You are on page 1of 589

1

‫العأمال الشعرية‬
‫الجزء الثاني‬
‫صدر في ‪2005‬‬
‫عأن‬
‫المؤسسة العربية للدراسات‬
‫والنشر في بيروت‬

‫‪2‬‬
‫واليـــروسيكيمياء اللغة والجسد‬ ‫السحــري‬

‫‪3‬‬
‫والجسد وعلقاتهما‬
‫ِ‬ ‫السحر‬
‫ِ‬ ‫نظرية عن‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫سانحة ‪ ،‬قابل ربع قارنأ ‪ ،‬لنأ أكتب بطلقا ٍة‬ ‫ُ‬
‫الفرصة‬ ‫لم تكن‬
‫وبالشعر أكثر من انشغالي بمراقابتهما ووضعهما في‬
‫ِ‬ ‫كنت منشغ ً‬
‫ل بالحيا ِة‬ ‫لسباب كثير ٍة منها أنني ُ‬
‫ٍ‬ ‫بالشعر‬
‫ِ‬
‫نظري مجاور ‪ ،‬ثم أنأ النصوص الشعرية أكثر وفا ًء للتجربة من النصوص النظرية‬ ‫ّ‬ ‫عقلي أو‬
‫إطار ّ‬‫ٍ‬
‫‪.‬خصوصًا عند تراكمها وتبلورها مع نضج التجربة وتصاعدها‬

‫أطل على ذلك السحر ّيّ واّيروسي الّي تمثلته ‪ ،‬وماّلت ‪ ،‬شعراً َ‬
‫وأنضجت ُه‬ ‫أستطيع اليوم أنأ ّ‬
‫نظرية تّتس ُم بثبات‬
‫ٍ‬ ‫رؤية‬
‫ٍ‬ ‫الممارسة الشعرية مثلما أنضجته الممارسة الحياتية ‪ ،‬بكل تفاصيلهما ‪ ،‬وفق‬
‫‪ .‬أفضل وتفاصيل أدق‬

‫ولّلك كانت هّه المقدمة التي أستطيع أنأ أعممها على ما ورد في متونأ المجاميع الشعرية السبع )‬
‫التي يضمها هّا المجلد الثاني من أعمالي الشعرية ( مثلما أعممها على بقية أعمالي الشعرية في‬
‫محاولة لرصد السحري‬
‫ٍ‬ ‫المجلدات الخرى ‪ ..‬لكن هّه المجاميع السبع معنية أكثر بما في المقدمة من‬
‫‪ .‬واّيروسي وهما يوجهانأ كيمياء اللغة والجسد في هّه النصوص‬
‫ً‬
‫سجنا للروح‬ ‫الجسد‬
‫َ‬ ‫كفردوس لها ‪ ،‬فحينما نرى‬
‫ٍ‬ ‫كسجن للروح أو‬
‫ٍ‬ ‫الفرق كبير بين أنأ ننظر للجسد‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫نقيضا للروح وقاد أطبقناه عليها وبّلك يتحول الجسد‬ ‫نقع ‪ ،‬مباشر ًة ‪ ،‬في ثنائي ٍة وهمية يكونأ فيها الجسد‬
‫ُ‬
‫ورذيلة ويصبح الكفاح ض ّده ضروريا‬
‫ٍ‬ ‫شر‬
‫إلى عائق أمام انطلقا ِة الروح ويتحول كل ما في الجسد إلى ّ‬
‫ُ‬
‫الجميلة المتحركة ‪ .‬وهنا نقع في الوهم‬ ‫الروح‬ ‫تقبع تحتها‬
‫لحم ميت ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫قاطعة ٍ‬ ‫الروح وكأنأ هّا الجسد‬
‫ِ‬ ‫لتحرير‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫أيضًا ويترتب على ذلك تدمير حياتنا بأكملها لننا سنهمل هّا الجسد ونهمل حاجاته وسنراه مثل نفاي ٍة‬
‫ننتظر يوم دفنها أو حرقاها‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬

‫لكننا عندما نرى الجسد وعا ًء للروح تتشرب فيه وتسعد بسعادته وتتحرر بتحرره وترقاى‬
‫جحيما ‪ ،‬نرى فيه خيراً ل شراً ‪ .‬وتكونأ الروح مثل‬
‫ً‬ ‫برقاّيّه ‪ ..‬فحين ذاّ نرى في الجسد فردوسا ل‬
‫‪ .‬الموسيقى التي تناغ ُم مكونات الجسد وتشيع فيه اّنسجام‬

‫للرقاي والتصال بال والكونأ رافعة الجسد من محدوديته إلى المطلق فإنأ‬ ‫ّ‬ ‫وإذا كانت الروح تسعى‬
‫وتكونأ كيميا َءه المعلنة والدفينة ‪ ،‬إنها ّ‬
‫تشد الجسد إلى أغواره وأعماقاه‬ ‫وتحرّ قاواه ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تلتصق بالجسد‬ ‫النفس‬
‫الضاجة‬
‫ّ‬ ‫مسرح ُه إلى الدراما اليومية من التصال والنفصال وإلى أشكال التفاعلت‬‫َ‬ ‫القصّية وتهيّ‬
‫‪ .‬بالحياة‬

‫‪4‬‬
‫الجسد إلى العالي وهما يكملنأ بعضهما ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وترفع‬
‫ُ‬ ‫والروح‬
‫ِ‬ ‫الجسد‬
‫ِ‬ ‫أعماق‬
‫ِ‬ ‫تغوص في‬
‫ُ‬ ‫النفس‬
‫ُ‬
‫وقاوى براسايكولوجية سحرية تتناغ ُم مع تركيبة الجسد‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫لكن النفس تحتوي على قاوى سايكولوجية إيروسية‬
‫‪ .‬ومادته الغامضة‬

‫وهكّا تتكونأ من المنظومة النطولوجية ) الجسد والنفس والروح ( منظومة ابستمولوجية هي‬
‫ُ‬
‫تصوغ المنظومة‬ ‫) اّيروسي والسحري واللوغوسي ( ‪ ،‬وتصوغ المنظومة الولى حياة الفرد بينما‬
‫قاوته الفكرية والشعرية‬
‫‪ .‬الثانية ّ‬

‫ُ‬
‫الجسد‬ ‫ُ‬
‫يختزنأ الجسُد القوى السايكولوجية الحسّية والبراسايكولوجية الفائقة ) السحرية ( ‪ ،‬ويعمل‬
‫مثل حاشد ٍة كوني ٍة تض ّم داخلها ّ‬
‫كل قاوى الكونأ والنواع الحّية وفيه يتحرّ تاريّ الكائنات الحية متطايرا‬
‫تطل على المدهش والكثيف والغامض والجميل‬ ‫‪ .‬على شكل ومضات نادرة ّ‬

‫أو ًل‪ :‬الشعر ّ‬


‫المقدس والشعر المدّنس‬
‫الدنيوي ‪1.‬‬ ‫والمقدس‬
‫ّ‬ ‫المقدس الديني‬
‫ّ‬

‫مقدس تدور حوله كل منظومة الدين‬‫جوهر ّ‬


‫ٍ‬ ‫وجود‬
‫ِ‬ ‫أساس‬
‫ِ‬ ‫تقو ُم فكر ُة الدين ‪ ،‬كلّها ‪ ،‬على‬
‫ومكوناته ) المعتقد ‪ ،‬السطورة ‪ ،‬الطقس ( ‪ ،‬وهّا الجوهر ّ‬
‫المقدس هو الطاقاة والشحنة والقوة المركزية‬
‫التي تشيع النسجام في المادة وتجّبّها نحوها ‪ ،‬وقاد عّبرت عن هّا الجوهر أديانأ العصور الحجرية‬
‫قاوة‬
‫بالقوة السارية غير المشخصة ‪ ،‬وهي ّ‬
‫المقّدّس الكوني ‪ ،‬طاقاة الكونأ ‪ ،‬التي يشعر بها اّنسانأ ول يعرّ معناها وهي طاقاة تأخّ شكل القوة‬
‫السارية لكنها تتجلى في بعض مظاهرها العظمى في تواّنأ الكونأ وقاوى الكواكب والمجرات‬
‫وتناغمها ‪ ..‬ولهّه القوة مظاهر مضطربة أنتروبية تعبر عن التحول من نظام معين إلى آخر وتنفض‬
‫وتظهر على الرض في الطوفانات والعواصف والزلّل والبراكين ‪ .‬وقاد انتبه‬ ‫ُ‬ ‫أعباء النظام القديم عنها‬
‫ً‬
‫علميا فخاّ منها وسجد لها وعبدها‬ ‫اّنسانأ لهّه القوة السارية ولكنه لم يستطع ‪ ،‬آنّاّ ‪ ،‬أنأ يفسرها‬
‫‪ .‬تحت مسميات عديدة منها الّ ) مانا ( عند بعض القاوام البدائية والّ ) سار ( عند السومريين والبابليين‬
‫ً‬
‫مختلفة لكنه كانأ يعني شيئًا واحداً هو‬ ‫أطلق اّنسانأ على جوهر المق ّدس الديني ‪ ،‬آنّاّ ‪ ،‬أسماء‬
‫المقدس بصيغة واحدة بل بصيغ متعددة‬ ‫ال ‪ /‬الطاقاة وهو جوهر الكونأ‪ .‬لكن اّنسانأ لم يتعرّ على هّا ّ‬
‫تطورت عبر التاريّ من السحر إلى الرواح إلى اللهة إلى ال ‪ .‬وتشكل هّه العتبات التطور الروحي‬
‫‪ .‬للنسانأ وهو يتلمس هّا المق ّدس بمراحل متتالية ومتداخلة في آنأ واحد‬

‫وفي مقابل العالم الديني المقّدس الّي هو ‪ ،‬عند اّنسانأ ‪ ،‬استشعار أو ٌ‬


‫حدس لطاقاة الكونأ كانأ‬
‫ّ‬
‫تضاد‬ ‫تّماس مع المادة ‪ ،‬وهكّا وضع هّانأ العالمانأ المتميزانأ في‬
‫ٌ‬ ‫هناّ العالم الدنيوي والمدّنس الّي هو‬
‫المقدس الّي يسعى الدين لكشفه والتمثل به ‪ ،‬والثاني هو العالم المدّنس الّي‬
‫شديد ‪ :‬الول هو العالم ّ‬
‫شديد فقد‬
‫وتصادم ٍ‬ ‫ساخن‬
‫ٍ‬ ‫جدل‬
‫مثار ٍ‬ ‫ً‬
‫وحديثا ‪َ ،‬‬ ‫ً‬
‫قاديما‬ ‫تسعى الدنيا لكشفه والتمثل به ‪ .‬وكانأ هّا التعارض ‪،‬‬
‫ٍ‬

‫‪5‬‬
‫كانأ المقّدس يعادل القوة والطاقاة والمشبع للكيانأ والفاعلية بينما كانأ المدّنس يعادل الخواء والمادة‬
‫‪.‬المتهافتة الزائلة والزيف‬

‫ورغم أننا ل نميل لفصل الدين عن الدنيا فهما متداخلنأ ‪ ،‬لكننا من أجل الدراسة النظرية وإلقاء‬
‫كل منهما بمحركاته وقاواه‬‫الضوء على المحركات الدينية والدنيوية وهي تلتحم وتنفصل رأينا النظر إلى ّ‬
‫‪ .‬الداخلية‬

‫المقدس ‪ ،‬أما جوهر الدنيا فيكمن في المدّنس‪ ،‬وقاد حاولنا‬


‫لقد عرفنا أنأ جوهر الدين يكمن في ّ‬
‫البحث عن نواة وجوهر هّا المدّنس فوجدنا أنه يكمن في الجنس‪ ،‬فالجنس هو جوهر المدّنس وجوهر‬
‫‪ .‬الدنيا ‪ ،‬مثلما رأينا أنأ الطاقاة السارية هي جوهر ّ‬
‫المقدس‬

‫وبّلك نحصل على هّه المتناظرات المهمة ) الطاقاة السارية‪ ،‬الطاقاة اّيروسية (‪ّ ) ،‬‬
‫المقدس‪،‬‬
‫وتشطر هّه‬
‫ُ‬ ‫المدّنس (‪ ) ،‬الروحي‪ ،‬الجنسي (‪ ) ،‬اّلهي‪ ،‬البشري(‪) ،‬الديني‪ ،‬الدنيوي (‪...‬الّ‬
‫المتناظرات العالم كلّه إلى متناظرات مماثلة لها فالمكانأ المقدس والمعبد والعمود المقّدس ّ‬
‫وسرة العالم‬
‫هي أماكن نشكونية مشحونة بالمقّدس وهي مركزية في مقابل الماكن الكونية التقليدية كالبيوت‬
‫‪ .‬والساحات والشوارع التي هي أماكن دنيوية محيطية‬

‫وكّلك ينقسم الزمانأ إلى ّمانأ نشكوني مقّدّس أسطوري حصل فيه حدّ عظيم مثل بداية الخليقة‬
‫أو الطوفانأ أو الوحي أو الشهادة ‪ ..‬الّ ‪ ،‬في مقابل ّمن تاريخي تقليدي يضج بالحداّ الدنيوية‬
‫العادية ‪ ..‬وتتم استعادة ذلك الزمن السطوري من خلل طقوس العياد الدورية التي هي استّكار لّلك‬
‫الزمن وإعادة تكثيف له وسط تراتب الزمن التقليدي وكّلك تتناظر الرموّ السماوية عن الرموّ‬
‫المقدس أكثر‬ ‫الرضية ويتناظر النص المقّدس ) الكتاب المقّدس ( عن بقية الكتب ويحمل النبي كثافة ّ‬
‫ً‬
‫وغامضا‬ ‫ً‬
‫مدهشا‬ ‫من غيره من البشر وهكّا ‪ ..‬كانأ المقّدّس منّ العصور الحجرية القديمة أمرا‬
‫كوني‬
‫ّ‬ ‫بجوهر‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫مرتبط‬ ‫شّدّ اّنسانأ إلى عالم آخر وجعله يشعر أنه ل يعيش وحيدا في هّا الكونأ بل أنه‬
‫المقدس آنّاّ أسماء مختلفة‬ ‫سرعانأ ما سيعود إليه ويتحد به بعد الموت ‪ .‬وقاد أطلق اّنسانأ على جوهر ّ‬
‫شيئا واحداً هو ال ‪ /‬الطاقاة الّي هو جوهر الكونأ ‪ ،‬أما أول طرق التعامل الجدية مع هّا‬ ‫لكنه كانأ يعني ً‬
‫ً‬
‫حقيقيا يتضمن وجود قاو ٍة‬ ‫المقّدّس فقد كانأ السحر ) الّي هو أول عتبات الدين ( وقاد كانأ السحر أما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫براسايكولوجية خارقاة عند المتعبد تؤثر على بعض قاوانين القوة السارية ‪ ،‬أو وهميا شكليا يحاول أنأ‬
‫‪ .‬يؤثر ‪ ،‬من منطلق نفسي ‪ ،‬على قاوانين هّه القوة‬

‫السحر أول أشكال العلقاة بين اّنسانأ والمق ّدس ‪ ،‬ولّلك فهو أول قاناة للتصال بين‬
‫ُ‬ ‫وهكّا كانأ‬
‫المقّدس واّنسانأ ‪ ..‬وتتضمن هّه القناة شحنات إيجابية من اّنسانأ إلى ّ‬
‫المقدس ) وهو ما نسميه‬
‫بالسحر ( وشحنات سلبية من‬
‫المقد‬
‫ّ‬
‫س إلى اّنسانأ ) وهو ما نسميه بالعرافة ( وكلهما كانأ من وجهة نظرنا أول شكل من أشكال الشعر ‪،‬‬
‫مل ثم جاءت مراحل‬ ‫وج ٍ‬
‫كلمات ُ‬
‫ٍ‬ ‫ينضح عن هّه الممارسة من‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ممارسة والشعر بما‬ ‫الشعر بصورته العملية‬
‫أخرى بعد السحر وهي الرواحية وظهور اللهة ومرحلة التوحيد ‪ ،‬وهكّا انقسم تاريّ العالم روحيًا أو‬

‫‪6‬‬
‫تاريّ الروح إلى أربعة مراحل اختلفت في ّ‬
‫كل منها طرق النظر إلى المقّدس و المدّنس ونتج عن ذلك‬
‫اختلّ في نوعي الشعر الرئيسين الديني والدنيوي ) انظر المخطط (‬

‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫القصيدة‬ ‫الغأنية‬
‫الكتاب‬ ‫التميمة‬
‫المقدس‬
‫ّ‬
‫ال‬ ‫‪1‬‬ ‫السحر‬
‫‪4‬‬

‫المطلق‬
‫)اّّلقوة اّّلسارية(‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫الرواح‬
‫اللهة السطورة‬
‫الترتيلة‬

‫الملحمة‬ ‫الحوارية‬
‫دائرة نوع‬
‫ومرحلة العبادة‬

‫دائرة الشعر الديني‬


‫دائرة الشعر الدنيوي‬

‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪22‬‬
‫مخطط يوضح تاريخ انواع الشعر الديني والشعر الدنيوي‬
‫المقدس من ) السحر‪ ،‬الرواح‪ ،‬اللهة‪ ،‬ال(‪،‬‬ ‫ويخبرنا هّا المخطط بالتاريّ الرباعي لتطور ّ‬
‫ويتبع ذلك تغّير نمط التعبير عنه والّي نراه شعرا‪ ،‬حيث يظهر مزدوج شعري يتبع تطور‬
‫المق ّدس ‪ ،‬هّا المزدوج يتغير تبعا لتطور الروح وكيفية تحسس المطلق‪ .‬فالتطور الديني حصل كما يلي‪:‬‬
‫) التميمة‪ ،‬الترتيلة‪ ،‬السطورة‪ ،‬النص أو الكتاب المقّدّس(‪ ،‬والدنيوي تطور مناظرا لّلك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ).‬الغنية ‪ ،‬الحوارية ‪ ،‬الملحمة ‪ ،‬القصيدة (‬
‫سنناقاش في الفقرات القادمة ّ‬
‫كل مرحلة ومزدوجها الشعري الديني والدنيوي وسنحاول فتح أسرار‬ ‫ُ‬
‫‪ .‬هّه المتلّمات وعلقاتها ببعضها‬

‫مرحلة السحر ‪ :‬التميمة والغنية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫كانأ السحر إذنأ نواة الدين الولى وقاد اجتمعت في هّه النواة شحنة ّ‬
‫المقدس الكوني والبشري‬
‫المتصل الوحيد بالطاقاة الكونية والقادر على التعامل معها وفق ما يريد سواء‬
‫ّ‬ ‫فاصبح الساحر بمثابة‬
‫‪ .‬بالتحكم بها ) عن طريق السحر ( أو بالتنبؤ بما يحصل ) عن طريق العرافة (‬

‫وكانت مرحلة السحر قاد بدأت في العصور الحجرية القديمة والوسيطة وتش ّكلت بنمطين دينيين‬
‫‪ Fetich‬هما )الفتيشية ‪ ،‬الطوطمية(‪ .‬جعلت الفتيشية ّ‬
‫المقدس أو القوة السارية على شكل بؤرة هي الفتيش‬
‫المقدس في شيء واحد وّيطلق عليه‬‫أو الشيء المعبود كالحجر أو الشجر أو العظم حيث تجتمع شحنة ّ‬
‫‪ .‬اسمًا‪ ،‬وبّلك تكونأ القوة السارية غير مشخص ٍة بل متخفي ٍة وراء شيء محدد‬

‫أما الطوطمية فقد أعطت هّا المقّدس صورة ) جماد ‪ ،‬نبات ‪ ،‬حيوانأ ‪ ،‬رمز ( ور ّكزت على‬
‫الكائنات الحية والحيوانات بشكل خاص واّدّعت أنأ المؤمنين بهّا الطوطم ينحدرونأ نسل منه ‪ ،‬فهي ‪،‬‬
‫خاصة ‪ ،‬يجسد هّا‬
‫ٍ‬ ‫إذنأ ‪ ،‬نقلت ّ‬
‫المقدس من البؤرة الشيئية إلى البؤرة الحّية ‪ ،‬وأصبح الحيوانأ ‪ ،‬بصفة‬
‫‪ .‬المقّدس‬

‫ل أنه كانأ على مستوى اللغة مجسدا‬ ‫وسواء كانأ السحر فتيشيًا أو طوطميًا على المستوى العملي إ ّ‬
‫مختزل ُيقرأ على شكل‬
‫ٍ‬ ‫كلم‬
‫فالساحر يعبر عن ) ‪ Charm‬التميمة ( في ٍ‬
‫صّه السحري في التميمة التي قاد تأخّ أسما ًء أخرى حسب وظيفتها مثل التعويّة إنأ كانت تطرد هّه‬ ‫نّ‬
‫الرقاية التي تحاول إحاطة الشخص‬
‫القوى الخفية ) التي تجسدت في المرحلة الرواحية بالشياطين ( أو ُ‬
‫‪ ..‬بسور من الحماية أو الحجاب الّي يفعل الشيء ذاته وغيرها‬
‫‪8‬‬
‫وإذا كانت التميمة قاد عبرت عن نفسها في عصور ما قابل التاريّ بالرسومات والخطوط‬
‫واّشارات فإنأ أقادمها وأشهرها رسومات الكهوّ والصخور التي كانت تطعن هّه الفتيشات أو الطواطم‬
‫لتعبر عن صيدها والسيطرة عليها ‪ ..‬لكن الحضارات التاريخية شهدت التمائم المكتوبة على العظام‬
‫والقماش والحجر والجلد والخشب ‪ ..‬ثم على الورق بكلمات هي أشبه بالصرخات والستغاثات‬
‫الشر والذى أو بمحاولت استدراج القوى‬
‫ومحاولت دفع ّ‬
‫الخّيّرة لتسوير وحماية الشخص عن طريق الرقاى ‪ ،‬والحقيقة أنأ‬
‫كل‬
‫ّ هّه المحاولت تدفع بنا إلى اللمألوّ وتجعلنا في الدهشة لما يترتب عليها من أخيلة واستعارات غريبة‬
‫جسدته ) التميمة ( في أفضل أشكاله‬ ‫‪ ، .‬ومن هنا نشأ الشعر السحري الّي ّ‬

‫في المقابل كانت الحياة الدنيوية اللسحرية تحتفي بالجنس الّي كانأ مشاعًا قابل ّ‬
‫تكونأ السرة إبانأ‬
‫عصر اكتشاّ الزراعة ‪ ،‬لقد كانأ الجنس أساس الحياة وتكاثرها واّدهارها ّ‬
‫لكن الدين ) البدائي ثم‬
‫المتطور ( كانأ ينظر إليه ‪ ،‬في الغالب ‪ ،‬نظرة الضد والعداء ‪ .‬ولّلك عمد إلى إخفائه في طبقات من‬
‫يكف عن مطاردته في كل المراحل ‪ .‬وكانأ الجنس ينبثق‬ ‫التابو والحرام ثم أعطاه تحديدات شرعية ولم ّ‬
‫‪ .‬هنا وهناّ في نسيج الحياة مثل الينابيع لكن الدين كانأ يغطيه أو يحاول إخفائه‬

‫( لقد كانت الطاقاة اّيروسية في الجنس والحب وكانأ خير من يمثلها على مستوى الفن هي‬
‫التي ل تعبر عن اّيروس الجنسي فقط بل عن إيروس الحياة كلها ‪ .‬إنأ هّا الشعر ) ‪ Song‬الغنية‬
‫‪ .‬اّيروسي تطور عبر العصور مع تطور الحياة الروحية واتخّ أشكا ً‬
‫ل متعددة هو الخر‬
‫ً‬
‫مصحوبة بالموسيقى‬ ‫لقد كانت الغاني هي أول أشكال الشعر الدنيوي وكانت ‪ ،‬في الغالب ‪،‬‬
‫والرقاص وهي تسري على أفواه الصيادين والرعاة ثم الفلحين في العصور الحجرية وعصور ما قابل‬
‫التاريّ ‪ ..‬وربما كانت هي السبيل الوحيد للتعبير عن أفراح وأحزانأ الحياة لنها ل تحتاج سوى صوت‬
‫اّنسانأ وهو يتهدج ويحفل باّيقاعات ‪ ..‬وكانت هّه الغاني مباشرة بسيطة ل تفتعل الخيال ول تلجأ‬
‫إلى الستعارات قاسراً ‪ ،‬وكانت على قادر حجم اللغة وعلقاتها ومفرداتها المحدودة آنّاّ تحاول التعبير‬
‫‪ .‬عن ما ل ُيعّبر عنه‬

‫والحقيقّّة أنأ صّّيد الحيّّوانأ أو رعيّّه أو عمليّّة البّّّار أو الحصّّاد أو الّّزواج كّّانت تصّّاحبها الناشّّيد‬
‫والغاني ذات الجوهر اّيروسي ‪ ،‬فالخصب هو إيروس دائم‪.‬‬
‫مترع بالفرح أو الحزنأ أمام‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫مونولوغا فهو‬ ‫تنطلق من الوجدانأ وكانأ المغني يؤدي‬‫ُ‬ ‫كانت الغاني‬
‫طافحا مباشراً ل صناعة فيه‪ .‬وهكّا‬‫ً‬ ‫ً‬
‫وجدانيا‬ ‫الكونأ ولم يكن المغني يتحاور مع الخر بل كانأ الغناء‬
‫نرى أنأ عصر السحر أظهر لنا نمطين شعريين الول ديني سحري هو ) التميمة ( والثاني دنيوي‬
‫) الغنية ( ولشك أنأ التنافّ والتداخل بينهما كانأ يجري على السطح أو على المستوى‬ ‫إيروسي هو‬
‫كل منهما ينبع من جوهر مغاير‬ ‫‪ .‬الدبي ‪ ،‬أما في العمق أو على المستوى الروحي فكانأ ّ‬

‫والرقاى والطلسم ‪ ....‬الّ ( والغنية في الشعر‬


‫إنأ محاولتنا اليوم استعادة التميمة ) التعاويّ ُ‬
‫الحديث تمثل إطللة على عصر السحر القديم والجديد ومحاولة النهل منه ومن خزائنه الدفينة ‪ ،‬من‬
‫طريقة القول فيه ومن طريقة التخاطب ‪ ،‬من بلغته المؤثرة البسيطة ومن معانيه الساذجة والعميقة في‬
‫‪ .‬آنأ ومحاولة جعلها تنطق بمضامين جديدة‬

‫‪9‬‬
‫ونرى أنأ التميمة والغنية ماّالتا ‪ ،‬حتى هّا اليوم ‪ ،‬موجودتين بهّا القدر أو ذاّ في شعرنا فقد‬
‫الشعر اّنساني وماّالتا تنبعانأ هنا وهناّ عند‬
‫اخترقاتا العصور ‪ ،‬تحت الدمة ‪ ،‬وتسربتا في تربة ِ‬
‫القاوام البدائية المعاصرة أو الشعوب المتطورة بنفس القدر ولكنهما دخلتا ‪ ،‬حصراً ‪ ،‬في الغناء المعاصر‬
‫‪ .‬وفي عمليات استمالة الحظ والقوة‬

‫‪ -2‬مرحلة الرواح ‪ :‬الترتيلة والحوارية‬

‫المرحلة الثانية في تطور الديانأ ظهرت مع الرواحية عندما بدأ اّنسانأ يتخيل هّه القوة‬
‫خفية ‪ ،‬وهنا بدأت أول عتبات الميتافيزيقيا في‬
‫السارية ل على شكل شيء أو حيوانأ بل على شكل أرواح ٍ‬
‫‪ .‬شكلها الساذج‬

‫الفتيشية ش ّخّصت القوة السارية للكونأ في شيء والطوطمية جعلتها شيئا ّحيا أما الرواحية فقد‬
‫جعلتها روحًا بعيد ًة ‪ .‬وهكّا‬
‫‪ .‬تش ّكّّل عالم روحي خارج اّنسانأ يتكونأ من كائنات روحية كانأ بعضها ماّال يغطس في عالم السحر‬

‫لقد ت ّم تصور هّه القوى الروحية التي تسري في الكونأ واّنسانأ والشياء ‪ ،‬بل وت ّم تسميتها ‪ ،‬فقد‬
‫لمة كودرنجتن مصطلح الّ‬ ‫الّي وجده منتشراً ‪،‬على نطاق واسع ‪ ،‬بين ) ‪ Mana‬مانا ( أدخل الع ّ‬
‫خارقاة غير مشخصة يطلق‬‫ٍ‬ ‫بقوى‬
‫الجماعات التي تسكن ميلنيزيا وبولدنيزيا والفلبين حيث يسود العتقاد ً‬
‫تنبت في الشياء ‪ ،‬والغريب أنأ الرومانأ أيضًا كانوا يطلقونأ‬
‫عليها اسم الّ ) مانا ( أو الّ ) مانيتو ( التي ُ‬
‫اسم الّ ) مانا ( منّ اللف الول قابل الميلد على الرواح ‪ .‬وقاد أخّت النصوص الدينية تتطور من‬
‫التميمة نحو نصوص تنادي الرواح والكائنات الروحية وأصبح التوسل والحّر والتعويّ واّحاطة‬
‫موجهة إلى هّه الرواح‬ ‫والرقاى ّ‬‫‪ُ .‬‬

‫) ‪ Hymen‬الترتيلة ( ّ‬
‫لكن شكل الشعر الديني الجديد المناسب لهّه الرواح ‪ ،‬كما نراه ‪ ،‬هو شكل‬
‫‪ .‬الّي تخلص من المضمونأ والشكل السحري وأخّ صيغة التراسل الروحي بين اّنسانأ وبينها‬

‫شعر ديني أرواحي المنشأ تسوده لغة الرجاء والدعاء والتصال مع هّه الروح أو تلك‬ ‫الترتيلة هي ٌ‬
‫ل من أشكال الشعر الديني لكنها النأ أخّت مضامين أخرى‬ ‫‪ .‬وماّالت التراتيل الدينية إلى يومنا هّا شك ً‬
‫كما حصل للتميمة عندما انتقلت إلى عصور لحقة ‪ .‬والحقيقة إننا ل نستطيع النأ استنباط القواعد الفنية‬
‫الدقايقة لنمط ) الترتيلة ( القديمة بسبب اندثارها أو إعادة صياغتها لحقًا ‪ ،‬لكننا ندرّ أنأ هّه التراتيل‬
‫كانت تطلب الشفاعة والحماية وكانأ اّنسانأ أو الشاعر يستخدمها في مختلف تفاصيل حياته ‪ ،‬وهو ما‬
‫ل ‪ ،‬في الحقبة الولى من الدين الروماني الّي احتفظ لنا بأسماء ل حصر لها لهّه الرواح‬ ‫نراه ‪ ،‬مث ً‬
‫) المانات ( الخاصّة بالموتى الخيار والشّرار ) ماليبوس ‪ ،‬لرفا ( والخاصة بالحياة المنّزلية‬
‫) بينات ( والرواح العامة ) لرات ( والرواح الحامية الخاصية ) جن ( وهّه تسيطر على تفاصيل‬
‫لكل من هّه الرواح تراتيلها مثلما لها تماثيلها وأشكالها ‪ ..‬وفي كل الحوال‬‫الحياة والسلوّ ‪ ،‬ولشك أنأ ّ‬
‫روحية ً‬
‫دقايقة‬ ‫ً‬ ‫قاوى‬
‫‪.‬لم تكن هّه الرواح آلهة بل ً‬

‫ولعل أكثر الرواح وضوحًا في تراثنا العراقاي القديم والسامي بشكل عام هي ) ليليث ( التي تمثل‬
‫ٌ‬
‫أنثوية مغوية تجّب الرجال إليها وتجعلهم يهيمونأ وراءها في الليل تاركين‬ ‫روح‬
‫شيطانة الليل ‪ ،‬فهي ٌ‬

‫‪10‬‬
‫ّوجاتهم في البيوت ‪ ،‬وقاد تحولت ) ليليث ( إلى ما نستطيع أنأ نسميه بّ ) حواء الباطنية ( فهي روح‬
‫مثلت فيما بعد ‪ ،‬شخصية العشيقة الناريّة التي تعصف بحياة الرجل المتزوج خصوصا‬ ‫‪ .‬نارية ّ‬

‫فقد ظهرت ) ‪ ( Dialoge‬أما النصوص الدنيوية التي تقابل الترتيلة فكانت تمثل في الحوارية‬
‫الحواريات بسبب وجود قاوتين متقابلتين هما ) الروح المعبودة ( و ) اّنسانأ ( وأصبح الحوار بينهما‬
‫قاائمًا ‪ ،‬ثم أصبح الحوار بين شخصين أو بين شخص وجماد أو حيوانأ أو نبات ‪ ،‬وظهرت في العصر‬
‫ل حواريات المفاخرات ) أدمندوكا ( التي تعبر عن تنافس بين ) النخلة وشجرة الثل ( و‬ ‫السومري مث ً‬
‫‪ ) .‬الصيف والشتاء ( و ) الراعي والفلح ( ‪ ...‬الّ‬

‫مونولوج وجداني فإنأ أغنية عصر الرواح هي‬


‫ٍ‬ ‫وإذا كانت الغنية في عصر السحر عبارة عن‬
‫‪ .‬ديالوج حواري ش ّكّل بّرة الدراما التي ظهرت لحقا بأشكال متطورة وصيغ مسرحية‬

‫يتناظر مع الترتيلة الدينية‬


‫ُ‬ ‫وبّلك يكونأ الشعر الحواري ) الدرامي ( هو شعر هّه المرحلة حيث‬
‫التي هي حوار مع الرواح ومناغاة لها ‪ .‬وتمثل محاولة استعادة الترتيلة والحوارية في الشعر‬
‫‪ .‬الحديث ‪،‬عن وعي مسبق ‪ ،‬صيغة حوارية لفتح طبقات أسلوبية جديدة في الكتابة الشعرية‬

‫‪ ّّّ3‬مرحلة اللهة ‪ :‬السطورة والملحمة‪.‬‬

‫كانت الرواحية تمهيداً للنتقال إلى عصر اللهة حيث‬


‫بشرية وأصبحت آلهة ذات‬
‫ٍ‬ ‫ت ّمّ تطوير فكرة الرواح إلى فكرة اللهة ‪ ،‬فقد تجسدت هّه الرواح بصيغة‬
‫باقاية بينما اّنسانأ ٌ‬
‫ّائل بائٌد رغم أنه يتوالد ويتكاثر‬ ‫‪ .‬عقل وقاوة وشمول وسطوة والهم أنها خالدةٌ ٌ‬

‫ً‬
‫منطلقا للديانأ الوضعية المعروفة وغير‬ ‫كانت هّه العتبة الجديدة التي دخلها التطور الديني‬
‫رجح أنها اتضحت مع العصر الحجري الحديث ) النيوليت ( حيث اكتشاّ الزراعة ‪،‬‬ ‫المعروفة والتي ُي ّ‬
‫ولّلك كانت أول اللهة وأقادمها هي ) اّلهة الم ( راعية الخصب في التربة ثم راعيته في الكونأ كلّه‬
‫‪ ،‬وظهر بعدها اّله الب ثم اّله البن‬
‫وتك ّوّنأ أول بانثيونأ عائلي لّلهة قابيل العصور التاريخية ‪ ..‬وكانأ لبد من ظهور أدب قاصصي يروي‬
‫الدب يروى شعراً وهو تحديداً ‪ :‬الساطير‬
‫ُ‬ ‫‪ .‬قاصة ظهور هّه اللهة وكانأ هّا‬

‫شعر سردي عن إله معين أو عدة آلهة فهي إذنأ قاصة محكية عن طريق الشعر وهي‬‫السطورة ٌ‬
‫ّمن محدد بل إلى‬ ‫ٌ‬
‫ومربوطة بنظام ديني معين ومتناقالة بين الجيال‪ ،‬ول تشير إلى ٍ‬ ‫ٌ‬
‫ومقدسة‬ ‫ٌ‬
‫ثابتة نسبيًا‬
‫حقيقة أّلية من خلل حدّ جرى ‪ ،‬وهي ذات موضوعات شمولية كبرى محورها اللهة ‪ ،‬ول مؤلف‬
‫جمعي‬
‫ّ‬ ‫خيال‬
‫‪.‬لها بل هي نتاج ٍ‬
‫هكّا صارت السطورة أحد أهم المكونات الساسية للدين مع المعتقدات والطقوس ‪ .‬وهكّا‬
‫صارت هي مادة الشعر الديني المعبر عن هّه المرحلة وهي مرحلة ظهور الديانأ الوضعية التي‬
‫‪ .‬استغرقات ّمن الحضارات القديمة كلها‬

‫‪11‬‬
‫وتعتبر السطورة قافز ًة نوعية قاياسًا إلى التميمة والترتيلة فقد تضمنت في أحشائها العلم البدائي‬
‫والفلسفة الولى التي جعلت اّنسانأ يتأمل الكونأ ومعناه وغاياته وما وراءه ‪ ،‬واتسعت فيها رقاعة الدب‬
‫لتشمل السرد والشعر بأنواعهما وانطوت على أخيلة ومجاّات واستعارات جزيئة وكلية ‪ .‬وهكّا‬
‫اجتمعت في السطّورة أسس ) العلم والفلسفة والدب والدين ( في صورتها الولى الشد قاربًا إلى الناس‬
‫تشوقااته‬
‫وقاتّاّ ‪ ،‬فهي إذنأ صفحة من صفحات العقل البكر للنسانأ والتي تخفي نضارته وطفولته وأول ّ‬
‫‪ .‬لفهم وتفسير ما حوله‬

‫من خلل مظهرين أدبيين أساسيين ‪Methopoetic‬يظهر السلوب السطّوري الشعري‬


‫للساطير هما اّيقاع الشعري الظاهر أو الخفي و ‪ /‬أو التقنيات الشعرية مثل التكرار والمقابلة والتشبيه ‪،‬‬
‫ل ‪ :‬أساطير الخليقة‬ ‫( ‪ Myths of Genesis‬ويمكننا تصنيف السطورة إلى أربعة أنواع أساسية هي ؛ أو ً‬
‫وتشمل أساطير خلق الكونأ ) كوّموغونيا ( وأساطير خلق اللهة ) ثيوغونيا ( وأساطير خلق )التكوين‬
‫البشر ) أنثروبوغونيا ( ولشك أنأ نموذجها الفريد هي أسطّورة الخليقّة البابليّة ) إينوما أليش ‪ :‬حينما‬
‫‪ .‬في ال ُعلى ( فهي أسطورة خليقة نموذجية في العالم القديم تتضمن خلق العالم واللهة واّنسانأ‬

‫التي تعمل كحاضنة ‪Positive Archetypes‬وفي أساطير الخليقة تتكونأ النماط البدائيّة الموجبّة‬
‫ً‬
‫لحقا وتشكل بنيته الروحية العميقة‬ ‫‪ .‬كبرى لرموّ اّنسانأ التي ستظهر‬

‫وتتم الخليقة عبر أحد العناصر الربعة الساسية للخليقة ) الماء ‪ ،‬التراب ‪ ،‬الهواء‪ ،‬النار ( أو‬
‫‪ .‬بخلط بعضها‬

‫وهي الساطير التي ‪ Myths of construction‬أما النوع الثاني من الساطير فهو أساطير البناء‬
‫يقوم فيها اللهة بخلق وبناء تفاصيل العالم وتأسيس المدنأ ومنح اّنسانأ أدوات العمل والحكم والسلطة‬
‫والملكية وغيرها وتسيطر على هّه الساطير المدائح اّلهية ومدائح المدنأ التي بناها اللهة وقاصائد‬
‫البناء وتظهر فيها رموّ الخير البناء التي تنطلق من النماط الموجبة ‪ .‬وتشكل أساطير البناء بمجملها ما‬
‫ولعل أرفع أشكالها هي أساطير الحب‬‫يشبه الكوميديا اّلهية المليئة بالفراح والمسرات والمدائح ّ‬
‫المق ّدس بين اللهة وخصوصا اّلهين الشابين اللّين مثلهما دموّي وإنانا ) تموّ و عشتار ( خير تمثيل‬
‫‪ .‬في المثولوجيا العراقاية القديمة‬

‫وهي ‪ Myths of deconstruction‬أما النوع الثالث من الساطير فهو أساطير التدمير‬


‫الساطير التي تبدأ بأساطير الحب المدّنس حيث نزول اّلهين العاشقين إلى ا لعالم السفل وما يتبع ذلك‬
‫من مراثي الحب ‪ .‬ثم تليها أساطير تدمير المدنأ وهجرها ورثائها وقاصائد البكاء وتبدأ رموّ الشر‬
‫والخراب والدمار بالظهور ‪ .‬ولعل أهم نماذج هّا النوع هو نزول إنانا للعالم السفل ومراثي أور‬
‫‪ .‬وسومر وبابل وغيرها‬

‫وتسمى ‪ Myths of death‬أما النوع الرابع من الساطير فهو أساطير النهاية والموت‬
‫وهي أساطير نهاية الكونأ واللهة واّنسانأ حيث يتفسّ الكونأ مثلما ‪) Eschatology‬السكاتولوجيا(‬
‫ابتدأ ويعود إلى عناصره الربعة ‪ ،‬وهكّا يتم تدمير الكونأ واّنسانأ أما بالماء )الطوفانأ( أو النار‬
‫‪) .‬الحريق( أو الهواء )العاصفة( أو التراب )الزلّل والبراكين(‬

‫‪12‬‬
‫ولعل أهم الساطير العراقاية هنا هي أسطورة الطوفانأ ‪ ،‬حيث تسيطر على أجوائها الكابوس‬
‫والدمار والنهاية وتمثل عودة الكونأ إلى العماء وتحطم النماط البدائية وظهور النماط البدائية السلبية‬
‫‪Negative Archetypes .‬‬

‫هّه هي السطورة ‪ ..‬إنها الخزين العميق لكنوّ العقل البشري وتطلّعاته‬


‫وتشو‬
‫ّّقااته الولى ‪ ..‬وهي شعره الديني الّي يمشي بقدمي السرد في دورة أّلية بين الخليقة والموت مراراً‬
‫‪ .‬وكأنها قاصيدة ‪ /‬قاصة العود البدي‬
‫ً‬
‫شعريا يدور ) ‪ Epic‬الملحمة ( أما الشعر الدنيوي المناظر للسطورة فقد كانأ‬ ‫التي كانت سرداً‬
‫قاومي‬
‫ّ‬ ‫بشري وليس إله ‪ ,‬و لكن هّا البطل يملك قادرات استثنائية ويتحول ‪ ,‬عاد ًة ‪ ,‬إلى ٍ‬
‫رمز‬ ‫ّ‬ ‫حول بطل‬
‫تجتمع حوله قاصة صعود أم ٍة من المم ‪ ,‬وتكاد الملحمة تشبه السطورة في ّ‬
‫كل شيء لكنها دنيوية أما‬
‫‪ .‬السطورة فدينية وهي أحد أعمدة الدين الثلّ‬

‫وإذا كانت الساطير قاد توارت نسبيًا أمام التطور التاريخي فإنأ الملحم ماّالت تظهر بشكلها‬
‫‪ .‬الشعبي وتشكل المتن المميز لبعض المم والشعوب‬

‫وقاد ظهرت مميزات أسلوبية ومضمونية خاصة بالملحمة مثل التكرار واّعادة واستباق الحداّ‬
‫وظهور القوى الغيبية وغيرها وهكّا يكونأ الدب الدنيوي قاد تطور من قاصة بين اثنين ) دراما ( إلى‬
‫قاصة شعب يتمركز حول بطل ) ملحمة ( وإذا عدنا إلى الموضوع من بدايته فسنجد أنأ هّا التطور قاد‬
‫متجانس‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫دنيويا ‪ :‬من الشعر الغنائي إلى الشعر الدرامي إلى الشعر الملحمي وهو سياق‬ ‫حصل كما يلي‬
‫ً‬
‫تاريخيا ويعّبر عن اكتناّ متصاعد‬ ‫‪.‬‬
‫ً‬
‫شيوعا فقد احتوت‬ ‫والحقيقة أنأ استعادة السطورة والملحمة في الدب الحديث هو المر الكثر‬
‫الساطير والملحم على كنوّ روحية وأسلوبية نادرة كانت تمثل ‪ ,‬بل شك ‪ ,‬خلصة التجربة اّنسانية‬
‫القديمة في شكليها الديني والدنيوي وقاد اختلفت طرق استعادتهما وتمثلهما في الشعر الحديث بين طرق‬
‫مباشرة وكولجية وغير مباشرة ورمزية ‪ .‬لكننا اخترنا ) في هّه العمال الشعرية وغيرها ( طريقة‬
‫شحن النصوص الحديثة بمادة الساطير والملحم حيث نعمد إلى تكسير السطورة أو الملحمة إلى شظايا‬
‫صغيرة نزّين بها النص الجديد أو نشحنه مضمونيًا ببعض شحناتها ‪ ,‬فقد وجدنا الطرق الخرى مباشرة‬
‫ُ‬
‫ملمحه في العمال الخرى‬ ‫ً‬
‫طريقا آخر قاد تتضح‬ ‫‪ .‬ومملّة وشكلية ‪ ..‬ولّلك اخترنا‬

‫والقصيدة ‪4-‬‬ ‫المقدس‬


‫‪.‬مرحلة التوحيد ‪ :‬الكتاب ّ‬

‫عندما ظهرت الديانأ التوحيدية سقطت اللهة ولم يبق سوى إله واحد هو خالق الكونأ واّنسانأ‬
‫وأصبح من الصعب الحديث عن أساطير له لنه‬
‫منّ ّزّه بعيد ل أول له ول آخر ول ولد ول أب له ‪ .‬وبّلك تراجعت السطورة ووجدت لها ملجأ في‬

‫‪13‬‬
‫الحديث عن الملئكة والشياطين والنبياء في روايات شعبية ‪ .‬وربما بقيت من أسطورة الخليقة هياكل‬
‫‪ .‬قاديمة تّ ّكر بكيفية نشوء الكونأ وأصبحت أسطورة النهاية إنّاراً ووعيداً بالخراب والزوال‬

‫وحل ) النص المقّدس ( أو ) الكتاب المقّدس ( محل الساطير وهكّا ظهر الشعر الديني في الكتب‬ ‫ّ‬
‫ل تحت عبء الفكار والمعتقدات اللهوتية من جهة وتحت ضغط تفاصيل‬ ‫المقدّسة مواربا متخفيًا متثاقا ً‬
‫الطقوس والفقه والشريعة من جهة أخرى ‪ ..‬وبعبارة أخرى أصبح ) الكتاب المقّدس ( هو النص الديني‬
‫الشامل حيث يجمع مكونات الدين الرئيسية الثلثة ‪ :‬المعتقد ‪ ,‬السطورة ‪ ,‬الطقس ‪ ,‬ومكونات الدين‬
‫المقدس هو النص المفتوح على العقل والعمل أي‬ ‫الثانوية ‪ :‬الشرائع والخلق ‪ ،‬وهكّا أصبح هّا الكتاب ّ‬
‫أنأ الشعر أصبح داخل العقل والعمل ‪ ..‬كانأ الكتاب المقّدس لليهود هو التّوراة أو ) العهد القديم (‬
‫‪ .‬وللمسيحيين هو اّنجيل أو ) العهد الجديد ( وللمسلمين هو ) القرآنأ (‬

‫النص ّ‬
‫المقدس ( في الكتاب‬ ‫القص المقّدس ( في السطورة إلى ) ّ‬ ‫( وهكّا تحول الشعر من ) ّ‬
‫وتغيرت وظيفة الشعر الديني كثيرا فأصبحت ذهنية وعملية بعد أنأ كانت أكثر سعيا ‪ Bible ) .‬البايبل‬
‫‪ .‬وراء الخيال‬

‫والنص المقّدس أو الكتاب المقّدس ل يعّد شعرا بالمعنى المألوّ الّي عرفناه بل هو‬
‫روحي أكبر‬
‫ّ‬ ‫صّ روحي ديني متماسك تظهر فيه أشكال وإيقاعات وتقنيات الشعر لخدمة غرض‬ ‫‪.‬ن ّ‬

‫وقاد اخّ الشعر في النصوص المقدسة أسما ًء جديد ًة مثل ِ‬


‫السفر في التوراة واّنجيل والمكونأ من‬
‫عدد من اّصحاحات ‪ ،‬أو السور في القرآنأ والمكونة من اليات ‪ .‬ومهما كانت التسميات فإنأ الشعر‬
‫أصبح وسيلة من وسائل المعتقدات والطقوس الدينية ولم يعد له وجود مستقل في الحقل الديني ‪ .‬أما‬
‫يجسُد مشاعر وأخيلة الشاعر‬
‫شعري ّ‬
‫ٌ‬ ‫نص‬‫الشعر الدنيوي فقد ظهر في ما نسميه بّ ) القصيدة ( فهي ٌ‬
‫لكن القصيدة تقترب من الغنية في جوهرها رغم أنأ القصيدة‬ ‫مباشر ًة دونأ مسالك ملحمية أو حوارية ‪ّ ,‬‬
‫وغنى من الغنية‬
‫ً‬ ‫‪ .‬أكثر تعقيداً‬

‫الشعر الوجداني البسيط يعبر عن الغنية أما القصيدة فتتضمن هّا المحتوى وتتجاوّه إلى أكثر‬
‫من ذلك فهي تجمع مشاعر اّنسانأ في كافة اتجاهاتها وأغوارها وتستوعب خياله وذاكرته وحكمته‬
‫نسبيا ظهر بعد الملحم رغم أنه ينهل من‬ ‫ً‬ ‫وفلسفته في العيش ‪ .‬القصيدة ‪ ،‬إذنأ ‪ ،‬نوع أدبي دنيوي حديث‬
‫النص‬
‫الغاني القديمة ) التي ضاع اغلبها ( ‪ .‬وحين يت ّم فتح قاناة وصل بين ّ‬
‫ً‬
‫ومضمونيا من مادة النصوص ) الكتب (‬ ‫المقّدّس والقصيدة ‪ ،‬أي حين تحاول القصيدة الستفادة أسلوبيا‬
‫المقّدسة فإنأ ذلك يجري لجعل القصيدة مكتنّزة أكثر بشحنة جديدة ‪.‬‬
‫ولع ّّلّ هّا الملمح هو أكثر ما نراه في النصوص التي قادمناها هنا وفي ) مجاميع أخرى ( فهناّ محاولة‬
‫لفتح نوافّ القصيدة أمام رياح الكتب المقّدّس ) والقرآنأ بشكل خاص في أناشيد إسرافيل ( ‪ .‬وأخيرا فإننا‬
‫مر بها‬
‫نرى ‪ ،‬في هّا السياق ‪ ،‬أنأ النص الشعري الحديث يجب أنأ ينفتح على كل حلقات التطور التي ّ‬
‫الشعر الديني والدنيوي ‪ .‬فالقصيدة الحديثة تستوعب مؤثرات وأسلوبيات الملحم والدراما والغاني كما‬
‫نص‬ ‫ً‬
‫مناسبا لظهور ّ‬ ‫أنها تستوعب شحنات الكتب المقدسة والسطورة والترتيلة والتميمة ‪ .‬وهو ما نراه‬
‫متناسل مع تاريّ الشعر كلّه‬
‫ٍ‬ ‫شعري‬
‫ّ‬ ‫‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الشـــعـر والسحــر‬

‫أنواع السحر‬ ‫‪.1‬‬

‫حر نحو التدخل في قاوانين الطبيعة ‪ ..‬أما ّيقافها أو لتحويرها أو للتحكم بها ‪ ,‬ويسعى‬
‫الس ُ‬
‫يسعى َ‬
‫الساحر لنأ‬
‫يسي‬
‫ّ‬
‫ر هّه القوانين وفق ما يشاء وهو بّلك يوقاف اّنسياب الطبيعي لهّه القوانين وتكرار حصولها‬
‫ُ‬
‫تتدخل في مسرى قاوانين‬ ‫ُ‬
‫يعارض الطبيعة ويعمل على جعل قادرته‬ ‫شخص‬
‫ٌ‬ ‫المستمر ‪ ,‬أي أنأ الساحر‬
‫ً‬
‫استثنائيا بين الجماعة أو‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫الطبيعة لكي يوجهها حسب رغبته ويجعل هّا التوجه من الساحر‬
‫‪ .‬المجتمع‬

‫ينقسم السحر ‪ ,‬من حيث طريقة ممارسته إلى ثلثة أنواع أساسية هي ) السحر الخارقاي والسحر‬
‫هو السحر الحقيقي الّي ‪ Parapsychological Magic‬التعاطفي والسحر الكاذب (‪ .‬فالسحر الخارقاي‬
‫يقوم بالمعجزات المادية التي نتلمسها بحواسنا ونعترّ بحصولها دونأ أنأ يكونأ هناّ تلعب أو إيهام‬
‫شرطا واحداً في الساحر هو امتلكه لقو ٍة خارقاة أو إحساس فائق نسميه‬ ‫ً‬ ‫لهّه الحواس ويشترط هّا السحر‬
‫نادر جداً من البشر قاو ًة أو قاوى براسايكولوجية تم ّكنهم من‬
‫اليوم ) قاوة براسايكولوجية ( حيث يمتلك عدٌد ٌ‬
‫التدخل في قاوى الطبيعة وإيقافها أو التحكم بها أو أنأ هّه القوى تعمل على تحطيم الفيزياء التي حولنا‬
‫وتنفيّ ما يريده صاحب هّه القوى ‪ ،‬ولشك أنأ السحرة الحقيقيين في الماضي كانوا من هؤلء فهم‬
‫ً‬
‫ملوكا أو أنبياء‬ ‫ومهابا في المجتمع جعل من بعضهم ً‬
‫كهنة أو‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مرموقاا‬ ‫بامتلكهم هّه القوى تسّيدوا مكانا‬
‫لكنهم كانوا يحملونأ في داخلهم هّه القوة أو القوى البراسايكولوجية ‪ .‬وقاد كشف علم البراسايكولوجي‬
‫وفسرها‬ ‫ً‬
‫مختبريا ّ‬ ‫‪ .‬المعاصر بعض هّه القوى في اّنسانأ‬

‫ظهرت الظواهر البراسايكولوجية التي هي قادرات سحرية ‪ ،‬قابل ظهور علم البراسايكولوجي‬
‫بمئات اللّ من السنوات بل إنأ اّنسانأ القديم كانأ يحمل هّه القوى كلما توغلنا في الماضي أكثر لنه‬
‫كانأ يعيش في عالم موحش مظلم غامض مريب وهو ما يجعل هّه القوى ّ‬
‫تتنشط أكثر أما عندما‬
‫تكو‬
‫ّ‬
‫نت المجتمعات واختلطت وظهرت الحضارات واستقر اّنسانأ في المدنأ فقد ضمرت هّه القوى في‬
‫وقال عدد ونوع حامليها إضافة إلى ضمور ّ‬
‫الغدة الصنوبرية في اّنسانأ مع تقادم الزمن‬ ‫اّنسانأ تدريجيًا ّ‬
‫‪ .‬وهي الغدة التي لها علقاة مؤكدة مع هّه القوى‬

‫الّي يقوم على محاولة ‪ Sympathatic Magic‬أما النوع الثاني من السحر فهو السحر التعاطفي‬
‫ً‬
‫خارقاية بداخله بل هو‬ ‫التدخل بقوانين الطبيعة عن طريق تقليد هّه القوانين ‪ ،‬أي أنأ الساحر ل يملك قاو ًة‬
‫شكليا بقوى الطبيعة ويقلّدها‬
‫ً‬ ‫يناور‬

‫‪15‬‬
‫لعّلّّه يستطيع السيطرة على ظواهرها والتحكم بها ‪ ،‬إنه عمل صادق يشحّ اّنسانأ نفسيا لفعل عمل‬
‫خارق ولكنه ل ينجح بالضرورة في ذلك ‪ ،‬وهّا السحر على شكلين هما السحر التشابهي‬
‫الّي يقوم على أساس أنأ العلل المتشابهة ينتج عنها نتائج متشابهة حيث يقوم الساحر ‪Homoeopathic‬‬
‫بصنع نموذج مشابه للطبيعة ويؤثر فيه ليحاول إحداّ تأثير في الطبيعة نفسها مثل رسم صورة للعدو ثم‬
‫الّي يقوم على أساس ‪ contagious‬طعنها ّحداّ تأثير سيّ في العدو ‪ .‬والخر هو السحر اّتصالي‬
‫بعض ‪ ,‬وأنأ للجزء تأثيراً على الكل كما أنأ للكل تأثيراً على الجزء مثل أخّ شعر ٍة من إنسانأ‬
‫أنأ الشياء ٍ‬
‫‪ .‬وحرقاها للتأثير على ذلك اّنسانأ‬

‫أما النوع الثالث من السحر فهو السحر الكاذب‬ ‫أو الشعوذة الّي ل يعد ‪Pseudo-magic‬‬
‫والحواسي فهو يفشل تماما مع الطبيعة ويقوم بالتأثير النفسي على‬
‫ّ‬ ‫سحراً بل هو ٌ‬
‫نوع من الخداع البصري‬
‫‪ .‬اّنسانأ الّي يؤمن به وبّلك يتحكم به ول يتحكم بالظواهر المراد التحكم بها‬

‫أنّواع الشعّّر‬ ‫‪.2‬‬

‫ً‬
‫أيضا فالشاعر الخارقاي هو الّي‬ ‫ً‬
‫تماما لتقسيم الشعراء إلى ثلثة‬ ‫إنأ التقسيم السابق للسحر يصلح‬
‫ً‬
‫قاديما أو‬ ‫ينبع شعره من موهب ٍة قاوية فيه ومن فطر ٍة ضاربة في أعماقاه وشعره أصيل أو ً‬
‫ل قابل أنأ يكونأ‬
‫نفس صافي ٍة عميقة رقاراقاة ول يحتاج شعره إلى حّلقات‬ ‫حديثا ‪ ،‬نشعر بشعره مثل ينبوع يتدفق عن ٍ‬‫ً‬
‫بخطى‬
‫ً‬ ‫الصناعة الشعرية ول يتعكز على الخيال المبالغ فيه ‪ ،‬الشاعر الخارقاي هو الّي يتقدم نحو الشعر‬
‫ثابتة لنه قادره المحتوم وهو يسير فيه دونأ أنأ يلتفت ويبلغ المستوى الكبير دونأ عناء ففي داخله قاوة‬
‫شعرية مولّدة وسيكونأ عليه بّل جهد معين في وضع هّه القوة في اّطار المناسب وفي الشكل المناسب‬
‫يسخر موهبته الشعرية هّه في اتجاهات ل تناسبه ول‬ ‫واختيار المضامين المناسبة ‪ .‬ولكن هّا الشاعر قاد ّ‬
‫تناسب موهبته رغم أنأ قاوة موهبته الشعرية واضحة فيها ‪ .‬ولّلك فهو شاعر يّهب إلى الغوار‬
‫‪ .‬والعماق‬
‫ٌ‬
‫صادق يستعين بصدق تجربته قابل كل شيء لكتابة الشعر ويجد‬ ‫شاعر‬
‫ٌ‬ ‫أما الشاعر التعاطفي فهو‬
‫في الدب ً‬
‫ملجأ لّلك ورغم أنأ موهبته متواضعة لكنه يناور بأشكال يبتكرها ويخطط لها ‪ ،‬نشعر بقدرته‬
‫ينطلق من نصوص أدبية بين تجربته وقاصيدته ويقيم بينهما ً‬
‫صلة‬ ‫ُ‬ ‫الدبية أكثر من قادرته الشعرية فهو‬
‫ينطلق من التجارب ومن صدق مشاعره التي خاضت هّه التجارب لكنه ل يسبر العماق‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫معقولة ‪.‬‬
‫‪ .‬الخفية والعوالم الباطنية‬

‫النوع الخير هو الشاعر الكاذب وهو الشاعر الّي يعتمد كلّيا على الصنعة الشعرية وعلى القوالب‬
‫الجاهزة لهّه الصنعة والشعر عنده مجموعة تقنيات لغوية فحسب ل تنبع من صدق التجربة ) كما عند‬
‫وربط‬
‫ٍ‬ ‫قاص‬
‫الشاعر التعاطفي ( أو من أغوار الفطرة ) كما عند الشاعر الخارقاي ( بل هي عمليات ّ‬
‫وترقايع وخياط ٍة لغوي ٍة يمكن عملها بالكثير من المرانأ والخبرة الدبية ‪ ..‬ويضعنا هّا الشاعر في منطقة‬
‫ٍ‬
‫اللعب والتسلية والزخارّ الشكلية التي ‪ ،‬يعتقد هو إنها ‪ ،‬ستحيلنا إلى العماق ولكنها ل تفعل ذلك لنها‬
‫‪ .‬ل تمتلك رصيداً عميقًا وروحيًا ولنها ليست صادقاة ولنها تتوسل الشكليات وتحاول اللعب بها فقط‬

‫‪16‬‬
‫فعل ما فإنه يختلف عن الشعر الّي يشتغل في القول واللغة‬
‫ولنأ السحر يشتغل في منطقة تحقيق ٍ‬
‫ً‬
‫السحر سحرا عندما يعمل فقط ول يكونأ عندما‬
‫ُ‬ ‫والكتابة ‪ ،‬السحر يعمل بينما الشعر يقول ‪ ..‬ولهّا يكونأ‬
‫يفشل في العمل وهو ما جعل السحر الخارقاي هو السحر الحقيقي أما السحر التعاطفي فنجاحه جزئي في‬
‫‪ .‬تحقيق الفعل والساحر الكاذب كّلك‬
‫ً‬
‫موهبة أصيلة ) الخارقاي ( وثانيًا‬ ‫لكن الشعر يكونأ في منطقة الكلم واللغة ولّلك فهو يتطلب أو ً‬
‫ل‬
‫وخيال شكلي ) كاذب ( ‪ .‬إنه‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫صنعة وتقنيات لغوية‬ ‫صدقاًا في التجربة ومرانا أدبيًا ) التعاطفي ( وثالثًا‬
‫يجمع هّه النواع الثلثة بنسب متدرجة لنها ‪ ،‬كلها ‪ُ ،‬‬
‫تعمل في منطقة القول والكلم واللغة ‪ ،‬ويقينًا أنأ‬
‫سيحد من أمراض التقنيات ويخفف‬ ‫ّ‬ ‫وجود الموهبة سيهّب الصدق والتجربة والسلوبية الدبية وكّلك‬
‫‪ .‬من عبئها وضغطها على براءة الشعر وفطريته‬

‫الساحر والشاعر‬ ‫‪.3‬‬

‫الساحر في أمور كثيرة مع ملحظة أنأ الساحر يعمل والشاعر يقول ) أو يكتب ( ‪،‬‬
‫َ‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يشبه‬
‫ويتظافر الفعل والقول عند الشاعر الحقيقي الّي يصبح رمزاً مشرقاًا للصورة اّنسانية في تفوقاها‬
‫‪ .‬الروحي والعملي‬

‫الساحر يحاول تحدي واختراق الفيزياء الطبيعية للوجود والشاعر كّلك وينتج عن ذلك رقاّّيا‬
‫ُ‬
‫‪ .‬وتصاعداً في المستوى النطولوجي والمعرفي لحياة البشر‬
‫حرّ في الوجود والثانية ٌ‬
‫حرّ في‬ ‫ٌ‬ ‫الخارقاية السحرية تشبه الخارقاية الشعرية رغم أنأ الولى‬
‫‪ .‬اللوغوس‬
‫ً‬
‫استثنائية في الحياة الجتماعية والسياسية وكانأ‬ ‫ً‬
‫أهمية‬ ‫الساحر ‪ ،‬في العصور القديمة ‪ ،‬يشغل‬
‫ُ‬ ‫كانأ‬
‫يشغل ّعيم القبيلة وطبيبها وشاعرها وفيلسوفها حيث تجعل قادرته الفائقة على هّا القدر من الهمية ‪.‬‬
‫الساحر ‪ .‬ورغم‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫مرتبة‬ ‫الشاعر يحتل مرتبة نوعية في الحياة السياسية والجتماعية لكنها ل تضاهي‬
‫ُ‬ ‫وكانأ‬
‫أنأ المجتمعات البشرية أظهرت تخصصات معقدة في طريق تطورها السياسي والجتماعي إل أنأ مكانة‬
‫‪ .‬الساحر تدهورت مع الزمن بينما تصاعدت مكانة الشاعر‬

‫والحقيقة أنأ الساحر والشاعر يحملنأ القدرة ذاتها ويحققانأ الثر النوعي ذاته في التطور النوعي‬
‫للمم ‪ ,‬لكن الساحر ارتبط بالدجل والشعوذة وخصوصا بعد عصر التوحيد حيث بدا وكأنه يمثل القوة‬
‫‪ .‬الوثنية في مقابل قاوة اّيمانأ اّلهي‬

‫أما الشاعر فقد تشوهت صورته هو الخر عندما ارتبط بالبلط وأكثر من ظهوره الماجن‬
‫التكسب والمديح والهجاء واللهو‬
‫‪ .‬والمغوي وتهاوت صورة الشاعر بقسو ٍة إبانأ ظهور شعر ّ‬

‫لكن نصاعة صورة الساحر ) الشخص الفائق المعرفة ( والشاعر ) الشخص الّي يمثل الحرية (‬
‫‪ .‬بدأت بالعودة مرة أخرى كصورة نوعية للنسانأ في أقاصى تجلّياته المشرقاة‬

‫‪17‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الشعـر والجسـد‬

‫طاقة اليروس‪1.‬‬
‫إنأ قاوة الجسد الداخلية التي احالتنا إلى نشاط مراكز السحر فيه تحيلنا أيضًًا وبصورة مباشرة إلى‬
‫تنتعش بانتعاش الجسد وُت ُ‬
‫همل بإهماله وهكّا يكونأ الجسد مركزاً للماجي ) السحري‬ ‫ُ‬ ‫القوة اّيروسية التي‬
‫‪ ( .‬و اّيروسي ) الحسي(‬

‫إنأ اّيروس هو نشاط الجسد الجنسي والعاطفي ويسميه فرويد ) غريزة الحياة ( وتقع في نطاقاها‬
‫غريزة حفظ الّات وغريزة حفظ النوع رغم اختلفهما ‪ ,‬وهدّ اّيروس إنشاء وحدات جديدة تزداد‬
‫حجمًا ‪ ,‬فهو غريزة رابطة ‪ ,‬أما الطاقاة التي تعمل وفقها فاسمها ) اللبيدو ( ‪ .‬ويتصارع )اّيروس ( مع‬
‫الّ‬
‫‪ .‬الّي هو غريزة الموت الكامنة في الجسد البشري والتي تحاول تعطيل كيانه وحركته ) تانتوس (‬

‫إنأ هّا اّيروس هو الّي يمّدنا بحب الحياة وعشقها وهو الّي يزّين لنا جاذبية الجسد الخر وهو‬
‫‪.‬الّي ُيشعل ّ‬
‫اللّة فينا فهو نار الجسد وشعلته العظيمة‬
‫يفقد الجسد الكثير من فاعليته عندما يكونأ هّا اّيروس محجوبًا ) في حالت التقشف ( أو غف ً‬
‫ل‬
‫معطل ) في حالت الشيخوخة ( ‪ ,‬ويعمل اّيروس على تماسك‬ ‫) في حالت الخمول الجنسي ( أو ّ‬
‫الجسد وإذكاء فاعليته وإدراكه لفحواه وجوهره ‪ .‬وتتجسد طاقاة اّيروس بشكل مباشر في ممارسة الحب‬
‫والجنس والنشاطات‬
‫الحسي‬
‫ّ‬
‫ة النوعية مثل التّوق المرهف والسماع المهّب للموسيقى والتلّذ بالعطور حيث تتنشط الحواس الخمس‬
‫‪ .‬وتمارس فاعليتها وامتل َءها‬

‫لكن طاقاة اّيروس قاد تتجسد بشكل غير مباشر عندما تتسامى الحواس وتتحول طاقاتها ّنتاج‬
‫فكري أو فني أو شعري متميز ‪ .‬إنأ التسامي هو فعل إيروسي غير مباشر تقفز فيه الطاقاة الحسية‬
‫وتتحول من طاقاة مادية إلى طاقاة مثالية يجسدها العمل اّبداعي ‪ ,‬وهّا ما يدعونا للتأكيد بأنأ اّيروس‬
‫الحسي للبداع ومنه تنطلق أمواج الشعر والدب والفن ولكن عبر عمليات داخلية في غاية‬ ‫ّ‬ ‫هو المخزنأ‬
‫‪ .‬التعقيد‬

‫إنأ طاقاة اّيروس طاقاة نفسية ) سايكولوجية ( وطاقاة الماجوس ) السحر( طاقاة فوق نفسية‬
‫) باراسايكولوجية ( وطاقاة اللوغوس طاقاة روحية كونية وبّلك تتظافر هّه الطاقاات مع بعضها في‬
‫‪ .‬عمليات اّبداع‬

‫‪18‬‬
‫ل متساميًا لها بل باعتباره ينبوعًا فطريا إيروسيًا ‪.‬‬
‫يتلّم الشعر مع طاقاة اّيروس ل باعتباره شك ً‬
‫وهّا ما يختلف به الفكر عن الشعر فلو أننا توهمنا واعتبرنا الشعر متعاليًا إيروسيًا لنتج عن ذلك شعر‬
‫ذهني أقارب إلى الفكر ‪ ،‬لكننا سنقترب من حقيقة الشعر إذا نحن وضعناه في الجّور اّيروسية لنه‬
‫‪ .‬اقارب إلى ينابيع الحواس وعيونها الخصبة منه إلى مجرداتها وسمائها العالية‬

‫إنأ التأكيد على إيروسية الشعر يشبه التأكيد على فطريته ‪ ،‬فالجسد يجب أنأ يكونأ حاضراً بطرواته‬
‫النص الشعري جسدا لدنًا متورداً بحواس نشطة ومن هنا تأتي‬
‫وحواسه المشتعلة ‪ ،‬بل يجب أنأ يكونأ ّ‬
‫مقولة أنأ الشعر يؤّنث العالم لنأ الجسد الحقيقي الّي يسعى الشعر لتجسيده هو جسد النثى حيث تسعى‬
‫‪ .‬النوثة لصبغ العالم بجمالها ونورها‬

‫رابعًا‪ :‬كيمياء السحر والجسد في المجموعأات السبع‬

‫السرية للسحر والجسد ‪ ،‬من جاذبية‬


‫حاولت قاصائد هّا المجلد الشعري النهل من تلك الينابيع ّ‬
‫السحر وحقوله المشتبكة وهو يعيش في حواسنا التي ّ‬
‫ينشطها الشعر ومن جاذبيته وهو يرسّ في أعماق‬
‫وجداننا الل شعوري ‪ ,‬ومن عبقرية الجسد البشري المجلجل بالعاجيب الحسّية‬
‫الرقاي‬
‫ّ‬ ‫‪ .‬وتو ّرّدات الغرائز وسعيها إلى‬

‫عندما يحكم الشعر مجالي السحر والجسد فلن يكونأ هناّ نكوص نحو الهاوية والبتّال ‪ ,‬لن‬
‫يتحول السحر إلى شعوذة بل سيكونأ جزءاً من التركيب الشديد العالي للحواس ‪ ,‬ولن تتحول اّيروسية‬
‫الجسدية إلى غرائز حيوانية بل سيقودها الشعر إلى الرفعة وسينفتح الجسد‬
‫المخصب على حقول الروح والنفس ويغنيها‬
‫ّ‬ ‫‪.‬‬

‫العمال الشعرية هنا ل تّدعي أنها تطابق التنظيرات التي تحدثنا بها ‪ ,‬إذ ما من شاعر يستطيع‬
‫‪ .‬التوفيق بين رؤيته ونتاجه فالمسافة بينهما قاائمة مهما كانأ صدق الشاعر ونواياه‬

‫لكننا نود التأكيد على أنأ الشعر ل يأخّ مادته من نظريات الشاعر بل من مادة حياته وتجربته ‪,‬‬
‫وربما جاءت هّه النظريات بعد التجربة وبعد الشعر نفسه ‪ ,‬وربما لعبت دور اّطار العام والبوصلة‬
‫‪ .‬الموجهة فقط ‪ ..‬وهّا ما نراه من دور مناسب لها‬

‫ربما كانأ توجهنا في جمع قاصائد هّه المجموعات الشعرية السبع في مجلد منطلقًا من عاملين‬
‫أولهما شكلي يتمثل في سيادة اّيقاع الموسيقي الشعري المتمثل بالتفعيلة العروضية في اغلب هّه‬
‫المجاميع وثانيهما مضموني يتمثل في طغيانأ موضوعات السحر والجسد في هّه المجاميع ‪ ،‬وربما‬
‫سيكونأ العرض التي الّي سنقدمه لهّه المجاميع مفاتيح هامة في فهم وتحليل وكشف هّه المضامين ‪,‬‬ ‫ّ‬
‫رغم أننا اخترنا لغة ذوقاية اكثر منها نقدية لبسط هّه المادة ّيماننا الكامل بأنأ مثل هّه اللغة هي الفضل‬
‫‪ .‬في الحديث عن الشعر وأغواره خصوصًا عندما يتعلق المر بالشاعر نفسه وبأعماله‬

‫‪19‬‬
‫كانت يقظة دلمونأ باكورة أعمالي الشعرية كلّها فقد صدرت عام ‪ 1980‬حاوية على قاصائد كتبتها‬
‫ُ‬
‫وكنت‬ ‫في السبعينات وهو العقد الّي ظهرت فيه تجربة جيل شعري جديد في العراق ) جيل السبعينات (‬
‫‪ .‬أحد شعرائه‬

‫قاصائد هّه المجموعة أقارب إلى الرومانسية فهي مشحونة بالعاطفة وبالسعي نحو المثل العليا‬
‫وتلمس عتبات الرمزية في إطارها العام لكن الثمار الخاصة فيها كانت متمثلة في غصنين أساسين هما‬
‫غصني السحر والسطورة ‪ .‬فقد حاولت أغلب قاصائد المجموعة وخصوصًا في كتاب السيمياء الستفادة‬
‫‪ .‬من السحر والدعية والتعاويّ والطلسم وغيرها‬

‫كانت محاولتي المبكرة هنا للستفادة من هّا الحقل المهمل في تراثنا الشعري الحديث استجابة‬
‫لوعي معرفي خاص بهّا المر ولدوافع داخلية ‪ ،‬ل أعرّ حتى هّا اليوم أسبابها ‪ ،‬وقاد أستطيع العودة‬
‫بالوعي المعرفي الخاص إلى ميولي الّوقاية الشخصية للشرق وللغنوصية والهرمسية واعتبارها منطلقات‬
‫وفن ً‬
‫معا ‪ .‬لقد حاولت استبطانأ السحر العربي ومدوناته الشعبية وجاء ذلك على مستوى العبارة‬ ‫وعي ٍ‬
‫الدهر‬
‫ِ‬ ‫تعب‬
‫إلي وتّهب عني َ‬
‫والسياق والمخاطبة ‪ :‬ل أصحو ‪ ..‬حتى تأتي ّ‬
‫وصبي شبابي وتصالحني‬
‫ّ‬ ‫يا مؤنس قالبي‬
‫ُ‬
‫أقاسمت عليك بروح ساكن ٍة في الما ِء‬
‫ً‬
‫مفتونا بي‬ ‫‪ .‬بأنأ تخرج من أرضك‬
‫ً‬
‫تقريبا ما تحمله‬ ‫ينهمر من تداعيات مباشرة ‪ ،‬وربما كانأ ً‬
‫نيئا إلى الحد الّي يشبه‬ ‫ُ‬ ‫السحر‬
‫ُ‬ ‫كانأ‬
‫‪ :‬تعاويّ السحر الشعبي‬

‫ُقا ْل بالّي انزل هّا الكتاب‬


‫مكم ً‬
‫ل يا سيد الحباب‬

‫سرها‬
‫الروح في ّ‬
‫ُ‬ ‫ماذا تقول‬
‫والقلق الفاتن فوق الجسد ّ‬
‫الوثاب ‪ ...‬الّ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫مكانا في النسيج الشعري للقصيدة الحديثة فتخصبه‬ ‫ولنقل هنا أنأ جمل السحر تحاول أنأ تفسّ لها‬
‫ً‬
‫مشحونا مرة أخرى وهكّا ‪ ،‬لقد كانأ السحر‬ ‫ُ‬
‫وتجعله‬ ‫مر ًة‬
‫ً‬
‫مناسبا له في أدعية وتعاويّ أقارب إلى‬ ‫يمر عبر اللغة اكثر من مروره عبر الفعل وكانأ ذلك يجد مكانا‬‫ّ‬
‫‪ .‬العشق والعاطفة منها إلى شيء آخر‬

‫السحري مثل حرق الس وانتشار‬


‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وتعمل طقوس السحر مع لغة التميمة السحرية في إذكاء الجو‬
‫الطواطم في الهواء من الجّبة وتبرج البروج ّ‬
‫ورش ماء الندى ورش ماء الّهب على الشفتين وتنوع‬
‫‪ ...‬ظهور أغصانأ السحر والحصى والقلم والسدر والزعفرانأ‬
‫ّ‬
‫ليشكل جوا من قاوى السحر السارية التي تريد أنأ تضع نفسها في‬ ‫يتراصف الطقس مع المتن‬
‫‪ .‬الموقاع المناظر للشعر ‪ ،‬الشعر هنا يتلقاح بالسحر‬

‫‪20‬‬
‫الّهب على الشفتين ليصير الشعر كلمًا عجبًا ويوقاظ نفسه‬
‫ِ‬ ‫يسأل الشاعر هل ّ‬
‫رش الهده ُد ما َء‬
‫ويرقاي بدمه الخلق المدهشة ‪ ،‬ويصرخ ‪ :‬ها أنت جميل في كلماتي وجميل بين‬
‫‪ .‬يد ّيّ ‪ ،‬ويرينا طواويس مسخرة لجنونه وجبال طائعة لخطاه ومنارات المرو في مملكته ترحل في الليل‬

‫قارب نفسك مني واطرد ما يشغل بالك عني واسع‬ ‫وبقوة السحر وبقوة اّيروس يسأل الشاعر ‪ّ :‬‬
‫السحر من‬
‫ُ‬ ‫إلي ‪ ،‬فلقد ذهب العقل وماتت أنوار السبحانأ ويبس الورد على شفتي وفوق خدودي‪.‬يّتخّ‬ ‫ّ‬
‫مادية أقارب ما تكونأ إلى‬
‫ٍ‬ ‫شبكة‬
‫ٍ‬ ‫اّيروس الحسي وسيلة وغاية في الوقات نفسه ‪ ..‬ويتحدانأ معًا في‬
‫الحس ‪،‬‬
‫الكيمياء ‪ ،‬كأنأ السحر يلعب دور الطاقاة والحس يلعب دور المادة وهكّا يحاول السحر أنأ يحرّ ّ‬
‫الطاقاة تحرّ المادة ‪ ،‬وهّا يحيلنا إلى مواضبة مبكرة لنأ يكونأ السحر قارين الجنس والجسد ‪ ،‬ول فرق‬
‫هنا أنأ يكونأ السحر تشبيهيًا أو اتصاليًا أو أسود أو أبيض طالما أنأ طاقاة اللغة عبر إثارة الحواس تشتغل‬
‫‪ .‬بقوة‬

‫ثانأ وبشكل خاص في كتاب دلمونأ ويحاول الشاعر‬ ‫كغصن ٍ‬


‫ٍ‬ ‫وتظهر السطورة في هّه المجموعة‬
‫أنأ يحفر في الطبقات الرافدينية لّاته ‪ ،‬فيمسك بدلمونأ رمز الفردوس السومري ويحوله إلى مثل أعلى‬
‫‪ .‬يحاول العودة إليه أو الصعود به أمام الجدب والصحراء الخاوية التي هو فيها‬

‫العماق بشير الروح وتسقط أوراق‬


‫ِ‬ ‫البرق فيشرق في‬
‫ِ‬ ‫تتفتح هّي الماد الحجرية عن شجر‬
‫وروح ال ّ‬
‫يرّ على الماء ‪ ،‬ماذا‬ ‫ُ‬ ‫الرض‬
‫َ‬ ‫المعرفة وسحر العالم من شجرات الدنيا وأرى الغمر يغطي‬
‫ُ‬
‫يحمل هّا الوعُد ؟ افتح أسرار النفس وأسرار الماضي في دلمونأ وأطوي في الرض الخطوات إلى‬
‫‪ .‬مقبر ٍة سالف ٍة وتلل ّرقااء‬

‫وتتجّر دلمونأ في نفس الشاعر فيعبر عن مثاليته فيها ويعتبرها المل القادم ولكننا نلمح انكسار‬
‫‪ .‬هّا الحلم معّبرا عنه بنوع من اليأس وضيق المدى والفضاء والزمانأ العنيد‬

‫ويحاول الشاعر استنطاق رموّ مثولوجية عربية قاديمة مثل إيل وعثتر ولهة وهي تنبعث من‬
‫ماض ماّال التراب ينهال عليه ‪ .‬ويجد في طسم القبيلة العربية البائدة ً‬
‫هديا لخطاه التائهة‬ ‫الصحراء ومن ٍ‬
‫مظلم فيبحث عنها وعن أهلها ويعيش معهم وينغمر في حياتهم هاربًا من‬‫عربي ٍ‬‫ّ‬ ‫حاضر‬
‫ٍ‬ ‫الباحثة في‬
‫‪ .‬حاضره العربي المجدب‬

‫وتقوم طسٌم من مراقادها وطس ُم وحيدة في الرمل متعبة العيونأ ‪ ،‬يا ذا الشرى أغفت على روحي‬
‫نار ‪ ،‬فهب لي من قاطيعك ناقاة في هّه‬
‫خمر ول ٍ‬
‫السحابة ومضى على أهلي الزمانأ وتركتني وحدي بل ٍ‬
‫‪ .‬الصحراء تحملني لهلي وتقود لي خطوي وتمنحني المانأ‬

‫السحر إلى طاقا ٍة لتحريك الحياة اّيروسية تحولت السطورة إلى طاقاة لتحريك‬
‫ُ‬ ‫ومثلما تحول‬
‫الحياة الروحية ‪ .‬واتخّت لغة السحر من ناحية ولغة السطورة من ناحية أخرى دوافع شحن للغة الشعر‬
‫‪ .‬بل اندست في نسيجه وحاولت تبديل موجهاته المعاصرة‬
‫ليس هناّ من تقنيات كولجية للسحر والسطورة بل هناّ ّ‬
‫بث لشحنتهما داخل لغة الشعر‬
‫‪ .‬وصوره واستعاراته ‪ ..‬ولم يتعلق المر بمفرداتهما بل بقواهما وهي تتوقاد في النصوص‬

‫‪21‬‬
‫لكنه بمقابل ذلك ‪ ،‬يجب العتراّ أنأ النبرة الرومانسية والعاطفية التي اتسمت بها القصائد‬
‫أضاعت الكثير من إمكانيات هّه الحقول في إحداّ تأثيرات أقاوى وأكثر جدية وستحاول المجاميع‬
‫‪ .‬القادمة إكمالها‬

‫وتنضج القصائد السحرية واّيروسية حتى أنها تصهر في داخلها كل‬ ‫ُ‬ ‫تترسّ‬
‫في أناشيد إسرافيل ّ‬
‫تجربة الشاعر ورؤاه ومشاعره وعواطفه‬
‫ويسّلّم الشاعر عقله للفنونأ المغمورة ‪ ..‬فنونأ السحر والتعاويّ والرقاى والدعية والنيرنجات والزايرجة‬
‫والطلسمات والميامر واّيقونات ‪ ..‬هّه الفنونأ التي انطوت في هامش أو قااع المتن الروحي والفكري‬
‫العربي ورسّبت معها واحدة من أكثر التجارب غنى وخصبًا ‪ ،‬فقد حاول الشاعر استعادة هّه الفنونأ‬
‫ل لتجربته الجديدة ‪ ،‬لقد حاول أنأ يفتتح بها طرقاًا هاربة أو‬
‫ل وشك ً‬ ‫المغمورة وأعاد تشكيلها وجعلها هيك ً‬
‫) الباراسايكولوجية ( التي نمت فيه ‪ .‬لقد كانأ‬ ‫قاصية ‪ .‬ونبش بها القوى الحسية والنفسية الفائقة‬
‫ّ‬
‫‪ .‬استنطاق هّه الحواس عن طريق آليات السحر القديم أمراً ينطوي على الكثير من النتائج الغريبة‬

‫كما حاول الشاعر في هّه المجموعة أنأ يفتح تجربته على مصراعيها فهناّ تمجيد الحسية‬
‫والشهوية والخمرية ّ‬
‫واللّة والجسد ‪ ،‬وقاد حاول الشاعر أنأ يجعل هّه المضامين اّيروسية الموضوع‬
‫الرئيسي في هّه المجموعة ‪ .‬وهنا لبد من استحضار تجربته البكر في كتاب السيمياء ) في يقظة‬
‫دلمونأ ( وكيف أنها طغت على هّه المجموعة بأكملها وكيف استخدمت طاقاة السحر بأقاصاها لتهييج‬
‫‪ .‬وتنشيط مادة الجسد والجنس‬

‫تتردد في إغواءات شمس اللّّة صورة الفتى الراهب السكرانأ المض ّمّ بالندى وسيل النوثة وهو‬
‫يرحل تحت إيوانات الجسد وتجّبه شمس ّ‬
‫اللّة إلى القااصي وترتخي أعّنة خيوله لتسحبه إلى أرض‬
‫بعيد ٍة يفرد فيه صولته لمحاسن ذبلت ويشعل ميسمه فيغطيه بخار الخمر ويغطي نار ريحانه ويبل نحره‬
‫الخلق والتكفير عن ذنب‬
‫ِ‬ ‫سافر في‬
‫انشقاق ٍ‬
‫ٍ‬ ‫لردم‬
‫منتدب ِ‬
‫ٍ‬ ‫كشاعر‬
‫ٍ‬ ‫وأطرافه ‪ ..‬ولكنه يصحو ول ينسى مهمته‬
‫آدمي هو فرقاة الفردوس ‪ ..‬وهكّا تؤدي الرحلة التي‬
‫ّ ّفّتها أجراس السحر نحو الفردوس الجسدي إلى جحيم روحي أيضا وهو ما يختلط على الشاعر ويكونأ‬
‫‪ .‬بمثابة شواش وهيولى‬

‫النجم‬
‫ِ‬ ‫الجرة الفخار وا ّسّاقاط حولي ورق‬ ‫ُ‬
‫واستعدت ّ‬ ‫خاتٌم ّلوحت الشمس به نحوي فيممت عيوني ‪،‬‬
‫الفضاء ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وطاردت‬ ‫شموس في صحوني وارتوى نسغي‬ ‫ٌ‬ ‫فهيأت غصوني أفتح الجّنة تلو الجّنة ‪ ،‬انهالت‬
‫الرض وأمضي فوق‬ ‫َ‬ ‫هيجت نسا ًء بنساء‪ ،‬وسقاني الغيم خمراً بعد ماء ‪ .‬حلمي أنأ أحمل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫محكما بالحلم‬
‫سطور خفقت فوق محياي وغّنتها الظباء‬ ‫ٌ‬ ‫أفلق هامات الهواء ‪ ،‬حلمي التي وقارآني‬ ‫طبع لّين ُ‬
‫‪ٍ .‬‬
‫لكن‬
‫ّ‬
‫الشاعر يخلط كل هّه الفتوحات السحرية واّيروسية والروحية في مجال واحد هو الشعر ل لكي يصل‬
‫هدّ معين ‪ ..‬بل لكي يبقى في مجال الشعر متوتراً مخضبًا فاتحًا عينيه على أقاصى انفتاحات الجمال‬
‫إلى ٍ‬
‫‪.‬‬
‫أرصف أحلمًا وأشعاراً‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫مملكه ‪ ،‬إنني‬ ‫أمس وأبني‬
‫لغد أجمل من ٍ‬ ‫ْ‬
‫الديكه ‪ٍ ،‬‬ ‫أفلق صبحًا وأنادي‬ ‫إنني ُ‬
‫ْ‬
‫المعركه‬ ‫وغّّ‬
‫ياوقات وأسمعني وّد نبعي ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫منهكه ‪ ،‬فأستدر‬ ‫وأجتاح سما ًء‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫وهكّا يظل الشاعر يتقلب بين رائحة النثى ومخمل الورد وبخار الخمر ولسع الجسد وريحانه‬
‫الحسي ‪ ..‬وعادة ما يختار ساعة الفجر امتدادا‬
‫ّ‬ ‫وخاتم النار والياقاوت والجمر ودموعه الفرحة بهّا البّخ‬
‫مع ليل يمطر باللّة ويوم يتقدم فيها وليس هناّ سوى حلم واحد يؤرقاه هو أنأ يمضي إلى أعالي بركة‬
‫الشمس ليحني مع الشعراء والعشاق بدم الشمس اليادي ويبنونأ معًا قالعة العشاق في الضو ِء ويصبغوها‬
‫ببحات الدموع وبقول ساحر وآفاق تصلي للشموع‬ ‫‪ّ .‬‬

‫برقاى السحر لصيانة جسده وروحه‬ ‫أما في ُرقاى المحبة والتهييج فيواصل الشاعر ترقاية عشقه ُ‬
‫وحق ما خلّفه‬
‫وحق آية النسا ّ‬‫نجمة المسا ّ‬
‫ِ‬ ‫وبث اّيروسية في نفسهما الصاعد والناّل فهو يتوسل ّ‬
‫بحق‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫فيهتز ويصبانأ‬ ‫عشب‬
‫ٍ‬ ‫وحق ثديين يحطانأ على‬ ‫الورد على الشفاه والنور على العيونأ والحنين والسى ّ‬
‫فيرتج به الما ُء أنأ تأتي امرأته لتقيم في شبابه قامراً ّ‬
‫وتفك في يبابه نهراً هادراً وتستلقي على‬ ‫نبع‬
‫ّ‬ ‫إلى ٍ‬
‫‪ .‬غصن سحابه وتملك الشياء‬

‫الرقاى السحرية تتوسل الجسد وتتوسل الروح وتس ّوّرهما بالحب حتى يبدو لنا المشهد طقسيا‬ ‫هّه ُ‬
‫وتتصاعد معه أشجار ٌ ل يمكن فصل جّورها السحرية عن ساقاها اّيروسي وعن ثمارها الشعرية‬
‫ويعمد الشاعر لتزيين هّه الغابة بإيقاعات جديدة وتفعيلت غريبة مثل تفعيلت البند والدوبيت وتنويعات‬
‫خدّ واستلقى‬ ‫حسي ‪ ،‬سبحانأ من هّيج نار الورد في ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقارع‬
‫ٍ‬ ‫جو لّائّي‬
‫البحر السريع ليمعن في إضفاء ّ‬
‫شمس تناديك‬
‫عّبا ‪ُ ,‬‬‫وسواّ رقايقا ً‬
‫الشهد ّ‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫التماعا ‪ .‬هوى ُ‬
‫الليل على‬ ‫ً‬ ‫وخّدّام يشيلونأ لك ‪ ،‬الدنيا وترشق ايقاعات البند هّا الجو الباذخ لتزيده‬
‫الليل ترمينا فهّيجنا أغانينا ‪ّ ,‬‬
‫نشد الليل‬ ‫القاداح فاجتحنا نجوم الليل والنثى بماء ِ‬‫ُ‬ ‫الغصانأ وانشقت لنا‬
‫لهيّبّي إذا ما دار أو‬
‫ّ‬ ‫حرى ‪ ,‬على ّ‬
‫قاد‬ ‫شهقة ّ‬
‫ٍ‬ ‫ُنّكي نارنا نطعمها خمراً وط ّينا أيادينا على صدر ذوى من‬
‫سيهتز بساقاين على تلّين عفيفين‬
‫ّ‬ ‫‪ .....‬غّنى‬

‫ويستدعي الشاعر ملكه إسرافيل ليساعده في إيقاظ النفوس الميتة بل وليزيد من قاوة الشاعر‬
‫والروحي ‪ .‬ويستخدم الشاعر لغة‬
‫ّ‬ ‫الحسي‬
‫ّ‬ ‫المضي إلى أهدافه المعنية بالجمال والزهو والنشاط‬
‫ّ‬ ‫وبسالته في‬
‫‪ .‬السحر والرقاى في مناداته ّسرافيل‬

‫قالع‬
‫يبل َ‬ ‫وسخر قادمي ‪ ,‬الماء ّ‬ ‫عجل يا ملك النور وهّيج نفسي ودمي ‪ ,‬وتلّقف بعصاّ الديجور ّ‬ ‫ّ‬
‫عليك تو ّكل باسم ّ‬
‫نبي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويضرب ُفلكا ساكنة ف ّيّ ويغمرها بالزنبق والصداّ وآس الماء ‪ ..‬أقاسمت َ‬ ‫ُ‬ ‫الروح‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫وصوت يسحرني منّ أفقت ونور يغمرني منّ رأيت ‪ ..‬توكل وانفّ بعصاّ ّ‬
‫وغن‬ ‫ٍ‬ ‫ولدت‬ ‫ُ‬
‫يأسرني منّ ُ‬
‫ومر بها في ي ّم الظلمات وذ ّكرها بالماضين وباليام‬
‫وحرّ في أعلها النار وفي أسفلها الجمر ّ‬ ‫الروح ّ‬
‫َ‬
‫مارد ُ‬
‫ينفّ‬ ‫ملّ ٍ‬ ‫وغن لنا ‪ .‬وهكّا يتحول إسرافيل من ٍ‬ ‫َ‬
‫الروح ‪ ,‬انفّ بعصاّ ّ‬ ‫ألق‬
‫نبي ِ‬ ‫كف ّ‬ ‫مج ّمعة في ّ‬
‫ِ‬
‫ل لممارسة حيا ٍة أشد رقايًا ورفعة‬
‫ينفّ بالناي ويقرأ الشعر سبي ً‬
‫رقايق ُ‬
‫شاعر ٍ‬‫ٍ‬ ‫بالصور إلى‬
‫ِ‬ ‫‪...‬‬

‫الجداد ويمسك الشاعر وردته منطلقًا إلى الفاق‬


‫ِ‬ ‫البرق يشّق ُق َ‬
‫كفن‬ ‫ُ‬
‫ويلتف‬
‫ّ على غصنه الناس ‪ ,‬ويجلو الرض بالشعر الهديل وتنحني الغصانأ على نهره ويستجيب له طاووس‬
‫‪َ ..‬ملَ ْك وأسماء الخدام‬

‫يشق الشاعر وسط ّحام التاريّ والحاضر حشود الناس ليقف مزّنراً بالجمال وملمسًا‬‫وهكّا ّ‬
‫الرقاى والتعاويّ والحروّ قاوة السحر إليه فيقرأ ّ‬
‫ويلف البرد بالجسد‬ ‫الهياكل العليا صافي العيونأ وتعيد ُ‬
‫‪23‬‬
‫النحيل ويقرأ ويغطي الروح بالوراق ويكتب أسطراً سوراً ويقرأ ويعلّم كلم الزمرة العليا ويقرأ ويقرأ‬
‫ويشق الثوب نصفين ويرقاى وردة فوق‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويلتف بالقاداح‬ ‫حتى تنكشف له الحقائق الخفية فيسكر نشوانًا بها‬
‫للمس ويلتاع ويشق الحرّ والماء بأنفاق صحاريه‬ ‫ِ‬ ‫‪ .‬كؤوس لعبت فيه ويحني رأسه‬
‫ً‬
‫وراية‬ ‫الرقاى هاجس القوة الداخلية فيه فتنعقد الغيو ُم في بنانه ويلكز النجو َم ظبيًا نافراً‬
‫وتحفز ُ‬
‫جرح قاديم عميق لكنه يتوعد ثبات الشياء وفيزيائها الراكدة‬ ‫ّ‬
‫ويطل على فمه فيجده غائرا في‬ ‫ً‬
‫محاربة ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫‪ :‬بالسحر‬

‫قالت أقارأوا سحراً على ٍ‬


‫سحر‬ ‫ُ‬

‫بالنجم‬
‫ِ‬ ‫وشدّوا قاصبا‬

‫الخراب‬
‫ِ‬ ‫رّتل يا مغني في‬

‫قالت احملوا السرار من كتبي‬

‫بر ينساب السحاب‬ ‫‪ .‬وف ّكوا ّ‬


‫الز َ‬
‫وهكّا تتوالى كلمات الساحر وأفعاله لينال ما يريد فيستعمل في إحدى رقااه ) الوحا ( ليرفع روحه‬
‫سافل ويتخلص ممن حوله الّين يظهرونأ مثل السكاكين‬‫تراب ٍ‬‫‪ .‬من ٍ‬
‫الشاعر الساحر مدله ّما برمًا يحاول دفع سفينته باتجاه الخلص لكنه ل ينال ذلك الخلص ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ويظل‬
‫مخبول‬
‫ٍ‬ ‫كطفل‬
‫ٍ‬ ‫فينهال التراب على قالبه ويخاطب الجموع الخاملة والّين يرونه‬
‫ورقاى‬
‫ّائلة ُ‬
‫ٍ‬ ‫ومسلت‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫أحلما بائد ًة‬ ‫وثني يلهو بالكلمات ويلعب بالتيجانأ ويحيي‬
‫‪ّ .‬‬
‫مجرة درب التباّنة ليمسك روحه ويرى أنه في آخر قاافلة الك ّهانأ يقلّ ُب ً‬
‫نجما‬ ‫لكنه كانأ يسهر قابالة ّ‬
‫سدى ويتربص بالموت ‪..‬‬‫أياما ضاعت منه ً‬ ‫ويلوح لليام ويمسك نار الخلق ويلعن ً‬‫في الليل ويسكر فجراً ّ‬
‫‪ .‬أما الناس فنيام‬

‫ومثلما يتبتل الشاعر مر ًة ويتهتك مرة أخرى يعود في الطراّات الماجدية إلى إيروس الخمر‬
‫والجسد مانحًا إياه السطوة بعد أنأ ذبلت عيونه من التأمل ‪ ..‬وليكن نبضك شمسًا في العالي وامنح العمر‬
‫النبال‬
‫ِ‬ ‫فتيانأ وخ ّمّارين منسيين في بغداد واستلق ً‬
‫شهيا في‬ ‫‪ .‬إلى ّمر ِة ٍ‬
‫ويهيّ الورد لسليل الورد والكأس العّب ويغني ويبكي على صوت الرحى ويتبع الكأس التي‬
‫ُ‬
‫ويطلق طيوره من أسر ليالي النار والوجد ومن ليل جّوره ويستجيب لنداء صياح الديك‬ ‫ُتشرق في الليل‬
‫‪ .‬في الفجر ل لكي ينام أو يصحو بل لكي يسكر ويحضن الرواح الكبرى‬

‫لكأس في يديه ترقاص فيها البوادي والسفوح وتفور‬


‫وهكّا يسدر الشاعر في مجونه ويحجب الناس ٍ‬
‫‪ .‬فيها الشمس وتضوع بعطر يفوح‬

‫أما إيروس الجسد فيشبعه مع إلهة الفجر السمراء التي تجعله يخلع خاتمه ويرمي به في النار‬
‫ويترّ وراءه أوراق الشاعر الصفراء ولياليه الشاحبة فيغوص في جسدها المبتل بالعتمات والعرق‬

‫‪24‬‬
‫الشهي وعنفوانأ السيل والتيجانأ والزهر الّي يحّني الس ّرّة ‪ ..‬وينتشي وهو يكسر جراره فجرا ويغاّل‬
‫ّ‬
‫‪ .‬القدمين ويهبط في براري الجّوة السكرى ويصيح من بلوى ‪ :‬حنانك يا حمام‬

‫وتمضي اّيروسية متصاعدة مع الخلسية بمخملها السود وأكتافها العارية فيلمحها مبلولة بالماء‬
‫تلمل ُم ّنبقها وتدير بطاس ّمردها الخمر وتركض نحوه فيصيح على مخملها وقالئدها ومعاولها ويصيح‬
‫عنوانأ صارخ في هّه‬‫ٍ‬ ‫ترفل بالرايات ‪ ،‬وتتحول الشهوة إلى‬‫وثغر كالتين ِة ومنارات ُ‬‫على ثديين رخاميين ٍ‬
‫وتورد أخدوٌد‬
‫وخدود ّ‬
‫ٍ‬ ‫أطراّ‬
‫ٍ‬ ‫جنونأ في الشهو ِة ‪ ،‬والشهو ُة كرٌم في القاداح وحمر ُة‬
‫ٍ‬ ‫القصيدة حيث أبواق‬
‫وأواني وتحت قاميصي وعلى علمي‬ ‫ّ‬ ‫فوق القمم والشهوة فوق خواني‬ ‫وشموس تنضح طلعًا َ‬
‫ٌ‬ ‫‪.‬‬

‫الشاعر إلى فتح القصيدة أمام أسلوبية الكتب المقدسة فيبدأُ بمحاولة الستفادة من القرآنأ الكريم‬
‫ُ‬ ‫يلجأ‬
‫الرض ويمسك‬ ‫ِ‬ ‫تخوم‬ ‫فيدق على باب السنوات ويهبط عند‬ ‫في ذكر الجداد وكيف أنهم احتفلوا بقدومه ّ‬
‫ِ‬
‫الغسق ويحيي أجداداً نادوا ال وغنوا لليام وغابوا ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫بلونأ‬
‫وّينها الزهر ِ‬ ‫أحجاراً نقشت بالسما ِء ّ‬
‫غزال أبيض‬‫ٍ‬ ‫ويخط على ّ‬
‫رق‬ ‫ّ‬ ‫يترقاب وقات ظهور الهلل‬
‫ُ‬ ‫الشاعر طقوس وأقاوال السحر حين‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويستعمل‬
‫كلمات خضراء ويمحوها بالماء ويغسل وج َهه فيه ويوشم من ترغبه النفس ويحضنه بفراشه وينام‬
‫ُ‬
‫أقاسمت بأنأ يحضر في رمش ِة‬ ‫ولبانأ ثم يتلو تعزيمته السحرية )‬
‫ٍ‬ ‫وحصى‬
‫ً‬ ‫نار لّينة‬
‫ليصحو تحت مباخر ٍ‬
‫وخدام السماء ‪ ،‬أقاسمت بحق الكلمات المكتوبة‬ ‫أقاسمت عليكم يا أرواح ويا سكانأ الوديانأ ّ‬‫ُ‬ ‫عين ويحييني ‪،‬‬
‫فوق سرادق عرش ال ‪ ....‬الّ (‬

‫وتستمر النيرنجات وأعمال الساحر العجائبية من غناء الترتيل الحسن إلى دعوة الفلّ تركض‬
‫ُ‬
‫توسل أدوناي واقاتفاء مسرى الشمس واستنطاق الوفاق السحرية ومحاولة صيد الّل بالشعر‬
‫صوبه إلى ّ‬
‫‪ .‬حتى الموت وبكاء العصافير وغناء الوعول الشاردة عليه‬

‫والنيرنجات والزايرجة فنونأ سحرية عربية قاديمة تستعمل الولى لربط أهداّ الساحر أما الثانية‬
‫‪ .‬فتستعمل لكشف طالع وأحوال الناس والشعوب والملوّ عن طريق معادلت رياضية وحروفية معقدة‬

‫ويحاول الشاعر الستفادة من هّه العلوم السحرية القديمة لتحريك نصوصه وشحنها وإخصابها‬
‫بمادة فائقة تحقق طراّاً جديداً من الشعر ‪ ،‬وتختلط أسلوبية البيانأ القرآني مع بلغة السحر ويتهدج‬
‫صوت مجلجل يشتبك سراً مع اللغ ِة العصية ليفتتح أرضًا محا ً‬
‫ل باللفظ وبالزبر القديمة وَتضرب الفاق‬
‫حقب‬
‫الفك واشتعلت لها ٌ‬ ‫بالكلمات لينبثق الهلل وتكونأ مجاميع العشاق قاد خرجت وعبرت ظلم ِ‬
‫ُ‬
‫تهدهد أو‬ ‫ماحية تكونأ لي ً‬
‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫ورجت كوكبا تمراً وصاحت خوّ‬ ‫ومشتبك أتونأ ‪ ،‬وتمرغت في طينها شوقاًا ّ‬ ‫ٌ‬
‫‪ .‬دمًا نسراً وتطلق ُه انفلقاًا مخصبًا يعلو العيونأ‬

‫السري‬
‫ّ‬ ‫ويعود الشاعر إلى كنّزه المفضل إلى هرمس وطلسّمه ) وسيكونأ هّا الكنّز هو النبع‬
‫وتر ُّ طيور الغنوصية والهرمسية عليه فيكتشف أوجارها‬ ‫لعمله القادم في المجلد الرابع _ خزائيل _ ( ّ‬
‫فيمجد الشرق‬
‫خفيفا في طلسم اّدريس ) الّي هو هرمس ( ّ‬ ‫ً‬ ‫مسا‬ ‫وأعشاشها الخّفية لكه ّ‬
‫يمسها هنا ّ‬
‫السريات قارب ينابيع اللّّّة أو المعرفّة ) ل فرق ( فيجد مصرعه هناّ ليقوم بعدها‬‫والباطن والحوريات ّ‬
‫ً‬
‫غنوصية يشير فيها من قاريب أو بعيد إلى‬ ‫ً‬
‫ترتيلة‬ ‫ويش ّم رائحة اللهة ويكتشف النار من جديد ويرّتل‬
‫البر وإلى الصحف‬ ‫نقوش العماء والجوهر الغامض واللواح وإلى النبي يحيى الّي له مائدة من عسل ّ‬
‫الشاعر هنا وهناّ فيجد نفسه مر ًة ً‬
‫رقاما بين قالع الزمن الغابر‬ ‫ُ‬ ‫ويضرب‬
‫ُ‬ ‫الولى وإيوانأ السماء ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ل يكتب على باب الخشب طالعه المستمد من حلم رائق يفتك به صغيراً ) حلم الشعر‬
‫والعصور أو طف ً‬
‫‪ .‬والنساء ( أو يكتشف الّهب الّي يسري في دمه ‪ ....‬الّ‬

‫ليمجد الشهداء‬
‫لكن الشاعر وهو يواجه الحروب والموت أمام دفقه المليء بالحب والحياة يقف ملّيا ّ‬‫ّ‬
‫المحاربين المنحدرين صوب الفردوس ) الجّنة ( بلغة ل تختلف عن اللغة السابقة فهي تحمل السلوب‬
‫القرآني وكأنها عزا ٌء للمحارب وأناشيده التي ل تمجد الحرب بل تمجد الشهادة وتدين الموغلين في‬
‫الحروب وخرابها فتحكي عن العراق وعن العائدين إلى الجنة والشهداء وّهرة الجنة وبيروت التي‬
‫‪ .‬كانت تتمرغ بدمها آنّاّ بسبب الحرب أيضًا‬
‫ومن ينابيع العشق ذاتها يصعد الشاعر باتجاه القدّيسة رّيا بعيدا عن الشهوات والجسد ليجرب ً‬
‫نمطا‬
‫َ‬
‫الصبية المتطيبين بناره ‪ ،‬وال‬ ‫الحسي فال يرعى‬
‫ّ‬ ‫الحب الصوفي في وهل ٍة هي أشبه باستراحة العاشق‬
‫من ّ‬
‫وير ُّ فوق عيوننا ويحيطنا بالسعد والسلوى ويدخلنا جنانَه ‪ ،‬وال يمنحنا حنان ُه من ِ‬
‫طاق‬ ‫يمنحنا الجرار ّ‬
‫وسّن ٍة تعلو بنان َْه ‪..‬‬ ‫عزته ومن ُنعماه ‪ ،‬من ِ‬
‫فيض الفضا في راحتيه ُ‬ ‫ّ‬
‫لك ّنّ الشاعر سرعانأ ما يعود إلى النثى التي تشهر رياحينها وجسدها ومعاولَها‬
‫وتج ّرّ نبالها وقاتلها وتصيح لتشعل من جديد إيروسية الجسد فيرتوي من نبعها الفائر محموما ويكسو‬
‫الناضح وينحني للثدي ويتضرع لفراشاته ويشعر بسياط حوذّيه يجلده‬ ‫ِ‬ ‫جسده بالعسل الناضح من ميسمها‬
‫َ‬
‫‪ .‬وتتحول يده صخراً بينما هو يصحو كالجدي المستنفر‬
‫ً‬
‫غريبة‬ ‫الرقاى لتجعل الشاعر يهيم في حقوله ورموّه اّيروسية والسحرية ويختار بحوراً‬ ‫وتعود ُ‬
‫يفيق الشاعر وسط عالمه‬ ‫على الّائقة العربية مثل الدوبيت والبند الفارسية البيئة لينعش بها نصوصه ‪ .‬ثم ُ‬
‫الحقيقي بعد أنأ حلّق طويل في سماه وغاص في طبقاته الباطنية الرمزية ليجد جسده منهوشًا من قابل‬
‫الخرين وأنأ الحيا َة ل تمنحه ما يشاء من الحرية التي مارسها فيتعجب كيف أنه حارس أبواب الجمال‬
‫يصر على أنأ هّا هو قادره‬ ‫ّ‬
‫وتنهد على بيته الطلول ويعرى ويجوع ‪ ..‬لكنه ّ‬ ‫من جه ٍة لكنه يزداد فقراً‬
‫وعليه أنأ يواصل رغم أنأ هّه العتبة ستشكل مادة الجدل الشعري في مجاميعه القادمة وذلك الحتدام‬
‫ليمجد في آخر هّه‬
‫الصارخ بين ما يريد كشاعر وما هو فيه كإنسانأ ‪ .‬وهكّا يقترب من النهاية ّ‬
‫بالحب والحرية والمجونأ ول يخفي عّابه الداخلي وافتتانه بما هو أبعد من‬
‫ّ‬ ‫المجموعة الشباب المشتعل‬
‫السحر والجسد ولّلك فانه يطرح نموذجين للشاعر الّي لم يعرّ رغم أنه خاض في هّه الحقول‬
‫سر مغلق يحاول اختراقاه لكنه ُيّهل‬‫الشديدة اّغواء ‪ ،‬والشاعر الّي عرّ الحقيقة التي تكشف له عن ّ‬
‫كل شيء ‪..‬‬‫النار ليحترق ّ‬
‫عندما يلمحه ويك ّفّ عن النطق ويمزق بشعره الّي كتبه ويسد باب بيته ويشعل َ‬
‫‪ .‬وربما الشاعر نفسه‬
‫ً‬
‫ممزقاا‬ ‫ً‬
‫يائسا‬ ‫شبيهة‬
‫ٍ‬ ‫وهكّا ينتهي الشاعر مع إسرافيل إلى هّه النهاية مثلما انتهى مع دلمونأ إلى نهاية‬

‫محترقاًا ‪ ..‬هكّا إذنأ تقودنا الّ ُمثل إلى حتفنا أما الحياة فتمنحنا ّ‬
‫كل شيء عبر حواسنا وعبر كشفنا‬

‫السحري لعجائبها ‪..‬‬


‫ّ‬

‫‪26‬‬
‫في المجموعة الشعرية الثالثة الياقاوتات نكونأ أمام تجربة شعرية ‪ ،‬ل تتكرر أبداً عند الشاعر أو‬
‫عند غيره ‪ ،‬وتكمن فرادة هّه التجربة في شكلها اّيقاعي بالدرجة الساس والّي يستدعي نمطًا أسلوبيًا‬
‫وبلغيا يتناسب مع ذلك الشكل اّيقاعي الخاص‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬

‫الرمل والهزج ‪ ،‬وقاد شاع البند‬


‫الياقاوتات خمس قاصائد منظومة على طريقة البند وهو مزيج من َ‬
‫في بيئات عراقاية خاصة مثل النجف في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ولم يستعمل كقصائد شعرية‬
‫بل كرسائل أو مقطوعات احتفالية تكرر ذات الغراض الشعرية القديمة في المديح والغزل والهجاء‬
‫وغيرها‪ ،‬وتكمن فرادة البند في ذلك اّيقاع المتماوج الّي يسمح بالخروج من الرمل والدخول إلى الهزج‬
‫عروضي وهو يعطي بّلك بنية عروضية هجينة لكنها في غاية الجاذبية‬
‫ّ‬ ‫كسر‬
‫‪ .‬دونأ ٍ‬
‫علي ‪ ،‬لكي أخوض في تجربة استعمال البند في الشعر الحديث ‪ ،‬أنأ أغسل عن البند‬ ‫لقد كانأ ّ‬
‫أغراضه التقليدية وأنأ أنقّيه من شكلياته البلغية الطاغية عليه قاديما وأنأ أعيد تفعيل موسيقاه وأسلوبه في‬
‫شعري حديث شرط أنأ أحتفظ بطزاجته وأنأ أُبقي على براءة وعفوية وانسيابية شكله ‪ ،‬وكانت‬ ‫ّ‬ ‫فضا ٍء‬
‫‪ .‬المهمة الكبر هي وضعه في مضمونأ جديد‬

‫لم يكن أختياري للبند عرضيًا بل كانأ مقصوداً لسباب كثيرة لعل أهمها هو جرسه الموسيقي‬
‫ّ‬
‫الخاذ ‪ ،‬ثّم لنه نمط من الفنونأ الشعرية التي‬
‫خ ّمّّرته العصور العربية الوسطى تحت ظروّ خاصة وغامضة وقاد كنت وماّلت مسحوراً بهّه الفترة‬
‫التي‬
‫أظن‬
‫ّ أنأ كنوّها الروحية والدبية لم تستخرج بعد ‪ ،‬فهي مرحلة ظلم سياسي ولكنها تحمل في داخلها أنواعا‬
‫وأجناسًا أدبية وفنية وفكرية نادرة ل تظهر في عصور أخرى ‪ ،‬ولّلك كانأ تصّيدي للبند ) وقابله الدوبيت‬
‫‪ ( .‬من هّا المنطلق أو ً‬
‫ل‬

‫حسية باذخة حيث تهرق جرار الخمر من حيض دم‬ ‫في الياقاوتة الولى يصادفنا أو ً‬
‫ل مشهد ليل ٍة ّ‬
‫الظلمة في ساقاية الفجر ‪ ،‬وُيسقى الساهرونأ وّحل الّي يدمع من كيد ‪ ،‬ثم يظهر خطاب الشاعر‬
‫أصما ً‬
‫جلفا وينهره ‪ :‬فما‬ ‫ً‬ ‫اّيروسي حيث يلوم صاحبه الّي غادر بحور الجسد المهتاج وأبدله صخراً‬
‫الغدي‬
‫ّ‬ ‫الثدي اللطيف الناتّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الفاتن‬ ‫ّ‬
‫الضد ول مبسم جرح الما ِء وهو‬ ‫َ‬
‫يخطفك‬ ‫الفص أو‬
‫فيك ّ‬‫يرمز َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫خطبك ل‬
‫الناري في الثغر ‪ .‬ثم يدعوه للعيش‬
‫ّ‬ ‫رهط المخمل‬
‫الخلسي‬
‫ّ‬
‫وللغزو وللرحلة صوب الغامض المجهول ‪ ،‬وكأنه يخاطب نفسه من خلله وهكّا يختلط الشاعر مع‬
‫يحرض على العيش في‬ ‫موجها لشخص واحد وكأنه ّ‬‫ً‬ ‫صاحبه ويبدو الكلم‬
‫ّلّّات الحياة وجنونها الفاتن من جهة وعلى العيش الروحي الّي يحمل الشاعر إلى الجمال البدي ‪ ،‬للماء‬
‫الّل الول ‪ ..‬للغيم الّي‬
‫ِ‬ ‫الحرى له للرجفة الولى التي تزحف منّ‬ ‫‪ ..‬لهّا الموج أحني جبهتي المؤمنة ّ‬
‫تنطق ذات الجملة السرّية الغامضة الولى ويظهر‬ ‫خلق ال ‪ ،‬تلك الموجة الولى التي ُ‬ ‫أول ِ‬
‫حا َم على ِ‬
‫‪ .‬ضوء اليواقايت إذا ما شققت كالبرعم الصاحي حيث يباهل الشاعر صباه الواثب‬

‫‪27‬‬
‫والروحي للشاعر يتنقل بينهما دونأ عناء وكأنه ل‬
‫ّ‬ ‫الحسي‬
‫ّ‬ ‫وتمثل الياقاوتة الولى خليطًا من العالمين‬
‫يبالي بتناقاضهما الظاهري أو أنه وصل إلى المستوى الضمني الّي تتحد النقائض فيه ‪ .‬إنأ الشاعر يناور‬
‫في اتجاهات إيروسية وسحرية ولوغوسية وظاهرية وباطنية في محاولة لمسك الحقيقة الشاردة التي‬
‫ماض بعيد فيتتبع الصوت‬ ‫يبحث عنها ‪ ،‬وفي حومة هّا البحث يسمع اسمه ينادى على ساحل بحر من ٍ‬
‫ل ويخاطب غيره ‪ :‬فمن منكم رأى‬ ‫عرى لمرأى الروح ويوقاف الندى والنار إجل ً‬ ‫ويصل إلى خالقه ‪ ،‬وُي ّ‬
‫ينّزّ أّهاراً وياقاوتًا‬
‫ُ‬ ‫ل بين حورياته‬‫الموت قاتي ً‬
‫ِ‬ ‫الخرافي الّي ع ّمره الشاعر واستلقى به في لحظ ِة‬
‫ّ‬ ‫البيت‬
‫للنار ‪،‬‬
‫ل مستيقظاً ِ‬ ‫الخمر في قاربت ِه يغلي ويرَت ّج ‪ ،‬ومن أسس في هيكل ِه الكونأ وأبقى نفسه منفص ً‬
‫ُ‬ ‫وكانأ‬
‫ومهجور ؟‬
‫ٍ‬ ‫غريزي‬
‫ّ‬ ‫بحر‬
‫أبقى روحه في رفع ٍة أعلى من النّزوةِ‪..‬من ٍ‬
‫وهكّا يتحدى الشاعر الّين حوله أنأ يكونوا قاد فعلوا ما فعل ليصل إلى رّبه وإلى الحقيقة المدفونة‬
‫السرية لهّا الكونأ‬
‫‪ .‬في الطبقات ّ‬

‫ويعود الشاعر مرة أخرى لسهره ولياليه الباذخة التي تنتهي عادة إلى طريق الروح ‪ ..‬ومن تكرار‬
‫هّه الحوال يجد الشاعر نفسه مطروداً من الجّنة ومصاحبًا ّمر ًة من القديسين المعطوبين بالتأويل‬
‫والباطن والفوق ومعه الكتب الصفراء وكتب السحر فيما يكونأ قاد غادر الحياة الجميلة التي عاشها‬
‫ً‬
‫ملعونا استدرجه إلى هّه النتيجة ويحاول العودة إلى بّخ الحياة وحسيتها‬ ‫سابقا ‪ ،‬بل أنه يرى الشعر قادراً‬
‫ً‬
‫صبي قاادم بعده رهانًا على إكمال ما بدأه‬
‫ّ‬ ‫‪ .‬لكنه ل يستطيع ويعترّ بانكساره وهزيمته ويرى في شاعر‬

‫الشاعر من حيث انتهى في الياقاوتة الولى فبعد انسحابه وعزلته يحاول أنأ‬
‫ُ‬ ‫في الياقاوتة الثانية يبدأ‬
‫شاعر‬
‫ٍ‬ ‫شق الطريق مرة أخرى ويقع اختياره على‬ ‫يّتخّ من شاعر كبير قاديم عونا على ّ‬
‫عرفاني‬
‫ّ‬
‫طالما سحره بشعره النافّ وهو ) أبو العلء المعري ( الّي يشير له بصفة ) شيخي الشاعر العمى (‬
‫طوع أفلكا وما س ّمى ‪ ،‬إذ اختار‬
‫والنسام والقرم الّي ّ‬
‫ِ‬ ‫الّي يرى بأنه سليل الورد‬
‫مجرات له وافتتح الطينة والجرما وقاال الشمس في ّ‬
‫مخي‬ ‫‪ّ .‬‬
‫ويصبح المعري دلي ً‬
‫ل في رحلة‬
‫غنوصي‬
‫ّ‬
‫ة للشاعر داخل العوالم الخفية وكأنه مثل فرجيل لدانتي في رحلتهما إلى الجحيم والمطهر والفردوس‬
‫وهو ما يشير أيضًا إلى صلة الكوميديا اّلهية برسالة الغفرانأ وإلى أنأ المعري كانأ قاد سبق دانتي في‬
‫‪ .‬رسم طريق هّه الرحلة المهولة معتمداً على اّسراء والمعراج‬
‫ُ‬
‫يعرّ ملمح هّه الطرق السرية ‪ ،‬بحكم تجاربه السابقة ‪ ،‬ويطلب من‬ ‫الشاعر بأنه‬
‫ُ‬ ‫ويفاجئنا‬
‫التحتي ‪ :‬ألقى فيه تمساحي وغصني وأناشيدي الغنوصية والخمر‬
‫ّ‬ ‫المعري مساعدته للّهاب إلى المنجم‬
‫ِه الخمرية الجفرية الولى‬ ‫التي عتّقها قابلي سرّيونأ وانسابوا كما كوكب ّيت في فنونأ ِ‬
‫العقل في أنغام ِ‬
‫ّ‬
‫لينشق رمادي وأغني قاصة الموتى‬ ‫‪ .‬لعلو في نجيع الهدم أُحصي غسق المنفى‬

‫يغمر الطبيعة والخليقة كلّها ‪ ،‬جمال غمر‬


‫الشاعر الجمال المثالي فيتبادل معه الحوار ويراه ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يجد‬
‫الرض لو ّّينها الركب وف ّكّت فوقاها الستر‬
‫ِ‬ ‫تخوم‬
‫ِ‬ ‫الليل أرخى شاله فوق‬
‫تلل ِ‬ ‫فيضه فوق ِ‬ ‫َ‬
‫الدغل وأرخى َ‬

‫‪28‬‬
‫ّ‬
‫واحتك‬ ‫ورواها ّلل النبع حّناها دم الفتن ِة‬
‫للشمس ّ‬ ‫الفتح‬
‫ِ‬ ‫ونامت واستراحت عندها الروح وأعلها حنين ِ‬
‫الورد‬
‫ِ‬ ‫أجساد طفت في ُعتر‬
‫ٍ‬ ‫مخمل‬
‫ِ‬ ‫النهر القديم البعد الصافي وفي لفح الندى الغافي على‬
‫‪ .‬بها ُ‬

‫ويناديه شيخه الشاعر العمى إلى الجّنة فيّهب ‪ ،‬وتظهر صورته الجميلة العاشقة هناّ ويصل‬
‫إلى الشفرة السرّية للكونأ هناّ ويحاول ف ّكّّها لكنه يتّكر النفي إلى الجحيم إذا فعلها ‪ .‬ولّلك يختار طريق‬
‫الكتاب ِة الناقاص أبداً حيث ل يكتمل شيء وحيث تدفع المتناقاضات الشاعر إلى بعضها البعض ليظل مبلب ً‬
‫ل‬
‫‪ .‬ل قارار له‬

‫يتحسر على فقدانه الشفر َة‬


‫لكنه ّ‬
‫السريّة للكونأ ) لوح الخلق ( فيعود بسرعة ليمسك به ويصرخ أنا أول حرّ فوق هّا اللوح ألقاه مدى‬
‫الرحام والهائم في البرّية الولى‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والساكن في‬ ‫‪ ..‬اليام والنج ُم الّي ماّال خّفاقاا بأقاصى الكونأ‬
‫الطير وتطويه الثعابين ‪ ،‬ويعود الشاعر مكسوراً‬
‫ُ‬ ‫لكنه يلقى العقاب فيسقط خارج الفردوس يلعنه‬
‫بعد رحل ٍة حاول فيها الخلص ووصل إلى الفردوس لكنه ارتكب ذات الخطيئة الدمية عندما أمسك لوح‬
‫‪ .‬الخلق ) شجرة المعرفة ( ُ‬
‫وطرد من الجنة‬
‫فرحة كفرحة الشاعر ‪ ،‬ل ٌ‬
‫أبهة‬ ‫ٌ‬ ‫كشاعر على الرض ‪ :‬ل‬
‫ٍ‬ ‫في الياقاوتة الثالثة يرضى الشاعر بقدره‬
‫تفور مثلما في‬
‫عناصر ُ‬
‫ٌ‬ ‫وسطوةٌ كسطوة الشاعر ‪ ،‬ل إمارةٌ تشبه ما ّ‬
‫أسسه الشاعر ‪ ،‬ل كواكب ترقاى ول‬
‫‪ .‬قادح الشاعر‬

‫ويعود الشاعر إلى ذات الينابيع السحرية والحسّية التي كانت تغّيه ذات يوم ‪ .‬ويتّكر ّمرة‬
‫الشعر‬
‫ِ‬ ‫الشعراء المقّدسة التي رافقته من أبناء جيله والجيال القريبة ‪ ،‬سلما أيها الصحب الندامى يا َ‬
‫نهار‬
‫الليل ويمشونأ على‬‫هزها الشعرى بترتيل ‪ ،‬يشّقونأ دم ِ‬ ‫ٌ‬
‫طيوّ ّ‬ ‫القناديل ‪ ،‬لهم في رفرّ الما ِء‬
‫ِ‬ ‫نور‬
‫يا َ‬
‫ً‬
‫نشوانا ويكويهم ‪ ،‬إذا‬ ‫توتا ويسبيهم صياح الديك‬‫ينّز الورد من مشيتهم ً‬ ‫ً‬
‫أشباحا ّ‬ ‫الرض‬
‫ِ‬ ‫أطراّ هّي‬
‫ش ّموا على أطراّ بغداد رياح الخمر هبّوا وتساقاوا ‪ ..‬لكن الشاعر بين أصحابه هؤلء ينفرد بإغواء‬
‫لحظة من لحظات الخطف أو‬ ‫ٍ‬ ‫تفرده لكنه كانأ يرى نفسه ميتا في‬ ‫الفرس النافرة السكرى وكأنه يشير إلى ّ‬
‫َ‬
‫غادرت فردوسي‬ ‫َ‬
‫صرت يا طفلي مّ‬ ‫يستفيق ليرى أنه في رعاية الرحمن وأنأ ال يناديه ‪ :‬وحيداً‬
‫ُ‬ ‫الحلم ثم‬
‫باّثم متبوعًا بناقاوسي ‪ْ ،‬‬
‫فعد يا طفلي الحال ُم من‬ ‫ِ‬
‫ل على بحر الخطايا مثق ً‬
‫ل‬ ‫يعت بهّي الرض محمو ً‬ ‫وض َ‬ ‫ُ‬
‫‪ .‬منفاّ وامل وحشتي واصعد بناموسي‬

‫وتجرأ على محاولة‬


‫ّ‬ ‫وهكّا يتردد عليه نداء الفردوس الّي فقده يوم حاول معرفة ما في لوح الخلق‬
‫فك الشفرة الولى ‪ ..‬ويطول حوار الشاعر مع ال ‪ :‬وها علمتني‬
‫غارق في‬
‫ٍ‬ ‫سفين‬
‫يارب أنأ أنزع من روحي سكونأ البال والعماق ‪ ،‬أنأ ألجم أفعاي التي تدفع بي نحو ٍ‬ ‫ّ‬
‫المسك فوقاي وأنادي أربعًا‬
‫َ‬ ‫الّلّّة السوداء ‪ ،‬ها علمتني أنأ أطبع اليقونة الطقسية الولى بنعشي وأهيل‬
‫‪ .‬إسطقس‬

‫ويرى الشاعر في غمرته أسئلته أرواح البشر وكأنها في يوم الحشر شّبت واستفاقات مثلما الطوق‬
‫ولكن بروقاا أحرقاتهم واستحالوا ً‬
‫ندبا في صخر ٍة ذكرى ‪ ،‬وبّلك‬ ‫وغّنت لجمال البشر الزاهي على الرض ّ‬
‫الخلق ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يصل الشاعر إلى منطقة اليأس الكاملة فبعد أنأ فشل في الحصول على لوح القدر ومعرفة أسرار‬

‫‪29‬‬
‫سقط النوع البشري كلّه تحت البروق رمادا منثوراً ولم يعد هناّ خلص فردي أو جماعي فحتف‬
‫‪ .‬البشرية واحٌد ول خلص بالمغامرة أو الشعر‬

‫تنتهي الياقاوتات الثلّ الولى بهّه الطريقة بعد أنأ بدأت بمحاولة اختراق الشاعر للزمن عن‬
‫ً‬
‫مغلقة واحدة لمغامرة الشاعر‬ ‫‪ .‬طريق نشوته وجسده ‪ ..‬ويشكل ثالوّ الياقاوتات دورة‬

‫في الياقاوتة الرابعة يناور الشاعر بفانوسه السحري وعصاه اّيروسية في دهاليز باطنية فهو يرثي‬
‫تراجع أنثاه وتحطم تمثالها وسقوط الكؤوس على الرض وبكاء الخمر ‪ ،‬لماذا انتحبت سيد ُة الشرق‬
‫الناي ؟ لماذا احتجبت سيد ُة الناي ؟ وفي مقطع آخر‬
‫ودما يطوي وحمى تسكت َ‬ ‫وترابا ً‬
‫ً‬ ‫الكأس ً‬
‫دمعا‬ ‫ُ‬ ‫وفاض‬
‫َ‬
‫المسرات السرّية ‪ ،‬ويفتق في طبقاته اللّّات الخاصة ‪ :‬كثير اللبط‬
‫ّ‬ ‫يتجاذب الحبل مع ّمانه وينسب له‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫إستبرقاا‬ ‫ً‬
‫عشبا والسما َء‬ ‫الرض‬
‫َ‬ ‫مطار يزيد‬‫‪ّ .‬‬

‫وفر الورد حيرانأ يغني تيه‬ ‫بدرج َ‬


‫تحت كفّيه ‪ّ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويزداد اّغواء حتى يسرق فهرسة الرض ويخفيها‬
‫‪ .‬لّات تفلّت وانشوت في دمه ّ‬
‫واسطرت في النجم‬

‫يضرب‬
‫ُ‬ ‫وفي مقطع آخر يمثل ذروة السحر ّيّ في الياقاوتات يجعل الشاعر من نفسه ساحرا ً‬
‫فعليا‬
‫رسامين ّ ّمارين ‪ ،‬هّي‬ ‫ً‬
‫معدانا وصوفيين ّ‬ ‫ٌ‬
‫وكاّ كاغٌد يلقط‬ ‫طير‬
‫والطور له ٌ‬
‫ُ‬ ‫الكيس‬
‫َ‬ ‫ُم ّح ًّا بالتعاويّ فيفري‬
‫الطق ‪ ،‬حيث ّ‬
‫يطق‬ ‫هّب معناها ‪ .‬ثم يمارس فعله السحري عن طريق ّ‬ ‫أحمر ّ‬
‫ٍ‬ ‫الرض حّناها ّ‬
‫وسواها بسيّ‬
‫ّ‬
‫ويطق الكأس ثم الجسد‬ ‫والروح ‪،‬‬ ‫الكلمة‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫استبرقاا تومض في‬ ‫ل والسما ُء‬‫الشعر سي ً‬
‫ُ‬ ‫الحرّ بعصاه فيجري‬
‫ِ‬
‫وكأنأ الشاعر ‪ /‬الساحر يخبرنا عن أقانومه ‪ :‬الشعر والخمر والجنس ‪ .‬وهّا التجلي الشعري الماجي‬
‫‪ .‬اّيروسي هو غاية ما يريده‬

‫وتكاد الياقاوتة الخامسة تسري باتجا ٍه آخر حيث يتحدّ الشاعر عن بلده التي بدأت تواجه‬
‫البرق ‪,‬‬
‫ِ‬ ‫الكوارّ السياسية والعنف الداخلي ‪ ,‬رمت بغداد في أطلسها النار ‪ ,‬وفي تاريخها جلجل رشق‬
‫والصوفي والشاعر‬
‫ّ‬ ‫خرج السّياّ‬
‫َ‬ ‫ظلم‬
‫جمر ٍ‬ ‫في تاريخها صّفق طّبالونأ للوهم‪ ,‬ومن نهر دم ُ‬
‫يخفق من ِ‬
‫بالدمع‬
‫ِ‬ ‫‪ .‬وها ُ‬
‫نحن نخيط الجرح‬

‫خفي بدأَ ينبض في تاريخها‬


‫دم ّ‬‫كانت بغداد مقبلة على كارثة الحروب والبطش والقهر وكأنأ عرق ٍ‬
‫‪ .‬الحديث‬

‫مجموعة موسيقا لهدم البحر تختار من الناحية الشكلية العمل السمفوني وتتوّع على طريقته في‬
‫أربع حركات كبرى ‪ .‬الحركة الولى ) الغضب ( تمثل انهيار أحلم الشاعر في ثمانينات القرنأ العشرين‬
‫وتحطم خياراته الجماعية وسحق مجتمعه تحت رحى ال ُعصاب الديولوجي والحروب والفتن ‪ .‬فل يجد‬
‫الشاعر سوى الغضب ليعبر عن استيائه من خراب الروح وتدمير الجمال ‪ ،‬ثم الوقاوّ بوجه البحر‬
‫كحل نهائي‬
‫‪ ) .‬الّي هو الماضي والصول التي تغّي خراب الحاضر ( ثم اختيار العزلة ٍ‬
‫جمع‬
‫أتبع َ‬
‫بالزهر ُ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫راكض‬ ‫كم قايل أنأ فراشتي احترقات وأني‬
‫مشيمة غابة سفلى وأهّي ‪ ،‬وأنا‬
‫ِ‬ ‫قاتيل عن‬
‫رخ ٍ‬‫سرييّن احترقاوا وغابوا ‪ ،‬وأنا المغني الخرس ‪ ،‬أنفك عن ّ‬
‫الورد أو‬
‫ِ‬ ‫مدائح في‬
‫ٍ‬ ‫للغمر ّ‬
‫قايدني هتاّ‬ ‫ِ‬ ‫شامل‬
‫ٍ‬ ‫رجع‬ ‫الشقائق ّ‬
‫ردني تاريّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫رضيع مفاتن تطفو على بطن‬
‫‪ .‬تتلى لشمس‬

‫‪30‬‬
‫ويقترب انكسار الشاعر من وضوحه عندما يرى أنأ هّا التداعي يحصل بسبب حّّ دور الشاعر‬ ‫ُ‬
‫الّبيح‬
‫ِ‬ ‫والمداح ‪ :‬أ لنني صّناجة الصبح‬‫ّ‬ ‫من مجتمعه واستبداله بدور الطّبال‬
‫كرات الرماد‬ ‫ُ‬
‫وكسرت ّ‬ ‫الفضاء ‪ ..‬من أسرها‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وأطلقت‬ ‫وغرة الشمس البعيدة ؟ أ لنني أمسكت مرآتي‬ ‫ّ‬
‫ومهرجانأ في دمي ؟ أ لنني غنيت أغنيتي الجديدة‬ ‫ٌ‬ ‫الرخام‬
‫ِ‬ ‫جداول فوق‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ورضيت أنأ أنساب مثل‬ ‫بجملتي‬
‫ص طينة الدنيا بقلبي ‪ ،‬وأقايم جوهر ًة‬ ‫احر ُ‬
‫ّمردي ‪ ،‬وأنا ّ‬‫فوق الورد أعلمي وفي كوبي وفوق ّ‬ ‫ُ‬
‫ورسمت َ‬
‫ل تائهًا وكّا‬
‫الشمس وع ً‬
‫َ‬ ‫أنحت ُقابّراتي ‪ ،‬وأنا أقاود‬
‫الرض ُ‬
‫ِ‬ ‫تاج‬ ‫لشعبي َ‬
‫فوق ِ‬
‫بالقبيح‬ ‫ُ‬
‫وافتك‬ ‫أرد جحافل العقبانأ عن بيتي وأخرج من جروحي ‪ّ ،‬هيانأ ‪ ..‬أرفع وردتي ً‬
‫علما‬ ‫‪ّ .‬‬
‫ِ‬
‫في قاصيدة موسيقا لهدم البحر فضح لهيمنة التراّ والصول والماضي على الحاضر وتدميره ‪،‬‬
‫البحر كانأ‬
‫ُ‬ ‫كونأ جديد ‪..‬‬
‫فالبحر هو هّا الماضي الّي هو أشبه بالسديم التياميتي المالح الّي يعيق خلق ٍ‬
‫والبحر كانأ جماجمًا‬
‫ُ‬ ‫يجتاح غاباتنا ويعلو‬
‫ُ‬ ‫طير خراف ٍة‬
‫البحر َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يفيض في المنفى وفي الكلمات ‪ ،‬كانأ‬
‫عمياء‬
‫ْ‬ ‫ل‬‫الشمس مجداً كاذبًا ومعاو ً‬
‫ِ‬ ‫‪ .‬وجماهراً وحشود مّتفقين منطقة لسر‬

‫يرحل الشاعر مع صديقه الشاعر في هّا البحر لكشف أسراره وتقليب طبقاته وكشف مستوره وفضح‬

‫أكاذبيه ثم لعزّ الموسيقا التي ستفتته ‪ ،‬إنهما يحاربانأ الماضي بالموسيقا أو الفن والجمال ول يحاربانأ‬

‫بأساليب أديولوجية تعسفية هي الخرى ‪ ..‬وتبدأ رحلة تحدي البحر ويصادفانأ أهواله ‪َ ..‬‬
‫أنت الّي ناداّ‬

‫بنص رتبوه ورتبوّ ‪ ،‬نادوا ورّتل جنبهم طفلنأ يقتتلنأ في القاموس كي يضعا رماد‬ ‫ً‬
‫منحنيا ّ‬ ‫حفريونأ‬

‫الكونأ في ما أقافلت من‬


‫ِ‬ ‫ل أو يقول ً‬
‫قاولة في ما تداعى من رموّ‬ ‫يردا عنهما شبحا قاتي ً‬
‫حلولهم ولكي ّ‬

‫فاتحات جموح ِه ‪.‬‬

‫ولكن البحر كانأ أقاوى منهما فيتسرب بقو ٍة إلى لغتهما ونصوصهما وتفشل محاولتهما في هدم‬
‫ورد وموسيقا لهدم‬
‫ضرب من الجمرات من ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫لكن أرضهما جنونأ أبيض وسماهما‬ ‫البحر ‪ :‬اختصما وناما ّ‬
‫فقهي بينهما وأطبقت الجهات شمل على طفلين منتخبين للفوضى وهدم البحر‬
‫ثالث ّ‬‫البحر ‪ ،‬ناما وأجهز ٌ‬
‫ِ‬ ‫‪.‬‬
‫ً‬
‫عقابا على محاولتهما في تحدي البحر وهدمه بالموسيقا ويحالنأ للظلم وتفشل‬ ‫ويتوارى الشاعرانأ‬
‫ً‬
‫طريقا آخر له‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫‪ .‬هّه المحاولة اليائسة ويزداد الغضب ويختار‬

‫في عزلة في الكريستال يختار الشاعر العزلة بعيداً عن البحر والخرين ‪ ..‬فهو يرى هنا أنأ‬
‫الحل يكمن في التفرد عندما تختلط الوراق وتتشوه الحقائق ‪ .‬الشاعر في جماله الروحي الصلد ‪ ..‬في‬ ‫ّّ‬
‫كريستاله البعيد عن الخرين وقاد أصبح كل الشعراء حوله في جوقاات رديئة الصنع ترد ُد هتافًا مهينًا‬
‫ً‬
‫شهقة‬ ‫َ‬
‫احتمال مكيد ٍة ‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬
‫اللفاظ قابراً للمغنين ‪،‬‬ ‫للشعر‪ .‬إذنأ لبد من العزل ِة تمامًا فقد سقط المغني وكانت‬
‫تسافر أو تلين‬
‫ُ‬ ‫الرماد ول‬
‫ِ‬ ‫سوط أنثى تشتهي سفن‬ ‫معادنأ شفر ٍة سري ٍة أو ِ‬
‫ِ‬ ‫الطري وفي‬
‫ّ‬ ‫للعقل في الزبد‬
‫ِ‬
‫أبيض في الشمس ل يتحركونأ‬ ‫ٌ‬
‫‪ .‬ويسوطها الغربا ُء والغربا ُء نبل ٌ‬

‫رب ماذا‬
‫ويعيد الشاعر برواية حزينة سرد ذلك الماضي الممزق الّي دفعه إلى العزلة ‪ ..‬دلني يا ّ‬
‫بعين م ْي ٍت أم أرى بعيونأ‬
‫وبالعظام وبالسنين ‪ ،‬وبمن أرى ؟ أ ِ‬
‫ِ‬ ‫بالتراب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تعصف‬ ‫كانأ غير الريح‬
‫‪31‬‬
‫مشيمة التاريّ عن بدني ؟ ومن‬
‫ِ‬ ‫أين انفصال‬
‫يارب ‪ ..‬من َ‬ ‫ح ّفارين ينتحبونأ للماضي لغرق في النين ‪ّ ..‬‬
‫ُ‬
‫تموت‬ ‫شمس‬ ‫الديدانأ شمسًا في عما ٍء ٍ‬
‫مقفل ‪ٌ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتنبت‬ ‫ُ‬
‫تموت‬ ‫الخلص ؟ و َم ْن سُيصغي ؟ ٌ‬
‫شمس‬ ‫ُ‬ ‫أين‬
‫َ‬
‫وننعس في الرماد حتى يقال بأننا أبناء منسيين اقاتتلوا وغابوا‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫وتستحيل بقاعنا رم ً‬ ‫‪.‬‬

‫يتحول السحري واّيروسي هنا إلى علقاة إيروسية وسحرية بين المفردات وبين الستعارات‬
‫وبين المعاني ‪ ،‬تتحول اّيروسية من الجسد إلى اللغة وتصبح ُ‬
‫اللغة جسداً ‪ ،‬إخصاب المفردة يأتي من‬
‫مستوى آخر وإخصاب الصورة يأتي من شحنتها الحسّية ‪ .‬أما السحري فيتسرب هو‬
‫ً‬ ‫وضعها الجديد في‬
‫الخر إلى المفردات والستعارات والجمل والصور لكن الشاعر رغم ذلك يفصح عن حقيقته دونأ دفائن‬
‫الرض ل ٌ‬
‫بيت ول‬ ‫ِ‬ ‫نحن ‪ ،‬ونحن أدرى ‪ ،‬للجنونأ ولكم ّ‬
‫نحن لحتفنا ‪ .‬سكرى ول مجٌد لنا في‬ ‫لغوية ‪ ،‬ولكم ّ‬
‫بار لبار ‪ ،‬لحوارنا المقتول في فمنا‬
‫نجر فراغنا كالكلب من ٍ‬
‫قايحنا فيها لنشفى ‪ ،‬سكرى ّ‬
‫نجانس َ‬
‫ُ‬ ‫‪ٌ .‬‬
‫لغة‬
‫ً‬
‫مكانا للنفي حتى تحول صلدته دونأ التصال بالخرين وحتى تبقى‬ ‫لم يعد الكريستال ً‬
‫ّينة بل‬
‫ٌ‬
‫محطمة‬ ‫الكوميديا أو التراجيديا البشرية مرئية دونأ حاجب وحتى ُيستقبل الضوء ً‬
‫نقيا ‪ ،‬لكن الروح‬
‫‪ .‬بعزلتها‬

‫الشاعر في كشف الحاضر والمستقبل فهو يقول‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العرافة ) التنبؤ ( الوجه الخر للسحر ويستعملها‬ ‫وتشكل‬

‫عافية ويا رهبانأ يقتتلونأ من أجل‬


‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أمراض ‪..‬يا أضغاّ‬ ‫بوح ‪..‬يا‬
‫في ذلك الحاضر العراقاي المأساوي ‪ :‬يا ُ‬

‫يكس ُر‬
‫وأسمع ما ّ‬
‫ُ‬ ‫الفن الرهيب ِة يا مجانين انتهت أشواطنا ولّا ّ‬
‫يرنأ النجم في شفتي‬ ‫القداس ِة أو حراسة ماس ِة ّ‬

‫فتونأ في النهار ‪.‬‬


‫من ٍ‬

‫ً‬
‫سهاما‬ ‫وطينة ّ‬
‫تبتل بالمنفى ولي ً‬
‫ل ل يليل ‪ ،‬وأرى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شمسا تنام‬ ‫ً‬
‫كالحا ‪ :‬إِني أرى‬ ‫ثم يرى في المستقبل مصيراً‬

‫الموت أو‬
‫ِ‬ ‫صعق ‪ ،‬قاّبرات َ‬
‫فوق نهر‬ ‫الشكل أُ ٌ‬
‫بهة ُترّن ُح أو تموت ‪ ،‬وكّا أرى فوجًا من الشعرا ِء ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫عيونأ‬
‫ِ‬ ‫في‬

‫تعوم ‪.‬‬
‫جثث ْ‬‫العمق أو ٌ‬
‫ِ‬ ‫ضارب في‬
‫ٌ‬ ‫الفاق ٌ‬
‫رمل‬ ‫ُ‬ ‫حجراً يقوم ‪ ،‬فلمن تغني أيها التاريّ أو تبكي سوا ٌء ‪ ،‬هّه‬

‫يلجأ الشاعر إلى المرأة من خلل همومه السابقة التي‬ ‫في الحركة الثانية ) المطر ( ُ‬
‫جس‬
‫ّ‬
‫دها موت الجمال واّدياد العنف وسرقاة الحلم وانتصار الماضي والتراّ على الحاضر ‪ .‬حيث يحمل‬
‫همومه هّه ويحاول أنأ يدع المرأة تعينه على حملها معه ‪ ..‬لقد عاد الشاعر من اللوغوس إلى اّيروس ‪،‬‬
‫تنفطر‬
‫ُ‬ ‫المطر ( الّي يهطل من النثى ليلّين جفاّ الحياة ‪ :‬ريثما يهدأُ هّا الشرق ُقاومي ‪ ،‬ريثما‬
‫ُ‬ ‫وبدأ )‬
‫شاهق ُتلقي‬
‫ٍ‬ ‫يتعب سيّافوه أو تمضي الجياد فوق ّ‬
‫تل‬ ‫ّ‬
‫وينفض غبار الدم قاومي ‪ ،‬ريثما ُ‬ ‫ُ‬
‫الطين‬ ‫ُ‬
‫السلحة‬
‫‪ .‬بتاريّ الجياد‬

‫‪32‬‬
‫وبعد الدخول في العالم النثوي الّي ُ‬
‫يبسط أفرشته الحسّية عليه وينبض في التفاصيل تختفي‬
‫النثى من حياته بسبب ما كانأ الشاعر يخاّ منه فيتسا َءل عن سبب اختفائها ويدعوها للعودة ريثما يهدأ‬
‫ّ‬
‫وينفض غبار حروبه‬ ‫وتنفطر أسلحته الطينية‬
‫ُ‬ ‫‪ .‬هّا الشرق‬

‫ويعود في ) تمام الجسد ( إلى المرأة ويتقلب في طبقات جسدها وكأنه يعود لكأسه المفضل الّي‬
‫‪ .‬ينسيه الخراب‬
‫َ‬
‫فارتعش الورُد‬ ‫السيوّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جوقاة‬ ‫وفي الحركة الثالثة ) اليباب ( تبدأ الفجيعة تحوّ شباكها فقد نهضت‬
‫لكن ماء كثيراً ّ‬
‫تلونأ واشتعلت سحب‬ ‫اشتد ّ‬
‫المطر ّ‬
‫ُ‬ ‫النهر ماّال يمضي ربما‬
‫بدم ‪ ،‬ربما ُ‬‫واستحمت فراشات ُه ٍ‬
‫أفعى تنام على دميته‬
‫يزحف نحو ً‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الطفل‬ ‫‪ .‬بالدموع _‬

‫وهكّا يتقدم ثور الفاجع ِة في الدم حتى تفنى الطفولة ويبدأ الناس بالتساقاط ‪ ..‬فل تبقى سوى‬
‫ُ‬
‫الفاجعة‬ ‫ُ‬
‫وتزحف‬ ‫أبهة ّ‬
‫محطمة ‪..‬‬ ‫قاصاصتها ولم تعد اليادي غير التم ّعن في السيوّ وغير ٍ‬ ‫َ‬ ‫الصابع تتلو‬
‫النف ع ّّلّ جروحهم تشفى وخاطوا الحلق علّ‬
‫َ‬ ‫لتحول الناس إلى أشباح ودّع بعضهم بعضا وخاطوا‬ ‫ّ‬
‫‪ .‬جروحهم تشفى وخاطوها لعلهمو يبقونأ أو يفنونأ وما ّالوا يخيطونأ‬

‫أصابع (خراب ّمن الحروب والعسف والدمار وتكشف‬‫ٍ‬ ‫وترثي القصائد القصيرة ) لم تبق غير‬
‫بعض تفاصيله ويدعو من خلل جملة سومرية قاديمة وردت في إحدى الساطير ) في النهر الصافي يا‬
‫دمع‬
‫خالية من ٍ‬
‫ٍ‬ ‫بيوت‬ ‫َ‬
‫والمزق من أجل ٍ‬ ‫سوداء العينين اغتسلي ( أنأ يغسل خراب الحروب والسلحة‬
‫‪ .‬ودخانأ وشظايا ورماد‬

‫والشك ويتردد بين الرعاة والخمر والوجاع والجنونأ فقد غدت‬


‫ِ‬ ‫والخوّ‬
‫ِ‬ ‫التردد‬
‫ِ‬ ‫وتتوالى قاصائُد‬
‫ً‬
‫ملعبا للشباح الضاغطة عليه ‪ ..‬أشباح الخراب‬ ‫‪ .‬حياته‬
‫ً‬
‫وطنا كانأ‬ ‫الشاعر في ما تركته الحروب لوطنه من خراب وينعى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتجول‬ ‫وفي الحركة الخيرة ) الفول (‬

‫في عين طفل ينام بعد أنأ كانت خشيته وخوف ُه من هّا المشهد قاد اتضحت في ) اجرسيني أيتها الكلمة (‬

‫ُ‬
‫يرشق خّد‬ ‫ُ‬
‫دفوّ ‪ ..‬رماٌد على دجلة‬ ‫يتلمس بيديه نهاية الفاجعة ‪ ،‬رماٌد على ما ِء بغداد أَم وردةٌ أم‬
‫ُ‬ ‫لكنه هنا‬

