Professional Documents
Culture Documents
الأعمال الشعرية الكاملة لخزعل الماجدي - الجزء الثاني
الأعمال الشعرية الكاملة لخزعل الماجدي - الجزء الثاني
العأمال الشعرية
الجزء الثاني
صدر في 2005
عأن
المؤسسة العربية للدراسات
والنشر في بيروت
2
واليـــروسيكيمياء اللغة والجسد السحــري
3
والجسد وعلقاتهما
ِ السحر
ِ نظرية عن
ٍ ً
سانحة ،قابل ربع قارنأ ،لنأ أكتب بطلقا ٍة ُ
الفرصة لم تكن
وبالشعر أكثر من انشغالي بمراقابتهما ووضعهما في
ِ كنت منشغ ً
ل بالحيا ِة لسباب كثير ٍة منها أنني ُ
ٍ بالشعر
ِ
نظري مجاور ،ثم أنأ النصوص الشعرية أكثر وفا ًء للتجربة من النصوص النظرية ّ عقلي أو
إطار ٍّ
.خصوصًا عند تراكمها وتبلورها مع نضج التجربة وتصاعدها
أطل على ذلك السحر ّيّ واّيروسي الّي تمثلته ،وماّلت ،شعراً َ
وأنضجت ُه أستطيع اليوم أنأ ّ
نظرية تّتس ُم بثبات
ٍ رؤية
ٍ الممارسة الشعرية مثلما أنضجته الممارسة الحياتية ،بكل تفاصيلهما ،وفق
.أفضل وتفاصيل أدق
ولّلك كانت هّه المقدمة التي أستطيع أنأ أعممها على ما ورد في متونأ المجاميع الشعرية السبع )
التي يضمها هّا المجلد الثاني من أعمالي الشعرية ( مثلما أعممها على بقية أعمالي الشعرية في
محاولة لرصد السحري
ٍ المجلدات الخرى ..لكن هّه المجاميع السبع معنية أكثر بما في المقدمة من
.واّيروسي وهما يوجهانأ كيمياء اللغة والجسد في هّه النصوص
ً
سجنا للروح الجسد
َ كفردوس لها ،فحينما نرى
ٍ كسجن للروح أو
ٍ الفرق كبير بين أنأ ننظر للجسد ُ
ً
نقيضا للروح وقاد أطبقناه عليها وبّلك يتحول الجسد نقع ،مباشر ًة ،في ثنائي ٍة وهمية يكونأ فيها الجسد
ُ
ورذيلة ويصبح الكفاح ض ّده ضروريا
ٍ شر
إلى عائق أمام انطلقا ِة الروح ويتحول كل ما في الجسد إلى ّ
ُ
الجميلة المتحركة .وهنا نقع في الوهم الروح تقبع تحتها
لحم ميت ُ َ
ُ قاطعة ٍ الروح وكأنأ هّا الجسد
ِ لتحرير
ِ
ُ
أيضًا ويترتب على ذلك تدمير حياتنا بأكملها لننا سنهمل هّا الجسد ونهمل حاجاته وسنراه مثل نفاي ٍة
ننتظر يوم دفنها أو حرقاها
ُ .
لكننا عندما نرى الجسد وعا ًء للروح تتشرب فيه وتسعد بسعادته وتتحرر بتحرره وترقاى
جحيما ،نرى فيه خيراً ل شراً .وتكونأ الروح مثل
ً برقاّيّه ..فحين ذاّ نرى في الجسد فردوسا ل
.الموسيقى التي تناغ ُم مكونات الجسد وتشيع فيه اّنسجام
للرقاي والتصال بال والكونأ رافعة الجسد من محدوديته إلى المطلق فإنأ ّ وإذا كانت الروح تسعى
وتكونأ كيميا َءه المعلنة والدفينة ،إنها ّ
تشد الجسد إلى أغواره وأعماقاه وتحرّ قاواه ّ
ّ ُ
تلتصق بالجسد النفس
الضاجة
ّ مسرح ُه إلى الدراما اليومية من التصال والنفصال وإلى أشكال التفاعلتَ القصّية وتهيّ
.بالحياة
4
الجسد إلى العالي وهما يكملنأ بعضهما .
َ وترفع
ُ والروح
ِ الجسد
ِ أعماق
ِ تغوص في
ُ النفس
ُ
وقاوى براسايكولوجية سحرية تتناغ ُم مع تركيبة الجسد
ً ّ
لكن النفس تحتوي على قاوى سايكولوجية إيروسية
.ومادته الغامضة
وهكّا تتكونأ من المنظومة النطولوجية ) الجسد والنفس والروح ( منظومة ابستمولوجية هي
ُ
تصوغ المنظومة ) اّيروسي والسحري واللوغوسي ( ،وتصوغ المنظومة الولى حياة الفرد بينما
قاوته الفكرية والشعرية
.الثانية ّ
ُ
الجسد ُ
يختزنأ الجسُد القوى السايكولوجية الحسّية والبراسايكولوجية الفائقة ) السحرية ( ،ويعمل
مثل حاشد ٍة كوني ٍة تض ّم داخلها ّ
كل قاوى الكونأ والنواع الحّية وفيه يتحرّ تاريّ الكائنات الحية متطايرا
تطل على المدهش والكثيف والغامض والجميل .على شكل ومضات نادرة ّ
5
كانأ المقّدس يعادل القوة والطاقاة والمشبع للكيانأ والفاعلية بينما كانأ المدّنس يعادل الخواء والمادة
.المتهافتة الزائلة والزيف
ورغم أننا ل نميل لفصل الدين عن الدنيا فهما متداخلنأ ،لكننا من أجل الدراسة النظرية وإلقاء
كل منهما بمحركاته وقاواهالضوء على المحركات الدينية والدنيوية وهي تلتحم وتنفصل رأينا النظر إلى ّ
.الداخلية
وبّلك نحصل على هّه المتناظرات المهمة ) الطاقاة السارية ،الطاقاة اّيروسية (ّ ) ،
المقدس،
وتشطر هّه
ُ المدّنس ( ) ،الروحي ،الجنسي ( ) ،اّلهي ،البشري() ،الديني ،الدنيوي (...الّ
المتناظرات العالم كلّه إلى متناظرات مماثلة لها فالمكانأ المقدس والمعبد والعمود المقّدس ّ
وسرة العالم
هي أماكن نشكونية مشحونة بالمقّدس وهي مركزية في مقابل الماكن الكونية التقليدية كالبيوت
.والساحات والشوارع التي هي أماكن دنيوية محيطية
وكّلك ينقسم الزمانأ إلى ّمانأ نشكوني مقّدّس أسطوري حصل فيه حدّ عظيم مثل بداية الخليقة
أو الطوفانأ أو الوحي أو الشهادة ..الّ ،في مقابل ّمن تاريخي تقليدي يضج بالحداّ الدنيوية
العادية ..وتتم استعادة ذلك الزمن السطوري من خلل طقوس العياد الدورية التي هي استّكار لّلك
الزمن وإعادة تكثيف له وسط تراتب الزمن التقليدي وكّلك تتناظر الرموّ السماوية عن الرموّ
المقدس أكثر الرضية ويتناظر النص المقّدس ) الكتاب المقّدس ( عن بقية الكتب ويحمل النبي كثافة ّ
ً
وغامضا ً
مدهشا من غيره من البشر وهكّا ..كانأ المقّدّس منّ العصور الحجرية القديمة أمرا
كوني
ّ بجوهر
ٍ ٌ
مرتبط شّدّ اّنسانأ إلى عالم آخر وجعله يشعر أنه ل يعيش وحيدا في هّا الكونأ بل أنه
المقدس آنّاّ أسماء مختلفة سرعانأ ما سيعود إليه ويتحد به بعد الموت .وقاد أطلق اّنسانأ على جوهر ّ
شيئا واحداً هو ال /الطاقاة الّي هو جوهر الكونأ ،أما أول طرق التعامل الجدية مع هّا لكنه كانأ يعني ً
ً
حقيقيا يتضمن وجود قاو ٍة المقّدّس فقد كانأ السحر ) الّي هو أول عتبات الدين ( وقاد كانأ السحر أما
ً ً
براسايكولوجية خارقاة عند المتعبد تؤثر على بعض قاوانين القوة السارية ،أو وهميا شكليا يحاول أنأ
.يؤثر ،من منطلق نفسي ،على قاوانين هّه القوة
السحر أول أشكال العلقاة بين اّنسانأ والمق ّدس ،ولّلك فهو أول قاناة للتصال بين
ُ وهكّا كانأ
المقّدس واّنسانأ ..وتتضمن هّه القناة شحنات إيجابية من اّنسانأ إلى ّ
المقدس ) وهو ما نسميه
بالسحر ( وشحنات سلبية من
المقد
ّ
س إلى اّنسانأ ) وهو ما نسميه بالعرافة ( وكلهما كانأ من وجهة نظرنا أول شكل من أشكال الشعر ،
مل ثم جاءت مراحل وج ٍ
كلمات ُ
ٍ ينضح عن هّه الممارسة من
ُ ً
ممارسة والشعر بما الشعر بصورته العملية
أخرى بعد السحر وهي الرواحية وظهور اللهة ومرحلة التوحيد ،وهكّا انقسم تاريّ العالم روحيًا أو
6
تاريّ الروح إلى أربعة مراحل اختلفت في ّ
كل منها طرق النظر إلى المقّدس و المدّنس ونتج عن ذلك
اختلّ في نوعي الشعر الرئيسين الديني والدنيوي ) انظر المخطط (
4 1
القصيدة الغأنية
الكتاب التميمة
المقدس
ّ
ال 1 السحر
4
المطلق
)اّّلقوة اّّلسارية(
3 2
الرواح
اللهة السطورة
الترتيلة
الملحمة الحوارية
دائرة نوع
ومرحلة العبادة
كانأ السحر إذنأ نواة الدين الولى وقاد اجتمعت في هّه النواة شحنة ّ
المقدس الكوني والبشري
المتصل الوحيد بالطاقاة الكونية والقادر على التعامل معها وفق ما يريد سواء
ّ فاصبح الساحر بمثابة
.بالتحكم بها ) عن طريق السحر ( أو بالتنبؤ بما يحصل ) عن طريق العرافة (
وكانت مرحلة السحر قاد بدأت في العصور الحجرية القديمة والوسيطة وتش ّكلت بنمطين دينيين
Fetichهما )الفتيشية ،الطوطمية( .جعلت الفتيشية ّ
المقدس أو القوة السارية على شكل بؤرة هي الفتيش
المقدس في شيء واحد وّيطلق عليهأو الشيء المعبود كالحجر أو الشجر أو العظم حيث تجتمع شحنة ّ
.اسمًا ،وبّلك تكونأ القوة السارية غير مشخص ٍة بل متخفي ٍة وراء شيء محدد
أما الطوطمية فقد أعطت هّا المقّدس صورة ) جماد ،نبات ،حيوانأ ،رمز ( ور ّكزت على
الكائنات الحية والحيوانات بشكل خاص واّدّعت أنأ المؤمنين بهّا الطوطم ينحدرونأ نسل منه ،فهي ،
خاصة ،يجسد هّا
ٍ إذنأ ،نقلت ّ
المقدس من البؤرة الشيئية إلى البؤرة الحّية ،وأصبح الحيوانأ ،بصفة
.المقّدس
ل أنه كانأ على مستوى اللغة مجسدا وسواء كانأ السحر فتيشيًا أو طوطميًا على المستوى العملي إ ّ
مختزل ُيقرأ على شكل
ٍ كلم
فالساحر يعبر عن ) Charmالتميمة ( في ٍ
صّه السحري في التميمة التي قاد تأخّ أسما ًء أخرى حسب وظيفتها مثل التعويّة إنأ كانت تطرد هّه نّ
الرقاية التي تحاول إحاطة الشخص
القوى الخفية ) التي تجسدت في المرحلة الرواحية بالشياطين ( أو ُ
..بسور من الحماية أو الحجاب الّي يفعل الشيء ذاته وغيرها
8
وإذا كانت التميمة قاد عبرت عن نفسها في عصور ما قابل التاريّ بالرسومات والخطوط
واّشارات فإنأ أقادمها وأشهرها رسومات الكهوّ والصخور التي كانت تطعن هّه الفتيشات أو الطواطم
لتعبر عن صيدها والسيطرة عليها ..لكن الحضارات التاريخية شهدت التمائم المكتوبة على العظام
والقماش والحجر والجلد والخشب ..ثم على الورق بكلمات هي أشبه بالصرخات والستغاثات
الشر والذى أو بمحاولت استدراج القوى
ومحاولت دفع ّ
الخّيّرة لتسوير وحماية الشخص عن طريق الرقاى ،والحقيقة أنأ
كل
ّ هّه المحاولت تدفع بنا إلى اللمألوّ وتجعلنا في الدهشة لما يترتب عليها من أخيلة واستعارات غريبة
جسدته ) التميمة ( في أفضل أشكاله ، .ومن هنا نشأ الشعر السحري الّي ّ
في المقابل كانت الحياة الدنيوية اللسحرية تحتفي بالجنس الّي كانأ مشاعًا قابل ّ
تكونأ السرة إبانأ
عصر اكتشاّ الزراعة ،لقد كانأ الجنس أساس الحياة وتكاثرها واّدهارها ّ
لكن الدين ) البدائي ثم
المتطور ( كانأ ينظر إليه ،في الغالب ،نظرة الضد والعداء .ولّلك عمد إلى إخفائه في طبقات من
يكف عن مطاردته في كل المراحل .وكانأ الجنس ينبثق التابو والحرام ثم أعطاه تحديدات شرعية ولم ّ
.هنا وهناّ في نسيج الحياة مثل الينابيع لكن الدين كانأ يغطيه أو يحاول إخفائه
( لقد كانت الطاقاة اّيروسية في الجنس والحب وكانأ خير من يمثلها على مستوى الفن هي
التي ل تعبر عن اّيروس الجنسي فقط بل عن إيروس الحياة كلها .إنأ هّا الشعر ) Songالغنية
.اّيروسي تطور عبر العصور مع تطور الحياة الروحية واتخّ أشكا ً
ل متعددة هو الخر
ً
مصحوبة بالموسيقى لقد كانت الغاني هي أول أشكال الشعر الدنيوي وكانت ،في الغالب ،
والرقاص وهي تسري على أفواه الصيادين والرعاة ثم الفلحين في العصور الحجرية وعصور ما قابل
التاريّ ..وربما كانت هي السبيل الوحيد للتعبير عن أفراح وأحزانأ الحياة لنها ل تحتاج سوى صوت
اّنسانأ وهو يتهدج ويحفل باّيقاعات ..وكانت هّه الغاني مباشرة بسيطة ل تفتعل الخيال ول تلجأ
إلى الستعارات قاسراً ،وكانت على قادر حجم اللغة وعلقاتها ومفرداتها المحدودة آنّاّ تحاول التعبير
.عن ما ل ُيعّبر عنه
والحقيقّّة أنأ صّّيد الحيّّوانأ أو رعيّّه أو عمليّّة البّّّار أو الحصّّاد أو الّّزواج كّّانت تصّّاحبها الناشّّيد
والغاني ذات الجوهر اّيروسي ،فالخصب هو إيروس دائم.
مترع بالفرح أو الحزنأ أمام
ٌ ً
مونولوغا فهو تنطلق من الوجدانأ وكانأ المغني يؤديُ كانت الغاني
طافحا مباشراً ل صناعة فيه .وهكّاً ً
وجدانيا الكونأ ولم يكن المغني يتحاور مع الخر بل كانأ الغناء
نرى أنأ عصر السحر أظهر لنا نمطين شعريين الول ديني سحري هو ) التميمة ( والثاني دنيوي
) الغنية ( ولشك أنأ التنافّ والتداخل بينهما كانأ يجري على السطح أو على المستوى إيروسي هو
كل منهما ينبع من جوهر مغاير .الدبي ،أما في العمق أو على المستوى الروحي فكانأ ّ
9
ونرى أنأ التميمة والغنية ماّالتا ،حتى هّا اليوم ،موجودتين بهّا القدر أو ذاّ في شعرنا فقد
الشعر اّنساني وماّالتا تنبعانأ هنا وهناّ عند
اخترقاتا العصور ،تحت الدمة ،وتسربتا في تربة ِ
القاوام البدائية المعاصرة أو الشعوب المتطورة بنفس القدر ولكنهما دخلتا ،حصراً ،في الغناء المعاصر
.وفي عمليات استمالة الحظ والقوة
المرحلة الثانية في تطور الديانأ ظهرت مع الرواحية عندما بدأ اّنسانأ يتخيل هّه القوة
خفية ،وهنا بدأت أول عتبات الميتافيزيقيا في
السارية ل على شكل شيء أو حيوانأ بل على شكل أرواح ٍ
.شكلها الساذج
الفتيشية ش ّخّصت القوة السارية للكونأ في شيء والطوطمية جعلتها شيئا ّحيا أما الرواحية فقد
جعلتها روحًا بعيد ًة .وهكّا
.تش ّكّّل عالم روحي خارج اّنسانأ يتكونأ من كائنات روحية كانأ بعضها ماّال يغطس في عالم السحر
لقد ت ّم تصور هّه القوى الروحية التي تسري في الكونأ واّنسانأ والشياء ،بل وت ّم تسميتها ،فقد
لمة كودرنجتن مصطلح الّ الّي وجده منتشراً ،على نطاق واسع ،بين ) Manaمانا ( أدخل الع ّ
خارقاة غير مشخصة يطلقٍ بقوى
الجماعات التي تسكن ميلنيزيا وبولدنيزيا والفلبين حيث يسود العتقاد ً
تنبت في الشياء ،والغريب أنأ الرومانأ أيضًا كانوا يطلقونأ
عليها اسم الّ ) مانا ( أو الّ ) مانيتو ( التي ُ
اسم الّ ) مانا ( منّ اللف الول قابل الميلد على الرواح .وقاد أخّت النصوص الدينية تتطور من
التميمة نحو نصوص تنادي الرواح والكائنات الروحية وأصبح التوسل والحّر والتعويّ واّحاطة
موجهة إلى هّه الرواح والرقاى ُّ .
) Hymenالترتيلة ( ّ
لكن شكل الشعر الديني الجديد المناسب لهّه الرواح ،كما نراه ،هو شكل
.الّي تخلص من المضمونأ والشكل السحري وأخّ صيغة التراسل الروحي بين اّنسانأ وبينها
شعر ديني أرواحي المنشأ تسوده لغة الرجاء والدعاء والتصال مع هّه الروح أو تلك الترتيلة هي ٌ
ل من أشكال الشعر الديني لكنها النأ أخّت مضامين أخرى .وماّالت التراتيل الدينية إلى يومنا هّا شك ً
كما حصل للتميمة عندما انتقلت إلى عصور لحقة .والحقيقة إننا ل نستطيع النأ استنباط القواعد الفنية
الدقايقة لنمط ) الترتيلة ( القديمة بسبب اندثارها أو إعادة صياغتها لحقًا ،لكننا ندرّ أنأ هّه التراتيل
كانت تطلب الشفاعة والحماية وكانأ اّنسانأ أو الشاعر يستخدمها في مختلف تفاصيل حياته ،وهو ما
ل ،في الحقبة الولى من الدين الروماني الّي احتفظ لنا بأسماء ل حصر لها لهّه الرواح نراه ،مث ً
) المانات ( الخاصّة بالموتى الخيار والشّرار ) ماليبوس ،لرفا ( والخاصة بالحياة المنّزلية
) بينات ( والرواح العامة ) لرات ( والرواح الحامية الخاصية ) جن ( وهّه تسيطر على تفاصيل
لكل من هّه الرواح تراتيلها مثلما لها تماثيلها وأشكالها ..وفي كل الحوالالحياة والسلوّ ،ولشك أنأ ّ
روحية ً
دقايقة ً قاوى
.لم تكن هّه الرواح آلهة بل ً
ولعل أكثر الرواح وضوحًا في تراثنا العراقاي القديم والسامي بشكل عام هي ) ليليث ( التي تمثل
ٌ
أنثوية مغوية تجّب الرجال إليها وتجعلهم يهيمونأ وراءها في الليل تاركين روح
شيطانة الليل ،فهي ٌ
10
ّوجاتهم في البيوت ،وقاد تحولت ) ليليث ( إلى ما نستطيع أنأ نسميه بّ ) حواء الباطنية ( فهي روح
مثلت فيما بعد ،شخصية العشيقة الناريّة التي تعصف بحياة الرجل المتزوج خصوصا .نارية ّ
فقد ظهرت ) ( Dialogeأما النصوص الدنيوية التي تقابل الترتيلة فكانت تمثل في الحوارية
الحواريات بسبب وجود قاوتين متقابلتين هما ) الروح المعبودة ( و ) اّنسانأ ( وأصبح الحوار بينهما
قاائمًا ،ثم أصبح الحوار بين شخصين أو بين شخص وجماد أو حيوانأ أو نبات ،وظهرت في العصر
ل حواريات المفاخرات ) أدمندوكا ( التي تعبر عن تنافس بين ) النخلة وشجرة الثل ( و السومري مث ً
) .الصيف والشتاء ( و ) الراعي والفلح ( ...الّ
ً
منطلقا للديانأ الوضعية المعروفة وغير كانت هّه العتبة الجديدة التي دخلها التطور الديني
رجح أنها اتضحت مع العصر الحجري الحديث ) النيوليت ( حيث اكتشاّ الزراعة ، المعروفة والتي ُي ّ
ولّلك كانت أول اللهة وأقادمها هي ) اّلهة الم ( راعية الخصب في التربة ثم راعيته في الكونأ كلّه
،وظهر بعدها اّله الب ثم اّله البن
وتك ّوّنأ أول بانثيونأ عائلي لّلهة قابيل العصور التاريخية ..وكانأ لبد من ظهور أدب قاصصي يروي
الدب يروى شعراً وهو تحديداً :الساطير
ُ .قاصة ظهور هّه اللهة وكانأ هّا
شعر سردي عن إله معين أو عدة آلهة فهي إذنأ قاصة محكية عن طريق الشعر وهيالسطورة ٌ
ّمن محدد بل إلى ٌ
ومربوطة بنظام ديني معين ومتناقالة بين الجيال ،ول تشير إلى ٍ ٌ
ومقدسة ٌ
ثابتة نسبيًا
حقيقة أّلية من خلل حدّ جرى ،وهي ذات موضوعات شمولية كبرى محورها اللهة ،ول مؤلف
جمعي
ّ خيال
.لها بل هي نتاج ٍ
هكّا صارت السطورة أحد أهم المكونات الساسية للدين مع المعتقدات والطقوس .وهكّا
صارت هي مادة الشعر الديني المعبر عن هّه المرحلة وهي مرحلة ظهور الديانأ الوضعية التي
.استغرقات ّمن الحضارات القديمة كلها
11
وتعتبر السطورة قافز ًة نوعية قاياسًا إلى التميمة والترتيلة فقد تضمنت في أحشائها العلم البدائي
والفلسفة الولى التي جعلت اّنسانأ يتأمل الكونأ ومعناه وغاياته وما وراءه ،واتسعت فيها رقاعة الدب
لتشمل السرد والشعر بأنواعهما وانطوت على أخيلة ومجاّات واستعارات جزيئة وكلية .وهكّا
اجتمعت في السطّورة أسس ) العلم والفلسفة والدب والدين ( في صورتها الولى الشد قاربًا إلى الناس
تشوقااته
وقاتّاّ ،فهي إذنأ صفحة من صفحات العقل البكر للنسانأ والتي تخفي نضارته وطفولته وأول ّ
.لفهم وتفسير ما حوله
التي تعمل كحاضنة Positive Archetypesوفي أساطير الخليقة تتكونأ النماط البدائيّة الموجبّة
ً
لحقا وتشكل بنيته الروحية العميقة .كبرى لرموّ اّنسانأ التي ستظهر
وتتم الخليقة عبر أحد العناصر الربعة الساسية للخليقة ) الماء ،التراب ،الهواء ،النار ( أو
.بخلط بعضها
وهي الساطير التي Myths of constructionأما النوع الثاني من الساطير فهو أساطير البناء
يقوم فيها اللهة بخلق وبناء تفاصيل العالم وتأسيس المدنأ ومنح اّنسانأ أدوات العمل والحكم والسلطة
والملكية وغيرها وتسيطر على هّه الساطير المدائح اّلهية ومدائح المدنأ التي بناها اللهة وقاصائد
البناء وتظهر فيها رموّ الخير البناء التي تنطلق من النماط الموجبة .وتشكل أساطير البناء بمجملها ما
ولعل أرفع أشكالها هي أساطير الحبيشبه الكوميديا اّلهية المليئة بالفراح والمسرات والمدائح ّ
المق ّدس بين اللهة وخصوصا اّلهين الشابين اللّين مثلهما دموّي وإنانا ) تموّ و عشتار ( خير تمثيل
.في المثولوجيا العراقاية القديمة
وتسمى Myths of deathأما النوع الرابع من الساطير فهو أساطير النهاية والموت
وهي أساطير نهاية الكونأ واللهة واّنسانأ حيث يتفسّ الكونأ مثلما ) Eschatologyالسكاتولوجيا(
ابتدأ ويعود إلى عناصره الربعة ،وهكّا يتم تدمير الكونأ واّنسانأ أما بالماء )الطوفانأ( أو النار
) .الحريق( أو الهواء )العاصفة( أو التراب )الزلّل والبراكين(
12
ولعل أهم الساطير العراقاية هنا هي أسطورة الطوفانأ ،حيث تسيطر على أجوائها الكابوس
والدمار والنهاية وتمثل عودة الكونأ إلى العماء وتحطم النماط البدائية وظهور النماط البدائية السلبية
Negative Archetypes .
وإذا كانت الساطير قاد توارت نسبيًا أمام التطور التاريخي فإنأ الملحم ماّالت تظهر بشكلها
.الشعبي وتشكل المتن المميز لبعض المم والشعوب
وقاد ظهرت مميزات أسلوبية ومضمونية خاصة بالملحمة مثل التكرار واّعادة واستباق الحداّ
وظهور القوى الغيبية وغيرها وهكّا يكونأ الدب الدنيوي قاد تطور من قاصة بين اثنين ) دراما ( إلى
قاصة شعب يتمركز حول بطل ) ملحمة ( وإذا عدنا إلى الموضوع من بدايته فسنجد أنأ هّا التطور قاد
متجانس
ٌ ً
دنيويا :من الشعر الغنائي إلى الشعر الدرامي إلى الشعر الملحمي وهو سياق حصل كما يلي
ً
تاريخيا ويعّبر عن اكتناّ متصاعد .
ً
شيوعا فقد احتوت والحقيقة أنأ استعادة السطورة والملحمة في الدب الحديث هو المر الكثر
الساطير والملحم على كنوّ روحية وأسلوبية نادرة كانت تمثل ,بل شك ,خلصة التجربة اّنسانية
القديمة في شكليها الديني والدنيوي وقاد اختلفت طرق استعادتهما وتمثلهما في الشعر الحديث بين طرق
مباشرة وكولجية وغير مباشرة ورمزية .لكننا اخترنا ) في هّه العمال الشعرية وغيرها ( طريقة
شحن النصوص الحديثة بمادة الساطير والملحم حيث نعمد إلى تكسير السطورة أو الملحمة إلى شظايا
صغيرة نزّين بها النص الجديد أو نشحنه مضمونيًا ببعض شحناتها ,فقد وجدنا الطرق الخرى مباشرة
ُ
ملمحه في العمال الخرى ً
طريقا آخر قاد تتضح .ومملّة وشكلية ..ولّلك اخترنا
عندما ظهرت الديانأ التوحيدية سقطت اللهة ولم يبق سوى إله واحد هو خالق الكونأ واّنسانأ
وأصبح من الصعب الحديث عن أساطير له لنه
منّ ّزّه بعيد ل أول له ول آخر ول ولد ول أب له .وبّلك تراجعت السطورة ووجدت لها ملجأ في
13
الحديث عن الملئكة والشياطين والنبياء في روايات شعبية .وربما بقيت من أسطورة الخليقة هياكل
.قاديمة تّ ّكر بكيفية نشوء الكونأ وأصبحت أسطورة النهاية إنّاراً ووعيداً بالخراب والزوال
وحل ) النص المقّدس ( أو ) الكتاب المقّدس ( محل الساطير وهكّا ظهر الشعر الديني في الكتب ّ
ل تحت عبء الفكار والمعتقدات اللهوتية من جهة وتحت ضغط تفاصيل المقدّسة مواربا متخفيًا متثاقا ً
الطقوس والفقه والشريعة من جهة أخرى ..وبعبارة أخرى أصبح ) الكتاب المقّدس ( هو النص الديني
الشامل حيث يجمع مكونات الدين الرئيسية الثلثة :المعتقد ,السطورة ,الطقس ,ومكونات الدين
المقدس هو النص المفتوح على العقل والعمل أي الثانوية :الشرائع والخلق ،وهكّا أصبح هّا الكتاب ّ
أنأ الشعر أصبح داخل العقل والعمل ..كانأ الكتاب المقّدس لليهود هو التّوراة أو ) العهد القديم (
.وللمسيحيين هو اّنجيل أو ) العهد الجديد ( وللمسلمين هو ) القرآنأ (
النص ّ
المقدس ( في الكتاب القص المقّدس ( في السطورة إلى ) ّ ( وهكّا تحول الشعر من ) ّ
وتغيرت وظيفة الشعر الديني كثيرا فأصبحت ذهنية وعملية بعد أنأ كانت أكثر سعيا Bible ) .البايبل
.وراء الخيال
والنص المقّدس أو الكتاب المقّدس ل يعّد شعرا بالمعنى المألوّ الّي عرفناه بل هو
روحي أكبر
ّ صّ روحي ديني متماسك تظهر فيه أشكال وإيقاعات وتقنيات الشعر لخدمة غرض .ن ّ
الشعر الوجداني البسيط يعبر عن الغنية أما القصيدة فتتضمن هّا المحتوى وتتجاوّه إلى أكثر
من ذلك فهي تجمع مشاعر اّنسانأ في كافة اتجاهاتها وأغوارها وتستوعب خياله وذاكرته وحكمته
نسبيا ظهر بعد الملحم رغم أنه ينهل من ً وفلسفته في العيش .القصيدة ،إذنأ ،نوع أدبي دنيوي حديث
النص
الغاني القديمة ) التي ضاع اغلبها ( .وحين يت ّم فتح قاناة وصل بين ّ
ً
ومضمونيا من مادة النصوص ) الكتب ( المقّدّس والقصيدة ،أي حين تحاول القصيدة الستفادة أسلوبيا
المقّدسة فإنأ ذلك يجري لجعل القصيدة مكتنّزة أكثر بشحنة جديدة .
ولع ّّلّ هّا الملمح هو أكثر ما نراه في النصوص التي قادمناها هنا وفي ) مجاميع أخرى ( فهناّ محاولة
لفتح نوافّ القصيدة أمام رياح الكتب المقّدّس ) والقرآنأ بشكل خاص في أناشيد إسرافيل ( .وأخيرا فإننا
مر بها
نرى ،في هّا السياق ،أنأ النص الشعري الحديث يجب أنأ ينفتح على كل حلقات التطور التي ّ
الشعر الديني والدنيوي .فالقصيدة الحديثة تستوعب مؤثرات وأسلوبيات الملحم والدراما والغاني كما
نص ً
مناسبا لظهور ّ أنها تستوعب شحنات الكتب المقدسة والسطورة والترتيلة والتميمة .وهو ما نراه
متناسل مع تاريّ الشعر كلّه
ٍ شعري
ّ .
14
ثانيًا :الشـــعـر والسحــر
حر نحو التدخل في قاوانين الطبيعة ..أما ّيقافها أو لتحويرها أو للتحكم بها ,ويسعى
الس ُ
يسعى َ
الساحر لنأ
يسي
ّ
ر هّه القوانين وفق ما يشاء وهو بّلك يوقاف اّنسياب الطبيعي لهّه القوانين وتكرار حصولها
ُ
تتدخل في مسرى قاوانين ُ
يعارض الطبيعة ويعمل على جعل قادرته شخص
ٌ المستمر ,أي أنأ الساحر
ً
استثنائيا بين الجماعة أو ً
شخصا الطبيعة لكي يوجهها حسب رغبته ويجعل هّا التوجه من الساحر
.المجتمع
ينقسم السحر ,من حيث طريقة ممارسته إلى ثلثة أنواع أساسية هي ) السحر الخارقاي والسحر
هو السحر الحقيقي الّي Parapsychological Magicالتعاطفي والسحر الكاذب ( .فالسحر الخارقاي
يقوم بالمعجزات المادية التي نتلمسها بحواسنا ونعترّ بحصولها دونأ أنأ يكونأ هناّ تلعب أو إيهام
شرطا واحداً في الساحر هو امتلكه لقو ٍة خارقاة أو إحساس فائق نسميه ً لهّه الحواس ويشترط هّا السحر
نادر جداً من البشر قاو ًة أو قاوى براسايكولوجية تم ّكنهم من
اليوم ) قاوة براسايكولوجية ( حيث يمتلك عدٌد ٌ
التدخل في قاوى الطبيعة وإيقافها أو التحكم بها أو أنأ هّه القوى تعمل على تحطيم الفيزياء التي حولنا
وتنفيّ ما يريده صاحب هّه القوى ،ولشك أنأ السحرة الحقيقيين في الماضي كانوا من هؤلء فهم
ً
ملوكا أو أنبياء ومهابا في المجتمع جعل من بعضهم ً
كهنة أو ً ً
مرموقاا بامتلكهم هّه القوى تسّيدوا مكانا
لكنهم كانوا يحملونأ في داخلهم هّه القوة أو القوى البراسايكولوجية .وقاد كشف علم البراسايكولوجي
وفسرها ً
مختبريا ّ .المعاصر بعض هّه القوى في اّنسانأ
ظهرت الظواهر البراسايكولوجية التي هي قادرات سحرية ،قابل ظهور علم البراسايكولوجي
بمئات اللّ من السنوات بل إنأ اّنسانأ القديم كانأ يحمل هّه القوى كلما توغلنا في الماضي أكثر لنه
كانأ يعيش في عالم موحش مظلم غامض مريب وهو ما يجعل هّه القوى ّ
تتنشط أكثر أما عندما
تكو
ّ
نت المجتمعات واختلطت وظهرت الحضارات واستقر اّنسانأ في المدنأ فقد ضمرت هّه القوى في
وقال عدد ونوع حامليها إضافة إلى ضمور ّ
الغدة الصنوبرية في اّنسانأ مع تقادم الزمن اّنسانأ تدريجيًا ّ
.وهي الغدة التي لها علقاة مؤكدة مع هّه القوى
الّي يقوم على محاولة Sympathatic Magicأما النوع الثاني من السحر فهو السحر التعاطفي
ً
خارقاية بداخله بل هو التدخل بقوانين الطبيعة عن طريق تقليد هّه القوانين ،أي أنأ الساحر ل يملك قاو ًة
شكليا بقوى الطبيعة ويقلّدها
ً يناور
15
لعّلّّه يستطيع السيطرة على ظواهرها والتحكم بها ،إنه عمل صادق يشحّ اّنسانأ نفسيا لفعل عمل
خارق ولكنه ل ينجح بالضرورة في ذلك ،وهّا السحر على شكلين هما السحر التشابهي
الّي يقوم على أساس أنأ العلل المتشابهة ينتج عنها نتائج متشابهة حيث يقوم الساحر Homoeopathic
بصنع نموذج مشابه للطبيعة ويؤثر فيه ليحاول إحداّ تأثير في الطبيعة نفسها مثل رسم صورة للعدو ثم
الّي يقوم على أساس contagiousطعنها ّحداّ تأثير سيّ في العدو .والخر هو السحر اّتصالي
بعض ,وأنأ للجزء تأثيراً على الكل كما أنأ للكل تأثيراً على الجزء مثل أخّ شعر ٍة من إنسانأ
أنأ الشياء ٍ
.وحرقاها للتأثير على ذلك اّنسانأ
أما النوع الثالث من السحر فهو السحر الكاذب أو الشعوذة الّي ل يعد Pseudo-magic
والحواسي فهو يفشل تماما مع الطبيعة ويقوم بالتأثير النفسي على
ّ سحراً بل هو ٌ
نوع من الخداع البصري
.اّنسانأ الّي يؤمن به وبّلك يتحكم به ول يتحكم بالظواهر المراد التحكم بها
ً
أيضا فالشاعر الخارقاي هو الّي ً
تماما لتقسيم الشعراء إلى ثلثة إنأ التقسيم السابق للسحر يصلح
ً
قاديما أو ينبع شعره من موهب ٍة قاوية فيه ومن فطر ٍة ضاربة في أعماقاه وشعره أصيل أو ً
ل قابل أنأ يكونأ
نفس صافي ٍة عميقة رقاراقاة ول يحتاج شعره إلى حّلقات حديثا ،نشعر بشعره مثل ينبوع يتدفق عن ًٍ
بخطى
ً الصناعة الشعرية ول يتعكز على الخيال المبالغ فيه ،الشاعر الخارقاي هو الّي يتقدم نحو الشعر
ثابتة لنه قادره المحتوم وهو يسير فيه دونأ أنأ يلتفت ويبلغ المستوى الكبير دونأ عناء ففي داخله قاوة
شعرية مولّدة وسيكونأ عليه بّل جهد معين في وضع هّه القوة في اّطار المناسب وفي الشكل المناسب
يسخر موهبته الشعرية هّه في اتجاهات ل تناسبه ول واختيار المضامين المناسبة .ولكن هّا الشاعر قاد ّ
تناسب موهبته رغم أنأ قاوة موهبته الشعرية واضحة فيها .ولّلك فهو شاعر يّهب إلى الغوار
.والعماق
ٌ
صادق يستعين بصدق تجربته قابل كل شيء لكتابة الشعر ويجد شاعر
ٌ أما الشاعر التعاطفي فهو
في الدب ً
ملجأ لّلك ورغم أنأ موهبته متواضعة لكنه يناور بأشكال يبتكرها ويخطط لها ،نشعر بقدرته
ينطلق من نصوص أدبية بين تجربته وقاصيدته ويقيم بينهما ً
صلة ُ الدبية أكثر من قادرته الشعرية فهو
ينطلق من التجارب ومن صدق مشاعره التي خاضت هّه التجارب لكنه ل يسبر العماق ُ ً
معقولة .
