You are on page 1of 3

‫اململكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم العايل‬


‫جامعة القصيم‬
‫كلية‪ :‬الرتبية‬
‫قسم‪ :‬أصول الرتبية‬

‫املوضوع‪ :‬احلياة يف الفكر الرتبوي اإلسالمي‪.‬‬

‫تقرير مقدم ضمن متطلبات مقرر الفكر الرتبوي اإلسالمي (املستوى األول‪/‬‬
‫دكتوراه الفلسفة يف الرتبية ختصص أصول الرتبية‪ ،‬جامعة القصيم)‬

‫إعداد‪ :‬هاين إبراهيم املشيقح‬

‫أستاذ املقرر‪ :‬د‪ .‬فهد بن صاحل احلضيف‬


‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫احلياة يف الفكر الرتبوي اإلسالمي‪.‬‬

‫الركيزة األوىل‪ :‬أن احلياة خملوقة‪.‬‬


‫هناك تساؤالت انتجت بعض اجلداالت الفلسفية وهي هل احلياة نشأت بعد تفاعالت كيميائية كونية أو‬
‫اهنا اوجدت هبذا الشكل او ان التفاعل الكيميائي خملوق ابتداءً بشكل مقصود ليصل هلذا الشكل وهذه‬
‫التساؤالت تبعدان عن السؤال األساسي هل هلذه احلياة موجد سبق وجودها واذا كان هلا موجد ملاذا‬
‫أوجدها‪ .‬هذه التساؤالت حيتويها الفكر الرتبوي اإلسالمي الذي تزخر مصادره املعرفية ابإلجابة عن هذه‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫اۚ‬ ‫األسئلة‪ .‬كقوله تعاىل ﴿ٱلَّ ِذی خلق ۡٱلم ۡوت و ۡٱحلي وة لِي ۡب لوك ۡم أَي ُك ۡم أ ۡ‬
‫ور﴾‬‫ُ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ٱل‬ ‫يز‬
‫ز‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ٱل‬ ‫و‬ ‫ه‬‫و‬
‫َ ُ ََ ََُ َ ُ‬‫ال‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫َح‬ ‫َ َ َ َ َ َ ََ ٰ َ َ َُ ُ ُّ‬
‫[امللك‪ ]٢‬وقد جاء تفسري هذه اآلية يف (امليسر‪" )٢009،‬الذي خلق املوت واحلياة؛ ليختربكم ‪-‬أيها‬
‫عمال وأخلصه؟ وهو العزيز الذي ال يعجزه شيء‪ ،‬الغفور ملن اتب من عباده‪ .‬ويف‬ ‫الناس‪ :-‬أيكم خريٌ ً‬
‫اآلية ترغيب يف فعل الطاعات‪ ،‬وزجر عن اقرتاف املعاصي" وسريد ذكر االبتالء يف الركيزة الرابعة‪ ،‬فادراك‬
‫االنسان أبن هذه احلياة هلا خالق اوجدها وليست من قبيل الصدفة او تفاعالت غري مقصودة يوجه‬
‫البوصلة الفكرية حنو االجتاه الصحيح والسعي حنو الغاية اليت وجدت احلياة ألجلها فمعرفتنا أبهنا خملوقة‬
‫لغاية يعين اهنا بكل تفاصيلها ملك للخالق وموجهة اليه ومرتبطة بتوجيهاته واوامره كما يف اآلية الكرمية‬
‫نی﴾ [األنعام ‪ ]١٦٢‬ولن تسقط هذه الغاية ابنتهاء‬ ‫﴿قُ ۡل إِ َّن ص َالتِی ونُسكِی وَ َۡميای وَمََاتِی َِّّلِلِ ر ِ ۡ ِ‬
‫ب ٱل َعٰلَم َ‬‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫حياة االنسان بل ينتقل إىل حياة أخرى كما سريد ذكره يف الركيزة الثالثة وسيحاسب على َمارساته حياته‬
‫ۡ‬
‫الدنيا‪ ،‬فلم تنشأ هذه احلياة عبثاً لتنتهي بال حساب يقول هللا سبحانه وتعاىل ﴿أَفَ َح ِس ۡب تُ ۡم أَََّّنَا َخلَقنَٰ ُك ۡم‬
‫ا‬
‫َعبَ ثا َوأَنَّ ُك ۡم إِلَ ۡي نَا َال تُ ۡر َجعُو َن (‪[ ﴾)١١٥‬املؤمنون ‪ ]١١٥-١١٤‬ذكر (الطربي‪،‬ت‪3١0‬ه ) يف هذه اآلية‬
‫"أفحسبتم أيها األشقياء أان إَّنا خلقناكم إذ خلقناكم‪ ،‬لعبا وابطال وأنكم إىل ربكم بعد َماتكم ال تصريون‬
‫أحياء‪ ،‬فتجزون مبا كنتم يف الدنيا تعملون؟" وَما جيدر اإلشارة إليه معرفة االنسان حجم ضعفة أمام خالقه‬
‫وأن حياته وحياة الناس أمجع بيد اخلالق سبحانه وهو سبحانه قادر على اهناءها وانشاء خلق جديد حبياة‬
‫ِ ۡ ۡ ِۡ ۡ ۡ ِ ۡ‬
‫ت ِِبَل ࣲق َج ِد ࣲيد﴾ [فاطر ‪ ]١٦‬جاء يف (امليسر‪ )٢009،‬إن يشأ‬ ‫جديدة يقول تعاىل ﴿إن يَ َشأ يُذهب ُكم َو ََی‬
‫هللا يُ ْهلكْكم أيها الناس‪ ،‬وَیت بقوم آخرين يطيعونه ويعبدونه وحده‪.‬‬
‫املراجع‪:‬‬
‫‪ -‬القرآن الكرمي‪.‬‬
‫الطربي‪َ ،‬ممد بن جرير‪ ،‬جامع البيان عن أتويل آي القرآن‪ .‬دار الرتبية والرتاث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطربي‪َ ،‬ممد بن جرير‪ ،‬جامع البيان عن أتويل آي القرآن‪ .‬دار هجر‪ .‬ط‪١‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشوكاين‪َ ،‬ممد بن علي‪ ،‬فتح القدير‪ .‬دار ابن كثري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العثيمنی‪َ ،‬ممد صاحل‪ .)٢00٤( ،‬شرح ثالثة األصول‪ .‬دار الثراي للنشر‪ .‬ط‪٤‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like