهـرب مـن التزاماهتـا الدوليـة كدولـة احـتالل وفقـا ألحكـام‬
‫القـانون الـدويل والفانون الـدويل اإلنسـاين وعملـت علـى حماولة تربيـر سياسـة االعتقـال حبـق الشـعب الفلسـطيين‬
‫وقياداتـه وعـدم تطبيـق املعـايري الدوليـة جتـاههم‪ .‬ومـن ضـمنها سياسـة االعتقـال اإلداري واالعتقاالت التعسفية ضد‬
‫النساء واألطفال‪.‬‬

‫‪ -‬خضـعت إسـرائيل لسياسـة تبـادل األسـرى مـع كافـة فصـائل املقاومة الفلسـطينية منـذ عـام ‪ ،7061‬وكان آخر‬
‫صفقات التبادل "صفقة وفاء األحرار عام ‪."9977‬‬

‫وبناء على ما تقدم فإننا خنلص ىل ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أن املقـاتلني الفلسـطينيني الـذين يقعـون فـي قبضـة اخلصـم هـم "أسـرى حـرب" وفقـا ملـا نصـت عليـه أحكـام الربوتوكـول‬
‫اإلضـايف األول وذلـك بغـض النظـر علـى توافر الشـروط التـي نصـت عليهـا أحكـام اتفاقية جنيف الثالثة‪ .‬وعملياً هذا‬
‫الوضع هو ما تعاملت معه سلطات االحتالل يف صـفقات التبـادل‪ ،‬وتـم اإلفراج عـن املقـاتلني الفلسـطينيني‪ ،‬بغـض‬
‫النظـر عـن العمليـات القتاليـة التـي وقاموا بتنفيـذها أو أدوارهم النضالية‪.‬‬

‫‪ ‬أن هذا الوضع واملركز القانوين لألسرى الفلسطينيني ووضعهم يف مركز واحد والتعامـل معهـم وفقـا لنتائج وضعهم‬
‫كأسرى حرب‪ ،‬ومن مث انتظار صفقات التبادل أو إبرام اتفاق إلهناء حالة احلـرب‪ ،‬وهو جتديف قانوين وسياسي يف‬
‫نفس الوقت‪.‬‬

‫‪ ‬ومـن ثـم فإنـه يوجـد جـزء مـن األسـرى هـم مبثابـة معتقلـني خيضـعون لقواعـد االعتقـال وفقـا ألحكـام اتفاقيـة جنيـف‬
‫الرابعـة اخلاصـة حبمايـة املـدنيني وهـؤالء الـذين يشـاركون فـي عمليـات املقاومة االحتجاجية ضد االحتالل فهؤالء من‬
‫حقهم مقاومة االحتالل ورفضه والتعبري عن هذا الرفض‪ .‬فال ميكـن إدخـال هـذه الفئـة ضـمن املقـاتلني الـذين ميكـن أن‬
‫يطبـق علـيهم وصـف "أسـرى حـرب" بـل هـم معتقلون وفقا ألحكام اتفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬

‫‪ ‬وفضـالً عمـا تقـدم فـإن هنـاك جـزءً مـن األسـرى هـم مبثابـة خمتطفـني وهـؤالء هـم القيـادات السياسـية والشعبية الذين‬
‫تعتقلهم إسرائيل كمعتقلني إداريني ملنع تواصلهم مع شعبهم وحماولة خلـق فـراغ قيـادي لـدى الشـعب الفلسـطيين‪،‬‬
‫وكـذلك اعتقـال األطفـال والنساء‪ ،‬وكـذلك األسـرى واملعتقلني فـي سـجون االحـتالل اإلسـرائيلي مـن قطـا غـزة قبـل‬
‫االنسـحاب اإلسـرائيلي‪ ،‬فهذا مبثابـة اختطـاف ويشـكل جرميـة حرب‪.‬‬