.الخفية والعوالم الباطنية
النوع الخير هو الشاعر الكاذب وهو الشاعر الّي يعتمد كلّيا على الصنعة الشعرية وعلى القوالب
الجاهزة لهّه الصنعة والشعر عنده مجموعة تقنيات لغوية فحسب ل تنبع من صدق التجربة ) كما عند
وربط
ٍ قاص
الشاعر التعاطفي ( أو من أغوار الفطرة ) كما عند الشاعر الخارقاي ( بل هي عمليات ّ
وترقايع وخياط ٍة لغوي ٍة يمكن عملها بالكثير من المرانأ والخبرة الدبية ..ويضعنا هّا الشاعر في منطقة
ٍ
اللعب والتسلية والزخارّ الشكلية التي ،يعتقد هو إنها ،ستحيلنا إلى العماق ولكنها ل تفعل ذلك لنها
.ل تمتلك رصيداً عميقًا وروحيًا ولنها ليست صادقاة ولنها تتوسل الشكليات وتحاول اللعب بها فقط
16
فعل ما فإنه يختلف عن الشعر الّي يشتغل في القول واللغة
ولنأ السحر يشتغل في منطقة تحقيق ٍ
ً
السحر سحرا عندما يعمل فقط ول يكونأ عندما
ُ والكتابة ،السحر يعمل بينما الشعر يقول ..ولهّا يكونأ
يفشل في العمل وهو ما جعل السحر الخارقاي هو السحر الحقيقي أما السحر التعاطفي فنجاحه جزئي في
.تحقيق الفعل والساحر الكاذب كّلك
ً
موهبة أصيلة ) الخارقاي ( وثانيًا لكن الشعر يكونأ في منطقة الكلم واللغة ولّلك فهو يتطلب أو ً
ل
وخيال شكلي ) كاذب ( .إنه ٌ ً
صنعة وتقنيات لغوية صدقاًا في التجربة ومرانا أدبيًا ) التعاطفي ( وثالثًا
يجمع هّه النواع الثلثة بنسب متدرجة لنها ،كلها ُ ،
تعمل في منطقة القول والكلم واللغة ،ويقينًا أنأ
سيحد من أمراض التقنيات ويخفف ّ وجود الموهبة سيهّب الصدق والتجربة والسلوبية الدبية وكّلك
.من عبئها وضغطها على براءة الشعر وفطريته
الساحر في أمور كثيرة مع ملحظة أنأ الساحر يعمل والشاعر يقول ) أو يكتب ( ،
َ الشاعر
ُ ُ
يشبه
ويتظافر الفعل والقول عند الشاعر الحقيقي الّي يصبح رمزاً مشرقاًا للصورة اّنسانية في تفوقاها
.الروحي والعملي
الساحر يحاول تحدي واختراق الفيزياء الطبيعية للوجود والشاعر كّلك وينتج عن ذلك رقاّّيا
ُ
.وتصاعداً في المستوى النطولوجي والمعرفي لحياة البشر
حرّ في الوجود والثانية ٌ
حرّ في ٌ الخارقاية السحرية تشبه الخارقاية الشعرية رغم أنأ الولى
.اللوغوس
ً
استثنائية في الحياة الجتماعية والسياسية وكانأ ً
أهمية الساحر ،في العصور القديمة ،يشغل
ُ كانأ
يشغل ّعيم القبيلة وطبيبها وشاعرها وفيلسوفها حيث تجعل قادرته الفائقة على هّا القدر من الهمية .
الساحر .ورغم
ِ َ
مرتبة الشاعر يحتل مرتبة نوعية في الحياة السياسية والجتماعية لكنها ل تضاهي
ُ وكانأ
أنأ المجتمعات البشرية أظهرت تخصصات معقدة في طريق تطورها السياسي والجتماعي إل أنأ مكانة
.الساحر تدهورت مع الزمن بينما تصاعدت مكانة الشاعر
والحقيقة أنأ الساحر والشاعر يحملنأ القدرة ذاتها ويحققانأ الثر النوعي ذاته في التطور النوعي
للمم ,لكن الساحر ارتبط بالدجل والشعوذة وخصوصا بعد عصر التوحيد حيث بدا وكأنه يمثل القوة
.الوثنية في مقابل قاوة اّيمانأ اّلهي
أما الشاعر فقد تشوهت صورته هو الخر عندما ارتبط بالبلط وأكثر من ظهوره الماجن
التكسب والمديح والهجاء واللهو
.والمغوي وتهاوت صورة الشاعر بقسو ٍة إبانأ ظهور شعر ّ
لكن نصاعة صورة الساحر ) الشخص الفائق المعرفة ( والشاعر ) الشخص الّي يمثل الحرية (
.بدأت بالعودة مرة أخرى كصورة نوعية للنسانأ في أقاصى تجلّياته المشرقاة
17
ثالثًا :الشعـر والجسـد
طاقة اليروس1.
إنأ قاوة الجسد الداخلية التي احالتنا إلى نشاط مراكز السحر فيه تحيلنا أيضًًا وبصورة مباشرة إلى
تنتعش بانتعاش الجسد وُت ُ
همل بإهماله وهكّا يكونأ الجسد مركزاً للماجي ) السحري ُ القوة اّيروسية التي
( .و اّيروسي ) الحسي(
إنأ اّيروس هو نشاط الجسد الجنسي والعاطفي ويسميه فرويد ) غريزة الحياة ( وتقع في نطاقاها
غريزة حفظ الّات وغريزة حفظ النوع رغم اختلفهما ,وهدّ اّيروس إنشاء وحدات جديدة تزداد
حجمًا ,فهو غريزة رابطة ,أما الطاقاة التي تعمل وفقها فاسمها ) اللبيدو ( .ويتصارع )اّيروس ( مع
الّ
.الّي هو غريزة الموت الكامنة في الجسد البشري والتي تحاول تعطيل كيانه وحركته ) تانتوس (
إنأ هّا اّيروس هو الّي يمّدنا بحب الحياة وعشقها وهو الّي يزّين لنا جاذبية الجسد الخر وهو
.الّي ُيشعل ّ
اللّة فينا فهو نار الجسد وشعلته العظيمة
يفقد الجسد الكثير من فاعليته عندما يكونأ هّا اّيروس محجوبًا ) في حالت التقشف ( أو غف ً
ل
معطل ) في حالت الشيخوخة ( ,ويعمل اّيروس على تماسك ) في حالت الخمول الجنسي ( أو ّ
الجسد وإذكاء فاعليته وإدراكه لفحواه وجوهره .وتتجسد طاقاة اّيروس بشكل مباشر في ممارسة الحب
والجنس والنشاطات
الحسي
ّ
ة النوعية مثل التّوق المرهف والسماع المهّب للموسيقى والتلّذ بالعطور حيث تتنشط الحواس الخمس
.وتمارس فاعليتها وامتل َءها
لكن طاقاة اّيروس قاد تتجسد بشكل غير مباشر عندما تتسامى الحواس وتتحول طاقاتها ّنتاج
فكري أو فني أو شعري متميز .إنأ التسامي هو فعل إيروسي غير مباشر تقفز فيه الطاقاة الحسية
وتتحول من طاقاة مادية إلى طاقاة مثالية يجسدها العمل اّبداعي ,وهّا ما يدعونا للتأكيد بأنأ اّيروس
الحسي للبداع ومنه تنطلق أمواج الشعر والدب والفن ولكن عبر عمليات داخلية في غاية ّ هو المخزنأ
.التعقيد
إنأ طاقاة اّيروس طاقاة نفسية ) سايكولوجية ( وطاقاة الماجوس ) السحر( طاقاة فوق نفسية
) باراسايكولوجية ( وطاقاة اللوغوس طاقاة روحية كونية وبّلك تتظافر هّه الطاقاات مع بعضها في
.عمليات اّبداع
18
ل متساميًا لها بل باعتباره ينبوعًا فطريا إيروسيًا .
يتلّم الشعر مع طاقاة اّيروس ل باعتباره شك ً
وهّا ما يختلف به الفكر عن الشعر فلو أننا توهمنا واعتبرنا الشعر متعاليًا إيروسيًا لنتج عن ذلك شعر
ذهني أقارب إلى الفكر ،لكننا سنقترب من حقيقة الشعر إذا نحن وضعناه في الجّور اّيروسية لنه
.اقارب إلى ينابيع الحواس وعيونها الخصبة منه إلى مجرداتها وسمائها العالية
إنأ التأكيد على إيروسية الشعر يشبه التأكيد على فطريته ،فالجسد يجب أنأ يكونأ حاضراً بطرواته
النص الشعري جسدا لدنًا متورداً بحواس نشطة ومن هنا تأتي
وحواسه المشتعلة ،بل يجب أنأ يكونأ ّ
مقولة أنأ الشعر يؤّنث العالم لنأ الجسد الحقيقي الّي يسعى الشعر لتجسيده هو جسد النثى حيث تسعى
.النوثة لصبغ العالم بجمالها ونورها
عندما يحكم الشعر مجالي السحر والجسد فلن يكونأ هناّ نكوص نحو الهاوية والبتّال ,لن
يتحول السحر إلى شعوذة بل سيكونأ جزءاً من التركيب الشديد العالي للحواس ,ولن تتحول اّيروسية
الجسدية إلى غرائز حيوانية بل سيقودها الشعر إلى الرفعة وسينفتح الجسد
المخصب على حقول الروح والنفس ويغنيها
ّ .
العمال الشعرية هنا ل تّدعي أنها تطابق التنظيرات التي تحدثنا بها ,إذ ما من شاعر يستطيع
.التوفيق بين رؤيته ونتاجه فالمسافة بينهما قاائمة مهما كانأ صدق الشاعر ونواياه
لكننا نود التأكيد على أنأ الشعر ل يأخّ مادته من نظريات الشاعر بل من مادة حياته وتجربته ,
وربما جاءت هّه النظريات بعد التجربة وبعد الشعر نفسه ,وربما لعبت دور اّطار العام والبوصلة
.الموجهة فقط ..وهّا ما نراه من دور مناسب لها
ربما كانأ توجهنا في جمع قاصائد هّه المجموعات الشعرية السبع في مجلد منطلقًا من عاملين
أولهما شكلي يتمثل في سيادة اّيقاع الموسيقي الشعري المتمثل بالتفعيلة العروضية في اغلب هّه
المجاميع وثانيهما مضموني يتمثل في طغيانأ موضوعات السحر والجسد في هّه المجاميع ،وربما
سيكونأ العرض التي الّي سنقدمه لهّه المجاميع مفاتيح هامة في فهم وتحليل وكشف هّه المضامين , ّ
رغم أننا اخترنا لغة ذوقاية اكثر منها نقدية لبسط هّه المادة ّيماننا الكامل بأنأ مثل هّه اللغة هي الفضل
.في الحديث عن الشعر وأغواره خصوصًا عندما يتعلق المر بالشاعر نفسه وبأعماله
19
كانت يقظة دلمونأ باكورة أعمالي الشعرية كلّها فقد صدرت عام 1980حاوية على قاصائد كتبتها
ُ
وكنت في السبعينات وهو العقد الّي ظهرت فيه تجربة جيل شعري جديد في العراق ) جيل السبعينات (
.أحد شعرائه
قاصائد هّه المجموعة أقارب إلى الرومانسية فهي مشحونة بالعاطفة وبالسعي نحو المثل العليا
وتلمس عتبات الرمزية في إطارها العام لكن الثمار الخاصة فيها كانت متمثلة في غصنين أساسين هما
غصني السحر والسطورة .فقد حاولت أغلب قاصائد المجموعة وخصوصًا في كتاب السيمياء الستفادة
.من السحر والدعية والتعاويّ والطلسم وغيرها
كانت محاولتي المبكرة هنا للستفادة من هّا الحقل المهمل في تراثنا الشعري الحديث استجابة
لوعي معرفي خاص بهّا المر ولدوافع داخلية ،ل أعرّ حتى هّا اليوم أسبابها ،وقاد أستطيع العودة
بالوعي المعرفي الخاص إلى ميولي الّوقاية الشخصية للشرق وللغنوصية والهرمسية واعتبارها منطلقات
وفن ً
معا .لقد حاولت استبطانأ السحر العربي ومدوناته الشعبية وجاء ذلك على مستوى العبارة وعي ٍ
الدهر
ِ تعب
إلي وتّهب عني َ
والسياق والمخاطبة :ل أصحو ..حتى تأتي ّ
وصبي شبابي وتصالحني
ّ يا مؤنس قالبي
ُ
أقاسمت عليك بروح ساكن ٍة في الما ِء
ً
مفتونا بي .بأنأ تخرج من أرضك
ً
تقريبا ما تحمله ينهمر من تداعيات مباشرة ،وربما كانأ ً
نيئا إلى الحد الّي يشبه ُ السحر
ُ كانأ
:تعاويّ السحر الشعبي
سرها
الروح في ّ
ُ ماذا تقول
والقلق الفاتن فوق الجسد ّ
الوثاب ...الّ ُ
ً
مكانا في النسيج الشعري للقصيدة الحديثة فتخصبه ولنقل هنا أنأ جمل السحر تحاول أنأ تفسّ لها
ً
مشحونا مرة أخرى وهكّا ،لقد كانأ السحر ُ
وتجعله مر ًة
ً
مناسبا له في أدعية وتعاويّ أقارب إلى يمر عبر اللغة اكثر من مروره عبر الفعل وكانأ ذلك يجد مكاناّ
.العشق والعاطفة منها إلى شيء آخر
20
الّهب على الشفتين ليصير الشعر كلمًا عجبًا ويوقاظ نفسه
ِ يسأل الشاعر هل ّ
رش الهده ُد ما َء
ويرقاي بدمه الخلق المدهشة ،ويصرخ :ها أنت جميل في كلماتي وجميل بين
.يد ّيّ ،ويرينا طواويس مسخرة لجنونه وجبال طائعة لخطاه ومنارات المرو في مملكته ترحل في الليل
قارب نفسك مني واطرد ما يشغل بالك عني واسع وبقوة السحر وبقوة اّيروس يسأل الشاعر ّ :
السحر من
ُ إلي ،فلقد ذهب العقل وماتت أنوار السبحانأ ويبس الورد على شفتي وفوق خدودي.يّتخّ ّ
مادية أقارب ما تكونأ إلى
ٍ شبكة
ٍ اّيروس الحسي وسيلة وغاية في الوقات نفسه ..ويتحدانأ معًا في
الحس ،
الكيمياء ،كأنأ السحر يلعب دور الطاقاة والحس يلعب دور المادة وهكّا يحاول السحر أنأ يحرّ ّ
الطاقاة تحرّ المادة ،وهّا يحيلنا إلى مواضبة مبكرة لنأ يكونأ السحر قارين الجنس والجسد ،ول فرق
هنا أنأ يكونأ السحر تشبيهيًا أو اتصاليًا أو أسود أو أبيض طالما أنأ طاقاة اللغة عبر إثارة الحواس تشتغل
.بقوة
وتتجّر دلمونأ في نفس الشاعر فيعبر عن مثاليته فيها ويعتبرها المل القادم ولكننا نلمح انكسار
.هّا الحلم معّبرا عنه بنوع من اليأس وضيق المدى والفضاء والزمانأ العنيد
ويحاول الشاعر استنطاق رموّ مثولوجية عربية قاديمة مثل إيل وعثتر ولهة وهي تنبعث من
ماض ماّال التراب ينهال عليه .ويجد في طسم القبيلة العربية البائدة ً
هديا لخطاه التائهة الصحراء ومن ٍ
مظلم فيبحث عنها وعن أهلها ويعيش معهم وينغمر في حياتهم هاربًا منعربي ٍّ حاضر
ٍ الباحثة في
.حاضره العربي المجدب
وتقوم طسٌم من مراقادها وطس ُم وحيدة في الرمل متعبة العيونأ ،يا ذا الشرى أغفت على روحي
نار ،فهب لي من قاطيعك ناقاة في هّه
خمر ول ٍ
السحابة ومضى على أهلي الزمانأ وتركتني وحدي بل ٍ
.الصحراء تحملني لهلي وتقود لي خطوي وتمنحني المانأ
السحر إلى طاقا ٍة لتحريك الحياة اّيروسية تحولت السطورة إلى طاقاة لتحريك
ُ ومثلما تحول
الحياة الروحية .واتخّت لغة السحر من ناحية ولغة السطورة من ناحية أخرى دوافع شحن للغة الشعر
.بل اندست في نسيجه وحاولت تبديل موجهاته المعاصرة
ليس هناّ من تقنيات كولجية للسحر والسطورة بل هناّ ّ
بث لشحنتهما داخل لغة الشعر
.وصوره واستعاراته ..ولم يتعلق المر بمفرداتهما بل بقواهما وهي تتوقاد في النصوص
21
لكنه بمقابل ذلك ،يجب العتراّ أنأ النبرة الرومانسية والعاطفية التي اتسمت بها القصائد
أضاعت الكثير من إمكانيات هّه الحقول في إحداّ تأثيرات أقاوى وأكثر جدية وستحاول المجاميع
.القادمة إكمالها
وتنضج القصائد السحرية واّيروسية حتى أنها تصهر في داخلها كل ُ تترسّ
في أناشيد إسرافيل ّ
تجربة الشاعر ورؤاه ومشاعره وعواطفه
ويسّلّم الشاعر عقله للفنونأ المغمورة ..فنونأ السحر والتعاويّ والرقاى والدعية والنيرنجات والزايرجة
والطلسمات والميامر واّيقونات ..هّه الفنونأ التي انطوت في هامش أو قااع المتن الروحي والفكري
العربي ورسّبت معها واحدة من أكثر التجارب غنى وخصبًا ،فقد حاول الشاعر استعادة هّه الفنونأ
ل لتجربته الجديدة ،لقد حاول أنأ يفتتح بها طرقاًا هاربة أو
ل وشك ً المغمورة وأعاد تشكيلها وجعلها هيك ً
) الباراسايكولوجية ( التي نمت فيه .لقد كانأ قاصية .ونبش بها القوى الحسية والنفسية الفائقة
ّ
.استنطاق هّه الحواس عن طريق آليات السحر القديم أمراً ينطوي على الكثير من النتائج الغريبة
كما حاول الشاعر في هّه المجموعة أنأ يفتح تجربته على مصراعيها فهناّ تمجيد الحسية
والشهوية والخمرية ّ
واللّة والجسد ،وقاد حاول الشاعر أنأ يجعل هّه المضامين اّيروسية الموضوع
الرئيسي في هّه المجموعة .وهنا لبد من استحضار تجربته البكر في كتاب السيمياء ) في يقظة
دلمونأ ( وكيف أنها طغت على هّه المجموعة بأكملها وكيف استخدمت طاقاة السحر بأقاصاها لتهييج
.وتنشيط مادة الجسد والجنس
تتردد في إغواءات شمس اللّّة صورة الفتى الراهب السكرانأ المض ّمّ بالندى وسيل النوثة وهو
يرحل تحت إيوانات الجسد وتجّبه شمس ّ
اللّة إلى القااصي وترتخي أعّنة خيوله لتسحبه إلى أرض
بعيد ٍة يفرد فيه صولته لمحاسن ذبلت ويشعل ميسمه فيغطيه بخار الخمر ويغطي نار ريحانه ويبل نحره
الخلق والتكفير عن ذنب
ِ سافر في
انشقاق ٍ
ٍ لردم
منتدب ِ
ٍ كشاعر
ٍ وأطرافه ..ولكنه يصحو ول ينسى مهمته
آدمي هو فرقاة الفردوس ..وهكّا تؤدي الرحلة التي
ّ ّفّتها أجراس السحر نحو الفردوس الجسدي إلى جحيم روحي أيضا وهو ما يختلط على الشاعر ويكونأ
.بمثابة شواش وهيولى
النجم
ِ الجرة الفخار وا ّسّاقاط حولي ورق ُ
واستعدت ّ خاتٌم ّلوحت الشمس به نحوي فيممت عيوني ،
الفضاء ،
ْ ُ
وطاردت شموس في صحوني وارتوى نسغي ٌ فهيأت غصوني أفتح الجّنة تلو الجّنة ،انهالت
الرض وأمضي فوق َ هيجت نسا ًء بنساء ،وسقاني الغيم خمراً بعد ماء .حلمي أنأ أحمل ُ ً
محكما بالحلم
سطور خفقت فوق محياي وغّنتها الظباء ٌ أفلق هامات الهواء ،حلمي التي وقارآني طبع لّين ُ
ٍ .
لكن
ّ
الشاعر يخلط كل هّه الفتوحات السحرية واّيروسية والروحية في مجال واحد هو الشعر ل لكي يصل
هدّ معين ..بل لكي يبقى في مجال الشعر متوتراً مخضبًا فاتحًا عينيه على أقاصى انفتاحات الجمال
إلى ٍ
.
أرصف أحلمًا وأشعاراً
ُ ْ
مملكه ،إنني أمس وأبني
لغد أجمل من ٍ ْ
الديكه ٍ ، أفلق صبحًا وأنادي إنني ُ
ْ
المعركه وغّّ
ياوقات وأسمعني وّد نبعي ُ
ُ ْ
منهكه ،فأستدر وأجتاح سما ًء
ُ .
22
وهكّا يظل الشاعر يتقلب بين رائحة النثى ومخمل الورد وبخار الخمر ولسع الجسد وريحانه
الحسي ..وعادة ما يختار ساعة الفجر امتدادا
ّ وخاتم النار والياقاوت والجمر ودموعه الفرحة بهّا البّخ
مع ليل يمطر باللّة ويوم يتقدم فيها وليس هناّ سوى حلم واحد يؤرقاه هو أنأ يمضي إلى أعالي بركة
الشمس ليحني مع الشعراء والعشاق بدم الشمس اليادي ويبنونأ معًا قالعة العشاق في الضو ِء ويصبغوها
ببحات الدموع وبقول ساحر وآفاق تصلي للشموع ّ .
برقاى السحر لصيانة جسده وروحه أما في ُرقاى المحبة والتهييج فيواصل الشاعر ترقاية عشقه ُ
وحق ما خلّفه
وحق آية النسا ّنجمة المسا ّ
ِ وبث اّيروسية في نفسهما الصاعد والناّل فهو يتوسل ّ
بحق ّ
ُ
فيهتز ويصبانأ عشب
ٍ وحق ثديين يحطانأ على الورد على الشفاه والنور على العيونأ والحنين والسى ّ
فيرتج به الما ُء أنأ تأتي امرأته لتقيم في شبابه قامراً ّ
وتفك في يبابه نهراً هادراً وتستلقي على نبع
ّ إلى ٍ
.غصن سحابه وتملك الشياء
الرقاى السحرية تتوسل الجسد وتتوسل الروح وتس ّوّرهما بالحب حتى يبدو لنا المشهد طقسيا هّه ُ
وتتصاعد معه أشجار ٌ ل يمكن فصل جّورها السحرية عن ساقاها اّيروسي وعن ثمارها الشعرية
ويعمد الشاعر لتزيين هّه الغابة بإيقاعات جديدة وتفعيلت غريبة مثل تفعيلت البند والدوبيت وتنويعات
خدّ واستلقى حسي ،سبحانأ من هّيج نار الورد في ّ ّ وقارع
ٍ جو لّائّي
البحر السريع ليمعن في إضفاء ّ
شمس تناديك
عّبا ُ ,وسواّ رقايقا ً
الشهد ّ
ِ على
التماعا .هوى ُ
الليل على ً وخّدّام يشيلونأ لك ،الدنيا وترشق ايقاعات البند هّا الجو الباذخ لتزيده
الليل ترمينا فهّيجنا أغانينا ّ ,
نشد الليل القاداح فاجتحنا نجوم الليل والنثى بماء ُِ الغصانأ وانشقت لنا
لهيّبّي إذا ما دار أو
ّ حرى ,على ّ
قاد شهقة ّ
ٍ ُنّكي نارنا نطعمها خمراً وط ّينا أيادينا على صدر ذوى من
سيهتز بساقاين على تلّين عفيفين
ّ .....غّنى
ويستدعي الشاعر ملكه إسرافيل ليساعده في إيقاظ النفوس الميتة بل وليزيد من قاوة الشاعر
والروحي .ويستخدم الشاعر لغة
ّ الحسي
ّ المضي إلى أهدافه المعنية بالجمال والزهو والنشاط
ّ وبسالته في
.السحر والرقاى في مناداته ّسرافيل
قالع
يبل َ وسخر قادمي ,الماء ّ عجل يا ملك النور وهّيج نفسي ودمي ,وتلّقف بعصاّ الديجور ّ ّ
عليك تو ّكل باسم ّ
نبي ً ً
ويضرب ُفلكا ساكنة ف ّيّ ويغمرها بالزنبق والصداّ وآس الماء ..أقاسمت َ ُ الروح
ِ
ّ
وصوت يسحرني منّ أفقت ونور يغمرني منّ رأيت ..توكل وانفّ بعصاّ ّ
وغن ٍ ولدت ُ
يأسرني منّ ُ
ومر بها في ي ّم الظلمات وذ ّكرها بالماضين وباليام
وحرّ في أعلها النار وفي أسفلها الجمر ّ الروح ّ
َ
مارد ُ
ينفّ ملّ ٍ وغن لنا .وهكّا يتحول إسرافيل من ٍ َ
الروح ,انفّ بعصاّ ّ ألق
نبي ِ كف ّ مج ّمعة في ّ
ِ
ل لممارسة حيا ٍة أشد رقايًا ورفعة
ينفّ بالناي ويقرأ الشعر سبي ً
رقايق ُ
شاعر ٍٍ بالصور إلى
ِ ...
يشق الشاعر وسط ّحام التاريّ والحاضر حشود الناس ليقف مزّنراً بالجمال وملمسًاوهكّا ّ
الرقاى والتعاويّ والحروّ قاوة السحر إليه فيقرأ ّ
ويلف البرد بالجسد الهياكل العليا صافي العيونأ وتعيد ُ
23
النحيل ويقرأ ويغطي الروح بالوراق ويكتب أسطراً سوراً ويقرأ ويعلّم كلم الزمرة العليا ويقرأ ويقرأ
ويشق الثوب نصفين ويرقاى وردة فوقّ ّ
ويلتف بالقاداح حتى تنكشف له الحقائق الخفية فيسكر نشوانًا بها
للمس ويلتاع ويشق الحرّ والماء بأنفاق صحاريه ِ .كؤوس لعبت فيه ويحني رأسه
ً
وراية الرقاى هاجس القوة الداخلية فيه فتنعقد الغيو ُم في بنانه ويلكز النجو َم ظبيًا نافراً
وتحفز ُ
جرح قاديم عميق لكنه يتوعد ثبات الشياء وفيزيائها الراكدة ّ
ويطل على فمه فيجده غائرا في ً
محاربة ،
ٍ
:بالسحر
بالنجم
ِ وشدّوا قاصبا
الخراب
ِ رّتل يا مغني في
ومثلما يتبتل الشاعر مر ًة ويتهتك مرة أخرى يعود في الطراّات الماجدية إلى إيروس الخمر
والجسد مانحًا إياه السطوة بعد أنأ ذبلت عيونه من التأمل ..وليكن نبضك شمسًا في العالي وامنح العمر
النبال
ِ فتيانأ وخ ّمّارين منسيين في بغداد واستلق ً
شهيا في .إلى ّمر ِة ٍ
ويهيّ الورد لسليل الورد والكأس العّب ويغني ويبكي على صوت الرحى ويتبع الكأس التي
ُ
ويطلق طيوره من أسر ليالي النار والوجد ومن ليل جّوره ويستجيب لنداء صياح الديك ُتشرق في الليل
.في الفجر ل لكي ينام أو يصحو بل لكي يسكر ويحضن الرواح الكبرى
أما إيروس الجسد فيشبعه مع إلهة الفجر السمراء التي تجعله يخلع خاتمه ويرمي به في النار
ويترّ وراءه أوراق الشاعر الصفراء ولياليه الشاحبة فيغوص في جسدها المبتل بالعتمات والعرق
24
الشهي وعنفوانأ السيل والتيجانأ والزهر الّي يحّني الس ّرّة ..وينتشي وهو يكسر جراره فجرا ويغاّل
ّ
.القدمين ويهبط في براري الجّوة السكرى ويصيح من بلوى :حنانك يا حمام
وتمضي اّيروسية متصاعدة مع الخلسية بمخملها السود وأكتافها العارية فيلمحها مبلولة بالماء
تلمل ُم ّنبقها وتدير بطاس ّمردها الخمر وتركض نحوه فيصيح على مخملها وقالئدها ومعاولها ويصيح
عنوانأ صارخ في هّهٍ ترفل بالرايات ،وتتحول الشهوة إلىوثغر كالتين ِة ومنارات ُعلى ثديين رخاميين ٍ
وتورد أخدوٌد
وخدود ّ
ٍ أطراّ
ٍ جنونأ في الشهو ِة ،والشهو ُة كرٌم في القاداح وحمر ُة
ٍ القصيدة حيث أبواق
وأواني وتحت قاميصي وعلى علمي ّ فوق القمم والشهوة فوق خواني وشموس تنضح طلعًا َ
ٌ .
الشاعر إلى فتح القصيدة أمام أسلوبية الكتب المقدسة فيبدأُ بمحاولة الستفادة من القرآنأ الكريم
ُ يلجأ
الرض ويمسك ِ تخوم فيدق على باب السنوات ويهبط عند في ذكر الجداد وكيف أنهم احتفلوا بقدومه ّ
ِ
الغسق ويحيي أجداداً نادوا ال وغنوا لليام وغابوا ..
ِ بلونأ
وّينها الزهر ِ أحجاراً نقشت بالسما ِء ّ
غزال أبيضٍ ويخط على ّ
رق ّ يترقاب وقات ظهور الهلل
ُ الشاعر طقوس وأقاوال السحر حينُ ُ
ويستعمل
كلمات خضراء ويمحوها بالماء ويغسل وج َهه فيه ويوشم من ترغبه النفس ويحضنه بفراشه وينام
ُ
أقاسمت بأنأ يحضر في رمش ِة ولبانأ ثم يتلو تعزيمته السحرية )
ٍ وحصى
ً نار لّينة
ليصحو تحت مباخر ٍ
وخدام السماء ،أقاسمت بحق الكلمات المكتوبة أقاسمت عليكم يا أرواح ويا سكانأ الوديانأ ُّ عين ويحييني ،
فوق سرادق عرش ال ....الّ (
وتستمر النيرنجات وأعمال الساحر العجائبية من غناء الترتيل الحسن إلى دعوة الفلّ تركض
ُ
توسل أدوناي واقاتفاء مسرى الشمس واستنطاق الوفاق السحرية ومحاولة صيد الّل بالشعر
صوبه إلى ّ
.حتى الموت وبكاء العصافير وغناء الوعول الشاردة عليه
والنيرنجات والزايرجة فنونأ سحرية عربية قاديمة تستعمل الولى لربط أهداّ الساحر أما الثانية
.فتستعمل لكشف طالع وأحوال الناس والشعوب والملوّ عن طريق معادلت رياضية وحروفية معقدة
ويحاول الشاعر الستفادة من هّه العلوم السحرية القديمة لتحريك نصوصه وشحنها وإخصابها
بمادة فائقة تحقق طراّاً جديداً من الشعر ،وتختلط أسلوبية البيانأ القرآني مع بلغة السحر ويتهدج
صوت مجلجل يشتبك سراً مع اللغ ِة العصية ليفتتح أرضًا محا ً
ل باللفظ وبالزبر القديمة وَتضرب الفاق
حقب
الفك واشتعلت لها ٌ بالكلمات لينبثق الهلل وتكونأ مجاميع العشاق قاد خرجت وعبرت ظلم ِ
ُ
تهدهد أو ماحية تكونأ لي ً
ل ٍ ورجت كوكبا تمراً وصاحت خوّ ومشتبك أتونأ ،وتمرغت في طينها شوقاًا ّ ٌ
.دمًا نسراً وتطلق ُه انفلقاًا مخصبًا يعلو العيونأ
السري
ّ ويعود الشاعر إلى كنّزه المفضل إلى هرمس وطلسّمه ) وسيكونأ هّا الكنّز هو النبع
وتر ُّ طيور الغنوصية والهرمسية عليه فيكتشف أوجارها لعمله القادم في المجلد الرابع _ خزائيل _ ( ّ
فيمجد الشرق
خفيفا في طلسم اّدريس ) الّي هو هرمس ( ّ ً مسا وأعشاشها الخّفية لكه ّ
يمسها هنا ّ
السريات قارب ينابيع اللّّّة أو المعرفّة ) ل فرق ( فيجد مصرعه هناّ ليقوم بعدهاوالباطن والحوريات ّ
ً
غنوصية يشير فيها من قاريب أو بعيد إلى ً
ترتيلة ويش ّم رائحة اللهة ويكتشف النار من جديد ويرّتل
البر وإلى الصحف نقوش العماء والجوهر الغامض واللواح وإلى النبي يحيى الّي له مائدة من عسل ّ
الشاعر هنا وهناّ فيجد نفسه مر ًة ً
رقاما بين قالع الزمن الغابر ُ ويضرب
ُ الولى وإيوانأ السماء .
25
ل يكتب على باب الخشب طالعه المستمد من حلم رائق يفتك به صغيراً ) حلم الشعر
والعصور أو طف ً
.والنساء ( أو يكتشف الّهب الّي يسري في دمه ....الّ
ليمجد الشهداء
لكن الشاعر وهو يواجه الحروب والموت أمام دفقه المليء بالحب والحياة يقف ملّيا ّّ
المحاربين المنحدرين صوب الفردوس ) الجّنة ( بلغة ل تختلف عن اللغة السابقة فهي تحمل السلوب
القرآني وكأنها عزا ٌء للمحارب وأناشيده التي ل تمجد الحرب بل تمجد الشهادة وتدين الموغلين في
الحروب وخرابها فتحكي عن العراق وعن العائدين إلى الجنة والشهداء وّهرة الجنة وبيروت التي
.كانت تتمرغ بدمها آنّاّ بسبب الحرب أيضًا
ومن ينابيع العشق ذاتها يصعد الشاعر باتجاه القدّيسة رّيا بعيدا عن الشهوات والجسد ليجرب ً
نمطا
َ
الصبية المتطيبين بناره ،وال الحسي فال يرعى
ّ الحب الصوفي في وهل ٍة هي أشبه باستراحة العاشق
من ّ
وير ُّ فوق عيوننا ويحيطنا بالسعد والسلوى ويدخلنا جنانَه ،وال يمنحنا حنان ُه من ِ
طاق يمنحنا الجرار ّ
وسّن ٍة تعلو بنان َْه .. عزته ومن ُنعماه ،من ِ
فيض الفضا في راحتيه ُ ّ
لك ّنّ الشاعر سرعانأ ما يعود إلى النثى التي تشهر رياحينها وجسدها ومعاولَها
وتج ّرّ نبالها وقاتلها وتصيح لتشعل من جديد إيروسية الجسد فيرتوي من نبعها الفائر محموما ويكسو
الناضح وينحني للثدي ويتضرع لفراشاته ويشعر بسياط حوذّيه يجلده ِ جسده بالعسل الناضح من ميسمها
َ
.وتتحول يده صخراً بينما هو يصحو كالجدي المستنفر
ً
غريبة الرقاى لتجعل الشاعر يهيم في حقوله ورموّه اّيروسية والسحرية ويختار بحوراً وتعود ُ
يفيق الشاعر وسط عالمه على الّائقة العربية مثل الدوبيت والبند الفارسية البيئة لينعش بها نصوصه .ثم ُ
الحقيقي بعد أنأ حلّق طويل في سماه وغاص في طبقاته الباطنية الرمزية ليجد جسده منهوشًا من قابل
الخرين وأنأ الحيا َة ل تمنحه ما يشاء من الحرية التي مارسها فيتعجب كيف أنه حارس أبواب الجمال
يصر على أنأ هّا هو قادره ّ
وتنهد على بيته الطلول ويعرى ويجوع ..لكنه ّ من جه ٍة لكنه يزداد فقراً
وعليه أنأ يواصل رغم أنأ هّه العتبة ستشكل مادة الجدل الشعري في مجاميعه القادمة وذلك الحتدام
ليمجد في آخر هّه
الصارخ بين ما يريد كشاعر وما هو فيه كإنسانأ .وهكّا يقترب من النهاية ّ
بالحب والحرية والمجونأ ول يخفي عّابه الداخلي وافتتانه بما هو أبعد من
ّ المجموعة الشباب المشتعل
السحر والجسد ولّلك فانه يطرح نموذجين للشاعر الّي لم يعرّ رغم أنه خاض في هّه الحقول
سر مغلق يحاول اختراقاه لكنه ُيّهلالشديدة اّغواء ،والشاعر الّي عرّ الحقيقة التي تكشف له عن ّ
كل شيء ..النار ليحترق ّ
عندما يلمحه ويك ّفّ عن النطق ويمزق بشعره الّي كتبه ويسد باب بيته ويشعل َ
.وربما الشاعر نفسه
ً
ممزقاا ً
يائسا شبيهة
ٍ وهكّا ينتهي الشاعر مع إسرافيل إلى هّه النهاية مثلما انتهى مع دلمونأ إلى نهاية
محترقاًا ..هكّا إذنأ تقودنا الّ ُمثل إلى حتفنا أما الحياة فتمنحنا ّ
كل شيء عبر حواسنا وعبر كشفنا
26
في المجموعة الشعرية الثالثة الياقاوتات نكونأ أمام تجربة شعرية ،ل تتكرر أبداً عند الشاعر أو
عند غيره ،وتكمن فرادة هّه التجربة في شكلها اّيقاعي بالدرجة الساس والّي يستدعي نمطًا أسلوبيًا
وبلغيا يتناسب مع ذلك الشكل اّيقاعي الخاص ً .
