You are on page 1of 13

‫النظرية العامة للقانون الدولي اإلنساني‬

‫البرنامج‪ :‬القانون الدولي اإلنساني‬


‫الدكتور‪ :‬ياسر كلزي‬
‫املقرر‪ :‬النظرية العامة للقانون الدولي اإلنساني‬
‫اسم الطالب‪ :‬محمد طارق الجيرودي‬
‫الوظيفة‪ :‬رقم ‪1‬‬
‫الصف‪S19/C2 :‬‬
‫رمز املقرر‪GTIHL :‬‬
‫الرقم الجامعي‪113526 :‬‬
‫التاريخ‪20/12/2019 :‬‬
‫المقدمة‬

‫ُيعنى القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬في قواعده العرفية واملكتوبة واملتمثلة في املعاهدات واالتفاقيات‪ ،‬بفرض الحماية لألعيان‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫جرحى‪ ،‬ومرض ى‪ ،‬ومن في حكمهم من معتقلين‬ ‫املدنية واملمتلكات الثقافية‪ ،‬وقد ازداد نطاق الحماية القانونية له ليشمل فئات أخرى من‬
‫ومفقودين ومتوفين‪ ،‬وحظي أيضا بأبعاد قانونية طالت قوانين مختلفة‪ ،‬تنظم حاالت الحرب والحماية والقواعد التي تحكمها والتي كانت‬
‫ْ‬
‫القانوني حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫حجر األساس‬
‫وللوقوف على القواعد التي عنت بأسرى الحرب كان ال بد من البحث في اتفاقية جينيف الثالثة بشأن معاملة أسرى الحرب‬
‫ْ‬
‫عام ‪ ،1949‬نظرا ألهمية دورها في ظل الصراعات الحالية التي تجول أقطاب العالم املختلفة‪ ،‬ومسميات عديدة دولية كانت أم داخلية‪،‬‬
‫ْ‬
‫التاريخ أبان الحربين العامليتين األولى ‪ ،‬اللتين أعادتا توزيع القوى املهيمنة بشكل مختلف في أرجاء‬ ‫مستفيدين من دروس كشفها لنا‬
‫العالم‪.‬‬
‫يعد املقاتل الذي يقع في يد طرف خصم في نزاع مسلح دولي‪ ،‬أسير حرب‪ ،‬وقد كفل القانون الدولي الحماية لجميع هؤالء‬ ‫ُ‬
‫األشخاص‪ ،‬سواء كانوا مدنيين أم مقاتلين "أسرى حرب"‪.‬‬
‫إشكالية البحث العلمي‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬مدى كفاية القواعد القانونية التي تؤسس الحماية املطلوبة للشخص األسير للظروف التي تحيط به نتيجة األسر‪.‬‬
‫‪ ‬مدى فاعلية وأحقية الشروط املنصوص عليها في اتفاقية جنيف الثالثة في الفقرة الثانية من املادة الرابعة‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ ‬يهدف البحث إلى شرح موجز التفاقية جنيف الثالثة لعام ‪ ،1949‬والبحث بمدى التزام الدول بها والتطرق إلى مفهوم األسير‬
‫والحماية املمنوحة له بظل األحكام االجرائية املتعلقة بمعاملته‪.‬‬
‫‪ ‬كما يهدف ايضا إلى تحليل نصوص االتفاقية التي تعد جزءا هاما من صلب القانون الدولي اإلنساني وعصب القانون الدولي‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬تكمن أهمية البحث بتسليط الضوء على احكام اتفاقية جنيف والتي ولدت من رحم الحاجة املاسة نتيجة الصراعات إثر‬
‫حروب طاحنة أولى وثانية‪.‬‬
‫‪ ‬تزايد عدد النزاعات املسلحة سواء أكانت دولية أم غير دولية مما يستدعي البحث مجددا والتفصيل بالقواعد القانونية والتي‬
‫توضح اآلليات املطلوبة ملنح األسير الحماية‪.‬‬
‫املنهج العلمي املتبع‪:‬‬
‫سنتبع في هذا البحث املنهج التحليلي بحيث سنقوم بتحليل القواعد القانونية الخاصة باتفاقية جنيف الثالثة والتي عالجت‬
‫موضوع أسير الحرب والفئات املشمولة بالحماية وصوال لإلجابة واالحاطة باالشكالية املتعلقة بهذا البحث‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬سنتطرق بدراسة تحليلية في إطار الخطة التالية‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم أسير الحرب‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف أسير الحرب و شروط تمتعه بتلك الصفة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أوجه الحماية املقررة ألسرى الحرب‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهم االحكام اإلجرائية املتعلقة بالتعامل مع األسير‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات املرتبطة بمعاملة األسير‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات العقابية‬

‫‪2‬‬
‫املطلب الول‪ :‬مفهوم أسير الحرب‬
‫يعد األسر من أخطر النتائج التي تواجه الدول املتحاربة‪ ،‬بسبب األعداد الضخمة لألسرى الذين يقعون في‬
‫قبضة الدولة املعادية‪ ،‬فالدمار والخراب والقتل واألسر‪ ،‬هي أكثر املصطلحات املتداولة وأبرز االثار الناجمة عن‬
‫الحروب‪ .‬وتعد حماية الكرامة املتأصلة باإلنسان وصونها أثناء الحروب‪ ،‬من أسمى غايات القانون الدولي اإلنساني‪،‬‬
‫ْ‬
