‫فهرس احملتوايت‬

‫فهرس احملتوايت ‪1...............................................................................‬‬

‫مقدمة ‪2 .........................................................................................‬‬

‫أوالً‪ :‬حتديد األهداف االسرتاتيجية ألطراف الصراع ‪3.............................................‬‬

‫اثنياً‪ :‬حتديد االجتاه األعظم للصراع العريب الصهيون ‪4 ..............................................‬‬

‫اثلثاً‪ :‬ثغرات يف االجتاه األعظم ‪7 ..................................................................‬‬

‫رابعاً‪ :‬تداعيات طوفان األقصى ‪10................................................................‬‬

‫اهلوامش ‪15......................................................................................‬‬

‫‪1‬‬ ‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬

 ‫سيناريوهات ما بعد طوفان األقصى‬
‫‪1‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬وليد عبد احلي‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫تشرتط الدراسات املستقبلية للظواهر السياسية بشكل خاص واالجتماعية واالقتصادية بشكل عام‬
‫التمييز بني احلدث ‪ ،Event‬وبني االجتاه الفرعي ‪ ،Sub-trend‬وبني االجتاه ‪ ،Trend‬وبني االجتاه‬
‫األعظم ‪ 2.Mega-trend‬مث هناك مسألتان ال بد من مراعاهتما يف هذا السياق ومها‪ :‬نقاط التحول‬
‫‪ ،Turning Points‬أي احلدث الذي يفرض تغريات تؤدي لتحول جذري يف مسار االجتاه األعظم بشكل‬
‫رئيسي؛ ومتغري البجعة السوداء ‪ ،Black Swan‬أي احلدث غري املتوقع واملفاجئ‪ ،‬والذي يصيب مركز الظاهرة‬
‫ويؤدي إىل تداعيات عميقة‪ .‬وخيتلف متغري البجعة السوداء عن نقطة التحول يف أن نقاط التحول جيري‬
‫إدراجها يف االحتماالت‪ ،‬أما البجعة السوداء فهي التغري الذي مل يكن يف احلسبان من األساس‪ .‬فمثلا تويل‬
‫أنور السادات احلكم يف مصر كان نقطة حتول يف السياسة املصرية‪ ،‬لكن مقتله كان جبعة سوداء‪.‬‬
‫استنادا إىل هذه املقدمة‪ ،‬فإن استشراف مآالت وتداعيات‬
‫طوفان األقصى املستقبلية جيب أن يتم من خلل إدراجها يف‬
‫االجتاه األعظم للصراع العريب الصهيوين‪ ،‬وهو ما يستدعي‬
‫مناقشة ثلث خطوات هي‪:‬‬
‫حتديد اهلدف االسرتاتيجي األعلى لكل طرف من أطراف الصراع املركزية وهي‪ :‬فلسطني‪،‬‬ ‫‪.1‬‬

‫و"إسرائيل"‪ ،‬والوالايت املتحدة‪ ،‬ودول اجلوار العريب‪ ،‬وبقية اجملتمع الدويل‪.‬‬

‫حتديد االجتاه األعظم للصراع‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫سيناريوهات االجتاه األعظم وتشمل‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫االستمرار يف االجتاه األعظم‪.‬‬ ‫•‬

‫التحول اجلزئي يف االجتاه األعظم‪.‬‬ ‫•‬

‫تشكل تدرجيي الجتاه أعظم بديل‪.‬‬ ‫•‬

‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬ ‫‪2‬‬

 ‫أوالً‪ :‬حتديد األهداف االسرتاتيجية ألطراف الصراع‪:‬‬

‫لكي نربط بني اخلطوات الجرائية للتحليل تباعا‪ ،‬ال بد من خطوة أوىل مهمة وهي حتديد األهداف‬
‫االسرتاتيجية العليا ألطراف الصراع‪ ،‬وهو ما ميكننا تلخيصه يف اآليت‪:‬‬
‫فلسطني‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إجناز احلقوق املشروعة للشعب الفلسطيين‪ ،‬واملتمثلة يف بعدين مها األرض والسكان (مواطنني‬
‫والجئني)‪.‬‬
‫"إسرائيل"‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫االحتفاظ أبكرب قدر من املساحة من أراضي الضفة الغربية والقدس‪ ،‬أبقل قدر ممكن من‬ ‫أ‪.‬‬

‫السكان الفلسطينيني‪.‬‬
‫ب‪ .‬اجتثاث أي شكل من أشكال املقاومة املسلحة الفلسطينية أو العربية املعادية لـ"إسرائيل"‪.‬‬
‫العمل على منع أي تطور عريب قد يشكل هتديدا مستقبليا لـ"إسرائيل"‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫الوالايت املتحدة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫إجناز تسوية تضمن لـ"إسرائيل" أكرب قدر من الضماانت األمنية‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫ب‪ .‬توظيف املنطقة يف إدارة صراعاهتا الدولية‪.‬‬

‫دول اجلوار العريب‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫األمن الداخلي‪ :‬القبول أبي تسوايت ال تؤثر على استقرار النظام السياسي يف الدولة‪.‬‬
‫اجملتمع الدويل‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫حتقيق تسوية سياسية تلجم اآلاثر السياسية واالقتصادية واالجتماعية السلبية للنزاع العريب السرائيلي‬
‫على الشؤون الدولية‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬

 ‫اثنياً‪ :‬حتديد االجتاه األعظم للصراع العريب الصهيون‪:‬‬

‫يشرتط االستشراف املستقبلي التخلص من ثغرتني يف التحليل التقليدي‪ ،‬األوىل حتييد اتم للتفكري‬
‫الرغيب (الرغائيب) ‪ Wishful thinking‬من انحية‪ ،‬ومن انحية اثنية التخلص من عدم االتساق املعريف‬
‫‪ Cognitive Dissonance‬القائم على سيطرة فكرة معينة على الفرد‪ ،‬جتعله حياول تطويع وتفسري أي‬
‫أفكار مناقضة لفكرته املسيطرة‪ ،‬بتحايلت ذهنية تشعره ابالتساق يف منظومته املعرفية من انحية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫واالتساق مع األفكار السائدة يف السياق االجتماعي من انحية اثنية‪.‬‬
‫استنادا ملا سبق‪ ،‬يشري رصد املسار العام للصراع العريب الصهيوين منذ سنة ‪ 1948‬إىل تبلور االجتاه‬
‫األعظم عرب عدد من املراحل على النحو التايل‪:‬‬
‫املرحلة األوىل ‪:1967-1948‬‬
‫اتسمت هذه املرحلة بسيطرة املنظور الصفري للصراع (أي اعتبار أي مكسب ألحد األطراف هو‬
‫خسارة موازية للطرف اآلخر‪ ،‬كما أن حجم املصاحل املشرتكة بني الطرفني تدور حول مستوى الصفر)‪،‬‬
‫ففي هذه الفرتة كان املوقف العريب الرمسي والشعيب هو رفض وجود "إسرائيل" رفض ا اتم ا‪ ،‬واعتربت احلالة‬
‫بني الطرفني هي "خطوط هدنة"‪ ،‬أي أهنا ال تعين إال وقفا مؤقتا لطلق النار‪ ،‬وال تعد حدودا دولية‬
‫طبقا للقانون الدويل‪ ،‬وال تعين انتهاء حالة احلرب بني الطرفني‪.‬‬
‫وهنا ال بد من التوقف عند توصيف احلالة اليت كانت قائمة‬
‫بني العرب و"إسرائيل"‪ ،‬فهناك أربعة مصطلحات سائدة جيب‬
‫‪4‬‬
‫توضيح التباين بينها وهي‪:‬‬
‫اهلدنة ‪ :Truce‬هي وقف مؤقت وقصري وغري رمسي للقتال‪ ،‬وعادةا ما يتم ترتيبها حمليا مع السماح‬ ‫‪.1‬‬

‫لكل جانب ببعض الوقت لجلء الضحااي من ساحة املعركة‪ ،‬وال تشري ابلضرورة إىل أي استعداد‬
‫لتسوية الصراع‪.‬‬

‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬ ‫‪4‬‬

‫وقف األعمال العدائية ‪ :cessation of hostilities‬وهو وقف أوسع نطاق ا وأكثر رمسية من‬ ‫‪.2‬‬

‫اهلدنة‪ ،‬وهو يعين اتفاق جزئي "لتعليق إطلق النار"‪ ،‬وغالبا ما يكون بداية لعملية سلم أوسع‪،‬‬
‫لكنه مؤقت وغري ملزم‪ ،‬ويف حالة تعدد أطراف الصراع قد ينطبق الوقف على بعض املعارضني فقط‪.‬‬
‫وقف إطالق النار ‪ :cease-fire‬اتفاق يتم التفاوض عليه لوقف األعمال العدائية واختاذ خطوات‬ ‫‪.3‬‬

‫أخرى لتهدئة األمور‪ ،‬مثل سحب األسلحة الثقيلة‪ ،‬أو حتديد "خط أخضر" أو منطقة منزوعة‬
‫السلح للفصل بني القوات املتعارضة‪ ،‬وعادةا يكون االتفاق ملزما‪ ،‬ويستمر لفرتة من الوقت حىت‬
‫لو وقعت بعض االنتهاكات‪ ،‬لكنه ال ينهي الصراع‪ ،‬بل يوقفه فقط‪.‬‬
‫الوقف الدائم والشامل للقتال ‪ :armistice‬اتفاق رمسي لوقف مجيع العمليات العسكرية يف‬ ‫‪.4‬‬

‫الصراع بشكل دائم‪ ،‬فهو ينهي احلرب ويفتح اجملال للتفاوض على معاهدة سلم‪ ،‬والتصديق عليها‬
‫مع االلتزام يف أثناء التفاوض ابلتوقف عن حماولة تسوية خلفاهتما ابألدوات العسكرية‪.‬‬
‫وامللحظ أن املرحلة األوىل من الصراع ‪ 1967-1948‬كانت تعين "هدنة" ابملعىن الذي أشران له يف‬
‫التعريف بكل مصطلح‪ ،‬فهو ال يعين إال الوقف املؤقت للعمل العسكري‪ ،‬وال يتضمن التزاما بتسوية‬
‫سلمية‪.‬‬
‫املرحلة الثانية ‪:1973-1967‬‬
‫نقطة حتول‬ ‫‪1967‬‬ ‫شكلت حرب حزيران‪ /‬يونيو‬
‫جذرية يف املوقف العريب‪ ،‬ومتثل التحول يف توجه أويل حنو‬
‫املنظور غري الصفري للصراع والذي متثل بقبول قرار ‪،242‬‬
‫وهو ما يعين القرار حبق "إسرائيل" يف الوجود‪ ،‬واعتبار‬
‫حدود اهلدنة اليت كانت يف املرحلة األوىل حدودا دولية‬
‫بني الطرفني مع استمرار اعتبار حدود ‪ 1967‬حدودا غري مقبولة‪ ،‬لكن هذا التحول له دالالت عميقة‬
‫يف وضع األسس للتعامل مع "إسرائيل" كجزء من البناء القليمي للمنطقة‪ ،‬على الرغم من أي خلفات‬
‫معها حول أي قضية من القضااي‪ ،‬ألنه انطوى على األخذ مبفهوم "وقف األعمال العدائية " دون إلزام‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬

 ‫املرحلة الثالثة ‪:1977-1973‬‬
‫مدخلا‬ ‫‪1973‬‬ ‫شكلت حرب تشرين األول‪ /‬أكتوبر‬
‫(الذي يعزز‬ ‫‪338‬‬ ‫لتعميق املنظور غري الصفري بقبول قرار‬
‫القبول بقرار ‪ )242‬مضاف ا له القبول ابتفاقيات الفصل بني‬
‫القوات يف سيناء واجلوالن‪ ،‬وهنا بدأ يغيب مصطلح اهلدنة‬
‫ويتسع ليشمل وقف األعمال العدائية‪ ،‬ويقرتب من احلالة اليت‬
‫يعرب عنها مصطلح "وقف إطلق النار"‪ ،‬والذي يشي يف‬
‫مضمونه ابالستعداد للدخول يف نشاطات ديبلوماسية قد تفضي لتسوية معينة‪ .‬وتكرس هذا التوجه‬
‫السرائيلي‪ ،‬وهو ما يعين‬ ‫‪Knesset‬‬‫بزايرة السادات إىل القدس إلقاء خطاب سياسي يف الكنيست‬
‫حتويل الصراع ‪ Conflict‬إىل نزاع ‪Dispute‬؛ وميثِّل الصراع خلفا يدار بوسائل غري سلمية‪ ،‬بينما النزاع‬
‫ميثِّل خلفا جتري تسويته بوسائل سلمية‪ ،‬وهو ما يؤسس للمرحلة القادمة من تعميق التحول والتبين‬
‫للمنظور غري الصفري‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة ‪:1994-1979‬‬
‫يف هذه املرحلة انتقل املنظور غري الصفري من املستوى النظري والقانوين إىل مستوى املمارسة السياسية‬
‫التطبيقية من خلل خطوتني مها‪:‬‬
‫‪ .1‬املعاهدة املصرية السرائيلية واليت أقرت فيها أكرب وأهم دولة عربية بوجود قانوين وشرعي بـ"إسرائيل"‪،‬‬
‫وأصبح التعامل مع "إسرائيل" تعاملا ال خيتلف عن التعامل مع أي دولة أخرى‪ ،‬وأصبح هناك تعاون‬
‫وجتارة مشرتكة وسياحة وزايرات ديبلوماسية ال تنقطع‪...‬إخل‪ ،‬وعليه استقر املنظور غري الصفري ليصبح‬
‫هو قاعدة العلقات العربية السرائيلية‪ ،‬وهو ما يعين االنتقال إىل مرحلة املصطلح الرابع وهو الوقف‬
‫الشامل والدائم للقتال‪.‬‬
‫‪ .2‬أدى اهنيار االحتاد السوفيييت‪ ،‬وتبين مصر للمنظور غري الصفري خبروجها من جبهة الصراع مع‬
‫"إسرائيل"‪ ،‬مث االضطراب الواسع يف العراق وحتطيم قدراته العسكرية يف سلسلة حروب مع إيران‬

‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬ ‫‪6‬‬

 ‫والوالايت املتحدة‪ ،‬إىل انضمام املمثل الشرعي لفلسطني‬
‫(منظمة التحرير الفلسطينية (م‪.‬ت‪.‬ف)) إىل املنظور غري‬
‫الصفري عرب اتفاقية أوسلو ‪ Oslo Accord‬سنة ‪ ،1993‬وهو‬
‫ما يعين أن املنظور غري الصفري أصبح اجتاه ا أعظم يضغط‬
‫وبقوة على بقية األطراف لتبنيه‪ ،‬وهو ما جتسد يف اللحاق‬
‫األردين السريع بقاطرة املنظور غري الصفري مبعاهدة وادي عربة‬
‫سنة ‪ ،1994‬أي بعد عام تقريب ا على اتفاق أوسلو‪ ،‬وهو ما جعل االجتاه االعظم أكثر قوة وأكثر‬
‫ضغط ا على األطراف العربية األخرى‪.‬‬
‫املرحلة اخلامسة ‪:2023-1994‬‬
‫شكلت املرحلة الرابعة قاعدة راسخة لتدفق االجتاه األعظم املتمثل يف املنظور غري الصفري إىل كافة‬
‫التضاريس السياسية العربية‪ ،‬وشكلت املبادرة العربية اليت طرحتها السعودية سنة ‪ 2002‬اكتماالا نظرايا للقبول‬
‫العريب ابملنظور الصفري‪ ،‬إذ تضمنت املبادرة العربية "االعرتاف والتطبيع العريب الكامل بـ"إسرائيل"" مقابل دولة‬
‫فلسطينية‪ ،‬وبدأ تطبيق االعرتاف واللقاءات السرية والعلنية واملنفردة واجلماعية ابلنظري السرائيلي دون قيام‬
‫ابعرتاف موريتانيا‬ ‫‪1999‬‬ ‫الدولة الفلسطينية‪ ،‬إىل أن بدأ توايل عمليات التطبيع مع "إسرائيل" سنة‬
‫بـ"إسرائيل" ديبلوماسي ا (وإن عادت وتراجعت عنه سنة ‪ ،)2010‬مث تسارع التطبيع سنة ‪ 2020‬إىل كل‬
‫من المارات والبحرين والسودان واملغرب‪ ،‬وهو ما يشري إىل أن املنظور غري الصفري يكتسب زمخ ا‬
‫متواصلا‪.‬‬