‫تاريخ ُه وهواه ‪ ..‬ويترادّ الرماد‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫ينّزّ في النهر‬ ‫الرصاف ِة والكرخ دمعًا دمًا ودخانا ‪ ،‬رماٌد على الجسر‬
‫رب ُ‬
‫ملجأها وسقط مئات‬ ‫ً‬
‫دامية بعد أنأ ُ‬
‫ض ُ‬ ‫والدم في ك ّلّ شيء ببغداد بعد هّه الحروب وتخرج العامرية‬

‫الطفال والنساء ضحايا هّه المجزرة البشعة ‪.‬‬

‫الفول هّه عندما يتحدّ عن كل هّه التراجيديا التي بدأت بها المجموعة حين‬
‫ِ‬ ‫لكن الشاعر يكمل أغني َة‬

‫يكتب ما يشبه ) القصيدة الرسالة ( أو‬

‫) القصيدة المكتوب ( إلى صديقه الشاعر فوّي كريم في ) شاعر سرقاته الخيول ( ليبوح له بما لم يبح‬

‫‪33‬‬
‫ُ‬
‫الخيول إذنأ ‪ ،‬ل‬ ‫الدوي ‪ ،‬سرقاتك‬
‫ّ‬ ‫به من خلل تّكر أيامهما السالفة في بغداد السبعينات حيث بداية‬

‫َ‬
‫صوتك‬ ‫غبار ل رنين به سوى بقايا‬
‫أفق ٌ‬‫الهاربه ‪ٌ ،‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الخيول‬ ‫ّوادة ‪ ،‬ل كأس ‪ ،‬أفق ّ‬
‫تسد منافّه‬ ‫سرج ‪ ،‬ل ّ‬

‫ومقطع ‪ ،‬ودٌم على موائدنا ‪ ..‬سخاٌم ‪ ..‬ثمة طائرات قاربنا‬


‫ٌ‬ ‫شاحب‬
‫ٌ‬ ‫المطعونأ يقرأُ آخر الليل القصائد‬

‫وممزقاونأ ‪.‬‬

‫قالت شيئًا‬ ‫ّ‬


‫لصمت وما َ‬ ‫وتتعم ُم صورة الخراب لتشمل الشرق كلّه ‪ ..‬يا صديقي لو أنك رأيت أوبئة قاارتنا‬

‫ودمع ل ّ‬
‫يجف ؟ ماذا سوى‬ ‫ٍ‬ ‫جثث‬
‫الشرق تلعنه ‪ ..‬ثم تبكي عليه ‪ .‬ماذا سوى ٍ‬
‫ِ‬ ‫تشير إلى‬
‫سوى طرّ سّبابة ُ‬

‫ُ‬
‫تشهق ‪:‬‬ ‫أبيض ر ّمدته أتونها ؟ ماذا سوى الغصانأ‬
‫يلوح َ‬
‫جنونأ يصيح ؟ ماذا سوى فك الحمار ُ‬
‫ٍ‬ ‫حجر من‬
‫ٍ‬

‫كلب‬ ‫للموت ُ‬
‫ينبش قالبنا ورؤوسنا ‪ٌ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫هزيل ‪ ..‬آخر صور ٍة‬ ‫كلب‬ ‫ٌ‬
‫هزيل راح يلوي ذيلَه ‪ٌ ،‬‬ ‫كلب‬
‫ل أحد ؟ ٌ‬

‫فنودع ما ّادخرنا من جمال في السواقاي ثم‬


‫ُ‬ ‫تنحب أو تشيّ ‪ ،‬عرباُتها تمضي بنا تعوي‬
‫ُ‬ ‫يجر خرافة سوداء‬
‫ّ‬

‫ُ‬
‫نصمت ناطرين ‪.‬‬

‫ُ‬
‫وتلتقط التراجيديا صور شعرا ٍء آخرين طوتهم السنين ‪ ،‬ويظهر تمثال صديقه في‬
‫يفيض من لحيته ومن كتفيه مثل اّله السومري إنكي وكانت السماّ‬ ‫الكرادة والّي كانأ جدول ماء ُ‬ ‫ّ‬
‫تلعب في عيونه وفي حقيبته ويديه لكنه ‪ ،‬وهو داخل التمثال ‪ ،‬كانأ يسخر من هّا التمثال ومن هّه التحايا‬‫ُ‬
‫ويمزح مع حارس التمثال ‪ ..‬وتش ّكل هّه الصورة سخرية سوداء من حشود التماثيل ‪ ،‬التي ملت بغداد ‪،‬‬
‫ببوق‬
‫أسلّ حنجرتي واستبدلها ٍ‬ ‫بطريقة غير مباشرة ‪ ،‬وتنتهي القصيدة بصرخ ٍة مريرة ‪ :‬كانأ يمكن أنأ َ‬
‫ُ‬
‫وتعبت‬ ‫أدونأ النهار والليل وهما يتلحقانأ مثل قاط وفأر ‪.‬‬
‫اختفيت وراء حنجرتي ّ‬‫ُ‬ ‫لكي ل أجوع ‪ ،‬ولكنني‬
‫يوم من التدوين ‪ ،‬أين حنجرتي ؟ سرقاوها إذنأ ! ‪ ،‬حسنًا ‪ ..‬أين نوتاتي ومدوناتي ؟ يا إلهي ‪ ..‬لم أكن‬
‫ذات ٍ‬
‫اكتب بما ٍء‬
‫كنت ُ‬‫بحبر ‪ُ ..‬‬
‫أكتب ٍ‬
‫‪ُ .‬‬
‫َ‬
‫الرصاصة‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫وبنصوص الما ِء التي ل ُترى ول ُتقرأ ول ُتؤرخ ُ‬
‫يطلق‬ ‫ِ‬ ‫المرة‬
‫وبهّه السخري ِة ّ‬
‫النشيد عاليًا ‪ ،‬هّ ِه ٌ‬
‫مهنة‬ ‫ُ‬ ‫ببوق لكي يبقى‬
‫لبد من استبدال الحنجرة ٍ‬‫عر الّي يكتب هناّ ‪ :‬هل ّ‬ ‫الش ِ‬
‫على ِ‬
‫‪ُ .‬م ْ‬
‫رهقة ‪ ،‬وداعًا أيتها المهنة المرهقة ‪ ،‬وداعًا أيها الشعر‬
‫مودعا شعره وذكرياته ً‬
‫هربا من الجوع واليباب‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مكرها‬ ‫وهكّا يهيّ الشاعر أمتعته ويخرج من بلده‬
‫‪ .‬والعنف والظلم‬

‫ّ‬
‫مخضبة بدمها وعّابها‬ ‫في مجموعة خواتم الفعى تنفتح التجربة اّيروسية على مصراعيها‬
‫يرافق ّ‬
‫اللّة ‪ .‬يرحل الشاعر من بغداد إلى ع ّمانأ وهو مجّوب‬ ‫ُ‬ ‫وكأنها مجموعة ّ‬
‫اللّة واللم معا حيث اللم‬
‫إلى امرأة استثنائية تبدو كما لو أنها كانت خارجة من عالم الساطير ‪ ،‬امرأة تشبه اّلهات الشوريات‬
‫الفخمات المترعات بأجسادهن ومجونهن وميولهن المتطرفة ‪ .‬رّبة من رّبات الحصاد والمطر تلك التي‬
‫خصب الحقول وتحمي المدنأ ‪ ،‬ربّة اللحظة الشاردة المترعة والحظ الوفير ) تايكي ( ‪ ..‬فيتقدم الشاعر‬
‫ُ‬ ‫ُت‬
‫‪34‬‬
‫غامض إليها ولكنه يرى في حديقة بيتها ثلثًا من سادنات القادار العجائز ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫إلى بيتها يسوطه ندا ٌء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تقدر بها عمر اّنسانأ والثانية صحيفة ملفوفة ومغز ً‬
‫ل تقرأ فيه مصير‬ ‫ً‬
‫ساحرات ثلّ تمسك الولى ريشة ّ‬
‫العالم وتقرأ خطوطها ومصائر بشرها ‪ .‬فينصحنه بأنأ ل يدخل إلى بيت هّه‬ ‫ِ‬ ‫اّنسانأ والثالثة تمسك كر َة‬
‫فيطلبن‬
‫َ‬ ‫المرأة لنه سيجد المتاعب الكثيرة واللم ‪ ،‬لكنه يسخر منهن ويرمي أغراضهن فوق سطح البيت‬
‫بالمقص إذا لم يفعل ذلك‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إحداهن بقطع خيط عمره‬ ‫ُ‬
‫يرفض فتهدده‬ ‫منه أنأ يعيد أغراضهن إليهن لكنه‬
‫‪ .‬فيرمي لهن أغراضهن ويدخل بيت المرأة‬

‫تالف وكأس مكسور وقابضة محكمة ‪ ..‬وتبدو هّه اّمارات وكأنها‬ ‫رحم ٍ‬
‫ُيفاجأ أنأ بيتها يشبه شكل ٍ‬
‫ُ‬
‫رحلة‬ ‫نّير باللم والعّاب لكنه يتوغل في بيتها ويبحث عنها فيجدها نائمة على سريرها الجميل وتبدأ‬
‫ٌ‬
‫وكنت مسجونًا في‬
‫ُ‬ ‫العنيف بينهما ‪ ،‬كانأ بيتك المتاهة الصغرى وكانأ ُ‬
‫جسدّ المتاهة الكبرى‬ ‫ِ‬ ‫اّغوا ِء‬
‫وكنت ظلمي‬ ‫ِ‬ ‫نجومك‬
‫ِ‬ ‫يلمع تحت‬ ‫ُ‬
‫وكنت كالغزال جلدي ُ‬ ‫أتتبع اّشارات على الجدرانأ ‪،‬‬
‫‪ .‬المتاهتين ُ‬

‫فرات ويرمي فيه أسما َكه ‪ ،‬كانت آثار الحزانأ على‬


‫يمد صولجانه فيحول نهر أحزانها إلى ٍ‬
‫مخرب َ‬
‫عبث‬ ‫ٌ‬
‫عرش ّ‬ ‫الدموع على سلّم ِ‬
‫البيت ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مواعينها وفي كوؤسها ‪ ،‬الغيو ُم على الباريق والفناجين ‪،‬‬
‫ُ‬
‫ويعزّ على الناي فتخرج‬ ‫ٌ‬
‫حزينة في الممرات ‪ُ .‬يخرج صايته الحمراء ويلبسها‬ ‫وأقاواس‬
‫ٌ‬ ‫اللصوص‬
‫ُ‬ ‫به‬
‫البيوض في س ّ‬
‫لتها وتتنفس‬ ‫ُ‬ ‫محتشد تفّقس‬
‫ٍ‬ ‫بطيئا ثم تصير أعنف من مارش ملئكي‬ ‫ً‬ ‫ضحكاتها من شرانقها‬
‫‪ .‬ويتحول نهر أحزانك إلى أمواج غبط ٍة‬
‫حيك َ‬
‫الليل‬ ‫عدنأ ‪ ..‬وأيدينا ُت ُ‬
‫تدب في المرأة الفعى ‪ٌ .‬‬
‫يتحول جحيمها وخرابها إلى فردوس عدنأ فتبدأ الحياة ّ‬

‫وندخل في مغاورها وُنشعلُها‬


‫ُ‬ ‫عدنأ مضبّب ٌة نشّققها‬
‫بالوجع ‪ٌ ،‬‬ ‫ذنين ‪ ,‬بالعينين‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫والشهقات بال ِ‬ ‫بالشهقات‬
‫ِ‬

‫مشاحيفا وشمعا ‪ .‬لكنها تبدأُ بنفث سمومها ببطء ‪.‬‬


‫ً‬

‫ً‬
‫التهابا في عشقه الروحي والجسدي وتزداد هي تحو ً‬
‫ل إلى أفعى ثم تتحطم أجنحة الشاعر‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫يزداد‬

‫سمكي ُ‬
‫يلحق النهار ويحمل النجوم إلى رحم المياه كي تلد الكلمات والعاجيب ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتب ّدل صايته إلى رداء‬

‫ُ‬
‫وتحمل المشهد إلى العالم السفل حيث الموت ‪،‬‬ ‫ثعبانأ لتدخل في الغوار‬
‫ٍ‬ ‫صايته الحمراء تتبدل إلى جلد‬

‫لقد تبّدلت هي إلى أفعى ‪.‬‬

‫وتهديمي متصل‬
‫ّ‬ ‫صياني‬
‫ّ‬ ‫جدل‬
‫وتتجاور لّة الحياة ) اّيروس ( مع لّة الموت ) التانتوس ( في ٍ‬
‫حتى تبدو قاصة الحب هّه مثل فسيفساء مرصوصة باّيروسي والتانتوسي ‪ :‬اخرجي السيوّ‬
‫المّتقدة الحمراء التي كنت تطوفين بها على ُم ّ‬
‫كحلي العيونأ ومسدلي الشعر على المتونأ ‪ ،‬العاشقونأ‬
‫الرماد‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫سيوّ‬ ‫الفاتنونأ الّين عصفت بهم ُج ُ‬
‫مل الدمع في عيونهم فأحبوا وهاموا ‪ ..‬أخرجي عليهم‬
‫كنت ّ‬
‫أرشها بك‬ ‫الحرى أعيدي لي ّ‬
‫مرشات الطلع التي ُ‬ ‫‪ .‬وأفزعيهم بها وأعيدي لي أنفاسي ّ‬

‫يتطلع الشاعر إلى جمع خرق اليوسفيين وبقايا أجنحته‬


‫المحط‬

‫‪35‬‬
‫ّ‬
‫مة وأضغاّ الشهقات وبقع النبيّ لكي يرحل ‪ ..‬لكنها تتوغل في نزعتها التدميرية وكانت تساعدها‬
‫‪ .‬وصيفة بائسة تترّ تمغة العنكوبتة وراءها ً‬
‫دائما‬

‫لكن النبع يتحرّ بالحياة‬‫نبع ويرميها هناّ ّ‬ ‫الشاعر أنأ عليه أنأ يحمل )خواتم الفعى( إلى ٍ‬
‫ُ‬ ‫يرى‬
‫وتحضر الفعى فيحاورها وكأنها الفعى الكونية الخالقة ولّلك تأتي قاصيدة )حينما في السافل( لتلقي‬
‫شباّ فجرها ومن جنونأ‬ ‫الشاعر من كابوسها المعتم ومن ِ‬ ‫ُ‬ ‫وإلى البد هّه القصة إلى الجحيم‪ ،‬حيث يفيق‬
‫ليلها الصارخ ّ‬
‫باللّات ‪ ،‬وتترادّ في استّكاره لها طبقات‬
‫اللّ‬
‫ّ‬
‫ة واللم وتنفتح هّه الطبقات على شحنات وبساتين إيروسية حقيقية وخادعة ‪ .‬يستعيد الشاعر هّه التجربة‬
‫سقيتك حبًا لم تّقاه‬
‫ِ‬ ‫أترعت كأسَّ ِك تمامًا ! ‪ ,‬أ لني‬
‫ُ‬ ‫بطريقة جديدة لكي يصل إلى نهاية حاسمة ‪ .‬أ لني‬
‫أحّرقات قاامتي وأضأتُّ ِك ! أ لني‬‫ُ‬ ‫)فضحكت منها( أ لني‬
‫ِ‬ ‫فيك‬ ‫َ‬
‫رموّ الماضي ِ‬ ‫امرأة ! أ لني هّيجت‬
‫اللبن غزيراً في‬ ‫ُ‬
‫وجعلت َ‬ ‫أرضعتك‬
‫ِ‬ ‫سواّ ! أ لني‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أغلقت شبابيكي عن‬ ‫ُ‬
‫وتواريت ! أ لني‬ ‫فيك‬ ‫ُ‬
‫دخّلت ِ‬
‫ثدييك‬
‫ِ‬ ‫!‬

‫وتستمر لغة التّ ّكر ويصل الشاعر إلى حقيقة هّا ّ‬


‫الحب فل يجد سوى كلمة ) كّب ( مناسبة له‬
‫فردوس من‬
‫ٌ‬ ‫الرض ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫بتراب‬
‫ِ‬ ‫ويبدأ الشاعر بالنفصال النهائي ‪،‬سوّ ألغي ّ‬
‫كل ما يربط نعلي‬
‫فردوس من الغيم سألغي ّ‬
‫كل ما‬ ‫ٌ‬ ‫فردوس من الباغ ِة ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الكارتونأ ‪،‬‬
‫ِ‬
‫خ ّطّته تايكي وسأرمي في مياه البحر تمثال إنانا وسأرمي ناي بارات وكتب وسأبقي كلمة واحد ًة‬
‫كّب (‬
‫‪ْ ).‬‬

‫ويّ ّكرها بأكاذيبها وتناقاضاتها ويطلب منها أنأ تعيد له صولجانأ الغسق لنأ إيزيس تريد هّا‬
‫الصولجانأ الّي أخّه من اّلهة وأهداه لها وأنأ تعيد له شهوات فجر إنانا وفضة ماء أترغاتس وأجنحة‬
‫‪ .‬ضوء ليليث وتاج قالعة تايكي وخاتم خيزل سدوري ‪ ...‬الّ‬

‫الشاعر في الطبقات اّسطورية والحسّية ويفرغها من مادتها الماثلة ليستعيدها منها ‪ .‬وليلقي‬ ‫ُ‬ ‫هكّا ينبش‬
‫يهب إليه هو الخر ليغسل جسده من الدرانأ ‪ ..‬فيخرج من بيتها عاريا‬ ‫بقمامات ما تبقى إلى البحر الّي ّ‬
‫ل مطلق ُه في صر ٍة وتحت أقادامه أنينها وقاد غدت أشبه بتيامت إلهة الكونأ العتيقة المليئة بالشر‬ ‫وحام ً‬
‫وتنتفض البروق لتضرب تيامت وهنا نستعيد أسطورة الخليقة البابلية‬ ‫ُ‬ ‫والقبح لكنه يخرج ويندفع للبحر‬
‫) عندما في العالي ‪ ،‬إينوما أليش ( بشكل مختلف حيث يحاولونأ خلق السماء من نصفها العلى لكن‬
‫هّا ل يحصل وتخرج نجوم سوداء ول تنبت النباتات على نصفها السفل الرضي ويتعطل صنع العالم‬
‫ل ومنتقمًا منها ‪ ،‬بل يخرج بسلم من هّه‬ ‫لسنوات طويلة ‪ ..‬أما الشاعر فل يظهر مثل مردوخ مقات ً‬
‫الحكاية تاركًا البروق والقاّدار تلعب بها لكنها يقينًا كانت قاد وقاعت ‪ ،‬إلى البد ‪ ،‬في السافل ‪..‬‬
‫الشاعر ِرحاله إلى ليبيا فيلج عالمًا جديدًا غامضًا وغريبًا عنه‬
‫ُ‬ ‫في مجموعة حزينًا عند عمود السماء ّ‬
‫يشد‬
‫لكن امرأة اسمها ) لموع ( تتلّقفه ‪،‬‬‫ل ركضت خلف عرباته وأسرته ّ‬ ‫‪ ،‬ويتخيل من شدة اضطرابه أنأ خيو ً‬
‫كانت مياه البحر الليبي مثل خمر ٍة قاوي ٍة وجبال الجنوب الليبي أعمدة السماء ‪ ،‬لقد كانأ أقاوام الطلس‬
‫ُ‬
‫يبحث‬ ‫تغوص قامته في الغيوم ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫) التلنت ( الليبيين يسمونأ بلدهم ) عمود السماء ( بسبب جبل‬
‫ُ‬
‫تتناسل وإذا به يقبع‬ ‫يجد أرضًا ول سماء ‪ ،‬كانت الوهام‬ ‫الشاعر عن عمود السماء فيجده ويتسلقه لكنه ل ُ‬
‫يطحن بها رغباته وأوهامه ‪ ،‬أما لموع فتبدو له أشّد بعدا مما كانأ يتصور وهكّا يدور حول‬ ‫ُ‬ ‫في غرف ٍة‬
‫عمود السماء بل نهاية ‪ ..‬وتعمل دوامة الحياة المكررة هناّ على جعله في ما يشبه المتاهة ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫تستقبل ُه مدينة درنة في ليبيا وتض ّمد جراحه وُتشعره بالمانأ لكنه ماّال تحت أوجاع قاديمة ل يعرّ ماذا‬
‫يفعل ‪ .‬يضع على الطاولة ) رصيعة المتاه ِة ( وهي لعبة متاهة في وسطها مركز يحاول اللعب أنأ‬
‫ُيدخل قاطره الزئبق في هّا المركز وهّا كله ترميز لمتاهته الجديدة ويومه المكرر ‪.‬‬
‫أطلقت على درنة موسيقا من الورد‬ ‫ِ‬ ‫تخرج لموع من درنة لتقوده إلى نهرها ‪ ،‬كيف‬
‫نهر‬ ‫َ‬
‫وانشق بها ٌ‬ ‫َك فاجتاح سماها الزهو‬
‫وّّينت يديها بالخواتم ‪ ،‬كيف ألبست ذرى درنة تيجان ِ‬
‫حرّ المرسى وساق السفن الغرقاى ولم يسكن وناداني‬ ‫أس ّميه ) لموع (‪ ،‬سكن البحر ولم يسكن لموع ‪ّ ،‬‬
‫َ‬
‫وسأدفعك‬ ‫قالت هاتي خريطتي ‪ ،‬قاالت هي خريطتي‬ ‫إليه ‪ .‬أخّت الرصيعة ووضعتها في حقيبتها ‪ُ ،‬‬
‫ببوصلتي إلى جبالها ووهادها وسأوصلك إلى النقط ِة ‪.‬‬
‫تنحت طريقها بين قاليل من الحقيقة وكثير من الخيال ‪ ،‬حيث تظهر لموع‬ ‫ُ‬ ‫حب غريب ٍة‬ ‫ُ‬
‫رحلة ّ‬ ‫وتبدأ‬
‫تفعل شيئًا سوى إثارة مواجع الماضي ودفع الشاعر إلى النهوض من جديد بعد ّ‬
‫كل‬ ‫وكأنها كائن أثيري ل ُ‬
‫الزرع طولي ثم قاامت‬
‫ُ‬ ‫فقمت ُ‬
‫حيث قاا َم‬ ‫حفنة ما ٍء ثم ّ‬
‫رش ْت ُه على ُجث ِة تاريخي ُ‬ ‫ما حصل ‪ :‬أخّت من نهرها َ‬
‫العطر ّ‬
‫ورشتني به‬ ‫َ‬ ‫شعرها‬‫أخّت من ِ‬‫ْ‬ ‫النار وقاامت بي سيولي ‪.‬‬‫الماس ‪ ،‬قاامت شهو ُة ِ‬
‫ِ‬ ‫قاّبة من رشقات‬
‫‪ .‬قاامت خيولي‬

‫ويّتضح لهبها فوق المياه حيث ل يكونأ في معبدها الضوئي سوى خاتمها يسقي الشموع فيحاول أنأ يمّد‬
‫كفيه إلى سّلّتها فل يجد سوى كنّز نجوم ويمّدّ كفيه إلى أعماقاها فل يجد سوى منجم ماس ‪ ،‬كانا يخلطانأ‬
‫ُ‬
‫ّرقاة الميا ِه ويعلو ََّبَد ُه ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وتشتد‬ ‫البحر تعلو‬
‫ِ‬ ‫على الساحل يديهما وكانا يزرعانأ المحار والحصى ‪ ،‬كيميا ُء‬
‫ّ‬
‫وأي عّاب هّا الّي يصلي به ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الفتنة التي يتوضأ بها ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تتناسل ‪ ،‬ما هّه‬ ‫الطيور تصّف ُق والمرايا‬
‫ُ‬ ‫وكانت‬
‫َ‬
‫والرجال اللهثين‬ ‫َ‬
‫الجبال‬ ‫ساحل سوس َة وهي تل ّم في حقيبتها‬‫ِ‬ ‫ساحل درن َة إلى‬
‫ِ‬ ‫كانأ جوا ُدها يعدو من‬
‫والعيونأ من الرجال اللهثين ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫الطيور من السما ِء‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وتقطف‬ ‫ً‬
‫ومرحا‬ ‫ً‬
‫ضحكا‬ ‫تنفجر‬
‫ُ‬ ‫شموعها ‪ ،‬وكانت‬
‫ِ‬ ‫ورا َء‬
‫تهبط في سلّتها وتنا ُم ‪ ،‬لماذا تتقاطع‬ ‫غيمة الموسيقا ُ‬ ‫ُ‬ ‫رحلن من حياتي ‪،‬‬
‫َ‬ ‫تعالي وافتحي بيوت النسا ِء اللئي‬
‫وحقائبهن ومكحلتهن وقامصانهن‪ ،‬تأملي في ما تركنه‬ ‫ّ‬ ‫صور ّ‬
‫هن‬ ‫ِ‬ ‫راّ ‪ ،‬تأملي في‬ ‫وع ٍ‬
‫تصافح ِ‬‫ٍ‬ ‫اليدي في‬
‫خيول كسير ٍة ‪ ،‬تعالي انظري إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫عرباتهن الواقاف ِة حتى هّا اليوم مع‬ ‫والقلئد وتأملي في‬
‫ِ‬ ‫الخواتم‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫‪ .‬أمشاطهن وعلب العطور والمكياج‬

‫وفي سوسة يقف الشاعر مع لموع في لحظة نهاي ٍة عجيب ٍة حيث تبكي أقادامها وتغني وهي في‬
‫الرمل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أفخاذ ِّ في‬ ‫أقالب الدنيا على سافِلها ‪.‬‬
‫خوّ ‪ ,‬وأعدو ‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫تمثالك ‪ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أحمل‬ ‫الرمل تغوص ‪ ،‬وأنا‬
‫ِ‬
‫ويغوص‬
‫ُ‬ ‫برمح ويرتفع البحر وتستسلم لموع للرمل الّي يسحبها إلى العماق‬‫ٍ‬ ‫الريح‬
‫َ‬ ‫أضرب‬
‫ُ‬ ‫تغوص ‪،‬‬
‫ُ‬
‫لمعة ضو ِء وسكونأ‬
‫كف الشاعر والرمل ول شيء سوى ِ‬ ‫‪ .‬الليل في الرمل وفي الماء ول شيء سوى ّ‬

‫ل ‪ ..‬ل أحد يستطيع معرفة ذلك ول حتى الشاعر نفسه ‪ ..‬لقد بدأت‬ ‫ً‬
‫واقاعا أم خيا ً‬ ‫هل كانت لموع‬
‫ً‬
‫أيضا ‪ ..‬ربما ؟‬ ‫أشباح النساء تظهر في حياته ل النساء أنفسهن ‪ُ ..‬ترى هل هّه من صفات عمود السماء‬

‫في عربات كيلو باترا يتماهى شبح ‪ /‬واقاع المرأة مع التاريّ فتظهر كيلوباترا في صورة جديدة‬
‫تح ّفّ بها حياة الطوارق ) التوارق ( ‪ ،‬ويأخّ النص الشعري شكل جديداً حيث تش ّكل اللغاّ والحاجي‬
‫والمثال التوارقاية وصلت ربط بين أمواج التاريّ وأشباح الحاضر ‪ ،‬السما ُء والنجو ُم ‪ٌ ..‬‬
‫شيّ يغربل‬
‫الناس ‪ ،‬ظهر الناس من صلب الشجار وانحدروا في‬ ‫وأنبت َ‬‫َ‬ ‫البرقاوق ‪ ،‬سقط البرقاوق على الرض‬
‫الوديانأ والجبال ‪ .‬ماذا يتبع هّه القصة المؤلمة للخليقة سوى العطش ‪ ،‬كانت الغابات ّ‬
‫تجف والناس‬
‫ً‬
‫نحافة‬ ‫‪ .‬يزدادونأ‬

‫‪37‬‬
‫ً‬
‫مناعة إّاء لدغ الثعابين‬ ‫ويظهر البسولي وهم أقاوام ليبية قاديمة بين أهل ليبيا المعاصرين وهم أقاوى‬
‫بئر ليبي لتجد كيلوباترا الحقيقة ممددة في قااع البئر تمسك‬ ‫ُ‬
‫تنّزل في ٍ‬ ‫والفاعي ‪ .‬وتظهر المرأة وهي‬
‫وتواشج حضارتي‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫صولجانها وعصاها ‪ ،‬ويداها متصالبتانأ والنور يخرج من عظامها ) ترميز لتجاور‬
‫مصر وليبيا ( ‪.‬‬
‫تنتظر العودة إلى جسدها ‪ ،‬وهكّا‬
‫ُ‬ ‫وتخلع المرأة ثيابها وتنّزل إلى البئر وكأنها روح كيلوباترا )با( التي‬
‫يتم اتحاد الجسد بالروح وتخرج المرأة وكأنها كيلوباترا جديدة وتتجه بعرباتها إلى درنة ‪.‬‬
‫وفي درنة تلتقي الشاعر وتدخل شوارع المدينة وشعابها وتطلي جسدها بالقرمز والنور وتظهر صورتها‬
‫على ص ّ‬
‫لية النسور الفرعونية المعلقة في أحد دكاكين درنة ‪ .‬ويظهر الوشم على يديها وبطنها وكتفها‬
‫وقادميها وهي عادة من عادات تجميل أجزاء الجسد عند الليبيات ‪.‬‬
‫بأشباح الماضي ‪ ،‬لم يعد هناّ ما ُيغري ‪ ،‬حقيبة سوداء هي‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫مضاعفة وأنا أّتصل‬ ‫خسارتي‬
‫كنت أُ ُ‬
‫خيط جراحاتي وأتقلّب وحيداً ليس معي‬ ‫كل ما خرجت به من بلدي ‪ ،‬بكت على آلمي الطيور ‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬
‫أستطيع ملعبتها‬
‫ُ‬ ‫تلعب و ل‬
‫‪ .‬سوى أشباح التاريّ ُ‬

‫لكن الشاعر يلعب لعبة الّ ) شغرغم ( التوارقاية الليبية مع الناس فيخرج خارج اللعبة لنأ خياله هو الّي‬
‫يحركه بينما الواقاع يحرّ الناس ‪ .‬لبد من الخسارة في البلد الغريبة ! ‪.‬‬
‫يدفع الشاعر صندوقاه في ) شارع الظلم ( وهو أحد شوارع درنة في انتظار عربات كيلوباترا ليشتري‬
‫فيركض في الشوارع الخالية من الحب وحول عمود السماء فتّبل‬ ‫ُ‬ ‫لها أدوات ّينتها وذهبها لكنها ل تأتي‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫مائدته وثيابه تفقد أصباغها ويصبح شعره رماديا وتزداد دوخاته وتسقط كيلوباترا من عربتها بعد أنأ‬
‫عضها الثعبانأ المخبأ في سلة التين ) وكأنأ كيلوباترا لبد أنأ تعود إلى مصيرها وتنفصل عن امرأة درنة‬ ‫ّ‬
‫عبثا في شوارع درنة لينادي‬ ‫إذ ل فائدة من هّا التحاد القسري ول بد من نهايته ( ويصرخ الشاعر ً‬
‫واحداً من ) البسولي ( الّين يعرفونأ دواء عضة الثعبانأ لكنهم كانوا قاد انقرضوا جميعًا ‪ ..‬وينحني‬
‫ويضعه على العربات التي ساطتها الرياح بعيداً ‪ ..‬بعيداً ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الشاعر على جسد كيلوباترا ويلّفه بعباءتها‬
‫ُ‬
‫وفي عمل ) قابل تلويحة الوداع ( يكتب الشاعر قاصائده إلى امرأة تتماهى مع اّلهة ) تانيت ( التي تظهر‬
‫ً‬
‫ومعّبة بسبب بحثها القديم عن‬ ‫ً‬
‫مهمومة‬
‫) أتلنت ( أخيها وحبيبها ‪ ..‬الشاعر يركض وراءها وهي تركض وراء أتلنت الّي‬
‫مزقاه العطش ‪ ..‬لكنها ل تلتفت إلى الشاعر بل تمضي في رحلتها إلى القاصى حيث يحاول الشاعر أنأ‬ ‫ّ‬
‫شبح ّائل ‪.‬‬
‫يصنع من هّه المرأة تانيت معاصرة جديدة لكنها تحب مصيرها وهو الهرب وراء ٍ‬
‫َ‬
‫المسافة التي بيننا ‪،‬‬ ‫أحب اللم الّي فيها ‪ ..‬يجعلني أتحسس‬ ‫بك ‪ّ ،‬‬ ‫أحب الغاني الحزينة ‪ُ ..‬تّكرني ِ‬‫ّ‬
‫أحب بكاء المغني لنه يشبه‬ ‫بك ‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫أحب الغاني الحزينة وتجعلني أفكر ِ‬ ‫صنعت من فولذ ‪ّ ،‬‬ ‫المسافة التي ُ‬
‫استحضر بقو ٍة رحيلنا المحتوم ‪ ..‬وتندمج صورة الشاعر بصورة‬ ‫ُ‬ ‫يأس المغني لنه يجعلني‬
‫أحب َ‬ ‫بكائي ‪ّ ،‬‬
‫أتلنت عندما يتساقاط ورقاهما ويظهر أتلنت وهو يج ّرّ شبكته الفارغة حول عمود السماء وتتساقاط ثماره‬
‫وتتساقاط جمراته ‪ ،‬لحيته تطول وجدائله تتجعد على متونه ‪ ،‬يده النأ ل تقوى على النداء ‪ ،‬يده النأ في‬
‫تحطم ولم يعد في رأسه سوى الوجيج ‪.‬‬ ‫فرت منه وقاصب ُه ّ‬ ‫جيب مثقوب ‪ ،‬أغنامه ّ‬‫ٍ‬
‫ويتناقاص اّيروس إلى أقاصى حدوده في هّا العمل حتى يبدو وكأنه يختفي تحت طبقات الوعد‬
‫خيولك مزقات الستار بيننا ؟ ماذا يحصل لو‬ ‫ِ‬ ‫شالك ؟ ماذا يحصل لو أنأ‬ ‫ألقيت ِ‬
‫أنك ِ‬ ‫بالمل ‪ ،‬ماذا يحصل لو ِ‬
‫ً‬
‫أنهارّ سمكا إلى أنهاري ؟ ماذا يحصل‬ ‫ِ‬ ‫طيورّ حملت من‬‫ِ‬ ‫تّمرّ سقط في فمي ؟ ماذا يحصل لو أنأ‬‫ِ‬ ‫أنأ‬
‫لك ‪ ..‬ولي ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫آبارّ ؟ ‪ ..‬قاليل من الضوء ‪ ..‬قاليل من المخّبّأ فيه الكثير من السعاد ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫كشفت عن‬
‫ِ‬ ‫لو‬
‫وجهك ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وتستعد اليد التي ستشير بالوداع إلى الظهور بالماني الواعدة كسراب ‪ :‬يٌد ِ‬
‫للمس الضو ِء على‬
‫َ‬
‫قامرّ ‪ ،‬يٌد لكي أغرّ‬
‫ِ‬ ‫عسلك ‪ ،‬يٌد لكي أُتّبل‬
‫ِ‬ ‫فراشاتك ‪ ،‬يٌد لش ّم‬
‫ِ‬ ‫روح ِك ‪ ،‬يٌد لمداعب ِة‬
‫لزرع الندى في ِ‬
‫ِ‬ ‫يٌد‬
‫حرائقك ‪ ..‬يٌد ‪ ..‬يٌد ‪ ..‬وتتناسل اليدي دونأ جدوى لنها ماّالت في الجيوب‬ ‫ِ‬ ‫أخوض في‬
‫َ‬ ‫خمرّ ‪ ،‬يٌد لكي‬
‫ِ‬

‫‪38‬‬
‫‪ ،‬لكن يد الوداع هي التي تحاول الرتفاع فل يقوى الشاعر على رفعها وتبتعد امرأته في الفاق ‪..‬‬
‫ثقاب مقلوب قاابل للشعال في أية لحظة ‪.‬‬
‫ويظهر عمود السماء وكأنه عود ٍ‬
‫في ) لوبا ( تظهر امرأة تحاول إنقاذ الشاعر من حزنه فتبحث عنه ‪ ،‬لكنها ل تراه ‪ ،‬إنها تش ّم رائحته‬
‫لكنها ل تصل إليه ‪ ،‬ورغم أنه قاريب منها يلقايها في الشوارع والماكن الكثيرة في درنة وهي تحملُ‬
‫الطيور منه ول ّ‬
‫يدل عليه دخانأ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تقترب‬
‫ُ‬ ‫ناظوراً لتبحث عنه لكنه كانأ طريحًا قارب عمود السماء ل‬
‫لكن منطادها هبط في‬ ‫عالية وكانأ هو متناثراً في جحيمه ‪ ،‬قاررت أنأ ل تعود إلى الرض ّ‬ ‫ً‬ ‫كانت ) لوبا (‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫باب طبرق وس ّدّ الشوارع والطرقاات ‪ .‬خاطت له قاميصا وشرشفا وخاتما وهي تمشي على خيط بين‬
‫وتدين في المدينة لكنها لم تصل إليه ‪ ..‬ولكنها تجمع بقاياه من الشوارع والبحر والبيوت والّقاة حتى‬
‫تكتمل هيئته فتتعرّ على شكله وتبحث عنه فتجده خاويًا عند عمود السماء فتحمله إلى كهفها ) وهي‬
‫يفيق شيئًا فشيئًا ويشعر بأنه كائن‬‫الّئبة العاشقة ( وهناّ تداوي جراحه وتطببه وتمسح جسده وتجعله ُ‬
‫يطمس جسد ُه في عسلها‬ ‫ُ‬ ‫بنهرين وتعود له رموّه وأساطيره التي فارقاها ويفتح عينيه عليها ويعانقها ثم‬
‫ويحاول العوم لكنها تدفع به إلى السفل حيث يتلل ذهبها ويكتبانأ كتابهما الوحيد ) المخابيل ( بأصابع‬
‫أقادامهما على ساحل المتوسط وعلى شوارع درنة وعلى سجادة كهفها وعلى الرمل ومدافن الماء ‪ ،‬خلعنا‬
‫عش على البحر ‪،‬‬ ‫ودمعك كانأ غزيراً جمعته مثل ّ‬‫ِ‬ ‫أحّيتنا ودخلنا إلى بحر درنة ‪ ،‬يدي في يديك ‪،‬‬
‫الموج بيننا يحصي‬
‫ُ‬ ‫وجع وكانأ‬
‫راحتيك أغني من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫كنت على‬ ‫وضحكك كانأ غزيراً جمعته مثل ٍ‬
‫ّهر ‪ُ ،‬‬
‫ويضع فيها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حقائبه ليعود إلى بغداد‬ ‫ُ‬
‫يتساقاط في البحر ‪ .‬لكن الشاعر يحز ُم‬ ‫الكلم الماجن الجميل الّي‬
‫أبراجهما اّثني عشر التي ظهرت في كهفها ودارت أقادارهما في دائرة هّه البروج لتظل تدور حيثما‬
‫ذهبا ‪ .‬وبّلك تكونأ الّئبة لوبا قاد أنقّت الشاعر من دوامة عمود السماء ووضعته في دائرة البروج‬
‫الحسية والروحية ‪.‬‬
‫منعشة آماله بتكاثر حظوظه وطبقات تجربته ّ‬‫ً‬ ‫الجديدة‬
‫في مجموعة السومرية أحلم ‪ ..‬في اّتضاح جحيمها وفراديسها العالية يحاول الشاعر أنأ يسلك طريقًا‬
‫يمر فيه بجحيم نزواته السالفة لكي‬ ‫وعراً إلى حبيبته الولى ) أحلم ( فيجد أنه لبد من معراج ّ‬
‫ل للمرأة المغوية التي ظهرت في أكثر من‬ ‫يط ّهره هّا الجحيم بناره ‪ ،‬فيتخّ من ) ليليث ( رمزا شام ً‬
‫تجرب ٍة في حياته‪.‬‬
‫ويبدأ القسم الول في ظهور ليليث بطريق ضائع مدلهم يخترق الشاعر المجروح فيه جراحاته ‪:‬‬
‫ُ‬
‫النائمة تحت‬ ‫أرسلت حّياتك لي ‪ ،‬حّيتك الملتّفة على أعمدة بيتي ‪ ،‬حّي ِ‬
‫تّك‬ ‫ِ‬ ‫متى تداوين جروحي ‪..‬‬
‫أنت ‪ .‬تظهر ليليث وتفرّ السنابل‬ ‫ُ‬
‫الواقافة في نافّتي ‪ ،‬حّيتك التي تق ّمطني ‪ ،‬آه متى تأتين ِ‬ ‫تك‬
‫سريري ‪ ،‬حّي ِ‬
‫يتعرق الثديانأ ‪،‬‬
‫على المياه وتصعد الجبل وحصانها يثير شهوة النبات ‪ .‬تتعرق رقابتها ‪ّ ،‬‬
‫ولمحت نحاسي‬
‫ِ‬ ‫ينتشر‬
‫ُ‬ ‫خضاب عيوني‬
‫َ‬ ‫لمحت‬
‫ِ‬ ‫أنت‬
‫يتع ّرّق ظهرها ومطرها ينّزل في كفوفي ويطليني ‪ِ .‬‬
‫فجر وكانأ ضّم ‪ٌ ..‬‬
‫شمل واحٌد ‪ .‬يظهر‬ ‫صار خبزاً لي وكانأ ٌ‬‫طينك َ‬ ‫ِ‬ ‫ثيابك ّ‬
‫ودثرتني بها ‪،‬‬ ‫ولّملمت ِ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫يتفطر‬
‫خليط من الجنّيات والحوريات واللهة القديمة والنساء‬ ‫الجحيم وكأنه المنفى الّي ُيبعده عن أحلم وهو ٌ‬
‫المندثرات اللئي يتناّعن قايعانه السفلى ‪ .‬إنه جحيم السحر السود واللّّات السوداء وعوالم الشبق‬
‫والكحول والحنين والبكاء والخبل وجحيم إغواءات الليل والنساء والمجونأ ‪ ..‬جحيم خراب الروح وهياج‬
‫ل ثمرات الجمر‬‫كل التجاهات‪ ،‬الجحيم الّي ل تقطف منه إ ّ‬ ‫‪ .‬الجسد في ّ‬

‫وتطلق فيه السماء ‪ ،‬كانأ ُ‬


‫نمل‬ ‫ُ‬ ‫يتوقاد الشاعر في ظلم جسد ليليث وتكتب جسده كأنها تعيد تشكيله‬
‫ٌ‬
‫ضربات‬ ‫محورّ سيل أطلس البروق ‪،‬‬‫ِ‬ ‫المتراصة تسيل في‬
‫ّ‬ ‫الخرافي والعشاب‬
‫ّ‬ ‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫الشمس يدبي في‬
‫رحلة إيروسية داخل الجسد النثوي‬ ‫ٍ‬ ‫الشاعر في أقاسى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتوغل‬ ‫جسدّ ‪ .‬وهكّا‬
‫ِ‬ ‫خيول في‬
‫ٍ‬ ‫عبدّية وتصادم‬
‫حتى توصله إلى الجمر المقّدّس وإلى تخوم العالم ويدخل غياهب التاريّ ‪،‬‬
‫تخرج في‬
‫ُ‬ ‫الشعوب المقهور ِة‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫صرخات‬ ‫حنّاء بيزنطة على أطراّ أوراقاي ‪ ،‬راعي المياه يتأوه في دمي ‪..‬‬

‫‪39‬‬
‫ٌ‬
‫صامت‬ ‫ُ‬
‫طبول الشرق تسكُتها بنّادق الغرب ‪ ..‬مشهٌد‬ ‫الحضارات ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫برماد‬
‫ِ‬ ‫ويخرج معها ولعي‬
‫ُ‬ ‫كتاباتي‬
‫يفضح اّنسانأ‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬

‫بالتراب ولم‬
‫ِ‬ ‫أعمارنا‬
‫َ‬ ‫ويصبح الجسد هو المحور ‪ ،‬فهو الّي يوصل إلى المطلق ‪ :‬خلطت القادا ُم‬
‫وليتكوم الماس‬
‫ّ‬ ‫نرجس تحت لهاتي‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫لينشق‬ ‫فلقت تللَ ِك بفمي‬
‫كنت ُ‬ ‫التحديق في المطلق ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫نتعب بعد من‬
‫أعضائك ببخاري‬
‫ِ‬ ‫الفراشات المتطاير ِة من‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أرشق‬ ‫ُ‬
‫وكنت‬ ‫ولترج الشمس إيقونة الفم ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السوُد في الهاوي ِة‬
‫الشمس الضارب ِة في‬
‫ِ‬ ‫جّور‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫الغابات ‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫طاعتك ولتتشاور أقادا ُم ِك ‪ ،‬في‬
‫ِ‬ ‫ليتكوم في‬
‫البعيد ّ‬‫ِ‬ ‫هاشًّا على‬
‫ّ‬
‫السفل‬
‫ِ‬ ‫العالم‬
‫ِ‬ ‫‪.‬‬

‫وتختلط ليليث الشيطانة بأناهيت اّلهة وتقع الساطير فرائس في كمائن الجسد ‪ ..‬وينفتح التاريّ‬
‫الندلس تأتي ‪ ..‬من شارع حيفا تأتي ‪ ..‬تستعمر ليليث‬
‫ِ‬ ‫بورده وجنونه على المدنأ الحاضرة ‪ ،‬من ساح ِة‬
‫أنسابك‬
‫ِ‬ ‫الرصاص ‪ ،‬سلسلة‬
‫ِ‬ ‫مصنوع من‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫معقوّ‬ ‫صليب‬
‫ٌ‬ ‫ستعثر على تميمتها ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫الباب‬
‫الشوارع وأمام ِ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫القرونأ الوسطى تشجعني على‬ ‫غيرتها الهواء ‪..‬‬
‫علبة السجائر ‪ ،‬أمزجتي ّ‬ ‫ُ‬
‫وتسقط ُ‬ ‫ُ‬
‫تنفرط على العتب ِة ‪..‬‬
‫العقائد‬
‫ِ‬ ‫طبقات‬
‫ِ‬ ‫الحب أكثر من الدخول في‬‫‪ .‬ممارس ِة ِ‬
‫الفضة وأعلق في يدي‬ ‫ِ‬ ‫الغامض ‪ ..‬ش ّم العنبر وش ّم النهود وش ّم‬
‫ِ‬ ‫الطريق‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫رحلة في‬ ‫لم تعد الكلمات تنفع ‪.‬‬
‫يتفطر ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اليافوخ يغلي والحدي ُد‬‫ِ‬ ‫ونور‬
‫يلمع ُ‬ ‫القز ُ‬ ‫وتر ّ‬
‫وأكتب على يدي الخرى ) أجهرط ( ُ‬ ‫ُ‬ ‫الرعد‬
‫ِ‬ ‫سور َة‬
‫يصعد من هنا‬ ‫ُ‬ ‫والقمر في ميزاني‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والحوت‬ ‫حرير‬
‫ٍ‬ ‫وينقلب ّغُبها إلى‬
‫ُ‬ ‫أسد ّ‬
‫يعضني‬ ‫ينقلب خاتمي إلى ٍ‬ ‫ُ‬
‫بعد آخر‬ ‫ً‬
‫الكواكب كوكبا َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الفرو تبسطني وأنا أفك أّرار السماء وأفكك ّناجيل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وينّزل من هناّ ‪ ..‬رائحة‬
‫ُ‬
‫والحمد وأشيل الثلج‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫النور من بشرتها وأشيل صفحة الحضر ِة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫جسدها تضّيعني ‪ ،‬أشيل صفحة ِ‬ ‫ونقاط ِ‬‫ُ‬
‫َ‬
‫لدخل في‬ ‫مصباحها‬
‫َ‬ ‫وأحفر ‪ ..‬أرفع‬
‫ُ‬ ‫الحروّ‬
‫ِ‬ ‫أنفّ في كراسي‬‫المسبر ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وانفّ في‬ ‫الحمام‬ ‫طبقة‬ ‫ُ‬
‫وأشيل َ‬
‫ِ‬
‫أتوسل بشّباّ إيل ‪:‬‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأتوسل بالعروة ‪ ..‬ف ّكي ه ّمي ‪..‬‬ ‫ُ‬
‫أتنصت لنين الزمانأ‬ ‫وأفك شفتين وأبوس ‪..‬‬‫ظلمِها ّ‬
‫أنعط أن ُم أهوي وفمي حصاني ‪ ..‬فمي الّي أدرّ به القمر وأذوق به الظلم ‪ .‬وبعد أنأ‬ ‫أغمط ُ‬
‫ُ‬ ‫فرج عني ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫اتحدت ليليث بأناهيت ) الشيطانة واّلهة ( تقتربانأ من ) أحلم ( لتتحدانأ بها ‪ ..‬وهكّا تتحول العشيقة‬
‫حواء ‪ ..‬وتستعيد المرأة صورتها السوداء والبيضاء في حلم واحد وفي‬ ‫الشيطانة والعشيقة اّلهة في ّ‬
‫أحلم الشاعر ‪.‬‬
‫وفي القسم الثاني فردوس أحلم ‪ ..‬يكونأ الشاعر قاد اجتاّ أهوال جحيم الجسد والليل واقاترب من فجر‬
‫الفردوس الّي هو فردوس أحلم حيث أمواج الغنيات الدافئة الحنونأ والبوح العاشق والصبر العاشق‬
‫قاي ّ‬
‫اللّة وتعاليها ‪..‬‬ ‫ور ّ‬‫والمل ‪ ،‬حيث سلم الجمال والحب والحقيقة ‪ ،‬إنه وضوح الروح وسحر الوله ُ‬
‫لكن‬
‫ّ‬
‫أحلم لم تكن موجودة في فردوسها ‪ ،‬لقد رحلت إلى بغداد وتركت عاشقها وحده مع الّكريات القريبة‬
‫سعيا إلى لقا ٍء يجمعهما في المستقبل ‪ .‬يبدأ الشاعر بعزّ قاصته مع الفراشة التي حملت على‬ ‫والبعيدة ً‬
‫خيول الضو ِء بخيول الظلم فيها ومع سحرها‬ ‫ُ‬ ‫أطرافها ذهب الزمانأ وصاحبة العيونأ المثلثة التي تصطد ُم‬
‫بندم بعض ذكرياته‬ ‫المطلق الّي يجعلها ترفع المنارات في روحه وتنشر الطيور تحت سمائه ‪ .‬ويستعيد ٍ‬
‫كنت‬
‫سرحت ‪ ،‬لقد ِ‬ ‫ِ‬ ‫عّاب‬
‫ٍ‬ ‫وأنك ‪ ،‬مثل دموعي ‪ ،‬في غربتي ‪ ،‬من‬ ‫عت ‪ِ ،‬‬ ‫ض ِ‬‫أنك ِ‬
‫سيغفر لي ‪ ،‬لو ِ‬
‫ُ‬ ‫معها ‪ :‬من‬
‫ْ‬
‫الخرين ‪ .‬ويزور ينابيعها‬ ‫الكونأ أو أّتقي به برص‬
‫َ‬ ‫أجوب به‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الجمال‬ ‫غصن‬
‫َ‬ ‫كنت‬
‫وردي وروحي وقاد ِ‬
‫وينابيعه في العراق حيث طفولتهما وصباهما في الشطرة وكركوّ وأربيل والبدعة والمحاويل ‪ ،‬ويتّكر‬
‫مغن وّرعت‬ ‫جوال إلى ٍ‬ ‫حولته من ّ‬ ‫أسراره القديمة لكنه يتدفأ بها ول يبوح بها لها ويرصد ما فعلته به فقد ّ‬
‫في فمه البّور وجعلته يطوّ البلدانأ ويغني ‪ ،‬وهي التي عجنته ووضعته في القمر فأخّ يتأملها من‬
‫ويمد لها ذراعه ‪ .‬ويطلب من إله الحسرات المقيم معه أنأ يربط النهر الّي جف بقلبه بندى دجلة‬ ‫هناّ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يجتاح دمه الطوفانأ ‪ :‬ض ّم الضفتين ولنكن في ضفة واحد ٍة نحيا فقد طال الشتات ‪ .‬وتظهر أحلم وكأنها‬
‫‪40‬‬
‫البؤرة التي تجتمع فيها نساء التاريّ والساطير ) حواء ‪ ،‬عشتار ‪ ،‬إيزيس ‪ ،‬مريم ( وتظهر وكأنها‬
‫الرابط بين أم الشاعر وابنته ‪ .‬وحين يرى آخر صور ٍة له معها يجد فيها المل والقوة والبسالة والجمال‬
‫الدمع‬
‫ُ‬ ‫فاض‬‫وأنه يتكّ على معمارها ولكنه حين يتّكر منظر وداعها له يشعر بأنأ الموت يحفر فيه ‪ :‬أيام َ‬
‫تخرج من‬
‫ُ‬ ‫بل الناس‬ ‫الجريحة ‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫صوب بغداد‬
‫َ‬ ‫وترجع‬
‫ُ‬ ‫ل تمضي‬ ‫النار ‪ّ ،‬‬
‫بل قاواف ً‬ ‫درب ِ‬ ‫وبل َ‬ ‫من أحلى العيونأ ّ‬
‫مطوحين بصمتهم وتتحول إلهة الحلم السومرية‬ ‫الحروب ّ‬
‫ِ‬ ‫الحباب ينحدرونأ من ليل‬
‫ِ‬ ‫ّع آخر‬
‫مقابرها تود ُ‬
‫) مامو ( إلى أحلم بعد أنأ تمنحه التمائم ليتحول نحوها ‪ .‬ويتّكرها وهي تغني في عيد رأس السنة وهي‬
‫تجمع المطر والجمر في كيانها وهي ترسل إغواءاتها له فالشجار بعض ترجمات فيضها العجيب‬
‫والنهار نبضها ‪ ،‬ويستدعي الحمائم بهديله شجنه وشجنها فتصبح نداء الّ ) ياقاوقاتي ( رسائل له ولها ‪.‬‬
‫كل هّه المتاعب ‪ ،‬كم‬ ‫لكن حلمهما الراسّ في الحب والحرية هو القاوى والّي يخترق ّ‬
‫ً‬
‫صعبة ؟ كم‬ ‫تسلقت طرقاًا‬
‫ُ‬ ‫وأنت تبكين ؟ كم‬
‫لو ّحّنا لبعضنا بالوداع ؟ كم افترقانا ؟ كم حملت حقيبة سفري ِ‬
‫تعبت أقادامي من السير ‪ ،‬ولكن حلمنا لم يفارقانا ‪ ،‬حلمنا بالحب والحرية لم ينطفّ ‪ .‬ويزداد اّصرار‬
‫على أنأ حبهما وحريتهما وحرية بلدهما هي أساس ما تبقى من مستقبلهما ‪ ..‬قاد نتسلق الجبال من حديد ‪،‬‬
‫وقاد نقطع البحار وقاد نكتب رسائل الفراق واللم ‪ ..‬لكن حلمنا بالحب والحرية يكبر مهما طال الفراق ‪.‬‬
‫وهكّا يعود الشاعر إلى حبيبته الولى التي بدأ بها في بداية هّه المجاميع فقد كانت ) بوبولينا ( في أول‬
‫قاصائد يقظة دلمونأ هي ) أحلم ( التي يكتب عنها في آخر قاصائد هّه المجاميع ‪ ..‬فهل يريد الشاعر أنأ‬
‫حب حقيقي في اليد لكي‬ ‫يقول لنا بأنه يحاول إقافال الدائرة أو إكمالها ‪ ..‬هل يريد أنأ يقول بأنه لبد من ّ‬
‫يكونأ تعويّة اختراق هّه الهوال والغابات والمصاعب والرحلت التي خاضها ‪ .‬ربما ‪ ..‬وربما كانت‬
‫ً‬
‫مشحونا‬ ‫ً‬
‫ممتلئا‬ ‫ً‬
‫ناضجا‬ ‫نوع من تخصيب ذلك الحب الفطري الرومانسي وجعله حّبا‬ ‫رحلته هّه هي ٌ‬
‫ُ‬
‫قاويا‪ .‬هكّا إذنأ تصعد وتهبط قاوة السحري واّيروسي وهي تمضي في رحلتها الطويلة هّه ‪،‬‬ ‫متوتراً ً‬
‫حس ّي طافح‬
‫وهكّا تنفتح اللغة على كيمياء الجسد لينتج منها ما هو روحي فائق متصاعد وما هو ّ‬
‫متبوعا بجحيم في دورة ل تنتهي ليقطر‬ ‫ً‬ ‫والفردوس‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫متبوعا بفردوس‬ ‫بالملّات العنيفة ‪ ،‬هكّا يظهر الجحيم‬
‫الشعر ولتظهر في آفاقاه كل هّه الحيوات والمصائر المتصارعة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫من خلل كل هّا‬
‫خزعأل الماجدي‬
‫درنة ‪ /‬ليبيا‬
‫‪11/ 7 / 2003‬‬

‫‪a_khazal@hotmail.com‬‬

‫‪41‬‬
‫يقظة دلمون‬

‫‪42‬‬
‫‪1980‬‬

‫ل تاريخ‬
‫إ ّل تاريخ الروح‬
‫سانأ جونأ بيرس‬

‫‪43‬‬
‫كتاب بوبولينا‬

‫جــــــــــــــــو المــــــــــــــــرأة‬
‫ّ‬ ‫تنــــــــــــــــدّ طويّ من‬
‫ّ‬ ‫أن الرجــــــــــــــــل الــــــــــــــــذي‬
‫الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرخي‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬من عأطر يــديها‪ ،‬من نهــدها‪ ،‬من ركبتيهــا ‪،‬من شــعرها ‪،‬ومن ثيابهــا المسترســلة اكتســب‬
‫رقة في البشــرة وأناقـ ًـة في اللهجــة وضــربًا من التــأنث إن خلت العبقريــة منــه لم تسـ ِ‬
‫ـتوف‬ ‫ً‬
‫شروطها الفنية مهما بلغت رجولتها وعأنفها‪ ،‬إنني عأنيت بقولي هذا‪ ،‬إن الميــل المبكــر إلى‬
‫المعطر يخلق العبقريات السامية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫البراق‪،‬‬‫المواج‪ّ ،‬‬ ‫عأالم المرأة‪ ..‬إلى هذا الجهاز ّ‬
‫بودلير‬

‫‪44‬‬
‫بوبولينا‬
‫سأغني‬
‫المسرة‬
‫ّ‬ ‫عندما ُ‬
‫تهبط في الرض‬
‫العشب والما ِء‬
‫ِ‬ ‫وأسميها بلد‬
‫المجرة‬
‫ّ‬ ‫أس ّميها‬
‫وأناديها طوي ً‬
‫ل‬
‫الصبح‬
‫ِ‬ ‫بانتظار الفجر والطير الّي يسعى مع‬
‫ويستلقي بروحي‪.‬‬
‫النهر‪،‬‬
‫إنها عند ضفاّ ِ‬
‫هّا الما ُء منها‬
‫وضباب الليل منها‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫جنونا‬ ‫ليتها تمتلي ُء النأ‬
‫فُتغني‪..‬‬
‫َ‬
‫الخيل وتأتي‬ ‫تسرج‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫يعرّ ماذا تفعلين؟‬ ‫من ُترى‬
‫الرقاص من الليل إلى الفجر‬
‫ُ‬ ‫ربما ُ‬
‫يأخّ ِّ‬
‫فتلقين إلى الفجر يديك‬
‫وتموتين‪..‬‬

‫‪45‬‬
‫إليك‬
‫فيرمونأ ِ‬

‫ورد ًة في ِ‬
‫القبر‬
‫في‬
‫السهل‪ ،‬الّي ّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يعرّ‪ ،‬يا سيد َة‬ ‫من‬
‫يقرب مني؟‬
‫ومن ُ‬
‫ها أنا النأ مع الطير الّي عاد‬
‫أنادي‪ :‬بوبولينا‬
‫إنها بين الرعاة الطيبين‬
‫يدها في يدهم‪ ،‬ما ُء صباها‬
‫من ندى الصبح عليهم‬
‫إنها ُ‬
‫تقفل في البحر كتابًا‬
‫وتغني عنده الريح‬
‫وأفواج الطيور الراحلة‬
‫بوبولينا‪..‬‬
‫معي النأ من الشعر قاليل‬
‫كثير‬
‫ومن الوجد ٌ‬
‫وعيناّ‬
‫ِ‬ ‫ولي الشمس‬
‫المر‬
‫الزمن ّ‬
‫ِ‬ ‫ونار‬
‫ُ‬
‫وأحل ُم الصغار‪.‬‬
‫ْ‬
‫والوجد؟‬ ‫هل تعودين إلى أيامنا‬
‫للبر مع الغزلنأ عند الليل؟‬
‫هل تأوين ّ‬
‫ما ّال الرعاة‬
‫تقترب الشمس من الماء‬
‫ُ‬ ‫عندما‬

‫‪46‬‬
‫يغنونأ طوي ً‬
‫ل‪:‬‬
‫َغ ُرَب ْت شمس النهار‬
‫غربت عنا وصار‬
‫أشجار غريبة‬
‫ٍ‬ ‫بيتنا ملجأ‬
‫غربت طفلتنا َ‬
‫وسط البحار‬
‫يا ندى الغيم أطعنا‬
‫إننا في السهل ما أتعبنا الليل‬
‫ولكّنا مع العشبة ضعنا‬
‫هاهمو‪ ،‬سيدتي‪ ،‬بعض رعاة السهل يأتونأ خفافًا‬
‫حين استوقافهم‬
‫ثمر الروح‬ ‫ُي ُ‬
‫شرق فيهم ُ‬
‫ويستلقي‪ ،‬على أغصانهم‪،‬‬
‫مطر ال‬
‫ُ‬
‫فألقيه سؤا ً‬
‫ل‪:‬‬
‫إننا أبنا ُء ع ّم يا مطر‬
‫إننا في النور‬
‫في ماء القمر‬
‫دمنا‪ ..‬ما ٌء ودفلى‬
‫درب السفر‬
‫دربنا‪ُ ..‬‬
‫سر بنا وامطر علينا‬
‫ْ‬
‫واستلق فينا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واسقنا‬
‫أنت‪...‬‬
‫ِ‬

‫‪47‬‬
‫يا آلهتي الولى‪ ..‬أعيني‬
‫ً‬
‫فارسا ل يعرّ الموت‬
‫ول يحني الجبين‬
‫أنت يا آلهتي الولى‪ ..‬أعيني‬
‫ِ‬
‫جسدي المتعب‬
‫والروح التي تّوي وقالبي‬
‫فأنا جامع أوراد أغني‬
‫الورد في الماء وأمضي‬
‫َ‬ ‫ثم أُلقي‬
‫خالق ال عشقًا‬
‫إنني أكثر ِ‬
‫بوبولينا‬
‫إنني أعّبهم قاو ً‬
‫ل‬
‫فقولي للسهول‬
‫د ُم ُه حمرةٌ ورد الرض‬

‫والسحب النبيلة ْ‬
‫ُ‬
‫عقدةٌ في حاجبيه‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫أناشيد‬

‫نشيد الغريب‬
‫عيني على الولد المسافر في مجاهلها‬
‫وسيدها ّ‬
‫الشم ْ‬
‫عيني َ‬
‫عليك‪.‬‬
‫َ‬
‫ظمئت !‬
‫ما كانت لك الحسرات‬
‫مستباح‬
‫ٌ‬ ‫غير َ‬
‫أنك‬
‫كلما غادرت َ‬
‫بيتك‬
‫في الشوارع والروابي والعيونأ‬
‫كلّما نبتت على دمك الغصونأ‬
‫السيف في َ‬
‫يدّ الجميلة ْ‬ ‫ُ‬ ‫كلّما بارّت كانأ‬
‫وردةٌ ترشقها في الرض‬
‫الرض وروداً مستحيلة ْ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تشتعل‬ ‫كي‬

‫نشيد الخمر‬
‫يا صبا قالبي‬
‫‪49‬‬
‫الخمر على ثوبي وأكتافي‬
‫ُ‬ ‫طفا‬
‫وناداني جنوني‬
‫للعشق ‪ُ ..‬‬
‫فقمت‬ ‫ِ‬ ‫في بلد ال‬
‫ُ‬
‫وأغمضت عيوني‬ ‫الخمر إلى رأسي‬
‫ُ‬ ‫وسما‬
‫من ُترى يسمعني النأ إذا غنيت؟‬
‫شهي‬
‫والما ُء ّ‬
‫شعرّ السود للثديين‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ناّل من‬
‫للخاصرة الوسنى‬
‫ُ‬
‫أسكن فيه‬ ‫وللبيت الّي‬
‫ٌ‬
‫ناّل للقدم الثابت حيث النبع‬
‫والرض البعيدة‪.‬‬

‫نشيد المسرة‬
‫هكّا نبقى‬
‫لنا أنأ نسقط النأ وأنأ نرقاى‬
‫فكّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّوني‪..‬‬
‫غابة مشتعلة ْ‬
‫وأبدأي‪ّ ..‬‬
‫هزي بروحي‬
‫شجر الخلق تريني‪...‬‬
‫ساقاطًا ّهراً‬

‫فيا سيدتي العّراء‪ :‬في العينين أُلقي جسدي‬


‫‪ -‬أندى من الماء –‬
‫أنام‬
‫الجفن ْ‬
‫ِ‬ ‫وفي‬
‫‪50‬‬
‫في يدي ّهر ُة غاردينيا‬
‫المسرة‬
‫ّ‬ ‫وفي قالبي‬
‫وعلى الرض السلم‪.‬‬

‫عأليك من لوركا‬
‫أخاف ِ‬‫ُ‬
‫الفراشات صفراء‬

‫كيف الّين أبادلهم تعبي يرحلونأ ْ‬


‫والنار تغفو‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وكيف النهارات‬

‫وكيف الجفونأ ْ‬
‫تسلّمني للنعاس‬
‫وتتركني هادئًا‬
‫والسنونأ‬
‫طير أليف !‬
‫تغادرني مثل ٍ‬
‫***‬
‫الفراشات ٌ‬
‫ميتة فوق مكتبتي‬
‫والزمانأ‬
‫ٌ‬
‫ساكن في مكاني‪ ،‬وفي راحتي‬
‫وقاد ذبلت شفتي‬
‫واحتواني الّهول‬
‫وما ُ‬
‫ّلت ألقى الطيور‬
‫عنك‬
‫وأسألها ِ‬
‫عن طفل ٍة‬

‫‪51‬‬
‫أراحت حقائبها في بلد‬
‫غصن لوركا قاتي ً‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫هوى عندها‬
‫في‪،‬‬
‫المرارات ّ‬
‫المنارات في قابر لوركا‬
‫وقالبي يبادلك الحرقاة النأ‬
‫كانت لنا‬
‫بلٌد نقلبها في اليدين‬
‫ٌ‬
‫وأرض تحاصرني في المساء‪.‬‬
‫***‬
‫الكتب الواقافة النأ على الحائط‬
‫ُ‬
‫ما عادت كما كانت‬
‫ول ّ‬
‫كل صحابي الطيبين‬
‫الشعر ما عاد‬
‫ُ‬
‫وما بي ليس شعراً‬
‫ُ‬
‫الوحشة يا سيدتي‬ ‫إنها‬
‫فلتقفلي الساعة جرحًا‬
‫عند غرناطة‬
‫ولتأتي‬
‫كما تأتي الطيور‬
‫***‬
‫قامر‬
‫قابر لوركا ٌ‬
‫ُ‬
‫يخشع في الليل ويحني‬
‫ُ‬

‫‪52‬‬
‫وأبراج السماء‬
‫َ‬ ‫جبهة َ الرض‬
‫مطر‬
‫اسم لوركا ٌ‬
‫يسقي الزمانأ‬
‫خمر َة الدنيا‬
‫روح الشعراء‬
‫ويستنطق َ‬
‫دمه‪ ،‬مثل ورود البحر‪،‬‬
‫صدرّ‬
‫ِ‬ ‫بكفيك إلى‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ضميه‬
‫وابتلّي‪..‬‬
‫وصلّي عنده الفجر‬
‫شعرّ‬
‫ِ‬ ‫وغني عندما يغفو على‬

‫وانسلّي مع الصبح ّ‬
‫إلي‬
‫***‬
‫الريح‬
‫ُ‬ ‫يا صديقي الكبير الّي داهمت بيته‬
‫َ‬
‫انطفأت‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫اشتعلت بنار السماء‬ ‫وكيف‬
‫القميص الّي عند لوركا قاميصي‬
‫العيونأ التي عنده في جبيني‬
‫الشفا ُه‪ ..‬شفاهي‬
‫في‪.‬‬
‫الرصاص الّي فيه ّ‬
‫ُ‬
‫تعال‪..‬‬
‫عليك‬ ‫ُ‬
‫أخاّ ِ‬ ‫تعالي‪..‬‬
‫أتيت‬
‫الدمع لوركا إذا ما ِ‬
‫َ‬ ‫فلن يّرّ‬

‫‪53‬‬
‫فما عنده‪ ..‬ليس عندي‬
‫وما كانأ عندي‬
‫يروح إليه‪..‬‬
‫***‬
‫صغار ُ‬
‫نحن‬ ‫ٌ‬
‫كالطفال‬
‫حبك !‬
‫أنس ِ‬
‫ما بالي إذنأ لم َ‬

‫‪54‬‬
‫غأيابك كالقديس‬
‫ِ‬ ‫ملقى في رائحة‬
‫ً‬
‫"غداً‪ ..‬وغداً‬

‫وغداً كلّ شيء "‬


‫آت‬
‫غد ل بد ٍ‬ ‫ّ‬
‫وكل ٍ‬
‫وتأتين‬
‫َ‬
‫نأتي معًا‬
‫ّ‬
‫وننسل في برد هّا العّاب‬
‫لفاتح ِة النهر‬
‫ُنلقيه ّهراً‬
‫وُنلقيه سراً‬

‫فأمضي‬
‫لعينين واسعتين ّ‬
‫حد السماء‪.‬‬

‫بعدك‬
‫الليالي ِ‬
‫يجالسني ّ‬
‫كل يوم صديقي‬
‫الخمر‬
‫َ‬ ‫وننتظر‬
‫ُ‬
‫الخمر روحي‬
‫ِ‬ ‫أبهى من‬

‫ومائدتي مورقاة ْ‬

‫‪55‬‬
‫الخمر‬
‫ُ‬ ‫ويشتعل‬
‫أُلقي بنفسي‬
‫نار الجنونأ‬
‫لنارين‪ِ ..‬‬
‫ونار مس ّعرة في الجسد‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫خفيفا‬ ‫ّ‬
‫وأستل ً‬
‫سيفا‬
‫أبارّهم واحداً واحداً‬

‫يسقطونأ‪،‬‬
‫النار وحدي‬
‫فتأخّني ُ‬
‫ّ‬
‫وابتل بالماء حينًا‬
‫وبالليل حينًا‬
‫أنت التي قالت يومًا‬
‫ِ‬
‫وكفاّ َ‬
‫فوق جبيني‬ ‫ِ‬
‫وعيناّ في الغيم‪:‬‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫طريق طويل‬ ‫هّا‬
‫وآخره الموت‪..‬‬

‫غأيابك‬
‫ِ‬ ‫رائحة‬
‫صديقانأ‬
‫وكتفاّ‬
‫ِ‬ ‫كفي‬
‫المضيق ول الما ُء‬
‫ِ‬ ‫ل ّهرةٌ في‬
‫ُ‬
‫نحن اللّين ابتلنا هوانا‬
‫البحر سراً‬
‫َ‬ ‫نودع‬
‫بأنأ َ‬
‫العشب سراً‬
‫َ‬ ‫وأنأ نطأ‬

‫‪56‬‬
‫ْ‬
‫الصافية‬ ‫وأنأ ندخل الغابة‬
‫العمر‬
‫َ‬ ‫وأنأ نحلم‬
‫العمر يمضي‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫بعض من‬
‫صرت إ ّ‬
‫ل الّي كانأ‬ ‫ُ‬ ‫وما‬
‫ً‬
‫محترقاا في هواي‬
‫وممتلئًا بالجنونأ‪.‬‬

‫وحيدًا‪ ..‬مع صداقة كتفي‬


‫بحر الطفولة‬ ‫َ‬
‫أنت يا َ‬
‫ُشّدنا من شعرنا‬
‫واّحف علينا‬
‫مر ًة‬
‫واقاطف لنا الشمس الخجولة‬
‫بحر اشتعل فينا‬ ‫َ‬
‫أنت يا ُ‬
‫وعلّمنا الجنونأ‬
‫بحر‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫منطلق‪ ،‬يا ُ‬ ‫قادر‬
‫ٌ‬
‫وريح العربة‬
‫ُ‬ ‫والنار‬
‫ُ‬ ‫العمر‬
‫ُ‬ ‫هّا‬
‫ُ‬
‫يصرخ في الليل‬ ‫ودٌم‬
‫وروح تعبة‬
‫ٌ‬
‫ترتقي الماء‬
‫ٌ‬
‫وأرض خربة‪.‬‬
‫الصبح أرعى‬ ‫ً‬
‫شاحبا في‬
‫ِ‬
‫غيمة الحزنأ‬

‫‪57‬‬
‫أناديك كأفعى‬
‫ِ‬ ‫وفي الليل‬
‫وحدي النأ‪ ..‬بعيٌد‬
‫ُ‬
‫أجمل أصحابي‬ ‫كتفي‬
‫وأشعاري‪ ،‬مع الوحشة‪ ،‬تسعى‪.‬‬

‫المر‬
‫أحزان الولد ّ‬
‫ً‬
‫واضعا يدي بين نهرين‬
‫مستسلمًا للرقااد‪،‬‬
‫ً‬
‫ومنحنيا فوق ماء من النور‬
‫ألقي السحاب ّهوري‬
‫أنت‬
‫وفي الروح ِ‬
‫ْ‬
‫الصافية‬ ‫مناراتك‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫المقفلة‬ ‫وأبوابك‬
‫ْ‬
‫الغافية‬ ‫وأغصانك‬
‫فهل تّكرين الليالي؟‬
‫استرحت على راحتي‬
‫ِ‬ ‫ويو َم‬
‫ويو َم التقاني اليمام‬
‫احترس‬
‫ْ‬ ‫عنك قاال‪:‬‬
‫وحدثته ِ‬
‫ُ‬
‫احترست‬ ‫ُ‬
‫وأيقنت أني‬
‫عنك الفراشات‬ ‫ُ‬
‫فحدثت ِ‬
‫فاستوحشت‬
‫منك‬
‫وقااربتها ِ‬
‫سر روحي فقالت‪:‬‬
‫وبادلتها ّ‬

‫‪58‬‬
‫لك ال‬
‫َ‬
‫ابتليت بهّا ؟‬ ‫َ‬
‫كيف‬
‫***‬
‫استكيني على كتفي‬
‫ولَن ُم ْت‪،‬‬
‫منحنين ببعض‬
‫ومستسلمين‪ ،‬الشوارع كسلى‬
‫ٌ‬
‫وساكنة روحنا‬
‫والّي كانأ‪،‬‬
‫يطوي جناحيه فينا ويهدأ‪..‬‬
‫حجر ساكنوها‪ ،‬انتهينا‬
‫وفي قااع ٍة‪ٌ ،‬‬
‫وعينانأ مثل الّليء‬
‫تقولنأ شيئًا عجيبًا‬
‫حنين جليل‬
‫ثابت أو ٍ‬
‫قادر ٍ‬
‫أمن ٍ‬
‫أو النار تبكين ؟‬
‫‪ -‬خّني‬
‫وما بعدها من كلم‪.‬‬
‫***‬
‫وحدي‬
‫بين جموع متعب ٍة‬
‫أي الخطوات أ ّقادم‬ ‫ل ُ‬
‫أفقه ّ‬
‫وأي الصبوات أغني‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪59‬‬
‫رحلت‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫كيف‬
‫ً‬
‫وهضابا بارد ًة‬ ‫وطأت بلداً قااسية‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وكيف‬
‫يديك سما ُء الدنيا‬
‫طوع ِ‬‫سيدتي‪ُ :‬‬
‫المر‬ ‫يديك ُ‬
‫الولد ّ‬ ‫طوع ِ‬
‫سيدتي‪..‬‬
‫نحوّ‬
‫ِ‬ ‫وأجرجر خطواتي‬
‫ُ‬ ‫أبكي‬
‫ألقاّ‬
‫ل ِ‬
‫ُ‬
‫فأصرخ‪ :‬صحبي‬
‫ل ألقاهم‪.‬‬
‫أحني رأسي وأهي ُم‬
‫***‬
‫تعب‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫البرية والطير‬ ‫َ‬
‫تخشاّ‬
‫َ‬
‫لسماّ‬ ‫مطيع‬
‫ٌ‬ ‫ل َ‬
‫أنت‬
‫مطيع َ‬
‫نفسك‬ ‫ٌ‬ ‫ل أنت‬
‫فمالك تقرأ شعراً وتغني؟‬
‫مسار َّ؟‬
‫ُ‬ ‫أين‬
‫قال َ‬
‫الجمع‬
‫ُ‬ ‫هّا‬
‫صحاب ألفوا الراحة‬
‫ٌ‬
‫وماتوا قابل الفجر‬
‫تقرع أجراسًا في الليل‬ ‫ما َ‬
‫بالك ُ‬
‫ُ‬
‫وتصرخ‬

‫‪60‬‬
‫ْ‬
‫قال‪..‬‬
‫السفر؟‬
‫ُ‬ ‫تعب هّا‬
‫هل من ٍ‬
‫قالق؟‬
‫هل من ٍ‬
‫رغبات كاذبةٍ؟‬
‫ٍ‬ ‫هل من‬
‫ْ‬
‫قال أين ُ‬
‫تريد‬
‫وماذا تبغي ؟‬
‫***‬
‫المر كتابًا‬ ‫ُ‬
‫يقفل هّا ُ‬
‫الولد ّ‬
‫لينام‪..‬‬
‫الصبح‬
‫ِ‬ ‫آخر في‬
‫ويفتح َ‬
‫بلد أولى‬
‫ومثل ٍ‬
‫يعلو الشعر وتعلين‬
‫لولّ‬
‫ِ‬ ‫الشعر يكونأ أليفًا‬
‫ُ‬ ‫فل‬
‫ميت‬
‫حقل ٍ‬
‫أنت تمرين على ٍ‬
‫ول ِ‬
‫إل ونمى‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫كتاب النبّء‬

‫سرا‬
‫إن لم تكن تشعر بتأثير السماء عأليك ّ‬
‫َ‬
‫ولدت‪ ،‬قد جعل‬ ‫َ‬
‫نجمك‪ ،‬حين‬ ‫وإن لم يكن‬
‫َ‬
‫منك شاعأرًا فمن الصوب أن تزرع الكرنب‪.‬‬
‫بوالو‬

‫‪62‬‬
‫آخر النبّء‬
‫ٌ‬
‫جبهة ل تخونأ‬ ‫مطاوعة‬
‫وطّيعة خطوةٌ للجنونأ‬
‫ْ‬
‫الحالمة‬ ‫روحه‬ ‫ٌ‬
‫وفاتنة ُ‬
‫بالمسر ْة‬
‫ّ‬ ‫ومأخّوةٌ‬
‫ْ‬
‫الساهمة‪.‬‬ ‫أساريره‬
‫فيا للمير الّي‪ ،‬ذات ليلة‪،‬‬
‫سف‬ ‫رمى رأسه َ‬
‫فوق ٍ‬
‫ونام‬
‫ولكنه لم ْ‬
‫يمت‬
‫***‬
‫أجب‪ ..‬يا صديقي الوحيد‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫أتعبتك الليالي الغريبة ؟‬ ‫أما‬
‫لفجر جميل‬
‫وقاد كنت تسعى ٍ‬
‫وما َ‬
‫ّلت تطوي الطريق الطويل‬
‫لّيّ‬
‫بخمر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫صباّ‬ ‫وتسقي‬
‫ّ‬
‫لتنسل مبتعداً‬

‫‪63‬‬
‫حائراً‬
‫إلى قالعة ْ‬
‫تالفة‬
‫سكرانأ‪ ..‬تهّي‬
‫َ‬ ‫وتنتظر الفجر‬
‫ْ‬
‫سالفة‪.‬‬ ‫بأغني ٍة‬
‫***‬
‫مر ًة َ‬
‫قالت ‪:‬‬
‫ّ‬
‫كل النساء‬
‫ّ‬
‫تجمعن في امرأة‬
‫ُ‬
‫فضيعت روحي بها‬
‫ُ‬
‫وأودعت سرجي لها‬
‫وأرخيت صدراً يناّلها‬
‫ُ‬

‫وارتويت‬
‫أي أمير‬
‫فراقاصتها مثل ّ‬
‫جليل‬
‫لص ٍ‬ ‫وغيبتها مثل ٍ‬
‫وقاّبلتها وارتحلت‪.‬‬
‫ٌ‬
‫حزين‬
‫ُ‬
‫فرحة الطير‬ ‫وبي‬
‫أمضي خفيفًا‬
‫ويحملني فرسي‬
‫غيم‬
‫فوق ٍ‬
‫مسافرةٌ أذرعي في السماء‬
‫الحجر‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫وثابتة أرجلي في‬

‫‪64‬‬
‫في الشمس أكثر مما ينبغي‬
‫العربات‬
‫ً‬
‫واقافة في المضيق‬
‫فماذا يريد الفتى ؟‬
‫وأي سماء يناّعها ؟‬
‫ّ‬
‫بر يعاكسه ؟ ‪ ،‬والرياح‬
‫أي ّ‬
‫ّ‬
‫رمت شعره فوق كتفه‪.‬‬
‫ألم ينته للسماء التي َ‬
‫قاال عنها !‬
‫مدنأ في البحيرات مملوء ٍة بالّليء‬
‫ألم ينته إلى ٍ‬
‫ألم يحترق في الجنونأ ؟‬
‫الخمور؟‬
‫النساء؟‬
‫إذنأ أين يمضي؟‬
‫وأي الخيول يح ّملها ما يشاء؟‬
‫ّ‬
‫أفق‬
‫مستكين لهّي الجنود الخفية َ‬
‫فيك‬ ‫ٌ‬
‫خدر‬
‫ومستسلٌم ٌ‬

‫‪65‬‬
‫والسماء‬
‫ٌ‬
‫مشعشعة ّاهية‬
‫وقاد حانأ وقات المجاهيل‬
‫والروح سكرى‪.‬‬
‫ُ‬
‫قالب‬ ‫َ‬
‫يجرجرّ النأ ٌ‬
‫ساحل ل يلين‬
‫ٍ‬ ‫إلى‬
‫بيت َ‬
‫آبائك الولين‪.‬‬ ‫إلى ِ‬
‫***‬
‫ٌ‬
‫عيونأ‬ ‫الرجال‬
‫ِ‬ ‫له بين ّ‬
‫كل‬
‫ُمس ّعرة‬
‫ُم ّرة‬
‫ُمشتهاةٌ‬

‫له روحه الهائمة‪ ..‬لنا النظرة الساهمة‬


‫له الخمرة الصافية‪ ..‬لنا الحكمة الشافية‬
‫له الغنيات الكبيرة‪ ..‬لنا الكلمات الصغيرة‪.‬‬
‫***‬
‫لمولي‬
‫عمر طويل‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫الطفولة‬ ‫ٌ‬
‫صيحة في‬ ‫بدايته‬
‫ِبر ل يخونأ‪.‬‬
‫وآخره ك ٌ‬

‫‪66‬‬
‫قلعة روحية‬
‫صباّ الّي ل ُ‬
‫يطال‬ ‫َ‬ ‫فسيح‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫وموحشة مثل روحي‬
‫نهاياتك المقفلة‬
‫َ‬
‫يصطفيك‬ ‫فل ٌ‬
‫ّمن‬
‫كوكب ينتهي َ‬
‫فيك‬ ‫ٌ‬ ‫ول‬
‫صبح ُ‬
‫يفوت عليك‬ ‫ٌ‬
‫َ‬
‫يحاذيك ل تنثني‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫وليل‬
‫فيالي وللشعر‬
‫هّا الصديق الوحيد‬
‫له أنحني وج ً‬
‫ل وأصلي‬
‫وأمير جميل‬
‫ٌ‬ ‫له ينحني ٌ‬
‫ملك‬
‫متعب مثل هّا تغادر؟‬
‫ٍ‬ ‫ّمن‬
‫أفي ٍ‬
‫طرق ضّيقة؟‬
‫ٍ‬ ‫أفي‬
‫تضّيعنا يا صديقي‬
‫وُتسكننا التيه‪.‬‬
‫مثل السحابة‬

‫‪67‬‬
‫تجرجرنا للبعيد الّي َ‬
‫فيك‬
‫تمضي‬
‫وتتركنا لهوانا نغني‪.‬‬
‫***‬
‫نخب الزمانأ وأهوائه‬
‫يغنونأ َ‬
‫والزمانأ‪..‬‬
‫يجرحهم بالليالي الطوال‬
‫ّ‬
‫ويزهونأ‬
‫عرشًا وحلوى‬
‫ومائد ًة َ‬
‫لست تهوى‬
‫إذنأ ليس جلداً أميراً عليك‬
‫ْ‬
‫الشفة‬ ‫ول ً‬
‫عنبا في‬
‫ْ‬
‫مترفة‬ ‫ول خمر ْة‬
‫ولكن قارعًا نبي ً‬
‫ل يناديك‬
‫سرا‬
‫يدعوّ ّ‬
‫إلى قالعة شامخة‬
‫ستدخلها وتقول ‪ :‬السلم‪.‬‬
‫***‬
‫هنا‪..‬‬
‫ْ‬
‫خفيفة‬ ‫وشمس‬
‫ٍ‬ ‫كسول‬
‫ٍ‬ ‫وصحو‬
‫ٍ‬ ‫لّيّ‬
‫غفو ٍ‬‫بعد ٍ‬
‫َ‬
‫أناديك‪ ..‬أصبو إليك‬
‫فلي ٌ‬
‫مقلة ل تنام‬

‫‪68‬‬
‫ولي ٌ‬
‫كلمة كال ُمدام‬
‫فارس ل يخونأ‬
‫ٌ‬ ‫ولي‬
‫والهمس للروح‬
‫َ‬ ‫والشعر‬
‫َ‬ ‫السحر‬
‫َ‬ ‫يعلمني‬
‫ٌ‬
‫سيف نبيل عصاه‬
‫وخميته ٌ‬
‫قالعة واحتفال عجيب‬
‫نبع أهلي القدامى‬
‫وبردته ُ‬
‫وخلوته خمر ًة وندامى‬
‫ٌ‬
‫غامض مستريب‬ ‫وأوله‬
‫وآخره معتٌم ل يدانى‬
‫فهل تعرفين الّي يحتمي بالشجر؟‬
‫وهل تعرفين الّي يختفي في المياه؟‬
‫وهل تعرفين الّي في الجسد؟‬
‫يجرجرني كل ليلة‬
‫ْ‬
‫ّائفة‬ ‫إلى ميت ٍة‬
‫مستقر ملي ٍء بروح المحبين‬
‫ّ‬ ‫إلى‬
‫فرسانهم‬
‫قاائديهم‬
‫شعراء عزيزين‪.‬‬
‫هّي العيونأ‬
‫تعّبني كل ليلة‬
‫وتزحمني بالجنونأ‪.‬‬
‫***‬

‫‪69‬‬
‫باللهب‬
‫ْ‬ ‫مكتو‬ ‫ٌ‬
‫مغلق‪..‬مقدّس‪ٍ ..‬‬
‫ٌ‬
‫خافق ٌ‬
‫نابض في دمي‬
‫للمشاعل‬
‫ِ‬ ‫ينحني‬
‫ل ينحني لحاملها‬
‫البرق‬
‫ِ‬ ‫ملجٌم ْ‬
‫هامة‬
‫ل يستريح‬
‫ذاهب للقااصي البعيد ْة‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫عاصف مثل ريح‪.‬‬
‫***‬
‫أيها الشعر‬
‫ألقي خطاي‬
‫ً‬
‫مستلقيا فيه ل ألتفت‬ ‫إلى النهر‪..‬‬
‫ْ‬
‫فارغة‬ ‫سأتركها ً‬
‫قالعة‬
‫وأتركهم شعرا ًء صغار‬
‫ً‬
‫مهادنة روحهم‬
‫ومستعّبونأ لجامًا‬
‫ومستسلمونأ لقادامهم‬
‫لسوار بأعناقاهم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ُحلّني يا صديقي‬
‫شوّ قاديم وأحيا‬ ‫سأسرقاها ً‬
‫نبتة مثل ٍ‬
‫ففي الروح بعض الصدى والشجونأ‬
‫للهة ما أفاقاوا‬

‫‪70‬‬
‫وآلهة متعبين‬
‫هنا أيها الزمن السلحفاة‬
‫أقا ّدم خطوي أخيرا‬
‫فل الشعر باب الخلص‬
‫ول القلعة الساكنة‪.‬‬

‫عألى فرسي والزمان معي‬

‫يدي‬
‫أطوي ايامي بين ّ‬
‫الطير صديقًا‬
‫َ‬ ‫وأتخذ‬
‫َ‬
‫والبرية قمرًا أسكن فيه‬
‫مفتونًا بغناء السفن الطالعة‬
‫من أعأماق البحر‬
‫وبالمدن المنهارة فيه‬
‫وبالموتى المرفوعأين جباهًا‬

‫ُ‬
‫عبرت‬ ‫تحت الغصانأ‪،‬‬
‫بري وسماء صافي ٍة‬ ‫وكانأ ّ‬
‫الحطابونأ يميلونأ إلى حقل ّ‬
‫وغابات من ورد أحمر‬
‫ٍ‬ ‫أصادّ أحراشًا سوداء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كنت‬
‫قاطيع الغيم إلى ضف ٍة نائي ٍة وأغني‬ ‫ُ‬
‫وأسوق َ‬
‫مأخوذاً بصفاء الفجر‬
‫ومقاداً بجنونأ العاشق للشمس‬
‫مروي بجّوري‬
‫ّ‬ ‫الماضي غسق‬

‫‪71‬‬
‫وفضا ٌء محتشد بطيوري‬
‫ٌ‬
‫مطاوعة قادمي‪.‬‬ ‫والرض‬
‫اذكر‪..‬‬
‫ل ُ‬
‫ً‬
‫فرحا‬ ‫في وأخرج‬
‫كانت أيامي تتزاحم ّ‬
‫ل أذكر‪..‬‬
‫وموائد ُت ُ‬
‫شعل شمعًا‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫شامخة‬ ‫وجدت قالعًا‬
‫ُ‬ ‫يو َم‬
‫ُ‬
‫ودخلت إلى صالت فاره ٍة ومداخل صفراء‬
‫قارونأ غابر ٍة‬
‫ٍ‬ ‫وآله ٍة من وحي‬
‫ُ‬
‫وسكنت لمائد ٍة سكرى‬
‫وشدوت‪..‬‬
‫كنت مليئًا بالفرسانأ وبالنبلء بالطفال الروحيين‬
‫ُ‬

‫ّ‬
‫أشد يميني‬
‫ُ‬
‫وأبارّ آلهة الليل‪.‬‬

‫غأناء الفارس‬
‫ُ‬
‫حركت خطوي‬ ‫حين‬
‫إلي‬ ‫ُ‬
‫والطريق استراح ّ‬
‫مرمر فاتن‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ولمحت الفراشات تزهو على‬
‫ذابل‬
‫ورق ٍ‬‫وتنا ُم على ٍ‬
‫ُ‬
‫حركت خطوي‬ ‫حين‬
‫إلي‬
‫والطريق استكانأ ّ‬
‫الفجر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحبيبات نامت ول‬ ‫الجراح‬
‫ُ‬ ‫ل‬

‫جرح صغيرةٌ على ّ‬


‫شفتي‪.‬‬ ‫والفجر ٌ‬
‫ُ‬

‫‪72‬‬
‫ً‬
‫صبعة‬ ‫في‬ ‫ُ‬
‫البلد التي سكنت ّ‬
‫والسماء التي أقافلت كالمحار‬
‫أحتوتني ‪..‬ونامت على كتفي‬
‫ُ‬
‫الّليل ارتخى َ‬
‫تحت ساقاي‬ ‫ُ‬
‫والطريق‬
‫***‬
‫ُ‬
‫الصيل لشعبي‬ ‫والنهار‬
‫ُ‬ ‫ناذر فرسي‬
‫ٌ‬
‫وهج آبائي الشامخين القدامى‬ ‫ٌ‬
‫حامل َ‬
‫سائر والندامى‬
‫ٌ‬
‫قامر ل بس ُحلّة العرب‬
‫ٌ‬
‫ودٌم ٌ‬
‫فاتن في الشفاه‬
‫والصبا والغضب‬
‫ٌ‬
‫ماسك غي َم أرضي بروحي‬
‫واللهب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وصديق الّرى‬

‫أمير الغيوم‬
‫ُ‬
‫أتمايل بين الغابات الولى والفجر الول‬ ‫إني‬
‫ل أعل ُم ماذا أهوى‬
‫ً‬
‫صاخبة‬ ‫اقارب شطانًا‬
‫أو كيف ّ‬
‫هّي الماد‬
‫تقود إلى الماضي مزهواً عبقًا‬
‫للنهر ُ‬
‫أقاود خيولي‬
‫واباركها بالماء‬
‫ُ‬
‫وأقاول لكل فراشات الروح‬

‫‪73‬‬
‫انبعثي لهبًا‬
‫الحب جواٌد ّ‬
‫أبدي‬ ‫ل ُ‬
‫ل الشعر جواٌد ّ‬
‫ابدي‬
‫ُ‬
‫المائل في ّاوية الكأس جوادٌ‪.‬‬ ‫ل الصفو‬

‫للشامخين فقط‬
‫ُ‬
‫حركت خطوتي‬ ‫حين‬
‫والطريق اصطفاني‬
‫ُ‬
‫الورد والقصب‬ ‫َ‬
‫نبت‬
‫والسنونأ الثقال أخرجت‬
‫رايتي العاشقة‪.‬‬
‫فجا ًة كلّمتني المياه‬
‫الطير‬
‫ُ‬ ‫وصاحبني‬
‫وغدا الكونأ ً‬
‫قابة‬
‫وردائي دثارها‬
‫ُ‬
‫حركت خطوتي‬ ‫حين‬
‫طاوعتني الكلمة‬
‫وبدت لغتي ً‬
‫غابة وغصونًا‬
‫الرض‬
‫ِ‬ ‫حرّ ُ‬
‫يحيط بخاصر ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫كل‬
‫ٌ‬
‫مسكونة بحروفي‬ ‫والرض‬
‫صارت الكلمات عناقايد‬
‫ابراج مملك ٍة في السماء‪.‬‬
‫َ‬ ‫والعناقايد‬

‫‪74‬‬
‫فجا ًة‪..‬‬
‫إلي‬
‫هيأت نفسها الكلمات ّ‬
‫وهيأت نفسي إليها‪..‬‬
‫نبي‬
‫عربي ٌ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كل‬
‫ْ‬
‫مملكة‬ ‫وخطوته‬
‫ٌ‬
‫خيمة‬ ‫وبردته‬
‫مستقر عليه‬
‫ٌ‬ ‫وجناح المدى‬
‫ْ‬
‫الحالكة‬ ‫وليلته‬
‫ٌ‬
‫موطن لبتهالت آبائِه‬
‫هل ّ‬
‫تحدّ عن ّهوه؟‬
‫ورحيل السنين‬
‫ِ‬ ‫عن مقاماته‬
‫التي طلعت لؤلؤاً في يديه‬
‫عن الشجر المستقيم إليه‬
‫عن الروح مشبوبة في خلياه‪.‬‬
‫عن صبو ٍة ترتقي فيه للصلة‬
‫عن سحاباته واحتراقااته‬
‫عن الجرح في جّعه وهو منتصب‬
‫قاائٌم عند أرض‬
‫ووحد ُة أيامه في السماء‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫شاعأر يستقبل الفجر‬
‫ٌ‬
‫ً‬
‫محترقاا‬ ‫أرسم قامراً‬

‫وفصا ًء محتبسًا‬
‫ُ‬
‫ملمسة جسدي‬ ‫ل النار‬
‫كفي‬
‫قاريب من ّ‬
‫ل الماء ٌ‬
‫أنادي أصحابي ّ‬
‫الضالين‬
‫ُ‬
‫وأحمل نار الصبوات‬
‫ل وبقاعًا‬
‫في سهو ً‬ ‫حيث الماضي ُي ُ‬
‫شعل ّ‬
‫خيام هادئ ٍة في الشرق‪.‬‬ ‫ُ‬
‫سأقاود إذنأ عرباتي نحو ٍ‬
‫***‬
‫أين جموحك يا ذا العينين الباسلتين‬
‫وأين هيامك بالخمر‬
‫أين حنينك للماضي الغابر‬
‫عليك إذنأ ً‬
‫شيئا‬ ‫ل ُتبقي السنوات َ‬

‫كهل‬
‫واد ٍ‬ ‫ُ‬
‫فتقود القدمين إلى ٍ‬
‫وتنا ُم على أغني ٍة كسلى‬
‫يا صوت الفرسانأ أغثني‬

‫‪76‬‬
‫يا صوت المراء المزهوين‬
‫حرّ من مجد الّهبيين‬
‫ٍ‬ ‫يكتب آخر‬
‫صبي ُ‬‫ّ‬ ‫جرح‬
‫َ‬ ‫جفّف‬
‫مملو ٌء بالفتنة واليام الولى‪.‬‬
‫في الصفوة‬
‫وحدي أختار ملذي وأتربص بالشمس‬
‫وراءّ‬
‫ِ‬
‫بري ثانية‬
‫حقل ّ‬ ‫ُ‬
‫أميل إلى ٍ‬
‫مسحوراً بعصافير تغني‬
‫وعصافير ُتعاد إلى منفى‬
‫تأسرني وتنا ُم بروحي‬
‫ُ‬
‫لصيق الروح‬ ‫الجمر‬
‫ُ‬
‫ينبوع يطفيء جمري‬ ‫ٌ‬
‫خالية من‬ ‫وأرضي‬
‫ٍ‬
‫كهل‬
‫أنت طويت سنينك في يوم ٍ‬
‫وعبرت نهارات صافية وجنانًا‬
‫َ‬
‫من سبّ الجنات الكبرى‬
‫وندمت كثيراً يو َم أفقت‬
‫َ‬
‫على وحدة ايامك وضجيج لياليك‬
‫وأجيئك يا أيامي المسكونة بالريح‬
‫ِ‬
‫صاّ‬
‫ٍ‬ ‫ليل‬
‫أقاودّ في ٍ‬
‫ِ‬
‫منك النور‬ ‫ُ‬
‫يتساقاط ِ‬
‫وأسرار الروح وغابات الورد‬
‫وربات الشعر الولى‬

‫‪77‬‬
‫صاّ‬
‫ٍ‬ ‫بحقل‬ ‫ُ‬
‫وصراخ الشعراء الموهومين ٍ‬
‫***‬
‫افتح ابواب مدينتي الكبرى‬
‫ُ‬
‫وأرخي رأسي فوق السور‬
‫وأحل ُم بالفرسانأ المزهوين‪.‬‬

‫الوراق‬

‫ورقة السيف‬
‫ُيلقى على كتفي ردا ًء‬
‫ثم يقرأُ كلمتين‬
‫كفي محترسا‬
‫ويفر من ّ‬
‫ّ‬
‫ُفأ ُ‬
‫ذهل‪..‬‬
‫الشقي‬
‫ّ‬ ‫الجسد‬
‫َ‬ ‫طار وخلّف‬ ‫َ‬
‫كيف َ‬
‫َ‬
‫وكيف طار‪..‬‬
‫ً‬
‫يابسا‬ ‫ً‬
‫عشبا‬ ‫وأسكن الشفتين‬
‫َ‬
‫ودمًا كئيبًا‬
‫طار‪..‬‬
‫كيف َ‬
‫وما ّ‬
‫أطل مودعا‬
‫وحدي إذنأ أبقى لخر ساع ٍة‬
‫ويغادر الفسانأ مائدتي ُ‬
‫فأذبل‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫الحبيبة‪..‬‬ ‫ل‬
‫ل القصيد ُة في يميني‬
‫‪78‬‬
‫نفسي تجرجرني إلى البهى‬
‫ً‬
‫كوكبا‬ ‫ُ‬
‫فأسكن‬
‫وأدير كاسًا في الرمال وأهتدي‬
‫ُ‬
‫الشعر‬
‫ِ‬ ‫للشاعلين صباهموا في‬
‫للمستوحشين‬
‫للسائرين إلى القااصي‬
‫للّاهلين بنبت ٍة‬
‫والغارقاين بغابةٍ‪.‬‬
‫فأنهب ورد ًة‬
‫ُ‬ ‫يبقى معي سيفي‬
‫الغبار ُ‬
‫أليف نفسي‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫فارسة إلى جسدي‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وأشد‬
‫والهوى‬
‫جفني‬
‫يطفو على ّ‬
‫ٌ‬
‫مشاغلة عيوني‬ ‫ل الدنيا‬
‫قادمي‬
‫محرّ ّ‬‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الزمانأ‬ ‫ل‬
‫أتعب !‬
‫ُ‬
‫ما ُ‬
‫أقاول ُ‬
‫تعبت‬
‫تحضنني الشواطيء مر ًة‬
‫وتقودني أخرى إلى موتي‬
‫ُ‬
‫فأجهل ما أريد‪.‬‬
‫بي سيٌد يسعى إلى الصبوات‬
‫ْ‬
‫ُيركبني جوادي‬
‫ُ‬
‫ويشد لي سيفي‬

‫‪79‬‬
‫ويأمر بالرحيل‪.‬‬
‫ُ‬

‫ورقة الطريق‬
‫كيف‬
‫ل ُت ُ‬
‫مسك السماء ؟‬
‫بيديك الغصونأ‬
‫وعليك ُ‬
‫امتل الحروّ وأشكالها‬
‫ٌ‬
‫أصيل‬ ‫سفر‬
‫والقصيدة ٌ‬
‫الزهو تمضي‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وأقادامك الطيعات إلى‬
‫والنبوة‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫لعينيك فتنتها‬
‫جوهر في اليمين‬
‫ٌ‬ ‫قادر‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ابتلتك الصبا‬ ‫وللشمس يو َم‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ابتلّ الجنونأ‬ ‫وللشعر يو َم‬
‫ِ‬
‫فكن كوكبًا للّين استفاقاوا‬
‫وللشامخين‬
‫وللخارقاين سما َء العصور‬
‫وللطائعين انبعاثاتهم والمغنين فجراً‬
‫َ‬
‫وللنور ُم ً‬
‫نزلقا في يديك‪.‬‬
‫***‬
‫صبي ينادمني ّ‬
‫كل ليلة‬ ‫ّ‬
‫وُيسكنني التيه والصحو‬
‫يعلمني أنأ أنادي السماء‬
‫الموت حراً‬
‫َ‬ ‫وأنأ أطأ‬

‫‪80‬‬
‫وأنأ أعتلي ُف َ‬
‫لك النبياء‬
‫لي النأ أ ّ‬
‫ل أكونأ‬
‫ولكنني سوّ أمضي بعيداً‬
‫ّ‬
‫ليبتل بالفجر قالبي‬
‫ّ‬
‫وتبتل بالشمس روحي‬
‫ْ‬
‫ممكلة‬ ‫ُ‬
‫وأخلق من كلم ٍة‬
‫ْ‬
‫مهلكة‬ ‫طرق‬ ‫ُ‬
‫وأنساق في ٍ‬
‫وأصنع من لؤلؤ الفاتنين‬
‫ُ‬
‫طريقًا مليئًا بصحوتهم‬
‫وانحدار السماء إليهم‬
‫بصيراً بأسما ِء أهلي القدامى‬
‫و َملقى لوحشتهم والندامى‬
‫ومنتشيًا ّاهيًا بالغناء‪.‬‬

‫ورقة الزمان‬
‫الرض ٌ‬
‫قابة‬ ‫ِ‬ ‫أول‬
‫ْ‬
‫رداؤّ‬ ‫واستدار عليها‬
‫َ‬
‫براريك‬ ‫نائٌم في‬
‫ْ‬
‫سمائك‬ ‫ّ‬
‫مدثر في‬
‫كنت ُتلقي مفاتنها جانبًا‬
‫َ‬
‫والنبع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الصول العتيقة‬ ‫وتنادي‬
‫ٌ‬
‫مسكونة بالجمال‬ ‫َ‬
‫لياليك‬ ‫أبهى‬

‫‪81‬‬
‫باللهب‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ودنياّ مملوءةٌ‬

‫بسحر الزمانأ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وعيناّ موقادتانأ‬
‫مر عام‪ ..‬وعامانأ‬
‫وقاد ّ‬
‫َ‬
‫انتهيت‬ ‫َ‬
‫قايل‬
‫َ‬
‫صروحك‬ ‫َ‬
‫وقايل َ‬
‫بكيت‬
‫ريح العّاب‬ ‫واستوطنت َ‬
‫فيك ُ‬
‫َ‬
‫لياليك‬ ‫َ‬
‫وغادرت أندى‬
‫َ‬
‫أيقنت أنأ الزمانأ انتهى‬
‫وأنأ المحبين ضاعوا‬
‫َ‬
‫روحك‬ ‫تفتح‬
‫أنت ُ‬‫وها َ‬
‫ثم تضيع‪..‬‬
‫والخمر‬
‫ُ‬ ‫الشوارع‪..‬‬
‫ُ‬ ‫الصحاب‪،‬‬
‫ُ‬
‫كل الّين انتقيتهمو للمهاب ِة ضاعوا‬
‫الوجد‬
‫ِ‬ ‫وفارقاهم نغ ُم‬
‫والصبو ُة الشامخة‬
‫لغي الزمانأ‬
‫ملقى ّ‬
‫إذنأ أنت ً‬
‫والخراب‬
‫ْ‬ ‫وملقى لفلكه‬
‫ً‬
‫فأي الزمانأ إذنأ َ‬
‫أنت فيه‬ ‫ّ‬
‫العّاب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫وأي‬
‫ّ‬

‫ورقة السؤال‬
‫النداء الصيل؟‬
‫ْ‬ ‫تعب ّ‬
‫كل هّا‬ ‫ْ‬
‫أمن ٍ‬

‫‪82‬‬
‫ْ‬
‫أمن كلم ٍة بائدة ْ؟‬
‫طوطم في ثنايا العصور وأحجارها‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫أمن‬
‫ّ‬
‫كل هّا العّاب‬
‫شغف في ارتقاء السماء وأفلكها؟‬ ‫ْ‬
‫أمن ٍ‬
‫ْ‬
‫أمن شعل ٍة بين عينين؟‬
‫آبائي الشامخين؟‬ ‫ْ‬
‫أمن رعش ٍة في تواريّ َ‬
‫لمن كل هّا العّاب؟‬
‫أ ّل فوق يدي؟‪ ..‬أم ٍ‬
‫لعبد‬
‫يشد على طارّ الغيم روحًا‬
‫ُ‬
‫الشوارد في روحه ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويبغي‬
‫للمهابة ‪..‬‬
‫وللمجد أو ورد ٍة في السحابة‬
‫وللموت مستسلمًا في الخطى‬
‫وللعصف‬
‫ليالي أبهى‬
‫كانت ّ‬
‫وعيناي أندى‬

‫وُن َ‬
‫عماي روح الزمانأ‬
‫الطيب‬
‫ِ‬ ‫وكأسي من‬
‫كانت ظنوني‬
‫قاصي غريب‬
‫ّ‬ ‫تحدثني عن‬

‫وُتقلقني صوب ٍ‬
‫أرض‬
‫تناّعني ال ُم َ‬
‫لك‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كانت ظنوني‬
‫تغالبني‬
‫فافترقات بعيداً‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وأيقنت أنأ العّاب‬
‫مصاحبني في رحيلي الطويل‪.‬‬

‫ورقة الليالي‬
‫الرقااد‬
‫ِ‬ ‫أخّتني من‬
‫ثم َ‬
‫قالت يا حبيبي‬
‫السهاد وانطوى‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫السهاد في‬ ‫غفا‬
‫قالبي على ثني ِة َ‬
‫كفيك‬
‫فبالغريب‬
‫َ‬
‫أسماعك‪ ..‬ليت الكرى‬ ‫ُ‬
‫أرشق‬
‫ينا ُم في روحك‬
‫ليت الكؤوس‬
‫القريب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫كوكبك‬ ‫ُ‬
‫تحط في‬
‫خمر على شفاهي‬ ‫َ‬
‫ريقك‪ ..‬أم ٌ‬
‫شعشع في الليل‬
‫َ‬
‫أم الورد ُة !‬
‫ُ‬
‫فراشة !‬ ‫أم‬
‫بالنور والطيوب‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫مثقلة‬
‫ّ‬
‫تهز أغصاني‬

‫‪84‬‬
‫فيندى دمي‬
‫وتنحني ُ‬
‫الليلة في الدروب‪.‬‬

‫ورقة المتنبي‬
‫لست نديمًا‬
‫ُ‬

‫كانأ أحلى الزمانأ‬


‫ُ‬
‫عيش أبي الطيب‬
‫كانأ المدى‬
‫أي حانأ‪.‬‬
‫الكأس في ّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كأسا‪ ،‬ويلقى‬
‫لست نديمًا‬
‫ُ‬

‫ْ‬
‫الزمانأ‬ ‫كانأ أقاسى‬
‫َ‬
‫الطيب‬
‫ِ‬ ‫موت أبي‬
‫كانأ الردى‪..‬‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫السيف يو َم الطعانأ‪.‬‬ ‫ً‬
‫سيفا‪ ،‬وُيلقى‬
‫لست نديمًا‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫وسيف‬ ‫كأس‬
‫ّال ٌ‬
‫ْ‬
‫الزمانأ‪.‬‬ ‫وفي أبي الطيب ِيبقى‬

‫‪85‬‬
‫كتاب التجّليات‬

‫يجب أن تسكروا بّ انقطاع لئّ تشعروا‬


‫بعبء الزمن الفظيع الذي يحطم كاهلكم‬
‫بكلكله‬
‫ِ‬ ‫وينوء عأليكم‬
‫ولكن بأي شيء نسكر؟‬
‫بالخمر أو الشعر أو الفضيلة‬
‫ِ‬ ‫لكم الخيار‬
‫ولكن اسكروا‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫بودلير‬

‫تجّلي الرض‬
‫ُ‬
‫الرض لنا‪ :‬النأ قافوا‬ ‫قاالت‬
‫حين وقافنا‬
‫الحب لها‪:‬‬ ‫ُ‬
‫قالت في شي ٍء من ِ‬
‫سيدتي هل تأمرين؟‬
‫لم تعد وقافتنا أمراً‬

‫ولكن‪..‬‬
‫العمر كنا واقافين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نحن َ‬
‫طول‬ ‫ُ‬

‫تجّلي الوحشة‬
‫صدرّ‬
‫ِ‬ ‫تعبًا يتكيء الت ّم على‬
‫الصدر ً‬
‫دربا‬ ‫ِ‬ ‫بين ثنايا‬ ‫ّ‬
‫يختط له َ‬
‫‪ -‬هل هو الدرب الّي أسلك ُه‬
‫بين المقاهي ساعة الوحشة؟‬
‫طائرّ الت ّم‬
‫ِ‬ ‫مثلي ينزوي‬
‫ويستلقي على الساحل ميتًا‬
‫أقاف النأ وحيداً‬
‫ُ‬

‫بيتنا أُغلق‬
‫والبار بعيٌد والصحاب‬
‫ُ‬
‫‪87‬‬
‫هجروني‬
‫وبكى القلب الحزين‪.‬‬

‫التجّلي الول للغريب‬


‫ُترى‪..‬‬
‫صوب الجفونأ‬
‫َ‬ ‫أقاود العصافير‬ ‫َ‬
‫كيف لي أنأ َ‬

‫مسني الحب ما ل ّمني ليل غابة ْ‬


‫وما ّ‬
‫ببار‬
‫لذ ٍ‬ ‫مس ُه الليل َ‬
‫غريب إذا ّ‬
‫ٌ‬ ‫وهّا‬
‫الحزنأ َ‬
‫قاال الغرابة ْ‬ ‫ُ‬ ‫وجالس ُه‬
‫غصن تفّتح لي ً‬
‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫وما كانأ في روح ِه غير‬
‫ْ‬
‫كالسحابة‪.‬‬ ‫هوى‬
‫ُ‬
‫صحت ولكن‬ ‫)إلى البحر(‬
‫والفارس المنحني‬
‫ُ‬ ‫هو ُ‬
‫البيت‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫الحزنأ إل بظل‬ ‫وما جاءني‬
‫خفيف أرى فيه كأسًا وناراً‬
‫ٍ‬
‫وما َ‬
‫كنت لي‬
‫لك النأ أُفضي عتابي اضطرارا‪.‬‬
‫غير أني هنا َ‬
‫َ‬

‫الحارة‬
‫ّ‬ ‫تجّلي المدن‬
‫للمدنأ الحارة‬
‫ِ‬ ‫عابر‬
‫ٌ‬
‫ل تأخّني ُ‬
‫لومة أخطائي‬
‫ُ‬
‫صحبة قالبي‬ ‫ول‬

‫‪88‬‬
‫يدي الحسرات‬
‫بين ّ‬ ‫ٌ‬
‫حامل َ‬
‫ُ‬
‫الرض‬ ‫ترتخي‬
‫ويسمو قالقي الفاتن‬
‫ُ‬
‫والوجد‬
‫ّ‬
‫وابتل بروحي‪.‬‬

‫تجّلي الصبا‬
‫تحّر‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫مفتوح‬
‫ٌ‬ ‫باب‬
‫هّا ٌ‬
‫وصبا ُ‬
‫يقفز بين الشفتين‬
‫وروح طافرةٌ فوق الماء‬
‫ٌ‬
‫فهيء َ‬
‫نفسك للصبوات‬
‫وقااتل ّمنًا صلداً‬

‫وأفرح‬
‫ْ‬
‫لليام‬
‫ِ‬ ‫وأسرج روحك‬
‫ْ‬
‫ّ‬
‫وغن‬
‫وغامر‬
‫واخلق ّمنًا بين َ‬
‫يديك‬
‫ُ‬
‫وشّد على ِ‬
‫الكف السقطات‪.‬‬

‫تجّلي الحقول‬
‫يا لقلبي ‪..‬‬

‫‪89‬‬
‫ويا للزمانأ ‪..‬‬
‫قادر مستبٌد أُغني؟‬
‫أيتركني ٌ‬
‫بالقصي المضيء‬
‫ّ‬ ‫يشاغلني‬
‫ويزحمني بالعّاب‬
‫أبهى من القيد روحي‬
‫حقول السحاب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مدنأ في‬
‫ومن ٍ‬

‫تجّلي سيدة العربة‬


‫هنا‪ ..‬هنا‬
‫ُ‬
‫أذرّ عند الساعة الموحشة‬
‫دمعي‬
‫َ‬
‫الحب‬
‫جنونأ ّ‬
‫َ‬ ‫كم علّمني الدمع‬
‫َ‬
‫خفق الشفة المتعبة ْ‬
‫شعرّ فوق الماء‬
‫ِ‬ ‫فلتنشري‬
‫واستلقي على الزرع‬
‫الثوب‬
‫ِ‬ ‫ولُ ّمي طرّ‬
‫وخلّيها تمر العربة‪.‬‬

‫تجّلي الراعأي‬
‫مثل طير البحر‪ ،‬مهزومًا‬
‫لك سراً‬
‫سأفضي ِ‬
‫ثم أرعى غنمي‬

‫‪90‬‬
‫الرض عصاي‬
‫ِ‬ ‫أضرب في‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وأموت الليلة الخرى لوحدي‬
‫في فمي الما ُء‬
‫المسر ْة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وفي قالبي‬

‫التجّلي الثاني للغريب‬


‫هنا‬
‫عند َ‬
‫تلك السما ِء السير ِة بين الصابع‬
‫تطاوعني الزرقاة الّابلة‬
‫وأسأل‪ :‬كيف الزمانأ يجرجرنا كالشياه‬
‫تاجنا والكاليل‪.‬‬
‫ويسلبنا َ‬
‫هّا الزمانأ‬
‫لنمسكه بيدينا‬
‫ضاع منا‬
‫َ‬ ‫ونعيد الّي‬

‫فيستغرب السابلة ْ‬
‫ُ‬
‫ويهمس بعض لبعض‪:‬‬
‫ُ‬
‫أكاليل ماذا؟‬
‫ُ‬
‫وتيجانأ ماذا؟‬
‫ّمانأ ُيخّبرنا عنه‬
‫ٍ‬ ‫وأي‬
‫ّ‬
‫هّا الغريب‪.‬‬

‫تجّلي القلب‬
‫لي مع الركن الّي أخترناه ْ‬
‫بيت‬

‫‪91‬‬
‫ْ‬
‫المختفية‬ ‫السرية‬
‫لي مع ّ‬
‫في جفونأ العين ْ‬
‫بيت‬
‫لي مع الوقافة بين الشفتين‬
‫قادر أحمي به خوفي‪.‬‬
‫ٌ‬
‫دعيني‬
‫الركن أبكي‬
‫ِ‬ ‫عند هّا‬
‫َ‬
‫ً‬
‫جالسا قالبي صديقي‬
‫وغنائي ُ‬
‫ألف ْ‬
‫بيت‪.‬‬

‫تجّلي الرحيل‬
‫ما لي أرى ّ‬
‫كل شيء‬
‫يطوي جناحيه‬
‫ويستأذنأ ثم يرحل‬
‫ُ‬
‫يرحل‬ ‫ّ‬
‫فكل من أحبه‬
‫ُ‬
‫يرحل‬ ‫ّ‬
‫وكل من يحبني‬
‫المركب َ‬
‫خلف الموج‬ ‫ُ‬
‫والشمس وراء الغيم‬
‫ُ‬
‫واليام بي ترحل‪.‬‬

‫تجّلي فروسي‬
‫ْ‬
‫المغلقة‬ ‫افتحي يا قاراراته‬
‫والرياح على كتفيه‬
‫َ‬ ‫نفس ُه‬
‫َ‬

‫‪92‬‬
‫ْ‬
‫الغامضة‬ ‫افتحي يا قاراراته النبتة‬
‫بأرض‬
‫ٍ‬ ‫وامنحيه المقام‬
‫وناديه‪ ..‬أسماؤنا في يديه‬
‫ُ‬
‫والشباّ التي ُ‬
‫نحن فيها إشاراته‬
‫والندى ُ‬
‫دمعه‬
‫والخطايا انكساراته‬
‫ً‬
‫سكرانة‬ ‫ُ‬
‫الرض‬ ‫وبردته‬
‫والخطى‪..‬‬
‫حفر للوقاوع بأسر محبت ِه‬
‫ٌ‬
‫فافتحي يا قاراراته المغلقة‬
‫سلّما للمدى وانصتي للصدى‪.‬‬

‫تجّلي الجنون‬
‫يدي‪...‬‬
‫نبع مقدّس‬ ‫َ‬
‫فوق ٍ‬
‫وعيناي في الشمس‬
‫َ‬
‫ربى في حياتي‬
‫والولونأ ً‬
‫جامح في السماء‬
‫ٌ‬ ‫فرس‬
‫وراياتهم ٌ‬
‫وفي الرض خفقتهم‬
‫شفتي وفوق عيوني‬
‫والرياح على ّ‬
‫ُ‬
‫مسني‬
‫مسهم‪ّ ..‬‬
‫مارق ّ‬
‫ٍ‬ ‫فدعني إلى كوكب‬
‫ٌ‬
‫مشتتة ناره‬ ‫نهار‬
‫فعّابي ٌ‬
‫لعقول نساها الزمانأ بروحي وغاب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫صدى‬
‫ً‬ ‫وجنوني‬

‫‪93‬‬
‫تجّلي الظهيرة البه ّية‬
‫مغلق في الحلم‬ ‫فتحت ّ‬
‫كل باب ٍ‬ ‫ُ‬

‫البحر يدي ونام‬


‫ُ‬ ‫فطاوع‬
‫َ‬
‫فتحت ّ‬
‫كل كوكب في الصحو‬ ‫ُ‬

‫فقاتلتني صبو ُة اليام‬


‫ُ‬
‫فتحت‬ ‫ُ‬
‫فتحت ما‬
‫كنت مر ًة مخاوفًا‬
‫ِ‬
‫ومر ًة نوافّاً‬

‫المرة‬
‫فانكفأت سحنتنا ّ‬
‫ُ‬
‫صحت‪ :‬الشمس‬
‫الحارتين‬
‫ّ‬ ‫شارع برئتيها‬
‫ٍ‬ ‫تمسح كل‬
‫ُ‬
‫الكلم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫فابدأي‬

‫تجّلي الشواطئ المهجورة‬


‫ما الّي أفعله‬
‫مطر‪..‬‬
‫ٌ‬
‫ل ينتهي للرض‬
‫للحقل الفسيح‬
‫مطر‪..‬‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫يسقط في القلب‬
‫الشعر‬
‫ِ‬ ‫وهّي ُ‬
‫لعنة‬
‫َ‬
‫فكيف النأ لي أنأ أستريح‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫تجّلي العصافير‬
‫ُتّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّرى‪..‬‬
‫حال العصافير‬ ‫كيف ُ‬

‫كيف الزمانأ‬
‫ُترى هل تغنونأ؟‬
‫هل تعشقونأ؟‬
‫وهل ترقاصونأ الليالي الجميلة؟‬
‫قابل – تحبونأ شعراً‬
‫مثل ٍ‬‫وهل – ُ‬
‫وتأتونأ سحراً‬

‫وتحكونأ مثل الصغار؟‬


‫ُترى‪َ ..‬‬
‫كيف حال العصافير‬
‫ْ‬
‫طارت !‬
‫طار‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الزمن الحلو ْ‬ ‫أم‬

‫تجّلي وردة السهد‬


‫ٌ‬
‫جدول ينتهي‬
‫ً‬
‫صامتا‬ ‫حزين يطالع ُه‬
‫ٌ‬ ‫ونبي‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫مبلولة بالندى‬ ‫الجمر‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫وعيونأ من‬
‫والردى ُ‬
‫بعض أحواله‬
‫ل ُ‬
‫يريد‬
‫ول يبتغي شاغ ً‬
‫ل‬
‫منشغل ّ‬
‫كل أيامه‬ ‫ٌ‬ ‫فهو‬
‫‪95‬‬
‫يتبع الموجة البارد ْة‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫يلقط الكلمة الشارد ْة‬
‫َ‬
‫الصول العتيق َة‬ ‫ويغني‬
‫النور‬
‫يطوي بأيامه َ‬
‫كانت لياليه مطوية في يديه‬
‫وأيديه مطوية في الجيوب‬
‫وأثقاله في العيونأ‬
‫يفتح النأ بابًا له‬
‫فمن ُ‬
‫ُ‬
‫يقربه من صدره‬ ‫من‬
‫ٌ‬
‫ضفة من جديلت ِه في السماء‬
‫نهر‬ ‫ٌ‬
‫ضفة من جديلت ِه فوق ٍ‬
‫ٌ‬
‫ضفة ثالثة‪..‬‬
‫غريب العيونأ‬
‫َ‬ ‫أّينا يا‬
‫فارس‬
‫ٌ‬
‫لن يخونأ؟!‬

‫تجّلي أنت المراد‬


‫ٌ‬
‫صعبة‬ ‫أداهمها‪..‬‬
‫صعب‬
‫ٌ‬ ‫سفر النأ‬
‫وصباها الّي ُي ُ‬
‫وأرقابها‪ٌ ..‬‬
‫قالعة ل ُتنال ول ُترتجى‬
‫فجر ُيفيق‬
‫مطاوعة نفسها مثل ٍ‬
‫الناس‬
‫أعين ِ‬‫وضاربة َ‬

‫‪96‬‬
‫مثل البروق‪.‬‬

‫تجّلي الزمرة المقدسة‬


‫الفتيانأ النبلء‬
‫عراةٌ‬

‫وعفيفونأ‬
‫يستر أرواحهمو شي ٌء غير الضوء‬
‫ل ُ‬
‫شباب مكتهلونأ عقو ً‬
‫ل‬ ‫ٌ‬
‫الشعر‬
‫ِ‬ ‫بنار‬
‫محترقاونأ ِ‬
‫وتواقاونأ إلى الخمر الصافي‬
‫ّ‬
‫والصبوات‪.‬‬
‫ومبتهلونأ‬
‫يش ّعونأ شحوبا ل ُينسى‪.‬‬

‫التجّلي النبيل‬
‫يخرج من غفوته ُ‬
‫السيد ذو العينين المتعبتين‬ ‫ُ‬
‫ويأتينا‪..‬‬
‫مولى للعادات الملعونة‬
‫ً‬
‫َ‬
‫غفوت؟‬ ‫‪ -‬كيف‬
‫وكيف ّ‬
‫تطل النأ علينا مثل الغيم‬
‫تنحدر وتعلو‬
‫ُ‬ ‫سيول‬
‫ٍ‬ ‫ومثل‬
‫وتثير غباراً كي تبقى‬

‫‪97‬‬
‫سنين الماضي‬
‫زيح َ‬‫وُت ُ‬
‫لتحدق فينا‬
‫َ‬
‫وثيابك مثل ثياب القديسين‬
‫يزداد سواداً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وشعرّ‬

‫تجّلي النجوم‬
‫النجوم‬ ‫ّ‬
‫كل‬
‫ِ‬
‫تقدر‬
‫ل ُ‬
‫أنأ تضيء راحتيه‪.‬‬

‫تجّلي الوحيد‬
‫ٌ‬
‫مشاعل‬
‫أسكنها في الليل يا سيدتي‬
‫السود والمقاهي‬
‫ِ‬ ‫أفتح فيها ليلتي للعربات‬
‫ُ‬
‫وأستطيب خمر ًة‬
‫ُ‬
‫لكنني أبقى وحيداً قالقًا‬
‫فهل تناّلين سيداً في السنة العشرين؟‬
‫تقضين هّا الليل في حضرته؟‬
‫َ‬ ‫هل‬
‫تغفين فوق شعره؟‬
‫فيستريح‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫تجّلي في ترحيل البحر‬
‫البحر‬
‫ِ‬ ‫ظهر‬
‫الفجر َ‬
‫ِ‬ ‫شمس‬ ‫عندما ُ‬
‫تلدغ ُ‬
‫البشر الفانين‬
‫ِ‬ ‫جموع‬
‫ُ‬ ‫تنداح‬
‫ُ‬
‫في الرض‬
‫وتبقى الكلمة‬
‫أول الشياء في الروح‬
‫وتبقى الصبوات‬
‫العمر‬
‫ِ‬ ‫أول الفعال في‬
‫وتبقى ُ‬
‫حيث َ‬
‫أنت‬
‫وبالشعر‬
‫ِ‬ ‫بالجمل الولى‬
‫ِ‬ ‫ل منشغ ً‬
‫ل‬ ‫شاغ ً‬

‫وتبقى حيث أنت‬


‫وارثًا روح الّين ارتفعوا فوق الزمانأ‪.‬‬

‫تجّلي ما في العيون‬
‫ُخّي جرحي النأ‬
‫خيطيه ُح ًبا‬
‫ْ‬
‫الليفة‬ ‫وس ّميه باسم الغصونأ‬
‫ْ‬
‫الخفيفة‬ ‫وس ّميه برد الصخور‬
‫باب‬
‫فآتيك بالسحر من كل ْ‬
‫وغاب‬
‫ْ‬ ‫وبحر‬
‫ٍ‬ ‫ومن ّ‬
‫كل أرض‬
‫ُخّي جرحي النأ‬
‫خيطيه جمراً‬

‫‪99‬‬
‫وش ّديه نورا بهّي العيونأ‬
‫علي هطول الندى‬
‫وّيدي ّ‬
‫علي رفيف الجنونأ‪.‬‬
‫وّيدي ّ‬

‫تجّلي السنونوة‬
‫تعب ‪..‬‬
‫وأنا ٌ‬
‫علي بناصية وتهددني‬
‫تلت ّم الحيا ُء ّ‬
‫َ‬
‫روحك في الفلوات‬ ‫ْ‬
‫أطلق‬
‫الدهر‬
‫ِ‬ ‫وأرو َ‬
‫يديك بسحر‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الحبل على غارب أيام مقفل ٍة‬ ‫يا من َ‬
‫ألقيت‬
‫وليال كابي ٍة‬
‫ٍ‬
‫صلف‬
‫ٍ‬ ‫ونهار‬
‫ٍ‬
‫وصحاب ضالين‬
‫ٍ‬
‫تعب ‪..‬‬
‫وأنا ٌ‬
‫ٌ‬
‫خارجة‬ ‫ترقابني في النافّة سنونوةٌ‬

‫من غابات الطرقاات‬


‫وتلعنني‪:‬‬
‫ماذا تبغي أنأ َ‬
‫تفعل يا مجنونأ‬
‫هل بعد سنين تالف ٍة‬
‫َ‬
‫رأسك لتنا َم‬ ‫تطوي‬
‫َ‬
‫سريرّ ؟‬ ‫وتبحث عن دّء‬
‫أصغي لسنونوة خارجة من غابات الطرقاات‬

‫‪100‬‬
‫وأصغي لسنونوة خارج ٍة من نفسي‬
‫وأصغي لليل‬
‫وأبكي‪...‬‬

‫تجّلي لستنزال العطف‬


‫ً‬
‫مندهشا‬ ‫ل تكن‬
‫َ‬
‫بجفنيك على بعضهما‬ ‫ّ‬
‫شد‬
‫وأثبت على الرض‬
‫وكن صخراً ‪..‬وهّيا‪..‬‬
‫اسقني النعمى‬
‫ْ‬
‫دللك‬ ‫وهب َ‬
‫طيف‬ ‫ً‬
‫للّي نادى بجيشين من الُفلك عليك‬
‫للّي صاح وأصغى‬
‫والّي صاع وأبقى‬
‫والّي علّمه الطير النواح‪.‬‬

‫تجّلي النبي الندلسي‬


‫مولي‪ ..‬شفاهُك ما ّالت خضراء‬
‫َ‬
‫وضوؤّ ما ّال شجّيا‬
‫َ‬
‫وخيامك في الوديانأ‬ ‫َ‬
‫وجوادّ ما ّال قاوّيا‬
‫َ‬
‫فكيف رحلت؟‬
‫ً‬
‫قااسية وهضابًا بارد ًة؟‬ ‫وطأت بلداً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وكيف‬

‫‪101‬‬
‫العماق‬
‫ِ‬ ‫تّكر يا لوركا فرسًا غّيبك بعيداً في‬
‫هل ُ‬
‫ُ‬
‫العربات القادمة من غرناطة‬ ‫تمر‬
‫واليوم ّ‬
‫لّ))عين الدمع((‬
‫ولوركا ما ّال يغني‬
‫صمت الليل وحيداً‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أنصت في‬
‫َ‬
‫مضايق موقادة بالنجم‬ ‫عند‬
‫نبي أندلسي يبكي‪:‬‬ ‫َ‬
‫صوت ّ‬ ‫فأسمع‬
‫ُ‬
‫ل أحد ينا ُم بهّا العالم‬
‫ل أحد ينام‪..‬‬
‫ل أحد‪.‬‬

‫التجّلي المقدس‬

‫يجلس الشاعر مزهواً على الشياء‬


‫ُ‬
‫طالع‬ ‫مسحوراً ٍ‬
‫بفجر ٍ‬
‫الريح ويستنطق صخراً‬
‫َ‬ ‫يأمر‬
‫ُ‬
‫ُيشعل البحر ويجتاح الحقول‪.‬‬
‫يجلس الشاعر مزهواً على التاريّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫سالفة‬ ‫لرض‬
‫ٍ‬ ‫محمو ً‬
‫ل‬
‫الشرق ويستوقاف غربًا‬
‫َ‬ ‫يبصر‬
‫ثم يستلقي كسو ً‬
‫ل بين تيجانأ الملوّ‬
‫وينحيها ويمضي‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪102‬‬
‫يجلس الشاعر فوق البجدية‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫ويشد الطاء بالسين‬
‫ويرمي‪َ ..‬‬
‫جبل الكاّ ببحر النونأ‬
‫مزهواً ينادي بجلل الحرّ الولى‬
‫وبالشعر‪ ..‬ويشدو‪.‬‬

‫تجّلي في أ ّتباع السحابة‬


‫أنا في الشمس‬
‫الزمن ّ‬
‫الضال‬ ‫ُ‬ ‫وهّا‬
‫سحاب هرٌم‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫أيك قاديم‪.‬‬
‫الفارة من مخدعها‬
‫نفس هّه ّ‬
‫أي ٍ‬‫ّ‬
‫أي سحابة‬
‫ّ‬
‫جرجر الروح وأدماها‬
‫َ‬ ‫صوت‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫ّ‬
‫وطار‪.‬‬

‫تجّلي السنين‬
‫أتعبن حالي‬ ‫ٌ‬
‫سنونأ من الوجد َ‬
‫مرة‬ ‫سنونأ أقااتلها ّ‬
‫كل ّ‬ ‫ٌ‬
‫ْ‬
‫القديمة‬ ‫وأدفنها في الجراح‬
‫ٌ‬
‫سنونأ مضت في الظلم‬
‫ألحقها‬

‫‪103‬‬
‫ساهراً ل أنام‪.‬‬

‫تجّلي إلى البحر‬


‫إلى البحر‪..‬‬
‫هّا ندائي القديم‬
‫وللبحر‪ ..‬هّا صراخي‬
‫فبال ُكّفي السؤال‬
‫وبال ُكّفي النواح‬
‫سار طوي ً‬
‫ل‬ ‫حبيبك َ‬
‫ِ‬ ‫فهّا‬
‫وشاخت به الرض‬
‫مسها‬
‫ما ّ‬
‫عابر كالرياح‪.‬‬
‫ولكنه ٌ‬

‫تجّلي آخر الليل‬


‫تعومين في أول الليل‬
‫مثل المراكب‬
‫تعومين في آخر الليل‬
‫مثل الزنابق‬
‫تعومين منّ سنين‬
‫بلد قاديمة‬ ‫وتمتنعين َ‬
‫مثل ٍ‬
‫تعومين منّ قارونأ‬

‫‪104‬‬
‫كآله ٍة ل تنام‬
‫على كتفها الريح تغفو‬
‫وفي كّفها ُ‬
‫الفلك تطفو‬
‫وإذ ترفعين العيونأ‬
‫إليك‬
‫أناديك أسمو ِ‬
‫فتبقين مثل الزنابق‬
‫تعومين في آخر الليل‪.‬‬

‫تجّلي في تاريخ الروح‬


‫من يقود الجسد البارد للنار؟‬
‫الروح للبهى؟‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يحمل هّي‬ ‫ومن‬
‫الروح‬
‫ُ‬ ‫وهّي‬
‫مثل الشنة‬
‫آفل في الطين‬
‫ّمانأ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ُنقشت منّ‬
‫وانسابت على الرض‬
‫وقاامت‬
‫الجسد‬
‫ِ‬ ‫ثم غابت في سجونأ‬
‫من يقود الروح للعلى‬
‫وما ّالت شروري في بطونأ ّ‬
‫الظن‬
‫أو فوق يدي‪.‬‬

‫تجّلي المصلوب‬
‫ُ‬
‫مررت بالشاعر بعد صلبِّه‬
‫وقالت‪ :‬ما الحيا ُة؟‬
‫ُ‬

‫‪105‬‬
‫قاال‪ :‬الكرى‬
‫ُ‬
‫فقلت‪ :‬ما الشعر؟‬
‫ّ‬
‫فغض العيونأ‬
‫وقاال لي‪ :‬أهونه ما ترى‪.‬‬

‫كتاب السيمياء‬

‫َ‬
‫معــــــك ورقــــــة وقلمــــــًا وتكتب اســــــم من تحب ثم‬ ‫ّ‬
‫محــــــل بعيد عأن النــــــاس وتأخــــــذ‬ ‫تــــــدخل في‬
‫تبخ‬
‫ّ‬
‫ر الورقة بالزعأفران وتقرأ عأليها الدعأاء التي )أقسمت عأليكم يــا معشــر الجن والمّئكــة أن تجلبــوا لي‬
‫فّن بن فّنة مقيدًا بالحبــال( ثم تــدفنها تحت عأتبــة بيت المقصــود فأنــه يفيــق من ســاعأته ويــأتي إليــك‬
‫خاضعًا مفتونًا بك‪.‬‬

‫)من كتاب في السحر الشعبي القديم(‬

‫‪106‬‬
‫أبواب‬
‫مسك شبابي‬ ‫َ‬
‫بشبابك عن ِ‬ ‫وشغلتني‬
‫وعن إبصار ما في نفسي‬
‫وقاطف كلمي‬
‫فانحدر القمر إليك بصورة آله ٍة متعبة‬
‫البحر‬
‫ِ‬ ‫نحو‬
‫فقام الما ُء‬
‫ُ‬
‫حارسة الليل خضابًا في جسدي‬ ‫ونفخت‬
‫الحجر‬
‫ِ‬ ‫التهب أنا ُء‬
‫َ‬
‫وانتشرت من ُجّبتك الطواطم في الهواء‬
‫النعاس‬
‫ِ‬ ‫أبواب‬
‫ُ‬ ‫وخفقت َ‬
‫لك‬

‫وتبرجت لك البروج ُ‬
‫وتنسم لجلك النسي ُم‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫ردائك الجميل‬ ‫ُ‬
‫ينزلق الغي ُم على‬ ‫فهل‬
‫تنغلق الوردة في َ‬
‫كفيك‬ ‫ُ‬ ‫هل‬
‫نفسك ّ‬
‫كل ليلة‬ ‫أو ّ‬
‫ترش في َ‬

‫‪107‬‬
‫ما َء الندى‬
‫وبعض ما تقوله الحروّ في الضرحة القديمة‪.‬‬

‫باب في الدخول‬
‫وتفر‬
‫لسحابات تتقد ُم ناحيتي ّ‬
‫ً‬
‫سلما وأناديه‬ ‫ُ‬
‫أقاول‬
‫هو يمضي ً‬
‫ألقا‬ ‫ها َ‬
‫ليُب ّل أصابعه في الطيب‬
‫ويلقى في الفلوات مسالكَّ ُه‬
‫ويناّلني‪..‬‬
‫الدرب إليه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ أنأ‬
‫يعلّل روحي‬
‫لقمر‬ ‫النهر ُ‬
‫يقود ٍ‬ ‫وأعرّ أنأ َ‬
‫لمدنأ‬ ‫والشجار ُ‬
‫تقود ٍ‬
‫ليام تالف ٍة‬ ‫واليام ُ‬
‫تقود ٍ‬
‫ويناّلني‪...‬‬
‫ويزحمني‬
‫متصل بالريح‬
‫ٍ‬ ‫وكر‬
‫جموع الغيم إلى ٍ‬
‫َ‬ ‫فأقاود‬
‫مشتعل بالشعراء‬
‫ٍ‬ ‫وليل‬
‫ٍ‬
‫صاّ في الفلوات‬
‫ٍ‬ ‫وحقل‬
‫ٍ‬
‫باب في الحاجة‬
‫ل أصحو‬
‫إلي‬
‫حتى تأتي ّ‬

‫‪108‬‬
‫الدهر‬
‫ِ‬ ‫تعب‬
‫ّهب عني َ‬
‫وتُّ َ‬
‫وصبي شبابي‬
‫ّ‬ ‫مؤنس قالبي‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫وتصالحني‬
‫أقاسمت َ‬
‫عليك بروح ساكن ٍة في الماء‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫مفتونا بي‬ ‫َ‬
‫أرضك‬ ‫تخرج من‬
‫َ‬ ‫بأنأ‬
‫أخرج‪..‬‬
‫إلي‬ ‫وأحمل َ‬
‫نفسك ّ‬
‫وخ ّط على الماء كلمًا جّ ً‬
‫ل‬ ‫ُ‬

‫وتلقف روحي بعصاّ‬


‫خرب في الليل‬
‫ٍ‬ ‫ود ّق على بيت‬
‫ُ‬
‫بين يديك‬
‫أسير َ‬ ‫فهّا ُ‬
‫العقل ٌ‬
‫أسير أبداً‪.‬‬
‫ٌ‬

‫باب في حرق الس‬


‫وأنا أدعوّ‬
‫ّ‬
‫تقدم في الشجر‬
‫وفي النهار المهجور ِة‬
‫َ‬
‫تعال‪ ..‬فمن يرعى أوجاعي في الليل‬
‫ُ‬
‫يسكن في فلواتي‬ ‫ومن‬
‫الصداّ مراراً‬
‫ُ‬ ‫أيقظتك أيتها‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ومررت على الشطآنأ‬
‫متحد‬
‫في إلى كونأ ٍ‬
‫الفاتن ّ‬
‫َ‬ ‫الروح‬
‫َ‬ ‫رفعت‬
‫ِ‬
‫وتحايا مقفل ٍة‬

‫‪109‬‬
‫َعلّق نفسك في ٍ‬
‫آس وتعال‬
‫َ‬
‫خليلك في ماء الروح‬ ‫سينا ُم‬
‫سر الكلمات المشبوب ِة‬ ‫ُ‬
‫وينقش في ِ‬
‫النور الصافي‬
‫بحق ِ‬ ‫فارحل يا َ‬
‫جيش الرغبات إليه ِ‬
‫للموت‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أحوالك‬ ‫وتق ّدم في خرقاة‬
‫تقدم‪ ..‬وامسك ُس ّرته‬
‫وشحوب لياليه‬
‫َ‬
‫تسكن َ‬
‫فيك‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وغن للهة‬
‫وُتّكي فيك لهيب الخلد‬
‫تتوهج‬
‫ُ‬ ‫تقدم‪..‬ها هي أوردتي‬
‫ُ‬
‫وأمسك روحي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أشرق‬ ‫وأنا‬

‫باب في التسخير‬
‫أسأل‬
‫الّهب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الهدهد ما َء‬ ‫هل ّ‬
‫رش‬
‫على الشفتين‬
‫ً‬
‫عجبا‬ ‫ً‬
‫كلما‬ ‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫فصار‬
‫َ‬
‫أيقظ نفسي‬
‫أرخى بدمي الخلق َ المدهش‬
‫ٌ‬
‫جميل في كلماتي‬ ‫ها َ‬
‫أنت‬
‫يدي‬ ‫ٌ‬
‫وجميل بين ّ‬
‫َ‬
‫سأريك طواويس ّ‬
‫مسخرة لجنوني‬
‫ً‬
‫طائعة لخطاي‬ ‫وجبا ً‬
‫ل‬

‫‪110‬‬
‫َ‬
‫أريك منارات المرمر في مملكتي‬
‫ٌ‬
‫راحلة عني في الليل‬
‫َ‬
‫سأريك شياهي وحقولي‬
‫أطياّ الماضين ُمفّتحة‬
‫ِ‬ ‫ومساكن‬
‫ً‬
‫سلما‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ونقول‬ ‫ندخلها ‪..‬‬

‫الغأصان المدهشة‬
‫َ‬
‫أسألك ‪:‬‬ ‫وبحق المتعة‬
‫ِ‬
‫قارب نفسك مني‬
‫ّ‬
‫شغل َ‬
‫بالك عني‬ ‫واطرد ما ُي ُ‬

‫إلي‬
‫واسع ّ‬
‫َ‬
‫ذهب ُ‬
‫العقل وماتت أنوار السبحانأ‬ ‫فلقد َ‬
‫شفتي وفوق خدودي‬ ‫ُ‬
‫الورد على ّ‬ ‫يبس‬
‫َ‬
‫فاطلب‬
‫أي سحابات َ‬
‫تأتيك‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫قادميك‬ ‫تخر على‬
‫وأي الفلّ ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫يا ذا اللطاّ‬
‫وذا الوصاّ‬
‫وذا الحكمة‬
‫شعثا‪ً ..‬‬
‫قالقا‬ ‫حزينا‪ً ..‬‬
‫ً‬ ‫ما لي َ‬
‫ألقاّ‬
‫بالشواق‬
‫ِ‬ ‫ومضنى‬
‫ً‬ ‫منهوب الروح‬
‫َ‬
‫أطعني‬
‫يا مولي استلق ِ بنار جنوني‬

‫‪111‬‬
‫والزم جهتي‬
‫وانّر روحك للصبوات‬
‫وأطع‪..‬‬
‫َ‬
‫روحك‬ ‫تجّب‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫هاوية‬
‫للعلى‪..‬‬

‫غأصن يا صحابي‬
‫هّه الكلمات‬
‫صاحت بها الحصاة‬
‫وأوحى بها القلم الّلي‬
‫السدر والزعفرانأ‬
‫ُ‬ ‫سرها‬
‫وقاام على ّ‬
‫المير الّي ّ‬
‫هل في ليلها‬ ‫ُ‬ ‫فهل يتلقى‬
‫تعالي َمّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّه‪..‬‬
‫من ُفتات الحجر؟‬
‫أم النبع ؟‬
‫أم يغمس النأ أقادامه المتعبات بماء الّهب‬
‫السمع للهسهسات التي تنحدر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويسترق‬
‫من النجم في آخر الليل‬
‫لنهر‬
‫ُيصغي ٍ‬
‫ويبتكر الكلمة َ اللؤلؤة‬
‫ُ‬
‫شجر واشتهى ثمراً‬
‫مر يومًا على ٍ‬
‫وما َ‬
‫يحن‬
‫سرا ‪ّ ،‬‬
‫ولكنه كانأ ‪ّ ،‬‬
‫إلى ميت ٍة في الشجر‬
‫أي قالب تخبئه النأ عني‬
‫فقل ّ‬
‫‪112‬‬
‫الرياح التي حركت ورقاًا بابليًا قاديمًا‬
‫ُ‬ ‫وهّي‬
‫وما حركتك‬
‫وخطت طلسمها في سقوّ الزمانأ وأبراجها‬
‫واستقامت إليك‬
‫نلت ً‬
‫شيئا‪..‬‬ ‫وما َ‬
‫ففي أولي ما ُ‬
‫يكونأ البيانأ‬
‫وفي آخري ما يصير التجلي‬

‫فقل أينا في لطاف ِة أوصافه الول ُ‬


‫وقال أينا المّهل ُ‬
‫أنت أو قال خلقنا معًا‬
‫وقال أنني َ‬
‫ويا صاحبي خلّنا‬
‫الوهم‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ولنسترح‬
‫فل بد تقضي السنونأ مسراتها‬
‫ثم تمضي‪...‬‬

‫غأصن هُد ُهد الوحشة‬


‫لسليمانأ‬
‫روح الُقّبرة‬ ‫ُ‬
‫توحش َ‬ ‫لحزانأ سليمانأ التي‬
‫للظى وجنته‬
‫فيض ميا ٍه آسرة‬
‫أكتب في ِ‬
‫ُ‬
‫نبي‬
‫لحتراقاات ّ‬
‫صبي‬
‫ّ‬ ‫ولشواق‬

‫‪113‬‬
‫الخطو على درب بعيدة‬
‫َ‬ ‫أضع‬
‫ً‬
‫مارقاا تأخّني الشمس وتمضي‬
‫قالقًا تسكنني وحشة ليل السحر ْة‬
‫أيها الدرب‬
‫ْ‬
‫أعن قالبي على الفرقاة‬
‫واجعل هدهداً ُ‬
‫يأخّ خطوي‬
‫لبلد نضر ْه‬
‫علي‬
‫وانزل ّ‬
‫كلمات النور‬
‫وأغمس قادمي في الي ّم وأسمع ما أقاول‪.‬‬
‫ً‬
‫غامضة‬ ‫ً‬
‫ترتيلة‬ ‫كلمة ً‬
‫تالفة‪..‬‬ ‫ً‬

‫يا هُدهداً‪..‬‬
‫كانأ طوطمي الثابت‬
‫تحرس روحي‬
‫ُ‬ ‫صبير ًة‬
‫كن ُ‬
‫ُ‬
‫وأجل عني الهم‬
‫وأسمع ما أقاول‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أمير الفلوات‬

‫فردوس حكمتي‬
‫لكأني بالشواق العليا ُ‬
‫ترفل بي‬
‫وتطّيبني بلهيب الوردة‬
‫بعيني‬
‫ّ‬ ‫الفجر‬
‫ُ‬ ‫ينفتح‬
‫إذ ُ‬
‫نجوم سوداء‬
‫ٍ‬ ‫وألمح جمعًا من أصداّ الماء ُت ّ‬
‫مرغ مثل‬ ‫ُ‬
‫وأسير إلى جدرانأ أربع ٍة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فألعن أفواجي‬
‫فرح بروابيه‬
‫تتلقافني مثل أمير ٍ‬
‫طين‬
‫وأثواب معمولت من ٍ‬
‫ٍ‬ ‫المسك‬
‫ِ‬ ‫وكأني بحقول‬
‫عار‬
‫غصن ٍ‬
‫ٍ‬ ‫مثل الّهار على‬
‫أكتب َ‬
‫فوق غيوم خضر رقايات تالف ٍة‬ ‫ُ‬
‫صوب الخلجانأ المهجورة‬
‫َ‬ ‫أغري النمل لحشد ملحمه‬
‫إرحل يا ُ‬
‫نمل بحق القلب المسحور‬
‫ّ‬
‫وصل ببابي‬ ‫وشاطرني ه ّمي المحموم‬
‫علي أجاج ليالي ِه‬ ‫الوقات ّ‬
‫يشن ّ‬
‫‪115‬‬
‫ويعصب عيني ويطول‬
‫ُ‬
‫وأنا ٌ‬
‫وجل‬
‫َ‬
‫الخشخشة السرية في الشفتين‬ ‫أحتطب‬
‫ُ‬
‫وأتح ّدر بالحجار الزرقااء إلى رابية موحش ٍة‬
‫يال‪!..‬‬
‫ُ‬
‫الكلمة في شفتي شيئًا عجبًا‬ ‫تصير‬
‫ُ‬
‫فأطيع مفاتن نفسي وأتيه‬
‫ُ‬
‫درب النور‬ ‫ُ‬
‫أشق بعوسج ٍة َ‬
‫المهجور بنار الحكمة‪.‬‬
‫َ‬ ‫الجمع‬
‫َ‬ ‫وألقي‬
‫ُ‬
‫الحكمة ‪..‬‬ ‫هّي‬
‫ورد ُة أجدادي المحمولين بآيات القرآنأ إلى نفسي‬
‫ُ‬
‫الصامت بالطياّ‬ ‫يحكمني هّا الليل‬
‫ويأخّني للغابات الولى‬
‫فأتقدم‪..‬‬
‫ً‬
‫مرتجفا لعلمه الحكم َة‬ ‫ُ‬
‫أمسك طيراً‬
‫ً‬
‫مملكة صوبي‬ ‫ليحشد‬
‫َ‬ ‫وأدفعه بين الشجار‬
‫أتقدم ‪..‬‬
‫أغّ ّي عقلي بالنار‬
‫انحدر بالحجار الزرقااء إلى رابي ٍة موحش ٍة ً‬
‫ثانية‬ ‫ُ‬
‫وأصيح‬
‫ُ‬ ‫مملكة َ‬
‫ميتة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أدخل‬
‫ينابيع من أرض الوهم‬
‫ٌ‬
‫تفور بروحي‬
‫ُ‬