‫(‪ )799‬م ‪ 99‬من الربتوكول اإلضايف األول‬

‫‪911‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫اخلـاتـمة‪:‬‬
‫يف ختام هذا البحث نرى أن القوانني واملواثيق الدولية يعرتيها القصور الشديد يف معاجلـة أوضا اتحمتجـزين سواء‬
‫مـن املدنيني أو العسـكريني فـي حاالت االحـتالل طويل األمـد‪ ،‬مثـل االحتالل اإلسـرائيلي لألراضي الفلسـطينية‪ ،‬األمر‬
‫الـذي يساعد قوات االحتالل علـى التملص مـن االلتزامات الدولية الواجب إتباعها مع املواطنني فـي األراضـي اتحمتلـة‪،‬‬
‫متذرعـة بعـدم وجـود نصـوص دولية ملزمة هلا‪ ،‬وتنكر يف الوقت ذاته انطباق اتفاقيـات جنيـف لعـام ‪ 7090‬علـى احلالـة‬
‫الفلسـطينية‪ ،‬األمر الذي يستدعي تدخال عاجال من املؤسسات الدوليـة ذات العالقـة لوضـع حـد هلـذه املأسـاة‪ ،‬مـن خـالل‬
‫وضـع اتفاقيـات جديـدة تعـاجل هـذه املسـالة أو تطـوير مـا هـو قـائم مـن اتفاقيـات‪ ،‬لتلبـي احلاجـة املاسـة فـي إجياد وسـائل‬
‫وآليات إللزام سـلطات االحتالل ابلتعامـل مـع املواطنني الفلسـطينيني مبا حيفظ كرامتهم وحقوقهم‪.‬‬
‫النتـائـج‪:‬‬
‫أول‪ :‬أسـرى احلـرب‪ :‬هـم املقـاتلون ومـن فـي حكمهـم وفقـاً ألحكـام اتفاقيـة جنيـف الثالثـة‪ ،‬وخيضعون حلمايتها‬
‫واإلضافات اليت وردت يف الربوتوكول األول‪.‬‬
‫اثنيـا‪ :‬املعتقلـون املـدنيون‪ :‬هـم السـكان املـدنيون الـذين يقعـون فـي قبضـة العـدو‪ ،‬وخيضـعون حلمايـة اتفاقية جنيف الرابعة‬
‫لعام ‪.7090‬‬
‫اثلث ا‪ :‬يعتمد التعامل مع األسرى على املبادئ التالية‪:‬‬
‫عدم التعامل معهم كمجرمني‪ ،‬بل مقاتلني خمولني ابلقتال‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫املعاملة اإلنسانية ألسرى احلرب‪ ،‬أثناء األسر وخالل األسر وعند اإلفراج عنهم من األسر‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫عدم جواز التحقيق معهم أو حماكمتهم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وجوب اإلفراج عنهم عند انتهاء النزا ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫رابع ا‪ :‬يعتمد التعامل مع املعتقلني على املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ -7‬حق املدنيني يف مقاومة االحتالل‪.‬‬
‫‪ -9‬حق سلطة االحتالل يف اعتقال من خيل أبمنها من املدنيني‪ ،‬ويف حماكمتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬ألزم القانون الدويل اإلنساين ابملعاملة اإلنسانية مع املعتقلني‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬أسهم الربوتوكولن يف تعزيز احلماية اخلاصة ابملعتقلني واألسرى‪.‬‬
‫سادسـ ا‪ :‬أسـهمت اتفاقيات جنيـف الثالثـة والرابعـة فـي تقليـل حـدة انتهاكـات حقـوق األسـرى واملعتقلني‪ ،‬لكنها م ِ‬
‫تنه‬
‫االنتهاكات كليا‪.‬‬
‫سـابعا‪ :‬حـول املركـز القـانوين ملـن حتتجـزهم دولـة االحـتالل‪ ،‬يوجـد أراء متعـددة‪ ،‬رأي يعتقـد أهنـم معتقلـون وخيضـعون حلمايـة‬
‫اتفاقيـة جنيـف الرابعـة اخلاصـة حبمايـة املـدنيني‪ ،‬فيمـا الـرأي الثـاين‪ ،‬يصنفهم كأسرى حرب‪ ،‬والـرأي الثالـث يتعامـل معهـم‬
‫كمختطفـني‪ .‬أمـا دولـة االحـتالل الصـهيوين‪ ،‬فلهـا رأي نشـاز‪ ،‬حيـث تتعامـل مـع رجـال املقاومة الفلسـطينية كمجـرمني‪،‬‬
‫ويـتم معـاقبتهم وحمـاكمتهم وفقـا للقـانون اجلنـائي الصـهيوين‪ .‬وموقـف دولـة االحـتالل‪ ،‬يتقـاطع مـع املوقـف األمريكـي فـي‬
‫التعـاطي مـع أسرى احلرب يف أفغانستان والعراق‪.‬‬

