للتمييز بين العسكريين والمدنيين أثر مهم في تحديد العمليات الحربية
فالعسكريون وحدهم هم الذين يكونون موضوع الصراع العسكري المسلح .أما المدنيون فهم األشخاص الذين يتمتعون بالحماية اإلنسانية فال توجه إليهم األعمال العسكرية بأي شكل من األشكال .ومن الواضح أن الدول المتحاربة غالبًا ما تحدد رقعة معينة تكون مسرحًا للعمليات العسكرية .وقد يوجد في هذه الرقعة العديد من السكان المدنيين وخاصة أولئك الذين يسكنون على قرب من حدود الدولة .فعندما يدخل الجيش أرضًا يوجد فيها مدنيون تدق الحالة بالنسبة إلى الطرف اآلخر في أن يميز بين العسكريين و المدنيين ويصبح ضربهم في هذه الحالة يشكل خطورة على المدنيين وان تركهم قد يستخدم هؤالء المدنيون ألغراض التمويه ومن ثم يشكل المدنيون خطورة على الطرف اآلخر ولهذا كان ال بد من التمييز بين المدنيين والعسكريين وهذه المشكلة ظهرت حديثًا فقد كانت الحرب سابقًا تشمل العسكريين والمدنيين بدون استثناء فلم يكن هناك داع للتمييز بين العسكري والمدني مادام الجميع هدف العمليات العسكرية وقد ظهرت هذه المشكلة عندما ارتفعت األصوات تطالب بعدم ضرب المدنيين أو جعلهم هدفًا للعمليات العسكرية .وقد ظهرت بعض األعراف تحرم ضرب المدنيين إال إذا كان يخشى منهم التأثير في العمليات الحربية أو يشكلون خطورة على الطرف اآلخر غير أن الدول غالبًا ما تنتهك هذه القاعدة وكانت الحرب تشمل العسكريين والمدنيين وخاصة في الحرب البحرية فقد كانت الدول تتقصد الحجز على السفن الخاصة لتستفيد منها ومن حمولتها ، وتقبض على مالحيها وتحتجزهم على الرغم من إنها لم تشترك في القتال وبالنظر لعدم احترام الدول المتحاربة قواعد العرف الدولي المتعلقة بعدم ضرب المدنيين فقد ظهرت العديد من الوثائق واالتفاقيات الدولية توجب عدم ضرب المدنيين الذين ليس لهم أي دور أساس في العمليات الحربية .ومن ذلك تصريح (بيتر سبورغ) عام 1886م .كما حاولت اتفاقيات الهاي المتعلقة بالحرب البرية عام 1907م أن تحدد العمليات الحربية بالعسكريين فقط ،ولم تجز ضرب المدنيين والمناطق التي يسكنونها ،كذلك نصت المادة ( )232من الملحق األول في الفصل األول من القسم الثامن من معاهدة فرساي للسالم عام 1919م ،والمعاهدة بين ألمانيا والواليات المتحدة األمريكية عام 1921م وكذلك في العديد من اإلعالنات الدولية في تلك المرحلة .ونتيجة لعدم احترام الدول هذه اإلعالنات والقرارات والمعاهدات الخاصة بعدم ضرب المدنيين فقد أخذت عصبة األمم عام 1938م بالمبادئ التي أعلنتها بريطانيا وهي : .1إن ضرب المدنيين يعد خرقًا ألحكام القانون الدولي . .2يجب أن توجه األعمال الحربية ضد األهداف العسكرية الواضحة أما إذا كان يشك فيها فال توجه ضدها األعمال العسكرية . .3يجب تجنب األضرار بالمدنيين الذين يسكنون قرب األهداف العسكرية ، وكانت الحرب العالمية الثانية خير دليل على عدم احترام الدول هذه المواثيق الدولية فكان المدنيون هدفًا لألعمال الحربية وارتكبت المجازر بحقهم ،على أساس أن ضرب المدنيين يلحق خسائر فادحة في الطرف اآلخر ،ويؤثر على معنويات جنوده في جبهات القتال .ونتيجة للدمار الذي لحق بالمدنيين في الحرب العالمية الثانية طلبت اللجنة الدولية للصليب األحمر االمتناع عن ضرب المدنيين ،وتجنب القصف العشوائي .