‫‪116‬‬
‫ألعن روحي وأتقد ُم ً‬
‫ثالثة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫العلو‬
‫فروس ّ‬
‫يا أغصاني‬
‫ويا شجرتي الفرع‬
‫ويا نبتتي الصافية‬
‫ويا طلسمي‪ ،‬اتحدي في العراء لجلي‬
‫ل ً‬
‫بهيا‬ ‫وادخلي حق ً‬

‫ّ‬
‫الغض‬ ‫ومري على الس والشجر الفاتن‬
‫ّ‬
‫صيري هبا ًء أو اتحدي في أعالي الجسد‬
‫نائم‬
‫مري على شاعر ٍ‬
‫وفي الليل ّ‬
‫واهبطي بين أغصانه‬
‫الدرب والناس‬
‫َ‬ ‫وتخطي بأجفانه‬
‫ْ‬
‫الصافية‬ ‫يا نبتتي‬
‫إذ فاض بحر الوصال‬
‫ُ‬
‫حروّ كتاب الزمانأ‬ ‫وقاامت‬
‫تدرين ما بي‬
‫َ‬ ‫أنت‬
‫فل ِ‬
‫بنورّ‬
‫ِ‬ ‫ول أنا أدري‬
‫لكننا ُملقيانأ معًا‬
‫إلى غاي ٍة عالية‬
‫ومحتطبانأ الثرى والثريا‬
‫أنت جنبتني لعنة المحو‬
‫ِ‬
‫وأرتحت جنبي‬

‫‪117‬‬
‫ّكي‬
‫لنور ّ‬
‫مطلع وردي ٍ‬
‫َ‬ ‫وهيأت‬
‫نت جمال سكوني‬
‫وص ِ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫معتمة‬ ‫وقادت حمائم قالبي لفاكه ٍة‬
‫ِ‬
‫وحمستني بالخمور‬
‫ّ‬
‫وناديتني ‪ :‬يا حبيبي‬
‫فسيح أغني‬
‫حقل ٍ‬‫دعيني إذنأ فوق ٍ‬
‫وكوني على مركبي الصارية‬
‫ونامي على كتفي‬
‫واحضنيني‪..‬‬

‫سماوي‬
‫ّ‬ ‫طّلسم‬
‫يا مقصود الناس‬
‫وحارس حكمتهم في الرض‬
‫بفيض القمح‬
‫وماليء آنية الناس ِ‬
‫َ‬
‫بردائك‬ ‫صبي وجل‬
‫ّ‬ ‫تلقف روح‬
‫إسكنه الفلوات‬
‫و ُم ّر على جنبيه بنار العشق‬
‫يا مقصود الناس‬
‫الولد‬
‫امسح بالياقاوت جبين ِ‬
‫واسكب في خاطره الوله‬
‫وّّينه بوردّ‪.‬‬

‫فردوس آشور‬

‫‪118‬‬
‫مر َة ‪..‬‬
‫خزائن عقلي‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫التهاويم في مهجتي‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وكنوّ‬
‫ُ‬
‫كنت أرعى‬
‫جبا ً‬
‫ل من الوهم فاستوقافتني‬
‫رقايمات آشور واستحلفتني‬
‫ُ‬
‫فيممت روحي لبرج قاديم‬
‫ُ‬
‫وأطلقت للريح شعري‬
‫غصن السماء‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وهيأت‬
‫ْ‬
‫المقبلة‬ ‫ليامي‬
‫مبعث الفجر أ سعى‬
‫ِ‬ ‫إلى‬
‫وجنونأ أصيل‬
‫ٍ‬ ‫مشرق‬
‫ٍ‬ ‫إلى خاطر‬
‫إلى ترب ٍة طّيعة‬
‫إلى خضر ٍة في عروقاي‬

‫فردوس قلبي‬
‫ْ‬
‫قال ‪..‬‬
‫أيام مزهر ٍة‬
‫من وافاني في ٍ‬
‫ومشى بدمي‬
‫وعلى قابة روحي استلقى ؟‬
‫من وافاني ؟‬
‫من فّتق شمسي في الماء ؟‬

‫‪119‬‬
‫وهّيج نفسي‬
‫أبغي أنأ أسعى مثل ّراف ِة إبليس‬
‫وألعق نجمًا‬
‫ُ‬

‫أو أبكي الليل‬


‫وأستنطق أحجار الماموّ البائد‬
‫أقاد ُم خطواتي‬
‫وأصيح برابي ٍة موحش ٍة ‪ :‬يا قالبي‪..‬‬
‫ُ‬

‫طّلسم النعاس‬
‫قافوا‬

‫أفقه الُ ُعلّوي ٍ‬


‫خال من الزخرّ البارد‬ ‫ُ‬

‫وأجفانه مسدلة ْ‬
‫ولكنه صخرةٌ مقفلة ْ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫كتاب دلمون‬

‫َ‬
‫وتمش عأليها‬ ‫ُ‬
‫أعأل َ‬
‫فوق الطّل القديمة‬

‫وأنظر إلى جماجم المتأخرين‬

‫والماضين‬

‫فأيهم الشرار‬

‫وأيهم الصالحون؟‬

‫‪ -‬من قاصيدة بابلية قاديمة –‬

‫‪121‬‬
‫الحقول‬
‫أيقظتك أيتها الفلوات‬
‫ِ‬
‫النفس‬
‫لك َ‬ ‫ُ‬
‫وأطربت ِ‬
‫بأمرّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وكاشفت صباي‬
‫واستحلفتك بالشواق المحمومة‬
‫والحجار الكسلى‬
‫أنأ ُتضني روحي ِ‬
‫فيك‬

‫وأنأ تشتعلي قامراً ّ‬


‫في‬
‫حجر من تاريّ الرض يناد ُم روحي في الليل‬
‫ٌ‬
‫في‬
‫يتهامس ّ‬
‫ُ‬ ‫وأسمع نوراً‬
‫ُ‬
‫الروح من الماء‬
‫َ‬ ‫خرج هّي‬
‫بعدي من ُي ُ‬
‫يفتن أرضًا سابحة ً في الغَّمر‬
‫ومن ُ‬
‫وورد الصبير‬
‫َ‬ ‫ومن يرقاى لينادي الغزلنأ‬
‫وأبناء الصحراء؟‬
‫يدي‬
‫ألقي في روح الشمس ّ‬
‫وأبتكر الشياء‬

‫‪122‬‬
‫وابني فوق صروح تالفة مجد الجداد‬
‫ٌ‬
‫ضيقة‬ ‫الرض سما ٌء‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأعرّ أنأ‬
‫سكن الباء دمي‬
‫ّيماءات أولى ملت روحي‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وسكنت‬
‫ُ‬
‫وعرفت بأنأ الماضي مخبو ٌء في ضف ٍة شامخ ٍة‬
‫وصخور مشتعلة‬
‫السدر‬
‫َ‬ ‫فيك عصاي وأتخّ‬
‫هل أرمي ِ‬
‫َ‬
‫معشبة‬ ‫حقو ً‬
‫ل‬
‫وسماوات خضراء؟‬
‫ٍ‬
‫***‬
‫كفي‬ ‫ُ‬
‫أوراق الس على ّ‬ ‫ُ‬
‫تورق‬
‫ُ‬
‫فأنقاد بروح مورقا ٍة وشفاه يابس ٍة لّفاق‬
‫ُ‬
‫لرض الغيم‬
‫ِ‬ ‫قاطيع الغيم‬ ‫ُ‬
‫وأسوق َ‬ ‫وأشعل ناراً ثانية ً‬
‫وأعلن خطواتي‬
‫ُ‬
‫تاريّ الرض‬ ‫ُ‬
‫يتعرّ‬
‫شب صغيرا في اليام الولى‬
‫على ولد ّ‬
‫أحنى الرض لكفّيه‬
‫ُ‬
‫يتعرّ تاريّ الرض‬
‫ابن ّ‬
‫ضل طويل في الغابات‬ ‫على ٍ‬
‫وعاد وحيداً لمراعيه‬
‫َ‬
‫وحيداً لسماه‬
‫ُ‬
‫يتعرّ تاريّ الرض‬

‫‪123‬‬
‫يغمس قادميه‬
‫ُ‬ ‫على ن ّد صلب ً‬
‫وفتى‬
‫بماء البحر‬
‫ُ‬
‫ويمسك بالكفين‬
‫ثمار الغيم‪.‬‬

‫شموس طسم‬

‫طس ُم ارتوت من خمرة الصحراء‬


‫فارتخت الغيوم‬
‫النبي‬
‫الس ّ‬ ‫ونما على أحجارها ُ‬
‫وغفت على صدر الزمانأ‬
‫امير ًة سكرى ُتق ّمطها النجوم‬
‫طس ُم التي في الروح‬
‫ّ‬
‫مزقات الرمال‬
‫وسمت على الفاق سيد َة التخوم‪.‬‬
‫***‬
‫مولي هّي طس ُم‬
‫هّا ِشعبها العلى‬
‫وهّي نارها‬
‫ُتلقي على الصحراء جمرتها‬
‫ُ‬
‫فتشتعل الصخور‬

‫‪124‬‬
‫كر‬
‫الناس من ُس ٍ‬
‫مولي نا َم ُ‬
‫وللت الخمور‬
‫فجر جديد‬
‫هزيع الليل من ٍ‬
‫ُ‬ ‫ودنا‬
‫المير جبينه‬
‫ُ‬ ‫أحنى‬
‫الرمل العباءة‬
‫ِ‬ ‫ورمى على‬
‫خاشعًا‬
‫الصبي مهابة‬
‫ّ‬ ‫وتبتل الوجه‬
‫صلّى على أجداده‬
‫قالق حميم‬
‫وتراجفت شفتاه من ٍ‬
‫وبكى‪ ..‬وقاام‬
‫الثر القديم ‪.‬‬
‫ليقتفي َ‬
‫***‬
‫الشموس‬
‫َ‬ ‫يحني على الحجر‬
‫ْ‬
‫الفسيحة‬ ‫ويدخل الرض‬
‫البهي‬
‫الخلق ّ‬
‫ِ‬ ‫سور من‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫وآلهة جموحة‬ ‫وكوكب أعلى‬
‫ٌ‬
‫تغفو على الرض الخصيبة شمسه وسيوفه‬
‫ُ‬
‫ويظل يحلم ‪:‬‬
‫هّه الصحراء َعلّقت الزمانأ‬
‫ً‬
‫وأنجما‬ ‫الصدّ العجيب‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫أهلة‪ ..‬خرّاً من‬
‫فتدور في شمس الجزير ْة‬
‫ً‬
‫شمسا أمير ْة‬ ‫لولّ يا‬
‫ِ‬

‫‪125‬‬
‫يتفطر الصبير‬
‫ُ‬
‫والدفلى‬
‫وتنكسر الحجار ُة في المعابد‬
‫تنطفي روح السنين‬
‫السحب المطيرة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وتجدب‬
‫ُ‬
‫***‬
‫يحني على الصحراء رايته‬
‫فيسمع صوتَّه‬
‫ُ‬
‫يأتي من التاريّ مبته ً‬
‫ل‬
‫خفيفًا حائراً‬

‫ماذا تقول الريح للصوت الحزين ؟‬


‫ُ‬
‫أيظل هّا الفارس المضنى ُ‬
‫يفتش عن حجارة أهله ؟‬
‫ُ‬
‫الزمن البعيد‬ ‫أم أنه‬
‫ُ‬
‫يستنطق الموتى !‬
‫فيا ّيال ٍة ُ‬
‫تمتد في الطراّ تحك ُم مقلتيه‬
‫لروحه‬
‫ِ‬ ‫تشير‬
‫وتمد إصبعها ُ‬
‫تركب الصحراء يا ّيال ٍة‬
‫َ‬ ‫أنأ‬
‫الفسيح‬
‫ْ‬ ‫الرمل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تمتد فوق جلل ِة‬
‫ً‬
‫حكما كتاج ال‬
‫فوق سحاب ٍة جّلى‬
‫الضريح‪.‬‬
‫ْ‬ ‫وفي الزمن‬
‫***‬

‫‪126‬‬
‫الفجر يحني كوكبًا ألقًا‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫ويعصره‬
‫القدح القديم‬
‫وفي ِ‬
‫ُ‬
‫فتهتز الغصونأ‬ ‫يروي الشفاه بخمرة النعمى‬
‫وتقوم طسٌم من مراقادها‬
‫وطسٌم وحيدةٌ في الرمل متعبة العيونأ‬
‫يا ذا الشرى‪:‬‬
‫أغفت على روحي السحابة‬
‫ومضى على أهلي الزمانأ‬
‫وتركتني وحدي‬
‫نار‬
‫خمر ول ٍ‬
‫بل ٍ‬
‫ناقاة‬ ‫َ‬
‫قاطيعك َ‬ ‫فهب لي من‬
‫في هّه الصحراء تحملني لهلي‬
‫ُ‬
‫وتقود لي خطوي‬
‫وتمنحني المانأ‬
‫َ‬
‫أبقيت لي يا ذا الشرى‬
‫سوراً على القدح المطرّ بالنقوش‬
‫وبالنّور‬
‫أبقيت لي ً‬
‫طيفا‬ ‫َ‬
‫يناّلني على الشطآنأ والُفلك العجيبة‬
‫َ‬
‫مقامة‬ ‫ويقود لي في موج ِة الماء الجليل‬
‫عن سالف الجداد‬

‫‪127‬‬
‫ّمن مضى مستعصيًا عبقًا‬
‫عن ٍ‬
‫وغادر ساحل المدنأ الكئيبة‪.‬‬
‫***‬
‫بالتّبر‬
‫أرخ يا يمام‬
‫ّ‬
‫هّا الهوى‬
‫خواضين في لجج بعيدة‬ ‫َ‬
‫ومسالك الفتيانأ ّ‬
‫وجموحهم والنار في أحداقاهم‬
‫العصي‬
‫ّ‬ ‫والحصن‬
‫َ‬ ‫والحرب‬
‫َ‬
‫وسور كندة والخيول كليم َة‪.‬‬
‫بالحبر‬
‫ِ‬
‫أرخ يا يمام‬
‫ّ‬
‫إنشادهم‬
‫ود َم الزمانأ‬
‫إلتقط السنين‬
‫صرعى على إبل الجزير ْة ‪.‬‬

‫***‬
‫أرخى على صدري الزمانأ رداءهم‬
‫فسعيت في ليل الصحارى حام ً‬
‫ل‬
‫ُرقامًا من الحجر المضيء بحكم ٍة أولى‬
‫ومملك ٍة نبّية‬

‫‪128‬‬
‫ُ‬
‫وسعيت أبحث عن أبي‬
‫ملتهب العيونأ‬
‫ِ‬ ‫كاهن في طس َم‬
‫عن ٍ‬
‫و ُمبلل روحًا بنشوته‬
‫شعره بالطيب‬
‫وغامس ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يحمل في يديه‬
‫)كثرى( ُ‬
‫وطلّ ْس َم القبيلة‬
‫والنّور وخمر َة اّصباح‬
‫َ‬
‫مبتهجًا بغيم ال والثمرات‬
‫معابد طس َم‪.‬‬
‫َ‬ ‫والنوق التي ملت‬
‫***‬
‫طسم التي ذُبلت‬
‫قالبي على ِ‬
‫ّنبق‬
‫كزهرة ٍ‬
‫مسافر‬
‫ٍ‬ ‫وذوت كنور‬
‫ْ‬
‫عتيقة‬ ‫وغفت كمئّن ٍة‬
‫ُ‬
‫سأدق كوكبها الّي لث َم الغبار‬
‫وأهي ُم محمو ً‬
‫ل على الحجرالكريم‬
‫علّي أش ّم طيوَبها‬
‫وتراب معبدها القديم‪.‬‬
‫َ‬

‫‪129‬‬
‫يقظة دلمون‬

‫مزهوين بحفيف أجنحتهم الذهبية‬


‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المّئكة‬ ‫ينحدر‬

‫من القاصي إلى دلمون ذات الجنائن‬

‫المشتعلة بالزنابق الحمراء حاملين‬

‫النور اللهي معهم وباعأثين في دلمون الفرح‪.‬‬

‫البرق‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الماد الحجرية ُعن شجر‬ ‫تتفتح هّي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫فيشرق في العماق بشير الروح‬
‫ُ‬
‫أوراق المعرف ِة من شجرات الدنيا‬ ‫ُ‬
‫وتسقط‬
‫الغمر يغطي الرض‬
‫َ‬ ‫وأرى‬
‫وروح ال ّ‬
‫يرّ على الماء‬
‫ُ‬
‫الوعد؟‬ ‫ُ‬
‫يحمل هّا‬ ‫ماذا‬
‫أفتح أسرار النفس وأسرار الماضي في دلمونأ‬
‫ُ‬
‫وأطوي في الرض الخطوات إلى مقبر ٍة سالف ٍة‬
‫وتلل ّرقااء‬
‫ٍ‬

‫‪130‬‬
‫ليكن جلٌد وسط الماء يعين الجساد‬
‫َ‬
‫تاريّ اّنسانأ الساقاط إلى عائل ِة الحجار‬ ‫ُ‬
‫ويحمل‬
‫كانت دلمونأ بلد ال‬
‫مسافر ًة في البحر‬
‫ومورقا َة في النور‬
‫وبيضاء كروح العاشق‬
‫أبواب الجنة‬
‫َ‬ ‫أفتح‬
‫ُ‬
‫الخلق‬
‫ِ‬ ‫ألمح برقاًا في الفاق ُيص ّعد َ‬
‫نار‬ ‫ُ‬
‫بلد المحروقاين بنار المعرفة‬
‫كانت دلمونأ َ‬
‫بلد الروح الباحثة عن الخلد‬
‫كانت دلمونأ َ‬
‫وجّنات الجسد القديس‬
‫ً‬
‫مورقاة‬ ‫كانت نفسي‬
‫وسمائي طّيعة‬
‫وانا ورٌد في الصحراء‬
‫متقد‬
‫جلل ٍ‬‫ٍ‬ ‫ونبع‬
‫ُ‬

‫محتطبًا َ‬
‫ّهو دللي ودمي‬

‫ومقاداً للنور الطالع في ِ‬


‫شرق الرض‬
‫في‬
‫الضاجة ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أرفل بالشواق‬
‫مسحوراً بالفجر‬
‫ومأخوذاً بغناء الصّيادين‬
‫ّي قادامى الكهانأ‬ ‫ُ‬
‫أتسربل في ّ‬
‫وأحني الرض ّ‬
‫لعز خطاي‬

‫‪131‬‬
‫طرّ الفق جبينًا‬
‫َ‬ ‫أشير إلى الغيم فيحني‬
‫ُ‬
‫ويناد ُم روحي الماضي الطافي فوق الماء‬
‫الريح إلى روحي‬
‫ُ‬ ‫كأعشاب تدفعها‬
‫يا دلمونأ المنسية في أرض ال‬
‫المخبوءة في الروح‬
‫المنشورة في ماء الجداد‬
‫وليل الرعشات الولى في الرمل‬
‫يا دلمونأ البيضاء‬
‫طيب الماضي الّهبي‬
‫هل يغمرني ‪ ،‬الليلة ‪ُ ،‬‬
‫ينّدي روحي ودمي‬
‫أم أنأ يداً تأخّني‬
‫وتطوقاني بالقامار‬
‫ّ‬
‫وتنصب لي عرشًا‬
‫ُ‬
‫فوق تخوم الصحراء‬
‫النور الباهر‬ ‫ً‬
‫ملئكة ُتسكنني هّا َ‬ ‫أم أنأ‬
‫وتدعوني للفجر‬
‫نحوّ؟‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يعصف بي‬ ‫ً‬
‫حنينا‬ ‫ُ‬
‫يعرّ أنأ‬ ‫من‬
‫قاادمة في عربات الّهب‬
‫شعرّ في روحي‬
‫ِ‬ ‫وغاسلة‬
‫سماّ‬
‫ِ‬ ‫وأنا المفتونأ بأشجارّ والمملوء بصحو‬
‫فيك‬
‫والمتربص بالبدي الشامّ ِ‬
‫***‬

‫‪132‬‬
‫ـاء‬ ‫أجدادي مأخوذون بالقداسة وباحثون عأن كـ ّ‬
‫ـل مقـ ّـدس في الحيــاة وفي المــوت‪ ،‬البحــر مـ ٌ‬
‫عألو مقدس والنسان وجــود مقــدس‪ ،‬ينحــني المقــدس في نفســه وينــادي‬ ‫مقدس والسماء ٌ‬
‫الصول العتيقة‪....‬‬
‫ُ‬
‫وينشد‬ ‫يعود مراراً‬
‫ليت الزمانأ ُ‬
‫عن ّهوهم في السماء وفي الرض‬
‫ليس الزمانأ بسيدهم‬
‫قابر لجسادهم‬
‫ول هو ٌ‬
‫إنه السحر بين يديهم‬
‫ُ‬
‫الورد والمستحيل الّي يتبدى‬ ‫وهو‬
‫ساعة الموت‬
‫ليس الزمانأ قابراً‬

‫جامح‬
‫ٌ‬ ‫فرس‬
‫ولكنه ٌ‬
‫قااد أشواقاهم‬
‫يكونأ الهواء‬
‫واشتهى بينهم أنأ َ‬
‫والخطو والماء‬
‫َ‬ ‫الزاد‬
‫وانأ يصبح َ‬
‫واستوى في العقول على الكلمات‬
‫بريقا لّيّاً‬
‫ً‬ ‫فكانت‬
‫ً‬
‫وفاكهة من حقول السماء‬
‫إنها الكلمات التي امتلت بالقداسة‬
‫ذهب‬ ‫َ‬
‫ممالك من ٍ‬ ‫فكانت‬
‫ل ونوراً من الخلق‬
‫وصارت حنينًا جلي ً‬
‫ليس الزمانأ قابراً‬

‫ولكنه صحوة الّاهبين إلى الشمس‬

‫‪133‬‬
‫قابر لقلبي ولكنه فتت الماء‬
‫لم يكن في الزمانأ ٌ‬
‫وانطوت عنه روح الهشاشة والمحو‬
‫كانت له السماء عباء ًة‬
‫والرض محارة يتناسّ فيها والرياح نحو القااصي‬
‫وفاتحة الخلق‬
‫يحفر المقدس في كفه ويخطط للبدء‬
‫ُ‬
‫تتفتق الشمس في مائه‬
‫وتغني له الكلمات‬
‫ّ‬
‫كل الزمانأ مضيء بأحداقاه‬
‫ومنير بأفعاله‬
‫ٌ‬
‫ومشتعل بالصبابات فيه‬
‫ومنبثق عند أجفانه‬
‫ليس الزمانأ قابراً‬

‫ماذا يفعل هّا المسكونأ بروح النبوة‬


‫جنبا ً‬
‫قالقا‬ ‫يهدئ ً‬
‫وكيف ّ‬
‫وسماء قااصية ترقاد فيه‬
‫أيغني اللهة القديسة ؟‬
‫أينادي أبراج الرض ؟‬
‫ُ‬
‫ويعصف صحراء الدنيا‬
‫ماذا يفعل هّا المسكونأ بماء السحر‬
‫بعصر يخبو محترقاًا‬
‫ٍ‬ ‫وروح الحياء الملقاة‬
‫في كفيه‬

‫‪134‬‬
‫أينادي دلمونأ البيضاء؟‬
‫صوب رياح اليام الولى‬
‫َ‬ ‫ويركض‬
‫ُ‬
‫يعرّ هّا الملتاع‬ ‫ل‬
‫أرض شامخ ٍة بين يديه‬
‫سوى ٍ‬
‫وروح سامية ٍ في جنبيه‬
‫ٍ‬
‫وقاول نبي في شفتيه‬
‫فماذا ُ‬
‫يفعل‬
‫هدئ جنبًا قالقًا‪.‬‬
‫وكيف ُي ّ‬
‫***‬
‫الباصر بالشياء‬
‫ُ‬ ‫يتنادم هّا‬
‫والغابات تناد ُم ّ‬
‫ظل ال‬
‫ّ‬
‫وظل ملئكة مزهوين‬
‫أخفض عيني‬
‫أحّد ُق في نونأ البحر‬
‫أحس بأنأ توالد هّي الشياء بنونأ‬
‫ُ‬
‫وموت الشياء بنونأ‬
‫وتخرج دلمونأ‬
‫ُ‬ ‫يخرج من قابة نونأ الكونأ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الرض على أبنا ٍء مجهولين‬ ‫وتنفتح‬
‫ُ‬
‫ينادونأ المجهول‬
‫يا دلمونأ المجهولين‬
‫أقايمي في رحم البحر‬
‫وكوني الرض الولى للنسانأ‬

‫‪135‬‬
‫ُي ّ‬
‫حدق آدم في دلمونأ‬
‫ُ‬
‫ويركض صوب البحر‬
‫أحلم‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫جنانأ من‬
‫تفتح باب الرض‬
‫وسما ٌء ُ‬
‫ذهبي‬
‫حجر ّ‬‫وقامر من ٍ‬
‫ٌ‬
‫وآدم يركض في دلمونأ‬
‫ويكتب في لوح العمر الحكمة‬
‫ُ‬ ‫يصنع فجر اّنسانأ‬
‫ُ‬
‫والمعرفة الولى‬
‫والشعر‬
‫فأي السماء إذنأ‬
‫يمكن أنأ أنطق فيها‬
‫وأسمي فيها أجدادي المحتشدين‬
‫على ساحل أيامي ورباي؟‬
‫***‬
‫يسكن الماء واللغة الباردة‬
‫في‬
‫وتغني الصول العتيقة ّ‬
‫كاد يهدأ‬
‫ويقوم الّي َ‬
‫فماذا ترى؟‬
‫ليل طويل‬
‫غير أشباح ٍ‬
‫وريح مغادر ٍة‬
‫حزين‬
‫ٍ‬ ‫وّمانأ‬
‫ٍ‬
‫إذنأ‪..‬‬

‫‪136‬‬
‫َ‬
‫شرّ الحكمة – النار‬ ‫ُ‬
‫كل ما تبتغي‬
‫والمجد والروح‬
‫ٌ‬
‫ضيق‬ ‫هّا المدى‬
‫ٌ‬
‫ضيق‬ ‫والفضا‬
‫والزمانأ عنيٌد ّ‬
‫وفض‬
‫فيا دلمونأ‬
‫ارجعي‪..‬‬
‫ٌ‬
‫غارق‬ ‫إنني‬
‫الفجر‬
‫ِ‬ ‫بأبهة‬
‫والروح تصبو‬
‫ُ‬
‫لمملكة ً‬
‫ثانية‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫خروج آلهة الصحراء‬
‫ُ‬
‫إعل‪..‬‬
‫وخ ّف إلى أرض ذات عروق‬
‫ُ‬

‫وسماء ذات بروق‬


‫وتقّدم‬
‫ُر ّج الخلق أوائلهم بأواخرهم‬
‫وجدوداً بالحفاد‬
‫ّ‬
‫وهز الماء الساكن في مضجعهم والقيعانأ‬
‫فلن يتبعك الندماء‬
‫ول الظرفاء‬
‫ول الشعراء الفّاقاونأ‬
‫لن يسمع‬
‫إل النفار المحرقاونأ بنار اللهة الولى‬
‫يهرع إ ّ‬
‫ل فتيانأ‬ ‫َ‬ ‫لن‬
‫حار‬
‫َح ّمسهم خمر ٌ‬

‫‪138‬‬
‫فجر ملك‬
‫وأيقظهم ُ‬
‫ٌ‬
‫صافية‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ودنانأ‬

‫تحولت لهة‬
‫ُ‬
‫إعل ‪..‬‬
‫بحق اليام المدفونة في صحراء غارقا ٍة في النور‬
‫وغار تملؤه اليات الولى‬
‫ٍ‬
‫وطلع الماء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وجلل النار‬
‫في الفجر‪..‬‬
‫وعند سطوح القرميد الحمر للمدنأ المنسية في الصحراء‬
‫وفي الرض المزروعة شوفانًا ُم ّرا‬
‫تخرج )لهة( بالشعر المغسول بماء البحر‬
‫ُ‬
‫قااص‬
‫تنادي الصيادين لنبع ٍ‬
‫تسحب أرض الصحراء‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫عارية‬ ‫ألمح )لهة(‬
‫ُ‬
‫شعر الغيم‬ ‫ُ‬
‫وتمسك َ‬
‫وتسأل عن أبنا ٍء ضالين‬
‫فتخرج قاافلة الباء‬
‫ويخرج آلّ الرعيانأ‪ ،‬عصّيا ونياقاًا شقراء‬
‫ُ‬
‫وآلهة َكلمى‪.‬‬

‫تمائم مقفلة‬
‫لكم سألتني السحابات عنك‬

‫‪139‬‬
‫ونادت ورائي‬
‫ودقات بكوكبها ُغ ّرتي؟‬
‫هكّا َ‬
‫أنت‬
‫صوب صحراء خاشع ٍة‬
‫َ‬ ‫يحرّ أغصانَّه‬
‫آس ّ‬‫ُ‬
‫وجلل بعيد‬
‫ٍ‬
‫لكم حّيرتني تمائمك المقفلة‬
‫ْ‬
‫الزمانأ بأترابه‬
‫َ‬ ‫وكم ُد َ‬
‫فت هّا‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫وابتكرت الندى‬
‫من النار‬
‫برار مطوقا ٍة‬ ‫ٌ‬
‫سارحة في ٍ‬ ‫روح من الخلق‬
‫ً‬
‫بالغضا والمياه‬
‫َ‬
‫استفقت‬ ‫َ‬
‫أنت‬
‫أشار بسباب ٍة مر ًة‬ ‫َ‬
‫وصرت الّي لو َ‬
‫لستفاق له النّيرانأ‬
‫وما ُء السواقاي‬
‫ُ‬
‫وفزاعة الطير‬
‫َ‬
‫صرت الّي ل ُيطال‬
‫وهّيجت قاشر البّار‬
‫أرض الحجر‬
‫وأفلقت َ‬
‫وأبدلتها واسترحت‬
‫لكم أّقالقتني‬
‫بغيوم من العسجد الواهب النثوي الجميل‬ ‫ٌ‬
‫متوجة‬ ‫صحارى‬
‫ٍ‬

‫‪140‬‬
‫وكم ّ‬
‫حدثتني مفاوّها والجرار‬
‫وأنهارها المستقيمة نحو السماء‬
‫ل وتبراً وسلوى‪.‬‬
‫فصبت ّل ً‬

‫دعأاء عأثتر‬
‫مساك الخير‬
‫ّ‬
‫يا نجمة العشاء يا حمراء مثل القطيفة‬
‫أسألك أن ترجمي محبوبي‬
‫ِ‬
‫بثّثا تفاحات‬
‫بثّثا تمرات‬
‫فوق لسانه كي ل ينطق إ ّل باسمي‬
‫وعألي عأينيه كي ل ينظر غأيري‬
‫وعألى أذنيه كي ل يسمع إ ّل كّمي‬
‫بري‬
‫أيك ّ‬
‫نزلت علينا من ٍ‬ ‫َ‬
‫قايل ِ‬
‫وأقامت على الهامات‬
‫ِ‬
‫الجسد‬
‫ِ‬ ‫أدرانأ‬
‫ِ‬ ‫العشاب ومن‬
‫ِ‬ ‫الروح من‬
‫َ‬ ‫غسلت‬
‫ِ‬
‫وصرت ملذاً‬
‫ِ‬
‫الدري‬
‫ّ‬ ‫الكأس‬
‫َ‬ ‫لك‬ ‫ُ‬
‫أهرقات ِ‬
‫لجلك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وظعنت‬
‫في برية روحي ودمي‬
‫النار‬
‫أحتطب َ‬
‫ُ‬
‫الكاسح‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫السيل‬ ‫ُ‬
‫وأطلق في الجسد‬
‫أهوا ًء وطيوراً ومنى‬

‫‪141‬‬
‫وجيوشًا من أحزانأ الروح‬
‫أعتصر الحجر بكأسي وأنادمه ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أيا حجراً‬

‫يا أولى الكاتدرائيات‬


‫ويا آخر مقبرة للروح الضالة فوق الماء‪.‬‬
‫الحجر وأحني الرأس‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أناّل هّا‬
‫لماض تاه عن اليام‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫وضل وحيدا مثلي في الرض‬
‫نبي في قاوم ضالين‬ ‫ومعزو ً‬
‫ل مثل ّ‬
‫دعأاء إيل‬
‫الكتاب‬
‫ْ‬ ‫قل بالذي أنزل هذا‬
‫الحباب‬
‫ْ‬ ‫مكم ً‬
‫ّ يا سيد‬
‫سرها‬
‫ماذا تقول الروح في ّ‬
‫الوثاب‬
‫ْ‬ ‫والقلق الفاتن فوق الجسد‬
‫المنساب‬
‫ْ‬ ‫نورك‪ ..‬هذا الذهب‬
‫العناب‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫وردك‪ ..‬هذا الثر‬
‫الحجاب‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وأجل‬ ‫الهدهد‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫بخر إذن واحرق دم‬
‫ُ‬
‫تحرق الروح وتمضي‬ ‫نار‬
‫أي ٍ‬‫ّ‬
‫خرج جمراً ؟‬
‫بارة من جمرة ُت ُ‬
‫ّ‬
‫بار‬
‫الخطو إلى ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تسرق‬ ‫نار‬
‫أي ٍ‬‫ّ‬
‫إلى كوم ِة أصحاب يغنونأ الزمانأ‬
‫حائر ؟‬
‫صباح ٍ‬
‫ٍ‬ ‫آسر نحو‬
‫صباح ٍ‬
‫ٍ‬ ‫من‬

‫‪142‬‬
‫أي خطايا ؟‪...‬‬
‫ّ‬
‫أمسكت بي‬
‫غامض‬
‫ٍ‬ ‫واستكانت عند فجر‬
‫يا قامر النار استفق‬
‫عال‬
‫منزل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وانحدر من‬
‫و ّقابلني طويل‬
‫ُ‬
‫أشرق يا سيد روحي‬ ‫إنني‬
‫ليال هدأت فوق مياه آسرة‬
‫في ٍ‬
‫أي نعمى للّي ألقى برجليه على دربين ؟‬
‫ّ‬
‫الخمر في السلوى‬
‫ِ‬ ‫درب‬
‫ِ‬
‫الشعر في البلوى‬
‫ِ‬ ‫ودرب‬
‫ِ‬
‫ونفس صابر ْة ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫يفتح بابًا ضيقًا في الليل‬ ‫َ‬
‫أنت يا إيل الّي ُ‬
‫ْ‬
‫أنصت‬
‫دلُني نحو بلد ال‬
‫والموتى‬
‫ْ‬
‫وخّ كل الكلم‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫أناشيد إسرافيل‬

‫‪144‬‬
1984

145
‫للفنون المغمورة‬
‫ِ‬ ‫وسّل َم ُ‬
‫عأقله‬
‫أوفيد‬
‫كتاب التحولت‬

‫الباب الول‬
‫إغأواءات شمس ّ‬
‫اللذة‬

‫أسأل ال سكر ًة قابل موتي‬

‫وصياح الصبيانأ يا سكرانأ‬

‫‪146‬‬
‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫انتب َه المغنونأ القدامى لبتعاد‬

‫وأنتبه الرعا ُة‬

‫وكّلك انتبه السكارى‬

‫ارض بعيد ًة‬


‫والموج أ لقاني إلى ٍ‬
‫ُ‬
‫النهر القديم الحكمة التعبى‬ ‫ُ‬
‫ألقي إلى ِ‬
‫وابتكر القصيدة‬

‫يابس‬ ‫ٌ‬
‫وغصن ٌ‬ ‫ورٌد على أسمالي الولى‬

‫وخمر في شفاهي‬
‫ٌ‬ ‫وندى‬
‫ً‬
‫سرها عندي‬
‫والشمس ألقت ّ‬
‫ُ‬
‫بر أخضر‬
‫وساقاتني إلى ّ‬
‫وكستني النسام والنعمى ورّدت لي شياهي‬
‫ْ‬
‫والتفت بخنصرها مياهي‬ ‫أشجار هّي الرض‬
‫ُ‬ ‫ولها مشت‬

‫***‬

‫الراهب السكرانأ‬
‫ُ‬ ‫الفتي‬
‫قاال ّ‬ ‫ُ‬
‫وأقاول ما َ‬

‫وسيل أُنوث ٍة‬


‫ُ‬ ‫شمس‪ ،‬حمرةٌ‪ ،‬جسٌد‬
‫ٌ‬
‫بين ثديين استنفرا بالندى‬ ‫والطين ُ‬
‫يخفق َ‬ ‫ُ‬
‫‪147‬‬
‫البر في فمه وأرخاها عليه‬ ‫ُ‬
‫طراّ ّ‬ ‫شمس وألقاها‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫الفلّ واستترت به‬ ‫ضحت له‬
‫وتهادت اليا ُم ُت ُ‬
‫شرق في يديه‬

‫ر ّقاا وبرديا خفيفًا ناطقًا‬

‫قاربه إليه‬
‫وال ّ‬
‫بالمسك وابن سلل ٍة عليا‬
‫ِ‬ ‫متضوع‬
‫ٌ‬

‫وإيوانأ السما في مقلتيه‬


‫ل جمي ً‬
‫ل‬ ‫قابل مجيئه قاو ً‬
‫قاال َ‬
‫من َ‬

‫البر ع ّمته‬
‫لشمس ّ‬
‫ِ‬ ‫من ُترى أرخى‬

‫ومن منكم رمى ّهراً لعقد ِة حاجبيه‬


‫ً‬
‫مرتعا‬ ‫هو كالّي اختار اّيال َة‬

‫يغمر وجنتيه‬
‫بالنور ُ‬
‫ِ‬ ‫ثم اكتفى‬

‫فإذا تداعت شمس ُه وتراشقت في فيضه الغصانأ‬

‫واشتبكت إيالته اكتوى‪ ،‬وعل على قامم الروابي‬

‫وأقاتنى من أصفر الوراد سحنتها وحّنى نرجسا‬


‫النار بالدنيا ّ‬
‫ورقاقه الجوى‬ ‫آفاقاه ودنت إليه ُ‬
‫ورمت له اليام بردتها وساقات عنده ظبيًا ضحوكًا‬

‫ل وتلّت السباط في تاريخه وطوت‬


‫واشتها ًء ذاب ً‬

‫أعنتها الخيول‪..‬‬
‫ُ‬
‫السهول‬ ‫حيرى يلحقها المدى‪ُ ،‬ط ّرا‪ ،‬وتتبعها‬
‫وأي طيب يبتليك فث ّم ٌ‬
‫غول‬ ‫َ‬
‫طلعت ّ‬ ‫مسك‬
‫من أيما ٍ‬
‫ُ‬
‫وتطلق الحشاء صرختها‬ ‫َ‬
‫ويزدريك‬ ‫ُيرخي عباءته َ‬
‫عليك‬
‫ُ‬
‫فتهتز الطلول‬
‫رواّ الي ّم فانحدرت َ‬
‫لك الفاق وانشقت‬ ‫َ‬ ‫كأسًا‬

‫وأنهكها العويل‬
‫‪148‬‬
‫سواّ التقي الناصع العلى وّيّنك الّبول‬
‫ال ّ‬
‫***‬

‫إلي‬
‫هدأت خيول الليل وارتدت سللتها ّ‬
‫ُ‬
‫ويخفق في يدي‬ ‫حجر يفك الجفرة الولى‬
‫ٌ‬
‫كوكب حطبي‬
‫ٌ‬ ‫هدأت وما هدأ التراشق بالزنابق‪،‬‬

‫ساعدي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ومهبط‬ ‫وآنيتي اجتايح تويج آفاقاي‬
‫حجر ُيدحرج َ‬
‫فوق أبراج المعابد والقباب الخضر‬ ‫ٌ‬
‫ضفتي‬
‫ّ‬ ‫ويعمر‬
‫ُ‬ ‫أقاماراً‬

‫الشمس جاءت تنني‬


‫ُ‬ ‫فإذا ُ‬
‫وقافت‪،‬‬
‫ّ‬
‫وتحل شعراً عاطراً في راحتي‬

‫علي‬ ‫خافقة ً‬
‫مقلبة ّ‬ ‫ً‬ ‫جياد إناثها وتنا ُم‬ ‫ُ‬
‫وتهش من تعب َ‬

‫قامر ول نجٌم ول‬


‫شمس تعّبني ول ٌ‬
‫أصحو‪ ..‬أما وال ل ٌ‬
‫خراب ل‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ضفة تهدهدني ول عليا معادني القديمة‪ ،‬ل‬

‫والبدر بالرض‬
‫َ‬ ‫انقسام ل التحام‪ ..‬هكّا‪ُ ،‬‬
‫أصل السها‬

‫بالنبل‬
‫ِ‬ ‫وأشيع أمل جعبتي‬
‫ُ‬ ‫يماما ً‬
‫نائما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫العليل ِة أو أبادلها‬

‫والريحانأ‪ ،‬إني قاائٌم اروم ٍة من خير أقاوامي‬


‫ٌ‬
‫ومشتبك بناري‬
‫أشتاق لليام ُ‬
‫تنسل بعضها عندي وتسترخي بداري‬

‫المسك والنسرين والقوس‬


‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫غدق وتغويني حصا ُة‬

‫بالشرار‬
‫ِ‬ ‫الملقاي َكسفة الغيم المعبأ‬

‫بالطيب‬
‫ِ‬ ‫يا ليلتي انتظري مليكًا غارقاًا‬

‫والهالت وانتظري نهاري‬

‫وحدي تعو ُم مراكبي سكرى وتطلع ُقابراتي‬

‫بانفلق‬
‫ِ‬ ‫مزارع حمراء‪ ،‬بالّهب المبعثر‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بحصد‬
‫ِ‬ ‫فرحًا‬
‫يضرب موقاداً َ‬
‫ليرش نهري بالرماد‬ ‫ُ‬ ‫شقائق قاتلى وبالتاريّ‬
‫ٍ‬
‫‪149‬‬
‫وحدي أل ّم عناصر الفلوات أخلطها‪ ..‬هنيئًا يا فؤادي‬
‫ُ‬
‫وتخفق رايتي‬ ‫وسرب أهلة ُ‬
‫تهتز في لغتي‬ ‫ُ‬ ‫حجر‬
‫ٌ‬
‫واندلق‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ترقارق‬ ‫وياقاوت‬
‫ٍ‬ ‫أسنة ُكسرت‬
‫هي من تراب ّ‬
‫كؤوسي الملى وتتويج اليادي‬

‫أي تواريخي أشرقاي‪ ،‬رّفي على شعب‬


‫وأهمس‪ْ :‬‬
‫ُ‬ ‫حجر‬
‫ٌ‬
‫سحب‬
‫ٌ‬ ‫تورد في عصود النار وانفتحت له‬
‫َ‬

‫العناد‬
‫ِ‬ ‫وقاامت فيه للة‬

‫ابتدأت مبلّل‬
‫ُ‬ ‫وأهمس ّ‬
‫ردني يا رب من حيث‬ ‫ُ‬ ‫حجر‬
‫ٌ‬
‫ً‬
‫وأشربة وُفل‬ ‫ّدني وع ّمر طاسي الفخار أعوادا‬

‫في سيل أنوثة تهال في مهدي‬


‫ّدني ورجرج ّ‬
‫وخّ عيني ظل‬

‫من أيما جه ٍة سأفتك بالندى‬


‫خاّما عني وأُ ُ‬
‫جفل أرقامي‬ ‫ً‬ ‫وأرّد ريحا‬
‫ُ‬
‫وأشعل ميسمي‬ ‫لمحاسن ذبلت‬
‫ٍ‬ ‫ولسوّ ُ‬
‫أفرد صولتي‬

‫ُ‬
‫وأطرد خاتمي من‬ ‫ً‬
‫قاطعا‬ ‫وأكسر لوحتي‬
‫ُ‬ ‫قالبي سأقاضمه‬

‫مدنأ‬ ‫ً‬
‫أقاواما على ٍ‬ ‫ُ‬
‫سأهيل‬ ‫صحبة اليدي الرقايقة‪ ..‬هكّا‪،‬‬

‫سهل وألقي‬ ‫ّرع ُ‬


‫وشقارى على ٍ‬ ‫ً‬
‫ويقطينا على ٍ‬
‫معدني روحًا وأحجاري عناقايداً وأمضي‪.‬‬

‫***‬
‫ْ‬
‫فاضت‬ ‫ُ‬
‫بهلول ها‬ ‫يا قالبي وياغ در َة أوجاعي وياا‬

‫نار ريحاني‬
‫كؤوسي وطفا خمري على شيبي وغطى َ‬
‫الترّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫بهلول ألقاني بها ُء‬ ‫النحر والطراّ‪ ،‬يا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبل‬

‫الوردي في أسود حقلي ورمى نجمي‬

‫فيا نار أّحفي فوق اساطيلي‬

‫يشتد قاويًا في أقااويلي‬


‫وف ّكي السيل ّ‬
‫‪150‬‬
‫سافر‬ ‫حكيمًا‪ ،‬عاقاداً وقاتتي ّ‬
‫لهز الرض أو ردم انشقاق ٍ‬
‫الخلق‪ ،‬معطوبًا بّنب ّ‬
‫آدمي – فرقاة الفردوس –‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫متكئًا على أفعاي‪ ،‬مشتع ً‬
‫ل بترسي‬

‫أخطو على ما ٍء أُجاج‪ ،‬هاغمسًا للدغل والصداّ بالّكر‬

‫الشبقي بالسبع اّناّ منابزا‬


‫ّ‬ ‫المبارّ‪ ،‬هامسًا للطحلب‬

‫أهلي وخلني وروحي‪.‬‬

‫* **‬

‫طلعت حجارة وردتي‬

‫الغرنيق جّلنًا وقاامت ساريات والتوى‬


‫ُ‬ ‫وتهدهد‬
‫ُ‬
‫الصليل‪،‬‬ ‫برق ودّفت عترة أبناءها‪ ،‬انفتح‬
‫ٌ‬

‫يفور‪،‬‬
‫وينبوع ُ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وحمامة تعلو‬ ‫ثدي تدلّى‪ ،‬قابة‬
‫ّ‬
‫جمر من الجر تتبعه النسور‬
‫ٌ‬
‫حرى وآنية ونور‬
‫يرجف شهوة ّ‬
‫ودٌم ّ‬
‫في‬
‫وأنا أصلي ليتها الدنيا تداعت ّ‬
‫ترشق ّقابتي والرض ُ‬
‫سور‬ ‫ُ‬ ‫النار‬
‫ليت ُ‬
‫الّهبي‪ ،‬كوكبي استدار‬
‫ّ‬ ‫متلفع بالخضر‬
‫ٌ‬
‫يدور‬ ‫ُ‬
‫وصحن أبهتي ُ‬
‫ُ‬
‫وأهتف يا سرور‪.‬‬ ‫أعلو على تاريّ تكويني‬

‫***‬
‫ُ‬
‫فيممت عيوني‬ ‫خاتٌم ّلوحت الشمس به نحوي‬

‫النجم‬
‫ِ‬ ‫الجرة الفخار وأ ّسّاقاط حولي ورق‬ ‫ُ‬
‫واستعدت ّ‬
‫تلو الجن ِة‪ ،‬انهالت‬ ‫َ‬
‫الجنة َ‬ ‫أفتح‬ ‫ُ‬
‫فهيأت غصوني ُ‬
‫ُ‬
‫وطاردت الفضاء‬ ‫شموس في صحوني‪ ،‬وارتوى نسغي‬
‫ٌ‬
‫بنساء‬
‫ْ‬ ‫حكمًا بالحلم‪ّ ،‬‬
‫هيجت نساء‬

‫وسقاني الغي ُم خمراً بعد ْ‬


‫ماء‬
‫‪151‬‬
‫أبن عرقاًا بعيداً َ‬
‫هتك‬ ‫أيها الحل ُم اتضح وابزغ ويا حل ُم ْ‬

‫بعيني وغاب‬
‫ّ‬ ‫الدمع‬
‫َ‬
‫غاب عنها النبياء‬
‫أيها الحل ُم اتقد واسحب سيوفي لحقول َ‬
‫طبع لّين‬
‫الرض وأمضي فوق ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أحمل‬ ‫ُحلُلمي أنأ‬
‫ُ‬
‫أفلق هامات الهواء‬

‫سطور خفقت‬
‫ٌ‬ ‫حلمي التي وقارآني‬

‫الظباء‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فوق محياي وغنتها‬
‫ُ‬
‫أجمل أقاوالي‬ ‫يا سروجي‪ ،‬يا شياهي‪ ،‬يا تعاويّي ويا‬
‫طفل لعبت فيه أناشيد وأح ٌ‬
‫ل بعيدة‬ ‫ُ‬
‫تعبت مثل ٍ‬
‫السماء‬
‫ْ‬ ‫وسعى ُ‬
‫يسبق رجليه فساقاته‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عامر‬
‫ٍ‬ ‫علني أخلط أشواكي وريحاني وبلوري وأحّتك ٍ‬
‫بنبع‬

‫بالنبض‬
‫ِ‬ ‫شامل‬
‫ٍ‬ ‫يلفحه الشوق وعلّي أتهادى فوق ُمرج‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫العربة‬ ‫عل عرشي يتلقاى بعروق الدم في عقلي ّ‬
‫وعل‬ ‫ّ‬

‫ُ‬
‫تحمل التيجانأ عني‪ ،‬وسطوح العتبة‬

‫علّها ترفع أعلمي ونبلي‬

‫بالزهر تكويني‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫مزحما‬ ‫الوهم‪ ،‬أبقى‬ ‫هكّا أبقى طريد‬
‫ِ‬
‫إملق عيوني في الّرى‬
‫ِ‬ ‫أكاليلي وُي ُ‬
‫اقال قالبي بين إملقاين‪:‬‬

‫إملق رحي في الشطوط المتربة‬


‫ِ‬ ‫والشمس‪ ،‬أو‬

‫بالغيم‬ ‫السيل‬
‫ِ‬ ‫وس ْم ُت‬
‫بالسيل َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أصل النية الزرقااء‬
‫ِ‬
‫وبالمقبرة الولى وباليام‬

‫ُبي يا حيايت مرة واحد ًة ولُقفلي قالبي وناري فوق آماد‬


‫ه ّ‬
‫يأكل حياتي رفرفي تيهًا وصدّي جمراتي‬ ‫ُ‬
‫القحط‪ُ ،‬‬ ‫سباها‬
‫ملوّ قاطعوا َ‬
‫الليل‬ ‫أكتب تاريّ ٍ‬
‫إنني ُ‬

‫وشّدوا عقدة في حبل هّا الكونأ وارتاحو ٍ‬


‫بمجد‬

‫وتلوا آخر ترتيل وراحوا‬


‫‪152‬‬
‫إنني ُ‬
‫أفلق صبحاص وأنادي الديكة‬

‫أمس وأبني مملكة‬


‫لغد أجمل من ٍ‬
‫ٍ‬

‫وأجناح سما ًء منهكة‬


‫ُ‬ ‫إنني أرصف أحلمًا وأشعاراً‬

‫وغّّ المعركة‬
‫وّد نبعي ُ‬ ‫فاستدر يا ُ‬
‫وقات واسمعني ْ‬

‫أتبع نملي‪،‬‬
‫ببرق ّفزّ ُ‬
‫الروح ٍ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫هاتف يا ّينة‬

‫تنضح‬
‫ُ‬ ‫ضرب أّاميلي وخلفي ُّكري‬
‫ِ‬ ‫عاقاٌد أمري على‬
‫ٌ‬
‫مرتجة فيها‬ ‫الخمر‪ ،‬وفي الصبح تلقايني أُناثي بالسما‬
‫َ‬
‫وتحميها حقولي‬
‫ّ‬
‫واهتز به مثل شبابي‬ ‫أطبق ُ‬
‫الليل على مركبي التالف‬ ‫َ‬

‫وتلقاى عند أمواجي هبوب الطلع إذ ّ‬


‫نز من الطلع شرابي‬

‫سبب‬
‫وأبراج نهوضي ٌ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫خردل يومي أقاليه‬

‫العمر عليه وخرابي‬


‫ُ‬ ‫يتكيء‬

‫يهتف ّأذ ْنأ واكتسح ّيما وع ّمد تيها لكتابي‬


‫هاتف ُ‬
‫ٌ‬

‫فاستدر يا ُ‬
‫وقات واسمعني وّد نبعي وغابي‬
‫ُ‬
‫يحرق جنحيه ويعلو في‬ ‫ُ‬
‫العاشق عن جوهره‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ينفصل‬ ‫ً‬
‫قالقا‬

‫ْ‬
‫المتونأ‬ ‫سماء النور‪َ ،‬‬
‫ليت العاشق المجنونأ أرخى شعره فوق‬

‫وتغنى بلياليه ومالت في يديه‬


‫ُ‬
‫الرض إليه‬ ‫ٌ‬
‫لغة بائدةٌ وارتدت‬
‫ليته بدد غيمًا بين عينيه ّ‬
‫وهز القمرين‬
‫وتمطت فوقاه جنّية سكرى ّ‬
‫وحطت نجمة في الشفتين‬

‫العشق وأرخى ورد ًة من قالبه فيه‬


‫ِ‬ ‫أطلق تاريخًا من‬
‫ليته َ‬

‫وروى المقلتين‬
‫ّ‬
‫وردت عمره‬ ‫ٌ‬
‫رعشة فيه ّ‬ ‫بالندى والنار والخمر وقاامت‬

‫غضًا وغطاه الُلجين‬

‫العمر وما ضّيعه الوقات يعوُد‪ ،‬ليت تيجاني‬


‫ُ‬ ‫ليت ما أتلفه‬
‫‪153‬‬
‫وأغصاني على قارميد أطرافي تنمو‪،‬‬

‫بالطيب وتزهو‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ليتها ُ‬
‫تبتل‬

‫***‬

‫أيها الماضي أعّني‪..‬‬


‫ُ‬
‫وأصبحت على غصن أقااحي‬ ‫ملكًا ُ‬
‫كنت‬

‫الفجر طيراً خافقًا‬

‫والور ويعلوني عتّيا‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أرجف بالنشوة‬

‫ّ‬
‫وأرتد على حكمة أفعالي قاوّيا‬ ‫ُ‬
‫أمسك النار‬

‫أجتاح عناقايدي وأمتُد ليجاني نقّيا‬


‫ُ‬ ‫أرجع‬
‫ُ‬ ‫ومتى‬

‫والينبوع بالغيم ِة‬


‫َ‬ ‫الشارد بالوارد‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أصل‬

‫وأرتج شهّيا‬
‫ّ‬ ‫والنار بأفعالي‬
‫َ‬
‫ً‬
‫ماضيا أتلو‬ ‫أرض النور مبت ً‬
‫ل بشمسي‪،‬‬ ‫ً‬
‫راجما بالنور َ‬
‫ّ‬
‫وأشتق رقااي‬ ‫تعاّيمي‬

‫من شروخ الماء يا صوتي أغثني‬

‫بنبض‬ ‫ً‬
‫نبضا ٍ‬ ‫ولنسر‬
‫ْ‬
‫الدهر في مشيتنا تنثرنا‬
‫ُ‬ ‫يتهادى‬

‫نلحق نجمًا‪.‬‬ ‫ُ‬


‫الغابة توتًا أحمر ُ‬

‫الديك ٌ‬
‫وخز للخزامى وارتطاٌم بدروع الليل‬ ‫في صياح ِ‬

‫في الفجر تقوم السيدات الباسلت‬

‫حلم‬
‫من بقايا ٍ‬
‫يخفق في العين يعلّ ّ‬
‫قن الوشاحات ويلبسن إّارا‬ ‫ُ‬

‫اللبني‬
‫ّ‬ ‫ها هو ُ‬
‫الديك وها شامالهن‬
‫ُ‬
‫ترجف والدّ ُء‬ ‫ُ‬
‫رائحة النثى به‬ ‫ٌ‬
‫عبق‬

‫الزكي‬
‫ّ‬ ‫وعطر الض ّم والورد‬
‫ُ‬
‫خمار الراعيات الشبقات انشق‬
‫ُ‬ ‫ها‬
‫‪154‬‬
‫الثدي‬
‫ّ‬ ‫ها ثقل‬

‫الورد وتلقيه إلى روح الهواء‪،‬‬


‫ِ‬ ‫مخمل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تطلقه من‬ ‫رجة‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫النسل بها وانفلق الطين عليها‪،‬‬ ‫ها جراثي ُم الهواء اختلط‬

‫مرمري‬
‫ّ‬ ‫صدر‬
‫ٍ‬ ‫ولسع فوق‬ ‫الثدي ّ‬
‫يكتظ بريحانأ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫طراّ‬ ‫ها‬
‫ٍ‬
‫الشبقي‬
‫ّ‬ ‫عكس النور وحّنته ّ‬
‫أكف المستهام‬ ‫َ‬
‫الجمر عليه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫واشتعل‬ ‫ذهبًا‬

‫الندي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فاستدار الكونأ في طاسينه وانغلق النونأ‬

‫***‬

‫ربما قاام الفتى من سكر ٍة يهّي ويبكي في يديه‬

‫ربما اشتق من الظلمة أنواراً وروى فجره بالعسل‬

‫فخّ من‬ ‫ربما رّد ّ‬


‫الفتي الراهب السكرانأ أفعا ُه على ٍ‬

‫الكفل‬
‫حقول ِ‬‫َ‬ ‫داس بنعليه‬
‫القرميد أو َ‬
‫ً‬
‫وياقاوتا‬ ‫بالندى المنساب من أنثاه حين اقاتض أحجاراً‬

‫َ‬
‫أشعل في البيت حصاه‬ ‫ساخن‬
‫ٍ‬ ‫بدمع‬
‫ورواها ٍ‬
‫أمطار وغطته المياه‬
‫ٌ‬ ‫النار فساحت فيه‬
‫خات َم ِ‬
‫ُ‬
‫الرض ونامت‪ ،‬ربما قاامت ونادته الحياة‪.‬‬ ‫ربما انصاعت له‬

‫***‬
‫ّ‬
‫والتف على‬ ‫الشمس ونا َم الشاعر السكرانأ‬
‫ُ‬ ‫غابت‬
‫الظلمة ّ‬
‫ظل ال وارتاحت سهولي‬

‫فلتمل يا كوكبي‬

‫واسمع أنيني قاافزاً من جبل الس ومن ريحانأ‬

‫أحفادي وم نهب فلولي‬

‫يجتاح‬
‫ُ‬ ‫كفي‬
‫وتراب الخلق في َ‬
‫ُ‬ ‫وقاي هباء‬
‫ما الّي أفعله ّ‬
‫والروح على شفرتها‬
‫ُ‬ ‫الضحى والطين والرض البتولية‪،‬‬

‫تصحو تغفو‪،‬‬
‫‪155‬‬
‫ُ‬
‫السطقس أفعالي‬ ‫باهراً باجوهر‬

‫ضللي ولغاتي‪ ،‬ضاحكا هاشًا‬ ‫وّ ّ‬


‫لتي وترتيل ّ‬

‫وسحر الكلمات‬
‫ُ‬ ‫على ليلي وتحتي شفرة الخلق‬

‫فابدأي يا أخبيلتي وقاومي‬

‫أواني‬
‫ّ‬ ‫نور‬
‫يطفح في ِ‬
‫ُ‬ ‫ّمني‬

‫ظبي ّائل‬ ‫ُ‬


‫ويمتد لراياتي فأّهو مثل ّ‬
‫يهرب في الرض وتخفيه رفاتي‬
‫ُ‬

‫والزبر‬
‫ِ‬ ‫فاجمعي يا أرخبيلتي ّ‬
‫وشدي رجرجرات الطرس‬

‫الخرافي ّ‬
‫ورديه إلى أوله جفرا ندّيا‬

‫أحراش‬
‫ِ‬ ‫يتمطى في ربي )إدريس( في بادية الخلق‪ ،‬في‬

‫)دلمونأ(‪ ،‬وفي ليل دواتي‬

‫بيننا يا نجع الساحل عرش واجتمع في جمعنا‬


‫وأحسن السحابات وهيء لضريج الشاعر المجنونأ ً‬
‫آسا‬

‫بجعا فوق أباريق وأمجداد ولُبني‬


‫وأجتمع يا ً‬

‫واشتعل الفق بترديد أغانيه ويا سنبلة العاشق عمومي‪،‬‬


‫ٌ‬
‫مثقل قالبي أرى سنبلتي تصّفر‪ ،‬هل حانأ أوانأ القطف؟‬

‫لفح نسلي الرض؟ هل أوردتي شاخت‪..‬؟‬


‫هل َ‬
‫وهل فاض حناني؟‬

‫والمشع‬
‫ُ‬ ‫ونما من تحته الطحلب‬

‫فهل ضاقات جناني؟‬

‫كأس الياقاوت‬
‫وذوى في َ‬
‫ضاع ّماني؟‬
‫َ‬ ‫هل‬
‫ّ‬
‫ومعتل بشعري‬ ‫رافع أبهى تراتيلي إلى ربي‬
‫ٌ‬
‫نرجس ّاه لطيني‬
‫ٍ‬ ‫أطأ الرض التي تسحبني من‬
‫ٌ‬
‫مثقل بالنبل والزهر أرى سنبلي تصّفر في أحلى سنيني‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫***‬

‫حين قالّبت كتابي‪،‬‬


‫ُ‬
‫وقامت‬ ‫ُ‬
‫أرخيت على راحتي النثى‬ ‫حين‬

‫الفضي مفضوحا‬
‫ّ‬ ‫نامت النثى على ّرعي وعافت ثديها‬

‫على أُملوده تهفو الفراشات وُتلقي َطلعها فيه وتسترخي بناره‬

‫لهب في الخ ّد‪ ..‬في الظهر‪ ..‬وفي‬


‫يطلع ربي‪ُ ،‬‬
‫لهب ُ‬‫ٌ‬

‫سرب الفراشات‬
‫ِ‬ ‫لهب يفتك في‬
‫تكويرة الثديين‪ ..‬في الساقاين يعلو‪ٌ ،‬‬

‫فيا ّهرة تاريخي خّيني‬

‫بنار غامضة‬
‫أيتها المغموسة النأ ٍ‬
‫َ‬
‫صوت مزاميري وأشجانأ حمامي‬ ‫في حقولي واسمعي‬
‫حرستك الغيمة السكرى ّ‬
‫وغطاّ سلمي‬

‫نعامات‬
‫ٍ‬ ‫وسرب من‬
‫ٌ‬ ‫مصابيح‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الرض‬ ‫أي فؤادي‪ ..‬هّه‬

‫مهاجر‬
‫ْ‬ ‫وأُ ٌ‬
‫معوّ‬

‫ينابيع من الفض ِة والدرع‬


‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الرض‬ ‫هّه‬

‫واسفار قاديمة‬
‫ٍ‬ ‫وأشعار‬
‫ٍ‬ ‫أقااويل‬
‫ٍ‬ ‫الترابي وحشٌد من‬
‫أي فؤادي ّ‬
‫مزق التاريّ‬

‫أبيض والطين‬
‫لب ٍ‬ ‫وأفصل بين ٍ‬
‫جوّ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫افصل بين‬ ‫خافق ُ‬
‫يلهث‪،‬‬ ‫وقالب ٍ‬
‫تامور ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫افصل بين‬
‫وابك طوي ً‬
‫ل‬ ‫فاسد ِ‬
‫وجمع ٍ‬ ‫ومساريق‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫العصفور رّقاق لي أناشيدي‬
‫ُ‬ ‫صّف ْق‪ ،‬أيها‬
‫أيها الشاهين َ‬
‫ويا أنثى أهيلي ّ‬
‫عشنا وأبكي وقاومي في أساطيلي بابا‬

‫طيور‬
‫ٌ‬ ‫ترتاح‬
‫ُ‬ ‫الندى ُ‬
‫يسقط في صحني وفي صحني‬

‫يصبح غابا‬
‫ُ‬ ‫وتغني قاصبًا‬
‫غابر ّ‬
‫وانشق بوقاي‬ ‫لفن ٍ‬ ‫ُ‬
‫أسلمت أحلمي ٍ‬ ‫ُ‬
‫كنت قاد‬
‫ُ‬
‫وفاتحت ضحى الحانات‬ ‫سويت ّللي عنبًا مراً‬ ‫ُ‬
‫كنت ّ‬
‫‪157‬‬
‫ُ‬
‫وهيأت شروقاي‬ ‫سكرانًا‬

‫رافعًا خوذتي الزرقااء بالسيف ومجتاحًا تخومًا‪،‬‬

‫تطفح الخوذة‪ ،‬حتى‬


‫َ‬ ‫مالئًا خوذتي الزرقااء حتى‬
‫ّ‬
‫وأبتل به‪ ،‬ربي أجبني‪:‬‬ ‫يسقط النج ُم على ثوبي‬
‫كيف لم ُ‬
‫أعل بتيجاني أعلى‬

‫الفجر‬
‫ِ‬ ‫روابي جموع الطير وانسلت مع‬
‫ّ‬ ‫فوق‬ ‫ْ‬
‫هتفت َ‬

‫الكهف وأبكي‬
‫ِ‬ ‫ونامت وأنا أدنو من‬

‫بقلب ولنر ّد الليل مكظوما ومطويًا ونمضي في‬


‫فلنسر قالبًا ٍ‬
‫ْ‬
‫أعالي بركة الشمس‪ُ ،‬نحّني بدم الشمس ايادينا‪ ،‬ونبني‬

‫قالعة العشاق في الضوء ونكويها بّبحات الدموع‬

‫لب الناس والدنيا‪،‬‬


‫يسلب ّ‬
‫ساحر ُ‬
‫ٍ‬ ‫وبقول‬

‫وآفاق ُتصلّي للشموع‪.‬‬


‫ٍ‬

‫الباب الثاني‬
‫الرقى‬
‫ُ‬
‫في المحبة والتهييج‬

‫ْ‬
‫واسترحت‬ ‫ثغر واحٌد إذن‪ ...‬لقبّلته‬
‫كان للنساء ٌ‬
‫لو َ‬

‫‪158‬‬
‫بايرونأ‬

‫ُرقية العاشق‬

‫ْنم‪ ...‬يا عين القطا‬

‫ْنم‪ ..‬يا ّين الشباب‬


‫َ‬
‫يرعاّ النبي‬ ‫ْنم‪..‬‬

‫السحاب‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫يرعاّ‬ ‫ْنم‪..‬‬

‫والشمس‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تحضنك الورد ُة‪،‬‬ ‫إنني أدعو لكي‬

‫تنشق وأدعو أنأ يناديك‬ ‫َ‬


‫غدرانك ُ‬ ‫على اسطع‬

‫بياض الفجر للغوص به يا طفلي المجنونأ يا‬

‫ّين الشباب العاشقين‪ ،‬القاطعين الليل‬

‫بالسكر والبوح الغنائي وبالترتيل للنجمة والماضي وسفر‬

‫الروح‪ ،‬يا قالبي‪ ،‬سأدعو أنأ يغطيك الفضا بالهال ِة الخضراء‬


‫‪159‬‬
‫البدر بنور الّهب المنساب من راحه‬
‫أنأ ينثرّ ُ‬
‫ّ‬
‫واهتز بأحضانك‬ ‫َ‬
‫أغنيك‪..‬‬ ‫أدعو أنأ‬
‫َ‬
‫وأعطيك ثماري‬ ‫َ‬
‫نهرّ العاري‪،‬‬ ‫أحني ُغصني في‬
‫َ‬
‫إشراقاك‪ ..‬من نبع معانيك وأّهو‬ ‫وأروي شفتي من فيض‬
‫ّ‬
‫ونم يا طفلي العاشق يا أحلى الظباء‬ ‫ْ‬
‫فارقاد النأ ْ‬
‫الخمر وليل الشعراء‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أتعبك‬ ‫لقد‬

‫الواثب في حانات بغداد‬


‫ُ‬ ‫المطرب‬
‫ُ‬ ‫والهيا ُم‬

‫البيت‬
‫ونادتك إلى ِ‬

‫صاح وناداّ الضياء‬


‫َ‬ ‫نجوم الفجر والديك الّي‬

‫السماء‪.‬‬
‫ْ‬ ‫النجمة العليا على حضني ّ‬
‫وغطتك‬ ‫ُ‬ ‫حرستك‬

‫‪160‬‬
‫ُرقية لجلب المحبوب‬
‫ّ‬
‫بحق نجمة المسا‬
‫ّ‬
‫بحق آية النسا‬

‫بحق ما خلّفه الوردّ على الشفاه‬


‫ّ‬

‫والنور على العيونأ‪ ،‬والحنين والسى‬


‫ُ‬
‫ُ‬
‫فيهتز‬ ‫عشب‬
‫ٍ‬ ‫بحق ثدييك ّ‬
‫يحطانأ على‬ ‫ّ‬

‫فيرتج به الماء‬
‫ُ‬ ‫نبع‬
‫يصّبانأ إلى ٍ‬
‫السماء‬
‫ْ‬ ‫نقيًا‪ُ ..‬‬
‫تنطق‬

‫طولك والجوّاء‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫بحق النجم خفاقاا على‬
‫أقايمي في شبابي قامراً‬

‫بالظلماء‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يفتك‬

‫الهادر‬
‫َ‬ ‫وف ّكي في بابي نهرّ‬

‫واستلقي على غصن سحابي‬

‫الشياء‪.‬‬
‫ْ‬ ‫واملكي‬

‫ُرقية الراعأي‬

‫اخرجي أيتها الظبية‬

‫وارعي سحبي واستسلمي في مائي الزاهي‬

‫وصيحي فرسي بين خيامي‬

‫اخرجي رّدي سهامي‬

‫واحملي من عتمة الياقاوت‬


‫‪161‬‬
‫أطواقاًا ونامي‬

‫غاطس في النور‬
‫ٌ‬ ‫فبعينيك حماٌم‬
‫ِ‬

‫رسلك تحبو‬
‫ِ‬ ‫والشمس على‬

‫الغفر اليائل‬
‫فاخرجي للب ّرّ يا كاملتي ولتتبعي َ‬
‫عند هّا النهر‬

‫والشّر‬
‫ِ‬ ‫وابتلّي بطلع الورد‬

‫وطوفانأ السنابل‪.‬‬

‫ُرقية عأاشقة في الربعين‬

‫خّني‬

‫تر ّهرتي ذبلت‬


‫ألم َ‬
‫وعافيتي ذوت‬

‫وسحابتي رحلت إلى جه ٍة بعيدة‬

‫العشب في قايعاني التعبى وأغصاني الوحيدة‬


‫ِ‬ ‫واغسل بقايا‬

‫تاريّ روحي شاحبًا‬


‫َ‬ ‫ولقد ترى‬
‫ْ‬
‫البروق‬ ‫ّ‬
‫فتفك في حجراته ما ًء وُترخي فيه منزل َة‬

‫الكواكب والشروق‬
‫َ‬ ‫عيني إملقاا وُتلقيني‬
‫وترّد عن ّ‬
‫هو ذا دمي‬
‫َ‬
‫عّب ّ‬
‫يضرج ناهدي‬ ‫ٌ‬

‫فينفجر العقيق‬
‫ُ‬ ‫هو ذا ّ‬
‫يبل أصابعي التعبى‬
‫‪162‬‬
‫ْ‬
‫الحريق‬ ‫من ّهرة الخدين والشف ِة‬

‫التفت‬ ‫َ‬
‫يناديك‪ْ :‬‬ ‫هو ذا‬

‫قامر الطريق‪.‬‬
‫يا آخر العشاق في روحي ويا َ‬

‫جرارك‬
‫ِ‬ ‫ُرقية تحت‬

‫تحت ُقاّبة الجرار‬ ‫ُ‬


‫أدخل َ‬

‫الطيني‬
‫ّ‬ ‫مائك‬ ‫ً‬
‫خافقا في ِ‬ ‫أطفأ جمري‬

‫الورد وفي الكنوّ‬


‫ِ‬ ‫في مقالع الماس وفي مناجم‬
‫جمرّ راياتي وأحني َ‬
‫شعلة النهار‬ ‫ِ‬ ‫أجمل من‬
‫ً‬
‫ملفعا بالزهر‪ ،‬والشموس فوق راحتي‬

‫تحت ُقاّبة ّ‬
‫السرة‬ ‫ُ‬
‫أدخل َ‬

‫أشعل عشبي‬

‫تيجانك السوداء واللؤلؤ والخمرة‬


‫ِ‬ ‫وأرى‬

‫أشعل منها صولجاني‬

‫الشوّ ويرتاح على ّهره‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ملكًا ُ‬
‫يلعب في‬

‫‪163‬‬
‫ُرقية سبحان راعأيك‬

‫الورد ّ يخدّّ‬
‫ِ‬ ‫سبحانأ من هّيج نار‬

‫وسواّ رقايقا عّبًا‬


‫الشهد ّ‬
‫ِ‬ ‫واستبقى على‬

‫شمس ُتناديك‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫وخّدام يشيلونأ لك الدنيا‬
‫َ‬
‫غدرانك‬ ‫تركب‬
‫ُ‬ ‫أنت ّكيًا مشرقاًا‬
‫وها َ‬

‫والدنيا تحييك‬
‫َ‬
‫سبحانك يا بدر السما‬
‫ْ‬
‫راعيك‪.‬‬ ‫سبحانأ‬
‫َ‬

‫ُرقية تسخير منزلة الزهرة‬


‫هوى ُ‬
‫الليل على الغصانأ‬

‫وانشقت لنا القاداح‪ ،‬فاجتحنا تخوم الليل‪،‬‬

‫والنثى بماء الليل ترمينا‬


‫الليل‪ُ ،‬نّكي نارنا‪ُ ..‬نطعمها خمراً‬
‫نشد َ‬ ‫فهّيجنا أغانينا‪ّ ،‬‬
‫‪164‬‬
‫حرى‬
‫وطّيبنا أيادينا على صدر ذوى من شهقة ّ‬
‫قاد لهيبي إذا ما دار أو غّنى‬
‫على ّ‬

‫سيهتز بساقاين يدورانأ على أطراّ تلّين عفيفين‬


‫ّ‬

‫ُ‬
‫والطين الّي ّلوّ أيدينا‬ ‫الطلع‬
‫ُ‬ ‫فهب‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫يرجف بالنشو ِة‬ ‫قااع مظلم‬
‫ونادانا ٍ‬
‫الروح‪ ..‬نادانا‬
‫ِ‬ ‫والموت ونزع‬

‫وأرخينا يداً في اللّة الولى وما ّلنا‪.‬‬

‫ُرقية الساخنة‬
‫ْ‬
‫دقات‬
‫ْ‬
‫وشدت‬

‫فغنت الدار‬

‫دارت وهوت‬

‫فقامت النار‬

‫كوكب الليل‬
‫َ‬ ‫بال ْ‬
‫أفق يا‬

‫الحار‪.‬‬
‫ْ‬ ‫واسكر معنا من خمرها‬

‫‪165‬‬
‫لولّ‬
‫ِ‬ ‫ُرقاية‬

‫لولّ‬
‫ِ‬

‫ملك‬
‫لفجر ٍ‬ ‫لما أسلمني ُ‬
‫الليل ٍ‬
‫والتمعت في ُقاّبتي النجمة‬
‫ّ‬
‫واهتز لها طيف الندى الفاني‬

‫لولّ‬
‫ِ‬
‫كنت ً‬
‫سويا‬ ‫لما ُ‬

‫الحانأ‬
‫ِ‬ ‫شمس الّرى في طاس ِة‬ ‫ً‬
‫ماسكا َ‬
‫لولّ‬
‫ِ‬
‫لما ُ‬
‫كنت تقّيا‬
‫ُ‬
‫أصل النجمة بالنجمة‬

‫والكلمة بالكلمة‬

‫والقاصي بالداني‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫ُرقية لخراج نار العشق‬

‫يا ندى الح ّمى‬

‫ويا ما َء الحميم‬

‫العاشق والتفي‬
‫ِ‬ ‫أخرجي من جسد‬

‫على خنصره المخضوب بالدمع الكريم‬

‫النديم‬
‫ْ‬ ‫تاج‬
‫الزهر ويا َ‬
‫ِ‬ ‫أيها الملقى على‬

‫هد‬
‫والس َ‬
‫النار ُ‬ ‫ما الّي ألقى َ‬
‫عليك َ‬
‫وسواّ سقيم‬
‫ّ‬
‫ردّ طف ً‬
‫ل‬ ‫ما الّي ّ‬
‫السحر وخ ّ‬
‫لّ تهيم‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫أطواقاا من‬ ‫ورمى َ‬
‫فوقاك‬

‫فاخرجي يا نار من أعواده‬

‫قاومي‪ ..‬وعودي للجحيم‪.‬‬

‫الباب الثالث‬
‫أناشيد إسرافيل‬
‫‪167‬‬
‫عأندما كان إسرافيل يعزف لحنه السماوي العظيم‬

‫في السماء ليوقظ أرواح الموتى‬

‫كان الشاعأر في الرض‬

‫يرتل قصائده لتوقظ النفوس الميتة‪.‬‬

‫ظهور إسرافيل‬

‫في القاصى‬
‫ُ‬
‫ينفّ إسرافيل الغي َم إلى الوديانأ‬
‫ُ‬
‫فتشتعل الفاق‬ ‫ويشعل فيها النار‪،‬‬

‫منقلب أعمى‬
‫ٍ‬ ‫بحر‬ ‫وتهرب ُ‬
‫آلهة الرض إلى ٍ‬ ‫ُ‬

‫وتصيح‬
‫ْ‬ ‫وت ّفر الغزلنأ وتدخل عند مخابئها‬

‫في القاصى‬

‫قابور القدماء‬ ‫ُ‬


‫إسرافيل َ‬ ‫ُ‬
‫يدخل‬

‫أشباح الموتى‬
‫َ‬ ‫ويوقاظ‬

‫‪168‬‬
‫ْ‬
‫الطين‬ ‫َ‬
‫وصحف‬ ‫َ‬
‫البواق‬ ‫الكونأ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ويهيل على‬

‫أحار ساقاط ٍة من أعلى عليين‬ ‫ٌ‬


‫حقول من ٍ‬ ‫والكونأ‬

‫وقارع يعلو‬
‫ٌ‬ ‫وصوت ملئكة ّ‬
‫ينشق‬

‫والبشر أمام البحر الول ينعتظرونأ‬


‫ُ‬
‫في القاصى‬
‫يتسربل إسرافيل ّ‬
‫بز ّي قادامى اللهة‬

‫يهبط في الخلجانأ وحيداً ويناديني‬

‫الماد الساكنة‬
‫ِ‬ ‫الصوت َي ّ‬
‫رّ على‬
‫وُي ُ‬
‫نط ُق َش َفتي‬

‫الصائح بفمي؟‬
‫ُ‬ ‫من هّا‬
‫ْ‬
‫إسرافيل‬ ‫سّيد روحي‪ ..‬وأخي‬

‫النشيد الول‬

‫عجل يا ملك النور‬


‫ّ‬
‫وهّيج نفسي ودمي‬

‫وتلّقف بعصاّ الديجور‬


‫ّ‬
‫وسخر قادمي‬
‫ً‬
‫ساكنة‬ ‫ويضرب ُفلكًا‬
‫ُ‬ ‫قالع الروح‪،‬‬
‫الما ُء يبل َ‬

‫الماء‬
‫في ويغمرها بالزئبق والصداّ وآس ْ‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫فأرفل في شرنقة أولى بين الشجار‬ ‫والغمر يلّف الرض‪،‬‬

‫وأتبع غابًا من غزلنأ الماء لتتبعني بإناّ الماء‬


‫ُ‬
‫فانأ‬
‫النور وأدخلني لجلل ٍ‬
‫عجل يا ملك ِ‬
‫ّ‬
‫نزع بحراً قالقًا‬
‫أرض ال وُي ُ‬ ‫ُ‬
‫يشبك َ‬
‫ً‬
‫وملئكة يبتهلونأ‬ ‫وسماء وسنى‬
‫ونوراً ُ‬
‫يطأ ّّ‬
‫التل الول والغدرانأ ولوح الخلق‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫بحق النور‬ ‫يا ُ‬
‫ليل‪ِ ..‬‬
‫أرج َ‬
‫بك النور‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫وامسك بالكفين سللة أهلي‬

‫وأصيح‪..‬‬
‫ْ‬
‫يا ياليل‪..‬‬

‫مرتفع وأعّبها‬
‫ٍ‬ ‫أنادي روحي في‬
‫يا ْ‬
‫ليل‪..‬‬

‫نفس تتوال ُد ّ‬
‫في نفوسا وتحاكمني‬ ‫أغثني من ٍ‬
‫من هّا !‬

‫صحن الغيم وسي ُد روحي وأخي إسرافيل‬


‫ِ‬ ‫خاد ُم‬

‫عليك‪ :‬تو ّكل باسم ّ‬


‫نبي يأسرني‬ ‫أقاسمت َ‬
‫ُ‬

‫منّ ُ‬
‫أفقت‪،‬‬ ‫ولدت‪ ،‬وصوت يسحرني ُ‬
‫منّ ُ‬

‫ونور يغمرني منّ رأيت‪.‬‬

‫وحرّ‬ ‫توكل وانفّ بعصاّ ّ‬


‫وغن الروح ّ‬
‫ومر بها‬
‫في أعلها النار وفي أسفلها الجمر ّ‬
‫في ي ّم الظلماات وذ ّكرها بالماضين وباليام‬

‫نبي ألق الروح‬


‫يكف ّ‬ ‫ً‬
‫مجمعة ّ ِ‬

‫إنفّ بعصاّ وغن لنا‪.‬‬

‫النشيد الثاني‬
‫ُ‬
‫وتأخّ روحي‬ ‫الرمل‬
‫ِ‬ ‫علي غصونأ‬ ‫الشمس ّ‬
‫تهز ّ‬ ‫ُ‬ ‫تأتي‬

‫صلصال‬
‫ٍ‬ ‫النار وآني ٍة من‬
‫في الليل وتمشي‪ ،‬وأنا بين ِ‬
‫برجال‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وأهتف‬ ‫درب الجداد‬ ‫يتموج بين يديك‪ُ ،‬‬
‫أرقاق َ‬ ‫ُ‬
‫محمومين افترعوا تحت سكونأ القمر وحّنوا الشعر‬

‫جبل وينادي ال‪.‬‬


‫يفر إلى ٍ‬
‫تود لو أنأ الركب ّ‬ ‫َ‬
‫وانت ّ‬
‫‪170‬‬
‫َ‬
‫وسقت‬ ‫وقادت جموعًا من أمراء الصحراء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صحوت‬

‫إليهم َ‬
‫توت الّبر الحمر والفردوس‬
‫َ‬
‫صحف القرآنأ‬ ‫ُ‬
‫تحمل‬ ‫وإب ً‬
‫ل‬

‫فهيا يا شعبًا‬

‫لجلل الشمس الولى‪.‬‬


‫ِ‬ ‫َ‬
‫الحرّ ويمشي‬ ‫يبتكر‬

‫أتعجب !‬
‫ُ‬

‫الحجر‬
‫ِ‬ ‫كيف تلقاينا يا قامراً‪َ ،‬‬
‫كيف درجنا بين‬
‫َ‬
‫وإياّ قابالة موج الرمل الحمر‬ ‫وكيف ُ‬
‫وقافت‬ ‫َ‬

‫أتحير ُيلقونأ‬
‫ُ‬ ‫أنظر‪ .‬وأنا‬
‫بكفي وقالت‪ْ :‬‬ ‫َ‬
‫أخّت ّ‬
‫أمامي كالّهار الفخمة‬

‫وينادونأ الليل على حافات‬


‫ً‬
‫وشيوخا‪ ..‬شعراء‬ ‫ل تصهل‪ً ..‬‬
‫غنما ترعى‪..‬‬ ‫الواحات خيو ً‬

‫وكهانأ وبدوراً مغبرين يصيحونأ بهّي الصحراء ويسقونأ‬

‫جلل الكلم وكأس النور‪.‬‬

‫يضيح بسور الخلق البكر‬


‫ُ‬ ‫يا للصوت الخضل‬

‫المرة بين الشفتين‬


‫يا للخشخشة ّ‬
‫رجال‬
‫ٍ‬ ‫ويا للشهد ّ‬
‫ينز من الرض ويمل كاسات‬

‫النور وساروا‬
‫لبسوا َ‬
‫كفن الجداد أمامي‪.‬‬ ‫يا للبرق ُي ُ‬
‫شقق في ِ‬

‫النشيد الثالث‬
‫ٌ‬
‫حامل للرض شمسًا في الدجى‬ ‫ُ‬
‫وعرفت أني‬
‫ومردٌد آيًا وسفراً‬

‫الشرق وردته‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ماسك في‬ ‫ُ‬
‫وعرفت أني‬
‫ومنطلق لرّبي أقاطع الفاق جهراً‬
‫ٌ‬
‫‪171‬‬
‫أشكو ضللتكم وأشكو جر ًة َف ْسدت‬
‫بأيديكم ومشكاةٌ وبدراً‬

‫ُ‬
‫وأّيل أخرى‬ ‫سأرفع ً‬
‫كلمة‬ ‫ُ‬ ‫فأنا‬

‫والضحى في جبتي والعاشقونأ‬

‫ْ‬
‫الحنونأ‬ ‫هّبوا لرايتي‬

‫هّبوا فمن دمنا أرتوى السهاد‬


‫ّ‬
‫والتف الندى في غصننا وصحى الدجى والنائمونأ‬

‫ُمرخين في النهر اليادي والجباة‬

‫برمل صحراء أتونأ‬

‫ُهّبوا سنلحق بالظباء‬

‫ّ‬
‫ورددوا قاولي وإياي اتبعونأ‪.‬‬

‫النشيد الرابع‬
‫ً‬
‫صحفا‬ ‫ُ‬
‫الفتية الملقونأ فوق ظهورهم‬ ‫أفل ّ‬
‫يهز‬

‫دللتها وقاوتها‪ ،‬وأطراّ السما‬

‫من فوقانا أفل تكونأ‬

‫آسر‬ ‫ٌ‬
‫وغصن ٌ‬ ‫في كفهم أحجار مملك ٍة‬

‫تطير‬ ‫ومراكب غرفت ٌ‬


‫وآنية ُ‬ ‫ٌ‬

‫من نبعها الصافي وأفلّ الربى أفل تخونأ‬


‫ُ‬
‫يستفيق‬ ‫المبارّ‬
‫ِ‬ ‫دم ُكم على ِ‬
‫النهر‬

‫وحلم ُكم يعلو وقاافلة السلمة‬

‫ُّ ّفوا على وجه المياه وهللّوا‬

‫النبع الزكية إنكم بؤتم‬


‫من ورد ِة ِ‬
‫َسق القيامة‬
‫الطهر والغ ِ‬
‫ِ‬ ‫بنور‬
‫ِ‬
‫َأو تعلمونأ بأنه الفيض الّي ُرفعت بسدرته اليمامة‬
‫‪172‬‬
‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫ومشت على المواه فيه‬

‫فاستلقى بها العمى وأعطانا العلمة‬

‫قالنا أصنعوا ما شئتموا ُطراً وقاوموا‬

‫للّي قاامت له الشنات والشجار‬


‫ٌ‬
‫وصائحة به‬ ‫ٌ‬
‫راضية‬ ‫والحيوات‬

‫النشيد الخامس‬

‫الشمس صّبا هائمًا‬


‫ُ‬ ‫ْ‬
‫قال‪َ :‬‬
‫كيف تهدي‬

‫وتدور في فلواته وتظلّل العداء في لجج بعيدة‬

‫والتراب دليله‬
‫ُ‬ ‫والبيدر يبغي اليسر فيه‬

‫الكواكب في يديه‬
‫ُ‬ ‫والعشر‬
‫ُ‬ ‫والنهر‬
‫ُ‬
‫فرس ُ‬
‫الضحى‬ ‫رقاصت له ُ‬
‫ُ‬
‫الترتيل‬ ‫فإذا تولى هز ُه‬
‫َ‬
‫الحرّ‬ ‫ومس‬
‫واختارته وحشته ْ‬
‫طيب وشكا الظلم‬
‫لطلع ِ‬
‫واشتاقات مفاتنه ِ‬
‫ً‬
‫عرشا من الّهار‬ ‫ُ‬
‫الليل ل يمسس بنانأ المعتلي‬

‫ل يمسس جنانأ الصيد المجنونأ بالحلم‬

‫هّا الليل للبلوى واللمحموم غّيا والملقاي رب ُه ُبكرى‬

‫نزق جميل‬
‫بل ٍ‬
‫فدع الفتى يمضي لغايته‬

‫ويحلو الرض بالشعر الهديل‬

‫ٌ‬
‫أغصانأ تنادي‬ ‫فل ُه على النهار‬
‫ٌ‬
‫متكاسل ودٌم عليل‬ ‫والندى‬

‫تراض ل عن نشو ٍة غّنى‬


‫ٍ‬ ‫ل عن‬

‫ول َع ّما طواه‬


‫َ‬
‫اشتباّ البرق في فلواته‬ ‫اختار‬
‫َ‬ ‫هو كالّي‬
‫‪173‬‬
‫ومضى بأدغال الهل ِة في سحابته وكوثرها ونام‬

‫إسكر‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ولوحت‬ ‫َ‬
‫مستك ىلهة الجرار‬ ‫فانأ‬

‫فاهتف لها‬

‫واصعد صعيداً طاهراً‪ ..‬وطأ الربى‬

‫وأمسك ّمام الصحو ولتطو العنانأ‬

‫حراً‪ ..‬كما أعطاّ إياه المدى‬

‫قالقًا على الطوفانأ‬

‫إذ يطوي الندى‬


‫ً‬
‫ومجتاحا رنين الزعفرانأ‪.‬‬ ‫ً‬
‫قالقا‬

‫النشيد السادس‬

‫يا طاووس ال َملك‬

‫يا أسماء الخدّام‬


‫ً‬
‫وملفوفا بالريحانأ‬ ‫ً‬
‫محترقاا بالنار‬ ‫قالب حبيبي‬
‫أعيدوا َ‬
‫ً‬
‫عفيفا والتيجانأ‬ ‫فل ُه غصن الغار‬

‫وله مالي وتراب جبيني وأواني‬

‫وسنجقي الّهبي وأعوادي الخضراء‬

‫ولونأ عّابي والطوفانأ‬

‫علي‬ ‫مجنونأ بسللت تقرع في الليل ّ‬


‫الرق ّ‬ ‫ٌ‬ ‫فأنا‬
‫ُ‬
‫وتحمل في الظهر المشكاة على الناس‬

‫لتبحث عن كلمة‬

‫وأنا مسحور بالس وجند ملئكة سفليين‬


‫فبحق النور‪ّ ،‬‬
‫وحق مشيئة ملك النور‬
‫ّ‬
‫وحق النجم الماسك لؤلؤة العرش‬
‫‪174‬‬
‫أعينوا جسدي في الفرقاة واجلوا الصدأ عن الروح‬

‫يدي‬
‫وهبوا بين ّ‬
‫وردوا أفلكًا عني وغمامًا عن ّهو سمائي‬

‫النشيد السابع‬

‫َأو ما تراه‬

‫النأ يمضي في السهوب‬

‫ألقًا‪ُ ،‬يغني حين يلمسه الجمال‬


‫يابر كانأ ً‬
‫ابنا لنثاّ القديمة‬ ‫فلربما ّ‬
‫ّرع نما في ثنية الماء الزلل‬
‫ولربما ٌ‬
‫َ‬
‫طيرّ الّهبي في الفلوات‬ ‫ولربما هو‬
‫يسحب ّ‬
‫عشه وأنينه وسرادقاات الضوء‬

‫في لفتاته‬

‫ولربما يو َم التقى القمرانأ في سمت العوا‬

‫شّدت له الغصانأ دالية‬

‫وناداه النوى‬

‫ُيلقي إلى فوج المغنين القدامى أنجمًا‬


‫ويشد حق ً‬
‫ل من ّهور النار‬ ‫ّ‬

‫مجنونًا تلّقاه المدى والساهرونأ‬

‫فرحًا يش ّكل أجمل البراج في قاصباته‬

‫الغر الهياكل في الدجى صافي العيونأ‬


‫ويلمس ّ‬
‫ورعًا ويتلو خوّ أنأ ُيرمى‬

‫ُ‬
‫الجنونأ‬ ‫العصف أو يطأ‬
‫ِ‬ ‫بنار‬
‫ِ‬
‫النشيد الثامن‬
‫‪175‬‬
‫َ‬
‫كيف بليلي‬

‫علي الليل ويرحل‬ ‫وكيف بهّا الّ َك ِر ّ‬


‫يرج ّ‬ ‫َ‬

‫رومانتيكيات‬
‫ٍ‬ ‫بي في أّمنة آفلةٍ‪ ،‬لنسا ٍء‬

‫وعشاق مقتولين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫كيف بليلي‬

‫علي البواب‬ ‫وكيف بأشباح الشعراء المخمورين ّ‬


‫تدق ّ‬ ‫َ‬

‫وتطوّ بروحي مدنًا‬


‫ُ‬ ‫وتأخّني من نومي‪،‬‬
‫ً‬
‫دارسة في البحر وأحجاراً‬ ‫وربى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كابية في الرمل‪،‬‬

‫قالع ممالك َذُبلت‬


‫كالبشر الممسوخين‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫كيف بليلي‬

‫على بأنثى حاملة وحل الفخاذ‬ ‫حين ُ‬


‫يميل ّ‬
‫وّهراً أسود في الشفتين‬

‫كيف بليلي البيض هّا‬


‫رضاب النثى‪َ ،‬‬
‫كيف به‬ ‫ُ‬ ‫ينحدر‬
‫ُ‬ ‫ينحدر كما‬
‫ُ‬
‫النمل الحمر‬
‫غار ِ‬ ‫وهو ُ‬
‫يفتق في نفسي َ‬
‫لتخرج من جسدي أفواج ملئك ٍة تسعى‬
‫َ‬
‫كيف بليلي‬

‫مهجور‬
‫ٌ‬ ‫يلقيني في نور العالم‪ ،‬والعالم‬
‫ُ‬
‫تمزق جسد الليل‬ ‫إّ‬
‫ل من جمهرة وطاويط‬
‫مهجور إ ّ‬
‫ل من‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫ّائلة‪ .‬العال ُم‬ ‫ً‬
‫أّمنة‬ ‫الرخو وتبكي‬

‫تنهار بطيئًا وتلوح كسارية العربات ّ‬


‫الفارة نحو‬ ‫مئّن ٍة ُ‬
‫تمر صباحًا كي‬
‫وأنت ُ‬ ‫مهجور إ ّ‬
‫ل منك َ‬ ‫ٌ‬ ‫الماضي‪ .‬العالم‬

‫وترقاب نجمًا‬
‫ُ‬ ‫حقلك نجمًا وتدثره في آنية الماء‬
‫ترفع من َ‬

‫مهجور‪ ..‬وأنا‬
‫ٌ‬ ‫خرب‪ .‬العالم‬
‫ٍ‬ ‫كونأ‬
‫آخر يتدلى من ٍ‬
‫أيام يبست مثلي‬ ‫ُ‬
‫والريح وذكراّ وألهو بالياام وأجفل من ِ‬
‫‪176‬‬
‫شجر يزحف في الليل‬
‫ٌ‬
‫لعّباد النور وُقا ّراء القرآنأ ّ‬
‫الخشع‬

‫والمل الول‪.‬‬
‫ُ‬
‫يزحف في الليل فأسمعه وأنا فوق فراشي ألهو‬ ‫شجر‬
‫ٌ‬
‫بالنجم وأرقاب أغنامًا مترعة بالصرخات وشجراً يمشي‪،‬‬

‫وأسمع جمعًا يقرأ‬


‫ُ‬ ‫الرمل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تسحب أوراقاًا لينة فوق‬
‫ُ‬ ‫وطيوراً‬

‫عن آلهة العّرة تعزيمًا عّبًا‪ ،‬وأنادي أبناء ِ‬


‫النار إلى ناصي ِة‬

‫النور ودرب مقام الجداد‬

‫كالطّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّائر‪..‬‬
‫البصر على صحراء غارقا ٍة في النور‬ ‫َ‬ ‫أُلقي‬

‫أقالّبها بين ّ‬
‫يدي وألقي الحسرات وأبكي‬
‫ّمنا ّ‬
‫ظل بعيداً‪،‬‬ ‫ً‬

‫َ‬
‫خطتك‬ ‫ً‬
‫جرحا لم يبرأ بعُد‪ ،‬كم‬ ‫يا‬

‫صباح وأنا‬ ‫ً‬


‫جرحا يتفتق كل‬ ‫يا‬
‫ٍ‬
‫أخرج من داري للشارع منتظراً‬
‫ُ‬
‫كيف أصير إلى عمل ّ‬
‫يلتف على محوره‬

‫علي‬ ‫ُ‬
‫ويلتف ّ‬ ‫منّ سنين‬
‫يا جرحًا يتفتق في الليل َ‬
‫قابالة سقف النجم‬

‫كأني في صحراء صفراء يجرجرني الغي ُم‬

‫إلى طرّ البحر ويودعني الماء‬

‫كالفاتح‪...‬‬

‫مر ُغ في ٍ‬
‫حيض دموي‪،‬‬ ‫الشمس‪ُ ،‬ت ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قادت‬

‫حفل العرب الرهبانأ‪ ،‬وصّيرت الشمس‬


‫إلى ِ‬
‫دلي ً‬
‫ل في صحرا ٍء خالي ٍة خربة‬

‫‪177‬‬
‫كالسّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّاحر‪..‬‬
‫َ‬
‫الرمل‬ ‫ُ‬
‫وهيأت‬ ‫الصخر‬
‫ِ‬ ‫أنبت القصب على‬ ‫ُ‬

‫وفجرت الصحراء بخضرة روحي‬


‫لحمل الطلع ّ‬
‫ُ‬
‫ورجعت‬ ‫ُ‬
‫وسقت الرض لمرعاها‬ ‫ُ‬
‫وسموت‬

‫وحيداً بعد قارونأ خمسة عشر أعُد‬

‫نجو َم الليل وأفطر بيضًا مقليًا‪،‬‬


‫أنتظر الباص لدخل عم ً‬
‫ل يلتف‬

‫علي‬ ‫ُ‬
‫ويلتف ّ‬ ‫على محوره ُ‬
‫منّ سنين‬

‫النشيد التاسع‬

‫العمر‬
‫ُ‬ ‫ها هو‬

‫نمل‬
‫ًسرى ٍ‬
‫جريح‬
‫ْ‬ ‫وأوجاع‬
‫ُ‬

‫من ّ‬
‫يرد القحط عن روحي‬

‫ومن يحمل قالبي‬

‫نحو ما ٍء عٍّبن نحو سحابة؟‬


‫يصد َ‬
‫التلف العمى عن النفس‬ ‫من ّ‬

‫ومن يأخّ كفي‬

‫وين ّجّيني من الرمل الّي يزحف في الروح ويلقيني بعيدا؟‬

‫بيت السماوات‬ ‫ُ‬


‫الصوت الّي يهبط من ِ‬ ‫أيها‬

‫أعّني‬

‫بالنور أرضًا مظلمة‬


‫ِ‬ ‫واكتسح‬
‫ُ‬
‫يزحف في الليل‬ ‫أيها الصوت الّي أسمعه‬
‫وفوق الزرع‪َ ،‬‬
‫فوق الحائط المظلم‬ ‫َ‬

‫ينساب بطيئًا‬
‫ُ‬

‫يخرج من مزمار إسرافيل‬


‫ُ‬ ‫ايها الصوت الّي‬

‫‪178‬‬
‫يغزونا‬

‫ُ‬
‫ويمتد على أجسادنا‬
‫ُ‬
‫صوت‪..‬‬ ‫يا‬

‫نفس ُمتربة‬
‫النفس‪ٌ ..‬‬
‫هّي ُ‬

‫جسٌد يهوي إلى ِ‬


‫القاع‬
‫ٌ‬
‫وأرض خربة‬

‫فأمسك الحبل‬
‫ُ‬
‫صوت هّي العربة‬ ‫ْ‬
‫أعن يا‬

‫النشيد العاشر‬

‫أيها الطفل الّي يلفحه الماء‬


‫ً‬
‫سكرانا‬ ‫ويستلقي على الشاطيء‬

‫ويهّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّي‪..‬‬
‫الغار‬
‫ل من ِ‬ ‫أيها الحامل إكلي ً‬

‫وتاج الحكمة الولى‪ْ ،‬‬


‫أفق‬

‫وارجع النأ لهليك وبيتك‬

‫فالّي تبغيه ل ُيلقى‬

‫ول يعرفه الناس‬

‫ول يسعونأ فيه‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الباب الرابع‬
‫الرقى في الدعأية والتعاويذ‬
‫ُ‬

‫فجر الماء في البّرة‪..‬‬


‫أجب يا قامري بحق الكلمة وبحق السم الّي ّ‬
‫أجب يا ألق السحاب ويا ليل التواقايت واضرب بيدّ العبدية تاج قالبي‬

‫ولّين لي الندى ورقاق لي سللة الورد وغبار الصلصال وأحقق على شهوتي‬
‫ً‬
‫وذهبا‪.‬‬ ‫ً‬
‫نرجسا وقارنف ً‬
‫ل‬

‫من كتاب خزائيل‬

‫رقية الراهب‬
‫إقارأ ّ‬
‫ولف الرد بالجسد النحيل‬
‫إقارأ وغ ّّطّ الروح بالوراق واكتب أسطرا سوراً‬

‫واسبح في سمائك‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ورد الخوّ‬

‫‪180‬‬
‫إقارأ وعلّمنا كلم ُ‬
‫الزمرة العليا‬

‫وأطلق آية فينا وأدخلنا الخميل‬


‫َ‬
‫فغيرّ ما قارا‬ ‫إقارأ‬

‫وامسك نجومك يا عليل‬

‫أو عندما ذبلت مآقايك ابتلّ ال بالشعار والنجوى‬


‫وألقاّ الردى ظبيًا قاتي ً‬
‫ل واستفاقات حولك النهار‬ ‫َ‬

‫ُ‬
‫والغصانأ والتيجانأ وانكسر المدى !‬

‫أو عندما ذبلت رياحين على كّفيك‬


‫َ‬
‫شفتيك‬ ‫واتزت مزامير على‬
‫وانفلقت َ‬
‫لك الكوانأ واشتبك الفضا !‬

‫الريح‬
‫ُ‬ ‫أو عندما غّنيت في المنفى رمتك‬

‫واحترقات أغانيك الحزينة‬

‫العمر في وهم سدى‬


‫ُ‬ ‫واستراح‬

‫سارح في البدء‬
‫ٍ‬ ‫عجيب‬
‫ٍ‬ ‫عمر‬
‫ل من ٍ‬
‫منفي بآخره يقلّبه العدى؟‬
‫ّ‬
‫رقية ل تغض الطرف عأني‬

‫ُ‬
‫السهرانأ في الليل‬ ‫قالق‬
‫ّ‬
‫والتف بالقاداح والدنيا تناديه‬ ‫فأضناه الجوى‬

‫والجمر بماضيه‬
‫َ‬ ‫الخمر بالحزانأ‬
‫َ‬ ‫دير‬
‫ُي ُ‬
‫وغنى هائمًا أندى لياليه‬
‫ّ‬
‫وشق الثوب نصفين‬

‫حبيب غادر الدنيا لباريه‬


‫ٍ‬ ‫ونادى باكيًا َ‬
‫شمس‬

‫وأرخى ورد ُه فوق كؤوس لعبت فيه‬

‫والتاع‬
‫َ‬ ‫وأحنى رأسه للمس‬
‫َ‬
‫الحرّ والما َء بأنفاق صحاريه‪.‬‬ ‫َ‬
‫وشق‬
‫‪181‬‬
‫ُرقية قد ذوّ المل‬

‫من ترى ينجدنا‪ ..‬يحنو علينا؟‬

‫البشر الفاني على جبهتنا‬


‫ِ‬ ‫وتراب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الطين‬ ‫ُ‬
‫والعشبة‬

‫ونار التهلكة‬
‫ُ‬
‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫ل الخلوُد الوه ُم‪ ..‬ل‬
‫ول ّ‬
‫كل الدروب الناسكة‬

‫فاستدر عن هّه الصحراء‬

‫وأتركها لسراب الحجار‬


‫تزعق َ‬
‫الليل – النهار‬ ‫ُ‬

‫بروح حالكة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الزمن الخاوي‬
‫َ‬ ‫وتعيش‬

‫‪182‬‬
‫ُرقية الجّل مشتبكًا عأليه‬

‫تنعقد الغيو ُم في بنانه‬


‫ً‬
‫وراية محاربة‬ ‫ويلكز النجو َم ظبيًا نافراً‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ويستفيق في الضحى‬

‫ليستطيب خلعة السماء في عيونه‬


‫َ‬
‫بالخمر‪ُ ..‬يلقي قااربه‬
‫ِ‬ ‫ويرتوي‬

‫لجة البحر‪ ،‬فترمي حاجبه‬


‫في ّ‬
‫الفجر على شفاهه‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وارتعاشة‬ ‫ُ‬
‫آلهة النسيم‪،‬‬
‫ُ‬
‫والموجة المصاحبة‪.‬‬

‫تعويذة الفم – الجرح‬

‫هّا الفم‬

‫النبي‬
‫غائر في الجسد ّ‬
‫جرح قاديٌم ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪183‬‬
‫أو في الجسد الشيطانأ‬

‫متى سُيشفى جرحنا؟‬

‫متى سيغفو؟‬

‫ُ‬
‫سيدفن الزمانأ‬ ‫ومتى‬
‫ً‬
‫سحيقة وقااربًا سكرانأ؟‬ ‫مغار ًة‬

‫دعأاء لتسخير المعشوق‬


‫ُ‬
‫يركض صوبي‬ ‫ٌ‬
‫عاشق‬
‫ٌ‬
‫عاشق يمشي بأيديه النجوم‬

‫رب في ناري‬
‫فالقه يا ُ‬

‫وهّيجه بأّهاري وأجعله يحوم‬

‫حول بيتي‬

‫ل يرى غيري‬

‫النوم والراحة‬ ‫ُ‬


‫يعرّ طع َم ِ‬ ‫ول‬

‫الهموم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫واسكنه‬

‫قم ورتل يا مغني‬


‫دعأاء ْ‬
‫الباب‬ ‫ُ‬
‫قالت افتحوا َ‬
‫وردوا ّمراً عني ّ‬
‫وخطوا في الحجاب‬ ‫ّ‬

‫قالت اقارءوا سحراً على ٍ‬


‫سحر‬ ‫ُ‬

‫وشدّوا قاصبا بالنجم‬

‫رّتل يا مغني في الخراب‬


‫ُ‬
‫قالت احملوا السرار من كتبي‬

‫السحاب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ينساب‬
‫ُ‬ ‫وف ّكوا الزبر‪،‬‬

‫تسبيحة الكمال‬
‫‪184‬‬
‫ُ‬
‫أبارّ الخطايا‬ ‫ها أنني‬

‫وأقاتفي سللة أخرجها ال من الجن ِة كي يعبدها‬


‫ً‬
‫خالية من ُعتر الظلمة والظلل‬
‫ها أنني أُ ُ‬
‫سقط عن تاجي شوكًا‪ ..‬نزو ًة‬

‫الساكن الصافي‪ ..‬في الجمال‬


‫ِ‬ ‫وأرتمي في‬

‫والشموس فوق جبهتي‬


‫ُ‬ ‫بالورد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ملّفعا‬
‫ْ‬
‫الكمال‬ ‫ها أنني ُ‬
‫أدخل في‬
‫جو ْ‬
‫ال‪.‬‬ ‫قالق ّ‬
‫طفل ٍ‬‫ليل ٍ‬
‫وأنتهي من ِ‬

‫ُرقية يصعدون من أجلنا‬

‫يصعد بين الحين والحين‬

‫من صخب الحياة‪ ..‬من سكونها الغامض‬

‫من حرارة الطين‬

‫حشٌد من الفتيانأ‬

‫لغونأ حدود الرض والرواح‬


‫ُي َ‬

‫حشٌد يغنونأ ّمانًا آتيًا‬


‫ويرفعونأ ً‬
‫راية ُ‬
‫تخفق بالجمال‬
‫َ‬
‫فوق الطين واللواح‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫ُرقية الوحا‬

‫الوحا‪ ..‬الوحا‪ ..‬الوحا‬

‫والنار التي هاجت بروحي‬


‫ُ‬
‫محتار بحالي وبتكويني‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫والكلمة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫والليل‬ ‫وأنا‬

‫غابر كالوهم‬
‫لزمانأ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أسعى‬

‫أسعى واللظى يعلو ويكويني‬


‫ُ‬
‫سأقاول النأ؟‬ ‫ماذا‬

‫حجار‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حجارات وأحبابي‬ ‫ْ‬
‫والرض‬

‫وأنا والحل ُم في الطين‬


‫ُ‬
‫سأقاول النأ؟‬ ‫ماذا‬

‫هل أكتب سحراً‪ ..‬لّ ًة‪ ..‬خمراً و ل أقاوى‬

‫والناس من حولي‬
‫ُ‬ ‫سافل‬
‫تراب ٍ‬
‫أنأ ارفع روحي من ٍ‬
‫أفواج كآلّ السكاكين‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫سأقاول‪ :‬رّبي خلصني‬ ‫ماذا‬

‫رب الوحا والساعة السعة والحين‪.‬‬


‫يا َ‬

‫الباب الخامس ‪5‬‬


‫‪186‬‬
‫في التراب الذي ينهال عألى القلب‬
‫سأظل دائمًا وربما إلى البد ٍ‬
‫كّئب في كمين‬

‫أثب إلى قامة المثل العلى‬

‫بودلير‬

‫من أخرجكم‬

‫من علمكم‬

‫من صّيركم سطرا سطرا‬

‫من أعطاكم سحبًا تترى‬

‫حن ومال لنسلكمو‬


‫من َ‬

‫وأفاق بكم شمسًا تبرا‬

‫وأطلع دهرا‬
‫َ‬ ‫من ش ّد ومد ّ‬
‫ورد الماء‬

‫‪187‬‬
‫أفلّ وباسّّمي ببقايّّا العبّاد الخشع والتاريّ المنسي وأبهة آفلة سأنادي وأعي ُّد الّ َ‬
‫ّروح‬ ‫ُ‬ ‫بالوردة بالسنبل يّّا‬
‫الرض لخضّّرتها‬ ‫َ‬ ‫تشرق فوق اللوح وشّّمس تغّّرق تحت القصّّب * سّّأعيد‬ ‫ُ‬ ‫لطينة بابل والنوار لشمس‬
‫ّط في الوديّّانأ وأغّّوي الشّّيهم وّهّّر‬ ‫العيس وأهبّ ُ‬ ‫َ‬ ‫تطفح فجّّراً بّّالحلم أقاّّوُد‬ ‫ُ‬ ‫ّمل عنّّادل‬ ‫وأل ّم شتات الشّ ِ‬
‫يّّرّ‬‫يطلّّع فيّّه * النّّدم ّ‬
‫ُ‬ ‫وأرقاب ُجرحًّّا‬
‫ُ‬ ‫النهّّر‬
‫ِ‬ ‫أسّّيل‬
‫ِ‬ ‫الّّبر وأغوي غنمي ونداماي أطلّّق سّّهمًا فّّوق‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫إلي وتفتك‪ ،‬أبّّدا‪ ،‬بالعّّداء * إنأ هّّّا مّّا‬ ‫تحن ّ‬ ‫الشّّمس ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأشّّهد أنأ‬ ‫عل ّيّ ويمسك روحي ويناغيني الحمد‬
‫ل مّتسخا وثني ًّا‪ ،‬يلهّّو‬ ‫ل مخبّّو ً‬ ‫لّّك يّّروني بينهمّّو طف ً‬ ‫علّمه البهلول لشّّراّ منتفخين على أطّّراّ ال ُم ِ‬
‫شّّّّّمس‬
‫َ‬ ‫ويلعب بالتيجّّّّّانأ وُيحّّّّّيي أحلمًّّّّّا بائّّّّّد ًة ومسّّّّّلت ّائلّّّّّة ُ‬
‫ورقاى * يّّّّّا‬ ‫ُ‬ ‫بالكلمّّّّّات‬
‫ّب على أطّّرافي وفمي * وسّّلمًا حين‬ ‫ّب يشّ ّ‬ ‫يناسّ حلمًا ودعي العشّ َ‬ ‫ُ‬ ‫الب ّرّ أفيقي فوق مياهي ودعي الحلم‬
‫شهد النج ُم بأني ٌ‬
‫ملك |‬ ‫الديك الغالي * َ‬ ‫يصيح َ‬ ‫ُ‬ ‫عال وحين‬ ‫يشب لشجر ٍ‬ ‫يطوّ على أطراّ النهخار وحين ّ‬
‫وأطلق في الرحام النفس لخلّّط نسّّلي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الحقل‬ ‫الزهر على السوار وأرمي السنبل فوق خوابي وأطأ‬ ‫َ‬ ‫أُلقي‬
‫ّور‪ ،‬وأني أصّّرخ فّّوق‬ ‫لرض النّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّر المشّ ُ‬
‫ّتاق‬ ‫شهد النج ُم بّّأني المطّ ُ‬ ‫وأخلع لدمي بهج َة ُترسي * َ‬ ‫ُ‬ ‫بالياقاوت‬
‫ألعن ملوكًا شّّاخوا في التيجّّانأ‬ ‫أرفل بالسمال‪ ،‬وأني ُ‬ ‫الورد وأني عبٌد ُ‬ ‫ِ‬ ‫جمال‬
‫ِ‬ ‫الطور وأني عبٌد أركع تحت‬ ‫ِ‬
‫الدهر على أبنائي وعلى أعواني وعلى قامري* وبعيّّداً سّّوّ أصّّولُ‬ ‫ُ‬ ‫نطق الرهبانأ وبهّا اشتبك‬ ‫* وبهّا َ‬
‫الزبر الول‪ ،‬بعيدا سأصّّلي للبشّّر‬ ‫وأخفق فّّوق المّّاء وأحّّيي شّّعراء محّّترقاين ورهبانًّا منكفّّئين على ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأسّّّّّّهر يّّّّّّا كوكبّّّّّّة‬
‫ُ‬ ‫وأصّّّّّّيح‪ :‬ينّّّّّّا ُم على من نّّّّّّا َم المّّّّّّوت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المطّّّّّّرودين من الجنّّّّّّة‬
‫نجما في الليّّل وأسّّكر فجّّراً‬ ‫التبّّانأ لمسك روحي * أنتم في شرّ الشوق وأنا في آخر قاافلة الك ّهانأ أقالّب ً‬
‫ّاهمة أحلمي‬ ‫ّطر فّّوق سّّما ٍء سّ ٍ‬ ‫ّق‪ ،‬أسّ ّ‬ ‫ّك نّّار الخلّ ِ‬ ‫بالسر ألّ ّّوح لليّّام وأمسّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫وأنا هيمانأ بين نجوم راجفة‬
‫موت أصّ ّّدّ‬ ‫ً‬
‫ضائعة مني‪ ،‬وأروي وجعي يمت ُد عريضا مثل جروح فوق شفاهي * يا ُ‬ ‫ً‬ ‫وألعن ً‬
‫أياما‬ ‫ُ‬ ‫وأماني‪،‬‬
‫ً‬
‫سّّّّيفا‬ ‫وأشّّّّهر‬
‫ُ‬ ‫بشّّّّمس بائّّّّد ٍة ونّّّّدامى مّّّّّبوحين على نهّّّّر الخمّّّّيرة واللّّّّّات‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫منّّّّك‬ ‫وأتّّّّربص‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫اتباعك من ليل حظائرهم وأحّيي الوردة وأنام * أتقلّب فوق فراشّّي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫نحيك عن الزهرة والنسام وأطرد‬ ‫وأُ ّ‬
‫ّل وسّّرب ممالكّّه‬ ‫ّق عن النمّ ِ‬ ‫وآج ّرا أحمّّر ينشّ ُ‬ ‫النهر ُيفتّق ما فيه ويرمي الجثث الملكية والفلك ُ‬ ‫أسمع هّا َ‬ ‫ُ‬
‫ّاج فتخشّّاني اليّّام‬ ‫وتمسح فوق جبيني وُتلبسني التّ َ‬ ‫ُ‬ ‫تغسلني آلهة الشلل بماء الفضة‪ ،‬وتغطيني بالعشاب‬
‫ّام * فمن منكم نّّادى عنّّد‬ ‫ّالزهر وممتلئًّّا بصّّباح أبيض وحمّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مطويا في الموج ومغموراً بّ‬ ‫ً‬ ‫وأبصر شعبي‬
‫ُ‬
‫ّق وعلّمها تخفق تحت السّّحب‬ ‫ّق بهّّا حرثًّّا للخلّ ِ‬ ‫شواطي الروح على عائل ِة الحجار وعائلة الشّّنات وشّ ّ‬
‫لمس أنثاه بّّروحي وتلقاهّّا بّّالتهييج ّ‬
‫ورد‬ ‫الداكنة وسيف الماء * من منكم علّم هّا البحر محبة وجعي أو َ‬
‫ملت أواني‬‫ّل بالفضّّة والعشّّاب عن النّّار وكيّّف َ‬ ‫رددت فراشّّات تتمايّ ُ‬ ‫َ‬ ‫الطين لثغر الطين * ْ‬
‫قال كيّّف‬
‫كالسوار *‬
‫ْ‬ ‫الرمل عليه وكيف تداعى‬ ‫ُ‬ ‫رضيت بهّا القلب وكيف انهال‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وكيف‬ ‫الخمرة بالمطار‬

‫‪188‬‬
‫الباب السادس ‪6‬‬
‫الرقى في الطرازات الماجدية‬
‫ُ‬
‫أفهل خطفت مهجته‬

‫وميلته بالسراج إليك‬

‫وغأمست عأقله في ماء الجنوب‬

‫قمر فهل أحسنت مناعأاته‬


‫ٌ‬
‫خلطت ترابه بالورد والعقيق‬

‫وهيأت له الماعأون والخمر‬

‫إلي في وابل‬
‫حتى يقدم ّ‬
‫الظلمة والناس نيام‬

‫إذا كنت قد فعلت هذا‬

‫فتوكل وأفرك أحجارك‬

‫من كتاب خزائيل‬

‫‪189‬‬
‫ُرقية السكران‬

‫بالخمر أعضائي ومجتاحًا أنيني‪،‬‬


‫ِ‬ ‫ضاربًا‬

‫راشقًا سهمي على جيشين‬

‫ثمل يعلو‬
‫صحبي‪ ،‬جيش ٍ‬
‫ّ‬ ‫من‬

‫وجيش كالرنين‬
‫ٍ‬
‫أُعقُد البيرق لللوية البيضاء‬

‫والظلمة ترعاني وأبراج السنين‬

‫ماسحًا بالخضر الُب ّ‬


‫ني أقاداحي‬

‫وتارخ خرابي‬

‫وناغر الخيلة‬
‫َ‬ ‫الباب‬
‫بفتح َ‬ ‫ّسمه وهما ً‬
‫هبابا ُ‬
‫ً‬
‫وكأسا مهملة‬ ‫ّسمه الورد‬

‫ّسمه برعم قالب النور في لّبي وشمسا سائلة‬


‫ترّ ّ‬
‫يلتز بين‬ ‫نحيل ُم ٍ‬
‫نسج ٍ‬‫أهو بأعوادي على ٍ‬
‫كيف لم ِ‬
‫أبتكر السلسلة الولى من الخمرة‬
‫العاشقين‪ ،‬كيف لم ُ‬
‫أرم بأحماضي الحجارة‬
‫والورد ولم ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يخدش‬ ‫ُ‬
‫وارتحت على مخلبه‬ ‫جناح الباّ‬
‫وسدت َ‬
‫كيف ّ‬
‫الريح‪ ،‬تهيأ يا فؤادي‬
‫ِ‬ ‫روحي‪ ،‬راميًا بوصلة‬

‫العمر إلى ّمر ِة‬


‫َ‬ ‫نبضك شمسًا في العالي وامنح‬
‫َ‬ ‫وليكن‬

‫النبال‬
‫ِ‬ ‫واستلق شهيًا في‬
‫ِ‬ ‫فتيانأ وخمارين منسيين في بغدالد‬

‫ماسكًا آني َة الطين و َملقّيا على العشب أُغني للدوالي‬

‫وترتاح على نحري نصالي‪.‬‬


‫ُ‬ ‫بالنور‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ودمي يشرق‬

‫ُرقية الورد‬
‫‪190‬‬
‫لك ورداً يا سليل الورد‬
‫هيّ َ‬

‫هيّ لك كأسًا عّبًا كالشهد‬

‫حانأ وقات الوعد‬


‫فالشمس ذوت‪ ..‬و َ‬
‫ُ‬
‫يا من لمست بنانه السحابة‬

‫ترد راي َة الزمانأ‬


‫باالغصن ّ‬
‫ِ‬
‫بالوردة‪..‬‬

‫بالعشبة‪...‬‬

‫بالكتابة‪...‬‬

‫لك قالبًا يا حزين القلب‬


‫هيّ َ‬

‫ُي َ‬
‫دنيك من الغنا ِء والصبابة‪.‬‬

‫ُرقية الضحى‬

‫أبكي‪...‬‬
‫َ‬
‫وأناديك على صوت الرحى‬
‫ملك َ‬
‫الليل ومن َ‬
‫ساق الضحى‬ ‫يا من َ‬

‫نبض دمي‬ ‫أفديك بما ُ‬


‫أملك يا َ‬ ‫َ‬

‫َ‬
‫أفديك بما صّيره ال وما محا‬

‫مولي‬
‫الخاطر قاد َ‬
‫راق‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لك‬

‫القلب صحا‪.‬‬
‫وفي حضرتك ُ‬

‫ُرقية زمر الليل‬


‫ْ‬
‫قال كيف ترى النار‬
‫‪191‬‬
‫ُ‬
‫تشرق في الليل‬ ‫والكأس التي‬
‫َ‬
‫سكسر‬
‫ٌ‬ ‫والجمع الّي يحنيه‬

‫وصيحات المواويل‬
‫ِ‬ ‫والنجم‬

‫الفجر يغطيه السكارى‬


‫َ‬ ‫كيف ترى‬ ‫ْ‬
‫قال َ‬

‫والشحى السيل‬

‫نور كر ُم ال‬
‫قال ّ‬
‫َ‬
‫فوق الشفة الجّلى‬
‫ْ‬
‫الخيل‪.‬‬ ‫ْ‬
‫وامتطت‬ ‫وقاامت روحنا‬

‫ُرقية الكمل‬
‫ً‬
‫شوقاا َ‬
‫لك سيد الرياح‬
‫ُ‬
‫أطلقت طيوري‬

‫من أسر ليالي النار والوجد‬

‫من ليل جّوري‬


‫ً‬
‫شوقاا لك‪ ..‬للفضاء للصباح‬
‫ُ‬
‫هيجت ندى الورد‬

‫ْ‬
‫وبالمد‬ ‫بالجزر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫واخترت بأنأ أمسك‬

‫ْ‬
‫والمجد‬ ‫كي َ‬
‫أشبك بالجلل‬

‫صّبا قالقًا يفتن ُه ال‬

‫ْ‬
‫باللحد‪.‬‬ ‫َ‬
‫النسمة‬ ‫صّبا ُ‬
‫يصل‬

‫ُرقية الدهر‬

‫حلّت ساعتي‬

‫ورجت البحر‬
‫ّ‬
‫بانت وأتت في أول العمر‬

‫من َ‬
‫أنت لكي تدفع عني‬

‫الدهر !‬
‫ْ‬ ‫موجًا قالقًا يدفعه‬
‫‪192‬‬
‫ُرقية لضرام النار في حشا العاشق‬

‫الديك يا قالبي‬
‫صياح ِ‬‫ُ‬ ‫ناداني‪ ...‬في الفجر‬

‫فامل قادحي من غيمة الصبح‬

‫الخمر على روحي‬


‫ُ‬ ‫مولي طفا‬

‫الجمر في جرحي‬
‫ُ‬ ‫علي‬ ‫ّ‬
‫واشتد ّ‬
‫فاحمل من تراب الفجر وانثرنا‬

‫الخمر على شيبي‬


‫ُ‬ ‫مولي‪ ..‬طفا‬

‫فاحملني على كفك يا مولي‬

‫بالخمر والعشب‬
‫ِ‬ ‫وامل قادحي‬

‫وأغرقاني به‬

‫وليسترح قالبي‪.‬‬

‫ُرقية الشريد‬

‫في الليل أهي ُم يا شقشقة القاداح‬

‫أدفع الكرى براية سكرى‬


‫ُ‬
‫أتبع الزمانأ حافيًا في الفجر‬

‫أمل الفضاء من لضى المصباح‬

‫ألمس السما‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وأحضن الرواح‬

‫أدفع السنين في ضحى الومضة‬

‫أمسح المدى بميسم الفضة‪.‬‬


‫ُ‬

‫طراز الخمرة‬

‫الصب معطوب الجروح‬


‫ّ‬ ‫الناس لهّا‬
‫عجب ُ‬
‫‪193‬‬
‫عطشًا يفتنه ٌ‬
‫سكر قاديم‬

‫وروى وجنتيه‬ ‫ّ‬


‫بل كفّيه ّ‬
‫ُ‬
‫كرمة ال عليه‬ ‫فتدلت‬

‫وهو يشدو من هيام وينوح‬

‫الناس لكأس في يديه‬


‫عجيب ُ‬‫َ‬
‫بواد وسفوح‬
‫ورقاصت فيها ٍ‬

‫فهي كالشمس ارتوت من مقلتيه‬

‫وسنت في كأسه عطراً يفوح‪.‬‬

‫الباب السابع ‪7‬‬


‫في حضور إلهة الفجر‬
‫كانت أسلحتي ملوثة‬

‫بالريحانأ وكنت أذبح قارابيني‬

‫قاربانًا بعد آخ تحت حجلك‬

‫وتويج الّكورة يصرخ بي‬

‫ويضرجني‬

‫ودروعي كانت تشع‬

‫وّردي‬
‫‪194‬‬
‫تتفصد وتشع الجدرانأ المصبوغة‬

‫بشبقي تشع وأنا أشع‬

‫من كتاب خزائيل‬

‫في النار أُلقي خاتمي‬

‫تعب على أيامي الولى‪ ،‬وألهو‬


‫وأصيح من ٍ‬
‫ُ‬
‫المصفر‬
‫ّ‬ ‫بالنار حاصد ًة ليللي الشاعر‬

‫قالق عظيم‬
‫من حمى ومن ٍ‬
‫في النار أُلقي ُجبتي‬

‫مضرجة يدي بالخمرة السلوى‬


‫ّ‬ ‫سكر‪..‬‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ولهية بنار‬

‫الورد المؤججة اللعوب‬


‫ِ‬ ‫في غابة‬

‫فاقاطف ّاهيًا‬
‫ُ‬ ‫تتناثر الدفلى‬

‫مترّ‬
‫ٍ‬ ‫كسول‬
‫ٍ‬ ‫ثمراً على ٍ‬
‫جسد‬
‫ُ‬
‫يبتل بالعتمات والعرق الشهي وعنفوانأ السيل‬

‫السر َة الكأسية البيضاء‬


‫حني ّ‬‫ّهر ُي ّ‬
‫والتيجانأ من ٍ‬
‫َ‬
‫واّبط الندي‬

‫في النار‪..‬‬
‫أرتضيك ٌ‬
‫إلهة أولى‬ ‫ِ‬ ‫يا من‬
‫‪195‬‬
‫وأرضاّ الربى والي ّم والنهار غاسلة يبابي‬
‫ِ‬

‫في النار‪..‬‬
‫ٌ‬
‫شرعة سفائني القديمة‬ ‫ُم‬
‫ُ‬
‫وسارية الفضاء‬ ‫الجنونأ ورايتي السكرى‬
‫ُ‬
‫أنحنيت لهّه الفرعاء‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫كيف تشابكت‬

‫نظراتنا وغصوننا‬
‫ُ‬
‫احترقات بنارها‬ ‫َ‬
‫كيف‬
‫يبل قاامتها وُي ُ‬
‫ثقل شعرها‬ ‫بالزهر الجميل ّ‬
‫ِ‬ ‫وش ُ‬
‫غلت‬ ‫ُ‬

‫وأقاول ْأر َح ُل‬


‫ُ‬

‫من أنا‪..‬‬

‫أقاود إلهة الُنعمى إلى هّا المدى‬


‫حتى َ‬

‫والس َو ِر الجليلة؟‬
‫والطواق ُ‬
‫ِ‬ ‫وأحيطها بالس‬

‫أرح ُل‪..‬‬ ‫ُ‬


‫وأقاول َ‬
‫الشمس البهية في دمي‬
‫ُ‬ ‫قاامت‬

‫واعشوشبت وتنادمت‬

‫في الصبح‪ ..‬وانطفأت مصابيحي الخجولة‬


‫ُ‬
‫أرحل‬ ‫ُ‬
‫وأقاول‬

‫فاتني ُ‬
‫ّمن التوثب والصبا‬

‫لكن برجًا أسوداً ُ‬


‫ينهار في العينين‬ ‫ّ‬

‫يوقاظني فأسمو‬
‫ً‬
‫باسلة مقدّسة ُمهابة‬ ‫النار‬
‫في ِ‬
‫لولّ ما اشتعلت بروحي ُخضرة الدنيا‬
‫ِ‬

‫وما صحت الكتابة‪.‬‬

‫***‬
‫‪196‬‬
‫أنت حتى قادتني؟‬
‫من ِ‬

‫وسقيتني هّا الجمال‬

‫وباكرت الصبا‬
‫ِ‬ ‫ورميت لي ورداً‬
‫ِ‬

‫الشاعر المضنى بليلته الكئيبة‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العليل‬ ‫وأنا‬

‫الوجود بقو ٍة أولى‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫أصل‬

‫وأبتكر الكلم‬
‫ُ‬
‫أنت حتى ُقادتني؟‬
‫من ِ‬

‫لكوؤوس ّلّتك الندّية‬

‫جرتي‬
‫أكسر ّ‬
‫ُ‬ ‫الفجر‬
‫ِ‬ ‫وتركتيني في‬
‫ُ‬
‫وأغاّل القدمين‬
‫ُ‬
‫أهبط في براري الجّو ِة السكرى‬

‫وأهّي‪..‬‬
‫ُ‬
‫أصل الندى بالنار‬

‫والنار الزكية بالغمام‬


‫َ‬
‫نزوتك الّبيحة أرتوي‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫أنت حتى َ‬
‫من ِ‬
‫َ‬
‫حنانك يا حمام‪.‬‬ ‫وأصيح من بلوى‪:‬‬
‫ُ‬

‫الباب الثامن ‪8‬‬

‫وأكتاف عأارية‬
‫ٍ‬ ‫بمخمل أسود‬
‫ٍ‬ ‫الخّسية‪..‬‬

‫أيتها المرأة‪ .‬أيتها الزهرة الحارة‬

‫لك وحد‪ ،‬يا ساحرة‪،‬‬

‫نغني أبد البدين‬

‫وبل ندم‪ ،‬دمائي‬

‫المحترقاة بلطى‬
‫‪197‬‬
‫تعرّ وانت تسمين‬

‫من علياء كبريائك‬

‫الصارة مطبقة على‬

‫ساعديك هّين‬

‫الساعدين البضين‬

‫الرائعين كالموت‪.‬‬

‫عدوت تحتفي‬
‫ِ‬ ‫بعد أنأ‬
‫ً‬
‫راضية وأمسيت‬

‫بمصيري سكى لهية‬

‫البير سامان‬

‫يتناثر َ‬
‫تحت مرابضنا‬ ‫ُ‬ ‫كانأ ٌ‬
‫عقيق‬ ‫للنثى َ‬

‫وسحاب فوق أسرتنا وأنا أتجلى وأناجي‬


‫ٌ‬

‫وأضرب فأسي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫أعلمي الهاربة بعيداً ِ‬
‫عنك‬
‫ُ‬
‫وأجول بها‬ ‫أي ربي‪ُ ،‬‬
‫كنت أل ّم سيوفي‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫وأولول أنسى‬ ‫ً‬
‫شرقاا‪،‬‬ ‫للجهتين شما ً‬
‫ل‪،‬‬

‫تحت‬ ‫ّ‬
‫وأنسل بطيئًا َ‬ ‫أبهتي وأكاليلي ونداماي‬

‫النمل‬
‫سيل ِ‬ ‫دابر ِ‬
‫أقاطع َ‬
‫ردائي بسكاكيني‪ُ ،‬‬
‫ٌ‬
‫مشتبك‬ ‫على أعضائي وعلى حجري‪ ،‬فأنا‬

‫تلعب‬ ‫ٌ‬
‫ومشتبك بالنشو ِة أستعجلها ُ‬ ‫بالخمر‬
‫ِ‬ ‫فوق شفاهي‬

‫وأصنع برجًا لمدائحها‬


‫ُ‬ ‫الورد‬
‫ِ‬ ‫غاب‬
‫بدمي وأواريها َ‬
‫وكواكبها‪ ،‬وأبكي يومي وعشيقاتي وسللة أصحابي‬

‫الخمر وليل‬
‫ِ‬ ‫الشمس وقاو َة ِ‬
‫نبع‬ ‫ٍ‬ ‫فيض‬ ‫ُ‬
‫وأغرّ َ‬ ‫الضالين‬

‫نعوشي‪ ...‬أي ربي يومي يتقُد وآنيتي تتكسر واللّات‬

‫أشاحت وجهًا عني ونسائي غادرنأ عروشي‪ ..‬وأنا‬


‫‪198‬‬
‫ُ‬
‫يطرق‬ ‫الشمس‪ ،‬بطيئًا‪،‬‬ ‫َ‬
‫صوت‬ ‫وأذكر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أتوضأ بالنور‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الغبش الجنسي‬ ‫الخمر ويقرعن‬
‫ِ‬ ‫إناّ يخرجن بجرات‬
‫وجمع ٍ‬

‫بليل الخمر وأقاداحًا تتهشم فوق‬


‫وينظرنأ شبابًا يكتحلونأ ِ‬
‫بنبل المحترقاين‬
‫الحشد ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أرشق هّا‬ ‫الفجر‪ ،‬مجنونًا‬
‫ِ‬ ‫رخام‬

‫بالورد‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وأحرق رايتهم وأصابعهم وأهي ُم لمل قاربي‬

‫وأسير بعيداً‪ ،‬ملتفتًا‬


‫ُ‬ ‫القيوم‪ ،‬وأضرب نوقاي‬
‫يا سحب ّ‬
‫بنهر‬
‫المناسب من الغيم ونحو الفتيانأ المّبوحين ِ‬
‫ِ‬ ‫نحو ال ُعّناب‬
‫َ‬
‫سري وتكايا‬
‫ّ‬ ‫نبع‬ ‫ٌ‬
‫رهبانأ مهمومونأ إلى ٍ‬ ‫اللّة يسد لهم‬

‫بطاس ّمردها‬
‫ِ‬ ‫وتدير‬
‫ُ‬ ‫ألمح أُنثاي المبلولة بالماء تلمل ُم ّئبقها‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وتركض نحوي‪ ...‬قاومي أيتها السكرى في ترقاي‬ ‫الخمر‬
‫َ‬
‫ُبي‬
‫ودلل صفاتي وامتلكي نبعي وسيوفي وخزاماي‪ ،‬وه ّ‬
‫مكتنز باليخضور‬
‫ٍ‬ ‫لعاع‬
‫فوق ٍ‬‫في ساقاي ِة رفاتي‪ ..‬قاومي َ‬

‫ّ‬
‫وردي شفة الخصب على مّراتي يا ّينة أقاماري‬
‫ٌ‬
‫مشتعل‬ ‫ومناديلي‪ ،‬ومراياي وطينة خلقي وسحاباتي‪..‬‬
‫ُ‬
‫نضحك َ‬
‫فوق‬ ‫كنور المشكاة‪ ،‬فقومي‬
‫يديك ِ‬
‫في شطآنأ ِ‬
‫فجر وخّ أعوادي وأقارع َ‬
‫طبل‬ ‫عجائبنا‪ ،‬وتشقق يا ُ‬
‫نداماي وهّيج تحت خلياي أنين ا للّة وامل جسدي‬
‫َ‬
‫ليل‬
‫أصيح على ٍ‬
‫ُ‬ ‫سأصيح على أبواقاي ومزااميري ورقااي‬
‫ُ‬
‫الطلع‬
‫ِ‬ ‫الشمس على أعضائي وهبوب‬
‫َ‬ ‫ودلل أرخى‬
‫ٍ‬ ‫غطاني‬

‫وأصيح على عرباتي وخيولي وحقول‬


‫ُ‬ ‫على تيجاني‪،‬‬

‫أصيح على مخملها وقالئدها‬


‫ُ‬ ‫النسرين وأمتعتي وشياهي‪..‬‬

‫وثغر كالتين ِة‬


‫وأصيح على ثديين رخاميين ٍ‬
‫ُ‬ ‫ومعاولها‪،‬‬

‫في على‬
‫اصيح على القاصي ّ‬
‫ُ‬ ‫ومنارات ُ‬
‫ترفل بالرايات‪..‬‬

‫ويرخين أصابع‬
‫َ‬ ‫الموج‬
‫َ‬ ‫إلي خلسيات يدفعن‬
‫الداني وأض ّم ّ‬
‫يسقن غزالتي‬ ‫ّ‬
‫يصبن فؤادي بالنبل‪َ ،‬‬ ‫سمراء على القاداح‪،‬‬
‫‪199‬‬
‫ُ‬
‫وسنفصل‬ ‫في الليل فأبقى وحدي‪ ..‬هيا يا أحزاني نسعى‬

‫رواق منطفّ بالنار‬


‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وسنشعل كل‬ ‫كل فل ٍة عن راعيها‬

‫أنت َ‬
‫أهلت‬ ‫ً‬
‫سنيلة ونهيم‪َ ..‬‬ ‫ونركب‬
‫ُ‬ ‫ونغوي الغاوين‬

‫فيك َ‬
‫فقدت‬ ‫دمك‪ ،‬الشهوة والتيجانأ أهالت شهوتها َ‬
‫على َ‬

‫وهجمت بها محزونًا َ‬


‫فوق ا لرض‬ ‫َ‬ ‫جموعًا من غزلنأ نافر ٍة‬

‫َ‬
‫اخترت‬ ‫شمس اللّ ِة َ‬
‫كنت‬ ‫على قاحط ويباس أعمى‪ ..‬في ِ‬
‫وألقيت نداماّ ّ‬
‫وكل خمور لعبت فيك‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وصرخت‬ ‫َ‬
‫ملذّ‬

‫َ‬
‫وسقت إليك‬ ‫َ‬
‫هبطت إلى القيعانأ‬ ‫حين‬ ‫َ‬
‫جرارّ َ‬ ‫َ‬
‫كسرت‬
‫َ‬
‫ندخل‬ ‫بلور يا قالبي‪ ..‬لن‬
‫يتلف ٌ‬ ‫لّائّ تلُفت َ‬
‫فتلفت كما ُ‬

‫نهجر‬
‫َ‬ ‫باراً إل ّ‬
‫ونهز به الجدرانأ ونخّل فيه الحشمة لن‬
‫َ‬
‫نرحل عن صحبة فتيانأ‬ ‫ل ويصيح علينا لن‬ ‫ً‬
‫كأسا إ ّ‬

‫ينهمر البيت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فتراب‬
‫ٌ‬ ‫مهووسين‪ ..‬ولن نطأ البيت‪،‬‬

‫وشراب الزيتت‪ ،‬وجسٌد ميت‪،‬‬


‫ُ‬ ‫وسكونأ ُ‬
‫يفتك بالبيت‪،‬‬ ‫ٌ‬

‫نترّ طيراً ل ّ‬
‫نيضم إلينا‬ ‫ليت وليت‪ ...‬لن َ‬ ‫ُ‬
‫تطرق َ‬ ‫وأياد‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫عشبا‬ ‫تنشق لنا‪ ،‬لن نترّ أجيا ً‬
‫ل ل نعرفنا أو‬ ‫لل ّ‬ ‫وجبا ً‬

‫تصدح‪ ،‬حجاراً ل‬
‫ُ‬ ‫تمطر‪ ،‬ظبا ًء ل‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وسحبا ل‬ ‫ل يهتز‬

‫أهلت على دمك الشهوة‪ ،‬والشهو ُة ّ‬


‫رجت‬ ‫أنت َ‬‫يرقاى‪َ ...‬‬

‫فيك الروح‪ ،‬صحارى في الشهوة‪ ،‬فراديس‪ ،‬تكايا‪،‬‬

‫ابواق جنونأ في الشهوة‪ ..‬والشهوة كرٌم في القاداح‬

‫تنضح‬
‫ُ‬ ‫وشموس‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫وتورد أخدود‬ ‫أطراّ وخدود‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وحمر ُة‬

‫وأواني وتحت‬
‫ّ‬ ‫طلعاص فوق القمم والشهوة َ‬
‫فوق خواني‬

‫قاميصي وعلى علمي‪..‬‬

‫‪200‬‬
‫الباب التاسع ‪9‬‬
‫في ذكر الجداد وكيف أنهم احتفلوا بقدومي‬

‫معي وحدي‬

‫مفتاح هّه‬

‫الجنة المتوحشة‬

‫رامبو‬

‫‪201‬‬
‫وآنية فوق الماء * وأجلّّو عن سّّطح المعّّدنأ نقي‬ ‫شاخ ً‬ ‫وأضرب تاريخًا َ‬‫ُ‬ ‫أهز تعالي َم الرهبانأ‬‫قامر ّ‬‫باسمك يا ُ‬ ‫َ‬
‫ّع قاطعّّاني‬ ‫وشمس الشنات‪ ،‬وأُلقي بين سّّهول الّّّهب ذئّّابي ومرايّّاي وغّّزلني الهائمّّة واتبّ ُ‬ ‫َ‬ ‫وخزاماي‬
‫ّرار طافح ّ ٍة‬
‫مكس ّرة وجّ ٍ‬ ‫ّير ّ‬ ‫ّالنبض وبين مزامّ َ‬ ‫شعاب ضارب ٍة كّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الهابطة بعيدا وأغني محترقاا * أمشي بين‬
‫ّور‬ ‫َ‬
‫باسمك يا نّ ُ‬ ‫ينعب فيه الطير *‬ ‫خاو ُ‬ ‫وشمال ٍ‬
‫ٍ‬ ‫قالق‬
‫شرق ٍ‬ ‫أسير لمبتغيين يقودانأ إلى ٍ‬ ‫بالطحلت والعشاب * ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫جند منسيين وأبه ٍة مطفأ ٍة *‬ ‫ومقابر ٍ‬‫َ‬ ‫تالفة ومخابّ أسلحة‬ ‫الطين سدوداً ً‬ ‫وأفتح في‬
‫ُ‬ ‫سأرشق بالتجيانأ السوار‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫طيب‬‫قامر تهيأ وأرفّّع عّني جمر غطائّّك واسّّحب جسّّدي للشّّلل وّدني طهّّراً وانفّ بّّدمي َ‬ ‫وأنادي يا ُ‬
‫العيش ونّّور الخلّّق* يّّا قامّّر أسّ ّميك الر ّقاة أو بعض دلل بّ ّّلّ جبيني بالياقاوت وسافد عشّّبي بالمطّّار‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ندق على بّّا ِب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فوق عيوني وأطلق قادمي * يا إيل سأدخل في الحراش وتدخل جنبي ونهيم ّ‬ ‫وردّ َ‬ ‫َ‬ ‫فهيء‬
‫ّق وُنحّّيي‬ ‫ونمسك أحجّّاراً ُنقشّّت بالسّّماء وّيّنها الزهر بلّّونأ الغسّ ِ‬ ‫َ‬ ‫السنوات ونهبط عند تخوم الرض‬
‫ّف نصّ َ‬
‫ّبت‬ ‫الكهف إلى نّّور الرض‪ ،‬وكيّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫خرجت من‬ ‫أجداداً نادوا ال وغّنوا لليام وغابو * أتعجب َ‬
‫كيف‬
‫ّزرع يتمايّّل بالسّّنبل والوراد وروح الطلّّع *‬ ‫ً‬
‫الحجر بعظم الحيوانأ وأرخيت ا لنهّّر لّ ٍ‬ ‫َ‬ ‫سقوفا واستبدلت‬
‫وهجمت بهّّا فّّوق جنّّانأ‬ ‫َ‬ ‫ّيطانأ‬
‫ّّت بقّّوة شّ ٍ‬ ‫ّف أخّ َ‬ ‫وّعقت وكيّ َ‬
‫َ‬ ‫حجر‬
‫خرجت من الظلمة في ٍ‬ ‫َ‬ ‫أتعجب كيف‬ ‫ُ‬
‫ّرب الّّوحش‬ ‫خرجت إذنأ وعرفت اللغّّة الضّّيقة‪ ،‬تلقاحت بهّّا ورجمت بهّّا الحجّّار وسّ َ‬ ‫َ‬ ‫ذابل ٍة وموت *‬
‫ّار بهّّا وأُقالبهّّا بين‬ ‫وسقت إليها ماء النثى ودفعت بها نحو لساني من عصر اللهّّة الولى‪ ،‬وأنّّا النأ أحّ ُ‬ ‫َ‬
‫ّك والبّّواب‬ ‫ّك تعاّيمّ َ‬ ‫رأيت‪ ..‬أفّ ّ‬
‫ّيع بغابّّات الكلمّّات وأهّّّي * أ َ‬ ‫ّنما وأضّ ُ‬‫يدي‪ ،‬أسويها طينا‪ ،‬برجًّّا‪ ،‬صّ ً‬ ‫ّ‬
‫تّّّرق ُ‬
‫تحن‬ ‫َ‬
‫لعلّّّك يّّّو َم ّ‬ ‫ُ‬
‫فّّّوق الحجّّّر‪ ،‬أقاّّّول‬‫َ‬ ‫وأكتب وجعي‬ ‫ُ‬ ‫وأتلّّّوّ نشّّّيداً سّّّرّيا للشّّّجار‬
‫َ‬ ‫المقفلّّّة‬
‫ّيفا وتصّّالحني * من يسّّقي هّّّا العاشّّق خمّّراً ويناديّّه من‬ ‫علي لعلك في ظل النار المشبوبة تخفض سّ ً‬ ‫ّ‬
‫ّك بردتّّه ويطلسّّمها بحّّروّ وتحايّّا مّّا خّّرجت من شّّفة النّّاس ول الحيّّوانأ * أنّّادي في طّّرّ‬ ‫يمسّ ُ‬
‫طرّ الغيم‬ ‫َ‬ ‫أقاود غواتي لّ)سرنديب( وأطوي بيدي‬ ‫تالفة وأنوح ُ‬ ‫ومراكب ً‬‫َ‬ ‫واطئة وجنوداً غرقاى‬ ‫ً‬ ‫البر سماء‬ ‫ّ‬
‫ّق بين شّّعاب الرض الصّّفوة بهّّّا الحشّّد من‬ ‫لخلط في التاريّ سماء كالياقاوت قاّّومراً كّّاليقطين وأطلّ َ‬
‫صوت ال على صخرة‬ ‫َ‬ ‫فأسمع‬
‫ُ‬ ‫صحت لعلّي وحدي وأناديك‬ ‫ُ‬ ‫دم تعلو * كم‬ ‫البشر الضالين وسللت ّرقااء ٍ‬
‫ّرقاب يّّو َم‬
‫ل في فجر شبابي‪ ،‬أتّ ُ‬ ‫الموت ومشتع ً‬
‫ِ‬ ‫ل بزنابق حمراء إلى‬ ‫هّا الكونأ وأنا في بيت يتداعى‪ ،‬محمو ً‬
‫ّط على‬ ‫ّرقاب وقات ظهّّور هللي وأخّ ّ‬ ‫ّراب العمّّر * أتّ ُ‬ ‫البر‪ ،‬أغني مثل فراشّّات سّّوداء خّ َ‬ ‫فنائي‪ ،‬وأنادي ّ‬
‫ُ‬
‫رق غزال أبيض هّي الكلمات وأمحوها بالمّّاء وأغسّّل وجهي فيّّه‪ ،‬وأوشّ ُم من ترغبّّه النفس وأحصّّنه‬ ‫ّ‬
‫أقاسمت بّّأنأ يحضّّر‬ ‫ُ‬ ‫قالب أنيسي‬ ‫نار أفيقي َ‬‫ولبانأ * يا ُ‬ ‫ٍ‬ ‫نار لين ٍة وحصى‬ ‫بفراشي وأنا ُم فأصحو تحت مباخر ٍ‬
‫وخّدام السماء‪ ،‬أقاسمت بحّّق الكلمّّات‬ ‫ياأرواح ويا سكانأ الوديانأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أقاسمت عليكم‬ ‫عين وُيحييني‪،‬‬ ‫في رمشة ٍ‬
‫فّّّّّّوق سّّّّّّرادق عّّّّّّرش ال‪ ،‬وحّّّّّّق اللّّّّّّوح المحفّّّّّّوظ ومّّّّّّا فيّّّّّّه من النقش‬ ‫َ‬ ‫المكتوبّّّّّّة‬
‫أعطف في الفجر إلى محبّّوبي وأناغيّّه وأحمّ ُ‬
‫ّل‬ ‫ُ‬ ‫السري‪ ،‬أقاسمت بأنأ تعطوني سرا ل يعرفه أحد غيري *‬ ‫ّ‬
‫ّاس‬ ‫ُ‬ ‫الوحل أحّني فيه اليدي والنية وأضحك للنسمات * وال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سأحمل مّّاء أّرق في طّّاس نحّ ٍ‬ ‫من رجليه‬
‫أّلي‬
‫جمّّّّّّّّّّّّّّّّّّال ّ‬
‫ٍ‬ ‫بزهّّّّّّّّّّّّّّّّّّر‬
‫ِ‬ ‫وأرش بّّّّّّّّّّّّّّّّّّه الشّّّّّّّّّّّّّّّّّّعراء المسّّّّّّّّّّّّّّّّّّمومين‬ ‫ّ‬
‫بلب نهار‬ ‫وأعلّّّمهم لغة اّفك ورسم الجفر على الحجار وأناديهم للوهام * أ رأيتم كيف ولجت الليّّّّّّّّل ّ‬
‫وسقت تمّّائم طلعي ومزامّّيري والشّّنات إلى‬ ‫ُ‬ ‫وخطت الجسد ببرد الورد‬ ‫ُ‬ ‫ورفعت اللّة نحو الروح‬ ‫ُ‬ ‫صلف‬‫ٍ‬
‫ّور‬
‫ّراب النّ ِ‬‫ّف بّّالعينين سّ َ‬ ‫بالطواق وظبيًا يخطّ ُ‬
‫ِ‬ ‫النبع حكيمًا ُ‬
‫يرفل‬ ‫أتيت َ‬ ‫أغنية خفقت بفمي * أ رأيتم كيف ُ‬