‫واستعباد‪ ،‬األمر الذي حمل القانون الدولي اإلنساني إلى‬ ‫نظرا ملا يتعرض األسير من تعذيب وتشويه وقتل وتنكيل‬
‫تغيير وضع األسرى بشكل أو باخر‪ ،‬محاربين كانوا أم غير محاربين‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬تعريف أسير الحرب وشروط تمتعه بتلك الصفة‬
‫أوال‪ :‬تعريف أسير الحرب‪:‬‬
‫ْ‬
‫يقبض عليهم من قبل العدو في حالة الحرب‪،‬‬ ‫عرف الدكتور عبد الوهاب أسير الحرب بأنه‪" :‬هم الذين‬
‫ويكونون عادة من أفراد القوات املسلحة النظامية‪ ،‬أو األفراد الذين يرافقون القوات املسلحة في مهمات معينة‪،‬‬
‫كمالحي الطائرات والبواخر واملراسلين الحربيين‪ ،‬أو أفراد امليليشيا وأفراد الوحدات املتطوعة‪ ،‬أو سكان األراض ي غير‬
‫املحتلة‪ ،‬الذين يحملون السالح باختيارهم ملقاومة العدو عند مداهمته ألرضهم‪ ،‬شرط أن يحملوا السالح بشكل‬
‫علني‪ ،‬وأن يحترموا قوانين الحرب وتقاليدها‪ ،‬أو األشخاص الذين كانوا تابعين للقوات املسلحة في األراض ي املحتلة‬
‫‪1‬‬
‫قبل احتاللها‪ ،‬وذلك اذا رأت دولة االحتالل ضرورة العتقالهم"‪.‬‬
‫في حين أشارت اتفاقية الهاي في ‪ 18‬تشرين األول ‪ 1907‬في قسمها األول‪ ،‬املادة الثالثة إلى أسرى الحرب‬
‫بتعريفها التالي‪ " :‬يمكن أن تتألف القوات املسلحة ألطراف النزاع من مقاتلين وغير مقاتلين‪ ،‬ولجميعهم الحق في أن‬
‫يعاملوا كأسرى حرب في حالة وقوعهم في قبضة العدو"‪.2‬‬
‫وقد عرف الدكتور عمر سعد هللا األسرى بأنهم‪" :‬أفراد القوات املسلحة الذين يقعون في قبضة العدو‪،‬‬
‫فيجري احتجازهم ملنعهم من العودة لالشتراك في أعمال القتال"‪.3‬‬
‫وباالستناد إلى اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪ 1949‬لتعريف أسير الحرب‪ ،‬يرى الباحث بأنها لم تتضمن تعريفا‬
‫واضحا ألسير الحرب بل اكتفت في مضمون مادتها الرابعة إلى االشارة إلى الفئات التي تتمتع بوصف األسير بذكرها‬
‫عبارة " هم األشخاص الذين ينتمون إلى إحدى الفئات التالية ويقعون في قبضة العدو"‪.‬‬
‫وعليه سيتم التطرق إلى بعض نصوص االتفاقية ملعرفة الفئات التي تتمتع بصفة االسير والشروط األربعة الواجب‬
‫توفرها في املقاتلين ليتمتع بوصف األسير وبالتالي تمتعه بالحماية في حال وقوعه بقبضة العدو‪ ،‬ولكن تجب اإلشارة‬
‫وقبل التطرق إلى تلك الفئات بأن البروتوكول اإلضافي األول لعام ‪ ،1977‬والخاص بالنزاعات املسلحة ذات الطابع‬
‫الدولي قد خفف من حدة تلك الشروط فيما يتعلق بحركات التحرر الوطنية وألزمهم بشرطين فقط‪ ،‬وذلك بأن‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬موسوعة السياسة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1985 ،‬ص‪183‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬شريف عتلم‪ ،‬موسوعة اتفاقيات القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬منشورات الصليب األحمر‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص‪14‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عمر سعد هللا‪ ،‬معجم في القانون الدولي املعاصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪46‬‬

‫‪3‬‬
‫يحترموا قواعد وقوانين الحرب وتقاليدها‪ ،‬وأن يكونوا تحت قيادة مسؤولة‪ ،‬وإن عدم تقيدهم بتلك الشروط‬
‫يستدعي حكما إلى عدم تمتعهم بالحماية املمنوحة لوصف أسير الحرب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمتع بصفة أسير الحرب وفقا التفاقية جنيف الثالثة ‪:1949‬‬
‫نصت املادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪ 1949‬على مفهوم األسرى بأنهم" األشخاص الذين‬
‫‪4‬‬
‫ينتمون إلى إحدى الفئات التالية‪ ،‬ويقعون في قبضة العدو" وهم‪:‬‬
‫‪ ‬أفراد القوات املسلحة ألحد اطراف النزاع وامليليشيات أو الوحدات املتطوعة التي تشكل جزءا من هذه‬
‫‪5‬‬
‫القوات املسلحة‪.‬‬
‫‪ ‬أفراد امليليشيات األخرى والوحدات املتطوعة األخرى‪ ،‬بمن فيهم أعضاء حركات املقاومة املنظمة‪ ،‬الذين‬
‫ينتمون إلى أحد اطراف النزاع ويعملون داخل أو خارج إقليمهم‪ ،‬حتى لو كان هذا اإلقليم محتال على أن‬
‫تتوفر الشروط التالية في هذه امليليشيات أو الوحدات املتطوعة‪ ،‬بما فيهم حركات املقاومة املنظمة املذكورة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يقودها شخص مسؤول عن مرؤوسيه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون لها شارة مميزة محددة يمكن تمييزها عن بعد‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تحمل االسلحة جهرا‪.‬‬