ووضعت اللجنة مشروع اتفاق لتحديد المسؤولية عند استهداف المدنيين في وقت الحرب وقد عرض المشروع على المؤتمر التاسع عشر للجنة في (نيودلهي) عام 1957م للمصادقة عليه ،غير أن الدول لم تتوصل إلى صيغة نهائية للمشروع وأعيد طرحه في المؤتمر العشرين الذي عقد في فيينا عام 1965م واقتصر األمر باتخاذ قرار بتحريم استخدام الوسائل لألضرار بالمدنيين وقد أقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة هذا المبدأ عام 1968م .وعلى الرغم من عدم احترام الدول لهذه االتفاقيات أثناء المنازعات المسلحة فان هناك مشكلة تتذرع بها الدول لضرب المدنيين هي صعوبة التمييز بين المدنيين والعسكريين وغالبًا ما تستخدم هذه الذريعة لضرب المدنيين بحجة عدم القدرة على تحديد المواقع التي يوجد فيها المدنيون .وعلى الرغم من اشتراط العديد من االتفاقيات الدولية وضع عالمات مميزة على المواقع التي يوجد فيها المدنيون من أجل تجنب ضربهم ،إال أن هذه العالمات يصعب تعرفها بسبب طبيعة الحروب الحديثة التي تستخدم فيها أسلحة ُتطلق من مواقع بعيدة عن األهداف .يضاف إلى ذلك إن هذه المشكلة تبرز عند التحام القوات المتحاربة بعضها مع بعض حيث تدق الصعوبة في تمييز العسكري عن المدني خاصة وان طبيعة الحرب ال تسمح باالقتراب من الطرف اآلخر وتعرف هويته لخطورة ذلك .ولم تضع الدول طرقًا وأساليب التمييز المدني عن العسكري .غير أن اتفاقية جنيف بشأن نظام أسرى الحرب اعتمدت على أسس معينة للتمييز بين المدنيين والعسكريين . العسكريون المتمتعون بالحماية اإلنسانية
من الواضح أن الغاية من الحرب هي تحقيق مصالح معينة لألطراف
المتنازعة .وفي جميع األحوال ال ينبغي أن يكون الهدف من الحرب هو االنتقام والتدمير ،وطبقًا لذلك فانه يجب أن تحدد العمليات الحربية بالغاية التي أدت إلى قيامها دون أن تتجاوز ذلك ،وخاصة إن هناك العديد من أصناف العسكريين على الرغم من صفتهم هذه ،إال انهم غير فعالين أو مؤثرين في مجرى العمليات العسكرية ،أما بسبب طبيعة أعمالهم غير القتالية واما ألن العمليات العسكرية أدت إلى أن يعدوا غير فعالين أو مؤثرين . أوًال :حماية الجرحى والمرضى : نظمت حالة عدم التعرض للجرحى والمرضى من أفراد القوات المسلحة اتفاقية جنيف األولى لعام 1949م بشأن المرضى والجرحى من أفراد القوات المسلحة في الميدان وحددت شروط تمتعهم بالحماية اإلنسانية ونطاق هذه الحماية ، وأصناف العسكريين الذين يتمتعون بالحماية : شروط الحماية : من أجل أن يتمتع الجرحى والمرضى بالحماية اإلنسانية فقد اشترط توافر الشروط اآلتية في العسكري : الشرط األول ــ قيام حالة اشتباك عسكري مسلح دولي . يقصد باالشتباك العسكري المسلح قيام حالة النزاع العسكري بين الطرفين بصورة فعلية وينبغي أن تكون لهذه االشتباكات صفة دولية أما إذا لم يكون هناك اشتباك عسكري مسلح دولي ،فان العسكري ال يستفيد من الحماية اإلنسانية طبقًا لالتفاقيات المذكورة وان كانت حالة الحرب معلنة .وبناء على ذلك ال يستفيد العسكري من الحماية اإلنسانية قبل نشوب القتال المسلح ،أو أثناء الهدنة أو توقف القتال ألي سبب من األسباب .ويشترط في االشتباك العسكري المسلح أن يكون دوليًا أي بين دولتين أما إذا كان االشتباك بين فصائل مقاتلة في حرب أهلية فان العسكري من الجرحى والمرضى ال يستفيد من الحماية طبقًا لالتفاقية ،ذلك إن االتفاقية ال تطبق إال بين الدول . الشرط الثاني ــ أن يكون النزاع بين دولتين موقعتين على اتفاقية جنيف بشأن حماية الجرحى والمرضى من أفراد القوات المسلحة في الميدان سواء كانتا موقعتين كلتاهما أو إحداهما على االتفاقية أو لم تكونا كذلك .