‫‪202‬‬
‫ويحرق شّّمعي * أ‬‫ُ‬ ‫يشب‬
‫كيف ّ‬ ‫شرق استحلف هّا الليل بأنأ يفصح عني ويرى وجعي َ‬ ‫يسكر حتى ُي َ‬‫ُ‬ ‫ل‬‫وطف ً‬
‫ً‬
‫مترعّّّّّّّّة بالنسّّّّّّّّام أ رأيتم أجّّّّّّّّدادي فّّّّّّّّوق الهّّّّّّّّام‬ ‫أثّّّّّّّّرت شّّّّّّّّياهًا‬
‫ُ‬ ‫رأيتم كيّّّّّّّّف‬
‫ّق في‬ ‫ّمع أوراق الجّّداد تطقطّ ُ‬ ‫ّر في التّّاريّ وأبكي * أسّ ُ‬ ‫ي ّرّفونأ وينتحبونأ‪ ،‬وأنا أتمدد فوق الرمل وأنظّ ُ‬
‫القمر ُيخبّ لي قادراً أحلى وأنادي أجدادي في الليل‬ ‫لعل َ‬ ‫ُ‬
‫وأقاول َ‬ ‫غمس في الميع ِة والسرخس ودمي‪،‬‬ ‫النار وُت ُ‬
‫ّامي‪ ،‬وصّّاقاب مقّّبرة الكهّّانأ‬‫البحر لموسّّى والطّّير لردانأ الملّّك الشّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سخرت‬ ‫سخرهم لي يا قامر كما‬ ‫* ّ‬
‫ترفّّرّ في المّّاء وتبعّّد عّّني النحس‬ ‫ُ‬ ‫لمقّّبرتي وأجلبهم محمّّومين إل ّيّ وخضب رايتهم بدمي * أتراّ‬
‫ل تحت الشمس وترفعني لمّّاقام الخصّّب * أناديّّك‬ ‫ينتصب جمي ً‬
‫ُ‬ ‫غصن‬
‫ٍ‬ ‫أميس بخضرة‬ ‫وتجعلني في الحقل ُ‬
‫وأخطف من قاوتك الشوقاي سوري وطلسم روحي‪ ،‬يا فيحًا ضاعت فيه فلول شبابي وغرانيقي * أ أُ ُ‬
‫خلخل‬ ‫ُ‬
‫يحن على‬ ‫تلف الزمن وأوهام العبرانأ الكنهنة * من يعرّ أنأ الكونأ ّ‬ ‫أرض ال وأنجو بشعيب وصالح من ِ‬ ‫َ‬
‫ّير‬
‫قام وأرض الهّّرام وأرض اليّم المظلم والصحراء * يا قامر أسّ ُ‬ ‫ّر ِ‬
‫طفل صافي العيّّنين ويمنّيه بأرض الّ ُ‬
‫علي جبال برنسة وأعصر ُه‪ ،‬أدحّّوه كمّّا أفعّّل بالثّّدي وأنسّّى أنأ‬ ‫سد ّ‬ ‫إلى أطراّ الرض وأبرأ من كلل ّ‬
‫دم يتفجر من خاصرة كلمين أنسى أنأ سيوّ اّفرنج انكسرت في القلب وشبت في جسّّد التّّاريّ *‬ ‫بلط ٍ‬
‫ّط بهّّّي‬ ‫منقوش يقّّترعونأ بجمّّري‪ ،‬أي السّّماء تحيّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الس ّهاد المنكفئين على جدر‬ ‫الحين‪ُ ...‬يضلّل أعواني ُ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫هّّّّّّزمت الغّّّّّّاّين‬ ‫ُ‬
‫أتعّّّّّّرّ كيّّّّّّف‬ ‫وأي الكّتّّّّّّاب تّّّّّّّدّلوا فيها منّ قارونأ * يا قامر‪..‬‬ ‫الحجّّّّّّار ّ‬
‫ربطت الفيّّّّّّّّّل بّّّّّّّّّأنف الفيّّّّّّّّّل وأبركتهّّّّّّّّّا في الصّّّّّّّّّحراء‬ ‫ُ‬ ‫بسّّّّّّّّّكالصخر وكيف‬
‫ّ جيل‬
‫ُ‬
‫يهتّّّف لي‬ ‫ل أجدادي في معترّ الصّّّفوة وأنأ شّّّما ً‬
‫ل‬ ‫كتلّين من النمل الحبشي * أتعرّ أنأ ل غّّّالب إ ّ‬
‫يمص بأوردتي وأنا في الليل ُ‬
‫أئن‬ ‫والغرب ّ‬
‫ُ‬ ‫تحت خيامي‬ ‫وجنوبا يقرأ باسمي التعزيمات وأنأ ا لشرق ُيهدهُد َ‬ ‫ً‬
‫ل أجدادي وأنا *‬ ‫وأهتف أنأ ل غالب إ ّ‬‫ُ‬ ‫من الوجع‬

‫الباب العاشر ‪10‬‬


‫الرقى النيرنجات‬
‫ُ‬

‫من سينقّ من‬


‫‪203‬‬
‫ّحف الجيوش‬

‫نوعًا هجينًا بالغ الندرة من‬

‫فصيلة الورد‪.‬‬

‫سان جون بيرس‬

‫ُرقية الساحر‬
‫ً‬
‫عطشا إلى لطف العلوم ودقاة الفرقاانأ والنطق‬

‫الفصيح بسورة ومدائح‪ ،‬فبحكمة وثبت‬

‫أّاميلي ورّفت سارياتي والتوى حشدانأ من‬


‫ورد الصنوبر والفراقاد عند أقادامي‪ ،‬فيا ُ‬
‫نمل‬

‫اندلق من جمر أعضائي ومن ختم المشيمة‬

‫فوق آباري ومن شفتين مثقلتين بالشمس‬

‫الشهّية‪ ،‬ثم اشتعل يا ورد في درري ورقاق‬

‫قاوتي واطلع على سحبي الندّية‪ ،‬قالّب شؤوني‬

‫باسل واضرب عناقايدي على‬


‫رضاب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫آجرة سوداء واط ّوّ الثدي في ثغري وبادلني نزول شام ً‬
‫ل‬
‫النهر ّ‬
‫وهز النهر‬ ‫في نهرا وأطلق َ‬
‫في غابة حمرا‪ ..‬أجج ّ‬
‫مخلوطًا ورجرج فيه أكوانأ العماء‬

‫السري قاد رجفت مسالك خطواتي‪،‬‬


‫ّ‬ ‫متسرب ً‬
‫ل بالطلسم‬
‫َ‬
‫واشتباّ البرق بالتيجانأ‬ ‫ُ‬
‫أصل المداخل بالمخارج‬
‫‪204‬‬
‫فتحت سرادقاًا متلطمًا‬
‫ُ‬ ‫بالدعوات بالفيض المدى‪ ،‬فإذا‬
‫ُ‬
‫وطاردت الفضا‬ ‫وعزلت لي فرسًا‬
‫ُ‬

‫العمر أنقش‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫واسترحت‬ ‫نطقت مزاميري باطرب ما طواها‬
‫ُ‬
‫ونمت‪.‬‬ ‫خاتمي وقالدتي ودفاتري وطويت أيامي بأوراقاي‬

‫غأن الترتيل الحسن‬


‫ّ‬

‫بنار ما َء أيامي‬
‫ألقي ٍ‬
‫ُ‬
‫وأهتف يا جنوني‬ ‫وألقي نشوتي ناراً‬

‫أنحدرت مباغتًا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كيف‬

‫َ‬
‫ورقادت في نفسي وفي أصفى سكوني‬
‫َ‬
‫كيف اتحدّ برقاي ٍة كشفت أعاجيبي بزهر السحر‬

‫فاشتعلت عيوني‬
‫ُ‬
‫وأشتل غرستي‬ ‫أمر لحقل أحبابي‬
‫دعني ّ‬
‫دعني أُبادلّهم فنوني‬
‫َ‬
‫تحميك يا عقلي‬ ‫أحمر ٌ‬
‫بوابة‬ ‫ٍ‬ ‫بشمع‬ ‫لكأنما ُختمت‬
‫ٍ‬
‫أتبع ياسميني‪.‬‬
‫العمر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وتهت‬

‫قد ص ّفق الحمام‬

‫الباصر في هّي الّرى‬


‫ُ‬ ‫وحده‬
‫‪205‬‬
‫وحده العارّ ما يعنيه هّا النور‬

‫طيف كريم‬
‫والباحث عن ٍ‬
‫ُ‬
‫الباحث في أوراقاه‬ ‫وحده‬

‫في السحر‬

‫في المعرفة الولى وفي الطقس القديم‬

‫عن مغاليق الرؤى والروح‬

‫والبحر الّي يفتح في أعماقاه‬

‫مدنًا غرقاى وتاريخًا حميم‬

‫وحده تطعمه اللهة الولى الندى‬


‫َ‬
‫استيقظ في الفجر‬ ‫وحده‬

‫وناداه النسيم‪.‬‬

‫دعأوا الفّك تركض صوبي‬


‫ل تصطفي إ ّ‬
‫ل جوادا أبيض كانأ الصبور‬
‫وشّيد الفلّ في عينك‪ ،‬وامسك ً‬
‫راية‬

‫مارق هتك الدجى وأماط ُحجبًا‬


‫ٍ‬ ‫لفح‬
‫وشباب ٍ‬
‫َ‬
‫واجمع على َ‬
‫كفيك سيد ًة بحاشي ٍة‬

‫وسو السهّد ّربا‬


‫ّ‬
‫حرمت َ‬
‫عليك الراحة الكسلى‬

‫وحرمت السكنة‪ ،‬والحياة‬


‫ّ‬
‫‪206‬‬
‫وتصير كّبا‬
‫ُ‬ ‫ّائف‬
‫صحو شديد ٍ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫تلقيك في‬

‫الموائد حيثما الصحو التقاّ‬


‫َ‬ ‫وأت‬
‫ِ‬

‫سربت فل تئد نبتًا‪.‬‬


‫َ‬ ‫وإذا‬

‫سكرانأ‪ ،‬أّاهيراً وعشبا‬


‫ٌ‬ ‫تمس‪ ،‬وأنت‬
‫وحاذر أنأ ّ‬
‫وإذا مشيت فرقاق الخطوات‬
‫ولُت ُ‬
‫شعل فؤاد الرض ّحبا‪.‬‬

‫ُرقية أدوناي‬
‫َ‬
‫كيف انهمرت بكفك الليالي‬
‫َ‬
‫كيف اشتعلت غابتنا وصرنا‬

‫ّ‬
‫كالجن نطارد التميمة‬

‫اساقاطت نخلتنا القديمة‬ ‫َ‬


‫كيف ّ‬
‫مولي أدوناي‬
‫من َ‬
‫قابلك ّ‬
‫شده القلق‬

‫كونأ‪ ،‬من خلق‬


‫للخلد‪ ..‬ومن ّ‬
‫ِ‬

‫في البيد عصافير وأنهاراً ودفلى‬

‫من شّد لكفيه العاصير‬


‫من شّقق‪ ..‬من فّتق‪ ..‬من ْ‬
‫فلق‬

‫بحراً سالفًا وهّيج الطلع‬

‫ترج الماء والنبع‬


‫أيديك ُ‬
‫في الليل وعيناّ إلى العسق‪.‬‬
‫‪207‬‬
‫يجرحني بالورد‬

‫لتخرج الشمس‬
‫َ‬ ‫آهٍ‪ ..‬كم مضى‬

‫من مدفنها فنقتفيها‬

‫بنبل ونغني‬
‫نرميها ٍ‬
‫يطلع الليل علينا‬
‫حتى َ‬
‫حين نرتوي ونكسر الكأس‬
‫َ‬

‫ليلي لّمني بين مراياّ‬

‫واحضنيزّ وخلّه يغني‬

‫يجرحني بورد‬
‫ّ‬
‫ويخيط بالفأس‪.‬‬

‫ّ‬
‫يخضر كالبرك‬
‫‪208‬‬
‫توج أسوارّ باليمام‬
‫من ّ‬
‫من علّمه الغناء والكلم‬
‫ْ‬
‫من علّمه ّ‬
‫يرّ‪ ..‬من رعاه‬ ‫ْ‬

‫من علّمه ّ‬
‫يخضر كالمياه‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫أمسك‪ ..‬من أقاام‬ ‫ْ‬
‫من ع ّمد‪ ..‬من‬

‫من فّت ّق في الظلم شمسا‬


‫ْ‬
‫َ‬
‫أمسك باليد الزمام‬ ‫ْ‬
‫من‬

‫مزهّوا‪ ..‬وناداه د ُم الموت‬

‫فانسل إليه في الفجر‬


‫ّ‬
‫انسل يحيطه السلم‪.‬‬

‫ما تقوله الوفاق لي‬


‫لطف ً‬
‫طينة ذهبية‬ ‫غدقاًا على آجر ٍة حمراء أو تعبًا أُ ُ‬

‫ين بامتشاقاة‬ ‫بجبتي وأنا ّ‬


‫المز ُ‬ ‫وأنا المضيء ول ظلم ّ‬
‫ودلل أنثى الجن‬
‫ِ‬ ‫شارد‬
‫ٍ‬ ‫حجل‬
‫وجنوح ٍ‬
‫ِ‬ ‫ورد ٍة‬

‫والنار العجيبة‬

‫بئر معرفتي كؤوسًا‬


‫أتلو على المل الظل َم وأرتوي من ِ‬
‫واهز بالوفاق غصنًا ميتًا َ‬
‫وأش َم‬ ‫واشتباّ مصائر ّ‬
‫‪209‬‬
‫في نيرنجتي ذهبًا وأرس ُم هيأتي‬

‫والسور المباركة البهّية‪.‬‬


‫ِ‬ ‫العميق ومترفًا بالنور‬
‫ُ‬ ‫ألقًا لكي يبقى‬

‫إلي صنوج مملكة الجمال ورجرجت في طاستي‬


‫هتفت ّ‬
‫َ‬
‫خرّ الغزالة وانسكار كواكبي‪ ،‬أبدو كمئّن ٍة على ما ٍء‬

‫وتغطس حكمتي‬
‫ُ‬ ‫ويبدو الماء في كوّ‬

‫في الماء والشهب البعيدة تنطوي‬

‫ما بين أجفاني وفي الفاق فوق الناس‬

‫تطلع نجمتي‪.‬‬
‫ُ‬

‫نيرنجة صيد الزل‬

‫بالورق المرقاش‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الشعر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تراب‬ ‫ُ‬
‫أقاسمت باللم المقدس يا َ‬
‫باالتفاتة كلم ٍة نحوي وبالفجر الجميل‬

‫يطوي مناديلي‬
‫وبالّهب المخالط طينتي لي ً‬
‫ل‬
‫ً‬
‫راشقة صباحي‬ ‫وبالجمرات‬

‫أقاسمت بالُنعمى‪ ،‬أه ّد لها دمي فرحا‬


‫ُ‬

‫وأفتح في مفاوّها رياحي‬

‫الوجود بلوثتي‬
‫َ‬ ‫أنأ ابتلي هّا‬

‫وأشد في أطواقاه نبلي وأُطعمه سلحي‬


‫ّ‬
‫ُ‬
‫وأنابز اليا َم بالكلمات أهمرها بجعجع ِة الرماح‬

‫متقدمًا نحو الردى‬

‫ّهيانأ مبتسمًا ُ‬
‫وس ّمي في يدي‬
‫‪210‬‬
‫وغللة الموتى وشاحي‪.‬‬

‫نيرنجة البراري‬

‫أنا مولى الشاربين‬

‫اللمع في أقاداحهم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والغبش‬ ‫شمسهم‬
‫ُ‬
‫وّهر المائدة‬
‫ُ‬ ‫النار‬
‫والكلمة ُ‬
‫فلتّب في خمرتي يا نقش نيرنجاتي الصفراء‬

‫يا سيل رقااي البائدة‬

‫هّه الرض على سيف كلمي تلتوي‬

‫في القبة العليا‬

‫وفي سمت عصاي الراقادة‬

‫والندى رملي‬

‫وأعلم البراري وردتي‬

‫وريح باردة‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الطينة في كفي‬ ‫واللغة‬

‫سكر الدهر لجلي‬

‫وبكت موتي العصافير‬


‫ُ‬
‫الوعول الشاردة‬ ‫وغنتني‬

‫‪211‬‬
‫الباب الحادي عأشر ‪11‬‬
‫شمس الزايرجة‬
‫في كشف طالع الفتى الذي تبعته اليائل‬
‫ورقت له الشقائق والرقى ولمعت تحت يده المعاول والتيجان‬

‫الكون كله وحدة ح ّي ة والنسان المارد كقطرة من دم في عأروق الكينونة ففي حضن هذه الوحدة الكونية‬
‫يستقوي الساحر بسلطته‪ ،‬صرخته تكفي عأبر الجسم الكوني لن في الوحدة كل عأنصر يتداخل‪ ،‬أن‬
‫المبدع‪ ،‬جل اسمه‪ ،‬كالناطق الفائض بما عأنده من المعاني والجواهر‬

‫هرمس‬

‫كتابك بالرماد الشّر والشّّنات والصّّحف المبّّادة واشّّتباّ كّّواكب‬ ‫َ‬ ‫إّدهر‪ ..‬إّدهر‪ ..‬إّدهر * واغمس‬
‫تلعب في مراعيهّّا‬ ‫ّمس ُ‬ ‫ّدت‪ ،‬لي ناحيّ ٍة نّّويت أعلى‪ ،‬فث ّم الشّ ُ‬‫طرّ قاصّ َ‬ ‫ٍ‬ ‫الماضين والماء الزلل * فليما‬
‫نركض حاملين نّورنا وإليه نرمي في الغّّروب‬ ‫ُ‬ ‫وتمنحك المدى والنهر يضحك حين يطلقه الدلل * وإليه‬
‫ل فيّّه نّّرعى فيّّه أصّّدافًا وأحجّّاراً وتيجّّانأ الّّزوال * وإليّّه ُيقلي الميتّّونأ‬ ‫خطيئّ ًّة َعلُقت بنّّا ونثّ ُ‬
‫ّير دغ ً‬
‫ّال * باللفّّظ بّ ُ‬
‫ّالزبر القديمّّة‬ ‫عظامهم فاغمس كتابّّك واشّّتبك سّّراً مّّع اللغّّة العصّّية‪ ،‬وافتتح أرضًّا محّ ْ‬
‫ّونأ في عيونكمّّو‪ ،‬وقاّّامت‬ ‫ّر واهّّتزت غصّ ٌ‬ ‫ّرار الخمّ ِ‬
‫الهلل * فتحت جّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫واضرب الفاق بالكلمّّات ينبثّ ُ‬
‫ّق‬
‫مدججة‪ ،‬ويعلوكم غبّّار‬ ‫ٌ‬ ‫شهوةٌ فيكم فهّيجتم سللتكم وماّحتم أهلّتها بلونأ المسك والّهب المضيء * ٌ‬
‫ّمر‬
‫تطّّّّّّّّرت نفسّّّّّّّّكم وتمّّّّّّّّاوج المّّّّّّّّاء‬
‫ّ‬ ‫النّّّّّّّّديم * ولئن‬
‫ْ‬ ‫من ّمّّّّّّّّانأ العشّّّّّّّّق والحجّّّّّّّّر‬
‫والشّّّهد‬
‫َ‬ ‫الشّّّه ّيّ بلحمكم صحتم بأعلى صوتكم بالنار‪ ،‬تمشي فيكمو وترقاق القّّّدمين والفخّّّاذ والثّّّديين‬
‫‪212‬‬
‫ّاق دونكمّّو تنّّادوا في الصّّحاري واسّّتووا‬ ‫المبارّ في الشّّفاه وشّّعلة الشّّعر الشّّيهة * أ فلم تّّروا العشّ َ‬
‫ّال حلّّو ٍة سّّوداء‬ ‫ّلف وأخّّرى في ليّ ٍ‬ ‫ّرد صّ ٍ‬ ‫ّار أجّ ٍ‬‫شمسّّين في الطّّرق القص ّّية * طلعوا‪ ،‬فشمس ّ ينهّ ٍ‬
‫نقي يوقاّّظ الحجب الخفيّ ّْة * هّّا هم كجمهّّرة تفيّّق اليّّوم في أعلى مراقاّّدها وتمنحنّّا‬ ‫ّع ّ‬ ‫وارتّّاحوا إلى نبّ ٍ‬
‫ورجت كوكبا‬ ‫ّونأ * وتمّّرغت في طينهّّا شّّوقاًا ّ‬ ‫ٌ‬
‫ومشتبك أتّ ْ‬ ‫حقب‬
‫الفك واشتعلت لها ٌ‬ ‫الفضاء عبرت ظلم ِ‬
‫ل تهدهد أو دمًا نسراً وتطلقه انفلقاًا مخصبًا يعلو العيونأ * سّّقطت‬ ‫تمراً وصاحت خوّ ماحية نكونأ * لي ً‬
‫وطين * وسقت بّّه أحفادهّّا‪ ،‬فّّترنحوا‬ ‫ْ‬ ‫فسوتها حبابًا أحمراً ودمًا‬ ‫لها الفلّ واشتدت عليها الظلمة الولى ّ‬
‫ببعض‪ ،‬أنهّّراً من أحمّّر‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫قالب هّا الكونأ واحتلبوا السنين * يتقاطفونأ الغيم واليا ُم قااطفة بهم‪ ،‬بعض ًّا‬ ‫في ِ‬
‫ّفحة * ولئن غّّوت فيهم نفّّوس مّّرةٌ‪،‬‬ ‫الوراد‪ ،‬ترمي في الربى فوجًا‪ ،‬فأيًّا مّّا أصّّابوا‪ُ ،‬ككتبت عليهم صّ ٌ‬
‫النقش لكن‬‫البدر ما مسكوه‪ ،‬مّّا ألقّّوا إليّّه َ‬ ‫بالطهر والحلم فجراً * ويلحقونأ َ‬ ‫ِ‬ ‫وتطوقات‬
‫ّ‬ ‫ُرّدت إلى ياقاوتها‬
‫سّّّّّّّاقاهم في التيّّّّّّّه فّّّّّّّالتفوا برايتّّّّّّّه وقاّّّّّّّادوا ُحلمهم للرض وافتتحّّّّّّّوا بّّّّّّّه اليّّّّّّّام‬
‫ّوب‬ ‫ُط ّرّا * قااموا فهيأت الطبيعة فيهمو من طرسها جلداً وأحجّّاراً وبرديًّا وحّّبرا * ومضّّوا يجّّرونأ القلّ َ‬
‫فبصّّيحة ممّّا رمّّوا‬
‫ٍ‬ ‫ل واسّّتطابوا النّّور خمّّرا *‬ ‫مّّر في الصّّحراء واسّّتتروا‪ ،‬ومّّا قاّّالوا ضّّل ً‬ ‫الخ َ‬ ‫ُ‬
‫وبصيحة عدنا الرعاة العاشّّقين‬ ‫ٍ‬ ‫رد ّوّا الحياة لنبعها وعتطهرت في النار خامتنا وقامنا نمسك اليام ّهرا *‬
‫ّق بّّالزهر‬ ‫ّوج مزبٌّد يعلّّو فمي وتراشّ ٌ‬ ‫وأحن‪ ..‬مّ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وتراخت النسّّا ُم في أُحّّداقانا جّّّلى وهدهّ َّدنا الحّّنين *‬
‫والرض رايتهّّا سّّواري‬ ‫ُ‬ ‫وأهبط في شعاب حّّر ٍة‬ ‫ُ‬ ‫ملك أقاوُد سللتي ٌ‬
‫ملك‬ ‫اّيالة من يدي * ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتنسلّ‬ ‫يغويني‬
‫ّمس ل تقّّوى اتكّّا ًء‬ ‫بالزبر‪ ..‬بالزايرجة الولى وأسّّمعهم حّّواري * والشّ ُ‬ ‫الشباب وأبتلي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ملك ويسرقاني‬ ‫* ٌ‬
‫ّع بّّالزهر أو تلقي لّّه السّّرار باطنهّّا فمن يلقي بّّه للشّّمس *‬ ‫ّتنفر بّّالروح أو متلفّ ٍ‬
‫ّل مسّ ٍ‬ ‫ّود ناحّ ٍ‬‫فوق عّ ٍ‬
‫ً‬
‫ّف ولوثّّة في البّّال‪ ،‬والّّدنيا لّه‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الناس ل يهّّدأ ول يصّّبا ويبقى سّّارحا ويجّّوّ نبعّّا ل يجّ ّ‬ ‫سهرانأ‪ ..‬ينا ُم ُ‬ ‫ٌ‬
‫ّيق ولّّه اسّّتمال غصّّونأ‬ ‫بدرب ضّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بنهر مثله؟ وأضاء شمعته‬ ‫والقمر الحزين * فمن ارتوى منكم ٍ‬ ‫ُ‬ ‫غربال‬
‫ّتراق الس والطّّرس المبّّارّ‬ ‫شارد ومحا الرنين * ومن استبّد بروحه اّشراق واللغة العجيبّّة واحّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫حلم‬
‫ٍ‬
‫ّل في أفّّواه أصّّحابي كلمًّّا‬ ‫لطرّ هداي ٍة‪..‬؟ وغزت مشاعله العيونأ * وأهيّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫والفنونأ‪..‬؟ ومن اهتدى منكم‬
‫ّع ردّوا‬ ‫وأقاول هّبّّوا في حقّّول النّّور واشّّتّقوا من الريحانأ واليات والسماء جرفا * فإذا أتيت النبّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫رائقا‬
‫النّّّّّّّّّور‬
‫ِ‬ ‫طينهم في مائّّّّّّّّّه وتشّّّّّّّّّاطروا في عيّهم وتراشقوا الكلمات ّلفى * ل ينتهي نبعي ونبع‬
‫وأعنابا ولطفا * ولقد تلونا أنأ إذا قامتم بأرض الّّروح وابتتلت لكم أعشّّابها ردّوا‬ ‫ً‬ ‫ل قاد خلطنا فيه كافورا‬ ‫كّ‬
‫عليها بالنّّدى والسّّحر وانتصّّبوا على الفّّاق سّّقفا * فّّإذا طّّرقاتم غّّير بّّاب الّّروح تّيّّاهين إنكمّّو إذنأ‬
‫طينة وتفتحت بالمني والدغّّال‬ ‫ّمردة ورّفت بّرة‪ ،‬أ فكلما اشتدت عليكم ٌ‬ ‫تعصونأ حرفا * أ فكلما أنشقت ّ‬
‫سّّّحب‬
‫ٌ‬ ‫هيّجتم دمي‪ ،‬أ فكلما سقتم حقول الياسمين الصفر التوتي واشتبكت عليكم سدرة سّّّقتم فّّّراغي *‬
‫ّتربقص بّّالنجم‬‫ٌ‬ ‫غائب‪ ،‬مّ‬
‫ترفل في غصوني * أعلو أما وال ما عرفوا مكاني‪ٌ ،‬‬ ‫والشمس ُ‬
‫ُ‬ ‫ونور ّائغ‬ ‫ودالية ٌ‬‫ٌ‬
‫وأطلق مغّّزلي في ليّّل المقّّابر‪ ..‬في‬ ‫ُ‬ ‫تشب على متوني * أعلو‬ ‫وأقامار ّ‬‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومطلق ألمي‬ ‫مرتهن لحطب أنوثة‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ارتعاشّّة وردتين وغّّر ٍة عليّّا وأشّّواّ الجّّواهر والزمّّرد والحجّّار * وارٌد إملقا ًّا عن الفلّ والّّدنيا‬
‫ّل‪ ،‬ومن يثنيّّه عن َعّ ْد ٍو‪ ،‬ومن يّّرمي‬ ‫ّق وجّ ٍ‬ ‫ّربض عاشّ ٍ‬‫متربص بالشمس من يثّّني تّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫وعامرةٌ صحوني *‬
‫الزمر الزكيّّة والتكايّّا والتطهّّر بّّالفتونأ * هّّّي علمتّّك الخفيّّة فاخلّّط العّّداد‬ ‫ِ‬ ‫بأسفل حاجبيه‪ ،‬إطللة‬
‫بالنغّّام والحّّرّ المبّّارّ بالحسّّاب وبّّالطراّ وبّّالجنونأ * واسّّتنطق النقش القّّديم لكشّّف أحّّوال‬
‫مسّّّّّّّّّّّيرة وأدغال محيرة وأفلّ عجيبة * ه ّزّ ا لرياضة بالكلم وشق خيمتها‪ ،‬وجانس أغرب الخلط‬
‫والسور الخفية‬ ‫ّ‬ ‫يرج ّجاجة اّكسير‪،‬‬ ‫ذهب ّ‬ ‫صحنك وارتعاشة عشبة‪ٌ ،‬‬ ‫َ‬ ‫مياهك * ورٌد هناّ ُ‬
‫يشق‬ ‫ْ‬ ‫واسبح في‬
‫ْ‬
‫ّط أسّّوٌد‬ ‫ّحنك ُرّ ًة والرض خّ ٌ‬ ‫ّماء تبّّدو بصّ َ‬ ‫ّغر والسّ ْ‬ ‫نجمة بالسر والطرقاات تصّ ُ‬ ‫ً‬ ‫في الهواء تعلو وُت ُ‬
‫نطق‬
‫ّع بّّزر ًة‬ ‫خافق في الطين * هل هّا أوانأ السيمياء تعطي وتأخّ وتهّ ّّد أعلمًّا وترفّ ُ‬ ‫عجيب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طير‬
‫ينشق عن ٍ‬ ‫ّ‬

‫‪213‬‬
‫ّرد في أطواقاهّّا‬ ‫ل ُك ّمل ويّ ُ‬ ‫متربص بالشمس‪ ..‬من يعطي الشموس إّارها‪ ،‬يبلي جبّّا ً‬ ‫ٌ‬ ‫فينا وتمنحنا الشفاء *‬
‫ً‬
‫الضحى طفل حبيبا جنب ثدييها وأعطته‬ ‫ً‬ ‫ناراً وماء * هو كالّي ألقى ببردته على الصحراء واختارته آلهة ُ‬
‫العلمة * فتقطعت من عنده السّّباب وانقطعت لطافتّّه وغّّنى‪ ،‬للمّّوج محزونًّا وأطلّّق رايتيّّه نهّّراً من‬
‫ّر اسّّتباح عيونّّه ورمى‬ ‫الجر والصدّ المضيء وخزت الغصانأ أذرعها ورجت مقلتيه بالنار‪ ،‬والخمّ ُ‬
‫ل تائهًّا‬‫والوحوش ترقاقت وسعت إليه * ال يحملّّه على كتفيّّه فّّوق الكّّونأ والحجّّار وع ً‬ ‫ُ‬ ‫ل نديًا‬
‫عليه شا ً‬
‫والواقافونأ من الملئكة استعادوا لفظهم‪ ،‬ورموا إليه جنانهم وتراشقوا بالنجم في أعلى يديه * صّ َّدفًا هّّوت‬
‫ّونأ من ليّّالي‬ ‫في بيته المطار غطّته اليمامات الحزينة وابتله الفجر بالنوار‪ ،‬ما اهتزت رؤاه * فيمّّا جنّ ٍ‬
‫ّك وطينهّّا‬ ‫ّية * دمهّّا إليّ َ‬ ‫ّوع عصّ ً‬ ‫ّك الجمّ ُ‬ ‫ّاخترت النّّوى وتقّّدمت تلّ َ‬ ‫َ‬ ‫أفلقت الهّّواء وتلقات اليّّام فّ‬‫السهد َ‬
‫ّانقلبت وغنت أجمّّل الطّّوار‬ ‫وشعاع شّّّرتها وأصّّفر برجهّّا * فّّرميت فيهّّا كيميّّاء الحّّرّ فّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ودللها‬
‫ّبين *‬ ‫ُ‬
‫وإشّّراق الجّ ْ‬ ‫غامر والعصف بالدنيا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حزين واشتعال‬ ‫شدو‬ ‫َ‬
‫واشتاقات إليك * هبط السكارى في الدجى ٌ‬ ‫ْ‬
‫حين * نزلوا إلى الصحراء كالشهب‬ ‫فاتكة بهم في الليل حينًا بعد ْ‬ ‫فراش الرض والحلم ً‬ ‫ُ‬ ‫شدو‪ ..‬ومرقادهم‬ ‫ٌ‬
‫بعض‬‫ّر من العشّّاق أو ُ‬ ‫العجيبة كالندى ليسوا الحفاة الهائمين وإنمّّا كّّانوا طريّّدي ربّ َّة الشّّعار‪ ،‬أو ُّمّ ٌ‬
‫النبال بقلبهم‪ ،‬يمشونأ ما اختاروا سّّوى العنّّاب تيجان ًّا مشّ ٌ‬
‫ّتتة دمّّاهم‬ ‫َ‬ ‫الحبارى * أ رأيتهم كانوا ّ‬
‫يصدونأ‬
‫هكّّّا‪ ،‬ولربمّّا انتبهّّوا‪ ،‬أقاّّاموا عارض ًّا مّّا بينهم والصّّحو * ربمّّا أطّّاعوا نجمهم بالسّّعي خلّّف اللّّّة‬
‫َ‬
‫نفخة اّنشّّاد‬ ‫فّ واستلقوا بخمرتهم وناموا * فأطلق قاويا‬ ‫الحمراء‪ ،‬هّا دأبهم حملوا الزمانأ دبيحهم في الك ّ‬
‫ّعة‬
‫عا‪ ،‬واسّّلّ ضّّللتهم وحّّتى يفطمّّونأ الّّروح من ضّ ٍ‬ ‫فيهم‪ ،‬ثم وأحملهم نداماّ العزيزين السكارى ُخ ّش ً‬
‫وردوا صفر ًة عن عشّّبهم دومًّّا‪ ،‬وضّّلّوا في الصحارى يربطونأ الفجر بّّالوراد‬ ‫وبلوى * فلو أنهم قااموا ّ‬
‫دما‪ ،‬لما انكفّّأ الطعّّانأ * فّّإذاً لنضّّربهم عيونًّّا غّّر ًة مطعونّ ًّة بّّالنور‪ ،‬أو‬ ‫وارتاحوا على حجر الحنانأ * ُقا ً‬
‫ّحبا عليهم‬‫نكشّّف لهم أرواحنّّا يتضّّوعونأ * أفل يصّّيدونأ الضّّللة في روابيهم ول تثّّني ا لّّرحى سّ ً‬
‫سربا أناخوا واشتراهم غّيهم وتفرقاوا متناّعين * فتحوا أقااصيهم للفح الّّريح‬ ‫ً‬ ‫والندى‪ ،‬أفل يديرونأ المدى‪،‬‬
‫ّامر بطقوسّّهم * ولقّّد كسّّوناهم‬ ‫ّع عّ ٌ‬‫وارتج نبّ ٌ‬
‫ّ‬ ‫إذ فتحوا سللتهم لّّدرب المّّوت فّّاكتوت التخّّوم بشّّياههم‬
‫بّّّز ّيّ الماء واشتقنا لهم‪ ،‬فنما عليهم غصننا ّهرا وحن ّتهم اياة الشمس بالكنعانأ واللبّّّنى وهّيجنا لهم بّرا‪،‬‬
‫ّ‬
‫ويفتض ّونأ ساقاي ة‬ ‫وصّيرنا صخورا ُمر ًة في مائهم ورداً وأطلقنا البنين * سيمشطونأ السنبل الّّّهبي ياقاوتًّّا‬
‫بعض ول‬ ‫يوما‪ ،‬ول هم بعضّّهم يصّّغي إلى ٍ‬ ‫أنت مصغ فيهمو ً‬ ‫له ويباركونأ * عبروا وما أصغوا إليك ل َ‬
‫ٍ‬
‫خير ما نبتت يداّ ونور مّّا َ‬
‫كنت‬ ‫واخترت الغواية َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫استسلمت‬ ‫سمع الدجى شيئًا ول هم يسمعونأ * ولو َ‬
‫أنك‬ ‫َ‬
‫تهت في‬ ‫ّقت الغيّّوم ومّّا ارتّّويت * قاّّد َ‬ ‫شممت الفجر أو سّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مشيك أو‬ ‫َ‬
‫الطريق دلل‬ ‫انتقيت لرأيت أنأ تلقي‬
‫ّتز فيك وّيّن البراج بالحسنى ورقاق ما رأيت * قالت‬ ‫بحر من الظلمّّات‪ ،‬قاّّل فاشّّفق على النبّّع الّّّي يهّ ّ‬ ‫ٍ‬
‫ّاطر‬
‫ّر‪ ..‬هّّو شّ ٌ‬ ‫ظبي منكمو نجٌم بعيٌد آسّ ٌ‬ ‫املوا مما منحناكم جرار الطين بالعناب وارتاحوا هنا * ولكل ٍ‬
‫ّر يعلّّو فّّردّوا ضوءه قامرا وسّّربًا صّّاعداً * وسّ ُ‬
‫ّنطرد‬ ‫وجهًا إليه فكللوا الهامّّات‪ ،‬أّيا ما تدار فثم نجٌم آخّ ٌ‬
‫ً‬
‫بفيض تحت ليلكّ ٍة‬ ‫ّاّغ * إنّّا سّّندفعكم ٍ‬ ‫الثمرات فاسّّد ًة من الشّّجار‪ ،‬لن نطويكمّّو سّّرا بتّّاريّ جميّّل بّ ٍ‬
‫وط ّوّقاتم حقول الس باّنشاد وانشق الضحى فيكم شموسا في السكونأ * ورجعتموا أحييتم ا لحجّّر القّّديم‬
‫فوق الخواتم بعدما اشّّتعل‬ ‫كل ّاحفة على أرضي وإذ هتك الندى َ‬ ‫بث عندي ّ‬ ‫وبل أطرافي تراب منكمو إذ ّ‬ ‫ّّ‬
‫الفضا بالطين والنطرونأ وانكسر السها علمًا صغيراً خافقًا في الليل وابتلت عيوني * فإذا رفعتم سدر ًة في‬
‫ودفعت بّّالحلم السّّعيد‬‫ُ‬ ‫أطلقت في العتر المضاعة قاّّوتي‬ ‫ُ‬ ‫ضرج بالندى *‬ ‫غبش ُي ّ‬ ‫كفكم وضربتم التاريّ في ٍ‬
‫لمس الردى روحي وما اختلطت شّّؤوني‬ ‫شامل فرحي وما َ‬ ‫ٌ‬ ‫ل وهجي وحاشيتي وقالبي * ٌ‬
‫عبق ردائي‪،‬‬ ‫منز ً‬
‫ّالق * فّّإذا لمحنّّاكم‬ ‫ّبرق خّ ٍ‬ ‫ّرق واصّّعق بحّّيراتي بّ ٍ‬ ‫ّر محّ ٍ‬ ‫ل وّد نبعي بخمّ ٍ‬ ‫ُ‬
‫وأقاول يّّا بّّدر انّّدلق عسّ ً‬ ‫*‬
‫وجئناكم دمًا يزهو وأرخيينا عليكم نورنا‪ ،‬فقفوا على وجه الميّّاه وهلّّلوا‪ ،‬واعلوا فل خوّ عليكم وانهلّّوا‬

‫‪214‬‬
‫من وردة الصحف الزكيّّة إنكم بّّؤتم بهّّّا الحب واشّّتقتم لبّّارئكم وتبتم * أنتم تنّّادونأ السّّما وتجّّاهرونأ‬
‫ّع والت ّموا وجمعا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫الطلّ بالنيرانأ أو تمشونأ في برية هزلت وغطاها الحصى * عطشّّى فجمع ّا ّحدروا للنبّ ِ‬
‫واقافين وّلّيتموا كلماتكم وخلقتموا آيا وع ّطّرتم سماكم بالشّى * ما كانأ لو أنأ تقطفوا غيما وتّّّّّّّّّّأتوا من‬
‫ّزر وشّّققناه أسّّلفًا وأطلعنّّاكمو واحاتنّّا فوجًّا‬ ‫سقوّ الطين أعشّّابًا وّهّّراً * فلقّّد طوينّّا الطين في بّ ٍ‬
‫وتأتونأ الربى فوجًا وتمتدونأ أحفاداً نزّين دربكم طراً ونرعاكم بأحجار اللُجين * عدنا وأنبتنّّا نبات ًّا وارف ًّا‬
‫ّاع الهّّوى‪،‬‬ ‫سن ومّّا ضّ َ‬ ‫ّبر بّّالّنوار أرخينا عيونأ الكونأ في دهمائكم * عدنا وما درست لكم ٌ‬ ‫ولكم سقينا الّ ّ‬
‫ّر من الصفصّّاّ والقامّّار ُيطلعكم مّّراٌد ثم‬ ‫والعاشّّقونأ تطّيبوا‪ ،‬لو قارح أصّّاب صّّباحكم كنتم على نهّ ٍ‬
‫حرقاة * ولربما قااد الرومة منكمو وسعى بها وحنى عليها‬ ‫ً‬ ‫وينحب‬
‫ُ‬ ‫يرفعكم مراٌد والضحى يبكي لكم شوقاًا‬
‫وارتوى من طينها شهداً‪ ،‬وّّينها السهى * َأو لم يكن من بعض ما أبقته أّمانأ الهوى هّّّا الفّّتى الهيمّّانأ‬
‫ّوق الميّّاه وجّّال بيّّداً‬ ‫والبلّّوى الّّتي فتكت بلب ّ ِة روحّّه * ر ّوّى بدورقاه الصحارى وانثنى يثب الخطى فّ َ‬
‫ّر الوفيّّة هللت فرحًّا بلقيّّاه ارتقت في الفّّق من فلواتّّه‬ ‫ّاب والزمّ ُ‬
‫واسّّتوى * وتراقاصّّت في كفّّه العنّ ُ‬
‫المنسية الولى وأُنزلت الغيوم * فطّّأوا لّّه الرض الفسّّيحة واعقّّدوا فيّّه الخّّواتم وامنحّّوه بيارقاًّا ورداً‬
‫الصخر والتّفوا ببردته وأعطوه المفاتيح القديمة والنجوم *‬
‫َ‬ ‫وللء التخوم * وله أهيلوا‬

‫الباب الثاني عأشر ‪12‬‬


‫طلسمات هرمس‬
‫الحكم مودعأة في الهياك‬

‫ابن عأربي‬

‫‪215‬‬
‫طلسم الدريس‬

‫ُ‬
‫تصعد الماء‬ ‫ً‬
‫شموسا‬ ‫ورأى في قاوة الروح‬
‫وفي الكلمات بزراً‬

‫فطوى في ثنية النور ظلم الطين واشتد عليه‬

‫ّحافات‬
‫ٍ‬ ‫الخلق واختار فيوض الماء في الرض‬
‫وطيراً‬
‫وخط ّ‬
‫الخط‬ ‫هكّا انشقت له عّفة أسرار ّ‬

‫ٌ‬
‫بردية في الفجر وانض ّم غلى عصب ِة‬ ‫واشتاقات له‬

‫أفسد خمرا‬
‫اقامار وقاال النونأ والحرّ وما َ‬
‫ٍ‬
‫اطلق من كفيه صوفًا وقاناديل وأبراجًا‬
‫ربما َ‬
‫الخلق ياقاوتًا وتبراً‬
‫ِ‬ ‫وهز البحر بالترتيل مندسا بسر‬
‫ّ‬

‫ربما دحرج قاوسًا ونباتًا هائجًا وانطوت النجمة‬


‫ل ونامت في أوانيه ارتقت في سمته نّراً‬
‫في قارآنه لي ً‬
‫‪216‬‬
‫وسحرا‬

‫ربما انصاع إليه النقش واّدانأ على أردانه الرس ُم‬


‫ُ‬
‫النسل نهرا‬ ‫ّ‬
‫وهز النسل بالكلمة وارتاح ففاض‬
‫هكّا قاا َم وقاال ال في قالبي وبالطلسم ّ‬
‫شق الغيم‬

‫فرحانًا وللعالم ابقى ّ‬


‫سره في الطين جفرا‬
‫ّ‬
‫النخل في‬ ‫أنبت في الشرق فراديسًا ّ‬
‫وحط‬ ‫هكّا َ‬

‫القطر بكفيه‬
‫ُ‬ ‫الخصب له واندلق‬
‫ُ‬ ‫أفيائها واستسل َم‬
‫ّ‬
‫وافتض صخرا‪.‬‬ ‫أعاجيبًا ّ‬
‫وروى ارضه‬

‫الخ ّل اللذيذ‬
‫أيها ِ‬
‫ٌ‬
‫حورية سكرى‬ ‫وماتت جنبه‬

‫كاملت‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫سنينا‬ ‫أرادته‪ ..‬ور ّفت فوق عينيه‬
‫وارتضت صحبته لي ً‬
‫ل ونامت في مآقايه‬
‫وحامت حوله حين ارتوى خمراً‬

‫بالورد أغانيه‬
‫ِ‬ ‫وحين اجتاح‬

‫وألقت ثوبها يوم اشتهاها وارتمت فيه‬


‫العشب يداً‬
‫ِ‬ ‫وماتت حينما أرخى على‬
‫ّ‬
‫والتف بالتيه‬

‫صريعًا‪ ...‬حينما أسدله الوج ُد بأعماق مراعيه‬

‫العاصف المجنونأ في الموت‬


‫ِ‬ ‫هوى ّين الشباب‬

‫سره في الغيب وارتد لهليه‪.‬‬


‫والقى ّ‬
‫تفوح رائحة اللهة‬
‫ُ‬
‫تخرج من داخلنا اللهة‬
‫ُ‬
‫تضي ُء في أحداقانا الصول‬

‫وتعتلي هاماتنا‬
‫ُ‬
‫وتورق الطلول‬
‫‪217‬‬
‫وتفتح السماء في ظلمنا‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وتنعش الفصول‬
‫تخرج‪ّ ..‬‬
‫تنقض على الظلم‬ ‫ُ‬
‫بالورد وبالشموع والسهام‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ترشق‬ ‫ً‬
‫باسلة‬

‫وتمتطي لساننا‬

‫فيبدأ الكلم‪.‬‬

‫ُرقية النار‬
‫َ‬
‫حولك‬ ‫َ‬
‫واكتشفت النار من‬
‫َ‬
‫لكنك لم تكتشف النار التي فيك‬

‫تشب‬
‫وما ّالت ّ‬
‫َ‬
‫صحوّ‬ ‫عندما تغفو وفي‬

‫تغمس أطرافًا‬
‫ُ‬ ‫ما ّلت بها‬

‫تهب‬ ‫َ‬
‫خمرتك الولى ّ‬ ‫وما ّلت إلى‬

‫وبها توقاُد أيامك سكرى‬


‫َ‬
‫عشبك تستلقي وتحبو‪.‬‬ ‫وعلى‬

‫ترتية غأنوصية‬

‫ورأى في قاوة الشرق‬


‫‪218‬‬
‫وفي أبهة الروح‪ ..‬وفوق الحجر الجر تيجانًا‬

‫ومجداً تالفًا‬

‫والقبة‪ -‬الشمس ونقشًا في العماء‬

‫يطرق أبوابًا من الماس ويلقيها التراتيل‬


‫ُ‬ ‫ومضى‬

‫وإنشاداً وماء‬

‫العشق‬
‫ِ‬ ‫فاتحًا بالجوهر الغامض ُخلجانًا وتاريخًا من‬

‫ل عامراً بالنجم‪ ..‬مغموراً بياقاوت ُمضا ٌء‬


‫وحق ً‬

‫باسم هّا الشرق‪ ..‬باسم السنبلة‬

‫سقطت في كّفه كالخرّ الغامضة ّ‬


‫اللب‬

‫وكاللؤلؤ منثوراً بأطراّ الفضاء‬

‫يفتح اللوح برمز اللوح والطينة بالطين‬


‫ّ‬
‫ويشتق البهاء‬

‫ينهب الرض الخطى‪ُ ...‬يدمي الهواء‬ ‫ً‬


‫راكضا ُ‬

‫البر‬
‫عسل ّ‬‫وله مائدةٌ من ِ‬
‫ومن لحم جراد أصفر‬

‫فرش‪ ..‬وثياب المرعزاء‬ ‫ُ‬


‫العشبة ٌ‬ ‫وله‬

‫عّب‬ ‫تاج من الغار ّ‬


‫ومن ٌ‬ ‫وله ٌ‬
‫ُ‬
‫وإيوانأ السماء‪.‬‬ ‫والصحف الولى‬

‫‪219‬‬
‫ُرقية الرجوع‬
‫ورغم ما ّ‬
‫سطرت‬
‫رغم ما ُ‬
‫تلوت‪ ..‬رغ َم ما ابتكرت‬

‫باسل فّت ْقُت ُه في الورق الميت‬


‫فجر ٍ‬‫ورغ َم ٍ‬
‫ورغ َم النور‬
‫ُ‬
‫شيدت من هياغكل الجمال‬ ‫ورغ َم ما‬

‫وصاح الصور‬
‫َ‬ ‫خرت بي الرض‪..‬‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫فصرت بين كوم ِة الحجار والتراب والقبور‬
‫وأنزلوني ُر ُقا ً‬
‫ما‬

‫والعصور‪.‬‬
‫ً‬ ‫بين قالع الزمن الغابر‬

‫رقية الطفل‬
‫ُ‬
‫وكنت َ‬
‫فوق بابنا الخشب‬
‫أكتب‪ :‬حظًا هائ ً‬
‫ل‬ ‫ُ‬

‫وصولجانًا ملكًا‬

‫وحلّة ذهب‬

‫ألعب والصبيانأ‬
‫وأختفي ُ‬

‫لكن حلما رائقًا ُ‬


‫يلعب بي‬ ‫ّ‬

‫ويرتوي من جسدي‬
‫‪220‬‬
‫الجمر بروحي واللهب‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويطلق‬

‫ُرقية ضاق قلبه عأليه‬

‫هّي يده أنبتت الجمر‬

‫هّا وجهه َ‬
‫رسّ في البدر‬

‫سره فاض إليه‬


‫هّا ّ‬
‫هّا قالبه ضاق عليه‬
‫هّي روحه ّ‬
‫مزقات الصخر‪.‬‬

‫الجوال‬
‫ُرقية ّ‬
‫ُ‬
‫يختلط الّهب‬ ‫في دمه‬

‫ُ‬
‫وورد النار والحطب‬ ‫في دمه النعمى‬

‫في دمه كوكبنا القديم والثريا‬

‫مراكب البخور‬
‫ُ‬ ‫في دمه‬

‫وفيه بعض ما شداه منشٌد وقاوة العصور‬

‫وفيه وقاع الخضرة الندية‬

‫وفيه مهرجاننا‬

‫في قالع ٍة قاديمة تنا ُم فوق الحقب القصّية‪.‬‬

‫ُرقية النخب‬

‫الخمر الرؤوس‬
‫ِ‬ ‫كلما دارت من‬

‫في الغناء‬

‫وانجلت فينا النفوس‬

‫من غبار اليوم‪ ..‬من حمى الطعانأ‬


‫‪221‬‬
‫ملك ٌ‬
‫طفل‬ ‫شب فينا ٌ‬
‫ّ‬

‫وأعطانا الحنانأ‬

‫كم غفونا فتلقتنا الكؤوس‬

‫ارفعوا نخبكم أعلى وغّنوا‬


‫سترونأ الشمس ُ‬
‫تنشق شموس‪.‬‬

‫الباب الثالث عأشر ‪13‬‬


‫المحارب منحدرًا صوت الفردوس‬
‫عابر‬
‫طير ٌ‬‫العمر ٌ‬
‫وسدى‬
‫ً‬
‫ومنتجع لحين‬
‫ٌ‬

‫‪222‬‬
‫المحارب منحدرًا صوب الفردوس‬
‫َ‬
‫أقااصيك البعيدة‬ ‫َ‬
‫خلوت إلى‬ ‫ها قاد‬

‫واترضيت صحاب َة الغصانأ في شفتيك‬


‫َ‬

‫الريح في نعماّ‬
‫ُ‬ ‫وانطلقت َ‬
‫إليك‬

‫واخترت السلمة‬

‫هي بعض رايتك الماقامة‬


‫َ‬
‫حطتك مل َء النور‬ ‫أو قاوةٌ‬

‫بسرها‬ ‫واشتبكت َ‬
‫عليك ّ‬
‫شمس القيامة‬
‫تنشق عند الفجر عن ِ‬ ‫ٌ‬
‫وأرومة ُ‬

‫اقافلت َ‬
‫بابك‬ ‫فزع المحبونأ‪ ..‬استفاقاوا عندما َ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫الموشى بالشّى‬ ‫َ‬
‫كتابك الّهب‬ ‫َ‬
‫وافتتحت‬

‫حجر كريم‬ ‫أندى‪ٌ ..‬‬


‫كنث من سماء الدهر أو ٍ‬
‫يطوقاهم‬
‫سحاب طّيع لدنأ ّ‬
‫ٍ‬ ‫ُيلقى عليهم أو‬

‫بالشهب الوفية‬
‫ِ‬ ‫الموت‬
‫ِ‬ ‫فيلّتفونأ حّر‬

‫واّيالة والنسيم‬
‫َ‬
‫منك ارتوت أغصانأ هّا الحقل وارتاحت عليك‬

‫أطرافها والّتمت السنوات واستلقت به‪،‬‬


‫‪223‬‬
‫َ‬
‫خوّ جارح ٍة إليك‬ ‫ثم استفاقات‬

‫تعلو على أسوارها‬

‫وتصب كوثرها بكأس النّر تمنحها التقى‬


‫ّ‬

‫وتر ّدها نبعا قاديمًا تنتهي فيه العيونأ‬

‫مغن عندنا يشدو‬ ‫َ‬


‫أغانيك الندّية‪ ،‬ل ّ‬ ‫أطلق‬
‫ٌ‬
‫صوت يعين‬ ‫ول‬
‫َ‬
‫يعطيك إياه المدى‬ ‫ُح ّرا بما‬
‫َ‬
‫أغانيك الندية‪َ ..‬ثّم سلوانأ‬ ‫فأطلق‬
‫ُ‬
‫وعالية السفين‬ ‫ٌ‬
‫وعافية‬

‫ولنأ منها ما يُفّتق ّ‬


‫طرة الفلّ أو منها الجنونأ‬

‫الرجس عن روحي وما يعلو بها‬


‫َ‬ ‫ولنأ منها ما ُ‬
‫يرد‬

‫أعلى الحصونأ‬
‫ً‬
‫عطشا‬ ‫ً‬
‫عاشقا‬ ‫وتسرتوي‪ ..‬قاد َ‬
‫كنت صّبا‬

‫مس العدى‬
‫وما ّ‬
‫أعلى منائرّ البهّية‬
‫ً‬
‫فجمعا قادتهم للنار في القاصى‬ ‫ً‬
‫عطشا‪،‬‬

‫وجمعًا هالكين‬

‫ُقادمًا أيائلنا‬

‫طلع الفلوات آفاقاًا لنا ومسالكًا ومعزّين‬


‫ففي ما ُت ُ‬
‫ال يكسرهم‪ ..‬ول هم يُنصرونأ‬

‫ُقادمًا‪..‬‬
‫ً‬
‫بقارقاة‬ ‫البرق‬
‫ِ‬ ‫وضلّلنا عليهم من جناح‬
‫وأهوا ً‬
‫ل وطين‬

‫مست مياه الصخر أنزلنا الحياة وشوقاها‪،‬‬


‫وبوقاد ٍة ّ‬
‫والميتين‬
‫‪224‬‬
‫كنا رأيناهم وعدنا ناجحين‬

‫يا طيبة الشمس انزلي رجزاً عليهم‬

‫واسلبيهم تاجهم‬

‫شمس بالليل الضنين‬


‫ولتفتكي يا ُ‬
‫***‬
‫ّ‬
‫الحق‪..‬‬

‫أما يأتينكم الضحى‬

‫من عترة الفجر المبارّ‬

‫الجمر‬
‫ِ‬ ‫أو عجاج‬

‫أو كأس نفخنا فيه من دمنا‬

‫وأما ُتحجبونأ‬

‫عبرت مراكبكم مقا َم الجدي‬

‫سور من الغصانأ‬
‫وارتاحت على ٍ‬
‫وارتاحت سماكم‬

‫مته ّدرين من القااصي صوتب بارئكم‬

‫هوى للشمس‪..‬‬
‫ويأخّكم ً‬
‫بالنبع الّي هو فجركم ومقربين‬
‫ِ‬ ‫ممسوسين‬

‫يا ّهرة طلعت بدربي‬

‫يا رّفة الفاق‪ ..‬يا أطياّ هدبي‬

‫ُف ّكي ّ‬
‫علي النبع يغسلني‬

‫ويمس قالبي‬
‫ّ‬ ‫آخر‬
‫لنبع ٍ‬
‫ويسحبني ٍ‬
‫***‬
‫ُ‬
‫قالت اهبطوا بعض القفار ورقاقوا الحسرات‬

‫واشت ّموا خزاامى البيد ذلك أنكم‬


‫تتمشونأ في الفردوس ً‬
‫قاافلة وفوجًا تائبًا‬
‫‪225‬‬
‫إنا جعلناها حقو ً‬
‫ل واستوينا فوقاها ُ‬
‫نزنأ السنين‬

‫عدداً‪ ..‬وما بين اليدين‬

‫أطهر طاهرين‬
‫َ‬ ‫من أول الّمانأ حتى ُترجع الشياء‬

‫حجر ٌ‬
‫مهانأ‪ ،‬بين ذلك‬ ‫ل عترةٌ عظمت ول ٌ‬
‫فاسمعونا في الضحى سوراً وإنشاداً حزين‬
‫ُ‬
‫قالت اهبطوا‪..‬‬

‫وتطّيبوا في النهر‬

‫أو ّ‬
‫ردوا عن العشاب صفرها وكونوا عاشقين‬

‫ومنتجع لحين‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وسدى‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫عابر‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫طير‬
‫فالعمر ٌ‬

‫الباب الرابع عأشر ‪14‬‬


‫أناشيد المحارب‬

‫الحروب حزينة ً‬
‫دائما‬

‫‪226‬‬
‫نشيد المحارب‬

‫الجميل لخلّه‬
‫ُ‬ ‫رأيت َ‬
‫كيف يهده ُد ال‬ ‫أ َ‬

‫القوي‬
‫ّ‬ ‫والفتك‬
‫ِ‬ ‫أو َ‬
‫كيف يأمره بفتح البحر‬

‫بغابة الفيل الكسولة‬


‫َ‬
‫تمنحك البطولة‬ ‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫أ َ‬
‫رأيت كيف‬

‫رأيت محترسًا ومشتبكًا سما َء الشعريانأ‬


‫أ َ‬
‫َ‬
‫وانطلق العنانأ‬ ‫قاطعت بضو ٍء شأفة السفهاء‬

‫ذابل في الي‬
‫سوط قاديم ٍ‬ ‫ُ‬
‫التنين من ٍ‬ ‫يتهيج‬
‫ُ‬
‫والسور المطرّة الجليلة‬
‫حار َ‬
‫بكفك التعبى وحّيرت الزمانأ‬ ‫فالنج ُم َ‬
‫والورُد َ‬
‫اطلق فيضه في مشيك الملكي‪،‬‬

‫الموج‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وفراسشة وتلل‬ ‫لهمسك ٌ‬
‫نبتة‬ ‫َ‬ ‫وانتبهت‬
‫السحيق لوقاع َ‬
‫ظلك والدنانأ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫فهل استمعت لنقش ٍة في قاب ٍة منسي ٍة‪..‬‬
‫َ‬
‫روحك بالمانأ‬ ‫ُ‬
‫وتحيط‬ ‫ً‬
‫علمة‬ ‫تعطي َ‬
‫إليك‬

‫أ َ‬
‫رأيت في الفق الطفولة‬

‫يتكسر السيف – الرصاص لجلها‬


‫َ‬
‫تمنحك البطولة‬ ‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫رأيت َ‬
‫كيف‬ ‫أ َ‬

‫ْ‬
‫كن كيفما شاء الجنانأ‬

‫يا أيها المرخي على الشطآنأ بردته ورايته الرسوله‬

‫هيّ لها النار التقية والمدى‬

‫واكسر بعشبتها الردى‬


‫‪227‬‬
‫المبرأ‬
‫واقارأ غلى المل ّ‬
‫الرض القتيلة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ذكر َ‬
‫ىيك‪ ..‬وابعث‬

‫نشيد العراق‬

‫س ّميته البراق‬

‫أسرى بنا في لُجج الظلمة‬

‫في خرائب الكونأ وفي المحاق‬

‫فدار فينا الكوكب القديم‬

‫ومسنا ال بغصن الجنة الكريم‬


‫ّ‬
‫ومسنا بروحه والمطر الغيداق‬
‫ّ‬
‫س ّميته العناق‬

‫ّ‬
‫يشد بين طين ٍة وطين ٍة‬

‫سميتها الفاق‬

‫ّ‬
‫تحن شطر الشفق الول والجداول الدهاق‬

‫وتنحني لول الرض‬

‫الدهر‪ ..‬للعراق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لبدء‬

‫‪228‬‬
‫نشيد العائدين إلى الجنة‬
‫ُقا ْل َ‬
‫كيف تشتبك الفل ُة على الغزال !‬
‫َ‬
‫وكيف يفتحها الصباح‬
‫قال َ‬
‫كيف تنكسر الرياح‬
‫ُ‬
‫يشرق في المياه وفي العيونأ وفي البطاح‬ ‫ال‬

‫ضر القباب‬ ‫وله يصلّي الجند ُ‬


‫والخ ُ‬
‫ً‬
‫حانية على النهار‬ ‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫وله تقوم‬

‫والدم والتراب‬

‫لكاننا عدنا إلى الفردوس‪ ..‬غادرنا الغياب‬

‫وكأنأ هّا الحقل فّتق صخره‬

‫وأّاح ظلمته السحيقة‬

‫وأضا َء فينا التيه والدم والشعاب‬

‫عدنا بضرب ِة سيفنا‬


‫للجنة الولى ّ‬
‫ومزقانا الضباب‪.‬‬

‫نشيد موت الدقلى‬

‫ربما آخر فيروّ هوى في الطينة السوداء‬


‫‪229‬‬
‫ُ‬
‫خيول‬ ‫وانشقت به الما ُد واجتاحت‬
‫مات الدهاقاين ومات ُ‬
‫الباّ في الدفلى‬ ‫ربما َ‬
‫ُ‬
‫طلول‬ ‫عود من النيرانأ وارتاحت‬
‫ولم يبق سوى ٍ‬

‫نصب‬
‫ٌ‬ ‫سرب اقاماري كما ُ‬
‫يثبت‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ثابت يا‬

‫الورد في القرية‬
‫َ‬ ‫فوق لين الماء‪ ،‬مزهواً أهيل‬
‫ُ‬
‫البتول‬ ‫والنار على أصفر تيجاني والرض‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫أنهض واللؤلؤ والغاق‬ ‫تحت كفي ريثما‬

‫والنهر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الطين‬ ‫وهّا‬

‫وفي النهر ينا ُم الليل والوردة والطفل‬

‫وتنساب السهول‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫واستفرد بالغول‬ ‫أضرب بالراية رايات‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫هائما‬
‫ُ‬
‫تصول‪.‬‬ ‫والشمس في صحني‬
‫ُ‬ ‫كاسف‬
‫ٍ‬ ‫بسيل‬
‫لرميه ٍ‬

‫نشيد العابر‬
‫مباهيًا‬
‫ُ‬
‫أعلنت أني عابر المفاوّ البعيدة‬
‫ُ‬
‫وسرت نحو كوكبي‬
‫ُ‬
‫وقادت خلفي السفن الطريدة‬

‫ّ‬
‫أحن للعلى ويزهو خافقي‬

‫والمدائن السعيدة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للمجد‪..‬‬
‫ِ‬

‫‪230‬‬
‫نشيد زهرة الجنة‬
‫ٌ‬
‫نورسة ذبيحة‬ ‫ُ‬
‫الرض‬

‫تدنو من الماء الظهور‬

‫ومن سللتها المليحة‬

‫الرض مشكاةٌ ُ‬
‫تحن لصلها‬ ‫ُ‬

‫ٌ‬
‫ومدائن تصبو لغايتها الفسيحة‬
‫َ‬
‫بعودّ مهرها‬ ‫فالكز‬

‫وأسرج عليها لؤلؤ الشفتين‬

‫والكفين‬

‫والمقل الصريحة‬

‫يا ّهرة التاريّ‬

‫يا أحلى الملئكة الصغار‬

‫نبع قاديم‬
‫يأتونأ من ٍ‬
‫من كهوّ الشمس‪ ..‬من غاباتها‬

‫الصباح‬ ‫ترّ‬ ‫ً‬


‫مبلولة بالشّر‪ ..‬يا َ‬
‫ِ‬
‫لين الرياح‬
‫ُيلقى بقطر ضيائه في الروح‪ ..‬يا َ‬

‫متلفعًا بالغيم مثل حمائم غمرت معاطفها الثلوج‬


‫يا نشوة المطار ُ‬
‫تسقط في الضحى‬

‫وتشب في بحر يموج‬


‫ّ‬
‫يا بردة ّ‬
‫غطت مياه الشرق‬

‫وارتفعت عليها‬

‫تعلو كخشعة أرضنا‬


‫ُ‬
‫وتسيل أّهاراً على صحرائنا ودمًا يهيج‬

‫هّي هي الرض الخفيفة‬


‫‪231‬‬
‫شّدها في خيطك الّهبي‬

‫هّا نبضك اشتعلت به ُ‬


‫مدنأ الجمال‬

‫وهّيجت أسلفها اليام وانشقت لنرجسه المروج‬

‫يا برج من خفقت له الرايات‬

‫واتحدت لمقدمه البروج‪.‬‬

‫نشيد الرجال‬

‫ّ‬
‫غن‪...‬‬

‫فلن يخفت في الغناء‬

‫صوتك أو مزمارّ الخافق بالجمال‬

‫وأحلم كما تشاء‬

‫وسر إلى النجوم فالرجال‬

‫ل يشبعونأ من بطولة الصعود‬

‫وأنأ كبوا في خطو ٍة‬


‫فأنهم سينهضونأ ً‬
‫دائما‬

‫كي يصعدوا ويسرقاوا الخلود‪.‬‬

‫نشيد الذاهب لمّقاة الموت‬

‫ما َ‬
‫دمت قاد بارّت هّا العالم الشقي‬

‫فل تقف‬
‫ّ‬
‫هز له رمحك والسهام‬

‫ما دمت قاد رضيت بالسماء مربعًا‬


‫‪232‬‬
‫فامسك قاويًا سيفك النهار‬

‫حظ ال مناراتك بالسلم‪.‬‬


‫ولُي ِ‬

‫نشيد الشهيد‬
‫َ‬
‫يغطيك التراب‬ ‫الورد‬
‫ِ‬ ‫أيها الغافي على‬

‫خجلت شمس الضحى من وجنتيك‬

‫واستراحت سحب ال إليك‬

‫وبكى فوق محياّ الضباب‬

‫الندي‬
‫ّ‬ ‫الزهر‬
‫َ‬ ‫أثمرت طلعتك‬
‫وصحا في عينك الطلع ُ‬
‫الخضاب‬

‫تسكب في أقاداحنا‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫باسما‬

‫تمر العمر وُتسقينا الشراب‬

‫ريح الصبا في مقلتيك‬


‫لعبت ُ‬
‫وسقتك الكر ُة العليا السحاب‬
‫َ‬
‫طولك من قااماتنا‬ ‫ّد على‬

‫واقارأ الي وعلمنا الكتاب‪.‬‬

‫نشيد المجدلية‬

‫وأش ّم في أوراد بيروت الّبيحة فتنتي‬

‫ودمي‪ ..‬وىنيتي وصلصالي وقاوسي‬

‫واقاوم أطر ُد عن فراشتها الدخانأ‬

‫الجنانأ‬ ‫ُ‬
‫أركض في خرائبها ِ‬ ‫ُ‬
‫وأظل‬

‫متقلبًا في ر ّفة العشاب‬


‫‪233‬‬
‫المخالط صخر ًة‬
‫ِ‬ ‫في الّهب‬

‫ومقلّبا قاصبي ومزماري وترسي‬

‫عينيك يا بيروت‬
‫ِ‬ ‫تنشق في‬ ‫ً‬
‫ّجاجة ّ‬ ‫ُ‬
‫محض‬ ‫ُ‬
‫الطين‬

‫تّبل‬ ‫والدغل ّ‬
‫الملطّ في يديك‪ ..‬وّهر ُة الشفتين ُ‬ ‫ُ‬

‫والمنائر والمقاهي والوعول شريد ًة في الليل‬

‫يرتُد الندى حجراً برأسي‬

‫النار بين لّاذ ٍة ولّاذة‬


‫ُ‬
‫ما بين أقاداحي وأفراحي وقامصاني وفأسي‬
‫المبارّ َ‬
‫نقشة الفينيق‬ ‫ِ‬ ‫الروح‬ ‫وأش ّم في‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫والنخل العتيق وقابة البنوس‬

‫والفلّ والدنيا ونفسي‬


‫ُ‬
‫بيروت استفاقات‬ ‫ماذا‪ ..‬أ‬

‫الكفن المطرّ بالدماء !‬


‫تلبس َ‬‫ُ‬
‫بالمسك‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫وتبل أصفر شعرها‬
‫والنبع ّ‬
‫الملطّ بالسماء‬

‫أتقوم هّي المجدلية في المتوسط الفضي‪ ،‬في أنواره‬

‫وترقاص فوق ورد مياهه‬


‫ُ‬ ‫تمشي‬

‫تمشي وُت ُ‬
‫طلع فوق سيف الماء أوروبا‬

‫وغيزيس الزكية‪ ..‬والتفاتة عشتروت‬


‫َ‬
‫ّ‬
‫وكل قاافلة النساء‬

‫ستقو ُم هّي المجدلية‬

‫وتصب فوق صحوننا دمها ونسكر خائفين‬


‫ّ‬

‫د ُم ِك الّي سقط العشية‬

‫أم للّ بيتنا‬

‫الّهار أم وهج الضياء‬


‫ُ‬ ‫د ُم ِك الّي انتعشت به‬
‫‪234‬‬
‫أواه بيروت الّبيحة‬

‫تاجنا‬
‫ُ‬
‫وسيو ُفنا‬

‫الشرّ الرفيع بجيدنا‬


‫ِ‬ ‫وقالد ُة‬

‫وذرى الوفاء‬

‫أواه بيروت السبية‬

‫أختنا‪ ..‬وبناتنا وبيوتنا‬

‫ودم الهواء‪.‬‬

‫الباب الخامس عأشر ‪15‬‬


‫القديسة ر ّيا وعأرائشها العالية‬
‫في ذكر ّ‬
‫باستطاعتي أنأ أخوض في الحرب‪،‬‬

‫في برّ من الحرب بأكملهاغ‪،‬‬

‫فقد أعتدت على هّا‪،‬‬

‫تكسر قادمي‬
‫ُ‬ ‫غير أنأ أبسط دفعات الغبطة‬

‫فإذا بي أترنح سكرى‪.‬‬

‫أميلي ديكتسون‬

‫‪235‬‬
‫وافترشت‬
‫ِ‬ ‫أشرقات في ماء الينابيع الشهية‬
‫ِ‬

‫وخضت النهر‬
‫ِ‬ ‫الطين والغصانأ دانية‬

‫وحدّ تضربين الموج بالورد الزكي‬


‫ِ‬

‫د ُم ِك المحّني خضرة العشاب أم وقاع الندى‬

‫الملمس قابة الفلّ أم رجع الصدى‬


‫ُ‬ ‫د ُم ِك‬

‫تتلو ُه آلهة الرعاة‪ ..‬أم المدى‬

‫ف ّكت طلسمه الغاني‬

‫سحاب ال أنزله هُدى‬


‫ُ‬ ‫أم‬

‫فلربما ّمستك وردته الفّتية‬

‫قاوته ووضمته الندية‬


‫ولربما قااسمت هّا البحر ّ‬
‫ً‬
‫راعية‬ ‫بك الفلوات‬
‫ولربما قاامت ِ‬

‫وتوجت الغيوم‬
‫ّ‬
‫قالعك‬
‫ِ‬ ‫أعلى‬

‫منائرّ الوفية‬
‫ِ‬ ‫ربما اهتزت‬

‫***‬

‫لكأنما فّتق كأس البارحة‬

‫فيك أو شمسًا عتّية‬


‫نهراً عميقًا ِ‬

‫فرت طيور جانحة‬


‫وكأنما ّ‬
‫‪236‬‬
‫وكأنما صحت النبيه‬

‫الشمس رّفت بين عينيها وأعطتها الجللة‬

‫وصحا على أكتافها الشعرى وسلّمها دللة‬

‫والنار باركت المآقاي وارتوى‬


‫ُ‬
‫ٌ‬
‫عاشق وبكى وأعطاها حباله‬ ‫من وجدها نجٌم قاديٌم‬

‫والرض لّفت نفسها خجل‬


‫ُ‬

‫وألقت سرها تعبًا ونامت قاربها‬

‫شمس‪ُ ..‬ر ّفي فوق إبنتك الشقية‬


‫يا ُ‬
‫وضعي عليها تاج مملكة الهوى‬
‫ولتمنحيها ّ‬
‫رقاة في الروح أعلى‬
‫َ‬
‫والطرق القصّية‬ ‫النار‬
‫وأمنحيها َ‬
‫***‬

‫ّ‬
‫سأحن‪...‬‬
‫طيفا شريداً‬
‫لو كانأ الهوى ً‬

‫أيائل من وكرها‬
‫هروب ٍ‬‫َ‬ ‫أو‬

‫مس النسيم‬
‫تصفر أو ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫عشبة‬ ‫أو‬
‫ُ‬
‫أغزل بالغيوم‬ ‫َ‬
‫استفيق الصبح‬ ‫ما كانأ لي أنأ‬

‫ما كانأ لي أنأ أرتمي متطيبًا بالليل‬


‫ً‬
‫حارقاة توسدني النجوم‬ ‫بالجمرات‬

‫يديك‬
‫ألعب في ِ‬ ‫ّ‬
‫سأحن‪ُ ..‬‬
‫ً‬
‫شهية‬ ‫وأكلّم العشاب َ‬
‫فيك‬

‫وأهيّج السنوات في قايعانأ روحك والهموم‬

‫المنسي‬
‫ّ‬ ‫حقلك‬ ‫ُ‬
‫أركض في مراعي ِ‬ ‫ّ‬
‫سأحن‪..‬‬

‫أجتاح التخوم‬
‫ُ‬
‫ثدييك ُ‬
‫أهتف يا صباحي‬ ‫ِ‬ ‫أو أبتني عرشًا على‬
‫‪237‬‬
‫شجن الرياح‬
‫يا قاوة المنفى‪ ...‬ويا َ‬

‫هبي عليها يا رياح الخمر‬


‫ّ‬
‫إلي‬
‫واشتعلي بأيديها وض ّميها ّ‬
‫ُ‬
‫نتعشق الطرقاات والمدنأ البعيدة‬

‫البحر واشتدت‬
‫ِ‬ ‫أمواج هّا‬
‫ُ‬ ‫منك استحت‬
‫ِ‬
‫عليها ٌ‬
‫فتنة ُعليا ّ‬
‫وهزتها ونامت‬

‫في مسالكها الجديدة‬


‫َ‬
‫خوّ أنأ تسعى بها‬ ‫منك استفاقات‬
‫ِ‬

‫عرباتك الملكية التعبى ورايتك السعيدة‬

‫فقدتها‬
‫التلل ِ‬
‫ِ‬ ‫استويت على‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫كيف‬
‫ً‬
‫ينبوعا بها‬ ‫وفطرت‬
‫ِ‬

‫وباكرت الضحى‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫إشراقاا‬ ‫نعماّ‬
‫ِ‬ ‫ورميت من‬
‫ِ‬

‫وطرّت القصيدة‬
‫انتهيت لسدرة أبهى ّ‬
‫ِ‬ ‫كيف‬

‫بعّاب روحي وامتلكت الليل والنفس الوحيدة‬


‫ِ‬
‫ً‬
‫هائما‬ ‫ً‬
‫غريبا‬ ‫ّ‬
‫سأحن للصبوات تحملني‬
‫ُ‬
‫تعرّ الشطآنأ روحي‬ ‫ل‬

‫ذاويًا سأهي ُم تتبعني العصافير الشريدة‬

‫***‬

‫كوني كما شاء الهوى‬

‫أنأ ترفلي في ماء تربته الجليلة‬

‫عاشقك النهار‬
‫ِ‬ ‫أو تملكي من روح‬

‫كوني الهلة والمشوس على سحابته النحيلة‬

‫فال يرعى الصبية المتطيبين بناره‬

‫وال يمنحنا الجرار‬


‫ّ‬
‫ويرّ َ‬
‫فوق عيوننا‬
‫‪238‬‬
‫ويحيطنا بالسعد والسلوى وُيدخلنا جنانه‬

‫وال يمنحنا حنانه‬

‫طاق عزته ومن ُنعماه‬


‫من ِ‬
‫من فيض الفضا في راحتيه وسّنة تعلو بنانه‬

‫من ّهر ٍة هي بعض فتنتك العلُلى‬

‫من خمر ٍة حّنت يديك وبلّت العشاب في روحي‬


‫ّ‬
‫وخضبت الضحى‬
‫ُ‬
‫والعاشق المجنونأ تفضحه الرحى‬

‫ينهب كأسه في الصبح يسقينا دنانه‬


‫ويقوم ُ‬
‫ّ‬
‫رقات على شفتيه وردّتك الزكية فارتقي‬

‫في سوة الجدي الجميل غناؤه‬

‫حين ارتمى يبكي ّمانه‬


‫ً‬
‫واحة أصفى‪ ،‬على كأسي أديري قاوة الغصانأ‬ ‫يا‬

‫والتفي على المجنونأ ولترخي عنانه‬

‫ال فوق جفونه‬


‫والورُد ُ‬
‫يخفق في يديه وهيأ الدفلى مكانه‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫الباب السادس عأشر ‪16‬‬
‫النثى تشهر رياحينها وجسدها ومعاولها‬
‫وتجر نبالها وقتّها وتصيح‬
‫ّ‬

‫جاثيًا عأند مشتبك الينابيع القصية‬

‫يتهدل عأنادي فوق الغصون‬

‫ويسترخي فوق منابري رهج النوثة‬

‫من كتاب خزائيل‬

‫راشقًا إّياّ بالوحشة‬


‫منفضا عن الجمع الّي أُ ُ‬
‫لقيت فيه‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫الحقول‬ ‫ُ‬
‫أصرخ بالماء ُ‬
‫فتمتد‬ ‫عطشًا‬

‫ببر والنهار الجرد التالف بالليل‬


‫البر ّ‬ ‫ُ‬
‫أصل ّ‬
‫‪240‬‬
‫العشب فترعاني البراري‬
‫ِ‬ ‫واستلقي على‬

‫وأفواج من الطير‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أطواق من الزهر‬ ‫صدرّ‬
‫ِ‬ ‫ربما تتكيء النأ على‬
‫ُ‬
‫وتنشق السهول‬ ‫أقامار‬
‫طولك ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫وتلتف على‬

‫لسع وإني‬ ‫هادراُ ُ‬


‫ينفلق الليل بروحي والضحى ٌ‬
‫هادر باللسع‪ ،‬يا وعل انتظرني‬
‫ٌ‬
‫ّمانأ ودمى‬
‫ٍ‬ ‫ريح ومن حمى‬
‫ّفزّ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫هاربًا من‬

‫هاربًا من موج ٍة سكرى ومن ٍ‬


‫بيت خراّفي‬
‫فيا ُ‬
‫وعل انتظرني‬

‫أحمر أُلقي رقااي‬


‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫مسدل فوق حشيش‬

‫للتي ضاعت وضي ّعت إليها مبتغاي‬

‫ض ّمني يا وعل‪ ،‬وأسكب من غصوني‬

‫وتطرّ برياحين هواي‬


‫ّ‬ ‫ً‬
‫بارقاا فوق جبيني ‪..‬‬
‫ّ‬
‫واكتظ‬ ‫ض ّمني يا وعل‪ ،‬ض ّم النجم والشاهين‬
‫ّ‬
‫وّخ الشمس واشرد في البراري‬

‫ولتنم ما بين كفيها وتسعى‬

‫العطر السود تطويها‪..‬‬


‫ِ‬ ‫في الفراش‬

‫وبالجمرة تكويها‬

‫وبالسهد ّ‬
‫تهد النوم في أجفانها‬

‫وعل كلّمني وقادني‬


‫يا ُ‬

‫ُ‬
‫فالورد على لؤلؤ تاجي‬ ‫في لظى نارّ‪،‬‬
‫خوّ ول نوٌم ول ٌ‬
‫عقل يناجي‬ ‫ُ‬
‫العاشق ل ٌ‬ ‫وأنا‬

‫بالوقات‬
‫ِ‬ ‫الدهر ول ُ‬
‫أحفل‬ ‫َ‬ ‫أطأ‬

‫ومن أحمر أوراد الفجاج‬


‫ّ‬
‫والكف وأعدو‬ ‫ُ‬
‫أمل الجعبة‬

‫وبالخرج أُ ُ‬
‫دير الكونأ فرحانًا‬ ‫ُ‬ ‫شاعر‪ ..‬أسمو بأسمالي‬
‫ٌ‬
‫‪241‬‬
‫وأّهاري على جلد سراجي‬

‫***‬

‫ط ّوّقاي ّمجرتي باللطف وارتاحي على غصني ول ّمي‬

‫في أساطيلك والتّفي كحبل ّ‬


‫شبقي‬ ‫ّردي ّ‬
‫حول أطرافي ونادي بجعًا ُ‬
‫يخفق في طيني‬

‫علي‬ ‫ّ‬
‫ورديه ّ‬
‫يشرق من ساحل أعضائي وعوداُ يتلوى‬
‫ُ‬ ‫كوكبًا‬

‫فوق أسواري ودرعي الصد ّفي‬


‫َ‬

‫نبلك في رقا ِة أشواقاي وأشهى عسلي‬


‫ضرجي ِ‬

‫وغي شفّتي‬
‫قافلك في طوقاي ّ‬
‫وأحكمي ِ‬
‫فأنا ُ‬
‫أطلق تاريّ جموحي‬

‫بأسوارّ‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫ومحتكا‬ ‫فخّيك‬
‫ِ‬ ‫عاقاداً غصني بياقاوتة‬

‫والورُد على أذني وكأسي ّ‬


‫بيدي‬

‫***‬
‫ً‬
‫ومحنيا على ناري ومجٌد في جبيني‬ ‫ً‬
‫داعيا نسلي‬
‫ً‬
‫مّعنا للرهج الرخو أمّني النفس استعجلها‪ُ ،‬‬
‫أدفع‬

‫محرق كالطين تمضي بي صسفني‬


‫ٍ‬ ‫ليلي في لبٍا‬

‫باسل كالوردة‬
‫لسيف ٍ‬
‫ٍ‬ ‫تاركًا دفع اشتهائاتي‬

‫اجتاحت أعاليه سنيني‬

‫في سلل الفتنة البيضاء وأعطيني مفاتيحي‬


‫أقالقي ّ‬
‫وأبراجي وطوفانأ فضائي‬

‫وتدلّي كثمار الجنة الولى على صدري وردّي‬

‫وحشتي وأمشي على أجمل أعوادي وطيني‬

‫ناّّ يلهث‪..‬‬ ‫ٌ‬


‫وفحل ٌ‬ ‫ُ‬
‫والنبل‬ ‫خلفك الريحانأ‬
‫ِ‬

‫وصع تعالوا‬
‫ُ‬ ‫يا غاق‪ ..‬ويا هدهد‪ ..‬يا قاشعم يا‬
‫‪242‬‬
‫صوب أنثاي وحّيوا بّخا ُ‬
‫ترفل فيه‬
‫واسمعوا َ‬
‫بوق أنيني‬
‫راعف ُ‬
‫يفتك بالليل ونشر‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫نزيف‬ ‫هّه النثى‬

‫هادي ٌء للزبد الجنسي فوقاي‬

‫والعشب‬
‫ُ‬ ‫الترّ الوحشي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اشتعال‬ ‫هّه النثى‬

‫لحين‬
‫يضجر من حين ٍ‬
‫ُ‬ ‫وبحر نائٌم‬
‫ٌ‬
‫شمس حواها ال في خاتمه فاندلقت في عّفة‬
‫هّه ٌ‬
‫والخصب‬
‫ُ‬ ‫الروح لكي تحرّ أرضًا ويقوم الورد‬

‫وتحمر عيوني‬
‫ّ‬ ‫وتنهال على قالبي‬
‫ً‬
‫محموما‬ ‫أرتوي من نبعك الفائر‬

‫ميسمك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالعسل الناضح من‬
‫ِ‬ ‫وأكسو جسدي‬

‫ارتدي إلى أصلك أنثاي وبالشمس أتبعيني‬


‫ُ‬
‫هيجت سياطي‬ ‫تحت عرق الثدي‬

‫الورد في كوكبة الثدي وللثدي انحنيت‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫ورشقت‬

‫وتضرعت إلى حشد فراشات على ثدييك‬


‫ّ‬
‫ألقي نحوه‬
‫ّمراً من أصص الزهر وتيجانًا وخمراً‬

‫بالحوذي إجلد‬
‫ّ‬ ‫مالكًا أصلهما ُ‬
‫أهتف‬
‫واستفق يا جسداً‬

‫ُرا وّد ماء جنوني‬


‫دّ‬
‫تكور‬
‫ثدي ّ‬
‫أرض كالثعابين يوا ّ‬
‫فوق ٍ‬
‫علي‬
‫وتمطى واستدر واشفق ّ‬
‫ويدي‬
‫ّ‬ ‫والشمس ُحبلى‬
‫ُ‬ ‫ها سياطي تعبت‬

‫ردّها ثديك صخراً وصحا كالجدي ُي ُ‬


‫ستنفر‬
‫ها أوردتي ارتاحت وما ُ‬
‫كنت ارتويت‬
‫‪243‬‬
‫سكاكينك‬
‫ِ‬ ‫فلعل الريح يا |أنثاي تلقيني بعيداً عن‬

‫ها أني بعيٌد أتلوى‬

‫أناديك‬
‫ِ‬ ‫العشب‬
‫ِ‬ ‫النار بالعشب‪ ،‬وفي‬
‫وأصك َ‬‫ّ‬

‫وحيداً في الظلم‬

‫وأصلّي لياليك‪ ،‬وأطوي جسدي بالعشب العاقار‬

‫وأنام‪.‬‬
‫ألتاع وأبكي ْ‬
‫ُ‬

‫الباب السابع عأشر‬


‫الرقى‬
‫ُ‬
‫في تسخير القلوب‬

‫أما العشاق فأن الطبيعة لتضمهم إلى صدرها ضمًا عأنيفًا كأنما قد‬

‫استنفذت فيهم كل جهدها وعأجزت بعدهم فّ تستطيع أن‬

‫تخلق أمثالهم‬
‫‪244‬‬
‫وهم ندرة ولم يبق فيها من القوة ما يعينها عألى إيجاد أشباه لهم‬

‫مرة أخرّ‪.‬‬

‫ريلكه‬

‫ُرقية رقيق الحاشية‬

‫علي الليل فاخترت فراشي‬


‫أسدل ال ّ‬
‫ً‬
‫هياجا‬ ‫ُ‬
‫وتقلبت‪ ،‬وأرخيت علي روحي‬

‫وذوبت‬ ‫ُ‬
‫وأوقادت أساطيلي ّ‬ ‫ُ‬
‫وتنورت‬
‫حجاراتي ّ‬
‫ورقاقت الحواشي‬

‫ماسكًا كوكب أنثاي‬

‫ومزهواً بأبواقاي وّهري‬


‫ُ‬
‫يفرش رجليه على صدري‬ ‫الصبا‬

‫مزامير من البوح‬
‫ٌ‬ ‫وفي صدري‬

‫وأجراس التلشي‬
‫َ‬
‫السنبل بالنعل الملوكي وارتد على عرشي‬ ‫ُ‬
‫أطأ‬
‫وأحنيه وأثلقي ُّكري َ‬
‫فوق ينابيع من الخمر‬

‫وانصاع لطواقاي‬
‫ُ‬
‫والت ّم على منشّ ثدييك ّ‬
‫فيبتل فراشي‬
‫‪245‬‬
‫ثدييك فوقاي‬
‫ِ‬ ‫بالندى المنساب من‬

‫مزحمًا بالشهوة السكرى ومحنيًا لتلّ ْ‬


‫ين عفيفين‬

‫ومكويًا بنار التاج والعطر النجاشي‬

‫الشعر ويا حلمة‬


‫ِ‬ ‫سرب أقاواسي ويا مغدودنأ‬
‫َ‬ ‫هاتفًا يا‬
‫يا ُ‬
‫خشل ويا رّنة قارطين ويا ُ‬
‫ريق اسندوني‬
‫ها أنا ُ‬
‫أنزل في مرمر أنثاي‬

‫وها في قااعها أُرخي قاماشي‪.‬‬

‫ُرقية دمك مسكر وناصع‬

‫لكأنما هّي الشفاه‬

‫مسها بشر‬
‫ما ّ‬
‫يوما‬ ‫ٌ‬
‫نسمة ً‬ ‫وما وطأت عليها‬

‫ول أرتجفت لغيري‬

‫لكأنما أُلقي مصيري‬

‫في طينها الّهبي‬


‫ٌ‬
‫خافقة على أّهى حريري‬ ‫ُ‬
‫والتيجانأ‬
‫ً‬
‫سكينة‬ ‫لكأنما أُرخي ِ‬
‫عليك‬

‫الشهي مراكبي سكرى‬


‫ّ‬ ‫وأقاو ُد في ِ‬
‫دمك‬

‫وأُقاعدها سريري‬

‫لكأنما أمشي بجنب إله ٍة‬


‫ُ‬
‫وأقاول للفلّ ابتعدي وسيري‪.‬‬

‫ُرقية حب آخر العمر‬


‫‪246‬‬
‫الحب‬
‫كتاب ِ‬
‫ربما قاا َم ُ‬

‫واهتزت على أوراقاه الغصانأ‬

‫وابتلت به السيدة التعبى وفاض‬

‫ربما حّنى يديها‬

‫ربما أرخى على أثوابها المسترسلة‬

‫الورد وإشراقاًا بهّيا‬


‫ِ‬ ‫ألقًا من فتنة‬

‫رج بها ال شبابًا‬


‫ربما ّ‬
‫ورمى في نسغها ما ًء ّكّيا‬

‫شهاب الحب في أهدابها‬


‫ُ‬ ‫ربما قاام‬

‫واستسلم الكونأ إليها‬

‫العمر يناديها ويستلقي قاصّيا‬


‫ِ‬ ‫َقالَ ٌق في آخر‬

‫الرض إليها‬
‫َ‬ ‫ربما ضاعت به أو ض ّمت‬

‫العشق تلقي كأسها تملوه خمراً نقّيا‪.‬‬


‫ِ‬ ‫وانحنت في‬

‫ُرقية الدم الوثني‬

‫بالراعف بالناتيء بالفالق‬


‫ِ‬ ‫هاتفًا بالجسد المجنونأ‬

‫هدّّم كوكبي في صحنك الرّيانأ‪ ،‬هّدم دورقاي‬


‫َ‬
‫نهرّ المشبوب‪ ،‬هّدمني وهدّم محجتي‬ ‫في‬

‫الفرس الهاطلة‬
‫ِ‬ ‫مشي‬
‫ألهب َ‬ ‫ُ‬
‫الطبل الّي َ‬ ‫أيها‬
‫ّْ‬
‫إهتز وقادها‪..‬‬
‫َ‬
‫الجوق في‬ ‫والحق اليا َم والعلم ُ‬
‫بالنثى ورّد‬
‫‪247‬‬
‫أفواجها وأشفق عليها‪ ،‬فهي كالسنبلة انشقت‬

‫تسحب أفواجًا من‬


‫ُ‬ ‫ورو بزرها قاوة وانطلقت‬
‫ّ‬
‫والنبل ّ‬
‫وردت للنوثة‬ ‫ِ‬ ‫العشاق والُف ّراغ والتيجانأ‬

‫فعلها فاشفق عليها‬

‫الغاب لها واخرج ليوثه‬


‫َ‬ ‫وطأ‬

‫الفجر‬
‫ِ‬ ‫واطلق السيف الّي ّلوثه س ّم أُناّ‬

‫وّ ْد فيها مكوثه‪.‬‬


‫أطلقه‪ِ ،‬‬

‫ُرقية تسخير شمس الجمال‬

‫إليك الفلّ‬ ‫ّ‬


‫سخرت ِ‬

‫البر‬ ‫مخدعك وتثني َ‬


‫فوق قاوامِك سحب ّ‬ ‫ِ‬ ‫تقودّ من‬
‫ِ‬

‫وتمسح ميسمها في شفتيك‬


‫ُ‬
‫لك التيجانأ‬
‫ورشقت ِ‬
‫ُ‬
‫وسقت الريحانأ‬

‫يديك‬
‫ليسجد بين ِ‬

‫وقارأت على العّناب ورد البحر‬


‫ُ‬

‫عينيك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ويحفظ نوراً في‬ ‫ليحرس ّظلك‬

‫الجسد‬
‫ِ‬ ‫وطين‬
‫َ‬ ‫هّيجت لك الحجار ونج َم الليل‬

‫أعب خموراً تقطر من ثدييك‬ ‫ُ‬


‫وقامت ّ‬

‫فلعلّك يا َ‬
‫نبع جنوني تروي روحي‬

‫ّّ‬
‫ولعل التعزيمات تقودّ نحو فراشي‬
‫‪248‬‬
‫وأنا أرقاب لي ً‬
‫ل شمس جمالك وأناديك‪.‬‬

‫ُرقية نسيت حكمتك‬

‫َ‬
‫ارتضيت بزهر ٍة غرقاى‬ ‫كيف‬

‫وأسست الممالك فوقاها‬

‫َ‬
‫اشتعلت بأول العمر الطويل بصحب ٍة‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫حكمتك الجميلة‬ ‫وتركت‬

‫سحب من النزوات مطفأةٌ بنفسك‪ ،‬والقبيلة‬


‫ٌ‬

‫ل تصطفي ولداً سواّ‬


‫ّ‬
‫يهز رايتها الكليلة‬

‫من َ‬
‫أنت حتى ّتدعي اللق ّ‬
‫النبي‬

‫وتبتني مدنأ الفضيلة‬

‫الوثني روحك‬
‫ّ‬ ‫إحرق بهّا العالم‬

‫واشتعل حبًا ّ‬
‫وحرّ ضفتيك‬

‫ّ‬
‫ورد نشوتك القتيله‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫ُرقية أصباؤوثا‬
‫َ‬
‫لطيوفك أشجار الرض‬ ‫سجدت‬

‫وسّبحت الوردة باسمك‬

‫ذكرّ‬
‫البر وردّد َ‬
‫وسمى لجللك طير ّ‬
‫فبناري سوّ تقيم الليل قايامًا وقاعودا‬

‫علي وتسهر ليلك‬


‫وتنادي الفاق ّ‬
‫إلي الساعة يا أصباؤوّ‬
‫فهلم ّ‬
‫وهبّوا يا خدام وأعطوه شراب ّ‬
‫العشاق المعطوبين‬

‫بنار العشق وخمر النعمى‬

‫َ‬
‫الوقات عليه‬ ‫وأعينوا‬

‫بعقل أعمى‪.‬‬
‫الدهر ٍ‬
‫َ‬ ‫وخلّوه رفيق مجانين قاطعوا‬

‫ُرقية مولك‬

‫مولّ ذوى في كّفه الصخر‬


‫ِ‬

‫فاختار له الوردة والعشبة والتبر‬

‫مولّ رماه الليل والسكر‬


‫ِ‬

‫حالك الليل‬
‫مولّ مضى في ِ‬
‫ِ‬

‫روى عطش الروح فغنى‬


‫ّ‬
‫‪250‬‬
‫سكرانًا أناشيد السكارى‬

‫السحر‪.‬‬
‫ْ‬ ‫هيمانًا ّ‬
‫ومسه‪ ،‬في الغسق‪،‬‬

‫ُرقية القمر يدعأوني‬

‫قامر يناولني الزجاجة‬


‫ٌ‬
‫ً‬
‫ريحانا بمائدتي‬ ‫يدور بقّبتي‪ ،‬ويهيل‬
‫قامر ُ‬
‫ٌ‬
‫ويلقي في دمي ذهبًا‪ ..‬وُي ُ‬
‫شعل لي سراجه‬
‫قامر ّ‬
‫يبل أصابعي بالشهوة السكرى‬ ‫ٌ‬
‫ويفتح لي فجاجه‬

‫النار والحمى التي فتكت به‬


‫يطرّ في شفاهي َ‬
‫قامر ّ‬
‫ٌ‬
‫ويصيح بي من ابعد العماق‪:‬‬
‫إحرجني َ‬
‫وطأ لي ساحلي‬

‫ولوثني وخّ أبراجه‬


‫وافتح ّ‬
‫قامر تعالى في سمائي وأرتمى في عشبتي‬
‫ٌ‬
‫ويعقر غيمة‬
‫ُ‬ ‫ُيدني له نجمًا‬
‫‪251‬‬
‫شهداً سقاني وارتوى من قاربتي خمراً وأغرقاني به‬
‫ُ‬
‫أغرق في مداخله وأمسكني رتاجه‪.‬‬ ‫وبقيت‬

‫ُرقية السوسنة‬

‫أنت يا سوسنة الودية الولى‬


‫ِ‬

‫الشمس والنار الحنونأ‬


‫ِ‬ ‫وأسراب حمام‬

‫يا جمال ال في أبنائه رّد عليهم‬

‫صفر العيونأ‬
‫الخلق ويا ُ‬
‫ِ‬ ‫قاوة‬
‫ً‬
‫خافقا في لجج الدهر‬ ‫أسوي نور عينيك سراجا‬
‫أ ّ‬
‫وفي ليل السنين‬

‫أ أُ ّ‬
‫جن‪..‬‬

‫ينفع ما بي ويداويني ويشفيني الجنونأ‪.‬‬


‫ليته ُ‬

‫‪252‬‬
‫الباب الثامن عأشر ‪18‬‬
‫ميمر الفراديس المخربة‬
‫البريء يلعب بالفردوس إلى البد‬

‫هنري ميللر‬

‫أجمع أبراجي وقاطعاني‬


‫ُ‬ ‫تعبًا‬

‫وتاريّ انشغالتي و جمري‬

‫هاتفًا بالدغل اليانع في أعلى أساطيلي‬

‫وبالورد عفيفًا‬

‫تحت أحجاري‪ ،‬وملتّفا بزهري‬


‫َ‬

‫الخلق‬
‫ِ‬ ‫راجمًا َ‬
‫نبع أناشيدي بطين‬

‫‪253‬‬
‫محنّيا على أبعد قاطبين أنادي‬

‫الشمس وإغواءات سحري‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫بيرق‬

‫الليلي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مزحمًا بالترّ‬

‫والنج ُم القديم‬

‫يهتك الحزنأ بقلبي ويحّني غرة الفق ّ‬


‫يرد الليل‬
‫َ‬
‫ويبتل بخمري‬ ‫بالنور‬

‫قارب الخمر‬ ‫صائحًا ّ‬


‫بالبر‪ :‬هيّ ربة الحسن وهيّ ُ‬

‫وهيّ لغة الرائي وهيّ سارياتي‬

‫فجر فوق فقري‬


‫فردوس وإشراقاة ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وانقلب رحمة‬

‫***‬

‫الهارب النأ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الجمال‬ ‫أيها النور‪-‬‬

‫ويا صمت النهار اللق‬

‫من ترى أبعد عن روحي غيو َم القلق‬

‫من ترى ر ّد ليامي تراب الغسق‬

‫الدرب نحو الجوهر الفاتن‬


‫َ‬ ‫أضاع‬
‫َ‬ ‫من‬

‫والغامض والومض العجيب‬

‫موت غريب‬
‫هكّا ضّيعنا الوقات وألقانا إلى ٍ‬
‫هكّا أسدل فوق الجرّ قاتلنا وخ ّ‬
‫لنا نغيب‬

‫***‬
‫ٌ‬
‫ومشتاق إلى أعلى عروشي‬ ‫رافع كأسي‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫يرشق أسواري من الماء‬ ‫تحت ما‬

‫البني تمتد على نهري الطبول‬ ‫َ‬


‫وتحت الحجر ّ‬
‫تقرع الليل على أبواب روحي‬
‫ُ‬

‫أتبع أطياّ الجمال الشارد‬


‫وبها ُ‬
‫خائفًا منكسراً‪ ،‬ربي لماذا !‬
‫‪254‬‬
‫ُ‬
‫الوعول‬ ‫ُ‬
‫الوعل وغابت عن فراديسي‬ ‫هرب‬
‫َ‬
‫وانطوى نجمي‪ ،‬وفي أجمل أيامي يلقايني الفول‬

‫خائفًا منكسراً ُ‬
‫أكتب أشعاري لوحدي‬

‫راتقًا السيمياء – ّ‬
‫السر أعلمي‬

‫بابلي‬
‫بنقش ّ‬‫ومعطوبًا ٍ‬
‫خائفًا نكسراً‪ ،‬ربي لماذا !‬
‫النور ُ‬
‫ألتاذ‬ ‫حارس ابواب الجمال – ٍ‬
‫ُ‬ ‫أ أنا‬
‫ّ‬
‫ويثاقال إملقاي‬
‫ُ‬
‫الطلول !‬ ‫ُ‬
‫وتنهد على بيتي‬

‫أ أنا أُعرى‪ ..‬أجوع !‬

‫من إذنأ يجرؤ منكم فيجيء‬

‫النار‪ ،‬التي في القلب‪ ،‬مني؟‬


‫يأخّ َ‬
‫من ترى يأخّ عني ألمي هّا ؟‬
‫ُ‬
‫العويل ؟‬ ‫ومن منكم ُترى يرضى بأنأ يطفّ عينيه‬
‫َ‬
‫الجبل العالي‬ ‫َ‬
‫غزال‬ ‫يا‬

‫ويا سرب اليائل‬

‫ها أنا أطوي أّاهيري وأوراقاي وأنض ّم لكم‬

‫الحفل ومن ح ّمى المحافل‬


‫ِ‬ ‫منهزمًا من ّ‬
‫ضجة‬

‫بعد أنأ لوثت روحي بالخطايا‬


‫ُ‬
‫واخترت أطراّ المعاول‬ ‫بطين أسود‬
‫ومرغت ٍ‬
‫قااطعًا أجمل أعضائي ومّبوحًا بأعواد الخمائل‬

‫أطلب غفرانأ الجمال‬


‫ها أنا ُ‬

‫أصحاب أذلء‬
‫ٍ‬ ‫هاربًا من رفق ٍة تعبى ومن كوم ِة‬

‫ومن ليل المناّل‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫الباب التاسع عأشر ‪19‬‬
‫أيقونات ليل الروحانية‬

‫ّ‬
‫برقة الحساس‪ ...‬ض ّيعت عأمري‬

‫رامبو‬

‫ُرقية المشتعل شبابًا‬


‫فتى َ‬
‫أطلق كفيه بماء الّهب الصافي‬ ‫ً‬
‫وروى روحه بالنار‬
‫ّ‬
‫قالق َ‬
‫فالتف بالنهار‬ ‫سحاب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وناداه‬

‫وأرخى جسداً فوق أديم الرض‬


‫‪256‬‬
‫وانساب سخّيا حار‬
‫َ‬
‫الجمر في آفاقاه‬
‫ِ‬ ‫فتى ما راقاه إ ّ‬
‫ل اشتعال‬ ‫ً‬
‫والفجر والنوار‬
‫ُ‬
‫خمر قاا َم واستقوى‬
‫فاح ٌ‬
‫إذا ما َ‬
‫َ‬
‫وعاّ الدار‬ ‫فوق َقا ّد ناحل مرطا‬
‫وأرخى َ‬

‫الذنأ‬ ‫وحّنى كّفه عطرا ّ‬


‫وحط الزهر خلف ِ‬
‫البار‪.‬‬
‫واجتاح سماء ْ‬

‫ُرقية الصولجان‬
‫أذكر يو َم كانت الحياة ً‬
‫حفلة‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫ورقاصة صاخبة‬
‫ً‬
‫وصحبة وفّية‬

‫أيام كانت خمر ًة‬


‫ونزو ًة عابر ًة وُن ً‬
‫زهة بهية‬
‫صولجانا ً‬
‫ذهبا‬ ‫ً‬ ‫أيام كانت‬

‫وغنو ًة‬
‫ُ‬

‫وامرأة شهية‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫أيقونة قاب ً‬
‫ّ حمل آلمي‬

‫ويلي ذبل الورُد على روحي‬

‫شمس تناديني‬ ‫ُ‬


‫واشتقت إلى ٍ‬
‫للصحو‪ ..‬لروح الخضرة الولى‬
‫ويلي ُ‬
‫ذبل النج ُم على كفي‬
‫ليل ُي ّ‬
‫عطيني‬ ‫ُ‬
‫واشتقت إلى ٍ‬
‫بالورد‬
‫ِ‬

‫ويعطيني سكاكيني‬
‫نزقاا ُ‬
‫يخفق في طيني‪.‬‬ ‫كي أَذبح ً‬
‫قالبا ً‬

‫أيقونة إذا سجى الليل‬

‫وها أنا‬

‫أجهُد نفي كي ألمس النجوم‬

‫إذا سجى الليل‬

‫أغني هائمًا‬

‫وأنتشي بخمرتي‬
‫ُ‬
‫وأربط التخوم بالتخوم‬

‫لبتني مملكتي‬

‫تطفح في عرائش الكروم‪.‬‬


‫ُ‬ ‫ً‬
‫ّاهية‬

‫‪258‬‬
‫أيقونة نجمة الصباح‬
‫َ‬
‫تستدعيك فارحل صوبها‬ ‫ُ‬
‫النجمة‬ ‫هّه‬

‫هل ترى الومض الّي قاام يمّنيك‬


‫َ‬
‫وأعطاّ شّاها‬ ‫النرو‬
‫ِ‬ ‫بسعد الطالع –‬

‫تحرس أرواح النبيين‬


‫ُ‬ ‫إنها في الغابة الولى التي‬

‫وأرواح الّين انشغلوا بالشعر‬

‫والعشق وأغواء الجمال‬


‫ِ‬
‫َ‬
‫يدعوّ فيها‬ ‫ً‬
‫هامسا‪..‬‬

‫سر‪ ..‬محال‬ ‫ٌ‬


‫غامض‪ٌ ..‬‬
‫فاترّ الدنيا‬

‫وشّد القلق السر في روحك للعلى‬

‫ْ‬
‫وّد هّا الجلل‪.‬‬

‫أيقونة حي‬

‫هّا كتابي‬

‫ٌ‬
‫سكرانأ‬ ‫بالورد‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ومتوج‬ ‫ٌ‬
‫عاشق‪ّ ..‬‬
‫‪259‬‬
‫ُ‬
‫ومكتحل بغصن أهلتي‬
‫ٌ‬
‫ومنطلق بأشعاري ومجروح الجبين‬ ‫ٌ‬
‫ومناسل شفقي‬

‫حي ابادل ضحكة الفلّ بالنجوى‬


‫ّ‬
‫ُ‬
‫وأشتل ياسميني‬

‫في الفجر‪ ..‬في الصبح المبارّ‪ ..‬في صحوني‬

‫متقدٌم صوب الشقائق‬


‫ُ‬
‫أقابض النسام في كفي وتتبعني سنيني‬
‫ٌ‬
‫عشبة خفقت بأعلى كوكبي‬ ‫فتكت بروحي‬

‫ورمت بماء سللتي لُثقًا‬

‫وشقت طينة اليام في أُفقي وراودها حنيني‬

‫أمشي على أشواّ ريحاني ويدفعني جنوني‪.‬‬

‫أيقونة ذي الكأسين‬

‫يا له‬

‫شموس خفقت في غرة التيه‬


‫ٍ‬ ‫نجل‬
‫متى ّ‬
‫حط على الظلمة أخفاها‬

‫وأعلى شأنأ كأسيه‬

‫نجومًا سطعت في عتمة ِ‬


‫القفر‬
‫ُ‬
‫تخال الرض أنثاه‪ ..‬يلقايها متى ما شاء‬

‫والشمسين قارطيه‬

‫الجوهر من فيه‬
‫ُ‬ ‫عاشق‪ُ ...‬‬
‫ينفلق‬ ‫ٌ‬ ‫أمير‬
‫ٌ‬
‫‪260‬‬
‫الورد ّ‬
‫تنشق بخديه‬ ‫ِ‬ ‫ونار‬
‫ُ‬
‫جميل‪ٌ ..‬‬
‫كامل‪..‬‬ ‫ٌ‬

‫عانق َ‬
‫طوق الغيم والدنيا تناديه‬ ‫َ‬

‫السر‬ ‫َ‬
‫أفاق اليوم من سكرته واكتشف ّ‬
‫فولى شطره نحو غياب الشمس واشتاق لباريه‪.‬‬

‫أيقونة الوهم‬

‫الشمس من كفي‬
‫ُ‬ ‫ستفر‬
‫ّ‬
‫وتعلوني غيومي‬
‫في الضحى ُ‬
‫تخفق بالوعد‪ ،‬وها ليلي يجيء‬
‫ً‬
‫خابطا َ‬
‫ست جهاتي بضبابي‬

‫وينساب بأطراّ سدومي‬


‫ُ‬ ‫مثق ً‬
‫ل بالحزنأ يطويني‬
‫ومزي ً‬
‫ل فرحي‬
‫ُ‬
‫وتنشق تخومي‬ ‫ها وردتي ُ‬
‫تّبل في صدري‬

‫تالف يسرق أيامي‬


‫لوهم ٍ‬
‫وأنا أسعى ٍ‬
‫ويلقيني بأمواج الهموم‬

‫ليته ُيقتل هّا الوهم‬

‫أو أُقاتل‬
‫ُ‬
‫نرحل في القاصى‬ ‫او نمضي معًا‬

‫وتخفينا أساطيل النجوم‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫أيقونة الشاعأر الذي لم يعرف‬

‫أبعد من منابع السحر ومن مفاتن الكتابة‬


‫ُ‬
‫يعمل في سرّية عجيبة‬

‫في الخلق‪ ..‬في الكينونة الولى وفي المحال‬

‫في النار والنجوم والباطن والسؤال‬

‫لم يبق شيء‬


‫ً‬
‫حكمة جديدة‬ ‫ثم ينهي‬
‫لم َ‬
‫يبق ما يقال‬

‫ويرفع اليدي إلى العالي‬


‫ً‬
‫مؤججا نيرانه الخالدة الصفراء والجبال‬

‫وبعدها سُيكسر الظلل‬


‫وُت ُ‬
‫شرق الحياة في عروقاه‬
‫ُ‬
‫ويبزغ الجمال‪.‬‬

‫أيقونة الشاعأر الذي عأرف‬

‫الشاعر أنأ‪ ،‬خلفه‬


‫ُ‬ ‫وأدرّ‬
‫‪262‬‬
‫وخلف ما يكتب‪ ،‬سراً مغلقًا‬

‫ومركبًا منقلبًا تحيطه المياه‬

‫وحينما أراد أنأ يراه‬


‫ّ‬
‫دق على أبوابه فانفتحت‬

‫وه ّم أنأ يبصر ما ابتغاه‬

‫خر على عتبته مندهشا غريقًا‬


‫لكّنه ّ‬
‫وصار ل ُ‬
‫ينطق‬ ‫َ‬
‫صار تائبًا وضّيع الطريقا‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ومزق الشعر‬

‫وسّد باب بيته وأشعل الحريقا‪.‬‬

‫الياقوتات‬

‫‪263‬‬
‫‪1986‬‬

‫ثمة من يكتبني‬

‫رامبو‬

‫الياقوتة الولى‬
‫انجلى ُ‬
‫الليل‪...‬‬

‫‪264‬‬
‫البكر‬ ‫ُ‬
‫والشقشقة ُ‬ ‫الديك‬
‫صياح ِ‬‫ُ‬ ‫الصبح‬ ‫وحّنى كبد‬
‫ِ‬
‫حيض دم الظلم ِة‪ ،‬في ساقاية الفجر‪ ،‬أهرقانا‬
‫على النهر‪ .‬ومن ِ‬
‫الخمر أرخينا أيادينا به وانحدرت ّلّتنا في الطين‬
‫ِ‬ ‫جرار‬

‫الشهي اللمع الزاهي‪،‬‬


‫ّ‬ ‫بالعشب‬
‫ِ‬ ‫دفناها بقاع معتم ُ‬
‫يبتل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قاديم‬
‫سكر ِ‬ ‫ُ‬
‫الوسنانأ من ٍ‬ ‫الساهر‬
‫ُ‬ ‫وشب‬
‫النور ّ‬
‫وإذ داهمنا ُ‬

‫قاامت الدنيا تفلّي ّ‬


‫سرها في لحمنا‪ ..‬تبكي‪ ...‬ويبكي‬
‫الجنس تبكي ٌ‬
‫ماسة فينا‪ ،‬وعدنا مثلما‬ ‫ِ‬ ‫عندها عجل مساء‬

‫يدمع من‬ ‫الخمر ونسقي ُّح ً‬


‫ل قاا َم بنا ُ‬ ‫َ‬ ‫نسكب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اللل طوانا‬

‫كيد لنستلقي على العشب ِة مأخوذين بالفض ِة فينا والفضا‬


‫ِ‬
‫ُ‬
‫الفلّ دارت‬ ‫في قابرنا‪ ،‬والورُد في أقاداحنا يبكي‪ ،‬إذا‬

‫ل بالزئبق‬ ‫ً‬
‫صوتا مثق ً‬ ‫البحر‬
‫ِ‬ ‫رّدها الصبح وألقاها ُ‬
‫شفيع‬

‫رماد‬ ‫حبابا ّ‬
‫بل أيدينا كأنأ الطلع فيها أو ُ‬ ‫ً‬ ‫سواها‬
‫الناري ّ‬
‫ّ‬
‫الماء في قارباننا يطفو‪.‬‬

‫وسوينا بحلم‬
‫مرت الشمس علينا‪ ،‬ليتنا نمنا ّ‬
‫أفقنا ليتنا ما ّ‬
‫كبشا وقادناه إلى مرعى وما ُقامنا‪ ،‬فشقق أيها النائ ُم‬
‫شمسنا ً‬

‫ً‬
‫يغيض‬ ‫الحليب الضو َء‪ ،‬أقالق ُخضر ًة فينا ويعفوراً‬ ‫رحم‬
‫ِ‬ ‫في ِ‬
‫النار‬ ‫َ‬
‫وأمسك َ‬ ‫الغيب فينا‬
‫ِ‬ ‫البحر‪ ،‬هدهد أفقًا يمحق سيل‬
‫َ‬
‫المهتاج‬ ‫الجسد‬
‫ِ‬ ‫بحور‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غادرت‬ ‫َ‬
‫خطبك‬ ‫واترح فيما‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وّد‬
‫ِ‬
‫دنياّ سهواً – ل ترى‬
‫أبدلت به صخراً أص ّما َجلفًا – َ‬
‫َ‬

‫لمح ندى البرق‬


‫الغامر أو َ‬
‫ِ‬ ‫الفرح‬
‫ِ‬ ‫جمر‬ ‫َ‬
‫تعرّ َ‬ ‫النور ول‬
‫َ‬
‫الكأس وكم ناولتني‬
‫َ‬ ‫البتولي ول ّهو الطواويس ول‬
‫ّ‬
‫بكف لّفها الورد‪ ،‬وعصورانأ ُقادّا ذهبا‬
‫الخمر ّ‬
‫ِ‬ ‫مرجان َة‬
‫قارطانأ في سوسن ِة الماضي وفي ّ‬
‫مّ سمانا أنت بادلتهما‬

‫ّ‬
‫الضد‬ ‫الفص أو يخطفلك‬
‫فيك ّ‬‫يرمز َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫بالقش‪ ،‬ما خطبك ل‬
‫ُ‬
‫اللطيف الناتّ‬ ‫الثدي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الفاتن‬ ‫ول ميس ُم جرح الماء وهو‬
‫‪265‬‬
‫الناري في الثغر‬
‫ّ‬ ‫المخمل‬
‫ِ‬ ‫الغدي ُ‬
‫رهط‬ ‫ّ‬
‫ْ‬
‫تهيأ يا أبا الندمانأ‪...‬‬

‫الغامض المجهول‬
‫ِ‬ ‫الخلسي وللغزو وللرحلة صوت‬
‫ّ‬ ‫للعيش‬

‫الزكي السائب‬
‫ّ‬ ‫الشعر‬
‫ِ‬ ‫يا ذا الوجن ِة المترع ِة التعبى وذا‬

‫تلفح فتيانًا‬
‫المتن منسابًا مع الريح التي ُ‬
‫فوق ِ‬ ‫المحمول َ‬

‫ْ‬
‫ملوكيين‪.‬‬

‫العنصر العلى‬
‫ِ‬ ‫تهيأ يا َ‬
‫سليل‬

‫بالخمر حتى‬
‫ِ‬ ‫ويا ماسًا َ‬
‫أّاح اللغط الفحمي يا من يرتوي‬

‫لقطف ّ‬
‫المن‬ ‫ِ‬ ‫بالورد‪ ،‬تهيأ يا أبا النجوى‬
‫ِ‬ ‫ُيزهر الخدانأ‬
‫ً‬
‫والترويض بالبلوى ويا من‬ ‫بالشعار‬
‫ِ‬ ‫والسلوى ور ّد السهد‬

‫بعشق‬
‫ٍ‬ ‫العمر‬
‫ِ‬ ‫أول‬
‫درب الّين اشتعلوا في ِ‬ ‫ُ‬
‫يقف النأ على ِ‬
‫وسواهم صباح أدرٌد دوداً ً‬
‫دبيبا عند‬ ‫هّدّهم فانتشروا ليل ّ‬
‫شراب الشعر‬
‫ِ‬ ‫المجرات يفيقونأ متى ما ّ‬
‫رشهم شبل‬ ‫ّ‬ ‫حافات‬
‫ِ‬

‫طائر‬
‫س ّما ويغنونأ‪ ،‬فيا من يقف النأ على الكلمة أطلق َ‬
‫ً‬
‫مطوية في‬ ‫أثر ال وصّير سحبا‬
‫النور من الجن ِة وأمسك َ‬
‫ِ‬
‫وخفق العاشقين ّ‬
‫العزل‬ ‫ِ‬ ‫بخفق النجمة الولى‬
‫واستهد ِ‬
‫ِ‬ ‫الفجر‬

‫تاج‬
‫الملك الناّل في برية ال ُملك بل ٍ‬
‫باب لخيل ِ‬
‫الصيد‪ ،‬فل ٌ‬

‫العشاق في التيه‪ ،‬أفق من حكم ٍة عمياء تلوي‬


‫ِ‬ ‫يحّنيه دم‬

‫العود‪ ،‬أفق‬
‫ِ‬ ‫ناحل‬
‫حب مستهام ِ‬
‫فرس الفارس عن صولة ّ‬
‫َ‬
‫عظمك‬ ‫وطر الشمس على‬ ‫َ‬
‫واهتز لمعنى ِ‬ ‫في شبهات الهتك‬

‫وانشق بشلل من الفضة غضًا فائحًا من ترّ الغيم على‬


‫َ‬
‫تيجانك هّياجا ومكسوراً‬
‫َ‬ ‫فخّّ‪ ،‬من ّ‬
‫ظل ذبيح َ‬
‫فوق‬ ‫َ‬

‫معنى بتتويج‬
‫الكلب أو ً‬
‫ِ‬ ‫على خرّة أنثى لغيًا شمسًا بروح‬

‫سراب‪ ،‬لغيًا موتًا ِ‬


‫بشك السهم في عين عيونأ البيض‬
‫ُ‬
‫وادفعه‬ ‫الطلس‬
‫َ‬ ‫ورج الفق‬
‫الصافي‪ ،‬أفق مولي في روحي ّ‬
‫‪266‬‬
‫ُ‬
‫تغرق‪،‬‬ ‫والنهب‪ ،‬ففي رجع صدى الُلك التي‬
‫ِ‬ ‫عن السقط ِة‬

‫القاع‬
‫الرحب‪ ،‬في الزهر ِة والكوكب‪ ،‬في ِ‬
‫ِ‬ ‫في داخلنا‬

‫النهر وفي ال ُم ّح وفي طر ِة هّا الشفق‬


‫السديمي وفي مضمضة ِ‬
‫ّ‬
‫الميت تدعونا جنانأ ال شطراً لندى ُ‬
‫الظهر وشطراً لندى‬ ‫ِ‬

‫البيد‬
‫تطلع من بين ثنايا ِ‬
‫القاع‪ ،‬فيا قاافلة الرهبانأ إذ ُ‬
‫الركب في أرضي ود ّقاي الميسم‬
‫َ‬ ‫والنار أريحي‬
‫ِ‬ ‫بالعصفر‬
‫ِ‬
‫العالي في كفي فّا الصبح ّ‬
‫يحط النأ‪ ،‬من أجل النبيين‬ ‫ِ‬
‫البحر أو طلع ِة مرأى‬
‫ِ‬ ‫برجليه‪ ،‬على النهر‪ ..‬على قالع ِة هّا‬

‫الموج‬
‫ِ‬ ‫النورس‪ .‬للما ِء‪ ..‬لهّا‬
‫ِ‬ ‫الحندس أو قاافلة‬
‫ِ‬ ‫الفلك‬

‫الحرى‪ ..‬له للرجفة الولى التي‬ ‫َ‬


‫المؤمنة ّ‬ ‫أحني جبهتي‬

‫أول‬
‫لّل الول‪ ..‬للغيم الّي حا َم على ِ‬ ‫ُ‬
‫تزحف منّ ا ِ‬
‫تنطق َ‬
‫ذات الجمل ِة‬ ‫ُ‬
‫الموجة الولى التي ُ‬ ‫خلق ال‪َ ،‬‬
‫تلك‬ ‫ِ‬
‫السرية الغامضة الولى‪.‬‬
‫ّ‬
‫***‬

‫الفجر رماُد ِ‬
‫اللدغ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ونحن النأ في‬

‫وسويت‬
‫النفس بالشمس ّ‬ ‫أي الروابي َ‬
‫دفت هّي َ‬ ‫في ّ‬
‫َ‬
‫باكرت‬ ‫أي مدى‬ ‫قالبك صلصا ً‬
‫ل‪ ،‬وفي ّ‬ ‫النار في َ‬ ‫َ‬
‫عروق ِ‬
‫الباّ إذ بارّت أشباحًا وضّيعت بهم هّي الّرى‬
‫طير ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫شتات‬ ‫طر َ‬
‫ّت‬ ‫الشوق‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫قالوع‬
‫البر أرخيت َ‬
‫لسانأ ّ‬ ‫َ‬
‫فوق ِ‬
‫َ‬
‫وماّجت‬ ‫الريح‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أحييت قاوى‬ ‫النبت‬
‫بالشرق‪ ،‬وفي ِ‬
‫ِ‬ ‫الغرب‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫القافز في السهل‬ ‫َ‬
‫باهلت الصبا‬ ‫الحلو بالبرقاوق‬
‫َ‬ ‫الرضاب‬
‫َ‬
‫والنحل وفي شهو ِة‬
‫ِ‬ ‫سرب الطير‬
‫ِ‬ ‫وفي الصحراء في خفق ِة‬

‫حب الرتقاء الصعب والخلق وفي ضو ِء اليواقايت إذا‬


‫ّ‬

‫الروح نحو‬
‫ِ‬ ‫جموع‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تناديك‬ ‫ما ُشققت كالبرعم الصاحي‪،‬‬
‫السري للكهانأ في ّ‬
‫التل وفي الغار القديم الّابل‬ ‫ّ‬ ‫المضجع‬
‫َ‬
‫‪267‬‬
‫الّاوي ّ‬
‫لفك الحرّ الممحو ِة الولى من الزبر الّي‬
‫ّ‬
‫سطره شيث ومن لوح متوشالح‪ ،‬كيف انفطرت قادر ُة‬
‫الكونأ ومن ّ‬
‫سطر أو صّير أو‬ ‫ِ‬ ‫من قا ّدر ومن دار على‬

‫كور‬ ‫قااع البحار السود قاطعانًا من ِ‬


‫النمل ومن ّ‬ ‫أرخى على ِ‬
‫ُ‬
‫سمعت اسمي ُينادى‬ ‫نجمًا آف ً‬
‫ل‪َ ..‬م ْن في الفضا استنسر؟‬

‫بعيد ّ‬
‫شدني الصوت‬ ‫ماض ٍ‬
‫من على ساحل هّا البحر من ٍ‬
‫ُ‬
‫وأبصرت‪ ..‬فكانأ ال يستلقي على الماء ولم أدرّ َ‬
‫كيف‬

‫نطفة أبنائي من الغيم وبلّت أطلس الرض‬


‫انحدرت ُ‬

‫ُ‬
‫أوقافت‬ ‫يصغونأ‪ُ :‬ع ّريت لمرأى الروح‪،‬‬
‫َ‬ ‫وصارت بشراً‬

‫ُ‬
‫وصليت للقيا أول النسام في‬ ‫الندى والنار إجل ً‬
‫ل‬

‫الخرافي الّي ع ّمره الشاعر‬


‫ّ‬ ‫الفجر‪ ،‬فمن منكم رأى َ‬
‫البيت‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ينزّ‬ ‫الموت قاتي ً‬
‫ل بين حورياته‬ ‫ِ‬ ‫واستلقى به في لحظة‬

‫ويرتج؟‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وياقاوتا وكانأ الخمر في قاربت ِه يغلي‬ ‫أإّهاراً‬

‫يخرج من‬
‫ُ‬ ‫النجاشي الّي‬
‫ّ‬ ‫العطر‬
‫ُ‬ ‫أذنأ من منكمو أوقاف ُه‬

‫ساحل أعمى؟‬
‫ٍ‬ ‫ورد ِة ُخ ٍلد عند قااع البحر أو في‬
‫الكونأ وأبقى نفسه منفص ً‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫أسس في هيكله‬
‫ومن َ‬

‫مستيقظًا ِ‬
‫للنار‪ ،‬أبقى روحه في رفع ٍة أعلى من النزوة‪..‬‬

‫غريزي ومهجور؟‬
‫ّ‬ ‫بحر‬
‫من ٍ‬
‫ُ‬
‫تشمّ بالسو ِء إلى الروح‬ ‫و َم ْن َ‬
‫قااتل في داخله الهيدرا التي‬
‫ل ّ‬
‫حطمها في القاع؟‬ ‫وسواها نباتا ذاب ً‬
‫ّ‬
‫َم ْن أحنى لكّفيه الغيوم الخضر والمعدنأ والنار ولم يقطف‪،‬‬

‫يطرد من جّنتكم‪ ،‬بابا ومفتاحًا؟‬


‫َ‬ ‫حين اختار أنأ‬
‫يرقاب أحجاراً‬
‫َ‬ ‫الصفر كي‬
‫ِ‬ ‫يخرج في أ على الحصونأ‬
‫ُ‬ ‫ومن‬

‫ومستها المياه‬
‫الموج ّ‬
‫ِ‬ ‫الفلق الولى في‬
‫هوت منّ ّمانأ ِ‬
‫فاّ ْ‬
‫رقات؟‬ ‫ُ‬
‫الزرق ّ‬
‫‪268‬‬
‫وأحلم‬
‫ِ‬ ‫وبتقلب‬
‫ِ‬ ‫وبجزر‬
‫ٍ‬ ‫بمد‬
‫البحر ٍ‬
‫َ‬ ‫و َم ْن يربط في أنفاسه‬

‫مخاضيب؟‬

‫والشارب‬
‫ُ‬ ‫والشاعر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والعاشق‬ ‫الساحر‬
‫ُ‬ ‫هو‬

‫الواثب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫هو‬

‫الراهب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫القمر‬
‫الفتي ُ‬
‫مولنا ّ‬
‫***‬
‫ُ‬
‫طويت الخطوة الخرى‬

‫لحن‬ ‫النخل ّ‬
‫يهتز لقيثار ِة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫حقل‬
‫فوق ِ‬ ‫ُ‬
‫فأبصرت المدى من ِ‬
‫الماس وفي‬
‫ِ‬ ‫لشمس ُقاتلت في أطلس‬
‫ٍ‬ ‫أّلي قاام في الصبح‪،‬‬
‫ّ‬
‫الطاق والشهوة‪ ،‬في ّ‬
‫فل بياض الموت والجرح‬ ‫ِ‬ ‫رشق كتِا‬
‫ِ‬
‫الخمر كالسكرانأ‬
‫ِ‬ ‫ناقاع في‬
‫كورد ٍ‬‫ٍ‬ ‫دم النثى‬ ‫وم ْ‬
‫ِن ش ّم ِ‬
‫فيض‬ ‫ُ‬
‫تسقط من ِ‬ ‫والطرب ّ‬
‫الخاذ والفتنة إذ‬ ‫ُ‬ ‫أضناه الجوى‬

‫البيض لو رّنحها سكر ّ‬


‫وشدت في الخصور الضممر‬ ‫ِ‬ ‫شموس‬
‫الكأس ُ‬
‫وضيعنا‬ ‫ِ‬ ‫وخزت لتهاوى عنب الجن ِة في‬ ‫ً‬
‫أغصانا ّ‬

‫نجر المرط من أكتافنا‬ ‫ُ‬


‫والتوق‪ّ ،‬‬ ‫بوادينا ُتحّنى فمنا الخمرة‬

‫وبالغفو على‬
‫ِ‬ ‫بالشدو‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ونستصرخ جوّ الليل‬ ‫نهّي‬

‫أكتاّ من ناموا و َم ْن أثقلهم ٌ‬


‫سكر‪ّ ،‬‬
‫فشدوا رحلكم في‬

‫الصين‬
‫ِ‬ ‫والتموا وحّنوا شعركم بالزيت‪ ،‬حّنوا بلقى‬
‫ّ‬ ‫الليل‬
‫َ‬
‫والبرق ففي‬ ‫َ‬
‫والبواق‬ ‫الشاعر الضلّيل‪ ،‬د ّقاوا الطبل‬
‫ِ‬ ‫رداء‬
‫الصبح سيفضي لكمو باسم الينابيع التي ُ‬
‫ينهل منها ث ّم‬

‫الخطو نحو ال‪ ،‬يطوي‬


‫َ‬ ‫ل يبقى‪ ،‬سيطوي في الفل ِة‬
‫ٌ‬
‫حكمة شاخت بكف ِه وأشعاراً ذوت في نار جنبيه‪ ،‬لكم‬

‫هّي الربى والرض والدنيا‬

‫البر في أقاواس عينيه‪.‬‬


‫وشمس ّ‬
‫ُ‬ ‫الدهر‬
‫ُ‬ ‫له‬

‫***‬
‫‪269‬‬
‫ُ‬
‫النطرونأ‪ ،‬ها أني كما آدم مطروٌد‬ ‫والحجر‬
‫ُ‬ ‫تلقاني الفضا‬

‫ومدفوع إلى‬
‫ٌ‬ ‫النضر الزاهي‬
‫ِ‬ ‫حقل الشباب‬
‫من الجنةِ‪ ،‬من ِ‬
‫أحجار من الحكمة في ّمر ِة قاّديسين معطوبين‬
‫ٍ‬ ‫كومة‬

‫والباطن والفوق‪ ،‬فمن عاقابني حتى أصير اليوم‬


‫ِ‬ ‫بالتأويل‬

‫والكتب الصفراء والظلمة والنونأ؟ وقاد‬


‫ِ‬ ‫ما بين الرقاى‬

‫الشهي الفاتن المسكونأ‬


‫ّ‬ ‫المر للبئر‬ ‫ُ‬
‫اتلفت روحي بالنزول ّ‬
‫النفس فيما ُي ُ‬
‫شبه الفتنة‬ ‫ُ‬
‫هشمت هّي َ‬ ‫بالفعى‪ ،‬إذنأ‬

‫اللمس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫حدود‬
‫َ‬ ‫النور وأنساني‬
‫والصفع الّي أفقدني َ‬
‫َ‬
‫الناس بأني ٌ‬
‫ملك‬ ‫يعرّ ُ‬‫َ‬ ‫قاوي العقل كي ل‬ ‫ُ‬
‫أصبحت ّ‬

‫قارب اللّ ِة العتى وطلّقت َ‬


‫جنانأ‬ ‫مجنونأ‪ ،‬ها إني ّ‬
‫أظل النأ َ‬
‫الشعر‬
‫ِ‬ ‫النهر الّي ّ‬
‫يمتد جنب‬ ‫آثرت بأنأ َ‬
‫أنزل في ِ‬ ‫الشعر ُ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫ومهراقاا‬ ‫ثرا‬ ‫عميقا ً‬
‫دفقا ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رقاراقاا‪..‬‬

‫بالدمع‪ ،‬دعوني النأ‬


‫ِ‬ ‫دعوني أستر النار التي في القلب‬

‫ل‬ ‫ل ومعت ً‬
‫ل ومبلو ً‬ ‫مشغو ً‬

‫القبر والوهام مشلو ً‬


‫ل‬ ‫فهّا جسدي ّ‬
‫ينسل بين ِ‬
‫ِ‬
‫يشد الزهر َة الولى‬
‫ّ‬
‫فراشًا هائمًا صّبا ومقتو ً‬
‫ل‬
‫َ‬
‫سوّ يأتي‬ ‫دعوني للسموات التي أعرفها أصبو‪ ،‬فبعدي‬

‫العزم ُيلقي حبله في الفلك الخر‪..‬‬ ‫كاهن ٌ‬


‫طفل شدي ُد‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫والكتب السحرية‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫كونت من هّي الرقاى‬ ‫يستهدي بما‬

‫السوداء‪ ..‬من وحي أناشيد ّسرافيل‪ ..‬من يقظ ِة دلمونأ‪،‬‬

‫السر والكانونأ‬
‫وما في السيمياء ّ‬
‫فُتمسي الرض كونًا فرحًا مجنونأ‬

‫الناس صّبا قالقًا مفتونأ‪.‬‬


‫وينسى ُ‬

‫‪270‬‬
‫الياقوتة الثانية‬

‫أعوُد‬

‫لوّ ثوبي والرقاى‪ ،‬أُرخي‬


‫والحبر الّي ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الوراق‬ ‫ُ‬
‫فأحرق‬
‫ُ‬
‫يرشق أورادي‬ ‫معتم‬
‫لعشابي لّيّ الي ّم‪ ،‬استلقي بفجر ٍ‬
‫البرق على‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫فيلتف ضحى‬ ‫يمامًا تائهًا‪ ...‬يمسح لي روحي‪،‬‬

‫صوت‬
‫ٍ‬ ‫غير صدى‬
‫تاجي‪ ،‬ما كانأ معي ُ‬
‫غصني ويلت ّم على َ‬
‫وأشباح ُ‬
‫تدق الليل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يناديني‬
‫ل ُي ُ‬
‫مسك النج َم‬ ‫ملك ُ‬
‫يرفل في السمال تّياها جلي ً‬ ‫هّا ٌ‬

‫بالشعر جنانًا‪َ ،‬‬


‫هو ط ّ‬
‫لع ربى الُنعمى‪ ،‬شيخي‬ ‫ِ‬ ‫ويستمطر‬
‫ُ‬
‫الورد والنسام وال َقر ُم الّي‬
‫ِ‬ ‫الشاعر العمى‪ُ ،‬‬
‫سليل‬ ‫ُ‬
‫طوع أفلكا وما س ّمى‪ ،‬إذ اختار مجرات له وافتتح الطين َة‬
‫ّ‬
‫التبر طروسًا‬
‫الشمس في ُم ّخي وما استبدل ِ‬
‫ُ‬ ‫والجرما وقاال‬
‫ُ‬
‫‪271‬‬
‫يحفر عن‬ ‫واجتاح له ّ‬
‫تل عفيفا وأرتمى ُ‬ ‫َ‬ ‫حاكها بالنور‬
‫سلسلة بائدة ورداً وتيجانًا وأحيا َء خرافات قاضت وطراً‬

‫والريح لّا ألقى‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المغلق‬ ‫ُ‬
‫الّل‬ ‫وولت فانطوى يحنو عليه‬

‫الزهر وهاجًا صافيًا من ِ‬


‫ثمر السدر ِة حتى‬ ‫َ‬ ‫على أسماله‬

‫الجوهر الغامض‬
‫ِ‬ ‫ينطوي في فلق ِة البلّور أو يمسك عشب‬
‫ُ‬
‫تركل الغي َم على لبو ِة هّا البحر أو‬ ‫والفاق يرعاها ظبا ٌء‬

‫الناّح في مملكة‬
‫ُ‬ ‫يطرق نهراً هادراً في البيد‪ ،‬هّا ُ‬
‫الملك‬ ‫َ‬

‫لكم هّيج فجرا في دمي واختار أنأ يبقى‬


‫عليا يناديني‪ْ ،‬‬
‫الكونأ‬
‫َ‬ ‫أسر‬ ‫بعيداً ُ‬
‫يصل النجمة بالنجمة بالعشاب‪ ،‬منها َ‬
‫كدر‬ ‫يمزج سلسا ً‬
‫ل بما ٍء ٍ‬ ‫ُ‬ ‫على نخل ِة أهليه‪ ،‬إليها ورنا‬

‫الصعب ودونأ لياليه‬


‫َ‬ ‫الحرّ في فيه وّف َ‬
‫رجن له‬ ‫ُ‬ ‫فالتفت‬
‫بأحلى ُ‬
‫الطرس‪ ،‬ناداني حبيبي للربى‪ ،‬ل بد أنأ أترّ‬

‫أتبعه النأ وأُلقي قادمي في أرض ِه الولى‬ ‫ً‬


‫فارغا ُ‬ ‫كأسي‬

‫ينابيع‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫واخترت مآقايه‬ ‫فنفسي هَلُكت من لّ ٍة حمراء‬

‫أبصر‬
‫ُ‬ ‫تداوي عللي ُت ُ‬
‫برئ جسمي من قاشوري‪ ،‬إنني‬
‫ً‬
‫وتيجانا على ثني ِة هّا الغيم‪،‬‬ ‫ً‬
‫أفواجا أتت سكرى‬ ‫يا شيخي‬

‫شمسًا من قاطاّ الروح تدنو من غرانيقي وآلفًا من‬

‫ّ‬
‫الجن تقود العربات السود للقاصى فخّني نحوها يا شيّ‬

‫ألقاها وأمشي في مناياها‪ ،‬أش ّم الروح في أشجارها أعلو‬


‫أدر َ‬
‫فوق إنائي‬ ‫سماوي على العرش ْ‬
‫ّ‬ ‫غصن‬
‫ٍ‬ ‫بسلواها إلى‬
‫َ‬
‫الدغل بروحي والمساء‬ ‫ُ‬
‫يغسل‬ ‫َ‬
‫حبرّ البيض واملني ببحر‬

‫المر عن كفي وأعلمي ّ‬


‫يرد الليل عن عقلي ويحميني من‬ ‫ّ‬
‫ل َ‬
‫فوق‬ ‫أدر يا شيخي العمى رضابًا عس ً‬
‫التخمة والجاه‪ْ ،‬‬
‫التحتي ألقي فيه تمساحي وغصني‬
‫ّ‬ ‫واسع بي للمنجم‬
‫َ‬ ‫لساني‬

‫والخمر التي عّتقها قابلي ّ‬


‫سريونأ‬ ‫َ‬ ‫وأناشيدي الغنوصية‬
‫‪272‬‬
‫العقل في أنغامه‬
‫فنونأ ِ‬
‫ّيت‪ ،‬في ِ‬
‫وأنسابوا‪ ،‬كما كوكب ٍ‬
‫الغمرية الجفرية الولى لعلو في نجيع الهدم أُحصي َ‬
‫غسق‬
‫َ‬
‫لينشق رماغدي وأغني قاصة الموتى‪.‬‬ ‫المنفى‬

‫***‬

‫العشب المغطى بالندى‬


‫ِ‬ ‫الغنم النائم في‬
‫هوى عند قاطيع ِ‬
‫ولكن الفتى صلّى لباريه‬ ‫نجٌم ّ‬
‫وغطته فراشات قاتيلت ّ‬
‫بالزهر وأرخى قادمًا َ‬
‫فوق طريق المجد‬ ‫ِ‬ ‫وناداه المدى ّ‬
‫فالتف‬

‫ين وألقى‬
‫بر ِ‬
‫البر ّ‬ ‫ٌ‬
‫جمال أسر العين ور ّد ّ‬ ‫واحتاح أعاليه‪..‬‬

‫وأجفانأ‬
‫ٍ‬ ‫لهب أعمى‬
‫صحف الماضي على روح ذوت من ٍ‬
‫الخمر شمسين‬
‫ِ‬ ‫ورواها طراّ‬
‫هر ّ‬ ‫هوت فوق خدود ّانها ُ‬
‫الط ُ‬
‫البال في الروح‬
‫عليل ِ‬‫سقط اليو َم من النار وأخفاه ُ‬ ‫ٌ‬
‫جمال َ‬

‫روى مراعيه‬ ‫سحابا َغ ً‬


‫دقاا ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫فانشق ماضيه‬ ‫وألقاه السما‬

‫فواهفاه الضحى بالكاظمات البيد والتيهِ‪ْ ،‬‬


‫أين يا ليل عن‬

‫غاب واشراقاات ممسوح‬


‫مجروح وعن ٍ‬
‫ٍ‬ ‫عشب‬
‫ٍ‬ ‫نجم هوى في‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫غريبا هّيم السماغك والغيمات والقطعانأ‬ ‫رمى في ّيته ً‬
‫نبتا‬

‫كليل أبيض‬ ‫ً‬


‫خافقا يمتد في أفق ٍ‬ ‫نجعا بعيداً‬
‫واختار له ً‬

‫النبض‪ ،‬أِب ْن ع ّما ّ‬


‫يروي عرقاك الشائك وأسرح في غبار‬ ‫ِ‬
‫لوح واربط الطين بصلصال طفا في‬
‫الخلق‪ ،‬للنجمة ّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يركض في‬ ‫لّ تنادي شبحًا‬
‫ل وخ ّ‬
‫خاطر ردّ مخبو ً‬
‫ٍ‬
‫العشب إلى الخضرة‬
‫ُ‬ ‫عشب ر ّدّ‬
‫ٌ‬ ‫مسك‬ ‫َ‬
‫أيامك لو ّ‬ ‫صحراء‬
‫فارتحت على سورّ تبكي ّمنًا ّ‬
‫ضل وما أبقى‪ ،‬جمال‬
‫فيضه فوق تلل الليل أرخى ُ‬
‫شاله‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الدغل وأرخى‬ ‫غمر‬
‫َ‬
‫الرض لو ّّينها الركب وف ّكت فوقاها الستر‬
‫ِ‬ ‫فوق تخوم‬

‫ونامت واستراحت عندها الروح وأعلها ُ‬


‫حنين الفتح‬
‫ّ‬
‫واحتك بها‬ ‫النبع حّناها دم الفتن ِة‬
‫ورواها ّلل ِ‬
‫للشمس ّ‬
‫ِ‬
‫‪273‬‬
‫النهر القدي ُم البع ُد الصافي وفي لفح الندى الغافي على‬
‫ُ‬
‫الفجر‬
‫ُ‬ ‫الورد سرى في دمه‬
‫ِ‬ ‫مخمل أجساد طفت في عتر‬
‫ِ‬
‫البحر أعلى برقا ُه‬
‫َ‬ ‫وشدّته شموس نحو خلجانأ َ‬
‫فخاط‬

‫صياح الشاعر العمى إلى‬


‫ُ‬ ‫الماس ناداغه‬
‫َ‬ ‫السود للغيم ّ‬
‫وّخ‬

‫سره في الليل أدى قاسما ل‬


‫والحقل السماوي فألقى ّ‬
‫ِ‬ ‫الجن ِة‬

‫واختار عصاه ومضى فجراً‪.‬‬

‫ُ‬
‫يركن‬ ‫سهل ول‬
‫ضارب في الرض ل يلوي على ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حزين‬

‫وملقى في‬
‫ً‬ ‫صخر‬
‫ٍ‬ ‫حزين ٌ‬
‫رابط جنحيه كالباّ إلى‬ ‫ٌ‬ ‫بيت‪،‬‬
‫في ٍ‬

‫ُ‬
‫والعقبانأ ترعاه لكي تنهش عينيه‬ ‫الطير‬
‫ُ‬ ‫عراء ال يلت ّم عليه‬

‫البر حبلى‬
‫وشمس ّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫حبيسا في شراعيه‬ ‫وقاد كانأ الدجى ً‬
‫يوما‬
‫ُ‬
‫العاشق للتيه‬ ‫به‪ ،‬قاد كانأ ً‬
‫أنيسا غرقات في كأسه واستسل َم‬

‫قاادم من آخر الدنيا إلى القلب‬ ‫وما أغلق ً‬


‫نور ٍ‬ ‫صوب ٍ‬
‫َ‬ ‫بابا‬

‫تق دهراً في دماه فطفا فيها‪ ،‬وألقى فوق عينيه‬


‫الّي ُع َ‬

‫عفيف‬
‫ٍ‬ ‫أثواب قاديس‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كاسحا واّدانأ شاطيه‪ ،‬له‬ ‫ً‬
‫بريقا‬

‫ينسكب الكوثر من فيه‪،‬‬ ‫درر‬


‫أقااح ٍ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ورع يحمل تيجانأ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫الغصانأ‬ ‫العمر فانشقت له‬
‫ِ‬ ‫الشمس بماء‬
‫َ‬ ‫عجيب َ‬
‫خلط‬ ‫ٌ‬

‫تعاويّ‬
‫ِ‬ ‫والصحو بترديد‬
‫َ‬ ‫باللحانأ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫الغسق المحزونأ‬ ‫يلقي‬

‫والسهد بالندمانأ‪.‬‬
‫َ‬ ‫الرقاى‬
‫بدر ٌ‬
‫جليل‪ ،‬س ّمه‬ ‫أمير‪ٌ ...‬‬
‫ملك في آخر الليل‪ ،‬وفي أوله ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عاشق‪ ،‬سي ً‬
‫ل من العشاق‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫جنونأ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫تاريّ‬ ‫ما َ‬
‫شئت‪..‬‬
‫ٌ‬
‫عاشق‬ ‫ٌ‬
‫جميل‬ ‫الورد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أنسابًا وأسما ًء من الماشين في كوكبة‬

‫وأنهار من الخمر ِة‬


‫ٍ‬ ‫سور من اللُبنى‬
‫يرتاح على ٍ‬
‫ُ‬ ‫الرض‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫والضو ِء فهل ُ‬
‫يهتز هّا العال ُم الراكُد مثل ِ‬
‫الوتر المشدود في‬

‫العود على أيديه؟‬


‫ِ‬

‫البحر؟‬
‫ُ‬ ‫الحجر‬
‫ُ‬ ‫الثور وهّا‬
‫الوثن ُ‬ ‫ّ‬
‫يهتتز هّا ُ‬ ‫هل‬
‫‪274‬‬
‫ُ‬
‫الساكت الدرد؟‬ ‫الرض وهو‬
‫ِ‬ ‫نبع‬ ‫وهل ّ‬
‫يهتز ُ‬
‫هل ُتصغي لكفي ِه حشوُد العاّفين الجامدين النأ في‬

‫صالت هّا الكونأ؟‬


‫ٌ‬
‫أرتال من الرواح نامت واستقرت في نوا ِة‬ ‫هل ّ‬
‫تنفض‬

‫والعرش؟‬
‫ِ‬ ‫السيف‬
‫ِ‬

‫لوغوس معلّى يضرب الرقاا َم‬


‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫غطريف‬ ‫وهل يفعلها‬

‫بالجمر فتعطي‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫الحرّ‬ ‫بالسوط فتبكي وُتدلّي‪ ..‬يضرب‬