لم يكن أختياري للبند عرضيًا بل كانأ مقصوداً لسباب كثيرة لعل أهمها هو جرسه الموسيقي
ّ
الخاذ ،ثّم لنه نمط من الفنونأ الشعرية التي
خ ّمّّرته العصور العربية الوسطى تحت ظروّ خاصة وغامضة وقاد كنت وماّلت مسحوراً بهّه الفترة
التي
أظن
ّ أنأ كنوّها الروحية والدبية لم تستخرج بعد ،فهي مرحلة ظلم سياسي ولكنها تحمل في داخلها أنواعا
وأجناسًا أدبية وفنية وفكرية نادرة ل تظهر في عصور أخرى ،ولّلك كانأ تصّيدي للبند ) وقابله الدوبيت
( .من هّا المنطلق أو ً
ل
حسية باذخة حيث تهرق جرار الخمر من حيض دم في الياقاوتة الولى يصادفنا أو ً
ل مشهد ليل ٍة ّ
الظلمة في ساقاية الفجر ،وُيسقى الساهرونأ وّحل الّي يدمع من كيد ،ثم يظهر خطاب الشاعر
أصما ً
جلفا وينهره :فما ً اّيروسي حيث يلوم صاحبه الّي غادر بحور الجسد المهتاج وأبدله صخراً
الغدي
ّ الثدي اللطيف الناتّ
ّ ُ
الفاتن ّ
الضد ول مبسم جرح الما ِء وهو َ
يخطفك الفص أو
فيك ّيرمز َ
ُ َ
خطبك ل
الناري في الثغر .ثم يدعوه للعيش
ّ رهط المخمل
الخلسي
ّ
وللغزو وللرحلة صوب الغامض المجهول ،وكأنه يخاطب نفسه من خلله وهكّا يختلط الشاعر مع
يحرض على العيش في موجها لشخص واحد وكأنه ًّ صاحبه ويبدو الكلم
ّلّّات الحياة وجنونها الفاتن من جهة وعلى العيش الروحي الّي يحمل الشاعر إلى الجمال البدي ،للماء
الّل الول ..للغيم الّي
ِ الحرى له للرجفة الولى التي تزحف منّ ..لهّا الموج أحني جبهتي المؤمنة ّ
تنطق ذات الجملة السرّية الغامضة الولى ويظهر خلق ال ،تلك الموجة الولى التي ُ أول ِ
حا َم على ِ
.ضوء اليواقايت إذا ما شققت كالبرعم الصاحي حيث يباهل الشاعر صباه الواثب
27
والروحي للشاعر يتنقل بينهما دونأ عناء وكأنه ل
ّ الحسي
ّ وتمثل الياقاوتة الولى خليطًا من العالمين
يبالي بتناقاضهما الظاهري أو أنه وصل إلى المستوى الضمني الّي تتحد النقائض فيه .إنأ الشاعر يناور
في اتجاهات إيروسية وسحرية ولوغوسية وظاهرية وباطنية في محاولة لمسك الحقيقة الشاردة التي
ماض بعيد فيتتبع الصوت يبحث عنها ،وفي حومة هّا البحث يسمع اسمه ينادى على ساحل بحر من ٍ
ل ويخاطب غيره :فمن منكم رأى عرى لمرأى الروح ويوقاف الندى والنار إجل ً ويصل إلى خالقه ،وُي ّ
ينّزّ أّهاراً وياقاوتًا
ُ ل بين حورياتهالموت قاتي ً
ِ الخرافي الّي ع ّمره الشاعر واستلقى به في لحظ ِة
ّ البيت
للنار ،
ل مستيقظاً ِ الخمر في قاربت ِه يغلي ويرَت ّج ،ومن أسس في هيكل ِه الكونأ وأبقى نفسه منفص ً
ُ وكانأ
ومهجور ؟
ٍ غريزي
ّ بحر
أبقى روحه في رفع ٍة أعلى من النّزوةِ..من ٍ
وهكّا يتحدى الشاعر الّين حوله أنأ يكونوا قاد فعلوا ما فعل ليصل إلى رّبه وإلى الحقيقة المدفونة
السرية لهّا الكونأ
.في الطبقات ّ
ويعود الشاعر مرة أخرى لسهره ولياليه الباذخة التي تنتهي عادة إلى طريق الروح ..ومن تكرار
هّه الحوال يجد الشاعر نفسه مطروداً من الجّنة ومصاحبًا ّمر ًة من القديسين المعطوبين بالتأويل
والباطن والفوق ومعه الكتب الصفراء وكتب السحر فيما يكونأ قاد غادر الحياة الجميلة التي عاشها
ً
ملعونا استدرجه إلى هّه النتيجة ويحاول العودة إلى بّخ الحياة وحسيتها سابقا ،بل أنه يرى الشعر قادراً
ً
صبي قاادم بعده رهانًا على إكمال ما بدأه
ّ .لكنه ل يستطيع ويعترّ بانكساره وهزيمته ويرى في شاعر
الشاعر من حيث انتهى في الياقاوتة الولى فبعد انسحابه وعزلته يحاول أنأ
ُ في الياقاوتة الثانية يبدأ
شاعر
ٍ شق الطريق مرة أخرى ويقع اختياره على يّتخّ من شاعر كبير قاديم عونا على ّ
عرفاني
ّ
طالما سحره بشعره النافّ وهو ) أبو العلء المعري ( الّي يشير له بصفة ) شيخي الشاعر العمى (
طوع أفلكا وما س ّمى ،إذ اختار
والنسام والقرم الّي ّ
ِ الّي يرى بأنه سليل الورد
مجرات له وافتتح الطينة والجرما وقاال الشمس في ّ
مخي ّ .
ويصبح المعري دلي ً
ل في رحلة
غنوصي
ّ
ة للشاعر داخل العوالم الخفية وكأنه مثل فرجيل لدانتي في رحلتهما إلى الجحيم والمطهر والفردوس
وهو ما يشير أيضًا إلى صلة الكوميديا اّلهية برسالة الغفرانأ وإلى أنأ المعري كانأ قاد سبق دانتي في
.رسم طريق هّه الرحلة المهولة معتمداً على اّسراء والمعراج
ُ
يعرّ ملمح هّه الطرق السرية ،بحكم تجاربه السابقة ،ويطلب من الشاعر بأنه
ُ ويفاجئنا
التحتي :ألقى فيه تمساحي وغصني وأناشيدي الغنوصية والخمر
ّ المعري مساعدته للّهاب إلى المنجم
ِه الخمرية الجفرية الولى التي عتّقها قابلي سرّيونأ وانسابوا كما كوكب ّيت في فنونأ ِ
العقل في أنغام ِ
ّ
لينشق رمادي وأغني قاصة الموتى .لعلو في نجيع الهدم أُحصي غسق المنفى
28
ّ
واحتك ورواها ّلل النبع حّناها دم الفتن ِة
للشمس ّ الفتح
ِ ونامت واستراحت عندها الروح وأعلها حنين ِ
الورد
ِ أجساد طفت في ُعتر
ٍ مخمل
ِ النهر القديم البعد الصافي وفي لفح الندى الغافي على
.بها ُ
ويناديه شيخه الشاعر العمى إلى الجّنة فيّهب ،وتظهر صورته الجميلة العاشقة هناّ ويصل
إلى الشفرة السرّية للكونأ هناّ ويحاول ف ّكّّها لكنه يتّكر النفي إلى الجحيم إذا فعلها .ولّلك يختار طريق
الكتاب ِة الناقاص أبداً حيث ل يكتمل شيء وحيث تدفع المتناقاضات الشاعر إلى بعضها البعض ليظل مبلب ً
ل
.ل قارار له
ويعود الشاعر إلى ذات الينابيع السحرية والحسّية التي كانت تغّيه ذات يوم .ويتّكر ّمرة
الشعر
ِ الشعراء المقّدسة التي رافقته من أبناء جيله والجيال القريبة ،سلما أيها الصحب الندامى يا َ
نهار
الليل ويمشونأ علىهزها الشعرى بترتيل ،يشّقونأ دم ِ ٌ
طيوّ ّ القناديل ،لهم في رفرّ الما ِء
ِ نور
يا َ
ً
نشوانا ويكويهم ،إذا توتا ويسبيهم صياح الديكينّز الورد من مشيتهم ً ً
أشباحا ّ الرض
ِ أطراّ هّي
ش ّموا على أطراّ بغداد رياح الخمر هبّوا وتساقاوا ..لكن الشاعر بين أصحابه هؤلء ينفرد بإغواء
لحظة من لحظات الخطف أو ٍ تفرده لكنه كانأ يرى نفسه ميتا في الفرس النافرة السكرى وكأنه يشير إلى ّ
َ
غادرت فردوسي َ
صرت يا طفلي مّ يستفيق ليرى أنه في رعاية الرحمن وأنأ ال يناديه :وحيداً
ُ الحلم ثم
باّثم متبوعًا بناقاوسي ْ ،
فعد يا طفلي الحال ُم من ِ
ل على بحر الخطايا مثق ً
ل يعت بهّي الرض محمو ً وض َ ُ
.منفاّ وامل وحشتي واصعد بناموسي
ويرى الشاعر في غمرته أسئلته أرواح البشر وكأنها في يوم الحشر شّبت واستفاقات مثلما الطوق
ولكن بروقاا أحرقاتهم واستحالوا ً
ندبا في صخر ٍة ذكرى ،وبّلك وغّنت لجمال البشر الزاهي على الرض ّ
الخلق ،
ِ يصل الشاعر إلى منطقة اليأس الكاملة فبعد أنأ فشل في الحصول على لوح القدر ومعرفة أسرار
29
سقط النوع البشري كلّه تحت البروق رمادا منثوراً ولم يعد هناّ خلص فردي أو جماعي فحتف
.البشرية واحٌد ول خلص بالمغامرة أو الشعر
تنتهي الياقاوتات الثلّ الولى بهّه الطريقة بعد أنأ بدأت بمحاولة اختراق الشاعر للزمن عن
ً
مغلقة واحدة لمغامرة الشاعر .طريق نشوته وجسده ..ويشكل ثالوّ الياقاوتات دورة
في الياقاوتة الرابعة يناور الشاعر بفانوسه السحري وعصاه اّيروسية في دهاليز باطنية فهو يرثي
تراجع أنثاه وتحطم تمثالها وسقوط الكؤوس على الرض وبكاء الخمر ،لماذا انتحبت سيد ُة الشرق
الناي ؟ لماذا احتجبت سيد ُة الناي ؟ وفي مقطع آخر
ودما يطوي وحمى تسكت َ وترابا ً
ً الكأس ً
دمعا ُ وفاض
َ
المسرات السرّية ،ويفتق في طبقاته اللّّات الخاصة :كثير اللبط
ّ يتجاذب الحبل مع ّمانه وينسب له
ُ
ً
إستبرقاا ً
عشبا والسما َء الرض
َ مطار يزيدّ .
يضرب
ُ وفي مقطع آخر يمثل ذروة السحر ّيّ في الياقاوتات يجعل الشاعر من نفسه ساحرا ً
فعليا
رسامين ّ ّمارين ،هّي ً
معدانا وصوفيين ّ ٌ
وكاّ كاغٌد يلقط طير
والطور له ٌ
ُ الكيس
َ ُم ّح ًّا بالتعاويّ فيفري
الطق ،حيث ّ
يطق هّب معناها .ثم يمارس فعله السحري عن طريق ّ أحمر ّ
ٍ الرض حّناها ّ
وسواها بسيّ
ّ
ويطق الكأس ثم الجسد والروح ، الكلمة
ِ ً
استبرقاا تومض في ل والسما ُءالشعر سي ً
ُ الحرّ بعصاه فيجري
ِ
وكأنأ الشاعر /الساحر يخبرنا عن أقانومه :الشعر والخمر والجنس .وهّا التجلي الشعري الماجي
.اّيروسي هو غاية ما يريده
وتكاد الياقاوتة الخامسة تسري باتجا ٍه آخر حيث يتحدّ الشاعر عن بلده التي بدأت تواجه
البرق ,
ِ الكوارّ السياسية والعنف الداخلي ,رمت بغداد في أطلسها النار ,وفي تاريخها جلجل رشق
والصوفي والشاعر
ّ خرج السّياّ
َ ظلم
جمر ٍ في تاريخها صّفق طّبالونأ للوهم ,ومن نهر دم ُ
يخفق من ِ
بالدمع
ِ .وها ُ
نحن نخيط الجرح
مجموعة موسيقا لهدم البحر تختار من الناحية الشكلية العمل السمفوني وتتوّع على طريقته في
أربع حركات كبرى .الحركة الولى ) الغضب ( تمثل انهيار أحلم الشاعر في ثمانينات القرنأ العشرين
وتحطم خياراته الجماعية وسحق مجتمعه تحت رحى ال ُعصاب الديولوجي والحروب والفتن .فل يجد
الشاعر سوى الغضب ليعبر عن استيائه من خراب الروح وتدمير الجمال ،ثم الوقاوّ بوجه البحر
كحل نهائي
) .الّي هو الماضي والصول التي تغّي خراب الحاضر ( ثم اختيار العزلة ٍ
جمع
أتبع َ
بالزهر ُ
ِ ٌ
راكض كم قايل أنأ فراشتي احترقات وأني
مشيمة غابة سفلى وأهّي ،وأنا
ِ قاتيل عن
رخ ٍسرييّن احترقاوا وغابوا ،وأنا المغني الخرس ،أنفك عن ّ
الورد أو
ِ مدائح في
ٍ للغمر ّ
قايدني هتاّ ِ شامل
ٍ رجع الشقائق ّ
ردني تاريّ ٍ ِ رضيع مفاتن تطفو على بطن
.تتلى لشمس
30
ويقترب انكسار الشاعر من وضوحه عندما يرى أنأ هّا التداعي يحصل بسبب حّّ دور الشاعر ُ
الّبيح
ِ والمداح :أ لنني صّناجة الصبحّ من مجتمعه واستبداله بدور الطّبال
كرات الرماد ُ
وكسرت ّ الفضاء ..من أسرها
ْ ُ
وأطلقت وغرة الشمس البعيدة ؟ أ لنني أمسكت مرآتي ّ
ومهرجانأ في دمي ؟ أ لنني غنيت أغنيتي الجديدة ٌ الرخام
ِ جداول فوق
ٍ ُ
ورضيت أنأ أنساب مثل بجملتي
ص طينة الدنيا بقلبي ،وأقايم جوهر ًة احر ُ
ّمردي ،وأنا ّفوق الورد أعلمي وفي كوبي وفوق ّ ُ
ورسمت َ
ل تائهًا وكّا
الشمس وع ً
َ أنحت ُقابّراتي ،وأنا أقاود
الرض ُ
ِ تاج لشعبي َ
فوق ِ
بالقبيح ُ
وافتك أرد جحافل العقبانأ عن بيتي وأخرج من جروحي ّ ،هيانأ ..أرفع وردتي ً
علما ّ .
ِ
في قاصيدة موسيقا لهدم البحر فضح لهيمنة التراّ والصول والماضي على الحاضر وتدميره ،
البحر كانأ
ُ كونأ جديد ..
فالبحر هو هّا الماضي الّي هو أشبه بالسديم التياميتي المالح الّي يعيق خلق ٍ
والبحر كانأ جماجمًا
ُ يجتاح غاباتنا ويعلو
ُ طير خراف ٍة
البحر َ
ُ ُ
يفيض في المنفى وفي الكلمات ،كانأ
عمياء
ْ لالشمس مجداً كاذبًا ومعاو ً
ِ .وجماهراً وحشود مّتفقين منطقة لسر
يرحل الشاعر مع صديقه الشاعر في هّا البحر لكشف أسراره وتقليب طبقاته وكشف مستوره وفضح
أكاذبيه ثم لعزّ الموسيقا التي ستفتته ،إنهما يحاربانأ الماضي بالموسيقا أو الفن والجمال ول يحاربانأ
بأساليب أديولوجية تعسفية هي الخرى ..وتبدأ رحلة تحدي البحر ويصادفانأ أهواله َ ..
أنت الّي ناداّ
بنص رتبوه ورتبوّ ،نادوا ورّتل جنبهم طفلنأ يقتتلنأ في القاموس كي يضعا رماد ً
منحنيا ّ حفريونأ
ولكن البحر كانأ أقاوى منهما فيتسرب بقو ٍة إلى لغتهما ونصوصهما وتفشل محاولتهما في هدم
ورد وموسيقا لهدم
ضرب من الجمرات من ٍ ٌ لكن أرضهما جنونأ أبيض وسماهما البحر :اختصما وناما ّ
فقهي بينهما وأطبقت الجهات شمل على طفلين منتخبين للفوضى وهدم البحر
ثالث ّالبحر ،ناما وأجهز ٌ
ِ .
ً
عقابا على محاولتهما في تحدي البحر وهدمه بالموسيقا ويحالنأ للظلم وتفشل ويتوارى الشاعرانأ
ً
طريقا آخر له الشاعر
ُ .هّه المحاولة اليائسة ويزداد الغضب ويختار
في عزلة في الكريستال يختار الشاعر العزلة بعيداً عن البحر والخرين ..فهو يرى هنا أنأ
الحل يكمن في التفرد عندما تختلط الوراق وتتشوه الحقائق .الشاعر في جماله الروحي الصلد ..في ّّ
كريستاله البعيد عن الخرين وقاد أصبح كل الشعراء حوله في جوقاات رديئة الصنع ترد ُد هتافًا مهينًا
ً
شهقة َ
احتمال مكيد ٍة ،أو ُ
اللفاظ قابراً للمغنين ، للشعر .إذنأ لبد من العزل ِة تمامًا فقد سقط المغني وكانت
تسافر أو تلين
ُ الرماد ول
ِ سوط أنثى تشتهي سفن معادنأ شفر ٍة سري ٍة أو ِ
ِ الطري وفي
ّ للعقل في الزبد
ِ
أبيض في الشمس ل يتحركونأ ٌ
.ويسوطها الغربا ُء والغربا ُء نبل ٌ
رب ماذا
ويعيد الشاعر برواية حزينة سرد ذلك الماضي الممزق الّي دفعه إلى العزلة ..دلني يا ّ
بعين م ْي ٍت أم أرى بعيونأ
وبالعظام وبالسنين ،وبمن أرى ؟ أ ِ
ِ بالتراب
ِ ُ
تعصف كانأ غير الريح
31
مشيمة التاريّ عن بدني ؟ ومن
ِ أين انفصال
يارب ..من َ ح ّفارين ينتحبونأ للماضي لغرق في النين ّ ..
ُ
تموت شمس الديدانأ شمسًا في عما ٍء ٍ
مقفل ٌ ، ُ ُ
وتنبت ُ
تموت الخلص ؟ و َم ْن سُيصغي ؟ ٌ
شمس ُ أين
َ
وننعس في الرماد حتى يقال بأننا أبناء منسيين اقاتتلوا وغابوا
ُ ل ُ
وتستحيل بقاعنا رم ً .
يتحول السحري واّيروسي هنا إلى علقاة إيروسية وسحرية بين المفردات وبين الستعارات
وبين المعاني ،تتحول اّيروسية من الجسد إلى اللغة وتصبح ُ
اللغة جسداً ،إخصاب المفردة يأتي من
مستوى آخر وإخصاب الصورة يأتي من شحنتها الحسّية .أما السحري فيتسرب هو
ً وضعها الجديد في
الخر إلى المفردات والستعارات والجمل والصور لكن الشاعر رغم ذلك يفصح عن حقيقته دونأ دفائن
الرض ل ٌ
بيت ول ِ نحن ،ونحن أدرى ،للجنونأ ولكم ّ
نحن لحتفنا .سكرى ول مجٌد لنا في لغوية ،ولكم ّ
بار لبار ،لحوارنا المقتول في فمنا
نجر فراغنا كالكلب من ٍ
قايحنا فيها لنشفى ،سكرى ّ
نجانس َ
ُ ٌ .
لغة
ً
مكانا للنفي حتى تحول صلدته دونأ التصال بالخرين وحتى تبقى لم يعد الكريستال ً
ّينة بل
ٌ
محطمة الكوميديا أو التراجيديا البشرية مرئية دونأ حاجب وحتى ُيستقبل الضوء ً
نقيا ،لكن الروح
.بعزلتها
يكس ُر
وأسمع ما ّ
ُ الفن الرهيب ِة يا مجانين انتهت أشواطنا ولّا ّ
يرنأ النجم في شفتي القداس ِة أو حراسة ماس ِة ّ
ً
سهاما وطينة ّ
تبتل بالمنفى ولي ً
ل ل يليل ،وأرى ً ً
شمسا تنام ً
كالحا :إِني أرى ثم يرى في المستقبل مصيراً
الموت أو
ِ صعق ،قاّبرات َ
فوق نهر الشكل أُ ٌ
بهة ُترّن ُح أو تموت ،وكّا أرى فوجًا من الشعرا ِء ُي ُ ِ عيونأ
ِ في
تعوم .
جثث ْالعمق أو ٌ
ِ ضارب في
ٌ الفاق ٌ
رمل ُ حجراً يقوم ،فلمن تغني أيها التاريّ أو تبكي سوا ٌء ،هّه
يلجأ الشاعر إلى المرأة من خلل همومه السابقة التي في الحركة الثانية ) المطر ( ُ
جس
ّ
دها موت الجمال واّدياد العنف وسرقاة الحلم وانتصار الماضي والتراّ على الحاضر .حيث يحمل
همومه هّه ويحاول أنأ يدع المرأة تعينه على حملها معه ..لقد عاد الشاعر من اللوغوس إلى اّيروس ،
تنفطر
ُ المطر ( الّي يهطل من النثى ليلّين جفاّ الحياة :ريثما يهدأُ هّا الشرق ُقاومي ،ريثما
ُ وبدأ )
شاهق ُتلقي
ٍ يتعب سيّافوه أو تمضي الجياد فوق ّ
تل ّ
وينفض غبار الدم قاومي ،ريثما ُ ُ
الطين ُ
السلحة
.بتاريّ الجياد
32
وبعد الدخول في العالم النثوي الّي ُ
يبسط أفرشته الحسّية عليه وينبض في التفاصيل تختفي
النثى من حياته بسبب ما كانأ الشاعر يخاّ منه فيتسا َءل عن سبب اختفائها ويدعوها للعودة ريثما يهدأ
ّ
وينفض غبار حروبه وتنفطر أسلحته الطينية
ُ .هّا الشرق
ويعود في ) تمام الجسد ( إلى المرأة ويتقلب في طبقات جسدها وكأنه يعود لكأسه المفضل الّي
.ينسيه الخراب
َ
فارتعش الورُد السيوّ
ِ ُ
جوقاة وفي الحركة الثالثة ) اليباب ( تبدأ الفجيعة تحوّ شباكها فقد نهضت
لكن ماء كثيراً ّ
تلونأ واشتعلت سحب اشتد ّ
المطر ّ
ُ النهر ماّال يمضي ربما
بدم ،ربما ُواستحمت فراشات ُه ٍ
أفعى تنام على دميته
يزحف نحو ًُ ُ
الطفل .بالدموع _
وهكّا يتقدم ثور الفاجع ِة في الدم حتى تفنى الطفولة ويبدأ الناس بالتساقاط ..فل تبقى سوى
ُ
الفاجعة ُ
وتزحف أبهة ّ
محطمة .. قاصاصتها ولم تعد اليادي غير التم ّعن في السيوّ وغير ٍ َ الصابع تتلو
النف ع ّّلّ جروحهم تشفى وخاطوا الحلق علّ
َ لتحول الناس إلى أشباح ودّع بعضهم بعضا وخاطوا ّ
.جروحهم تشفى وخاطوها لعلهمو يبقونأ أو يفنونأ وما ّالوا يخيطونأ
أصابع (خراب ّمن الحروب والعسف والدمار وتكشفٍ وترثي القصائد القصيرة ) لم تبق غير
بعض تفاصيله ويدعو من خلل جملة سومرية قاديمة وردت في إحدى الساطير ) في النهر الصافي يا
دمع
خالية من ٍ
ٍ بيوت َ
والمزق من أجل ٍ سوداء العينين اغتسلي ( أنأ يغسل خراب الحروب والسلحة
.ودخانأ وشظايا ورماد
في عين طفل ينام بعد أنأ كانت خشيته وخوف ُه من هّا المشهد قاد اتضحت في ) اجرسيني أيتها الكلمة (
ُ
يرشق خّد ُ
دفوّ ..رماٌد على دجلة يتلمس بيديه نهاية الفاجعة ،رماٌد على ما ِء بغداد أَم وردةٌ أم
ُ لكنه هنا
الفول هّه عندما يتحدّ عن كل هّه التراجيديا التي بدأت بها المجموعة حين
ِ لكن الشاعر يكمل أغني َة
) القصيدة المكتوب ( إلى صديقه الشاعر فوّي كريم في ) شاعر سرقاته الخيول ( ليبوح له بما لم يبح
33
ُ
الخيول إذنأ ،ل الدوي ،سرقاتك
ّ به من خلل تّكر أيامهما السالفة في بغداد السبعينات حيث بداية
َ
صوتك غبار ل رنين به سوى بقايا
أفق ٌالهاربه ٌ ،
ْ ُ
الخيول ّوادة ،ل كأس ،أفق ّ
تسد منافّه سرج ،ل ّ
وممزقاونأ .
ودمع ل ّ
يجف ؟ ماذا سوى ٍ جثث
الشرق تلعنه ..ثم تبكي عليه .ماذا سوى ٍ
ِ تشير إلى
سوى طرّ سّبابة ُ
ُ
تشهق : أبيض ر ّمدته أتونها ؟ ماذا سوى الغصانأ
يلوح َ
جنونأ يصيح ؟ ماذا سوى فك الحمار ُ
ٍ حجر من
ٍ
كلب للموت ُ
ينبش قالبنا ورؤوسنا ٌ ، ِ ٌ
هزيل ..آخر صور ٍة كلب ٌ
هزيل راح يلوي ذيلَه ٌ ، كلب
ل أحد ؟ ٌ
ُ
نصمت ناطرين .
ُ
وتلتقط التراجيديا صور شعرا ٍء آخرين طوتهم السنين ،ويظهر تمثال صديقه في
يفيض من لحيته ومن كتفيه مثل اّله السومري إنكي وكانت السماّ الكرادة والّي كانأ جدول ماء ُ ّ
تلعب في عيونه وفي حقيبته ويديه لكنه ،وهو داخل التمثال ،كانأ يسخر من هّا التمثال ومن هّه التحاياُ
ويمزح مع حارس التمثال ..وتش ّكل هّه الصورة سخرية سوداء من حشود التماثيل ،التي ملت بغداد ،
ببوق
أسلّ حنجرتي واستبدلها ٍ بطريقة غير مباشرة ،وتنتهي القصيدة بصرخ ٍة مريرة :كانأ يمكن أنأ َ
ُ
وتعبت أدونأ النهار والليل وهما يتلحقانأ مثل قاط وفأر .
اختفيت وراء حنجرتي ُّ لكي ل أجوع ،ولكنني
يوم من التدوين ،أين حنجرتي ؟ سرقاوها إذنأ ! ،حسنًا ..أين نوتاتي ومدوناتي ؟ يا إلهي ..لم أكن
ذات ٍ
اكتب بما ٍء
كنت ُبحبر ُ ..
أكتب ٍ
ُ .
َ
الرصاصة الشاعر
ُ وبنصوص الما ِء التي ل ُترى ول ُتقرأ ول ُتؤرخ ُ
يطلق ِ المرة
وبهّه السخري ِة ّ
النشيد عاليًا ،هّ ِه ٌ
مهنة ُ ببوق لكي يبقى
لبد من استبدال الحنجرة ٍعر الّي يكتب هناّ :هل ّ الش ِ
على ِ
ُ .م ْ
رهقة ،وداعًا أيتها المهنة المرهقة ،وداعًا أيها الشعر
مودعا شعره وذكرياته ً
هربا من الجوع واليباب ً ً
مكرها وهكّا يهيّ الشاعر أمتعته ويخرج من بلده
.والعنف والظلم
ّ
مخضبة بدمها وعّابها في مجموعة خواتم الفعى تنفتح التجربة اّيروسية على مصراعيها
يرافق ّ
اللّة .يرحل الشاعر من بغداد إلى ع ّمانأ وهو مجّوب ُ وكأنها مجموعة ّ
اللّة واللم معا حيث اللم
إلى امرأة استثنائية تبدو كما لو أنها كانت خارجة من عالم الساطير ،امرأة تشبه اّلهات الشوريات
الفخمات المترعات بأجسادهن ومجونهن وميولهن المتطرفة .رّبة من رّبات الحصاد والمطر تلك التي
خصب الحقول وتحمي المدنأ ،ربّة اللحظة الشاردة المترعة والحظ الوفير ) تايكي ( ..فيتقدم الشاعر
ُ ُت
34
غامض إليها ولكنه يرى في حديقة بيتها ثلثًا من سادنات القادار العجائز ،
ٌ إلى بيتها يسوطه ندا ٌء
ً ً
تقدر بها عمر اّنسانأ والثانية صحيفة ملفوفة ومغز ً
ل تقرأ فيه مصير ً
ساحرات ثلّ تمسك الولى ريشة ّ
العالم وتقرأ خطوطها ومصائر بشرها .فينصحنه بأنأ ل يدخل إلى بيت هّه ِ اّنسانأ والثالثة تمسك كر َة
فيطلبن
َ المرأة لنه سيجد المتاعب الكثيرة واللم ،لكنه يسخر منهن ويرمي أغراضهن فوق سطح البيت
بالمقص إذا لم يفعل ذلك
ّ ّ
إحداهن بقطع خيط عمره ُ
يرفض فتهدده منه أنأ يعيد أغراضهن إليهن لكنه
.فيرمي لهن أغراضهن ويدخل بيت المرأة
تالف وكأس مكسور وقابضة محكمة ..وتبدو هّه اّمارات وكأنها رحم ٍ
ُيفاجأ أنأ بيتها يشبه شكل ٍ
ُ
رحلة نّير باللم والعّاب لكنه يتوغل في بيتها ويبحث عنها فيجدها نائمة على سريرها الجميل وتبدأ
ٌ
وكنت مسجونًا في
ُ العنيف بينهما ،كانأ بيتك المتاهة الصغرى وكانأ ُ
جسدّ المتاهة الكبرى ِ اّغوا ِء
وكنت ظلمي ِ نجومك
ِ يلمع تحت ُ
وكنت كالغزال جلدي ُ أتتبع اّشارات على الجدرانأ ،
.المتاهتين ُ
ً
التهابا في عشقه الروحي والجسدي وتزداد هي تحو ً
ل إلى أفعى ثم تتحطم أجنحة الشاعر الشاعر
ُ يزداد
سمكي ُ
يلحق النهار ويحمل النجوم إلى رحم المياه كي تلد الكلمات والعاجيب ، ّ وتتب ّدل صايته إلى رداء
ُ
وتحمل المشهد إلى العالم السفل حيث الموت ، ثعبانأ لتدخل في الغوار
ٍ صايته الحمراء تتبدل إلى جلد
وتهديمي متصل
ّ صياني
ّ جدل
وتتجاور لّة الحياة ) اّيروس ( مع لّة الموت ) التانتوس ( في ٍ
حتى تبدو قاصة الحب هّه مثل فسيفساء مرصوصة باّيروسي والتانتوسي :اخرجي السيوّ
المّتقدة الحمراء التي كنت تطوفين بها على ُم ّ
كحلي العيونأ ومسدلي الشعر على المتونأ ،العاشقونأ
الرماد
ِ َ
سيوّ الفاتنونأ الّين عصفت بهم ُج ُ
مل الدمع في عيونهم فأحبوا وهاموا ..أخرجي عليهم
كنت ّ
أرشها بك الحرى أعيدي لي ّ
مرشات الطلع التي ُ .وأفزعيهم بها وأعيدي لي أنفاسي ّ
35
ّ
مة وأضغاّ الشهقات وبقع النبيّ لكي يرحل ..لكنها تتوغل في نزعتها التدميرية وكانت تساعدها
.وصيفة بائسة تترّ تمغة العنكوبتة وراءها ً
دائما
لكن النبع يتحرّ بالحياةنبع ويرميها هناّ ّ الشاعر أنأ عليه أنأ يحمل )خواتم الفعى( إلى ٍ
ُ يرى
وتحضر الفعى فيحاورها وكأنها الفعى الكونية الخالقة ولّلك تأتي قاصيدة )حينما في السافل( لتلقي
شباّ فجرها ومن جنونأ الشاعر من كابوسها المعتم ومن ِ ُ وإلى البد هّه القصة إلى الجحيم ،حيث يفيق
ليلها الصارخ ّ
باللّات ،وتترادّ في استّكاره لها طبقات
اللّ
ّ
ة واللم وتنفتح هّه الطبقات على شحنات وبساتين إيروسية حقيقية وخادعة .يستعيد الشاعر هّه التجربة
سقيتك حبًا لم تّقاه
ِ أترعت كأسَّ ِك تمامًا ! ,أ لني
ُ بطريقة جديدة لكي يصل إلى نهاية حاسمة .أ لني
أحّرقات قاامتي وأضأتُّ ِك ! أ لنيُ )فضحكت منها( أ لني
ِ فيك َ
رموّ الماضي ِ امرأة ! أ لني هّيجت
اللبن غزيراً في ُ
وجعلت َ أرضعتك
ِ سواّ ! أ لني
ِ ُ
أغلقت شبابيكي عن ُ
وتواريت ! أ لني فيك ُ
دخّلت ِ
ثدييك
ِ !
ويّ ّكرها بأكاذيبها وتناقاضاتها ويطلب منها أنأ تعيد له صولجانأ الغسق لنأ إيزيس تريد هّا
الصولجانأ الّي أخّه من اّلهة وأهداه لها وأنأ تعيد له شهوات فجر إنانا وفضة ماء أترغاتس وأجنحة
.ضوء ليليث وتاج قالعة تايكي وخاتم خيزل سدوري ...الّ
الشاعر في الطبقات اّسطورية والحسّية ويفرغها من مادتها الماثلة ليستعيدها منها .وليلقي ُ هكّا ينبش
يهب إليه هو الخر ليغسل جسده من الدرانأ ..فيخرج من بيتها عاريا بقمامات ما تبقى إلى البحر الّي ّ
ل مطلق ُه في صر ٍة وتحت أقادامه أنينها وقاد غدت أشبه بتيامت إلهة الكونأ العتيقة المليئة بالشر وحام ً
وتنتفض البروق لتضرب تيامت وهنا نستعيد أسطورة الخليقة البابلية ُ والقبح لكنه يخرج ويندفع للبحر
) عندما في العالي ،إينوما أليش ( بشكل مختلف حيث يحاولونأ خلق السماء من نصفها العلى لكن
هّا ل يحصل وتخرج نجوم سوداء ول تنبت النباتات على نصفها السفل الرضي ويتعطل صنع العالم
ل ومنتقمًا منها ،بل يخرج بسلم من هّه لسنوات طويلة ..أما الشاعر فل يظهر مثل مردوخ مقات ً
الحكاية تاركًا البروق والقاّدار تلعب بها لكنها يقينًا كانت قاد وقاعت ،إلى البد ،في السافل ..
الشاعر ِرحاله إلى ليبيا فيلج عالمًا جديدًا غامضًا وغريبًا عنه
ُ في مجموعة حزينًا عند عمود السماء ّ
يشد
لكن امرأة اسمها ) لموع ( تتلّقفه ،ل ركضت خلف عرباته وأسرته ّ ،ويتخيل من شدة اضطرابه أنأ خيو ً
كانت مياه البحر الليبي مثل خمر ٍة قاوي ٍة وجبال الجنوب الليبي أعمدة السماء ،لقد كانأ أقاوام الطلس
ُ
يبحث تغوص قامته في الغيوم ،
ُ ) التلنت ( الليبيين يسمونأ بلدهم ) عمود السماء ( بسبب جبل
ُ
تتناسل وإذا به يقبع يجد أرضًا ول سماء ،كانت الوهام الشاعر عن عمود السماء فيجده ويتسلقه لكنه ل ُ
يطحن بها رغباته وأوهامه ،أما لموع فتبدو له أشّد بعدا مما كانأ يتصور وهكّا يدور حول ُ في غرف ٍة
عمود السماء بل نهاية ..وتعمل دوامة الحياة المكررة هناّ على جعله في ما يشبه المتاهة .
36
تستقبل ُه مدينة درنة في ليبيا وتض ّمد جراحه وُتشعره بالمانأ لكنه ماّال تحت أوجاع قاديمة ل يعرّ ماذا
يفعل .يضع على الطاولة ) رصيعة المتاه ِة ( وهي لعبة متاهة في وسطها مركز يحاول اللعب أنأ
ُيدخل قاطره الزئبق في هّا المركز وهّا كله ترميز لمتاهته الجديدة ويومه المكرر .