‫‪ -4‬ان تلتزم في عملياتها بقوانين الحرب وعاداتها‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث قصد بذلك‪ ،‬الفئات التي تحمل السالح علنا وال يتبعون لجيش الدولة‪ ،‬بما فيهم املتطوع للقتال على شكل‬
‫حركات املقاومة‪ ،‬داخل اقليمه أم خارجه‪ ،‬سواء أكان اإلقليم ُمحتال أم مستقال‪ ،‬وقد تكون هذه امليليشيات تابعة‬
‫لجيش دولة‪.‬‬
‫وبالعودة للشروط املنصوص عليها في اتفاقية جنيف الثالثة فقد نصت صراحة على وجود قائد مسؤول على هرم‬
‫األفراد املقاومة وذلك ضمانا الحترام القوانين الوطنية ‪ ،‬وتحمل املسؤولية في حال التجاوزات من قبل تلك األفراد‪،‬‬
‫وأن يرتدوا الزي العسكري الخاص بهم‪ ،‬وذلك لتمييزهم عن غيرهم من املدنيين أو أن ُيميزوا أنفسهم بشارة أو عالمة‬
‫واضحة ومحددة‪ ،‬وإال فقدوا الحق في تمتعهم بالحماية املنصوص عليها في هذه االتفاقية‪ ،‬وأن يحملوا سالحهم بشكل‬
‫علني وواضح وذلك بغية توفير الحماية املطلوبة للمدنيين‪.6‬‬
‫‪ ‬أفراد القوات املسلحة النظامية الذين يعلنون والءهم لحكومة أو سلطة ال تعترف بها الدولة الحاجزة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬نعمان عطا هللا الهيتي‪ ،‬القانون الدولي اإلنساني في حاالت الحروب والنزاعات املسلحة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار رسالن‪ ،‬دمشق‪ ،2015 ،‬ص ‪356‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد العسبلي‪ ،‬املركز القانوني ألسرى الحرب في القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2005،‬ص‪19‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد الواحد الفار‪ ،‬أسرى الحرب‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1975 ،‬ص ‪74‬‬

‫‪4‬‬
‫ويقصد بالسلطة التي ال تعترف بها الدولة الحاجزة أنها سلطة تسيطر على جزء من االراض ي الداخلة في النزاع‪،‬‬
‫والحكومات التي ينتهي وجودها ودورها ويواصل بعض أفراد قواتها املسلحة القتال‪ ،‬مثل قوات حكومة املنفى‬
‫املناهضة ألملانيا والقوات املوالية للجنرال الفرنس ي ديغول‪.7‬‬
‫‪ ‬األشخاص الذين يرافقون القوات املسلحة دون أن يكونوا في الواقع جزءا منها‪ ،‬كاألشخاص املدنيين‬
‫املوجودين ضمن أطقم الطائرات الحربية‪ ،‬واملراسلين الحربيين‪ ،‬ومتعهدي التموين‪ ،‬وأفراد وحدات العمال‬
‫أو الخدمات املختصة بالترفيه عن العسكريين‪ ،‬شريطة أن يكون لديهم تصريح من القوات املسلحة التي‬
‫يرافقونها‪.‬‬
‫‪ ‬أفراد األطقم املالحية‪ ،‬بمن فيهم القادة واملالحون ومساعدوهم في السفن التجارية وأطقم الطائرات املدنية‬
‫التابعة ألطراف النزاع‪ ،‬الذين ال ينتفعون بمعاملة أفضل بمقتض ى أي أحكام أخرى من القانون الدولي‪.‬‬
‫وهم األشخاص الذين يقومون باألعمال التي تتطلبها السفن والطائرات الخاصة‪ ،‬والتابعة لالفراد أو الشركات والتي‬
‫تكون مخصصة ألعمال مدنية‪ ،‬وعند تحويلها للمساهمة في املجهود الحربي أو اشراكها في عمليات القتال‪ ،‬فيجب‬
‫اعتبار العاملين عليها مقاتلين واعتبارهم أسرى حرب في حال تم أسرهم‪.‬‬
‫‪ ‬سكان األراض ي غير املحتلة الذين يحملون السالح من تلقاء أنفسهم عند اقتراب العدو ملقاومة القوات‬
‫الغازية دون أن يتوفر لهم الوقت لتشكيل وحدات مسلحة نظامية‪ ،‬شريطة أن يحملوا السالح جهرا وأن‬
‫يراعوا قوانين الحرب وعاداتها‪.‬‬
‫تسمى هذه الفئة باملقاومة الشعبية شريطة أن تكون لهم قيادة مسؤولة‪ ،‬شارة أو عالمة خاصة‪ ،‬أن يحترموا‬
‫قوانين وعادات الحرب‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أوجه الحماية املقرر لسرى الحرب‬
‫كفل القانون الدولي اإلنساني الحماية املقررة لألسير ببعض القيود والقواعد التي تنظم وتضبط آليات‬
‫التعامل مع األسير‪ ،‬فلم يترك الباب مفتوحا لسلطة الدولة املعادية والتي تكون مسؤولة بشكل مباشر عن املعاملة‬
‫التي يلقاها األسير على مصراعيه‪ ،‬بل فرض من خالل اتفاقيات كثيرة وبروتوكوالت متعددة أساليب تنهج نهج املعاملة‬
‫ْ‬
‫ومكان‪.‬‬ ‫اإلنسانية املطلوبة في كل زمان‬
‫تنوعت أوجه الحماية بين عامة وخاصة تبدأ من لحظة وقوع الشخص في األسر وحتى يتم اإلفراج عنهم أو اعادتهم إلى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أوطانهم أي تتفرع إلى حماية عامة يجب أن يتحلى وتمنح ألي شخص لصفته اإلنسانية وحماية خاصة تمنح للشخص‬