‫وتعري شفرة الكونأ؟‬


‫ّ‬
‫فهل يفعلها؟‬

‫بالموت‬
‫ِ‬ ‫هل في ظلم الليل ُينهي أ َمره‪ُ ..‬‬
‫يعلن هّا المحتفي‬

‫العالم السفلي‪ ..‬في‬ ‫نور‬


‫وسط ِ‬ ‫سرا ثم يستلقي قاتي ً‬
‫ل َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫السدرةِ‪ ..‬في سفر البروج الصفر الملقى بأفواه سكارى‬

‫الكلمة الولى‪.‬‬
‫َ‬
‫بنيرانك كي‬ ‫َ‬
‫ترشق الما َء‬ ‫ليس َ‬
‫لك النأ سوى أنأ‬ ‫ْ‬
‫أفق‪َ ..‬‬
‫خراب‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫ّاهيا فوق‬ ‫والحين ً‬
‫كتابا ثم تمشي‬ ‫ِ‬ ‫الحين‬
‫ِ‬ ‫ترفع بين‬
‫َ‬
‫الول بالناعم والخر بالقادم ترميها‬ ‫الرض ُتلقي الشائك‬
‫ِ‬
‫كم‬
‫عامر‪ْ ،‬‬ ‫بنبع‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫يرفع في الكوانأ أحيا ًء يولتاذ ٍ‬
‫يابس ُ‬
‫بقاع ٍ‬
‫ٍ‬
‫كانت النج ُم سوداء وكم غنت َ‬
‫لك الشجار واختارت‬

‫لك الفردوس بيتًا طيبًا حلواً وبستانًا‬

‫الليل ما‬
‫شارد في ِ‬
‫ٍ‬ ‫طيف‬
‫ولكنك ما أمسكت منه غير ٍ‬

‫الليل منسابًا وجّلنًا‬ ‫َ‬


‫أمسكت غير ِ‬
‫قااموس‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫أضغاّ‬ ‫ً‬
‫ناقاصة‪،‬‬ ‫كأسك يهّي جم ً‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫على‬

‫الدهر‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أمسكت غير‬ ‫العين قابل النوم‪ ،‬ما‬
‫تبل َ‬ ‫وحيرات ّ‬
‫ٍ‬

‫الرض مطروحًا وسكرانًا‪.‬‬


‫ِ‬ ‫َ‬
‫فوق‬

‫‪275‬‬
‫ُ‬
‫غصن شّاتي‬ ‫هوى‬

‫الطير لتدبير أذاتي‬


‫ُ‬ ‫وارتقى‬

‫رهج يصعُد من شمس رفاتي‬


‫فهو عندي ٌ‬
‫ْ‬
‫الزمانأ‬ ‫قالق ُ‬
‫ينزل من غيم‬ ‫وسراب ٌ‬
‫ٌ‬
‫وينابيع أرتوت لي ً‬
‫ل بماء الحيوانأ‬

‫ْ‬
‫عريانأ‬ ‫هكّا أبقى أنادي ُ‬
‫الش‬

‫البحر إلى‬
‫ُ‬ ‫واشتق رحيقًا من شفاهي ورمى‬
‫َ‬ ‫بلّني الهدهُد‬

‫خمور ُعتقت دهراً وشابت‪ ،‬بلّها النور‬


‫ٍ‬ ‫كفي جراراً من‬

‫شفقي‬ ‫ّمانأ النطف الولى وأخفاها ٌ‬


‫هديل ّ‬ ‫َ‬

‫الودقاي‬
‫ّ‬ ‫السجاج‬
‫الخمر ُ‬
‫َ‬ ‫ورمى لي عطشي‬

‫التقي‪.‬‬
‫وسواني ّ‬
‫النسام في ثوبي ّ‬ ‫تحت ما َ‬
‫أحتك من‬ ‫َ‬
‫ِ‬

‫والطيف الّي علّقه طير‬


‫َ‬ ‫النوم ّ‬
‫يهد النو َم‬ ‫ربما الحالم في ِ‬
‫الغيم أو ّيّنه‬
‫العقل إذ ر ّمز ُه الطارق في ِ‬
‫رماد ِ‬‫ويحتاج َ‬
‫ُ‬
‫بهي الروح أمسكت بلوح‬
‫أنت ّ‬ ‫ُ‬
‫وكبش النار‪ ،‬ها َ‬ ‫النور‬
‫ُ‬
‫والشمس عليه‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واخترت بأنأ تّبح غزلنك‬ ‫الخلق‬
‫ِ‬
‫حرّ َ‬
‫فوق هّا اللوح والنج ُم‬ ‫ٍ‬ ‫بالناس أنا ُ‬
‫أول‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫صحت‬

‫ُ‬
‫والساكن في الرحام‬ ‫الّي ما ّال خفاقاًا بأقاصى الكونأ‬
‫الورد والما َء الّي ُ‬
‫يبزغ‬ ‫َ‬ ‫والهائ ُم في البرية الولى‪ ،‬أنادي‬

‫ُ‬
‫يضعن في اغلمنفى‬ ‫ذابل‬
‫نجم ٍ‬ ‫ملتفًا بقنديلي‪ ،‬وأسعى َ‬
‫نحو ٍ‬
‫الطير وتطويني‬
‫ُ‬ ‫بعض ما ألقى وحيداً قالقًا يلعنني‬
‫فألقى َ‬
‫الفردوس مكسوراً‬
‫ِ‬ ‫بعض ما ألقى من‬
‫ثعابيني‪ ،‬وألقى َ‬
‫الكونأ أنغامًا وأحجاراً‬
‫ِ‬ ‫بأطواق شظايا تنثني في‬
‫ِ‬ ‫ومكسوا‬
‫ّ‬
‫أرجع من نجمي إلى طيني‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ولكني أخيراً أرعوي‬
‫‪276‬‬
‫الياقوتة الثالثة‬

‫الشاعر‬
‫ِ‬ ‫ل فرحة كفرح ِة‬
‫ل ٌ‬
‫أبهة ومسطوةٌ‪ ..‬كسطو ِة الشاعر‬

‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أسسه‬ ‫ل إمارةٌ‪ُ ّ.‬‬
‫تشبه ما‬

‫تفور مثلما في قادح الشاعر‬


‫عناصر ُ‬
‫ٌ‬ ‫كواكب ترقاى ول‬
‫ٌ‬ ‫ل‬

‫أمير‬
‫والفجر يناغديه‪ٌ ،‬‬
‫ُ‬ ‫دمه في برك ِة الليل فيدمي َ‬
‫الليل‬ ‫ُيلقي ُ‬

‫والشمس على أحلى أوانيه‬


‫ُ‬ ‫َ‬
‫كسف الظلمة بالكلمة‪،‬‬

‫تسطع بالنار وُتحييه‬


‫ُ‬ ‫والبدر ما لؤلؤ ٍة في تاجه أو خرّةٌ‬
‫ُ‬

‫المجد ظهراً واعتلى قالتعه ُ‬


‫ينسج أقاوا ً‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫لسور‬
‫ِ‬ ‫وقاد أعطى‬

‫النور تّياها عفيفًا‬


‫وأحلماغ وغزلنًا تنادي وارتمى في ِ‬
‫ً‬

‫غصن براريه‪ ،‬جموحًا يطعن ّ‬


‫الجن وُيلقي نبلَ ُه في‬ ‫َ‬ ‫ماسكًا‬

‫الدر له‬
‫أنسرد ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫العليل‬ ‫الصب‬
‫ّ‬ ‫الطياّ‪ ،‬هّا الهائ ُم‬
‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫مر‬

‫تطلع من فوق‬ ‫ُ‬


‫رايته ُ‬ ‫البزر نديًا في يديه ورنا‬
‫ُ‬ ‫وانفلق‬

‫ّفن الليل وأّجلنا الموميل التي رددها‬


‫شواطيه‪ ،‬وها قاد ّ‬

‫والعشاق‪ ،‬أطلقنا طيور الطرب‬


‫ِ‬ ‫السهاد‬
‫ِ‬ ‫من قابلنا حشٌد من‬

‫السهر عن عينينك‪،‬‬
‫َ‬ ‫خمر ّ‬
‫يرد‬ ‫َ‬
‫يناغيك ول ٌ‬ ‫التعبى‪ ،‬فل نجٌم‬

‫إيلّ ُترخي عندها روحًا‬


‫ُ‬ ‫َ‬
‫ينجيك من القحط ول‬ ‫نور‬
‫ل ٌ‬
‫الصعب‬
‫َ‬ ‫وأحداق تصيُد الشارد‬
‫ٍ‬ ‫سوى الرض التي تبلى‬
‫‪277‬‬
‫وآيات لها وقاع القرابين إذا ما أُلقيت أرضًا ُج ّزت‬
‫ٍ‬

‫وتلوت فهي تلويني‪.‬‬

‫***‬

‫حزينًا أفل ُ‬
‫البدر‬

‫بالزهر وأعلهم‬
‫ِ‬ ‫ملوكيونأ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫فرسانأ‬ ‫َ‬
‫البيرق المكسور‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ولف‪،‬‬

‫للموت يصيدونأ به كبشًا نشيطًا ينعتونأ‬


‫ِ‬ ‫الفتح‬
‫حنين ِ‬‫ُ‬
‫ل ويفيقونأ‪ّ ،‬‬
‫يحطونأ على الصخر أباريق جمال‬ ‫الكونأ بغ ً‬

‫ورواهم ضجيج‬ ‫وفناجين وتيجانًا ودفلى‪ ،‬قاادهم ٌ‬


‫طيف ّ‬
‫الدم في أوداجهم واستعّبوا خمراً‪ ،‬يدقاونأ بصّناجاتهم‬
‫ِ‬
‫خفاّ يعصرونأ‬
‫ٍ‬ ‫مشرق مشي‬
‫ٍ‬ ‫لحتف‬
‫ٍ‬ ‫ألحانأ ويمشونأ‬
‫ٍ‬ ‫أندر‬
‫َ‬
‫مطلع‬
‫ِ‬ ‫والعناب تحت البرق‪ ،‬هاهم طلعوا في‬
‫َ‬ ‫التمر‬
‫َ‬
‫تالف وانتشروا ً‬
‫فوجا فمنهم من‬ ‫نبع ٍ‬
‫الصبح ودروا حول ٍ‬ ‫ِ‬
‫رمى ورداً لقرنأ الثور فانشقت ومادت تحتنا الدنيا ومنهم‬

‫قالب النور بالكلمة وارتاح‬


‫من عصى واختار أنأ يقّّ َ‬
‫الماس في خوذته واعتصر الجمرا‬
‫َ‬ ‫ورج‬
‫بحر من الشّر ّ‬
‫على ٍ‬
‫آخر الليل وعلى قامصانهم وأفترشواغ‬ ‫ً‬
‫جميعا َ‬ ‫وها ناموا‬

‫نور‬
‫الشعر يا َ‬
‫ِ‬ ‫العمر‪ ،‬سلمًا أيها الصحب الندامى يا َ‬
‫نهار‬ ‫َ‬
‫هزها الشعرى‬ ‫ٌ‬
‫طيوّ ّ‬ ‫القناديل‪ ،‬لهم في رفرّ الماء‬

‫أطراّ هّي‬
‫ِ‬ ‫يشقونأ د َم الليل ويمشونأ على‬
‫َ‬ ‫بترتيل‪،‬‬

‫الورد من مشيتهم توتًا ويسبيهم‬


‫ُ‬ ‫الرض أشباحًا ّ‬
‫ينز‬

‫الديك نشوانًا ويكويهم إذا ش ّموا على أطراّ‬


‫صياح ِ‬‫ُ‬
‫الكأس‬
‫ِ‬ ‫الخمر هبّوا وتساقاوا‪ ،‬حلبوا النور من‬
‫ِ‬ ‫رياح‬
‫بغداد َ‬
‫غرة‬
‫وترتاح على ّ‬ ‫النبع‬ ‫وصّبوه على افئدة حمراء ُ‬
‫ُ‬ ‫تنشق عن ِ‬
‫الفرس‬
‫َ‬ ‫الشاعر يعلو‬
‫ُ‬ ‫الطلع وها بينهمو‬
‫ِ‬ ‫فيصلي أصفر‬
‫ّ‬ ‫صبح‬
‫ٍ‬
‫النافرة السكرى ويغويها إلى شاطئه يحدو عليها ثم يدعوها‬
‫‪278‬‬
‫الثور‬
‫للمس اليم والغطس إلى لؤلؤة خضراء ما بين عيونأ ِ‬
‫ِ‬
‫والريح على قارنيه تعلو ها هو النأ يحّني طيره بالعصفر ّ‬
‫المر‬ ‫ُ‬
‫وبالكنعانأ‪ ،‬يمضي صوب أعماق الطواحين وُيلقى ميتًا في‬

‫الدهر‬
‫ِ‬ ‫دربه لكن جنحين صغيرين ير ّفانأ على كتفيه طول‬

‫الروح والعيش على تكي ِة‬


‫ِ‬ ‫هّا الشاعر المقتول أغرانا بهتك‬

‫أحلم العصور الغابرات‪ ،‬شدّنا من شعرنا بالنجم الولى‬


‫وانكب على دورقاه ُي ُ‬
‫مسك بالطين‬ ‫ّ‬ ‫وألقانا بي ّم الشمس‬

‫بالنور‪ ،‬هّا‬
‫ِ‬ ‫ل ُ‬
‫يرفل‬ ‫يخلق كونًا كام ً‬
‫وبالعواد كي َ‬

‫ريحانأ عليه‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أضغاّ‬ ‫الشاعر المقتول ظلّت في الربى ملقية‬
‫ُ‬
‫والنهر له يلط ُم‪ ،‬وهو ايوم ما ّال كما‬
‫ُ‬ ‫تطلع‬ ‫ٌ‬
‫ومدارات له ُ‬
‫خلصات حشود‬
‫ِ‬ ‫خالصا‪ ،‬جوهر ًة‪ ،‬نوراً‪،‬‬
‫ً‬ ‫مات لُ ً‬
‫جينا‬

‫بالبشر ُقاّدام الشياطين‬


‫ِ‬ ‫طافح‬
‫ٍ‬ ‫جنونأ‬
‫ٍ‬ ‫وصراعات‬
‫ِ‬ ‫منتقا ٍة‬

‫الزمر المارقاة الخطو من ّ‬


‫الجن‬ ‫ِ‬ ‫العتاة‬

‫***‬
‫ُ‬
‫أفقت‬

‫مر على‬
‫بالنور‪ ،‬ليت النور ما ّ‬
‫ِ‬ ‫مر بي ما مسني‬
‫ل ّ‬‫ليت ح ً‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫وقامت‪ ..‬ها هو‬ ‫ّ‬
‫والتفت يغويني‬ ‫ً‬
‫نجمة‬ ‫عيني وما سوى ترابي‬

‫العشب وسيقانأ البراري‬


‫ُ‬ ‫ال يغطي لي حقولي‪ ..‬ها هو‬
‫ترتخي في الفق ها ُخ ُ‬
‫شعة بيتي تستوي أرضًا ومنها‬

‫الشر به تطفو به ول طين‬


‫قع ّ‬ ‫الكونأ نقيًا رائقًا ل ُب ُ‬
‫ُ‬ ‫يطلع‬

‫أنظر للعلى‪ ّ.‬إلى حيث يكونأ ال‬


‫الحياة‪ ..‬وأنا ُ‬
‫وال يناغيني ويلقي ثمراً نحوي‬

‫وأرتاح‬
‫ُ‬ ‫بعض – أنا وال – أوقااتًا يراعيني‬ ‫ُ‬
‫ونشتاق إلى ٍ‬
‫على فسح ِة كفيه‬

‫بصوت غامض يعلو‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫أوقااتًا يناديني‬
‫‪279‬‬
‫َ‬
‫غادرت فردوسي‬ ‫َ‬
‫صرت يا طفلي مّ‬ ‫وحيداً‬

‫بحر الخطايا‬ ‫وضي ّع َت بهّي الرض محمو ً‬


‫ل على ِ‬ ‫ُ‬

‫ل باّثم متبوعًا بناقاوسي‪ْ ،‬‬


‫فعد يا طفلي الحالم‬ ‫مثق ً‬

‫ْ‬
‫واصعد بناموسي‬ ‫من منفاّ وأمل وحشتي‬
‫الديك أنهاراً‬
‫صوت ِ‬ ‫ُ‬ ‫فجر‪ ّ.‬ريثما ُ‬
‫يمل‬ ‫يطلع ٌ‬
‫فأبكي ريثما ُ‬
‫ينشق ليطوي ال عرشًا ُ‬
‫تحته ث ّم‬ ‫الفق ُ‬
‫من الظلمة حيث ُ‬

‫يحّييني ويمضي‪.‬‬
‫هكّا أبقى وحيداً ُ‬
‫أسأل النسا َم واليا َم والجفر القديمات‬
‫ُ‬
‫أحرق ليلي بنهاري وأرى في السحر‬ ‫عن ال وأبقى هائمًا‬

‫ورجع الصوت‪،‬‬
‫َ‬ ‫روح الخضرة الولى‬
‫واستحضر َ‬
‫ُ‬ ‫أخلطي‬

‫الرعد وفي‬
‫ِ‬ ‫أرقاب ّ‬
‫ظل ال في الريح وفي‬ ‫ً‬
‫ساهما ُ‬ ‫أبقى‬

‫رب في‬ ‫النور الّي ُ‬


‫ينحل في لج ِة هّا البحر‪ ،‬قاد ألقيتني يا ّ‬

‫أنزع‬ ‫راكعا مضنى‪ ،‬وها علّمتني يا ّ‬


‫رب أنأ َ‬ ‫ً‬ ‫جب عميق‬
‫ّ‬

‫أفعاي التي‬
‫َ‬ ‫من روحي سكونأ البال والعماق أنأ ألج َم‬
‫غارق في ّ‬
‫اللّة السوداء‪ ،‬ها علمتني‬ ‫ٍ‬ ‫تدفع بي نحو سفين‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫المسك‬ ‫أطبع اليقون َة الطقسية الولى بنعشي وأُ ُ‬
‫هيل‬ ‫أنأ َ‬
‫سيل أباريقي ويا فيضًا‬
‫فوقاي وأنادي أربعًا إسطقس‪ ،‬يا َ‬

‫أساطيل الندى والطين ل ّما صعق القانو ُم‬


‫ِ‬ ‫طفا َ‬
‫فوق‬
‫ل َ‬
‫دلق‬ ‫ل جمي ً‬
‫وأنشقت به بّر ُة حواء وطارت ريحه نس ً‬

‫الفايروس في عظم البراري ورمى في برك ِة الحيوانأ أسلفًا‬


‫ُ‬
‫والنياق الصفر‬ ‫ُ‬
‫والعجل المقدس‬ ‫ُ‬
‫الطيف‬ ‫ُ‬
‫البراق‬ ‫نما فيها‬

‫الموج غطاني‬ ‫بتاج الزهرة الحمراء‪ ،‬حين‬ ‫ُ‬


‫ُ‬ ‫والبعل الّي قاا َم ِ‬
‫الرواح شّبت واستفاقات مثلما‬ ‫َ‬
‫أبابيل من‬ ‫ُ‬
‫وشاهدت‬
‫ِ‬
‫الطوق وغّنت لجمال البشر الزاهي على الرض ّ‬
‫ولكن‬

‫بروقاًا أحرقاتهم واستحالوا ندبًا في صخرة ذكرى‪ ،‬كأنأ‬


‫‪280‬‬
‫ال يلقي فيهمو غضبت ُه برقاًا ويرميهم ترابًا ّبداً في الماء‬

‫منشوراً وأكوامًا‪.‬‬
‫البرق ل يقبل باّنسانأ مزهواً‬
‫َ‬ ‫كأنأ‬

‫البرق يخشى ّند ُه والطوفانأ يخشى بشراً يعلم أو‬


‫َ‬ ‫كأنأ‬

‫يسرق ّهر الخلد‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫الياقوتة الرابعة‬

‫لماذا َ‬
‫سكت الناي؟‬

‫لماذا احتجبت سيد ُة الناي؟‬


‫َ‬
‫افترق الحشُد؟‬ ‫لماذا‬

‫الخمر‪ ،‬ناحت‬
‫ُ‬ ‫وناح‬
‫كأس على الرض َ‬
‫لماذا سقطت ٌ‬
‫الشمس واستعصى على الفهم ٌ‬
‫جدال‬ ‫َ‬ ‫ناح ُ‬
‫كمال‬ ‫وردةٌ‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫بين مرآتين َ‬
‫كيف انفطرت عشتار نصفين ومن ّ‬
‫رد إليها‬

‫المغلول في المنفى وخاط الشوق فلّى ف َمها‪ ..‬فّن َن‬


‫ُ‬ ‫بعلها‬

‫المبهم‬ ‫درس المسوخ‬


‫فك لها َ‬‫البرق في توشيدها ّ‬
‫ِ‬ ‫نحت‬
‫ِ‬
‫ل وخمبابا‬‫من جرجرها وانشق في بسانها غو ً‬
‫الفراج‪ْ ،‬‬
‫ّ‬
‫وعرى طولها وانحرثت أرض‬
‫ل ّ‬ ‫دق على فستانها نب ً‬
‫ومن ّ‬

‫وفاض‬
‫َ‬ ‫الشرق‬
‫ِ‬ ‫الثور قارنيه‪ ،‬لماذا انتحبت سيد ُة‬
‫وهز ُ‬ ‫ّ‬

‫الناي‪..‬‬
‫سكت َ‬ ‫وترابا ً‬
‫ودما يطوي وحمى ُت ُ‬ ‫ً‬ ‫الكأس ً‬
‫دمعا‬ ‫ُ‬
‫لماذاا احتجبت سيدة الناي؟‬

‫*‬

‫حيدر‬
‫ّماني ٌ‬
‫فأجتاح أعاليها وناداه‬
‫َ‬ ‫بارّه سيفًا ونادت ُه دفوّ الماء‬
‫َ‬
‫الشمس ّ‬
‫فالتف في التيهِ‪ّ ،‬ماني ّمزٌم لم‬ ‫ٍ‬ ‫نابض في‬ ‫ٌ‬
‫جمال ٌ‬
‫ُ‬
‫أقاطف من قايعانه الشوّ‬ ‫يعد الما ُء به ُ‬
‫أنزل في أغواره‬

‫النونأ‬ ‫يلج‬
‫بفجر ُ‬
‫مهتاج ٍ‬ ‫ُ‬
‫الراتق‪،‬‬ ‫دم رّت ُ‬
‫قه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫وأنشق به سبط ٍ‬
‫كثير‬
‫النهر في الدفتر والصخر برجراج فؤاديه ُ‬
‫ويطوي َ‬
‫الرض عشبًا والسما َء استبرقاًا ُيغبط ُه‬
‫َ‬ ‫اللبط ّ‬
‫مطاغر يزيد‬ ‫ِ‬

‫شراب الشمس في غرفته‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫طول الليالي فيناديني ويسقيني‬

‫‪282‬‬
‫صدغي‬
‫ّ‬ ‫النور لسعًا تحت‬ ‫ل جاذبًا َ‬
‫رهط سيوّ ِ‬ ‫لي ً‬
‫ل ّل ً‬

‫ُرج‬ ‫ُ‬ ‫غرامًا ماجنًا فانسرقات‬


‫الرض وأخفاها بد ٍ‬
‫ِ‬ ‫فهرسة‬

‫تحت كفيه‪ ،‬ومّنى وأّاح الستر عن نعناعه أربك ّ‬


‫عيني‬

‫بنار الموج‪ ،‬علّى‪ ،‬دحرج الطين على ساحله‪ّ ،‬‬


‫رد‪،‬‬

‫الحار‪ ،‬جله‬
‫ّ‬ ‫تدلّى‪ ،‬وتداعى عنده سرب سجود القادس‬

‫لّات تقلّت‬
‫تيه ٍ‬ ‫جلوةٌ تعرى ّ‬
‫ففر ا ُ‬
‫لورد حيرانأ ُيغني َ‬

‫واسطرت في النجم‪.‬‬
‫وانشوت في دم ِه ّ‬
‫*‬

‫سر له‬
‫سره‪ ..‬ل ّ‬
‫ّ‬
‫شكله‪ ..‬ل َ‬
‫شكل له‬
‫يطفح ً‬
‫ماسا‪ ،‬هّه آيت ُه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كأسه‬ ‫دم ُه ُ‬
‫يمل هّا الكونأ نوراً‪،‬‬

‫طير‬
‫والطور له ٌ‬
‫ُ‬ ‫الكيس‬
‫َ‬ ‫يضرب ُم ّحًا بالتعاويّ فيفري‬
‫ُ‬

‫رسامين موسيقيين‪.‬‬ ‫ً‬


‫معدانا وصوفيين ّ‬ ‫وكاّ كاغٌد ُ‬
‫يلقط‬ ‫ٌ‬
‫أحمر ّ‬
‫هّب معناها‬ ‫ٍ‬ ‫الرض حّناها ّ‬
‫وسواها بسيّ‬ ‫ُ‬ ‫هّي‬

‫الستر في‬
‫َ‬ ‫واستنطق النار ّ‬
‫وشق‬ ‫َ‬ ‫ضب دبى في جسدي‬
‫له ّ‬
‫ً‬
‫صصا في بركي ش ّم سراجي وأرتمى في‬‫روحي وألقى ُغ‬

‫أطلسي‪:‬‬

‫ل والسما ُء استبرقاًا‬
‫الشعر سي ً‬
‫ُ‬ ‫يجري‬ ‫َ‬
‫الحرّ‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫يط ُق‬

‫تومض في الكلم ِة والروح‬


‫الحمر خي ً‬
‫ل في شراييني‬ ‫ُ‬ ‫يجري‬ ‫الكأس‬
‫َ‬ ‫‪ّ .2‬‬
‫يط ُق‬
‫ّ‬
‫ويشنق ّجاجي نشو ًة تصيغ صوفي‬
‫ُ‬
‫عتمة هّا الكونأ حتى‬ ‫انزاحت له‬ ‫الجسد‬
‫َ‬ ‫‪ّ .3‬‬
‫يط ُق‬

‫شمس عظامي وانجلى‬


‫أشرقات ُ‬
‫يلعب في الضوء‬
‫حيوانها ُ‬

‫كريمًا غدقاًا يلقي سماوات على كفي ويبلي ساكنًا‪..‬‬


‫‪283‬‬
‫يقح أبراجي وأفواجي‬
‫ُ‬
‫وجمر الليل في تاجي‬
‫َ‬
‫يحرس لي روحي لكي ل تنثني‪ ..‬أول تخوّ‬
‫ُ‬ ‫ويبقى خافقًا‬

‫تتعب أو ينهكها مالي وأبنائي‬


‫العهد‪ ..‬أو َ‬
‫َ‬

‫أو يسرقاها عاجي‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫الياقوتة الخامسة‬

‫رشق‬ ‫َ‬
‫جلجل ُ‬ ‫النار‪ ،‬وفي تاريخها‬
‫رمت بغداد في أطلسها َ‬

‫البرق‪ ،‬في تاريخها صّفق طّبالونأ للوهم‪ ،‬ومن نهر ٍ‬


‫دم‬

‫خرج السّياّ والصوفي والشاعر‪،‬‬


‫َ‬ ‫ظلم‬
‫جمر ٍ‬ ‫ُ‬
‫يخفق من ِ‬
‫بالدمع‪ ،‬إذا اليا ُم شّبت في رؤوس‬
‫ِ‬ ‫الجرح‬
‫َ‬ ‫ها ُ‬
‫نحن نخيط‬

‫الموت في أرواحنا دارت بنا‬


‫ِ‬ ‫الناس شيبًا ر ّدنا الوهم لحفر‬

‫الشمس للمنفى ونبكي جثث‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫نسوق‬ ‫الدنيا‪ ،‬وها ُ‬
‫نحن‬

‫البناء والباء في الوديانأ قاتلى في عراء الفق‪ ،‬ها ُ‬


‫نحن‬

‫للّبح ول كبش إلى الفردوس يمضي‪،‬‬ ‫َ‬


‫الكبش ِ‬ ‫نقود‬

‫كلّّهم ماتوا ولم تغسلهم تسبيحة ح ّرّى ولم يحملهم طائر‬

‫دم تحت‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬


‫وأهتز بها عرق ٍ‬ ‫أهوال رمت بغداد‬ ‫نهر الموت‪،‬‬

‫النار ونرثي‬
‫نغزل َ‬‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫أهوال رمتنا فاستفقنا‬ ‫ظلم الخوّ‪،‬‬
‫قامر الدمع الّي ّ‬
‫هل ولم يصبح هلل‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫لماذا ُ‬
‫نحن في التيه؟‬

‫الشمس؟ وكم‬
‫َ‬ ‫الفجر؟ ماذا هزم‬
‫ُ‬ ‫لماذا سقط الورُد ونا َم‬
‫من نائح غنى طوي ً‬
‫ل حيث لم ينفتح الباب وصرنا في‬ ‫ٍ‬
‫الليل أنينًا؟‬
‫نمل َ‬ ‫سجونأ ُ‬

‫الموت؟‬
‫ِ‬ ‫لماذا ُ‬
‫نحن في‬

‫هوت أجفاننا ثم هوى الورُد‪ ..‬هوت أسناننا ثم طوى‬

‫الطهر‪ ،‬الغصونأ ارتبكت في يدنا‬


‫ُ‬ ‫الحزنأ قالوبًا ّانها‬
‫ُ‬

‫شائك لح بها‬
‫قاهر ٍ‬
‫النورنأ هوت بغداد في تاريّ ٍ‬
‫وارتبك ُ‬
‫والناس صرعى حوله تبكي‪ ،‬تحوّ‬
‫ُ‬ ‫النهر غريبًا دائخًا‬
‫ُ‬
‫ثياب الناس شلّت دمهم‬
‫النار َ‬
‫النار في موقادها أحرقات ُ‬
‫َ‬
‫النسل وما ّالت‪.‬‬ ‫شتتت‬

‫‪285‬‬
‫موسيقا لهدم البحر‬

‫‪1996‬‬
‫‪286‬‬
‫لوحة الغّف ‪ :‬سماء زرقاء ومّك للتشكيلية العراقية عأفيفة لعيبي‬
‫الرسومات الداخلية للتشكيلي العراقي ‪ :‬صدر الدين أمين‬

‫‪287‬‬
‫الحركة الولى‪ :‬الغضب‬
‫موسيقا لهدم البحر‬

‫‪288‬‬
289
‫ما تبقى من الروح‬

‫تعب‪ ،‬جوادي‬ ‫ُ‬


‫سأقاود‪ ،‬من ٍ‬
‫عطشًا ‪ ..‬أّّين جمرتيه بورد ٍة‬
‫ً‬
‫هاربة تغني‬ ‫َ‬
‫الفاق‬ ‫وأرى على أطرا ِف ِه‬
‫إثر آخر‬ ‫وأنا أرّت ُب َ‬
‫حّّ أعضائي فضا ًء َ‬
‫التاريّ‬
‫ِ‬ ‫مجرة‬
‫لحتفال ّ‬
‫ِ‬
‫الخريف ودفع ّ‬
‫ظل نعاجه‬ ‫ِ‬ ‫للدمع‬
‫ِ‬
‫عن طيلسانأ الي ّم‬
‫الغنجي‬
‫ّ‬ ‫عن غيم المساء ولين ِه‬
‫ً‬
‫ضاربة نعالي ‪.‬‬ ‫لّفاق‬
‫ُ‬
‫نسيت مدائحي‬ ‫ولّا‬
‫عناق‬
‫وكنت بل ِ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ونسيت أوراقاي‬
‫مر ُع ً‬
‫فتنة‬ ‫أنشق عن ٍ ُ‬ ‫ّ‬
‫ورد وأ ِ‬
‫ولّا تهدهدني السواقاي‬
‫ُ‬
‫الدفوّ‬ ‫وأتيه تأخّني‬
‫صوب عيونكم‬
‫َ‬ ‫ماي‬ ‫َ‬
‫خيوط ُد َ‬ ‫أُدني‬
‫كم َ‬
‫قايل أنأ فراشي أحترقات‬
‫جمع سريّين‬
‫أتبع َ‬
‫بالزهر ُ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫راكض‬ ‫وأني‬
‫احترقاوا وغابوا‬
‫الجوال في روحي حزينَا ً‬
‫تائها‬ ‫الخرس ّ‬
‫ّ‬ ‫وأنا المغني‬
‫ّ‬
‫انفك عن ّ‬
‫رخ قاتيل‬
‫عن مشيم ِة غاب ٍة سفلى وأهّي‬
‫‪290‬‬
‫مفاتن تطفو على بطن الشقائق‬
‫ٍ‬ ‫رضيع‬
‫ُ‬ ‫وأنا‬
‫شامل للغَمر‬
‫ٍ‬ ‫رّدني تاريّ ٍ‬
‫رجع‬
‫مدائح في الورد أو تتلى لشمس‬
‫ٍ‬ ‫‪.‬قاّيدني هتاّ‬
‫****‬
‫شمس‬
‫رافع كأسي إلى ٍ‬
‫كم قايل أني ٌ‬
‫شمائل َف ُس َدت‬
‫ٍ‬ ‫اشتباّ‬
‫ِ‬ ‫وأعصر قاربتي فوق‬
‫ُ‬
‫وماتت في الشتيم ِة‬
‫ُ‬
‫تموت بطعن ٍة‬ ‫الرض وهي‬
‫ِ‬ ‫في سؤال‬
‫َ‬
‫ضحياتك‬‫وأنا أقاول لبعلها المجنونأ هيّ أُ‬

‫المشاعل‬
‫ِ‬ ‫أو تقدم في‬

‫كي يقام لحوضها ُت ٌ‬


‫رس‬
‫وكي يضع المساء‬
‫أمعاءه في البحر‬
‫كي تقف السما ُء‬
‫‪.‬حيرى على ّ‬
‫كف المبارّ ل تغني أو تبوح‬
‫****‬
‫ُ‬
‫يسقط في إنائي‬ ‫كم َ‬
‫قايل أنأ النج َم‬

‫وأنا أُعلّل في الظهيرة َ‬


‫غاب مقتولين في صدري‬
‫وأطلق ُقاّبراتي‬
‫ً‬
‫أنجما‬ ‫كم َ‬
‫قايل أنأ حمائم الفردوس ما هدأت وصارت‬
‫ْ‬
‫معتمة‬ ‫لكن كفي‬
‫َ‬
‫في الليل في ّ‬
‫عز النهار وفي مراح مجامري‬

‫‪291‬‬
‫قامر‬
‫قامر إلى ٍ‬
‫فأطير من ٍ‬
‫ومن حجر لدفلى‬
‫الجمال بطول ِه وبعرض ِه ويصير أنثى‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تاريّ‬ ‫ويطير‬
‫تطفو على قابح الّي ُكّناه‬
‫أرجفني الّهول‬
‫فجراً‪.....‬‬
‫وهّيجني التلطم والغموض‬
‫وقاام ٌ‬
‫رفش َ‬
‫خلف منطقتين منهكتين‬
‫يكنس فيهما جثثًا وأشباحًا وّهراً ميتًا ‪.‬‬
‫ُ‬
‫****‬
‫الشمس أرحم من ودادي‬
‫َ‬ ‫كم َ‬
‫قايل أنأ‬
‫عقائد َبعدت‬
‫ٍ‬ ‫آخيت َ‬
‫شمل‬ ‫وأنا الّي ُ‬
‫ُ‬
‫وقاربت السما َء إلى يدي‬
‫مرمر‬
‫ٍ‬ ‫حناجر كبرى وصرخة‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ابتهال‬ ‫وأنأ‬
‫نساجين محنيين فوق عتادهم‬ ‫ُ‬
‫ورنين ّ‬
‫ُ‬
‫وهمهمة الجدي‬ ‫وأنا هتاّ رعي ٍة قاامت‬
‫فمن التقى منكم بميتت ِه وقاام‬
‫فرحًا‪ ..‬وهدهد تحته الفاق عصفوراً نديًا ؟‬
‫ً‬
‫رادما شّقا بها‬ ‫ومن أنحنى َ‬
‫فوق الطبيعة‬
‫ينهر بعضها‬ ‫ً‬
‫ومجانسا في رحمها الحجار والكلمات ُ‬
‫ويقيم أخرى في مّاودها ويمضي ؟‬
‫ً‬
‫متطيبا ُيلقي إلى الغصانأ خضرتها‬ ‫ومن استفاق بفجره‬

‫‪292‬‬
‫ويمسك نسغها؟‬
‫وغرة الشمس البعيدة ؟‬
‫الّبيح ّ‬
‫ِ‬ ‫الصبح‬
‫ِ‬ ‫أ لنني صّناجة‬
‫ُ‬
‫وأطلقت الفضاء‬ ‫ُ‬
‫أمسكت مرآتي‬ ‫ألنني‬
‫من أسرها‬
‫كرات الرماد بجملتي‬ ‫ُ‬
‫وكسرت ّ‬
‫جداول‬
‫ٍ‬ ‫أنساب مثل‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ورضيت أنأ‬
‫ٌ‬
‫ومهرجانأ في دمي؟‬ ‫َ‬
‫فوق الرخام‬
‫ُ‬
‫وأمسك أرغني‬ ‫إلي كواكبا ومعادنًا ُعليا‬
‫أحني ّ‬
‫ٌ‬
‫صعبة وعزيزةٌ‬ ‫وهي الهلّة‬
‫ينساب‬
‫ُ‬ ‫البنفسج من يدي‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫في أرضي وفوق منائري‬
‫شأفة‬ ‫الهتك ُ‬
‫أهتك ً‬ ‫ِ‬ ‫وأنا لهّا‬
‫ُ‬
‫وأمل إبرتي غيمًا وأحلمًا وناراً‬ ‫عيني إملقاا‬ ‫ّ‬
‫وأرد عن ّ‬
‫دفاتر القتلى ووهج عرائهم‬
‫حنين ِ‬‫وأنا ُ‬
‫ولّا أفّتق َ‬
‫طينة السرار في قالبي‬
‫وأكتب صائحًا بالشعر‬
‫َ‬
‫الموت حتى ينحني‬ ‫أرمي‬
‫وأنشر في فضائي نجمًا بتولّيا ور ّقاّا ناح ً‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫وأقاوده ميتًا‬
‫الروح‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫قاديما لرتفاع‬ ‫ل‬ ‫وأُ ُ‬
‫عيد تحت كمنجتي حف ً‬

‫الشمس‬
‫َ‬ ‫أبضع قاربتي وأهيل منها‬
‫ُ‬
‫أطفح طاستي طلعًا ونار‬
‫ُ‬
‫أ لنني سقت النهار لحقله‪..‬؟‬

‫‪293‬‬
‫ُ‬
‫وأدميت الهواء؟‬ ‫جرحت مشكاتي‬
‫ولنني ّ‬
‫أ لنني غنيتت أغنيتي الجديدة‬
‫الورد أعلمي‬
‫ِ‬ ‫فوق‬ ‫ُ‬
‫ورسمت َ‬

‫ّمردي‬
‫وفي كوبي وفوق ّ‬
‫أحر ُ‬
‫ض طينة الدنيا بقلبي‬ ‫وأنا َ‬
‫تاج الرض‬ ‫وأقايم جوهر ًة لشعبي َ‬
‫فوق ِ‬
‫أنحت ُقاّبراتي‬
‫ُ‬

‫ل تائهًا‬
‫الشمس وع ً‬
‫َ‬ ‫وأنا ُ‬
‫أقاود‬
‫وأخرج من جروحي‬
‫ُ‬ ‫العقبانأ عن بيتي‬
‫ِ‬ ‫وكّا أرّد جحافل‬
‫أرفع وردتي علمًا‬
‫ّهيانأ‪ُ ..‬‬
‫َ‬
‫بالقبيح ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وأفتك‬
‫ِ‬

‫‪1986‬‬

‫‪294‬‬
‫موسيقا لهدم البحر‬
‫البحر‬
‫ُ‬
‫كانأ ُ‬
‫يفيض في المنفى‬
‫وفي الكلمات‬
‫طير خراف ٍة‬
‫البحر َ‬
‫ُ‬ ‫كانأ‬
‫يجتاح غابَتنا ويعلو‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫جماجما‬ ‫والبحر كانأ‬
‫ُ‬
‫وحشود منفيين‬
‫َ‬ ‫ومعاو ً‬
‫ل‬
‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫لسر‬ ‫ً‬
‫منطقة ِ‬
‫مجداُ كاذبًا ومعاو ً‬
‫ل عمياء‬

‫كانأ مطّيبوه‬
‫يتماسكونأ فيقرأونأ مدائحًا حتى يقوم‬
‫وكانأ ُ‬
‫ينبض‬
‫ويشرئب‬
‫ُ‬
‫ول يقوم ‪.‬‬
‫والبحر‪ ..‬كانأ مدلّلوه‬
‫ُ‬
‫عر‬ ‫يتهيأونأ بورد ٍة في َ‬
‫الش ِ‬
‫نجمة وُي ُ‬
‫خيط أخرى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يرشق‬ ‫بالمزمار‬
‫سنبل للقبر‬
‫بالتفات ِة ٍ‬
‫ُ‬
‫الدفوّ‬ ‫تأكل ما تخلّف ثم تنقرها‬
‫بالنيرانأ ُ‬

‫‪295‬‬
‫ول يقوم ‪.‬‬
‫شاعر سكرانأ‬
‫ٍ‬ ‫سر ٌ‬
‫مغلق هتكته إبر ُة‬ ‫والبحر ّ‬
‫ُ‬
‫يستقر بعشب ٍة وُي ّ‬
‫فك بالكلمات‬ ‫ّ‬ ‫سر‬
‫ّ‬
‫البحر دورته‬
‫ُ‬ ‫يمضي‬
‫الوحل‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫طلسما في‬ ‫ويتعب كي يقي َم‬
‫ُ‬
‫يهدأُ أو ينام ‪.‬‬
‫وأنا وأنت مقيدانأ بنمل ٍة في راحتيه‬
‫وله نرّتب حبلَّنا كي ل َ‬
‫يفيض ول يشيّ ‪.‬‬
‫فعل َم أبدأُ ؟‬
‫ٌ‬
‫هجعة‬ ‫ُ‬
‫والبداية‬
‫ٌ‬
‫ورمل في التخوت‬ ‫وفحيح هاوي ٍة‬
‫ُ‬
‫وعل َم تبدأُ ؟‬
‫الفحم‬ ‫والبداية ٌ‬
‫لمعة في‬
‫ِ‬
‫الدين‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫رهبانأ بدائيونأ يفتتحونأ ُج ّب ِ‬
‫قابر أو خراب‬
‫ٌ‬
‫وإذا َ‬
‫بدأت‬
‫فأين تبدأُ؟‬
‫انقسام مجر ٍة أولى‬ ‫جع‬
‫غفلة‪َ ،‬ر َ‬ ‫أين ُت ُ‬
‫مسك‪ً ،‬‬
‫ِ‬
‫سرّ ؟‬
‫الطرقاات ّ‬
‫ِ‬ ‫وفي‬
‫يحمل ً‬
‫ناّفا‬ ‫ُ‬ ‫بغل ٌ‬
‫ناّّ في الليل‬ ‫والطرقاات ٌ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫اقاتتال سللتين‬ ‫َ‬
‫وبك‬
‫مفاتن القاموس‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اختطاّ‬ ‫وبي‬

‫‪296‬‬
‫ٌ‬
‫وطفل ل ينام‬ ‫والموتى‬
‫تغادر لن يكونأ سوى الفضاء‬
‫ُ‬ ‫فليما جه ٍة‬
‫مدّنسا بالغيم‪ ..‬لن تضع السماء‬
‫تفسّ جثة منسي ٍة‬
‫ل ّ‬ ‫إّ‬
‫و ليما جه ٍة سننشّ ً‬
‫قابة‬
‫البحر‬
‫ِ‬ ‫قارع موسيقا لهدم‬
‫أو َ‬
‫ثورنا‪ ..‬وعجولَّنا‬ ‫ُ‬
‫نعلف َ‬
‫كاذب ‪.‬‬
‫ونقو ُم نّبحها لفجر ٍ‬
‫وبرغم هّا يا ُ‬
‫بعيد‬
‫فلن يقو َم سوى البعيد‬
‫الخمر‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫ماسة في‬ ‫َ‬
‫يناسل‬ ‫ولن‬
‫المكانأ‬
‫َ‬ ‫تهتك مل‬
‫غير ٍ‬
‫لضارب في الليل‬
‫ٍ‬ ‫لكأنأ أجراسًا ّ‬
‫تحن‬
‫الضباب عرينَّه؟‬
‫ُ‬ ‫هل ش ّم‬
‫الحشد‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫غامضا في‬ ‫ً‬
‫واحتطابا‬ ‫وأفاض قات ً‬
‫ل‬
‫النهار نهاره في العين؟‬
‫ُ‬ ‫هل وضع‬
‫تسد منافّاً تعمى‬ ‫أم ٌ‬
‫لغة ّ‬
‫ُ‬
‫وينقرض الحجار‪.‬‬
‫الخمر ُ‬
‫ينقش‬ ‫ِ‬ ‫جمر وبرنابا بعقل‬
‫ٌ‬
‫يسد ثغراً في الطبيعة‬
‫الستر وهو ّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫انشقاق‬ ‫برنابا‬
‫والفصائل واللقى لي ً‬
‫ل‪..‬‬ ‫ِ‬
‫النوس‬
‫ِ‬ ‫يهز حجار ًة في‬
‫وبرنابا ّ‬

‫‪297‬‬
‫الكلمات‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫ظم أُريد له الثبات‬
‫في ُن ٍ‬
‫ً‬
‫مشيمة خضراء‬ ‫لي ً‬
‫ل‪ ..‬وبرنابا ُ‬
‫يشق‬
‫يضرب في العماء‬
‫ُ‬
‫فر‬
‫الج ِ‬
‫فاهدأ صديقي عند هّا ُ‬
‫غراب ورّدنا يا حوت‬
‫ُ‬ ‫إهدأ يا‬
‫من حيث اقاتفانا ٌ‬
‫خالق‬
‫َ‬
‫وأربك تي َهنا‬ ‫أثمر في الخطيئ ِة ناعٌم مضنى‬
‫من حيث َ‬
‫الماس أُ ُ‬
‫ربك صّفهم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وأنا دٌم في‬
‫يا للحواريين ‪..‬‬
‫ٌ‬
‫سكونأ‬ ‫أغواهم‬
‫واستثار غراَبهم ٌ‬
‫نمل‬
‫َ‬
‫وأشعل َ‬
‫كنزهم في ما ترادّ في النبات‬
‫وما أُ ّ‬
‫هل عن الجنونأ‬
‫حين تهيأوا ّمراً‬
‫كسروا أواني حاملت البحر َ‬
‫ليلقونأ ابتهالهمو‪ /‬الفجيع َة في المياه‬
‫ُ‬
‫وأنفّ في الكلم‬ ‫وأنا أل ّم ّجاجة المنفى‬
‫ناقاص‬
‫سر ٌ‬ ‫فالبحر ّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫سجين فتات ِه‬ ‫وأنا‬
‫تنشق عن لغتي سلحُف ُه‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫وأربك شملَه‬
‫ٌ‬
‫تمتمة‬ ‫والبحر‬
‫ُ‬

‫‪298‬‬
‫ومعنى ل ّ‬
‫يدل عليه معنى‬
‫وردةٌ سوداء‬
‫حطب بليل‬
‫ٌ‬ ‫أو‬

‫أ يقو ُم هّا البحر من منفى تيامت‬


‫من بغايا حامليه ؟‬
‫ّ‬
‫ليسد في دمنا السما َء‬
‫ُ‬
‫يسجن رح َمنا‬ ‫َ‬
‫الفاق ‪..‬‬ ‫وُيقفل‬
‫تنطرح الجهات لتستقل ببعلها؟‬
‫ُ‬ ‫من أين‬
‫فتح‪ ..‬أين يلمع عقلُها ؟‬
‫من أين ُت ُ‬
‫الزمرد‬
‫ّ‬ ‫وكانأ ٌ‬
‫ميت في‬ ‫َ‬
‫انفصال مدينتين َ‬ ‫ورهانأ َم ْن رد َم‬
‫ُ‬
‫كانأ ٌ‬
‫ميت في المياه ؟‬ ‫َ‬
‫تبضع كلّيتي‬
‫ُ‬ ‫البحر‬
‫ِ‬ ‫رماد‬ ‫ٌ‬
‫لغة سكوُنك يا َ‬
‫جناح قاّبرة‬ ‫ُ‬
‫انتفاض ِ‬
‫ِ‬ ‫لغة سكونك في‬
‫الغزال وفي البياض‬
‫ِ‬ ‫وفي غفو‬
‫ٌ‬
‫لغة سكونك ‪:‬‬
‫رجع فيزيقا تموت‬
‫ُ‬
‫الدم ‪ ...‬في الشرار‬
‫الغيم‪ ..‬في ِ‬
‫ومنجٌم في ِ‬
‫القيوم‬
‫بأطلس ّ‬
‫ٍ‬ ‫فمتى ستمضي كي أقاوم‬
‫ولكي ّ‬
‫أهز خرافة‬
‫أو ّ‬
‫مّ ّاحف ٍة ّ‬
‫تحن لجوهر‬

‫‪299‬‬
‫َ‬
‫أنت الّي ناداّ حفريونأ‬
‫بنص رّتبوه ورّتبوّ‬ ‫ً‬
‫منحنيا ّ‬
‫نادوا ورّتل جنبهم طفلنأ يقتتلنأ في القاموس‬
‫رماد حلولهم‬
‫كي يضعا َ‬
‫ولكي ير ّدا عنهما شبحا قاتي ً‬
‫ل‬
‫الكونأ‬
‫ِ‬ ‫رموّ‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫قاولة في ما تداعى من‬ ‫أو يقول‬
‫جموحه‬
‫ِ‬ ‫فاتحات‬
‫ِ‬ ‫في ما أُقافلت من‬
‫السيوّ‬
‫ِ‬ ‫صلب‬
‫ِ‬ ‫ولكي يد ّقاا سرخس الكلمات في‬
‫البحر‬
‫ِ‬ ‫رمز انحطاط‬ ‫ولكي ّ‬
‫تفك يداهما َ‬
‫كانا يحفرانأ‬
‫في النوم‬
‫في اتباع بوصل ِة اللغات وما ّ‬
‫يوشح تي َهها‬
‫نور أضغاّ الكحول ‪.‬‬
‫في ِ‬
‫والنأ إختصما وناما‬
‫ٌ‬
‫جنونأ أبيض‬ ‫ّ‬
‫لكن أرضهما‬
‫ضرب من الجمرات‬
‫ٌ‬ ‫وسماهما‬
‫البحر‬
‫ِ‬ ‫ورد وموسيقا لهدم‬
‫من ٍ‬
‫وما تزال‪..‬‬
‫للهتك‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫وصناعة‬ ‫ً‬
‫ّايرجة‬
‫مرمر ًة ّ‬
‫لشق النثر‬
‫منطقة النبال‬
‫ُ‬
‫تزحف يا مكانأ؟‬ ‫فعل َم‬

‫‪300‬‬
‫البحر في حلميهما نم ً‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫وضاع‬
‫َ‬ ‫ناما‪..‬‬
‫وأصبح ً‬
‫قاشة في دفترين‬
‫فقهي بينهما‬ ‫وأجهز ٌ‬
‫ثالث ّ‬ ‫َ‬ ‫ناما‪..‬‬
‫وأطبقت الجهات‬
‫شم ً‬
‫ل على طفلين َ‬
‫منتخبين للفوضى وهدم البحر‬
‫وعلم أفتح هّه القافال في سطر لهوميروس‬
‫لساحر أُم ٍة منسي ٍة‬
‫ِ‬ ‫برق‬
‫أو ٍ‬
‫قارع حسيين في جلد الفراغ‬
‫أو ِ‬
‫وكيدها‪.‬‬
‫رجم الكنوّ ِ‬
‫الشعار‪ ..‬في ِ‬
‫ِ‬ ‫وهجنة‬
‫الرهبانأ يجتاحونأ في اللغة العظا َم‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫سأمسك إبر َة‬ ‫ومتى‬
‫تلمع في أوانيهم‬ ‫ُ‬
‫وماسة التاريّ ُ‬
‫ٌ‬
‫أّرق يغفو على التابوت‬ ‫وورٌد‬
‫الفجر؟‬
‫َ‬ ‫كيف يرتلونأ‬
‫ُ‬
‫الحشد في فمهم ؟‬ ‫كيف ُ‬
‫يفيض هّا‬
‫يحولونأ‬
‫وكيف ّ‬
‫ما يستحيل من الكلم لكتل ٍة رغوي ٍة في الشمس؟‬
‫ً‬
‫ّاهيا ؟‬ ‫كيف أُقاي ُم بين مدافن التاريّ ّلزالي وأعلوا‬
‫البّر غيٌم أحمر‬
‫من أجل أنأ ل ينطفي في ِ‬
‫الفق أعلى‬ ‫الحواس ُ‬
‫ونقشها في ِ‬ ‫ّ‬ ‫من أجل أنأ تبقى‬
‫من أجل ِبلّور ّ‬
‫يشك بكعبه روحي‬
‫وأفتح في المكانأ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫صحفا و ُمغتس ً‬
‫ل وسريين‪،‬‬

‫‪301‬‬
‫همسك‬
‫ِ‬ ‫تشب ُ‬
‫لغات‬ ‫لّينة ّ‬
‫لّين ُ‬
‫بطن المسرة والعيونأ‪.‬‬
‫جفري‬
‫ّ‬ ‫مهندس‬
‫ٍ‬ ‫هتك القبائل َ‬
‫هتك‬ ‫ولّا‪ ..‬فمن َ‬

‫طعن الخفاء؟‬ ‫أو َ‬


‫رفش ارتجاّ منابت الياقاوت أو َ‬
‫صعق أو ّ‬
‫يرنأ بريقه‬ ‫َ‬
‫وصل السما َء وكانأ َي ُ‬ ‫من منكمو‬
‫البحر فيه ممزقاًا يطفو‬
‫ُ‬ ‫ذهب وكانأ‬
‫ٌ‬
‫للنطع‬ ‫ً‬
‫مهيئا‬ ‫وكانأ‬
‫ِ‬
‫ل لغة الفحولة تّدعيه ول سراط ٌ‬
‫شائك ُيلهيه‬
‫ل أنثى ُ‬
‫تقول له تعال‬
‫بقلب غزال ِه في البحر؟‬
‫من منكمو ألقى ِ‬
‫يلد الفضاء‬
‫كي يبقى دٌم يعلو وكي َ‬
‫بلعن البحر ؟‬
‫من منكمو امتلت عقيدته ِ‬
‫حتى تستقي َم له الجهات‬
‫وتشرئب له الفاعي‬
‫ّ‬
‫بال‪..‬‬
‫من َ‬
‫هتك انتظام الجّب‬
‫الظباء؟‬
‫وارتعشت بوردته ِ‬
‫بانكسار فريس ٍة‬ ‫متهدراً ُ‬
‫يطأ الفريسة‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫فراغا‬ ‫قاصب‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫ويقد من‬
‫ويضيع في أدغال أُحجي ٍة‬
‫ُ‬
‫البحر بين يدين‬
‫ُ‬ ‫فيغفو‬
‫تغفو ٌ‬
‫أمة‬

‫‪302‬‬
‫أدق معّبًا صّناجتي‬
‫وأنا ّ‬

‫وأنا أُرّتب هّه الحجار في رأسي‬


‫وأرفع طاستي‬
‫ُ‬
‫لفقع – آخر النبلء – قالبي‬
‫ُس ّما َ‬
‫ً‬
‫ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّا‪..‬‬
‫باكي‬
‫البحر‬
‫ُ‬ ‫ولكي يقوم‬
‫إلي وقاد نفوه‪..‬‬
‫في المنفى ّ‬
‫وهيجوا رم ً‬
‫ل بنا‬
‫بالقتل‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫موشحا‬ ‫ولقد نفوه‬
‫‪ -‬أين نفوه؟ ‪-‬‬
‫فينا !‬

‫يا للفلسفة‪..‬‬
‫انتهوا من حيث نبدأُ‬

‫أحمر‬
‫َ‬ ‫ياقاوت‪ ..‬نبيّاً‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫ومّاق‬ ‫ٌ‬
‫طينة‪..‬‬
‫وصراخ حسيين يهدأُ أو يموت‬
‫َ‬
‫يا للفلسفة‪..‬‬
‫أشتكوا من وطأة الجراس‬
‫إذ هتكوا نظام الهندسات‬
‫وكسروا روح الشراب‬
‫ّ‬
‫كوكب‬
‫ٍ‬ ‫قالب استدار َة‬
‫وكانأ فيهم ناعٌم َ‬
‫هل كانأ يعلو فيهمو ُ‬
‫غسق المعاني؟‬
‫‪303‬‬
‫ربما‪!..‬‬
‫غسق ْ‬
‫لرتل‬ ‫غسق لنحويين أو فقهاء أو ٌ‬
‫ٌ‬
‫هل كانأ يعلو فيهمو ٌ‬
‫طبل؟‬
‫يدق في الطرقاات ْ‬
‫طبل‬ ‫وكانأ ُ‬

‫البحر حتى ينحني‬


‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫طبل لهّا‬
‫الورق ّ‬
‫المنشى‬ ‫ِ‬ ‫لرّاميه في‬ ‫ٌ‬
‫طبل ّ‬

‫للتفات ِة عنز ِه ولقاتليه‬


‫ٌ‬
‫طبل لهم في كل صحو ِة كلم ٍة‬
‫ّوال معنى‬
‫ِ‬ ‫مشتبك وكل‬
‫ٍ‬ ‫في كل‬
‫نصا لهدم البحر‬
‫والنأ نا َم العاّفانأ ورتل ّ‬
‫ناما‪ ..‬أم توارا !!‬
‫ُ‬
‫الطرقاات ذلك‬ ‫ُ‬
‫تعرّ‬
‫ُ‬
‫الغيلنأ‬ ‫ُ‬
‫تعرّ‬
‫ُ‬
‫تعرّ والسماء‬ ‫والظلمات‬
‫ناما‪ ..‬تورا‪!..‬‬
‫أم أحيل للظلم؟‬

‫‪1987‬‬

‫‪304‬‬
‫عأزلة في الكريستال‬
‫سقط المغّني‬
‫َ‬
‫احتمال مكيد ٍة‬ ‫كانت اللفاظ قابراً للمغنين‪،‬‬
‫الطري‬
‫ّ‬ ‫الزبد‬
‫للعقل في ِ‬ ‫ٌ‬
‫شهقة ِ‬ ‫أو‬
‫وفي معادنأ شفر ٍة سري ٍة‬
‫الرماد‬
‫ِ‬ ‫سفن‬
‫أو سوط أنثى تشتهي َ‬
‫تسافر أو تلين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ول‬
‫ويسوطها الغربا ُء والغربا ُء ٌ‬
‫نبل أبيض في الشمس‬
‫ل يتحركونأ ‪.‬‬
‫سقط المغّنى‬
‫ُ‬
‫تحمل ميتين‬ ‫ُ‬
‫اللفاظ‬ ‫كانت‬
‫البحر خرّته‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫طحال‬ ‫وكانأ أنأ ألقى‬
‫ناّّ‬
‫ٍ‬ ‫ذئب‬
‫مثل ٍ‬ ‫ُ‬
‫السواحل َ‬ ‫وأّهرت‬
‫الخمر إبرته‬
‫ِ‬ ‫وطوى ُ‬
‫رماد‬
‫وكانأ لنا مساء‪.‬‬

‫النزال وأين يهدأُ ؟‬


‫ُ‬ ‫من أين يبتدأُ‬

‫يسدل ستر ُه فوق أنبساط مقالع البلّور ؟‬


‫ُ‬ ‫أين‬
‫في أحشاء مصيدة‪ ..‬وفي طرقاات أفعى ل تموت‬
‫وكيف أفه ُم هّه الخلط ؟‬

‫‪305‬‬
‫َ‬
‫الكحول؟‬ ‫البحر أو هّا‬
‫َ‬ ‫وأجس هّا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أمسك شمعتي‬ ‫كيف‬
‫ُ‬
‫أصيد ناري ؟‬ ‫وكيف أفه ُم معبر اللغاّ؟‪ ..‬كيف‬
‫في الليل‪...‬‬
‫ٌ‬
‫منتهك مزاري ؟‬ ‫كيف ُ‬
‫أقاول للماشين‬
‫هل كانأ لي ٌ‬
‫أفق سوى ردم المساف ِة‬
‫الفراغ ؟‬
‫ِ‬ ‫بين ناموسين منكسرين في طمي‬
‫غير فتات بابل في اليدين‬
‫هل كانأ ُ‬
‫غير نرجس ٍة تس ّم إذا أفاحت؟‬
‫أو ُ‬

‫ُ‬
‫النزال وأين يعلو؟‬ ‫أين يبتدأُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫يسدل ميَت ُه ؟‬ ‫أين‬
‫ُ‬
‫وضعت‬ ‫طبق‬ ‫ُ‬ ‫وأنا الّي أُ‬
‫عطيت هّا الس ّم في ٍ‬
‫َ‬
‫فصول التي ِه‬ ‫أروي‬
‫أروي ً‬
‫قاصة جعلت سنيني معبراً‬
‫لرماد هّا الوهم أو ً‬
‫نفيا لروحي‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫أخاّ من الحقيقة‬ ‫ولّا‬
‫ُ‬
‫الكلمات في شفتي لماذا ل أقاول؟‬ ‫ولّا ‪ ..‬لماذا تهر ُم‬
‫وأنا الّي ضّيعت وقاتي عاّفًا‬
‫في جوقا ٍة تبكي يدين نحيلتين‬
‫ً‬
‫متمزقاا‬ ‫ً‬
‫معزفا‬ ‫تبكي‬
‫ً‬
‫سرية تعمي العيونأ إذا أ ْ‬
‫فاقات‬ ‫وتبكي ً‬
‫نوتة‬
‫رب‬
‫دلني يا ّ‬
‫وبالعظام وبالسنين ؟‬
‫ِ‬ ‫بالتراب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تعصف‬ ‫غير الريح‬
‫ماذا كانأ ُ‬
‫‪306‬‬
‫وبمن أرى؟‬
‫ميت‬
‫أبعين ٍ‬
‫ِ‬
‫أم أرى بعيونأ حّفارين ينتحبونأ للماضي‬
‫َ‬
‫لغرق في النين؟‬
‫طعن الفول‬
‫غاضب َ‬
‫ٍ‬ ‫هل كانأ لي غير التفات ِة‬
‫وكانأ ُ‬
‫يهتف للضحى؟‬
‫أو غير هرطق ٍة أُناقالها هناّ منابزاً‬
‫َ‬
‫وأسقط في الغبار‬ ‫أشق َ‬
‫هتاّ أبنائي‬ ‫كي ل َ‬
‫شمس ُم ّرة يجتاحها ٌ‬
‫رمل من الفايروس‬ ‫أو غير ٍ‬
‫‪ -‬هّي محنتي –‬
‫ٌ‬
‫سجال بين كابوسين مستترين ‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫شيث يعّبني‬
‫فاجع ِة الكياس ِة‬
‫مغلق في الورد‬
‫أو فضا ٍء ٍ‬
‫ماس في دمي‪.‬‬
‫تابوت ٍ‬
‫ِ‬ ‫أو‬
‫للبعل‪...‬‬
‫ِ‬
‫بيضتها‬ ‫َ‬
‫كيف تر ّمم الشيا ُء َ‬
‫حياضها؟‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وتعلن ل اتحاد‬
‫ُ‬
‫مملكة ملئكة وكنا ناقاصين؟‬ ‫هل كانت الشيا ُء‬
‫الحوت‬
‫ِ‬ ‫شائك في عين فحل‬
‫طرائد مدّله ّم ٍ‬
‫ِ‬ ‫وكانأ ٌ‬
‫نسل من‬
‫ُ‬
‫ينبض بالفول‬

‫****‬

‫‪307‬‬
‫رب‪..‬‬
‫يا ّ‬
‫انفصال مشيم ِة التاريّ عن بدني؟‬
‫ِ‬ ‫من أين‬
‫ومن أين َ الخلص؟‬
‫ْ‬
‫ومن سُيصغي؟‬
‫ُ‬
‫تموت‬ ‫شمس‬
‫ٌ‬
‫الديدانأ شمسًا في عما ٍء ٍ‬
‫مقفل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتنبت‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫وتستحيل بقاعنا رم ً‬ ‫ُ‬
‫تموت‬ ‫شمس‬
‫ٌ‬
‫وننعس في الرماد‬
‫ُ‬
‫حتى يقال بأننا أبناء منسيين إقاتتلوا وغابوا‬
‫ُ‬
‫نعزّ للرنين رنينَه‬ ‫ُ‬
‫ونحن‬ ‫ُ‬
‫تموت‬ ‫شمس‬
‫ٌ‬
‫الورد‬
‫ِ‬ ‫رماد‬ ‫ُ‬
‫ونقول‪ :‬بوطيقا‪ُ ..‬‬
‫القبر‬
‫بوطيقا‪ ..‬ظل ُم ِ‬
‫بوطيقا‪ّ ..‬‬
‫تهدم راي ٍة‬
‫َ‬
‫تابعيك ؟‬ ‫تنشر‬
‫فعل َم يا تاريّ ُ‬
‫عظام مكيد ٍة كبرى‬ ‫ُ‬
‫تدخل في‬ ‫وعل َم‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫وتضرب في العماء‪.‬‬
‫َ‬
‫****‬
‫أعلو وأطفق أنأ أُغّير َ‬
‫دمنة الشهوات‬
‫الخراب‬
‫ِ‬ ‫أو ّ‬
‫أحتك بالشمس‬
‫أحرّ غفل َة الشيا ِء‬ ‫ً‬
‫معدنا في إثر معدنأ كي ّ‬ ‫وبالمعادنأ‬
‫أو أمضي لجوهرها ّ‬
‫بخف أبيض‪.‬‬
‫وعل َم تبكي أيها التاريّ‬
‫َ‬
‫تفيض قات ً‬
‫ل‬ ‫ّ‬
‫كل علم ٍة بعلمتين ُ‬
‫‪308‬‬
‫وانشقاقاًا سافراً‬
‫ٌ‬
‫قابضة‬ ‫ّ‬
‫ولكل رشقة ياسمين‬
‫ماذا ستبكي أيها التاريّ؟‬
‫َ‬
‫روحك‬ ‫أنت محّير ما بين منفيين ‪:‬‬
‫ملكي‬ ‫فضائك ً‬
‫ميتا في خاتم ّ‬ ‫َ‬ ‫أو‬
‫والنفاق‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫تمزق في الحراس ِة‬ ‫عبد‬
‫في ٍ‬
‫الخمر‬
‫ِ‬ ‫وشتم روح‬
‫للفق‬
‫ِ‬ ‫وقارمز لفت ٍة‬
‫ِ‬ ‫شطآنأ‬
‫ٍ‬ ‫أنت محّير ما بين‬
‫بالخشخاش‬
‫ِ‬ ‫أو رحمين منتعشين‬
‫أو ّ‬
‫تل من الماس – التفسّ والغبار‬
‫رماد أنسابي وأتلو ّنكسار أخي المسيح‬
‫أرد َ‬‫وأنا ّ‬
‫وأنأ ديني ما ُ‬
‫اقاول‬
‫خالص‬
‫ٌ‬ ‫الناس ٌ‬
‫فن‬ ‫دين ِ‬‫وأنأ َ‬
‫التلفيق قاسراً‬
‫ُ‬ ‫ويهرب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يزول‬ ‫وظل ُم أيامي‬
‫واللواحق والفضا ُء مقيداً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والسياسة‬

‫يفور‬ ‫ً‬
‫عشبا ُ‬ ‫ُ‬
‫وأكاد أرس ُم شهوتي‬
‫صفير فراغها‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫لتدق أبواقاي‬
‫وأقاول ُقا ّطعنا‬
‫ُ‬

‫وأقاطع ميسمي – عقلي – وأعمى‬


‫ُ‬
‫ضعنا هناّ‬
‫ضعنا ‪ ..‬وضّيعنا طريق ٌ‬
‫مقفل ل‬
‫كاسر في الطين‬
‫ٍ‬ ‫يغوّ‬
‫ٍ‬ ‫وهب ٌ‬
‫نسل من‬ ‫ضعنا هناّ ّ‬
‫‪309‬‬
‫هّبّت كلمة‬
‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫ذهب تناثر في كؤوس‬
‫ورمادها ٌ‬
‫كاهن سكرانأ‬
‫دفاتر ٍ‬
‫في لغ ِة القرود وفي ِ‬
‫ً‬
‫ممزقاا‪.‬‬ ‫يشب‬
‫عصر يكاد ّ‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫في قالب هّا‪..‬‬
‫ونرد حيمنَها‬ ‫حجر إلى لغ ٍة نف ّكك ّ‬
‫سرها ّ‬ ‫ّ‬
‫ردنا حجر إلى ٍ‬
‫لهتك مدله ّم في المعاني والرماد‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫يستفيق ّمرٌد في الغيم‬ ‫في قالب هّا‬
‫في كبد الكلم وفي الغناء‬
‫ّ‬
‫استرد من الكنوّ‬ ‫ُ‬
‫سينقل وه َمنا في ما‬ ‫نجٌم‬
‫وما تدفق خارج الرغبات منتفخًا ّ‬
‫نهش به الطيور‬
‫أين ُت ُ‬
‫قفل هّه الطرقاات؟‬ ‫من َ‬
‫َ‬
‫صبحك في العماء؟‬ ‫من أين استفاق ُ‬
‫قاتيل‬
‫ُ‬
‫اللفاظ قابراً ؟‬ ‫هل كانت‬
‫كواكب الكلمات ؟‬
‫ِ‬ ‫انكسار‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معجمك‬ ‫ُ‬
‫تاريّ‬ ‫هل طوى‬
‫النوارس ما تساقاط في السما ِء من الدماء ؟‬
‫ُ‬ ‫هل رأت‬
‫ُ‬
‫اللفاظ قابراً ؟‬ ‫هل كانت‬
‫وورودها ؟‬
‫َ‬ ‫هل تراشقت الملئكة‪ ،‬إحتضاراً‪ ،‬نبلَها‬
‫العراّ‬
‫قالب هّا قاادني ّ‬
‫في ِ‬
‫الخمر‬
‫ِ‬ ‫بزهر‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫السكرانأ مقتو ً‬
‫ُ‬ ‫من حيث انتهى‬
‫ُ‬
‫تحمل ميتين‬ ‫آخر العربات‬
‫يرقاب َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫تحمل ميتين ؟‬ ‫ُ‬
‫العربات‬ ‫هل كانت‬

‫‪310‬‬
‫بانسلخ مشيم ِة السّياّ‬
‫ِ‬ ‫فضح‬
‫سر بين مقتولين ُي ُ‬
‫وكانأ ّ‬
‫بالدم في يديه‬
‫ِ‬
‫لزجًا‪..‬‬
‫ماس‬
‫حوار منطقتين من ٍ‬
‫ُ‬ ‫وكانأ‬
‫آخر العربات تمضي في الغروب‬
‫وكانت ُ‬
‫للجنونأ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ونحن أدرى‪،‬‬ ‫ولكم ّ‬
‫نحن‪،‬‬
‫ولكم ّ‬
‫نحن لحتفنا‬
‫سكرى ول مجٌد لنا في الرض‬
‫نجانس قايحنا فيها لنشفى‬
‫ُ‬ ‫بيت ول ٌ‬
‫لغة‬ ‫ل ٌ‬

‫بار لبار‬
‫كالكلب من ٍ‬
‫ِ‬ ‫نجر فراغنا‬
‫سكرى ّ‬
‫لحوارنا المقتول في فمِنا‬
‫لحشد مدججين‬
‫ِ‬
‫مّ هّا الماء‬ ‫ً‬
‫رغبة في ّ‬ ‫وأمامهم حشٌد من الفلسفة استثاروا‬
‫كفل الطبيعة‬
‫تبّر الياقاوت في ِ‬
‫قابرات ُ‬
‫ٍ‬ ‫وانتبهوا لخر‬
‫حشد من طيور الليل‬
‫وأسر ٍ‬
‫ِ‬ ‫رمز من رموّ اّقاحوانأ‬
‫بفك ٍ‬
‫منهكين ِ‬
‫المجرات الخفّية‬
‫ّ‬ ‫ُي ُ‬
‫طلق في‬
‫َم ْن ترى انتهك السكونأ ؟‬
‫ومن أّال ضباَبه ؟‬
‫ماء ‪.‬‬
‫وعوى بأبعد نقط ٍة في الي ّم أنأ ل ْ‬
‫َ‬
‫السمندل‬ ‫من ّ‬
‫دّ‬
‫واختفى في ّ‬
‫الشق ؟‬
‫َ‬
‫صعق المعاني واكتوى؟‬ ‫َم ْن‬

‫‪311‬‬
‫ٌ‬
‫فصائل‬ ‫في قالب هّا تستفيق‬
‫يباح وما ُيغّنى‪ ..‬ما يطّبل أو يبوح‬
‫في ما ُ‬
‫في قالب هّا مر ًة سقطت أصابعنا وتهنا ّ‬
‫وألّ من طرقااتنا‬
‫كانأ الفضا ُء مرّنحا في الكأس‬
‫يفيض‬ ‫الجرح ُي ُ‬
‫شرق أو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ألّ منها‬
‫الحشد ُ‬
‫نقتل منظراً للفق‬ ‫ُ‬ ‫لطوطم التاريّ هّا‬ ‫ولكي يقوم‬
‫ِ‬
‫أو نمضي هناّ‬

‫ينبش هاذيًا في ّ‬
‫نص روح الخمر‬ ‫حيث انتهى السكرانأ ُ‬

‫عتيق‬
‫وشم ٍ‬‫في ٍ‬
‫في جث ٍة كيدي ِه‬
‫ترقاب آخر العربات أو تمضي هناّ‬
‫ُ‬ ‫في العينين‬
‫طين إذنأ ذاّ الّي أطلقت فيه عناد ً‬
‫ل وعزمت تنقش‬ ‫ٌ‬
‫فراغ ُه‬
‫بالسماء َ‬
‫تدجن الفعى التي في ركبتيك‬ ‫ٌ‬
‫طين وأنت ّ‬
‫قاماشك ً‬
‫لوثة‬ ‫َ‬ ‫تمسح من‬
‫ُ‬ ‫وأنت‬
‫مدائن الجمرات في عينيك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫عشبتك‪ ،‬اهتزاّ‬ ‫هي ُ‬
‫نبض‬
‫فعل َم تبكي أيها التاريّ‬
‫أنت ُملّ ّغم‬
‫بقلئد َف ُسدت وبالدم والجنونأ‬
‫ٍ‬ ‫ومدج ٌج‬
‫ّ‬
‫سفن قاديمة‬
‫وشباّ صيادين منسيين في ٍ‬
‫ِ‬
‫ولقد ُ‬
‫رأيت صفوفهم تعبت‬
‫قاوالين‬
‫حشد ّ‬
‫وكانوا َ‬

‫‪312‬‬
‫حشٌد ٌ‬
‫آخر يأتي‬
‫ويأتي بعده حشٌد ول ٌ‬
‫ملك سوانا‬
‫فعل َم تبكي أيها التاريّ في المنفى‬
‫ويضحك َم ْن رمانا !!‬
‫** * *‬
‫َ‬
‫سقط المغني‬
‫ُ‬
‫تستفيق‬ ‫ّهر والبراري‬
‫فوق ٍ‬ ‫ُ‬
‫العجلت تمضي َ‬ ‫كانت‬
‫شائك ُ‬
‫يحتك بالموتى‬ ‫ليل ٌ‬
‫وكانأ ٌ‬

‫مراكب غرقات‬
‫ٍ‬ ‫وليل ٌ‬
‫شائك في الكف أو بين انطفا ِء‬ ‫ٌ‬

‫وأخرى في الغيوم‬
‫ل ّم ّ‬
‫هدم التمثال فلسفة الجهات ؟‬
‫فقام حشٌد حوله يعوي ويبتكر القبور‬
‫ُ‬
‫والمجاد له‬ ‫للموت ينّرنا هنا وهناّ‬
‫ُ‬
‫والوطانأ له‬ ‫للنفي يدفعنا هنا وهناّ‬
‫يجر وراء ُه جي ً‬
‫ل ول ٌ‬
‫أفق سوانا‬ ‫ٌ‬
‫جيل ّ‬
‫يرمي عليه قاميصه وعتاده‬
‫يبتكر الخرافة‬
‫ُ‬ ‫ولّا تش ّكل ُ‬
‫شعرنا في التيه‬
‫ُ‬
‫يستفز جواهر السرار في عقل المعادنأ‬
‫أو يخّبّ شفر ًة في النار ثمة ُ‬
‫يطلق‬
‫بينها الحيوات والشنات‬
‫نسل البروقايين ُي ُ‬
‫ربك هّه السراب؟‬ ‫هل ٌ‬
‫نسل سوى ِ‬
‫البحر في التيجانأ ؟‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫يستفز‬ ‫هل ٌ‬
‫نسل سواهم‬

‫‪313‬‬
‫ُ‬
‫البنادق أطلقت أثمارها ؟‬ ‫هل تلك‬
‫يضرب بعضه‬
‫ُ‬ ‫طيور الليل‬
‫ِ‬ ‫جمع من‬
‫وانفك ٌ‬
‫جاء البروقايونأ‬
‫ُ‬
‫تحمل ميتين‬ ‫والعرابات‬
‫لسر‬
‫سر ّ‬‫وكانأ أنأ القى بنا ّ‬
‫التاريّ‬
‫ِ‬ ‫مفاصل‬
‫ِ‬ ‫لحتقانأ‬
‫ِ‬
‫والصوامع والجنونأ‬
‫ِ‬ ‫الخفي وللخرائب‬
‫ّ‬ ‫للكظم‬
‫لماذا َ‬
‫فعلت بنا هوانا؟‬
‫بنهرّ ً‬
‫جثة‬ ‫َ‬ ‫ما الّي القى‬
‫النهار بها ومات‬
‫ُ‬ ‫َف ُس َد‬
‫ماذا َ‬
‫فعلت؟‬
‫أكانأ حتُفك أنأ تموت بل وصايا أو رفاة !‬
‫****‬
‫والنأ‪ ..‬هل سقط الفراغ؟‬
‫ُ‬
‫الفراغ‬ ‫سقط‬
‫كاذب‬
‫وكانأ ما بين الفراغين امتل ٌء ٌ‬
‫وقابر ضّيّق‬ ‫ٌ‬
‫قاوقاعة ٌ‬ ‫ُ‬
‫والرض‬
‫ستصبغ رغو ُة التاريّ بالسفلت ؟‬
‫ُ‬ ‫ماذا‬
‫مرمر‪!..‬‬
‫ٌ‬ ‫وج ٌه‪..‬‬
‫كل يوم ً‬
‫جثة‬ ‫النهر ُ‬
‫يلفظ ّ‬ ‫ماذا وهّا ُ‬
‫ل أو دمًا ؟‬
‫ويفيض رم ً‬
‫ُ‬

‫والنأ‪ ..‬ماذا حولنا؟‬


‫يمسنا أم أننا قامنا‬
‫جرس الرماد ّ‬
‫َ‬ ‫ضارب‬
‫ٌ‬ ‫هل كانأ ٌ‬
‫ليل‬
‫‪314‬‬
‫بالبرسيم‬
‫ِ‬ ‫التاريّ‬
‫ِ‬ ‫لكزنا شهو َة‬
‫مدججة‬
‫أم سقطت خيالت ّ‬
‫ورّتّل ناعم أعمى مدائحه لنَعمى‬
‫أشكال‬
‫ٍ‬ ‫سبط‬ ‫فلربما القيعانأ ُ‬
‫تنسل َ‬

‫وروح الما ِء ينطق أو يقوم‬


‫ُ‬
‫دم ُط ّ‬
‫هري‬ ‫ٌ‬
‫هي دمنة هّي الخفايا في ٍ‬
‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫استبرق في‬ ‫أو‬
‫سيأسر نفسه‬
‫ُ‬ ‫أو ٌ‬
‫شرّ‬
‫تاريّ غفلت َ‬
‫ِك‬ ‫ُ‬ ‫فهل انطوى‬
‫استرد مكائداً‬
‫ّ‬
‫وماض ليس يمضي‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫قاوقاعة‪..‬‬ ‫ُ‬
‫والرض‬
‫لقبائل هرمت ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫أو ُ‬
‫قابائل تنتمي‬
‫الديك‬
‫عيونأ ِ‬
‫َ‬ ‫فصفحًا يا‬
‫يا َ‬
‫ترّ الغزالت الغريبة‬
‫وردنا‬
‫مساكب ِ‬
‫َ‬ ‫يا‬

‫تطرّ خوذ َة ّ‬
‫البر‬ ‫ّرٌد ّ‬
‫ُ‬
‫انتهاّ مساف ٍة كنسي ٍة تّوي بقتل الت ّم‬
‫العلوم‬
‫ِ‬ ‫أو سفك‬
‫من أين؟‬
‫ً‬
‫سللة في الطين‬ ‫ذا أُ ّس ّ‬
‫يقد‬
‫ذا نجٌم يضيء‬
‫نهار أّرق في بزر ِة التفاح‬
‫وذا ٌ‬

‫‪315‬‬
‫لشمس‬ ‫عظم‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫مستنقع ينسل من ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ذا‬
‫النمل فيه وللرعود‬
‫لحتراق ِ‬
‫الحجار ساحلَها‬
‫ُ‬ ‫أ فهل تنادي هّه‬
‫كأس ويدمى ؟‬
‫صباح أسود ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ويبكي من‬
‫ليقود حنجر ًة تغني‬
‫وُترى ستمضي الُقّبرات لحتفها أبداً ؟‬
‫ُ‬
‫ويضحك من رمانا ؟‬
‫تدافع‪ً ،‬‬
‫وهلة كّبًا ‪ ،‬وعاش على هوانا‬ ‫ومن َ‬
‫ٌ‬
‫رجعة‪..‬‬ ‫فاطلع َ‬
‫فإنك‬
‫ُ‬
‫ودفوّ محتفلين‬
‫أين مساؤّ النعسانأ؟‬
‫الحسي‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫طعانك‬ ‫ُ‬
‫قاافلت‬ ‫والكأس التي ُنقشت عليها‬
‫ُ‬
‫أين مهدهدوّ؟‬
‫َ‬
‫الحجرين في البلعوم‬
‫ِ‬ ‫فجر أنت تصاد ُم‬
‫يا ُ‬
‫ومصيرنا‬
‫َ‬ ‫سرنا‬
‫تنقش ّ‬ ‫أو ٌ‬
‫قاطط تغني وهي ُ‬

‫بوح‪..‬‬
‫يا ُ‬
‫ُ‬
‫أمراض‪...‬‬ ‫يا‬
‫َ‬
‫أضغاّ عافي ٍة‬ ‫يا‬
‫ويا رهبانأ يقتتلونأ من أجل القداس ِة‬
‫أو حراس ِة ماس ِة ّ‬
‫الفن الرهيبة‬
‫يا مجانين انتهت أشواطنا‬
‫ولّا ّ‬
‫يرنأ النجم في شفتي‬

‫‪316‬‬
‫فنونأ في النهار‬
‫يكسر من ٍ‬
‫وأسمع ما ّ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫شمسا تنام‬ ‫إني أرى‬
‫وطينة ُ‬
‫تبتل بالمنفى‬ ‫ً‬
‫ولي ً‬
‫ل ل يليل‬
‫الشكل‬
‫ِ‬ ‫عيونأ‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫سهاما في‬ ‫وأرى‬
‫أُ ً‬
‫بهة ُترّنح أو تموت‬
‫وكّا أرى ً‬
‫فوجا من الشعراء ُي ُ‬
‫صعق‬
‫فوق نهر الموت أو حجراً يقوم‬
‫قاّبرات َ‬

‫فلمن تغني أيها التاريّ أو تبكي ؟‬


‫سوا ٌء ‪..‬‬
‫العمق‬
‫ِ‬ ‫ضارب في‬
‫ٌ‬ ‫هّه الفاق ٌ‬
‫رمل‬
‫تعوم ‪.‬‬
‫جثث ْ‬‫أو ٌ‬

‫‪1986‬‬

‫‪317‬‬
‫الحركة الثانية‬
‫إجرسيني أيتها الكلمة‬

‫سأطردّ أيها المنطق من حظيرتي‬


‫سانأ جونأ بيرس‬

‫‪318‬‬
319
‫ريثما يهدأ هذا الشرق‬
‫الشرق ُقاومي‬
‫ُ‬ ‫ريثما يهدأ هّا‬
‫ُ‬
‫الطين‬ ‫تنفطر السلحة‬
‫ُ‬ ‫ريثما‬
‫الدم قاومي‬
‫غبار ِ‬ ‫ّ‬
‫وينفض ُ‬
‫يتعب سّيافوه أو تمضي الجياد‬
‫ريثما ُ‬
‫ْ‬
‫الجياد‬ ‫شاهق ّتّلقي بتاريّ‬
‫ٍ‬ ‫فوق ّ‬
‫تل‬
‫ُ‬
‫الرض من ُح ّمى‬ ‫ريثما ُ‬
‫تبرد هّي‬
‫وُيعلي عاشقق صلبانه‬
‫والبحر ويمضي‬
‫ِ‬ ‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يفصل بين‬
‫أرض النور‬ ‫َ‬
‫فوق ِ‬
‫النور ُقاومي ‪.‬‬
‫فوق ِ‬ ‫َ‬

‫يديك‬
‫العالم ما بين ِ‬ ‫ُ‬
‫قاوقاعة‬ ‫هّه‬
‫ِ‬
‫تفور‬
‫بساقايك ُ‬
‫ِ‬ ‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ساقاية‬ ‫هّه‬
‫الشمس أفاقات وطفت ّ‬
‫واضرعت ّرع اليدين‬ ‫ُ‬ ‫هّه‬
‫سنبل في العين‬
‫وسرايا ٍ‬
‫ما هّي المراعي‬
‫القلع‬
‫ِ‬ ‫ل ّفها قاوس‬
‫والعشب‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫فوق طفل الما ِء‬
‫فما هّي الدفوّ‬
‫كثبانك‬
‫ِ‬ ‫تحت‬
‫ّ‬
‫لف الورد كفي‬
‫َ‬
‫الشرق‬ ‫فيك‬ ‫وأنا ُ‬
‫أنسل ِ‬

‫‪320‬‬
‫ّ‬
‫لف الوردّ كفي‬
‫تيجانك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أغزل‬ ‫وأنا‬
‫ببطن الرض‬
‫أضرب أعوادي ِ‬
‫ُ‬ ‫أو‬
‫‪ -‬قاومي –‬
‫ٌ‬
‫وغاق يتلوى‬ ‫ُ‬
‫تمسك ناموسي‬ ‫ٌ‬
‫ريشة‬

‫حجليك وحشٌد َ‬
‫طاح‬ ‫ِ‬ ‫تحت‬
‫يتطوي‬
‫طاق ّ‬‫ٌ‬

‫طفلتي أم طفلها؟‬
‫مندلق من نور كفيها ُيدلّى‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫شرشف‬
‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫شراب‬
‫ُ‬ ‫طاس‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫شرشف ٌ‬
‫شهوي‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫شمل‬
‫شمع‬ ‫ٌ‬
‫شرشف ٌ‬
‫رابض ُيلهب ُه ُ‬
‫سوط غنائي‬ ‫ٌ‬ ‫وطير‬
‫ٌ‬
‫الحار تغطيه الغيوم‬
‫ّ‬ ‫ثديك‬
‫ِ‬
‫بماس وسما ِء‬ ‫الدورق ّ‬
‫يكتظ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ثدّي ِك‬
‫ُ‬
‫ينطبق الفق فقومي‬ ‫ها هنا‬
‫ً‬
‫رشيقا‬ ‫وارفعي ً‬
‫كأسا‬
‫صّبي إليه‬ ‫ُ‬
‫فضته ُ‬ ‫وانحتي‬
‫وارتجي بطاسين عليه‬
‫ّ‬ ‫الباتع‪..‬‬
‫َ‬ ‫خمرّ‬
‫ِ‬

‫صوتك في طوطم أُنثاه ّ‬


‫وغري وردتيه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أطلقي‬
‫****‬
‫السر ّي أم روح تحو ُم‬
‫وطري‪ ..‬أم شمعدانأ العالم ّ‬

‫‪321‬‬
‫وريحانأ مجلّى‬
‫ٌ‬ ‫يصعد من َغ ٍ‬
‫مر‬ ‫ُ‬ ‫ذهب‬
‫وهي عندي ٌ‬
‫ينفل ويغلي وُيغلّى‬
‫يخفق هّا الطين ّ‬
‫ولها ُ‬

‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫عيونأ‬
‫ِ‬ ‫ولها ّ‬
‫ّق‬
‫ّ‬
‫رق الرض‬
‫النار تعلو‪ ..‬وُتعلّى‬
‫ساق ِ‬ ‫ُ‬

‫البحر عيني ِه‬


‫ُ‬ ‫النور ّ‬
‫ورّ‬ ‫ّغرد ُ‬
‫َ‬ ‫وهي عندي‬
‫كدهر‬
‫ٍ‬ ‫وتنساب‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫وأشواق ُتش ّم‬ ‫ّاج‬ ‫ٌ‬
‫ّنبق ٌ‬
‫شق في طينت ِه برقاًا‬ ‫تحت ّ‬
‫شط ّ‬
‫ُ‬
‫الدغل ُدفلى‬ ‫ّ‬
‫وطق‬
‫الجام‬
‫عتر من جهة ِ‬
‫ٌ‬
‫ونور في الخليا‬
‫ل ٌ‬ ‫راشق عق ً‬
‫ٌ‬ ‫وشراب‬
‫ٌ‬ ‫وطور‬
‫ٌ‬
‫الرض ُتصلّي وتصلّى‬
‫ُ‬ ‫ولها‬
‫الشرق‬
‫ِ‬ ‫ذهب‬ ‫ٌ‬
‫ضاربة في ِ‬ ‫ٌ‬
‫جملة‬
‫يفوح‬ ‫ٌ‬
‫وتاريّ من الورد ُ‬
‫الخمر‬
‫ُ‬ ‫جعجع فيها‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫جملة‬
‫وأنزاح لها ٌ‬
‫ّانأ‬
‫وكانأ الما ُء يبلى ‪.‬‬
‫****‬
‫ما الّي أجفل هّي الملكة؟‬
‫انبساطات ّ‬
‫وهد الما َء فيها‬ ‫ٍ‬ ‫دحرج من قاامتها َ‬
‫رهط‬ ‫َ‬ ‫ما الّي‬
‫ما الّي َ‬
‫ساط سماها؟‬

‫‪322‬‬
‫ماج بخفّين مراعي دمها‬
‫وطوى‪َ ..‬‬
‫العشب فر ّفت شفتاها‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ّّ لها‬
‫ما الّي هّيجها؟‬
‫النار وفلّى الف َم‬ ‫َ‬
‫أشعل في موقادها َ‬
‫َ‬
‫النابت في القاع؟‬ ‫َ‬
‫أشعل فيها القصب‬ ‫َم ْن‬
‫الطلس الكوني في ماعونها؟‬
‫ِ‬ ‫بار‬ ‫ومن ّ‬
‫طش ُغ َ‬
‫َم ْن دحرج ّ‬
‫الحر إليها؟‬
‫عرش الحرملك‬
‫ِ‬ ‫أخرج من‬
‫َ‬ ‫من ُترى‬
‫تعصر تاريّ النساء‬
‫ُ‬ ‫هّه النثى التي‬
‫في يديها؟‬
‫من ُترى أقالقها؟‬
‫الغصن وخ ّ‬
‫لها تعوم ؟‬ ‫َ‬ ‫َم ْن ّ ّم َر‬
‫الهادر ؟‬
‫َ‬ ‫الجسد‬
‫َ‬ ‫من ترى ّ‬
‫عّ َب هّا‬
‫من غلّفه بالغيم ؟‬
‫من صاغ يديها ؟‬
‫السري برقاا‬
‫ّ‬ ‫ورمى في الخاتم‬
‫ورمى ورداً لعينيها ومن قاا َم إليها؟‬
‫ثرا غدقاًا‬
‫الكونأ ّ‬
‫ِ‬ ‫في صباح‬
‫من أيقظ اللهة التعبى وغاب‬
‫ما الّي ألقى بخّفّيها هناّ‬
‫ما الّي ألقى بتنورتها‬
‫سوتيانها‬

‫‪323‬‬
‫قامصانها‪ ..‬فوق المياه ‪.‬‬

‫ُ‬
‫الشرق قاومي‬ ‫ريثما يهدأُ هّا‬
‫ُ‬
‫الطين‬ ‫ُ‬
‫السلحة‬ ‫تنفطر‬
‫ُ‬ ‫ريثما‬
‫غبار الحرب قاومي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وينفض ُ‬

‫‪1989‬‬

‫تما ُم الجسد‬
‫عجيب‬
‫ٍ‬ ‫جسد‬
‫الطير من ٍ‬
‫ُ‬ ‫سيقو ُم هّا‬
‫شمس‪ ..‬خمرةٌ‪ ..‬دفلى‬
‫وتقو ُم ٌ‬
‫وتعلو سدرةٌ وثمارها ٌ‬
‫حجر قاديم‬
‫تلطم موجتين‬
‫ِ‬ ‫نار‬
‫وتقوم ُ‬
‫أطلسك العظيم‬ ‫ّ‬
‫لتهز ّ‬
‫وأنا ُتداوله المرايا بعضها ُقا ّ‬
‫صاد ّ‬
‫بعض‬
‫أو ترادف ُه اليادي‬
‫يشبه التاريّ‬ ‫ً‬
‫طريقا ُ‬ ‫فطوى‬
‫ُ‬
‫ومربضه البعيد‬ ‫جنونأ رايت ِه‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫محض‬
‫مرابع‬ ‫ُ‬
‫واشتعال‬ ‫ذهب وُت ٌ‬
‫رس‬ ‫شمس‪ ..‬ولي ٌ‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫ويضرب فلّتي‬
‫ُ‬ ‫وأنا سُي ُ‬
‫بعد ساعداّ مسا َء أثقالي‬
‫الحجار‬
‫ِ‬ ‫شرار ّ‬
‫محشة‬ ‫ُ‬ ‫وأنا‬
‫مفاتن سطعت‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫سبط‬

‫‪324‬‬
‫يداّ‬
‫فتدخلني ِ‬
‫َ‬
‫وتشتل غيمها‬ ‫َ‬
‫لتصوغ أحشائي‬
‫وهي المرايا ّ‬
‫رددت صوري وصاحت‬
‫وأنا أُصّفق بالسماء وبالبحار قاصائدي‬
‫َ‬
‫صفوّ العاشقين مدججين بلينهم وعفافهم‬ ‫لرى‬
‫بسر رغبتهم فأعلو‬
‫وملطخين ّ‬
‫فتي‬
‫بض ّ‬‫تشب ّ‬
‫عناصرهم ّ‬
‫َ‬ ‫وأرى‬
‫ُ‬
‫ماسة‬ ‫الجسم يغلي‬ ‫وأرى تما َم‬
‫ِ‬
‫ويلين َ‬
‫فوق بقولِّ ِه‬ ‫ُ‬
‫بالخمر‬
‫ِ‬ ‫مضرجا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ابتدأت‬ ‫ُ‬
‫فأعود من حيث‬
‫بوهج قالئدي‬
‫ِ‬ ‫مشتبكًا‬
‫مراكب‬
‫ٌ‬ ‫وأمام عيني تستفيق‬
‫كؤوسك ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫وتشد ّلّتها‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫سكرانأ‬ ‫متعب‬
‫ٌ‬
‫روحي ل تش ّم سوى النساء ّ‬
‫مبخرات بالظلم‬
‫تمخر علّتي‬
‫ُ‬ ‫وسوى احتشاد أنوث ٍة في الكونأ‬
‫فاصل يهّي‬
‫ٍ‬ ‫خمر وموسيقا‪ ..‬ورغو ُة‬
‫ٌ‬
‫وكانأ طبيبنا يجثو‬
‫ُ‬
‫ويشهق في صفاتي‬
‫يديك‬
‫ننوح على ِ‬
‫وأنا وأشباحي ُ‬
‫وأنا أصلّي في معابدي احتراقاا ثم ُ‬
‫أرفع سارياتي‪.‬‬
‫شائك‬
‫جحيم ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ُج ّري قاتيلك من‬

‫‪325‬‬
‫ّ‬
‫وتلطخي بحنانه‬
‫ُ‬
‫أرقاش شمعتي‬ ‫النار‬
‫وأنا سما ُء ِ‬
‫ُ‬
‫مداعبة السماء‬ ‫حسبي‬
‫ُ‬
‫شقوق البرق‬ ‫حسبي‬
‫سرتها‬
‫سرها وفضا ًء ّ‬
‫حسبي ّ‬
‫لنبع ل ّ‬
‫يجف‬ ‫وحسبي أنني أمضي ٍ‬
‫وأرتوي حتى أفيض‬
‫كأس ترّقاقه اليادي‬
‫وأنني ٌ‬
‫غائب في نور قالبي‬
‫وأنا سقيٌم ٌ‬
‫أراقاب غير ميلي باكراً للشهو ِة السوداء‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫الربيل‬
‫ِ‬ ‫للطير‬
‫لتمتمات تلولِها وهضابها‬
‫وجد‬
‫ليدين متعبتين من ٍ‬
‫وللعينين مترفتين بالحمى‬
‫وللورد القتيل‬
‫ِ‬
‫يجلي مفاتنَها‬
‫وللمعنى ّ‬
‫يرّ بشمسها‬
‫ل‪ ..‬وصبحًا يستحيل‪.‬‬
‫لي ً‬

‫‪1989‬‬

‫‪326‬‬
‫إجرسيني أيتها الكلمة‬
‫الكلمة تتقدم‬
‫ولكن‪ ..‬إلى أين؟‬
‫الكلمة‪ ،‬التي هي ُ‬
‫فؤاد ال‪ ،‬تتقد ُم في الدم‬
‫ُ‬
‫تخوض في بركه وسواقايه‬ ‫الكلمة‬
‫الكلمة‪ ،‬التي ّ‬
‫تفك الفولذ ‪ ،‬تزيلها ٌ‬
‫عتلة‬

‫الكلمة‪ ،‬التي هي ّهر ُة أدمغتنا ُ‬


‫وتاج تاريخنا‪،‬‬
‫تتقد ُم بين الجثث‬
‫الكلمة تتقدم لتصل إلى الهاوية‬
‫الكلمة التي تقدمت في ظلم الخلية وفي عتمة العظام‬
‫وتلمع في العيونأ‬
‫ُ‬ ‫الورد والحمام‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تخوض مع‬ ‫يوم‬
‫كانت ذات ٍ‬
‫الكلمة تمخر‪ ،‬اليوم‪ ،‬نهر الدم والسلحة‬
‫راهب وأنتظر الزلزال‬
‫ٍ‬ ‫وأنا أمسك بزهورها مثل‬
‫ُ‬
‫الحديد في المقدمة‬
‫السكاكين والسلحة‬
‫ُ‬
‫الجلد في المقدمة‬
‫ُ‬
‫السياط المخبأة تحته‬
‫إجرسيني أيتها الكلمة‪ ..‬إجرسي جسدي‬
‫صرح الموت‬
‫َ‬ ‫صرح الكلمة أو ُنعلي‬
‫َ‬ ‫أما أنأ ُنعلي‬
‫ولكن ل‪ ..‬ل يمكن للكلمة أنأ تنشر الموت‬
‫فإنأ فعلت ذلك فتلك أكبر كارثة‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫َ‬
‫تضيق معابري؟‬ ‫كم ُ‬
‫كنت أخشى أنأ‬
‫وأرى رماداً في عيونأ الي ّم يكسر برقاه برق ويهز ُم تابعيه‬
‫تعرش في اختلط الطين‬ ‫ً‬
‫ملئكة ّ‬ ‫وأرى‬
‫ٌ‬
‫هندسة تدّبر للطبيعة مقت ً‬
‫ل‬
‫ل تنوح‬ ‫ُ‬
‫مشرطهم وأقافا ً‬ ‫ضيع‬
‫ومطببين َي ُ‬
‫ّجاج جمجمتي‬
‫َ‬ ‫كنت أخشى أنأ َ‬
‫يخيط‬ ‫كم ُ‬

‫كلٌم‪ ..‬وردةٌ‪ٌ ..‬‬


‫ذهب ؟‬
‫وكم ضاع الطريق ؟‬
‫لرى طريقًا ل ّ‬
‫يدل‬
‫وعاّفين ممزقاين‬
‫تؤلف مسلخًا‬
‫وأرى كمنجات ُ‬

‫كم ُ‬
‫كنت أخشى أنأ أرى قامري يموت‬
‫تاجا ً‬
‫كاذبا‬ ‫عيد ً‬
‫ل َ‬ ‫مدائحا ُ‬
‫ً‬ ‫فأستعيد‬
‫ولشتهيه‪..‬‬
‫ً‬
‫لغما لمنطقتين في رأسي‬
‫ً‬
‫وسكينا لشمسي‬
‫الرمل ُ‬
‫ألفظ شفر ًة‬ ‫ِ‬ ‫وأنا هنا في‬
‫إلي بها وأمضي‬ ‫ُ‬
‫القرود ّ‬ ‫ألقى‬
‫عن أي شي ٍء يبحثونأ‬
‫لموت قاد يجي ُء‪ ..‬فل يجيء‬
‫ٍ‬ ‫مدخر حصافته‬ ‫ّ‬
‫والكل ّ‬
‫تحت ّجاج ٍة ُ‬
‫يرّ النعاس‬ ‫ّ‬
‫والكل َ‬

‫‪328‬‬
‫ً‬
‫فريسة‬ ‫كنت أخشى أغنياتي ل ّ‬
‫تشق‬ ‫كم ُ‬

‫أو رّبة الظلمات تخطف من فمي‬


‫المنسي‬
‫ّ‬ ‫ّهراً وُتطلق َ‬
‫رمزها في حقلي‬
‫كم لمعت عيوني؟‬
‫ٌ‬
‫بروق‬ ‫العشاق تشعله‬ ‫وأنا أرى رت ً‬
‫ل من ّ‬

‫َث ّم ينتفضونأ في أصدافهم‬


‫ً‬
‫ونفضا للغبار‬ ‫ً‬
‫خوفا من المنفى‬

‫خوفًا وينهمرونأ كالمطار تحت ِ‬


‫دثارهم‬
‫التاج‬
‫بعض عزائهم في ِ‬
‫يحكونأ َ‬
‫الوهم‬
‫ِ‬ ‫بعض عزائهم في‬
‫َ‬
‫الجهات‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الجهات قافى‬ ‫كي تلد‬
‫أجر عتادهم‬
‫وأنا ّ‬
‫ُ‬
‫الموت‬ ‫ُ‬
‫وأقاول مات‬
‫ُ‬
‫أمل جعبتي‬
‫وأعبر في الرماد‬
‫ُ‬ ‫ورداً وموسيقا‬
‫أجر ذبائحي من عقلهم‬
‫وأنا ّ‬
‫أجرس ّلّتي‬
‫ُ‬ ‫الطلع‬
‫ِ‬ ‫وأنا هنا في‬
‫وأرد وردي بين عّتالين أقالقهم فراغ بائٌد‬
‫ّ‬
‫وأقاول منعقٌد بُترسي ُ‬
‫هيكل البواق‬ ‫ُ‬

‫دماغ َك يا نباتي‬
‫وأحفر في ِ‬
‫ُ‬ ‫منعقدٌ‪..‬‬
‫****‬
‫الشهوي ؟‬
‫ّ‬ ‫سوادّ أيها‬ ‫هل كانأ ٌ‬
‫حيض في ِ‬

‫‪329‬‬
‫كانت إبرةٌ في الشمس أم هبط الزمانأ‬
‫عسس‬
‫ٌ‬ ‫يجزر بقلَها‬
‫ُ‬ ‫ما بين منطقتين‬
‫وينقل روحها عبٌد أُِذ ّل‪..‬‬
‫ُ‬

‫وكانأ ُ‬
‫رمز خفائها‬
‫ويبظر وردتيه‬
‫ُ‬ ‫معارّ أفلت‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫ينشق فوق‬
‫الغموض إلى النبات‬
‫ِ‬ ‫في ما أُحيل من‬
‫نار مسر ٍة‬
‫وما تدافع تحت ِ‬
‫ل شك ُي ُ‬
‫قتل رمزنا‬
‫تهدج الرتال‪ُ ..‬‬
‫نبض حقيق ٍة لمعت‬ ‫ُ‬
‫انتفاض ّ‬ ‫وهو‬
‫مقسمين‬
‫رجع ّ‬
‫فصائل للمهد‪ُ ..‬‬
‫ٍ‬ ‫ورجع‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫تستحيل لغاب ٍة‬ ‫ل شك أنثى‬
‫السفك‬
‫ِ‬ ‫طقوس‬
‫ُ‬ ‫حتى تقام لها‬
‫حتى في نهاية شوطنا ّ‬
‫تنفك موسيقا من الحجار‬
‫ُ‬
‫الجمال‬ ‫يضع‬
‫أو َ‬
‫ُر ّخًا له في البيت كي ننسى وكي يعمى الرماد‬
‫ل ّ‬
‫شك‪ ..‬شمس فريستي سقطت‬
‫أحول ماءها خمرا ونار‬
‫وأبغي أنأ ّ‬
‫أو لوح أورجانونأ يمسك بالمعاني راجفًا‬
‫الورد‪ ..‬في ّ‬
‫فّ الجمال‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫القديم‬
‫ِ‬ ‫ولّا أرّتب ميت َة الشرق‬
‫وأصطفي شرقاًا رشيقًا‬
‫وانتفاضة ماس ٍة في جسمه‬

‫‪330‬‬
‫إني ُ‬
‫رأيت شعوَبه وشعاَبه‬
‫ورأيت بحراً ل ُي ّ‬
‫حد من اللغات‪ ..‬ومثله‬ ‫ُ‬
‫بحراً ُ‬
‫يفيض من الدماء‬
‫ورأيت ت ّوّابين يشتعلونأ في نار العروش‬
‫ورأيت ً‬
‫قاافلة تتيه‬ ‫ُ‬

‫ُ‬
‫القرود‬ ‫ورأيت‪ ..‬كانت كلمتي ذهبًا فحولها‬
‫ُ‬

‫واحتمال كريم ٍة‬


‫ِ‬ ‫ورمل‬
‫ٍ‬ ‫لشتاء أحلم‬
‫المسرات العجيبة‬
‫ّ‬ ‫دفن‬
‫شاعر َ‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫فأعيش عيش َة‬
‫والفتونأ بجّبه‬
‫َ‬
‫هز مرتبة الكلم وقاال ُقا ّطعنا‬
‫الموت حتى ّ‬
‫َ‬ ‫كسر‬
‫وأراد َ‬
‫وقاال ‪ :‬قاف أيها الماموّ‬
‫بارّ مقعديك‬
‫ور ّقا ْق الحسرات وليكن الرماد‬
‫ْ‬
‫الفول‬ ‫فص ً‬
‫ل لمعتقدين هّدهما‬
‫انتبهت لطين ِة التاريّ ُت ُ‬
‫حرّ بالسياط‬ ‫ُ‬ ‫وقاد‬
‫ُ‬
‫انتبهت لحشد ِه‬ ‫وقاد‬
‫ولحشد سّيافيه يحتطبونأ بل يتنزهونأ‬
‫ِ‬
‫هاتف‬
‫حشد ٍ‬‫لرى برمزين استفاقاا فوق ٍ‬
‫كظر الكلم‬
‫للموت في ِ‬
‫ِ‬ ‫أو في مناطق رحل ٍة وثني ٍة‬
‫ً‬
‫وسللة‬ ‫وأرى برمزين اسُتفزا ورد ًة‬
‫َ‬
‫عطش الخفا ُء لجلها‬
‫وأرى من اليام ً‬
‫نفيا شام ً‬
‫ل‬

‫‪331‬‬
‫مجاهل‬
‫ٍ‬ ‫واتحاد‬
‫َ‬ ‫نهب‬
‫وضباع ٍ‬
‫َ‬
‫استفز برأسه ً‬
‫ذهبا تناثر في الشوارع‬ ‫ّ‬ ‫فمن‬
‫شائك؟‬
‫ورد ٍ‬‫ورماد ٍ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫طلقة‪ ..‬وقاصيد ًة‪..‬‬
‫ومن اشتهى شمسين مثل ّ‬
‫مهّب‬
‫ومترس‬
‫ّ‬
‫وأخ لميقع ٍة ُي ّش ُم ُ‬
‫غبارها في الي ّم‬ ‫ٍ‬
‫في أقاصى السما ِء‬
‫وفي البقول ؟‬
‫يلسع قالب ُه لسعًا ؟‬
‫ومن ارتضى بالمجد ُ‬
‫ومن لط َم الرعود‬
‫حاذق في النفي‬
‫ٍ‬ ‫وأّاح عتمتها بماس ِة‬
‫فارتبك البعيد ؟‬
‫هتك‬
‫وطبول ٍ‬
‫ِ‬ ‫غنائم‬
‫ٍ‬ ‫ومن انتهى للنور وسط‬
‫وارتفاع فراش ٍة ؟‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫طعنة في الستر‪..‬‬ ‫همس َك‬
‫غبار‪ ..‬كانأ ُ‬
‫أ رأيت ! كانأ دٌم ٌ‬
‫كانأ ّ‬
‫معّبوّ‬
‫لنقض أُ ّسك أو ِ‬
‫أساس َك أو رموا‬ ‫يتدافعونأ ِ‬
‫حيرى بأسئلة ّ‬
‫تهز عفافهم‬
‫أ َ‬
‫رأيت !‪ ...‬ل أحٌد يّود‬
‫نفسك في المتاهة‬
‫وجدت َ‬
‫بنهر ل ُ‬
‫يفيض‬ ‫رمي ٍ‬
‫هكّا ٌ‬
‫ألف ل تقوم ُ‬
‫وقاّبرات ل تغني‬ ‫ألف ٍ‬ ‫ٌ‬
‫وجثة من ِ‬

‫‪332‬‬
‫ريحها بشقائقي؟‬
‫سألفح َ‬
‫ُ‬ ‫فمتى‬
‫ومتى سأقاوى أنأ أقاوم بكيدها؟‬
‫حتى أرى فجراً ّ‬
‫يشق مشيمتي‬
‫أبيض‬ ‫وأرى ً‬
‫هتافا َ‬
‫تلمع في الغبار‬
‫وعيونأ موسيقيين ُ‬
‫َ‬
‫هّا دٌم للنار‬
‫تحيض‬
‫َ‬ ‫أو ٌ‬
‫لغة لحبلى كي‬
‫وبعض موتى في الخفاء‬
‫ُ‬
‫ولست أذكر كيف قاا َم رمادنا‬
‫وأتى على اليخضور محترسًا وفاض‬
‫أذكر كيف قاا َم‬
‫لست ُ‬‫ل ُ‬
‫وكيف كانأ ؟‪ ..‬وكيف ُ‬
‫كنت ؟‬
‫بعيرنا؟‬
‫ضاع ُ‬‫َ‬ ‫وكيف‬
‫أو كيف َ‬
‫ّاغ ؟‬
‫وكيف راح ؟‬
‫وكيف تاه ؟‬
‫وكيف ُ‬
‫تهت ؟‪.‬‬

‫‪1989‬‬

‫‪333‬‬
‫الحركة الثالثة‬
‫الخراب‬
‫لم تبق غأير أصابع‬

‫النسان‪ ،‬أطول إنسان‪ ،‬ل يستطيع أن يرقى إلى السماء‬

‫النسان‪ ،‬أعأرض إنسان‪ ،‬ل يستطيع أن يغطي الرض‬

‫النسان‪ ،‬يموت وقلبه يتوقف‪.‬‬

‫من قاصيدة سومرية‬

‫‪334‬‬
‫نهضت جوقة السيوف‬

‫‪335‬‬
‫)سيناريو شعري (‬

‫مدخل‪:‬‬
‫ُ‬
‫الورد‬ ‫َ‬
‫وارتعش‬ ‫السيوّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جوقاة‬ ‫نهضت‬
‫بدم‬
‫واستح ّمت فراشاته ٍ‬
‫ربما النهر ما ّال يبكي‬

‫لكن ماء كثيراً ّ‬


‫تلونأ‬ ‫اشتد ّ‬
‫المطر ّ‬
‫ُ‬ ‫ربما‬
‫سحب بالشموع‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫واشتعلت‬

‫أفعى تنام عألى دميته ‪:‬‬ ‫ُ‬


‫يزحف نحو ً‬ ‫ُ‬
‫الطفل‬
‫ُ‬
‫تتناسل؟‬ ‫لدخل محتميًا من عفون ٍة‬
‫َ‬ ‫أين بيتي‬
‫َ‬
‫لغسل ما تبقى من يدي وعيوهني ؟‪..‬‬ ‫أين نهري‬
‫ّ‬
‫المشظى‪،‬‬ ‫كل هّا الرماد ّ‬
‫وكل المسا ِء‬ ‫ّ‬

‫تسحب الجسد ّ‬
‫الغض‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫عربة‬
‫فوق السيوّ ‪.‬‬

‫بأسلحة وقيود ‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫الطفل يتسلى‬
‫هّه ُ‬
‫أول الفاجعة‪..‬‬
‫النحاس المزّين بالورد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يلمع منه‬
‫الدم‪ ..‬أول ما ُ‬
‫ثورهما يتقدم في ِ‬
‫بطن‬ ‫سرب من ّ‬
‫القش والشمعدانأ وأول ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أول‬

‫‪336‬‬
‫تفوح بخنجر ِه ‪،‬‬
‫ُ‬
‫تلك ٌ‬
‫عين من النمل‪..‬‬
‫شمس سوسن ٍة وبغايا‪..‬‬
‫من فاتحين ومن ِ‬
‫تلك ٌ‬
‫دبابة تتقدم في اللحم‪،‬‬
‫ٌ‬
‫بوصلة‪..‬‬
‫ومغدودنأ ل ّ‬
‫يمل مراياه‬ ‫ٌ‬

‫فوهة البئر‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الطفل ينحني عألى‬
‫أين أول الفاجعة؟‬
‫وعبيد‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫مندلق في معاني الظلم وفي رهط أسلح ٍة‬ ‫ُ‬
‫قالبه‬
‫ُ‬
‫تزحف‬ ‫غيمة ماطره‪ ..‬هّه ُ‬
‫أول الشرايين‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أفق تكلله‬
‫نبيّ ‪،‬‬
‫كوب ٍ‬‫في ِ‬
‫أين أول الكلمة ؟‬
‫َ‬
‫هّه ٌ‬
‫دمنة‪َ ..‬‬
‫تلك عصفورةٌ هرمت وهّي الموائد‬
‫برماد العظام وورد العيونأ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫مفروشة‬
‫هّه آخر الفاجعة‪..‬‬
‫شمسنا تتشّقّق‪،‬‬
‫ُ‬
‫التوابيت منها‬ ‫سقطت هّه‬
‫َ‬
‫خوّ فاجع ٍة قاادمة‪،‬‬ ‫مطر ونحرنا عجولنا‬
‫وضاع بها ٌ‬
‫أول السيوّ هّه‪ ..‬لم تهّبها الضحايا‪،‬‬

‫‪337‬‬
‫ٌ‬
‫غامض‬ ‫ُ‬
‫وطراّ حواجبه‬ ‫ورد ُه أسوٌد‬
‫ويداه حبال‪.‬‬

‫الطفل يسقط في البئر ‪:‬‬


‫لم يعد هناّ ما نسميه طف ً‬
‫ل‬
‫هّه آثار يديه على الحائط‬
‫تلعننا واحداً واحداً‪.‬‬

‫أصابع‬
‫ٍ‬ ‫لم تبق غأير‬
‫قاصاصتها‬
‫َ‬ ‫أصابع تتلو‬
‫ٍ‬ ‫لم َ‬
‫تبق غير‬
‫ْ‬
‫العيونأ‬ ‫ولم تعد‬
‫غير التماع ِة خرّ ٍة منفي ٍة في اللحم‬
‫لم تعد اليادي‬
‫غير التم ّعن في السيوّ‬
‫وغير أُبهة محطم ٍة‬
‫ولم تعد الحشود‬
‫غير التباهي أو تّ ّك ِر شهو ٍة منسي ٍة‬
‫الطين طينًا والمنافي ُ‬
‫سقط منفى‬ ‫ُ‬ ‫للهتك‪ ..‬كانأ‬
‫ِ‬

‫‪338‬‬
‫ُ‬
‫وتشهق في القيود‬ ‫والحيا ُة ُ‬
‫تفك فولذاً‬

‫الغريب وخوّ أنأ ُتلقي المعاني‬


‫ِ‬ ‫الوجع‬ ‫ً‬
‫خوفا من‬
‫ِ‬
‫الموت‬
‫ِ‬ ‫ُقاّبرات فوق سور‬
‫العقل‬ ‫يزحف ّ‬
‫عشه في ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خوّ الدود‬
‫َ‬
‫خوّ الماء يجمد في العروق‬
‫ّ‬
‫الحقيقة بالنقود‬ ‫الخلسي‬
‫ّ‬ ‫يزنأ‬ ‫َ‬
‫وخوّ أنأ َ‬
‫يدق قاردَتها المغني‬
‫َ‬
‫وخوّ الشمعة انكسرت سللتها‬
‫وطيّنت الفضاء وصار كوكبها هزبرا جائعًا‬
‫****‬
‫أصابع تهّي ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫لم تبق غير‬
‫ولم يعد المساء‬
‫ظبيًا نداعبه بمحجننا وعبداً نشتهيه‬
‫لم ّ‬
‫يبق هّا الفق‪:‬‬
‫ُ‬
‫بعض حمام ٍة‬
‫شمس نائمة‬ ‫ُ‬
‫وأنين ٍ‬
‫لم َ‬
‫يبق غير الليل‬
‫يصير وما يغيب‬
‫ُ‬ ‫أول ما ُ‬
‫يكونأ وما‬
‫الناس كالشباح‬
‫وبه يطوّ ُ‬
‫ً‬
‫بعضا‬ ‫وّدع بعضهم‬
‫وخاطوا النف ّ‬
‫عل جروحهم تشفى‬
‫الحلق ّ‬
‫عل جروحهم تشفى‬ ‫َ‬ ‫وخاطوا‬

‫‪339‬‬
‫وخاطوها لكي يبقونأ‬
‫وخاطوها لكي يفنونأ‬
‫خاطوها‬
‫وخاطوها‬
‫وخاطوها‬
‫وما ّالوا‪.‬‬

‫الخمر‬
‫ِ‬ ‫ابتعد في‬
‫قال‪ْ :‬‬
‫الخمر‬
‫ِ‬ ‫قاال‪ :‬ابتعد في‬
‫فجر يضيء ول كلم‬
‫ل ٌ‬
‫ُ‬
‫الورد ليس الورد‬
‫ماس والصنوج‬ ‫ُ‬
‫والضغاّ ٌ‬
‫ّ‬
‫دقات لرجم حبيبها‬
‫ٌ‬
‫طاعن في الصحو‬ ‫فاشرب ‪ ..‬لنك‬
‫ْ‬
‫ٌ‬
‫طاعن في النثر‬ ‫إشرب‪..‬‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫الجمال براحتيك‬ ‫وليكن‬
‫ابتعد وأضا َء بحراً‬
‫قاال‪ْ :‬‬
‫والكؤوس تدفقت‬
‫ّهوره الصفرا ُء‬
‫ُ‬ ‫ونمت على جلد الزمانأ‬
‫ً‬
‫عجيبا‬ ‫ً‬
‫شوقاا‬ ‫ض ّم غناؤه‬
‫وانتبهنا أننا نبكي وأنأ الليل يبكي‬

‫‪340‬‬
‫ُ‬
‫والزمانأ مقيٌد في دمعنا ُ‬
‫يلد الزمانأ‪.‬‬

‫أين عأيني‬
‫من َ‬
‫أُ ٌ‬
‫فق‪..‬‬
‫ٌ‬
‫هتاّ ٌ‬
‫أبيض‬
‫ُ‬
‫وخيوط ّ‬
‫خزافين تعبر في العظام‬
‫مجرة سوداء‬
‫وفي غشا ِء ّ‬
‫الجنوب؟ لكي نزّنر خصرنا بالماء‬
‫ُ‬ ‫أين‬
‫من َ‬‫ْ‬
‫نهب مداخنًا‬ ‫ُ‬
‫الشمال؟ لكي ّ‬ ‫ْ‬
‫من أين‬
‫ُ‬
‫الخرافة في امتصاص ُخراف ٍة‬ ‫أين كي تمضي‬
‫من َ‬‫ْ‬
‫هّب إفعوانأ الخمر جعجعة الحواس وجيشها ؟‬
‫ولكي ُي َ‬
‫مْ‬
‫ِن أين عيني؟‬

‫كي أسّد مكائداً في الفق ُ‬


‫تطلع‬
‫رمزها ٌ‬
‫أفق يدرد ُم‬ ‫ُ‬

‫برامج العينين‬ ‫ُ‬


‫واختلط‬
‫ِ‬
‫والقدم الكسير‬
‫ْ‬
‫من أين كأسي كي ّ‬
‫ارد النوم عن هّي الجموع؟‬
‫َ‬
‫البروق غصونها؟‬ ‫نهب‬ ‫ْ‬
‫من أين مج ُمنا لكي َ‬
‫فنرى بقية ما تناثر من جهات‬
‫أين؟‪ ..‬لكّنا هنا ضعنا وضّيعنا الصباح‬
‫من َ‬
‫ل‬ ‫ً‬
‫طريقا مقف ً‬ ‫وأضاعنا المعنى وغنينا‬

‫‪341‬‬
‫وتسخمت ّ‬
‫وتلطمت أقادامنا‬ ‫ّ‬

‫الخمر قاصتنا‬
‫ِ‬ ‫سج ّل‬
‫وروى ّ‬
‫وشخنا‬

‫في النهر الصافي‬


‫)سيناريو شعري(‬

‫مدخل ‪:‬‬
‫النهر الصافي يا سوداء العينين اغتسلي‬
‫في ِ‬
‫في النهر الصافي‬
‫وتحلّي بأساور من فضة‬
‫وخواتم من ذهب‬
‫في النهر الصافي‬

‫الغأتسال ‪:‬‬
‫في النهر الصافي ُمّدي قادما ودعي َ‬
‫النهر‬
‫الفرح ويضحك في لفتته‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يموت من‬
‫في النهر الصافي ُمّدي شال ودعيه‬
‫َ‬
‫والمجداّ‬ ‫المركب‬
‫َ‬ ‫يناغي‬
‫دعي النهر يغني‬
‫وحروب‬
‫ٍ‬ ‫ودم‬
‫وحل ٍ‬
‫في النهر الصافي اغتسلي من ٍ‬

‫‪342‬‬
‫ودعي ُكحلَ ِك ُي ُ‬
‫ظهر‬
‫أقاراطك أكبر‬
‫ِ‬
‫أساورّ الخّفه‪.‬‬

‫قولي‪:‬‬
‫في النهر الصافي حّني الكفين وحّني الشّفه‬
‫أفاع في النهر‬
‫لجدائلك انطلقي مثل ٍ‬
‫ِ‬ ‫وقاولي‬
‫للثوب انفتح النأ كزهر ِة سوسن‬
‫ِ‬ ‫وقاولي‬
‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫قاولي للعينين انفتحا في ضوء‬
‫وقاولي للفم تلّمس ّغب الماء‬
‫قالوي للرض انطلقي‬
‫وصبي في بغداد‪.‬‬ ‫َ‬
‫الفاق ُ‬ ‫للنهار افتتحي‬

‫دمع‪:‬‬
‫خالية من ٍ‬
‫ٍ‬ ‫بيوت‬
‫من أجل ٍ‬
‫في النهر الصافي‬
‫قاولي للطفال الشهداء أفيقوا‬

‫‪343‬‬
‫الدار السلح َة‬
‫وأّيحوا من فوق سطوح ِ‬
‫النار‬ ‫َ‬
‫الوساخ َ‬ ‫َ‬
‫المزق‬
‫في النهر الصافي‬
‫الّهار‬
‫َ‬ ‫وضعوا‬
‫الغار‬
‫ضعوا َ‬
‫ضعوا ال ُك َ‬
‫لل‬
‫وجرات الصيف الباردة‬
‫ّ‬
‫ضعوا الوتاد‬
‫ودخانأ وشظايا ورماد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫دمع‬
‫بيوت خالي ٍة من ٍ‬
‫من أجل ٍ‬

‫نصفان‬
‫ُ‬
‫الطرقاات‬ ‫الباب ل‬
‫ل ُ‬

‫‪344‬‬
‫ُ‬
‫الفاق‪.‬‬ ‫ل‬
‫محبس ُه هنا في مقلتيه‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫وكتابة‬ ‫يقرب خمر ًة‬
‫ولّا ّ‬
‫ّ‬
‫ويظل يرحل في يديه‬
‫مراتب بهجتي‬
‫َ‬ ‫مدخراً‬
‫أفور ّ‬
‫وأنا هناّ ُ‬
‫ُ‬
‫وأخيط بدراً في فضائي أو أرى شمسًا ّ‬
‫بمخي‬
‫وأصيد َف ّخي‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وفراشة‬ ‫ً‬
‫نجمة‬ ‫أراقاب‬
‫ُ‬ ‫أو‬
‫حواس ِه‬
‫ّ‬ ‫هو في انتشاء‬
‫الرض بالمعنى‬
‫َ‬ ‫حاستي وأضيء هّي‬ ‫وأنا أُ ّ‬
‫مزق ّ‬
‫ستقتلني إذا عّبت ُه ‪،‬‬
‫انتشيت وقاام ُكلّي‬
‫ُ‬ ‫وإذا َف َ‬
‫تحت ظل َم ُه ّ‬
‫في‬
‫المعتم السكرانأ‬ ‫أنا ّ‬
‫ظل هّا‬
‫ِ‬
‫رهين ظلّي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وهو‬

‫أفكلما ارتفعت‬
‫أفكلما ارتفعت أغانينا‪َ ..‬‬
‫أتيت‬

‫‪345‬‬
‫طير َّ حارثًا ناياتنا‪ ..‬كلماتنا‪ ..‬أفواهنا‬
‫وطار ُ‬
‫َ‬
‫ضحكت‬ ‫أفكلما سقطت معاولنا‪..‬‬
‫ُ‬
‫الفاق‬ ‫وكسرت أغنماّ‬
‫ّ‬
‫الصباح ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫وارتبك‬
‫ّ‬
‫صمت‬ ‫أفكلما صحنا‬
‫َ‬
‫شبعت‪.‬‬ ‫وكلما جعنا‬
‫ها َ‬
‫أنت مبتعٌد‬
‫ً‬
‫عزلة نقضي بها عمراً كئيبًا‬ ‫وها ُ‬
‫نحن ارتضينا‬
‫ٌ‬
‫ممزق فينا‬ ‫والكل ُم‬
‫مباح ‪.‬‬
‫صوت ْ‬‫ٌ‬ ‫ول‬

‫نام الرعأا ُة‬


‫نام الرعا ُة‬

‫‪346‬‬
‫حارس يهّي بداخلِ ِه‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫وظل فرٌد‬
‫وهّيجت النجوم‬

‫ّرعًا دفينًا َ‬
‫غاص في أعماقاه‬
‫ماذا عن الفردوس؟ َ‬
‫كيف أضاعه؟‬
‫ومتى يعود إليه؟ كيف يعود؟‬
‫الفجر أو يحكي‬
‫ُ‬ ‫ومتى سيبكي‬
‫وقاد طال الخراب؟‬
‫ُ‬
‫التاريّ في فمنا‬ ‫ناره‬ ‫ُ‬
‫سينفّ َ‬ ‫ثم ً‬
‫ل‬
‫وكي يضع الزمانأ‬
‫بيضًا كثيراً في مفاصلنا‬
‫وها دمع الرعاة‬
‫يطلي سما َء الليل ها دمهم‬
‫ّ‬
‫يقطر في الغاني‬
‫يطفح في الصلة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬

‫ل فرق‬
‫ل فرق ‪..‬‬

‫‪347‬‬
‫تمر‬
‫رافع كأسي إلى ٍ‬
‫إني ٌ‬
‫لنهل ُسكرتي‬
‫جبل‬
‫جبل إلى ٍ‬
‫وأطوّ من ٍ‬
‫أجر الُقّبرات‬
‫ّ‬
‫تفك َ‬
‫الفق‬ ‫معّبة ّ‬
‫ل ّ‬ ‫جم ً‬

‫أو أضع الجنونأ‬


‫ً‬
‫شهقة‬ ‫بيدين فارغتين ُ‬
‫أنقش‬
‫ُ‬
‫وأشيل أخرى‬
‫في بريد الموت‬
‫تلمع في العيونأ‬
‫ُ‬

‫وم ْن َض ّيع‬
‫َم ْن ضاع َ‬

‫‪348‬‬
‫ضاع ومن ُ‬
‫ضّيع‬ ‫َ‬ ‫هّه لّ ُة من‬
‫أحزانأ ُقاومي‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫الدمع‬ ‫مركبة ٌ‬
‫تائهة في‬ ‫ٌ‬ ‫هّه‬
‫ِ‬
‫هّي السنبلة‬
‫أوجاع قاومي‬
‫ُ‬ ‫الشمس ‪ ..‬يا‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫هزها نفّ شفا ِه‬
‫الخمر ُتفلّى جسدي‬
‫ِ‬ ‫هّه ُ‬
‫قاافلة‬
‫ُ‬
‫يصعد للعقل‬ ‫إصبع‬
‫ٌ‬
‫ّ‬
‫فتنشق له الدنيا وتغلي‬
‫ينزل في القاع ّ‬
‫فيبتل ويهّي‬ ‫إصبع ُ‬
‫ٌ‬
‫هّه شهو ُة من ّ‬
‫فك الرياح‬
‫وبه تاهت حشوٌد‬
‫وتشظت وانطوت‬
‫في ُترسه تلك الرماح‪.‬‬

‫هم يعرفون‬
‫ُ‬
‫تعرّ من تغني أو تخيط‬ ‫هم يعرفونأ ولست‬

‫‪349‬‬
‫الوحل‬
‫ِ‬ ‫ومغر ٍب في‬
‫ّ‬ ‫هم قاافلت معّت ٍم‪ ..‬وملّغز‪..‬‬
‫مرها‬ ‫هم ليل الضفاّ َ‬
‫وط ُ‬
‫ُ‬
‫ارتعاش خراف ٍة في الضوء‬ ‫وهم‬
‫ُ‬
‫والورد المّّبح في السواقاي والبخار‬
‫معنى من معاني الموت‬ ‫ُ‬
‫ونهوض ً‬
‫ُ‬
‫وتسحل راكبيها كي يقوم‬ ‫ُ‬
‫الجياد وليلها تعدو‬ ‫هم هّي‬
‫برايات ملطخ ٍة ونار‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫أفق‬
‫ويسد ٌ‬
‫ليل أنفنا وعيوننا‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫تعرّ من تكونأ‬ ‫َ‬
‫ولست‬ ‫هم يعرفونأ‬
‫هم يعرفونأ‪..‬‬
‫ُ‬
‫تدرّ ‪ ،‬بينهم ‪ ،‬في أنأ تكونأ ول تكونأ‬ ‫ولست‬
‫ُ‬
‫وأعل‬ ‫فاحّر وباعد وابتعد‪..‬‬
‫وت ِْه طربًا بأنك في الجنونأ‪.‬‬

‫الحركة الرابعة‬
‫الفول‬

‫‪350‬‬
‫تصدع الموسيقا‬
‫ّ‬

‫‪351‬‬
‫طفل ينام‬
‫وطن كان في عأين ٍ‬
‫ٌ‬

‫‪352‬‬
‫رماد على ماء بغداد أم وردةٌ أم دفوّ‬
‫رماٌد على دجلة‬
‫ُ‬
‫يرشق خّد الرصافة والكرخ‬
‫ً‬
‫‪..‬ودخانا‬ ‫ً‬
‫‪..‬دما‬ ‫ً‬
‫دمعا‬
‫رماٌد على الجسر‬
‫َ‬
‫تاريخه وهواه‬ ‫ُ‬
‫ينزّ في النهر‬
‫رماٌد على نخل ٍة‬
‫ُ‬
‫ألف طائر ٍة فوقاها‬
‫رطب تستحم دمًا ونحاسًا‬
‫ٍ‬ ‫وهي من‬
‫ُ‬
‫يحمل نوراً وآسًا‬ ‫رماٌد هلى ٍ‬
‫شجر كانأ‬
‫رماٌد على نجم ٍة‬
‫ّ‬
‫وتشظت ببغداد‬ ‫سقطت‬
‫ً‬
‫حرقاة والتباسًا‬ ‫واحترقات‬
‫يسبح ُ‬
‫لحن عليه‬ ‫رماٌد على النهر ما عاد ُ‬
‫ً‬
‫ّاهيا‬ ‫وما عاد مركُبه‬
‫شراع يغني‬
‫ٌ‬ ‫ما عاد فيه‬
‫ورد ومعنى‬
‫لج ٍ‬‫ألحق ‪ :‬ح ّ‬
‫رماد أنا ّ‬

‫ُ‬
‫رماد انزفي يا جروحي السما َء‬
‫وصّبي دما فوق هّي الرفوّ‬
‫رماد الليالي‪ُ ..‬‬
‫رماد القطوّ‬ ‫ُ‬
‫رماد ُط ّعّنّا‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫رماد اكتوينا بنار هوانا‬

‫‪353‬‬
‫ُ‬
‫رماد أحبتنا‪ ...‬نخلنا‪ ..‬نهرنا‬
‫طفل ينام‬
‫عين ٍ‬ ‫ٌ‬
‫وطن كانأ في ِ‬
‫وجع كلّه ل ينام‬ ‫ٌ‬
‫وطن صار من ٍ‬
‫دٌم في أغاني ِه‬
‫لفتات يديه‬
‫في لفت ٍة من ِ‬
‫دٌم في الصلة‬
‫د ُم الكلمات‬
‫ٌ‬
‫مختلط وحزين‬ ‫والف ُم‬
‫رماد الحشود التي ُم ّزقات‬
‫ُ‬
‫آمن‬
‫الشاي في ملجأ ٍ‬
‫َ‬ ‫تشرب‬
‫ُ‬
‫رماد الزجاج‪ُ ..‬‬
‫رماد العيونأ‬ ‫ُ‬
‫الكفوّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫رماد‬
‫رماٌد على طفل ٍة عبرت بين بيتين فاحترقات‬
‫وليد من البرد تستر ُه ْ‬
‫قانبلة‬ ‫ُ‬
‫رماد ٍ‬
‫ْ‬
‫والجلجلة‬ ‫ُ‬
‫رماد الجنائز‬

‫هنا ّ‬
‫كل شي ٍء يرّتق ً‬
‫شيئا‬
‫يفر‬ ‫َ‬
‫خوّ ّ‬ ‫بالعظم‬ ‫الجلد‬ ‫ُ‬
‫ويلتصق ُ‬
‫ِ‬
‫غياب السماوات ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وخوّ‬
‫ٌ‬
‫سنبلة‬ ‫كانت ببغداد‬
‫ذهب وسقاها المحبونأ‬
‫َحّبها ٌ‬
‫وروح الحرير‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فضة أقاوالهم وهواهم‬

‫‪354‬‬
‫تصيح‬
‫ُ‬ ‫تطيح وكادت‬
‫كادت ُ‬
‫فتنوح‬
‫ُ‬ ‫وجع‬
‫وكاد يباغتها ٌ‬
‫هنا ّ‬
‫كل شيء يرّتّق شيئًا‬
‫وترتط ُم ُ‬
‫العين بالعين‬
‫ّ‬
‫تهتز أرض العراق‬
‫شمس ُه‪ ..‬غي ُم ُه‪ ..‬نخلُ ُه‪ ..‬وأغانيه‬
‫مسلُته‪ُ ..‬‬
‫الفرات ُ‬
‫يشيّ‬ ‫ُ‬ ‫كانأ‬
‫وتسقط من رأسه ٌ‬
‫غيمة باكية‬
‫ليل‬ ‫ُ‬
‫أطلل ٍ‬ ‫وكانت ببغداد‬
‫معنى وحيد‬ ‫ُ‬
‫وأطلل ً‬
‫ٌ‬
‫ومطحنة وحديد‬ ‫نجوم ممزقا ٍة ‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫وقاافلة من‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫تمشط‬ ‫ٌ‬
‫سيوّ‬ ‫كانت‬
‫تسكب الد َم فوق العراق‬
‫ُ‬ ‫وكانت يٌد‬
‫ُ‬
‫العامرية‬
‫هدهدت أطفالها في الليل‬
‫وابتهلت ونامت في السماء‬
‫قامر يبلل شعرها‬
‫ويخيط مفرقاها الضياء‬
‫حتى إذا ما مسها شبح الظلم‬
‫وّمجرت فيها الرعود‬
‫نزّ الد ُم الفّياض من أعماقاها‬
‫وهوى الهواء‬

‫‪355‬‬
‫العامرية‪ُ ...‬قا ّطعت وتدحرجت‬
‫الشباح ضحكتها‬
‫ُ‬ ‫وأّالت‬
‫وّمجرت الدماء‬

‫دٌم في العيونأ‬
‫دٌم في الشوارع‬
‫دٌم في اليادي‬
‫دٌم في البيوت‬
‫باليل ُيخيطانأ أجسادنا ونموت‬
‫وليل ٍ‬‫ٌ‬

‫دٌم في الكؤوس‬
‫ُ‬
‫تنزّ التخوت‬ ‫يقطر الشجر‪ ..‬دٌم‬
‫دٌم ُ‬
‫ُ‬
‫الموت غاباته‬ ‫زهر‬
‫بنا ُي ُ‬
‫ُ‬
‫التوابيت أو تتناسل‬ ‫بنا تستح ُم‬
‫ً‬
‫أشرعة ويفوت‪.‬‬ ‫العصر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يطبق‬ ‫بنا‬

‫‪1991‬‬

‫شاعأر سرقته الخيول‬


‫ٌ‬
‫إلى فوّي كريم‬

‫‪356‬‬
‫لماذا ُتراني ّ‬
‫أحدق فيك؟‬
‫َ‬
‫رفيف أغانيك‬ ‫وأنسى‬
‫أنسى النجو َم التي تتساقاط‬
‫حين تغني‪ ..‬وحين ّ‬
‫تئن‬
‫تشير إلى جه ِة الروح‬
‫وحين ُ‬
‫أنسّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّى‪..‬‬
‫أتجمع في نقط ٍة وأُناديك‬ ‫ُ‬ ‫رهق‬
‫ومن ٍ‬
‫أنسى‪..‬‬
‫فاتن وعميق‬ ‫الطيور التي ّ‬
‫هشها الغوص في جوهر ٍ‬ ‫َ‬ ‫وأنسى‬

‫وتقدم كأسًا ّ‬
‫إلي‬ ‫حائط ّ‬
‫تخرج من ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يدّ النأ‬
‫حائط وُتخيط رمادي‬
‫تخرج من ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يدّ النأ‬
‫ً‬
‫شمعا لمائدتي آخر الليل‬ ‫َ‬
‫يدّ النأ ُتشعل‬
‫بعد أنأ غادر الصدقااء‬
‫أنسى‪..‬‬
‫بأنك ُ‬
‫تخلط خمري بما ِء المطر‬ ‫وأنسى َ‬

‫أتّكر‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ولكنني‬
‫َ‬
‫أغانيك تحت نخل ِة )اّتحاد( الطويلة‬ ‫كانت‬
‫تعلو بعيداً‪ ..‬وتعلو‬
‫فجر‬ ‫ّ‬
‫فينشق ٌ‬
‫بغداد من طفلها كيف صار ُ‬
‫يؤذنأ‬ ‫ُ‬
‫وتضحك ُ‬
‫أعلن الفجر‪ ..‬فوّي‬ ‫ُ‬
‫أجمل من َ‬
‫ُ‬
‫وردته‬ ‫َ‬
‫صاغ‬ ‫ُ‬
‫وأجمل من‬
‫ظبي حبا نحو منب ِع ِه‬ ‫ُ‬
‫أجمل ٍ‬
‫‪357‬‬
‫واستح َم به وتع ّمد‪.‬‬
‫ُ‬
‫والليل مزدح َمين‬ ‫الصبح‬
‫ُ‬ ‫لنا‬
‫والفجر لك‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وتهبط‬ ‫المباهج تعلو‬
‫ُ‬ ‫لنا ّ‬
‫كل هّي‬
‫والسكر لك‬
‫ُ‬
‫النار‪ ..‬فوّي‬ ‫ُ‬
‫أجمل َمن َح ّمس َ‬
‫فاض في راحتيه‬
‫وأجمل من َ‬
‫تعب ما كانأ يهّيه كّف َك‬
‫وأذكر من ٍ‬
‫ُ‬
‫قاصب‬
‫ٍ‬ ‫دفوّ ومن‬
‫ٍ‬ ‫ما كانأ يبعثه من‬
‫وأخشاب طرفاء منقوع ٍة في المياه‪.‬‬
‫ِ‬

‫لماذا ُتراني أُ ّ‬
‫حدق فيك؟‬
‫الباب‬
‫وأهوى بأنأ أفتح َ‬
‫تطير‬
‫أتلصص‪ ..‬كيف ُ‬
‫أهوى بأنأ ّ‬
‫تطرّ شا ً‬
‫ل من النور‬ ‫ُ‬ ‫وكيف‬
‫كيف تّوب ‪.‬‬
‫ُ‬
‫أغلقته ومضيت‬ ‫ّ‬
‫ولكن بابا من الما ِء‬
‫مهد َّ َ‬
‫حين شتائي؟‬ ‫لماذا ّ‬
‫أهز على وتر َ‬
‫جره النوم‬
‫وأنت العليل الّي ّ‬
‫كوكب‬
‫ٍ‬ ‫مشهد ُ‬
‫أبعد النأ من‬ ‫ٍ‬ ‫أفتح عيني على‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حيث تغفو‬
‫مزة‬ ‫تطلب ً‬
‫كأسا‪ ..‬ول ّ‬ ‫ُ‬ ‫ول‬

‫‪358‬‬
‫الجحيم به‬
‫ِ‬ ‫ول قااربًا تعبر َ‬
‫نهر‬
‫ماذا دهاّ؟‬
‫وحين شتائي‬
‫َ‬ ‫مهد يومي وليلي‬
‫وتر َ‬ ‫ولماذا ّ‬
‫تهز على ٍ‬
‫ُ‬
‫أرفعه أو أكاد‬ ‫الشوّ‪ ،‬سكرانأ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أرتج ً‬
‫تاجا من‬ ‫فأبقى ُ‬
‫َ‬
‫رأسك‬ ‫على‬
‫الصلب‬
‫ِ‬ ‫حتى يقودّ فجراً يهوذا إلى‬
‫أو تتهاوى بعيداً إلى البحر‬
‫يديك‪ ..‬ودونأ ّْ‬
‫يدي‬ ‫دونأ َ‬
‫َ‬
‫كلم ّ‬
‫يبدد هّا الظلم‬ ‫ودونأ ٍ‬

‫لماذا ُتراني أُ ّ‬
‫حدق َ‬
‫فيك؟‬

‫وفي شارعين يطوفانأ ‪ ،‬آخر َة ِ‬


‫الليل ‪ ،‬بغداد‬
‫أو بروكسل أو باريس أو لندنأ‪ ..‬ل فرق‬
‫َ‬
‫كثوبك ؟‬ ‫ل‬ ‫ومن أين لي أنأ أُ ّ‬
‫فصل ثوبًا جمي ً‬
‫ً‬
‫فضفاضا –‬ ‫‪ -‬أبيض‬
‫بار‬
‫كي أرتخي عند ٍ‬
‫وخمر‬ ‫ثلج‬ ‫أحدق في قااع ٍ ُ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫كأس وذبال ِة ٍ‬ ‫ِ‬
‫وأمضغ تبغًا رخيصًا‬
‫ُ‬

‫وأحكي عن الروح‬
‫تاريخها‬
‫والتفاتاتها وملكين مّتسخين‬
‫ُ‬
‫البرق‬ ‫ساطهما‬

‫‪359‬‬
‫بعد الفجر سقط ملكانأ من السماء مقوصا الجنحة ترش دماؤها َ‬
‫الليل‬
‫طرق‬
‫ِ‬ ‫والبارات والقباب فتلقط من السماء ً‬
‫حبا وحنطة‪ ،‬كم بكينا على‬ ‫ِ‬
‫وعرقاانأ‬
‫ٍ‬ ‫جمال‬
‫ٍ‬ ‫المطر‪ ،‬كم بكينا فرط‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ووجهك هّا‬ ‫الليل‪ ،‬رش وجهي‬
‫صاعد من المياه‪ ..‬الملكانأ ُيمسحانأ دموعنا‪.‬‬
‫ٍ‬

‫َ‬
‫عتمة أيامنا الزائفة؟‬ ‫أين فجري أُر ّمم به‬
‫َ‬
‫أين جولتنا في الجحيم والفردوس نستعيدها من دانتي؟‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫وأتوضأ‪ ..‬وأعطيها لرامبو‬ ‫أين عكاّتي أقاوم بها‬
‫َ‬
‫أحلم مسحوقاةٍ(( كما تقول‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫))ملكا‬
‫إبنا لوسيفر إله الضوء )الحرية والشعر(‪ ،‬دموّي وننكثرّيدا‪ ،‬إدريس والخضر‪،‬‬
‫ُطردا من الجنة لنأ الكؤوس التي ملؤوها كانت مترعة تمامًا‪.‬‬
‫قاصوا أجنحتهم عقابا على كل هّه البصيرة الشاملة‪.‬‬
‫ّ‬
‫***‬
‫أين فوّي لر ّمم كأسي الّي كسروه ؟‬
‫َ‬
‫َ‬
‫الخيوط الرفيع َة كي نهاتف السماء ؟‬ ‫أين فوّي ليشّد معي‬
‫َ‬
‫النبات يعلو سيقانه ونسميه )دامو(؟‬
‫ِ‬ ‫أين فوّي لنراقاب َ‬
‫نسغ‬ ‫َ‬
‫هيسه ؟‬ ‫أين فوّي َ‬
‫لننبش في سيرة )جوّيف كنشت (عن ما نساه هرمانأ ّ‬
‫طول بغداد ً‬
‫لفتة تقول‪:‬‬ ‫لنكتب على ِ‬
‫َ‬ ‫اين فوّي‬
‫َ‬
‫ال ُم ُ‬
‫لك أساس العدل ؟‬
‫أين فوّي لُن َ‬
‫عيد إخراج فيلم )رفائيل الفاسق(؟‬ ‫َ‬
‫ثقب المفتاح؟‬
‫لنتلصص على هنري باربوس من ِ‬
‫أين فوّي ّ‬
‫َ‬

‫‪360‬‬
‫أين فوّي لنكتب سير َة بشار وأبي نؤاس بريشة مغمس ٍة‬
‫َ‬
‫بالدموع والخمر ؟‬
‫الدورة وُنضيء دجلة‬
‫شعلة ُ‬ ‫أين فوّي لُنشعل‪ً ،‬‬
‫ثانية‪َ ،‬‬

‫ونرقاص رقاصة العبيد ؟‬


‫َ‬ ‫وندور حولها‬
‫فجر بغداد مجروح ٍة ونغني ‪:‬‬
‫أين فوّي لنشهد َ‬
‫) ٌ‬
‫مدنأ بل فجر تنام ( ؟‬
‫ً‬
‫طافحا‬ ‫أين فوّي ليعيد لي خاتمي‪ /‬فتختي فأّهو بها‬
‫ُ‬
‫يرشق أصابعي وعيوني ؟‬ ‫اّناّ‬
‫ِ‬ ‫بطلع‬
‫ِ‬
‫ليشطب ببسال ٍة أسما َء الشعرا ِء الكَتب ِة ؟‬
‫َ‬ ‫أين فوّي‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ويزيل عنها السوار الغليظة؟‬ ‫أين فوّي ّ‬
‫يعدل ضفاّ النهر‬ ‫َ‬
‫أين فوّي يدور في آخر الليل على عجل ٍة ‪ ،‬وهو سكرانأ‪،‬‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫الورد من حقيبته على الشوارع ؟‬ ‫ُ‬
‫يتساقاط‬
‫الخمور كلما صحونا ؟‬
‫َ‬ ‫أين فوّي ّ‬
‫يرش علينا‬
‫ُ‬
‫سكندولته ؟‬ ‫أين‬ ‫ُ‬
‫منديله‪َ ..‬‬ ‫أين طاسته‪ ..‬أين قاندي ُه‪ ..‬أين‬
‫َ‬
‫أين هلل ُه‪ ..‬أين إيقونته‪ ..‬وأين مداه ؟‬
‫َ‬
‫أين قاافلته وهي ترمي علينا الّهب ؟‬
‫راح فوّي‪ ،‬فغنيت له‪:‬‬
‫َ‬
‫الشهب‪ُ ..‬س َ‬
‫رقات‬ ‫ِ‬ ‫على جواد الحلم‬
‫شمس من‬
‫تخرج ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الخيول إلى حيث‬ ‫َ‬
‫سرقاتك‬
‫تغطس في البحر‬
‫ُ‬ ‫البحر أو حيث‬
‫ل فرق‬
‫َ‬
‫أغانيك يا سيدي وصديقي ‪.‬‬ ‫غابت‬

‫‪361‬‬
‫***‬
‫َ‬
‫تساقاط‬ ‫أعترّ النأ أنأ حشداً من الملئك ِة‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫أثناء رمي الرصاص إلى العالي؟‬
‫أوضح أننا قاد صنعنا َ‬
‫ألف ليل ٍة وليل ٍة‬ ‫َ‬
‫كيف يمكن أنأ ّ‬