أطلقت على درنة موسيقا من الورد ِ تخرج لموع من درنة لتقوده إلى نهرها ،كيف
نهر َ
وانشق بها ٌ َك فاجتاح سماها الزهو
وّّينت يديها بالخواتم ،كيف ألبست ذرى درنة تيجان ِ
حرّ المرسى وساق السفن الغرقاى ولم يسكن وناداني أس ّميه ) لموع ( ،سكن البحر ولم يسكن لموع ّ ،
َ
وسأدفعك قالت هاتي خريطتي ،قاالت هي خريطتي إليه .أخّت الرصيعة ووضعتها في حقيبتها ُ ،
ببوصلتي إلى جبالها ووهادها وسأوصلك إلى النقط ِة .
تنحت طريقها بين قاليل من الحقيقة وكثير من الخيال ،حيث تظهر لموع ُ حب غريب ٍة ُ
رحلة ّ وتبدأ
تفعل شيئًا سوى إثارة مواجع الماضي ودفع الشاعر إلى النهوض من جديد بعد ّ
كل وكأنها كائن أثيري ل ُ
الزرع طولي ثم قاامت
ُ فقمت ُ
حيث قاا َم حفنة ما ٍء ثم ّ
رش ْت ُه على ُجث ِة تاريخي ُ ما حصل :أخّت من نهرها َ
العطر ّ
ورشتني به َ شعرهاأخّت من ِْ النار وقاامت بي سيولي .الماس ،قاامت شهو ُة ِ
ِ قاّبة من رشقات
.قاامت خيولي
ويّتضح لهبها فوق المياه حيث ل يكونأ في معبدها الضوئي سوى خاتمها يسقي الشموع فيحاول أنأ يمّد
كفيه إلى سّلّتها فل يجد سوى كنّز نجوم ويمّدّ كفيه إلى أعماقاها فل يجد سوى منجم ماس ،كانا يخلطانأ
ُ
ّرقاة الميا ِه ويعلو ََّبَد ُه ، ّ
وتشتد البحر تعلو
ِ على الساحل يديهما وكانا يزرعانأ المحار والحصى ،كيميا ُء
ّ
وأي عّاب هّا الّي يصلي به . ُ
الفتنة التي يتوضأ بها ّ ُ ُ
تتناسل ،ما هّه الطيور تصّف ُق والمرايا
ُ وكانت
َ
والرجال اللهثين َ
الجبال ساحل سوس َة وهي تل ّم في حقيبتهاِ ساحل درن َة إلى
ِ كانأ جوا ُدها يعدو من
والعيونأ من الرجال اللهثين .. َ الطيور من السما ِء
َ ُ
وتقطف ً
ومرحا ً
ضحكا تنفجر
ُ شموعها ،وكانت
ِ ورا َء
تهبط في سلّتها وتنا ُم ،لماذا تتقاطع غيمة الموسيقا ُ ُ رحلن من حياتي ،
َ تعالي وافتحي بيوت النسا ِء اللئي
وحقائبهن ومكحلتهن وقامصانهن ،تأملي في ما تركنه ّ صور ّ
هن ِ راّ ،تأملي في وع ٍ
تصافح ٍِ اليدي في
خيول كسير ٍة ،تعالي انظري إلى ٍ ّ
عرباتهن الواقاف ِة حتى هّا اليوم مع والقلئد وتأملي في
ِ الخواتم
ِ من
.أمشاطهن وعلب العطور والمكياج
وفي سوسة يقف الشاعر مع لموع في لحظة نهاي ٍة عجيب ٍة حيث تبكي أقادامها وتغني وهي في
الرمل
ِ ُ
أفخاذ ِّ في أقالب الدنيا على سافِلها .
خوّ ,وأعدو ُ ،
ٍ تمثالك ،من
ِ ُ
أحمل الرمل تغوص ،وأنا
ِ
ويغوص
ُ برمح ويرتفع البحر وتستسلم لموع للرمل الّي يسحبها إلى العماقٍ الريح
َ أضرب
ُ تغوص ،
ُ
لمعة ضو ِء وسكونأ
كف الشاعر والرمل ول شيء سوى ِ .الليل في الرمل وفي الماء ول شيء سوى ّ
ل ..ل أحد يستطيع معرفة ذلك ول حتى الشاعر نفسه ..لقد بدأت ً
واقاعا أم خيا ً هل كانت لموع
ً
أيضا ..ربما ؟ أشباح النساء تظهر في حياته ل النساء أنفسهن ُ ..ترى هل هّه من صفات عمود السماء
في عربات كيلو باترا يتماهى شبح /واقاع المرأة مع التاريّ فتظهر كيلوباترا في صورة جديدة
تح ّفّ بها حياة الطوارق ) التوارق ( ،ويأخّ النص الشعري شكل جديداً حيث تش ّكل اللغاّ والحاجي
والمثال التوارقاية وصلت ربط بين أمواج التاريّ وأشباح الحاضر ،السما ُء والنجو ُم ٌ ..
شيّ يغربل
الناس ،ظهر الناس من صلب الشجار وانحدروا في وأنبت ََ البرقاوق ،سقط البرقاوق على الرض
الوديانأ والجبال .ماذا يتبع هّه القصة المؤلمة للخليقة سوى العطش ،كانت الغابات ّ
تجف والناس
ً
نحافة .يزدادونأ
37
ً
مناعة إّاء لدغ الثعابين ويظهر البسولي وهم أقاوام ليبية قاديمة بين أهل ليبيا المعاصرين وهم أقاوى
بئر ليبي لتجد كيلوباترا الحقيقة ممددة في قااع البئر تمسك ُ
تنّزل في ٍ والفاعي .وتظهر المرأة وهي
وتواشج حضارتي
ِ ٌ
صولجانها وعصاها ،ويداها متصالبتانأ والنور يخرج من عظامها ) ترميز لتجاور
مصر وليبيا ( .
تنتظر العودة إلى جسدها ،وهكّا
ُ وتخلع المرأة ثيابها وتنّزل إلى البئر وكأنها روح كيلوباترا )با( التي
يتم اتحاد الجسد بالروح وتخرج المرأة وكأنها كيلوباترا جديدة وتتجه بعرباتها إلى درنة .
وفي درنة تلتقي الشاعر وتدخل شوارع المدينة وشعابها وتطلي جسدها بالقرمز والنور وتظهر صورتها
على ص ّ
لية النسور الفرعونية المعلقة في أحد دكاكين درنة .ويظهر الوشم على يديها وبطنها وكتفها
وقادميها وهي عادة من عادات تجميل أجزاء الجسد عند الليبيات .
بأشباح الماضي ،لم يعد هناّ ما ُيغري ،حقيبة سوداء هي
َ ٌ
مضاعفة وأنا أّتصل خسارتي
كنت أُ ُ
خيط جراحاتي وأتقلّب وحيداً ليس معي كل ما خرجت به من بلدي ،بكت على آلمي الطيور ُ ، ّ
أستطيع ملعبتها
ُ تلعب و ل
.سوى أشباح التاريّ ُ
لكن الشاعر يلعب لعبة الّ ) شغرغم ( التوارقاية الليبية مع الناس فيخرج خارج اللعبة لنأ خياله هو الّي
يحركه بينما الواقاع يحرّ الناس .لبد من الخسارة في البلد الغريبة ! .
يدفع الشاعر صندوقاه في ) شارع الظلم ( وهو أحد شوارع درنة في انتظار عربات كيلوباترا ليشتري
فيركض في الشوارع الخالية من الحب وحول عمود السماء فتّبل ُ لها أدوات ّينتها وذهبها لكنها ل تأتي
ُ ً
مائدته وثيابه تفقد أصباغها ويصبح شعره رماديا وتزداد دوخاته وتسقط كيلوباترا من عربتها بعد أنأ
عضها الثعبانأ المخبأ في سلة التين ) وكأنأ كيلوباترا لبد أنأ تعود إلى مصيرها وتنفصل عن امرأة درنة ّ
عبثا في شوارع درنة لينادي إذ ل فائدة من هّا التحاد القسري ول بد من نهايته ( ويصرخ الشاعر ً
واحداً من ) البسولي ( الّين يعرفونأ دواء عضة الثعبانأ لكنهم كانوا قاد انقرضوا جميعًا ..وينحني
ويضعه على العربات التي ساطتها الرياح بعيداً ..بعيداً .
ُ الشاعر على جسد كيلوباترا ويلّفه بعباءتها
ُ
وفي عمل ) قابل تلويحة الوداع ( يكتب الشاعر قاصائده إلى امرأة تتماهى مع اّلهة ) تانيت ( التي تظهر
ً
ومعّبة بسبب بحثها القديم عن ً
مهمومة
) أتلنت ( أخيها وحبيبها ..الشاعر يركض وراءها وهي تركض وراء أتلنت الّي
مزقاه العطش ..لكنها ل تلتفت إلى الشاعر بل تمضي في رحلتها إلى القاصى حيث يحاول الشاعر أنأ ّ
شبح ّائل .
يصنع من هّه المرأة تانيت معاصرة جديدة لكنها تحب مصيرها وهو الهرب وراء ٍ
َ
المسافة التي بيننا ، أحب اللم الّي فيها ..يجعلني أتحسس بك ّ ، أحب الغاني الحزينة ُ ..تّكرني ِّ
أحب بكاء المغني لنه يشبه بك ّ ، ُ
أحب الغاني الحزينة وتجعلني أفكر ِ صنعت من فولذ ّ ، المسافة التي ُ
استحضر بقو ٍة رحيلنا المحتوم ..وتندمج صورة الشاعر بصورة ُ يأس المغني لنه يجعلني
أحب َ بكائي ّ ،
أتلنت عندما يتساقاط ورقاهما ويظهر أتلنت وهو يج ّرّ شبكته الفارغة حول عمود السماء وتتساقاط ثماره
وتتساقاط جمراته ،لحيته تطول وجدائله تتجعد على متونه ،يده النأ ل تقوى على النداء ،يده النأ في
تحطم ولم يعد في رأسه سوى الوجيج . فرت منه وقاصب ُه ّ جيب مثقوب ،أغنامه ٍّ
ويتناقاص اّيروس إلى أقاصى حدوده في هّا العمل حتى يبدو وكأنه يختفي تحت طبقات الوعد
خيولك مزقات الستار بيننا ؟ ماذا يحصل لو ِ شالك ؟ ماذا يحصل لو أنأ ألقيت ِ
أنك ِ بالمل ،ماذا يحصل لو ِ
ً
أنهارّ سمكا إلى أنهاري ؟ ماذا يحصل ِ طيورّ حملت منِ تّمرّ سقط في فمي ؟ ماذا يحصل لو أنأِ أنأ
لك ..ولي . ْ ٌ ٌ
آبارّ ؟ ..قاليل من الضوء ..قاليل من المخّبّأ فيه الكثير من السعاد ِة ِ
ِ كشفت عن
ِ لو
وجهك ،
ِ وتستعد اليد التي ستشير بالوداع إلى الظهور بالماني الواعدة كسراب :يٌد ِ
للمس الضو ِء على
َ
قامرّ ،يٌد لكي أغرّ
ِ عسلك ،يٌد لكي أُتّبل
ِ فراشاتك ،يٌد لش ّم
ِ روح ِك ،يٌد لمداعب ِة
لزرع الندى في ِ
ِ يٌد
حرائقك ..يٌد ..يٌد ..وتتناسل اليدي دونأ جدوى لنها ماّالت في الجيوب ِ أخوض في
َ خمرّ ،يٌد لكي
ِ
38
،لكن يد الوداع هي التي تحاول الرتفاع فل يقوى الشاعر على رفعها وتبتعد امرأته في الفاق ..
ثقاب مقلوب قاابل للشعال في أية لحظة .
ويظهر عمود السماء وكأنه عود ٍ
في ) لوبا ( تظهر امرأة تحاول إنقاذ الشاعر من حزنه فتبحث عنه ،لكنها ل تراه ،إنها تش ّم رائحته
لكنها ل تصل إليه ،ورغم أنه قاريب منها يلقايها في الشوارع والماكن الكثيرة في درنة وهي تحملُ
الطيور منه ول ّ
يدل عليه دخانأ ، ُ تقترب
ُ ناظوراً لتبحث عنه لكنه كانأ طريحًا قارب عمود السماء ل
لكن منطادها هبط في عالية وكانأ هو متناثراً في جحيمه ،قاررت أنأ ل تعود إلى الرض ّ ً كانت ) لوبا (
ً ً
باب طبرق وس ّدّ الشوارع والطرقاات .خاطت له قاميصا وشرشفا وخاتما وهي تمشي على خيط بين
وتدين في المدينة لكنها لم تصل إليه ..ولكنها تجمع بقاياه من الشوارع والبحر والبيوت والّقاة حتى
تكتمل هيئته فتتعرّ على شكله وتبحث عنه فتجده خاويًا عند عمود السماء فتحمله إلى كهفها ) وهي
يفيق شيئًا فشيئًا ويشعر بأنه كائنالّئبة العاشقة ( وهناّ تداوي جراحه وتطببه وتمسح جسده وتجعله ُ
يطمس جسد ُه في عسلها ُ بنهرين وتعود له رموّه وأساطيره التي فارقاها ويفتح عينيه عليها ويعانقها ثم
ويحاول العوم لكنها تدفع به إلى السفل حيث يتلل ذهبها ويكتبانأ كتابهما الوحيد ) المخابيل ( بأصابع
أقادامهما على ساحل المتوسط وعلى شوارع درنة وعلى سجادة كهفها وعلى الرمل ومدافن الماء ،خلعنا
عش على البحر ، ودمعك كانأ غزيراً جمعته مثل ِّ أحّيتنا ودخلنا إلى بحر درنة ،يدي في يديك ،
الموج بيننا يحصي
ُ وجع وكانأ
راحتيك أغني من ٍ ِ كنت على وضحكك كانأ غزيراً جمعته مثل ٍ
ّهر ُ ،
ويضع فيها
ُ ُ
حقائبه ليعود إلى بغداد ُ
يتساقاط في البحر .لكن الشاعر يحز ُم الكلم الماجن الجميل الّي
أبراجهما اّثني عشر التي ظهرت في كهفها ودارت أقادارهما في دائرة هّه البروج لتظل تدور حيثما
ذهبا .وبّلك تكونأ الّئبة لوبا قاد أنقّت الشاعر من دوامة عمود السماء ووضعته في دائرة البروج
الحسية والروحية .
منعشة آماله بتكاثر حظوظه وطبقات تجربته ًّ الجديدة
في مجموعة السومرية أحلم ..في اّتضاح جحيمها وفراديسها العالية يحاول الشاعر أنأ يسلك طريقًا
يمر فيه بجحيم نزواته السالفة لكي وعراً إلى حبيبته الولى ) أحلم ( فيجد أنه لبد من معراج ّ
ل للمرأة المغوية التي ظهرت في أكثر من يط ّهره هّا الجحيم بناره ،فيتخّ من ) ليليث ( رمزا شام ً
تجرب ٍة في حياته.
ويبدأ القسم الول في ظهور ليليث بطريق ضائع مدلهم يخترق الشاعر المجروح فيه جراحاته :
ُ
النائمة تحت أرسلت حّياتك لي ،حّيتك الملتّفة على أعمدة بيتي ،حّي ِ
تّك ِ متى تداوين جروحي ..
أنت .تظهر ليليث وتفرّ السنابل ُ
الواقافة في نافّتي ،حّيتك التي تق ّمطني ،آه متى تأتين ِ تك
سريري ،حّي ِ
يتعرق الثديانأ ،
على المياه وتصعد الجبل وحصانها يثير شهوة النبات .تتعرق رقابتها ّ ،
ولمحت نحاسي
ِ ينتشر
ُ خضاب عيوني
َ لمحت
ِ أنت
يتع ّرّق ظهرها ومطرها ينّزل في كفوفي ويطليني ِ .
فجر وكانأ ضّم ٌ ..
شمل واحٌد .يظهر صار خبزاً لي وكانأ ٌطينك َ ِ ثيابك ّ
ودثرتني بها ، ولّملمت ِ
ِ ّ
يتفطر
خليط من الجنّيات والحوريات واللهة القديمة والنساء الجحيم وكأنه المنفى الّي ُيبعده عن أحلم وهو ٌ
المندثرات اللئي يتناّعن قايعانه السفلى .إنه جحيم السحر السود واللّّات السوداء وعوالم الشبق
والكحول والحنين والبكاء والخبل وجحيم إغواءات الليل والنساء والمجونأ ..جحيم خراب الروح وهياج
ل ثمرات الجمركل التجاهات ،الجحيم الّي ل تقطف منه إ ّ .الجسد في ّ
39
ٌ
صامت ُ
طبول الشرق تسكُتها بنّادق الغرب ..مشهٌد الحضارات ،
ِ برماد
ِ ويخرج معها ولعي
ُ كتاباتي
يفضح اّنسانأ
ُ .
بالتراب ولم
ِ أعمارنا
َ ويصبح الجسد هو المحور ،فهو الّي يوصل إلى المطلق :خلطت القادا ُم
وليتكوم الماس
ّ نرجس تحت لهاتي ٌ ّ
لينشق فلقت تللَ ِك بفمي
كنت ُ التحديق في المطلق ُ ،
ِ نتعب بعد من
أعضائك ببخاري
ِ الفراشات المتطاير ِة من
ِ ُ
أرشق ُ
وكنت ولترج الشمس إيقونة الفم ،
ّ السوُد في الهاوي ِة
الشمس الضارب ِة في
ِ جّور
ِ مع
الغابات َ ،
ِ طاعتك ولتتشاور أقادا ُم ِك ،في
ِ ليتكوم في
البعيد ِّ هاشًّا على
ّ
السفل
ِ العالم
ِ .
وتختلط ليليث الشيطانة بأناهيت اّلهة وتقع الساطير فرائس في كمائن الجسد ..وينفتح التاريّ
الندلس تأتي ..من شارع حيفا تأتي ..تستعمر ليليث
ِ بورده وجنونه على المدنأ الحاضرة ،من ساح ِة
أنسابك
ِ الرصاص ،سلسلة
ِ مصنوع من
ٌ ٌ
معقوّ صليب
ٌ ستعثر على تميمتها ..
ُ الباب
الشوارع وأمام ِ
َ
ُ
القرونأ الوسطى تشجعني على غيرتها الهواء ..
علبة السجائر ،أمزجتي ّ ُ
وتسقط ُ ُ
تنفرط على العتب ِة ..
العقائد
ِ طبقات
ِ الحب أكثر من الدخول في .ممارس ِة ِ
الفضة وأعلق في يدي ِ الغامض ..ش ّم العنبر وش ّم النهود وش ّم
ِ الطريق
ِ ٌ
رحلة في لم تعد الكلمات تنفع .
يتفطر ،
ُ اليافوخ يغلي والحدي ُدِ ونور
يلمع ُ القز ُ وتر ّ
وأكتب على يدي الخرى ) أجهرط ( ُ ُ الرعد
ِ سور َة
يصعد من هنا ُ والقمر في ميزاني
ُ ُ
والحوت حرير
ٍ وينقلب ّغُبها إلى
ُ أسد ّ
يعضني ينقلب خاتمي إلى ٍ ُ
بعد آخر ً
الكواكب كوكبا َ ِ َ ّ
الفرو تبسطني وأنا أفك أّرار السماء وأفكك ّناجيل ِ ُ ُ
وينّزل من هناّ ..رائحة
ُ
والحمد وأشيل الثلج ِ َ ُ
النور من بشرتها وأشيل صفحة الحضر ِة َ ُ
جسدها تضّيعني ،أشيل صفحة ِ ونقاط ُِ
َ
لدخل في مصباحها
َ وأحفر ..أرفع
ُ الحروّ
ِ أنفّ في كراسيالمسبر ُ
ِ ُ
وانفّ في الحمام طبقة ُ
وأشيل َ
ِ
أتوسل بشّباّ إيل :ُ ُ
وأتوسل بالعروة ..ف ّكي ه ّمي .. ُ
أتنصت لنين الزمانأ وأفك شفتين وأبوس ..ظلمِها ّ
أنعط أن ُم أهوي وفمي حصاني ..فمي الّي أدرّ به القمر وأذوق به الظلم .وبعد أنأ أغمط ُ
ُ فرج عني . ّ
اتحدت ليليث بأناهيت ) الشيطانة واّلهة ( تقتربانأ من ) أحلم ( لتتحدانأ بها ..وهكّا تتحول العشيقة
حواء ..وتستعيد المرأة صورتها السوداء والبيضاء في حلم واحد وفي الشيطانة والعشيقة اّلهة في ّ
أحلم الشاعر .
وفي القسم الثاني فردوس أحلم ..يكونأ الشاعر قاد اجتاّ أهوال جحيم الجسد والليل واقاترب من فجر
الفردوس الّي هو فردوس أحلم حيث أمواج الغنيات الدافئة الحنونأ والبوح العاشق والصبر العاشق
قاي ّ
اللّة وتعاليها .. ور ّوالمل ،حيث سلم الجمال والحب والحقيقة ،إنه وضوح الروح وسحر الوله ُ
لكن
ّ
أحلم لم تكن موجودة في فردوسها ،لقد رحلت إلى بغداد وتركت عاشقها وحده مع الّكريات القريبة
سعيا إلى لقا ٍء يجمعهما في المستقبل .يبدأ الشاعر بعزّ قاصته مع الفراشة التي حملت على والبعيدة ً
خيول الضو ِء بخيول الظلم فيها ومع سحرها ُ أطرافها ذهب الزمانأ وصاحبة العيونأ المثلثة التي تصطد ُم
بندم بعض ذكرياته المطلق الّي يجعلها ترفع المنارات في روحه وتنشر الطيور تحت سمائه .ويستعيد ٍ
كنت
سرحت ،لقد ِ ِ عّاب
ٍ وأنك ،مثل دموعي ،في غربتي ،من عت ِ ، ض ِأنك ِ
سيغفر لي ،لو ِ
ُ معها :من
ْ
الخرين .ويزور ينابيعها الكونأ أو أّتقي به برص
َ أجوب به
ُ َ
الجمال غصن
َ كنت
وردي وروحي وقاد ِ
وينابيعه في العراق حيث طفولتهما وصباهما في الشطرة وكركوّ وأربيل والبدعة والمحاويل ،ويتّكر
مغن وّرعت جوال إلى ٍ حولته من ّ أسراره القديمة لكنه يتدفأ بها ول يبوح بها لها ويرصد ما فعلته به فقد ّ
في فمه البّور وجعلته يطوّ البلدانأ ويغني ،وهي التي عجنته ووضعته في القمر فأخّ يتأملها من
ويمد لها ذراعه .ويطلب من إله الحسرات المقيم معه أنأ يربط النهر الّي جف بقلبه بندى دجلة هناّ ّ
ُ َ
يجتاح دمه الطوفانأ :ض ّم الضفتين ولنكن في ضفة واحد ٍة نحيا فقد طال الشتات .وتظهر أحلم وكأنها
40
البؤرة التي تجتمع فيها نساء التاريّ والساطير ) حواء ،عشتار ،إيزيس ،مريم ( وتظهر وكأنها
الرابط بين أم الشاعر وابنته .وحين يرى آخر صور ٍة له معها يجد فيها المل والقوة والبسالة والجمال
الدمع
ُ فاضوأنه يتكّ على معمارها ولكنه حين يتّكر منظر وداعها له يشعر بأنأ الموت يحفر فيه :أيام َ
تخرج من
ُ بل الناس الجريحة ّ ،
ِ صوب بغداد
َ وترجع
ُ ل تمضي النار ّ ،
بل قاواف ً درب ِ وبل َ من أحلى العيونأ ّ
مطوحين بصمتهم وتتحول إلهة الحلم السومرية الحروب ّ
ِ الحباب ينحدرونأ من ليل
ِ ّع آخر
مقابرها تود ُ
) مامو ( إلى أحلم بعد أنأ تمنحه التمائم ليتحول نحوها .ويتّكرها وهي تغني في عيد رأس السنة وهي
تجمع المطر والجمر في كيانها وهي ترسل إغواءاتها له فالشجار بعض ترجمات فيضها العجيب
والنهار نبضها ،ويستدعي الحمائم بهديله شجنه وشجنها فتصبح نداء الّ ) ياقاوقاتي ( رسائل له ولها .
كل هّه المتاعب ،كم لكن حلمهما الراسّ في الحب والحرية هو القاوى والّي يخترق ّ
ً
صعبة ؟ كم تسلقت طرقاًا
ُ وأنت تبكين ؟ كم
لو ّحّنا لبعضنا بالوداع ؟ كم افترقانا ؟ كم حملت حقيبة سفري ِ
تعبت أقادامي من السير ،ولكن حلمنا لم يفارقانا ،حلمنا بالحب والحرية لم ينطفّ .ويزداد اّصرار
على أنأ حبهما وحريتهما وحرية بلدهما هي أساس ما تبقى من مستقبلهما ..قاد نتسلق الجبال من حديد ،
وقاد نقطع البحار وقاد نكتب رسائل الفراق واللم ..لكن حلمنا بالحب والحرية يكبر مهما طال الفراق .
وهكّا يعود الشاعر إلى حبيبته الولى التي بدأ بها في بداية هّه المجاميع فقد كانت ) بوبولينا ( في أول
قاصائد يقظة دلمونأ هي ) أحلم ( التي يكتب عنها في آخر قاصائد هّه المجاميع ..فهل يريد الشاعر أنأ
حب حقيقي في اليد لكي يقول لنا بأنه يحاول إقافال الدائرة أو إكمالها ..هل يريد أنأ يقول بأنه لبد من ّ
يكونأ تعويّة اختراق هّه الهوال والغابات والمصاعب والرحلت التي خاضها .ربما ..وربما كانت
ً
مشحونا ً
ممتلئا ً
ناضجا نوع من تخصيب ذلك الحب الفطري الرومانسي وجعله حّبا رحلته هّه هي ٌ
ُ
قاويا .هكّا إذنأ تصعد وتهبط قاوة السحري واّيروسي وهي تمضي في رحلتها الطويلة هّه ، متوتراً ً
حس ّي طافح
وهكّا تنفتح اللغة على كيمياء الجسد لينتج منها ما هو روحي فائق متصاعد وما هو ّ
متبوعا بجحيم في دورة ل تنتهي ليقطر ً والفردوس
ُ ً
متبوعا بفردوس بالملّات العنيفة ،هكّا يظهر الجحيم
الشعر ولتظهر في آفاقاه كل هّه الحيوات والمصائر المتصارعة. ُ من خلل كل هّا
خزعأل الماجدي
درنة /ليبيا
11/ 7 / 2003
a_khazal@hotmail.com
41
يقظة دلمون
42
1980
ل تاريخ
إ ّل تاريخ الروح
سانأ جونأ بيرس
43
كتاب بوبولينا
جــــــــــــــــو المــــــــــــــــرأة
ّ تنــــــــــــــــدّ طويّ من
ّ أن الرجــــــــــــــــل الــــــــــــــــذي
الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرخي
ّ
،من عأطر يــديها ،من نهــدها ،من ركبتيهــا ،من شــعرها ،ومن ثيابهــا المسترســلة اكتســب
رقة في البشــرة وأناقـ ًـة في اللهجــة وضــربًا من التــأنث إن خلت العبقريــة منــه لم تسـ ِ
ـتوف ً
شروطها الفنية مهما بلغت رجولتها وعأنفها ،إنني عأنيت بقولي هذا ،إن الميــل المبكــر إلى
المعطر يخلق العبقريات السامية. ّ البراق،المواجّ ، عأالم المرأة ..إلى هذا الجهاز ّ
بودلير
44
بوبولينا
سأغني
المسرة
ّ عندما ُ
تهبط في الرض
العشب والما ِء
ِ وأسميها بلد
المجرة
ّ أس ّميها
وأناديها طوي ً
ل
الصبح
ِ بانتظار الفجر والطير الّي يسعى مع
ويستلقي بروحي.
النهر،
إنها عند ضفاّ ِ
هّا الما ُء منها
وضباب الليل منها
ُ
ً
جنونا ليتها تمتلي ُء النأ
فُتغني..
َ
الخيل وتأتي تسرج
ُ
ُ
يعرّ ماذا تفعلين؟ من ُترى
الرقاص من الليل إلى الفجر
ُ ربما ُ
يأخّ ِّ
فتلقين إلى الفجر يديك
وتموتين..
45
إليك
فيرمونأ ِ
ورد ًة في ِ
القبر
في
السهل ،الّي ّ
ِ ُ
يعرّ ،يا سيد َة من
يقرب مني؟
ومن ُ
ها أنا النأ مع الطير الّي عاد
أنادي :بوبولينا
إنها بين الرعاة الطيبين
يدها في يدهم ،ما ُء صباها
من ندى الصبح عليهم
إنها ُ
تقفل في البحر كتابًا
وتغني عنده الريح
وأفواج الطيور الراحلة
بوبولينا..
معي النأ من الشعر قاليل
كثير
ومن الوجد ٌ
وعيناّ
ِ ولي الشمس
المر
الزمن ّ
ِ ونار
ُ
وأحل ُم الصغار.
ْ
والوجد؟ هل تعودين إلى أيامنا
للبر مع الغزلنأ عند الليل؟
هل تأوين ّ
ما ّال الرعاة
تقترب الشمس من الماء
ُ عندما
46
يغنونأ طوي ً
ل:
َغ ُرَب ْت شمس النهار
غربت عنا وصار
أشجار غريبة
ٍ بيتنا ملجأ
غربت طفلتنا َ
وسط البحار
يا ندى الغيم أطعنا
إننا في السهل ما أتعبنا الليل
ولكّنا مع العشبة ضعنا
هاهمو ،سيدتي ،بعض رعاة السهل يأتونأ خفافًا
حين استوقافهم
ثمر الروح ُي ُ
شرق فيهم ُ
ويستلقي ،على أغصانهم،
مطر ال
ُ
فألقيه سؤا ً
ل:
إننا أبنا ُء ع ّم يا مطر
إننا في النور
في ماء القمر
دمنا ..ما ٌء ودفلى
درب السفر
دربناُ ..
سر بنا وامطر علينا
ْ
واستلق فينا.
ِ واسقنا
أنت...
ِ
47
يا آلهتي الولى ..أعيني
ً
فارسا ل يعرّ الموت
ول يحني الجبين
أنت يا آلهتي الولى ..أعيني
ِ
جسدي المتعب
والروح التي تّوي وقالبي
فأنا جامع أوراد أغني
الورد في الماء وأمضي
َ ثم أُلقي
خالق ال عشقًا
إنني أكثر ِ
بوبولينا
إنني أعّبهم قاو ً
ل
فقولي للسهول
د ُم ُه حمرةٌ ورد الرض
والسحب النبيلة ْ
ُ
عقدةٌ في حاجبيه.
48
أناشيد
نشيد الغريب
عيني على الولد المسافر في مجاهلها
وسيدها ّ
الشم ْ
عيني َ
عليك.
َ
ظمئت !
ما كانت لك الحسرات
مستباح
ٌ غير َ
أنك
كلما غادرت َ
بيتك
في الشوارع والروابي والعيونأ
كلّما نبتت على دمك الغصونأ
السيف في َ
يدّ الجميلة ْ ُ كلّما بارّت كانأ
وردةٌ ترشقها في الرض
الرض وروداً مستحيلة ْ.
ُ َ
تشتعل كي
نشيد الخمر
يا صبا قالبي
49
الخمر على ثوبي وأكتافي
ُ طفا
وناداني جنوني
للعشق ُ ..
فقمت ِ في بلد ال
ُ
وأغمضت عيوني الخمر إلى رأسي
ُ وسما
من ُترى يسمعني النأ إذا غنيت؟
شهي
والما ُء ّ
شعرّ السود للثديين
ِ ٌ
ناّل من
للخاصرة الوسنى
ُ
أسكن فيه وللبيت الّي
ٌ
ناّل للقدم الثابت حيث النبع
والرض البعيدة.
نشيد المسرة
هكّا نبقى
لنا أنأ نسقط النأ وأنأ نرقاى
فكّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّوني..
غابة مشتعلة ْ
وأبدأيّ ..
هزي بروحي
شجر الخلق تريني...
ساقاطًا ّهراً
عأليك من لوركا
أخاف ُِ
الفراشات صفراء
وكيف الجفونأ ْ
تسلّمني للنعاس
وتتركني هادئًا
والسنونأ
طير أليف !
تغادرني مثل ٍ
***
الفراشات ٌ
ميتة فوق مكتبتي
والزمانأ
ٌ
ساكن في مكاني ،وفي راحتي
وقاد ذبلت شفتي
واحتواني الّهول
وما ُ
ّلت ألقى الطيور
عنك
وأسألها ِ
عن طفل ٍة
51
أراحت حقائبها في بلد
غصن لوركا قاتي ً
ل ُ هوى عندها
في،
المرارات ّ
المنارات في قابر لوركا
وقالبي يبادلك الحرقاة النأ
كانت لنا
بلٌد نقلبها في اليدين
ٌ
وأرض تحاصرني في المساء.
***
الكتب الواقافة النأ على الحائط
ُ
ما عادت كما كانت
ول ّ
كل صحابي الطيبين
الشعر ما عاد
ُ
وما بي ليس شعراً
ُ
الوحشة يا سيدتي إنها
فلتقفلي الساعة جرحًا
عند غرناطة
ولتأتي
كما تأتي الطيور
***
قامر
قابر لوركا ٌ
ُ
يخشع في الليل ويحني
ُ
52
وأبراج السماء
َ جبهة َ الرض
مطر
اسم لوركا ٌ
يسقي الزمانأ
خمر َة الدنيا
روح الشعراء
ويستنطق َ
دمه ،مثل ورود البحر،
صدرّ
ِ بكفيك إلى
ِ ُ
ضميه
وابتلّي..
وصلّي عنده الفجر
شعرّ
ِ وغني عندما يغفو على
وانسلّي مع الصبح ّ
إلي
***
الريح
ُ يا صديقي الكبير الّي داهمت بيته
َ
انطفأت كيف
َ
اشتعلت بنار السماء وكيف
القميص الّي عند لوركا قاميصي
العيونأ التي عنده في جبيني
الشفا ُه ..شفاهي
في.
الرصاص الّي فيه ّ
ُ
تعال..
عليك ُ
أخاّ ِ تعالي..
أتيت
الدمع لوركا إذا ما ِ
َ فلن يّرّ
53
فما عنده ..ليس عندي
وما كانأ عندي
يروح إليه..
***
صغار ُ
نحن ٌ
كالطفال
حبك !
أنس ِ
ما بالي إذنأ لم َ
54
غأيابك كالقديس
ِ ملقى في رائحة
ً
"غداً ..وغداً
فأمضي
لعينين واسعتين ّ
حد السماء.
بعدك
الليالي ِ
يجالسني ّ
كل يوم صديقي
الخمر
َ وننتظر
ُ
الخمر روحي
ِ أبهى من
ومائدتي مورقاة ْ
55
الخمر
ُ ويشتعل
أُلقي بنفسي
نار الجنونأ
لنارينِ ..
ونار مس ّعرة في الجسد
ٍ
ً
خفيفا ّ
وأستل ً
سيفا
أبارّهم واحداً واحداً
يسقطونأ،
النار وحدي
فتأخّني ُ
ّ
وابتل بالماء حينًا
وبالليل حينًا
أنت التي قالت يومًا
ِ
وكفاّ َ
فوق جبيني ِ
وعيناّ في الغيم:
ِ
ٌ
طريق طويل هّا
وآخره الموت..
غأيابك
ِ رائحة
صديقانأ
وكتفاّ
ِ كفي
المضيق ول الما ُء
ِ ل ّهرةٌ في
ُ
نحن اللّين ابتلنا هوانا
البحر سراً
َ نودع
بأنأ َ
العشب سراً
َ وأنأ نطأ
56
ْ
الصافية وأنأ ندخل الغابة
العمر
َ وأنأ نحلم
العمر يمضي
ِ ٌ
بعض من
صرت إ ّ
ل الّي كانأ ُ وما
ً
محترقاا في هواي
وممتلئًا بالجنونأ.
57
أناديك كأفعى
ِ وفي الليل
وحدي النأ ..بعيٌد
ُ
أجمل أصحابي كتفي
وأشعاري ،مع الوحشة ،تسعى.
المر
أحزان الولد ّ
ً
واضعا يدي بين نهرين
مستسلمًا للرقااد،
ً
ومنحنيا فوق ماء من النور
ألقي السحاب ّهوري
أنت
وفي الروح ِ
ْ
الصافية مناراتك
ِ
ْ
المقفلة وأبوابك
ْ
الغافية وأغصانك
فهل تّكرين الليالي؟
استرحت على راحتي
ِ ويو َم
ويو َم التقاني اليمام
احترس
ْ عنك قاال:
وحدثته ِ
ُ
احترست ُ
وأيقنت أني
عنك الفراشات ُ
فحدثت ِ
فاستوحشت
منك
وقااربتها ِ
سر روحي فقالت:
وبادلتها ّ
58
لك ال
َ
ابتليت بهّا ؟ َ
كيف
***
استكيني على كتفي
ولَن ُم ْت،
منحنين ببعض
ومستسلمين ،الشوارع كسلى
ٌ
وساكنة روحنا
والّي كانأ،
يطوي جناحيه فينا ويهدأ..
حجر ساكنوها ،انتهينا
وفي قااع ٍةٌ ،
وعينانأ مثل الّليء
تقولنأ شيئًا عجيبًا
حنين جليل
ثابت أو ٍ
قادر ٍ
أمن ٍ
أو النار تبكين ؟
-خّني
وما بعدها من كلم.
***
وحدي
بين جموع متعب ٍة
أي الخطوات أ ّقادم ل ُ
أفقه ّ
وأي الصبوات أغني.
ّ
59
رحلت
ِ َ
كيف
ً
وهضابا بارد ًة وطأت بلداً قااسية
ِ َ
وكيف
يديك سما ُء الدنيا
طوع ِسيدتيُ :
المر يديك ُ
الولد ّ طوع ِ
سيدتي..