‫بوصفه أسير حرب‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬مرجع الكتروني‪ ،‬اثار الحرب‪ ،‬تصفح بتاريخ ‪https://books.google.com/books?id=3KlEDAAAQBAJ&pg=PA474&lpg=PA474&dq ،22/11/2019‬‬

‫‪5‬‬
‫يرى الباحث بأن الحماية املقررة ضمن اتفاقية جنيف الثالثة واسعة سواء تعلقت بوضع األسير كفرد‪ ،‬أم‬
‫تعلقت بظروف األسر وبعض الحقوق الشخصية لذاته‪ ،‬كما أجازت املادة السادسة من اتفاقية جنيف الثالثة للدول‬
‫األطراف منح األسير املزيد من الحماية ضمانا لكرامته املتأصلة بشخصه وذاته وذلك من خالل نص املادة السادسة‪:‬‬
‫" يجوز لألطراف السامية املتعاقدة أن تعقد اتفاقات خاصة أخرى بشأن أية مسائل ترى من املناسب تسويتها بكيفية‬
‫خاصة‪ ،‬وال يؤثر أي اتفاق خاص تأثيرا ضارا على وضع أسرى الحرب كما حددته هذه االتفاقية أو يقيد الحقوق‬
‫املمنوحة لهم بمقتضاها‪.‬‬
‫ويستمر انتفاع أسرى الحرب بهذه االتفاقات مادامت االتفاقية سارية عليهم‪ ،‬إال إذا كانت هناك أحكام صريحة‬
‫تقض ي بخالف ذلك في االتفاقات سالفة الذكر أو في اتفاقات الحقة لها‪ ،‬أو إذا كان هذا الطرف أو ذاك من أطراف‬
‫النزاع قد اتخذ تدابير أكثر مالئمة لهم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الحماية الخاصة املقررة لألسرى‪:‬‬
‫تبدأ هذه الحماية من لحظة وقع الشخص في األسر‪ ،‬وقد حددت اتفاقية جنيف الثالثة في مادتها الخامسة‬
‫على لحظة وقوع األسر بأنه" ابتداء من وقوعهم في يد العدو" أي من اللحظة التي يقع فيها الشخص بيد الوحدات‬
‫العسكرية أو األفراد للدولة املعادية التي أسرته‪.‬‬
‫حيث تعد الدولة املصادقة على اتفاقية جنيف الثالثة مسؤولة عن األسرى‪ ،‬ومسؤولة أيضا عن تصرفات أفرادها‬
‫العسكريين‪ ،‬ويحرم على أي طرف من االطراف قتل األشخاص الذين يقاتلون ضد دولة معادية بمجرد أن كفوا عن‬
‫ْ‬
‫مرض‪ ،‬وبعد إلقاء القبض عليهم يجب على الدولة االسرة ترحيل األسرى بأسرع وقت ممكن إلى‬ ‫القتال لجرح أو‬
‫مناطق ومعسكرات خارج مناطق النزاع بطريقة انسانية‪ ،‬أو تسليمهم إلى دولة طرف ضمن االتفاقية تكون مسؤولة‬
‫عن معاملة األسرى بالشكل املرسوم في القانون الدولي‪ ،‬وقد حظر القانون أيضا اإلبقاء على األسرى في مناطق خطرة‬
‫حتى لو كانت مدة مؤقتة‪ ،‬وتزويدهم باملاء الصالح للشرب والطعام واملالبس وبالرعاية الصحية‪.8‬‬
‫وعند استجوابه ال ُيطلب منه إال اإلدالء باسمه الكامل‪ ،‬تاريخ ميالده‪ ،‬رقمه العسكري‪ ،‬رقمه الشخص ي‪ ،‬رتبته‬
‫العسكرية‪ ،‬وإذا أخل األسير بهذه القواعد فإنه يتعرض النتقاص املزايا التي تمنح لألسرى الذين لهم رتبته املماثلة‪.‬‬
‫وال يجوز ممارسة أي تعذيب بدني‪ ،‬أو إكراه معنوي للحصول على معلومات منهم ألي نوع‪ ،‬ويجب أن يكون‬
‫االستجواب بلغة يفهمونها‪ ،‬ويجب تسليم االسرى العاجزين عن االدالء بمعلومات عن هويتهم بسبب حالتهم البدنية‬
‫أو العقلية إلى قسم الخدمات الطبية‬
‫‪9‬‬
‫كما يحق ألسرى الحرب تقديم طلبات إلى السلطات العسكرية التي هم قيد أسرها بشأن أوضاع أسرهم‬
‫إضافة إلى انه سيتم التطرق إلى أهم األحكام االجرائية التي يجب التعامل معها مع صفة األسير والتي تعد من أوجه‬
‫الحماية الخاصة لألسير‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 20‬من اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪.1949‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 78‬من اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪.1949‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحماية العامة املقررة لألسرى وحقوقهم‪:‬‬
‫سلط القانون الدولي اإلنساني الضوء على بعض الحقوق الواجب احترامها لألسير أثناء فترة أسره لدى الدولة االخرى‬
‫ومنها‪:10‬‬
‫‪ ‬الحق في املعاملة اإلنسانية واملساواة فيها‪ :‬فيجب معاملتهم معاملة انسانية في جميع األوقات‪ ،‬ويعتبر أي‬
‫إهمال من قبل الدولة االسرة بمثابة انتهاك لنصوص اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪ ،1949‬وال يجوز اخضاع‬
‫األسير للتجارب الطبية والعلمية‪ ،‬عدم املساس ببدنه او التمثيل به‪ ،‬ودون أن تميز بين االسرى على أساس‬
‫العنصر أو الجنس أو الدين او اللون ‪ ،‬وذلك ألن أوضاع األسرى وظروفهم متساوية‪.‬‬
‫‪ ‬الحق في احترام الشخصية والشرف‪ :‬حيث ينبغي على أسرى الحرب االحتفاظ بكامل أهليتهم املدنية التي‬