‫جديدة وفقدناها في الوقات نفسه؟‬


‫كيف يمكن أنأ ّ‬
‫أحل معادلة‪ :‬الروح مقابل الغّاء؟‬
‫ُ‬
‫يتساقاط من قابة إنليل أو من‬ ‫كيف يمكن أنأ أّتّقي برصا‬
‫سلحف أبنائِه في الجحيم؟‬
‫ِ‬
‫مثل رامبو تطلع ّ‬
‫كل يوم‬ ‫أعترّ النأ أنأ أسماكًا َ‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫تلبط‪ُ ..‬‬
‫تلبط‬ ‫على ضفاّ دجلة والفرات‪ ،‬وأنها ُ‬

‫ثم تموت؟‬
‫كيف أعترّ النأ لمن )يهرم ويشيّ وفي راحتيه ّهر ُة حبه ل تّبل(‬
‫ٌ‬
‫عاطلة ول تمسك بها شيئًا‬ ‫أنأ راحاتنا‬
‫سوى الهواء ؟‬
‫ٌ‬
‫محطمة‬ ‫اعترّ أنأ َ‬
‫قاافلة الشعراء المصعوقا ِة بالبروق‬ ‫ُ‬ ‫كيف‬
‫في مقاهي بغداد وتحت طاولت طويلة من الرماد‪.‬‬
‫أحمل أصابعي‪ ..‬وماذا ُ‬
‫أفعل بها؟‬ ‫ُ‬ ‫كيف‬
‫أحمل لساني‪ ..‬وماذا ُ‬
‫أفعل به؟‬ ‫ُ‬ ‫كيف‬
‫كيف ألهو بنردي؟‬
‫كيف ألهو بيومي؟‬
‫لم أعد أتّكر شيئًا سوى متى أقاول‪ :‬ل‬
‫ومتى أقاول‪ :‬نعم‬

‫‪362‬‬
‫***‬
‫ُ‬
‫الخيول إذنأ‬ ‫َ‬
‫سرقاتك‬
‫ّوادة‪ ،‬ل كأس‬
‫ل سرج‪ ،‬ل ّ‬
‫ُ‬
‫الخيول الهاربة‬ ‫ٌ‬
‫أفق ّ‬
‫تسد منافّه‬
‫غبار ل رنين به سوى بقايا صوتك المطعونأ‬
‫أفق ٌ‬‫ٌ‬

‫القصائد‬
‫َ‬ ‫آخر الليل‬
‫يقرأ َ‬
‫ّ‬
‫ومقطع÷ٌع‪،‬‬ ‫شاحب‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫طائرات قاربنا وممزقاونأ‬ ‫ودٌم على موائدنا‪ ..‬سخاٌم‪ ..‬ثمة‬
‫)وتأخّني من يدي(‬
‫آخّّ من َ‬
‫يدّ وأصرخ للبحر للبحر‪.‬‬ ‫َ‬

‫أين ُيدّ التي ّ‬


‫لوحت عاليا ثم طاحت إلى الرض‬ ‫ولكن َ‬
‫خاتم ومن لطخ ِة‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫تسحبها الخيل منزوعة من ندا ٍء ومن ٍ‬
‫تثير الملئكة غيظًا وشهو ًة ؟‬
‫خمر كانت ُ‬
‫ٍ‬
‫وخراب‬
‫ٍ‬ ‫بحر موتى وخرد ٍة‬ ‫َ‬
‫لخّّ إلى ِ‬ ‫أين أنت النأ‬
‫إذنأ َ‬
‫ونار من الناس موقاد ٍة ل تنام ؟‬
‫ٍ‬
‫ّمانأ ول شاف ُه ٌ‬
‫بشر‬ ‫لتسمع ما لم يقله ٌ‬
‫َ‬ ‫أين َ‬
‫أنت النأ‬ ‫إذنأ َ‬
‫صانع أسطور ٍة أو خرافة ؟‬
‫ُ‬ ‫ول كتبه‬
‫العنف منفجراً في‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫محروقاة( وترى‬ ‫َ‬
‫)الفخّ‬ ‫َ‬
‫كنت ترى‬
‫ننت لتصف )قاارة ً‬
‫أوبئة(‬ ‫وج َ‬‫مطوح ٍة بالهتاّ‪ُ ،‬‬
‫حشود ّ‬
‫ٍ‬
‫يا صديقي‪ ..‬يا صديقي‬
‫ّ‬
‫لصمت‬ ‫رأيت أوبئ َة قاارتنا النأ‬
‫أنك َ‬‫لو َ‬

‫طرّ سباب ٍة تشير إلى الشرق‬


‫ِ‬ ‫قالت ً‬
‫شيئا سوى‬ ‫وما َ‬

‫‪363‬‬
‫تلعُنه‪ ...‬ثم تبكي عليه‪.‬‬
‫ودمع ل ّ‬
‫يجف‬ ‫ٍ‬ ‫ثث‬
‫ماذا سوى ُج ٍ‬
‫جنونأ ( يصيح‬
‫ٍ‬ ‫)حجر من‬
‫ٍ‬ ‫ماذا سوى‬
‫أبيض ر ّمدته أُتونها‬
‫يلوح َ‬
‫الحمار ُ‬
‫ِ‬ ‫فك‬
‫ماذا سوى ِ‬
‫ماذا سوى الغصانأ تشهق ‪ :‬ل أحد‪.‬‬
‫راح يلوي ذيلَه‬ ‫ٌ‬
‫هزيل َ‬ ‫كلب‬
‫ٌ‬
‫للموت‬
‫ِ‬ ‫آخر صور ٍة‬ ‫ٌ‬
‫هزيل‪ُ ..‬‬ ‫كلب‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ينبش قالَبّنا ورؤوسنا‬
‫تنحب أو تشيّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫خرافة سوداء‬ ‫يجر‬
‫كلب ّ‬
‫ٌ‬
‫عرباّتها تمضي بنا تعوي‬
‫فنودع ما أّدخرنا من جمال في السواقاي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫نصمت ناطرين‪..‬‬ ‫ث ّم‬
‫سكبت على صينّية شعراً طوي ً‬
‫ل‬
‫والشموع تلطخت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ودمعة كخلها‬ ‫حّناء إصبعها‬
‫عتيق ُكلُه يبكي توابيتًا على ضف ِة المياه‬
‫كرخ ٌ‬‫ٌ‬

‫أمواج دجلة‬
‫ِ‬ ‫سكبت على صينية تطفو على‬
‫آخر ما تبقى من سللتها‬
‫ُكلهم ماتوا‬

‫قابور أو‬
‫من كانأ يعل ُم أنأ طريقنا في آخر الليل إدل ّهم إلى ٍ‬

‫‪364‬‬
‫ُ‬
‫ندغدغ هّه الطرقاات بالضحك البريء‬ ‫سواد أو خراب‪ ،‬كنا‬
‫ٍ‬
‫الشعر والرواح‬
‫ِ‬ ‫وتمتمات‬
‫الخطو نحو الوهم أو نمشي إليه‬
‫َ‬ ‫كّنا ّ‬
‫نغّ‬
‫سماع شيء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الطبل دونأ‬ ‫كما العساكر يقرعونأ‬
‫نعد النجم في ّ‬
‫عز الظهيرة‬ ‫كّنا ّ‬
‫يسكر في خلو ٍة‬
‫ُ‬ ‫لكّنه في الظهيرة كانأ‬
‫ليرطب حنجرة يابسة‬
‫ّ‬
‫يا لكاردنيا‪ ..‬أحبت ّمر ًة من نافضي الوهام‪ ،‬أحبت‬
‫وجنونأ ليلته‬
‫َ‬ ‫وطراّ خمرت ِه ونشو َة ُظهر ِه ومسائ ِه‬
‫َ‬ ‫شكلَه‬
‫فجرها ّ‬
‫كف الحصيري‬ ‫التي ما ّال يمنع َ‬
‫إذ يصول على الموائد‪:‬‬

‫َ‬
‫بجيبك؟‬ ‫‪ -‬عبد المير‪ ..‬ماذا‬
‫‪ّ -‬‬
‫من وسلوى‬
‫تشب وتنطفي في الماء‬
‫نار ّ‬
‫يالعاصفة الغبار ووردنا المنهوب في ٍ‬
‫َ‬
‫بجيبك يا ّمانأ‬ ‫‪ -‬ماذا‬
‫‪ -‬غيٌم وأسلحة‬

‫عبد المير يقول‪ :‬إذنأ وداعًا‪ ..‬لن أُ ّ‬


‫ؤجل سكرتي‬
‫ذهبوا إلى ليل‬
‫وخلونا إلى ليل‬
‫وصار الليل أطول ما يكونأ‬
‫***‬

‫‪365‬‬
‫قارب رفيف أجنح ِة الُقّبرات‬
‫َ‬
‫بالشمس‬
‫ِ‬ ‫قارب بستانها المغلّّف‬
‫َ‬
‫منهل من مناهلها‬
‫قارب ٍ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫جداول ل تنتهي‬ ‫وقارب‬
‫َ‬
‫حشد من ذوي الرؤوس السود‬ ‫ُ‬
‫تمثال فوّي شارداً بين ٍ‬ ‫انتصب‬
‫َ‬
‫سومري له‪ ..‬وللماء يفيض من‬
‫ّ‬ ‫يلهجونأ بدعا ٍء‬
‫لحيتهِ‪ ..‬ومن كتفيه )مثل إنكي(‬
‫تلعب في عيونِه وفي حقيبِت ِه ويديه‬ ‫ُ‬
‫السماّ ُ‬ ‫وكانت‬
‫ُ‬
‫السماّ ُ‬
‫تقفز من حضنِه نحو رقابته‬
‫ول شيء سوى ابتسامت ِه الساخرة‬
‫بلغات عديدة‬
‫ٍ‬ ‫كانوا يص ّعدونأ نشيدهم له وابتهالتهم فيه‬
‫يهمس لهم دونأ أنأ يسمعوه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وكانأ‬
‫ُ‬
‫يعرّ الناس(‬ ‫)قالبي الّي َ‬
‫بات‬
‫قاصر‪،‬‬ ‫أخّ ُ‬
‫أهل الكرادة تمثالَّه ووضعوه في ٍ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫خاصا أمامه يؤدي طقوس المجيء والّهاب‬ ‫ً‬
‫حرسا‬ ‫وأوقافوا‬
‫مثل ر ّقااص ساعة‬
‫ماذا ُ‬
‫يفعل تمثال فوّي بكل هّه التحايا المخزي ِة )كما يسميها(‪،‬‬
‫َ‬
‫نزل عن قااعدة تمثاله‪ ،‬وقالبه ُ‬
‫ينبض بين يديه‪،‬‬
‫وأخرج من ُدرج الموسيقا )فانتاّيا شومانأ( ‪ ،‬التشيلو والبيانو فقط ‪،‬‬
‫َ‬
‫وانحدر مع الضوء إلى آخر آباره‪.‬‬
‫يّهب ويجيء كما‬
‫ُ‬ ‫الحرس‬
‫ُ‬ ‫كأسه معلّق في البروق )كانأ‬
‫رقااص الساعة( وكانأ هو يرّتب عناصر الطبيعة مع )مندليف(‬

‫‪366‬‬
‫ُ‬
‫يشهق من حسر ٍة‬ ‫ثم يعود إلى قااعدة تمثاله وهو‬
‫الحرس ويعانقه ويقول له ‪ :‬يا حبيبي‪..‬‬
‫َ‬ ‫أو لّةٍ‪ ،‬ويوقاف‬
‫َ‬
‫صنعت بنفسك‪.‬‬ ‫ما الّي قاد‬
‫***‬
‫الخمر أعلى؟‬
‫ِ‬ ‫نار‬
‫ما الّي أوه َم فوّي أنأ َ‬
‫نار‪..‬‬
‫ما الّي أوه َمه أنأ الفراشات‪ ،‬التي طارت إلى إصبعه ‪ٌ ،‬‬
‫الشمس نع ً‬
‫ل؟‬ ‫َ‬ ‫وأنأ‬
‫ما الّي رّت َب في قاامت ِه نس ً‬
‫ل من الزهر‬
‫حوله‪ ..‬صّير من خطوته النهار بع ً‬
‫ل؟‬ ‫ومن ّ‬
‫للنبع مخلوطًا ؟‬
‫من ُترى أرشده ِ‬
‫فص ّفاه وصار الشعر وع ً‬
‫ل‬
‫قااده لي ً‬
‫ل إلينا‪..‬‬
‫فصرخنا وانتشينا وضحكنا وبكينا‬
‫الشعر بغل‬
‫ُ‬ ‫ثم صار‬
‫قاد ر ّكبناه وسقناه وح ّملناه قاشا‬
‫البغل صبوراً‬
‫انتحر َ‬
‫َ‬ ‫ورثيناه إذا ما‬
‫ثم عشنا في تبات ونبات‬
‫***‬
‫وقالب من قاصب‬
‫هش ٌ‬ ‫الهرمس الضعيف‪ٌ ،‬‬
‫هيكل ّ‬ ‫ُ‬ ‫هكّا ‪ ،‬أيها‬
‫َ‬
‫رفعت عصاّ‪.‬‬ ‫جعل ّ‬
‫كل هّه الغيوم ترتبك عندما‬ ‫ما الّي َ‬

‫كبير ‪ ..‬متى تتعلم أيها المعلّم؟‬


‫وهم ٍ‬‫ينبوع ٍ‬
‫َ‬ ‫كانأ قالُبّك‬
‫ّ‬
‫مطية ه ّم كبير‪ ..‬متى تتعلم؟‬ ‫وكانأ َ‬
‫قالبك‬

‫‪367‬‬
‫وكيف ُتراّ ستدرّ أنأ بلداً من الماء جّفت‬
‫ً‬
‫صامتة‬ ‫وأنأ الصروح هوت‬
‫وأنأ الزمانأ انحنى على ُجرح ِه‬
‫طفل‬
‫وتج ّمع في دمعة ٍ‬
‫متى تتعلم أيها المعلّم الكبير ؟‬
‫ببوق لكي ل أجوع‪،‬‬ ‫كانأ يمكن أنأ َ‬
‫أسلّ حنجرتي واستبدلها ٍ‬
‫أدونأ النهار والليل‬ ‫ُ‬
‫أختفيت ورا َء حنجرتي ّ‬ ‫لكني‬
‫وفأر‬
‫قاط ٍ‬‫وهما يتلحقانأ مثل ٍ‬
‫يوم من التدوين‬ ‫ُ‬
‫وتعبت ذات ٍ‬
‫أين حنجرتي؟‬
‫سرقاوها إذنأ !‬
‫ً‬
‫حسنا‪ ..‬أين نوتاتي ومدوناتي؟‬
‫أكتب بما ٍء‪.‬‬
‫كنت ُ‬‫بحبر‪ُ ،‬‬
‫أكتب ٍ‬
‫يا إلهي‪ ..‬لم أكن ُ‬
‫النشيد عاليًا‬
‫ُ‬ ‫هل ل ب ّد من استبدال الحنجرة ٍ‬
‫ببوق لكي يبقى‬
‫مهنة ُم ٌ‬
‫رهقة‬ ‫هّه ٌ‬
‫ُ‬
‫المرهقة‬ ‫ُ‬
‫المهنة‬ ‫وداعًا أيتها‬
‫ً‬
‫وداعا أيها الشعر‪.‬‬

‫‪1992‬‬

‫خواتم الفعى‬

‫‪368‬‬
‫‪1997‬‬

‫وراودته التي هو في بيتها عأن نفسه وغأّلقت البواب وقالت َ‬


‫هيت لك‪.‬‬ ‫ُ‬

‫سورة يوسف‪22 :‬‬

‫سادنات القدار‬

‫الكؤوس‬
‫ُ‬ ‫في يدي الكرو ُم‪ ..‬في يدي‬
‫ُ‬
‫صاية الرجوانأ على كتفي وذُيلها على ذراعي‬

‫‪369‬‬
‫كرسي الروح أمام عيوني وصعدت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أتضح‬
‫ٌ‬
‫إيروسية عليه‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ّخارّ‬

‫إختلط أقاواسي البغدادية والقوطية ينّر با لخراب‬

‫الصوفية عأند قدمي‬


‫ِ‬ ‫كيمياء‬
‫ُ‬ ‫سقطت‬

‫سهام كيوبيد‬
‫ُ‬ ‫وسقطت‬

‫الجمر في قلبي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وسقط‬
‫ُ‬
‫جمعت خواتم الفضة في طاس ٍة‪،‬‬
‫ُ‬
‫وجمعت القلئد في طاس ٍة‪.‬‬

‫جنائن دموّي نحو أرض ع ّمونأ‪ ،‬تخليت‬


‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫خرجت من‬

‫لحشود الرفائيم‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أعزّ‬ ‫ُ‬
‫وجلبت معي الناي‪،‬‬ ‫عن أغنامي‬

‫التي تقودني إليها‪.‬‬

‫ومطر‪ ،‬بيُتها‬
‫ٍ‬ ‫ضباب‬
‫ٍ‬ ‫بيتها في دالي ِة العنب‪ ،‬بيُتها في‬

‫آفل‬ ‫ُ‬
‫النابض مثل ناقاوس مساء ٍ‬
‫ّوهور نحاسية‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫محطمة‬ ‫جرار‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫دخلت من باب الحديق ِة‪..‬‬

‫وقافن عند الباب‪..‬‬


‫وأشباح تتقافز‪ ،‬سادنات القادار َ‬
‫ُ‬
‫الماشات‬
‫ِ‬ ‫ووضعن‬
‫َ‬ ‫حبل الغسيل‬ ‫ّ‬
‫بخرنأ الملبس التي على ِ‬
‫ّ‬
‫وغزلن‪.‬‬ ‫ومسكن المغاّل‬
‫َ‬ ‫شعورهن‬
‫َ‬ ‫في‬
‫‪ْ -‬‬
‫قاف‪ ..‬إلى أين تريُد الدخول؟‬
‫ُ‬
‫فنزحت من‬ ‫ُ‬
‫أصوات هواها‬ ‫‪ -‬إلى بيتها‪ ..‬نادتني‬

‫ضفاّ دجلة إليها‪.‬‬

‫تقطر دمعًا‪،‬‬
‫البخور نجوٌم ُ‬
‫ِ‬ ‫سحب‬
‫ِ‬ ‫وتظهر في‬
‫ُ‬ ‫يضحكن‪،‬‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫بمغاّلهن‬ ‫يغزلن‬
‫َ‬ ‫وفراشات ل تقوى على الطيرانأ‪،‬‬

‫الصوّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ويتناقاص حج ُم‬
‫ُ‬ ‫الخشب‬
‫َ‬
‫تنزع الريش َة من عمامتها‪:‬‬
‫قاالت الولى‪ ،‬وهي ُ‬

‫ستّهب‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫قالثيلة‪،‬‬ ‫َ‬
‫أيامك معها‬ ‫تعال أنظر‪،‬‬
‫‪370‬‬
‫حقول الجحيم وقاد ل تعود‪ ،‬وإنأ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫بك إلى‬

‫عدت فستعود محترقاًا ومد ّمى‪ ..‬أنظر‬

‫وتبصر في ما‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وراءّ وأنظر أمامك‪..‬‬

‫أنت مقدٌم عليه‪.‬‬


‫ً‬
‫ملفوفة‪:‬‬ ‫ً‬
‫صحيفة‬ ‫ُ‬
‫تفرش أمامي‬ ‫قاالت الثانية‪ ،‬وهي‬
‫َ‬
‫ذراعك‬ ‫ينكسر‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجهك وهنا‬ ‫تقع على‬
‫هنا ُ‬
‫نبضات َ‬
‫قالبك‬ ‫ُ‬ ‫تضطرب‬
‫ُ‬ ‫اليسر‪ ،‬وهنا‬
‫ُ‬
‫وفوق هّا السرير ُ‬
‫تفقد الّاكرة‪ ،‬وعند‬

‫الجب‪ ،‬وقارب‬ ‫هّه العمدة ُ‬


‫تسقط في ّ‬
‫ً‬
‫رأسك‪ ،‬وهناّ‬ ‫يشيب‬
‫ُ‬ ‫هّه الضفاّ‬
‫غدرها‪ ،‬وهنا سُت ُ‬
‫سرق‬ ‫ألم ِ‬
‫ستتوجع من ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫أموالك‪.‬‬
‫تدور كر َة العالم في يدها وتقرأُ‬
‫قاالت الثالثة‪ ،‬وهي ّ‬
‫ِ‬
‫خطوطها‪ :‬يا ولدي ما الّي أتى بك إلى هنا‪،‬‬

‫هّه ليست إنانا ول أناهيت‪ ،‬السما ُء‬

‫ُ‬
‫والبراكين‬ ‫والنفوس ٌ‬
‫آسنة‬ ‫ُ‬ ‫هنا غير صافي ٍة‬

‫كم من‬ ‫ْ‬


‫تنفست‪ْ ،‬‬ ‫تثور كلما‬
‫ما ّالت ُ‬
‫كم من الحلم‬ ‫ستطير َ‬
‫منك؟ ْ‬ ‫ُ‬ ‫الوراق‬
‫ِ‬
‫ستهرب؟ وكيف ُت َ‬
‫راّ ستصير على هّه‬ ‫ُ‬

‫تلبس‬ ‫الزوابع‪ .‬ل الشمسية َ‬


‫معك‪ ،‬ول ُ‬
‫معطفًا‪ ،‬ول ّ‬
‫تدثر أصابعك بكفوّ‬
‫الصوّ‪ ،‬ول العصا في َ‬
‫ديك‪َ ..‬‬
‫كيف‬

‫ستصير على كل هّا؟‬


‫ُ‬ ‫ُت َ‬
‫راّ‬
‫ُ‬
‫سيسقط‬ ‫َ‬
‫وكوبك‬ ‫الفخار سنفطر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ّيرّ‬

‫ستتصدع‪ ،‬وأقادا ُم‬


‫ُ‬ ‫َ‬
‫أولدّ‬ ‫ُ‬
‫وتماثيل‬
‫‪371‬‬
‫ّوجتك ستد ّمى من الشوّ‪ ،‬ومناديلك‬
‫َ‬
‫عمرّ يكاُد ينقطع‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وخيط‬ ‫ُ‬
‫ستحترق‪،‬‬
‫ُع ْد إلى َ‬
‫بيتك‪.‬‬

‫الكؤوس والخوات ُم وعلى‬


‫ُ‬ ‫في يدي الكرو ُم‪ ..‬في يدي‬
‫ظهري ٌ‬
‫بساط من الكوت وعباءةٌ من الكاظمية َ‬
‫كيف‬

‫بكل هّه الهدايا؟ ماذا سمعت من‬ ‫ُ‬


‫سأفعل ّ‬ ‫أعوُد؟ وماذا‬

‫العجائز الثلّ؟ ل يمكن أنأ يمنعني أحٌد من أنأ أؤدي‬


‫وكيف ل ُ‬
‫أفوّ‬ ‫َ‬ ‫ركع َة ِ‬
‫الحب حتى لو شابها الد ُم‪،‬‬
‫ُ‬
‫ونّرت له طريقي‪.‬‬ ‫بالعشق الّي حّنيت له أصابعي‬
‫ِ‬
‫ورمين‬
‫َ‬ ‫ضحكن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سادنات القادار‬ ‫الساحرات الثلّ‪..‬‬
‫ُ‬
‫أخّت الريشة‬ ‫وعاودنأ غزل القادار‪..‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أدواتهن‬
‫ُ‬
‫ورميت بها إلى‬ ‫ُ‬
‫وتأملت مصائري‪،‬‬ ‫والصحيفة والكر َة‬

‫سطح البيت‪.‬‬

‫صرخن بي‪:‬‬
‫َ‬

‫‪ْ -‬‬
‫أعد إلينا أغراضنا‬
‫ُ‬
‫الثالثة‬ ‫ُ‬
‫السادنة‬ ‫ُ‬
‫كنت أه ّم بالدخول إلى بيتها‪ ،‬فصرخت‬

‫المقص من جيبها وتقول‪:‬‬


‫ّ‬ ‫وهي ُت ُ‬
‫خرج‬
‫َ‬
‫عمرّ‬ ‫ل قاطعت َ‬
‫خيط‬ ‫أعد إلينا أغراضنا وإ ّ‬
‫‪ْ -‬‬

‫صعدت على سلّم بيتها‪ ،‬المخصص لقطع الكروم‬


‫ُ‬

‫ُ‬
‫ودخلت‬ ‫ُ‬
‫ونزلت‪..‬‬ ‫ُ‬
‫وأعدت الريشة والصحيفة والكر َة‬

‫إلى بيتها‪.‬‬

‫ويبكين‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫بمغاّلهن‬ ‫يغزلن‬
‫َ‬ ‫السادنات ّ‬
‫كن‬

‫‪372‬‬
‫جحيم أرش‬

‫تالف‬
‫رحم ٍ‬ ‫شكل هذا الجحيم ُ‬
‫شكل ٍ‬ ‫ُ‬

‫مكسور‬
‫ٍ‬ ‫كأس‬
‫شكله شكل ٍ‬
‫دولب‬
‫َ‬ ‫المكانأ بنارها وأعّد ْت‬
‫َ‬ ‫غيلنأ ّ‬
‫ونظفت‬ ‫ٌ‬ ‫هبطت‬
‫ُ‬
‫وأوقادت‬ ‫الخاتونأ‪ ..‬أعّدت قاِدراً كبيراً‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ومغزل‬ ‫الفخار‬
‫ِ‬
‫والحجار تحته‪.‬‬
‫َ‬ ‫العظا َم‬

‫‪373‬‬
‫ساقطة من طير‬
‫ٍ‬ ‫ريشة‬
‫ٍ‬ ‫شكل هذا الجحيم ُ‬
‫شكل‬ ‫ُ‬

‫الموحشة‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫الرخ ومن جناح السماء‬

‫قارب‬ ‫ٌ‬
‫مجنحة وصهلت في غرفتها‪ ،‬بُيتها َ‬ ‫ٌ‬
‫خيول‬ ‫هبطت‬
‫ُ‬
‫الخيول‬ ‫ل متجمداً في الظلم‪ ،‬حفرت‬
‫يسير موح ً‬
‫نهر ُ‬‫ٍ‬
‫الشراّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أماكن‬
‫َ‬ ‫بأقادامها‬

‫يتعذب الشعراء وفيه‬


‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫محكمة‪ ،‬وفيه‬ ‫ٌ‬
‫قبضة‬ ‫شكله‬

‫ُ‬
‫طبقات الحديد وأفاعأي النار‬

‫مزامير الصفير على أشجارها‪ ،‬وتلقاحت‬


‫ُ‬ ‫هبطت‬
‫ٌ‬
‫معتمة على وجه القمر‬ ‫ٌ‬
‫قاطرات‬ ‫ُ‬
‫الوطاويط فيها وسقطت‬

‫مجذاف‬
‫ٍ‬ ‫دون‬
‫قارب َ‬ ‫ُ‬
‫شكل هذا الجحي ُم ٌ‬
‫يحجب النجاة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫شراع‪ ،‬شكله‬
‫ٍ‬ ‫ول‬
‫َ‬
‫البرّ من الرض‬ ‫نسور من العالي ورفعت‬
‫ٌ‬ ‫هبطت‬

‫ونست بعضها‪ ،‬تناسلت الفاعي وتطلعت إلى العالي‬


‫شكل هذه المياه ٌ‬
‫خابط‬ ‫ُ‬

‫وغأريب‬
‫ٌ‬ ‫لزج‬
‫شكلها ٌ‬
‫ُ‬
‫هبطت ٌ‬
‫حبال من العالي وأحاطت بالفريس ِة‪ ،‬وتقدمت‬

‫ذبيح‪.‬‬
‫وفجر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫رموّ مّقطعة‬
‫ٌ‬ ‫جسد الضو ِء‪،‬‬ ‫ُ‬
‫السيوّ إلى ِ‬

‫سيف ل ينطفئ‬
‫لهب ٍ‬
‫شكل هذا البيت ُ‬
‫الموت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ينتصب بين شجر ِة الحيا ِة وشجرة‬
‫ُ‬

‫‪374‬‬
‫مضيق عأشتاريا‬

‫الفاق ت َت ُ‬
‫ضح‬ ‫ُ‬ ‫ل‬

‫تتعدد‬
‫ُ‬ ‫جهاتك‬
‫ِ‬ ‫ول‬

‫وأضع يدي على خدّي‪،‬‬


‫ُ‬ ‫الحصانأ باتجاه القلع ِة‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أنقل‬

‫صور تبكي‬
‫ٌ‬ ‫العنب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ودالية‬ ‫حديقتك‬
‫ِ‬ ‫الفخار في‬
‫ِ‬ ‫طاووس‬
‫ُ‬
‫تقطر ً‬
‫دما‪ ..‬هل‬ ‫رماح ِك ما ّالت ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تضحك‪..‬‬ ‫وصور‬
‫ٌ‬

‫‪375‬‬
‫أنت امرأةٌ !؟‬
‫ِ‬

‫الورود‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تحمل‬ ‫الدرج وأصعد‪ ..‬يدي‬ ‫أضع قادمي على‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تضج بالفاعي‪ ،‬ما الّي تخبؤه اليا ُم لي‬
‫ّ‬ ‫بيتك‬
‫وجدرانأ ِ‬

‫هنا؟‬

‫غرفتك )ولشو هّّّ النوم(‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫كتبت على خشب ٍة أعلى باب‬
‫ُ‬
‫ونمت‪.‬‬

‫الصفر‬
‫ِ‬ ‫التنك‬
‫حزامك‪ ،‬وغشا ٌء من ِ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫كاذبة في‬ ‫ٌ‬
‫خرّ‬
‫يغلّف أفخاذّ‪ُ ،‬‬
‫خلته ذهبًا !!‬
‫ُ‬
‫رائحة‬ ‫ينابيعك‪ ،‬وكانت‬
‫ِ‬ ‫مسحوب إلى‬
‫ٍ‬ ‫كغزال‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫كنت‬
‫ٌ‬
‫باسلة‬ ‫ٌ‬
‫رموّ‬ ‫إليك‪ ،‬صعقتني‬
‫النثى الكونية )م( تقودني ِ‬
‫َ‬
‫سطل‬ ‫سمكي تحملين‬
‫ّ‬ ‫وخرجت بردا ٍء‬
‫ِ‬ ‫خرجت من الما ِء‪،‬‬

‫الزهور‪.‬‬
‫ِ‬
‫تحوكين‬
‫َ‬ ‫لكنك‬
‫يدّ‪ِ ،‬‬
‫شهواتك‪ ..‬وفي ِ‬
‫ِ‬ ‫أمامي ُ‬
‫حقل‬

‫الخديعة تحت أقادامي‪.‬‬

‫وعيونك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قالبك‬ ‫ُ‬
‫الهاوية ما ّالت بعيدةٌ لكنها تحت ِ‬

‫فراشات ومر ًة إلى ٍ‬


‫تراب‬ ‫ٍ‬ ‫تتفتت مر ًة إلى‬
‫يديك ُ‬ ‫ُ‬
‫الشعلة في ِ‬
‫كنت مهّي ً‬
‫جة بس ّم بطيء‬ ‫الوغف‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫نجوم من‬ ‫ومر ًة إلى‬
‫ٍ‬
‫يسري‪.‬‬

‫الشمس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أعزل يلمع جلدي تحت‬
‫ٍ‬ ‫كغزال‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وكنت‬

‫وسرير )أرش( مّتقد‬


‫ُ‬ ‫سنوات‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ثلّ‬
‫ُ‬
‫وأسلّ جسدها تضيء المدينة‪.‬‬ ‫سنوات‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ثلّ‬

‫ثور‬ ‫َ‬
‫تحول إلى ٍ‬ ‫حمامات‪ ،‬والسُد‬
‫ٍ‬ ‫تحولن إلى‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫البومات‬
‫هلل ّ‬
‫فضي‪..‬‬ ‫ونحاس الشمس تحول إلى ٍ‬
‫أّرع الما َء في‬
‫ُ‬ ‫ونت‬ ‫كنت ّ‬
‫أبخر سللها وهاويتها ُ‬ ‫ُ‬

‫أجد َب‪.‬‬
‫مضيف عشتاريا الّي َ‬
‫‪376‬‬
‫الزهور والّهب‬
‫ِ‬ ‫بتاج من‬
‫تاجك الرمادي ٍ‬ ‫ُ‬
‫أبدلت ِ‬

‫صايتك المهلهلة بصاي ٍة من الشمس‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أبدلت‬

‫بخواتم من اللّورد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫خواتمك المزيفة‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ابدلت‬

‫واحد مّتصل ل‬
‫حصاد ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫ثمانأ وثمانونأ صيحة ربيع في‬

‫هدن َة فيه ِ‬
‫وأنت تتلوين‪ ،‬كأفعى‪ ،‬من لّة الحصاد‪.‬‬
‫شغاّ القلوب حلّت فيك‪ُ .‬‬
‫كنت‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫رشقة من رشقات‬
‫بك من سواد العالم وأهّي بكلمات ليست شعراً‬ ‫ُ‬
‫أتعوذ ِ‬
‫كنت أعيد ّ‬
‫رش غاباتي بالسماء‬ ‫ً‬
‫خرافة‪ُ .‬‬ ‫ول وحيًا ول‬

‫شهواتك‬
‫ِ‬ ‫وأقالع من مقالع البلّور طيوري‪ .‬أتأمل َ‬
‫شعب‬ ‫َ‬
‫كغزال أعزل يكاد يفنى من اللّة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫يجري‬
‫سادت عبادتي دمى الطين النثوية‪ ،‬و ُف ُ‬
‫تنت بامتلء‬

‫المطر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫خلصة الزراعة وشعائر‬ ‫بك‪،‬‬ ‫أجسادها ً‬
‫حبا ِ‬
‫ُ‬
‫تشتعل في حقولي‪.‬‬ ‫وأشباح الخصوبة‬
‫ُ‬
‫تسرب لي‬
‫الباجور ّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وفتحات‬ ‫ً‬
‫عاريا أمام النافّة‬ ‫أجلس‬
‫ُ‬
‫فجدراً مزنراً بالخطايا الجميلة‪.‬‬

‫أسميك؟‬ ‫َ‬
‫كيف ّ‬
‫ُ‬
‫لفحات ر ّبة الجحيم !‬ ‫سماء ورد ٍة أم‬
‫ُ‬
‫كيف ّأدعأيك؟‬

‫كاستي أم مازتي أم طير صدري‬

‫فر هاربًا!‬
‫ّ‬
‫أراك؟‬
‫كيف ِ‬
‫ٌ‬
‫غأابة من الضباب بيننا‬
‫ٌ‬
‫وغأابة من الحديد‪.‬‬
‫َ‬
‫المتاهة الصغرى‪ ،‬وكانأ ُ‬
‫جسد ِّ المتاهة‬ ‫كانأ بيُت ِك‬

‫وكنت مسجونًا في المتاهتين ُ‬


‫أتتبع اّشارات‬ ‫ُ‬ ‫الكبرى‬
‫‪377‬‬
‫على الجدرانأ‪ُ .‬‬
‫كنت كالغزال‪ ..‬جلدي يلمع تحت‬

‫وكنت ظلمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نجومك‬
‫ِ‬

‫أوووووف‬

‫قالت‪ :‬هل هّه النار تكفي؟‬


‫وإذ ِ‬
‫ُ‬
‫فأشعلت روحي‬ ‫ً‬
‫شمعة‬ ‫وانولتني‬

‫سواّ‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫أرضا‬ ‫وما ُ‬
‫عدت أعرّ‬
‫قالت‪ :‬يا ال كم َ‬
‫أحبك‬ ‫وإذ ِ‬

‫قالت‪ :‬فدو ًة‪.‬‬


‫ُ‬

‫)أوّ( عليك‬
‫ٍ‬ ‫وأنبت غاب َة‬
‫ّ‬

‫قالت‪?You know something :‬‬


‫وإذ ِ‬

‫‪378‬‬
‫أعرّ شيئًا‬
‫ُ‬ ‫ما ُ‬
‫عدت‬

‫كنت السماء‬
‫أنك ِ‬
‫سوى ِ‬

‫كلمك هّا المطر‬


‫ِ‬ ‫وكانأ‬

‫وكانأ خضابك هّا الندى‬

‫شرار النبيّ المحلّى‬


‫َ‬ ‫وكنت‬
‫ِ‬

‫الجمال المعلّى‬
‫َ‬ ‫وكنتش‬

‫الرياح‬
‫ْ‬ ‫فرقاته‬ ‫ُ‬
‫وكنت الّي ّ‬
‫المباح‪.‬‬
‫ْ‬ ‫المباح‪..‬‬
‫َ‬ ‫بجسمك‪ُ ..‬‬
‫كنت‬ ‫ِ‬

‫هذه التي أراها‬

‫هّه التي أراها‬

‫مدله ّم سواها‬

‫وردةٌ تفتحت وتعالت‬

‫شلّت العيونأ وتلّوت‬

‫في ضباب العيونأ شعلتاها‬

‫الشعر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫شعلة‬
‫ٌ‬
‫وشعلة‪ ..‬ها يداها‬

‫‪379‬‬
‫البدر في سطوعها‬
‫طوت َ‬
‫وحين غابت طواها‬
‫هي ُ‬
‫أخت له تمنعت عن ُه‬

‫فاساقاطت فاشتهاها‪.‬‬
‫ّ‬

‫نهر الحزان‬

‫فرات‬
‫أحزانك إلى ٍ‬
‫ِ‬ ‫نهر‬
‫فحوولت َ‬ ‫ُ‬
‫مددت صولجاني ّ‬
‫ُ‬
‫ورميت فيه أسماكي‪..‬‬

‫كؤوسك‪..‬‬
‫ِ‬ ‫مواعينك وفي‬
‫ِ‬ ‫لحزانأ على‬
‫ِ‬ ‫آثار ا‬
‫كانت ُ‬
‫الدموع على سلّم البيت‬
‫ُ‬ ‫الغيو ُم على الباريق والفناجين‪،‬‬

‫اللصوص‬
‫ُ‬ ‫مخرب عبث به‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عرش‬

‫وأقاواس حزينة في الممرات‪.‬‬


‫ٌ‬
‫ُ‬
‫وعزفت على الناي‬ ‫أخرجت صايتي الحمراء ولبستها‬

‫‪380‬‬
‫ضحكاتك من شرانقها بطيئًا‬
‫ِ‬ ‫خرجت‬

‫مارش ملئكي‬
‫ٍ‬ ‫ضحكاتك أعنف من‬
‫ِ‬ ‫ثم صارت‬
‫محتشد‪ ،‬فّقست البيوض في س ّ‬
‫لتك وتنفست‬

‫تحول نهر أحزانكش إلى أمواج غبطة‪.‬‬


‫ّ‬
‫معك‬
‫فجر أيامي ِ‬
‫هكّا كانأ ُ‬
‫ً‬
‫ساعة مّتصلة‬ ‫ركبتك‬
‫ِ‬ ‫فسّبلت‬

‫جسدّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فانفتحت لي أسرار‬

‫ربيع الفعى‬
‫ُ‬
‫ل نار أعلى من مواقادنا‬

‫ُتَب ّخرنا‬

‫وتخلِطنا‬

‫وتمطرنا‬
‫ُ‬
‫يناظر فجرنا‬
‫ُ‬ ‫فجر‬
‫ول ٌ‬
‫متلطمين‪ ..‬ومسرجين‬

‫ومشهرين‪ ..‬ومُترعين‬

‫‪381‬‬
‫ومُقفلّين‪ ..‬ومطلّقين‬

‫ُكّنا كما كّنا‪..‬‬

‫الفجر التي هطلت‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫نضبط خيمة‬ ‫سماويين‬

‫بالرض‬
‫ِ‬ ‫ونضرب عودها‬
‫ُ‬

‫منائر في الروح تصعُد‬


‫فرط ٍ‬ ‫ُ‬
‫تضحك َ‬

‫ما هّا الّي ُسقناه من قاطعانأ؟ تصعُد‬

‫ُ‬
‫تصعد‬ ‫ما هّا الّي قادناه من شهوات؟‬

‫المغسول في ِدمنا‬
‫ِ‬ ‫بالخضر‬
‫ِ‬ ‫ما هّه الحقول توضأت‬

‫وما هّا المكانأ؟‬

‫ٌ‬
‫عدنأ‪ ..‬فل أفعى سوى أنفاسنا تسعى‬

‫النار‬ ‫وأيدينا ُ‬
‫تخيط خرائطنا في ِ‬
‫ُ‬
‫الخرائط من تشابكها؟‬ ‫هل تصحو‬

‫الصابع من تناسلها؟‬
‫ُ‬ ‫وهل تصحو‬

‫يضع الزمانأ‬
‫وهل ُ‬
‫تاريخه وج ً‬
‫ل علينا؟‬

‫عدنأ‪ ..‬مضبّبة نشّققها‬


‫ٌ‬
‫ُ‬
‫وندخل في مغاورها‬

‫وُنشعلها مشاحيفًا وشمعًا‬

‫ْ‬
‫غافيين‬ ‫ٌ‬
‫عدنأ‪ ..‬عليها‬

‫خرجا بطيئًا من ضلوع الرض‬

‫بالنار ضلعا‬
‫ِ‬ ‫ثم تماّجا‬

‫ل نار أعلى من مواقادنا‬


‫ُت ّ‬
‫بخرنا‬
‫ُ‬
‫وتخلطنا‬
‫وتعلن فجرنا‪ُ ..‬قاب ً‬
‫ل ودمعا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪382‬‬
‫فيك‪ُ ،‬‬
‫لوثة‬ ‫ّاغ‪ُ ،‬كثر ما َ‬
‫حدق ِ‬ ‫هل َ‬

‫حاجبيه‬

‫وقالبه؟‬

‫كأسك ثلجًا !‬
‫ِ‬ ‫صار في‬
‫أم َ‬
‫جنبك؟‬
‫مقعد ِ‬
‫هل أخِّت ِه من ٍ‬

‫خلطت ِه بخمرةٍ؟‬
‫هل ِ‬

‫أين هو؟‬

‫أين أغانيه؟‬

‫وأين معزُفه؟‬

‫للفجر؟‬
‫ِ‬ ‫تصفيقك‬
‫ِ‬ ‫منك َ‬
‫فرط‬ ‫ضاع ِ‬
‫َ‬ ‫هل‬

‫رياح؟‬
‫وهل أتا ُه ما أتى الربيع من ٍ‬
‫ُ‬
‫تراتيل ُعله؟‬ ‫أين‬
‫ً‬
‫صباحا‬ ‫رد –‬ ‫ُ‬
‫تلويحة كفّيه – بل ْ‬ ‫أين‬

‫حين تخرجين دونأ قابل ٍة أو ضحك ٍة‬

‫صباح كل يوم‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫قااسية جداً‬

‫بنار‬
‫البحر يكتظ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫هادئة جداً هدوء‬
‫ْ‬
‫ّوبعه‪..‬‬ ‫ثم يستحيل‬

‫أنا الّي دلّل‬

‫أسهر‬
‫َ‬ ‫والّي‬

‫والّي أبكى‬

‫يديك‬
‫وتاه في ِ‬

‫فج َر نبعًا نائمًا‬


‫والّي ّ‬
‫أنا الّي غّنى وفاض‬

‫الثوب‬
‫َ‬ ‫لك‬ ‫والّي ّ‬
‫شق ِ‬
‫ّ‬
‫ودق فوق صدره‬
‫‪383‬‬
‫فنجانأ‬ ‫صنع‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ٍ‬ ‫لكن سيفا قااسيا في الصبح‪ ،‬مثل ِ‬
‫الموت‬
‫ِ‬ ‫عجبك‪ ،‬أقاسى من‬
‫من القهو ِة ل ُي ِ‬

‫ثوب‬ ‫ليل ّ‬
‫كل يوم‪ ..‬مثلما ٍ‬ ‫تشلحين َ‬
‫َ‬

‫الفجر‬
‫ُ‬ ‫طلع‬
‫حين َي ُ‬
‫فعلت َ‬
‫وتدفنين ما ِ‬

‫وحين تنهرين طائراً مثلي‪.‬‬


‫صباح ّ‬
‫كل يوم‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫قااسية جداً‬

‫ٌ‬
‫عالية جداً‬ ‫وكالقمر‪..‬‬
‫كاملة‪ ..‬مسا َء ّ‬
‫كل يوم‬ ‫ٌ‬ ‫مش ّعة‪..‬‬

‫الكونأ‪ ،‬كلّه‪ ،‬في ومضة‬


‫ِ‬ ‫نور‬
‫كأنأ َ‬
‫وجهك‬
‫ِ‬ ‫ومضات‬
‫ِ‬ ‫من‬

‫ركبتيك‬
‫ِ‬ ‫في ثني ٍة من‬

‫في التفاتة الثديين نحو كفي‬


‫أفعاّ التي ّ‬
‫تلتف‬ ‫ِ‬ ‫وفي ربيع‬

‫‪ -‬فرط لّة –‬

‫تشبع‪.‬‬
‫حولي ول ُ‬
‫***‬

‫ف ّم‬
‫ً‬
‫ماسة‬ ‫بالشعر‪ ..‬كانأ‬
‫ِ‬ ‫حركت ُه‬
‫إذا ّ‬
‫الورد‬
‫ِ‬ ‫وإنأ شكى‪ ..‬فهو اّدحا ُم غيم ٍة في‬
‫ُ‬
‫والجمال والضحك‬ ‫ُ‬
‫الجنونأ‬ ‫وإنأ حكى‪ ..‬فهو‬

‫ف ّم‬

‫حركته بالقبلت ّ‬
‫رنأ في السماء‬ ‫إذا ّ‬
‫الجبال وانتشى‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫رنأ في‬

‫ف ّم‬

‫نبع فض ٍة‬ ‫إذا َ‬


‫أفاق مثل ِ‬
‫‪384‬‬
‫كالتين‬
‫ِ‬ ‫وإنأ غفا‬

‫كالطيور هاجرت في الغيم‬

‫شمس؟ ل‬
‫تطلع ٌ‬
‫‪ -‬هل ُ‬
‫شمس فهي ُكرتي‬
‫تطلع ٌ‬
‫‪ -‬لو ُ‬
‫وأنت !!‬
‫‪ِ -‬‬

‫ملعب ضوئيي‪.‬‬
‫‪ -‬أمضي إلى ٍ‬
‫شمس‬ ‫أنت ُ‬
‫بيت ٍ‬ ‫ِ‬

‫ذهب‬
‫نهر ٍ‬
‫أنت ٌ‬
‫ِ‬

‫مرمر‬
‫ٍ‬ ‫وأنت ماء‬
‫ِ‬

‫يوم‬ ‫َ ّ‬ ‫ٌ‬
‫صبح كل ٍ‬ ‫غاضبة كالشمس‪..‬‬

‫السيارة السوداء‬
‫رّ ّ‬‫كنار‪ُ ،‬س َ‬
‫حين تسوقاين‪ٍ ،‬‬
‫‪ -‬إلى أين؟‬

‫‪ -‬للجحيم‬
‫ً‬
‫حسنا‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولكن ّ‬
‫قابل أنأ نّهب للجحيم‬

‫خاتمك‬
‫ِ‬ ‫الغبار عن‬
‫َ‬ ‫إمسحي‬
‫ُ‬
‫تسوق للجحيم‬ ‫ُ‬
‫تمسحه‪ ...‬ثم‪..‬‬

‫الشمس‪..‬‬
‫ُ‬ ‫أيتها‬

‫لوحدّ‬
‫ِ‬ ‫مخلوقااتك‬
‫ِ‬ ‫أنت ترعين‬
‫ِ‬

‫ّوج‬
‫أخت أو ٍ‬
‫دونأ مساعد ٍة من ٍ‬

‫بأختك‬
‫ِ‬ ‫حبيب‪ ..‬فل تبعثي لنا‬
‫ٍ‬ ‫أو‬

‫حبيبك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ّوجك أو‬
‫ِ‬ ‫أو‬

‫ُ‬
‫نحن أبنا ُء الماء‬

‫ل تبعثي لنا من مصهرّ هّا‬


‫صباح ّ‬
‫كل يوم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الشرر المتطاير‪..‬‬
‫‪385‬‬
‫ُ‬
‫عأرشها يبكي‬
‫ُ‬
‫عرشها يبكي‬

‫والشمس سوداء وتغفو‬


‫ُ‬ ‫وتفاح يديها ٌ‬
‫ذابل‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫الحزنأ عليها‬ ‫الواني اندلقت وانهمر‬

‫َم ْن ترى ألقى ترابًا في الكؤوس‬

‫َم ْن ترى أرخى غيومًا‬


‫َم ْن ترى َ‬
‫أربك بستانأ الكروم‬

‫عرشها يبكي‬

‫الرض تبكي‬
‫َ‬ ‫كأنأ‬

‫سقطت مرآتها وانكسرت‬

‫الفجر فيها‬
‫ُ‬ ‫ينابيع ونام‬
‫ٌ‬ ‫نامت‬

‫عرشها يبكي‪ ..‬ويشتاق إليه‬

‫‪386‬‬
‫هل مضى فجراً‪ ..‬مسا ًء ؟‬

‫ومتى يأتي لَيسقي حقلها‬

‫ومتى يأتي لبكي عرشها في راحتيه ؟‬

‫ومتى يأتي‪ ..‬وتّفاح يديها يشتهي غصن يديه ؟‬

‫نونا‬

‫تعلّق نونا على رأسها ريشات تقدر فيها سنوات عمر‬

‫عشاقاها‪ ،‬كانت تنتخب الجمل‪ ،‬مثلما تنتخب‬

‫المشرب بحمرة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الموشى بالرجوانأ‪ ،‬المخ ّمر‪،‬‬ ‫خواتمها‪:‬‬
‫ّ‬
‫المهّب بالفيروّ‪ ،‬المقّبب‪ ،‬السهم‪..‬‬

‫ُ‬
‫شاركت إمرأتي الدفوف‬ ‫ماذا إذا‬

‫برق ٌ‬
‫مغلق‬ ‫إليك ٌ‬
‫دفق ِ‬‫وطار من ٍ‬
‫الماء‬
‫ُ‬ ‫أنقى وصار بينكما يدور‬

‫إليك‬ ‫ٌ‬
‫نجمة في ثديها تبكي ِ‬ ‫صارت‬

‫فيك منها‬
‫طير ِ‬
‫وطار ٌ‬
‫يمر بها‪،‬‬ ‫عمر ّ‬
‫كل عشيق ّ‬ ‫ريشات على رأسها‪ُ ..‬‬
‫ٍ‬ ‫ثلّ‬

‫وتطش عليه الخرّ‪ ..‬كلّها‬


‫ّ‬ ‫ترس ُم في لوحها الطيني ً‬
‫مثلثا‬

‫‪387‬‬
‫داخل المثلث‪ .‬سُيشبعها هّا لّ ًة وجنونًا‬
‫نونا التي في النار ُ‬
‫تخفق في يديها‬

‫ماذا إذا ج ّملتها أحلى‪ ،‬وباركت‬


‫ّ‬
‫المحض‪،‬‬ ‫الدفوّ رنينها لليوسفي‬

‫إليك خرابها‪ ،‬حسراتها‬


‫منحدر ِ‬
‫ٌ‬
‫إليك سفينها المهزوم‬
‫ومنحدر ِ‬
‫ٌ‬
‫موج عميق‪.‬‬
‫من ٍ‬
‫سقطت الريشة الرابعة على أفخاذها وحركت شهواتها‬

‫لكنها لم تضعها على رأسها‬

‫سقط في المارثونأ الّي أعّدته له‪..‬‬

‫وسقطت معه الريشات كلها‪.‬‬

‫أنك البتول‬
‫ظن ِ‬‫ّ‬
‫ْ‬
‫الحقول‬ ‫أرجعي فتن َة‬
‫أرجعيها لكي ْ‬
‫تقول‬

‫ضاع منها ومني‬


‫َ‬ ‫أنأ ما‬

‫مراحات كّفيك‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫شعل في‬
‫ْ‬
‫الطبول‬ ‫غّيبها‬

‫روح من َعدا‬
‫أرجعي َ‬
‫وطوى سيفه في الندى‬

‫وبدا منه ما بدا‬

‫الورد والمدى‬
‫َ‬ ‫شاعر َ‬
‫شتل‬ ‫ٌ‬
‫حواشيك‬
‫ِ‬ ‫في‬

‫ٌ‬
‫غصن‬ ‫أنك‬
‫ظن ِ‬‫ّ‬

‫‪388‬‬
‫أنك البتول‪.‬‬
‫ظن ِ‬‫شاعر‪ّ ..‬‬
‫ٌ‬

‫أسمال تايكي‬

‫نشر أسمال تايكي على السوار‬


‫كانأ ل بد من ِ‬
‫كانأ ل بد من وضع حّد لهّه الشباح‬

‫ورق‬
‫تاجها من ٍ‬
‫كانأ ُ‬
‫ضرب الوه ُم يدي‬
‫َ‬
‫من أناديه لكي يلضم عأقدي؟‬

‫أأنادي ذهبي الضائع في الردن؟‬

‫أأنادي غأيم تايكي !‬

‫ماذا أنادي ؟‬

‫أنا حزين‪ ..‬أكتب عشرات الكتب ول أستطيع العيش‬


‫أنا حزين‪ُ ..‬‬
‫أقاول شعراً ول أحد يسمع‪.‬‬

‫من أناديه لكي يفهم ألغازي ويصغي‬

‫‪389‬‬
‫أتلوّ في دم فّتتني‬

‫ماذا تراني سأغأني؟‬


‫هل أ غني تايكي وأنا أرها ّ‬
‫كل يوم تسرق المارة؟‬

‫هل أغني تاجها وأنا أراه قارب الرصفة محطمًا‬

‫هل أغني ثوبها وأنا أراه ممزقاًا؟‬

‫ل شمس في بريدي‬

‫شمس في بريدي‬
‫ل َ‬
‫كلمة‪ ..‬ل ٌ‬
‫نجمة‬ ‫ل ٌ‬

‫ول صواني شمعها‬


‫ُ‬
‫النحيل في خنصرها‬ ‫ل الخات ُم‬

‫الدمع في كفوفها‬
‫ُ‬ ‫ل‬

‫تطير في السماء لي‬ ‫ُ‬


‫كنت أرى الرسائل التي ُ‬
‫ُ‬
‫كنت أرى الحما َم في يديها‬
‫محم ً‬
‫ل بالورق الصغير لي‬
‫ُ‬
‫كنت أرى الغيوم في البعيد‬

‫شمس في بريدي‬
‫ل َ‬
‫تضيء قالبي‬

‫‪390‬‬
‫ُ‬
‫تخوض في حديدي‪.‬‬ ‫أو‬

‫صايتك الحمراء‬

‫من أين َ‬
‫أتيت؟‬
‫َ‬
‫صورّ‬ ‫ُ‬
‫تزخرّ‬ ‫َ‬
‫ومراياّ‬ ‫َ‬
‫كتفيك‬ ‫ُ‬
‫الصاية حمراء على‬

‫وركض وراء النسور‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫جّل‬
‫مراح وفي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫معها في‬

‫النهار تجرجر لحنها الطويل والطيور تسحب‬


‫ُ‬
‫المشهد بّيولها‪.‬‬
‫َ‬

‫خشوع على‬ ‫عليك وأنت تغني‪َ ،‬‬


‫فرط‬ ‫هبط ُ‬
‫الليل َ‬
‫ٍ‬
‫تلفح خد َ‬
‫ّّ‪.‬‬ ‫الجسد ورائحته ً‬
‫ِ‬ ‫مدائح‬
‫ُ‬ ‫ركبتيها‪،‬‬
‫ُ‬
‫العناق فوق المدينة وفوق‬ ‫مشهدّ معك‪،‬‬
‫مع ّ‬
‫ليات البترا وعند مداخل إيلة وفي الغابات‪.‬‬

‫سمكي كي تلحق بها في‬


‫ّ‬ ‫صايتك الحمراء ُ‬
‫تتبدل إلى ردا ٍء‬

‫النههار وتحمل نجومها إلى رحم المياه كي تلد‬

‫‪391‬‬
‫الكسلمات والعاجيب‪ ،‬وكي ُتخصب المايه‬

‫ببّورها‪.‬‬

‫جلد ثعبانأ لتدخل في الغوار‬ ‫صايتك الحمراء ُ‬


‫تتبدل إلى ِ‬
‫َ‬
‫مشهدّ إلى العالم السفل حيث الموت‪،‬‬ ‫وتحمل‬

‫لقد تبدلت هي إلى أفعى‪.‬‬

‫نهر الدموع‬
‫ُ‬
‫سأبكي ً‬
‫دما‬

‫دت مساف َة ٍ‬
‫نبض‬ ‫لو َب ُع ِ‬

‫منك حماٌم إلى غير ما جهتي‬


‫طار ِ‬
‫ولو َ‬
‫مقلتاّ لغيري‬
‫ِ‬ ‫ولو شهقت‬

‫ريحك الورد في غير نهري‬


‫ِ‬ ‫ولو بعثرت‬

‫ولو شّتت – يا حبيبتي –‬

‫جسد‬
‫أصابعك الطافرات السماء على ٍ‬
‫ِ‬

‫راحتيك‬
‫ِ‬ ‫غير هّا المعّب في‬

‫سأبكي ً‬
‫دما‬
‫ً‬
‫كلما‬ ‫هل ُ‬
‫أقاول‬

‫‪392‬‬
‫يوم؟‬
‫مرت بنا ذات ٍ‬
‫الريح ّ‬
‫ُ‬ ‫أم‬

‫أبتعدت‬
‫ِ‬ ‫وكدت‬
‫ِ‬

‫وكدت أُ ِ‬
‫خّت‬ ‫ِ‬

‫بعصف‬
‫ٍ‬ ‫وكادت مراكبنا تتهاوى‬

‫الحزنأ‬
‫ِ‬ ‫الروح بحراً من‬
‫ُ‬ ‫وأمطرت‬

‫نار دمي‬
‫وسار على سور ٍ‬
‫َ‬
‫واشتهى أنأ يصيح ويبكي‬
‫هل ُ‬
‫أقاول كلمًا؟‬

‫سللي وفاكهتي وجنوني‬

‫ونهر يمامي ومرآة روحي‬


‫ُ‬
‫وفيضي وغيضي‬

‫جدار فمي‬
‫كلمي الّي لم يعد في ِ‬
‫كلمي الّي إصبعي‬

‫كلمي الّي وجعي أرتضيه‬

‫كلمي الّي في دفوّ ُمجوني‬

‫كلمي الّي لم يعد في فمي‬


‫صار عشبًا ونوراً‬
‫كلمي الّي َ‬
‫ساعديك‬
‫ِ‬ ‫راحتيك وفي‬
‫ِ‬ ‫على‬

‫فخّيك‬
‫ِ‬ ‫شفتيك وفي‬
‫ِ‬ ‫على‬

‫سأبكي ً‬
‫دما في الكلم‬
‫وشاورت نهراً‬
‫ِ‬ ‫شاروت ً‬
‫غيما‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫أنك‬
‫لو ِ‬

‫ولو ّ ّفت الريح نبضا لغيري‬

‫تطير‬ ‫ولو أنأ شارد ًة في ِ‬


‫يديك ُ‬

‫‪393‬‬
‫ولو أنأ وارد ًة تتخّفى‬

‫بعت ضللي‬
‫أنك ِ‬
‫ولو ِ‬
‫ولو أنأ رفًا من الحلم أغفى بعيداً‬

‫ولو أنأ ُقاّبرة منك ما رّن ْ‬


‫مت‬
‫خاتمك ّ‬
‫انفض عن جمل ٍة غير برقاي‬ ‫ِ‬ ‫ولو أنأ‬

‫تكوى‬
‫ولو أنأ هّا الهواء ّ‬
‫تلوى‬
‫يديك ّ‬
‫وهّا الّي في ِ‬

‫وسوى‬
‫جف ّ‬‫ولو أنأ ماء من الما ِء ّ‬

‫ولو يا حبيبي‬

‫تنفست في الفجر نوراً بدوني‬


‫ِ‬

‫ولو قاا َم في الليل طيفك‬

‫يجلّي صدور الرجال‬

‫ولو يا حبيبي‬

‫توجعت مني‬
‫ّ‬
‫ولو في الصباح المنّقى اشتكيت‬

‫ولو قاا َم وردّ في غير قابري‬

‫ارتجفت لغيري‬
‫ِ‬ ‫ولو في الشتاء البعيد‬

‫ولو في شهواتك تهوي السماء‬

‫الغبار‬
‫ُ‬ ‫ولو في غبارّ غاب‬

‫ولم يجتبين‬
‫ولو ّ‬
‫كضت الريح َ‬
‫ّخ الدموع عن النادبين‬

‫سأبكي دمًا‬

‫وأغرّ من شهقاتك روحي‬

‫ُ‬
‫أعيد لها جملتي‬

‫ضاع‬
‫َ‬ ‫وكلمي الّي‬
‫‪394‬‬
‫َ‬
‫ورشق الحنين‬

‫سأبكي دمًا‬

‫بسبابتيك‬
‫ِ‬ ‫أشرت‬
‫ِ‬ ‫لو‬

‫دونك –‬
‫وأدخلتيني في سراٍ من التيه – ِ‬

‫أبكي دمًا‪..‬‬

‫وأموت‪.‬‬

‫هل تسمحين ؟‬

‫هل تسمحين‬

‫أمد يداً وأغني ؟‬


‫بأنأ ّ‬

‫الباب‬
‫أفتح َ‬‫وهل تسمحين بأنأ َ‬
‫أو أنتشي أو أسّلّم روحي لمرقاى جديد؟‬

‫أتنفس أو أصطفي غير هّي القباب‬


‫َ‬ ‫هل تسمحين بأ‪،‬‬

‫وأرخي قاميصي على شمسها وأمله بالرياح؟‬

‫هل تسمحين بأنأ أذهب اليوم للنار‬

‫بيت طاهر‬
‫أو ِ‬
‫أو أتمشى قالي ً‬
‫ل على الماء؟‬

‫في‬ ‫حتى أرّدّ إلى فطرة روحي المسيح الّي َ‬


‫غاب ّ‬
‫هل تسمحين‪..‬؟‬

‫يديك يموت‬ ‫ُ‬


‫يكاد الهواء الّي في ِ‬

‫‪395‬‬
‫تكاد الحياة تموت‬

‫فهل تسمحين بأ‪ ،‬ل أموت؟‬

‫قلبك ثعبان‬
‫في ِ‬

‫لعائد مثلي إلى عثراته‬


‫جمرتاّ ٍ‬
‫ِ‬ ‫تخبّ‬
‫ماذا ُ‬

‫ومجونه وجموح ليلته؟‬

‫لمهاتفيك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وماذا تصطفين مباخراً‪،‬‬

‫من العطور معّبين وتائهين وعاشقين‬

‫البسيط يوحنا ليغسل غيمة الردنأ بالكلمات‬

‫والعاشور ورٌد للصعاليك الكبار‬

‫والمدم والمربع والمجلّى‬


‫ّ‬ ‫وهنا المتّيم‬

‫عطش‬
‫ٍ‬ ‫الحالمونأ إ عبروا وما انتبهوا بأنأ خواتمًا ُ‬
‫تنشق من‬

‫الجمال وروحه‬
‫ِ‬ ‫وأنأ خلخ ً‬
‫ل ما رّنمت منّ انفصلت عن‬

‫وردتاّ؟‬
‫ِ‬ ‫تخبّ‬
‫ماذا ُ‬

‫‪396‬‬
‫تخبّ هّه النظرات لي؟‬
‫ماذا ُ‬

‫لهالك مثلي؟‬
‫ومّا ترفعين ِ‬
‫ماذا أسمي َ‬
‫سنبل العينين يرجف في رمادي؟‬

‫قالبك؟‬
‫ماذا يخبّ ِ‬

‫ُ‬
‫الثعبانأ‪ :‬النيموس تبعك‬ ‫قالبك‬
‫في ِ‬

‫فيك‬
‫يفترس النثى التي ِ‬

‫ويخرج عاريًا‬
‫ُ‬
‫جرتك العتيقة‪.‬‬
‫من شق ّ‬

‫حولك‬
‫ِ‬ ‫ل تدور الرض‬

‫أخيط ما مزقاته‬

‫أخيط ما مزقاني‬

‫أيامنا تّهب مع نهب الكروم‪ ،‬أيامنا تطوّ في مسل ٍة‬

‫موحش ٍة أخطط لرتفاع مكاحل الحانات والعشاق‬

‫لكن المواسم المخربة قاادمة‪.‬‬


‫أذهب باتجاه القوافل الحزينة‪..‬‬

‫أذهب إلى الصحراء وإلى البرية فأجد‬

‫أنأ الرض ما ّالت تدور‬

‫حولك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫الرض‬ ‫تدور‬
‫ل ُ‬
‫انفض أوهاغمي وأعلّق البوصلة على حصاني وأنطلق‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪397‬‬
‫ُ‬
‫خرق اليوسفيين‬

‫إجمعي‪ ،‬في سلّة‪ ،‬خرق اليوسفيين والقيها في ِ‬


‫النهر‬

‫جحيمك‬
‫ِ‬ ‫الجميع من‬
‫ُ‬ ‫هرب‬
‫فيك ما ُيغري‪َ ،‬‬
‫لم يعد ِ‬

‫أسرارّ سوى بقع الكحل والنبيّ‬


‫ِ‬ ‫صرة‬
‫تخبّ ّ‬
‫لم تعد ُ‬

‫شريطك العتيق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وأضغاّ شهقات الّ)أوّ( على‬

‫جلودّ‬
‫ِ‬ ‫بالشوّ والحسك وقاشر‬
‫ِ‬ ‫أوجارّ مملؤ ًة‬
‫ِ‬ ‫أصبحت‬

‫سبات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫كنت تستبدلينها بعد ّ‬
‫كل‬ ‫القديمة التي ِ‬

‫صرتك سوى الرسائل الشاحبة‬


‫ماذا تخبّ ّ‬
‫والصور الممزقاة‬

‫أجمعي تعاليم أرش وليليث وعلّقيها على بابك‬

‫إجمعي شرارات الجحيم وتدفأي بها‬

‫كنت تطوفين بها‬ ‫َ‬


‫السيوّ المتقدة الحمراء التي ِ‬ ‫أخرجي‬

‫‪398‬‬
‫مكحلي العيونأ ومسدلي الشعر على المتونأ‪،‬‬
‫على ّ‬
‫العاشقونأ الفاتنونأ الّين عصفت بهم ُج ُ‬
‫مل الدمع في‬

‫عيونهم فأحّبوا وهاموا‬

‫أخرجي عليهم سيوّ الرماد وافزعيهم بها !!‬

‫الحرى‬
‫أعيدي لي أنفاسي ّ‬
‫كنت ّ‬
‫أرشها بك‬ ‫أعيدي لي ّ‬
‫مرشات الطلع التي ُ‬

‫أعيدي لي وغفي وبكائي وحسراتي‬

‫أعيدي لي انتباهات عزيزو في معصمي‬

‫وأعيدي لي صليب أبولو المخبأ تحت المخدة‬

‫حائطك‬
‫ِ‬ ‫أعيدي لي ُطغراء دموّي المعلقة على‬

‫مكتبتك‬
‫ِ‬ ‫أعيدي لي منحوتة الكتبي المكسورة في‬

‫إجمعين في سلّة‪ ،‬خرق اليوسفيين وأحرقايها في ِ‬


‫بيتك‬

‫قاديم‪.‬‬
‫كيد ٍ‬ ‫لعلهم يشفونأ من ٍ‬

‫‪399‬‬
‫كنت مخبو ًل‬
‫ُ‬

‫بك‬
‫ل ِ‬‫كنت مخبو ً‬
‫ُ‬

‫يديك‬
‫بترعات ِ‬
‫ِ‬ ‫كنت مخبو ً‬
‫ل‬ ‫ُ‬

‫الجسد الرعن‬
‫ِ‬ ‫كنت مخبو ً‬
‫ل بهّا‬ ‫ُ‬
‫بالت ّ‬
‫لت بالوردات بالنحلت‬

‫بالساحات بالغابات فيه‬


‫كنت مخبو ً‬
‫ل‬ ‫هواّ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫كنت أعمى في‬

‫إلي العقل‬
‫أرجعت ّ‬
‫ِ‬ ‫ولكنك‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫المنطق‬ ‫أرجعت لي‬
‫ِ‬

‫يا رافضة المنطق‬

‫العين التي طاحت هناّ‬


‫أرجعتت لي َ‬
‫ِ‬

‫يوم أعلنت هواي‬


‫ْ‬
‫التفات‬ ‫ل طريق‪ ..‬ل عيونأ‪ّ .‬ل‬

‫‪400‬‬
‫إلي العقل مجروحًا‬
‫أرجعت ّ‬
‫ِ‬

‫ورد ْت في شراييني الحياة‪.‬‬


‫ّ‬

‫وأجنحتك‬
‫ِ‬ ‫أجنحتي‬

‫وأجحتك من الشمع والريش‬


‫ِ‬ ‫كانت أجنحتي‬

‫كنت تطيرين؟‬ ‫ُ‬


‫هويت إلى البحر ِ‬ ‫فلماذا إذنأ حين‬

‫الشمس أجنحتي كانت‬


‫ُ‬ ‫لماذا حين أذابت‬

‫أجنحتك تتصلّب أيتها المخادعة‬


‫ِ‬

‫لقدتركتِني أحلّ ُق إلى العالي منتشيًا ِ‬


‫بك‬

‫منخفض تراقابين سقوطي‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫وبقيت على‬
‫ِ‬

‫‪401‬‬
‫تحت التفاصيل‬

‫ْ‬
‫العيونأ‬ ‫ٌ‬
‫شهقة في‬ ‫شرار ِّ أم‬
‫ُ‬
‫الشمس ُ‬
‫يخفق في ما يكونأ وما ل يكن‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ونبض من‬

‫ْ‬
‫تخونأ‬ ‫ُ‬
‫انتفاضة ضو ٍء وبرق وتعويّةٌ ل‬ ‫وأنت‬
‫ِ‬
‫وأنت انجرار المراعي إلى ّ‬
‫كف حشد من الصابرين‬ ‫ِ‬

‫ْ‬
‫اليدين‬ ‫المجرة مجدولة وطيعة في‬
‫ّ‬ ‫وأنت‬
‫ِ‬
‫وأنت السماوات قاد ُك ْ‬
‫سرت‬ ‫ِ‬

‫وقاد ُّّينت وقاد ّ‬


‫رجها الطلق‬

‫ْ‬
‫الجنين‬ ‫أنت‬
‫ِ‬

‫الصباح‬
‫ُ‬ ‫فكيف أصّبر هّا المسا ُء َ‬
‫وذاّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫وتلك الليالي‪ ..‬وفوق التفاصيل‪ ..‬تحت التفاصيل‬

‫ْ‬
‫والحنين‬ ‫َ‬
‫خلف اليدين وبعدهما‬

‫العجيب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الجنونأ‬ ‫وانت‬
‫ِ‬

‫‪402‬‬
‫الشراب المشّقق‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫ومغلقة‬ ‫أنت المعاب ُد مفتوحة‬
‫ً‬
‫ومثقلة بالنين‬ ‫ً‬
‫وشائكة‬ ‫ً‬
‫ومهدومة ونافر ًة‬

‫اردواّ السماء وعقدُتها‬


‫ُ‬ ‫وأنت‬
‫ِ‬

‫رشف‬
‫ٍ‬ ‫وبنات المياه ولفُتتها نحو‬
‫ُ‬

‫وأنت الوداُد ِ‬
‫وأ‪،‬ت المعين‬ ‫ِ‬

‫وقاد ُك ّسّرت في دمي ضحكاتك‬

‫انتشائك‬
‫ِ‬ ‫رجف‬

‫ُّ‬
‫ورد ِ‬

‫لكنني قاد أكونأ ه نا أو هناّ‬

‫وقاد أتجول ما بين ْ‬


‫بين‪.‬‬

‫أنهار الشهقات‬

‫والشهقات شربُتها ِ‬
‫معك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫العسل‬
‫ِ‬ ‫أنهار من‬

‫أل تسمعين‪..‬‬

‫فعلت‬ ‫ُ‬
‫يرتجف جلُد ِّ من شد ِة ما ِ‬ ‫أل‬

‫الفجر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫طع ُم الذانأ‪ ..‬طع ُم‬

‫أفخاذّ‬
‫ِ‬ ‫قالع‬
‫بين ِ‬‫الفجر وأنا َ‬
‫ُ‬ ‫علي‬
‫كانأ يطلع ّ‬
‫شفاهك‬
‫ِ‬ ‫أو على رحيق‬

‫مرة وأنا‬ ‫ٌ‬


‫عشبة ّ‬ ‫أما النأ فها هو الذانأ وفي فمي‬

‫ٌ‬
‫ومحزونأ‪..‬‬ ‫وتعب‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وممزق‬ ‫ٌ‬
‫دائّ‬

‫الصلب‬
‫ِ‬ ‫وحدي النأ أمام خشب ِة‬

‫الهجر أحلى‬
‫َ‬ ‫من قاال َ‬
‫لك أنأ‬

‫حب أحلى‬
‫لك أنأ رفع راي ٍة غاضب ٍة بوجه ُم ّ‬
‫من قاال ِ‬

‫‪403‬‬
‫ومطوح‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫دائّ‬

‫لم يعد في دماغي سوى الصحراء‬

‫بك المع ّمى بفقدانك‪.‬‬ ‫ُ‬


‫المكتنز ِ‬ ‫دماغي‬

‫منذ أناهيت‬

‫ُ‬
‫عدت إلى اليوم الول من الخليق ِة‬

‫قاربت فمي من السماء‬


‫ّ‬
‫قاربت فمي من الرض‬
‫ّ‬
‫طوحها الجمال‬
‫لكن يدي ّ‬
‫كقميص‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫غطت اليام بكائي‬

‫ولوح لي السومريونأ قابل أنأ يهبطوا إلى الهوار‬


‫ّ‬
‫ألغاّ أصولهم‬ ‫ُ‬
‫فضعت في ِ‬ ‫الجبال‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كانوا يغنونأ على‬

‫قارب جحيم العامرية‪ ،‬ومنّ ّ‬


‫كف‬ ‫ُ‬
‫تركت أناهيت َ‬
‫ُ‬
‫صرت أسأل‪:‬‬ ‫طيرها عن الطيرانأ صوبي‬
‫هل أغفو ً‬
‫ثانة على يد امرأة؟‬

‫‪404‬‬
‫الحرب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تتناسل بين شظايا‬ ‫كانت أقادامي‬

‫وشظايا الكلمات‬

‫وكانت أعلمي مبخأةٌ في جيوبي‬

‫أحب سوى النساء‬


‫لم أبح لحد بأني ل ّ‬
‫ُ‬
‫أخاّ‪ ..‬أخاّ من النساء والرجال‬ ‫ُ‬
‫كنت‬

‫أنأ يعرفوا هّا فيكرهوني‬

‫بقلب ر ّكبته الطبيعة على هّه الصورة‬ ‫ماذا ُ‬


‫أفعل ٍ‬
‫كلهم يقولونأ لي‪ :‬والحياة؟‬

‫أقاول‪ :‬كلّها في المرأة‪.‬‬

‫بالشراّ‬
‫ِ‬ ‫ومزروع‬ ‫ملتو‬
‫طريق ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أشواّ‬ ‫أدمت أقادامي‬
‫ٍ‬
‫قاصرّ‬
‫ِ‬ ‫كطائر في حديق ِة‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وقاعت‬ ‫ثم‬
‫ُ‬
‫وأخاّ منه‬ ‫بابك‬
‫قارب ِ‬
‫أسير َ‬
‫ُ‬
‫لصعد لكني خائف‬
‫َ‬ ‫ترمين لي سدّتك‬

‫تطير فوق بيتي‬ ‫ُ‬


‫منّ أناهيت التي كانت ُ‬
‫َ‬
‫أجمل البخور‬ ‫وتصطفي لي‬

‫وأجمل المرايا‬

‫بانتظار المعجزة‬
‫ِ‬ ‫ص َم ّت‬ ‫ُ‬
‫ومنّ أناهيت َ‬
‫تأت لي إ ّ‬
‫ل بالخراب‪.‬‬ ‫لكنك لم ِ‬
‫ِ‬

‫‪405‬‬
‫ُ‬
‫تمغة العنكبوتة‬

‫صوتك في ّوايا غرفتي الموحش ِة الرطبة‬


‫ِ‬ ‫أسمع‬
‫ُ‬
‫باب الغرفة وأبحث عنه‬ ‫ُ‬
‫أسمعه في الممرات‪ ..‬أفتح َ‬
‫صوتك‬
‫ِ‬ ‫يهرب‬
‫ُ‬ ‫يقودني سلّم إلى المغاور حيث‬

‫صوتك إلى الشارع‪ ..‬يركب سيارة و يهرب‪..‬‬


‫ِ‬ ‫يخرج‬

‫منك‬ ‫ٌ‬
‫يابسة ِ‬ ‫في قابضتي ّهرةٌ‬
‫ٌ‬
‫طويل ممٌد أمامي‬ ‫ٌ‬
‫ونعش‬

‫النعش‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تمغة العنكبوتة في آخر‬

‫مطعونأ في طقس جناّ ٍة‬


‫ٍ‬ ‫حب‬
‫مسرى ٍ‬
‫َ‬
‫حصل أنأ توارى هّا الجمال؟‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫كيف ّأدخرت الطبيعة أسلحة لقتله؟‬

‫‪406‬‬
‫كانت العنكبوتة قاد ملت جعبتها بالسهام‬
‫ً‬
‫باسمة‬ ‫وأظافرها بالس ّم‪ ..‬كانت تلمع‬

‫مثل بطلة فيلم ) البطل توتو(‪..‬‬

‫كانت تّقدم كيكًا في الحفلة مغموسًا بالس ّم‪.‬‬

‫أذهب إلى ناصية الطريق‪..‬‬


‫ُ‬
‫ً‬
‫مطعونة بالسهام‬ ‫يا إلهي هّه ُ‬
‫جثة )أرش(‬

‫جبينك‬
‫ِ‬ ‫تهرب وتترّ تمغتها على‬
‫ُ‬ ‫العنكبوتة‬

‫سحر ل فكاّ منه‬


‫أنت أسيرة ٍ‬
‫ِ‬

‫كانأ سحري ذات يوم‬

‫ولكنه النأ أسود مثل تمغ ِة العنكبوتة‪.‬‬

‫هكذا ببساطة‬

‫هكّا ببساطة تحلّين إّارّ لغري !‬

‫بك ُ‬
‫صيد اللّات !‬ ‫هكّا تّهبين إلى حيث ّ‬
‫يشط ِ‬

‫هكّا يا مرّقاصة الناسك !‬

‫مفطور‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫الفخاري‬
‫ّ‬ ‫ّيرّ‬
‫ِ‬

‫وحواجبك غير منتظمة‬


‫ِ‬
‫قالئجك إشارةٌ‬
‫ِ‬ ‫ظهر على‬
‫كأنأ الصدأ الّي َ‬
‫بستانك‬
‫ِ‬ ‫تتركيني كأني ف ّ‬
‫لح‬

‫بلطك ّ‬
‫ِ‬ ‫أو حاجب‬

‫لياليك التي ُسفحت في الخديعة !‬


‫ِ‬ ‫تتركيني كأني ُ‬
‫نادل‬

‫بيتك‬
‫العنب في ِ‬
‫ِ‬ ‫سقطت ُ‬
‫دالية‬

‫نوافّّ‬
‫ِ‬ ‫ّجاج‬
‫ُ‬ ‫وتكسر‬
‫ّ‬

‫‪407‬‬
‫نعشك‬ ‫وتعفن ُ‬
‫التبغ الّي كانأ ُي ِ‬ ‫َ‬

‫بابك‬
‫تلطّ ِ‬ ‫ُ‬
‫تمغة العنكبوتة ُ‬

‫عيونك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫وتلطّ‬

‫كان ل ّما أطحت به‬

‫كانأ ل ّما أطحت به‬

‫مستوحشًا في يديه‬

‫جريح‬
‫ٌ‬ ‫طار منه فؤاٌد‬
‫َ‬
‫الناس قاالوا‪ :‬السل ُم عليه‪.‬‬
‫حين أبصره ُ‬
‫َ‬

‫كانأ ل ّما أطحت به‬

‫هائمًا بالصل ِة ِ‬
‫إليك‬

‫بك‬ ‫ُ‬
‫ينحت قاامته ليليق ِ‬ ‫ضومرتبكًا َ‬
‫كيف‬

‫خاشعًا ِ‬
‫ليديك‬

‫كانأ ل ّما أطحت به‬


‫ل يغني وحيداً‬

‫وينوح‬
‫ُ‬ ‫كانأ ُ‬
‫نسل المحبين ُيصغي له‬

‫‪408‬‬
‫يّوب‬
‫ُ‬ ‫وتاريّ حرقاتهم وهواهم‬

‫ويفوح‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بآهاته‬

‫كانأ ل ّما أطحت به‬

‫واقافًا في النجوم‬

‫ويقطر‪ ،‬من وله‪ ،‬دمع ُه‪ ..‬دم ُه ويّوب‬


‫ُ‬
‫ٌ‬
‫مخضوبة‬ ‫وسللك‬

‫ويغيب‬
‫ُ‬ ‫مهل‬ ‫كانأ يّوي َ‬
‫هناّ على ٍ‬
‫كانأ ل ّما أطحت به‬

‫مشرئبًا لقلب السماء‬

‫إليك‬ ‫يناديه‪ُ ..‬‬


‫ينبض فيه ِ‬

‫وفي ورد ٍة في الشفاه‬

‫برفق‬
‫يدق ٍ‬‫ويسأله أنأ ّ‬

‫جمر خطاه‬ ‫َ‬


‫يتلطف ُ‬ ‫وأنأ‬

‫كانأ ل ّما أطحت به‬


‫ً‬
‫غارقاا في دماه‬
‫حين ح ّملت‪ ،‬ما ّ‬
‫خف أو ما غل‪ ،‬منه‬
‫وانسللت بعيداً‬
‫ِ‬

‫لقطيع شياه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مثل سارقا ٍة‬

‫‪409‬‬
‫أيتها الطاووسة‬
‫ً‬
‫حسنا‪ ..‬ألم تر ّفض عيونك هّه الليلة‬

‫قادمك‬
‫باطن ِ‬‫يحكك ُ‬
‫ِ‬ ‫ألم‬

‫بالنبيّ‬
‫ِ‬ ‫ألم تشهقي‬

‫حفيف النباتات‬
‫ِ‬ ‫ألم تسمعي صوتي في‬

‫ُ‬
‫الطاووسة الوحيد ُة‬ ‫أيتها‬

‫ذيلك لني لم أسقِها‬


‫ألم تتساقاط ريشات ِ‬

‫ثيابك لني لم ألمسها‬


‫ألم تتهدل ِ‬

‫عطورّ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ألم ّ‬
‫تجف‬

‫حسنًا‪ ..‬حين تشلحين ِ‬


‫ثيابك‬

‫تّكرين أصابعي‬
‫َ‬ ‫أل‬

‫حسنًا‪ ..‬حين تتنفسين‬

‫‪410‬‬
‫رئتيك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تشهق همساتي في‬ ‫أل‬
‫أّ‬
‫ل تتورد شجرتي في صدرّ‬
‫ُ‬
‫ومسحت بفمي ما صنعت‬ ‫صنعتك عضواً عضواً‬
‫ِ‬

‫بجناحيك العملقاين يض ّماني‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ورضيت‬

‫بفخّيك يقبراني‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ورضيت‬

‫ورضيت أ‪ ،‬أتحلّى بك‪..‬‬


‫ُ‬

‫لماذا؟‬

‫هِّرش‬

‫ً‬
‫لحظة واحدة‪ ،‬شبه إنانا أو أناهيت‬ ‫لم تكوني‪،‬‬

‫وما كانت يداّ‬


‫شائك ّ‬
‫يلتف في روحي‬ ‫غير حبل ٍ‬

‫خطاّ‬
‫ِ‬ ‫وما كانت‬

‫غامض تحت جروحي‬


‫ٍ‬ ‫لنين‬
‫وقاع ٍ‬
‫غير ٍ‬
‫لم تكوني غير )هِرش( صابني في غسقي أو فوق جلدي‬

‫صلف دّنس ثوبي‬


‫ٍ‬ ‫وخداع‬
‫ٍ‬ ‫مكر‬
‫لم تكوني غير ٍ‬
‫الفاشل تستعصي‬
‫ِ‬ ‫لم تكوني غير طبع الّكر‬

‫عليه الجّنة النثى‬

‫سماّ‬
‫ِ‬ ‫وما كانت‬

‫غيهب كانأ أفولي‬


‫ٍ‬ ‫لقاع‬
‫غير مرآ ٍة ٍ‬

‫‪411‬‬
‫لم تكوني أبداً أنثاي‬

‫كنت الموت يسري في حقولي‪.‬‬


‫ِ‬

‫خواتم الفعى‬

‫خواتمك‬
‫ِ‬ ‫ألقي إلى نبع‬

‫ألمح ورد ًة تصحو‬


‫تهتز‪ُ ،‬‬ ‫ً‬
‫عشبة ّ‬ ‫فألمح‬
‫ُ‬
‫وألمح كوكبًا ّ‬
‫ينشق‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫يشرق النأ‬ ‫ها ُ‬
‫نبض الطبيعة‬

‫وها ُعّبادها ومطيبوها يشرقاونأ‬

‫صلّوا عليك وسلّموا‬

‫وتزّنروا بالمساء‬

‫باسمك‬
‫ِ‬

‫بالسماء‬
‫ْ‬
‫كؤوس الليل‬
‫ِ‬ ‫الخمر المرّتق في‬
‫ِ‬ ‫فجر من‬
‫ٌ‬
‫والشهقات‬
‫ِ‬ ‫القبلت‬
‫ِ‬ ‫فجر من‬
‫ٌ‬

‫‪412‬‬
‫نبض الكروم وفيضها‬
‫من ِ‬
‫ُ‬
‫مليكة ؟ ‪:‬‬ ‫بصدرّ يما‬
‫ِ‬ ‫ماذا‬

‫النقي‬
‫الّهب ّ‬
‫ِ‬ ‫طير من‬
‫‪ٌ -‬‬
‫ٌ‬
‫وغيمة بيضاء‬
‫ُ‬
‫أنصت‪:‬‬

‫وماء‬ ‫ُ‬
‫ورفيف أجنح ٍة ْ‬ ‫قالئد‪،‬‬ ‫ُ‬
‫شنشلت ٍ‬

‫ماذا بصدرّ يا حبيبي‬


‫ٌ‬
‫‪-‬لغة ول أحلى‬
‫ُ‬
‫ورئة خمر ٍة‬

‫يتوب‬
‫قالب ل ْ‬ ‫ُ‬
‫ودلل ٍ‬
‫بروحك‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ماذا‬

‫‪ -‬حسر ُة الرهبانأ‬

‫وطرتي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العميق‪ّ ،‬‬ ‫والدير‬
‫ُ‬
‫تلمع‬ ‫ُ‬
‫والصلبانأ ُ‬ ‫ُ‬
‫وأنصت‪ :‬شهقة اليا )أوّ(‬ ‫أبكي‬
‫مطر ّ‬
‫يبل مفاتني‬ ‫ٌ‬
‫كّفاّ‪ ،‬من بدء الخليق ِة‪ ،‬تغزلنأ ِ‬
‫فتاّ‬

‫النهار‬
‫َ‬ ‫الحجار‪ ،‬وتجمعانأ له‬
‫َ‬ ‫وتجمعانأ له‬
‫ْ‬
‫الحقول‬ ‫وتجمعانأ له‬

‫كّفاّ‪ ،‬من بدء الخليقة‪ ،‬توقادانأ له المساء‬

‫وتصنعانأ له الطبول‬
‫كم ّ‬
‫مزقاوه‪ ..‬فخطته‬

‫كم غّيبوه‪ ..‬أعدته‬


‫ْ‬
‫كم رّتبوا شراكا لخطواته فطار إلى ِ‬
‫يديك‪..‬‬ ‫ْ‬
‫وصدته‪.‬‬
‫ِ‬

‫الحزانأ في عينيه‬
‫ِ‬ ‫هز ُة‬
‫كسرتها ّ‬
‫كم من سما ٍء ّ‬
‫‪413‬‬
‫يداّ‪ ..‬ونلت ِه‬
‫داوتها ِ‬

‫تّأت‬
‫ناح‪ ..‬لم ِ‬
‫كم َ‬
‫أضحيت‬
‫ِ‬ ‫وكم أمسى‪ ..‬وما‬

‫كم حلّى‪ ..‬وما جلّيت‬


‫ً‬
‫نجمة في الصبح‬ ‫ُ‬
‫يطارد‬ ‫سا ٍه‬
‫يبص ُمها‪ُ ..‬‬
‫يّوق شرابها‬

‫هل تسمعين أنينه؟‬

‫النار في فردوسه ؟‬
‫هل تسمعين َ‬
‫هل تسمعين؟‬

‫كّفاّ‪ ،‬من ٍ‬
‫تعب‪ ،‬تطارده‪ ،‬وتمسكه‪ ،‬وتطعجه‬

‫بأسمك الحجار‬
‫ِ‬ ‫سا ٍه ّ‬
‫يرقاش‬

‫)ر ْم(‬
‫جبال َ‬
‫يحفر فوق ِ‬
‫ُ‬
‫وتحت مياه )صيدا(‬

‫صوراً مكرر ًة ِ‬
‫لك‬

‫صوراً لّ)بارات( العجيبة‪ ،‬أو لّ)تايكي( أو لّ )عشتار( النبط‬

‫يشدو فتطعجه‪..‬‬
‫ً‬
‫نجمة تمضي‬ ‫يراقاب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وتطعجه‬

‫نبع خاتمًا‬
‫فيرمي عند ٍ‬
‫ُ‬
‫مليكة‪..‬‬ ‫بنبعك ما‬
‫ِ‬ ‫ماذا‬

‫الجرات المكسورة فراشات ل‬


‫النبع ومن ّ‬
‫خرجت من ِ‬
‫يتضوع‬
‫ّ‬ ‫وخرجت من الماء‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫بيوض‪،‬‬ ‫تحصى‪ ،‬وخرجت‬

‫عأيونك بسماء صافية‪،‬‬


‫ِ‬ ‫وتلتمع‬
‫ُ‬ ‫فمك بكّم َ‬
‫أبيض‪،‬‬ ‫ِ‬

‫وأياديك كانت دفوفُا‪ ،‬وخرجت تتمشين أكثر مرحًا‬


‫ِ‬

‫وتتسرسح بماء‬
‫ُ‬ ‫وجهك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫غأزالة وكان النور يحك‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫‪414‬‬
‫جسدك‬
‫ِ‬ ‫القمر ما زال مدفوفنًا في‬
‫ُ‬ ‫فراتك الرغأبة‪ ،‬كان‬
‫ِ‬

‫ويدك تحمل المشاعأل بد ًل عأنه لتضيء الكون‪،‬‬


‫ِ‬

‫ومسحت النهار‬
‫ِ‬ ‫جسدك‬
‫ِ‬ ‫ونفضت الماء عأن‬
‫ِ‬ ‫خرجت‬
‫ِ‬

‫معصربتك عألى‬
‫ِ‬ ‫ومسحت‬
‫ِ‬ ‫بالخيول والليل بالخمر‪،‬‬

‫ِه في الحقول‪.‬‬
‫صليبي الذي رفعت ِ‬

‫سترفع هّه اليدي من اليام‪ ..‬كي ننسى؟‬


‫ُ‬ ‫ماذا‬

‫وماذا تنّقي؟‬

‫آفل‬
‫كلم ٍ‬
‫نهب الهواء سوى ٍ‬
‫ننسى ول ُ‬

‫ننسى إذنأ شمسًا تهتفنا‪..‬‬

‫تخرج من ميا ٍه تحتنا‪.‬‬


‫ُ‬ ‫بعود ُ‬
‫حيث‬ ‫ونلكزها ٍ‬

‫سترفع هّه اليدي؟‬


‫ُ‬ ‫ماذا‬
‫ً‬
‫شمعة كّنا نبادلها الصباح‬ ‫أترفع‬
‫ُ‬
‫نحرها‬
‫وننثني في ِ‬

‫ماذا‪..‬؟‬
‫خاتما عطراً‪ ،‬به ُ‬
‫شغف الصابع والتبوغ؟‬ ‫ً‬ ‫أترفع‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫سمكا‬ ‫أترفع سنب ً‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ماذا‪..‬‬
‫الفجر ّ‬
‫بل عيوننا؟‬ ‫ِ‬ ‫خضاب‬
‫ِ‬ ‫وترفع ما تبقى من‬

‫انفتح الجنونأ‬
‫ماذا‪ ..‬إذا َ‬
‫وهال منه ترابنا؟‬

‫سترفع هّه اليدي‬


‫ُ‬ ‫ماذا‪..‬‬

‫أترفع ورد ًة سوداء !‬

‫ترفع قااربًا يغفو ّ!‬


‫ُ‬
‫كأس‬
‫وترفع من بقايا ليلنا المحفور في حجرين في ٍ‬
‫ُ‬
‫ل‪ ،‬وقامصانًا من البلور‬
‫سراوي ً‬

‫كي ننسى‪ ..‬فل ننسى‪.‬‬


‫‪415‬‬
‫سريرّ المبلول من ّ‬
‫قاش‬ ‫ِ‬ ‫ستجمع ُقاّبرات‬
‫ُ‬ ‫ماذا‬

‫ّبد ودفلى؟‬
‫ومن ٍ‬

‫المعجن قامحنا‬
‫ّ‬ ‫عجن‬
‫َ‬
‫في القدر ً‬
‫ثانية ّ‬
‫ورش عليه ماء الليل‬

‫ث ّم أثابنا‪.‬‬
‫َ‬
‫الخيوط عن النسيج‬ ‫َف َ‬
‫صل‬

‫العيونأ عن العيونأ‬
‫َ‬ ‫َف َ‬
‫صل اليادي عن تشابكهافصل‬

‫فصل الشفاه عن الشفاه‬

‫فصل الصباح عن الصابع‬

‫والمساء عن السماء‬
‫َ‬
‫فصل النجو َم من إّتصال ّ‬
‫سرتنا‬

‫وسرح في حشائشنا الوعول‪.‬‬


‫ّ‬
‫َف َ‬
‫صل الّي فصل‬

‫الّي فصل‪ ..‬الّي ننسى‬

‫فل ننسى‪.‬‬

‫ما هذا الفردوس‪ ،‬حتى الن لم اكتمل‪ ..‬ما زالت‬

‫أخرج من الصندوق‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ومغلقة‪،‬‬ ‫ً‬
‫ماثلة أمامي‬ ‫ُ‬
‫الكنوز‬

‫خواتمه وألبسها‪:‬‬

‫البيض الرمادي‪ :‬لحفل ٍة داندي ٍة على الجبل‬

‫نرقاص ونغني‬
‫ُ‬ ‫لرض )ع(‬
‫ِ‬ ‫الّرق‪:‬‬

‫الخضر‪ :‬للّهاب إلى مكتبة الثار‬

‫الرمني‪ :‬لزيارة البترا‬


‫ّ‬
‫الموشى بالرجوانأ‪ :‬للسكر بصح ِة طاهر‬

‫المهّدّب بالفيروّ‪ :‬للمرور في وادي ْ‬


‫رم‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫كل شيء‪..‬‬ ‫ُ‬
‫أتعوذ بها من ّ‬ ‫ُ‬
‫كنت‬
‫ٌ‬
‫موزعأة في‬ ‫العأضاء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تحريك الحواس قبل المباشرة‪..‬‬

‫وعأشاقها‬
‫القداح‪ ..‬كّمنا يصفق‪ ،‬عأشيقاتي ُ‬
‫َ‬
‫غأرفة النوم‬ ‫نحن فنترك لهم‬
‫يفرحون ويتعاشرون‪ ..‬أما ُ‬
‫وننزل تحت الدرج‪ ،‬مرآتنا معنا‪ ،‬هناك ُ‬
‫نطش‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫أجنحة الساطير فوقنا‪َ .‬‬
‫سقط الكّ ُم‬ ‫ونثرثر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الخرز‬

‫ُ‬
‫يختنق لول‬ ‫من حنجر ِة التاريخ عألى أجسادنا‪ ،‬كاد‬

‫البرة التي مددناها ل ُيدخل فيها خيطه‪.‬‬


‫ُ‬
‫المّعأق وهذه‬ ‫من فضلكم‪ ..‬هذه المواعأين وهذه‬

‫الكؤوس وتفضلوا‪ ،‬الموسيقى أيضًا ُ‬


‫تعيق تقدمناغ نحو‬

‫بعضنا‪.‬‬

‫ٌ‬
‫عأنكبوت‬ ‫َ‬
‫زونزل‬ ‫ٌ‬
‫وترهات‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ومخاوف‬ ‫ٌ‬
‫سّل‬ ‫هبطت‬

‫جسدك‪ ،‬امتل‬
‫ِ‬ ‫نشطت هالة‬ ‫بخيوطه‪ُ ..‬‬
‫هالة جسدي ّ‬

‫البيت نورًا عأندما اتحدنا‪ ،‬هرب العنكبوت‬

‫تحدق‪:‬‬
‫ووقفت الحيوانات الصغيرة في الزوايا ّ‬

‫أعأضاء‬
‫ً‬ ‫تضفر‬
‫ُ‬ ‫أعأضاء‬
‫ٌ‬ ‫يا لهذا الجّل‪..‬‬

‫ويد الزمان‬
‫أعأضاء‪ُ ..‬‬
‫ً‬ ‫تقطر‬
‫أعأضاء ُ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫تضغط أكثر وتقول‪ :‬إدخّ ببعض تمامًا‪.‬‬

‫خواتمك العجيبة‬
‫ِ‬ ‫ورميت في لغتي‬
‫ِ‬

‫شنشلتك‪ ..‬رّنة السوار غزل حرير ليلك‪ُ ..‬فلُف ِ‬


‫لتك‬ ‫ِ‬

‫المكوي في ما ئي‬
‫ّ‬ ‫جمرّ‬
‫ِ‬

‫سريرّ‬
‫ِ‬ ‫فطار الليل ُرخًا من‬

‫‪417‬‬
‫َ‬
‫وشال بقبضتيه سماء تاريخي‬
‫ُ‬
‫أتنزل أيها ّ‬
‫الرخ العظيم؟‬
‫وطار مبتعداً‪ ،‬جناحاه يصطفقانأ‪ ..‬مبتعداً‬

‫ُ‬
‫أتنزل‪!!..‬‬
‫ٌ‬
‫مليكة ؟‪:‬‬ ‫ماذا بكّفك يا‬

‫ورد‬ ‫ُ‬
‫ورشة ما ِء ٍ‬ ‫ٌ‬
‫‪-‬هال‬

‫برجلك ؟‬
‫ِ‬ ‫ماذا‬

‫‪-‬طوق خلخالي المحلّى بالّهب‬


‫ُ‬

‫ماذا إذنأ فوق القلع ؟‬

‫‪ -‬صوري وأشباحي وأغلفتي وناري‬

‫ماذا هناّ على الشراع ؟‬

‫‪ -‬أنت‬
‫َ‬
‫وضعتك كي ّ‬
‫أودع حّبك المجنونأ‬

‫لحب آخر أعلى جنونا‬


‫كي أرقاى ّ‬

‫ماذا إذنأ فوق الرفوّ؟‬


‫‪ُ -‬م ُ‬
‫غلفات عشاقاي‪ ،‬رسائلهم‪ ،‬قاصائدهم ُ‬
‫رماد‬

‫وغبار معناهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫مغربلة لهم‪..‬‬ ‫صور‬
‫ٌ‬ ‫عيونهم‪،‬‬

‫إذنأ‪ ..‬ماذا على الجدرانأ؟‬


‫‪ُ -‬‬
‫سنبل دمعتي ُيرخي ربيعًا تائهًا‬

‫أ لجل أنأ نبقى عل الجدرانأ صرنا !!‬


‫ماذا على ّ‬
‫تل كنو كاندو‪:‬‬

‫‪ -‬ش ّمة الفردوس‪ ..‬ضاعت‬

‫في ول في بدني‪ ..‬ضاعت‬


‫لم تعد ّ‬
‫ول ببيتي ول صدري‬
‫لماذا ّ‬
‫كل هّا؟‬
‫‪418‬‬
‫ماذا إذنأ في الغيم ً‬
‫ينبض‪:‬‬
‫ُ‬
‫ومقبض معدني‬ ‫‪ُ -‬س ّرتي وسرا ُة أيامي‬
‫ُ‬
‫أفشيت الحقيقة عن سدوم‬ ‫من َ‬
‫قاال‬
‫َ‬
‫عرتفك‬ ‫خرافتي؟ من قاال إني قاد‬
‫َ‬
‫لمستك‪ ..‬أو رأيتك؟‬ ‫أو‬

‫ماذا إذنأ !!‪:‬‬

‫وأرم خاتمًا‬
‫‪ -‬إذهب إلى الينبوع ِ‬
‫فلعل ما يعلو َ‬
‫إليك يكونأ مني‬ ‫َ‬

‫حسنًا سأذهب‪..‬‬
‫ُ‬
‫ذهبت لم تكن الخواتم في يدي‬ ‫يوم‬
‫كانت ُتزين ما ُ‬
‫رأيت من الصابع اللف‬
‫ً‬
‫وداعا‬ ‫التي كانت تلّوح لي‪:‬‬

‫‪1997 /3 /20‬‬

‫‪419‬‬
‫خريف الفعى‬

‫ّ‬
‫لعل في تلويحة الطيور لي ما ُيشب ُه العزا َء‬

‫لع ّلّ في هزائم الغروب ما يتيح لي َ‬


‫فتح جروحي‬

‫الشمس في مدافني‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والتنص َت الطويل لنهيار‬
‫ّ‬
‫الحجر‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫لعل في كتابتي على‬

‫ما ُيشب ُه الوفا َء للسماء وهي تنحني على الخراب‬

‫بالحنين والمطر‪.‬‬

‫للخريف‬
‫ِ‬ ‫لع ّّلّ في رماد وردتي‪ ،‬بين يديك‪ ،‬ما ُ‬
‫يشير‬

‫الخيول والشجر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫قاادما على‬

‫فص خاتمي علمة على الفول‬ ‫ّّ‬


‫لعل في انكسار ّ‬
‫هكّا السما ُء دارت‪ ..‬لم أكن على ِيد السماء‬

‫لم تكن قاصائدي معابداً ولم تكوني في يدي‪.‬‬

‫بالقصبة حول ّ‬
‫التل الصغير‪ ،‬أضع‬ ‫ِ‬ ‫أدور‬ ‫ٌ‬
‫دائخ ُ‬
‫المسامير في قوطية والقّم في قوطية‪ ،‬أر ّتق‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫وأخيط نهاية بنطلوني ودمعي يجري‬ ‫َ‬
‫الشق في قميصي‬

‫‪420‬‬
‫ماء المطر وكتبي‬
‫قصائدي في ركن الغرفة يبللها ُ‬
‫خمر معي ول صور‬ ‫ً‬
‫مهملة‪ ،‬ل َ‬ ‫تحت السرير‬

‫القمر‬
‫َ‬ ‫صاحباتي الّئي هجرنني‪ ،‬أُق ّيد‬

‫باب غأرفتي وأهذي‬ ‫بالزناجيل‪ ،‬عأنو ًة‪َ ،‬‬


‫قرب ِ‬
‫له بصلوات قديمة‪.‬‬

‫مدافن ع ّمرها القهر الّي ما ّال في تلويح ِة‬


‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أتيت من‬

‫حنونأ‪ ،‬في‬
‫ٍ‬ ‫المودعين والمسافرين‪ ،‬في بكا ِء طفل ٍة نحو ٍيد‬

‫تنخر الزمانأ‪.‬‬
‫الحزانأ ُ‬
‫حزنأ ّ‬
‫لف بغداد‬ ‫منشد‪ ،‬وفي مساء ٍ‬
‫صوت ٍ‬‫ِ‬ ‫بحة‬ ‫ُ‬
‫أتيت في ّ‬
‫النفط والدخانأ‪.‬‬
‫بغيم ِ‬
‫وسط ّ‬
‫كل هّه‬ ‫شع َ‬
‫الحب الي‪ ،‬كالماس‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫أتيت أحمل ّ‬

‫المكائد‪.‬‬

‫لكنك كنت تسخرين‬ ‫ُ‬


‫أتيت‪ِ ..‬‬

‫وكنت تعصرين لّ ًة من سفه الحاوين – ل ٌ‬


‫روح ول‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫شابحا‬ ‫وكنت تعصرين لي ً‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جمال فيهمو –‬ ‫شعر ول‬
‫ٌ‬
‫الفجة‬
‫حب‪ ،‬والرجال في الّكورة ّ‬ ‫ُ‬
‫النفاق والنسا ُء دونأ ّ‬

‫في الثياب‪.‬‬

‫الحب‬ ‫وكنت مخبو ً‬


‫ل من ّ‬ ‫ُ‬

‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫حب والغاني‪ ،‬الرقاص‪،‬‬
‫والخنور ٌ‬
‫ُ‬ ‫حب‬
‫النسي ُم ٌ‬

‫حب‪.‬‬ ‫والعيونأ واللهة الثار والفجر‪ّ ،‬‬


‫وكل خطو ٍة ّ‬

‫القهر والرماد‬
‫دخانأ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫نفضت عن ثوبي‬

‫كنت أّتقي الزيف الكثير‬

‫كنت تغرفين منه‬


‫ِ‬

‫‪421‬‬
‫الغرام ّ‬
‫لف قاامتي ورايتي وفرسي‬ ‫ِ‬ ‫كنت مجنونًا من‬
‫ُ‬

‫كسرت الدنيا‬ ‫ماذا ُ‬


‫قالت‪ :‬إيرين التي ّ‬
‫لجل عرشها‬

‫تفوح من جّبانة الموتى‬ ‫ماذا ُ‬


‫قالت‪ :‬موسيقا ُ‬
‫ماذا ُ‬
‫قالت‪ :‬كيلوباترا ثيا التي سحقت الرجال‬

‫لجل مجدها التافه‪.‬‬

‫ماذا قالت‪ :‬سنحاريب بين قاصره من العظم‬


‫ماذا ُ‬
‫قالت‪ :‬كاليغول‪ ..‬حّا ُء الجنود‪ ،‬الحيوانأ‬

‫في ثياب إمبارطور‪.‬‬

‫برّ اللّة‪ ،‬هل ضاعت هناّ‬ ‫ً‬


‫طائحا في ِ‬ ‫السر دنيال‬

‫يجتاح خراب المدنأ‬


‫ُ‬ ‫آشور‪ ،‬وهل كانأ سوى العاشق‬
‫ً‬
‫راكبا حماره يقود رّبة الجمال ّ ّفها‬ ‫الحروب‬

‫الجحيم في غروبها‪،‬‬

‫سياط‬
‫تحت ِ‬ ‫ً‬
‫لمعا َ‬ ‫كيف أس ّميك وجلدي ظل‬

‫حّبك المجنونأ‬
‫ً‬
‫عاشقا‬ ‫ُ‬
‫كنت‬
‫مواكب العزاء حام ً‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫أتاّ من‬
‫تهوين الّي ِ‬
‫َ‬ ‫وكنت‬
‫ِ‬

‫لخالك وجداً والّي ّ‬


‫حول‬ ‫تخضيبه الّي ّحرّ ُخ ِ‬

‫يديك‪.‬‬ ‫ً‬
‫فردوسا ونام في ِ‬ ‫أحوالك‬
‫ِ‬

‫عألي من‬
‫حب هبطت ّ‬ ‫ُ‬
‫أصغيت‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬إلى أغأنية ّ‬
‫ودونت كلماتها عألى يدي‪ ،‬لم يكن معي‬
‫قعلة عأالية ّ‬
‫السماء في‬
‫ُ‬ ‫حبر ول ٌ‬
‫ورق‪ ،‬كانت يدي لوحي‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫غأزير وهطلت‬
‫ٌ‬ ‫وحي‬ ‫المطر في عأيوني‪َ ،‬‬
‫هطل ٌ‬ ‫ُ‬ ‫حروفي‪،‬‬

‫‪422‬‬
‫عألي‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫كلمات ّ‬
‫أنسج رقعة السرار للشعراء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مضطرب‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫أنا‬

‫فّ يصغون‪.‬‬

‫أكواب الخشب للسكارّ‪..‬‬


‫َ‬ ‫مضطرب‪ُ ..‬‬
‫أنحت‬ ‫ٌ‬ ‫أنا‬

‫فّ يشربون‬

‫للجنود‪..‬‬
‫ِ‬ ‫مضطرب‪ ..‬أحوك آلف الجوارب‬
‫ٌ‬ ‫أنا‬

‫فيعودون قتلى‬

‫أضع طعامهم في الـ)سفرطاس(‪..‬‬


‫مضطرب‪ُ ..‬‬
‫ٌ‬ ‫أنا‬

‫فّ يأكلون‪.‬‬
‫ٌ‬
‫فاشلة‬ ‫ّ‬
‫لعل يدي‬
‫ّ‬
‫لعل لساني أدرد‬
‫غاسق‪ّ ،‬‬
‫ولعل الشهوات التي في‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫لعل الشراب الّي معي‬

‫الفلك‬ ‫دمي تتفصُد‪ ،‬قامري محطٌم وترابي ٌ‬


‫خائر‪ ،‬دوائر ِ‬
‫ُ‬
‫تتحرّ‪ ،‬الزودياّ محطٌم‪ ،‬كم مر ًة ضيعتني‬ ‫في شباكي ل‬
‫ُ‬
‫الخيوط في نسيجها‪ ،‬وكم مر ًة فاضت على لحيتي خمرتي‬

‫ووجلت‪ ،‬وكم مر ًة استباحت وحدتي حناجر الباكين‪.‬‬


‫ُ‬
‫علل حنجرتي ّ‬
‫معطلة‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫لعل أجنحتي محطمة‬

‫صوت‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أنسجه‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬
‫لعل النشيد‪ ،‬الّي‬

‫وأضع المسامير‬
‫ُ‬ ‫أدور بقصب ِة البهلول حول رماغدي‬ ‫ٌ‬
‫دائّ ُ‬
‫في قاوطية والقالم في قاوطية‪.‬‬

‫أكتب له فل أجد من‬


‫شهواتك على بريد أعمى ُ‬
‫ِ‬ ‫أيقظتني‬

‫رسائلك المنتشية برنينها على الضباب‪.‬‬


‫ِ‬ ‫يراسلني‪ ،‬أيقظتني‬

‫‪423‬‬
‫ُ‬
‫أفيق في مناجم الزمانأ‬

‫وأين وردتي‬
‫فيك َ‬ ‫أين ُ‬
‫فتنة النثى التي ت ركتها ِ‬ ‫َ‬

‫الخوّ من عبيرها ولمسها وفرشها‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جلل‬ ‫أين‬

‫أين جنونأ التيه في فردوسها‪..‬‬

‫وضعنا‬
‫فيك‪ ،‬وكيف ضاعت هكّا ِ‬ ‫ُ‬
‫أفيق‪ ..‬أين المرأة التي ِ‬

‫الماّونات‬
‫ِ‬ ‫رهط‬
‫تصفيق على الشرفة واستعراض ِ‬
‫ٍ‬ ‫لجل‬

‫الخلّب‪ ،‬الومض‪ ،‬الكاديب !‬


‫االنساء ُ‬

‫لجل غيمة )الجاندر( في العراء !‬

‫فيك؟‬
‫أضعب ما ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫كيف‬

‫المال يستحيل خرد ًة تحت حّاء الوقات !‬


‫لجل ِ‬
‫ظلك‬
‫تغار من ِ‬
‫العنكبوتة التي ُ‬
‫ماذا‪ ..‬خّبريني !‬

‫فيك‬
‫أين المرأة التي ِ‬

‫والفراق‬
‫ِ‬ ‫الموت‬
‫ِ‬ ‫يدق َ‬
‫طبل‬ ‫ً‬
‫مخنثا ّ‬ ‫استحالت رج ً‬
‫ل‬

‫الفردوس‬
‫ُ‬ ‫ضاع ذلك‬
‫َ‬ ‫لجل ماذا؟‬

‫أضعتِه ثاني ٍة‪..‬‬

‫الجمال‬
‫ِ‬ ‫الروح‬
‫ِ‬ ‫شجر‬
‫أغوتك تطفو فوق ِ‬
‫ِ‬ ‫العنكبوتة التي‬

‫النار‬
‫ِ‬
‫ترقاد في أسفل ما كانأ جمي ً‬
‫ل بيننا‬ ‫العنكبوتة التي ُ‬

‫ساقاتك خارج الفردوس‬


‫ِ‬ ‫العنكبوتة التي‬

‫أهكّا يعوُد ذات الخطأ التافه‬

‫مرة أخرى‪ ،‬على المرأة‪.‬‬


‫يمر ّ‬
‫هكّا ّ‬
‫يجرح اليدين‬ ‫ٌ‬
‫وعمل ّ‬ ‫طرٌد من الجّنة وبهّلة‬
‫ُ‬
‫أفيق في مناجم الزمانأ‬

‫أين العاشقة؟‬
‫‪424‬‬
‫خوّ ّهرتي‪ ،‬التي هناّ‪ ،‬بين أضلعي ُ‬
‫تشيّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أفيق‪..‬‬
‫لكن شعري قاال‪ :‬لن ْ‬
‫تشيّ‬ ‫ّ‬

‫راحتي‪ ،‬خائفًا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أقابض بين‬

‫على سما ٍء صنتها‬

‫غسلُتها من السخام‪ ،‬جاء ِ‬


‫منك‪،‬‬

‫سحب الحروب‬
‫ِ‬ ‫غسلتها من‬

‫بح‬ ‫ِ ُ‬
‫طائرات الق ِ‬ ‫من رماد‬

‫الموت ثارت نحوها‬


‫ِ‬ ‫غسلتها من فوهات‬

‫راحتي‪ ،‬خائفًا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أقابض بين‬

‫علي كتابي‬

‫بالرمش بالتمائم‬
‫ِ‬ ‫أصونه‬
‫يطيح ً‬
‫كتلة من التراب‬ ‫أصونه كي ل َ‬
‫الرياح‪ ،‬الكلمات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تضيع‪ ،‬في‬
‫َ‬ ‫أصونه كي ل‬

‫السطر‪ ،‬الصور‪.‬‬
‫أقابض‪ ..‬من ُ‬
‫يحفظ لي حير َة روحي‬ ‫ُ‬

‫خراب‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫كل شي ٍء قاادٌم‬

‫يضرب الفعى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الخريف‬
‫ُ‬
‫الخريف قاادم إلى دمي‬
‫ُ‬
‫الخريف حول بيتي‬
‫ُ‬
‫الخريف‪..‬‬

‫حب‪ ،‬قاوسه ويضرب‬


‫أ؛ب يحني‪ ،‬بعد ّ‬ ‫ّ‬
‫كل من ّ‬

‫وك ّّلّ ما في جعبتي من السهام يستحيل تبنًا‬

‫يدي ل يضرب‬ ‫ّ‬


‫كل ما في ّ‬
‫أحب يضرب‬ ‫ّ‬
‫كل ما في يد من ّ‬

‫تضرب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والوراق‬ ‫الهواء‪ ..‬والدموع‬
‫‪425‬‬
‫تضرب‪..‬‬
‫ُ‬ ‫والهجير‬
‫ُ‬ ‫والرياح‬
‫ُ‬ ‫اليا ُم‪..‬‬

‫ً‬
‫تماما‬ ‫إضربي‬
‫ُ‬
‫سيوّ‬ ‫إضربي ً‬
‫قاويا يا‬
‫ُ‬
‫الممزق‬ ‫هّا جسدي‬

‫المخضوب‬
‫ُ‬ ‫هّا جسدي‬
‫ً‬
‫فقطعة‬ ‫ً‬
‫قاطعة‪..‬‬
‫ً‬
‫تماما‬ ‫إضربي‬
‫الرجل الج ّ‬
‫لد فيك‬ ‫َ‬ ‫حتى ُتشبعين‬

‫فيك‬
‫مسلّ يصرخ ِ‬
‫ٍ‬ ‫حتى تتوارى المرأة الغشاء حول‬

‫تسمع‪ :‬اضرب‪ ..‬اضربي‪..‬‬


‫ُ‬ ‫هل تسمعين‪ ..‬هل‬

‫أضرب‪ ..‬أضربي‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫حينما في السافل‬

‫)إينوما أرش(‬

‫المعتم‬ ‫ُ‬
‫أفيق من كابوسها‬
‫ِ‬
‫المغلق‬
‫ِ‬ ‫من صندوقاها‬

‫من محابس الكفين والساقاين‬


‫أفيق من رمادها ّ‬
‫بل دمي‬ ‫ُ‬

‫شقاق رمزها يقودني مضرجًا بالنار‬


‫ومن ِ‬
‫اليباب‬
‫ِ‬ ‫من مسائها الضارب في‬

‫الخلّب‬
‫دفوّ كاهناتها ُ‬
‫ِ‬ ‫من‬

‫الطويل‬
‫ِ‬ ‫من شتائها‬
‫ُ‬
‫أفيق‪ ..‬هل ُ‬
‫أفقت؟‬

‫الزنبق في الثديين !‬
‫ِ‬ ‫مزالق‬
‫ِ‬ ‫من‬

‫من مفاتن الصعود والنزول !‬

‫لتراب !‬
‫ٍ‬ ‫من شرارها المحيل رأسي‬
‫هل ُ‬
‫أفقت؟‬

‫من ِشباّ فجرها !‬


‫ومن جنونأ ليلها الصارخ ّ‬
‫باللّات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫أفيق من رشق ِة قاضبانأ يدي‬

‫‪427‬‬
‫كّبلت فيها‪ ،‬راضيًا‪ ،‬يدي‪.‬‬

‫أسكب من رمادها على كؤوسي‬


‫ُ‬

‫يوم‬ ‫خواتم ّّنرت السماء َ‬


‫ذات ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من‬

‫تلطم المواج‪ ،‬بلّ ْت ُس ّرتي‬


‫ِ‬ ‫وحين‪ ،‬من‬
‫َ‬

‫وشعرتانأ فوق كتفي‬


‫أطير – بعد أنأ طارت – على ت ّ‬
‫لتها‬ ‫ُ‬
‫ماذا ُ‬
‫فعلت؟‬

‫الّنوب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أجمل‬
‫ُ‬
‫قاطفت‪:‬‬ ‫ماذا‬

‫ما تهادى من عريش ٍة آفل ٍة‬

‫ألط ُم‪...‬‬

‫ضرب يدي صدري – جنوني ذهبي‪،‬‬


‫ِ‬ ‫رأيت – من‬ ‫َ‬
‫ليت ما ِ‬

‫شعوب منّ دموّي وعشتار‬


‫ٍ‬ ‫َ‬
‫رهط‬

‫توهمتك عشتار‪،‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫رهط تفانين ُسراة الليل‬

‫يبكونأ على سّيدهم‬

‫الورد والحّن ْ‬
‫اء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يسجونأ علي ِه‬
‫َ‬

‫مغزل‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫رهط‬

‫مغزل يش ّكلونأ‬
‫ٍ‬ ‫يتبع َ‬
‫ألف‬ ‫ُ‬
‫السماء‪.‬‬
‫ْ‬ ‫جمل َة‬

‫ألط ُم‪...‬‬

‫نغزتِه‬
‫ضحكت منه أو ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ليت ما‬

‫شمس من الشمع ٍة في صدري‬


‫عينيك عن ٍ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أشرق في‬

‫السرار‬
‫ِ‬ ‫حشد من‬
‫وعن ٍ‬

‫غربالك‬
‫ِ‬ ‫تهوي َ‬
‫تحت‬
‫‪428‬‬
‫ليل ُ‬
‫يشيّ‪ ..‬ل يليل‬ ‫عن ٍ‬
‫ألط ُم‪..‬‬
‫ُ‬
‫لطمت في مواكب العزاء‬ ‫تعرفين كم‬

‫للجمال ّ‬
‫رنأ في دمي‬

‫وللطيوب فاحت في مفاتني‬

‫فراشك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫لطمت في‬ ‫وها‬

‫بخيلها‬
‫ألتقت يدي ِ‬
‫معناّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫لطمت في عما ِء‬ ‫وها‬

‫في نحو أصلها‬


‫استدارت السما ُء ّ‬
‫ُ‬
‫لطمت‪..‬‬ ‫وها‬

‫الموت‬
‫ِ‬ ‫شوق إلى‬ ‫ُ‬
‫لطمت من ٍ‬ ‫هل‬
‫أم ّ‬
‫اللّة فاضت في دمي؟‬

‫َ‬
‫الموت أحلى ما يكونأ‬ ‫ُ‬
‫هجست‬ ‫حتى‬
‫سيغفر لي الغنوصيون عأبر ّ‬
‫كل هذا الزمان‬ ‫ُ‬ ‫هل‬

‫أمام ِك‬ ‫ُ‬


‫لطمت َ‬ ‫منذ سومر حتى خزائيل أنني‬

‫لك‪ ،‬هل س ُيعيرني‬ ‫ُ‬


‫وأبحت أسرار عأرافتي ِ‬

‫ُ‬
‫شتمت هذا‬ ‫أورفيوس مر ًة أخرّ نا َي ُه بعد أن‬

‫ُ‬
‫قصصت‬ ‫سيغفر لي سايمون أنني‬
‫ُ‬ ‫الناي‪ ،‬هل‬
‫يديك‪ ..‬هل ستعذرني ُ‬
‫ملكة‬ ‫أجنحتي بين ِ‬

‫طابقتك معها؟‬
‫ِ‬ ‫السماء إنانا أنني‬
‫ِ‬
‫أين رموّي؟‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫أدلقت من فحواي؟‬ ‫أين ما‬
‫َ‬

‫ما فحواي !!‬

‫‪429‬‬
‫منك‪ ..‬هنا فحواي‬ ‫هاتي ً‬
‫حفنة ِ‬

‫الشعر‪ ..‬هنا فحواي‬


‫ِ‬ ‫ورق‬ ‫ً‬
‫كمشة من ِ‬ ‫هاتي‬

‫الخمر‪ ..‬هنا فحواي‬


‫ِ‬ ‫ً‬
‫قابضة من طين ِة‬ ‫هاتي‬
‫هاتي شرشفًا أو قامراً أو َسهراً‬

‫سردابك‬
‫ِ‬ ‫باب‬ ‫أو ً‬
‫لفتة من ِ‬
‫هاتي هملياّ‬

‫صينك‬
‫ِ‬ ‫وهاتي‬
‫َ‬
‫الخيل‬ ‫السهوب‪..‬‬
‫َ‬ ‫هاتي‬

‫العشب‬
‫َ‬ ‫هاتي‬

‫الكتب الضالّة‬
‫َ‬ ‫هاتي‬

‫فحواي‪!!..‬‬

‫ول فحوى سوى فحواي‬

‫سأنادي جوهر الّكونأ‬

‫وأمضي في جحيمي‪.‬‬
‫ّ‬
‫سأدل الناس بيتي‬

‫وسأحكي قاصة الكنز الّي يخفيه أفلطونأ أو دالي‬

‫العشب على قارية سانأ جونأ بيرس‬


‫َ‬ ‫أو‬
‫قاصة الشمس التي ّ‬
‫حطت على روحي وطارت‬ ‫أحكي َ‬

‫جوهر الشياء في رامبو وفي جورج صاند‬


‫َ‬ ‫سأنادي‬

‫نسل اليشرطيات إلى حدّّ‬


‫في بلتافسكي‪ ..‬وفي آخر ِ‬
‫أتلوى مثل )أحلم( وأبكي‬

‫العشق وأبكي‬
‫ِ‬ ‫أتلوى مثل تاريّ من‬

‫أتلوى مثل دموّي وأبكي‬

‫كأسك تمامًا !‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أترعت‬ ‫ألني‬

‫ألني سقيُت ِك حبًا لم تّقاه امرأة !‬


‫‪430‬‬
‫)فضحكت منها(‬
‫ِ‬ ‫فيك‬ ‫َ‬
‫رموّ الماضي ِ‬ ‫ألني هّيجت‬

‫أحرقات قاامتي وأضأُت ِك !‬


‫ُ‬ ‫ألني‬
‫ُ‬
‫وتواريت !‬ ‫فيك‬ ‫ُ‬
‫دخلت ِ‬ ‫ألني‬

‫سواّ !‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أغلقت شبابيكي عن‬ ‫ألني‬

‫ثدييك !‬
‫ِ‬ ‫اللبن غزيراً في‬ ‫ُ‬
‫وجعلت َ‬ ‫أرضعتك‬
‫ِ‬ ‫ألني‬

‫العشق الّي ليس سواي‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫سادنأ‬ ‫ألني‬
‫َ‬
‫يعشق أو يجعل‬ ‫الرض من‬
‫ِ‬ ‫فوق هّي‬

‫العشق دينًا !‬
‫ِ‬ ‫نار‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫راجفة؟‬ ‫ولماذا أتل ّهّى بالحصى فوق سما ٍء‬
‫هرب المعنى وخ ّ‬
‫لني وحيدا ؟‬ ‫ولماذا َ‬
‫ً‬
‫مدلهما في غباري‬

‫بنجوم ل ُترى‬ ‫و ُم ً‬
‫ساطا‬
‫ٍ‬
‫أين شياهي؟‬

‫أين أكوابي؟‬

‫وأين الورد يهّي في يدي؟‬

‫أنت س ّميت )المتّي ْم(‬


‫ِ‬

‫كّبت؟‬
‫هل ِ‬

‫أت س ّميت )الّي ليس من الدنيا(‬


‫ِ‬

‫وس ّميت )ال ُعلى(‬

‫لّ؟‬
‫أين ُع ِ‬

‫المجنونأ ُتحصين به؟‬


‫ُ‬ ‫اللفح‬
‫ُ‬ ‫هواّ‬
‫ِ‬ ‫أين تاريّ‬
‫َ‬

‫أيامك‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫عشاق‬

‫موقادّ الخابي؟‬
‫ِ‬ ‫النار في‬
‫أين ُ‬ ‫َ‬

‫‪431‬‬
‫بركتك الثكلى؟‬
‫ِ‬ ‫وأين الما ُء في‬
‫َ‬

‫الفاتن – عفواً –‬
‫ُ‬ ‫الجوهر‬
‫ُ‬ ‫وأين‬
‫َ‬

‫أين تفصيل الّي تهوين؟‬

‫كّب‬
‫كّب‪ٌ ..‬‬
‫ٌ‬

‫الكّب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أنت س ّميت‬
‫ِ‬

‫وسألغي من تراب الرض شيئًا أسمه َ‬


‫نهر ِّ‬

‫طالب‬
‫َ‬ ‫ألغي منه ما‬
‫َ‬
‫يوسف‬ ‫وألغي من فصيل الطير طيراً أسمه‬

‫الحرى‬
‫جزّنأ المهج ّ‬
‫َ‬ ‫ألغي قااطعات اليد واللئي‬

‫الصباح‬
‫ْ‬ ‫وألغي ّ‬
‫كل من قاّدت بكفيها‬

‫الرياح‪.‬‬
‫ْ‬ ‫الورد في نهر‬
‫ِ‬ ‫وسألغي راميات‬

‫وسألغي راودت ُه التي في ِ‬


‫بيت هواها‬

‫الباب إذ ُعلّقت‬
‫ألغي َ‬
‫ُ‬
‫الجملة في الباب )ولشو هّّّ النوم(‬
‫)هيت ْ‬
‫لك(‬ ‫َ‬ ‫وألغي‬

‫يا قاميصي‪...‬‬

‫َ‬
‫أغويت يديها؟‬ ‫كيف‬

‫كيف هّيجت عزيزات النساء؟‬


‫ضللت عيونأ البرق‪ْ ..‬‬
‫كيف؟‬ ‫كيف ّ‬

‫يا قاميصي‪...‬‬
‫ٌ‬
‫برهة ثم أراني أعصر ا لكفين‬

‫من هّا الكّب‬

‫أفتغويني إلى أقاصى كهّا‬

‫‪432‬‬
‫أغويت جيشًا من نسا ِء اللهة‬
‫ُ‬ ‫ولقد‬

‫أفتغويني !‬

‫حرير‬
‫ِ‬ ‫ل ّ‬
‫شق صدري ونسا ًء من‬ ‫وقاد أغويت نب ً‬

‫ً‬
‫وبرقاا‪.‬‬ ‫ً‬
‫وأعلما‬ ‫ً‬
‫أشواقاا‬ ‫المخضوب‬
‫ِ‬ ‫المطر‬
‫ِ‬
‫أفتغويني !‬

‫وما كلّت يداي‬

‫ورتق وندى‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫كثر ترتيل وتكوير‬
‫َ‬
‫بتراب الرض‬
‫ِ‬ ‫سوّ ألغي ّ‬
‫كل ما يربط نعلي‬

‫فردوس من الكارتونأ‬
‫ٌ‬
‫فردوس من الباغة‬
‫ٌ‬
‫فردوس من الغيم‬
‫ٌ‬
‫كل ما ّ‬
‫خطته تايكي‬ ‫سألغي ّ‬

‫َ‬
‫تمثال إنانا‬ ‫وسأرمي في مياه البحر‬

‫وسأرمي ناي بارات‪ ..‬و ُكتبي‬

‫وسأبقي كلمة واحد ًة‬

‫)كّب(‬
‫ْ‬

‫علّ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫حدثيني عن‬

‫الرض خلياه ويدبي‬


‫ِ‬ ‫ح ّدثيني عن سرايا كّب ُ‬
‫يبسط في‬

‫مراياّ‬
‫ِ‬ ‫ح ّدثيني عن تراتيب‬

‫سواّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التي ما أظهرت شيئًا‬

‫غرفت الطين؟‬
‫ِ‬ ‫كم‬

‫‪433‬‬
‫ل شيء سوى الطين ووحل النادبات‬

‫غرفت النأ ّ‬
‫منهن بل جدوى؟‬ ‫ِ‬ ‫كم‬

‫يديك‬
‫مثقوب ِ‬
‫ُ‬ ‫الطاس‬
‫َ‬ ‫لنأ‬

‫غرفت النأ منهن بل جدوى؟‬


‫ِ‬ ‫كم‬

‫كفك مقطوع الغاني‬


‫القوس في ِ‬
‫َ‬ ‫لنأ‬

‫صرخت دونأ جدوى؟‬


‫ِ‬ ‫كم‬
‫ُ‬
‫الريشة تعوي‬ ‫كانت‬

‫لّ؟‬
‫إذنأ أين ُع ِ‬
‫ّ‬
‫المكتظ !‬ ‫الورق‬
‫ِ‬ ‫خروم‬ ‫في‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يسكت !‬ ‫الهاتف ل‬
‫ِ‬ ‫في‬

‫التفصيل )ما يفعل ُه الخر( !‬


‫ِ‬ ‫في‬

‫لّ؟‬
‫أين ُع ِ‬
‫َ‬

‫في العالي‪ ..‬ليتها !‬

‫صروح الغنيات الكاذبة !‬


‫ِ‬ ‫في‬

‫في دوي الهرج‪ ..‬التصفيق والتدليس !‬

‫في وهم المغنين ووهم العشق !‬

‫لم تحّبي أحدا‬

‫كنت تحبين المرايا بين أيدهمو‬


‫ِ‬

‫كنت تحبين الكل َم‪ ..‬الصور‪ ..‬الل ّمة‪.‬‬


‫ِ‬

‫أتلوى مثل دخانأ وأبكي‬


‫لّ؟‪ّ ..‬‬
‫أين ُع ِ‬
‫َ‬

‫أتلوى مثل )كل الناس في قالبي( وأبكي‬


‫ّ‬
‫ّ‬
‫لكتظ وأبكي‬ ‫أتلوى مثل أحلى العاشقين‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وأنشق وأحكي‬ ‫أتلوى مثل غابات من الما ِء‬
‫ّ‬

‫‪434‬‬
‫قابضتي في شهو ِة التاريّ تعلو‬

‫قابضتي في نزوات الماء تعلو‬

‫قابضتي في كيلوباترا‬
‫قابضتي في شمسي و ّ‬
‫لدة‪ ،‬ليليث‪ ،‬سدوري‪ ،‬الفوّ‬

‫عند أناهيت‬
‫قابضتي َ‬

‫)أين أناهيت؟(‬

‫الشعر‪ ..‬الفنونأ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫رفرّ‬
‫ِ‬ ‫قابضتي في‬

‫الفجر والخمر وأبكي‬

‫َ‬
‫صمت اللهة‬ ‫يلمس‬
‫إصبعي ً‬
‫إصبعي ُيرجفها‬

‫طويل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫نوم‬ ‫َ‬
‫تهتز من ٍ‬
‫في يفور‬
‫اّلهي الّي ّ‬
‫ّ‬
‫اّلهي الّي َ‬
‫حاّ رموّي وجنوني‬ ‫ّ‬
‫السري‬
‫ّ‬ ‫وخفايا وردي‬

‫القاع وفي الماء وفي الشمس‬ ‫اّلهي الّي ُ‬


‫ينبض في ِ‬ ‫ّ‬
‫وفي العين وفي الطير وفي النور الّي تحت الصابع‬

‫اّلهي‬
‫ّ‬ ‫سبط‬ ‫ّ‬
‫كل ما يعرفه التاريّ عن ِ‬

‫وفي لمس ِة ناي الفجر‬

‫وفي كحل أناهيت‬

‫جنح الماء‬
‫وفي ضرب ِة ِ‬
‫وفي عين رضاب‪.‬‬

‫الملح والليمونأ‪..‬‬
‫كأس ِ‬ ‫اّلهي على حاف ِة ِ‬
‫ّ‬
‫أنت النأ؟‬
‫أين ِ‬

‫في الوحش ِة !‬

‫الباسل !‬
‫ِ‬ ‫ثبات الكائن‬
‫في أقاصى ِ‬
‫‪435‬‬
‫في أقاصى الوضوح !‬

‫تقديس ِك للغامض ؟‬
‫ُ‬ ‫أين‬

‫السري ينمو في ثناياّ؟‬


‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الغامض‬ ‫أين‬

‫السهر المجنونأ؟‬
‫ُ‬ ‫وأين‬
‫َ‬
‫ً‬
‫مطحونا‬ ‫الفجر‬
‫ِ‬ ‫لفح‬
‫ُ‬
‫الفجر !‬
‫ُ‬ ‫فأين‬
‫الثغر مبلو ً‬
‫ل‬ ‫قامح ِ‬‫ُ‬
‫الثغر !‬
‫فأين ُ‬
‫تقديس الخيانات الجميلة؟‬
‫ُ‬ ‫أين‬

‫تقديس الّي ه ّمشه التاريّ !‬


‫ُ‬ ‫أين‬

‫النثى‪ ،‬الشاعر‪ ،‬المجنونأ‪ ،‬الطفل‪ ،‬المحّوّ‪ ،‬الغائب‪.‬‬

‫روح النبياء؟‬
‫للعصف الّي ُيلهب َ‬
‫ِ‬ ‫تقديسك‬
‫ِ‬ ‫أين‬

‫غواصاتك السفلى التي تبحث؟‬


‫أين ّ‬
‫َ‬

‫عن ُد ّر ومرجانأ بعيداً في السماء؟‬

‫أين ّ‬
‫كل الكلمات الزاهيات الرائقات الناعمات الفاتنات‬

‫أين ور ُد الفالنتاين؟‬
‫َ‬

‫الصبوح !‬
‫ُ‬ ‫أين ُه الوج ُه‬

‫حكاياتك وهمًا‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أبطال‬ ‫أين‬

‫بطل العطر‪ ،‬بطل الحياة المتخيلة‪،‬‬


‫شعر الكائن الّي له ٌ‬
‫خفة‬ ‫ألم تحيي َ‬
‫ل تحتمل‬

‫الّي كانأ معفراً برائحة فروج النساء‬

‫‪436‬‬
‫شعره‪،‬‬
‫الّي كانأ يستح ُم وينسى َ‬
‫شعره فقط‪...‬‬
‫وكنت تحبين َ‬
‫ِ‬
‫كاذب في الميول الشاردة العنيف ِة المح ّ‬
‫لة بالخواتم‬ ‫بّخ ٌ‬‫ٌ‬

‫المزيفة دائمًا‪.‬‬

‫لدنياّ التي أوهمت الدنيا‬


‫ِ‬ ‫يا‬

‫كفيك‬
‫ويا للنار تخبو النأ في ِ‬

‫أعيدي كر َة النار ّ‬
‫إلي‬

‫إلي‬
‫أرجوّ أعيديها ّ‬
‫ِ‬
‫ودعيني مسد ً‬
‫ل قاّدام أوهامي‬

‫تريد صلوجانها‬
‫الغسق‪ ..‬إيزيس ُ‬
‫ِ‬ ‫أعأيدي صولجان‬

‫تريد شهواتها‬
‫أعأيدي فضة الفجر‪ ..‬إنانا ُ‬

‫تريد فضتها‬
‫أعأيدي أجنحة الضوء‪ ..‬ليليث ُ‬

‫تريد تاجها‬
‫تاج القلعة‪ ..‬تايكي ُ‬
‫أعأيدي َ‬
‫تريد خاتمها‪.‬‬
‫الخيزل‪ ..‬سدوري ُ‬
‫ِ‬ ‫أعأيدي خاتم‬

‫والساحات‬
‫ِ‬ ‫والمتاحف‬
‫ِ‬ ‫المعابد والترايّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تحولت في‬

‫لك كل هّا‪ .‬ولكن ماذا ستفعلين به النأ‬ ‫ُ‬


‫وانتزعت ِ‬

‫شهواتك في الحديد؟‬
‫ِ‬ ‫وقاد غابت‬

‫الّهب المغشوش‬
‫َ‬ ‫أعيدي‬

‫سأعطيك الّهب الخالص مكانه‬


‫ِ‬

‫أما الّهب القشرة فأعيديه لي‬


‫لم يكن ً‬
‫يوما لنا ذاّ الّهب‬
‫لم يكن ً‬
‫يوما علينا‬

‫ل يفصله عنا‬ ‫ً‬


‫موجا هائ ً‬ ‫كانأ‬

‫‪437‬‬
‫الّهب الصافي هنا‪ ..‬في دمنا‬
‫ُ‬ ‫وكانأ‬

‫الّهب المغشوش‬
‫َ‬ ‫أعيدي‬
‫دمعنا‪ ،‬أو دمنا‪ ..‬ل َ‬
‫فرق‬

‫آيات هوانا الغاربة‬

‫هل أُ ِ‬
‫ناديك؟‬

‫يسمع النأ جنوني وبكائي‬


‫ُ‬ ‫وهل من‬

‫بالحب‬
‫ِ‬ ‫كنت أبكي مثخنًا‬
‫غير أني ُ‬

‫كنت معي‪.‬‬
‫ليتك قاد ِ‬
‫يا ِ‬

‫تسخرين النأ من دمعي ومن لطمي‬


‫َ‬

‫كفيك !‬
‫ومن ذبحي ومن موتي على ِ‬

‫يا ال‪...‬‬

‫أحتاج حتى أغسل هّا الماضي؟‬


‫ُ‬ ‫كم‬

‫أحتاج كي أشفى؟‬
‫ُ‬ ‫وكم‬

‫شمس ل تساوينا‬
‫وكم أحتاج حتى أتمشى تحت ٍ‬
‫ول تغسلنا بالضوء في ذات الزمانأ‪ ..‬والمكانأ؟‬

‫المنسي‪ّ ،‬‬
‫مجد القصص‬ ‫ّ‬ ‫أجمع‬
‫َ‬ ‫كم ُترى أحتج حتى‬

‫الصنج؟‬ ‫ُ‬
‫والنحل الّي يلسع في ُ‬ ‫الحرماء‬

‫القشر الّي خلّفه الثعبانأ‬


‫َ‬ ‫أحتاج حتى أجمع‬
‫ُ‬ ‫وكم‬

‫والفعى؟‬
‫ً‬
‫وملثوغا ومضني‬ ‫ً‬
‫مفكوكا‬ ‫أ>مع التاريّ‬
‫َ‬ ‫أحتاج حتى‬
‫ُ‬ ‫وكم‬

‫أحتاج حتى أجمع الماضي‬


‫ُ‬ ‫كم ترى‬

‫بجب من ورق؟‬
‫ّ‬

‫الديك‬
‫نقر ِ‬ ‫ثم أمضي قابل ِ‬

‫‪438‬‬
‫الباجور‬
‫ِ‬ ‫قابل فتح‬

‫البحر‬
‫ِ‬ ‫وألقيه إلى‬

‫نعم‪ ..‬تلك قامامات عّابي ونواحي‪.‬‬

‫تسخرين النأ من روحي!!‬


‫َ‬

‫الزمانأ‬
‫ِ‬ ‫ليف‬
‫سأحتاج إلى ِ‬
‫كي ّ‬
‫أحك النقش عن لوحي‬

‫وأرميه إلى النسيانأ‪.‬‬

‫الزمانأ‬
‫ِ‬ ‫فيض‬
‫أحتاج إلى ِ‬
‫ُ‬
‫ابوت الزمانأ‬ ‫كيف أصلي َ‬
‫فوق ت ِ‬
‫ً‬
‫دامية‬ ‫وأَُدلّي قاصة‬

‫فوق التي تغفو على بيرقاها اليابس والمكسور‬

‫ُ‬
‫الخاتونأ‬ ‫أيتها‬
‫َ‬
‫معطف الضو ِء‬ ‫شيلي عن طريقي‬

‫كؤوس‬
‫ٍ‬ ‫وشيلي ما تبقى من‬

‫المشاريع‪ ..‬المفاتيح‪..‬‬
‫َ‬ ‫الفن‪..‬‬
‫الكتب‪َ ..‬‬
‫َ‬ ‫شيلي‬
‫ً‬
‫طليقا‬ ‫أخرج النأ إلى البحر‬
‫ُ‬ ‫دعيني‬

‫)للبحر‪ ...‬للبحر(‬

‫كم ُيناديني صوت رامبو وفوّي وطاهر والسماء‬


‫َ‬
‫محبسك(‬ ‫)أُ ْ‬
‫خرج من‬

‫يضرب‬
‫ُ‬ ‫كم ينادي صوت أحلم من الفردوس‪ ..‬كم‬

‫القصي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في أعماقاي البكر وفي النبع‬
‫ً‬
‫عاريا صدري من اللطم مد ّمى‬
‫ً‬
‫باكيا‪َ ..‬شعري محّنى بالفروج‬

‫‪439‬‬
‫واجمًا‪ ..‬سكرانأ‬

‫الحانأ‬
‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫خمري من‬

‫ل من سّدة الغيم وأسواق المطارات‬

‫التمر‬
‫رخيص الخمر من تعتيقة ِ‬
‫َ‬
‫ومن دمع ْ‬
‫وآل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫غراً‪ ،‬صغيراً‬
‫عاريًا‪ّ ،‬‬
‫ثياب البهلوانأ‬ ‫َ‬
‫تحت أقاادمي ُ‬

‫وقاناني التيامارا والكنو كاندو والوبانأ‬


‫غراً‪ ،‬صغيراً‬
‫عاريًا‪ّ ،‬‬
‫الصبغ‬ ‫ً‬
‫تلطيشا من‬ ‫قارب أقادامي ُ‬
‫أنين امرأ ٍة تشبه‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫وتهويما من النثى – تيامت –‬

‫ص َرتي في المطلق‬
‫ُ‬
‫أعني‬

‫صرة‬
‫مطلقي في ُ‬
‫أقاطع تاريخي وأهّي‬

‫المهمل‬
‫ِ‬ ‫مطلقي في الوهج‬

‫الورد‬
‫ِ‬ ‫في هسهسة‬

‫الطير على الهامش يحكي‪:‬‬


‫ِ‬ ‫سرب من‬
‫ٍ‬ ‫وفي‬

‫قاصة الخلق‬

‫وتعليمات آدم‬
‫ِ‬

‫عائداً بالقصة الولى‬

‫وتنسيمات حواء‬
‫واغواءات َ‬
‫ليليث‬

‫‪440‬‬
‫بل أفعى‬

‫الكوني تطوي بعضها‬


‫ّ‬ ‫ُ‬
‫جثة – تيامت – أرش في السفل‬

‫البرق‬
‫ِ‬ ‫تنتفّ وتتضخ ُم‪ ،‬ثم يقطعها ٌ‬
‫سيف من‬ ‫ُ‬
‫جثة تيامت ُ‬

‫الرض ومن ظهرها السماء‬


‫َ‬ ‫ليصنع من بطنها‬
‫َ‬
‫الرض البّور‬
‫ِ‬ ‫لن َ‬
‫تنبت على‬

‫قاطعوا منها وعلّقوا النجوم السوداء‬


‫نهر ُ‬
‫)خبر(‬ ‫قاطعوا منها وأسالوا َ‬
‫الفلّ دونأ جدوى‬
‫ِ‬ ‫قاطعوا منها وحاولوا إدارة‬

‫العالم لسنوات طويلة‪،‬‬ ‫نع‬


‫صُ‬ ‫ّ‬
‫تعطل ُ‬
‫ِ‬

‫ً‬
‫عاريا من بيتها‬ ‫ُ‬
‫خرجت‬

‫وكانت تيامت قاد وقاعت إلى البد‬

‫هناّ‪ ...‬هناّ في الدنى‬

‫في السافل‪.‬‬

‫عأ ّمان‬

‫‪1997 /11 /9‬‬

‫‪441‬‬
‫حزينًا‪..‬عأند عأمود السماء‬

‫‪2002‬‬

‫لماذا هذه المعاناة؟‬

‫آه يا لهذا الكرب‬

‫إشفنا‬

‫المؤمنون محاطون بالسى‬

‫إهدنا يا متراس‬
‫أرنا َ‬
‫قوتك والوعأد بالمساعأدة‪.‬‬

‫من لوح أثري نادر‬

‫‪442‬‬
‫مكتوب بالكتابة الليبية القديمة‬

‫لموع‬

‫طول الخيط يض ّيع البرة‬

‫من المثال الشعبية الليبية‬

‫البندول بقو ٍة وتدلّى من ثقب السماء‪،‬‬


‫ِ‬ ‫ّ‬
‫لف جسده على قارص‬
‫ُ‬
‫البندول بين )مساعد( و)غدامس(‪ ،‬هّه‬ ‫تحرّ‬

‫تتموج مع بحرها‬
‫ُ‬ ‫تلمع‪ ،‬هّه سواحلها الخضراء‬
‫أرض ليبيا ُ‬
‫ُ‬
‫يركض فيها الوّدانأ‪.‬‬ ‫المضطرب‪ ،‬هّه صحراؤها الّهبية‬

‫المدنأ المهجورة القديمة ووقاع ضؤوها على‬


‫َ‬ ‫عكست مرآته‬

‫عيونأ من كانوا يحّدقاونأ إلى العلى ليروا قارص البندول‪،‬‬

‫بدأ لهم كأنه مركب الشمس أو كأنه الصقر الّي يحمل‬

‫الشرق إلى الغرب‪.‬‬


‫ِ‬ ‫الشمس من‬
‫َ‬
‫عمود‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تحرّ البندول بين )طبرق( و)طرابسل(‪ ،‬شاهد‬

‫الرض أو جبل‬
‫ِ‬ ‫السما ِء بعيداً ّ‬
‫تتوجه الغيو ُم كأنه جبل قارونأ‬

‫الناس يحفرونأ البار ويبحثونأ عن الصدّ‪،‬‬


‫الحنانأ‪ ،‬كانأ ُ‬
‫ُ‬
‫أصابعه‬ ‫مست‬
‫خّلهم الماء وهامت مواشيهم على وجوهها ّ‬
‫الرسوم المحفورة على صخور جّبارين وتسيلي‪ ،‬كانأ‬
‫ِ‬ ‫أصابع‬
‫َ‬
‫أشخاص الرسوم يريدونأ منه الهبوط لكن البندول دفعه‬
‫ُ‬
‫بعيداً‪ ،‬تحركت الفيلة والزرافات المرسومة ورفعت رأسها‬

‫تنظر إليه وهو يمسك بقرص البندول‪،‬‬


‫إلى العالي ُ‬
‫مطر‬ ‫كانأ يريد الهبوط لكن البندول ما ّال يتحرّ بقوةٍ‪َ .‬‬
‫هطل ٌ‬
‫كثير من ثقب السماس وبلّل شعره وقاميصه وسقطت منه‬
‫ٌ‬

‫‪443‬‬
‫وألواح كثيرة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ومفاتيح‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫رموّ‬

‫تحرّ البندول بين )أم الرّم( و)بنغاّي( ورأى الليبيين‬

‫يجمحونأ على ظهور خيولهم بثيابهم البيضاء‪ ،‬ورأى‬

‫التوارق ينحتونأ الحجر‪ ،‬رأى الليبيات يزرعن الندى في‬


‫َ‬
‫العسل في الواني‪ ،‬ورأى الغروب يقطر‬ ‫الثغور ويجمعن‬

‫حزنًا ورأى الصيادين ينتظرونأ على السواحل غفلة َ المياه‪.‬‬

‫البندول فوق )درنة( ورأى مزارع الموّ‬


‫ِ‬ ‫قارص‬
‫وقاف ُ‬
‫والزهور‪ ،‬رأى أقاواس أّقاتها ومصابيح ثناياها‪ ،‬ورأى‬

‫أهلها يحملونأ مفاتيح الندلس الحجرية على ظهورهم‪،.‬‬


‫ُ‬
‫ينسدل على الساحل‪.‬‬ ‫تمساح‬ ‫قاارب أو‬
‫رآها مثل ٍ‬
‫ٍ‬
‫ينجّب إلى أرضها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫النزول لكنه شعر بجسده‬ ‫لم يستطع‬
‫كاد يسقط على الرض لكنه تحسس ريش أجنح ٍة ُ‬
‫ينبت‬
‫فوق ذراعيه فطار من القرص ودار دورة َ‬
‫حول المدينة‪،‬‬
‫ض ّمها بين جناحيه وعانقها وهبط في ش ّ‬
‫للها الحاني‪،‬‬

‫وانساب مع المياه‬
‫َ‬ ‫لمس الما َء‬ ‫تساقاط ُ‬
‫ريش أجنحت ِه حالما َ‬
‫ودخل المدينة‪.‬‬