نحوّ
ِ وأجرجر خطواتي
ُ أبكي
ألقاّ
ل ِ
ُ
فأصرخ :صحبي
ل ألقاهم.
أحني رأسي وأهي ُم
***
تعب
ٌ
ُ
البرية والطير َ
تخشاّ
َ
لسماّ مطيع
ٌ ل َ
أنت
مطيع َ
نفسك ٌ ل أنت
فمالك تقرأ شعراً وتغني؟
مسار َّ؟
ُ أين
قال َ
الجمع
ُ هّا
صحاب ألفوا الراحة
ٌ
وماتوا قابل الفجر
تقرع أجراسًا في الليل ما َ
بالك ُ
ُ
وتصرخ
60
ْ
قال..
السفر؟
ُ تعب هّا
هل من ٍ
قالق؟
هل من ٍ
رغبات كاذبةٍ؟
ٍ هل من
ْ
قال أين ُ
تريد
وماذا تبغي ؟
***
المر كتابًا ُ
يقفل هّا ُ
الولد ّ
لينام..
الصبح
ِ آخر في
ويفتح َ
بلد أولى
ومثل ٍ
يعلو الشعر وتعلين
لولّ
ِ الشعر يكونأ أليفًا
ُ فل
ميت
حقل ٍ
أنت تمرين على ٍ
ول ِ
إل ونمى.
61
كتاب النبّء
سرا
إن لم تكن تشعر بتأثير السماء عأليك ّ
َ
ولدت ،قد جعل َ
نجمك ،حين وإن لم يكن
َ
منك شاعأرًا فمن الصوب أن تزرع الكرنب.
بوالو
62
آخر النبّء
ٌ
جبهة ل تخونأ مطاوعة
وطّيعة خطوةٌ للجنونأ
ْ
الحالمة روحه ٌ
وفاتنة ُ
بالمسر ْة
ّ ومأخّوةٌ
ْ
الساهمة. أساريره
فيا للمير الّي ،ذات ليلة،
سف رمى رأسه َ
فوق ٍ
ونام
ولكنه لم ْ
يمت
***
أجب ..يا صديقي الوحيد
ْ
َ
أتعبتك الليالي الغريبة ؟ أما
لفجر جميل
وقاد كنت تسعى ٍ
وما َ
ّلت تطوي الطريق الطويل
لّيّ
بخمر ٍ
ٍ َ
صباّ وتسقي
ّ
لتنسل مبتعداً
63
حائراً
إلى قالعة ْ
تالفة
سكرانأ ..تهّي
َ وتنتظر الفجر
ْ
سالفة. بأغني ٍة
***
مر ًة َ
قالت :
ّ
كل النساء
ّ
تجمعن في امرأة
ُ
فضيعت روحي بها
ُ
وأودعت سرجي لها
وأرخيت صدراً يناّلها
ُ
وارتويت
أي أمير
فراقاصتها مثل ّ
جليل
لص ٍ وغيبتها مثل ٍ
وقاّبلتها وارتحلت.
ٌ
حزين
ُ
فرحة الطير وبي
أمضي خفيفًا
ويحملني فرسي
غيم
فوق ٍ
مسافرةٌ أذرعي في السماء
الحجر.
ْ ٌ
وثابتة أرجلي في
64
في الشمس أكثر مما ينبغي
العربات
ً
واقافة في المضيق
فماذا يريد الفتى ؟
وأي سماء يناّعها ؟
ّ
بر يعاكسه ؟ ،والرياح
أي ّ
ّ
رمت شعره فوق كتفه.
ألم ينته للسماء التي َ
قاال عنها !
مدنأ في البحيرات مملوء ٍة بالّليء
ألم ينته إلى ٍ
ألم يحترق في الجنونأ ؟
الخمور؟
النساء؟
إذنأ أين يمضي؟
وأي الخيول يح ّملها ما يشاء؟
ّ
أفق
مستكين لهّي الجنود الخفية َ
فيك ٌ
خدر
ومستسلٌم ٌ
65
والسماء
ٌ
مشعشعة ّاهية
وقاد حانأ وقات المجاهيل
والروح سكرى.
ُ
قالب َ
يجرجرّ النأ ٌ
ساحل ل يلين
ٍ إلى
بيت َ
آبائك الولين. إلى ِ
***
ٌ
عيونأ الرجال
ِ له بين ّ
كل
ُمس ّعرة
ُم ّرة
ُمشتهاةٌ
66
قلعة روحية
صباّ الّي ل ُ
يطال َ فسيح
ٌ
ٌ
وموحشة مثل روحي
نهاياتك المقفلة
َ
يصطفيك فل ٌ
ّمن
كوكب ينتهي َ
فيك ٌ ول
صبح ُ
يفوت عليك ٌ
َ
يحاذيك ل تنثني. ٌ
وليل
فيالي وللشعر
هّا الصديق الوحيد
له أنحني وج ً
ل وأصلي
وأمير جميل
ٌ له ينحني ٌ
ملك
متعب مثل هّا تغادر؟
ٍ ّمن
أفي ٍ
طرق ضّيقة؟
ٍ أفي
تضّيعنا يا صديقي
وُتسكننا التيه.
مثل السحابة
67
تجرجرنا للبعيد الّي َ
فيك
تمضي
وتتركنا لهوانا نغني.
***
نخب الزمانأ وأهوائه
يغنونأ َ
والزمانأ..
يجرحهم بالليالي الطوال
ّ
ويزهونأ
عرشًا وحلوى
ومائد ًة َ
لست تهوى
إذنأ ليس جلداً أميراً عليك
ْ
الشفة ول ً
عنبا في
ْ
مترفة ول خمر ْة
ولكن قارعًا نبي ً
ل يناديك
سرا
يدعوّ ّ
إلى قالعة شامخة
ستدخلها وتقول :السلم.
***
هنا..
ْ
خفيفة وشمس
ٍ كسول
ٍ وصحو
ٍ لّيّ
غفو ٍبعد ٍ
َ
أناديك ..أصبو إليك
فلي ٌ
مقلة ل تنام
68
ولي ٌ
كلمة كال ُمدام
فارس ل يخونأ
ٌ ولي
والهمس للروح
َ والشعر
َ السحر
َ يعلمني
ٌ
سيف نبيل عصاه
وخميته ٌ
قالعة واحتفال عجيب
نبع أهلي القدامى
وبردته ُ
وخلوته خمر ًة وندامى
ٌ
غامض مستريب وأوله
وآخره معتٌم ل يدانى
فهل تعرفين الّي يحتمي بالشجر؟
وهل تعرفين الّي يختفي في المياه؟
وهل تعرفين الّي في الجسد؟
يجرجرني كل ليلة
ْ
ّائفة إلى ميت ٍة
مستقر ملي ٍء بروح المحبين
ّ إلى
فرسانهم
قاائديهم
شعراء عزيزين.
هّي العيونأ
تعّبني كل ليلة
وتزحمني بالجنونأ.
***
69
باللهب
ْ مكتو ٌ
مغلق..مقدّسٍ ..
ٌ
خافق ٌ
نابض في دمي
للمشاعل
ِ ينحني
ل ينحني لحاملها
البرق
ِ ملجٌم ْ
هامة
ل يستريح
ذاهب للقااصي البعيد ْة
ٌ
ٌ
عاصف مثل ريح.
***
أيها الشعر
ألقي خطاي
ً
مستلقيا فيه ل ألتفت إلى النهر..
ْ
فارغة سأتركها ً
قالعة
وأتركهم شعرا ًء صغار
ً
مهادنة روحهم
ومستعّبونأ لجامًا
ومستسلمونأ لقادامهم
لسوار بأعناقاهم.
ٍ
ُحلّني يا صديقي
شوّ قاديم وأحيا سأسرقاها ً
نبتة مثل ٍ
ففي الروح بعض الصدى والشجونأ
للهة ما أفاقاوا
70
وآلهة متعبين
هنا أيها الزمن السلحفاة
أقا ّدم خطوي أخيرا
فل الشعر باب الخلص
ول القلعة الساكنة.
يدي
أطوي ايامي بين ّ
الطير صديقًا
َ وأتخذ
َ
والبرية قمرًا أسكن فيه
مفتونًا بغناء السفن الطالعة
من أعأماق البحر
وبالمدن المنهارة فيه
وبالموتى المرفوعأين جباهًا
ُ
عبرت تحت الغصانأ،
بري وسماء صافي ٍة وكانأ ّ
الحطابونأ يميلونأ إلى حقل ّ
وغابات من ورد أحمر
ٍ أصادّ أحراشًا سوداء
ُ ُ
كنت
قاطيع الغيم إلى ضف ٍة نائي ٍة وأغني ُ
وأسوق َ
مأخوذاً بصفاء الفجر
ومقاداً بجنونأ العاشق للشمس
مروي بجّوري
ّ الماضي غسق
71
وفضا ٌء محتشد بطيوري
ٌ
مطاوعة قادمي. والرض
اذكر..
ل ُ
ً
فرحا في وأخرج
كانت أيامي تتزاحم ّ
ل أذكر..
وموائد ُت ُ
شعل شمعًا َ ً
شامخة وجدت قالعًا
ُ يو َم
ُ
ودخلت إلى صالت فاره ٍة ومداخل صفراء
قارونأ غابر ٍة
ٍ وآله ٍة من وحي
ُ
وسكنت لمائد ٍة سكرى
وشدوت..
كنت مليئًا بالفرسانأ وبالنبلء بالطفال الروحيين
ُ
ّ
أشد يميني
ُ
وأبارّ آلهة الليل.
غأناء الفارس
ُ
حركت خطوي حين
إلي ُ
والطريق استراح ّ
مرمر فاتن
ٍ ُ
ولمحت الفراشات تزهو على
ذابل
ورق ٍوتنا ُم على ٍ
ُ
حركت خطوي حين
إلي
والطريق استكانأ ّ
الفجر
ُ ُ
الحبيبات نامت ول الجراح
ُ ل
72
ً
صبعة في ُ
البلد التي سكنت ّ
والسماء التي أقافلت كالمحار
أحتوتني ..ونامت على كتفي
ُ
الّليل ارتخى َ
تحت ساقاي ُ
والطريق
***
ُ
الصيل لشعبي والنهار
ُ ناذر فرسي
ٌ
وهج آبائي الشامخين القدامى ٌ
حامل َ
سائر والندامى
ٌ
قامر ل بس ُحلّة العرب
ٌ
ودٌم ٌ
فاتن في الشفاه
والصبا والغضب
ٌ
ماسك غي َم أرضي بروحي
واللهب.
ُ وصديق الّرى
أمير الغيوم
ُ
أتمايل بين الغابات الولى والفجر الول إني
ل أعل ُم ماذا أهوى
ً
صاخبة اقارب شطانًا
أو كيف ّ
هّي الماد
تقود إلى الماضي مزهواً عبقًا
للنهر ُ
أقاود خيولي
واباركها بالماء
ُ
وأقاول لكل فراشات الروح
73
انبعثي لهبًا
الحب جواٌد ّ
أبدي ل ُ
ل الشعر جواٌد ّ
ابدي
ُ
المائل في ّاوية الكأس جوادٌ. ل الصفو
للشامخين فقط
ُ
حركت خطوتي حين
والطريق اصطفاني
ُ
الورد والقصب َ
نبت
والسنونأ الثقال أخرجت
رايتي العاشقة.
فجا ًة كلّمتني المياه
الطير
ُ وصاحبني
وغدا الكونأ ً
قابة
وردائي دثارها
ُ
حركت خطوتي حين
طاوعتني الكلمة
وبدت لغتي ً
غابة وغصونًا
الرض
ِ حرّ ُ
يحيط بخاصر ِة ٍ ّ
كل
ٌ
مسكونة بحروفي والرض
صارت الكلمات عناقايد
ابراج مملك ٍة في السماء.
َ والعناقايد
74
فجا ًة..
إلي
هيأت نفسها الكلمات ّ
وهيأت نفسي إليها..
نبي
عربي ٌ
ّ ّ
كل
ْ
مملكة وخطوته
ٌ
خيمة وبردته
مستقر عليه
ٌ وجناح المدى
ْ
الحالكة وليلته
ٌ
موطن لبتهالت آبائِه
هل ّ
تحدّ عن ّهوه؟
ورحيل السنين
ِ عن مقاماته
التي طلعت لؤلؤاً في يديه
عن الشجر المستقيم إليه
عن الروح مشبوبة في خلياه.
عن صبو ٍة ترتقي فيه للصلة
عن سحاباته واحتراقااته
عن الجرح في جّعه وهو منتصب
قاائٌم عند أرض
ووحد ُة أيامه في السماء.
75
شاعأر يستقبل الفجر
ٌ
ً
محترقاا أرسم قامراً
وفصا ًء محتبسًا
ُ
ملمسة جسدي ل النار
كفي
قاريب من ّ
ل الماء ٌ
أنادي أصحابي ّ
الضالين
ُ
وأحمل نار الصبوات
ل وبقاعًا
في سهو ً حيث الماضي ُي ُ
شعل ّ
خيام هادئ ٍة في الشرق. ُ
سأقاود إذنأ عرباتي نحو ٍ
***
أين جموحك يا ذا العينين الباسلتين
وأين هيامك بالخمر
أين حنينك للماضي الغابر
عليك إذنأ ً
شيئا ل ُتبقي السنوات َ
كهل
واد ٍ ُ
فتقود القدمين إلى ٍ
وتنا ُم على أغني ٍة كسلى
يا صوت الفرسانأ أغثني
76
يا صوت المراء المزهوين
حرّ من مجد الّهبيين
ٍ يكتب آخر
صبي ُّ جرح
َ جفّف
مملو ٌء بالفتنة واليام الولى.
في الصفوة
وحدي أختار ملذي وأتربص بالشمس
وراءّ
ِ
بري ثانية
حقل ّ ُ
أميل إلى ٍ
مسحوراً بعصافير تغني
وعصافير ُتعاد إلى منفى
تأسرني وتنا ُم بروحي
ُ
لصيق الروح الجمر
ُ
ينبوع يطفيء جمري ٌ
خالية من وأرضي
ٍ
كهل
أنت طويت سنينك في يوم ٍ
وعبرت نهارات صافية وجنانًا
َ
من سبّ الجنات الكبرى
وندمت كثيراً يو َم أفقت
َ
على وحدة ايامك وضجيج لياليك
وأجيئك يا أيامي المسكونة بالريح
ِ
صاّ
ٍ ليل
أقاودّ في ٍ
ِ
منك النور ُ
يتساقاط ِ
وأسرار الروح وغابات الورد
وربات الشعر الولى
77
صاّ
ٍ بحقل ُ
وصراخ الشعراء الموهومين ٍ
***
افتح ابواب مدينتي الكبرى
ُ
وأرخي رأسي فوق السور
وأحل ُم بالفرسانأ المزهوين.
الوراق
ورقة السيف
ُيلقى على كتفي ردا ًء
ثم يقرأُ كلمتين
كفي محترسا
ويفر من ّ
ّ
ُفأ ُ
ذهل..
الشقي
ّ الجسد
َ طار وخلّف َ
كيف َ
َ
وكيف طار..
ً
يابسا ً
عشبا وأسكن الشفتين
َ
ودمًا كئيبًا
طار..
كيف َ
وما ّ
أطل مودعا
وحدي إذنأ أبقى لخر ساع ٍة
ويغادر الفسانأ مائدتي ُ
فأذبل ُ
ُ
الحبيبة.. ل
ل القصيد ُة في يميني
78
نفسي تجرجرني إلى البهى
ً
كوكبا ُ
فأسكن
وأدير كاسًا في الرمال وأهتدي
ُ
الشعر
ِ للشاعلين صباهموا في
للمستوحشين
للسائرين إلى القااصي
للّاهلين بنبت ٍة
والغارقاين بغابةٍ.
فأنهب ورد ًة
ُ يبقى معي سيفي
الغبار ُ
أليف نفسي ُ ً
فارسة إلى جسدي، ّ
وأشد
والهوى
جفني
يطفو على ّ
ٌ
مشاغلة عيوني ل الدنيا
قادمي
محرّ ٌّ ُ
الزمانأ ل
أتعب !
ُ
ما ُ
أقاول ُ
تعبت
تحضنني الشواطيء مر ًة
وتقودني أخرى إلى موتي
ُ
فأجهل ما أريد.
بي سيٌد يسعى إلى الصبوات
ْ
ُيركبني جوادي
ُ
ويشد لي سيفي
79
ويأمر بالرحيل.
ُ
ورقة الطريق
كيف
ل ُت ُ
مسك السماء ؟
بيديك الغصونأ
وعليك ُ
امتل الحروّ وأشكالها
ٌ
أصيل سفر
والقصيدة ٌ
الزهو تمضي
ّ َ
وأقادامك الطيعات إلى
والنبوة
ّ َ
لعينيك فتنتها
جوهر في اليمين
ٌ قادر
ٌ
َ
ابتلتك الصبا وللشمس يو َم
ِ
َ
ابتلّ الجنونأ وللشعر يو َم
ِ
فكن كوكبًا للّين استفاقاوا
وللشامخين
وللخارقاين سما َء العصور
وللطائعين انبعاثاتهم والمغنين فجراً
َ
وللنور ُم ً
نزلقا في يديك.
***
صبي ينادمني ّ
كل ليلة ّ
وُيسكنني التيه والصحو
يعلمني أنأ أنادي السماء
الموت حراً
َ وأنأ أطأ
80
وأنأ أعتلي ُف َ
لك النبياء
لي النأ أ ّ
ل أكونأ
ولكنني سوّ أمضي بعيداً
ّ
ليبتل بالفجر قالبي
ّ
وتبتل بالشمس روحي
ْ
ممكلة ُ
وأخلق من كلم ٍة
ْ
مهلكة طرق ُ
وأنساق في ٍ
وأصنع من لؤلؤ الفاتنين
ُ
طريقًا مليئًا بصحوتهم
وانحدار السماء إليهم
بصيراً بأسما ِء أهلي القدامى
و َملقى لوحشتهم والندامى
ومنتشيًا ّاهيًا بالغناء.
ورقة الزمان
الرض ٌ
قابة ِ أول
ْ
رداؤّ واستدار عليها
َ
براريك نائٌم في
ْ
سمائك ّ
مدثر في
كنت ُتلقي مفاتنها جانبًا
َ
والنبع
َ َ
الصول العتيقة وتنادي
ٌ
مسكونة بالجمال َ
لياليك أبهى
81
باللهب
ْ َ
ودنياّ مملوءةٌ
بسحر الزمانأ
ِ َ
وعيناّ موقادتانأ
مر عام ..وعامانأ
وقاد ّ
َ
انتهيت َ
قايل
َ
صروحك َ
وقايل َ
بكيت
ريح العّاب واستوطنت َ
فيك ُ
َ
لياليك َ
وغادرت أندى
َ
أيقنت أنأ الزمانأ انتهى
وأنأ المحبين ضاعوا
َ
روحك تفتح
أنت ُوها َ
ثم تضيع..
والخمر
ُ الشوارع..
ُ الصحاب،
ُ
كل الّين انتقيتهمو للمهاب ِة ضاعوا
الوجد
ِ وفارقاهم نغ ُم
والصبو ُة الشامخة
لغي الزمانأ
ملقى ّ
إذنأ أنت ً
والخراب
ْ وملقى لفلكه
ً
فأي الزمانأ إذنأ َ
أنت فيه ّ
العّاب.
ْ وأي
ّ
ورقة السؤال
النداء الصيل؟
ْ تعب ّ
كل هّا ْ
أمن ٍ
82
ْ
أمن كلم ٍة بائدة ْ؟
طوطم في ثنايا العصور وأحجارها
ٍ ْ
أمن
ّ
كل هّا العّاب
شغف في ارتقاء السماء وأفلكها؟ ْ
أمن ٍ
ْ
أمن شعل ٍة بين عينين؟
آبائي الشامخين؟ ْ
أمن رعش ٍة في تواريّ َ
لمن كل هّا العّاب؟
أ ّل فوق يدي؟ ..أم ٍ
لعبد
يشد على طارّ الغيم روحًا
ُ
الشوارد في روحه .
َ ويبغي
للمهابة ..
وللمجد أو ورد ٍة في السحابة
وللموت مستسلمًا في الخطى
وللعصف
ليالي أبهى
كانت ّ
وعيناي أندى
وُن َ
عماي روح الزمانأ
الطيب
ِ وكأسي من
كانت ظنوني
قاصي غريب
ّ تحدثني عن
وُتقلقني صوب ٍ
أرض
تناّعني ال ُم َ
لك.
83
كانت ظنوني
تغالبني
فافترقات بعيداً
ُ
ُ
وأيقنت أنأ العّاب
مصاحبني في رحيلي الطويل.
ورقة الليالي
الرقااد
ِ أخّتني من
ثم َ
قالت يا حبيبي
السهاد وانطوى
ِ ُ
السهاد في غفا
قالبي على ثني ِة َ
كفيك
فبالغريب
َ
أسماعك ..ليت الكرى ُ
أرشق
ينا ُم في روحك
ليت الكؤوس
القريب.
ِ َ
كوكبك ُ
تحط في
خمر على شفاهي َ
ريقك ..أم ٌ
شعشع في الليل
َ
أم الورد ُة !
ُ
فراشة ! أم
بالنور والطيوب
ِ ٌ
مثقلة
ّ
تهز أغصاني
84
فيندى دمي
وتنحني ُ
الليلة في الدروب.
ورقة المتنبي
لست نديمًا
ُ
ْ
الزمانأ كانأ أقاسى
َ
الطيب
ِ موت أبي
كانأ الردى..
َ
ُ
السيف يو َم الطعانأ. ً
سيفا ،وُيلقى
لست نديمًا
ُ
ْ
وسيف كأس
ّال ٌ
ْ
الزمانأ. وفي أبي الطيب ِيبقى
85
كتاب التجّليات
86
بودلير
تجّلي الرض
ُ
الرض لنا :النأ قافوا قاالت
حين وقافنا
الحب لها: ُ
قالت في شي ٍء من ِ
سيدتي هل تأمرين؟
لم تعد وقافتنا أمراً
ولكن..
العمر كنا واقافين.
ِ نحن َ
طول ُ
تجّلي الوحشة
صدرّ
ِ تعبًا يتكيء الت ّم على
الصدر ً
دربا ِ بين ثنايا ّ
يختط له َ
-هل هو الدرب الّي أسلك ُه
بين المقاهي ساعة الوحشة؟
طائرّ الت ّم
ِ مثلي ينزوي
ويستلقي على الساحل ميتًا
أقاف النأ وحيداً
ُ
بيتنا أُغلق
والبار بعيٌد والصحاب
ُ
87
هجروني
وبكى القلب الحزين.
الحارة
ّ تجّلي المدن
للمدنأ الحارة
ِ عابر
ٌ
ل تأخّني ُ
لومة أخطائي
ُ
صحبة قالبي ول
88
يدي الحسرات
بين ّ ٌ
حامل َ
ُ
الرض ترتخي
ويسمو قالقي الفاتن
ُ
والوجد
ّ
وابتل بروحي.
تجّلي الصبا
تحّر
ْ ل
مفتوح
ٌ باب
هّا ٌ
وصبا ُ
يقفز بين الشفتين
وروح طافرةٌ فوق الماء
ٌ
فهيء َ
نفسك للصبوات
وقااتل ّمنًا صلداً
وأفرح
ْ
لليام
ِ وأسرج روحك
ْ
ّ
وغن
وغامر
واخلق ّمنًا بين َ
يديك
ُ
وشّد على ِ
الكف السقطات.
تجّلي الحقول
يا لقلبي ..
89
ويا للزمانأ ..
قادر مستبٌد أُغني؟
أيتركني ٌ
بالقصي المضيء
ّ يشاغلني
ويزحمني بالعّاب
أبهى من القيد روحي
حقول السحاب.
ِ مدنأ في
ومن ٍ
تجّلي الراعأي
مثل طير البحر ،مهزومًا
لك سراً
سأفضي ِ
ثم أرعى غنمي
90
الرض عصاي
ِ أضرب في
ُ
ُ
وأموت الليلة الخرى لوحدي
في فمي الما ُء
المسر ْة.
ّ وفي قالبي
فيستغرب السابلة ْ
ُ
ويهمس بعض لبعض:
ُ
أكاليل ماذا؟
ُ
وتيجانأ ماذا؟
ّمانأ ُيخّبرنا عنه
ٍ وأي
ّ
هّا الغريب.
تجّلي القلب
لي مع الركن الّي أخترناه ْ
بيت
91
ْ
المختفية السرية
لي مع ّ
في جفونأ العين ْ
بيت
لي مع الوقافة بين الشفتين
قادر أحمي به خوفي.
ٌ
دعيني
الركن أبكي
ِ عند هّا
َ
ً
جالسا قالبي صديقي
وغنائي ُ
ألف ْ
بيت.
تجّلي الرحيل
ما لي أرى ّ
كل شيء
يطوي جناحيه
ويستأذنأ ثم يرحل
ُ
يرحل ّ
فكل من أحبه
ُ
يرحل ّ
وكل من يحبني
المركب َ
خلف الموج ُ
والشمس وراء الغيم
ُ
واليام بي ترحل.
تجّلي فروسي
ْ
المغلقة افتحي يا قاراراته
والرياح على كتفيه
َ نفس ُه
َ
92
ْ
الغامضة افتحي يا قاراراته النبتة
بأرض
ٍ وامنحيه المقام
وناديه ..أسماؤنا في يديه
ُ
والشباّ التي ُ
نحن فيها إشاراته
والندى ُ
دمعه
والخطايا انكساراته
ً
سكرانة ُ
الرض وبردته
والخطى..
حفر للوقاوع بأسر محبت ِه
ٌ
فافتحي يا قاراراته المغلقة
سلّما للمدى وانصتي للصدى.
تجّلي الجنون
يدي...
نبع مقدّس َ
فوق ٍ
وعيناي في الشمس
َ
ربى في حياتي
والولونأ ً
جامح في السماء
ٌ فرس
وراياتهم ٌ
وفي الرض خفقتهم
شفتي وفوق عيوني
والرياح على ّ
ُ
مسني
مسهمّ ..
مارق ّ
ٍ فدعني إلى كوكب
ٌ
مشتتة ناره نهار
فعّابي ٌ
لعقول نساها الزمانأ بروحي وغاب.
ٍ صدى
ً وجنوني
93
تجّلي الظهيرة البه ّية
مغلق في الحلم فتحت ّ
كل باب ٍ ُ
المرة
فانكفأت سحنتنا ّ
ُ
صحت :الشمس
الحارتين
ّ شارع برئتيها
ٍ تمسح كل
ُ
الكلم.
ْ فابدأي
94
تجّلي العصافير
ُتّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّرى..
حال العصافير كيف ُ
كيف الزمانأ
ُترى هل تغنونأ؟
هل تعشقونأ؟
وهل ترقاصونأ الليالي الجميلة؟
قابل – تحبونأ شعراً
مثل ٍوهل – ُ
وتأتونأ سحراً
96
مثل البروق.
وعفيفونأ
يستر أرواحهمو شي ٌء غير الضوء
ل ُ
شباب مكتهلونأ عقو ً
ل ٌ
الشعر
ِ بنار
محترقاونأ ِ
وتواقاونأ إلى الخمر الصافي
ّ
والصبوات.
ومبتهلونأ
يش ّعونأ شحوبا ل ُينسى.
التجّلي النبيل
يخرج من غفوته ُ
السيد ذو العينين المتعبتين ُ
ويأتينا..
مولى للعادات الملعونة
ً
َ
غفوت؟ -كيف
وكيف ّ
تطل النأ علينا مثل الغيم
تنحدر وتعلو
ُ سيول
ٍ ومثل
وتثير غباراً كي تبقى
97
سنين الماضي
زيح َوُت ُ
لتحدق فينا
َ
وثيابك مثل ثياب القديسين
يزداد سواداً.
ُ َ
وشعرّ
تجّلي النجوم
النجوم ّ
كل
ِ
تقدر
ل ُ
أنأ تضيء راحتيه.
تجّلي الوحيد
ٌ
مشاعل
أسكنها في الليل يا سيدتي
السود والمقاهي
ِ أفتح فيها ليلتي للعربات
ُ
وأستطيب خمر ًة
ُ
لكنني أبقى وحيداً قالقًا
فهل تناّلين سيداً في السنة العشرين؟
تقضين هّا الليل في حضرته؟
َ هل
تغفين فوق شعره؟
فيستريح.
98
تجّلي في ترحيل البحر
البحر
ِ ظهر
الفجر َ
ِ شمس عندما ُ
تلدغ ُ
البشر الفانين
ِ جموع
ُ تنداح
ُ
في الرض
وتبقى الكلمة
أول الشياء في الروح
وتبقى الصبوات
العمر
ِ أول الفعال في
وتبقى ُ
حيث َ
أنت
وبالشعر
ِ بالجمل الولى
ِ ل منشغ ً
ل شاغ ً
تجّلي ما في العيون
ُخّي جرحي النأ
خيطيه ُح ًبا
ْ
الليفة وس ّميه باسم الغصونأ
ْ
الخفيفة وس ّميه برد الصخور
باب
فآتيك بالسحر من كل ْ
وغاب
ْ وبحر
ٍ ومن ّ
كل أرض
ُخّي جرحي النأ
خيطيه جمراً
99
وش ّديه نورا بهّي العيونأ
علي هطول الندى
وّيدي ّ
علي رفيف الجنونأ.
وّيدي ّ
تجّلي السنونوة
تعب ..
وأنا ٌ
علي بناصية وتهددني
تلت ّم الحيا ُء ّ
َ
روحك في الفلوات ْ
أطلق
الدهر
ِ وأرو َ
يديك بسحر ِ
َ
الحبل على غارب أيام مقفل ٍة يا من َ
ألقيت
وليال كابي ٍة
ٍ
صلف
ٍ ونهار
ٍ
وصحاب ضالين
ٍ
تعب ..
وأنا ٌ
ٌ
خارجة ترقابني في النافّة سنونوةٌ
100
وأصغي لسنونوة خارج ٍة من نفسي
وأصغي لليل
وأبكي...
101
العماق
ِ تّكر يا لوركا فرسًا غّيبك بعيداً في
هل ُ
ُ
العربات القادمة من غرناطة تمر
واليوم ّ
لّ))عين الدمع((
ولوركا ما ّال يغني
صمت الليل وحيداً
ِ ُ
أنصت في
َ
مضايق موقادة بالنجم عند
نبي أندلسي يبكي: َ
صوت ّ فأسمع
ُ
ل أحد ينا ُم بهّا العالم
ل أحد ينام..
ل أحد.
التجّلي المقدس
102
يجلس الشاعر فوق البجدية
ُ
ّ
ويشد الطاء بالسين
ويرميَ ..
جبل الكاّ ببحر النونأ
مزهواً ينادي بجلل الحرّ الولى
وبالشعر ..ويشدو.
تجّلي السنين
أتعبن حالي ٌ
سنونأ من الوجد َ
مرة سنونأ أقااتلها ّ
كل ّ ٌ
ْ
القديمة وأدفنها في الجراح
ٌ
سنونأ مضت في الظلم
ألحقها
103
ساهراً ل أنام.
104
كآله ٍة ل تنام
على كتفها الريح تغفو
وفي كّفها ُ
الفلك تطفو
وإذ ترفعين العيونأ
إليك
أناديك أسمو ِ
فتبقين مثل الزنابق
تعومين في آخر الليل.
تجّلي المصلوب
ُ
مررت بالشاعر بعد صلبِّه
وقالت :ما الحيا ُة؟
ُ
105
قاال :الكرى
ُ
فقلت :ما الشعر؟
ّ
فغض العيونأ
وقاال لي :أهونه ما ترى.
كتاب السيمياء
َ
معــــــك ورقــــــة وقلمــــــًا وتكتب اســــــم من تحب ثم ّ
محــــــل بعيد عأن النــــــاس وتأخــــــذ تــــــدخل في
تبخ
ّ
ر الورقة بالزعأفران وتقرأ عأليها الدعأاء التي )أقسمت عأليكم يــا معشــر الجن والمّئكــة أن تجلبــوا لي
فّن بن فّنة مقيدًا بالحبــال( ثم تــدفنها تحت عأتبــة بيت المقصــود فأنــه يفيــق من ســاعأته ويــأتي إليــك
خاضعًا مفتونًا بك.
106
أبواب
مسك شبابي َ
بشبابك عن ِ وشغلتني
وعن إبصار ما في نفسي
وقاطف كلمي
فانحدر القمر إليك بصورة آله ٍة متعبة
البحر
ِ نحو
فقام الما ُء
ُ
حارسة الليل خضابًا في جسدي ونفخت
الحجر
ِ التهب أنا ُء
َ
وانتشرت من ُجّبتك الطواطم في الهواء
النعاس
ِ أبواب
ُ وخفقت َ
لك
وتبرجت لك البروج ُ
وتنسم لجلك النسي ُم
ّ
َ
ردائك الجميل ُ
ينزلق الغي ُم على فهل
تنغلق الوردة في َ
كفيك ُ هل
نفسك ّ
كل ليلة أو ّ
ترش في َ
107
ما َء الندى
وبعض ما تقوله الحروّ في الضرحة القديمة.
باب في الدخول
وتفر
لسحابات تتقد ُم ناحيتي ّ
ً
سلما وأناديه ُ
أقاول
هو يمضي ً
ألقا ها َ
ليُب ّل أصابعه في الطيب
ويلقى في الفلوات مسالكَّ ُه
ويناّلني..
الدرب إليه
َ ُ
أعرّ أنأ
يعلّل روحي
لقمر النهر ُ
يقود ٍ وأعرّ أنأ َ
لمدنأ والشجار ُ
تقود ٍ
ليام تالف ٍة واليام ُ
تقود ٍ
ويناّلني...
ويزحمني
متصل بالريح
ٍ وكر
جموع الغيم إلى ٍ
َ فأقاود
مشتعل بالشعراء
ٍ وليل
ٍ
صاّ في الفلوات
ٍ وحقل
ٍ
باب في الحاجة
ل أصحو
إلي
حتى تأتي ّ
108
الدهر
ِ تعب
ّهب عني َ
وتُّ َ
وصبي شبابي
ّ مؤنس قالبي
َ يا
وتصالحني
أقاسمت َ
عليك بروح ساكن ٍة في الماء ُ
ً
مفتونا بي َ
أرضك تخرج من
َ بأنأ
أخرج..
إلي وأحمل َ
نفسك ّ
وخ ّط على الماء كلمًا جّ ً
ل ُ
109
َعلّق نفسك في ٍ
آس وتعال
َ
خليلك في ماء الروح سينا ُم
سر الكلمات المشبوب ِة ُ
وينقش في ِ
النور الصافي
بحق ِ فارحل يا َ
جيش الرغبات إليه ِ
للموت
ِ َ
أحوالك وتق ّدم في خرقاة
تقدم ..وامسك ُس ّرته
وشحوب لياليه
َ
تسكن َ
فيك ُ ّ
وغن للهة
وُتّكي فيك لهيب الخلد
تتوهج
ُ تقدم..ها هي أوردتي
ُ
وأمسك روحي. ُ
أشرق وأنا
باب في التسخير
أسأل
الّهب
ِ ُ
الهدهد ما َء هل ّ
رش
على الشفتين
ً
عجبا ً
كلما الشعر
ُ فصار
َ
أيقظ نفسي
أرخى بدمي الخلق َ المدهش
ٌ
جميل في كلماتي ها َ
أنت
يدي ٌ
وجميل بين ّ
َ
سأريك طواويس ّ
مسخرة لجنوني
ً
طائعة لخطاي وجبا ً
ل
110
َ
أريك منارات المرمر في مملكتي
ٌ
راحلة عني في الليل
َ
سأريك شياهي وحقولي
أطياّ الماضين ُمفّتحة
ِ ومساكن
ً
سلما. ُ
ونقول ندخلها ..
الغأصان المدهشة
َ
أسألك : وبحق المتعة
ِ
قارب نفسك مني
ّ
شغل َ
بالك عني واطرد ما ُي ُ
إلي
واسع ّ
َ
ذهب ُ
العقل وماتت أنوار السبحانأ فلقد َ
شفتي وفوق خدودي ُ
الورد على ّ يبس
َ
فاطلب
أي سحابات َ
تأتيك ّ
َ
قادميك تخر على
وأي الفلّ ّ ،
ّ
يا ذا اللطاّ
وذا الوصاّ
وذا الحكمة
شعثاً ..
قالقا حزيناً ..
ً ما لي َ
ألقاّ
بالشواق
ِ ومضنى
ً منهوب الروح
َ
أطعني
يا مولي استلق ِ بنار جنوني
111
والزم جهتي
وانّر روحك للصبوات
وأطع..
َ
روحك تجّب
ُ ً
هاوية
للعلى..
غأصن يا صحابي
هّه الكلمات
صاحت بها الحصاة
وأوحى بها القلم الّلي
السدر والزعفرانأ
ُ سرها
وقاام على ّ
المير الّي ّ
هل في ليلها ُ فهل يتلقى
تعالي َمّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّه..