‫اثلثاً‪ :‬ثغرات يف االجتاه األعظم‪:‬‬

‫تشكلت خلل الفرتة اليت عرضناها اجتاهات فرعية بعضها تنامى إىل حد االجتاه املستقر‪ ،‬وبعضها‬
‫توارى جزئيا‪ ،‬سواء يف املستوى احمللي (فلسطيين‪ /‬إسرائيلي)‪ ،‬أم القليمي (شرق أوسطي‪/‬عريب) أم الدويل‬

‫‪7‬‬ ‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬

‫(احلراك القطيب صعودا وهبوطا)‪ ،‬ولكي ال نغرق يف األحداث واالجتاهات الفرعية العابرة‪ ،‬نتوقف عند‬
‫االجتاهات اليت أتىب الرتاجع وتقف يف وجه االجتاه األعظم وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬انتقال إدارة الصراع مع "إسرائيل" من "الدول" إىل "احلركات الشعبية املسلحة"‪:‬‬
‫فإىل جوار االجتاه االعظم الذي عرضناه والذي يكشف حلقات اخلروج املتتايل "للدول" من الصراع‬
‫(مصر‪ ،‬منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬األردن‪ ،‬دول اتفاق أبراهام‪...‬إخل)‪ ،‬ظهر اجتاه معاكس يتمثل يف‬
‫بروز قوى شعبية تشبثت خبيار املقاومة املسلحة‪ ،‬ففي الوقت‬
‫الذي خرجت الدول تباعا من دائرة الصراع‪ ،‬تبلورت قوى‬
‫سياسية شعبية مسلحة ومتشبثة خبيار الكفاح املسلح‪ ،‬فإىل‬
‫جانب حركات املقاومة الفلسطينية املسلحة األوىل يف الفرتة‬
‫(فتح‪ ،‬واجلبهة الشعبية‪ ،‬والصاعقة‪...،‬إخل)‪،‬‬ ‫‪1981-1965‬‬

‫ظهرت حركات مسلحة جديدة مثل اجلهاد االسلمي‬

‫(‪ ،)1981‬مث ظهر حزب هللا يف لبنان (‪ ،)1982‬مث حركة محاس (‪ ،)1987‬مث حركة أنصار هللا يف اليمن‬
‫(‪ ،)2004‬مث احلشد الشعيب يف العراق (‪ ،)2014‬وتبنت هذه القوى مواصلة املواجهة‪ .‬وتلقى هذه‬
‫احلركات مساندة من بعض الدول‪ ،‬وتولت إدارة الصراع مع "إسرائيل" بشكل تدرجيي‪ ،‬وأسهمت جمموعة‬
‫عوامل يف تنامي زخم هذه احلركات‪:‬‬
‫أ‪ .‬قيام الثورة اليرانية سنة ‪ 1979‬وتبنيها موقف ا معاكس ا للتوجهات العربية الرمسية‪ ،‬ومساندهتا هلذا االجتاه‬
‫ومن ميثله‪ ،‬وهو ما يعين شرخا يف االجتاه األعظم غري الصفري‪.‬‬
‫ب‪ .‬احلاضنة الشعبية الرافضة ألي علقة أو تطبيع أو تقدمي تنازالت يف فلسطني‪ ،‬وهو أمر تدل عليه‬
‫استطلعات الرأي العام العريب اليت أجرهتا هيئات غربية وعربية‪ ،‬بل إن املعارضة للعلقة مع "إسرائيل"‬
‫تتزايد‪ 5،‬وهو ما يعين إبقاء املستقبل مفتوح ا أمام احتمال التضييق على االجتاه غري الصفري‪.‬‬
‫ج‪ .‬الرث الثقايف الديين ودوره يف تشكيل صورة اليهود يف الذهن العريب‪ ،‬وهو اجتاه يغذي وبقوة أنصار‬
‫االجتاه األعظم الصفري‪.‬‬

‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬ ‫‪8‬‬

‫د‪ .‬الفشل التام يف حتقيق تسوية سياسية ابلوسائل السلمية‪ ،‬واستمرار االستيطان وهتديد املسجد األقصى‬
‫وكافة السياسات السرائيلية ذات التوجه السليب‪ ،‬وهو ما جيعل االجتاه غري الصفري حيمل بذور فنائه‬
‫يف ذاته‪.‬‬
‫ه‪ .‬تزايد التيار الديين املتشدد يف املؤسسة السياسية السرائيلية‪ ،‬وهي ظاهرة تعزز كل املعطيات السابقة‬
‫لصاحل املنظور الصفري‪.‬‬
‫‪ .2‬حتوالت على املستوى الدويل‪:‬‬
‫مثة عوامل عمقت ثغرات االجتاه األعظم الذي أشران له‪ ،‬وأهم هذه العوامل هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬لقد سبق وأشران يف دراسة كمية إىل وجود علقة طردية خطية بني نسبة التأييد الدويل للحقوق‬
‫الفلسطينية وبني استمرار تصاعد املقاومة ضد "إسرائيل"‪ ،‬وتعززت هذه الفرضية بشكل قاطع مع‬
‫طوفان األقصى‪ ،‬كما أوضحنا ذلك يف دراسة‬
‫أخرى‪ 6،‬ويكفي ملحظة ذلك يف تزايد التأييد‬
‫للموقف الفلسطيين يف قرارات جملس األمن‬
‫واجلمعية العامة لألمم املتحدة خلل معركة طوفان‬
‫‪7‬‬
‫األقصى كما يتضح من اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪2023/11/8‬‬ ‫تصويت‬ ‫‪2023/10/18‬‬ ‫تصويت‬ ‫‪2023/10/16‬‬ ‫تصويت‬ ‫اهليئة األممية‬

‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جملس األمن‬
‫‪-‬‬ ‫‪2023/12/12‬‬ ‫تصويت‬ ‫‪2023/10/26‬‬ ‫تصويت‬
‫‪-‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪121‬‬ ‫اجلمعية العامة‬
‫ب‪ .‬على الرغم من ضيق الشق يف جدار العلقة السرائيلية األمريكية ألسباب عديدة‪ ،‬إال أن الرتاجع‬
‫األمريكي يف املكانة الدولية بدأ أيخذ دوره يف بروز تعقيدات يف شبكة العلقات األمريكية‬
‫السرائيلية‪ ،‬إذ يبدو أن التغري يف املكانة األمريكية يف النظام الدويل حنو األسوأ‪ ،‬يفرض على السياسة‬
‫اخلارجية األمريكية أمناط تكيف ستمس العلقة مع "إسرائيل" مبستوى أو آبخر‪ ،‬وقد أشران يف‬
‫دراسة سابقة إىل مؤشرات الرتاجع األمريكية والرتاجع النسيب يف املكانة االسرتاتيجية للشرق األوسط‬

‫‪9‬‬ ‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬

‫يف أولوايت السياسة األمريكية‪ 9،‬األمر الذي سينعكس على مدى أمهية الوظيفة السرائيلية يف نطاق‬
‫اسرتاتيجية الوالايت املتحدة‪ ،‬مقابل تسارع واضح يف مؤشرات القوة للقوى الدولية الصاعدة‬
‫خصوص ا الصني‪ ،‬وهو ما يشكل مكسب ا اسرتاتيجي ا لقوى املقاومة على املدى املتوسط والبعيد‪،‬‬
‫انهيك عن التغري التدرجيي يف الرأي العام األمريكي بعد طوفان األقصى‪ ،‬خصوص ا بني الدميوقراطيني‬
‫وبني الشباب األمريكي‪ ،‬مما قد يكون له آاثر مستقبلية‪.‬‬
‫ج‪ .‬مواجهة "إسرائيل" خليارين أحلمها مر‪ ،‬فاجملتمع الدويل مبا فيه الوالايت املتحدة ودول االحتاد‬
‫األورويب وروسيا والصني وأغلب بقية دول العامل تؤيد مشروع حل الدولتني‪ ،‬وهو ما سيضع "إسرائيل"‬
‫أمام خيارين مها إما القبول هبذا احلل‪ ،‬وهو ما ينطوي على خماطرة كبرية بصراع داخلي عميق بني‬
‫القوى السياسية املختلفة داخل اجملتمع السرائيلي‪ ،‬إىل جانب صراع مع مئات آالف املستوطنني‬
‫يف الضفة الغربية‪ ،‬أو الذهاب إىل اخليار الثاين وهو رفض احلل‪ ،‬مما سيجعل "إسرائيل" يف موقف‬
‫دويل حرج للغاية قد يرتتب عليه ضغوط دولية على غرار ما جرى مع جنوب إفريقيا‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬تداعيات طوفان األقصى‪:‬‬

‫شكلت عملية طوفان األقصى يف قطاع غزة نقطة‬

‫حتول اسرتاتيجية فعلية ال افرتاضية‪ ،‬وكرست العملية‬
‫تزايد االجتاه الفرعي يف املسار التارخيي الفلسطيين‪،‬‬
‫واملتمثل يف انتقال املواجهة من يد اجليوش الرمسية‬
‫إىل يد احلركات الشعبية املسلحة واملسنودة بتأييد‬
‫شعيب عريب واسع‪ ،‬كما كرست تغريا إجيابي ا يف الرأي العام الدويل كان يسري بقدر من البطء ولكن‬
‫الطوفان سارعه وغذاه ليصل إىل جمتمعات الدول األكثر عداء للحقوق الفلسطينية‪ ،‬انهيك عن أن‬
‫العملية فرضت على العقل السرائيلي إعادة النظر يف أدبيات التفاؤل السياسي مبستقبل "إسرائيل" اليت‬
‫روج هلا اليمني الصهيوين‪.‬‬

‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬ ‫‪10‬‬

‫لكن تداعيات عملية الطوفان ستحمل معها للعامني القادمني مسارات متعددة وتنطوي على‬
‫تداعيات ال بد من التنبه هلا‪ ،‬والتفكري يف إعداد اخلطط االسرتاتيجية للتعامل معها‪:‬‬

‫املسار األول‪ :‬املسار الفلسطيين‪:‬‬

‫ستواجه القادة واجملتمع الفلسطيين اهلموم التالية للعامني القادمني‪:‬‬

‫‪ .1‬إعادة أتهيل احلياة االقتصادية واالجتماعية يف قطاع غزة‪:‬‬

‫لقد أدى العدوان السرائيلي إىل التدمري‬

‫الكلي أو اجلزئي ألكثر من ربع مليون مسكن‬
‫أو مركز جتاري أو مؤسسة رمسية أو خدمية‬
‫شعبية أو رمسية (املرافق الطبية من مستشفيات‬
‫وصيدليات‪ ،‬واملدارس واجلامعات واملساجد)‪،‬‬
‫ومئات الكيلومرتات من الطرق الربية‪،‬‬
‫ومساحات كبرية من األراضي الزراعية‪ ،‬وتدمري مصادر املياه وتسرب شبكات الصرف الصحي‪ ،‬إىل‬
‫جانب اخلسائر البشرية اليت جعلت مئات آالف األطفال والنساء واملعاقني جسدايا أو نفسيا دون‬
‫معيل‪ ،‬إىل جانب توقف مؤسسات النتاج بشكل شبه اتم‪.‬‬
‫يرتتب على ذلك أن اهلم املباشر والضروري سيكون يف إعادة احلياة يف قطاع غزة إىل طبيعتها اليت‬
‫كانت سائدة على أقل تقدير قبل العدوان‪ ،‬وهو ما سيواجه قدرا من العراقيل متعلقة بتوفري األموال‬
‫واملواد لرتميم ومعاجلة كل ما ذكرانه‪ ،‬وطبقا لتقديرات أولية خلل الشهرين األوليني للمعركة فإن املبلغ‬
‫‪10‬‬
‫املطلوب سيتجاوز اخلمسني مليار دوالر‪ ،‬وال شك أن استمرار املعركة سريفع املبلغ لرقم أعلى‪،‬‬
‫وللحصول على هذا املبلغ سيتطلب األمر مؤمترات دولية جلمعه‪ ،‬كما سيتطلب االنتباه إىل ما يلي‪:‬‬
‫قد تصل املساعدات املادية يف وقت مبكر‪ ،‬لكن األموال ستأخذ وقت ا قد يطول وقد يقصر طبق ا‬ ‫•‬