‫‪917‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر وأ‪ .‬أسامة سعد‬

‫التوصيـات‪:‬‬
‫أول‪ :‬إعادة النظر يف اتفاقية جنيف الرابعة اخلاصة حبماية املدنيني‪ ،‬وبوجه خـاص التنـاقض الواضـح‬
‫ما بني حقوق الشعوب يف مقاومة االحتالل من انحية‪ ،‬وحق سلطة االحتالل يف اعتقال وحماكمة من يقاومها‪.‬‬
‫وذلك مـن خالل إلغـاء كافة املواد التـي تعطي احلـق لدولة االحـتالل ابعتقال وحماكمة من يقاومها‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬العمل على تنظيم محلـة دوليـة العتبـار اعتقـال الفلسـطينيني فـي سـجون االحـتالل أسـرى حـرب‪ ،‬كما وأهنا مارس‬
‫االختطـاف‪ ،‬ومن مث اعتبـار جزء من الفلسـطينيني يف سجون االحـتالل خمتطفـني‪ ،‬وابعتبـار االختطـاف جرميـة تقـوم هبـا‬
‫سـلطات االحـتالل‪ ،‬تسـتوجب اتحماكمـة أمـام اتحمكمة اجلنائية الدولية‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬ربط أي اتفاق مع دولة االحتالل‪ ،‬ابإلفراج عن كافة األسرى واملعتقلني واملختطفني‪.‬‬
‫رابعـا‪ :‬طاملـا أن املقاومة عمـل مشـرو ‪ ،‬وطاملـا أن حكومـة االحـتالل ال تلتـزم بـاملواثيق الدوليـة جتـاه اتحمتجـزين الفلسـطينيني‬
‫لـديها‪ ،‬فـإن الصـيغة األمثـل لتحرير األسـرى واملعتقلني واملختطفـني مـن سـجون االحتالل هـي أسر املزيـد من جنـود‬
‫االحتالل أو جـراء عمليات تبـادل وفقا للمعايري الدولية‪.‬‬
‫وأخـر دعواان أن احلمـد هلل رب العاملني‬
‫قائـمة املراجـع‪:‬‬
‫‪ -7‬أمـاين حممد انصر‪ ،‬معاملـة أسرى احلرب وانتهاك الواليـات املتحدة وإسرائيل التفاقيات جنيف‪ ،‬احلوار املتمدن‪،‬‬
‫العدد(‪.9995/77/2 ،)7319‬‬
‫‪ -9‬األن ايشـلمان‪ ،‬محايـة اتحمتجـزين‪ ،‬اللجنـة الدوليـة للصـليب احلمـر الـدويل‪ ،‬خمتـارات مـن اجمللـة الدولية للصليب األمحر‬
‫الدويل‪.‬‬
‫‪ -3‬اتحماميـة أسـمية النابلسـي‪ ،‬دور القـانون الـدويل اإلنسـاين واللجنـة الدوليـة للصـليب واهلـالل األمحر يف محاية األسرى‪.‬‬
‫‪ -9‬د‪ .‬جان س بكتيـه‪ ،‬القانون الـدويل اإلنساين‪ ،‬تطـوره ومبادؤه‪ ،‬منشـور على موقـع ديوان الفتـوى والتشريع‪ ،‬غزه‪،‬‬
‫‪.9990‬‬
‫‪ -5‬حيدر كاظم عبد علي السرايوي‪ ،‬رسـالة ماجسـتري بعنـوان‪ :‬محايـة النسـاء واألطفـال أثنـاء النزاعـات املسلحة‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫جامعة اببل‪ ،‬كلية احلقوق‪.9993،‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬سـامح جـابر البلتـاجي‪ ،‬محايـة املـدنيني فـي زمـن النزاعـات املسـلحة‪ ،‬اإلسـكندرية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪.9991 ،‬‬
‫‪ -1‬اللـواء سـيد هاشـم– معاملـة أسـرى احلـرب فـي ظل أحكـام اتفاقيـة جنيـف اللجنـة الدوليـة للصـليب األمحر– جنيف‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬عبد الرمحن أبو النصر‪ ،‬اتفاقية جنيف الرابعة حلماية املدنيني لعام ‪ 7090‬وتطبيقها يف األراضي الفلسطينية‬
‫اتحمتلة‪ ،‬ط‪ ،7‬غزه‪ ،‬مطابع اهليئة اخلريية‪.9999 ،‬‬
‫‪ -0‬د‪ .‬عمر حممود املخزومي‪ ،‬القانون الدويل اإلنساين يف ضـوء اتحمكمـة اجلنائيـة الدوليـة‪ ،‬عمـان‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪.9992،‬‬
‫‪ -79‬فـريتس كالسـهوفن وليزابيث تسـغفلد‪ ،‬مـدخل للقانون الـدويل اإلنسـاين‪ ،‬جنيف‪ ،‬اللجنـة الدولية للصليب‬
‫األمحر‪.9999 ،‬‬