الشرط الثالث ــ أن يكون االشتباك العسكري في أراضي إحدى الدول
المتحاربة فإذا حصل النزاع في أراضي دولة أخرى غير متحاربة فال يتمتع الجرحى والمرضى بالحماية اإلنسانية .ونعتقد إن الغرض من هذا الشرط هو عدم توسيع ساحة القتال لتشمل دول أخرى غير متحاربة .وان الدولة الثالثة التي يقع على أراضيها قد ال تكون مهيأة لتقديم الحماية اإلنسانية للجرحى والمرضى في حرب أو اشتباك مسلح ال عالقة لها به . الشرط الرابع ــ أن ُيبعد الجرحى والمرضى من ساحة العمليات العسكرية بسبب الجرح أو المرض . ثانيًا :المقصود بالجرحى والمرضى : يقصد بالجرحى والمرضى الذين يتمتعون بالحماية اإلنسانية ما يأتي : .1الجرحى :وهم األشخاص الذين أصيبوا بجروح من جراء العمليات العسكرية بغض النظر عما إذا كانت هذه الجروح خطيرة أو غير ذلك بشرط عدم مشاركتهم بالقتال . .2المرضى :وهم األشخاص الذين ُأصيبوا بأمراض تمنعهم من مواصلة القتال وبغض النظر عما إذا كان المرض خطيرًا أو ال .ويشترط أن يسلم الجرحى والمرضى أسلحتهم ،أما إذا احتفظوا بأسلحتهم فال يتمتعون بالحماية اإلنسانية . ثالثًا :أصناف العسكريين المتمتعين بالحماية اإلنسانية : حددت اتفاقية جنيف بشأن حماية الجرحى والمرضى من أفراد القوات المسلحة في الميدان أصناف العسكريين الذين يتمتعون بالحماية اإلنسانية في ساحة العمليات الحربية .وهذه األصناف هي : .1العسكريون : ويشمل العسكريون األصناف اآلتية : أ ــ أفراد القوات المسلحة الحكومية المكلفين بالخدمة العسكرية اإللزامية التي تفرض على كل مواطن في الدولة مدة محددة بالقانون . ب ــ العسكريين المتطوعين : العسكريون المتطوعون هم العسكريون الذين تكون مهنتهم األساسية العمل في القوات المسلحة ،تطوعوا للعمل فيها بحسب رغبتهم وتشكل بعض الدول قواتها المسلحة من المتطوعين فقط .بينما تشكل دول أخرى قواتها المسلحة من المتطوعين والمكلفين بأداء الخدمة العسكرية وُيعامل المتطوعون والمكلفون بالخدمة العسكرية بمنزلة واحدة في تطبيق أحكام القانون الدولي اإلنساني .