‫لدرجة االستجابة له املرتبط مبواقف الدول املاحنة‪ ،‬ولعل نتائج املؤمتر النساين الدويل الذي عقد‬

‫‪11‬‬ ‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬

‫يف ابريس يف ‪ ،2023/11/9‬ودور جلنة املتابعة له يف ‪ ،2023/11/6‬يشريان إىل أن مجع مبالغ‬
‫‪11‬‬
‫إعادة التأهيل لن تكون يسرية بل يبدو أهنا ستكون موضع "ابتزاز للمقاومة"‪.‬‬
‫إن الدول العربية األكثر قدرة على تقدمي املساعدات هي‬ ‫•‬

‫األقل تناغم ا مع توجهات املقاومة الفلسطينية‪ ،‬وهو ما‬

‫سيدفعها إىل وضع شروط سياسية (من خلف الستار)‬
‫لتقدمي املساعدة‪ ،‬مثل أن يتم تسليم األموال إىل جهة دولية‬
‫أو اقليمية أو السلطة الفلسطينية‪ ،‬وإخضاع الصرف للرقابة‬
‫لضمان عدم توظيف األموال يف مؤسسات املقاومة أو‬
‫ملساعدة عائلت املقاومني‪.‬‬
‫إن الوالايت املتحدة والدول األوروبية والياابن ستفرض شروطا سياسية وإدارية على مساعداهتا‪،‬‬ ‫•‬

‫وستكون دالة تلك الشروط هو إضعاف املقاومة من كل الوجوه‪ ،‬ووضعها أمام خيارات سياسية‬
‫صعبة ودقيقة‪.‬‬
‫إن املساعدات الصينية والروسية قد تكون دون شروط سياسية‪ ،‬لكنها—وخصوصا الروسية—ستكون‬ ‫•‬

‫متواضعة قياسا حلجم املبالغ املطلوبة‪ ،‬ونظرا للظروف احلالية يف روسيا‪.‬‬

‫قد تربط مصر بني مرور املساعدات واملواد املطلوبة لعادة البناء والتأهيل االجتماعي‪ ،‬أن يكون‬ ‫•‬

‫لشركاهتا نصيب وافر يف مشروعات إعادة التأهيل‪ ،‬خصوصا املؤسسات التابعة للجيش املصري‬
‫‪12‬‬
‫(على غرار ما جرى بعد العدوان السرائيلي يف سنة ‪.)2021‬‬
‫ستواجه حركة املقاومة تنازع ا يف االختصاص بينها وبني السلطة الفلسطينية خصوص ا يف جمال‬ ‫•‬

‫تلقي أموال املساعدات وكيفية توزيعها وأولوايت الصرف منها‪.‬‬

‫‪ .2‬حتديد املوقف السياسي من املبادرات والقرارات الدولية‪:‬‬
‫وحتديدا تلك اليت ستعقب وقف إ طلق النار‪ ،‬خصوصا مفاوضات األ سرى والرهائن اليت قد‬
‫تطول أو تقصر طبقا ملعطيات ميدان املعركة‪ ،‬وقد تواجه املقاومة ضغوطا وإغراءات يف معاجلة هذا‬

‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬ ‫‪12‬‬

 ‫امللف‪ ،‬وستحاول "إسرائيل" والوالايت املتحدة وبعض‬
‫الدول العربية الضغط على املقاومة للتنازل عن فكرة‬
‫"تبييض" السجون من املعتقلني الفلسطينيني‪ ،‬وسيتم‬
‫ربط بعض هذه اجلوانب ابملساعدات من ابب الغواية‪.‬‬

‫املسار الثان‪ :‬املوقف اإلقليمي‪:‬‬

‫وينقسم املوقف القليمي إىل بعدين‪:‬‬

‫‪ .1‬املوقف العريب‪ :‬ويتمثل يف جوهره يف بعدين مها املوقف املصري وموقف حمور املقاومة‪ ،‬وال يبدو أن‬
‫املوقف املصري سيمسه أي تغري جوهري‪ ،‬بينما قد خيبو دور حمور املقاومة أو يبقى على حاله طبق ا‬
‫للنتائج امليدانية يف قطاع غزة‪.‬‬
‫‪ .2‬دور إيران وتركيا‪ :‬استنادا للواقع امليداين فإن كل البلدين‬
‫سيعمل على بقاء موقفه‪ ،‬وهو التأييد العلين للحقوق‬
‫الفلسطينية مع فارق أساسي هو استمرار الدعم اليراين‬
‫للمقاومة دون الدخول املباشر يف أي مواجهة الحقة‪،‬‬
‫إال إذا وقع تطور كبري يصيب إيران ذاهتا‪ .‬أما تركيا‬
‫فسياق سياستها لن يتجاوز حدود النقد العلين للسياسة السرائيلية‪ ،‬مع بقاء علقاهتا التجارية‬
‫والسياسية معها دون تغيري عملي‪.‬‬