‫‪910‬‬
‫مكانة أسرى احلرب واملعتقلني يف القانون الدويل اإلنساين‬

‫‪77- A Ntonio Cassese War of national Liberation and humanitarian law offprint‬‬
‫‪from: Studies and essays on international humanitarian law and red Cross‬‬
‫‪principles – Geneva -The Hague -international Committee of the red Cross.‬‬
‫احاتـفاقيـات‪:‬‬
‫اتفاقية الهاي لعام ‪.7091‬‬ ‫‪.7‬‬
‫اتفاقيات جنيف املؤرخة يف ‪ 79‬آب‪ /‬أغسطس ‪ ،7090‬جنيف‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب األمحر‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫اتفاقية جنيف الثالثة اخلاصة مبعاملة أسرى احلرب لعام ‪.7090‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اتفاقية جنيف الرابعة اخلاصة حبماية املدنيني لعام ‪.7090‬‬ ‫‪.9‬‬
‫الربوتوكول األول امللحق ابتفاقيات جنيف األربع لعام ‪.7011‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الربوتوكول الثاين امللحق ابتفاقيات جنيف األربع لعام ‪.7090‬‬ ‫‪.6‬‬
‫املواقـع اإللكرتونية والصحفيـة‪:‬‬
‫القاضي مجـال شـهلول‪ ،‬القانون الـدويل اإلنسـاين‪ ،‬ص‪ ،9‬منشور علـى الشـبكة اإللكرتونية‬ ‫‪-‬‬
‫‪.http://www.9shared.com/get/976539002/32c5069e/___.html‬‬ ‫‪-‬‬
‫عيسى قراقع‪ ،‬وزير األسرى‪ ،‬مؤمر صحفي مبدينة رام ﷲ بتاريخ ‪.9990/77/99‬‬ ‫‪-‬‬
‫ماهر حجـازي‪ ،‬اتفاقية جنيـف الثالثة حـول أسـرى احلرب‪ ،‬منشـور على موقـع فلسـطني اآلن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.http://www.paltimes.net/arabic/read.php?news_id=790979‬‬
‫د‪ .‬مصطفي امحد أبو اخلري‪ ،‬الفلسطينيون يف سجون االحـتالل خمتطفـون ورهـائن وليسوا أبسـرى طبقـا للقانون الدويل‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنساين‪.www.pal-monotor.org ،‬‬
‫معتصم عوض‪ ،‬الفلسطينيون‪ .‬حنو حتديث بنود القانون اإلنساين‪ ،‬جريدة القدس‪ 95 ،‬نوفمرب ‪.9990‬‬ ‫‪-‬‬
‫التـقاريـر‪:‬‬
‫أسرى احلرب يف النزاعات املسلحة‪ ،‬غزه‪ ،‬مركز امليزان حلقوق اإلنسان‪.9992 ،‬‬

‫‪915‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like