من ُفتات الحجر؟
أم النبع ؟
أم يغمس النأ أقادامه المتعبات بماء الّهب
السمع للهسهسات التي تنحدر
َ ُ
ويسترق
من النجم في آخر الليل
لنهر
ُيصغي ٍ
ويبتكر الكلمة َ اللؤلؤة
ُ
شجر واشتهى ثمراً
مر يومًا على ٍ
وما َ
يحن
سرا ّ ،
ولكنه كانأ ّ ،
إلى ميت ٍة في الشجر
أي قالب تخبئه النأ عني
فقل ّ
112
الرياح التي حركت ورقاًا بابليًا قاديمًا
ُ وهّي
وما حركتك
وخطت طلسمها في سقوّ الزمانأ وأبراجها
واستقامت إليك
نلت ً
شيئا.. وما َ
ففي أولي ما ُ
يكونأ البيانأ
وفي آخري ما يصير التجلي
113
الخطو على درب بعيدة
َ أضع
ً
مارقاا تأخّني الشمس وتمضي
قالقًا تسكنني وحشة ليل السحر ْة
أيها الدرب
ْ
أعن قالبي على الفرقاة
واجعل هدهداً ُ
يأخّ خطوي
لبلد نضر ْه
علي
وانزل ّ
كلمات النور
وأغمس قادمي في الي ّم وأسمع ما أقاول.
ً
غامضة ً
ترتيلة كلمة ً
تالفة.. ً
يا هُدهداً..
كانأ طوطمي الثابت
تحرس روحي
ُ صبير ًة
كن ُ
ُ
وأجل عني الهم
وأسمع ما أقاول.
114
أمير الفلوات
فردوس حكمتي
لكأني بالشواق العليا ُ
ترفل بي
وتطّيبني بلهيب الوردة
بعيني
ّ الفجر
ُ ينفتح
إذ ُ
نجوم سوداء
ٍ وألمح جمعًا من أصداّ الماء ُت ّ
مرغ مثل ُ
وأسير إلى جدرانأ أربع ٍة
ُ ُ
فألعن أفواجي
فرح بروابيه
تتلقافني مثل أمير ٍ
طين
وأثواب معمولت من ٍ
ٍ المسك
ِ وكأني بحقول
عار
غصن ٍ
ٍ مثل الّهار على
أكتب َ
فوق غيوم خضر رقايات تالف ٍة ُ
صوب الخلجانأ المهجورة
َ أغري النمل لحشد ملحمه
إرحل يا ُ
نمل بحق القلب المسحور
ّ
وصل ببابي وشاطرني ه ّمي المحموم
علي أجاج ليالي ِه الوقات ّ
يشن ّ
115
ويعصب عيني ويطول
ُ
وأنا ٌ
وجل
َ
الخشخشة السرية في الشفتين أحتطب
ُ
وأتح ّدر بالحجار الزرقااء إلى رابية موحش ٍة
يال!..
ُ
الكلمة في شفتي شيئًا عجبًا تصير
ُ
فأطيع مفاتن نفسي وأتيه
ُ
درب النور ُ
أشق بعوسج ٍة َ
المهجور بنار الحكمة.
َ الجمع
َ وألقي
ُ
الحكمة .. هّي
ورد ُة أجدادي المحمولين بآيات القرآنأ إلى نفسي
ُ
الصامت بالطياّ يحكمني هّا الليل
ويأخّني للغابات الولى
فأتقدم..
ً
مرتجفا لعلمه الحكم َة ُ
أمسك طيراً
ً
مملكة صوبي ليحشد
َ وأدفعه بين الشجار
أتقدم ..
أغّ ّي عقلي بالنار
انحدر بالحجار الزرقااء إلى رابي ٍة موحش ٍة ً
ثانية ُ
وأصيح
ُ مملكة َ
ميتة َ ُ
أدخل
ينابيع من أرض الوهم
ٌ
تفور بروحي
ُ
116
ألعن روحي وأتقد ُم ً
ثالثة. ُ
العلو
فروس ّ
يا أغصاني
ويا شجرتي الفرع
ويا نبتتي الصافية
ويا طلسمي ،اتحدي في العراء لجلي
ل ً
بهيا وادخلي حق ً
ّ
الغض ومري على الس والشجر الفاتن
ّ
صيري هبا ًء أو اتحدي في أعالي الجسد
نائم
مري على شاعر ٍ
وفي الليل ّ
واهبطي بين أغصانه
الدرب والناس
َ وتخطي بأجفانه
ْ
الصافية يا نبتتي
إذ فاض بحر الوصال
ُ
حروّ كتاب الزمانأ وقاامت
تدرين ما بي
َ أنت
فل ِ
بنورّ
ِ ول أنا أدري
لكننا ُملقيانأ معًا
إلى غاي ٍة عالية
ومحتطبانأ الثرى والثريا
أنت جنبتني لعنة المحو
ِ
وأرتحت جنبي
117
ّكي
لنور ّ
مطلع وردي ٍ
َ وهيأت
نت جمال سكوني
وص ِ
ُ
ْ
معتمة وقادت حمائم قالبي لفاكه ٍة
ِ
وحمستني بالخمور
ّ
وناديتني :يا حبيبي
فسيح أغني
حقل ٍدعيني إذنأ فوق ٍ
وكوني على مركبي الصارية
ونامي على كتفي
واحضنيني..
سماوي
ّ طّلسم
يا مقصود الناس
وحارس حكمتهم في الرض
بفيض القمح
وماليء آنية الناس ِ
َ
بردائك صبي وجل
ّ تلقف روح
إسكنه الفلوات
و ُم ّر على جنبيه بنار العشق
يا مقصود الناس
الولد
امسح بالياقاوت جبين ِ
واسكب في خاطره الوله
وّّينه بوردّ.
فردوس آشور
118
مر َة ..
خزائن عقلي
َ يا
التهاويم في مهجتي
ِ َ
وكنوّ
ُ
كنت أرعى
جبا ً
ل من الوهم فاستوقافتني
رقايمات آشور واستحلفتني
ُ
فيممت روحي لبرج قاديم
ُ
وأطلقت للريح شعري
غصن السماء
َ ُ
وهيأت
ْ
المقبلة ليامي
مبعث الفجر أ سعى
ِ إلى
وجنونأ أصيل
ٍ مشرق
ٍ إلى خاطر
إلى ترب ٍة طّيعة
إلى خضر ٍة في عروقاي
فردوس قلبي
ْ
قال ..
أيام مزهر ٍة
من وافاني في ٍ
ومشى بدمي
وعلى قابة روحي استلقى ؟
من وافاني ؟
من فّتق شمسي في الماء ؟
119
وهّيج نفسي
أبغي أنأ أسعى مثل ّراف ِة إبليس
وألعق نجمًا
ُ
طّلسم النعاس
قافوا
وأجفانه مسدلة ْ
ولكنه صخرةٌ مقفلة ْ.
120
كتاب دلمون
َ
وتمش عأليها ُ
أعأل َ
فوق الطّل القديمة
والماضين
فأيهم الشرار
وأيهم الصالحون؟
121
الحقول
أيقظتك أيتها الفلوات
ِ
النفس
لك َ ُ
وأطربت ِ
بأمرّ
ِ ُ
وكاشفت صباي
واستحلفتك بالشواق المحمومة
والحجار الكسلى
أنأ ُتضني روحي ِ
فيك
122
وابني فوق صروح تالفة مجد الجداد
ٌ
ضيقة الرض سما ٌء
َ ُ
وأعرّ أنأ
سكن الباء دمي
ّيماءات أولى ملت روحي
ٍ ُ
وسكنت
ُ
وعرفت بأنأ الماضي مخبو ٌء في ضف ٍة شامخ ٍة
وصخور مشتعلة
السدر
َ فيك عصاي وأتخّ
هل أرمي ِ
َ
معشبة حقو ً
ل
وسماوات خضراء؟
ٍ
***
كفي ُ
أوراق الس على ّ ُ
تورق
ُ
فأنقاد بروح مورقا ٍة وشفاه يابس ٍة لّفاق
ُ
لرض الغيم
ِ قاطيع الغيم ُ
وأسوق َ وأشعل ناراً ثانية ً
وأعلن خطواتي
ُ
تاريّ الرض ُ
يتعرّ
شب صغيرا في اليام الولى
على ولد ّ
أحنى الرض لكفّيه
ُ
يتعرّ تاريّ الرض
ابن ّ
ضل طويل في الغابات على ٍ
وعاد وحيداً لمراعيه
َ
وحيداً لسماه
ُ
يتعرّ تاريّ الرض
123
يغمس قادميه
ُ على ن ّد صلب ً
وفتى
بماء البحر
ُ
ويمسك بالكفين
ثمار الغيم.
شموس طسم
124
كر
الناس من ُس ٍ
مولي نا َم ُ
وللت الخمور
فجر جديد
هزيع الليل من ٍ
ُ ودنا
المير جبينه
ُ أحنى
الرمل العباءة
ِ ورمى على
خاشعًا
الصبي مهابة
ّ وتبتل الوجه
صلّى على أجداده
قالق حميم
وتراجفت شفتاه من ٍ
وبكى ..وقاام
الثر القديم .
ليقتفي َ
***
الشموس
َ يحني على الحجر
ْ
الفسيحة ويدخل الرض
البهي
الخلق ّ
ِ سور من
ٌ
ٌ
وآلهة جموحة وكوكب أعلى
ٌ
تغفو على الرض الخصيبة شمسه وسيوفه
ُ
ويظل يحلم :
هّه الصحراء َعلّقت الزمانأ
ً
وأنجما الصدّ العجيب
ِ ً
أهلة ..خرّاً من
فتدور في شمس الجزير ْة
ً
شمسا أمير ْة لولّ يا
ِ
125
يتفطر الصبير
ُ
والدفلى
وتنكسر الحجار ُة في المعابد
تنطفي روح السنين
السحب المطيرة.
ُ وتجدب
ُ
***
يحني على الصحراء رايته
فيسمع صوتَّه
ُ
يأتي من التاريّ مبته ً
ل
خفيفًا حائراً
126
الفجر يحني كوكبًا ألقًا
ِ في
ويعصره
القدح القديم
وفي ِ
ُ
فتهتز الغصونأ يروي الشفاه بخمرة النعمى
وتقوم طسٌم من مراقادها
وطسٌم وحيدةٌ في الرمل متعبة العيونأ
يا ذا الشرى:
أغفت على روحي السحابة
ومضى على أهلي الزمانأ
وتركتني وحدي
نار
خمر ول ٍ
بل ٍ
ناقاة َ
قاطيعك َ فهب لي من
في هّه الصحراء تحملني لهلي
ُ
وتقود لي خطوي
وتمنحني المانأ
َ
أبقيت لي يا ذا الشرى
سوراً على القدح المطرّ بالنقوش
وبالنّور
أبقيت لي ً
طيفا َ
يناّلني على الشطآنأ والُفلك العجيبة
َ
مقامة ويقود لي في موج ِة الماء الجليل
عن سالف الجداد
127
ّمن مضى مستعصيًا عبقًا
عن ٍ
وغادر ساحل المدنأ الكئيبة.
***
بالتّبر
أرخ يا يمام
ّ
هّا الهوى
خواضين في لجج بعيدة َ
ومسالك الفتيانأ ّ
وجموحهم والنار في أحداقاهم
العصي
ّ والحصن
َ والحرب
َ
وسور كندة والخيول كليم َة.
بالحبر
ِ
أرخ يا يمام
ّ
إنشادهم
ود َم الزمانأ
إلتقط السنين
صرعى على إبل الجزير ْة .
***
أرخى على صدري الزمانأ رداءهم
فسعيت في ليل الصحارى حام ً
ل
ُرقامًا من الحجر المضيء بحكم ٍة أولى
ومملك ٍة نبّية
128
ُ
وسعيت أبحث عن أبي
ملتهب العيونأ
ِ كاهن في طس َم
عن ٍ
و ُمبلل روحًا بنشوته
شعره بالطيب
وغامس ِ
ِ
ُ
يحمل في يديه
)كثرى( ُ
وطلّ ْس َم القبيلة
والنّور وخمر َة اّصباح
َ
مبتهجًا بغيم ال والثمرات
معابد طس َم.
َ والنوق التي ملت
***
طسم التي ذُبلت
قالبي على ِ
ّنبق
كزهرة ٍ
مسافر
ٍ وذوت كنور
ْ
عتيقة وغفت كمئّن ٍة
ُ
سأدق كوكبها الّي لث َم الغبار
وأهي ُم محمو ً
ل على الحجرالكريم
علّي أش ّم طيوَبها
وتراب معبدها القديم.
َ
129
يقظة دلمون
البرق
ِ ُ
الماد الحجرية ُعن شجر تتفتح هّي
ُ
ُ
فيشرق في العماق بشير الروح
ُ
أوراق المعرف ِة من شجرات الدنيا ُ
وتسقط
الغمر يغطي الرض
َ وأرى
وروح ال ّ
يرّ على الماء
ُ
الوعد؟ ُ
يحمل هّا ماذا
أفتح أسرار النفس وأسرار الماضي في دلمونأ
ُ
وأطوي في الرض الخطوات إلى مقبر ٍة سالف ٍة
وتلل ّرقااء
ٍ
130
ليكن جلٌد وسط الماء يعين الجساد
َ
تاريّ اّنسانأ الساقاط إلى عائل ِة الحجار ُ
ويحمل
كانت دلمونأ بلد ال
مسافر ًة في البحر
ومورقا َة في النور
وبيضاء كروح العاشق
أبواب الجنة
َ أفتح
ُ
الخلق
ِ ألمح برقاًا في الفاق ُيص ّعد َ
نار ُ
بلد المحروقاين بنار المعرفة
كانت دلمونأ َ
بلد الروح الباحثة عن الخلد
كانت دلمونأ َ
وجّنات الجسد القديس
ً
مورقاة كانت نفسي
وسمائي طّيعة
وانا ورٌد في الصحراء
متقد
جلل ٍٍ ونبع
ُ
محتطبًا َ
ّهو دللي ودمي
131
طرّ الفق جبينًا
َ أشير إلى الغيم فيحني
ُ
ويناد ُم روحي الماضي الطافي فوق الماء
الريح إلى روحي
ُ كأعشاب تدفعها
يا دلمونأ المنسية في أرض ال
المخبوءة في الروح
المنشورة في ماء الجداد
وليل الرعشات الولى في الرمل
يا دلمونأ البيضاء
طيب الماضي الّهبي
هل يغمرني ،الليلة ُ ،
ينّدي روحي ودمي
أم أنأ يداً تأخّني
وتطوقاني بالقامار
ّ
وتنصب لي عرشًا
ُ
فوق تخوم الصحراء
النور الباهر ً
ملئكة ُتسكنني هّا َ أم أنأ
وتدعوني للفجر
نحوّ؟
ِ ُ
يعصف بي ً
حنينا ُ
يعرّ أنأ من
قاادمة في عربات الّهب
شعرّ في روحي
ِ وغاسلة
سماّ
ِ وأنا المفتونأ بأشجارّ والمملوء بصحو
فيك
والمتربص بالبدي الشامّ ِ
***
132
ـاء أجدادي مأخوذون بالقداسة وباحثون عأن كـ ّ
ـل مقـ ّـدس في الحيــاة وفي المــوت ،البحــر مـ ٌ
عألو مقدس والنسان وجــود مقــدس ،ينحــني المقــدس في نفســه وينــادي مقدس والسماء ٌ
الصول العتيقة....
ُ
وينشد يعود مراراً
ليت الزمانأ ُ
عن ّهوهم في السماء وفي الرض
ليس الزمانأ بسيدهم
قابر لجسادهم
ول هو ٌ
إنه السحر بين يديهم
ُ
الورد والمستحيل الّي يتبدى وهو
ساعة الموت
ليس الزمانأ قابراً
جامح
ٌ فرس
ولكنه ٌ
قااد أشواقاهم
يكونأ الهواء
واشتهى بينهم أنأ َ
والخطو والماء
َ الزاد
وانأ يصبح َ
واستوى في العقول على الكلمات
بريقا لّيّاً
ً فكانت
ً
وفاكهة من حقول السماء
إنها الكلمات التي امتلت بالقداسة
ذهب َ
ممالك من ٍ فكانت
ل ونوراً من الخلق
وصارت حنينًا جلي ً
ليس الزمانأ قابراً
133
قابر لقلبي ولكنه فتت الماء
لم يكن في الزمانأ ٌ
وانطوت عنه روح الهشاشة والمحو
كانت له السماء عباء ًة
والرض محارة يتناسّ فيها والرياح نحو القااصي
وفاتحة الخلق
يحفر المقدس في كفه ويخطط للبدء
ُ
تتفتق الشمس في مائه
وتغني له الكلمات
ّ
كل الزمانأ مضيء بأحداقاه
ومنير بأفعاله
ٌ
ومشتعل بالصبابات فيه
ومنبثق عند أجفانه
ليس الزمانأ قابراً
134
أينادي دلمونأ البيضاء؟
صوب رياح اليام الولى
َ ويركض
ُ
يعرّ هّا الملتاع ل
أرض شامخ ٍة بين يديه
سوى ٍ
وروح سامية ٍ في جنبيه
ٍ
وقاول نبي في شفتيه
فماذا ُ
يفعل
هدئ جنبًا قالقًا.
وكيف ُي ّ
***
الباصر بالشياء
ُ يتنادم هّا
والغابات تناد ُم ّ
ظل ال
ّ
وظل ملئكة مزهوين
أخفض عيني
أحّد ُق في نونأ البحر
أحس بأنأ توالد هّي الشياء بنونأ
ُ
وموت الشياء بنونأ
وتخرج دلمونأ
ُ يخرج من قابة نونأ الكونأ
ُ
ُ
الرض على أبنا ٍء مجهولين وتنفتح
ُ
ينادونأ المجهول
يا دلمونأ المجهولين
أقايمي في رحم البحر
وكوني الرض الولى للنسانأ
135
ُي ّ
حدق آدم في دلمونأ
ُ
ويركض صوب البحر
أحلم
ٍ ٌ
جنانأ من
تفتح باب الرض
وسما ٌء ُ
ذهبي
حجر ّوقامر من ٍ
ٌ
وآدم يركض في دلمونأ
ويكتب في لوح العمر الحكمة
ُ يصنع فجر اّنسانأ
ُ
والمعرفة الولى
والشعر
فأي السماء إذنأ
يمكن أنأ أنطق فيها
وأسمي فيها أجدادي المحتشدين
على ساحل أيامي ورباي؟
***
يسكن الماء واللغة الباردة
في
وتغني الصول العتيقة ّ
كاد يهدأ
ويقوم الّي َ
فماذا ترى؟
ليل طويل
غير أشباح ٍ
وريح مغادر ٍة
حزين
ٍ وّمانأ
ٍ
إذنأ..
136
َ
شرّ الحكمة – النار ُ
كل ما تبتغي
والمجد والروح
ٌ
ضيق هّا المدى
ٌ
ضيق والفضا
والزمانأ عنيٌد ّ
وفض
فيا دلمونأ
ارجعي..
ٌ
غارق إنني
الفجر
ِ بأبهة
والروح تصبو
ُ
لمملكة ً
ثانية.
137
خروج آلهة الصحراء
ُ
إعل..
وخ ّف إلى أرض ذات عروق
ُ
138
فجر ملك
وأيقظهم ُ
ٌ
صافية. ٌ
ودنانأ
تحولت لهة
ُ
إعل ..
بحق اليام المدفونة في صحراء غارقا ٍة في النور
وغار تملؤه اليات الولى
ٍ
وطلع الماء
ُ ُ
وجلل النار
في الفجر..
وعند سطوح القرميد الحمر للمدنأ المنسية في الصحراء
وفي الرض المزروعة شوفانًا ُم ّرا
تخرج )لهة( بالشعر المغسول بماء البحر
ُ
قااص
تنادي الصيادين لنبع ٍ
تسحب أرض الصحراء
ُ ً
عارية ألمح )لهة(
ُ
شعر الغيم ُ
وتمسك َ
وتسأل عن أبنا ٍء ضالين
فتخرج قاافلة الباء
ويخرج آلّ الرعيانأ ،عصّيا ونياقاًا شقراء
ُ
وآلهة َكلمى.
تمائم مقفلة
لكم سألتني السحابات عنك
139
ونادت ورائي
ودقات بكوكبها ُغ ّرتي؟
هكّا َ
أنت
صوب صحراء خاشع ٍة
َ يحرّ أغصانَّه
آس ُّ
وجلل بعيد
ٍ
لكم حّيرتني تمائمك المقفلة
ْ
الزمانأ بأترابه
َ وكم ُد َ
فت هّا ْ
َ
وابتكرت الندى
من النار
برار مطوقا ٍة ٌ
سارحة في ٍ روح من الخلق
ً
بالغضا والمياه
َ
استفقت َ
أنت
أشار بسباب ٍة مر ًة َ
وصرت الّي لو َ
لستفاق له النّيرانأ
وما ُء السواقاي
ُ
وفزاعة الطير
َ
صرت الّي ل ُيطال
وهّيجت قاشر البّار
أرض الحجر
وأفلقت َ
وأبدلتها واسترحت
لكم أّقالقتني
بغيوم من العسجد الواهب النثوي الجميل ٌ
متوجة صحارى
ٍ
140
وكم ّ
حدثتني مفاوّها والجرار
وأنهارها المستقيمة نحو السماء
ل وتبراً وسلوى.
فصبت ّل ً
دعأاء عأثتر
مساك الخير
ّ
يا نجمة العشاء يا حمراء مثل القطيفة
أسألك أن ترجمي محبوبي
ِ
بثّثا تفاحات
بثّثا تمرات
فوق لسانه كي ل ينطق إ ّل باسمي
وعألي عأينيه كي ل ينظر غأيري
وعألى أذنيه كي ل يسمع إ ّل كّمي
بري
أيك ّ
نزلت علينا من ٍ َ
قايل ِ
وأقامت على الهامات
ِ
الجسد
ِ أدرانأ
ِ العشاب ومن
ِ الروح من
َ غسلت
ِ
وصرت ملذاً
ِ
الدري
ّ الكأس
َ لك ُ
أهرقات ِ
لجلك
ِ ُ
وظعنت
في برية روحي ودمي
النار
أحتطب َ
ُ
الكاسح
َ َ
السيل ُ
وأطلق في الجسد
أهوا ًء وطيوراً ومنى
141
وجيوشًا من أحزانأ الروح
أعتصر الحجر بكأسي وأنادمه :
ُ
أيا حجراً
142
أي خطايا ؟...
ّ
أمسكت بي
غامض
ٍ واستكانت عند فجر
يا قامر النار استفق
عال
منزل ٍ
ٍ وانحدر من
و ّقابلني طويل
ُ
أشرق يا سيد روحي إنني
ليال هدأت فوق مياه آسرة
في ٍ
أي نعمى للّي ألقى برجليه على دربين ؟
ّ
الخمر في السلوى
ِ درب
ِ
الشعر في البلوى
ِ ودرب
ِ
ونفس صابر ْة .
ٍ
يفتح بابًا ضيقًا في الليل َ
أنت يا إيل الّي ُ
ْ
أنصت
دلُني نحو بلد ال
والموتى
ْ
وخّ كل الكلم.
143
أناشيد إسرافيل
144
1984
145
للفنون المغمورة
ِ وسّل َم ُ
عأقله
أوفيد
كتاب التحولت
الباب الول
إغأواءات شمس ّ
اللذة
146
الشمس
ِ انتب َه المغنونأ القدامى لبتعاد
يابس ٌ
وغصن ٌ ورٌد على أسمالي الولى
وخمر في شفاهي
ٌ وندى
ً
سرها عندي
والشمس ألقت ّ
ُ
بر أخضر
وساقاتني إلى ّ
وكستني النسام والنعمى ورّدت لي شياهي
ْ
والتفت بخنصرها مياهي أشجار هّي الرض
ُ ولها مشت
***
الراهب السكرانأ
ُ الفتي
قاال ّ ُ
وأقاول ما َ
قاربه إليه
وال ّ
بالمسك وابن سلل ٍة عليا
ِ متضوع
ٌ
البر ع ّمته
لشمس ّ
ِ من ُترى أرخى
يغمر وجنتيه
بالنور ُ
ِ ثم اكتفى
أعنتها الخيول..
ُ
السهول حيرى يلحقها المدىُ ،ط ّرا ،وتتبعها
وأي طيب يبتليك فث ّم ٌ
غول َ
طلعت ّ مسك
من أيما ٍ
ُ
وتطلق الحشاء صرختها َ
ويزدريك ُيرخي عباءته َ
عليك
ُ
فتهتز الطلول
رواّ الي ّم فانحدرت َ
لك الفاق وانشقت َ كأسًا
وأنهكها العويل
148
سواّ التقي الناصع العلى وّيّنك الّبول
ال ّ
***
إلي
هدأت خيول الليل وارتدت سللتها ّ
ُ
ويخفق في يدي حجر يفك الجفرة الولى
ٌ
كوكب حطبي
ٌ هدأت وما هدأ التراشق بالزنابق،
ساعدي
ّ ُ
ومهبط وآنيتي اجتايح تويج آفاقاي
حجر ُيدحرج َ
فوق أبراج المعابد والقباب الخضر ٌ
ضفتي
ّ ويعمر
ُ أقاماراً
علي خافقة ً
مقلبة ّ ً جياد إناثها وتنا ُم ُ
وتهش من تعب َ
والبدر بالرض
َ انقسام ل التحام ..هكّاُ ،
أصل السها
بالنبل
ِ وأشيع أمل جعبتي
ُ يماما ً
نائما، ً العليل ِة أو أبادلها
بالشرار
ِ الملقاي َكسفة الغيم المعبأ
بالطيب
ِ يا ليلتي انتظري مليكًا غارقاًا
بانفلق
ِ مزارع حمراء ،بالّهب المبعثر،
ٍ بحصد
ِ فرحًا
يضرب موقاداً َ
ليرش نهري بالرماد ُ شقائق قاتلى وبالتاريّ
ٍ
149
وحدي أل ّم عناصر الفلوات أخلطها ..هنيئًا يا فؤادي
ُ
وتخفق رايتي وسرب أهلة ُ
تهتز في لغتي ُ حجر
ٌ
واندلق
ِ َ
ترقارق وياقاوت
ٍ أسنة ُكسرت
هي من تراب ّ
كؤوسي الملى وتتويج اليادي
العناد
ِ وقاامت فيه للة
ابتدأت مبلّل
ُ وأهمس ّ
ردني يا رب من حيث ُ حجر
ٌ
ً
وأشربة وُفل ّدني وع ّمر طاسي الفخار أعوادا
ُ
وأطرد خاتمي من ً
قاطعا وأكسر لوحتي
ُ قالبي سأقاضمه
مدنأ ً
أقاواما على ٍ ُ
سأهيل صحبة اليدي الرقايقة ..هكّا،
***
ْ
فاضت ُ
بهلول ها يا قالبي وياغ در َة أوجاعي وياا
نار ريحاني
كؤوسي وطفا خمري على شيبي وغطى َ
الترّ
ِ ُ
بهلول ألقاني بها ُء النحر والطراّ ،يا
ّ ّ
وبل
* **
يفور،
وينبوع ُ
ٌ ٌ
وحمامة تعلو ثدي تدلّى ،قابة
ّ
جمر من الجر تتبعه النسور
ٌ
حرى وآنية ونور
يرجف شهوة ّ
ودٌم ّ
في
وأنا أصلي ليتها الدنيا تداعت ّ
ترشق ّقابتي والرض ُ
سور ُ النار
ليت ُ
الّهبي ،كوكبي استدار
ّ متلفع بالخضر
ٌ
يدور ُ
وصحن أبهتي ُ
ُ
وأهتف يا سرور. أعلو على تاريّ تكويني
***
ُ
فيممت عيوني خاتٌم ّلوحت الشمس به نحوي
النجم
ِ الجرة الفخار وأ ّسّاقاط حولي ورق ُ
واستعدت ّ
تلو الجن ِة ،انهالت َ
الجنة َ أفتح ُ
فهيأت غصوني ُ
ُ
وطاردت الفضاء شموس في صحوني ،وارتوى نسغي
ٌ
بنساء
ْ حكمًا بالحلمّ ،
هيجت نساء
بعيني وغاب
ّ الدمع
َ
غاب عنها النبياء
أيها الحل ُم اتقد واسحب سيوفي لحقول َ
طبع لّين
الرض وأمضي فوق ٍ
َ َ
أحمل ُحلُلمي أنأ
ُ
أفلق هامات الهواء
سطور خفقت
ٌ حلمي التي وقارآني
الظباء
ْ َ
فوق محياي وغنتها
ُ
أجمل أقاوالي يا سروجي ،يا شياهي ،يا تعاويّي ويا
طفل لعبت فيه أناشيد وأح ٌ
ل بعيدة ُ
تعبت مثل ٍ
السماء
ْ وسعى ُ
يسبق رجليه فساقاته
ّ ّ
عامر
ٍ علني أخلط أشواكي وريحاني وبلوري وأحّتك ٍ
بنبع
بالنبض
ِ شامل
ٍ يلفحه الشوق وعلّي أتهادى فوق ُمرج
ُ
ْ
العربة عل عرشي يتلقاى بعروق الدم في عقلي ّ
وعل ّ
ُ
تحمل التيجانأ عني ،وسطوح العتبة
بالزهر تكويني
ِ ً
مزحما الوهم ،أبقى هكّا أبقى طريد
ِ
إملق عيوني في الّرى
ِ أكاليلي وُي ُ
اقال قالبي بين إملقاين:
بالغيم السيل
ِ وس ْم ُت
بالسيل َ
ِ ُ
أصل النية الزرقااء
ِ
وبالمقبرة الولى وباليام
وغّّ المعركة
وّد نبعي ُ فاستدر يا ُ
وقات واسمعني ْ
أتبع نملي،
ببرق ّفزّ ُ
الروح ٍ
ِ ٌ
هاتف يا ّينة
تنضح
ُ ضرب أّاميلي وخلفي ُّكري
ِ عاقاٌد أمري على
ٌ
مرتجة فيها الخمر ،وفي الصبح تلقايني أُناثي بالسما
َ
وتحميها حقولي
ّ
واهتز به مثل شبابي أطبق ُ
الليل على مركبي التالف َ
سبب
وأبراج نهوضي ٌ
ُ ٌ
خردل يومي أقاليه
فاستدر يا ُ
وقات واسمعني وّد نبعي وغابي
ُ
يحرق جنحيه ويعلو في ُ
العاشق عن جوهره، ُ
ينفصل ً
قالقا
ْ
المتونأ سماء النورَ ،
ليت العاشق المجنونأ أرخى شعره فوق
وروى المقلتين
ّ
وردت عمره ٌ
رعشة فيه ّ بالندى والنار والخمر وقاامت
بالطيب وتزهو.
ِ ليتها ُ
تبتل
***
ّ
وأرتد على حكمة أفعالي قاوّيا ُ
أمسك النار
وأرتج شهّيا
ّ والنار بأفعالي
َ
ً
ماضيا أتلو أرض النور مبت ً
ل بشمسي، ً
راجما بالنور َ
ّ
وأشتق رقااي تعاّيمي
بنبض ً
نبضا ٍ ولنسر
ْ
الدهر في مشيتنا تنثرنا
ُ يتهادى
الديك ٌ
وخز للخزامى وارتطاٌم بدروع الليل في صياح ِ
حلم
من بقايا ٍ
يخفق في العين يعلّ ّ
قن الوشاحات ويلبسن إّارا ُ
اللبني
ّ ها هو ُ
الديك وها شامالهن
ُ
ترجف والدّ ُء ُ
رائحة النثى به ٌ
عبق
الزكي
ّ وعطر الض ّم والورد
ُ
خمار الراعيات الشبقات انشق
ُ ها
154
الثدي
ّ ها ثقل
مرمري
ّ صدر
ٍ ولسع فوق الثدي ّ
يكتظ بريحانأ ّ ُ
طراّ ها
ٍ
الشبقي
ّ عكس النور وحّنته ّ
أكف المستهام َ
الجمر عليه
ُ َ
واشتعل ذهبًا
الندي.
ّ فاستدار الكونأ في طاسينه وانغلق النونأ
***
الكفل
حقول َِ داس بنعليه
القرميد أو َ
ً
وياقاوتا بالندى المنساب من أنثاه حين اقاتض أحجاراً
َ
أشعل في البيت حصاه ساخن
ٍ بدمع
ورواها ٍ
أمطار وغطته المياه
ٌ النار فساحت فيه
خات َم ِ
ُ
الرض ونامت ،ربما قاامت ونادته الحياة. ربما انصاعت له
***
ّ
والتف على الشمس ونا َم الشاعر السكرانأ
ُ غابت
الظلمة ّ
ظل ال وارتاحت سهولي
فلتمل يا كوكبي
يجتاح
ُ كفي
وتراب الخلق في َ
ُ وقاي هباء
ما الّي أفعله ّ
والروح على شفرتها
ُ الضحى والطين والرض البتولية،
تصحو تغفو،
155
ُ
السطقس أفعالي باهراً باجوهر
وسحر الكلمات
ُ على ليلي وتحتي شفرة الخلق
أواني
ّ نور
يطفح في ِ
ُ ّمني
والزبر
ِ فاجمعي يا أرخبيلتي ّ
وشدي رجرجرات الطرس
الخرافي ّ
ورديه إلى أوله جفرا ندّيا
أحراش
ِ يتمطى في ربي )إدريس( في بادية الخلق ،في
والمشع
ُ ونما من تحته الطحلب
كأس الياقاوت
وذوى في َ
ضاع ّماني؟
َ هل
ّ
ومعتل بشعري رافع أبهى تراتيلي إلى ربي
ٌ
نرجس ّاه لطيني
ٍ أطأ الرض التي تسحبني من
ٌ
مثقل بالنبل والزهر أرى سنبلي تصّفر في أحلى سنيني.
156
***
الفضي مفضوحا
ّ نامت النثى على ّرعي وعافت ثديها
سرب الفراشات
ِ لهب يفتك في
تكويرة الثديين ..في الساقاين يعلوٌ ،
بنار غامضة
أيتها المغموسة النأ ٍ
َ
صوت مزاميري وأشجانأ حمامي في حقولي واسمعي
حرستك الغيمة السكرى ّ
وغطاّ سلمي
نعامات
ٍ وسرب من
ٌ مصابيح
ٌ ُ
الرض أي فؤادي ..هّه
مهاجر
ْ وأُ ٌ
معوّ
واسفار قاديمة
ٍ وأشعار
ٍ أقااويل
ٍ الترابي وحشٌد من
أي فؤادي ّ
مزق التاريّ
أبيض والطين
لب ٍ وأفصل بين ٍ
جوّ
ٍ ْ
افصل بين خافق ُ
يلهث، وقالب ٍ
تامور ٍ
ٍ ْ
افصل بين
وابك طوي ً
ل فاسد ِ
وجمع ٍ ومساريق
ٍ
ٍ
العصفور رّقاق لي أناشيدي
ُ صّف ْق ،أيها
أيها الشاهين َ
ويا أنثى أهيلي ّ
عشنا وأبكي وقاومي في أساطيلي بابا
طيور
ٌ ترتاح
ُ الندى ُ
يسقط في صحني وفي صحني
يصبح غابا
ُ وتغني قاصبًا
غابر ّ
وانشق بوقاي لفن ٍ ُ
أسلمت أحلمي ٍ ُ
كنت قاد
ُ
وفاتحت ضحى الحانات سويت ّللي عنبًا مراً ُ
كنت ّ
157
ُ
وهيأت شروقاي سكرانًا
الفجر
ِ روابي جموع الطير وانسلت مع
ّ فوق ْ
هتفت َ
الكهف وأبكي
ِ ونامت وأنا أدنو من
الباب الثاني
الرقى
ُ
في المحبة والتهييج
ْ
واسترحت ثغر واحٌد إذن ...لقبّلته
كان للنساء ٌ
لو َ
158
بايرونأ
ُرقية العاشق
السحاب
ْ َ
يرعاّ ْنم..
والشمس
ُ َ
تحضنك الورد ُة، إنني أدعو لكي
البيت
ونادتك إلى ِ
السماء.
ْ النجمة العليا على حضني ّ
وغطتك ُ حرستك
160
ُرقية لجلب المحبوب
ّ
بحق نجمة المسا
ّ
بحق آية النسا
فيرتج به الماء
ُ نبع
يصّبانأ إلى ٍ
السماء
ْ نقيًاُ ..
تنطق
طولك والجوّاء
ِ ّ
بحق النجم خفاقاا على
أقايمي في شبابي قامراً
بالظلماء
ْ ُ
يفتك
الهادر
َ وف ّكي في بابي نهرّ
الشياء.
ْ واملكي
ُرقية الراعأي
غاطس في النور
ٌ فبعينيك حماٌم
ِ
رسلك تحبو
ِ والشمس على
الغفر اليائل
فاخرجي للب ّرّ يا كاملتي ولتتبعي َ
عند هّا النهر
والشّر
ِ وابتلّي بطلع الورد
وطوفانأ السنابل.
خّني
الكواكب والشروق
َ عيني إملقاا وُتلقيني
وترّد عن ّ
هو ذا دمي
َ
عّب ّ
يضرج ناهدي ٌ
فينفجر العقيق
ُ هو ذا ّ
يبل أصابعي التعبى
162
ْ
الحريق من ّهرة الخدين والشف ِة
التفت َ
يناديكْ : هو ذا
قامر الطريق.
يا آخر العشاق في روحي ويا َ
جرارك
ِ ُرقية تحت
الطيني
ّ مائك ً
خافقا في ِ أطفأ جمري
تحت ُقاّبة ّ
السرة ُ
أدخل َ
أشعل عشبي
163
ُرقية سبحان راعأيك
الورد ّ يخدّّ
ِ سبحانأ من هّيج نار
شمس ُتناديك
ٌ
ُ
وخّدام يشيلونأ لك الدنيا
َ
غدرانك تركب
ُ أنت ّكيًا مشرقاًا
وها َ
والدنيا تحييك
َ
سبحانك يا بدر السما
ْ
راعيك. سبحانأ
َ
ُ
والطين الّي ّلوّ أيدينا الطلع
ُ فهب
ّ
ُ
يرجف بالنشو ِة قااع مظلم
ونادانا ٍ
الروح ..نادانا
ِ والموت ونزع
ُرقية الساخنة
ْ
دقات
ْ
وشدت
فغنت الدار
دارت وهوت
فقامت النار
كوكب الليل
َ بال ْ
أفق يا
الحار.