‫كانت تل ّم الفراشات في سلّتها‬

‫بيض‬
‫وردات ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أصابعها مثل‬
‫ُ‬
‫تخفق حولها أعل ُم الملئكة دونأ أنأ تشعر بها‬

‫حولك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الخافقة‬ ‫ُ‬
‫قالت‪ :‬ما هّه العل ُم‬

‫قاالت‪ :‬كلماتي‬

‫عاشق‬ ‫بدم‬ ‫ً‬ ‫ُ‬


‫ٍ‬ ‫ولكنك مخضبة ٍ‬
‫ِ‬ ‫قالت‪:‬‬

‫قاالت‪ :‬دمي !‬

‫قاتلّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قالت‪ :‬د ُم ِك ود ُم‬

‫سقط درعها‬ ‫ُ‬


‫جعبة السها ُم من كتفها‪َ ..‬‬ ‫سقطت‬
‫‪444‬‬
‫ُ‬
‫وتراصفت عن طريقها‬ ‫ُ‬
‫ورفعت منديلي‬ ‫النحاس‪،‬‬
‫ُ‬
‫ينفرط مع عقدها‬ ‫ٌ‬
‫حيش من الرغبات‬

‫بمسطاح يديها‬
‫ِ‬ ‫سحنت الزعفرانأ‬
‫َ‬
‫الفاق ول تدري‬ ‫راياتها تمل‬

‫أين المزولة؟‬
‫النار‪َ ..‬‬
‫طبل ِ‬ ‫أين ُ‬
‫َ‬

‫العناصر مع بعضها؟‬
‫ُ‬ ‫كيف أتحدت هّه‬

‫الوداد مع ض ّدها؟‬
‫َ‬ ‫كيف تراشقت‬

‫قاتلّ ممّددين على ساحل الزمانأ‪،‬‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قالت‪ :‬انظري إلى‬

‫معابدّ العالية التي ما ّالت مضيئة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫وانظري إلى‬

‫رفعت )لموع( نظارتها السوداء وصرخت‪:‬‬


‫يا إلهي‪َ ..‬‬
‫كيف حصل هّا؟‬

‫أخبرّ إذنأ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قالت‪ :‬دعيني‬

‫رصيعة المتاهة‬

‫الخشب جلسنا‬
‫ِ‬ ‫في شيحا‪ ..‬على طاول ٍة من‬
‫كوبانأ من الشاهي الخضر ّ‬
‫يبخرانأ وجهينا‬
‫ُ‬
‫أخرجت رصيعة المتاهة من جيبي ووضعتها على الطاولة‬
‫ُ‬
‫أشرت إلى حلزونها‪..‬‬
‫ُ‬
‫الدخول‪ ..‬من طبرق‪:‬‬ ‫‪ -‬من هنا‬
‫كميت َ‬
‫خلف عأرباتي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫خيول‬ ‫ركضت‬

‫الصقرية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أر إ ّل عأبونهم‬
‫وأسرني جنوٌد لم َ‬
‫أصابعها من قيمر‪ ،‬لم أستطع الفكاك من أسرها‬

‫ُ‬
‫وقعت من عأربتي‪ ،‬وقربها‬ ‫قرب باب طبرق الكبير‬

‫السماء مثقوبة‬
‫ُ‬ ‫المطار‪ ،‬كانت‬
‫ُ‬ ‫ض ّم ْ‬
‫دت جراحي‬

‫‪445‬‬
‫وكانت الرياح تعبث بي‪.‬‬

‫يكفي‬
‫القصب المعقوّ ّ ّ‬
‫َ‬ ‫تّكرين‬
‫َ‬

‫ذراعيك‬
‫ِ‬ ‫مس‬
‫والنهر الّي ّ‬
‫َ‬
‫وشمس ّ‬
‫اللّة السكرى بك‬ ‫َ‬
‫الراهب المجنونأ‬
‫َ‬ ‫تّكرين‬
‫َ‬

‫والغي َم الّي في راحتيه‬

‫تّكرين الخادمات الحاملت المبخرة‬


‫َ‬

‫يراّ‬
‫عينيك يكوي من ِ‬
‫ِ‬ ‫الجمر في‬
‫َ‬ ‫تّكرين‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تطوّ‬ ‫وأيديك‬
‫ِ‬ ‫الجلد‬
‫الكتب الباردة ِ‬
‫َ‬ ‫تّكرين‬

‫الشمس إلى مكتب ٍة هادئ ٍة‬


‫ِ‬ ‫أدخلت مدى‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫كيف‬

‫راهب يبكي من الوحش ِة‬


‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫يسكن فيها‬

‫يا شمعته‪..‬‬

‫حب ومن برد ويبكي‬


‫شوق ومن ّ‬ ‫ُ‬
‫يخفق من ٍ‬
‫التاريّ في ّ‬
‫رّ‬ ‫َ‬ ‫قالّب‬

‫بعينيك رماده‬
‫ِ‬ ‫تنادين‬
‫َ‬ ‫فأصبحت على ّ‬
‫الرّ‬ ‫ِ‬

‫فطرت‬
‫ِ‬ ‫الشواق في ّ‬
‫رّ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫قالّب‬

‫فجر‬
‫مثل عصفورة ٍ‬
‫ونقرت ّ‬
‫الرّ‪:‬‬ ‫ِ‬

‫راهب إخلع خرَقاك‪.‬‬


‫ُ‬ ‫يا‬

‫الورد‬
‫ِ‬ ‫أطلقت على )درنة( موسيقا من‬
‫ِ‬ ‫كيف‬

‫وّّينت يديها بالخواتم‬

‫تيجانك‬
‫ِ‬ ‫ألبست ذرى )درنة(‬
‫ِ‬ ‫كيف‬

‫الزهو‬
‫َ‬ ‫فاجتاح سماها‬

‫‪446‬‬
‫نهر أسميه‪ :‬لمّّّّوع‪.‬‬
‫وانشق بها ٌ‬
‫ْ‬
‫يسكن لموع‪،‬‬ ‫البحر ولم‬
‫ُ‬ ‫سكن‬
‫َ‬

‫حرّ المرسى‬
‫ّ‬
‫السفن الغرقاى ولم يسكن وناداني إليه‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وساق‬

‫قلت‪ :‬هاتي‬ ‫َ‬


‫الرصيعة ووضعتها في حقيبتها‪ُ ،‬‬ ‫ْ‬
‫أخذت‬

‫خريطتي‪ ،‬قالت‪ :‬هي خريطتي وسأدفعك ببوصلتي إلى‬

‫جبالها ووهادها وسأوصلك إلى النقطة‪.‬‬

‫عأمود السماء‬
‫خمر ٌ‬
‫قاوية‬ ‫مياه البحر الليبي ٌ‬
‫الليبي أعمدة السماء‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫جبال الجنوب‬
‫ُ‬
‫المحفوفة براقاصات‬ ‫اّلهة ذات القرنين‪ ّ.‬السيدة البيضاء‬
‫ُ‬
‫الراسمة على الفق‬ ‫المطر الخارجة من أوجار العطش‪..‬‬

‫المالح كي ل‬ ‫البحر‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫خيوطا‪ ..‬تغويني‪ ،‬تدفع بي إلى‬
‫ِ‬
‫أشرب ما ًء‪ ..‬كي أعطش مثل ملمحها‪.‬‬
‫ُ‬
‫العطش يكّبلني ويكّبلها‬

‫يطير‬ ‫ّ‬
‫صف أشواقاي ُ‬
‫والمزامير ُ‬
‫تخفق تحت رغباتي‬ ‫ُ‬ ‫أمشي‬
‫معك ّ‬
‫كل يوم‬ ‫الوهام أقاطعه ِ‬ ‫طريق ٌ‬
‫كامل من‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫تهبطين أمامي ّ‬
‫كل صباح مثل الندى‬

‫يديك‬
‫بين ِ‬ ‫ٌ‬
‫وحزين َ‬ ‫ٌ‬
‫منفرط‬ ‫ّ‬
‫كل تاريخي‬
‫ول تفعلين ً‬
‫شيئا سوى البكاء‬
‫ً‬
‫خائفا هكّا؟‬ ‫ما الّي يجعلني‬

‫السيف؟‬
‫ِ‬ ‫ما الّي ُ‬
‫ينبش سيرتي بهّا‬

‫‪447‬‬
‫عيوني تتحلّى ببخارّ‬

‫أصابعك‬
‫ِ‬ ‫يوم‪ ،‬بندى‬ ‫ُ ّ‬
‫عيوني تغتسل‪ ،‬كل ٍ‬
‫وأنت تمسحين عنهما الرماد‬
‫ِ‬

‫أيامك الّابل أمامي‬


‫ِ‬ ‫ورد‬
‫تتكلمين عن ِ‬
‫َ‬

‫وأتكل ُم عن رغباتي الصاعدة حتى العنق‬

‫عمود السماء معك‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫أتسلق‬

‫أجدّ‬
‫ِ‬ ‫فل أجد سما ًء ول أجُد أرضًا ول‬
‫ّ‬
‫كل شيء هنا أوهاٌم متناسلة‬

‫ُ‬
‫أطحن بها رغباتي وأوهامي‬ ‫ل شيء سوى غرفتي التي‬

‫غرفتك التي تسحنين بها‬


‫ِ‬ ‫ل شيء سوى‬

‫وأوهامك‬
‫ِ‬ ‫رغباتك‬
‫ِ‬

‫بأشواق عارم ٍة‬


‫ٍ‬ ‫ألمس ِك بعيوني فتتهيجين‬
‫ُ‬
‫ألمس ِك بإشارات يدي فتحلّقين في الفاق‬
‫ُ‬
‫طائر ًة مثل حماماتك الحزينة‪..‬‬
‫منهكة ً‬
‫باكية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سريرّ‬
‫ِ‬ ‫ثم تسقطين على‬

‫إسألي الشمعة‬
‫هل كانأ لها ٌ‬
‫نبض سوى نبضي‬

‫نور سوى شعل ِة روحي‬


‫وهل كانأ لها ٌ‬
‫إسألي الشمعة‬

‫بالنار‬
‫ِ‬ ‫هل فيها سوى شعري الّي ُ‬
‫يخفق‬

‫سواّ‬
‫ِ‬ ‫وهل فيها‬

‫من ُترى يبقى إلى آخر ِة الليل ُ‬


‫ينوح‬

‫غير هّا العاشق الملتاع‬

‫‪448‬‬
‫غير الكلمات الصامتة‬

‫متعب‪..‬ل‬
‫ٌ‬ ‫َف ٌ‬
‫رح‪ ..‬ل‪ ،‬ساهٌم‪ ..‬ل‪،‬‬
‫أنت في روحي تغنين وأُذني ُم ْ‬
‫نصتة‬ ‫ِ‬

‫إسألي الشمعة‬

‫حاكيها‪ ..‬اشعلي الجّورة‬


‫ْ‬
‫خافتة‪.‬‬ ‫روحي‬

‫لماذا ؟‬
‫أنت ّ‬
‫بكل هّا الجمال؟‬ ‫لماذا ِ‬
‫مدونة في قالبي ّ‬
‫بكل هّا الوضوح؟‬ ‫ٌ‬ ‫أنت‬
‫لماذا ِ‬
‫ً‬
‫قاطعة مني‬ ‫كنت‬
‫أنك ِ‬ ‫ً‬
‫يقينا‪ِ ..‬‬

‫منك‬ ‫ً‬
‫قاطعة ِ‬ ‫كنت‬ ‫ً‬
‫يقينا‪ ..‬أنني ُ‬

‫أراّ‬ ‫كنت منّوراً ِ‬


‫لك قابل أنأ ِ‬ ‫ً‬
‫يقينا‪ ..‬أني ُ‬

‫بك‬ ‫ً‬
‫يقينا‪ ّ.‬أنأ السماء كانت تعدني ِ‬

‫ويقينا‪ ..‬أنأ أعمدة السماء‪ ،‬كلّها‪ ،‬تبعدّ عني‬


‫ً‬

‫يخبأونك دونأ جدوى‬


‫ِ‬ ‫ً‬
‫ويقينا‪ ..‬أنأ أهل القاواس‬

‫أنت بكل هّا الجمال؟‬


‫ولكن لماذا ِ‬

‫تعالي يا لموع‬

‫لموع انظري كوبي‬


‫ُ‬ ‫تعالي يا‬

‫بخمرّ‬
‫ِ‬ ‫أ×ذته من أرش مكسوراً وامليه‬
‫ُ‬ ‫الّي‬

‫تعالي اجبري جناحي المكسور‬

‫عندما ألقت بي أناهيت إلى الهاوي ِة‬

‫‪449‬‬
‫الحفرات السبع‬
‫ِ‬ ‫تعالي اخرجيني من‬

‫التي رمتني بها سدوري‬

‫ُ‬
‫يتوقاف‬ ‫كحصانأ ل‬
‫ٍ‬ ‫تعالي أوقافي عدوي‬
‫ُ‬
‫حيث سحرتني ليليث‬

‫بالتراب‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫المخلوط‬ ‫روقاي مائي‬
‫تعالي ّ‬

‫ونثر طحيني‬
‫نحر جدائي َ‬
‫تعالي أوقافي َ‬
‫لمعبد بارات‬
‫ِ‬ ‫وما نّرته‬

‫تعالي أعيديني من الّئاب‬

‫حيث مسختني تايكي‬

‫تعالي وردّيني من وسط الغابات‬

‫أعيد مائد ًة أُمي العامرة‬


‫حتى َ‬

‫تعالي يا لموع وانفضي هّه الشبكة‬

‫من النجوم السوداء الميتة في قالبي‬

‫تعالي وأعيدي اللمعة لعيوني‪.‬‬

‫ويلي‬
‫أحسب الما َء خموراً‬
‫ُ‬

‫‪450‬‬
‫فاتك‪ :‬ويلي و ويلي‬
‫عشق ٍ‬ ‫وأغني َ‬
‫فرط ٍ‬

‫أحسب الشيا َء ً‬
‫طينا‬ ‫ُ‬

‫تمثالك‬
‫ِ‬ ‫فأسويها على هيئ ِة‬

‫أرمي لغتي في الماء‬

‫مشرق‬
‫ٍ‬ ‫شمع‬ ‫ّ‬
‫ترتد إلّيك‪ :‬جيش ٍ‬
‫ُ‬
‫أصرخ‪ :‬ويلي‪.‬‬

‫وتأملتك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أغأمضت عأيني‬

‫أغمضت عيني وتأملُت ِك‬


‫ُ‬

‫دموعك‬
‫ِ‬ ‫رأيتك تمسحين‬
‫ِ‬
‫رأيُت ِك ّ‬
‫تمشطين شعرّ‬

‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫رأيُت ِك ّ‬
‫تغسلين‬

‫تتعطرين‬
‫َ‬ ‫رأيتك‬
‫ِ‬

‫رأيتك تتّكريني‬
‫ِ‬

‫حولك‬
‫ِ‬ ‫رأيتك تنظرين‬
‫ِ‬

‫يراّ‪،‬‬ ‫كنت تشعرين أنأ َ‬


‫هناّ من ِ‬ ‫كأنك ِ‬
‫ِ‬

‫عيني‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فتحت ّ‬

‫برق‬

‫كطير‬
‫ٍ‬ ‫تخفقين النأ في روحي‬
‫َ‬

‫وتل ّمين ّهوري فوق كّفيك‬

‫والعشب‬
‫َ‬ ‫تل ّمين الحصى‬

‫ما ّال الندى فوق شفاهي‬

‫‪451‬‬
‫الساحل‬
‫ِ‬ ‫قاطر ذاّ البرق في‬
‫ُ‬
‫ضحكتك الحلوة‬
‫ِ‬ ‫الورد في‬
‫ِ‬ ‫قاطر‬
‫ُ‬
‫الشمس في أحلى مساء‬
‫ِ‬ ‫قاطر‬
‫ُ‬
‫تخفقين النأ في روحي‬
‫َ‬

‫تل ّمين القواقاع‬


‫وأنا ُ‬
‫أخفق كالموج ِة‬

‫يديك‪.‬‬
‫بحر ِ‬‫في ِ‬

‫ْ‬
‫أخذت !!‬ ‫كم‬

‫أخّت من نهرها حفن َة ما ٍء‬

‫ثم رشّت ْت ُه على ُجّثة تاريخي‬


‫ُ‬
‫فقمت‬

‫الزرع طولي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث قاا َم‬

‫الماس‬
‫ِ‬ ‫ثم قاامت قاّبة من رشقات‬

‫قاامت شهو ُة ِ‬
‫النار‬

‫وقاامت في سيولي‬
‫العطر ّ‬
‫ورشتني به‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أخّت من شعرها‬

‫قاامت خيولي‬
‫أخّت من فمها الضحكة ّ‬
‫رشتني بها‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ّال ضبابي‬

‫الدمع وطار‬
‫ِ‬ ‫وتعرى عن جناحين من‬

‫أخّت من وجهها اللمع َة‪ ،‬لحتني بها‬


‫ْ‬

‫ضاع ظلمي‬
‫ْ‬
‫أخّت من ِيدها الخات َم ألقت ُه ّ‬
‫إلي‬

‫‪452‬‬
‫قاامت كنوّي‬
‫َ‬
‫البرق وألقتني به‬ ‫ْ‬
‫أخّت من عينها‬
‫ّ‬
‫هز جّوري‬
‫ُ‬
‫باعثة الفض ِة في الجمر ِة‬ ‫يا لها‬

‫الصخر‪ ...‬وقالبي‬
‫ِ‬ ‫والورد ِة في‬

‫قصاصات دموع‬

‫يا إلهي‪...‬‬
‫كنت تمضين إلى أقاصى الينابيع‬
‫ِ‬

‫سراياّ‬
‫ِ‬ ‫خلف‬ ‫ً‬
‫حكمة َ‬ ‫الطير ُيلقي‬
‫ُ‬ ‫وكانأ‬
‫َ‬

‫أنت في أقاصى جنوني؟‬


‫لماذا ِ‬

‫أقاصاّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أشهق في‬ ‫وأنا‬

‫وردي وشموعي والبراكين التي أحملها‬

‫كيف أس ّمي شفتيك‬

‫غصنك نهري‬
‫ِ‬ ‫وأس ّمي خمرة الشمس على‬

‫يا إلهي‪...‬‬

‫يوم أتقي بر َقا ِك‬ ‫ّ‬


‫كل ٍ‬
‫والناطق‬
‫ِ‬ ‫والباشق‬
‫ِ‬ ‫الصاعق‬
‫ِ‬ ‫الجسد‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫برق‬
‫َ‬
‫برق الوردتين‬

‫فأسك‬
‫يوم أتقي ِ‬ ‫ّ‬
‫كل ٍ‬
‫رب أعّني‪:‬‬
‫يا ّ‬

‫أت ّقي ماذا؟‬

‫عينيك !!‬
‫ِ‬ ‫أ‬
‫وفي شمسهما ُ‬
‫كنت أغوص‬

‫أت ّقي شعرك !‬

‫‪453‬‬
‫في منجم ِه ألقي سلحي‬

‫أت ّقي ماذا ؟‬

‫البحر !‬
‫َ‬ ‫يديك‬
‫ِ‬

‫أحلمك في روحي يهي ُم !‬


‫ِ‬ ‫َ‬
‫ّورق‬ ‫أم‬

‫أت ّقي نهديك !‬

‫معناّ‬
‫ِ‬ ‫أسطولك‪..‬‬
‫ِ‬ ‫عصفك‪..‬‬
‫ِ‬

‫إلهي‪...‬‬

‫أعطيت لها قالبًا من البلّ ِ‬


‫ور منحوتًا؟‬ ‫َ‬ ‫كيف‬

‫وأعطيت لقلبي برَقا ُه‬


‫ْ‬
‫المشتعلة؟‬ ‫ألقيت بروحي ّ‬
‫كل هّي الفتنة‬ ‫كيف َ‬ ‫َ‬

‫كيف أيقظت دمي؟‬


‫ُد ُ‬
‫فت لساني باسمها؟‬

‫قاوست سمائي؟‬
‫كيف ّ‬
‫وهي ل تعرّ‪ ،‬مثل القوس‪ ،‬ما معنى جهاتي‬

‫َ‬
‫أسدلت‪..‬؟‬ ‫كيف‬

‫دموع الليل‬
‫ِ‬ ‫أس ّمي يدها ُتلقي ّ‬
‫لكفي قاصاصات‬

‫والشوق وغيمي‬
‫ِ‬ ‫والحسر ِة والشهو ِة‬
‫ُ‬
‫الرض‬ ‫وأنا أبكي وتبكي معي‬

‫الليل‬ ‫ٌ‬
‫عشبة في آخر ِ‬ ‫وتبكي‬

‫يلمس العينين من ح ّمى‬


‫وفجر ُ‬
‫ٌ‬
‫وتبكي‪...‬‬

‫له ُبها فوق المياه‬

‫معبد الضو ِء‪ ،‬سوى خاتمها‬


‫لم يكن‪ ،‬في ِ‬

‫‪454‬‬
‫الشموع‬
‫َ‬ ‫يسقي‬

‫غير صباها‬
‫لم يكن ُ‬
‫راقاصًا ملتهبًا فوق الميا ِه‬
‫ٌ‬
‫شعلة ّرقااء أو بيضاء تعلو‬

‫المشبوب‬
‫َ‬ ‫اللهب‬
‫َ‬ ‫أنظر هّا‬
‫وأنا ُ‬
‫أنثى الساحل الممت ّد‬

‫وبالعشب وقالبي‬
‫ِ‬ ‫تلهو بالمزامير‬

‫البحر في نيرانها‬
‫ُ‬ ‫ويهي ُم‬

‫تعلو وتدنو‪.‬‬

‫ُ‬
‫طوق الحمام‬

‫نجوم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫مّد كفّيه إلى سلّتها‪ :‬منز‬

‫بالحب‬
‫ّ‬ ‫ُيدها ُ‬
‫تنبض‬
‫ْ‬
‫صافية‬ ‫وعيناها سما ٌء‬

‫مّد كّفيه إلى أعماقاها ‪ :‬منجم ٍ‬


‫ماس‪.‬‬

‫يفضح عينيها؟‬
‫ُ‬ ‫ما الّي‬

‫وماذا في مساها؟‬

‫الساحل يديهما‪ ،‬وكانا‬


‫ِ‬ ‫كانا يخلطان عألى‬

‫البحر تعلو‬
‫ِ‬ ‫كيمياء‬
‫ُ‬ ‫المحار والحصى‪،‬‬
‫َ‬ ‫يزرعأان‬

‫الطيور‬
‫ُ‬ ‫وتشتد زرقة المياه ويعلو زَبَد ُه‪ ،‬وكانت‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫تتناسل‪.‬‬ ‫تص ّفق والمرايا‬

‫وأي عأذاب هذا‬ ‫ُ‬


‫يتوضأ بها ّ‬ ‫ُ‬
‫الفتنة التي‬ ‫ما هذه‬

‫الذي يصّلي به‪.‬‬

‫السحر‬
‫َ‬ ‫به وتقرأُ‬ ‫ُ‬
‫تغسل عأيونها ِ‬ ‫الساحل‬
‫ِ‬ ‫انطرحت عألى‬

‫‪455‬‬
‫خرج لها هذا‬
‫الخليقة‪ ..‬كيف َ‬
‫ِ‬ ‫والعأاجيب عألى‬

‫َ‬
‫ورشق‬ ‫النهار بالليل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ورشق‬ ‫الكتب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫العاشق من بين‬

‫لورد؟ كيف خَل َط معدنها بالكلمات؟‬


‫قامتها با ِ‬
‫َ‬
‫وكيف ّ‬
‫بخ َر عأيونها بالخضاب؟‬

‫ُ‬
‫الخّئق‬ ‫الساحل فصاحت‬
‫ِ‬ ‫انطرحت عألى‬

‫أي جمال هذا؟‬


‫كفى‪ ..‬سنموت‪ّ ،‬‬
‫معابد أبولو‬
‫ِ‬ ‫تعرى الناس وركضوا هائمين باتجاه‬
‫ّ‬
‫البحر‪ ،‬وفي ثنايا المحاريب المحطمة َ‬
‫فرط‬ ‫ِ‬ ‫الغاطس ِة في‬

‫الركض‬
‫ِ‬ ‫الناس سوى‬ ‫جمالها الفريد‪ ،‬ما الّي ُ‬
‫يفعله ُ‬
‫وهم عراةٌ يلهجونأ باسمها‬

‫باسمها كانت تل ّم النار في البحر‬

‫وكانت تتعرى‬

‫ما الّي يفعله الناس سوى‬

‫الموت على ركبتها‬


‫ِ‬

‫الناس ماتوا‬
‫أنأ َ‬ ‫أشهد ّ‬
‫َ‬

‫سفن اّغريق ظلّت في العراء‬


‫وبقايا ِ‬
‫الرض حّنت يدّها‬
‫َ‬ ‫باسمها ُ‬
‫أشهد أنأ‬

‫والكونأ صلّى‬
‫ُ‬

‫لجلل امرأ ٍة ُ‬
‫تنبض بالضوء‬

‫الناس قااموا‬
‫وأنأ َ‬
‫بعد تلويح ِة كفيها وطاروا‬

‫الغيم‬ ‫مّد كفيه إلى ّ‬


‫جرتها‪ :‬كأس من ِ‬
‫ٌ‬
‫وتأريّ من الشهد‬
‫ُ‬
‫وأطواق حمام – إس ُم ُه –‬
‫ُ‬
‫الخزعل‬ ‫ُ‬
‫يبرمه‬ ‫تختار طوقاًا واحداً‬
‫‪456‬‬
‫يحتار به الناس‪ ،‬اسمعوها !!‬
‫ُ‬
‫أوقادت شمعتها في البحر‬
‫ّ‬
‫والتف على غصن يديها‬ ‫ّ‬
‫رّ البحر‬
‫ُ‬
‫القورنية البيضاء صاحت بالزمانأ‬ ‫هّه‬
‫َ‬
‫فيضك واتبعني‬ ‫ُع ْد إلى‬

‫فهل يتبعها !!‬

‫الطيور‬
‫ُ‬ ‫ساحل البحر ونادتها‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫شتلت معبدها في‬
‫ْ‬
‫أوقادت شمعتها‬

‫يغنونأ‪ :‬أّ ّعنا يا إلهي‪.‬‬


‫َ‬ ‫كر‬
‫والناس من ُس ٍ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫فيضك وابتعني هناّ‬ ‫ْ‬
‫عد إلى‬

‫للرض النجوم‬
‫ِ‬ ‫يلقين‬ ‫ُ‬
‫حشد حورياتها َ‬

‫طل ُعها يعمي العيونأ‪.‬‬

‫سكر‪ ،‬نغني‪:‬‬
‫والناس‪ ،‬من ٍ‬
‫ُ‬ ‫وأنا‬
‫ْ‬
‫ظهرت مريم‬
‫ظهر ٌ‬
‫جيش من الملئك ِة ُيسّبح‬ ‫َ‬
‫في شللت درنه‪ ،‬ويهيم على الفتائح‬

‫ظهرت أعنابها وأرجوانها في )شارع البحر(‬

‫وظهرت علمات على شيحة من أطواقاها‬

‫كانت نجوٌم تتحنى بلموع‪.‬‬

‫تصب النأ في جّوتها‬


‫ّ‬ ‫كانت الدنيا‬

‫المسرات‪ ،‬وكانت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫هّي‬
‫ً‬
‫موجة في إثر موجة‪،‬‬
‫ْ‬
‫نحيله‪.‬‬ ‫شمس‬
‫غسق البحر ومن ٍ‬
‫ترتوي من ِ‬
‫عأندما غأ ّنت‬

‫إنتظر حتى أغني‪.‬‬


‫ْ‬ ‫صرخت بي‪:‬‬
‫‪457‬‬
‫َ‬
‫قاناديل سماءٍ‪،‬‬ ‫النار التي في فمها ُتلقي على شمعي‬
‫جملة ِ‬‫ُ‬

‫الهمس ّ‬
‫يكتظ بدمع وبموسيقا‪ ،‬أّيحي الغبش‬ ‫ِ‬ ‫ومسا ُء‬

‫ُبر ومن ُقا ٍ‬


‫بل‬ ‫الدري عن صوتك‪ُ ،‬قادّّي ثوبي الخافق من د ٍ‬
‫ّ‬
‫وغّني في شفاهي‪.‬‬
‫ُ‬
‫جملة النار التي في فمها تعجبني‬

‫لبركانأ يديها‬
‫ِ‬ ‫وأنجر‬
‫ّ‬ ‫طينًا وفخاراً‬

‫إنفخي في صورتي ً‬
‫ثانية‬

‫علّ ْي ُ‬
‫أكونأ‬

‫فيك‪.‬‬
‫لمعات الضوء ِ‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫لمعة من‬

‫إنفخي في َح َجري‬

‫يديك‬
‫نهر ِ‬‫أنبض في ِ‬
‫أهوى بأنأ َ‬

‫إنفخي في طينتي‬

‫إليك‪.‬‬
‫العشق ِ‬
‫ِ‬ ‫أدخل آباراً من‬
‫أهوى بأنأ َ‬

‫إنتظر حتى أغني !‬


‫ْ‬ ‫‪-‬‬

‫تغنين‬
‫َ‬ ‫ومتى سوّ‬

‫النهار‬
‫ُ‬ ‫وقاد جّفت لك‬

‫الناس عطشى؟‬
‫مات ُ‬
‫إنتظر بعضًا من الوقات !‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬

‫متى سيدة الساحل؟‬

‫سواّ‬
‫ِ‬ ‫هل كانأ لنا ٌ‬
‫نائ‬

‫‪ -‬حسنًا‪ ..‬سوّ أغني‪.‬‬

‫حين غأنت‪...‬‬
‫غابت الدنيا بنا‬

‫‪458‬‬
‫ّجاج‬
‫ٌ‬ ‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫طاح من‬
‫َ‬
‫غريب‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مرجانأ‬ ‫البحر‬
‫ِ‬ ‫وطفا في‬

‫فجمعناه على راحتنا‪..‬‬

‫كانأ الغنا ُء‬

‫حشر الكائنات‪،‬‬
‫يو َم ِ‬
‫صوَت ِك الساه َم في معبدنا‬
‫ونحتنا َ‬
‫عّاب‬
‫ٍ‬ ‫أمواج‪ ،‬رموّاً من‬
‫ٍ‬ ‫رشق َة‬

‫ووضعنا تحته‬

‫والمرجانأ‬
‫ِ‬ ‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫ّجاج‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫َ‬

‫حّنينا به قاحط ليالينا وهِمنا‪.‬‬

‫افتحي بيوت النساء‬


‫ساحل َ‬
‫درنة إلى ساحل سوسة‬ ‫ِ‬ ‫جوادها يعدو من‬
‫كان ُ‬
‫َ‬
‫والرجال الّهثين وراء‬ ‫َ‬
‫الجبال‬ ‫وهي تل ّم في حقيبتها‬
‫ُ‬
‫وتقطف‬ ‫تنفجر ضحكًا ومرحًا‬
‫ُ‬ ‫شموعأها‪ ،‬وكانت‬

‫الطيور من السماء‪ ..‬والعيون من الرجال الّهثين‪.‬‬


‫َ‬
‫َ‬
‫النحل يدوخ‬ ‫ُ‬
‫وتجعل‬ ‫ببياض ساقها‬
‫ِ‬ ‫كانت ته ّيج الطبيعة‬

‫رشقة نار كتفيها‪.‬‬


‫ِ‬ ‫من‬

‫المدن القديمة‬
‫ِ‬ ‫أسوار‬
‫َ‬ ‫تهد‬
‫ما الذي يجري؟‪ ..‬كانت ّ‬

‫النور و ُت ُ‬
‫شيع في الناس الرغأبة‬ ‫ِ‬ ‫ستائر‬
‫َ‬ ‫وتبني من أنفاسها‬

‫في الجنون‪.‬‬

‫الساحل في قالبي‬
‫ِ‬ ‫تعالي ظبي َة‬

‫قاصرّ المفقود في هدبي‬


‫ِ‬ ‫تعالي فتشي عن‬

‫الرض والنّفي على دربي‬


‫ِ‬ ‫لموع‬
‫َ‬ ‫تعالي با‬

‫‪459‬‬
‫وصّبي الماء في كأسي وانصبي‪:‬‬
‫ُ‬
‫رحلن من‬
‫َ‬ ‫عأالي وافتحي بيوت النساء الّئي‬

‫تهبط في سّلتها وتنام‪.‬‬ ‫ُ‬


‫غأيمة الموسيقا ُ‬ ‫حياتي‪،‬‬

‫وعأراك‪ ،‬تأملي‬
‫ٍ‬ ‫تصافح‬
‫ٍ‬ ‫لماذا تتقاطع اليدي في‬

‫وقمصانهن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومكحّتهن‬
‫ّ‬ ‫وحقائبهن‬
‫ّ‬ ‫صورهن‬
‫ّ‬ ‫في‬

‫تأملي في ما رتكته من الخواتم والقّئد‬

‫عأرباتهن الواقفة حتى هذا اليوم مع‬


‫ّ‬ ‫وتأملي في‬

‫أمشاطهن‬
‫ّ‬ ‫خيول كبيرة‪ ،‬تعالي انظري إلى‬
‫ٍ‬
‫وعألب العطور والميكاج‪.‬‬
‫ُ‬
‫تحول دونأ فهم اللغة‬ ‫المواج‬ ‫الرعد َ‬
‫ولغط‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫رطانة‬
‫ِ‬
‫السرّية التي تحفل بها الطبيعة‪ٌ ،‬‬
‫لغة تترّ آثارها‬

‫على ظهرها وأفخاذها وأظافرها ولكننا ل ننتبه !‬

‫ّ‬
‫آثارهن‬ ‫أسرارّ بعد أنأ تجمعي‬
‫ِ‬ ‫نفتح َ‬
‫بيت‬ ‫تعالي ُ‬
‫بحرّ الكبير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫رمادهن على ميا ِه‬ ‫وتنثري‬

‫طوق و لموع‬

‫هي بعضي‪ ،‬وأنا منها ومن ما ِء يديها‬

‫تطلع النأ لموع‬


‫ُ‬
‫الشمعات في روحي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أجمل‬

‫وأّكى ورد ٍة في الرض‬

‫ماذا بيميني؟ غير هّا الوجع القاتل‬


‫ُ‬
‫أعرّ من أين؟‬ ‫ل‬

‫إلى أين يجلّيني؟‬


‫أعرّ هل ُ‬
‫يفتك بي؟‬ ‫ُ‬ ‫ول‬

‫‪460‬‬
‫ليُته َ‬
‫يفتك بي‬
‫أنت من ّ‬
‫عّب تاريّ الجمال‬ ‫ِ‬

‫أنت من ّلوح للدنيا بعينين تر ّقاانأ بنور‬


‫ِ‬

‫همس‬
‫وتغيبانأ ٍ‬
‫شعل أو أُ ُ‬
‫شعل‬ ‫ليت ُه ُي ُ‬

‫عمثالك ألقيه إلى الماء‬


‫ِ‬ ‫ماذا بيميني؟ غير‬

‫إلي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فيرتد ّ‬
‫آلّ من الحجار ُ‬
‫ألقيت إلى ساحلها‬ ‫إسألي َ‬
‫درنة‪ٌ ..‬‬

‫الغسق الحمر‪ ..‬تستلقي بمائي‬


‫ِ‬ ‫كي تظهري في‬
‫إسألي َ‬
‫درنة كم ّ‬
‫بخرت‬

‫كم رّتلت‬

‫كم َرّقايت‬

‫غبت‬
‫لكنك ِ‬
‫ِ‬

‫ُ‬
‫غصن كلمي‬ ‫ضاع بها‬
‫َ‬ ‫إسألي َ‬
‫درنة كم‬

‫ماس‬ ‫ٌ‬
‫صدّ‪ُ ،‬‬ ‫حجر ّ‬
‫الفخار‪ ،‬نجوم‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫حفنة من ِ‬
‫ً‬
‫محموما‬ ‫البحر‬
‫ُ‬ ‫وكانأ‬
‫وكانت يدُنا ُ‬
‫تنسل أسماكًا وورداً وغيومًا‬

‫تّكرين النأ !‬

‫كفي لمست كّفك في الماء‬


‫ْ‬
‫فراشه‬ ‫فطارت في دمي ُ‬
‫ألف‬

‫تّكرين النأ !‬
‫َ‬

‫أقادا ُم ِك تبكي وُتغني‬

‫تغوص‬
‫ُ‬ ‫الرمل‬
‫ِ‬ ‫وهي في‬

‫خوّ‪ ،‬وأعدو‬
‫ٍ‬ ‫تمثالك‪ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أحمل‬ ‫وأنا‬

‫أقالب الدنيا على سافلها‪.‬‬


‫ُ‬
‫‪461‬‬
‫تغوص‬
‫ُ‬ ‫الرمل‬
‫ِ‬ ‫افخاذّ في‬
‫ِ‬

‫برمح‬
‫ٍ‬ ‫الريح‬
‫َ‬ ‫أضرب‬
‫ُ‬
‫القرابين من ّ‬
‫الجن ومن قاطعانأ تانيت‬ ‫ُ‬

‫أحّني دمها فيك وأبكي‪..‬‬

‫ل تغوصي‬

‫البحر ولم تظهر لموع‬


‫ُ‬ ‫أرتفع‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫وأشهق‬ ‫البحر سكرانًا ّ‬
‫بكفي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أطعن ذاّ‬ ‫ليتني‬

‫الجند‪ ،‬غفى تحت يدينا‪،‬‬


‫ل من ِ‬‫ليتني أدفع أسطو ً‬

‫البحر‬
‫ِ‬ ‫عين‬
‫نحو ِ‬
‫اندفع النأ إلى مريضنا‪.‬‬
‫دمع يديه َ‬
‫في خرّته‪ُ ،‬‬
‫أين كبُده؟‬
‫البحر َ‬
‫ِ‬ ‫أين ُ‬
‫قافل‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫تاريّ هواي؟‬ ‫أين‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تاريّ مسلتي يخبو‬ ‫كانأ‬

‫الشباح تعلو‬
‫ُ‬ ‫كانت‬

‫للرمل‬
‫ِ‬ ‫ولموع استسلمت‬
‫ُ‬

‫كّنا نتحلى بالشموع‬

‫في‬
‫ولموع تتحلى بالبراكين التي ّ‬
‫ٌ‬

‫وتغوص‬
‫ُ‬ ‫كطوق في يديها‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫وُتحييني‬

‫الرمل وفي الما ء‬


‫ِ‬ ‫ويغوص ُ‬
‫الليل في‬ ‫ُ‬
‫ول شيء سوى كفي والرمل‬

‫ْ‬
‫وسكونأ‬ ‫ول شيء سوى لمع ِة ضوءٍ‪..‬‬

‫عأربات كيلوباترا‬

‫ل ترم الطائر في السماء‬

‫‪462‬‬
‫بطائر في يدك‬

‫ستخسر الثنين‬

‫مثل شعبي تارقاي‬

‫ُ‬
‫يغربل البرقوق‬ ‫السماء والنجو ُم ٌ‬
‫شيخ‬ ‫ُ‬

‫الناس‬
‫ظهر ُ‬ ‫الناس‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫وأنبت َ‬ ‫سقط البرقاوق على الرض‬

‫صلب الشجار وانحدروا في الوديانأ والجبال‪.‬‬


‫ِ‬ ‫من‬

‫ماذا يتبع هّه القصة المؤلمة للخليقة سوى العطش‪،‬‬


‫ً‬
‫نحافة‪ ،‬جففت‬ ‫كانت الغابات َ‬
‫تجف والناس يزدادونأ‬

‫فجردوا رماحهم وقااتلوا‬


‫الريح الجنوبية صهاريج المياه ّ‬
‫ُ‬
‫المطر لعلّها تقطر ً‬
‫دما‪ ،‬تساقاط )البسولي( في‬ ‫ِ‬ ‫أشباح‬
‫َ‬
‫الحديد‬
‫ِ‬ ‫طرق النسيانأ ولّفتهم الرياح‪ .‬كانت عربات‬

‫تسحب آخر ضحايا الغروب‪ ،‬تسلّقت‬


‫ُ‬ ‫والخشب‬
‫ِ‬
‫عمود السما ِء لكنها تساقاطت واحد ًة بعد‬
‫َ‬ ‫الفاعي‬

‫قاربت الم البسولية طفلها من الثعبانأ كي‬


‫الخرى‪ّ ،‬‬
‫يلدغه‪ ..‬رمز الصداقاة واختيار أصالة الجّور‪.‬‬

‫الدلو‬
‫ٌ‬
‫طفل ل يخاف الظّم‬

‫وكنت خائفًا‪ ..‬كيف أكونأ‬


‫ُ‬ ‫ظلم أيامك‬ ‫ُ‬
‫نزلت في ِ‬

‫‪463‬‬
‫سيطرّ‬
‫ّ‬ ‫مهندسًا ماهراً في حلك ِة هّه الطبقات‪ ،‬من‬

‫والعشق على أحجار هّه البئر‬


‫ِ‬ ‫معنى رموّ الكهانة‬
‫ُ‬
‫تمسك صولجانها‬ ‫العميقة ‪ .‬كيلوباترا ممد ًة في ِ‬
‫قااع البئر‬

‫يخرج من عظامها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والنور‬
‫ُ‬ ‫وعصاها‪ ،‬ويداها متصالبتانأ‬

‫وغيومك تبرع ُم الفاق‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تلتصق على التماثيل‬ ‫فراشاُت ِك‬
‫ُ‬
‫وأحرق أعواد الزعفرانأ‬ ‫لك‬ ‫ُ‬
‫أجفف السواقاي ِ‬ ‫وأنا‬

‫تجتمعين في أطرافي‬

‫أطرافك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وأتفرق في‬
‫معي ّ‬
‫كل هّه القافال ول أستطيع حبس يدّ‬
‫كل هّه القافال لكنك تصنعين أصابعي ّ‬
‫كل دقايقة‬ ‫معي ّ‬

‫وتحركينها مثل الفاعي‪ .‬تتركين على قامصاني طل َع ِك‬


‫ُ‬
‫إمارات‬ ‫وتهربين بين الطالبات‪ ،‬تنثرين البّور هّه‬

‫لكنك ل تعبأين‪.‬‬
‫خليق ٍة جديدة ِ‬

‫لكلب صغير‬
‫كاذب ٍ‬
‫نو ٌم ٌ‬
‫حارس‬
‫ٍ‬ ‫بألف‬
‫عأيون المحبين ترّ بعضها حتى ِ‬

‫كانت اليا ُم مثل أقاواس السهام الضارب ِة‪ ،‬اليام التي‬


‫لك؟ ماذا ُ‬
‫أفعل‬ ‫مرت والتي لم تمر‪ ،‬ماذا ُ‬
‫أفعل بشوقاي ِ‬

‫المطبّ‬
‫ِ‬ ‫أنت؟‪ ..‬في‬
‫باتجاهك؟ ولكن أين ِ‬
‫ِ‬ ‫تندفع‬
‫بحرارتي ُ‬
‫أنت؟‬
‫ثقيل‪ ..‬أين ِ‬ ‫نهار ّ‬
‫ممل‪ ..‬في ليل ٍ‬ ‫في السرير‪ ..‬في ٍ‬
‫ْ‬
‫فتحت غطاء البئر ورأت صورتها بعيدة على الماء‬

‫كيلوتاترا ما ّالت ممد ًة ّ‬


‫يشع من عظامها الضوء‬

‫كانت تدير رأسها في أكثر من اتجا ٍه لكي ترى كيلوتاترا‬

‫البار‬
‫ِ‬ ‫وسحر‬
‫ُ‬ ‫وسحر الصحرا ِء‬
‫ُ‬ ‫جيداً‪ُ ..‬‬
‫سحر الخراف ِة‬

‫‪464‬‬
‫الليبية‪ ..‬ماذا هناّ سوى عمود السماء الّي أدور‬

‫حوله بل نهاية‪.‬‬

‫البشر لعلّها تسمع شيئًا لكنها لم‬


‫ِ‬ ‫قاعر‬
‫الزهور إلى ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ألقت‬

‫البئر‬
‫تسمع‪ .‬نزعت ملبسها ونزلت إلى ِ‬
‫َ‬
‫هبوط طائر الّّ)با( إليها‬ ‫تنتظر‬
‫ُ‬ ‫كانت كيلوتاترا ممدّدة‬

‫وصلت إلى المياه وغطست فيها فخرجت امرأ ًة واحد ًة‬

‫وتسلقت أحجار البئر كأفعى‪.‬‬

‫تنفض الما َء عن‬ ‫ْ‬


‫وطلعت كيلوباترا ُ‬ ‫البئر‬ ‫ْ‬
‫وصلت إلى حاف ِة ِ‬
‫العبير‬
‫ِ‬ ‫جسدها‪ ..‬مسحت نهودها وأردافها بثياب‬

‫الثياب إلى العلى ولبستها وانحدرت نحو درنة‪.‬‬


‫َ‬ ‫ورفعت‬

‫هدية الغريب‬

‫مفتاح من الحجر‬
‫ٌ‬
‫أبواب البيوت‪،‬‬
‫َ‬ ‫لحجري ل يفتح‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ أنأ هّا المفتاح ا‬

‫ولكن خّيه لعلّه يفتح أبواب التاريّ‪ ..‬بالممس‬

‫ورأيتك من هناّ تتنشفين تحت‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫صعدت إلى السما ِء‪،‬‬
‫ُ‬
‫تغسل‬ ‫ّ‬
‫وتعطرين مفاتنك‪ ،‬ورأيت الملئكة‬ ‫الشمس‪،‬‬

‫لتحملك إلى مدينة‬


‫ِ‬ ‫تنتظر‬
‫ُ‬ ‫عرباتك‬
‫ِ‬ ‫جسد‪ ،‬وكانت‬
‫ِ‬
‫على البحر ُ‬
‫تفيض بالحسرات واللم‪ ..‬كانأ أهلها‬

‫ُيخطفونأ ول يعودونأ‪.‬‬
‫أعرّ أنأ هّا المفتاح الحجري ل يفتح إ ّ‬
‫ل الزمانأ‬

‫وأطوارّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫القصي ولكن خّيه لعلك تعرفين أطواري‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫مختبئة خلف نافّ ٍة‬ ‫كنت‪ ،‬في أيامي الماضية‪،‬‬
‫لعلك ِ‬
‫ِ‬

‫تنظرين إلى حياتي العاصفة وتضحكين‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫لك التماثيل في شعاب جسدي وفي‬
‫واليوم سأصنع ِ‬

‫بيدي‪،‬‬
‫البحر‪ ،‬أنا الّي سأصنعها ّ‬
‫ِ‬ ‫والمعابد وعلى ضفاّ‬

‫بيديك‬
‫ِ‬ ‫عليك هو المرور قاربها ولمسها‬ ‫ّ‬
‫وكل ما ِ‬

‫تظهر‬
‫ُ‬ ‫وهيئتك‬
‫ِ‬ ‫تتضح‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ملمحك‬
‫ِ‬

‫أعرفك عندما تمشين من بعيد‬


‫ِ‬

‫خطواتك الهادئة‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ‬

‫قافاّّ السود‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ‬

‫كلمك السريع‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ‬

‫عينيك‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ارتباّ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ‬

‫عيني‬ ‫ُ‬
‫تهطل فجأ ًة في ّ‬ ‫أساطيرّ التي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ‬

‫منك‬ ‫ُ‬
‫يتساقاط ِ‬ ‫الورد الّي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ‬

‫منك‬
‫تطير ِ‬
‫الطيور التي ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أعرّ‬
‫ُ‬
‫أعرّ كل هّا‬

‫أحبك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أعرّ لماذا ِ‬ ‫ول‬

‫بالقرمز‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫مطلية‬ ‫أجسادهم‬

‫وأرواحهم بالنور‬

‫مطلي بالعبير‬
‫ّ‬ ‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫لكن‬

‫والّهب‬
‫َ‬ ‫صورتك على ص ّ‬
‫لية النسور تطعمينها السماء‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫ّجاجية ومثل قارص شمسي يلمع‪ ،‬لعلك‬ ‫أنت ّبراقاة‬
‫ِ‬

‫المشربة بالدموع‬
‫ّ‬ ‫المحنّاة بالنبيّ العنبي الحمر‪ .‬لعلك‬

‫لعلك الشاردة القوام‪.‬‬


‫العاشقة ِ‬

‫يديك مثل سنبل ٍة‬


‫وشٌم على ِ‬

‫بطنك مثل سلسلة من النجوم‬


‫ِ‬ ‫وشٌم على‬

‫‪466‬‬
‫كتفك مثل خرّ أّرق‬
‫وشٌم على ِ‬

‫قادميك من حناء يأسر الطيور‬


‫ِ‬ ‫وشٌم على‬

‫إليك الندى‪،‬‬
‫تمشين مثل ّراف ٍة وتجّبين ِ‬

‫وشمك تعيد ترتيب الطبيعة‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أشكال‬

‫كانأ الملئكة تبكي‪ ،‬كأنأ الخل في أغللها تبكي‬

‫فنجانأ قاهوة‬
‫ِ‬ ‫رفع‬
‫أستطيع َ‬
‫ُ‬ ‫أستطيع الموت ول‬
‫ُ‬ ‫ل‬

‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫نسيانأ‬
‫َ‬ ‫أستطيع‬
‫ُ‬ ‫ول‬

‫تمشين وتهطلين‬

‫مطرّ بهّه الغزارة ؟‬


‫ِ‬ ‫لماذا‬

‫والمدنأ العتيقة ؟‬
‫َ‬ ‫الثغور‬
‫َ‬ ‫لماذا تختارين‬

‫شعرّ‬
‫ِ‬ ‫ل حزنأ مثل‬

‫أصابعك‬
‫ِ‬ ‫ل حزنأ مثل‬
‫مرة ُ‬
‫قاّفت نفسي في الصهيل‬

‫الورد‬
‫ِ‬ ‫بركانأ‬
‫ِ‬ ‫ومر ًة في‬

‫ومر ًة في ِ‬
‫يديك‬

‫آ ٍه منهما‪ ..‬لم أستطع غسل حزنهما الطويل‪.‬‬

‫مهما كانت يقظتك‬

‫ل بد من الخسارة في البّد الغريبة‬


‫عرباتك يا كيلوتاترا ولم َ‬
‫يبق سوى الغبار‬ ‫ِ‬ ‫خطفت أمامي‬

‫وهم‬
‫ماذا سأفعل بالغبار وبأشواقاي‪ ..‬أتراني على ٍ‬
‫ما معنى ّ‬
‫كل هّه اليام‬

‫أدونأ تاريّ اللهة‬


‫وأنا ّ‬
‫ما معنى أنأ أرى في المرآة نسلي القديم‬

‫‪467‬‬
‫ما معنى هّا الضوء يسمل عيوني‬

‫ما معنى أنأ أكونأ هنا‪ ..‬وتكونين هناّ‪.‬‬

‫بأشباح الماضي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أتصل‬ ‫ٌ‬
‫مضاعأفة وأنا‬ ‫خسارتي‬

‫لم يعد هناّ ما يغري‬


‫حقيبة سوداء هي ّ‬
‫كل ما خرجت به من بلدي‬

‫بكت على آلمي الطيور‬


‫كنت ُ‬
‫أخيط جراحاتي وأتقلب وحيداً‬ ‫ُ‬

‫ليس معي سوى أشباح التاريّ تلعب‬

‫أستطيع ملعبتها‬
‫ُ‬ ‫ول‬

‫لماذا تدفع بي خارج السوار؟‬

‫لماذا تغلق الباب بوجهي؟‬


‫ُ‬
‫يحترق الخشب في بيتي؟‬ ‫لماذا‬

‫َش َ‬
‫غرغأ ْم‬
‫َش َ‬
‫غرغأ ْم‬

‫أصابعنا من التراب‬

‫‪ -‬طار الحمام‬

‫كلنا رفعنا اليدي إلى العلى‬

‫‪ -‬طار الجمل‬
‫ُ‬
‫رفعت يدي لوحدي‬

‫علي‬
‫أخرجني الحكم من اللعبة وضحكوا ّ‬
‫يطير‬ ‫َ‬
‫الجمل َ‬ ‫ل بد أنأ أخرج لني دائمًا ُ‬
‫كنت أرى‬

‫يطير الجمل‬ ‫ُ‬


‫يدرّ معنى أنأ َ‬ ‫أين شاغال الّي‬

‫‪468‬‬
‫ل أحد معي سواي‬

‫كم مرة أبكي خيالي وأبكي مصيري !‬

‫كم مرة أضيع في بلد الشغ َ‬


‫َرغ ْم !‬

‫ل بد من الخسارة في البلد الغريبة‬


‫ُ‬
‫أحمل أطواق‬ ‫أدفع صندوقاي إلى )سوق الظلم( كي‬

‫وأثواب كيلوتاترا التي تدخل عرباتها السوق قابل أنأ‬

‫يجيء الفجر‪ ،‬ل أحد سوى القطط‪ ،‬تهبط في خرافة‬

‫الزمانأ قابل أنأ يحترق الزمانأ‬

‫الوداع‬
‫َ‬ ‫ترفع‬
‫يدي التي تضيء السوق ُ‬
‫كانت اليام مثل شرقانات دود ِة ّ‬
‫القز وكانأ الوقات‬

‫يغلبني فل أّول‪.‬‬

‫ماذا دهاني أيتها البروق‬


‫هّه المرأة ُ‬
‫تقف وتسُد َ‬
‫قاوس السماء على يديها‬

‫المرأ ُة الباسلة مثل الريح ومثل الجبال‬


‫تتزين لجلي ّ‬
‫كل يوم‬ ‫ُ‬ ‫هّه المرأةٌ التي‬

‫النور‬ ‫والتي ّ‬
‫تلف علبها ملءة ِ‬
‫والتي تعتني بإخفاء شوقاها الجارّ عند طرفي شفتيها‬

‫هّه المرأ ُة التي ّ‬


‫توسع من حدقاتها لتخفيني فيها‬
‫مشهد عواطفها الّبيحة ّ‬
‫كل يوم‬ ‫ِ‬ ‫التي ّ‬
‫تطل على‬

‫المطر وهي تبكي‬


‫َ‬ ‫التي تسقيني‬

‫شهر لجلها‬
‫القمر نهاية كل ٍ‬
‫التي يتحط ُم ُ‬
‫المرأ ُة التي نثرت ّ‬
‫كل هّه البّور‬
‫هّه المرأة ُ‬
‫تنبض النأ في شتاء اليام‬

‫وفي شوارع المدينة وفي أنفاسي‬

‫‪469‬‬
‫القدر يخ ّمر‬
‫ُ‬
‫يشرب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والموت‬

‫الحب‬ ‫ُ‬
‫أركض في الشوارع الخالية من ّ‬
‫ُ‬
‫أركض حول عمود السماء‬

‫اعثر على السماء أو الرض‬


‫دونأ أنأ َ‬
‫مائدتي َذُبلت وثيابي فقدت أصباغها‬
‫ً‬
‫رماديا ودوخاتي كثرت‬ ‫أصبح‬
‫َ‬ ‫شعري‬
‫ُ‬
‫جنيت سوى الحب؟‬ ‫ماذا‬

‫الشعر؟‬
‫َ‬ ‫ماذا ُ‬
‫قالت سوى‬
‫سقطت كيلوباترا من عربتها بعد أنأ ّ‬
‫عضها الثعبانأ‬
‫ُ‬
‫المخبأ في سلّة التين‪ ،‬صرخت ً‬
‫عبثا في شوارع درنة‬

‫أنادي واحداً من )البسولي( كي ينقّها من الس ّم‬


‫ً‬
‫جميعا‬ ‫كانوا قاد انقرضوا‬

‫جسد كيلوباترا ألّفه بعباءتها‬ ‫ُ‬


‫اغنحنيت على ِ‬

‫وأضعه على العربات التي ساطتها الرياح‬

‫بعيداً‪ ..‬بعيداً‪.‬‬

‫قبل تلويحة الوداع‬

‫رفد ّْ‬ ‫ُ‬


‫ويحول َ‬
‫منعك دونأ ِ‬ ‫ْ‬
‫وعدّ‬ ‫يبدو وعيُد ِّ قابل‬

‫‪470‬‬
‫بحمد ّْ‬ ‫َ‬
‫طيفك ل ِ‬ ‫فبحمد‬
‫ِ‬ ‫ويزور طيُف َك في الكرى‬

‫بدر التمام بنت محمد عبد الوهاب‬

‫حضورّ‬
‫ِ‬ ‫شاعر لرسم‬
‫ٍ‬ ‫للف‬
‫أنت بحاج ٍة ِ‬
‫ِ‬

‫يكتب عن َفم ِ‬
‫ِك فقط‬ ‫أنت بحاجة لشاعر ُ‬
‫ِ‬

‫مشيتك‬
‫ِ‬ ‫يكتب عن‬
‫ولشاعر ُ‬
‫ٍ‬
‫منك‬
‫يكتب عن النجوم التي تتطاير ِ‬
‫ولشاعر ُ‬
‫ٍ‬
‫صوتك الناعم‬
‫ِ‬ ‫يكتب عن‬
‫ولشاعر ُ‬
‫ٍ‬
‫منك‬ ‫الورد الّي ُ‬
‫يسقط ِ‬ ‫ِ‬ ‫يكتب عن‬
‫ولشاعر ُ‬
‫ٍ‬
‫حين تخطرين‬
‫ُ‬
‫تشتعل حين تضحكين‬ ‫يكتب عن الشموع التي‬
‫ولشاعر ُ‬
‫ٍ‬
‫رغباتك المم ّددة بهدوء في داخلك‬
‫ِ‬ ‫يكتب عن‬
‫ولشاعر ُ‬
‫ٍ‬
‫الخيول التي تحملك ّ‬
‫كل يوم‬ ‫ِ‬ ‫يكتب عن‬
‫ولشاعر ُ‬
‫ٍ‬
‫وُت ِ‬
‫بعدّ عني‬

‫ولشاعر‬
‫ٍ‬ ‫ولشاعر‪...‬‬
‫ٍ‬
‫أنت بحاج ٍة لدول ٍة من الشعراء‬
‫ِ‬

‫وحزين مثلي‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫غريب‬
‫ٍ‬ ‫لشاعر‬
‫ٍ‬ ‫ل‬

‫‪2‬‬

‫أصابعك‬
‫ِ‬ ‫أين ما ُء‬
‫َ‬

‫عندما سافحني آخر مرةٍ؟‬

‫‪471‬‬
‫كانأ ّ‬
‫يبل قالبي‬
‫كانأ ّ‬
‫يبل ليلي‬

‫وكانأ يفيضث على أوراقاي‬

‫أصابعك ؟‬
‫ِ‬ ‫أين ما ُء‬
‫َ‬

‫‪3‬‬

‫العّاب‬
‫ِ‬ ‫نوع من‬
‫إنه ٌ‬

‫يظهر بيننا‬
‫ُ‬ ‫وذلك الّي بدأ‬

‫مهلك‬
‫غير ٍ‬‫عّاب ُ‬
‫ٌ‬ ‫لكنه‬

‫تصنع الطعام‬
‫ُ‬ ‫النار التي‬
‫عّاب ِ‬‫ُ‬ ‫بل هو‬

‫الصبر الّي يدفع ُه اّيمانأ‬


‫ِ‬ ‫وعّاب‬
‫ُ‬

‫تطريز جميل‬
‫ٍ‬ ‫السهر على‬
‫َ‬ ‫وعّاب‬
‫ُ‬

‫الحواس‬
‫َ‬ ‫يورد‬
‫وعّاب اللم الّي ّ‬
‫ُ‬

‫العّاب الجميل‬
‫ُ‬ ‫إنه‬
‫نحن بحاج ٍة إليه ً‬
‫دائما‬ ‫العّاب الّي ُ‬
‫ُ‬

‫‪4‬‬

‫تهي ُم تانيت على وجهها‬


‫ٌ‬
‫حافية في صحرا ٍء ل نهاية لها‬ ‫أقادا ُمها‬
‫ُ‬
‫تمزق ثوبها‬ ‫ُ‬
‫الرمال‬

‫تقطر منها المياه‬


‫قاِرَبتها ُ‬
‫الرمال هّه‬
‫ِ‬ ‫بحار‬ ‫َ‬
‫أجدّ يا أتلنت وسط ِ‬ ‫‪ -‬أين‬
‫ُ‬
‫العطش َ‬
‫فتك بجنودي‬

‫فرت من صحبتي‬
‫الطيور ّ‬

‫‪472‬‬
‫أين َ‬
‫أنت يا أتلنت ؟‬

‫‪5‬‬
‫أنفخي على جروحي القديمة‪ُ ..‬‬
‫وسأشفى‬

‫جرح أناهيت‬
‫ِ‬ ‫إنفخي على‬

‫جرح سدوري‬
‫ِ‬ ‫إنفخي على‬

‫جرح تايكي‬
‫ِ‬ ‫إنفخي على‬

‫خدش ِك فع ّمقيه بس ّكينك‬


‫أما ُ‬

‫يتفتح‬
‫وانفخي عليه وأجعليه ُ‬

‫‪6‬‬
‫ٌ‬
‫هادئة‬ ‫أنك‬
‫مع ِ‬

‫دوي كالزلزال في داخلي‬


‫لمشيتك ّ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫لكن‬
‫ٌ‬
‫مبتسمة‬ ‫أنك‬
‫مع ِ‬
‫ٌ‬
‫عاتية‬ ‫ريح‬
‫لحزنك ٌ‬
‫ِ‬ ‫لكن‬
‫ٌ‬
‫حالمة‬ ‫أنك‬
‫مع ِ‬

‫قادميك‬
‫ِ‬ ‫كلب عند‬
‫الشمس تمشي مثل ٍ‬
‫َ‬ ‫لكن‬
‫ٌ‬
‫وديعة‬ ‫أنك‬
‫مع ِ‬

‫ترافقك‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫متجهمة‬ ‫لكن لبو ًة‬
‫ّ‬
‫أنك ٌ‬
‫عّبة‬ ‫مع ِ‬

‫لكن مرارةٌ تتركيها خلفك في دي‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫يتساقاط ورقاي‬

‫يتساقاط ورق أتلنت‬

‫‪473‬‬
‫عمود السماء‬
‫ِ‬ ‫يجر شبكته الفارغة حول‬
‫وأتلنت ّ‬
‫تتساقاط ثماره‪ ..‬تتساقاط جمراته‬

‫لحيته تطول‬

‫وجدائله تتج ّعد على متونه‬

‫مثقوب‬
‫ٍ‬ ‫جيب‬
‫يده النأ في ٍ‬
‫فرت منه‬
‫أغنامه ّ‬
‫وقاصبه ّ‬
‫تحطم‬ ‫ُ‬

‫ولم يعد في رأسه سوى الوجيج‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫أحب الغاني الحزينة‬


‫ّ‬

‫ُتّكرني ِ‬
‫بك‬

‫أحب اللم الّي فيها‬


‫ّ‬

‫يجعلني أتحسس المسافة التي بيننا‬

‫فولذ‬
‫ٍ‬ ‫صنعت من‬
‫المسافة التي ُ‬
‫أحب الغاني الحزينة‬
‫ّ‬

‫بك‬
‫تجعلني أفكر ِ‬

‫أحب بكا َء المغني‬


‫ّ‬

‫لنه يشبه بكائي‬

‫يأس المغني‬
‫أحب َ‬
‫ّ‬

‫استحضر بقو ٍة رحيلنا المحتوم‬


‫ُ‬ ‫لنه يجعلني‬

‫الشاحب في الغاني‬
‫َ‬ ‫الناي‬
‫أحب َ‬ ‫ّ‬

‫لنه يّ ّكرني بشفتيك‬

‫المقطوع الوتار‬
‫َ‬ ‫أحب الكمانأ‬
‫ّ‬

‫‪474‬‬
‫لنه يّ ّكرني بقلبك الموجوع‬

‫أحب الغاني الحزينة‬


‫ّ‬

‫بك‪.‬‬ ‫لنها تجعلني ُ‬


‫امتل ِ‬

‫‪9‬‬
‫ُ‬
‫تصرخ تانيت‬

‫رطب من أطرافها‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ويسقط‬

‫تقطر الضو َء في الليل‬


‫القمر التي ُ‬
‫إبنة ِ‬
‫تقطع من جسدها وُتطع ُم النساء‬
‫تتحرّ في ّ‬
‫كل التجاهات‬ ‫ُ‬ ‫الرمل وبوصلة‬
‫ِ‬ ‫ل شيء سوى‬

‫النار‬
‫ل شيء سوى ِ‬
‫ّ‬
‫تخضب أصابع تانيت‬

‫وعيونها التي تبحث في الفاق‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أنا بحاج ٍة لمن يحبني مجدداً‬

‫لروح جديدة تسري في أغنياتي‬


‫ٍ‬ ‫أنا بحاج ٍة‬
‫جديد ُ‬
‫يمل عظامي‬ ‫لمطر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أنا بحاج ٍة‬

‫ليد ترفعني من برك ِة أحزاني‬


‫أنا بحاج ٍة ٍ‬
‫ُ‬
‫يشرخ حياتي‬ ‫أنا بحاج ٍة لضو ٍء جديد‬
‫ُ‬
‫تحرق الطحالب‬ ‫لنار جديد ٍة‬
‫أنا بحاجة ٍ‬
‫التي علقت في قالبي‬

‫لزهور جديدة بين أصابعي‬


‫ٍ‬ ‫أنا بحاج ٍة‬

‫أنا بحاج ٍة‬

‫‪475‬‬
‫أنا بحاج ٍة لمن يحبني مجدداً‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫لست بعيداً ِ‬
‫عنك‬ ‫ُ‬

‫مكانأ عني؟‬
‫لماذا تبحثين في كل ٍ‬
‫قاربك‪..‬‬
‫أنا ِ‬

‫قاميصك‬
‫ِ‬ ‫يديك وتحت‬
‫بين ِ‬

‫خاتمك‬
‫ِ‬ ‫وفي‬

‫أّرارّ‬
‫ِ‬ ‫وفي‬

‫وعلى حافة كوب الشاهي الّي تشربين‬

‫أوراقاك‬
‫ِ‬ ‫وعلى‬

‫لك؟‬
‫ألوح ِ‬
‫إلي وأنا ّ‬
‫لماذا ل تنتبهين ّ‬

‫‪12‬‬
‫حكر على ّ‬
‫الفضة‬ ‫جلدّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فضة‬

‫كيف أفصلها من عائلة المعادنأ‬

‫حكر على الهواء‬


‫جلدّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فضة‬

‫أفتح نفقًا إليها‬


‫متى ُ‬
‫حكر على العيونأ‬
‫جلدّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فضة‬

‫متى أراها بيدي‬

‫حكر على الليل‬


‫جلد ٌ‬ ‫ُ‬
‫فضة ِ‬

‫الفجر يا تانيت‬
‫ُ‬ ‫متى يطلع‬

‫حكر على الماء‬


‫جلدّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فضة‬

‫متى أستح ُم بها‬

‫‪476‬‬
‫جلدّ أقاوى من رغباتي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فضة‬
‫لنها ٌ‬
‫فضة فع ً‬
‫ل‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫أنت ل تتقدمين خطو ًة واضحة باتجاهي‬


‫ِ‬
‫أنت تدورين َ‬
‫حول عمود السماء بعكس دوراتي‬ ‫ِ‬

‫يا إلهي‪..‬‬

‫لك‬
‫ما الّي جرى ِ‬

‫تسحقك‬
‫ِ‬ ‫عادات العمل والطعام والنوم‬

‫وتجعلك تدورين‬
‫ِ‬

‫أين عادات الحب الجميلة المدهشة‬


‫َ‬

‫حراّ‬
‫ِ‬ ‫أنت تنظرين إلى قافصي دونأ‬
‫ِ‬
‫أنت تسمعين أنين العصفور وتحسبينه تغريداً‬
‫ِ‬

‫بالصمت‬
‫ِ‬ ‫اكتفيت‬
‫ِ‬ ‫لقد‬
‫ً‬
‫أحيانا‬ ‫وبالرضا‬
‫ً‬
‫أحيانا أخرى‬ ‫وبالبتسام‬

‫‪14‬‬

‫بالمل‬
‫ِ‬ ‫الوعد‬
‫ِ‬ ‫لرؤيتك نوعًا من‬
‫ِ‬ ‫أصبح انتظاري‬
‫َ‬
‫أراّ‬ ‫ُ‬
‫أنبض بقو ٍة عندما ِ‬

‫بسيفك‬
‫ِ‬ ‫أشعر أنأ الهواء ّ‬
‫ينشق‬ ‫ُ‬
‫حولك‬
‫ِ‬ ‫السواد يلقي بظلله على الخرين من‬
‫َ‬ ‫وأنأ‬

‫أنت تزدادين ألقًا‬


‫بينما ِ‬

‫أنك تمطرين‬
‫أشعر ِ‬

‫‪477‬‬
‫يتصحر الخرونأ‬
‫ُ‬ ‫بينما‬

‫أنك تتدفقين‬
‫أشعر ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫يسكن الخرونأ‬ ‫بينما‬

‫لك‬
‫أصبح انتظاري ِ‬

‫انتظاراً للحياة‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫ستصلين إلى إيراسا‬

‫بك إلى شللها الحاني‬ ‫ُ‬


‫العربات ِ‬ ‫ستّهب‬

‫أما أنا فما ّلت أدور حول عمود السماء‬

‫في )تارسو موسى(‬

‫كم من المسافات بيننا‬

‫كم من الهروج السود‬

‫كم من الواوات‬

‫كم من الح ّمادات‬

‫ومضيت؟‬
‫ِ‬ ‫دفنت أتلنت في البئر‬
‫لماذا ِ‬
‫ً‬
‫علمة؟‬ ‫وضعت على حافة البئر النخلة‬
‫ِ‬ ‫لماذا‬

‫لماذا تركتني أدور في دولب ل نهاية له؟‬

‫لماذا‪ ..‬لماذا؟‬

‫‪16‬‬

‫هكّا بمهارة الصّيادة‬

‫ومضيت‬
‫ِ‬ ‫انتشلت الكثي من لحظاتي العابرة‬
‫ِ‬

‫‪478‬‬
‫هكّا حولتِها إلى ّمن أبدي‬

‫طلعك عليها‬
‫ِ‬ ‫هكّا انتشر‬

‫ببرقاك‬
‫ِ‬ ‫شحنت غيومها‬
‫ِ‬ ‫هكّا‬

‫هكّا بمهارة الصّيادة‬

‫اصطيادّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اصطدت من حاول‬
‫ِ‬

‫‪17‬‬

‫لسنوات طويل ٍة‬


‫ٍ‬
‫لم ُ‬
‫يهبط الندى على قالبي‬

‫لسنوات طويل ٍة‬


‫ٍ‬

‫تتشرب عروقاي بهّا الخدر اللّيّ‬


‫ُ‬ ‫لم‬

‫بك‬
‫الجدرانأ تخاطبني ِ‬

‫باسمك‬
‫ِ‬ ‫تهمس‬
‫ُ‬ ‫الشوارع‬
‫ُ‬

‫عنك‬ ‫ُ‬
‫تتحدّ ِ‬ ‫ملبسي‬

‫ملقى‬
‫كنت ً‬‫لسنوات طويلة ٍ ُ‬
‫ٍ‬

‫بين الجدرانأ والشوارع والملبس‬

‫دونأ هّا الندى‬

‫يلمس قالبي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الندى الّي‬

‫‪18‬‬

‫ابتسمي النأ‬

‫ابتسامتك فجراً ليومي‬


‫ِ‬ ‫لطالما كانت‬

‫‪479‬‬
‫ابتسمي النأ‬

‫ابتسامتك أحزاني‬
‫ِ‬ ‫لطالما محت‬

‫ابتسمي النأ‬

‫فلعلك عندما تبتسمين‬


‫ِ‬

‫شفاهك عيوني‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تمسك‬

‫لمستك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وهكّا أكونأ قاد‬

‫‪19‬‬

‫شالك؟‬
‫ألقيت ِ‬
‫أنك ِ‬
‫ماذا يحصل لو ِ‬

‫خيولك مزقات الستار بيننا؟‬


‫ِ‬ ‫ماذا يحصل لو أنأ‬

‫ثمرّ سقط في فمي؟‬


‫ِ‬ ‫ماذا يحصل لو أنأ‬

‫أنهارّ‬
‫ِ‬ ‫طيورّ حملت من‬
‫ِ‬ ‫ماذا يحصل لو أنأ‬
‫ً‬
‫سمكا إلى أنهاري؟‬

‫آبارّ؟‬
‫ِ‬ ‫كشفت عن‬
‫ِ‬ ‫ماذا يحصل لو‬
‫ٌ‬
‫قالبل من الضوء‬
‫ٌ‬
‫قاليل من المخّبا‬

‫لك‪ ..‬ولي‪.‬‬
‫فيه الكثير من السعادة ِ‬

‫‪20‬‬

‫بك‬ ‫ثمل ٌ‬
‫كفاية ِ‬ ‫غير ٍ‬
‫ُ‬
‫مطوح تمامًا بك‬
‫غير ّ‬
‫غير متّيم‬
‫ُ‬
‫ماذا تنتظرين‬

‫بك‬
‫أترع سكري وتطويحي وهيامي ِ‬
‫لكي ُ‬

‫‪480‬‬
‫ماذا تنتظرين؟‬

‫‪21‬‬
‫ّ‬
‫لعل درنة على وشك النعاس النأ‬
‫ٌ‬
‫متعبة‬ ‫لعلها‬

‫رأيك بأنأ تتسللي من بين أصابعها‬


‫ما ِ‬

‫إلي‬
‫وتأتين ّ‬
‫َ‬
‫الطريق بالزهور‬ ‫لك‬ ‫ُ‬
‫سأفرش ِ‬
‫ُ‬
‫وسأحّني الجدرانأ بآهاتي‬

‫وسأمل الدنيا بالغناء‬

‫وقابل ذلك‬

‫بسلم‬ ‫ُ‬
‫سأجعل درنة تنا ُم‬
‫ٍ‬

‫‪22‬‬

‫ّمن‬ ‫ُ‬
‫منّ ٍ‬
‫ٌ‬
‫حصانأ‬ ‫لم يصهل في جسدي‬
‫َ‬
‫صهل‬ ‫كما‬

‫عرفتك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عندما‬

‫‪23‬‬

‫أخرج بشمعتي الطويلة في ليل ِ درنة‬

‫عنك‬
‫وأبحث ِ‬

‫‪481‬‬
‫ل أ حد يراني‬
‫ً‬
‫طويلة تمشي في الهواء‬ ‫ً‬
‫شمعة‬ ‫لكنهم يرونأ‬

‫ل أحد يستوقافني‬

‫لكنهم يرونأ شعلة الضوء تتراقاص‬

‫قابس من روحي المضا َء ُة ِ‬


‫بك‬ ‫ُ‬
‫الشعلة هي ٌ‬ ‫هّه‬

‫ل أحد يراني‬

‫لكنهم يرونأ ضوءاً يصعب تفسيره‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫المرارة ليست في فمي‬

‫ول في أصابعي‬

‫إنها هناّ في أقاصى روحي‬

‫مثل نقط ٍة سوداء بشعة‬

‫وحش‬
‫ٍ‬ ‫علي وتتحول إلى‬ ‫ُ‬
‫تنتفض ّ‬ ‫قاد‬

‫وتفترسني‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫العطش في ّ‬
‫كل مكانأ‬ ‫ُ‬ ‫يفتك بي‬

‫شحيح‬
‫ٌ‬ ‫الما ُء‬
‫يقطر من الجبال قالي ً‬
‫ل‬ ‫الما ُء ُ‬
‫المطر ل يصل إلى الرض‬
‫ُ‬
‫تهرب إلى العماق‬
‫ُ‬ ‫الينابيع‬
‫ُ‬
‫الما ُء بعيد‪ ..‬بعيد‬

‫الما ُء في أجساد النساء‬

‫‪482‬‬
‫النساء بعيدات‬

‫ّ‬
‫أيديهن كوب ماء‬ ‫ليس في‬

‫النساء في المغاور‬

‫وفي متاريس من الحديد‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫النجوم التي تضي ُء غرفتي‬


‫ِ‬ ‫قاص‬
‫أرجوّ أنأ تؤجلي ّ‬
‫ِ‬

‫إغلق النافّة‬
‫ِ‬ ‫ل َ‬
‫قابل‬ ‫أرجوّ أنأ تتريثي قالي ً‬
‫ِ‬
‫أرجوّ أنأ تنسحبي قالي ً‬
‫ل‬ ‫ِ‬

‫امسك‬
‫ِ‬ ‫وتتركيني أتخلص من بقايا الوراق التي تحمل‬

‫خطواتك من الطريق إلى بيتي‬


‫ِ‬ ‫أرجوّ أنأ تشيلي‬
‫ِ‬

‫وتضعيها في سلّة‬

‫الورق‬
‫ِ‬ ‫تحولي قاصائدي إلى طّيارات من‬
‫أرجوّ أنأ ل ّ‬
‫ِ‬

‫وتتركيني استعيد سمائي‬

‫أرجوّ‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪27‬‬

‫الممرات وفي الشارع‬


‫ِ‬ ‫مثل نخل ٍة عال ٍة تمشين في‬
‫وتفيض ً‬
‫فضة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تصرخ‬ ‫مثل صفصاف ٍة‬

‫مكورة صغير ٍة ملقّية بين الناس‬


‫شمس ّ‬
‫مثل ٍ‬
‫الورد‬
‫ِ‬ ‫ثيف من‬
‫مثل هوا ٍء ٍ‬

‫الطهر‬
‫ِ‬ ‫مثل صل ٍة مغلق ٍة من‬

‫مثل سحاب ٍة بقدمين ويدين وابتسام ٍة‬

‫مثل ّهر ٍة فخم ٍة تضحك وتبكيأما أنا‪..‬‬

‫‪483‬‬
‫يراقاب كلّهّا ويزداد حزنًا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أعزل‬
‫ٍ‬ ‫فمثل‬

‫‪28‬‬

‫أمسك‪..‬‬
‫لم ّ‬
‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫لم أش ّم عبير‬

‫بك‬ ‫ُ‬
‫أتوضأ ِ‬ ‫لم‬

‫ببركاتك‬
‫ِ‬ ‫لم أكتو‬

‫كنوّّ‬
‫ِ‬ ‫لم تحمل يدي ً‬
‫شيئا من‬

‫بك‬
‫أتضرج ِ‬
‫ّ‬ ‫لم‬

‫لم أتحّنى بك‬

‫لم‪ ..‬لم‪ ..‬لم‬

‫لكن‪..‬‬

‫المرات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫معك لمئات‬ ‫أشعر أني ُ‬
‫فعلت كل هّا ِ‬ ‫ُ‬ ‫لماذا‬

‫‪29‬‬

‫ستغيبين عني‬
‫ٌ‬
‫غريبة‬ ‫طيور‬
‫ٌ‬ ‫وستجتاح غرفتي‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫نباتات سوداء‬ ‫ستنمو على جدرانها‬
‫وستلتهم صوري ٌ‬
‫ثولة ل طعم ول لونأ لها‬

‫سوّ تجتاحني الرياح‬


‫ُ‬
‫وسيمزق ُ‬
‫البرد أوصالي‬

‫كنت تماسكين أجزائي‬


‫لقد ِ‬

‫بك‬ ‫كنت ُ‬
‫أتدفأ ِ‬ ‫وقاد ُ‬

‫بحرارتك‬
‫ِ‬ ‫أشعر‬
‫ُ‬ ‫وقاد ُ‬
‫كنت‬

‫‪484‬‬
‫يخطر في بالي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أسمك كانأ‬
‫ِ‬ ‫لمجرد أنأ‬

‫‪30‬‬

‫تخرج مني‬
‫ُ‬ ‫أل ترين هّه اليادي الكثيرة التي‬

‫وجهك‬
‫ِ‬ ‫يٌد ِ‬
‫للمس الضو ِء على‬

‫روحك‬
‫ِ‬ ‫لزرع الندى في‬
‫ِ‬ ‫يٌد‬

‫فراشاتك‬
‫ِ‬ ‫يٌد لمداعبة‬

‫يٌد لش ّم عسلك‬

‫يٌد لكي أُتّبل قامرّ‬

‫خمرّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أغرّ‬ ‫يٌد لكي‬

‫حرائقك‬
‫ِ‬ ‫أخوض في‬
‫َ‬ ‫يٌد لكي‬

‫يٌد لكي أُغمض أصابعي ِ‬


‫فيك‬

‫قابابك‬ ‫يٌد لكي ّ‬


‫أتنسك تحت ِ‬

‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫الفجر على‬
‫َ‬ ‫يٌد لكي ّ‬
‫أطرّ‬
‫يٌد لكي ّ‬
‫أحل شعرّ وأنام فيه‬

‫أركض‬
‫َ‬ ‫يٌد لكي أتطوى‪ ..‬يٌد لكي‬

‫يٌد لكي ّ‬
‫أتجرح‪ ..‬يد لكي أتدافع‬

‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫يٌد لكي أتنفس‬

‫يدٌ‪ ..‬يدٌ‪ ..‬يدٌ‪...‬‬


‫لكن ّ‬
‫كل هّه اليدي‬

‫ما ّالت في جيوبي‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫لم استعمل من تلك اليادي‬

‫‪485‬‬
‫الوداع‬
‫ِ‬ ‫سوى ِيد‬

‫ل أقاوى على رفع يدي‬

‫إليك‬
‫ول أقاوى على النظر ِ‬

‫تبتعدين في الفاق‬

‫ويظهر عمود السماء‬

‫وكأنه عود ثقاب مقلوب‬

‫ُ‬
‫العود ذات يوم‬ ‫سيشتعل‬

‫وستمطر السماء‬
‫ُ‬
‫الرض خضراء‬ ‫وتصبح‬

‫أمامك‬
‫ِ‬ ‫لكنك لن ت جدي هّا الشاعر الغريب‬
‫ِ‬

‫واحد ل لدول ٍة من الشعراء‬


‫لشاعر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ستكونين بحاجة‬

‫وداعك‪ ..‬ل وداعي‪.‬‬


‫ِ‬ ‫لكنك لن تجدي أ؛داً وهّا‬
‫ِ‬

‫لوبا‬

‫يدي الصغيرتين بكل وسعهما‬ ‫ً‬


‫باسطة ّ‬

‫‪486‬‬
‫لجمع فيهما الفردوس‬
‫َ‬
‫أميلي ديكنسون‬

‫هبطت وحيدة في شوارع َ‬


‫درنة بقمصلتها الجلدية‬

‫السوداء وشعلة شعرها السود الملتهب تبحث عنه‪،‬‬


‫ً‬
‫طريحا قارب عمود السماءنأ كثر ما دار‬ ‫لكنه كانأ‬

‫ودارت به اليام‪ ،‬تشبه ديانا الصّيادة لكنها استبدلت‬


‫جعبة السهام بشبك ٍة‪ ،‬لم تره‪ ،‬تأملت طوي ً‬
‫ل منارات‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫رائحته كانت ً‬
‫قاوية فانشغلت‬ ‫ُ‬ ‫درنة وتكاياها لكن‬

‫بالبحث عنه لكنها لم تره‪ .‬دخلت إلى البريد‪ ..‬كانأ‬


‫يصرخ م ً‬
‫هاتفا سيدرا‪ ..‬لكنها لم تره‪ ،‬مشت في شارع‬ ‫ُ‬

‫َ‬
‫عطف إلى‬ ‫ْ‬
‫حشيشه وكانأ يمشي فيه لكنها لم تره‪،‬‬

‫مكتب ٍة فدخلت وراء رائحته لكنها لم تره ولم يرها‪.‬‬

‫يجعلني الح ّبث وكأني قد خلعت حذائي‬


‫ُ‬
‫حافية عألى المياه‬ ‫ُ‬
‫ومشيت‬

‫مشت حافية على المياه‪ ،‬رفعت يدها فوق حاجبها‬

‫تفتش في الفاق‪ ،‬كانأ منحنيًا عل جراح ِه‪ ،‬نال‬


‫وهي ُ‬

‫منه العطش وذوت عيناه ّ‬


‫وتهدل شعر ُه على كتفيه‪،‬‬

‫ناّّ‪ ،‬كانت تنادي عليه لكنه‬


‫ٍ‬ ‫أصبح غريبًا مثل ٍ‬
‫ذئب‬

‫ل يجيب‪.‬‬

‫بمنطاد إلى العأالي‬


‫ٍ‬ ‫أرتفع‬
‫ُ‬ ‫يجعلني الحب وكأنني‬

‫يجعلني وكأنني لن أعأود إلى الرض‬

‫‪487‬‬
‫منطادها فطار فوق درنة‪ ،‬وكانت تحمل‬
‫َ‬ ‫صعدت‬

‫ناظوراً لتبحث عنه‪ ،‬لكنه كانأ طريحًا قارب عمود‬


‫الطيور منه ول ّ‬
‫يدل عليه دخانأ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫السماء ل تقترب‬
‫ً‬
‫عالية وكانأ هو متناثراً في جحيمه‪،‬‬ ‫كانت )لوبا(‬

‫النظر عنه ول تعود إلى الرض ّ‬


‫لكن‬ ‫َ‬ ‫قاررت أنأ تصرّ‬

‫منطادها هبط في باب طبرق وسّد الشوارع والطرقاات‪.‬‬


‫َ‬

‫َ‬
‫وقعت في غأرامي‬ ‫إذا‬
‫فمن الفضل أن تحتفظ باثنين من ّ‬
‫كل ش يء‬

‫حتى إذا نسيت أحدهما تذكرت الخر‬

‫وضعت وتداً في باب طبرق ووتداً في شارع ّ‬


‫)وسع بالك(‬ ‫ْ‬

‫وربطت بينهما خيطها الرفيع وأحسنت توتره‬


‫ً‬
‫لمعا وبدأت تمشي عليه‪،‬‬ ‫فاّتضح الخيط فوق درنة‬
‫ً‬
‫قاميصا ورمته‬ ‫لظمت إبرتها وبدأت تخيط‪ ..‬خاطت له‬
‫ً‬
‫شرشفا ورمته لكنه‬ ‫لكنه لم يسقط فوقاه‪ ،‬خاطت له‬

‫حلّق إلى البحر‪ ،‬خاطت له خاتما فلم يصل إلى يده‪،‬‬

‫خاطت له أّهاراً فلم تصله‪.‬‬

‫َ‬
‫وقعت في غأرامي‬ ‫إذا‬

‫فمن الطبيعي أن تعدد مرايا البيت‬

‫لكي تراقب ازدياد وسامتك‬

‫مكسرة وكؤوسه‬ ‫ما ّال مغشيًا عليه ل ُ‬


‫يفيق‪ ،‬مراياه ّ‬
‫ٌ‬
‫صدئة وصحوهه يغطيها الغبار‪ .‬عيونها‬ ‫ّ‬
‫مفطرة‪ ،‬ملعقته‬
‫ُ‬
‫تفيض بالشرار وأصابعها الصغيرة تحت خاصرتها وهي‬

‫‪488‬‬
‫قاطع متناثرة دونأ أنأ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تنظر تحطم القمر‪ ،‬كل شهر‪ ،‬إلى ٍ‬
‫مر‬ ‫ُ‬
‫واّجاّات‪ّ ..‬‬ ‫مر رمضانأ ومرت العياد‬
‫تجده‪ّ ،‬‬
‫وقات طويل‪ :‬أيها الحمق‪ ..‬أين أنت؟‬

‫َ‬
‫وقعت في غأرامي فمن الفضل‬ ‫إذا‬
‫ّ‬
‫تحتفظ بقنينة عأطر صغير ٍة جدًا‬ ‫أن‬
‫ّ‬
‫المفضل‬ ‫َ‬
‫جسدك ستكون عأطري‬ ‫لن رائحة‬

‫الغنوصي‬
‫ّ‬ ‫علي يتوقاد تحت رماد السنين‪ ،‬ماذا أيها‬
‫جمر ّ‬
‫تهب‬
‫القتيل‪ ،‬تنانيرها وشعرها وخواتمها تتطاير وهي ّ‬
‫ً‬
‫مسرعة تبحث عنه‪ ،‬أسماّ دمها تلبط وبعضها ُ‬
‫يقفز إلى‬

‫الشارع لكنه مس ّم ٌر في صليب حرائقه‪ ،‬كتبت التاريّ‬

‫طين المساجد والصوامع والسوحل‪،‬‬


‫بما ٍء وقارأه على ِ‬
‫ُ‬
‫ونحلة مندا تقطعانأ‬ ‫قاالت لغتي قافلي وبوابتي‪ ،‬ن ُ‬
‫َحلة بابل‬

‫الشوارع دونأ أنأ يفيق‪.‬‬

‫َ‬
‫وحدّ تستطيع أنأ ترى أجنحتي‬

‫وحدّ‪.‬‬

‫وتجمع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تطوّ فوق المدين ِة‬ ‫فتح عينيه ورأى أجنحتها‬

‫قاطعه المبعثرة فرفع يد ُه نحوها‪ ،‬هبطت لوبا بسرع ٍة إليه‬

‫نسرها‪ ،‬فرشت شبكتها ووضعته‬


‫مثل رخم ٍة تخاّ على ِ‬
‫فيها وحملت ُه إلى كهفها ونزعت ثيابه وح ّممته وغسلت‬

‫شعر ُه وصنعت له طعامًا وضمّدت جراحه‪ ،‬كانأ ذلك‬

‫الحارة أيقظته‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مثيراً جداًنأ ٌ‬
‫لمسة من أصابعها على شفافه‬

‫الساحر‪ ،‬وجهها الشهواني‬


‫ِ‬ ‫أتضحت معال ُم جسدها‬

‫‪489‬‬
‫ورقابتها المثار ُة وصدرها المحمو ُم وأطرافها المكتنزة‬

‫وركبتها الدرّية‪ ..‬كانت تعلّق عل جيدها عقدا بقرص‬

‫شّري‪.‬‬

‫وحدك تم ّيز سحري من مكري‬

‫ووحدك تعرف جوهر أنوثتي‬

‫تحرّ )جسر المسب( في داخله ورآها في صفحات‬

‫تقفز‬ ‫ً‬
‫صبيا في المحاويل‪ .‬كانت ُ‬ ‫صوره عندما كانأ‬
‫قارب برج بابل وقارب ّ‬
‫التل الّي يحتوي سفينة‬ ‫كالغزالة َ‬
‫الّهب‪ ،‬كانت هناّ َ‬
‫خلف نقوش النسا ِء واّلهات‬

‫تجمع رموّها وأدواتها‪ .‬شكلها يثير الشجر ويجعل‬


‫ُ‬
‫الرجال فتعمى عيونهم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫تتناسل أما‬ ‫الحيوانات‬

‫أجمد الهواء حولك‬


‫أريد أن ّ‬
‫أريد أن أحوله إلى زجاج‬

‫بك وحدي‬
‫أنفرد ِ‬
‫َ‬ ‫لكي‬

‫قاطفت ّهر ًة ِ‬
‫كنت تتنفسين في قالبها‪ ،‬وعندما‬ ‫ُ‬ ‫عندما‬

‫كنت في‬ ‫كنت في صدري‪ ،‬وعندما ُ‬


‫بكيت ِ‬ ‫ُ‬
‫شهقت ِ‬

‫دموعي‪ ،‬وعندما صلّيت ِ‬


‫كنت في دعائي‪ ،‬وعندما‬

‫كنت في حنجرتي‪ ،‬وعندما ف ّكرت برحيلي‬ ‫ُ‬


‫صرخت ِ‬

‫وكنت على وشك الجنونأ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫الموت‬
‫ِ‬ ‫وشك‬ ‫عنك ُ‬
‫كنت على ِ‬ ‫ِ‬

‫في الكلمات المحرمة‬

‫سعادتي‬

‫‪490‬‬
‫إلي‪ ،‬أم‬ ‫إسمعي‪ُ :‬‬
‫لست بعينين لكي أعرّ هل جئت ّ‬
‫الوقات فجراً‬
‫ُ‬ ‫إيروسك نحوي؟ أكانأ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫الطفل‬ ‫بعثت‬
‫ِ‬

‫لتشيلي عتمة الكونأ؟ أكانأ الوقات ظهراً لتداوي ّحمة‬

‫لست بعينين‬ ‫الوقات لي ً‬


‫ل لكونأ‪ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫الشمس؟ أ كانأ‬

‫تفاصيلك‬
‫ِ‬ ‫لكي أعرّ‬

‫يا طير الذهب‬


‫والناس من ْ‬
‫فضة‬ ‫ُ‬
‫فيك‬ ‫ُ‬
‫وكنت أحاول العوم ِ‬ ‫عسكل‪..‬‬
‫ِ‬ ‫طمس جسدي في‬

‫ذهبك يتلل‪ ،‬كانأ‬


‫لكنك دفعت بي إلى السفل حيث ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يتدفق مني‪ ،‬أنا‬ ‫صدعا أو ً‬
‫رتقا في المنطق‪ ،‬كانأ الكلم‬ ‫ً‬

‫الكلم كله‪ .‬عسل ُه ّ‬


‫ومره‪ ،‬ما فائدة الفم دوني‪ ،‬كنت‬
‫ً‬
‫غروبا‪ ،‬عندما خرجت إلى‬ ‫تمطرين أو كانأ الوقات‬

‫ماءّ على جدرانأ البيوت‬ ‫شوارع درنة ُ‬


‫كنت أشاهد ِ‬

‫وعلى واجهات السيارات‪.‬‬

‫بك‬
‫ل تختبري هيامي ِ‬

‫الطيور عأني‬
‫ُ‬ ‫فهذا ما تعرفه‬

‫وما تعرفه الفراشات‬

‫لثدييك اللّين ينبضانأ في فمي‪ ،‬الكرّ‪ ،‬القيمر‪،‬‬


‫ِ‬ ‫يا‬

‫جلدّ‪ ،‬كم تأوهت‬


‫ِ‬ ‫الخمر الّي ُ‬
‫ينبض تحت‬ ‫ُ‬ ‫العنب‪،‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫تراشقت مع‬ ‫أحفر في طينهما جهاتي‪ ،‬كم‬
‫إلى مثلهما ُ‬
‫النجم سهامًا وحصى‪.‬‬

‫‪491‬‬
‫أتنفسك‬
‫ِ‬

‫بعرقك‬
‫ِ‬ ‫تعطر‬
‫ُ‬
‫)المخابيل( كتابنا الوحيد الّي كتبناه بأصابع أقادامنا‪،‬‬

‫كتبناه على ساحل المتوسط وكتبناه على شوارع درنة‪،‬‬

‫كهفك وكتبناه على كاميو لوبا‪،‬‬


‫وكتبناه على سجادة ِ‬

‫وكتبناه على حصى المصيف‪ ،‬وكتبناه على الرمل‬

‫وكتبناه على مدافن الماء وكتبناه على الغاني‬

‫تنسج ما تشاء‬
‫ُ‬ ‫هل ندع مخيلتهم‬

‫ونعيش أنا وأنت في ألذ وأحلى حلم‬

‫وليحدثا ما يحدثا‪.‬‬

‫خلعنا أحّيتنا ودخلنا إلى بحر درنة‪ ،‬يدي في يديك‪،‬‬


‫ودمعك كانأ غزيراً جمعته مثل ّ‬
‫عش على البحر‪،‬‬ ‫ِ‬

‫وضحكك كانأ غزيراً جمعته مثل ٍ‬


‫ّهر‪ُ ،‬‬
‫كنت على‬

‫الموج بيننا يحصي الكلم‬


‫ُ‬ ‫وجع وكانأ‬
‫راحتيك أغني من ٍ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يتساقاط في البحر‪.‬‬ ‫الماجن الجميل الّي‬

‫عأليك‬
‫أخاف ِ‬‫ُ‬

‫سيسرقك مني‬
‫ِ‬ ‫كما لو أن طيرًا‬

‫فصين من ذهب تعارّ صدري‬


‫أريد النهود التي نثل ّ‬
‫طاستيك أغفو‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وأشهق في‬ ‫وظهري ويدي وفمي‪،‬‬

‫فرح‬
‫وأنصح من ٍ‬
‫ُ‬ ‫وأصحو وأعلو وأدنو وأهوى العسل‪،‬‬
‫ُ‬
‫الخبل‪.‬‬ ‫ل ل تقال‪ ،‬فكم ٌ‬
‫خبل مثل هّا‬ ‫ُجم ً‬

‫‪492‬‬
‫ما أشد براءة دموعأي‬

‫تلويحاتك للخرين‬
‫ِ‬ ‫وما أ لعن‬

‫فيك‬ ‫يديك‪ ،‬كلما ُ‬


‫أثرت ِ‬ ‫صدرّ والسماء في ِ‬
‫ِ‬ ‫النجوم في‬
‫ُ‬
‫وكنت‬ ‫نهرّ‬
‫ِ‬ ‫تمرح في‬
‫ُ‬ ‫شهقت كانت الديوّ‬
‫ِ‬ ‫كوكبًا‬
‫ُ‬
‫وملت‬ ‫أش ّدّ حبلي حول خصري ملت كفوفي طيبا‬

‫وطلعت من البحر‬
‫ِ‬ ‫إليك حافيًا‬ ‫ُ‬
‫مشيت ِ‬ ‫سللك ذهبًا‪،‬‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫شهية‪.‬‬ ‫ً‬
‫مالحة‬

‫أريدك‬
‫ِ‬ ‫أريدك‪..‬‬
‫ِ‬

‫الماء‬
‫ِ‬ ‫وحق هوانا الذي رفرف مثل الطيور عألى‬

‫عأطش‬
‫ٍ‬ ‫وحق الشفاه التي تتوهج من‬

‫وأجمع في حقيبتي أبراجنا‪ :‬العنكبوت‪،‬‬


‫ُ‬ ‫سأمضي إلى بغداد‬

‫الحصانأ‪ ،‬الفارس‪ ،‬الحمام‪ ،‬أبو الجنيب‪ ،‬ا لمخمل‪،‬‬

‫العقرب‪ ،‬الجمل‪ ،‬العسل‪ ،‬الكوكب‪ ،‬الكرسي‪،‬‬

‫سأدور دولب أبراجي هناّ عساّ تضعيني‬


‫وراعل‪ّ .‬‬
‫مجيئك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫سأنتظرّ وأشرب نخب‬
‫ِ‬ ‫في العالي‪،‬‬

‫السومرية أحّم‬

‫‪493‬‬
‫في اّتضاح جحيمها وفراديسها العالية‬

‫‪2002‬‬

‫في ظهور ليليث‬

‫‪494‬‬
‫أكتب بها قاصتي‪ ،‬أحكي بها‬
‫القصب‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫لم أفز إ ّ‬
‫ل بقبضة‬
‫مر بي‪ .‬راحت عيوني من بكا ٍء بعد ّ‬
‫عز معك‪،‬‬ ‫لليل ما ّ‬
‫قاصت عظامي هجرانات أيديك التي كانت تداويني‪..‬‬
‫ّ‬
‫شوية قاطن‪ ..‬شوية يود‪ ..‬شوية ورد‪ ،‬ض ّمت رأسي‬

‫في‪ ،‬يا سّباح روحي‬


‫الحارين فدبت الحياة ّ‬
‫ّ‬ ‫إلى ثدييها‬

‫أطر ُّ المنديل ِ‬
‫لك‪.‬‬ ‫يا بعد روحي‪ ،‬ما ُ‬
‫ّلت ّ‬
‫لمساتك‪ ،‬أمشي‬
‫ِ‬ ‫قاصت سبيكاتي‬
‫خنجرّ‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫قاص لحائي‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫هاطل‪ ،‬أمشي‬ ‫والعنب‬
‫ُ‬ ‫تصيح بي‪ ،‬أمشي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والدفوّ‬

‫والورد ينش ّقث أمام عيوني‪ ،‬ورد اليد‪ ،‬ور ُد الخّد‪ ،‬ورد الساق‬
‫ً‬
‫جامحة نافر ًة مستحمة‬ ‫أحبك‬
‫أمرحي‪ ..‬أمرحي بأيامي‪ِ .‬‬

‫علي الحّيات‬
‫أحبك كالطعن ِة يا ليليوت‪ّ ،‬حنت ّ‬
‫بالمطر‪ِ ..‬‬

‫علي السكرانأ آخر‬


‫حن ّ‬‫الحارس‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫علي‬
‫حن ّ‬‫ولم تحّني‪ّ ،‬‬

‫علي الجيرانأ‪..‬‬
‫حن ّ‬‫الليل‪ّ ،‬‬

‫أرسلت حّياتك لي‬


‫ِ‬ ‫متى تداوين جروحي‪..‬‬
‫ُ‬
‫النائمة تحت‬ ‫حّيتك الملتّفة على أعمدة بيتي‪ ،‬حّيتك‬

‫سريري‪ ،‬حّيتك الواقافة في نافّتي‪ ،‬حّيتك التي ُتق ّمطني‪.‬‬

‫ُج ّري دلوي‪ّ ،‬جري حبلي‬

‫قومي ودقي عأظامي‪ ،‬إركبي وسوقي‬

‫الروح‪ ،‬تعالي وانفضي عني غيومي‪ ،‬بس‬


‫ِ‬ ‫تعالي يا صل َة‬
‫تعالي‪ ،‬تعالي ً‬
‫ليلة قامراء واجتاحي ظلمي‪ ،‬تعالي‬

‫عطرّ‪ ،‬ولتكن‬
‫ِ‬ ‫واجرسيني وامسحي جسمي بزيت‬
‫وشهواتك ُ‬
‫تمل دمي‪ ،‬لتكن‬ ‫ِ‬ ‫نّيرات جسدّ في جسدي‬

‫منك‬
‫نهود منتشرة على الجرّ مثل السماّ وليخرج ِ‬
‫ِ‬

‫‪495‬‬
‫ومني أبنا ٌء مثل العشب‪.‬‬
‫تصويرّ َ‬
‫فوق الفق‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يسيل‬

‫المطار‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتسيل‬ ‫ُ‬
‫تسيل الملئكة معه‪..‬‬

‫ذهب تطلعين من أعماقاي‪ ..‬تعالي‬


‫وأنت مثل شجر ِة ٍ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الطبول‪،‬‬ ‫لنقرع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الطلل‪ ،‬تعالي‬ ‫لنصلي معًا‪ ،‬تعالي ّ‬
‫لنهد‬

‫في النار ضاعت خيولي‪ ،‬في النار ماعت صحوني‪ .‬اليوم‬

‫وج مشعلي‪ ،‬واليوم فاض فراتي‬


‫النار‪ ،‬واليوم ّ‬ ‫ُ‬
‫طلعت من ِ‬
‫فجر وكانأ فٌم‪ٌ ..‬‬
‫شمل واحدٌ‪.‬‬ ‫واليوم يدي تنطرّ‪ ،‬وكانأ ٌ‬

‫َ‬
‫الجبل‬ ‫ْ‬
‫وصعدت‬ ‫َ‬
‫السنابل عألى المياه‬ ‫ْ‬
‫فركت‬

‫حصا ُنها ُ‬
‫يثير شهوة النبات‬

‫الرض وهو يتدلى‬


‫َ‬ ‫رمحها كانأ ُ‬
‫يخيط‬

‫النور من‬ ‫ُ‬


‫ضعت في شباكها ل أمّيز َ‬ ‫حسدتها اللهة‪،‬‬
‫الظلم‪ ،‬أصابعي تبرها وعيوني نحلها‪ّ ،‬‬
‫وكل وجهي‬

‫ندى في شفاهي‪،‬‬
‫ندى في عيوني‪ً ،‬‬
‫بخار جسدها‪ً ،‬‬
‫يغطيه ُ‬
‫يصيح وخرافاتها‬
‫ُ‬ ‫مطر أبواقاها‬
‫ندى يقطر من شعري‪ُ ،‬‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫تفيض على الناس‪ ،‬نسرانأ يتحطمانأ في العالي‪ ،‬أيتها‬
‫دخانأ ُ‬
‫يمل جروحي‪ ،‬أيتها‬ ‫ولك ٌ‬
‫القاصة ّجاجي بثبات ِ‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫بّرت‬ ‫هيكلك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫بّرت القر َم في‬ ‫ُ‬
‫الناهضة من أوجاري‪،‬‬

‫بّرت أجّنة النجوم وعجنت الغيو َم في‬


‫ُ‬ ‫أمشاج السما ِء‪،‬‬
‫َ‬
‫أعاليك‪ ،‬أرفعيني يا باذرة الرض أرفعيني‪.‬‬
‫ِ‬
‫رفعتني‪ّ ..‬‬
‫كل شي ٍء كانأ ورداً‪ ّ.‬وكانأ ٌ‬
‫فجر وكانأ فٌم‬
‫ٌ‬
‫شمل واحدٌ‪.‬‬

‫‪496‬‬
‫ال أكبر يا زماني‬

‫ال أكبر يا ناس‬

‫ال أكبر يا ّماني‪ ..‬ال أكبر يا ناس‬

‫موجرات من الدمع والشهوة‬ ‫ُ‬


‫والعيونأ ّ‬ ‫ال أكبر‬

‫نار في عظامي تشتعل‬


‫مالي لونأ‪ ،‬مالي طعم‪ٌ ،‬‬
‫طير الّهب‬
‫يا َ‬
‫َ‬
‫أريدّ يا حبيبي ول أريد اليوم غيرّ‬

‫أنا أما أموت أو تعمى عيوني‪.‬‬

‫خشبة‬
‫ٍ‬ ‫إنتظرتني عألى‬

‫شهواتك‬
‫ِ‬ ‫الطيور من‬
‫ُ‬ ‫فأكلت‬

‫وأنت‬ ‫ُ‬
‫ويتطين‪ِ ،‬‬ ‫النهر يتيه‬
‫فضتك لكن َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فضة النهر تغطي‬
‫ُ‬
‫أغسل‬ ‫يلمع وأنا‬
‫حصانك ُ‬
‫ِ‬ ‫تتجمعين وتش ّعين‪ ،‬جلد‬
‫ّ‬
‫والصخور في سطح السماء‬
‫ُ‬ ‫المراكب‬
‫ُ‬ ‫أقاواسي في الليل‪،‬‬

‫وخيامك‬
‫ِ‬ ‫تلوح بالمحبة‬
‫مقالعك ّ‬
‫ِ‬ ‫ستر‬
‫كفيك‪ُ ،‬‬
‫سطح ِ‬
‫ِ‬ ‫وفي‬
‫لولّ لما شاطت أصابعي ّ‬
‫باللّة‪ ،‬كنت‬ ‫ِ‬ ‫بالدفوّ‪ ،‬يا ليل‬

‫يفور دمي‬ ‫ُ‬


‫أقارعه حتى ُ‬ ‫ُ‬
‫وكنت‬ ‫إلي دّفك المخضب‬
‫ترمين ّ‬
‫وأنت في‬
‫الرض بل عل ِ‬
‫ِ‬ ‫بك على‬
‫بالنهار‪ ،‬لم يقع ولهي ِ‬

‫مجامري تتح ّمرين مثل ياقاوتة‪.‬‬

‫قارات العيونأ‪ ،‬انتظرتني على‬ ‫أنت هناّ‪ ،‬أعني َ‬


‫فوق ّ‬ ‫ِ‬

‫شهواتك ولم تشبع‪ ،‬تمطرين‬


‫ِ‬ ‫الطيور من‬
‫ُ‬ ‫خشب ٍة فأكلت‬

‫بفمك‪..‬‬
‫أستجير ِ‬
‫ُ‬ ‫مخابئك فتجديني‬
‫ِ‬ ‫صفاتك وتتراجعين نحو‬
‫ِ‬
‫فجر وكانأ فٌم‪ٌ ..‬‬
‫شمل واحدٌ‪.‬‬ ‫وكانأ ٌ‬
‫َ‬

‫‪497‬‬
‫جسدها‬
‫يا مصباح إشهد أن َ‬

‫القمر‬
‫ِ‬ ‫ضوء‬
‫ِ‬ ‫أصفى من‬
‫يا مصباح اشهد أنأ جسدها ُ‬
‫يبرق‬

‫اشهد يا مصباح أنها تشبه النخلة وتمرها النجوم‬


‫ُ‬
‫الغبش ورفيفها ندى الفجر‬ ‫رائحتها‬
‫ُ‬
‫السارقاة‬ ‫تقطر عس ً‬
‫ل يا مصباح‪ ،‬الري ُم‬ ‫إشهد يا مصباح‪ُ ،‬‬
‫العاج المشتعل‪ُ ،‬‬
‫الليلة ذات الشعر‬ ‫ُ‬ ‫برج‬
‫الوديانأ بقفزاتها‪ُ ،‬‬
‫التمري‪ ،‬انفصلت ُيدها عن المياه‪ ..‬انفصلت أكتافها‬

‫ينبوع حمائلها انفجر وانفصلت ُذ ّريتها‬


‫ُ‬ ‫َ‬
‫انفصل ساقاها‪،‬‬

‫ورد‪.‬‬
‫وسيوّ من ِ‬
‫ٍ‬ ‫طلع‬
‫عن ٍ‬
‫ُ‬
‫يتعرق ظهرها ومطرها‬ ‫ُ‬
‫يتعرق الثديانأ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫تتعرق رقابتها‪،‬‬
‫ُ‬
‫ينزل في كفوفي ويطليني‪.‬‬
‫ولمحت نحاسي ّ‬
‫يتفطر‬ ‫ِ‬ ‫ينتشر‬
‫ُ‬ ‫خضاب عيوني‬
‫َ‬ ‫لمحت‬
‫ِ‬ ‫أنت‬
‫ِ‬

‫صار خبزاً لي‬


‫طينك َ‬
‫ِ‬ ‫ثيابك ّ‬
‫وذثرتني بها‪،‬‬ ‫ولملمت ِ‬
‫ِ‬
‫فجر وكانأ ضٌم‪ٌ ..‬‬
‫شمل واحدٌ‪.‬‬ ‫وكانأ ٌ‬

‫كبد الخروف‬
‫لون ِ‬
‫ُ‬

‫لون شفتيها‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫العاشق التفاتها إليه بالشروق‬ ‫فس َر هّا‬
‫ومن جنونه عليها ّ‬
‫الشمس‪ ،‬قاال له ال ّعراّ ل تشبهها‬
‫ِ‬ ‫وانصرافها عنه بكسر‬
‫لونأ يديها ٌ‬
‫عالق بالغيم‪ُ ،‬‬
‫لونأ صدرها البيض‬ ‫امرأةٌ‪ُ ،‬‬

‫الدفوّ في‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حرقاة‬ ‫والحمر من تب ّدل الدمع بعينيها بكاء‪،‬‬

‫ظلم جسمها‪ ،‬اشتعال وانطفاء بركانأ هواها‪ ،‬قاالها‬


‫ال ّعراّ لونأ كبد الخروّ لونأ شفتيها‪ْ ،‬‬
‫انتبه اليو َم إلى‬

‫‪498‬‬
‫توت كلّما مس ثمارها الهواء‬
‫كلمها‪ ،‬قاال هّا جلُد ٍ‬

‫فاضت‪ ،‬كانأ غارقاًا في ّ‬


‫جرة العسل وكانأ ل يقدر أنأ‬

‫فحرّ الكلم نهر ساقاها‪ّ ،‬‬


‫وشد حبل‬ ‫يكونأ غير وردها ّ‬
‫الريح وشمعدانأ‬
‫ُ‬ ‫جيده وطار‪ ،‬فخّاه بين القصب ِة ونعله‬

‫عينيه ُيضيء الليل‪.‬‬

‫امرأ ٌة ل تموت أبدًا بسبب الشعر ِة الفضية الوحيدة‬

‫في شعرها السورد الطويل‬

‫الجمر‪ ،‬كانأ يريد‬


‫ِ‬ ‫العراّ قابضة البخور فوق‬ ‫ً‬
‫ثانية‪ ،‬رمى ّ‬
‫تفسير ّ‬
‫تبدل أحوالها من رحيم ٍة إلى قااسي ٍة إلى واجم ٍة إلى‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫حروّ‬ ‫البخور المتصاعد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫دخانأ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أشكال‬ ‫نافرةٍ‪ ،‬قارأ‬
‫شعرها‪ٌ ،‬‬
‫خيط‬ ‫شكل يديها‪ُ ،‬‬
‫شكل ِ‬ ‫تغرق في المياه‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫اسمها‬

‫الّهب يصع ُد مع البخور‪.‬‬


‫ِ‬ ‫من‬

‫تموت أبداً بسبب الشعرة الفضّية الوحيدة في‬


‫ُ‬ ‫إمرأة ل‬

‫شعرها السود الطويل‪.‬‬

‫اقتربي ليلوثا من عأروقي وزلزليها‬

‫حاشدتك‬
‫ِ‬ ‫شفرة الذكورة والنوثة ما زالت في‬

‫النشيد يختفي‬
‫َ‬ ‫ألمح‬
‫في هّه المقسوة ُ‬
‫أنت هناّ في جّوري وأنا في ثمارّ‬
‫ِ‬

‫كّنارتي تهتف ِ‬
‫لك‬

‫ُ‬
‫وتعيد شكل شعرّ‬

‫طابق‬
‫طابق وأنا في ٍ‬
‫أنت في ٍ‬ ‫ُ‬
‫أعزّ‪ِ ..‬‬

‫أعيُد عزفي ِ‬
‫لكنك تتصلبين‬

‫‪499‬‬
‫الحوش ّ‬
‫تدق‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والطبول في‬ ‫عيناّ تمسكانأ وردتي‬

‫الشارع‬
‫ِ‬ ‫أنت في الشرف ِة وأنا في‬
‫ِ‬

‫مخمل عطرها الوفير‪ ..‬ضاعت أصابعي‪..‬‬


‫ِ‬ ‫على المياه‪ ..‬على‬

‫البحر صوتي ورماه في قااعها‬


‫ُ‬ ‫وبلع‬
‫الطيور نهشتني َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫فتلقفته وقاال لها‪ :‬إنمي واكثري به‪ ،‬فنمت وكثرت‬

‫ليلوّ حتى أصبحت بزراً وتسلّطت على المياه‪.‬‬


‫جسدّ بأوراق ّ‬
‫الزبد‬ ‫ِ‬ ‫تباركت تؤرقاين‬
‫ِ‬

‫الطروس‬
‫ُ‬ ‫إليك‬
‫ورفعت ِ‬
‫جهاتك ُ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫تباركت‬

‫كأنك تش ّكلينه وتطلقين فيه السماء‬


‫تكتبين جسدي ِ‬

‫أقاصدّ وتضيع أقادامي في ثرثرة الطريق‬


‫ِ‬

‫ظلّت الخراّ معي طريقها إلى البيت فكوني المطر‬

‫وأنت ليلوّ من عروقاي وّلزليها‬


‫ِ‬

‫حاشدتك‬
‫ِ‬ ‫شفرة الّكور ِة والنوث ِة ما ّالت في‬

‫وصليب الحياة في‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫وبرق الخضر ِة‬ ‫ابقي الدائرة والعصا‬

‫يديك‬
‫ِ‬

‫لك‬
‫إليك وأشهد ِ‬
‫أصل ِ‬‫أبقيها حتى َ‬

‫إبقيها حتى أُّّنر َ‬


‫الليل َ‬
‫لك بالدعية‬

‫منك‪.‬‬
‫أشبع ِ‬
‫وحتى َ‬

‫ُ‬
‫الغابات تبوقني وأنا ألمع‬

‫النور‬
‫ُ‬ ‫فيك‬ ‫ّ‬
‫رنأ ِ‬

‫وماس‬
‫ٌ‬ ‫لحمك فحٌم‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫رنأ في‬

‫كبد‬
‫لح في ِ‬ ‫أقادامك و َف ُ‬
‫لح ِك َ‬ ‫ِ‬ ‫كواغٌد تكسرت في برك ِة‬

‫الخروّ‬

‫‪500‬‬
‫الكبد‬
‫خطوط ِ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫وتأمل‬ ‫أخّ ال ّعراّ المساريق ورماها‬
‫ُ‬
‫الرحيق وورد الّهب‪ ،‬سيتضاعف‬ ‫ُ‬
‫البرق ث ّم الوضوء ثم‬

‫الزرع‪.‬‬
‫ُ‬

‫وأشواقاك كالرنين‬
‫ِ‬ ‫شغف‬
‫كوُب ِك من ٍ‬

‫والحجر‬
‫ِ‬ ‫النبات‬
‫ِ‬ ‫تبثين الح ّمى ّ‬
‫وتبثين السنا وتدّبرين وقاائع‬ ‫ّ‬

‫في ألمي‪ ..‬في ألم المتع ِة ترقادين‬

‫المطار‬
‫ُ‬ ‫وفيك كل ما تريد ُه‬
‫ِ‬

‫مغاوري وأسطحي والعربات السود والخيول في الصهيل‬

‫جمر ِّ يتجلّد‬ ‫أري ُد أنأ َ‬


‫أشيل طرقاي‪ُ ..‬‬
‫ثغر‬
‫ثغرّ ُ‬
‫ِ‬ ‫يديك‪،‬‬
‫السرور في ِ‬
‫ُ‬ ‫عطر ِّ‪َ ..‬‬
‫تشقق‬ ‫تناثر ُ‬
‫جسدّ الخرافي غير‬
‫ِ‬ ‫الشمس يدبي في‬
‫ُ‬ ‫العسل‪ ،‬وكانأ نمل‬

‫سيل‬
‫محورّ ِ‬
‫ِ‬ ‫المتراصة‪ ،‬تسيل في‬
‫ّ‬ ‫المتناسق والعشاب‬

‫أطلس البروق‪.‬‬
‫ٌ‬
‫عبدية‬ ‫ٌ‬
‫ضربات‬

‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫وتصادم خيول في‬

‫أنت فرجالي الش ّم‬


‫ِ‬
‫ُ‬
‫قالت للّخيرة التي تحكم هيكلي تعالي نمشي إليها‬

‫نكونأ كالكروم في تاريخها‬

‫كالرياح‬ ‫بك‬ ‫ٌ‬


‫مخطوّ ِ‬ ‫مثقوبة وميزاني ّ‬
‫معطل وأنا‬ ‫ٌ‬ ‫راياتي‬
‫ِ‬
‫الغابات تبوقاني وأنا ألمع‪.‬‬

‫النهر بمنقاره‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يحمل‬ ‫طائرثي‬

‫‪501‬‬
‫وأنت في مسّلة تطرزين كبدي‬
‫ِ‬

‫ل من مستب ّد إلى عاشق وأُّيّنك برقاياتي‬


‫أحولك أو ً‬
‫قاالت‪ّ :‬‬
‫وخرّي على أنأ تنفصل من البهايم والسماّ‬
‫والطيور وتكونأ في حضني‪ ،‬تكن هكّا وإ ّ‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫فدعني‪.‬‬

‫سواّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أهوالك‪ ..‬ول سبيل‬
‫ِ‬ ‫أحب‬
‫قالت‪ :‬أنطريني فأنا ّ‬

‫تضربين عقربي‬
‫َ‬ ‫أتنوع فيك ول أكونأ إ ّ‬
‫ل منوعا‪..‬‬ ‫ّ‬
‫وأضرب الماء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وتضربين خاتمي وأنا ّ‬
‫أرد بسياطي‬

‫النهر بمنقاره‬
‫يحمل َ‬‫ُ‬ ‫طائري‬

‫وأنت في مسلّة ّ‬
‫تطرّين كبدي‪.‬‬ ‫ِ‬

‫شروطك‪ ،‬أتشطى‬
‫ِ‬ ‫علي‬
‫عليك ت ّعطشاتي وكرّت ّ‬ ‫ُ‬
‫كرّت ِ‬

‫ينابيع وميا ٍه‬


‫ٍ‬ ‫جسدّ وأتقد ُم في بكر ِة وردي إلى‬
‫ِ‬ ‫ممرات‬
‫ِ‬ ‫في‬

‫ّجاج‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ٌ‬
‫مدلهمة‬ ‫ُعسيلتي‬

‫سيلتك رغو ُة ٍ‬
‫قامر‬ ‫وع ِ‬ ‫ُ‬

‫مص ّداتك أقاوى‬


‫ُ‬
‫وخراّ سيدي‬ ‫ّ‬
‫الموّيات التسع على جبل‬ ‫ُ‬
‫أتفاوض مع‬
‫حزنأ وعمى‪َ ،‬‬
‫لك‬ ‫تمرق أمامي‪ ..‬أتّفطر من ٍ‬
‫ُ‬ ‫أورفيوس‬

‫التجلّة يا صديقي‪.‬‬

‫بخضابك‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وكيف أعقُد خنصري‬ ‫فمك‬ ‫كيف ُ‬
‫أصل إلى ِ‬
‫ٌ‬
‫عميق‬ ‫أوجك‬
‫ِ‬
‫يا نواحي‪ ..‬يا نواحي بعيداً‬

‫ٌ‬
‫ومثقوبة‪..‬‬ ‫راياتي من ّكسة‬
‫الجس ُد بعيٌد عني‪ ..‬عسله في المنفى وأنا في الثبات‬

‫الجسد في السلح ِة العاطل ِة‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫خرائط‬

‫‪502‬‬
‫الماس المبعثر في الطين‬
‫ِ‬ ‫خرائط ُه في‬

‫المعاول المزنجرة‬
‫ِ‬ ‫خرائط ُه في‬

‫وهتاّ‬
‫ٍ‬ ‫عطش‬
‫ٍ‬ ‫خرائط ُه في اليدين الصفراوين من‬

‫الكحول وخزائنه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خرائط ُه في دفائن‬

‫أنت بعيدةٌ وأنا على ِ‬


‫نور بكائي‬ ‫مرماّ‪ ..‬يا مرماي‪ِ ..‬‬
‫ِ‬

‫ألض ُم السما َء بالسما ِء‪َ ..‬م ْن هناّ؟‬

‫وحارة‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫معتمة‬ ‫ٌ‬
‫ياقاوتة‬

‫النجو ُم في لهاتي يا رجاء‪ ..‬فلماذا تقطرين في جروحي‬

‫جانأ ما َ‬
‫اتقنت‬ ‫ُ‬
‫تتحصن‪ ..‬ي َم ستتحصن من ٍ‬ ‫َ‬
‫"أنت‬

‫تلبسك ول تشعر سلطاني‪..‬‬ ‫ألح في ّ‬ ‫عزائ َم تفريقهم‪ّ ،‬‬


‫ُ‬
‫الناهض في تلّبِد‬ ‫سيّهب َ‬
‫بك" فماذا تقول أيها‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ويما‬
‫عينيك‪ ..‬في َ‬
‫يديك‪..‬‬ ‫َ‬ ‫وةالجمر على‬
‫ُ‬ ‫الجسد‪ ..‬ماذا ُ‬
‫تقول‬ ‫ِ‬

‫بالورد إذا ملكته‪ُ ..‬‬


‫أعود‬ ‫ِ‬ ‫يلسع الهوا َء‪ُ ..‬‬
‫أعود‬ ‫في شعرّ ُ‬
‫يدي غيمة‬
‫تصب ليليث على ّ‬
‫ّ‬ ‫بالشهق ِة إنأ شهقتها‬
‫َ‬
‫الفاق بمرش ِة عطورها‬ ‫ُ‬
‫وتغسل رجا ُء‬

‫بالموت أو الهياج‬
‫ِ‬ ‫أطمع‬
‫ُ‬
‫النجو ُم في لهاتي يا رجاء فلماذا تقطرين في جروحي‬

‫خلل الرياح والرمال والشجار‬ ‫ٌ‬


‫مشمومة من ِ‬ ‫بعيدةٌ‪..‬‬

‫ياقاوتك؟‪ ..‬كم‬
‫ِ‬ ‫يا عتمة روحي‪ ،‬كم أريد أنأ أبوس‬

‫مناراتك؟‬
‫ِ‬ ‫أريد أنأ أرمي سلحي تحت تطريز‬

‫قص الشياه‬
‫الناي بعد ّ‬
‫صنع َ‬ ‫وكان أن َ‬

‫‪503‬‬
‫البخور وربطتنا بالحبال‬
‫ِ‬ ‫فانفطرت رائحة‬
‫قاالوا له ّ‬
‫تعّب‬

‫قاال ّ يجحيمها‬

‫أشوص‬
‫ُ‬ ‫فوق تللها‬ ‫وقاال لم ّ‬
‫أكف يوما عن البكاء وأنا َ‬

‫سللتي كّلّها في بحرها المزبد‪.‬‬

‫قاص الشياه فانفطرت رائحة‬


‫الناي بعد ّ‬
‫صنع َ‬ ‫وكانأ أنأ َ‬
‫البخور وربطتنا بالحبال‪ ،‬فأخّ الناي وربطه إلى عنق ِه‬
‫ِ‬
‫يبكي فجرين غابا عنه فجراً أبيض وفجراً أسود‪ ،‬فش ّم‬

‫بالمطر وتسلّق مثل‬


‫ِ‬ ‫المقوع‬
‫َ‬ ‫ّعفرانها في الليل‪ ،‬ش ّم وردها‬

‫العمى حجرها وتل ّمس نقوشها‪ ّ.‬يا للبراع ِة‪ ..‬من‬

‫سرتها‬
‫رصت السماء ّ‬
‫خيّط هّي النار بالحجر وكيف ّ‬
‫بدنبوس على الحجر‪...‬‬

‫العيونأ‪ُ ..‬حجرها يسبي الخلئق‪.‬‬


‫َ‬ ‫حجرها يسمل‬
‫ّ‬
‫علمات الصعود والهبوط‬
‫ِ‬ ‫الحجر‪ُ ..‬‬
‫رمز‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫رمز يديها في‬

‫)سلّم النباط( رمز الجحيم في حجرها ورمز المندال في‬


‫ُ‬
‫حجرها‪.‬‬

‫وجرس الكلم‬ ‫الجدار وقاد غفى طوي ً‬


‫ل في يدي ّ‬ ‫ِ‬ ‫إسمه َ‬
‫تحت‬

‫في دمي ولم أشل رمادي من محرقاتي‪..‬‬


‫ُ‬
‫العدسة‬ ‫يجحد الظلم وهو‬
‫جسدّ ّ‬
‫ِ‬

‫فيك‬
‫النهار ِ‬
‫ُ‬ ‫مقامك‪ ..‬مشى‬
‫ِ‬ ‫ووتر ه ناّ وليرتفع‬
‫وتر هنا ٌ‬
‫ٌ‬
‫جسدّ وأُِذ َنأ‬
‫ِ‬ ‫معمار‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تقدمت في‬ ‫وغرد ُ‬
‫الليل‪،‬‬ ‫واّدهر ّ‬
‫َ‬
‫حافاتك‬
‫ِ‬ ‫للقمر أنأ ير ّم فيك مصلَه وأنأ يفور في‬
‫ِ‬

‫‪504‬‬
‫الفاتر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عبورّ‬
‫ِ‬ ‫الشرار من‬
‫ُ‬ ‫منجمك النائ ُم تحت كرسّيك‪..‬‬
‫ِ‬

‫طولك‬
‫ِ‬ ‫الحّيتانأ في مائك حين تهبطين‪ ..‬المنارات ندى‬

‫حين تسرعين في الشارع‪.‬‬

‫ضحكاتك‬
‫ِ‬ ‫منحت النجو َم‬
‫ِ‬

‫الصاعق‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ما يدفعني للخطأ الكيد‪ ..‬ما يدفعني للضحك‬

‫الصل في البكاء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ما يدلّني على خطوط‬

‫الوقاعت‬
‫ِ‬ ‫مرابض‬
‫ِ‬ ‫وأنت في‬
‫يضربت تيني وكرمتي‪ِ ..‬‬
‫ِ‬ ‫أنت الت‬
‫ِ‬

‫الحزانأ سنبلي ورعشتي‪.‬‬


‫ِ‬ ‫وأنت في ّ‬
‫تلط ِف‬ ‫يدي ِ‬

‫يدي عن مقامي‬
‫تفريق ّ‬
‫ِ‬ ‫ذات المعمع ِة ُ‬
‫وذات‬ ‫الخشل ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ذات‬

‫كالنمل وتكرعين‬
‫ِ‬ ‫منابت الليل على يدي تدبين‬
‫ِ‬ ‫وأنت في‬
‫ِ‬

‫تكونأ في سريري وأنا في كّفها‬


‫ُ‬

‫ُ‬
‫تكونأ في نهري وأنا في سمكتها‬

‫ّ‬
‫مهودج عليها‬ ‫ُ‬
‫تكونأ في طريقي وأنا‬

‫تلوح من ينبوعها‬
‫تلوح في كفوفها‪ُ ..‬‬
‫ُ‬
‫تلوح والهوا ُء يغلي حولها‪.‬‬
‫ُ‬

‫ملعون‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مبارك وفمي‬ ‫فمك‬
‫ِ‬

‫الحقيقة ومن بعضهما؟‬


‫ِ‬ ‫فكيف يقتربان من‬

‫ناياتك في يدي‬
‫ِ‬ ‫تراب‬
‫ُ‬

‫أيامك في كتابي‬
‫ِ‬ ‫تراب‬
‫ُ‬

‫ناياتك في يدي‬
‫ِ‬ ‫تراب‬
‫خلياّ على يدي‪ُ ..‬‬
‫ِ‬ ‫نور‬
‫ُ‬
‫أيامك ل يهدأ في دمي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حصانأ‬

‫يظهر في صراخي‬
‫ُ‬ ‫صهيل ُه‬

‫‪505‬‬
‫شهواته تظهر في نواحي‬

‫الفاتر على شفاهنا‪ ..‬وكانت أيامنا‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الّرق‬ ‫كانأ النهار‬
‫َ‬

‫تتدحرج على الهاوية‬


‫ُ‬ ‫ً‬
‫مرحة أكثر ما يجب‪ ،‬طبولنا‬

‫الغروب‬
‫ِ‬ ‫ورغباتنا تصيدها الغيوم وأنا وأنت ُ‬
‫نقف على فم‬

‫الشمس في أعماقانا‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫مودعين‬

‫دفعت مركبي في التيه‬


‫ِ‬ ‫بحرّ‪ ّ.‬هل‬
‫ِ‬ ‫الشمس إلى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تدخل‬

‫يديك‬
‫أين تاريّ ِ‬
‫َ‬

‫أين ما تقوله السماء في منارتي‬


‫ٌ‬
‫مبارّ وفمي ملعونأ‬ ‫ف ُم ِك‬
‫َ‬
‫فكيف يقتربانأ من الحقيق ِة ومن بعضهما‬

‫والجمال‬
‫ِ‬ ‫الورد‬
‫ِ‬ ‫عفاّ‬
‫ِ‬ ‫أنت من‬
‫ِ‬

‫السرية ومن الكهوّ‬


‫العقائد ّ‬
‫ِ‬ ‫وأنا من عتم ِة‬

‫كيف نلتقي‪..‬؟‬

‫تمثال افّطون في غأرفتها‬


‫متى ّ‬
‫تكف عأن استدراجي‬
‫ُ‬
‫فتحركت فكانأ‬ ‫وحين لمسُت ِك كانأ أمري في عما ٍء‬
‫فوقاي الهوا ُء وتحتي الهوا ُء ُ‬
‫وقالت فلتطوفي معي اليام‪.‬‬

‫وصلت لي‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫كيف‬

‫آثار دمي دلّت ّ‬


‫علي أم لهاثي‪..‬‬
‫ُ‬
‫ووصلت إليك‪.‬‬ ‫لكبدّ‬
‫ِ‬ ‫القطع الممزقاة‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تتبعت‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫وكنت‬ ‫وتطلب الموسيقا‪ ،‬أنوارها بنيتها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تستغيث بي‬

‫والحجار هل هناّ‬
‫ِ‬ ‫الصحف‬
‫ِ‬ ‫سبط نورها على‬ ‫ُ‬
‫استقبل َ‬

‫‪506‬‬
‫امرأةٌ ُتشبهها؟‬
‫ُ‬
‫تمثال أفلطونأ في غرفتها‬
‫متى ّ‬
‫تكف عن استدراجي‪.‬‬
‫ُ‬
‫تعصف بالمياه‬ ‫المراوح التي‬
‫ِ‬ ‫الثور أو في‬
‫قارونأ ِ‬
‫ِ‬ ‫دمع يدي على‬
‫ُ‬
‫الشجار‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ورضعت من‬ ‫قاضت طفولتها مع الصيادين‬

‫ساقايك‪ ..‬تركضين مثل غزال ٍة وتتعصبين‬


‫ِ‬ ‫ّينتك في‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫كل‬
‫ٌ‬
‫لصيق‬ ‫بالتعاويّ‪ ،‬تصاويري على الجدرانأ والمراعي‪ ،‬ثوبي‬

‫بجلدي وطاقايتي بيضاء وبيدي الفالة‪ ..‬حّناء بيزنطة على‬


‫ُ‬
‫صرخات‬ ‫أطراّ أوراقاي‪ ،‬راعي المياه يتأوه في دمي‪..‬‬

‫ويخرج معها ولعي‬


‫ُ‬ ‫تخرج في كتاباتي‬
‫ُ‬ ‫الشعوب المقهورة‬
‫ُ‬
‫طبول الشرق تسكنها بنادق الغرب‪..‬‬ ‫برماد الحضارات‪،‬‬
‫ِ‬

‫يفضح اّنسانأ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫صامت‬ ‫مشهٌد‬

‫المدهون بالقمر‬
‫ُ‬ ‫جسدك‬
‫ِ‬

‫وينضج منه الذهب‬


‫ُ‬ ‫جسدك الذي يجذب الطيوب‬
‫ِ‬

‫طرحت يدي في تّنورها‬


‫ُ‬

‫ُ‬
‫طرحت جسدي في ضحكتها‬

‫تتلبس هاويتي وهي في‬


‫النهار مصيبتي فيها أم الليل‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫الطير هّا‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تحمل الزخارّ البالغة الترّ‪ ،‬مجث ُم‬ ‫حجرها‬

‫فيك ما ٌء‪ ،‬هّا‬ ‫ُ‬


‫ويتدفق ِ‬ ‫أم حريرّ‪ ،‬تتخ ّفين في جّورّ‬

‫ودادّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يراعك وهّه ُ‬
‫قاافلة‬ ‫ِ‬

‫بك وأنت تغزليني‬


‫مزدهر ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الورد‪،‬‬ ‫ركبتك حمراء‪ُ ..‬‬
‫يتلفت‬ ‫ِ‬

‫خيوطك وتكونين من قاماشي‪..‬‬


‫ِ‬ ‫فأكونأ من‬

‫‪507‬‬
‫ُ‬
‫الخجولة بيننا‪..‬‬ ‫ُ‬
‫المشاعل‬ ‫ُ‬
‫يفصل بيننا‪..‬‬ ‫بيكار‬

‫الوعيد‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫إشارات‬ ‫هّه‬
‫ُ‬
‫سأتعلق في الكروم؟‬ ‫هل ستصفحين عني؟ هل‬
‫ْ‬
‫برحت هّه الماني حتى اسوّدت لها الفاق‬ ‫لقد‬

‫محبسك ل تأبهين‬
‫ِ‬ ‫وأنت في‬ ‫ظفائري ْ‬
‫نزلت على رقاتبي ِ‬
‫ٌ‬
‫عاقالة أكثر مما يجب‪.‬‬ ‫وأنت‬
‫وناح ِ‬
‫طار بين النخيل َ‬
‫خبلي َ‬
‫تراب الليل على أقادامي‪.‬‬
‫ساجع الليل وصار ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صرت‬

‫الّهب الّي تركت ِه في قالبي ج ّمر دمي‬

‫فجرّ يرّقاي‬
‫ِ‬ ‫ينجر وهجي‪،‬‬
‫العنب ّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫البرق الّي في شجرة‬

‫المسرات‪ ،‬تلدغني روائحك‬


‫ّ‬ ‫وشهواتك تجّنس‬
‫ِ‬ ‫البعيد‬
‫ّ‬
‫وتقطعني شهقاتك‬

‫وأسرت طيوري‬
‫ِ‬ ‫جمالك‬
‫ِ‬ ‫حجاب‬
‫َ‬ ‫رفعت‬
‫ِ‬

‫في‬ ‫وسحنت الليل‪ ،‬انتبهت إلى ّ‬


‫كل فراشة ّ‬ ‫ِ‬ ‫المكانأ‬
‫َ‬ ‫للت‬
‫ِ‬

‫ورّنمت قاسوتك‪.‬‬

‫أنتظرّ‬
‫ِ‬ ‫قاديم وأنا أطوّ في الما ِء‬ ‫ٌ‬
‫جحر ٍ‬ ‫مدفونة في ٍ‬ ‫أنت‬
‫ِ‬

‫راكعا براياتي ومنوراً خاطري‪ ،‬ر ّكزت‬


‫ً‬ ‫ّ‬
‫وأهدأ حيدري‬

‫وردّ في عظامي‪.‬‬
‫ِ‬

‫الشمس وتجلّي لنا‪..‬‬


‫ِ‬ ‫بترياق‬
‫ِ‬ ‫العسل وانعمي‬
‫ِ‬ ‫كؤوس‬
‫َ‬ ‫باركي‬

‫البرّ والسواقاي أيتها الغدرانية‪،‬‬


‫ِ‬ ‫هتافنا ما ّال على‬

‫نقابك وش ّكلي ّ‬
‫سجادتك من أدعيتنا‬ ‫أّيحي ِ‬
‫وتنصتي لنواحي‪ ..‬جسدّ ُ‬
‫يمل عيوني‬ ‫ّ‬ ‫انتبهي لرايتي‬

‫رعدّ وتتساقاط من‬


‫ِ‬ ‫وسط‬ ‫نارّ يتعالى ّ‬
‫أتعثر َ‬ ‫ُ‬
‫ورفرّ ِ‬

‫يدي النّور‪.‬‬

‫‪508‬‬
‫مراحك‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫قاشريني السنبل على‬

‫أطاعنك بورودي وتطاعنيني‬


‫ِ‬ ‫وتدافعي مع محراثي‪،‬‬

‫نجومك‬
‫ِ‬ ‫بالرماح‪ ،‬أنحدر إلى وهجي وتنحدرين إلى‬

‫بفمك وفخورةٌ بأوصالي‬


‫في‪ .‬ممروج ِ‬
‫وضاجة ّ‬
‫ّ‬ ‫فيك‬ ‫ٌ‬
‫معتقل ِ‬

‫جس أصابعك‬
‫أسمع ّ‬
‫ُ‬
‫بغيومك‬
‫ِ‬ ‫أسى وتلّبدت‬ ‫ُ‬
‫ذبت ً‬
‫بلّور صدرّ ّ‬
‫حزني‬

‫الطيوب‬
‫َ‬ ‫يجّب‬
‫ُ‬ ‫جسدّ الّي‬
‫ِ‬ ‫بالقمر‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫المدهونأ‬ ‫جسدّ‬

‫الكونأ مجتمعًا‬
‫ُ‬ ‫وينضج منه الّهب‪ ،‬جسدكش الّي هو‬
‫ُ‬
‫الّرة هو الخلية‪.‬‬
‫وهو ّ‬
‫جسدّ الّي ّ‬
‫بخر الشعائر وهّيج البّور في الظلم‪.‬‬ ‫ِ‬

‫دفع البواب المغللقة‪.‬‬ ‫ُ‬


‫الغامض الّي َ‬ ‫ُ‬
‫السيل‬ ‫جسدّ‬
‫ِ‬

‫مكحلتك ومرودي‬
‫ِ‬

‫سحن الزعأفران‬

‫تبدأ طقوسها واحداً بعد الخر‪:‬‬

‫العطر‬
‫ِ‬ ‫طقوس‬
‫ُ‬
‫طقوس الثياب‬
‫ُ‬
‫طقوس الشراب‬
‫ُ‬
‫طقوس الطعام‬

‫طقوس الغنج‬
‫ُ‬
‫ولطفك الّي‬
‫ِ‬ ‫مكحلتك ومرودي‪ ..‬سحن الزعفرانأ‬
‫ِ‬

‫يتعدّى النوثة‬

‫يرج القلع العميقة في عظامي والمجرات‬


‫حضورّ الّي ّ‬
‫ِ‬

‫‪509‬‬
‫البق ِة في مدني السفلى‬

‫تجرني رائحتك وتخيطين ظلمي وحراشفي‬


‫ّ‬
‫وانتقلت من‬
‫ِ‬ ‫خوذتك‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫ناّعة‬ ‫ُ‬
‫حدائق اللهة‬ ‫ُ‬
‫بّرت‬ ‫لقد‬

‫الملمسة غلى الهياج‬


‫ً‬
‫مفلوحة فثم َة‬ ‫تجعلين أرضي‬
‫َ‬ ‫لنك‬
‫تضاريسك ِ‬
‫ِ‬ ‫امجُد أهوال‬
‫ّ‬
‫انطراحك وقاد نهضت‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫القافلة في‬ ‫بطنك وثم َة‬
‫ِ‬ ‫الورد ُة في‬

‫فيك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وتجولت ِ‬ ‫اصابعي الغافية‬

‫الفناجين في يدي تسيل قاهو ًة‬


‫ُ‬ ‫الجرح فاغراً وكانت‬
‫ُ‬ ‫كانأ‬
‫َ‬
‫وعس ً‬
‫ل‪.‬‬

‫لوتس ِك المقدس المدلّى في فمي ينفتح‬


‫ُ‬
‫في‬
‫تتجمع ّ‬
‫ُ‬ ‫قاافلتك التائهة‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫يعضني بعد‬ ‫مضرجة الخد وأسٌد يتجول في ِ‬
‫دمك ولم‬ ‫ّ‬
‫جحيمك أحجاري وألقي بالكلم ِة على‬
‫ِ‬ ‫ألقي على بوابات‬

‫أمامك‬
‫ِ‬ ‫البشر‬
‫ِ‬ ‫دموع‬
‫َ‬ ‫وأنت تدحرجين‬
‫أطلسك ِ‬
‫ِ‬

‫كنت تحملين كأسي وتسحبين قاماشتي السوداء من‬


‫ِ‬

‫جسدي‪.‬‬

‫غيهبك‪ ..‬أسناني التمعت‬


‫ِ‬ ‫الدساتير والدوية سقطت في‬
‫ُ‬
‫وأنت في هّا التيه وعرهوني الفضا ُء ينسل خطواتنا‬
‫وأنا ِ‬
‫ُ‬
‫وتتساقاط مّنا الجنحة‪.‬‬ ‫ونحن ّ‬
‫نزّ في مشيتنا خرّاً‬ ‫ُ‬

‫الكوكب الثاني عشر وأمي وأنت نوت‬


‫ِ‬ ‫أنت نرجس أم‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ماسكة السماء‬

‫شعر ِّ هو ايامي وف ُمك هو حزني‪.‬‬


‫ُ‬
‫ّهر‬ ‫ُ‬
‫وأقابض َ‬ ‫فؤادّ‬
‫ِ‬ ‫لبنك وعروقاي في‬
‫أضع يدي في ِ‬

‫إليك‬
‫كليتك وأش ّم رصيعتك وأدع أسباط معادني تسيل ِ‬

‫بساتينك السنجابية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وتعيط في‬
‫‪510‬‬
‫ّ‬
‫ولدق الزعفرانأ وتكحيل البئر بل نار‬ ‫لقامط الحمام‬

‫التنانير المفتوحة على بدني‪.‬‬


‫ّ‬
‫رّ الما ُء على عيوني‬

‫الديك على فمي‬ ‫ّ‬


‫وهش ذيل ِ‬

‫عين للفراشات لمعت في عقلي‬ ‫ُ‬


‫ألف ٍ‬
‫وطلعت من لُباب النار‬
‫ِ‬

‫إنف ّّكّ مربوطي ودخلت سيوفك في ُغمامي‬


‫انفتح ّ‬
‫عش ِك‬ ‫َ‬
‫تاج ِك على رأسي‬
‫ُ‬
‫تبيع ما َء الحياة وطعا َم‬
‫تدخلين أظافري وتتحولين إلى طفل ٍة ُ‬
‫بك إلى طفل ٍة‬
‫وشبابك يتراجع ِ‬
‫ِ‬ ‫فيك‬ ‫الحياة‪ ،‬شبابي ٌ‬
‫تالف ِ‬

‫وأسوار ِّ تحيطني‪.‬‬
‫ُ‬

‫الجدران ترجمتي‬

‫أحفر فأجد ل ّعابتي‬


‫ُ‬
‫أحفر فأجد ّ‬
‫بزونتي‬ ‫ُ‬
‫تنفطر‬
‫ُ‬ ‫الطبول تتراشق وأصواتها‬

‫شعرّ‬
‫ِ‬ ‫ضحى الماس ودفيء‬

‫يعج بالطيور‬
‫الكوكب الّي ّ‬
‫ُ‬

‫ثدييك‬
‫ِ‬ ‫مائد ُة القرابين وأنا أغمر َ‬
‫قاوس‬

‫علي بعافيتك‬
‫ل تبخلي ّ‬
‫وعلّقي قالدتك في رقابتي‬

‫عينيك ومضى‬
‫ِ‬ ‫البحر ماسته في‬
‫ُ‬ ‫لقد َ‬
‫ترّ‬

‫الفانوس‬
‫ُ‬ ‫أجج‬ ‫ٌ‬
‫محروسة بما ّ‬ ‫ٌ‬
‫محروسة بالكلمة‪..‬‬ ‫وأنت‬

‫‪511‬‬
‫وأنا اقااتل جناّتي‬

‫قادميك‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫مرابط تحت‬ ‫سللتك شاردةٌ في رماحي وفضائي‬
‫ِ‬
‫كم من المسويقى تعزفها النسا ُم‪ّ ،‬‬
‫كل يوم‪ ،‬على‬

‫يلمس عيوني ول يبلّني‬


‫ُ‬ ‫مطر ِّ‬
‫جسدّ ُ‬
‫ِ‬

‫بالتراب ولم تتعب بعد من‬


‫ِ‬ ‫خلطت القادا ُم أعمارنا‬

‫التحديق في المطلق‬

‫نرجس تحت لهاتي‬


‫ُ‬ ‫َ‬
‫لينشق‬ ‫تللك بفمي‬
‫ِ‬ ‫كنت ُ‬
‫فلقت‬ ‫ُ‬

‫ولترج الشمس إيقونة‬


‫ّ‬ ‫وليتكوم الماس ا لسوُد في الهاوي ِة‬
‫ّ‬
‫أعضائك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أرشق الفراشات المتطايرة من‬ ‫ُ‬
‫وكنت‬ ‫الفم‪،‬‬

‫طاعتك ولتتشاور‬
‫ِ‬ ‫ليتكوم في‬ ‫ببخاري ّ‬
‫هاشا على البعيد ّ‬
‫الشمس الضارب ِة في‬
‫ِ‬ ‫جّور‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫اقادامك‪ ،‬في الغابات‪َ ،‬‬
‫ِ‬

‫العالم السفل‬

‫ُ‬
‫سأتجول في أرخبيلك‬ ‫الجر ومتى‬
‫َ‬ ‫بستانك‬
‫ِ‬ ‫متى سأحرّ‬

‫مياهك‬
‫ِ‬ ‫وأردّ بمحراثي‬

‫وأنت شفرة‬
‫أنت سايتو بلّم الكونأ المترجرج في خليانا ِ‬
‫ِ‬

‫البرق التي تفلتين من عقولنا‬

‫رغباتك أمامي وأنا أغلي‬


‫ِ‬ ‫أكحل أعضاءّ في فمي وأُبهم‬
‫ّ‬
‫وأنت تتوشحين بي‬
‫أيامك ِ‬
‫ِ‬ ‫فمك وأُ ّ‬
‫عرش في تالد‬ ‫في بتولة ِ‬

‫بك أمام مصيري تختبئين وتظهرين في‬


‫وتشجريني‪ .‬سأجد ِ‬
‫ّ‬
‫أرجوحتك في‬
‫ِ‬ ‫انشغالي بك وحمُد ِّ يعلو في نسقي‪،‬‬
‫تترنح ويدي ّ‬
‫تهز حبالك‬ ‫ُ‬ ‫ربوع شهوتي‬

‫فيك‬ ‫ُ‬
‫وانغمد في ُجّبك فانشط ِ‬ ‫ت ّغّيبين جسدي في جسدّ‬

‫‪512‬‬
‫هرموناتك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫دمك وأهّيج‬
‫وأحفر اللغة في ِ‬
‫ُ‬ ‫ظهور النجوم‬
‫َ‬

‫ُ‬
‫يرفرف‬ ‫يتقطع حريري وحريرك‬
‫ُ‬
‫يمنحك قمرًا في العينين‬
‫ِ‬ ‫الكدك‬

‫النور الّي‬
‫الضارب حديد‪ُ ..‬‬
‫ُ‬ ‫النور‬
‫بالنور‪ُ ..‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أتحصن‬

‫وبورد‬
‫ٍ‬ ‫الخدود‬
‫ِ‬ ‫بلطم‬
‫وأنت ِ‬
‫السيف ِ‬
‫ِ‬ ‫يلونأ خدودي بومض‬
‫ّ‬
‫فاتر في الرماد‪.‬‬
‫ٍ‬
‫المطوقاة بأشرطتك‬
‫ّ‬ ‫هّه حماماتي‬

‫بثمارّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫المثقلة‬ ‫هّه غصوني‬

‫جسدّ الّي هو ُم ّخي ما‬


‫ِ‬ ‫يا صاحبة الغبط ِة‪ ..‬لي من‬
‫ُ‬
‫أفيض به على المنارات وما يثشعل أعلمي‪.‬‬

‫التراجع‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫المعارّ التي تتوقاد بك تجبرني على‬ ‫يا ليليث‪..‬‬

‫وأرّ بها خاشعا‬ ‫عن أحوالي وترفعني إلى ّ‬


‫عش العقاب ّ‬
‫لك‬
‫ِ‬

‫مّراتك‬
‫ِ‬ ‫وأبوس‬
‫ُ‬ ‫الغرس‬
‫َ‬ ‫أبوس‬ ‫ُ‬
‫الشتلة‪ُ ..‬‬ ‫ً‬
‫حسنا سأبوس‬

‫ومزاميرّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حنطتك‬
‫ِ‬ ‫أبوس‬
‫ُ‬
‫أقادامك نعاسي‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫وأحط على‬ ‫ظهرّ منارتي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أحط على‬

