You are on page 1of 3

‫حنن كاإلنسان حيتاج عن غرين ا يف ك ل جمال‪ .

‬وال ميكن أن نق وم وحني ا يف ه ذه‬

‫ال دنيا من غ ري مس اعدة من قب ل أص دقائنا أو جارن ا‪ .‬للوص ول إيل فهم جي د بني‬

‫املخ اطب واملتكلم‪ ،‬ال ب د من آل ة تفهمهم ا وتل ك اآلل ة هي اللغ ة‪ .‬ألن إذا طلعن ا‬

‫وحلظنا إىل معىن اللغة عموما هي أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم‪.1‬‬

‫لكل لغة هلا نظامها تنظم األقوال املنطوقة لتكون خالصة من أي غموض‪.‬‬

‫فالسامع يفهمون ما قاله املتكلم من النظوم املتفقة حيت حيصل علي التفهم بينهما‬

‫فهما جيدا‪ .‬فهذا يتفق بتعريف اللغة يف عصر احلديث وهي نظام عريف لرموز صوتية‬

‫يشتغل الناس يف اإلتصال بعضهم ببعض‪.2‬‬

‫مع كل ذلك‪ ،‬اللغة العربية حتتلف بلغة أخري يف كثري من اجملالت‪ ،‬ومثال‬

‫من ذلك‪ :‬أن للكلمة يف اللغة العربية هلا ثالثة أقسام وهي إسم‪ ،‬فعل‪ ،‬وحرف‪.3‬‬

‫ولكل منهم خيتص بعضهم ببعض‪ ،‬كما أن اإلسم له خصائصه يفرق بينه وبني‬

‫الفعل‪ ،‬واحلروف كذالك له خصائصه حيت نستطع أن نفرقه باآلخر‪.‬‬

‫‪ 1‬علي كاظم املشري‪ ،‬الفروق اللغوية في العربية‪ .‬الطباعة األويل ( عمان‪ :‬دار صفاء للنشر والتوريع‪،‬‬

‫سنة ‪ 1432‬ه) ص ‪.43‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪.43 ،.‬‬

‫عبد اهلل‪ ،‬دليل السالك إلي ألفية ابن مالك ‪ .‬اجلزء األول( دار املسلم للنشر والتوريع‪ ،‬ص ‪. )25‬‬ ‫‪3‬‬
‫بالنسبة إيل احلروف هلا وظيفتها األصلى وتعريفها األصلي كما أن حريف االستفهام هلا‬
‫وظيفتها األصلي‪ .‬وهذا احلرف مستخدم لطلب الفهم من األشياء اجملهولة‪.4‬‬

‫وأما االستفهام نفسها ذات أمهية كربي يف حياة اإلنسان حيث قال اهلل تعاىل يف‬

‫ِإ‬ ‫ِح ِإ ِه‬ ‫ِم ِل ِإ‬


‫كتابه العزيز‪َ " :‬و َم ا َأْر َس ْلَنا ْن َقْب َك َّال َرُج اًال ُنْو ي َلْي ْم َفاْس َأُلْو ا َأْه ِل ال ِّذ ْك ِر ْن ُك ْنُتْم‬
‫َال َتْع َلُم ْو َن "‪ .5‬ويف ه ذه اآلي ة أم ر الن اس أن يس أل إىل من أعلم من ه للحص ول على ش يئ‬

‫معلومة من األشياء اجملهولة‪.‬‬

‫لك ون االس تفهام مهم ا‪ ،‬فعلم اء اللغ ة يبحث ه مث يدون ه كعلم نس تطيع أن نس تمتع‬

‫ب ذلك العلم‪ .‬وحنن جنده أحيان ا يف كت اب البالغ ة لعلم املع اىن‪ .‬لكن دارس ي اللغ ة العربي ة‬

‫وج دوا ص عوبة يف بعض األم ور عم ا يتعل ق باالس تفهام وباخلص وص يف أم ر مع اىن ح ريف‬

‫االس تفهام‪ .‬ألن املألف فيالكت اب ال ذي اس تخدمه ال دارس أو الطلب مل يعني كي ف معرفة‬

‫مع ىن اخلارج ة من املع ىن احلقيقي حلرف االس تفهام‪ .‬فاملألف ق د وض ع املث ال من النص وص‬

‫القرآنية دون أن يربز كيف معرفة ذلك املعىن‪.‬‬

‫‪ 4‬عبد العزيز قلقيلة‪ ،‬البالغة االصطالحية‪ .‬الطباعة الثالثة ( القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،‬سنة ‪ 1992‬م)‬

‫ص ‪.160‬‬

‫‪ 5‬سورة النحل‪ :‬اآلية ‪.43‬‬


‫استنادا من هذه املشكلة أراد الباحث أن يبحث عما يتعلق مبوضوع معاىن حريف‬

‫االس تفهام يف اجلزء التاس ع والعش رين‪ .‬واخت ار الب احث اجلزء التاس ع والعش رين كمي دان‬

‫البحث حلج تني‪ ،‬فاحلج ة األول ه و أن األمثل ة ال واردة يف كث ري من الكت اب هي من اآلي ة‬

‫القرآنية‪ .‬وأما احلجة الثانية‪ ،‬أن اجلزء التاسع والعشرين هو اجلزء الذي يشمل فيه كثري من‬

‫حريف االستفهام‪.‬‬

You might also like