‫كانوا يتمتعون بها لحظة وقوعهم في األسر‪ ،‬ويجب على الدولة الحاجزة عدم تقييد هذه الحقوق إال بالقدر‬
‫الذي يقتضيه األسر سواء في إقليمها أو خارجه‪.‬‬
‫‪ ‬الحق في الرعاية الطبية والصحية‪ :‬تتكفل الدولة الحاجزة بإطعام األسرى ولباسهم بالقدر الكافي‪ ،‬وينبغي‬
‫على الدولة الحاجزة أيضا تقديم العناية الطبية التي تتطلبها حالتهم الصحية الالزمة للحفاظ على نظافة‬
‫املعسكرات والتأكد من صحتها وخلوها من األمراض‪ ،‬وأن تتوفر لألسرى مرافق صحية نظيفة‪.‬‬
‫‪ ‬الحق في ممارسة الشعائر الدينية‪ :‬يجب على الدولة االسرة أن تترك ألسرى الحرب الحرية الكاملة في ممارسة‬
‫شعائرهم الدينية‪ ،‬بشرط عدم الخروج عن النظام الذي تضعه السلطات العسكرية‪ ،‬وعليها أن توفر أماكن‬
‫مناسبة إلقامة الشعائر الدينية‪.‬‬
‫‪ ‬الحق في ممارسة األنشطة الذهنية والتعليمية والترفيهية والرياضية‪ :‬يجب على الدولة االسرة أن تشجع‬
‫أسرى الحرب على ممارسة األنشطة التي من شأنها ملئ وقت فراغهم‪ ،‬وأن تتخذ كافة اإلجراءات التي تكفل‬
‫ممارسة هذه األنشطة‪ ،‬وأن توفر لألسرى األدوات الالزمة واألماكن املخصصة للقيام بهذه األنشطة‪.‬‬
‫‪ ‬الحق في املأوى والغذاء وامللبس‪ :‬يجب على الدولة الحاجزة أن توفر في أماكن األسر ظروفا مالئمة لألسرى‪،‬‬
‫مراعية في ذلك عادات وتقاليد األسرى‪ ،‬على أن تكون محمية من الرطوبة‪ ،‬تدفئة‪ ،‬إضاءة‪ ،‬وأن تكون‬
‫وجبات الطعام األساسية اليومية التي تقدم لألسرى كافية من حيث الكمية والنوعية وأن تكون صحية‬
‫وذلك للمحافظة على صحة األسرى‪ ،‬وتزويدهم بكميات كافية من املياه الصالحة للشرب واالستخدام‬
‫الشخص ي ويسمح لهم باستعمال التبغ‪ ،‬وأن تزود األسرى باملالبس الكافية واملالئمة ملناخ وطبيعة املنطقة‬
‫التي يحتجز بها األسرى‪ ،‬وعلى الدولة الحاجزة مراعاة استبدال مالبس أسرى الحرب التالفة بانتظام‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد الرحمن علي إبراهيم غنيم‪ ،‬الحماية القانونية لألسرى وفقا ألحكام القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬املركز الديمقراطي‪ ،‬العربي للدراسات االستراتيجية‬
‫والسياسية واالقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬برلين‪ ،‬املانيا‪.2018 ،‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬حق االتصال في الخارج‪ :‬يجب السماح لألسرى بإرسال واستالم الرسائل‪ ،‬ويمكن للدولة الحاجزة تحديد‬
‫هذه املراسالت‪ ،‬وذلك بالسماح على األقل بإرسال رسالتين وأربع بطاقات كل شهر‪ ،‬وأن تكون هذه‬
‫البطاقات مطابقة للنماذج امللحة في اتفاقية جنيف‪ ،‬وعلى الدولة الحاجزة أن تسمح لألسرى الذين لم‬
‫تصلهم أخبار عائالتهم منذ فترة طويلة‪ ،‬والذين ال يمكنهم تلقي أخبارا لهم بالبريد العادي بإرسال برقيات على‬
‫حسابه‪.‬‬
‫‪ ‬حق االسير في املحاكمة العادلة‪ :‬تسمح الدولة الحاجزة بمعاومة األسرى لبعضهم البعض وباختيار محام‬
‫لألسير للدفاع عنه‪ ،‬واالستعانة بخدمات مترجم مؤهل ليتمكن األسير من فهم لغة املحامي‪ ،‬وعلى الدولة‬
‫الحاجزة أن تخبر األسير لهذه الحقوق قبل البدء باملحاكمة بمدة كافية‪.‬‬
‫‪ ‬تتكفل الدولة الحاجزة بإعاشة أسرى حرب دون مقابل وبتقديم الرعاية الطبية التي تتطلبها حالتهم الصحية‬
‫مجانا‪.‬‬
‫‪ ‬اضافة إلى الحماية التي تزامن فترة أسره أثناء تفتيشه فتوجب القانون عدم مصادرة ممتلكاته الشخصية‪،‬‬
‫ووسائل الحماية الشخصية كالخوذة املعدنية‪ ،‬وفي حال مصادرة نقود أو أدوات ذات قيمة يتم منحه‬
‫إيصال‪.‬‬
‫‪ ‬ويجب التنويه بأن الحماية التي تكون للشخص بوصفه أسير بأنه ال يجوز التنازل عنها من قبل األسير نفسه‬
‫بأي حال من االحول جزئيا أو كليا عن الحقوق املمنوحة لهم بمقتض ى هذه االتفاقية أو بمقتض ى االتفاقات‬
‫الخاصة املشار إليها في املادة السابقة‪ ،‬إن وجدت‪.11‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬املادة السابعة من اتفاقية جنيف الثالثة بشأن معاملة اسرى الحرب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهم االحكام اإلجرائية املتعلقة بالتعامل مع السير‬
‫سيتم في هذا املطلب البحث في بعض وأهم االحكام واإلجراءات املتعلقة بالتعامل مع االسير كأماكن‬
‫االحتجاز‪ ،‬النقل‪ ،‬املوارد املالية‪ ،‬الشكاوي‪ ،‬العقوبات‪ ،‬املقاضاة‪ ،‬انتهاء األسر‪ ،‬والتي تعد أيضا من وجهة نظر الباحث‬