ْ واسكر معنا من خمرها
165
لولّ
ِ ُرقاية
لولّ
ِ
ملك
لفجر ٍ لما أسلمني ُ
الليل ٍ
والتمعت في ُقاّبتي النجمة
ّ
واهتز لها طيف الندى الفاني
لولّ
ِ
كنت ً
سويا لما ُ
الحانأ
ِ شمس الّرى في طاس ِة ً
ماسكا َ
لولّ
ِ
لما ُ
كنت تقّيا
ُ
أصل النجمة بالنجمة
والكلمة بالكلمة
والقاصي بالداني.
166
ُرقية لخراج نار العشق
ويا ما َء الحميم
العاشق والتفي
ِ أخرجي من جسد
النديم
ْ تاج
الزهر ويا َ
ِ أيها الملقى على
هد
والس َ
النار ُ ما الّي ألقى َ
عليك َ
وسواّ سقيم
ّ
ردّ طف ً
ل ما الّي ّ
السحر وخ ّ
لّ تهيم ِ ً
أطواقاا من ورمى َ
فوقاك
الباب الثالث
أناشيد إسرافيل
167
عأندما كان إسرافيل يعزف لحنه السماوي العظيم
ظهور إسرافيل
في القاصى
ُ
ينفّ إسرافيل الغي َم إلى الوديانأ
ُ
فتشتعل الفاق ويشعل فيها النار،
منقلب أعمى
ٍ بحر وتهرب ُ
آلهة الرض إلى ٍ ُ
وتصيح
ْ وت ّفر الغزلنأ وتدخل عند مخابئها
في القاصى
أشباح الموتى
َ ويوقاظ
168
ْ
الطين َ
وصحف َ
البواق الكونأ
ِ ُ
ويهيل على
وقارع يعلو
ٌ وصوت ملئكة ّ
ينشق
الماد الساكنة
ِ الصوت َي ّ
رّ على
وُي ُ
نط ُق َش َفتي
الصائح بفمي؟
ُ من هّا
ْ
إسرافيل سّيد روحي ..وأخي
النشيد الول
الماء
في ويغمرها بالزئبق والصداّ وآس ْ
ّ
ُ
فأرفل في شرنقة أولى بين الشجار والغمر يلّف الرض،
وأصيح..
ْ
يا ياليل..
مرتفع وأعّبها
ٍ أنادي روحي في
يا ْ
ليل..
نفس تتوال ُد ّ
في نفوسا وتحاكمني أغثني من ٍ
من هّا !
منّ ُ
أفقت، ولدت ،وصوت يسحرني ُ
منّ ُ
النشيد الثاني
ُ
وتأخّ روحي الرمل
ِ علي غصونأ الشمس ّ
تهز ّ ُ تأتي
صلصال
ٍ النار وآني ٍة من
في الليل وتمشي ،وأنا بين ِ
برجال
ٍ ُ
وأهتف درب الجداد يتموج بين يديكُ ،
أرقاق َ ُ
محمومين افترعوا تحت سكونأ القمر وحّنوا الشعر
إليهم َ
توت الّبر الحمر والفردوس
َ
صحف القرآنأ ُ
تحمل وإب ً
ل
فهيا يا شعبًا
أتعجب !
ُ
الحجر
ِ كيف تلقاينا يا قامراًَ ،
كيف درجنا بين
َ
وإياّ قابالة موج الرمل الحمر وكيف ُ
وقافت َ
أتحير ُيلقونأ
ُ أنظر .وأنا
بكفي وقالتْ : َ
أخّت ّ
أمامي كالّهار الفخمة
النور وساروا
لبسوا َ
كفن الجداد أمامي. يا للبرق ُي ُ
شقق في ِ
النشيد الثالث
ٌ
حامل للرض شمسًا في الدجى ُ
وعرفت أني
ومردٌد آيًا وسفراً
الشرق وردته
ِ ٌ
ماسك في ُ
وعرفت أني
ومنطلق لرّبي أقاطع الفاق جهراً
ٌ
171
أشكو ضللتكم وأشكو جر ًة َف ْسدت
بأيديكم ومشكاةٌ وبدراً
ُ
وأّيل أخرى سأرفع ً
كلمة ُ فأنا
ْ
الحنونأ هّبوا لرايتي
ّ
ورددوا قاولي وإياي اتبعونأ.
النشيد الرابع
ً
صحفا ُ
الفتية الملقونأ فوق ظهورهم أفل ّ
يهز
آسر ٌ
وغصن ٌ في كفهم أحجار مملك ٍة
النشيد الخامس
والتراب دليله
ُ والبيدر يبغي اليسر فيه
الكواكب في يديه
ُ والعشر
ُ والنهر
ُ
فرس ُ
الضحى رقاصت له ُ
ُ
الترتيل فإذا تولى هز ُه
َ
الحرّ ومس
واختارته وحشته ْ
طيب وشكا الظلم
لطلع ِ
واشتاقات مفاتنه ِ
ً
عرشا من الّهار ُ
الليل ل يمسس بنانأ المعتلي
نزق جميل
بل ٍ
فدع الفتى يمضي لغايته
ٌ
أغصانأ تنادي فل ُه على النهار
ٌ
متكاسل ودٌم عليل والندى
إسكر
ْ
ْ
ولوحت َ
مستك ىلهة الجرار فانأ
فاهتف لها
النشيد السادس
لتبحث عن كلمة
يدي
وهبوا بين ّ
وردوا أفلكًا عني وغمامًا عن ّهو سمائي
النشيد السابع
َأو ما تراه
في لفتاته
وناداه النوى
ُ
الجنونأ العصف أو يطأ
ِ بنار
ِ
النشيد الثامن
175
َ
كيف بليلي
رومانتيكيات
ٍ بي في أّمنة آفلةٍ ،لنسا ٍء
وعشاق مقتولين.
ٍ
َ
كيف بليلي
مهجور
ٌ يلقيني في نور العالم ،والعالم
ُ
تمزق جسد الليل إّ
ل من جمهرة وطاويط
مهجور إ ّ
ل من ٌ ً
ّائلة .العال ُم ً
أّمنة الرخو وتبكي
وترقاب نجمًا
ُ حقلك نجمًا وتدثره في آنية الماء
ترفع من َ
مهجور ..وأنا
ٌ خرب .العالم
ٍ كونأ
آخر يتدلى من ٍ
أيام يبست مثلي ُ
والريح وذكراّ وألهو بالياام وأجفل من ِ
176
شجر يزحف في الليل
ٌ
لعّباد النور وُقا ّراء القرآنأ ّ
الخشع
والمل الول.
ُ
يزحف في الليل فأسمعه وأنا فوق فراشي ألهو شجر
ٌ
بالنجم وأرقاب أغنامًا مترعة بالصرخات وشجراً يمشي،
كالطّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّائر..
البصر على صحراء غارقا ٍة في النور َ أُلقي
أقالّبها بين ّ
يدي وألقي الحسرات وأبكي
ّمنا ّ
ظل بعيداً، ً
َ
خطتك ً
جرحا لم يبرأ بعُد ،كم يا
علي ُ
ويلتف ّ منّ سنين
يا جرحًا يتفتق في الليل َ
قابالة سقف النجم
كالفاتح...
مر ُغ في ٍ
حيض دموي، الشمسُ ،ت ّ
َ ُ
قادت
177
كالسّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّاحر..
َ
الرمل ُ
وهيأت الصخر
ِ أنبت القصب على ُ
علي ُ
ويلتف ّ على محوره ُ
منّ سنين
النشيد التاسع
العمر
ُ ها هو
نمل
ًسرى ٍ
جريح
ْ وأوجاع
ُ
من ّ
يرد القحط عن روحي
أعّني
ينساب بطيئًا
ُ
178
يغزونا
ُ
ويمتد على أجسادنا
ُ
صوت.. يا
نفس ُمتربة
النفسٌ ..
هّي ُ
فأمسك الحبل
ُ
صوت هّي العربة ْ
أعن يا
النشيد العاشر
ويهّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّي..
الغار
ل من ِ أيها الحامل إكلي ً
179
الباب الرابع
الرقى في الدعأية والتعاويذ
ُ
ولّين لي الندى ورقاق لي سللة الورد وغبار الصلصال وأحقق على شهوتي
ً
وذهبا. ً
نرجسا وقارنف ً
ل
رقية الراهب
إقارأ ّ
ولف الرد بالجسد النحيل
إقارأ وغ ّّطّ الروح بالوراق واكتب أسطرا سوراً
واسبح في سمائك
ْ ّ
ورد الخوّ
180
إقارأ وعلّمنا كلم ُ
الزمرة العليا
ُ
والغصانأ والتيجانأ وانكسر المدى !
الريح
ُ أو عندما غّنيت في المنفى رمتك
سارح في البدء
ٍ عجيب
ٍ عمر
ل من ٍ
منفي بآخره يقلّبه العدى؟
ّ
رقية ل تغض الطرف عأني
ُ
السهرانأ في الليل قالق
ّ
والتف بالقاداح والدنيا تناديه فأضناه الجوى
والجمر بماضيه
َ الخمر بالحزانأ
َ دير
ُي ُ
وغنى هائمًا أندى لياليه
ّ
وشق الثوب نصفين
والتاع
َ وأحنى رأسه للمس
َ
الحرّ والما َء بأنفاق صحاريه. َ
وشق
181
ُرقية قد ذوّ المل
ونار التهلكة
ُ
الشعر
ُ ل الخلوُد الوه ُم ..ل
ول ّ
كل الدروب الناسكة
بروح حالكة.
ٍ الزمن الخاوي
َ وتعيش
182
ُرقية الجّل مشتبكًا عأليه
هّا الفم
النبي
غائر في الجسد ّ
جرح قاديٌم ٌ
ٌ
183
أو في الجسد الشيطانأ
متى سيغفو؟
ُ
سيدفن الزمانأ ومتى
ً
سحيقة وقااربًا سكرانأ؟ مغار ًة
رب في ناري
فالقه يا ُ
حول بيتي
ل يرى غيري
الهموم.
ْ واسكنه
السحاب.
ْ ينساب
ُ وف ّكوا الزبر،
تسبيحة الكمال
184
ُ
أبارّ الخطايا ها أنني
حشٌد من الفتيانأ
185
ُرقية الوحا
غابر كالوهم
لزمانأ ٍ
ٍ أسعى
حجار
ٌ ٌ
حجارات وأحبابي ْ
والرض
والناس من حولي
ُ سافل
تراب ٍ
أنأ ارفع روحي من ٍ
أفواج كآلّ السكاكين
ٌ
ُ
سأقاول :رّبي خلصني ماذا
بودلير
من أخرجكم
من علمكم
وأطلع دهرا
َ من ش ّد ومد ّ
ورد الماء
187
أفلّ وباسّّمي ببقايّّا العبّاد الخشع والتاريّ المنسي وأبهة آفلة سأنادي وأعي ُّد الّ َ
ّروح ُ بالوردة بالسنبل يّّا
الرض لخضّّرتها َ تشرق فوق اللوح وشّّمس تغّّرق تحت القصّّب * سّّأعيد ُ لطينة بابل والنوار لشمس
ّط في الوديّّانأ وأغّّوي الشّّيهم وّهّّر العيس وأهبّ ُ َ تطفح فجّّراً بّّالحلم أقاّّوُد ُ ّمل عنّّادل وأل ّم شتات الشّ ِ
يّّرّيطلّّع فيّّه * النّّدم ّ
ُ وأرقاب ُجرحًّّا
ُ النهّّر
ِ أسّّيل
ِ الّّبر وأغوي غنمي ونداماي أطلّّق سّّهمًا فّّوق ّ
ً
إلي وتفتك ،أبّّدا ،بالعّّداء * إنأ هّّّا مّّا تحن ّ الشّّمس ّ َ ُ
وأشّّهد أنأ عل ّيّ ويمسك روحي ويناغيني الحمد
ل مّتسخا وثني ًّا ،يلهّّو ل مخبّّو ً لّّك يّّروني بينهمّّو طف ً علّمه البهلول لشّّراّ منتفخين على أطّّراّ ال ُم ِ
شّّّّّمس
َ ويلعب بالتيجّّّّّانأ وُيحّّّّّيي أحلمًّّّّّا بائّّّّّد ًة ومسّّّّّلت ّائلّّّّّة ُ
ورقاى * يّّّّّا ُ بالكلمّّّّّات
ّب على أطّّرافي وفمي * وسّّلمًا حين ّب يشّ ّ يناسّ حلمًا ودعي العشّ َ ُ الب ّرّ أفيقي فوق مياهي ودعي الحلم
شهد النج ُم بأني ٌ
ملك | الديك الغالي * َ يصيح َ ُ عال وحين يشب لشجر ٍ يطوّ على أطراّ النهخار وحين ّ
وأطلق في الرحام النفس لخلّّط نسّّلي ُ َ
الحقل الزهر على السوار وأرمي السنبل فوق خوابي وأطأ َ أُلقي
ّور ،وأني أصّّرخ فّّوق لرض النّ ِ ِ ّر المشّ ُ
ّتاق شهد النج ُم بّّأني المطّ ُ وأخلع لدمي بهج َة ُترسي * َ ُ بالياقاوت
ألعن ملوكًا شّّاخوا في التيجّّانأ أرفل بالسمال ،وأني ُ الورد وأني عبٌد ُ ِ جمال
ِ الطور وأني عبٌد أركع تحت ِ
الدهر على أبنائي وعلى أعواني وعلى قامري* وبعيّّداً سّّوّ أصّّولُ ُ نطق الرهبانأ وبهّا اشتبك * وبهّا َ
الزبر الول ،بعيدا سأصّّلي للبشّّر وأخفق فّّوق المّّاء وأحّّيي شّّعراء محّّترقاين ورهبانًّا منكفّّئين على ّ ُ ُ
وأسّّّّّّهر يّّّّّّا كوكبّّّّّّة
ُ وأصّّّّّّيح :ينّّّّّّا ُم على من نّّّّّّا َم المّّّّّّوت، ُ المطّّّّّّرودين من الجنّّّّّّة
نجما في الليّّل وأسّّكر فجّّراً التبّّانأ لمسك روحي * أنتم في شرّ الشوق وأنا في آخر قاافلة الك ّهانأ أقالّب ً
ّاهمة أحلمي ّطر فّّوق سّّما ٍء سّ ٍ ّق ،أسّ ّ ّك نّّار الخلّ ِ بالسر ألّ ّّوح لليّّام وأمسّ ُ ّ وأنا هيمانأ بين نجوم راجفة
موت أصّ ّّدّ ً
ضائعة مني ،وأروي وجعي يمت ُد عريضا مثل جروح فوق شفاهي * يا ُ ً وألعن ً
أياما ُ وأماني،
ً
سّّّّيفا وأشّّّّهر
ُ بشّّّّمس بائّّّّد ٍة ونّّّّدامى مّّّّّبوحين على نهّّّّر الخمّّّّيرة واللّّّّّات ٍ َ
منّّّّك وأتّّّّربص
ُ
ُ
اتباعك من ليل حظائرهم وأحّيي الوردة وأنام * أتقلّب فوق فراشّّي، َ نحيك عن الزهرة والنسام وأطرد وأُ ّ
ّل وسّّرب ممالكّّه ّق عن النمّ ِ وآج ّرا أحمّّر ينشّ ُ النهر ُيفتّق ما فيه ويرمي الجثث الملكية والفلك ُ أسمع هّا َ ُ
ّاج فتخشّّاني اليّّام وتمسح فوق جبيني وُتلبسني التّ َ ُ تغسلني آلهة الشلل بماء الفضة ،وتغطيني بالعشاب
ّام * فمن منكم نّّادى عنّّد ّالزهر وممتلئًّّا بصّّباح أبيض وحمّ ْ ِ مطويا في الموج ومغموراً بّ ً وأبصر شعبي
ُ
ّق وعلّمها تخفق تحت السّّحب ّق بهّّا حرثًّّا للخلّ ِ شواطي الروح على عائل ِة الحجار وعائلة الشّّنات وشّ ّ
لمس أنثاه بّّروحي وتلقاهّّا بّّالتهييج ّ
ورد الداكنة وسيف الماء * من منكم علّم هّا البحر محبة وجعي أو َ
ملت أوانيّل بالفضّّة والعشّّاب عن النّّار وكيّّف َ رددت فراشّّات تتمايّ ُ َ الطين لثغر الطين * ْ
قال كيّّف
كالسوار *
ْ الرمل عليه وكيف تداعى ُ رضيت بهّا القلب وكيف انهال َ َ
وكيف الخمرة بالمطار
188
الباب السادس 6
الرقى في الطرازات الماجدية
ُ
أفهل خطفت مهجته
إلي في وابل
حتى يقدم ّ
الظلمة والناس نيام
189
ُرقية السكران
ثمل يعلو
صحبي ،جيش ٍ
ّ من
وجيش كالرنين
ٍ
أُعقُد البيرق لللوية البيضاء
وتارخ خرابي
وناغر الخيلة
َ الباب
بفتح َ ّسمه وهما ً
هبابا ُ
ً
وكأسا مهملة ّسمه الورد
النبال
ِ واستلق شهيًا في
ِ فتيانأ وخمارين منسيين في بغدالد
ُرقية الورد
190
لك ورداً يا سليل الورد
هيّ َ
بالعشبة...
بالكتابة...
ُي َ
دنيك من الغنا ِء والصبابة.
ُرقية الضحى
أبكي...
َ
وأناديك على صوت الرحى
ملك َ
الليل ومن َ
ساق الضحى يا من َ
َ
أفديك بما صّيره ال وما محا
مولي
الخاطر قاد َ
راق ُ َ
لك
القلب صحا.
وفي حضرتك ُ
وصيحات المواويل
ِ والنجم
والشحى السيل
نور كر ُم ال
قال ّ
َ
فوق الشفة الجّلى
ْ
الخيل. ْ
وامتطت وقاامت روحنا
ُرقية الكمل
ً
شوقاا َ
لك سيد الرياح
ُ
أطلقت طيوري
ْ
وبالمد بالجزر
ِ ُ
واخترت بأنأ أمسك
ْ
والمجد كي َ
أشبك بالجلل
ْ
باللحد. َ
النسمة صّبا ُ
يصل
ُرقية الدهر
حلّت ساعتي
ورجت البحر
ّ
بانت وأتت في أول العمر
من َ
أنت لكي تدفع عني
الدهر !
ْ موجًا قالقًا يدفعه
192
ُرقية لضرام النار في حشا العاشق
الديك يا قالبي
صياح ُِ ناداني ...في الفجر
الجمر في جرحي
ُ علي ّ
واشتد ّ
فاحمل من تراب الفجر وانثرنا
بالخمر والعشب
ِ وامل قادحي
وأغرقاني به
وليسترح قالبي.
ُرقية الشريد
ألمس السما
ُ
ُ
وأحضن الرواح
طراز الخمرة
ويضرجني
وّردي
194
تتفصد وتشع الجدرانأ المصبوغة
قالق عظيم
من حمى ومن ٍ
في النار أُلقي ُجبتي
فاقاطف ّاهيًا
ُ تتناثر الدفلى
مترّ
ٍ كسول
ٍ ثمراً على ٍ
جسد
ُ
يبتل بالعتمات والعرق الشهي وعنفوانأ السيل
في النار..
أرتضيك ٌ
إلهة أولى ِ يا من
195
وأرضاّ الربى والي ّم والنهار غاسلة يبابي
ِ
في النار..
ٌ
شرعة سفائني القديمة ُم
ُ
وسارية الفضاء الجنونأ ورايتي السكرى
ُ
أنحنيت لهّه الفرعاء كيف
َ
كيف تشابكت
نظراتنا وغصوننا
ُ
احترقات بنارها َ
كيف
يبل قاامتها وُي ُ
ثقل شعرها بالزهر الجميل ّ
ِ وش ُ
غلت ُ
من أنا..
والس َو ِر الجليلة؟
والطواق ُ
ِ وأحيطها بالس
واعشوشبت وتنادمت
فاتني ُ
ّمن التوثب والصبا
يوقاظني فأسمو
ً
باسلة مقدّسة ُمهابة النار
في ِ
لولّ ما اشتعلت بروحي ُخضرة الدنيا
ِ
***
196
أنت حتى قادتني؟
من ِ
وباكرت الصبا
ِ ورميت لي ورداً
ِ
وأبتكر الكلم
ُ
أنت حتى ُقادتني؟
من ِ
جرتي
أكسر ّ
ُ الفجر
ِ وتركتيني في
ُ
وأغاّل القدمين
ُ
أهبط في براري الجّو ِة السكرى
وأهّي..
ُ
أصل الندى بالنار
وأكتاف عأارية
ٍ بمخمل أسود
ٍ الخّسية..
المحترقاة بلطى
197
تعرّ وانت تسمين
ساعديك هّين
الساعدين البضين
الرائعين كالموت.
عدوت تحتفي
ِ بعد أنأ
ً
راضية وأمسيت
البير سامان
يتناثر َ
تحت مرابضنا ُ كانأ ٌ
عقيق للنثى َ
وأضرب فأسي:
ُ أعلمي الهاربة بعيداً ِ
عنك
ُ
وأجول بها أي ربيُ ،
كنت أل ّم سيوفي ْ
ُ
وأولول أنسى ً
شرقاا، للجهتين شما ً
ل،
تحت ّ
وأنسل بطيئًا َ أبهتي وأكاليلي ونداماي
النمل
سيل ِ دابر ِ
أقاطع َ
ردائي بسكاكينيُ ،
ٌ
مشتبك على أعضائي وعلى حجري ،فأنا
تلعب ٌ
ومشتبك بالنشو ِة أستعجلها ُ بالخمر
ِ فوق شفاهي
الخمر وليل
ِ الشمس وقاو َة ِ
نبع ٍ فيض ُ
وأغرّ َ الضالين
بالورد
ِ ُ
وأحرق رايتهم وأصابعهم وأهي ُم لمل قاربي
بطاس ّمردها
ِ وتدير
ُ ألمح أُنثاي المبلولة بالماء تلمل ُم ّئبقها
ُ
ُ
وتركض نحوي ...قاومي أيتها السكرى في ترقاي الخمر
َ
ُبي
ودلل صفاتي وامتلكي نبعي وسيوفي وخزاماي ،وه ّ
مكتنز باليخضور
ٍ لعاع
فوق ٍفي ساقاي ِة رفاتي ..قاومي َ
ّ
وردي شفة الخصب على مّراتي يا ّينة أقاماري
ٌ
مشتعل ومناديلي ،ومراياي وطينة خلقي وسحاباتي..
ُ
نضحك َ
فوق كنور المشكاة ،فقومي
يديك ِ
في شطآنأ ِ
فجر وخّ أعوادي وأقارع َ
طبل عجائبنا ،وتشقق يا ُ
نداماي وهّيج تحت خلياي أنين ا للّة وامل جسدي
َ
ليل
أصيح على ٍ
ُ سأصيح على أبواقاي ومزااميري ورقااي
ُ
الطلع
ِ الشمس على أعضائي وهبوب
َ ودلل أرخى
ٍ غطاني
في على
اصيح على القاصي ّ
ُ ومنارات ُ
ترفل بالرايات..
ويرخين أصابع
َ الموج
َ إلي خلسيات يدفعن
الداني وأض ّم ّ
يسقن غزالتي ّ
يصبن فؤادي بالنبلَ ، سمراء على القاداح،
199
ُ
وسنفصل في الليل فأبقى وحدي ..هيا يا أحزاني نسعى
أنت َ
أهلت ً
سنيلة ونهيمَ .. ونركب
ُ ونغوي الغاوين
فيك َ
فقدت دمك ،الشهوة والتيجانأ أهالت شهوتها َ
على َ
َ
اخترت شمس اللّ ِة َ
كنت على قاحط ويباس أعمى ..في ِ
وألقيت نداماّ ّ
وكل خمور لعبت فيك َ َ
وصرخت َ
ملذّ
َ
وسقت إليك َ
هبطت إلى القيعانأ حين َ
جرارّ َ َ
كسرت
َ
ندخل بلور يا قالبي ..لن
يتلف ٌ لّائّ تلُفت َ
فتلفت كما ُ
نهجر
َ باراً إل ّ
ونهز به الجدرانأ ونخّل فيه الحشمة لن
َ
نرحل عن صحبة فتيانأ ل ويصيح علينا لن ً
كأسا إ ّ
ينهمر البيت،
ُ فتراب
ٌ مهووسين ..ولن نطأ البيت،
نترّ طيراً ل ّ
نيضم إلينا ليت وليت ...لن َ ُ
تطرق َ وأياد
ٍ
ً
عشبا تنشق لنا ،لن نترّ أجيا ً
ل ل نعرفنا أو لل ّ وجبا ً
تصدح ،حجاراً ل
ُ تمطر ،ظبا ًء ل
ُ ً
وسحبا ل ل يهتز
تنضح
ُ وشموس
ٌ ُ
وتورد أخدود أطراّ وخدود،
ٍ وحمر ُة
وأواني وتحت
ّ طلعاص فوق القمم والشهوة َ
فوق خواني
200
الباب التاسع 9
في ذكر الجداد وكيف أنهم احتفلوا بقدومي
معي وحدي
مفتاح هّه
الجنة المتوحشة
رامبو
201
وآنية فوق الماء * وأجلّّو عن سّّطح المعّّدنأ نقي شاخ ً وأضرب تاريخًا َُ أهز تعالي َم الرهبانأقامر ّباسمك يا ُ َ
ّع قاطعّّاني وشمس الشنات ،وأُلقي بين سّّهول الّّّهب ذئّّابي ومرايّّاي وغّّزلني الهائمّّة واتبّ ُ َ وخزاماي
ّرار طافح ّ ٍة
مكس ّرة وجّ ٍ ّير ّ ّالنبض وبين مزامّ َ شعاب ضارب ٍة كّ ِ ٍ ً ً
الهابطة بعيدا وأغني محترقاا * أمشي بين
ّور َ
باسمك يا نّ ُ ينعب فيه الطير * خاو ُ وشمال ٍ
ٍ قالق
شرق ٍ أسير لمبتغيين يقودانأ إلى ٍ بالطحلت والعشاب * ُ ِ
ُ
جند منسيين وأبه ٍة مطفأ ٍة * ومقابر ٍَ تالفة ومخابّ أسلحة الطين سدوداً ً وأفتح في
ُ سأرشق بالتجيانأ السوار ُ
ِ
طيبقامر تهيأ وأرفّّع عّني جمر غطائّّك واسّّحب جسّّدي للشّّلل وّدني طهّّراً وانفّ بّّدمي َ وأنادي يا ُ
العيش ونّّور الخلّّق* يّّا قامّّر أسّ ّميك الر ّقاة أو بعض دلل بّ ّّلّ جبيني بالياقاوت وسافد عشّّبي بالمطّّار، ِ
ندق على بّّا ِب ُ ُ
فوق عيوني وأطلق قادمي * يا إيل سأدخل في الحراش وتدخل جنبي ونهيم ّ وردّ َ َ فهيء
ّق وُنحّّيي ونمسك أحجّّاراً ُنقشّّت بالسّّماء وّيّنها الزهر بلّّونأ الغسّ ِ َ السنوات ونهبط عند تخوم الرض
ّف نصّ َ
ّبت الكهف إلى نّّور الرض ،وكيّ َ ِ َ
خرجت من أجداداً نادوا ال وغّنوا لليام وغابو * أتعجب َ
كيف
ّزرع يتمايّّل بالسّّنبل والوراد وروح الطلّّع * ً
الحجر بعظم الحيوانأ وأرخيت ا لنهّّر لّ ٍ َ سقوفا واستبدلت
وهجمت بهّّا فّّوق جنّّانأ َ ّيطانأ
ّّت بقّّوة شّ ٍ ّف أخّ َ وّعقت وكيّ َ
َ حجر
خرجت من الظلمة في ٍ َ أتعجب كيف ُ
ّرب الّّوحش خرجت إذنأ وعرفت اللغّّة الضّّيقة ،تلقاحت بهّّا ورجمت بهّّا الحجّّار وسّ َ َ ذابل ٍة وموت *
ّار بهّّا وأُقالبهّّا بين وسقت إليها ماء النثى ودفعت بها نحو لساني من عصر اللهّّة الولى ،وأنّّا النأ أحّ ُ َ
ّك والبّّواب ّك تعاّيمّ َ رأيت ..أفّ ّ
ّيع بغابّّات الكلمّّات وأهّّّي * أ َ ّنما وأضّ ُيدي ،أسويها طينا ،برجًّّا ،صّ ً ّ
تّّّرق ُ
تحن َ
لعلّّّك يّّّو َم ّ ُ
فّّّوق الحجّّّر ،أقاّّّولَ وأكتب وجعي ُ وأتلّّّوّ نشّّّيداً سّّّرّيا للشّّّجار
َ المقفلّّّة
ّيفا وتصّّالحني * من يسّّقي هّّّا العاشّّق خمّّراً ويناديّّه من علي لعلك في ظل النار المشبوبة تخفض سّ ً ّ
ّك بردتّّه ويطلسّّمها بحّّروّ وتحايّّا مّّا خّّرجت من شّّفة النّّاس ول الحيّّوانأ * أنّّادي في طّّرّ يمسّ ُ
طرّ الغيم َ أقاود غواتي لّ)سرنديب( وأطوي بيدي تالفة وأنوح ُ ومراكب ًَ واطئة وجنوداً غرقاى ً البر سماء ّ
ّق بين شّّعاب الرض الصّّفوة بهّّّا الحشّّد من لخلط في التاريّ سماء كالياقاوت قاّّومراً كّّاليقطين وأطلّ َ
صوت ال على صخرة َ فأسمع
ُ صحت لعلّي وحدي وأناديك ُ دم تعلو * كم البشر الضالين وسللت ّرقااء ٍ
ّرقاب يّّو َم
ل في فجر شبابي ،أتّ ُ الموت ومشتع ً
ِ ل بزنابق حمراء إلى هّا الكونأ وأنا في بيت يتداعى ،محمو ً
ّط على ّرقاب وقات ظهّّور هللي وأخّ ّ ّراب العمّّر * أتّ ُ البر ،أغني مثل فراشّّات سّّوداء خّ َ فنائي ،وأنادي ّ
ُ
رق غزال أبيض هّي الكلمات وأمحوها بالمّّاء وأغسّّل وجهي فيّّه ،وأوشّ ُم من ترغبّّه النفس وأحصّّنه ّ
أقاسمت بّّأنأ يحضّّر ُ قالب أنيسي نار أفيقي َولبانأ * يا ُ ٍ نار لين ٍة وحصى بفراشي وأنا ُم فأصحو تحت مباخر ٍ
وخّدام السماء ،أقاسمت بحّّق الكلمّّات ياأرواح ويا سكانأ الوديانأ ُ ُ ُ
أقاسمت عليكم عين وُيحييني، في رمشة ٍ
فّّّّّّوق سّّّّّّرادق عّّّّّّرش ال ،وحّّّّّّق اللّّّّّّوح المحفّّّّّّوظ ومّّّّّّا فيّّّّّّه من النقش َ المكتوبّّّّّّة
أعطف في الفجر إلى محبّّوبي وأناغيّّه وأحمّ ُ
ّل ُ السري ،أقاسمت بأنأ تعطوني سرا ل يعرفه أحد غيري * ّ
ّاس ُ الوحل أحّني فيه اليدي والنية وأضحك للنسمات * وال ُ َ
سأحمل مّّاء أّرق في طّّاس نحّ ٍ من رجليه
أّلي
جمّّّّّّّّّّّّّّّّّّال ّ
ٍ بزهّّّّّّّّّّّّّّّّّّر
ِ وأرش بّّّّّّّّّّّّّّّّّّه الشّّّّّّّّّّّّّّّّّّعراء المسّّّّّّّّّّّّّّّّّّمومين ّ
بلب نهار وأعلّّّمهم لغة اّفك ورسم الجفر على الحجار وأناديهم للوهام * أ رأيتم كيف ولجت الليّّّّّّّّل ّ
وسقت تمّّائم طلعي ومزامّّيري والشّّنات إلى ُ وخطت الجسد ببرد الورد ُ ورفعت اللّة نحو الروح ُ صلفٍ
ّور
ّراب النّ ِّف بّّالعينين سّ َ بالطواق وظبيًا يخطّ ُ
ِ النبع حكيمًا ُ
يرفل أتيت َ أغنية خفقت بفمي * أ رأيتم كيف ُ
202
ويحرق شّّمعي * أُ يشب
كيف ّ شرق استحلف هّا الليل بأنأ يفصح عني ويرى وجعي َ يسكر حتى ُي َُ لوطف ً
ً
مترعّّّّّّّّة بالنسّّّّّّّّام أ رأيتم أجّّّّّّّّدادي فّّّّّّّّوق الهّّّّّّّّام أثّّّّّّّّرت شّّّّّّّّياهًا
ُ رأيتم كيّّّّّّّّف
ّق في ّمع أوراق الجّّداد تطقطّ ُ ّر في التّّاريّ وأبكي * أسّ ُ ي ّرّفونأ وينتحبونأ ،وأنا أتمدد فوق الرمل وأنظّ ُ
القمر ُيخبّ لي قادراً أحلى وأنادي أجدادي في الليل لعل َ ُ
وأقاول َ غمس في الميع ِة والسرخس ودمي، النار وُت ُ
ّامي ،وصّّاقاب مقّّبرة الكهّّانأالبحر لموسّّى والطّّير لردانأ الملّّك الشّ ّ َ َ
سخرت سخرهم لي يا قامر كما * ّ
ترفّّرّ في المّّاء وتبعّّد عّّني النحس ُ لمقّّبرتي وأجلبهم محمّّومين إل ّيّ وخضب رايتهم بدمي * أتراّ
ل تحت الشمس وترفعني لمّّاقام الخصّّب * أناديّّك ينتصب جمي ً
ُ غصن
ٍ أميس بخضرة وتجعلني في الحقل ُ
وأخطف من قاوتك الشوقاي سوري وطلسم روحي ،يا فيحًا ضاعت فيه فلول شبابي وغرانيقي * أ أُ ُ
خلخل ُ
يحن على تلف الزمن وأوهام العبرانأ الكنهنة * من يعرّ أنأ الكونأ ّ أرض ال وأنجو بشعيب وصالح من ِ َ
ّير
قام وأرض الهّّرام وأرض اليّم المظلم والصحراء * يا قامر أسّ ُ ّر ِ
طفل صافي العيّّنين ويمنّيه بأرض الّ ُ
علي جبال برنسة وأعصر ُه ،أدحّّوه كمّّا أفعّّل بالثّّدي وأنسّّى أنأ سد ّ إلى أطراّ الرض وأبرأ من كلل ّ
دم يتفجر من خاصرة كلمين أنسى أنأ سيوّ اّفرنج انكسرت في القلب وشبت في جسّّد التّّاريّ * بلط ٍ
ّط بهّّّي منقوش يقّّترعونأ بجمّّري ،أي السّّماء تحيّ ُ ٍ الس ّهاد المنكفئين على جدر الحينُ ...يضلّل أعواني ُ ْ
ُ
هّّّّّّزمت الغّّّّّّاّين ُ
أتعّّّّّّرّ كيّّّّّّف وأي الكّتّّّّّّاب تّّّّّّّدّلوا فيها منّ قارونأ * يا قامر.. الحجّّّّّّار ّ
ربطت الفيّّّّّّّّّل بّّّّّّّّّأنف الفيّّّّّّّّّل وأبركتهّّّّّّّّّا في الصّّّّّّّّّحراء ُ بسّّّّّّّّّكالصخر وكيف
ّ جيل
ُ
يهتّّّف لي ل أجدادي في معترّ الصّّّفوة وأنأ شّّّما ً
ل كتلّين من النمل الحبشي * أتعرّ أنأ ل غّّّالب إ ّ
يمص بأوردتي وأنا في الليل ُ
أئن والغرب ّ
ُ تحت خيامي وجنوبا يقرأ باسمي التعزيمات وأنأ ا لشرق ُيهدهُد َ ً
ل أجدادي وأنا * وأهتف أنأ ل غالب إ ُّ من الوجع
فصيلة الورد.
ُرقية الساحر
ً
عطشا إلى لطف العلوم ودقاة الفرقاانأ والنطق
العمر أنقش
َ ُ
واسترحت نطقت مزاميري باطرب ما طواها
ُ
ونمت. خاتمي وقالدتي ودفاتري وطويت أيامي بأوراقاي
بنار ما َء أيامي
ألقي ٍ
ُ
وأهتف يا جنوني وألقي نشوتي ناراً
أنحدرت مباغتًا
َ َ
كيف
َ
ورقادت في نفسي وفي أصفى سكوني
َ
كيف اتحدّ برقاي ٍة كشفت أعاجيبي بزهر السحر
فاشتعلت عيوني
ُ
وأشتل غرستي أمر لحقل أحبابي
دعني ّ
دعني أُبادلّهم فنوني
َ
تحميك يا عقلي أحمر ٌ
بوابة ٍ بشمع لكأنما ُختمت
ٍ
أتبع ياسميني.
العمر ُ
َ ُ
وتهت
طيف كريم
والباحث عن ٍ
ُ
الباحث في أوراقاه وحده
في السحر
وناداه النسيم.
ُرقية أدوناي
َ
كيف انهمرت بكفك الليالي
َ
كيف اشتعلت غابتنا وصرنا
ّ
كالجن نطارد التميمة
لتخرج الشمس
َ آهٍ ..كم مضى
بنبل ونغني
نرميها ٍ
يطلع الليل علينا
حتى َ
حين نرتوي ونكسر الكأس
َ
يجرحني بورد
ّ
ويخيط بالفأس.