‫املسار الثالث‪ :‬املسار الدويل‪:‬‬

‫وميكن حتديد االجتاه احملتمل يف اآليت‪:‬‬

‫عززت عملية طوفان األقصى من القناعة بني القوى الكربى خصوصا الوالايت املتحدة بضرورة إجياد‬
‫تسوية سلمية‪ ،‬ولعل حل الدولتني هو احلل الذي تؤيده أغلب دول العامل‪ ،‬وهو ما سيضع "إسرائيل" يف‬
‫موقف حرج وأمام خيارين (كما الحظنا سابق ا)‪:‬‬

‫‪13‬‬ ‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬

‫‪ .1‬القبول حبل الدولتني (وقد تعمل على تكييفه بشكل خيدم أمنها)‪ ،‬مع احتمال أن يفجر هذا القبول‬
‫صراعا بني القوى السياسية يف داخل "إسرائيل"‪ ،‬وقد يصل إىل قدر من العنف‪.‬‬
‫‪ .2‬رفض حل الدولتني وهو ما سيزيد من تقلص مساحة التأييد الشعيب والدويل لـ"إسرائيل"‪ ،‬وسيضع‬
‫الدول العربية اليت تطبِّع مع "إسرائيل" يف موقف أكثر حرج ا‪ ،‬وابلتايل ستزداد ظاهرة انتقال إدارة‬
‫الصراع من يد الدول إىل يد احلركات العربية املسلحة‪.‬‬
‫إن بناء مصفوفة من التأثريات املتبادلة ‪ Cross Impact Martix‬بني املستوايت الثلثة وتداعياهتا‬
‫يعطي مؤشرا أولي ا على استمرار الصراع‪ ،‬لكن النتائج املباشرة ملعركة طوفان األقصى تؤسس خلل‬
‫العامني القادمني ملا بعدمها‪ ،‬أي أن نتائج املعركة‬
‫العسكرية والدارة العقلنية من طرف املقاومة‬
‫للصراع للمرحلة املباشرة بعد وقف القتال‬
‫سيبقى هو الطاغي يف العامني القادمني‪ ،‬ولكي‬
‫يعود القطاع إىل حياته الطبيعية على أقل تقدير‬
‫فإن األمر قد يستغرق أكثر من العامني‬
‫القادمني‪.‬‬

‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬ ‫‪14‬‬

 ‫اهلوامش‬

‫خبير في الدراسات المستقبلية واالستشرافية‪ ،‬أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في األردن سابقاً‪ ،‬حاصل‬ ‫‪1‬‬

‫على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة‪ ،‬وهو عضو سابق في مجلس أمناء جامعة الزيتونة في األردن‪،‬‬
‫وجامعة إربد األهلية‪ ،‬والمركز الوطني لحقوق اإلنسان وديوان المظالم‪ ،‬والمجلس األعلى لإلعالم‪َّ .‬ألف ‪ 37‬كتاباً‪ ،‬يتركز‬
‫ونشر له نحو ‪ 120‬بحثاً في المجالت العلمية المح ّكمة‪.‬‬
‫معظمها في الدراسات المستقبلية من الناحيتين النظرية والتطبيقية‪ُ ،‬‬
‫أي واقعة سياسية؛ انتخاب‪ ،‬أو اغتيال‪ ،‬أو فوز‪ ،‬أو تغيير وزاري‪ ،‬أو اشتباك عسكري‪ ،‬أو قطع عالقات‬ ‫ُيقصد بالحدث ّ‬
‫‪2‬‬

‫ديبلوماسية‪ ،‬أو اتفاق تجاري‪ ،‬أو فرض حصار‪ ،‬أو معاهدة "سالم"‪...‬إلخ‪ .‬أما االتجاه الفرعي فهو مجموعة أحداث تتكرر‬
‫في الميدان نفسه‪ ،‬مثل تكرار قطع العالقات ثم عودتها (الميدان الديبلوماسي)‪ ،‬أو تكرار اشتباكات حدودية (ميدان‬
‫عسكري)‪...،‬إلخ‪ .‬أما االتجاه فهو مجموعة اتجاهات فرعية يصيبها التكرار ولكن في االتجاه نفسه؛ أي أن العالقة قد تكون‬
‫بين طرفين عالقة خطية ‪( Linear‬أي تتحسن باستمرار‪ ،‬أو تسوء باستمرار)‪ ،‬وقد تكون غير خطية ‪( non linear‬أي تتذبذب‬
‫تقدماً وتراجعاً من مرحلة ألخرى)‪ ،‬ومجموع االتجاهات التي تتسق حركيتها في اتجاه واحد (خطي أو غير خطي) هو ما‬
‫يسمى االتجاه األعظم‪ .‬لمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬وليد عبد الحي‪ ،‬مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها في العالم‬
‫العربي (أبو ظبي‪ :‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،)2007 ،‬ص ‪.18-11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Sebastian Cancino Montecinos, New Perspectives on Cognitive Dissonance Theory (Stockholm: Stockholm‬‬
‫‪University, 2020), http://www.diva-portal.org/smash/get/diva2:1411016/FULLTEXT01.pdf‬‬
‫ثمة جدل واسع حول هذه المصطلحات بين القانونيين‪ ،‬خصوصاً أن دالالت هذه المصطلحات تغيرت عبر التاريخ‪ ،‬لكن‬ ‫‪4‬‬