‫من أوجه الحماية الخاصة لألسير التي قررتها اتفاقية جنيف الثالثة في معرض فردها ألحكام أسير الحرب‪.‬‬
‫ومعنى اإلجراءات هي الخطوات التي تبين كيفية تنفيذ نشاط ما وتكون جزء من العمليات‪ ،12‬وبالتالي عند حصول‬
‫واقعة األسر يجب أن تكون هناك مجموعة من االجراءات املمنهجة والتي توضح آليات التعامل مع األسير وفق ما ذكر‬
‫أعاله‬
‫الفرع الول‪ :‬اإلجراءات املرتبطة بمعاملة السير‬
‫‪13‬‬
‫أوال‪ :‬أماكن االحتجاز‬
‫ال يجوز اعتقال أسرى الحرب إال في مبان مقاومة فوق األرض تتوفر فيها كل ضمانات الصحة والسالمة‪،‬‬
‫وال يجوز اعتقالهم في سجون إصالحية إال في حاالت خاصة تبررها مصلحة األسرى أنفسهم‪ ،‬كما يجب بأسرع ما‬
‫يمكن نقل أسرى الحرب املعتقلين في مناطق غير صحية‪ ،‬أو حيث يكون املناخ ضارا بهم‪ ،‬إلى مناخ أكثر مالءمة لهم‪.‬‬
‫تجمع الدولة الحاجزة أسرى الحرب في املعسكرات أو أقسام املعسكرات تبعا لجنسياتهم ولغاتهم وعاداتهم‪ ،‬شريطة‬
‫أن ال يفصل هؤالء األسرى عن أسرى الحرب التابعين للقوات املسلحة التي كانوا يخدمون فيها عندما أسروا إال‬
‫بموافقتهم‪.‬‬
‫يجب أن توفر ألسرى الحرب‪ ،‬بقدر مماثل ملا يوفر للسكان املدنيين املحليين‪ ،‬مالجئ للوقاية من الغارات الجوية‬
‫وأخطار الحرب األخرى‪ ،‬ويمكنهم باستثناء املكلفين منهم بوقاية مأويهم من األخطار املذكورة أن يتوجهوا إلى املخابئ‬
‫بأسرع ما يمكن بمجرد إعالن اإلنذار بالخطر‪ .‬وبطبق عليهم أي إجراء آخر من إجراءات الوقاية يتخذ ملصلحة األهالي‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ثانيا‪ :‬النقل‬
‫ال يجوز في أي وقت كان إرسال أي أسير حرب إلى منطقة يتعرض فيها لنيران منطقة القتال‪ ،‬أو إبقاؤه فيها‪،‬‬
‫أو استغالل وجوده لجعل بعض املواقع أو املناطق في مأمن من العمليات الحربية‪.‬‬
‫وال يجوز للدولة الحاجزة نقل أسرى الحرب إال إلى دولة طرف في االتفاقية‪ ،‬وبعد أن تقتنع الدولة الحاجزة برغبة‬
‫الدولة املعنية في تطبيق االتفاقية وقدرتها على ذلك‪ .‬وفي حالة نقل أسرى الحرب على هذا النحو‪ ،‬تقع مسؤولية‬
‫تطبيق االتفاقية على الدولة التي قبلتهم ما داموا في عهدتها‪ .‬غير أنه إذا قصرت هذه الدولة في مسؤولياتها في تنفيذ‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬مرجع الكتروني ‪ ،https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A5%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1/‬مقالة عن تعريف ومعنى كلمة اإلجراء‬
‫باللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -13‬تحليل نصوص اتفاقية جنيف الثالثة من قبل الباحث‪ ،‬النصوص من جامعة منيسوتا‪http://hrlibrary.umn.edu/arab/b092.html ،‬‬
‫‪ -14‬املادة ‪ 47‬من اتفاقية جنيف الثالثة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أحكام االتفاقية بشأن أية نقطة هامة‪ ،‬فعلى الدولة التي نقلت أسرى الحرب أن تتخذ‪ ،‬بمجرد إخطارها من قبل‬
‫الدولة الحامية‪ ،‬تدابير فعالة لتصحيح الوضع‪ ،‬أو أن تطلب إعادة األسرى إليها‪ .‬ويجب تلبية مثل هذه الطلبات‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ثالثا‪ :‬املوارد املالية‬
‫للدولة الحاجزة أن تحدد عند بدء األعمال العدائية‪ ،‬وإلى أن يتم االتفاق في هذا الشأن مع الدولة الحامية‪،‬‬
‫الحد األقص ى من املبالغ النقدية أو ما شابهها مما يمكن لألسرى أن يحتفظوا به في حوزتهم‪ .‬ويوضع أي مبلغ يزيد‬
‫على هذا الحد كان في حوزتهم وتم سحبه منهم‪ ،‬في حساب خاص بهم مع أي مبالغ أخرى يودعونها‪ ،‬وال تحول هذه‬
‫املبالغ إلى أية عملة أخرى إال بموافقتهم‪ ،‬وعندما يسمح لألسرى بإجراء املشتريات أو بتلقي خدمات من خارج املعسكر‬
‫مقابل مدفوعات نقدية‪ ،‬يكون الدفع بواسطة االسير نفسه أو إدارة املعسكر التي تقيد املدفوعات على حساب االسير‬
‫املعني ويتم صرف رواتب شهرية لجميع األسرة ومقدمات ايضا من هذه الرواتب يتم تحديد قيمتها بتحويل مبالغ‬
‫معينة ومحددة وفق اتفاقية جنيف إلى عملة هذه الدولة‪.‬‬
‫كل بند يدرج في حساب األسير يصير التوقيع عليه من قبل األسير أو ممثل األسرى الذي ينوب عنه‪.‬‬
‫تقدم ألسرى الحرب في كل وقت تسهيالت معقولة لالطالع على حساباتهم والحصول على صور منها‪ ،‬ويمكن أيضا‬
‫ملمثلي الدولة الحامية أن يتحققوا من الحسابات عند زياراتهم للمعسكر‪.‬‬