‫فجرّ فجري وتصعدين في قاوامي مثل سنبل ٍة‬


‫ِ‬ ‫ّ‬
‫وأحط على‬

‫ومرشتك تهبط وتصعد‬


‫ِ‬ ‫مسكك على ثغوري‬
‫ِ‬ ‫تنثرين‬
‫ُ‬
‫وتنزل‬ ‫ثمرّ في يدي‬
‫ِ‬ ‫ينزل‬ ‫والسعف ُ‬
‫يهبط ويصع ُد‪ُ ..‬‬ ‫ُ‬

‫في ل تشبعين من سهر ول من‬


‫أنت ّ‬
‫دموعي في ممراتك‪ِ ،‬‬

‫شراب وطعام‪..‬‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫يرفرّ‬ ‫وحريرّ‬
‫ِ‬ ‫يتقطع حريري‬
‫ُ‬
‫يمنحك فجراً في العينين‬
‫ِ‬ ‫الكدّ‬

‫‪513‬‬
‫الربيع يزّين جسدي‬
‫ُ‬
‫وأصواتنا تهدأ وأبواقانا تنام‪.‬‬

‫أغأانيك‬
‫ِ‬ ‫عألى دجلة الحزين بطيوره غأّنيت‬

‫ُ‬
‫المقامات التي تحبين والبستات التي ترددين‬

‫نشلني من المياه‬

‫ووضعني على كّفه‬

‫حّدّثني بشريعته وأقاام بيني وبينه المغفرة‬

‫يدفعك إلى الحيا ِة‬


‫ِ‬ ‫الرب جالب النسام‬
‫الرب حافظك‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫معدنأ عظامي‬ ‫وكلماتك‬
‫ِ‬ ‫ظهورّ يٌد لمعونتي‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫أمل قادحي وأصلّي بين عمودين‬

‫وسراجك يضيء صدري‬


‫ِ‬ ‫معبدّ يغسل آثامي‬
‫ِ‬

‫جلست ورّنمت ِ‬
‫لك أشعاري‬ ‫ُ‬ ‫نهر بغداد‬
‫على ِ‬
‫أغانيك‪ ..‬المقامات التي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫غنيت‬ ‫على دجلة الحزين بطيوره‬

‫تحبين والبستات التي ترددين‪.‬‬


‫ً‬
‫عارية‬ ‫أم ّد يدي إلى المياه فتخرجين سمكة‬

‫فتخرجين‬
‫َ‬ ‫أغطس في خمري‬
‫ُ‬
‫هو ّهر أشتلي في رياحي الجنونأ وهو ّهر انهضي من‬

‫بتمتماتك‬
‫ِ‬ ‫مراقادّ وباركي وهو ّهر أذرعي الفردوس‬
‫ِ‬
‫دخانك ُ‬
‫يمل جسدي‬ ‫ِ‬

‫وفجرّ يمل عيوني‬


‫ِ‬
‫لطعمك ُ‬
‫هديل الندى‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫الرحمة تنادي‬ ‫جسدّ يسجدونأ من أجل رحم ٍة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أسرى‬

‫وأنت‬
‫شفاعتك‪ِ .‬‬
‫ِ‬ ‫في الشوارع‪ّ ،‬‬
‫يهزونأ عروتك ويطلبونأ‬

‫تنشطرين إقابالت وتعددينهم‪ ..‬تعددين خطاياهم‬

‫‪514‬‬
‫شباكك لتتسلطين على‬
‫ِ‬ ‫وترمين‬
‫َ‬ ‫بك‬
‫تعددين ضعفهم ِ‬

‫ينفغر ناقاصًا‪..‬‬
‫ُ‬ ‫مياههم‪ ..‬تسدين ثغر الطبيعة الّي‬

‫علي وإنأ قابلت شغفي‬


‫إقابال ّ‬
‫قابلت هيامي تصيرين أول ٍ‬
‫إنأ ِ‬

‫ذهبك‬
‫مخدعك‪ِ ..‬‬
‫ِ‬ ‫تصيرين الورد ًة‪ ،‬ل تنسي شريعتي في‬

‫وأساس‬
‫ُ‬ ‫أساس ِك‬ ‫ُ‬
‫الحكمة ُ‬ ‫في ّ‬
‫مخي |أيتها الوردة الغامضة‪..‬‬

‫الرض‪.‬‬

‫الذهب في دماغأي وفي عأيوني‬


‫ِ‬ ‫تنجلي ُ‬
‫طبقة‬

‫تتناثر وعأرقتي يفور‬


‫ُ‬ ‫أوراقي‬

‫وفجرّ يعلن فتوحي‬


‫ِ‬ ‫فجرّ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ديكي ُ‬
‫يعلن‬
‫ُ‬
‫ترصعت‬ ‫أعضائك ولني‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تدبرت خارطة‬ ‫ُ‬
‫دعوت‬ ‫لني‬

‫بالنار‪.‬‬
‫ِ‬
‫النهار‪..‬‬
‫ِ‬ ‫سلمك في تمام‬
‫ِ‬ ‫جا َء‬

‫علي بكواكبها العشر التي تدور حولها وعانقتني‬


‫دخلت ّ‬
‫سيدي وشربت مني‪ ..‬توغلت فيها‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ملت جسدها‬
‫ُ‬
‫واتصلت‬ ‫فملت غيومي بالمطر‪ ..‬اتصلت با لجنونأ‬

‫نّورّ لي وتشبعين من ولهي‪.‬‬


‫ِ‬ ‫أشبع من‬
‫بالصراخ ُ‬
‫رمى قاوسه في المياه ورمى ضحكته في السواقاي‪ ..‬ج ّمد‬

‫عظام أبنته‬
‫ِ‬ ‫نور العالم في‬
‫َ‬
‫‪ُ -‬‬
‫ملكة كابل‪..‬‬

‫الصفرا ُء العينين‬

‫الواقافة على رقااب العبيد‬


‫ُ‬
‫ولبست‬ ‫الكتب‪..‬‬
‫ِ‬ ‫هيأت َعرقاي في ّجاج ٍة وأ×فيتها بين‬

‫أخ ّفّ ملبسي وربطت عروقاي بالشمس وسللي سّبحت‬

‫‪515‬‬
‫لجلك‪.‬‬
‫ِ‬
‫مجيئك فجراً‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حكمة ال في‬ ‫لباب‪..‬‬ ‫ُ‬
‫نزلت‪ ..‬طرقات َ‬
‫ُ‬
‫ربة الفجر أم طارد ُة الظلم‪..‬‬

‫تنجلي طبق الّهب في دماغي وفي عيوني‬

‫يفور‬ ‫أوراقاي تتناثر َ‬


‫وغرقاي ُ‬
‫المباركة التي كانت ّ‬
‫تغطي ظهيرة العالم الشاملة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الغفلة‬ ‫الشاعر العاشق في )سومر(‬
‫ُ‬
‫الملك سدّد السه َم وليهيء خدّامك‬
‫شجاع ِ‬‫َ‬ ‫حسنًا‪ ..‬يا‬

‫يطلع‪..‬‬ ‫والخمر والطيلسانأ‪ٌ ..‬‬


‫حقل من الكاليوس ُ‬ ‫َ‬ ‫القوس‬
‫َ‬
‫الشرود‪ٌ ..‬‬
‫حقل تلبس ُه‬ ‫ِ‬ ‫رياح‬ ‫ٌ‬
‫حقل تلبسه أناهيت وهي في ِ‬
‫البنفسجي‪ ،‬حقل من الماس الّي‬
‫ّ‬ ‫وهي في الخضر‬
‫ُ‬
‫يلمض في عيونها‪.‬‬

‫مشوب باّلتياع‬
‫ٌ‬ ‫صدر المرأة‪ ..‬خوّ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫خوّ دائٌم من‬

‫تعبر مع القوافل في الصحراء‬ ‫ٌ‬


‫مجاّية ُ‬ ‫ٌ‬
‫إلهة‬

‫أشعار ُه بهيئة رمادية تتسلل إلى ابواب الجحيم‬

‫ُ‬
‫يترصد مع أقالي ٍة طاغي ٍة‪ ،‬مشهد الّبائح‬ ‫كانأ أغاجانأ‬

‫وهي ّ‬
‫تقدم إلى عرشه‪..‬‬
‫أخّ هّه السن َة من الصيادين ما يكفي‪ُ ،‬‬
‫ملكة الرياح‬ ‫َ‬

‫تحولت إلى طائرين نادرين‪.‬‬

‫تنتشر‬
‫ُ‬ ‫النور‬
‫ِ‬ ‫عأبادة‬

‫وأنت تسعين لل ّم الشعة من البراري‬


‫ِ‬

‫‪516‬‬
‫وجهك مشرق‬
‫ِ‬ ‫المصابيح‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فتشتعل‬ ‫الباب بخف ٍة‬
‫تطرق َ‬‫ُ‬

‫جسدّ الهائم يحيطني والعال ُم‬


‫ِ‬ ‫العقل‪..‬‬
‫تدخلين يا نور ِ‬
‫معك إ ّ‬
‫ل في‬ ‫ُ‬
‫يسقط في ظهيرة شاملة‪ .‬لن أنال راحتي ِ‬

‫الشمس من بيتي‪.‬‬
‫ً‬ ‫الضوء‪ ..‬حيث تطلع‬

‫الطيور‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫نخلت وتزحمه‬ ‫ُ‬
‫وتنبت عليه‬ ‫الفرات‬
‫ِ‬ ‫نهر‬
‫يصب فيه ُ‬
‫ّ‬

‫اللداتن أتنّقع في‬ ‫ُ‬


‫وهديل ّ‬ ‫الحمام‬ ‫بالشهواتز‪َ .‬قا ُ‬
‫مط‬
‫ِ‬
‫واتطرى في حوض الشرق‬
‫ّ‬ ‫الورد الشهزادي‬
‫ِ‬ ‫عسل‬

‫الهمس ُ‬
‫يفتن‬ ‫ِ‬ ‫وهج‬
‫يسع إل إثنينزّ وكانأ ُ‬ ‫ُ‬
‫الحوض ل ُ‬ ‫كانأ‬

‫غتتارّ الس الّي‬


‫ِ‬ ‫وينتظر‬
‫ُ‬ ‫الما َء‪ ..‬تنتظرنا كؤوس مِا النار‬
‫ُ‬
‫ينفرط على النار ويبخرنا‪.‬‬ ‫يتناسل بين أصابعنا‬

‫حب شهواتها‬
‫تجر ّ‬
‫غرة تموّ‪ ..‬الدنيا تغلي وهي ّ‬
‫في ّ‬
‫وتقحمني‪ .‬تحفر في الحصى عن ّ‬
‫اللّة‪ ..‬وتحفر في‬
‫ُ‬
‫تبحث في جسدي عن جسدها‪..‬‬ ‫الجدرانأ عن المنارات‬

‫ليليث عن المنارات‪ ،‬بغداد تحليها بالجمال وتأسر‬

‫بأطراّ أصابعها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كمانها‬

‫مدنأ‬
‫يحول أطراّ البحيرات إلى ٍ‬
‫الّوق ّ‬
‫ِ‬ ‫ارتقاء‬

‫بك‪.‬‬
‫المعادنأ المتوسلة ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫سلسل من‬
‫ُ‬
‫وسللة الرقايق‪ ..‬ما الّي تعنين‬ ‫هجر ُة الشعوب القاسية‬
‫لتك َ‬
‫فوق الدخانأ‪..‬‬ ‫ّ‬
‫بكل هّه المشاهدات‪ ..‬مس ّ‬

‫شراب على هيئة القرنأ‪ .‬المحاربونأ يصقلونأ‬


‫ٍ‬ ‫كأس‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫احتمالت انفصال مشيم ِة‬ ‫وأنت تضحكين‪..‬‬
‫سيوفهم ِ‬

‫سأكونأ ليدي سللة من الحديد‪..‬‬


‫ّ‬ ‫الجمال عني ٌ‬
‫قاائمة‪..‬‬ ‫ِ‬
‫وأنت تسعين لل ّم الشعة من البراري‬
‫تنتشر ِ‬
‫ُ‬ ‫عبادة النور‬

‫تزداد قاو ًة ُ‬
‫وع ّلوا‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫وأثداؤّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يضمحل‬ ‫بخورّ‬
‫ِ‬ ‫كأس‬
‫ُ‬
‫يسطع‬
‫ُ‬ ‫نهار‬
‫ٍ‬ ‫أجل‬
‫النهر‪ ..‬من ِ‬ ‫ّورقاك ّ‬
‫فيشق ما َء ِ‬ ‫ِ‬ ‫تضربين‬
‫‪517‬‬
‫تكرعين ماء النار وتغنين بأغاني الفجر في )بونفرادا(‬
‫َ‬ ‫مثلك‬
‫ِ‬

‫ايبيريا‪ ..‬يا \ايبيريا أين أنت النأ عن سور بغداد؟‬

‫ُ‬
‫البروق المدوية في جسدي‬

‫يموع عألى الجدران‬


‫ُ‬ ‫الذهب الذي‬
‫ُ‬
‫الندلس تأتي‪ ..‬من شارع حيفا تأتي‪..‬‬
‫ِ‬ ‫من ساح ِة‬

‫ستعثر على تميمتها‪..‬‬


‫ُ‬ ‫الباب‬
‫الشوارع وأمام ِ‬
‫َ‬ ‫ستعمر ليليث‬

‫أشابك‬
‫ِ‬ ‫مصنوع من الرصاص سلسلة‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫معقوّ‬ ‫صليب‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫وتسقط ُ‬
‫علبة السجائر‪.‬‬ ‫ُ‬
‫تنفرط على العتب ِة‪..‬‬

‫ُ‬
‫القرونأ الوسطى تشجعني على‬ ‫غيرتها الهواء‪..‬‬
‫أمزجتي ّ‬
‫ممارسة الحب أكثر من الدخول في طبقات العقائد‪..‬‬
‫َ‬
‫دخل حصانها معها إلى شقتي‪ ..‬ربطت الحصانأ قارب‬

‫تمثال جورج صاند وتحلّت بعطر الكباريت‪ ..‬تراجعت‬

‫بالّهب‪..‬‬
‫ِ‬ ‫المعاب ُد القوطية‪ ..‬أبراجها تكتسي‬

‫الضباب‬
‫ِ‬ ‫لهبوب‬
‫ِ‬ ‫الخمر‬
‫ُ‬ ‫أنحنى‬

‫الرض‬
‫ِ‬ ‫فخّيك تمسحني من‬
‫ِ‬ ‫وانحنى‬

‫أصابعك تقلّيني‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫رائحة‬

‫تفجر فجري‬
‫ديك ّ‬ ‫ُ‬
‫رائحة ِ‬
‫نور الدين على تلّته ّ‬
‫يقشر‬ ‫فيك هو ُ‬
‫ينتشر ِ‬
‫ُ‬ ‫النور الّي‬
‫ُ‬
‫ويمسح خاتم ُه من غبار القرونأ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫تفاحة‬
‫ُ‬
‫لطبيعة‬ ‫وفي يا أناهيت‪ ..‬تقفل ا‬
‫فيك ّ‬
‫الصباح ِ‬
‫ُ‬ ‫هكّا َ‬
‫أنفلق‬

‫فيك النجو َم‪.‬‬


‫وأتتبع ِ‬
‫ُ‬ ‫فيك‬
‫مغاّتها ِ‬
‫وطار من الشرف ِة معها نحو بيتها‬
‫َ‬ ‫شر قابمصه على الحبل‪..‬‬
‫ّ‬
‫تثير شهو َة السما ِء فيه‬
‫كانت ُ‬
‫كانأ طائراً من ِ‬
‫الزبد‬ ‫َ‬

‫‪518‬‬
‫البروق المدوية في جسدي‬
‫ِ‬
‫في‬
‫المطر ّ‬
‫يموع على الجدرانأ‬
‫ُ‬ ‫الّهب الّي‬

‫سوّ تملكين عيوني‬

‫سوّ تملكين عيوني‬

‫وأترنح‬
‫ُ‬ ‫الجن‪ّ ..‬‬
‫أدق‬ ‫ّ‬
‫أدق في هاوني ّ‬

‫يديك يثيرني‪..‬‬
‫طع ُم ِ‬

‫طع ُم ارتقى في غسقي‬

‫طع ُم تلقاينا وأدمعنا العنب‬

‫الساق‬
‫ِ‬ ‫الساق فوق‬
‫ِ‬ ‫ارتجاّ‬
‫ِ‬ ‫طع ُم‬

‫طع ُم تو ّدين ابتلع وردتي‬

‫بلسانأ شمسنا‬
‫ِ‬ ‫طع ُم اكتوينا‬

‫وكانأ هاش ُم يسدد السه َم على‬


‫كنت تغنين إلى العالي َ‬
‫ِ‬

‫الغزال ِة كانت كؤوسه تتحط ُم ومطرّاته تختلط فلماذا‬

‫رماد فوق ظهرينا‪.‬‬ ‫ُ‬


‫تاريّ ٍ‬ ‫كانأ‬

‫إيفا تسألك‪ :‬هل هو جميل؟‬

‫البروق ل تهدأُ‪..‬‬
‫ُ‬

‫راف ُة العيون‬
‫َعأ َ‬

‫عينيك فأعرّ ما سيأتي‪:‬‬


‫ِ‬ ‫أقارأ‬

‫البروق‬
‫ِ‬ ‫بغداد َ‬
‫تحت رحمت ِة‬ ‫ُ‬

‫‪519‬‬
‫ينتشر فوق بيوتها‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫دخانأ‬
‫ُ‬
‫ينشف ويتحول إلى ساقاي ٍة‬ ‫ُ‬
‫دجلة‬

‫المراكب‬
‫ِ‬ ‫تتفكك أخشاب‬
‫من شرف ٍة في آخر التاريّ ّ‬
‫نطل ونحن نقبل بعضنا‪ ..‬هّه‬

‫إمارات البهجة‪ ..‬فكيف ستحترق بغداد؟‬

‫‪ -‬ل أدري‪ ..‬ولكن الموت قاادم‪.‬‬

‫وانفّ به لحنًا حزينًا‬


‫ُ‬ ‫الناي‬ ‫أشيل صايتي ّ‬
‫وأنظف َ‬ ‫ُ‬

‫ُ‬
‫مصل الظهيرة الشاملة يتقطر في عظامنا‬ ‫ُ‬
‫التاريّ يتلوى‪..‬‬

‫العصافير وتضعها في رأسي‬


‫َ‬ ‫تصطاد أناهيت‬

‫كانأ الورُد ُ‬
‫يطفر وغابات الكالبتوس تتسع‬

‫الصحونأ‬
‫ِ‬ ‫الطالع في‬
‫ِ‬ ‫وكانأ معنى تلقاينا يّتضح في قاراءة‬
‫َ‬

‫فتحاتك هو تاسوع خليقتي‪ :‬آدم الكامل في‬


‫ِ‬ ‫تاسوع‬

‫عينيك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الكلمة وخلقها‪ ،‬وجب ونوت في‬ ‫فمك‪..‬‬

‫سرح نور ال‬


‫للشمس وللرعا ِة والفلحين‪ّ ..‬‬
‫ِ‬ ‫ينصبانأ ّ‬
‫فخا‬

‫ففاض‪ .‬شو وتف في أنفك‪ ..‬ما ّال‬


‫في وردهما الضو َء َ‬

‫الهوا ُء والندى على الغصونأ‪ ،‬ست ونفتيس اللّانأ‬


‫أذنيك‪ .‬إيزا هي الت ّ‬
‫لت والكرسي‪،‬‬ ‫يدب في ِ‬
‫يسمعانأ ما َ‬
‫خمرنا‬
‫يلفح بالسما ِء وهو ديك ِ‬
‫أوّر هو الفجر الّي ُ‬
‫وهرمس المجلّى‪.‬‬

‫مجامر البخور‬
‫ُ‬ ‫وشمس انفرطت من يدنا‬
‫ُ‬ ‫شمس تباوسنا‬
‫ُ‬
‫كانأ مكاني فارغًا حتى أتت عيونها‬

‫بالكلم‬ ‫وأطرّ العالم حتى غّيبني السكر‬


‫ّ‬ ‫أطرّ ُ‬
‫شمل أناهيت‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫فوضعت تحت قادميه‬ ‫وقاا َم كمياب بيننا ّ‬
‫يسدد السه َم‬
‫ُ‬
‫ونمت‪.‬‬ ‫كأس خمري‬
‫َ‬

‫‪520‬‬
‫يظهر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حامل ا ليقونات‬
‫ُ‬
‫وحامل الكؤوس‬
‫ً‬
‫حسنا دعيني أفعل ذلك حتى ألغي‬ ‫أسكر وأنقش‪..‬‬

‫الفق أمامي وحتى تترنمين بنشيد أفغاني قاديم‪.‬‬


‫تجاعيد ِ‬
‫تماثيلك‪ ..‬لتشرب‬
‫ِ‬ ‫أشربي يا اناهيت معي ولتشرب‬

‫يديك‪ ..‬اشربي من كاسي‬ ‫ُ‬


‫وحاجات الفض ِة في ِ‬ ‫رموّّ‬
‫ِ‬

‫بنار تح ّمر‬
‫ُّ ٍ‬ ‫من جسدي اشربي يا أناهيت وإني لعد ِ‬
‫ُ‬
‫ينفرط من‬ ‫بالماس‬
‫ِ‬ ‫وأعدّ‬
‫ِ‬ ‫يفور‬
‫بالخمر ُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫جسدّ‪ ..‬أعد ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫المرتفعة البرجية‪ ..‬يا إقابالت‬ ‫ّ‬
‫كل لمسة أعُد ِّ أيتها‬

‫معادي وجّنتي‪.‬‬
‫ُ‬
‫وحامل الكؤوس‪ ..‬أتمدد‬ ‫يظهر‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حامل اّيقونات‬
‫َ‬
‫وضاق‬ ‫َ‬
‫ضاق صدري‬ ‫ُ‬
‫أحمل‪ّ.‬‬ ‫وأبوح بما‬
‫ُ‬ ‫الشارع‬ ‫َ‬
‫وسط‬
‫ِ‬
‫علي‪ .‬ابو الهول برأس كبش‪..‬‬
‫بيتي وضاقات المدينة ّ‬
‫هرمك وهرمي‪ ..‬تعاي أض ّمك‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تطول بين‬ ‫ُ‬
‫المسافة‬

‫تعاي أُلبسك التاجين‪ ..‬ماذا يا َ‬


‫بنت كلمتي‪ ..‬ثم ماذا يا‬

‫حيلك‬ ‫بنت نّوري‪ ..‬ماذا يا َ‬


‫بنت أدعيتي‪ ..‬إعطني ِ‬

‫واعطني قانديلك لُ ّفي ببكرتك خيوطي‪.‬‬


‫يضرب النأ ً‬
‫لسانا في آخر العالم لكنه معي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫طعمك‬
‫ِ‬ ‫ربما‬

‫باص وشارع وسيارات أجرة وسهام‬


‫أنت هابرة بين ٍ‬
‫ِ‬

‫وأضع على عتب ِة الباب المنائر‬


‫ُ‬ ‫تضربك وأنا أحّني لك‬
‫ِ‬ ‫تموّ‬
‫ُ‬
‫والشبق صفاتك‬ ‫ُ‬
‫الجمال‬ ‫البخور‪،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫وأطش‬ ‫والقباب‬
‫َ‬
‫أعطتك‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ممتدحة‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫مكنونة في يديك‪ ..‬رّبة‬ ‫وأسرارّ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫بريقا‪..‬‬ ‫ترفك‬
‫وأعطاّ ِ‬
‫ِ‬ ‫اسما نادراً‬
‫جرأتك ً‬
‫ِ‬

‫‪521‬‬
‫ُ‬
‫الكمنجات معه‬ ‫ُ‬
‫يدخل كمباب في حانة يغني‪ ..‬تدخل‬

‫ويدخل الورُد‪.‬‬

‫الزمان‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫أتنصت لنين‬
‫ُ‬
‫وأتوسل بالعروةِ‪ ..‬ف ُكي ّ‬
‫همي‬

‫وتدخلين‪ ..‬تمدين َيد إلى المغزل وتغزلين خرافاتي‪..‬‬


‫َ‬
‫ً‬
‫تغرسين خمرا‪..‬‬
‫َ‬ ‫كفيك‬
‫بثمر ِ‬
‫يرفرّ بشموعي‪ِ ..‬‬‫ُ‬ ‫قاميص‬
‫ٌ‬
‫أحتمالك‪..‬‬
‫ِ‬ ‫الرض ول تقدر على‬
‫َ‬ ‫اقادامك تضطرب‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وتحت‬
‫وّنك ُ‬
‫يفوق الّلّ‪ ..‬وشمسك أطغى من الحقيقة‪.‬‬ ‫ِ‬

‫شمسياتك وتهبطين تللك‪..‬‬


‫ِ‬ ‫تتمددين على دغلي وتفتحين‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تتساقاط من أشجارّ‪،‬‬ ‫والثمار‬
‫ُ‬ ‫ينابيعك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يتدفق من‬ ‫الما ُء‬

‫المسك والقمح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ورائحتك رائحة‬
‫ِ‬ ‫اللوّ‬
‫طع ُم ِك طع ُم ِ‬
‫مشاعلك وتدلّيني على الطريق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ابوابك وتشعلين‬
‫ِ‬ ‫تفتحين‬

‫تشطرين‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أناهيتا‪..‬‬ ‫الضباب والظل ُم والندى أردفي سوراً‬
‫ُ‬

‫كرّ‬
‫شرط الخيوط وتتقدمين معي في جحيم المغاور‪ُ ..‬س ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫أسوط أرانبي‬ ‫شعرّ‬
‫ِ‬ ‫ثعلب‬
‫يعلو وسكري يدوخ‪ ..‬تحتض ِ‬
‫‪ -‬قابل أنأ أجيء لم أكن أريد‪ ّ.‬نصف راغبة ونصف‬
‫ُ‬
‫لكزت فرسي وأتيت‪ .‬الطريق كله‬ ‫مكابرة‪ .‬ولكني‬
‫أصل بسرع ٍة كأنما لول مر ٍة َ‬
‫أراّ‬ ‫كنت أري ُد أنأ َ‬
‫ً‬
‫مضطربة ل أعرّ لماذا ولّلك ّ‬
‫دخنت‬ ‫َ‬
‫وأختليك‪ .‬كنت‬

‫كدت أنقطع‪ ..‬عفيه ل تزعل مني‪..‬‬ ‫ٌ‬


‫عطشانة‪ُ ..‬‬ ‫وأنا‬

‫وورثت سيجار ًة أخرى‪ ..‬كانأ جسمي كلّه‬


‫انّبحت ّ‬
‫يناديك‪.‬‬

‫لم تعد الكلمات تنفع‪.‬‬


‫ٌ‬
‫رحلة في الطريق الغامض‪ ..‬ش ّم العنبر وش ّم النهود وش ّم‬

‫‪522‬‬
‫وأكتب على يدي‬
‫ُ‬ ‫الفض ِة وأعلق في يدي سورة الرعد‬

‫ونور اليافوخ يغلي‬ ‫وتر ّ‬


‫القز يلمع ُ‬ ‫الخرى )أجهرّ( ُ‬
‫أسد ّ‬
‫يعضني وينقلب‬ ‫ينقلب خاتمي إلى ٍ‬
‫والحديد يتفطر‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫يصعد من هنا‬ ‫والقمر في ميزاني‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والحوت‬ ‫ّغبها إلى حرير‬
‫ُ‬
‫رائحة الفرو تبطني وأنا افك‬ ‫ُ‬
‫وينزل من هناّ‪..‬‬

‫أّرار السماء وأفكك ّناجيل الكواكب كوكبًا بعد آخر‬

‫النور من بشرتها‬ ‫ُ‬


‫ونقاط جسدها تضّيعني‪ ،‬أشيل صفحة ِ‬
‫ُ‬
‫صفحة الحضرة والحمد وأشيل الثلج وأشيل طبق َة‬ ‫ُ‬
‫وأشيل‬

‫وأحفر‪..‬‬
‫ُ‬ ‫وانفّ في المسبر ُ‬
‫أنفّ في كراسي الحروّ‬ ‫ُ‬ ‫الحمام‬

‫وأبوس‪..‬‬
‫ُ‬ ‫لدخل في ظلمها َ‬
‫وأفك شفتين‬ ‫َ‬ ‫أرفع مصباحها‬
‫ُ‬
‫وأتوسل بالعروة‪ ..‬ف ّكي ه ّمي‪..‬‬ ‫ُ‬
‫أتنصت لنين الزمانأ‬
‫فرج عني‪ .‬أغمط ُ‬
‫أنعط أن ُم أهوي‬ ‫ُ‬
‫أتوسل بشّباّ إيك‪ّ :‬‬
‫وفمي حصاني‪ ..‬فمي الّي أدرّ به القمر وأذوق به‬

‫الظلم‪.‬‬

‫دخانك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أفيض في‬
‫ٌ‬
‫مسبوكة ومش ّعة‬ ‫ظهرك‬
‫ِ‬ ‫شاشة‬

‫الجسد‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫محاريبق‬ ‫النهار‪َ ،‬‬
‫هناّ حيث‬ ‫ِ‬ ‫ثغور‬
‫يحرس َ‬
‫ُ‬ ‫النور‬
‫ُ‬
‫للفم‪ ،‬رماُد الطيور وبيوضها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫هناّ حيث التعاويّ المقفلة ِ‬
‫ُ‬
‫الهاشمة للسماّ‬ ‫السللت‬

‫فص شمس في دماغها‬ ‫كانت لها قاواها النافّ ُة التي ُ‬


‫تنبع من ّ‬
‫ُ‬
‫الضاربة في الينابيع‬ ‫كانت لها أيديها‬
‫الحزينة في ّ‬
‫كل المغاور‬ ‫ُ‬ ‫كانت عيونها‬

‫تخدعك سرابات الشياء‬


‫ِ‬ ‫ل‬

‫‪523‬‬
‫ورياضتك في الشفاه‬
‫ِ‬ ‫صولجانك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ّيدّ على‬

‫والعصي وغرابك يروي غرامي‬


‫ّ‬ ‫الخشاب‬
‫َ‬ ‫تحرقاين‬

‫اسمك‪ ،‬تاريخي على شكل‬


‫ِ‬ ‫ّ‬
‫يترطب فمي ويتحلّى بحمد‬

‫الفخار يتفطر‬
‫ِ‬ ‫غزال من‬
‫ٍ‬
‫يحرّ‬
‫بخورّ ّ‬
‫ِ‬ ‫مدائحك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وتلتهب معي‬
‫ُ‬ ‫التهب في عيوني‬
‫ُ‬

‫أطير‬
‫فرط سكري ُ‬
‫ويحرّ أصابعي‪ ،‬وأنا من ِ‬
‫ّ‬ ‫دماغ الكونأ‬
‫َ‬
‫وأدوّ طينك الف َم والثدي والس‬ ‫فضتك‬
‫ِ‬ ‫في شغاّ‬

‫والطير وأعوُد إليك أضبط أوتاري من ّ‬


‫سرتك حتى أعلى‬ ‫َ‬
‫شكل اّنسانأ‬
‫ظل ِ‬‫مثلت إيروسي ّ‬
‫رأسي وأسفل قادمي‪ُ ،‬‬

‫كما هو أم تغير؟‬

‫أت ِ حبيبتي أم أمي أم الكونأ !!‬

‫وضع استراليا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫احتمالت جسدّ توحي بتغيرات كثيرة‪..‬‬

‫في جه ٍة ووضع كرين لند في جه ٍة ورتب انشقاق‬

‫جسدّ‪ ،‬الهلب الصفر‬


‫ِ‬ ‫وأمواج المد والجزر في‬
‫ُ‬ ‫القارات‬
‫َ‬
‫وفوق الفخّين وعلى الّراع‪ ..‬الغابات في‬ ‫َ‬
‫تحت الذنأ‬

‫الطيور في العينين‪ ..‬الشهقات في الجبال‪..‬‬


‫ُ‬ ‫الدانوب‪..‬‬
‫ِ‬
‫غبار‬
‫المعدانأ على حافات الهوار وعلى حافات الفم‪ُ ..‬‬
‫وليتك‬
‫ِ‬ ‫أنت هتاّ اللغة‬
‫الكلمات‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫اللوغوس – ورغو ُة‬

‫خطفت روحي‪.‬‬
‫القوس من يد كمياب ولم ُ‬
‫يسقط السه ُم‪ ..‬كانأ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سقط‬

‫والضباب‬
‫ُ‬ ‫يدفن دموعه في الضباب‬ ‫يئن ّ‬
‫كل ليلة وكانأ ُ‬ ‫ّ‬

‫وينتشر ول يقدر أنأ يلحق بك‪.‬‬


‫ُ‬ ‫بهيج‬
‫سر ٌ‬ ‫)شو( ّ‬
‫ٌ‬
‫مسبوكة ومش ّعة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫شاشة ظهرّ‬ ‫ُ‬
‫أفيض في دخانك‪..‬‬

‫طبعك نهاري وسعُد ِّ مماّج لمن معه وأنا نارّ الدال‬


‫ِ‬

‫جسمك فتنبتين صنوبراً وكاليوس‬


‫ِ‬ ‫عناصرّ ُ‬
‫أنفّ في‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫‪524‬‬
‫فوجدتك جسدي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فيك‬ ‫ُ‬
‫ودخلت ِ‬ ‫وجوري‪ ،‬خلّدّ بيتي‬

‫أفلحي أرضي‬

‫لعلك تزرعأين الرعأود فيها‬


‫ِ‬

‫مسجدّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تركض وراء‬ ‫ٌ‬
‫ملئكة‬ ‫ٌ‬
‫بستانأ هو وج ّهك ولي‬ ‫لي‬

‫تهندس‬
‫َ‬ ‫أقادامك‪ ،‬بيتنا‬
‫ِ‬ ‫وكانأ أهلي ينحرونأ الشيا َة لمطابع‬

‫تعرجت مثل حافاتك‬


‫جسدّ وسواحلنا ّ‬
‫ِ‬ ‫على شكل‬
‫ُ‬
‫وكنت‬ ‫أحضانأ الماّونات ول أغفو‪..‬‬
‫ِ‬ ‫كنت ُ‬
‫أبات في‬ ‫ُ‬

‫أل ّم من إلهات الطب والزراعة خططي‪ ..‬كانت سومر‬

‫تعرفني‪ ..‬معابدها وكنهتها وأبراج أفلكها‪..‬‬

‫رمال البحر‪..‬‬
‫ِ‬ ‫صوفي من الشمس ومغزلي من‬

‫الرعود‬
‫َ‬ ‫تزرعين‬
‫َ‬ ‫النأ ش ّدي حقويك وافلحي أرضي ِ‬
‫لعلك‬

‫بمّراتك‪ ..‬قاال‬
‫ِ‬ ‫وأنثر شلبي‬
‫ُ‬ ‫طافك‬
‫بخ ِ‬ ‫اصطاد سمكي ُ‬
‫ُ‬ ‫فيها‬

‫اّله الصغير للمسامير تعال وعلّق ّ‬


‫علي أغراضك قالت ل‬
‫ُ‬
‫أغلق أغراضي على مشجبها‬

‫الطيور‬
‫ُ‬ ‫ستطير‬
‫ُ‬ ‫قابابك‬
‫من ِ‬

‫وتنشر جناحيها باتجاهي‬


‫ُ‬
‫علي بين القبور‬
‫سوّ تعثرين ّ‬
‫أرثي أيامي معك‪.‬‬

‫وهج سحرّ في‬


‫في ول أتحدّ عن ِ‬ ‫ُ‬
‫أسكت عن فيضك ّ‬ ‫ل‬

‫وجد ظلمي ومن يعرّ على ماذا‬ ‫ُ‬


‫يكشف ّ‬ ‫عظامي‪ ،‬من‬

‫فروتك‪ ،‬أفتحر بخواتمي‬


‫ِ‬ ‫أنطوى‪ ،‬كنزي ميزاني وفراتي‬

‫في وأنا أجفل من نفسي‪،‬‬ ‫ُ‬


‫الواحد يمشي ّ‬ ‫البروق‬
‫ِ‬ ‫أمام‬

‫الصقور في سمائي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بيارقاك على هولي وتلطمت‬
‫ِ‬ ‫لمتني‬

‫‪525‬‬
‫يديك‬ ‫ُ‬
‫تتساقاط فوق ِ‬ ‫فصوصي‬

‫تلمع‬
‫وفصوصك ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يرشق‬ ‫قاوسك مثل المطر‬
‫ِ‬

‫انقطع وتره‬
‫َ‬ ‫وقاوسي‬

‫ججر‬
‫حجر وهذا ٌ‬
‫هذا ٌ‬
‫ومصدعأة‬
‫ّ‬ ‫وأنت ما بين الحجرين تعبانة‬

‫افتريت ليليث من أحلم‪ ..‬داهمتها في السرير وتصارعت‬

‫معها‪ ..‬أحاطت مخدتها الفعى ونثرت عليها خضاب‬

‫الحمام‬
‫ِ‬ ‫بيض‬
‫غددها‪ ..‬كاثرت فوقاها الكرو ُم وأنضجت َ‬

‫السحر وتعاّي َم الربط‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أوفاق‬ ‫حولها‪ ..‬رمت عليها‬
‫ّ‬
‫وتمطت أحلم داخلها ثم استيقظت‬ ‫دخلت غيوم أناهيت‬

‫افزعك؟‬
‫ِ‬ ‫من الّي‬

‫ثلّ في واحدة‪ ..‬أسطور ُة‬ ‫ً‬


‫أقانوما‪ٌ ..‬‬ ‫صارت أحلم‬

‫تتظافر على الماء‪..‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫النارية‬ ‫العصر الحديدي‪ ..‬القاوا ُم‬

‫مامو أبنة الشمس الملوثة بليليث وأناهيت‪ ..‬في مقابل‬

‫خزائيل إنكي‪ ..‬اتحدت البراكين ضد البحر‬


‫ً‬
‫مقدسا وكانت الفخاريات تتكسر في‬ ‫كانأ ُ‬
‫لهاّ الغابات‬
‫التاريّ وآلهة السما ِء يبكونأ‪ ..‬وعدتني َ‬
‫تلك الملتهبة‬

‫بالحنانأ‪ ..‬سارياتي تتحط ُم وأنا في العرا ِء‪.‬‬


‫ِ‬
‫إلي من‬
‫نار المعاني‪ ،‬جاءت ّ‬
‫أحب نار الجسد وأكره َ‬
‫ّ‬

‫أتنسم في غيمتي‬
‫كنت ّ‬‫قااموسها الناري‪ ..‬لم أ كن ما ًء بل ُ‬

‫مفتتوح‬
‫ٌ‬ ‫إغواؤّ ٌ‬
‫سهل وطريقك‬ ‫ِ‬
‫الودع ُ‬
‫يقول هنا حصاةٌ وهنا حصاةق وما بينهما نجٌم‪،‬‬ ‫ُ‬

‫‪526‬‬
‫الحلو هّا‪ ..‬تحيط به النساء وهو ل‬
‫ّ‬ ‫لك‬
‫خافي على َر ِج ِ‬

‫يقوى يا عيني على مقاومتهن‪ ..‬شدّي يديه بثدييك‬

‫وشّدي شفتيه بشفريك وشّدي عقله برموّّ‪..‬‬


‫ٌ‬
‫تعبانة‬ ‫وأنت ما بين الحجرين‬
‫حجر ِ‬‫حجر وهّا ٌ‬
‫هّا ٌ‬
‫ُ‬
‫السنبلة‬ ‫حيل ِه‪،‬‬
‫لك ومن ِ‬
‫دروب َر ِج ِ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫وخائفة من‬ ‫ّ‬
‫ومصدعة‬

‫لك‪.‬‬ ‫معك والزهر ُة ِ‬


‫معك ودرب الريحانأ ِ‬ ‫ِ‬

‫غريب‬
‫ٌ‬ ‫مخاصٌم وسلطانه‬

‫أفصح عن رغباته في أحلمه ّ‬


‫لكن شيئا‬ ‫َ‬ ‫ل ُ‬
‫ينال ما يريُد‪..‬‬

‫لم يتحقق منها )ّ‪ ،‬ط‪ ،ّ ،‬خ‪ ،‬نأ( إلى البد ِس ّر ْه‬

‫عندها لكنها ل تأبه وهو لوحده يمارس رغباته يضعها في‬

‫فمه ويضع فمها فيه ويتمطرح في خيالته حتى يهلك من‬

‫البكاء‪.‬‬

‫أحّم لي أنا‬

‫أسلحتك‬
‫ِ‬ ‫لكنك ل ترمين‬
‫أرمي أسلحتي ِ‬

‫تركت سيفها في طيني ومحها في جداري وشبكتها في‬

‫مياهي‪ ..‬تركت خائتمها في نومي وتركت ّهورها في‬

‫ضريحي‪ ،‬تركت النجو َم في قالبي وتركت ماسها في‬

‫عضلتي‬

‫تركت إيقاعها في كلمي وتركت كلمها في لساني‬

‫وتركت لسانها في دفائني‪..‬‬

‫وأفرح بقيودي‬
‫ُ‬ ‫تفرح بمقابضها‬
‫ُ‬
‫وأفرح بحماري‬
‫ُ‬ ‫تفرح بفرسها‬
‫ُ‬
‫هاويتها ُقاممي وصواعقها أنواري‬

‫‪527‬‬
‫لك‬ ‫َ‬
‫الغنية التي أرددها ِ‬ ‫المغزل في شفتي ُ‬
‫تخيط‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫غرّات‬

‫تمثالك في دخاني ولم أنحت بعُد تمثالي‬


‫ِ‬

‫والبّور‬
‫ِ‬ ‫النجوم‬ ‫منك من‬ ‫ُ‬
‫يتساقاط ِ‬ ‫أجمع ما‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫أمجدّ‬
‫ِ‬ ‫ما‬

‫رخامك وعنايتك‬
‫ِ‬ ‫أمجد‬
‫ما َ‬
‫ُ‬
‫إبريق الماء أسقيها‬ ‫ورداتك في الطريق الطويل‪ ..‬وبيدي‬
‫ِ‬
‫حديقتك محكٌم ورغباتي ُ‬
‫تنبض مثل قالبي‬ ‫ِ‬ ‫سيم‬

‫شّرّ‬
‫ِ‬ ‫وهج‬ ‫أقايس تهّدم قالعي وأقايس ّ‬
‫تهدم الظلم‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫النسور التي اصطدتها‬
‫َ‬ ‫أعد‬ ‫ُ‬
‫ومشاعل عيوني في التيه‪ّ ،‬‬ ‫أقايسه‬

‫أرضك‬
‫ِ‬ ‫الجّور التي شتلتها في‬
‫َ‬ ‫سمائك ّ‬
‫وأعد‬ ‫ِ‬ ‫في‬

‫كانأ الجهال حولي يصفقونأ‬


‫تتجه بعيداً‬ ‫ُ‬
‫توابيت الكراد ُ‬ ‫وكانت‬
‫ّورقاك ّ‬
‫يشق الفاق‬ ‫ِ‬ ‫وكانأ‬

‫وراءّ‬
‫ِ‬ ‫العطور‬
‫ُ‬ ‫أنثر‬
‫ُ‬
‫غار الكلم ِة بأغصاني‬
‫وأضرب َ‬
‫ُ‬

‫منك‬
‫بوهج ِ‬
‫ٍ‬ ‫أضرب عقلي‬
‫ُ‬

‫أتوجع حتى أموت‬


‫ُ‬ ‫وأتوجع‪..‬‬
‫ُ‬
‫أحلم لي أنا‪.‬‬

‫فردوس أحّم‬

‫ُ‬
‫سأعرّ ّ سواقاي الليل وردي‬ ‫حسنًا‬

‫حسنًا‪..‬‬

‫‪528‬‬
‫ُ‬
‫وأعرّ جمرتي‬

‫الفجر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جمال‬ ‫لرى‬

‫نجرجر ذيل ُه‬


‫ُ‬ ‫حين‬
‫الفجر َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ذاّ‬
‫ونغوص فيه ّ‬
‫ملطخين ببعضنا –‬ ‫ُ‬
‫لرى عيونأ الشمس في عيني‬
‫ُ‬
‫وأعزّ نوتتي‬

‫ورماد أوراقاي وخمري‪.‬‬


‫َ‬

‫من ذا ّ‬
‫يصدق أنني أمسكت‪،‬‬

‫من بين الفراشات‪ ،‬التي حملت‬

‫ذهب الزمانأ‪.‬‬
‫على أطرافها َ‬

‫مترع‬
‫ٌ‬ ‫كأسي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يصدق أنأ‬ ‫من ذا‬

‫الخمر في الدنيا‬
‫ُ‬ ‫حتى َ‬
‫يشيّ‬

‫وحتى تنتشي الغابات من لغتي‪،‬‬

‫وأحفر في الظلم‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وتصرخ‪..‬‬ ‫لتفيق من ول ٍه‬

‫الجنونأ‬
‫ِ‬ ‫تصدق‪ ،‬أننا َ‬
‫وسط‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تصدق‪ ،‬أو‬ ‫ل‬

‫جنونأ سوى ه وانا‪.‬‬


‫َ‬ ‫ول‬

‫دمع‬ ‫سأعزّ حتى َ‬


‫تّبل العينانأ من ٍ‬ ‫ُ‬ ‫حنسًا‪..‬‬

‫عزّ‬
‫ٍ‬ ‫وحتى ينطفي الكفانأ من‬
‫ُ‬
‫أعزّ‬ ‫ُ‬
‫وأعزّ‪..‬‬
‫ُ‬
‫أعزّ ما رأيت‪:‬‬

‫‪529‬‬
‫أمو ّت ْن‬

‫ْ‬
‫أموتن عليك‬

‫أراّ‬ ‫وأصبر ً‬
‫يوما ويومين حتى ِ‬ ‫ُ‬
‫‪530‬‬
‫يديك‬ ‫أذوب طوي ً‬
‫ل بحضن ِ‬ ‫أراّ ُ‬
‫وحين ِ‬

‫حاجبيك‬
‫ِ‬ ‫أبوس ّماني على‬
‫راّ ُ‬‫وحين ا ِ‬

‫مياهك‬
‫ِ‬ ‫وأطلع بين‬
‫ُ‬ ‫أراّ ّ‬
‫أغط‬ ‫وحين ِ‬

‫ضفتيك‬
‫ِ‬ ‫غريق على‬
‫ٍ‬ ‫مثل‬

‫أشق ثيابي وألط ُم ُحبًا‬


‫أراّ ّ‬
‫وحين ِ‬
‫وأّحف فجراً وصبحًا ولي ً‬
‫ل‬

‫ركبتيك‬
‫ِ‬ ‫لغفو قالي ً‬
‫ل على‬

‫نخيلك‬
‫ِ‬ ‫بجّع‬
‫ِ‬ ‫أراّ ّ‬
‫ألف كياني‬ ‫وحين ِ‬

‫أبكي وأذوي وحتى أموّت ْن‬

‫أموَت ْن ِ‬
‫عليك‪.‬‬

‫عأيونها المثلثة‬

‫بخيول الظلم في عيونها‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫خيول الضو ِء‬ ‫تصطد ُم‬

‫تفر‬
‫الطيور ّ‬
‫ِ‬ ‫أسراب من‬
‫ٌ‬

‫‪531‬‬
‫ُ‬
‫الفاق تتداعى‬

‫وتجّب النجو َم إليها‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تضحك دائمًا‬ ‫ُ‬
‫المثلثة التي‬ ‫عيونها‬

‫الناس السئلة‬ ‫ُ‬


‫تتراشق مع ِ‬ ‫عيونها التي‬
‫عيونها التي ُ‬
‫تفيض بالطبيعة العّراء‬

‫مغاور القااصي‪.‬‬
‫َ‬ ‫تفضح‬
‫ُ‬ ‫عيونها التي‬

‫تتفتح‬ ‫البّور ّ‬
‫تطق لنأ عيونها ُ‬ ‫ُ‬
‫تطير لنأ عيونها تبتس ُم‬
‫الطيور ُ‬
‫ُ‬
‫تغضب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫البراكين تثور لنأ عيونها‬

‫تدمع‬
‫تمطر لنأ عيونها ُ‬
‫ُ‬ ‫السما ُء‬

‫تلمع‬
‫تشع لن عيونها ُ‬
‫الشمس ّ‬
‫ُ‬
‫عيونها المثلثة‬
‫ً‬
‫أكواما من المثلثات‬ ‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫ُتلقي علينا أشعة‬

‫عيوهها المثلثة‬

‫شيّدت الزقاورات والهرامات والجنائن على شكلها‬

‫عيونها ّ‬
‫كل هّا‬

‫ُ‬
‫تسكن في هّه العيونأ‬ ‫لنها‬

‫ول تبارحها أبداً‪.‬‬

‫سحرك المطلق‬
‫ِ‬

‫ُ‬
‫المطلق‬ ‫سحرّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ذلك هو‬

‫أنأ تبعثي الحياة في جّوري‬

‫‪532‬‬
‫أفيض‬
‫أنأ تمطري حتى َ‬
‫أنأ ّ‬
‫تهزي الشمس في عظامي‬
‫َ‬
‫الجمال في أغواري البعيدة‬ ‫أنأ تحقني‬

‫ُ‬
‫المطلق‬ ‫سحرّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ذلك هو‬

‫أنأ ترفعي المنارات في روحي كلّما تّكرتك‬

‫الطيور تحت سمائي‬


‫َ‬ ‫أنأ تنشري‬

‫بك‪.‬‬
‫يشع دمي ِ‬
‫أنأ ّ‬

‫سحرّ المطلق‬
‫ِ‬ ‫ذلك هو‬

‫تمسكين بي وأنا على حاف ِة الهاوية‬

‫أتعّب‬
‫ُ‬ ‫ُتزهرين في روحي وأنا‬

‫ملّ يغني‬
‫تحوليني إلى ٍ‬

‫ورد‬
‫تحولين طريقي من حجار ٍة إلى ٍ‬
‫َ‬

‫تملين ظلمي بالنجوم‬

‫غليك‬
‫أنظر ِ‬ ‫تدعيني ُ‬
‫أتدفق بمجرد أنأ َ‬
‫حرّ المطلق‪.‬‬ ‫َ‬
‫ذلك هو ِس ِ‬

‫الشعرة البيضاء الوحيدة‬

‫بعد نصف قارنأ‬

‫شعرّ السود‬
‫ِ‬ ‫الشعر ُة البيضاء الوحيد ُة في غابة‬

‫‪533‬‬
‫ويحركها‬
‫ّ‬ ‫القصية‬ ‫تمنحني ضوءاً ُ‬
‫ينزل إلى أعماقاي ّ‬
‫الشعر ُة البيضاء ليست وحيد ًة إلى هّا الحّد‬

‫معها ومضة قالبي‬


‫ُ‬
‫شهقة روحي‬ ‫معها‬

‫الشعر ُة البيضاء الوحيد ُة‬

‫شعرّ‬
‫ِ‬ ‫تضيء‬

‫مثلما تضيء ليلي‬

‫الشعر ُة البيضاء الوحيدة‬

‫شبابك بعد نصف قارنأ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫علمة‬

‫عأيني‬

‫كحلتها غلى ْ‬
‫البد‬ ‫عيني التي ّ‬
‫بوجحك‬
‫ِ‬

‫‪534‬‬
‫ما أغمضت يومًا على ُب ٍ‬
‫عد‬

‫ول تّفتحت على ْ‬


‫تلد‬

‫كحلتها‬
‫عيني التي ّ‬
‫لم ترتجف يومًا‬

‫مسها الر َم ْد‪.‬‬


‫ولكن ّ‬

‫من سيغفر لي‬

‫سيغفر لي‬
‫ُ‬ ‫من‬

‫ضعت‬
‫ِ‬ ‫أنك‬
‫لو ِ‬

‫‪535‬‬
‫وأنك‪ ،‬مثل دموعي‪ ،‬في غربتي‪،‬‬
‫ِ‬

‫سرحت‬
‫ِ‬ ‫عّاب‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫من‬

‫كنت وردي وروحي‬


‫لقد ِ‬

‫الكونأ‬
‫َ‬ ‫أجوب به‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الجمال‬ ‫غصن‬
‫َ‬ ‫كنت‬
‫وقاد ِ‬

‫ْ‬
‫الخرين‬ ‫برص‬
‫أو أتقي به َ‬
‫كنت درعي أما َم السنين‬
‫وقاد ِ‬

‫كنت ذاّ المدى والسفين‪.‬‬


‫وقاد ِ‬

‫من سيغفر لي‬

‫قاطع‬ ‫ّ‬ ‫لو أني ّ‬


‫مزقات روحي وأني قاطعت جسمي إلى ٍ‬
‫ورميت به ً‬
‫مدنا من حجر‬ ‫ُ‬

‫للبحر‬
‫ِ‬ ‫ألقيت سلّة حبك‬
‫وأني ُ‬

‫لونأ القمر‬ ‫ُ‬


‫أفسدت َ‬

‫من سيغفر لي‬


‫سرت بعيداً‬
‫ِ‬ ‫أنك‬
‫لو ِ‬

‫وأختفيت‬
‫ِ‬ ‫إلى جه ٍة ُ‬
‫لست أعرفها‬
‫وحّنيت بابي ّ‬
‫بكف الوداع‬
‫ُ‬
‫أعيش به‬ ‫فمن كانأ‪ ،‬غيرّ‪ ،‬يعطي لقلبي نبضًا‬

‫يمنح كفي الشراع‪.‬‬


‫ومن كانأ ُ‬
‫سيغفر لي‬
‫ُ‬ ‫من‬

‫بغيرّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أدميت قالبي‬ ‫لو أني‬

‫أسير العّاب‬
‫صرت َ‬‫ُ‬

‫سيغفر لي‬
‫ُ‬ ‫من‬
‫لو أني ُ‬
‫كنت هناّ‬

‫والغيم والغانيات‬
‫ِ‬ ‫والخمر‬
‫ِ‬ ‫الخبط‬
‫ِ‬ ‫بتي ٍه من‬

‫وماذا سأحصُد غير يدين ّ‬


‫مجرحتين‬
‫‪536‬‬
‫ماذا سوى الغنيات؟‬

‫لك‬
‫سيغفر لي أو ِ‬
‫ُ‬ ‫من‬
‫لو أني ُ‬
‫كنت هناّ !!‬

‫شعرك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ماشة‬

‫شعرّ على مخدّتي‬


‫ِ‬ ‫وجدت ماش َة‬
‫ُ‬ ‫اليوم‪..‬‬
‫ُ‬
‫أعرّ من أين سقطت‬ ‫ل‬

‫أنت بعيدة عني في بغداد منّ سنين‬


‫ِ‬

‫‪537‬‬
‫ُ‬
‫الماشة؟‬ ‫إذنأ‪ ّ.‬من أين أتت هّه‬

‫حللت ش َع َر ِّ ونسيتها هنا؟‬


‫متى ِ‬
‫ُ‬
‫ذهبت إلى العمل‬ ‫هل عندما‬

‫شعرّ‬
‫ِ‬ ‫ونشرت‬
‫ِ‬ ‫تسللت غلى غرفتنا القديمة‬
‫ِ‬

‫رحلت قابل أنأ أجيء؟‬


‫ِ‬ ‫ونمت قالي ً‬
‫ل ثم‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫غفوت‬ ‫هل عندما‬

‫رايتك فيه‬
‫ِ‬ ‫ولم يكن حلمًا ذلك الّي‬

‫شعرّ على سريري؟‬


‫ِ‬ ‫تفرشين‬
‫ُ‬
‫الماشة؟‬ ‫متى إذنأ‪ ..‬سقطت هّه‬

‫الطيور من العالي أم أتت بها الغزلنأ؟‬


‫ُ‬ ‫هل ألقتها‬

‫آه يا قالبي‪ ..‬كم من الوهام تصنع وكم من الحقائق؟‬

‫ينابيعنا يا أحّم‬

‫تعالي معي يا حبيبة روحي‬

‫صوب الينابيع‬
‫َ‬ ‫لنّهب‬
‫َ‬
‫حيث بدأنا‬

‫‪538‬‬
‫حيث بدأنا‬

‫صباّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الرض ترعي‬ ‫لكم كانت‬
‫سحرّ ً‬
‫ينبض‬ ‫ِ‬ ‫قارب مياه الجداول‪،‬‬
‫كانأ‪َ ،‬‬
‫وكم َ‬

‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫درت مع‬
‫هناّ‪ ،‬على ضفة الشطرة‪ِ ،‬‬

‫بّرت النخيل‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫هناّ‬
‫ّ‬
‫الوّ‬ ‫رعيت‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫هناّ‬
‫َ‬
‫الحقول‬ ‫فتنت‬
‫هناّ ِ‬

‫لمست المياه‬
‫ِ‬ ‫وفي )البدعة( يا ما‬

‫منك‬
‫بعثر ِ‬
‫عجيب ُي ُ‬ ‫طلع‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫وداخ بها سمك فرط ٍ‬

‫صوب كركوّ‬
‫َ‬ ‫تعالي معي‬

‫نلمح ذاّ الصبي الّي بانتظار القطار لينقله‪،‬‬


‫ُ‬
‫مدنأ في الغيوم‬ ‫ّ‬
‫كل يوم‪ ،‬غلى ٍ‬
‫يجمع فيه الكل َم الّي سيبرقا ُه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫دفتر كانأ‬
‫إلى ٍ‬
‫إليك‬
‫يوم‪ِ ،‬‬ ‫َ‬
‫ذات ٍ‬
‫بطونأ الزمانأ‬
‫ِ‬ ‫ورود يخبؤها في‬
‫ٍ‬ ‫إلى ّ‬
‫سلة من‬

‫إليك‬
‫خريف‪ِ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ليحملها‪ ،‬في‬

‫تعالي إلى وجهه الناحل عند مدارس )أربيل(‬


‫شغف‪ً ،‬‬
‫ورقاا من‬ ‫يجمع‪ ،‬من ٍ‬
‫ُ‬ ‫أو في ضواحي )المحاويل(‬

‫صنوّ النبات ويزرعه في النجوم الحزينة‬


‫ِ‬

‫الجهات بنقطتها الواحدة‬


‫ِ‬ ‫تلك‬ ‫َ‬
‫لنربط َ‬ ‫تعالي‬

‫الجنوب‬
‫ِ‬ ‫صباّ الّي في‬
‫ِ‬ ‫ونجمع بين‬
‫ُ‬
‫وحزني الّي في الشمال‬
‫ً‬
‫عراقاا أضاء بنا‬ ‫تعالي لنحيي‬

‫‪539‬‬
‫َ‬
‫وفوق الجبال‬ ‫وهدهدنا في السهول‬

‫لنربط نهراً ٍ‬
‫بنهر‬ ‫َ‬ ‫تعالي‬

‫بأرض‬
‫ٍ‬ ‫وشمسًا‬
‫ل ْ‬
‫بشال‪.‬‬ ‫وشا ً‬

‫أتدفأ بأسراري‬

‫معك فقط أتد ّفأ بأسراري‬

‫لك بها‬
‫ل أبوح ِ‬

‫ولكني استعملها خشبًا لوقاد بها َ‬


‫النار التي بيننا‬

‫‪540‬‬
‫لك بها‬
‫أبوح ِ‬
‫ل ُ‬
‫لجلك‬
‫ِ‬ ‫ولكني أتهّيج بها‬

‫لك بها‬
‫ابوح ِ‬
‫ل ُ‬
‫إنائك‬
‫أعتصر خلصتها في ِ‬
‫ُ‬ ‫ولكني‬

‫أتد ّفا بأسراري‬


‫هللك لحول بدراً‬
‫ِ‬ ‫أضر ُم بها‬
‫ً‬
‫مضيئا‬ ‫جسدّ لجعله‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أشعل بها‬

‫أفتح بها الممرات السرية بيننا‬


‫ُ‬
‫جحيمك وجحيمي‬
‫ِ‬ ‫وأتوغل بها إلى‬

‫فردوسك وفردوسي‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫أطل بها على‬

‫تحولتك وتحولتي‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وأرصد بها‬

‫ُ‬
‫أتدفأ بأسراري‬
‫أرتبها ّ‬
‫كل يوم في قاصائدي‬

‫ثيابك‬
‫وأنثرها على كتبي وعلى ِ‬
‫ُ‬
‫أتلّذ بالرعشات ا لصغيرة ا لتي ُتطلقها ّ‬
‫في‬

‫يورد أيامي‬ ‫ُ‬


‫أتلّذ بلهبها الخفيف الّي ّ‬
‫أتلّذ بدخانها الّي يلّمس عيوني‪.‬‬
‫ُ‬

‫أتد ّفأ بأسراري‬

‫دونأ أنأ تشعري‬


‫طك بها َ‬
‫وأرُب ِ‬

‫وأمطار‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وفراشات‬ ‫ّهور‬
‫ٌ‬ ‫معك‬ ‫َ‬
‫لتنبت على رباطي ِ‬
‫ُ‬
‫تسقط ّ‬
‫كل يوم عل أرضي وأرضي‬

‫‪541‬‬
‫أشعر بها أو تشعرين بها‬
‫َ‬ ‫دونأ أنأ‬

‫أتد ّفا بأسراري ِ‬


‫معك فقط‬

‫غيرّ أبداً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وقاد ل أتّكرها مع‬

‫هذا فعلت ِيه بي‬

‫هّا ما فعلتِه بي‬

‫الجمر في داخلي يضي ُء وجهي‬


‫ِ‬ ‫موقاٌد من‬

‫يّوب ويتفتت‬
‫ُ‬ ‫ظل ُم أيامي‬

‫‪542‬‬
‫كنوّي ّ‬
‫تتضح‪.‬‬

‫هّا ما فعلتِه بي‬


‫ُ‬
‫يتدفق بي‬ ‫الّهب‬
‫ِ‬ ‫نهر من‬
‫ٌ‬
‫مراكب ل توقافها الفاق‬
‫ٌ‬

‫تطير‬
‫أعماق هاويتي ُ‬
‫ِ‬ ‫الطيور التي في‬
‫ُ‬
‫والشجار التي في صحرائي تتكاثر‬
‫ُ‬
‫هّا ما فعلتِه بي‬

‫بّرت قامراً في مياهي‬


‫ِ‬

‫الفضي في أعماقاي‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫السمك‬ ‫وحركت‬
‫ّ‬
‫القرع‬
‫ِ‬ ‫نقرت دفوفي فلم تتوقاف عن‬
‫ِ‬

‫وأنحنيت لي‬
‫ِ‬ ‫ووضعت ً‬
‫تاجا على رأسي‬ ‫ِ‬

‫هّا ما فعلتِه بي‬

‫كيس خرائبي‬
‫بأصابعك َ‬
‫ِ‬ ‫جرحت‬
‫ِ‬

‫بفمك رمادي‬
‫ونفخت ِ‬
‫ِ‬

‫بشالك جروحي‬
‫ِ‬ ‫ومسحت‬
‫ِ‬

‫وجمعت الزهور المتساقاطة من جسدي في قاصائدي‬


‫ِ‬

‫هّا ما فعلتِه بي‬

‫مغن‬
‫جوال إلى ٍ‬
‫حولتيني من ّ‬
‫ّ‬
‫وّرعت في فمي البّور‬
‫ِ‬

‫البلدانأ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أطوّ‬ ‫وجعلتيني‬

‫وأغني عن ما فعلتِه بي‪.‬‬

‫‪543‬‬
‫مشيمتي‬

‫يو َم عجنتني ووضعتني في القمر‬

‫وأحييك‬
‫ِ‬ ‫لك‬ ‫َ‬
‫أتحرّ وأم ّد يدا ِ‬ ‫كانأ ل َبد أنأ‬

‫عليك‬
‫النور ِ‬ ‫َ‬
‫شلل ِ‬ ‫وكانأ ل َبد أنأ َ‬
‫أدلق‬

‫جسدّ‬
‫ِ‬ ‫الطلع على‬
‫َ‬ ‫كانأ ل َبد أنأ َ‬
‫أنفّ‬

‫‪544‬‬
‫كسر النجوم ووضعتيني في السماء‬
‫يوم صنعتيني من ِ‬
‫اهدابك لي ً‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ارشح في‬
‫َ‬ ‫كانأ ل بد أنأ‬

‫عروقاك‬
‫ِ‬ ‫وأنأ َ‬
‫أتدفق في‬
‫َ‬
‫وهناّ في أ عالي الليل‬

‫أصابعك تبلّني بالورد‬


‫ِ‬ ‫أنتظر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كنت‬
‫وفمك ُيشبعني ُقاب ً‬
‫ل‬ ‫ِ‬

‫أرجوّ‬
‫ِ‬ ‫ل تسافري‬

‫حقائبك وترحلي‬
‫ِ‬ ‫ل تحملي‬

‫القمر‬ ‫كي ل َ‬
‫أسقط من ِ‬
‫وكي ل تتفكك أوصالي من النجوم وأطيح‬

‫ل تغفلي عني‬

‫كي ل أغفل عن نفسي‬


‫َ‬
‫تنفصل جّوري من السما ِء‬ ‫وكي ل‬

‫هناّ دعيني هناّ‬

‫بك وتتشربين بي‬


‫امطر ِ‬
‫ُ‬
‫ول تنزعيني عن مشيمتي‬

‫بك وبالسماء‪.‬‬
‫المربوطة ِ‬

‫كأسنا الذي يفور‬

‫يفور‬
‫كأسنا النأ ُ‬
‫ورد؟‬
‫الكأس من ٍ‬
‫ُ‬ ‫يفور‬
‫هل ُ‬
‫دمع؟‬
‫أمن ٍ‬

‫‪545‬‬
‫ضحك؟‬
‫ٍ‬ ‫أمن قاطر ِة‬
‫ما الّي يحمل ُه ُ‬
‫الليل الّي كّنا به نمزج كأسينا‬

‫أّيحي النأ ستراً بيننا‬

‫الرض‬
‫ِ‬ ‫خضاب‬
‫َ‬ ‫كنت‬
‫كوني كما ِ‬
‫كوني َ‬
‫طفلة الما ِء وطوفي‬
‫وضعي ّ‬
‫صف جناحيك وطيري‬

‫وضعي بحراً على ِ‬


‫بيتك‬

‫جمراً في التفاصيل‬
‫ونادي ّ‬
‫كل من أحببت‬

‫نادي ضهو َة التاريّ‪ ..‬نادي َ‬


‫النار‬

‫نار سوى أحلم تسري‬


‫هل ٌ‬
‫الغائص في روحي؟‬
‫ِ‬ ‫المعدنأ‬
‫ِ‬ ‫عروق‬
‫ِ‬ ‫في‬

‫وهل ورٌد سواها‬


‫ُ‬
‫يرشق الروح؟‬

‫وهل ما ٌء سواها أشتهيه؟‬

‫يرصع قالبي؟‬
‫ُ‬ ‫هل ٌ‬
‫نبض على مبسمها‬

‫حرّ في عقلي السماء‬


‫ما الّي ّ‬
‫ما الّي أنبت في صحرائي المجّاّ‬

‫من جا َء بأور‬

‫تلو‬
‫حرّ ّ‬
‫وبجوديا ومن ّ‬
‫ً‬
‫غيمة؟‬ ‫درع إنانا‬
‫وترى من شق في ِ‬
‫وهم‬
‫الكأس من ٍ‬
‫ُ‬ ‫يفور‬
‫هل ُ‬
‫الوهم إذا كانأ‬
‫ِ‬ ‫ول أحلى من‬

‫عصر الدنيا بنا‬


‫َ‬ ‫ول أرحم من قابضت ِه لو‬

‫أطلقتهها في ُجّبتي‬
‫ِ‬ ‫ريح َم ْن هّي التي‬
‫ُ‬
‫‪546‬‬
‫تنفع أوراقاي‬
‫ً‬
‫تكوي صحفي؟‬

‫تفتح في تاريخي العمى عيونًا‬


‫ريح َمن ُ‬
‫ُ‬
‫وتصلي بالمليين على الما ِء وتعلو؟‬
‫إصبعك ّ‬
‫بل جبيني؟‬ ‫ِ‬ ‫يفور الكأس من‬
‫هل ُ‬
‫الكأس من خردل ٍة‬
‫ُ‬ ‫يفور‬
‫هل ُ‬
‫غصنك؟‬
‫ِ‬ ‫تسقط من‬

‫عينيك كي أعرّ بيتي‬


‫ِ‬ ‫أحتاج إلى‬
‫ُ‬
‫سراط نحو قالبي‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫أعرّ أني في‬ ‫ولكي‬

‫ضم؟‬
‫يفور الكأس من ٍ‬
‫هل ُ‬
‫أنا في الضيم‬

‫ل أعرّ ليلي من نهاري‬


‫الكأس أم ُ‬
‫كنت افور؟‬ ‫ُ‬ ‫يفور‬
‫ول أعرّ هل كانأ ُ‬
‫يديك نتحّنى ونفور؟‬
‫أم كلنا أنا والكأس‪ ،‬على جمر ِ‬

‫هكذا خطفتِني‬

‫هكّا خطفتِني من البعيد‬

‫وجمالك الغريب‬
‫ِ‬ ‫لوعاتك‬
‫ِ‬ ‫قارب‬
‫وجعلتِني َ‬
‫قاربك‬ ‫ُ‬
‫احترق ِ‬ ‫شرارتك وجعلتِني‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫أبرقات ّ‬
‫ِ‬

‫هكّا خطفتِني من العالي‬

‫‪547‬‬
‫غيمتك‬
‫ِ‬ ‫وجعلتِني َ‬
‫أسفل‬

‫نصوصك وهي في يدي‬


‫ِ‬ ‫و ّقاعت على‬

‫وجعلتِني أستعديها في قاصائدي‬

‫يديك‬
‫عطر ِ‬ ‫هكّا جعلتِني َ‬
‫تحت ِ‬
‫أمطر ما تبقى من جسدي‬
‫ُ‬
‫العماق‬
‫ِ‬ ‫هكّا خطفتِتني من‬

‫قابابك وربطتِني بالنجوم‬


‫ووضعتِني أعلى ِ‬

‫حريرّ في أمواج السما ِء‬


‫ِ‬ ‫تنس ُ‬
‫مت‬ ‫هكّا ّ‬
‫أصابعك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وتللت في‬

‫الغرب‬
‫ِ‬ ‫هكّا خطفتِني من‬

‫شرقاك‬
‫ِ‬ ‫وجعلتِني أتصّيد الفراشات في‬
‫َ‬
‫العسل‬ ‫نخيلك‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أقاطف من‬

‫إيقوناتك وأتحلّى بموسيقا سومرّ‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وأنبض في‬

‫الشمال‬
‫ِ‬ ‫هكّا خطفتِني من‬

‫معك‬ ‫ً‬
‫جنوبا ِ‬ ‫أقاطر‬
‫وجعلتِني ُ‬
‫الحري‬
‫ّ‬ ‫الطين‬
‫َ‬ ‫وناولتِني‬

‫البني‬ ‫َ‬
‫والسمك ّ‬
‫سللت‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أغرّ‬ ‫وجعلتِني ألط ُم حبًا‪ ..‬وجعلتِني‬

‫الحزنأ والجمال‬
‫ِ‬
‫هكّا خطفتِني من الناس‬

‫الناس كلّهم في أعماقاي‬


‫أحضن َ‬‫ُ‬ ‫وجعلتِني‬

‫وأُ ُ‬
‫حب ألوانهم في أمواجي‬
‫ُ‬
‫وأتنشق جهاتهم‬ ‫وجعلتِني ُ‬
‫أذوق طعمهم‬

‫هكّا‪ ..‬هكّا خطفتِني‬

‫وجعلتِني مخطوفًا إلى البد‪.‬‬


‫‪548‬‬
‫أحيد‬
‫لن َ‬ ‫ْ‬

‫إليك‬ ‫ُ‬
‫وجدت طريقي ِ‬ ‫لقد‬
‫َ‬
‫أتوقاف عن المسير‬ ‫ولن‬
‫َ‬
‫الجبال‬ ‫ُ‬
‫وأتشلق‬ ‫أحفر الحَف َر‬
‫ُ‬
‫السماّ‬
‫ِ‬ ‫وأغوص بعباء ِة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأنزل بالمناطيد‬

‫إليك‬ ‫ُ‬
‫وجدت طريقي ِ‬ ‫ولكني‬

‫‪549‬‬
‫عنك أبداً‬
‫أحيد ِ‬
‫لن َ‬

‫المنارات‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫سأظل أضبط بأجنحتي‬

‫بك‬
‫الليل ارتط ُم ِ‬
‫طيور ِ‬‫ِ‬ ‫وسأبقى مثل‬

‫عنك‬
‫أحيد ِ‬
‫لكني لن َ‬

‫ِر أنفاقاًا ِ‬
‫إليك‬ ‫بالشع ِ‬ ‫ُ‬
‫حفرت ِ‬ ‫لقد‬

‫غرفك العالية‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫لصل إلى‬ ‫بالصبر السلل َم‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وصنعت‬

‫جزرّ‬
‫ِ‬ ‫لقد أوصلتني أنفاسي العميقة إلى حافات‬

‫غيومك‬
‫ِ‬ ‫أترنح بين‬
‫َ‬ ‫أمسكت بحبالي قاويًا حتى‬
‫ُ‬ ‫وقاد‬

‫عنك‬
‫ولّا لن أحيد ِ‬

‫إليك‬ ‫ُ‬
‫وأصل ِ‬ ‫خطوةق واحدةٌ‬

‫بك‬ ‫ُ‬
‫وأمسك ِ‬ ‫قافزةٌ واحدةٌ‬

‫عليك‬ ‫ُ‬
‫وأقابض ِ‬ ‫سطر واحٌد‬
‫ٌ‬
‫أرجوّ‬
‫ِ‬ ‫ولّا‪..‬‬

‫أنأ ل تحيدي عني‬

‫عنك أبداً‪.‬‬
‫أحيد ِ‬
‫لني لن َ‬

‫الممدد ُة‬
‫ّ‬

‫كعمود من الضو ِء أمامي‬


‫ٍ‬ ‫تمددت‬
‫ِ‬

‫السرير ع لى قادمي‬
‫ِ‬ ‫تطيح من‬
‫لك ُ‬ ‫تمددت وكانت ُش ُع ِ‬
‫ِ‬

‫رخام إغريقي‬
‫ٍ‬ ‫كتمثال‬
‫ِ‬ ‫تمددت‬
‫ِ‬
‫جلدّ ُ‬
‫تنبض‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الوردية على‬ ‫ُ‬
‫اللمسات‬ ‫وكانت‬
‫تمددت ولم أكن ُ‬
‫أملك سوى عينين‬ ‫ِ‬

‫‪550‬‬
‫أما يدياي وأذناي وفمي وأقادامي فقد تبخرت‬
‫ً‬
‫لمعة‬ ‫أقادامك ُتشب ُه أسماكًا صغير ًة‬
‫ِ‬ ‫كانت‬

‫نهوّ ُتشب ُه‬


‫ِ‬ ‫أياديك ُتشب ُه ّهوراً مخضّبة‪ ،‬وكانت‬
‫ِ‬ ‫وكانت‬

‫الشمع المحّنى‬
‫ِ‬ ‫فجر من‬
‫وكنت مثلب ٍ‬
‫ِ‬ ‫حمامًا ُ‬
‫يكاد يطير‪،‬‬

‫كنت ممد ًة مثل ِ‬


‫ملّ الغرام‬ ‫ِ‬

‫الربيع‬
‫ِ‬ ‫كنت متّبلة بالضوء مثل ظهير ِة‬
‫ِ‬

‫بمحار ل حصر له‬


‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫يومض‬ ‫ساحل‬
‫ٍ‬ ‫كنت مثل‬
‫ِ‬

‫وكنت ل أفعل شيئًا سوى‬


‫ُ‬ ‫كنت ممد ٍة على السرير‬
‫ِ‬

‫بك‪ ،‬وكانت عيوني تزداُد ضعفًا كلما ّ‬


‫مر الوقات‪.‬‬ ‫التحديق ِ‬

‫إله الحسرات‬

‫بزوادته شمس الحيا ْة‬ ‫ُ‬


‫العاشق إنأ ضاقات ّ‬ ‫ما الّي يفعله‬

‫ما الّي أفعله النأ وقاد غابت شياهي‬

‫وطوى أغصانهم عني الرعا ْة‬

‫أفعله النأ بعيداً عن يدي أحلم‬


‫ما الّي ُ‬

‫كالبرق‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تصعق‬ ‫عن ضحكتها‬

‫‪551‬‬
‫الحمام‬
‫ِ‬ ‫ريش‬
‫وعن ِ‬
‫في ثناياها‬

‫شمس العراق‬
‫وعن ِ‬
‫ْ‬
‫الفرات‬ ‫بالطالع من قابلتها‪ ..‬يغلي‬
‫ِ‬ ‫ترتوي‬

‫ْ‬
‫الحسرات‬ ‫يا إله‬

‫أليأس عن صدري‬
‫نفخت َ‬‫َ‬ ‫كم‬
‫َ‬
‫مشاحيفك‬ ‫َ‬
‫أرحيت في نهري‬ ‫وكم‬
‫لر ْ‬
‫فات‬ ‫كم أفلقت بّراتي وج ّمعت ا ُ‬
‫ْ‬
‫الحسرات‬ ‫يا إله‬

‫خّفف الوطأ على روحي‬

‫ٌ‬
‫سنونأ وسنونأ‬ ‫فقد َمرت‬
‫أقاطر ً‬
‫دمعا‬ ‫أرشح ً‬
‫حبا‪ ،‬وأنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأنا‬

‫ض ّمني فيك إله الحسرات‬

‫صار بعيداً ّ‬
‫بيدي‬ ‫النهر الّي َ‬
‫وأربط َ‬
‫ً‬
‫الشمسة أحلم بروحي‬ ‫اربط‬

‫القامار‬
‫َ‬ ‫اربط‬

‫علي‬
‫مروانأ‪ ..‬ثريا‪ ..‬مروه‪ّ ..‬‬
‫بعيوني‬
‫النهر الّي ّ‬
‫جف بقلبي‬ ‫اربط َ‬
‫ُ‬
‫الطوفانأ‬ ‫يجتاح دمي‬
‫ُ‬ ‫بّري دجلة‬

‫ض ّم الضفتين‬
‫ْ‬
‫الحسرات‬ ‫يا إله‬

‫ولنكن في ضف ٍة واحد ٍة نحيا‬

‫‪552‬‬
‫فقد طال ُ‬
‫الشتات‪.‬‬

‫زيلدا‬

‫لن َفعلُت ْن‬


‫علن َف ْع ْ‬
‫َف ْ‬

‫ليل‬
‫تخرج من ٍ‬
‫ُ‬ ‫شمس‬
‫ٌ‬
‫صوتك‬
‫ِ‬ ‫قاطع ّيلدا من‬
‫ٌ‬
‫ماس تغمرنا‬
‫قاطع ٌ‬
‫ٌ‬
‫ل ونهاراً‬
‫نرقاص لي ً‬
‫ُ‬

‫‪553‬‬
‫نخبك يا ّيلدا‬
‫نرقاص ِ‬
‫ُ‬
‫حركت أسلكها موج خطانا‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫ليلة ُيشعلها ضو ُء القمر‬

‫أغانيك‬
‫ِ‬ ‫بنيرانأ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ليلة تحترق النأ‬

‫وتيجانأ الطنافس‬
‫َ‬ ‫حمر السراويل‬ ‫ٌ‬
‫تركية ُتلبسنا َ‬ ‫ٌ‬
‫ليلة‬
‫ُ‬
‫ترشق سيقانأ المحّبين وتلويحات أيديهم‬ ‫ٌ‬
‫ليلة تركية‬

‫أفقنا من دموع الليل‬


‫صار ُ‬
‫الليل فينا‬

‫أشباح‬
‫ٌ‬ ‫الكأس‬
‫ِ‬ ‫خمرنا اسوّد وطارت من رماد‬

‫وشلخت يدنا‬

‫ماض‬
‫بحة ٍ‬
‫لم تعد ّيلدا سوى ّ‬
‫الموت مخموراً يراقاصنا‬
‫ُ‬ ‫ثم قاام‬

‫وتهنا في الغبار‪.‬‬

‫آمين‬

‫اليام‬ ‫شمعات لما يأتي من‬


‫ٍ‬ ‫النأ ْ‬
‫اتخّ مني‬ ‫قاالت‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫دربك وردًا وحمامًا‬
‫َ‬ ‫وأّرعني على‬
‫ُ‬
‫قالت‪ :‬ما تحمله اليا ُم أقاسى‬

‫طيور‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الغصن سلمي وتعاويّي‬ ‫قاالت‪:‬‬

‫وجهها يشبه وجهي‬

‫‪554‬‬
‫الزهر ِة‬ ‫ينبوعك من عين إنانا ّ‬
‫وثرياّ من ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قالت‪:‬‬

‫العشق تريد؟‬
‫ِ‬ ‫قاالت‪ :‬يا إلهي‪ ..‬كم من‬

‫ضحكت أحل ُم‪ ..‬في سلّتها تمثال ننسونا وفي سلّتها سبع‬
‫ْ‬

‫حضارات وفي سلّتها مفتاح دلمونأ وفي سلّتها ضوء عيوني‬


‫ٍ‬
‫قاالت‪ :‬النأ اتخّ مني فجراً‬

‫والموت طوي ً‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫الحرب‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫قابل أنأ يبقى ظل ُم‬

‫دمت معي‬
‫الموت ما ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ألطف أنوارّ لن يبقى ظل ُم‬ ‫قالت‪ :‬ما‬
‫ْ‬
‫فنخت أحل ُم في الناي وغنت‬
‫نفخت في ورقاي روحًا وفي كفي ّهراً‬
‫ْ‬
‫البحر لي ً‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫نفخت أشرع َة ِ‬
‫النهر وسارت َ‬
‫فوق ما ِء‬ ‫ْ‬
‫ّ‬
‫والتف‬ ‫واسترح في قااعي البعد‬
‫ْ‬ ‫قاالت‪ :‬النأ اتخّ مني ما ًء‬

‫نسع‬ ‫يأويك ويعلو َ‬


‫فيك ٌ‬ ‫َ‬ ‫بروحي‪ّ ،‬‬
‫فلعل الماء‬

‫يدي‬ ‫ُ‬
‫أطلقت إلى الدنيا ّ‬ ‫مائك‬ ‫ُ‬
‫قالت‪ :‬من ِ‬
‫ً‬
‫حريقا‬ ‫اشتد بي الوجُد إلى الدنيا فزدني َسهراً ّدني‬
‫قاالت‪َ :‬‬

‫برج أريدو‬ ‫ُ‬ ‫ً‬


‫واتخّني فرسا اصهل في معبد إنانا وفي ِ‬
‫َ‬
‫تاريّ اّلهات وتطوي‬ ‫تجمع‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫جمحت أحل ُم في فردوسها‬

‫العشق‪ ،‬لم‬
‫ِ‬ ‫ضباب‬
‫ِ‬ ‫الفردوس‪ ،‬هامت في‬
‫ِ‬ ‫في خطاها ُش َ‬
‫عل‬

‫تسمع صوتي‬
‫َ‬
‫أنت؟‪ ..‬أجيبي‬
‫قالت‪ :‬من ِ‬

‫أّح عني حجابي‬


‫قاالت‪ :‬النأ ْ‬
‫وإيزيس ومريم‬
‫ُ‬ ‫وعشتار‬
‫ُ‬ ‫أإنا حوا ُء‬
‫ُ‬
‫صاحبة الح ّمام في كركوّ‬ ‫وأنا‬

‫أنا الم التي ّربتك طفل‬

‫أنا جس ُم وأحلم ومروه‬

‫قالت‪ :‬آ‪ ...‬مين‪ْ .....‬نأ‪.‬‬


‫‪555‬‬
‫حركي معي بدياة المياه‬
‫ّ‬

‫حركي معي بدياة المياه‬


‫ّ‬
‫َ‬
‫العميق في دمي‬ ‫حركي موجك‬
‫ّ‬
‫واربطي دجل َة الحزين في يدي‬

‫اربطي الشفا َه بما ِء الشفاه‬


‫شعرّ فجراً‬
‫ِ‬ ‫حركي جهات الرياح بغاب ِة‬
‫ّ‬
‫الخصب في الهوا ِء‪ ،‬وامطري وابرقاي‬
‫َ‬ ‫وانثري‬

‫‪556‬‬
‫الرض بالسماء‬
‫َ‬ ‫وارعدي واملئي‬

‫حركي معي بداية الزمانأ‬


‫ّ‬
‫واجعليه ُغباراً على ِ‬
‫يديك‬

‫ح ّرّكي معي بداية الطريق‬


‫نحاصر الُف ْ‬
‫راق‬ ‫ُ‬ ‫ودعينا‬

‫أرض فردوسنا‬
‫ودعي بيتنا َ‬
‫وليكن بيننا‪ ،‬إلى أبد البدين‪ ،‬الع ْ‬
‫ِناق‬

‫وليكن سهلّنا وسمانا العراق‪.‬‬

‫لك‬
‫آخر صور ٍة ِ‬
‫ُ‬

‫لك معي‬
‫آخر صور ٍة ِ‬
‫أنظر إلى ِ‬
‫ُ‬
‫عينيك‬
‫ِ‬ ‫المل في‬
‫ِ‬ ‫أرى َ‬
‫بريق‬

‫والحصار‬
‫ِ‬ ‫الحروب‬
‫ِ‬ ‫فيتبدد أمامي ُد ُ‬
‫خانأ‬ ‫ُ‬

‫الجّور مثل نخل ٍة عراقاي ٍة‬


‫ِ‬ ‫أنك قاوية‬
‫أشعر ِ‬
‫ُ‬
‫واقاف ٍة بوجه الريح‪.‬‬

‫انظر إلى آخر صور ٍة لك معي‬


‫ُ‬

‫‪557‬‬
‫وجهك وجماله‬
‫ِ‬ ‫أرى بسالة‬

‫مثل عشتار ومثل إيزيس ومثل فينوس‬

‫يقطر منه الوعُد بقو ِة الحيا ِة‬


‫ُ‬
‫آخر صور ٍة لك معي‬
‫أنظر إلى ِ‬
‫ُ‬
‫السود الفاح َم‬
‫َ‬ ‫شعرّ‬
‫ِ‬ ‫أرى‬

‫قارنأ من أهوال الزمانأ‬


‫بعد نصف ٍ‬
‫المشربة بأرض السواد‬
‫ّ‬ ‫وأرى جّوره‬

‫الجراح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ونهاياته القابضة بقوة على‬

‫أنظر إلى آخر صور ٍة لك معي‬


‫ُ‬
‫شفتيك الصاعقتين بابتسام ٍة واثق ٍة‬
‫ِ‬ ‫أرى‬

‫بحب ل حدود له‬


‫واللينتين ٍ‬
‫أنظر إلى آخر صور ٍة لك معي‬
‫ُ‬
‫يديك المشبوكتين على بعضهما‬
‫أرى ِ‬

‫تفيضانأ بما ِء دجلة والفرات‬


‫َ‬
‫والسماّ والبردي فيهما‬ ‫وتسرحانأ المشاحيف‬
‫ّ‬
‫ثيابك الطويلة‪.‬‬
‫أطراّ ِ‬
‫ِ‬ ‫أرى الماء ناّ ً‬
‫ل منهما إلى‬

‫أنظر إلى آخر صور ٍة لك معي‬


‫ُ‬
‫جنبك ُ‬
‫تتكأ‬ ‫أرى صورتي ِ‬

‫معمارّ المتعالي هّا‬


‫ِ‬ ‫على‬
‫ً‬
‫رهينة‬ ‫وأرى نفسي‬

‫بصلبتك ور ّقاتك مخلوطتين بحسبانأ‪.‬‬


‫ِ‬

‫‪558‬‬
‫الورد‬
‫ُ‬ ‫أيام فاض‬

‫الطري‬
‫ّ‬ ‫الزبد‬ ‫ً‬
‫حافية على ِ‬ ‫قادميك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الورد من‬ ‫فاض‬
‫أيام َ‬

‫صبرّ في مصارع ِة الليالي‬


‫ِ‬ ‫الفجر تمتحنين‬
‫َ‬ ‫ُتراقاصين‬

‫سفر‬
‫صبرّ في الوداعا التي ل تنتهي‪ٌ ،‬‬
‫ِ‬ ‫السود‪،‬‬

‫سفر إلى‬ ‫ٌ‬


‫طويل‪ٌ ،‬‬ ‫سفر إلى ليبيا‬
‫ملتبس‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫إلى ع ّمانأ‬

‫ُ‬
‫والورد‬ ‫الدمع في العينين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واحتقانأ‬
‫ِ‬ ‫ُعرّ المنافي‬
‫مهل ُ‬
‫يفيض من الشفاه‪ ّ.‬من المناحر‪..‬‬ ‫الّي على ٍ‬

‫‪559‬‬
‫جسمك‪ ..‬من‬
‫ِ‬ ‫أنهار‬
‫الساق‪ ..‬من ِ‬
‫ِ‬ ‫أسيل‬
‫من ِ‬
‫يديك تضللنأ الضو َء والرغبات‪ ..‬من وجع‬
‫ِ‬

‫يلين‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يطول ول ْ‬ ‫الفراق‬

‫حزنأ إلى‬
‫يلف شهابه ويطير من ٍ‬ ‫فاض ُ‬
‫الليل من َش ْع ٍر ّ‬ ‫أيام َ‬

‫رياح‪ ..‬ما‬ ‫ُ‬


‫ويرشق رايتي‪ ،‬ماذا إذا عصفت ٌ‬ ‫حزنأ‬
‫ٍ‬
‫أي‬
‫بغيم‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يستحيل منار ًة‬
‫ويسير مستترا ٍ‬
‫ُ‬ ‫لشعرّ‬
‫ِ‬

‫الوجع الحنين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫معنى يستح ُم به‬
‫النار‪ّ ..‬‬
‫بل‬ ‫الدمع من أحلى العيونأ ّ‬
‫وبل درب ِ‬ ‫ُ‬ ‫أيام ً‬
‫فاض‬
‫صوب بغداد الجريحة‪ّ ..‬‬
‫بل‬ ‫َ‬ ‫وترجع‬
‫ُ‬ ‫مواكبًا تمضي‬

‫تخرج من مقابرها ّ‬
‫تودع آخر الحباب‬ ‫ُ‬ ‫الناس‬
‫َ‬
‫مطوحين بصمتهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ينحدرونأ من ليل الحروب‬

‫وحفائر المدنأ التي‬


‫َ‬ ‫الدمع يرثي أهلنا وبيوتنا‬
‫ُ‬ ‫أيام فاض‬

‫رحلت بها اليا ُم يفضحها النين‬

‫البيوت‬
‫ِ‬ ‫كنت كسير ًة تقفين في أعلى‬
‫الدمع‪ِ ..‬‬
‫ُ‬ ‫فاض‬
‫أيام َ‬

‫بعد المل ُم ما‬


‫وجع‪ ،‬على ٍ‬ ‫ُ‬
‫وكنت‪ ،‬من ٍ‬ ‫وتنحبين‬

‫الدري‪..‬‬
‫ّ‬ ‫وجهك‬
‫ِ‬ ‫أمسح‬
‫ُ‬ ‫دموعك‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫تساقاط من‬

‫بطرّ منديلي المبلّل بالدماء‬


‫ِ‬ ‫مقلتيك‬
‫ِ‬ ‫أمسح‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫وبالعيونأ‪.‬‬

‫فاض الدمع‬
‫أيام َ‬
‫ُ‬
‫كنت ل أبكي‬

‫ول أحكي‬
‫ُ‬
‫الموت يحفرني‬ ‫وكانأ‬

‫ُ‬
‫ويستبد بي الجنونأ‪.‬‬

‫‪560‬‬
‫مامو‬

‫كنت تخرجين من أصابعه‬


‫ِ‬

‫شعرّ َ‬
‫تحت شجر ِة الخلود‬ ‫ِ‬ ‫وتضفرين‬

‫إليك من خلل الغصانأ‬


‫أنظر ِ‬ ‫ُ‬
‫وكنت ُ‬
‫تمر عليك ّ‬
‫وتقدم لك الثمرة‬ ‫ُ‬
‫أصابعه ّ‬ ‫وأرى‬
‫ٌ‬
‫حلل عليه‪ ..‬حراٌم علينا‬

‫‪561‬‬
‫حين ّ‬
‫هبطت إلى الرض‬

‫إلي‪ ّ.‬كي تدفعي بي إلى الجحيم‬


‫بك ّ‬‫دفع ِ‬

‫فردوس‪ ..‬ونهارنا سخام‬


‫ٌ‬ ‫نهار ُه‬
‫ُ‬

‫الطيني‬
‫ّ‬ ‫فتحت )مامو( اسطرلبها‬

‫وقارأت مصيري‪:‬‬

‫فردوس سُت ُ‬
‫طر منه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫حصلت على‬ ‫‪ -‬كلما‬

‫بعيد ول أراه‪.‬‬
‫يراني من ٍ‬

‫المقوسة في حقولي‬
‫تتقدم )مامو( بعصاها ّ‬
‫وترى صاحباتي‪:‬‬
‫تفعل ّ‬
‫بكل هّا؟‬ ‫ماذا ُ‬

‫فردوسا في ّ‬
‫كل امرأة‬ ‫ً‬ ‫أصنع لي‬
‫ُ‬ ‫ما دام يطردني من فردوس ِه‬

‫معك حق‬

‫تفسر ُحلمي‪:‬‬
‫إلهة الحلم )مامو( ّ‬
‫‪ -‬ستبكي طوي ً‬
‫ل إذا َ‬
‫وقافت هكّا في معبدي‪.‬‬
‫بإمكانك أنأ تكوني معي ُ‬
‫منّ هبطنا إلى الرض‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬كانأ‬

‫اب معبدها بالعصا وتطردني أيضًا‪.‬‬


‫تفتح ب َ‬
‫ُ‬
‫غير ِّ يا مامو‬
‫‪ -‬الجحي ُم هو ُ‬
‫لماذا تدفعين بي إلى الهاوية‬

‫‪ -‬خّ هّه التمائم وتطّي ْب‬


‫لتنير َ‬
‫قالبك‬ ‫الورد َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تميمة‬

‫الشمس لتطيل عمرّ‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تميمة‬

‫لتجعلك أكثر رّقاة‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫تميمة سين‬

‫‪562‬‬
‫بي‬ ‫ُ‬
‫تميمة النجمة لتزيد ولعك ّ‬
‫‪-‬حسنًا أس ّميك منّ اليوم )أحلم(‬

‫لم تعد مامو سوى ذاكرتي والطياّ الهاربة‬

‫لفردوسي وجحيمي‬

‫أس ّميك منّ اليوم سي ّدتي وبيتي الّي أسكن فيه‪.‬‬

‫أغأنيات رأس السنة‬

‫ساعات رأس‬
‫ِ‬ ‫الرقاص طوي ً‬
‫ل ورفع النخاب في أول‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬
‫َ‬

‫السنة جاء دور التخت الشرقاين هيا غّني لنا يا مامو‬

‫والورد‬
‫ِ‬ ‫الكروم‬
‫ِ‬ ‫البيت الفسيحن في رابيات‬
‫في ذلك ِ‬

‫الشعراء وحبيباتهمن يغنون ويرقصون‪ ،‬ما الذي‬


‫ُ‬ ‫يجتمع‬

‫الخضر في خنصره‪..‬‬
‫ِ‬ ‫يفعله )حكمت( ذو الخاتم‬
‫ُ‬
‫يحمله )حميد( من أغأاني يحيي‬ ‫كان لوحدهِ‪ ،‬ما الذي‬

‫‪563‬‬
‫ُ‬
‫يحمله‬ ‫حمدي ورضا عألي ومسعود العمارتلي‪ ،‬ما الذي‬

‫النار‬ ‫الضبابي وكفخات النبيذ ْ‬


‫الفل‪ ،‬ماذا في ِيد ِ‬ ‫ّ‬ ‫الليل‬

‫أصوات تغني وهي تقطف الكروم‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫مرمر‬
‫ِ‬ ‫سوّ‬

‫‪) -‬أحاول أنسى حبك(‪...‬‬


‫َ‬
‫استفاق منج ُم‬ ‫صوتك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يخرج من‬
‫ُ‬ ‫موج من الحرير‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫الحزين مثل رشق ٍة من‬ ‫صوتك‬
‫ِ‬ ‫في‪ ،‬كانأ‬
‫الجمال ّ‬
‫السهام نحو قالبي‪ ،‬كانأ حبي الّي يصعب نسيانأ‬
‫ِ‬
‫يطير عاليًا‪.‬‬
‫مراعيه ُ‬
‫ردهم‬
‫البيت الفسيحن كلما استفاق العاشقون ّ‬
‫في ذلك ِ‬

‫سجد المغنون‬
‫صوب صّةٍ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫راكز‬
‫عأشق ٍ‬
‫ٍ‬ ‫خضاب‬

‫المجرات‪ ،‬استفاقوا‪ ..‬في كمنجات‬


‫ّ‬ ‫قادم من‬
‫لصوت ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫ونسمة من النجوم‪.‬‬ ‫يديهم زهر ٌة‬

‫‪) -‬سّل ْم‪ ..‬سّل ْم‪ ..‬بعيونك الحلوات(‬

‫يطير‪ ،‬وردتي وخاتمي وصولجانأ شعري‬


‫كأسي ُ‬
‫بالحرير رّنت الجراس في دمي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫رميت‬
‫ِ‬ ‫كلما‬

‫كل يوم المحبة تزيد‪.‬‬

‫أقافلت )منى( عيونها ودمعها يجري على الظلم‬


‫ّ‬
‫لف بيتها القديم‪ ،‬وصاح )عادل( انتهت أيامنا‬

‫أنهار‬ ‫ُ‬
‫الجميل ل ينساب في ِ‬ ‫شعرنا‬
‫إلى الغناء أين ُ‬
‫صوتها‪.‬‬

‫فرس النجوم في‬


‫البيت الفسيح‪ ،‬كلما لكزنا َ‬
‫في ذلك ِ‬

‫بالجنون‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الخافق‬
‫ِ‬ ‫الصالة طاحت النيران َ‬
‫فوق وردنا‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الجمال كان ليلنا‬ ‫ُ‬
‫ترشق‬ ‫معبر الش ّ‬
‫ّل‬ ‫اليام مثل ِ‬
‫ُ‬ ‫كانت‬

‫يفور في كفوفنا‪.‬‬

‫‪) -‬يا خشوف‪(...‬‬


‫‪564‬‬
‫التي تأتي من البصرة‪ ..‬أو تأتي من الحلّة أبو بغداد‬

‫صاح )فاضل(‪ ..‬ال‪ .‬وكانت السما ُء‬

‫صوتك العجيب‪ ،‬ي ّمه‬


‫ِ‬ ‫تستجيب‪ ،‬إرفعي أحلم‬

‫ترفع اللواح‬
‫قاتلني الحلو بهميانه‪ ،‬كانت )سعاد( ُ‬
‫فوق متنها‪ ،‬والنائحونأ بين ورد ٍة وورد ٍة يمشونأ‬
‫مركب فيه ُ‬
‫الخشوّ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مثل‬
‫كانأ )علي( يحاول ّ‬
‫فك لغز هّه الخشوّ‪،‬‬

‫لبس محابس ذهب‪...‬‬


‫في ذلك البيت الفسيح‪ ..‬السّم عألى َ‬
‫تلك اليام‬

‫البرييئة العذبة والظّ ُم عألى من أوقفها وش ّتت شملنا‪،‬‬

‫بلد وكلنا يقول‪:‬‬ ‫ّ‬


‫كل واحد في ٍ‬

‫يا إلهي متى نعود؟‬

‫مطر وجمر‬

‫مغموس بماء‬
‫ٌ‬ ‫بستانأ هّي النار‬

‫وجمر‬
‫ٌ‬ ‫مطر‬
‫بستانها ٌ‬
‫ٌ‬
‫دفوّ في دمي‬ ‫بستانأ أيديها‬

‫بساتينك‬
‫ِ‬ ‫تتبعي معي نقلت ليليث في‬

‫يعصبن‬
‫َ‬ ‫تتبعي شيطانات الليل ّ‬
‫وهن‬
‫عيوني ويأخّنني أسيراً‬

‫تطلع من‬
‫الشموع السوداء التي ُ‬
‫َ‬ ‫تتبعي‬

‫تنبح ضوءها الخافت‬


‫الزوايا وهي ُ‬

‫‪565‬‬
‫طائر يهّي بها‬
‫وطلع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫عيني تعّبني‬

‫ُ‬
‫النيرانأ تأكل خرقاتي‬ ‫بستانها‬

‫النهار تهدر في خرابي‬


‫ُ‬ ‫بسانها‬

‫وجمر في عيوني يخلطانأ هزائمي وملمحي‬


‫ٌ‬ ‫مطر‬
‫ٌ‬
‫كفي‬
‫أصغي لتراب رأسي يتساقاط بين ّ‬
‫السماّ‬
‫ِ‬ ‫وأصغي لحروفي تتجمع حول‬

‫سرة السما ِء‪ ،‬اصغي‬


‫يقطر من ّ‬
‫ولخمر ُ‬
‫ٍ‬
‫لعظام ُ‬
‫تنبت في صحرائي ولهزائم تنبت‬ ‫ٍ‬
‫تخرج من‬
‫ُ‬ ‫لثيرانأ‬
‫ٍ‬ ‫في ملمحي‪ ،‬أصغي‬

‫تتقلب في كبدي‬
‫ولنجوم ُ‬
‫ٍ‬ ‫جسدي‬

‫وجمر يخلطانأ أوائلي بأواخري‬


‫ُ‬ ‫مطر‬
‫ٌ‬
‫وجمر يهطلنأ على سريري‬
‫ٌ‬ ‫مطر‬
‫ٌ‬
‫ويدي على بستانها تبكي‬

‫ويبكيني حريري‪.‬‬

‫إغأواءات مامو‬

‫فيضك العجيب؟‬
‫ِ‬ ‫هل كانت الشجار ُ‬
‫بعض ترجمات‬
‫منك نبض ولوع ٍة ولمس ٍة تركتها َ‬
‫هناّ أو هنا‪.‬‬ ‫أم كانت النهار ِ‬

‫كنت ورداً في اليدين !‬


‫أم كانت اليام سطر ضحك ٍة‪ ،‬أم ِ‬

‫كنت رّبة الفنونأ تظهرين في الكلم والعيونأ؟‬


‫هل ِ‬

‫يا قاوقاتي‪..‬‬

‫ّلت‬
‫ما ِ‬

‫في بيتي‬
‫شبابا ً‬
‫دائما‬ ‫ً‬ ‫تسقين أيامي‬

‫‪566‬‬
‫الورد في الشرف ِة من أ جلي‬
‫َ‬ ‫ّلت تزرعبين‬
‫ما ِ‬

‫يلقيك التحايا كل يوم‬


‫وما ّال الحمام ِ‬

‫يا قاوقاتي‪...‬‬

‫أنت‬
‫وين ِ‬
‫في ْ‬
‫درنه‬

‫وبكفي‬

‫من عندّ‬

‫ها الجّن ْة‬

‫ثا قاوقاتي‪...‬‬

‫الصابع من تناسلها‬
‫ُ‬ ‫فهل تصحو‬

‫ْ‬
‫الزمانأ‬ ‫وهل يضع‬
‫تأريخه ً‬
‫قالقا علينا‬

‫تهب المانأ‬
‫كي نفوّ بورد ٍة ُ‬

‫هّه الرض أُ ُم ِك دارت بك‬

‫بك‬
‫حللت بها‪ ..‬ثم حلت ِ‬
‫ثم ِ‬

‫أخّت‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أعيدي لها ما‬
‫ْ‬
‫السهول‬ ‫المياه الجبال‬
‫َ‬
‫العرش‬ ‫أرجعي نور من أضا َء لك‬

‫رصعيه‬
‫تاجك‪ّ ...‬‬
‫وخّي ِ‬
‫ْ‬
‫القليل‪.‬‬ ‫إلي القيل‬
‫وردي ّ‬

‫‪567‬‬
‫ُحلمنا‬

‫كم ّلوحنا لبعضنا بالوداع؟‬

‫كم افترقانا؟‬

‫وأنت تبكين‬
‫كم حملت حقيبة سفري ِ‬
‫ً‬
‫صعبة‬ ‫تسلقت طرقاًا‬
‫ُ‬ ‫كم‬

‫كم تعبت أقادامي من السير‬

‫ولكن حلمنا لم يفارقانا‬

‫حلمنا بالحب والحرية لم ينطفّ‬

‫كم تغربنا وكم شقينا‬

‫‪568‬‬
‫كم نمنا في الليالي السوداء ممزقاين بألم الفراق‬

‫كم انحنت ظهورنا من العمل‬

‫ولكن قااماتنا ما ّالت مستقيمة‬

‫وهي تعانق أملها‬

‫لنأ حلمنا بالحب والحرية لم ينطفّ‬

‫كم بكينا في رسائلنا‬

‫وكم سمعنا دموع بعضنا في الهواتف‬

‫وكم تمزقات أكبادنا من القلق‬

‫لكن حلمنا بالحب والحرية لم ينطفّ‬

‫قاد نتسلق الجبال من جيدد‬

‫وقاد نقطع البحار‪.‬‬

‫وقاد نكتب رسائل الفراق واللم‬

‫لكن حلمنا بالحب والحرية سيكبر‪.‬‬

‫الفهارس‬

‫الشارات‬

‫‪569‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الشارات‬

‫يقظة دلمونأ‬

‫ُكتبت قاصّّائد هّّّه المجموعّّة في الفّّترة )‪ (1979 ّّ-1975‬ونشّّرت في ‪ 1980‬وهي أول مجموعّّة‬
‫ّل قاسم منهّّا بموضّّوعه‬‫)س ّميت على شكل كتب( يتميز كّ ّ‬
‫يصدرها الشاعر‪ ،‬وتتكونأ فنيًا من خمسة أقاسام ُ‬
‫أو شكله الخاص فكتّّاب بوبولينّّا موضّّوعه المّّرأة وكتّّاب النبلء موضّّوعه البطولّّة الروحيّّة وكتّّاب‬
‫التجليّّات يضّّم قاصّّائد مختلفّّة قاصّّيرة وكتّّاب السّّيمياء موضّّوعه السّّحر وكتّّاب دلمّّونأ موضّّوعه‬
‫السطورة‪.‬‬

‫كتاب بوبولينا‬

‫‪570‬‬
‫بوبولينا‪ :‬واحدة من أبطال رواية )ّوربا( لكاّنتزاكي وهي امرأة جامحة العاطفّّة والجسّّد وأغلب الظن‬
‫أنه اسم للهة رومانية‪ ،‬وهو يشير في القصيدة إلى حبيبة الشاعر‪.‬‬

‫عأليك من لوركا‪ :‬سافرت حبيبة الشاعر إلى إسبانيا فخاّ عليها من شاعر إسبانيا القتيل لوركا‪.‬‬
‫أخاف ِ‬

‫ملقى في رائحة غيابك كالقديس مّّأخوذ من مسّّرحية‬ ‫غأدًا‪ ..‬وغأدًا‪ ..‬وغأدًا ّ‬


‫كل شيء‪ :‬هّا البيت في قاصيدة ً‬
‫ماكبث لشكسبير‪.‬‬

‫كتاب النبّء‬
‫نص عبّّّّّّّّارة هّّّّّّّّاملت‬
‫في الشـــــــــمس أكـــــــــثر ممـــــــــا ينبغي‪ :‬هّّّّّّّّّا العنّّّّّّّّوانأ هّّّّّّّّو ّ‬
‫لع ّمه عندما سأله عن أحواله وبعد أنأ عرّ هاملت بأنأ أباه مات مقتول‪ ،‬ولم تأخّّّ منهّّا دللتهّّا في هّّّا‬
‫ّهو وعناد‪.‬‬‫السياق بل أخّت لجمالها وقاوتها ولما تعنيه من ٍ‬
‫كتاب التجليات‬
‫تجلي الرض ‪:‬في الساس مقدمة اقاتطعتها من قاصيدة طويلة اسمها )هكّا علمني الحزنأ(‪.‬‬

‫عأين الدمع‪ :‬في تجلي )النبي الندلسي( يرد اسم مكانأ )عين الدمع( وهّّو المكّّانأ الّّّي أُقاتيّّد لّّه الشّّاعر‬
‫لوركا وأُعدم فيه‪.‬‬

‫طــاء ســين‪ :‬في )التجلي المقّّدس( يّّرد هّّّانأ الحرفّّانأ وهمّّا أسّّاس تسّّمية كتّّاب الحلج )الطواسّّين(‬
‫ويشيرانأ إلى )طه وياسين ( وهي من أسماء الرسول محمد )ص(‪.‬‬

‫كاف نون‪ :‬في المثولوجيّّا اّسّّلمية يشّ ّكلنأ الجبّّل الول والبحّّر الول حيث خّّرجت الرض منهمّّا‬
‫ومجموعهما يشكل كلمة )كن( التي هي كلمة مقدسة تخص قادرة وعظمة ال‪.‬‬

‫كتاب السيمياء‬
‫السيمياء‪ :‬هو الفن العربي القديم الخاص بتحويل المعادنأ الرخيصة إلى ذهب‪ ،‬وهو جّر علم الخيمياء أو‬
‫الكيمياء السحرية‪ ،‬وقاد ورد السيمياء هنا للدللة على السحر حيث يحفل هّا الكتاب بمحاولة الستفادة من‬
‫ل واسلوبًا‪.‬‬
‫نصوص السحر ومن التعاويّ والدعية والطلسم السحرية شك ً‬

‫كتاب دلمون‬
‫دلمــون‪ :‬هي الرض السّّومرية الّّتي وردت في المثولوجيّّا السّّومرية على أنهّّا الفّّردوس الخّّالي من‬
‫المراض والشيخوخة والشرور فهي أرض الخلود ‪ ،‬ومكانها الحالي هو البحرين‪.‬‬

‫طسم‪ :‬هي القبيلة العربية البائّّدة الّّتي كّّانت في أرض الجزيّّرة )ويعتقّّد أنأ مكانهّّا الصّّحيح هّّو أرض‬
‫البحرين(‪.‬‬

‫ذو الشرّ‪ ،‬كثرّ‪ :‬من آلهة طسم‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫لهة‪ ،‬عأثتر‪ ،‬إيل‪ :‬الثالوّ الكوكبي عند العرب القدامى والّي يتكونأ على التوالي من إلهّة الشّّمس‪ ،‬إلهّّة‬
‫الزهرة‪ ،‬إله القمر‪ .‬وهي جزء من المثولوجيا العربية قابل اّسلم‪.‬‬

‫أناشيد إسرافيل‬
‫ً‬
‫أساسيا‪ ،‬فقد حّّاولت‬ ‫نشرت هّه المجموعة لول مرة عام ‪ ،1984‬وهي مجموعة يلعب فيها السحر دوراً‬
‫في الكثير من قاصائد هّه المجموعة الستفادة من بنيّّة ومضّّمونأ النصّّوص السّّحرية القديمّّة والعربيّّة‬
‫منها بشكل خاص‪ .‬وتشي هّه القصائد ايضًّّا بمسّّحة حسّّية إيروسّّية واضّّحة وإيقاعّّات وّنيّّة غريبّّة‬
‫ومبتكرة‪.‬‬

‫سحري دفاعي يحّّاول إحاطّّة الشّّخص بمّّا يحميّّه ويّّدفع عنّّه الذى‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الُرقاى‪ :‬مجموعة ُرقاية وهي ٌ‬
‫نص‬
‫الرقاى في كتاب مفتاح السعادة على أنه علم باحث عن مباشرة أفعال مخصوصة تترتب‬ ‫ويرد تعريف علم ُ‬
‫عليها بالخاصية ىثار مخصوصة كعقود الخيط والشعر وأمثالهما‪ ..‬والرقاية كثّّيراً مّّا تقّّع في المّّراض‬
‫كوجع العين ووجع السن وكّا في إصابة العين وأمثالها‪ ..‬وإنما سميت رقاية لنها كلمات رقايت من صّّدر‬
‫الراقاي بعضها فهلوية وبعضها قابطية وبعضها كالهّيانات )مفتاح السعادة ج ‪ ،1‬ص ‪.(303‬‬

‫إسرافيل‪ :‬أحّّد الملئكّّة الربعّّة العظّّام الّّّين يحيطّّونأ بعّّرش ال وهم )إسّّرافيل‪ ،‬ميكائيّّل‪ ،‬جبرائيّّل‪،‬‬
‫عزرائيل(‪ ،‬ووظيفة إسرافيل هي قايامه بنفّ الصور يوم القيامة حيث تقوم أرواح المّّوتى لكي تمثّّل أمّّام‬
‫ل موضّ ً‬
‫ّوعيا ّسّّرافيلن فوظيفّّة الشّّاعر على‬ ‫الباري ساعة الحساب‪ .‬وفي القصّّيدة يمثّّل الشّّاعر معّّاد ً‬
‫ً‬
‫نفوسا حّية فالشاعر هو إسرافيل الرض‪.‬‬ ‫الرض هي بعث الروح في النفوس الميتة وجعلها‬

‫طاووس َملَك‪ :‬أحد الرموّ المقدسة في الديانة اليزيدية‪.‬‬

‫التعاويّ‪ :‬مجموع تعويّة وهي جز ٌء من التمّّائم السّّحرية حيث تحفّّل برسّّوم ونصّّوص تّّدفع الذى عن‬
‫الشخص‪ ،‬فهي نصوص حماية سحرية بالساس تحاول منع وقاوع الشر‪.‬‬

‫الوحا‪ ...‬الوحا‪ :‬مفردة تتكرر على لسانأ السحرة وفي خاتمة التعاويّ السحرية من أجل إتمام إنجاّ المهمة‬
‫السحرية المقصودة‪.‬‬

‫النيرنجات‪ :‬شكل من أشكال النصوص السحرية عند العرب‪.‬‬

‫أدوناي‪ :‬هو أدونيس الّي ترسب من الديانّّة الكنعانيّّة الفينيقيّّة في الديانّّة العبريّّة فأصّّبح يعّّني السّّيد‪،‬‬
‫ويرد كثيراً في نصوص السحر العربي‬

‫الوفاق‪ :‬هي اشكال هندسية مربعة أو مستطيلة أو مثلثّّة تقسّّم إلى أجّّزاء تمل حروفًّّا او أعّّداداً وتمثّّل‬
‫ً‬
‫ومرسوما‪.‬‬ ‫ً‬
‫مكتوبا‬ ‫ً‬
‫تعويّيا‬ ‫ً‬
‫طقسا‬

‫الزايرجة‪ :‬علم سحري قاديم يعتمد على مقابلة الحّّروّ والعّّداد وعلى ضّّرب من الرياضّّيات المعقّّدة‬
‫وذلك لكشف المستقبل ومعرفة مصائر الفراد أو الجماعات أو الدول‪ .‬ويرى مؤلف كتاب مفتّّاح السّّعادة‬
‫أنه قاسم من علم الكسر والبسط مع طرق مخصوصّّة وأحّّوال معينّّة حّّتى تخّّرج حّّروّ تخّّرج منهّّا‬

‫‪572‬‬
‫كلمات دالة على كيفية مرادّ في الستقبال‪ .‬وهّا علم عجيب موضوع في جّّداول قالمّّا رأيت من يعرفّّه‬
‫وقالما رأيت من يعلمه ول يبخل به )مفتاح السعادة ج ‪ ،2‬ص ‪(420‬‬

‫أّدهر‪ ..‬أّدهر‪ :‬عبارة باللغة المندائية الصابئية مكتوبة في كتاب صابئي قاديم اسمه )قاماها ذهيفّّل ّيّّوا(‬
‫مكونأ من أكثر من ألف ومئتي سّّطر عبّّارة عن تعزيمّّات متنوعّّة وتعّّني الكلمّّة )اّدهّّر(‬ ‫وهو كتاب ّ‬
‫تحّفظ أو إحّر‪.‬‬

‫علم الجفر والجامعة‪ :‬وهو عبارة عن العلم اّجمالي يلوح القضاء والقدر والمحتوى على كل ما كانأ ومّّا‬
‫يكونأ كليًا وجزئيًا‪ .‬والجفر عبارة عن لوح القضاء الّي هو عقل الكل والجامعة لوح القدر الّي هّّو نفس‬
‫الكل )مفتاح السعادة ج ‪ ،2‬ص ‪.(421 -420‬‬

‫هرمس‪ :‬هّّو إدريس الّّّي يسّّمى أيضًّا هّّرمس الهرامسّّة أو هّّرمس مثلث العظمّّة وهّّو شخصّّية من‬
‫ّط بّّالقلم وعلّم الحسّّاب والتنجيم‬‫شخصيات قابل الطوفانأ التي أحاط بهّّا الغمّّوض ويقّّال بأنّّه أول من خّ ّ‬
‫وخاط الثياب‪ ،‬وقاد اندمجت شخصيته بالكثير من اللهة القديمّّة مثّّل إلّّه الحكمّّة البّّابلي )توتّّو( ابن نبّّو‬
‫واّله المصري تحوت )طوط( الّي تنسب له مجموعة كبيرة من المؤلفّّات الهرمسّّية الخاصّّة بّّالتنجيم‬
‫والكيمياء السحرية وبعض المسائل الفلسفية واّلهية‪ .‬ول شّّك أنأ الفلسّّفة الهرمسّّية تمتّّد بجّّّورها إليّّه‬
‫ومعها الغنوصية‪.‬‬

‫الغنوصية‪ :‬كلمة يونانية الصل )‪ (GNOSIS‬ومعناها المعرفة وقاد استعملت أيضًّّا بمعّّنى العلم والحكمّّة‬
‫وتترجم إلى العربية بصيغة العرفانأ‪ ،‬والغنوصية مّاهب دينية ظهرت في الشرق القديم وبرّت بوضوح‬
‫في العصّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّر الهيلنسّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّتي‬
‫وتد‬
‫ّ‬
‫عي أنها مشيدة على نوع من المعرفة فوق المعرفة العقلية وأسّّمى منهّّا‪ ،‬معرفّّة باطنيّّة‪ ،‬ليس في أمّّور‬
‫وخفي كالسحر والتنجيم والكيمياء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سري‬
‫ّ‬ ‫أيضا بكل ما هو‬ ‫ً‬ ‫الدين فحسب‪ ،‬بل‬

‫وترتكز الغنوصية على أسطورة الخلص من الخطيئة عن طريق المعرفّّة‪ ،‬حيث يمتلّّك الغنوصّّي تلّّك‬
‫القدرة المعرفية الستثنائية طريقًا للوصول إلى الخلص‪ ،‬وتمثل الهرمسية العمود الفقري للغنوصية‪.‬‬

‫أصباؤوّ‪ :‬جند السماء وهي ملئكة يستنجد بها السحرة‪ ،‬لستحضار القوى الغيبية‬

‫ميمر‪ :‬نوع من الخطابات الدينية الدبية الفنية‪.‬‬


‫أيقونات‪ :‬مفردها أيقونة وهي قاطعة مرسومة من الخشب او المعدنأ ومحفورة ومح ّ‬
‫لة بالشمع الملونأ‪ ،‬وقاد‬
‫سادت في العصور الوسطى كنمط فني شعبي‪.‬‬

‫هامش الياقوتات‬

‫اطلق اسم الياقاوتات على هّه القصائد الخمسة بسبب طبيعتها الوّنية الخاصة فهي مبنية على بحر خليط‬
‫يحمل غموض العماق‬‫ُ‬ ‫هو )البند( وتغوص مضامينها في عتمات خاصة‪ ،‬والياقاوتة أو الياقاوتات عمومًا‬

‫‪573‬‬
‫والبريق الثقيل الخاص به‪ .‬ومن الجدير بالّكر أنأ طريقة كتابة هّه القصائد ل تتكرر عند الشاعر إل‬
‫نادراً‪ ،‬كّلك فهي غير واردة في الشعر العربي الحديث حسب علمنا‪.‬‬

‫متوشالحك أحد أنبياء ما قابل الطوفانأ‬

‫الهيدراّ نبات بدائي بحري له أذرع عديدة‪.‬‬

‫النطرونأ‪ :‬حجر الكلس‪.‬‬

‫غطريف‪ :‬ذو شأنأ‬

‫أسطقس‪ :‬أحوال المادة الولى )الماء‪ ،‬الهواء‪ ،‬التراب‪ ،‬النار(‪.‬‬

‫عشتار‪ :‬إلهة الحب والجمال البابلية‪.‬‬

‫دنا‪ DNA :‬وهو الحامض النووي الموجود في نواة الخلية والمسؤول عن الوراثة‪.‬‬

‫موسيقا لهدم البحر‬

‫أغألب قصائد هذه المجموعأة ُكتبت في ثمانينات القرن العشرين ‪ ،‬وبعضها الخير ُكتب في‬
‫ُ‬
‫تسعينياته ‪.‬‬
‫كتبت المجموعأة عألى شكل أربع حركات موسيقية )الغضب ‪ ،‬المطر ‪ ،‬الخراب‪ ،‬الفول (‪.‬‬
‫إشارات ‪:‬‬
‫برنابا‪ :‬كاتب أحد الناجيل التي تعتبره الكنيسة منشقًا عليها وهو يرمز لتحدي السلطة الدينية‬
‫دونأ النظر إلى مضمونأ إنجيله‪.‬‬
‫شــيث‪ :‬ابن آدم وهّّو النّّبي الّّّي اسّّتقامت بّّه سّّللة البشّّر بعّّد أنأ قاتّّل قاابيّّل هّّابي ً‬
‫ل‬
‫وف ّرّ قاابيل وأصبحت سللته رمزا للشرار‪.‬‬
‫السمندل‪ :‬حيوانأ خرافي يشبه شكله شكل العضاءة‪.‬‬
‫الجام ‪ :‬الخمر بالفارسية‪ ،‬والزجاج باللهجة الشعبية العراقاية‪.‬‬
‫في النهر الصافي يا عأذراء اغأتسلي‪ :‬هّّه الجملّة مّأخوذة من مطلّّع السّطورة السّّومرية‬
‫)إنليل وننليل(‪.‬‬
‫ال ُكلل ‪ :‬جمع ُكلّّّه وهي قاماشة خفيفة على شكل خيمة تنصب على السرة في صيف بغداد ليل‬
‫قابل عقود من الزمن‪.‬‬

‫‪574‬‬
‫اليخضور‪ :‬المادة الخضراء في النبات وهي الكلوروفيل‪.‬‬
‫العامرية‪ :‬منطقة في بغداد سقط في ملجئها مئات القتلى من النساء والطفال بعد قاصّّفه من‬
‫قابل قاوات التحالف في حرب الخليج الثانية ‪.1991‬‬
‫شاعأر سرقته الخيــول‪ :‬عنّّوانأ قاصّّيدة للشّّاعر فّّوّي كّّريم كتبت ونشّّرت في السّّبعينات‬
‫سببا للتعارّ بين الشاعرين والقصيدة الحالية هي استّكار لتلك اليام ولما آلت إليّّه‬ ‫وكانت ً‬
‫المور في العراق بعد حروبه وحصاره‪.‬‬
‫المقوسة في النص‪ :‬هي من رسائل فوّي كريم الموجهة للشاعر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الجمل‬
‫نخلة التحاد‪ :‬نخلة طويلة في وسط حديقة مقر اتحاد الدباء في العراق‪.‬‬
‫لوسيفر‪ :‬إله الضوء في الساطير اّغريقية وهو أب )الشعر والحرية(‪.‬‬
‫أخوة عميقة في الساطير السومرية‪.‬‬
‫دموزي ونكشزيدا‪ :‬صديقانأ ربطتهما ّ‬
‫إدريس والخضر‪ :‬نبّيانأ يرى بعض الباحثين أنأ لهما علقاّّة ببعضّّهما رغم الّّزمن المتباعّّد‬
‫لظهورهما‪.‬‬
‫الــروح مقابــل الغــداء‪ :‬تحّّوير لمعادلّّة النفّّط مقابّّل الغّّّاء الّّتي فرضّّت على العّّراق في‬
‫الحصار بعد حرب الخليج الثانية‪.‬‬
‫الفخذ محروقة‪ :‬عبارة ترد في قاصيدة قاارات الوبئة للشاعر فوّي كريم وتصف ما حصّّل‬
‫صبيحة ‪ 14‬تموّ ‪ 1958‬وحرق جثة نوري السعيد‪.‬‬
‫عأبد المير‪ :‬سيد الشعراء الصعاليك في العراق المعاصر‪ ،‬الشاعر عبد المير الحصيري‪.‬‬
‫فانتازيا شومان‪ :‬مقطوعة موسيقية لشومانأ بآلتي التشيلو والبيانو‪.‬‬
‫مندليف ‪ :‬العالم الّي رّتب عناصر الطبيعة )الفلزات واللفلزات( في جّّدول متسلسّّل دقايّّق‬
‫على أساس العدد الّي لكل عنصر‪.‬‬

‫خواتم الفعى‬

‫الرومانس ــكية والقوطية‪ :‬آخّّر مرحلّّتين في فنّّونأ العصّّور الوسّّطى وهمّّا متناقاضّّتانأ حيث تلجّّأ‬
‫الرومانسكية لستعادة الفن الكلسيكي )اّغريقي الروماني( بينما تسعى القوطية لبعث الفن القوطي الّّّي‬
‫يرمز لبقية شعوب أوروبا المتخلفة نسبيًا عن اّغريق والرومانأ‪.‬‬
‫‪575‬‬
‫الحب ّ‬
‫واللّة عند الرومانأ يقابله إيروس عند اّغريق‬ ‫كيوبيد‪ :‬إله ّ‬

‫سادنات القادار‪ :‬استعارة جزئية من المثولوجيا الرومانية لربات القادار الثلثة‪ ،‬مع تصرّ في وظائفهن‬
‫في القصيدة‬

‫أرش‪ :‬هي أرشكيجال إلهة العالم السّّفل ورّبّّة المّّوت والمرتبطّّة بّّالمراض والشّّرور في المثولوجيّّا‬
‫السومرية والبابلية‪.‬‬

‫عأدن‪ :‬جنة عدنأ‪.‬‬

‫نونا‪ :‬إلهة القدر الرومانية وهي تملك دولب الغزل وعلى رأسها ريشات تدل على عمر اّنسانأ‪.‬‬

‫تايكي‪ :‬إلهة الحظ اّغريقية الّّتي انتشّّرت عبادتهّّا في المرحلّّة الهلينسّّتية في الشّّرق خصوصًّا بسّّبب‬
‫ّل أشّّهر تّّايكي في الشّّرق هي تّّايكي ع ّمونأ التي تضع سور القلعة كتاج‬‫التعلق بالصدفة والقاّّدار‪ ،‬ولعّ ّ‬
‫على رأسها‪.‬‬
‫الصاية الحمراء‪ :‬صاية اّله دمّّوّي )تمّّوّ( ثم أصّّبحت صّّاية الرجّّوانأ أو القرمّّز الكنعانيّّة رمّّزاً‬
‫للفينيقيين ثم استخدمها الباطرة البيزنطيين كأحد رموّ الملوكية‪.‬‬

‫نهر الدموع‪ :‬هّه القصيدة كتبت خلل ساعة واحّّدة بين إقالع الطّّائرة من مطّّار بّّيروت وهبوطهّّا في‬
‫مطار ع ّمانأ في ‪.1997 /3 /29‬‬

‫النيموس‪ :‬رمز الّكر ا لقابع في أعماق النثى‪ ،‬وفي القصيدة يظهر أنأ هّا النيموس عندها هو الثعبانأ‪.‬‬

‫ليليث‪ :‬شيطانة الليل والمغوية لدم ولّّّلك يسّّمونها حّّواء الباطنيّّة‪ ،‬فهي رمّّز العشّّيقة في حيّّاة الرجّّل‬
‫المتزوج‪.‬‬

‫عأزيزو‪ :‬إله سامي قاديم‪.‬‬

‫البطل توتو‪ :‬فيلم لسادية مولعة بقتل الخرين‬

‫هرش‪ :‬هو المرض في اللهجة العراقاية ولعله مّّأخوذ عن )أرش( إلّّه المّّراض في السّّاطير العراقايّّة‬
‫القديمة وهي أرشكيجال‪.‬‬

‫إيرين‪ :‬اّمبراطورية إيرين التي حكمت في عصر السرة ا ّيسورية البيزنطية والّّتي عملت المسّّتحيل‬
‫لكي تصبح إمبراطورية فقد عزلت ولدها بعد أنأ سملت عينيه لكي تحكم هي‪.‬‬

‫كيلوباتراثيا‪ :‬الملكة السلوقاية القوية الّّتي لعبت دوراً كبّّيراً في حيّّاة عّّدة ملّّوّ سّّلوقايين منهم )بّّالس‪،‬‬
‫دمتيروس الثاني‪ ،‬أنطيوخيوس السادس والسابع والثامن( وقاتلت ولدها من أجل الملك والطمع‪.‬‬

‫سنحاريب‪ :‬الملك الشوري الّي أمتاّ بالقسوة في الحروب‪.‬‬

‫كاليغول‪ :‬اّمبراطور الرومّّاني )معّّنى أسّّمه حّّّاء الجنّّود( الّّّي امتّّاّ بدكتاتوريتّّه وطغيانّّه الشّّديد‬
‫وبنزعاته الشاذة‪.‬‬

‫‪576‬‬
‫سردنبال‪ :‬آخر ملك آشوري ويعتقد أنه )سن شار أشكونأ( الّي يلقب نفسه بّ)آشور بانيبال الثاني( ولّّّلك‬
‫اللّة على حساب سيادة إمبراطوريته وقاد‬‫ل في ّ‬ ‫جاءت تسمية الغرب له بّ)السردنبال( وهو الّي كانأ موغ ً‬
‫أحرق قاصره وسقطت اّمبراطورية الشوربة بعد انتحاره‪.‬‬

‫سفرطاس‪ :‬تسمية شعبية عراقاية لثلثة قادور صغيرة مر ّكبة فوق بعضها تحتوي أنواع الطعمة‪.‬‬

‫الجاندر‪ :‬علم العلقاة بين النوثة والّكورة )المرأة والرجل(‪.‬‬

‫بارات‪ :‬اّلهة بيروت وهي إلهة كنعانية‪.‬‬

‫كتبى‪ :‬إلهة الكتابة عند النباط‪.‬‬

‫إينوما أرش‪ :‬عبارة بابلية مركبة من )إينوما( أي )حينما( و )أرش( أي )السفل( ومجموعهما هو )حينما‬
‫في السفل( وهي عبّّارة تنّّاظر اسّّم أسّّطورة الخلّّق البابليّّة )إينومّّا أليش( )حينمّّا في العلى(‪ .‬والغايّّة‬
‫واضحة من خلق تناظر بين العالي والسافل لوصف أسطورة معاصرة كانت تدور في السافل‪.‬‬

‫دموزي‪ :‬اّله الراعي العاشق عند السومريي‪ ،‬يقابله )تموّ( عند البابليين‪.‬‬

‫أورفيوس‪ :‬اّله العارّ المغني الّي كانأ يسحر الحيوانات واللهة بعزفه والّي اشتهر بأغانيّّه العاشّّقة‬
‫الساحرة وهو يبحث عن حبيبته في العالم السفل‪.‬‬

‫سايمون‪ :‬أحد سحرة القرونأ الوسطى‪.‬‬

‫المصور السريالي المعروّ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫دالي‪ :‬سلفادور دالي‬

‫جورج صاند‪ :‬الكاتبة الرومانتيكية التي اشتهرت بعلقاتها مع أدباء عصرها‪.‬‬

‫بّتافسكي‪ :‬امرأة أّدّعت النبوة وتوغلت في العقائد الباطنية وأصدرت كتبا في هّا المجّّال منهّّا )إيّّزيس‬
‫بل قاناع( )المّاهب الباطنية( وأصبح لها من التباع ما يقرب الخمسة مليين في أوروبا مع مطلع القّّرنأ‬
‫العشرين‪.‬‬

‫الفالنتاين‪ :‬عيد الحب المصادّ في ‪ 2 /14‬من كل عام‪.‬‬

‫خ ّفة الكائن التي ل تحتمل‪ :‬رواية ميلنأ كونديرا‬

‫إيزيس‪ :‬إلهة الحب والمومة عند المصريين القدماء‪.‬‬

‫سمكي ونصف طائر‪.‬‬


‫ّ‬ ‫بنصف‬
‫ٍ‬ ‫أترغأاتس‪ :‬اّلهة الهيلنستية ذات الجّر الرامي وهي إلهة النباط وتمثل‬
‫ُ‬
‫صانعة خاتم الخيزل‪.‬‬ ‫سدوري‪ :‬صاحبة الحانة في ملحمة جلجامش‪ ،‬وهي عند الشاعر‬

‫التيامارا والكنو كاندو والوبان‪ :‬أسماء لنواع من الويسكي‬

‫تيــامت‪ :‬إلهّّة الميّّاه الولى البحريّّة المالحّّة في أسّّطورة الخليقّّة والّّتي أصّّبحت تمثّّل اللهّّة العتيقّّة‬
‫الشريرة‪.‬‬

‫‪577‬‬
‫خبر‪ :‬نهر العالم السفل في الساطير العراقاية القديمة‪.‬‬

‫حزينا عند عمود السماء‬

‫هناّ مجموعة إشارات لم تدونأ هنا‬

‫السومرية أحّم‬
‫في ا ّتضاح جحيمها وفراديسها العالية‬

‫في ظهور ليليث‬

‫سلم النباط‪ :‬ثلّ درجات صاعدة وثلّ درجات هابطة تدل على الصعود إلى الفردوس والهبوط إلى‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الجحيم‪ .‬ويظهر هّا السلم في حافات المباني النبطية وهو من أصول بابلية‪.‬‬

‫المندال‪ :‬دائرة يرتبط محيطها بمركزها‪.‬‬

‫الكدك‪ :‬لحظة الّروة في المضاجعة عند المرأة‬

‫بونفرادا‪ :‬مدينة في إسبانيا‬

‫إيبيريا‪ :‬إسبانيا القديمة‪.‬‬

‫الكاليوس‪ :‬نبات له ّهرة جميلة‪.‬‬

‫حب‪ ،‬نوت‪ ،‬شو‪ ،‬تف‪ :‬أسماء آلهة في أسطورة الخليقة المصرية‬

‫إيزا و أوزر‪ :‬إيزيس وأوّوريس‪ .‬إلها الحب والخصوبة في الساطير المصرية‪.‬‬

‫إجهرط‪ :‬كلمة تستعمل في رقايات السحر‬

‫أح‪ :‬مختصر )أحلم(‪.‬‬

‫لي‪ :‬مختصر )ليليث(‬

‫أنا‪ :‬مختصر )أناهيت(‪.‬‬


‫‪578‬‬
‫فروس أحّم‬
‫أموت‪ُ ،‬ت ُ‬
‫لفظ في جنوب العراق أموتن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أموتن‪ :‬أصلها‬

‫الشطرة‪ :‬مدينة في الناصرية حيث ولدت أحلم‪.‬‬

‫البدعأة‪ :‬نهر وترعة على أطراّ الشطرة‪.‬‬

‫كركوك‪ :‬مدينة في شمال العراق حيث ولد الشاعر‬

‫المحاويل‪ :‬مدينة في الحلة )بابل(‪.‬‬

‫زيلدا‪ :‬مغنية تركية اشتهرت في سبعينات وثمانينات القرنأ العشرين‪.‬‬

‫مروان وثريا ومروه وعألي‪ :‬أبناء الشاعر‬

‫مامو‪ :‬إلهة الحلم السومرية والبابلية وهي ابنة الشمس‪.‬‬

‫حكمت‪ ،‬حميد‪ ،‬منى‪ ،‬عأادل‪ ،‬فاضل‪ ،‬سعاد‪ ،‬عألي‪ :‬أصدقااء الشاعر‬

‫أحاول أنسى حبك‪ ،‬سّلم‪ ،‬يا خشوف‪ :‬أغاني عراقاية‪.‬‬

‫‪579‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫يقظة دلمون‬
‫كتاب بوبولينا‬

‫‪ .1‬بوبولينا‬

‫‪ .2‬أخاّ عليك من لوركا‬

‫غيابك كالقديس‬
‫ِ‬ ‫ملقى في رائحة‬
‫‪ً .3‬‬
‫‪ .4‬أحزانأ الولد المر‬

‫كتاب النبّء‬

‫‪ .1‬آخر النبلء‬

‫‪ .2‬في الشمس أكثر مما ينبغي‬

‫‪ .3‬قالعة روحية‬

‫‪ .4‬على فرسي والزمانأ معي‬

‫‪ .5‬الوراق‬

‫كتاب التجليات‬

‫‪ .1‬تجلي الرض‬

‫‪ .2‬تجلي الوحشة‬

‫‪ .3‬التجلي الول للغريب‬

‫‪ .4‬تجلي المدنأ الحارة‬

‫‪ .5‬تجلي الصبا‬

‫‪580‬‬
‫‪ .6‬تجلي الحقول‬

‫‪ .7‬تجلي سيدة العربة‬

‫‪ .8‬تجلي الراعي‬

‫‪ .9‬التجلي الثاني للغريب‬

‫‪ .10‬تجلي القلب‬

‫‪ .11‬تجلي الرحيل‬

‫‪ .12‬تجلي فروسي‬

‫‪ .13‬تجلي الجنونأ‬

‫‪ .14‬تجلي الظهيرة البهية‬

‫‪ .15‬تجلي الشواطيء‬

‫‪ .16‬تجلي مطر الشاعر‬

‫‪ .17‬تجلي العصافير‬

‫‪ .18‬تجلي وردة السهد‬

‫أنت المراد‬
‫‪ .19‬تجلي ِ‬

‫‪ .20‬تجلي الزمرة المقدسة‬

‫‪ .21‬التجلي النبيل‬

‫‪ .22‬تجلي النجوم‬

‫‪ .23‬تجلي الوحيد‬

‫‪ .24‬تجلي في ترحيل البحر‬

‫‪ .25‬تجلي ما في العيونأ‬

‫‪ .26‬تجلي السنونوة‬

‫‪ .27‬تجلي لستنزال العطف‬

‫‪ .28‬تجلي النبي الندلسي‬

‫‪ .29‬التجلي المقدس‬

‫‪ .30‬تجلي في اتباع السحابة‬


‫‪581‬‬
‫‪ .31‬تجلي السنين‬

‫‪ .32‬تجلي إلى البحر‬

‫‪ .33‬تجلي آخر الليل‬

‫‪ .34‬تجلي في تاريّ الروح‬

‫‪ .35‬تجلي المصلوب‬

‫كتاب السيمياء‬

‫‪ .1‬ابواب‬

‫‪ .2‬الغصانأ المدهشة‬

‫‪ .3‬أمير الفلوات‬

‫كتاب دلمون‬

‫‪ .1‬الحقول‬

‫‪ .2‬شموس طسم‬

‫‪ .3‬يقظة دلمونأ‬

‫‪ .4‬خروج إلهة الصحراء‬

‫أناشيد إسرافيل‬
‫الباب الول‪ :‬اغواءات شمس ّ‬
‫اللّة‬

‫الرقاى‪ -‬في المحبة والتهييج‬


‫الباب الثاني‪ُ :‬‬
‫ُرقاية العاشق‬ ‫‪.1‬‬
‫ُرقاية لجلب المحبوب‬ ‫‪.2‬‬
‫ُرقاية الراعي‬ ‫‪.3‬‬
‫ُرقاية عاشقة في الربعين‬ ‫‪.4‬‬
‫ُرقاية تحت جرارّ‬ ‫‪.5‬‬
‫ُرقاية سبحانأ راعيك‬ ‫‪.6‬‬
‫ُرقاية تسخير منزلة الزهرة‬ ‫‪.7‬‬
‫ُرقاية الساخنة‬ ‫‪.8‬‬
‫ُرقاية لولّ‬ ‫‪.9‬‬
‫ُرقاية ّخراج نار العشق‬ ‫‪.10‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬أناشيد إسرافيل‬


‫‪582‬‬
‫الرقاى – في الدعية والتعاويّ‬
‫الباب الرابع‪ُ :‬‬
‫ُرقاية الراهب‬ ‫‪.1‬‬
‫ُرقاية ل تغض الطرّ عني‬ ‫‪.2‬‬
‫ُرقاية قاد ذوى المل‬ ‫‪.3‬‬
‫ُرقاية الجلل مشتبكًا عليه‬ ‫‪.4‬‬
‫تعويّة الفم – الجرح‬ ‫‪.5‬‬
‫دعاء لتسخير المعشوق‬ ‫‪.6‬‬
‫داء قام‪ .‬ورتل يا مغني‬ ‫‪.7‬‬
‫تسبيحة الكمال‬ ‫‪.8‬‬
‫ُرقاية يصعدونأ من أجلنا‬ ‫‪.9‬‬
‫ُرقاية الوحا‬ ‫‪.10‬‬

‫الباب الخامس‪ :‬في التراب الّي ينهال على القلب‬

‫الرقاى‪ -‬في الطراّات الماجدية‬


‫الباب السادس‪ُ :‬‬
‫ُرقاية السكرانأ‬ ‫‪.1‬‬
‫ُرقاية الورد‬ ‫‪.2‬‬
‫ُرقاية الضحى‬ ‫‪.3‬‬
‫ُرقاية ُّمر الليل‬ ‫‪.4‬‬
‫ُرقاية الكمل‬ ‫‪.5‬‬
‫ُرقاية الدهر‬ ‫‪.6‬‬
‫ُرقاية ّضرام النار في حشا العاشق‬ ‫‪.7‬‬
‫ُرقاية الشريد‬ ‫‪.8‬‬
‫طراّ الخمرة‬ ‫‪.9‬‬

‫الباب السابع‪ :‬في حضور إلهة الفجر‬

‫وأكتاّ عارية‬
‫ٍ‬ ‫الباب الثامن‪ :‬الخلسية بمخمل اسود‬

‫الباب التاسع‪ :‬في ذكر الجداد وكيف أنهم احتفلوا بقدومي‬

‫الرقاى – النيرنجات‬
‫الباب العاشر‪ُ :‬‬
‫ُرقاية الساحر‬ ‫‪.1‬‬
‫ّ‬
‫غن الترتيل الحسن‬ ‫‪.2‬‬
‫قاد صفق الحمام‬ ‫‪.3‬‬
‫ُ‬
‫تركض صوبي‬ ‫دعوا الفلّ‬ ‫‪.4‬‬
‫ُرقاية أدوناي‬ ‫‪.5‬‬
‫يجرحني بالورد‬ ‫‪.6‬‬
‫يخضر كالبرّ‬ ‫‪.7‬‬
‫‪583‬‬
‫ما تقوله الوفاق لي‬ ‫‪.8‬‬
‫نيرنجة صيد الّل‬ ‫‪.9‬‬
‫نيرنجة البراي‬ ‫‪.10‬‬

‫الباب الحادي عشر‪ :‬شمس الزايرجة‬

‫الرقاى – طلسمات هرمس‬


‫الباب الثاني عشر‪ُ :‬‬
‫طلسم اّدريس‬ ‫‪.1‬‬
‫أيها ُ‬
‫الخل اللّيّ‬ ‫‪.2‬‬
‫تفوح رائحة اللهة‬‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫ُرقاية النار‬ ‫‪.4‬‬
‫ترتيلة غنوصية‬ ‫‪.5‬‬
‫ُرقاية الرجوع‬ ‫‪.6‬‬
‫ُرقاية الطفل‬ ‫‪.7‬‬
‫ُرقاية ضاق قالبه عليه‬ ‫‪.8‬‬
‫ُرقاية الجوال‬ ‫‪.9‬‬
‫ُرقاية النخب‬ ‫‪.10‬‬

‫الباب الثالث عشر‪ :‬المحارب منحدراً صوب الفردوس‬

‫الباب الرابع عشر‪ :‬أناشيد المحارب‬

‫نشيد المحارب‬ ‫‪.1‬‬


‫نشيد العراق‬ ‫‪.2‬‬
‫نشيد العائدين إلى الجنة‬ ‫‪.3‬‬
‫نشيد موت الدفلى‬ ‫‪.4‬‬
‫نشيد العابر‬ ‫‪.5‬‬
‫نشيد ّهرة الجنة‬ ‫‪.6‬‬
‫نشيد الرجال‬ ‫‪.7‬‬
‫نشيد الّاهب لملقااة الموت‬ ‫‪.8‬‬
‫نشيد الشهيد‬ ‫‪.9‬‬
‫نشيد المجدلية‬ ‫‪.10‬‬

‫الباب الخامس عشر‪ :‬في ذكر القديسة رّيا وعرائشها العالية‬

‫الباب السادس عشر‪ :‬النثى تشهر رياحينها وجسدها ومعاولها وتجر نبالها وقاتلها وتصيح‬

‫الرقاى – في تسخير القلوب‬


‫الباب السابع عشر‪ُ :‬‬
‫ُرقاية رقايق الحاشية‬ ‫‪.1‬‬
‫دمك مسكر وناصع‬
‫ُرقاية ِ‬ ‫‪.2‬‬

‫‪584‬‬
‫ُرقاية حب آخر العمر‬ ‫‪.3‬‬
‫ُرقاية الدم الوثني‬ ‫‪.4‬‬
‫ُرقاية تسخير شمس الجمال‬ ‫‪.5‬‬
‫ُرقاية نسيت حكمتك‬ ‫‪.6‬‬
‫ُرقاية اصباؤوّ‬ ‫‪.7‬‬
‫ُرقاية مولّ‬ ‫‪.8‬‬
‫ُرقاية القمر يدعوني‬ ‫‪.9‬‬
‫ُرقاية السوسنة‬ ‫‪.10‬‬

‫الباب الثامن عشر‪ :‬ميمر الفراديس المخربة‬

‫الباب التاسع عشر‪ :‬أيقونات ليل الروحانية‬

‫ُرقاية المشتعل شبابا‬ ‫‪.1‬‬


‫ُرقاية الصلوجانأ‬ ‫‪.2‬‬
‫ل حمل آلمي‬ ‫أيقونة قااب ً‬ ‫‪.3‬‬
‫أيقونة إذا سجى الليل‬ ‫‪.4‬‬
‫أيقونة نجمة الصباح‬ ‫‪.5‬‬
‫أيقونة حي‬ ‫‪.6‬‬
‫أيقونة ذي الكأسين‬ ‫‪.7‬‬
‫أيقونأ الوهم‬ ‫‪.8‬‬
‫أيقونة الشاعر الّي لم يعرّ‬ ‫‪.9‬‬
‫أيقونة الشاعر الّي عرّ‬ ‫‪.10‬‬

‫الياقوتات‬
‫‪.1‬الياقاوتة الولى‬
‫‪.2‬الياقاوتة الثانية‬
‫‪.3‬الياقاوتة الثالثة‬
‫‪.4‬الياقاوتة الرابعة‬
‫‪.5‬الياقاوتة الخامسة‬

‫موسيقا لهدم البحر‬

‫‪585‬‬
‫المحتويات‬

‫الحركة الولى ‪ :‬الغضب ) موسيقا لهدم البحر (‬


‫ماتبقى من الروح‬
‫موسيقا لهدم البحر‬
‫ٌ‬
‫عزلة في الكريستال‬

‫الحركة الثانية ‪ :‬المطر )إجرسيني أيتها الكلمة (‬


‫ريثما يهدأُ هّا الشرق قاومي‬
‫تمام الجسد‬
‫إجرسيني أيتها الكلمة‬

‫الحركة الثالثة ‪ :‬الخراب )لم ّ‬


‫تبق غأير أصابع (‬
‫السيوّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جوقاة‬ ‫نهضت‬
‫لم ّ‬
‫تبق غير أصابع‬
‫الخمر‬
‫ِ‬ ‫قاال ابتعد في‬
‫من أين عيني‬
‫في النهر الصافي‬
‫نصفانأ‬
‫أفكلما ارتفعت !‬
‫نام الرعا ُة‬
‫لفرق‬
‫ضاع ومن ُ‬
‫ضّيع‬ ‫َ‬ ‫من‬
‫هم يعرفونأ‬

‫‪586‬‬
‫تصدع الموسيقا (‬
‫الحركة الرابعة ‪ :‬الفول ) ّ‬
‫طفل ينام‬ ‫ٌ‬
‫وطن في عين ٍ‬
‫ُ‬
‫سرقاته الخيول‬ ‫شاعر‬
‫ٌ‬

‫خواتم الفعى‬
‫سادنات القدار‬

‫جحيم إرش‬

‫مضيق عأشتاريا‬

‫أوف‬

‫هذه التي أراها‬

‫نهر الحزان‬

‫عأرشها يبكي‬

‫نونا‬

‫ظن أنك البتول‬


‫ّ‬

‫أسمال تايكي‬

‫لشمس في بريدي‬

‫صايتك الحمراء‬

‫نهر الدموع‬

‫هل تسمحين ؟‬

‫قلبك ثعبان‬
‫في ِ‬

‫حولك‬
‫ِ‬ ‫لتدور الرض‬

‫خرق اليوسفيين‬

‫كنت مخبو ًل‬


‫ُ‬

‫وأجنحتك‬
‫ٍ‬ ‫أجنحتي‬

‫تحت التفاصيل‬
‫‪587‬‬
‫أنهار الشهقات‬

‫منذ أناهيت‬

‫تمغة العنكبوت‬

‫ببساطة ؟‬
‫ٍ‬ ‫هكذا‬

‫كان ل ّما أطحت به‬

‫أيتها الطاووسة‬

‫هرش‬

‫خواتم الفعى‬

‫خريف الفعى‬

‫حينما في السافل )إينوما إرش (‬

‫حزينًا عأند عأمود السماء‬


‫لموع‬
‫عأربات كيلوباترا‬
‫قبل تلويحة الوداع‬
‫لوبا‬

‫السومرية أحّم‬
‫في ا ّتضاح جحيمها وفراديسها العالية‬
‫في ظهور ليليث‬
‫فردوس أحّم‬

‫‪588‬‬
‫الفهارس‬
‫الهوامش واّشارات‬
‫المحتويات‬

‫‪589‬‬

You might also like