.2العسكريون في دولة غير معترف بها :
ويشمل هؤالء أفراد القوات المسلحة النظامية الذين يعملون في دولة تحت والء حكومة ال تعترف بها الدولة المتحاربة األخرى .ويشكل هؤالء من صنفي العسكريين المكلفين بالخدمة اإللزامية والمتطوعين في القوات المسلحة .ومن أمثلة هؤالء القوات المسلحة الفلسطينية بالنسبة إلى (إسرائيل) فعلى الرغم من عدم اعتراف (إسرائيل) بالدولة الفلسطينية ،فان هذه القوات تتمتع بالحماية الدولية . .3األشخاص الذين ليس لهم دور إيجابي في العمليات الحربية : وتشمل هذه الفئة جميع األشخاص الذين يقتصر دورهم في العمليات الحربية على األعمال اإلنسانية والخدمة كاألشخاص المكلفين بجمع جثث الموتى والقتلى وجمع المرضى وتصنيفهم وإسعافهم واألشخاص المكلفين بتقديم الخدمات اإلدارية وطبقًا لذلك ،فان ما يشترط في هؤالء لكي يتمتعوا بالحماية اإلنسانية أن تتوافر فيهم الشروط اآلتية : أ ــ أن يرافقوا القوات المسلحة في أداء خدماتهم . ب ــ أن تتحدد أعمالهم في األعمال اإلنسانية والخدمية . جـ ــ أال يمارسوا أعماًال عسكرية . .4العسكريون المقاتلون الذين سّلموا أسلحتهم ألي سبب كان وأوقفوا القتال : ويتمتع هؤالء بالحماية اإلنسانية وان شاركوا في القتال ماداموا قد أوقفوا أعمالهم الحربية وسّلموا أسلحتهم سواء تركوا للعودة إلى بلدهم أو عّد و من األسرى. .5األشخاص الذين يرافقون القوات المسلحة :وتشمل هذه الفئة ما يأتي : أ ــ المدنيين من مالحي الطائرات الحربية :وهم األشخاص الذين ينتدبون من الخطوط الجوية المدنية للعمل في الطائرات الحربية . ب ــ المراسلين الحربيين :وهؤالء في الواقع يتبعون القوات المسلحة ويعملون لتغطية األعمال الحربية .وال يقصد بهم المراسلين الذين يعملون في الصحف المدنية ،بل الذين يعملون في الصحف العسكرية . جـ ــ متعهدي التموين :ومتعهدو التموين هم الذين يكلفون بتوريد المواد الغذائية ويقدمون السلع والخدمات ألفراد القوات المسلحة سواء كانوا يتبعون القوات المسلحة أم ال .والمهم انهم ال يباشرون العمليات الحربية . د ــ الفنانين :وهم األشخاص الذين يتمتعون بمواهب فنية ،يرافقون القوات المسلحة للترفيه عنهم .دون أن يمارسوا أعمال القتال ،وال يهم أن يكون هؤالء من العسكريين أو المدنيين بشرط أن يحملوا تصريحات من القوات المسلحة التي يعملون فيها .
.6سكان األراضي غير المحتلة :
يتمتع هؤالء بالحماية اإلنسانية إذا توافرت فيهم الشروط اآلتية : أ ــ أن يكونوا من سكان الدولة المتحاربة . ب ــ أن تكون أراضيهم غير محتلة . جـ ــ أن يحملوا السالح من تلقاء أنفسهم . د ــ أن يقترب العدو منهم . هـ ــ أن يتحدد عملهم بمقاومة القوات الغازية .أي انهم يدافعون ضد احتالل أرضهم وال يقاومون بأعمال عدائية أخرى . و ــ أال تسمح الفرصة لهم لتشكيل وحدات عسكرية نظامية . ز ــ أن يحملوا السالح جهرًا ،وإذا قاموا بإخفائه ثم باغتوا العدو فانهم على بينة من أن هؤالء من المقاتلين ،ويتخذ الحيطة والحذر منهم . ح ــ أن يطبق هؤالء قوانين الحرب وعاداتها ن من جهة بدأ القتال وادارته ووقفه وعدم استخدام االسلحه المحرمة دوليًا . رابعًا :نطاق الحماية اإلنسانية : نقصد بنطاق الحماية اإلنسانية الحقوق اإلنسانية التي تتمتع بها األصناف التي سبقت اإلشارة إليها في الفقرة السابقة .