‫وعند نقل أسرى الحرب من معسكر إلى آخر‪ ،‬تنقل إليه حساباتهم الشخصية‪ .‬وفي حالة النقل من دولة حاجزة إلى‬
‫ُ‬
‫دولة أخرى‪ ،‬تنقل إليها املبالغ التي تكون في حوزتهم بغير عملة الدولة الحاجزة‪ ،‬وتعطي لهم شهادة بأي مبالغ أخرى‬
‫ضمن حساباتهم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الشكاوى‬
‫ألسرى الحرب الحق في أن يقدموا للسلطات العسكرية التي يوجدون تحت سلطتها مطالبهم فيما يتعلق‬
‫بأحوال األسر الذي يخضعون له‪ ،‬ولهم أيضا حق مطلق في توجيه مطالبهم إلى ممثلي الدول الحامية‪ ،‬إما من خالل‬
‫ممثل األسرى أو مباشرة إذا رأوا ضرورة لذلك‪ ،‬بقصد توجيه نظرهم إلى النقاط التي تكون محال لشكواهم بشأن‬
‫نظام األسر‪ ،‬وال يوضع حد لهذه املطالب والشكاوي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات العقابية‬


‫‪16‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات‬
‫يخضع أسرى الحرب للقوانين واللوائح واألوامر السارية في القوات املسلحة بالدولة الحاجزة‪ ،‬وللدولة‬
‫الحاجزة أن تتخذ إجراءات قضائية أو تأديبية إزاء أي أسير حرب يقترف مخالفة لهذه القوانين أو اللوائح أو األوامر‪.‬‬

‫‪ -15‬املادة من ‪ 58‬الى املادة ‪ 68‬والتي تتحدث عن الحقوق املالية لألسير من اتفاقية جنيف الثالثة‪.‬‬
‫‪ -16‬املادة ‪ 82‬من اتفاقية جنيف الثالثة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫على أنه ال يسمح بأية مالحقة قضائية أو عقوبة تخالف أحكام هذا الفصل‪ ،‬وإذا نص أي من قوانين أو لوائح أو أوامر‬
‫الدولة الحاجزة على املعاقبة عن عمل ما إذا اقترفه أسير الحرب بينما ال يعاقب عليه إذا اقترفه أحد أفراد قواتها‬
‫املسلحة‪ ،‬وجب أال يترتب على مثل هذا العمل إال عقوبة تأديبية‪ ،‬وال يعاقب أسير الحرب إال مرة واحدة عن الذنب‬
‫نفسه أو التهمة نفسها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬املقاضاة‬
‫ال يجوز أن يحكم على أسرى الحرب بواسطة السلطات العسكرية ومحاكم الدولة الحاجزة بأية عقوبة‬
‫خالف العقوبات املقررة عن األفعال ذاتها إذا اقترفتها أفراد القوات املسلحة لهذه الدولة‪.‬‬

‫وعند تحديد العقوبة‪ ،‬يتعين على محاكم أو سلطات الدولة الحاجزة أن تراعي‪ ،‬إلى أبعد حد ممكن‪ ،‬أن املتهم ليس‬
‫من رعايا الدولة الحاجزة وهو لذلك غير ملزم بأي واجب للوالء لها‪ ،‬وأنه لم يقع تحت سلطتها إال نتيجة لظروف‬
‫خارجة عن إرادته‪ .‬وللمحاكم والسلطات املذكورة الحرية في تخفيف العقوبة املقررة عن املخالفة التي اتهم بها األسير‬
‫وهي ليست ملزمة بتطبيق حد أدنى لهذه العقوبة‪.‬‬
‫وتحظر العقوبات الجماعية عن أفعال فردية‪ ،‬والعقوبات البدنية‪ ،‬والحبس في مبان ال يدخلها ضوء النهار‪،‬‬
‫وبوجه عام أي نوع من التعذيب أو القسوة‪ ،‬وفضال عن ذلك يكون محاكمته من اختصاص املحاكم العسكرية‬
‫وحدها مالم تسمح تشريعات الدولة الحاجزة صراحة للمحاكم املدنية بمحاكمة أي من أفراد قوات الدولة الحاجزة‬
‫صراحة للمحاكم املدنية بمحاكمة أي من أفراد قوات الدولة الحاجزة عن املخالفة نفسها التي يالحق أسير الحرب‬
‫قضائيا بسببها‪ ،‬وال يحاكم أسير الحرب بأي حال بواسطة محكمة أي كان نوعها إذا لم تتوفر فيها الضمانات‬
‫األساسية املتعارف عليها عموما من حيث االستقالل وعدم التحيز‪ ،‬وعلى األخص إذا لم تكن إجراءاتها تكفل له‬
‫الحقوق ووسائل الدفاع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬انتهاء األسر‬
‫ينتهي األسر بإحدى الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬بوفاة األسير ويتم دفنه طبقا إلجراءات حددتها املادة (‪ )120‬من اتفاقية جنيف الرابعة‪17.‬‬
‫‪ ‬الهروب الناجح من األسر‪ ،‬وإذا أسر بعد ذلك فال يسأل عن هروب‪ ،‬وال عقوبة بحقه بسبب هروبه‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة األسرى إلى أوطانهم أو نقلهم على بلد محايدة بسبب ظروفهم الصحية قبل انتهاء النزاع‬
‫‪ ‬اإلفراج عن األسرى وإعادتهم إلى أوطانهم عند انتهاء األعمال العدائية‪ ،‬ولكن ليس باألمر الهين ألنه منوط‬
‫بإرادة الدولة الحاجزة ورغبتها في الوفاء بالتزام واضح‪ ،‬إذ أن كثيرا من النزاعات تنتهي وال تنتهي قضية‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬تطبق علي املعتقلين الذين يعاد القبض عليهم بعد هروبهم أو أثناء محاولتهم الهروب إال عقوبة تأديبية فيما يتعلق بهذا الذنب حتى لو عاودوا ذلك‪.‬‬