‫الفقه الدولي المعاصر أخذ يميل لبعض التمييز بينها‪ ،‬انظر التفاصيل في‪:‬‬
‫‪Sydney D. Bailey, “Cease-Fires, Truces, and Armistices in the Practice of the UN Security Council,” The‬‬
‫‪American Journal of International Law, vol. 71, no. 3, July 1977, pp. 461–469; Truce, Cease-Fire and Armistice:‬‬
‫‪The Legal Nuances, The New York Times newspaper, 22/2/2016,‬‬
‫‪https://www.nytimes.com/2016/02/23/world/middleeast/truce-cease-fire-and-armistice-the-legal-‬‬
‫‪nuances.html; Marika Sosnowski, Redefining Ceasefires (Cambridge University Press, 2023), pp. 13–22; and‬‬
‫‪Margaux Pinaud, “Pathways to Peace? A Mixed Methods Study of the Role of Civil Society in Ceasefire‬‬
‫‪Monitoring” (PhD dissertation, University of Manchester, Faculty of Humanities, School of Arts, Languages‬‬
‫‪and Cultures, 2021), https://pure.manchester.ac.uk/ws/portalfiles/portal/196052041/FULL_TEXT.PDF‬‬
‫‪ 5‬ديالن كاسين وديفيد بولوك‪ ،‬اآلراء في مختلف الدول حول التطبيع العربي اإلسرائيلي و"اتفاقيات إبراهيم"‪ ،‬موقع منتدى فكرة‪،‬‬
‫معهد واشنطن‪ ،2022/7/15 ،‬انظر‪https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/alara-fy- :‬‬
‫‪mkhtlf-aldwl-hwl-alttby-alrby-alasrayyly-watfaqyat-abrahym‬؛ و"المؤشر العربي ‪ 2020/2019‬في نقاط‪"،‬‬
‫في‪:‬‬ ‫‪،2020‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫األول‪/‬‬ ‫تشرين‬ ‫السياسات‪،‬‬ ‫ودراسة‬ ‫لألبحاث‬ ‫العربي‬ ‫المركز‬ ‫موقع‬
‫‪https://www.dohainstitute.org/ar/Lists/ACRPS-PDFDocumentLibrary/Arab-Opinion-Index-2019-‬‬
‫‪2020-Inbreef-Arabic-Version.pdf‬؛ و يوئيل غوزانسكي وتومر باراك‪ ،‬ما رأي العرب؟‪ ..‬تحليل استطالعات الرأي‬
‫ترجمة موقع حضارات نقالً عن معهد بحوث األمن القومي‪ ،2023/11/4 ،‬في‪:‬‬ ‫العام في الدول العربية‪،‬‬
‫‪https://hadarat.net/post/42039‬‬
‫قارن الدراستين‪" :‬القضية الفلسطينية والوضع الدولي‪ "،‬في‪ :‬محسن محمد صالح (محرر)‪ ،‬التقرير االستراتيجي الفلسطيني‬ ‫‪6‬‬

‫‪( 2019-2018‬بيروت‪ :‬مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‪ ،)2020 ،‬ص ‪398-397‬؛ ووليد عبد الحي‪ ،‬تحوالت الرأي‬
‫العام الدولي وطوفان األقصى‪ ،‬موقع مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‪ ،2023/12/4 ،‬في‪:‬‬
‫‪https://www.alzaytouna.net‬‬

‫‪15‬‬ ‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬

 :‫انظر التفاصيل في‬ 7

UN News (@UN_News_Centre), site of Twitter, 27/10/2023, https://twitter.com/UN_News_Centre/status/

1717992371906839005/photo/2; and US vetoes UN resolution calling for Gaza ceasefire, site of Al Jazeera,
8/12/2023, https://www.aljazeera.com/news/2023/12/8/antonio-guterres-urges-un-security-council-to-push-for-
gaza-ceasefire
:‫ انظر‬،121 ‫ وأصبح الرقم‬،‫ والحقيقة أنه وقع خطأ تقني تمت معالجته‬،120 ‫ نقلت أغلب وكاالت األنباء أن عدد المؤيدين كان‬8
UN General Assembly adopts Gaza resolution calling for immediate and sustained ‘humanitarian truce’, site of
United Nations (UN), 26/10/2023, https://news.un.org/en/story/2023/10/1142847
‫ مركز الزيتونة‬،‫ تيار التراجع األمريكي في المكانة الدولية ومأزق الخيارات االستراتيجية العربية واإلسرائيلية‬،‫وليد عبد الحي‬ 9

.2020/11/4 ،‫للدراسات واالستشارات‬

10
Adnan Abdul Razzaq, Rebuilding Gaza: The huge cost of Israel's devastating war, site of The New Arab,
27/11/2023, https://www.newarab.com/analysis/rebuilding-gaza-huge-cost-israels-devastating-war; UN report
warns war has already set Gaza and West Bank economy back more than a decade, site of Cable News Network
(CNN), 9/11/2023, https://edition.cnn.com/2023/11/09/middleeast/un-report-gaza-economic-impact-poverty/index.html
:‫ في‬،2023/12/15 ،21 ‫ موقع عربي‬،‫ من سيدفع تكاليف إعادة بناء قطاع غزة بعد تدميره؟‬:‫ دويتشه فيله‬:ً‫وانظر أيضا‬
https://arabi21.com
:‫ انظر‬،2023/11/9 ،‫ موقع الحرة‬،"‫ وماكرون يأمل بـ"نتائج ملموسة‬..‫انطالق "مؤتمر إنساني" بشأن غزة في فرنسا‬ 11

https://www.alhurra.com
:‫ انظر‬،2021/5/23 ،‫نت‬.‫ موقع الجزيرة‬،‫ مليون دوالر؟‬500‫ كيف ستفي مصر بوعد الـ‬..‫مع ترّقب جهود إعادة إعمار غزة‬ 12

https://www.aljazeera.netA

‫مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات‬ 16