وقد حددت اتفاقية جنيف لتحسين حالة الجرحى والمرضى بالقوات المسلحة في الميدان لعام 1949م نطاق هذه الحماية بالشكل اآلتي : .1االحترام الالزم لألشخاص العسكريين من األصناف التي سبقت اإلشارة إليها وقد أوجبت هذه االتفاقية أن يكون االحترام في جميع األحوال ،وهذا يعني إن على الدولة الحاجزة أن تؤمن احترام هؤالء بغض النظر عن الظروف التي تمر بها قواتها المسلحة والدولة الحاجزة ملزمة بضمان االحترام بأن تلزم قواتها المسلحة باحترام هؤالء فال توجه كلمات نابية أو ما يخدش الشعور وال يجوز تأنيبهم وإساءة معاملتهم . .2حمايتهم الحماية الالزمة .فعلى الدولة الحاجزة أن تأمر قواتها المسلحة بعدم التعرض لهم .كما عليها أن تأمر قواتها بعدم تعرض الجمهور لالعتداء عليهم .ومن مستلزمات الحماية إخالءهم من ساحة العمليات الحربية وابعادهم عن مسرح الحرب لئال يتعرضوا آلثار األعمال الحربية بين الطرفين .فال يجوز وضعهم في منطقة عسكرية تكون هدفًا للهجمات الحربية .وان كانت هذه الهجمات من دولتهم وتكون الدولة الحاجزة مسؤولة عن حمايتهم وال يجوز التذرع بأن دولتهم هي التي قامت بقتلهم والتزام الدولة الحاجزة بالحماية كما أوجبته االتفاقية ينبغي أن يكون في جميع األوقات فال يجوز لها أن تتذرع بأن ظروفها الحربية أو االقتصادية أو الفنية ال تسمح لها بذلك .ونرى انه إذا كانت ظروف الدولة الحربية أو االقتصادية أو الفنية ال تسمح لها حقيقة بتقديم هذه الحماية ،فان عليها أن تستعين بالمنظمات اإلنسانية الدولية والدول المحايدة لتقديم المساعدة لها . .3أن يكونوا تحت سلطة الدولة الحاجزة أي أن يكونوا تحت حماية القوات المسلحة الرسمية فال يجوز أن يكونوا تحت حماية أفراد القوات المتطوعة أو القوات المدنية المرافقة أو أية جهة مدنية أخرى .إن الهدف من وضعهم تحت حماية القوات المسلحة الرسمية هو لضمان عدم تعرضهم لالعتداء وضمان تطبيق أحكام االتفاقية ،ذلك أن القوات المسلحة على علم ودراية بهذه األحكام وقد يجهل غيرهم متطلبات الحماية التي يقررها القانون الدولي .فضًال عن أن القوات المسلحة هي الجهة المسؤولة عن ذلك أمام الدولة الحاجزة . .4المعاملة اإلنسانية لهم :حيث تلتزم الدولة بعدم القيام بأي عمل ضدهم يمس كرامتهم وشخصيتهم ويجب معاملتهم المعاملة التي تليق بهم بصفتهم بشرًا . وعليها أن تعامل العسكريين طبقًا لرتبهم العسكرية فال يجوز وضع جميع العسكريين في معسكر اعتقال واحد .أو أن تسلط أصحاب الرتب الصغيرة على أصحاب الرتب األعلى . .5عدم التمييز بين العسكريين :ليس للدولة الحاجزة أن تميز في معاملتها بين العسكريين بسبب الجنس ،فتعامل الرجال معاملة سيئة بالنسبة إلى معاملة النساء أوالعكس .ويحرم عليها التمييز بينهم بسبب القومية .فقد تقوم الدولة الحاجزة بمعاملة سيئة لبعض القوميات بسبب وجود عداء قومي تاريخي وتلجأ بعض الدول إلى المعاملة السيئة لألشخاص الذين ينتمون إلى قومية الدولة الحاجزة ،على أساس أن هؤالء لم يحاربوا إلى جانبها على الرغم من الصلة القومية بينهما ،ويحرم التمييز بين أصناف العسكريين بسبب الدين أو الطائفة ، فال يجوز معاملة بعض العسكريين من دين معين أو طائفة معينة معاملة تختلف عن اآلخرين .