‫استثناء للفقرة الثالثة من املادة ‪ ،118‬يجوز فرض مراقبة خاصة علي املعتقلين الذي عوقبوا بسبب الهروب أو محاولة الهروب‪ ،‬بشرط أال يكون لهذه املراقبة تأثير‬
‫ضار علي حالتهم الصحية‪ ،‬وأن تجري في أحد املعتقالت‪ ،‬وأال يترتب عليها إلغاء أي ضمانات تمنحها لهم هذه االتفاقية‪.‬‬
‫ال يعرض املعتقلون الذين عاونوا في هروب أو في محاولة هروب إال لعقوبة تأديبية عن هذا الفعل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫األسرى‪ ،‬وقد تستمر سنوات طويلة كما حدث في الحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحرب العراقية‬
‫اإليرانية‪ ،‬على الرغم من أن تلك الدول األطراف موقعة على اتفاقيات جنيف‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫من خالل الدراسة التحليلية لقواعد اتفاقية جنيف الثالثة لعام ‪ ،1949‬والتعرض إلى أهم القواعد‬
‫ُ‬
‫واالجراءات التي تعنى بتوفير الحماية املطلوبة لألسير‪ ،‬تبين بأن هناك بعض الشروط والتي كانت من االساسيات‬
‫لصبغ صفة أسير الحرب على بعض افراد امليليشيات وأفراد املقاومة الشعبية الذين يسعون لطرد املحتل من األرض‬
‫األم‪ ،‬ففي ظل فرض الشروط األربعة بضرورة توفر شخص مسؤول‪ ،‬شارة مميزة‪ ،‬حمل السالح‪ ،‬االلتزام بقوانين‬
‫الحرب‪ ،‬وبتحليل الشروط يتبين بأن من يدافع عن أرضه بحاجة إلى أن يجهر بحمل سالحه ولكن على أرض الواقع‬
‫يتبين بان هذا الكالم بعيد عن الصحة ألن اغلب املقاتلين يحرصون على االختفاء‪ ،‬وبأنه ال يجب اعتبار رجال املقاومة‬
‫مجرمي حرب‪ ،‬واالكتفاء فقط بااللتزام بقوانين الحرب وأعرافها‪.‬‬
‫ونتيجة ملا ذكر أعاله وكتوصيات من املطلوب اإلحاطة بها حول أن قوانين الحرب تختلف من زمان إلى آخر‪ ،‬ففي ظل‬
‫التطور الحاصل خالل القرن الحالي في وسائل وأساليب القتال باتت هذه االتفاقية بحاجة إلى التعديالت جديدة فيما‬
‫يخص مثال حمل السالح علنا‪ ،‬فمثال ما هو الرأي القانوني الذي سينضوي ضمنه املقاتل الذي يوجه الطائرة بدون‬
‫ُ‬
‫طيار من دولة أخرى مثال دون حمله لسالح علني في حال تم القبض عليه فيتوجب اعتباره أسير حرب وبالتالي يتمتع‬
‫بالحماية املطلوبة‪.‬‬
‫ووجب التأكيد أخيرا على أهمية القانون الدولي اإلنساني في توفير الحماية املطلوبة ألسرى الحرب وتحديد فئاتهم‬
‫املطلوبة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬الكتب القانونية‪:‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬شريف عتلم‪ ،‬موسوعة اتفاقيات القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬منشورات الصليب األحمر‪،‬‬
‫القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عبد الرحمن علي إبراهيم غنيم‪ ،‬الحماية القانونية لألسرى وفقا ألحكام القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬املركز‬
‫الديمقراطي‪ ،‬العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬برلين‪ ،‬املانيا‪.2018 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عبد الواحد الفار‪ ،‬أسرى الحرب‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪.1975 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬موسوعة السياسة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪.1985 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عمر سعد هللا‪ ،‬معجم في القانون الدولي املعاصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬محمد العسبلي‪ ،‬املركز القانوني ألسرى الحرب في القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشأة‬
‫املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2005،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬نعمان عطا هللا الهيتي‪ ،‬القانون الدولي اإلنساني في حاالت الحروب والنزاعات املسلحة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار رسالن‪ ،‬دمشق‪.2015 ،‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬املراجع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ ‬مرجع الكتروني‪ ،‬وهبة الزحيلي‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة عن اثار الحرب‪ ،‬تصفح بتاريخ ‪،22/11/2019‬‬
‫‪https://books.google.com/books?id=3KlEDAAAQBAJ&pg=PA474&lpg‬‬
‫‪=PA474&dq‬‬

‫‪13‬‬

You might also like