كذلك بالنسبة إلى اآلراء السياسية واختالف اللون فال يجوز أن تختلف المعاملة بسبب ذلك . ويجوز التمييز بين العسكريين بتوفير ظروف أفضل في الحاالت اآلتية : أ ــ معاملة النساء بصورة تتناسب ووضعهن وتقدم لهن الخدمات اإلنسانية . ب ــ معاملة العسكريين بحسب مراتبهم فيجوز توفير الراحة للضباط بحسب رتبهم العسكرية . .6عدم االعتداء على حياتهم .فال يجوز أبادتهم أو قتل بعضهم بأي شكل من األشكال . .7عدم استعمال العنف ضدهم .فال يجوز ضربهم أو تعذيبهم أو منع الماء و الطعام عنهم . . 8عدم أجراء التجارب الطبية أو العلمية أو أن يكونوا موضعًا لتجارب األسلحة ومدى تأثيرها وال يجوز أخذ الدم منهم بالقوة . .9عدم تركهم بدون عالج أو رعاية طبية . .10عدم خلق ظروف تعرضهم لمخاطر العدوى أو األمراض أو تعرض جروحهم للتلوث . .11أن تقدم األولوية في العالج على أسس قائمة على حاجة المرضى والجرحى . .12إذا ما أرادت الدولة الحاجزة أن تترك المرضى والجرحى للطرف اآلخر ، فان عليها أن توفر الخدمات الطبية الالزمة للعناية بهم . .13البحث عن الجرحى والمرضى . أوجبت اتفاقية جنيف بشأن تحسين حال الجرحى والمرضى بالقوات المسلحة في الميدان لعام 1949م أن يتخذ أطراف النزاع ما يأتي : أ ــ البحث عن الجرحى والمرضى من األصناف التي سبقت اإلشارة إليها ومن الواضح إن هذا البحث أن تقوم به كل دولة متنازعة بعد انتهاء االشتباك ويكون هذا البحث في األراضي التي تخضع لسيطرة الدولة ،وليس للدولة أن تقوم بالبحث عن الجرحى والمرضى في المناطق التي تخضع الحتالل الدولة األخرى . ب ــ جمع الجرحى والمرضى في مناطق معينة بعيدة عن ساحة العمليات العسكرية .ويتم جمعهم بعد البحث عنهم وينقلون إلى مكانات الجمع بحسب طبيعة حالة المرضى والجرحى . جـ ــ حمايتهم من السلب والنهب وسوء المعاملة ذلك أن حالة القتال تعرض أطراف النزاع إلى الموت .وان حالة الحنق والكراهية وغرور النصر قد تؤدي إلى االنتقام من هؤالء ولهذا يجب حمايتهم من االنتقام منهم عن طريق سلبهم أو سوء المعاملة . د ــ تبادل الجرحى بين أطراف النزاع فعندما تسمح الظروف يتفق أطراف النزاع على جمع وتبادل الجرحى المتروكين في ميدان القتال طبقًا لما يأتي : أوًال ــ أن تعقد اتفاقية هدنة أو وقف العمليات الحربية . ثانيًا ــ أن يسمح بجمع الجرحى من ساحة العمليات الحربية . ثالثًا ــ أن يختص الجمع بالجرحى دون المرضى . رابعًا ــ أن يتحدد الجمع بالجرحى المتروكين ،دون الجرحى الذين نقلتهم الدولة الحاجزة إلى داخل األراضي الواقعة تحت االحتالل . خامسًا ــ أن يتم تبادل الجرحى بين الطرفين ،فيقدم كل طرف الجرحى إلى الطرف اآلخر وإذا رفض أحد األطراف ذلك جاز للطرف اآلخر االمتناع عن إجراء التبادل. سادسًا ــ أن يتم نقلهم بالطريقة التي ُينقل بها العسكريون . هـ ــ تبادل الجرحى والمرضى في منطقة محاصرة ففي هذه الحالة يجب اتخاذ ما يأتي : أوًال ــ أن يتم االتفاق بين األطراف المتنازعة . ثانيًا ــ أن يكون الجرحى والمرضى في منطقة محاصرة أو مطوقة . ثالثًا ــ السماح ألفراد الهيئات الطبية والدينية بالمرور إلى تلك المناطق لنقل الجرحى والمرضى ألغراض التبادل .