ّ
يخضر كالبرك
208
توج أسوارّ باليمام
من ّ
من علّمه الغناء والكلم
ْ
من علّمه ّ
يرّ ..من رعاه ْ
من علّمه ّ
يخضر كالمياه ْ
َ
أمسك ..من أقاام ْ
من ع ّمد ..من
والنار العجيبة
وتغطس حكمتي
ُ ويبدو الماء في كوّ
تطلع نجمتي.
ُ
بالورق المرقاش،
ِ الشعر،
ِ تراب ُ
أقاسمت باللم المقدس يا َ
باالتفاتة كلم ٍة نحوي وبالفجر الجميل
يطوي مناديلي
وبالّهب المخالط طينتي لي ً
ل
ً
راشقة صباحي وبالجمرات
الوجود بلوثتي
َ أنأ ابتلي هّا
ّهيانأ مبتسمًا ُ
وس ّمي في يدي
210
وغللة الموتى وشاحي.
نيرنجة البراري
اللمع في أقاداحهم
ُ ُ
والغبش شمسهم
ُ
وّهر المائدة
ُ النار
والكلمة ُ
فلتّب في خمرتي يا نقش نيرنجاتي الصفراء
والندى رملي
وريح باردة
ٌ ُ
الطينة في كفي واللغة
211
الباب الحادي عأشر 11
شمس الزايرجة
في كشف طالع الفتى الذي تبعته اليائل
ورقت له الشقائق والرقى ولمعت تحت يده المعاول والتيجان
الكون كله وحدة ح ّي ة والنسان المارد كقطرة من دم في عأروق الكينونة ففي حضن هذه الوحدة الكونية
يستقوي الساحر بسلطته ،صرخته تكفي عأبر الجسم الكوني لن في الوحدة كل عأنصر يتداخل ،أن
المبدع ،جل اسمه ،كالناطق الفائض بما عأنده من المعاني والجواهر
هرمس
كتابك بالرماد الشّر والشّّنات والصّّحف المبّّادة واشّّتباّ كّّواكب َ إّدهر ..إّدهر ..إّدهر * واغمس
تلعب في مراعيهّّا ّمس ُ ّدت ،لي ناحيّ ٍة نّّويت أعلى ،فث ّم الشّ ُطرّ قاصّ َ ٍ الماضين والماء الزلل * فليما
نركض حاملين نّورنا وإليه نرمي في الغّّروب ُ وتمنحك المدى والنهر يضحك حين يطلقه الدلل * وإليه
ل فيّّه نّّرعى فيّّه أصّّدافًا وأحجّّاراً وتيجّّانأ الّّزوال * وإليّّه ُيقلي الميتّّونأ خطيئّ ًّة َعلُقت بنّّا ونثّ ُ
ّير دغ ً
ّال * باللفّّظ بّ ُ
ّالزبر القديمّّة عظامهم فاغمس كتابّّك واشّّتبك سّّراً مّّع اللغّّة العصّّية ،وافتتح أرضًّا محّ ْ
ّونأ في عيونكمّّو ،وقاّّامت ّر واهّّتزت غصّ ٌ ّرار الخمّ ِ
الهلل * فتحت جّ ُ ْ واضرب الفاق بالكلمّّات ينبثّ ُ
ّق
مدججة ،ويعلوكم غبّّار ٌ شهوةٌ فيكم فهّيجتم سللتكم وماّحتم أهلّتها بلونأ المسك والّهب المضيء * ٌ
ّمر
تطّّّّّّّّرت نفسّّّّّّّّكم وتمّّّّّّّّاوج المّّّّّّّّاء
ّ النّّّّّّّّديم * ولئن
ْ من ّمّّّّّّّّانأ العشّّّّّّّّق والحجّّّّّّّّر
والشّّّهد
َ الشّّّه ّيّ بلحمكم صحتم بأعلى صوتكم بالنار ،تمشي فيكمو وترقاق القّّّدمين والفخّّّاذ والثّّّديين
212
ّاق دونكمّّو تنّّادوا في الصّّحاري واسّّتووا المبارّ في الشّّفاه وشّّعلة الشّّعر الشّّيهة * أ فلم تّّروا العشّ َ
ّال حلّّو ٍة سّّوداء ّلف وأخّّرى في ليّ ٍ ّرد صّ ٍ ّار أجّ ٍشمسّّين في الطّّرق القص ّّية * طلعوا ،فشمس ّ ينهّ ٍ
نقي يوقاّّظ الحجب الخفيّ ّْة * هّّا هم كجمهّّرة تفيّّق اليّّوم في أعلى مراقاّّدها وتمنحنّّا ّع ّ وارتّّاحوا إلى نبّ ٍ
ورجت كوكبا ّونأ * وتمّّرغت في طينهّّا شّّوقاًا ّ ٌ
ومشتبك أتّ ْ حقب
الفك واشتعلت لها ٌ الفضاء عبرت ظلم ِ
ل تهدهد أو دمًا نسراً وتطلقه انفلقاًا مخصبًا يعلو العيونأ * سّّقطت تمراً وصاحت خوّ ماحية نكونأ * لي ً
وطين * وسقت بّّه أحفادهّّا ،فّّترنحوا ْ فسوتها حبابًا أحمراً ودمًا لها الفلّ واشتدت عليها الظلمة الولى ّ
ببعض ،أنهّّراً من أحمّّر ٍ ً
قالب هّا الكونأ واحتلبوا السنين * يتقاطفونأ الغيم واليا ُم قااطفة بهم ،بعض ًّا في ِ
ّفحة * ولئن غّّوت فيهم نفّّوس مّّرةٌ، الوراد ،ترمي في الربى فوجًا ،فأيًّا مّّا أصّّابواُ ،ككتبت عليهم صّ ٌ
النقش لكنالبدر ما مسكوه ،مّّا ألقّّوا إليّّه َ بالطهر والحلم فجراً * ويلحقونأ َ ِ وتطوقات
ّ ُرّدت إلى ياقاوتها
سّّّّّّّاقاهم في التيّّّّّّّه فّّّّّّّالتفوا برايتّّّّّّّه وقاّّّّّّّادوا ُحلمهم للرض وافتتحّّّّّّّوا بّّّّّّّه اليّّّّّّّام
ّوب ُط ّرّا * قااموا فهيأت الطبيعة فيهمو من طرسها جلداً وأحجّّاراً وبرديًّا وحّّبرا * ومضّّوا يجّّرونأ القلّ َ
فبصّّيحة ممّّا رمّّوا
ٍ ل واسّّتطابوا النّّور خمّّرا * مّّر في الصّّحراء واسّّتتروا ،ومّّا قاّّالوا ضّّل ً الخ َ ُ
وبصيحة عدنا الرعاة العاشّّقين ٍ رد ّوّا الحياة لنبعها وعتطهرت في النار خامتنا وقامنا نمسك اليام ّهرا *
ّق بّّالزهر ّوج مزبٌّد يعلّّو فمي وتراشّ ٌ وأحن ..مّ ٌ ّ وتراخت النسّّا ُم في أُحّّداقانا جّّّلى وهدهّ َّدنا الحّّنين *
والرض رايتهّّا سّّواري ُ وأهبط في شعاب حّّر ٍة ُ ملك أقاوُد سللتي ٌ
ملك اّيالة من يدي * ٌ ُ ُ
وتنسلّ يغويني
ّمس ل تقّّوى اتكّّا ًء بالزبر ..بالزايرجة الولى وأسّّمعهم حّّواري * والشّ ُ الشباب وأبتلي ُ ُ ملك ويسرقاني * ٌ
ّع بّّالزهر أو تلقي لّّه السّّرار باطنهّّا فمن يلقي بّّه للشّّمس * ّتنفر بّّالروح أو متلفّ ٍ
ّل مسّ ٍ ّود ناحّ ٍفوق عّ ٍ
ً
ّف ولوثّّة في البّّال ،والّّدنيا لّه ً ً
الناس ل يهّّدأ ول يصّّبا ويبقى سّّارحا ويجّّوّ نبعّّا ل يجّ ّ سهرانأ ..ينا ُم ُ ٌ
ّيق ولّّه اسّّتمال غصّّونأ بدرب ضّ ٍ ٍ بنهر مثله؟ وأضاء شمعته والقمر الحزين * فمن ارتوى منكم ٍ ُ غربال
ّتراق الس والطّّرس المبّّارّ شارد ومحا الرنين * ومن استبّد بروحه اّشراق واللغة العجيبّّة واحّ ُ ٍ حلم
ٍ
ّل في أفّّواه أصّّحابي كلمًّّا لطرّ هداي ٍة..؟ وغزت مشاعله العيونأ * وأهيّ ُ ِ والفنونأ..؟ ومن اهتدى منكم
ّع ردّوا وأقاول هّبّّوا في حقّّول النّّور واشّّتّقوا من الريحانأ واليات والسماء جرفا * فإذا أتيت النبّ َ ُ ً
رائقا
النّّّّّّّّّور
ِ طينهم في مائّّّّّّّّّه وتشّّّّّّّّّاطروا في عيّهم وتراشقوا الكلمات ّلفى * ل ينتهي نبعي ونبع
وأعنابا ولطفا * ولقد تلونا أنأ إذا قامتم بأرض الّّروح وابتتلت لكم أعشّّابها ردّوا ً ل قاد خلطنا فيه كافورا كّ
عليها بالنّّدى والسّّحر وانتصّّبوا على الفّّاق سّّقفا * فّّإذا طّّرقاتم غّّير بّّاب الّّروح تّيّّاهين إنكمّّو إذنأ
طينة وتفتحت بالمني والدغّّال ّمردة ورّفت بّرة ،أ فكلما اشتدت عليكم ٌ تعصونأ حرفا * أ فكلما أنشقت ّ
سّّّحب
ٌ هيّجتم دمي ،أ فكلما سقتم حقول الياسمين الصفر التوتي واشتبكت عليكم سدرة سّّّقتم فّّّراغي *
ّتربقص بّّالنجمٌ غائب ،مّ
ترفل في غصوني * أعلو أما وال ما عرفوا مكانيٌ ، والشمس ُ
ُ ونور ّائغ ودالية ٌٌ
وأطلق مغّّزلي في ليّّل المقّّابر ..في ُ تشب على متوني * أعلو وأقامار ٌّ ٌ
ومطلق ألمي مرتهن لحطب أنوثة، ٌ
ارتعاشّّة وردتين وغّّر ٍة عليّّا وأشّّواّ الجّّواهر والزمّّرد والحجّّار * وارٌد إملقا ًّا عن الفلّ والّّدنيا
ّل ،ومن يثنيّّه عن َعّ ْد ٍو ،ومن يّّرمي ّق وجّ ٍ ّربض عاشّ ٍمتربص بالشمس من يثّّني تّ َ ٌ وعامرةٌ صحوني *
الزمر الزكيّّة والتكايّّا والتطهّّر بّّالفتونأ * هّّّي علمتّّك الخفيّّة فاخلّّط العّّداد ِ بأسفل حاجبيه ،إطللة
بالنغّّام والحّّرّ المبّّارّ بالحسّّاب وبّّالطراّ وبّّالجنونأ * واسّّتنطق النقش القّّديم لكشّّف أحّّوال
مسّّّّّّّّّّّيرة وأدغال محيرة وأفلّ عجيبة * ه ّزّ ا لرياضة بالكلم وشق خيمتها ،وجانس أغرب الخلط
والسور الخفية ّ يرج ّجاجة اّكسير، ذهب ّ صحنك وارتعاشة عشبةٌ ، َ مياهك * ورٌد هناّ ُ
يشق ْ واسبح في
ْ
ّط أسّّوٌد ّحنك ُرّ ًة والرض خّ ٌ ّماء تبّّدو بصّ َ ّغر والسّ ْ نجمة بالسر والطرقاات تصّ ُ ً في الهواء تعلو وُت ُ
نطق
ّع بّّزر ًة خافق في الطين * هل هّا أوانأ السيمياء تعطي وتأخّ وتهّ ّّد أعلمًّا وترفّ ُ عجيب ٍ ٍ طير
ينشق عن ٍ ّ
213
ّرد في أطواقاهّّا ل ُك ّمل ويّ ُ متربص بالشمس ..من يعطي الشموس إّارها ،يبلي جبّّا ً ٌ فينا وتمنحنا الشفاء *
ً
الضحى طفل حبيبا جنب ثدييها وأعطته ً ناراً وماء * هو كالّي ألقى ببردته على الصحراء واختارته آلهة ُ
العلمة * فتقطعت من عنده السّّباب وانقطعت لطافتّّه وغّّنى ،للمّّوج محزونًّا وأطلّّق رايتيّّه نهّّراً من
ّر اسّّتباح عيونّّه ورمى الجر والصدّ المضيء وخزت الغصانأ أذرعها ورجت مقلتيه بالنار ،والخمّ ُ
ل تائهًّاوالوحوش ترقاقت وسعت إليه * ال يحملّّه على كتفيّّه فّّوق الكّّونأ والحجّّار وع ً ُ ل نديًا
عليه شا ً
والواقافونأ من الملئكة استعادوا لفظهم ،ورموا إليه جنانهم وتراشقوا بالنجم في أعلى يديه * صّ َّدفًا هّّوت
ّونأ من ليّّالي في بيته المطار غطّته اليمامات الحزينة وابتله الفجر بالنوار ،ما اهتزت رؤاه * فيمّّا جنّ ٍ
ّك وطينهّّا ّية * دمهّّا إليّ َ ّوع عصّ ً ّك الجمّ ُ ّاخترت النّّوى وتقّّدمت تلّ َ َ أفلقت الهّّواء وتلقات اليّّام فّالسهد َ
ّانقلبت وغنت أجمّّل الطّّوار وشعاع شّّّرتها وأصّّفر برجهّّا * فّّرميت فيهّّا كيميّّاء الحّّرّ فّ ْ ُ ودللها
ّبين * ُ
وإشّّراق الجّ ْ غامر والعصف بالدنيا ٌ ٌ ٌ
حزين واشتعال شدو َ
واشتاقات إليك * هبط السكارى في الدجى ٌ ْ
حين * نزلوا إلى الصحراء كالشهب فاتكة بهم في الليل حينًا بعد ْ فراش الرض والحلم ً ُ شدو ..ومرقادهم ٌ
بعضّر من العشّّاق أو ُ العجيبة كالندى ليسوا الحفاة الهائمين وإنمّّا كّّانوا طريّّدي ربّ َّة الشّّعار ،أو ُّمّ ٌ
النبال بقلبهم ،يمشونأ ما اختاروا سّّوى العنّّاب تيجان ًّا مشّ ٌ
ّتتة دمّّاهم َ الحبارى * أ رأيتهم كانوا ّ
يصدونأ
هكّّّا ،ولربمّّا انتبهّّوا ،أقاّّاموا عارض ًّا مّّا بينهم والصّّحو * ربمّّا أطّّاعوا نجمهم بالسّّعي خلّّف اللّّّة
َ
نفخة اّنشّّاد فّ واستلقوا بخمرتهم وناموا * فأطلق قاويا الحمراء ،هّا دأبهم حملوا الزمانأ دبيحهم في الك ّ
ّعة
عا ،واسّّلّ ضّّللتهم وحّّتى يفطمّّونأ الّّروح من ضّ ٍ فيهم ،ثم وأحملهم نداماّ العزيزين السكارى ُخ ّش ً
وردوا صفر ًة عن عشّّبهم دومًّّا ،وضّّلّوا في الصحارى يربطونأ الفجر بّّالوراد وبلوى * فلو أنهم قااموا ّ
دما ،لما انكفّّأ الطعّّانأ * فّّإذاً لنضّّربهم عيونًّّا غّّر ًة مطعونّ ًّة بّّالنور ،أو وارتاحوا على حجر الحنانأ * ُقا ً
ّحبا عليهمنكشّّف لهم أرواحنّّا يتضّّوعونأ * أفل يصّّيدونأ الضّّللة في روابيهم ول تثّّني ا لّّرحى سّ ً
سربا أناخوا واشتراهم غّيهم وتفرقاوا متناّعين * فتحوا أقااصيهم للفح الّّريح ً والندى ،أفل يديرونأ المدى،
ّامر بطقوسّّهم * ولقّّد كسّّوناهم ّع عّ ٌوارتج نبّ ٌ
ّ إذ فتحوا سللتهم لّّدرب المّّوت فّّاكتوت التخّّوم بشّّياههم
بّّّز ّيّ الماء واشتقنا لهم ،فنما عليهم غصننا ّهرا وحن ّتهم اياة الشمس بالكنعانأ واللبّّّنى وهّيجنا لهم بّرا،
ّ
ويفتض ّونأ ساقاي ة وصّيرنا صخورا ُمر ًة في مائهم ورداً وأطلقنا البنين * سيمشطونأ السنبل الّّّهبي ياقاوتًّّا
بعض ول يوما ،ول هم بعضّّهم يصّّغي إلى ٍ أنت مصغ فيهمو ً له ويباركونأ * عبروا وما أصغوا إليك ل َ
ٍ
خير ما نبتت يداّ ونور مّّا َ
كنت واخترت الغواية ََ َ
استسلمت سمع الدجى شيئًا ول هم يسمعونأ * ولو َ
أنك َ
تهت في ّقت الغيّّوم ومّّا ارتّّويت * قاّّد َ شممت الفجر أو سّ َ َ َ
مشيك أو َ
الطريق دلل انتقيت لرأيت أنأ تلقي
ّتز فيك وّيّن البراج بالحسنى ورقاق ما رأيت * قالت بحر من الظلمّّات ،قاّّل فاشّّفق على النبّّع الّّّي يهّ ّ ٍ
ّاطر
ّر ..هّّو شّ ٌ ظبي منكمو نجٌم بعيٌد آسّ ٌ املوا مما منحناكم جرار الطين بالعناب وارتاحوا هنا * ولكل ٍ
ّر يعلّّو فّّردّوا ضوءه قامرا وسّّربًا صّّاعداً * وسّ ُ
ّنطرد وجهًا إليه فكللوا الهامّّات ،أّيا ما تدار فثم نجٌم آخّ ٌ
ً
بفيض تحت ليلكّ ٍة ّاّغ * إنّّا سّّندفعكم ٍ الثمرات فاسّّد ًة من الشّّجار ،لن نطويكمّّو سّّرا بتّّاريّ جميّّل بّ ٍ
وط ّوّقاتم حقول الس باّنشاد وانشق الضحى فيكم شموسا في السكونأ * ورجعتموا أحييتم ا لحجّّر القّّديم
فوق الخواتم بعدما اشّّتعل كل ّاحفة على أرضي وإذ هتك الندى َ بث عندي ّ وبل أطرافي تراب منكمو إذ ّ ّّ
الفضا بالطين والنطرونأ وانكسر السها علمًا صغيراً خافقًا في الليل وابتلت عيوني * فإذا رفعتم سدر ًة في
ودفعت بّّالحلم السّّعيدُ أطلقت في العتر المضاعة قاّّوتي ُ ضرج بالندى * غبش ُي ّ كفكم وضربتم التاريّ في ٍ
لمس الردى روحي وما اختلطت شّّؤوني شامل فرحي وما َ ٌ ل وهجي وحاشيتي وقالبي * ٌ
عبق ردائي، منز ً
ّالق * فّّإذا لمحنّّاكم ّبرق خّ ٍ ّرق واصّّعق بحّّيراتي بّ ٍ ّر محّ ٍ ل وّد نبعي بخمّ ٍ ُ
وأقاول يّّا بّّدر انّّدلق عسّ ً *
وجئناكم دمًا يزهو وأرخيينا عليكم نورنا ،فقفوا على وجه الميّّاه وهلّّلوا ،واعلوا فل خوّ عليكم وانهلّّوا
214
من وردة الصحف الزكيّّة إنكم بّّؤتم بهّّّا الحب واشّّتقتم لبّّارئكم وتبتم * أنتم تنّّادونأ السّّما وتجّّاهرونأ
ّع والت ّموا وجمعا ً ّ
الطلّ بالنيرانأ أو تمشونأ في برية هزلت وغطاها الحصى * عطشّّى فجمع ّا ّحدروا للنبّ ِ
واقافين وّلّيتموا كلماتكم وخلقتموا آيا وع ّطّرتم سماكم بالشّى * ما كانأ لو أنأ تقطفوا غيما وتّّّّّّّّّّأتوا من
ّزر وشّّققناه أسّّلفًا وأطلعنّّاكمو واحاتنّّا فوجًّا سقوّ الطين أعشّّابًا وّهّّراً * فلقّّد طوينّّا الطين في بّ ٍ
وتأتونأ الربى فوجًا وتمتدونأ أحفاداً نزّين دربكم طراً ونرعاكم بأحجار اللُجين * عدنا وأنبتنّّا نبات ًّا وارف ًّا
ّاع الهّّوى، سن ومّّا ضّ َ ّبر بّّالّنوار أرخينا عيونأ الكونأ في دهمائكم * عدنا وما درست لكم ٌ ولكم سقينا الّ ّ
ّر من الصفصّّاّ والقامّّار ُيطلعكم مّّراٌد ثم والعاشّّقونأ تطّيبوا ،لو قارح أصّّاب صّّباحكم كنتم على نهّ ٍ
حرقاة * ولربما قااد الرومة منكمو وسعى بها وحنى عليها ً وينحب
ُ يرفعكم مراٌد والضحى يبكي لكم شوقاًا
وارتوى من طينها شهداً ،وّّينها السهى * َأو لم يكن من بعض ما أبقته أّمانأ الهوى هّّّا الفّّتى الهيمّّانأ
ّوق الميّّاه وجّّال بيّّداً والبلّّوى الّّتي فتكت بلب ّ ِة روحّّه * ر ّوّى بدورقاه الصحارى وانثنى يثب الخطى فّ َ
ّر الوفيّّة هللت فرحًّا بلقيّّاه ارتقت في الفّّق من فلواتّّه ّاب والزمّ ُ
واسّّتوى * وتراقاصّّت في كفّّه العنّ ُ
المنسية الولى وأُنزلت الغيوم * فطّّأوا لّّه الرض الفسّّيحة واعقّّدوا فيّّه الخّّواتم وامنحّّوه بيارقاًّا ورداً
الصخر والتّفوا ببردته وأعطوه المفاتيح القديمة والنجوم *
َ وللء التخوم * وله أهيلوا
ابن عأربي
215
طلسم الدريس
ُ
تصعد الماء ً
شموسا ورأى في قاوة الروح
وفي الكلمات بزراً
ّحافات
ٍ الخلق واختار فيوض الماء في الرض
وطيراً
وخط ّ
الخط هكّا انشقت له عّفة أسرار ّ
ٌ
بردية في الفجر وانض ّم غلى عصب ِة واشتاقات له
أفسد خمرا
اقامار وقاال النونأ والحرّ وما َ
ٍ
اطلق من كفيه صوفًا وقاناديل وأبراجًا
ربما َ
الخلق ياقاوتًا وتبراً
ِ وهز البحر بالترتيل مندسا بسر
ّ
القطر بكفيه
ُ الخصب له واندلق
ُ أفيائها واستسل َم
ّ
وافتض صخرا. أعاجيبًا ّ
وروى ارضه
الخ ّل اللذيذ
أيها ِ
ٌ
حورية سكرى وماتت جنبه
كاملت
ٍ ً
سنينا أرادته ..ور ّفت فوق عينيه
وارتضت صحبته لي ً
ل ونامت في مآقايه
وحامت حوله حين ارتوى خمراً
بالورد أغانيه
ِ وحين اجتاح
وتعتلي هاماتنا
ُ
وتورق الطلول
217
وتفتح السماء في ظلمنا
ُ
ُ
وتنعش الفصول
تخرجّ ..
تنقض على الظلم ُ
بالورد وبالشموع والسهام
ِ ُ
ترشق ً
باسلة
وتمتطي لساننا
فيبدأ الكلم.
ُرقية النار
َ
حولك َ
واكتشفت النار من
َ
لكنك لم تكتشف النار التي فيك
تشب
وما ّالت ّ
َ
صحوّ عندما تغفو وفي
تغمس أطرافًا
ُ ما ّلت بها
تهب َ
خمرتك الولى ّ وما ّلت إلى
ترتية غأنوصية
ومجداً تالفًا
وإنشاداً وماء
العشق
ِ فاتحًا بالجوهر الغامض ُخلجانًا وتاريخًا من
البر
عسل ّوله مائدةٌ من ِ
ومن لحم جراد أصفر
219
ُرقية الرجوع
ورغم ما ّ
سطرت
رغم ما ُ
تلوت ..رغ َم ما ابتكرت
وصاح الصور
َ خرت بي الرض..
ّ
ُ
فصرت بين كوم ِة الحجار والتراب والقبور
وأنزلوني ُر ُقا ً
ما
والعصور.
ً بين قالع الزمن الغابر
رقية الطفل
ُ
وكنت َ
فوق بابنا الخشب
أكتب :حظًا هائ ً
ل ُ
وصولجانًا ملكًا
وحلّة ذهب
ألعب والصبيانأ
وأختفي ُ
ويرتوي من جسدي
220
الجمر بروحي واللهب.
َ ُ
ويطلق
هّا وجهه َ
رسّ في البدر
الجوال
ُرقية ّ
ُ
يختلط الّهب في دمه
ُ
وورد النار والحطب في دمه النعمى
مراكب البخور
ُ في دمه
وفيه مهرجاننا
ُرقية النخب
الخمر الرؤوس
ِ كلما دارت من
في الغناء
وأعطانا الحنانأ
222
المحارب منحدرًا صوب الفردوس
َ
أقااصيك البعيدة َ
خلوت إلى ها قاد
الريح في نعماّ
ُ وانطلقت َ
إليك
واخترت السلمة
بسرها واشتبكت َ
عليك ّ
شمس القيامة
تنشق عند الفجر عن ِ ٌ
وأرومة ُ
اقافلت َ
بابك فزع المحبونأ ..استفاقاوا عندما َ
ُ
ّ
الموشى بالشّى َ
كتابك الّهب َ
وافتتحت
بالشهب الوفية
ِ الموت
ِ فيلّتفونأ حّر
واّيالة والنسيم
َ
منك ارتوت أغصانأ هّا الحقل وارتاحت عليك
أعلى الحصونأ
ً
عطشا ً
عاشقا وتسرتوي ..قاد َ
كنت صّبا
مس العدى
وما ّ
أعلى منائرّ البهّية
ً
فجمعا قادتهم للنار في القاصى ً
عطشا،
وجمعًا هالكين
ُقادمًا أيائلنا
ُقادمًا..
ً
بقارقاة البرق
ِ وضلّلنا عليهم من جناح
وأهوا ً
ل وطين
واسلبيهم تاجهم
الجمر
ِ أو عجاج
وأما ُتحجبونأ
سور من الغصانأ
وارتاحت على ٍ
وارتاحت سماكم
هوى للشمس..
ويأخّكم ً
بالنبع الّي هو فجركم ومقربين
ِ ممسوسين
ُف ّكي ّ
علي النبع يغسلني
ويمس قالبي
ّ آخر
لنبع ٍ
ويسحبني ٍ
***
ُ
قالت اهبطوا بعض القفار ورقاقوا الحسرات
أطهر طاهرين
َ من أول الّمانأ حتى ُترجع الشياء
حجر ٌ
مهانأ ،بين ذلك ل عترةٌ عظمت ول ٌ
فاسمعونا في الضحى سوراً وإنشاداً حزين
ُ
قالت اهبطوا..
وتطّيبوا في النهر
أو ّ
ردوا عن العشاب صفرها وكونوا عاشقين
ومنتجع لحين.
ٌ وسدى..
ٌ عابر..
ٌ طير
فالعمر ٌ
الحروب حزينة ً
دائما
226
نشيد المحارب
الجميل لخلّه
ُ رأيت َ
كيف يهده ُد ال أ َ
القوي
ّ والفتك
ِ أو َ
كيف يأمره بفتح البحر
ذابل في الي
سوط قاديم ٍ ُ
التنين من ٍ يتهيج
ُ
والسور المطرّة الجليلة
حار َ
بكفك التعبى وحّيرت الزمانأ فالنج ُم َ
والورُد َ
اطلق فيضه في مشيك الملكي،
الموج
ُ ٌ
وفراسشة وتلل لهمسك ٌ
نبتة َ وانتبهت
السحيق لوقاع َ
ظلك والدنانأ ُ
ِ
فهل استمعت لنقش ٍة في قاب ٍة منسي ٍة..
َ
روحك بالمانأ ُ
وتحيط ً
علمة تعطي َ
إليك
أ َ
رأيت في الفق الطفولة
ْ
كن كيفما شاء الجنانأ
نشيد العراق
س ّميته البراق
ّ
يشد بين طين ٍة وطين ٍة
سميتها الفاق
ّ
تحن شطر الشفق الول والجداول الدهاق
الدهر ..للعراق.
ِ لبدء
228
نشيد العائدين إلى الجنة
ُقا ْل َ
كيف تشتبك الفل ُة على الغزال !
َ
وكيف يفتحها الصباح
قال َ
كيف تنكسر الرياح
ُ
يشرق في المياه وفي العيونأ وفي البطاح ال
والدم والتراب
نصب
ٌ سرب اقاماري كما ُ
يثبت َ ٌ
ثابت يا
الورد في القرية
َ فوق لين الماء ،مزهواً أهيل
ُ
البتول والنار على أصفر تيجاني والرض
ُ
ُ
أنهض واللؤلؤ والغاق تحت كفي ريثما
والنهر
ُ ُ
الطين وهّا
وتنساب السهول
ُ
ُ
واستفرد بالغول أضرب بالراية رايات
ُ ً
هائما
ُ
تصول. والشمس في صحني
ُ كاسف
ٍ بسيل
لرميه ٍ
نشيد العابر
مباهيًا
ُ
أعلنت أني عابر المفاوّ البعيدة
ُ
وسرت نحو كوكبي
ُ
وقادت خلفي السفن الطريدة
ّ
أحن للعلى ويزهو خافقي
والمدائن السعيدة.
ِ للمجد..
ِ
230
نشيد زهرة الجنة
ٌ
نورسة ذبيحة ُ
الرض
الرض مشكاةٌ ُ
تحن لصلها ُ
ٌ
ومدائن تصبو لغايتها الفسيحة
َ
بعودّ مهرها فالكز
والكفين
والمقل الصريحة
نبع قاديم
يأتونأ من ٍ
من كهوّ الشمس ..من غاباتها
وارتفعت عليها
نشيد الرجال
ّ
غن...
ما َ
دمت قاد بارّت هّا العالم الشقي
فل تقف
ّ
هز له رمحك والسهام
نشيد الشهيد
َ
يغطيك التراب الورد
ِ أيها الغافي على
الندي
ّ الزهر
َ أثمرت طلعتك
وصحا في عينك الطلع ُ
الخضاب
تسكب في أقاداحنا
ُ ً
باسما
نشيد المجدلية
الجنانأ ُ
أركض في خرائبها ِ ُ
وأظل
عينيك يا بيروت
ِ تنشق في ً
ّجاجة ّ ُ
محض ُ
الطين
تّبل والدغل ّ
الملطّ في يديك ..وّهر ُة الشفتين ُ ُ
تمشي وُت ُ
طلع فوق سيف الماء أوروبا
تاجنا
ُ
وسيو ُفنا
وذرى الوفاء
ودم الهواء.
تكسر قادمي
ُ غير أنأ أبسط دفعات الغبطة
أميلي ديكتسون
235
وافترشت
ِ أشرقات في ماء الينابيع الشهية
ِ
وخضت النهر
ِ الطين والغصانأ دانية
وتوجت الغيوم
ّ
قالعك
ِ أعلى
منائرّ الوفية
ِ ربما اهتزت
***
ّ
سأحن...
طيفا شريداً
لو كانأ الهوى ً
أيائل من وكرها
هروب ٍَ أو
مس النسيم
تصفر أو ّ
ّ ً
عشبة أو
ُ
أغزل بالغيوم َ
استفيق الصبح ما كانأ لي أنأ
يديك
ألعب في ِ ّ
سأحنُ ..
ً
شهية وأكلّم العشاب َ
فيك
المنسي
ّ حقلك ُ
أركض في مراعي ِ ّ
سأحن..
أجتاح التخوم
ُ
ثدييك ُ
أهتف يا صباحي ِ أو أبتني عرشًا على
237
شجن الرياح
يا قاوة المنفى ...ويا َ
البحر واشتدت
ِ أمواج هّا
ُ منك استحت
ِ
عليها ٌ
فتنة ُعليا ّ
وهزتها ونامت
فقدتها
التلل ِ
ِ استويت على
ِ َ
كيف
ً
ينبوعا بها وفطرت
ِ
وباكرت الضحى
ِ ً
إشراقاا نعماّ
ِ ورميت من
ِ
وطرّت القصيدة
انتهيت لسدرة أبهى ّ
ِ كيف
***
عاشقك النهار
ِ أو تملكي من روح
239
الباب السادس عأشر 16
النثى تشهر رياحينها وجسدها ومعاولها
وتجر نبالها وقتّها وتصيح
ّ
وأفواج من الطير
ٌ ٌ
أطواق من الزهر صدرّ
ِ ربما تتكيء النأ على
ُ
وتنشق السهول أقامار
طولك ٌ ِ ّ
وتلتف على
وبالجمرة تكويها
وبالسهد ّ
تهد النوم في أجفانها
ُ
فالورد على لؤلؤ تاجي في لظى نارّ،
خوّ ول نوٌم ول ٌ
عقل يناجي ُ
العاشق ل ٌ وأنا
بالوقات
ِ الدهر ول ُ
أحفل َ أطأ
وبالخرج أُ ُ
دير الكونأ فرحانًا ُ شاعر ..أسمو بأسمالي
ٌ
241
وأّهاري على جلد سراجي
***
علي ّ
ورديه ّ
يشرق من ساحل أعضائي وعوداُ يتلوى
ُ كوكبًا
وغي شفّتي
قافلك في طوقاي ّ
وأحكمي ِ
فأنا ُ
أطلق تاريّ جموحي
بأسوارّ
ِ ً
ومحتكا فخّيك
ِ عاقاداً غصني بياقاوتة
***
ً
ومحنيا على ناري ومجٌد في جبيني ً
داعيا نسلي
ً
مّعنا للرهج الرخو أمّني النفس استعجلهاُ ،
أدفع
باسل كالوردة
لسيف ٍ
ٍ تاركًا دفع اشتهائاتي
وصع تعالوا
ُ يا غاق ..ويا هدهد ..يا قاشعم يا
242
صوب أنثاي وحّيوا بّخا ُ
ترفل فيه
واسمعوا َ
بوق أنيني
راعف ُ
يفتك بالليل ونشر ٌ ٌ
نزيف هّه النثى
والعشب
ُ الترّ الوحشي
ِ ُ
اشتعال هّه النثى
لحين
يضجر من حين ٍ
ُ وبحر نائٌم
ٌ
شمس حواها ال في خاتمه فاندلقت في عّفة
هّه ٌ
والخصب
ُ الروح لكي تحرّ أرضًا ويقوم الورد
وتحمر عيوني
ّ وتنهال على قالبي
ً
محموما أرتوي من نبعك الفائر
ميسمك،
ِ بالعسل الناضح من
ِ وأكسو جسدي
بالحوذي إجلد
ّ مالكًا أصلهما ُ
أهتف
واستفق يا جسداً
أناديك
ِ العشب
ِ النار بالعشب ،وفي
وأصك َّ
وحيداً في الظلم
وأنام.
ألتاع وأبكي ْ
ُ
أما العشاق فأن الطبيعة لتضمهم إلى صدرها ضمًا عأنيفًا كأنما قد
تخلق أمثالهم
244
وهم ندرة ولم يبق فيها من القوة ما يعينها عألى إيجاد أشباه لهم
مرة أخرّ.
ريلكه
وذوبت ُ
وأوقادت أساطيلي ّ ُ
وتنورت
حجاراتي ّ
ورقاقت الحواشي
مزامير من البوح
ٌ وفي صدري
وأجراس التلشي
َ
السنبل بالنعل الملوكي وارتد على عرشي ُ
أطأ
وأحنيه وأثلقي ُّكري َ
فوق ينابيع من الخمر
وانصاع لطواقاي
ُ
والت ّم على منشّ ثدييك ّ
فيبتل فراشي
245
ثدييك فوقاي
ِ بالندى المنساب من
مسها بشر
ما ّ
يوما ٌ
نسمة ً وما وطأت عليها
وأُقاعدها سريري
الرض إليها
َ ربما ضاعت به أو ض ّمت
الفرس الهاطلة
ِ مشي
ألهب َ ُ
الطبل الّي َ أيها
ّْ
إهتز وقادها..
َ
الجوق في والحق اليا َم والعلم ُ
بالنثى ورّد
247
أفواجها وأشفق عليها ،فهي كالسنبلة انشقت
الفجر
ِ واطلق السيف الّي ّلوثه س ّم أُناّ
يديك
ليسجد بين ِ
عينيك
ِ ُ
ويحفظ نوراً في ليحرس ّظلك
الجسد
ِ وطين
َ هّيجت لك الحجار ونج َم الليل
فلعلّك يا َ
نبع جنوني تروي روحي
ّّ
ولعل التعزيمات تقودّ نحو فراشي
248
وأنا أرقاب لي ً
ل شمس جمالك وأناديك.
َ
ارتضيت بزهر ٍة غرقاى كيف
َ
اشتعلت بأول العمر الطويل بصحب ٍة كيف
َ
حكمتك الجميلة وتركت
من َ
أنت حتى ّتدعي اللق ّ
النبي
الوثني روحك
ّ إحرق بهّا العالم
واشتعل حبًا ّ
وحرّ ضفتيك
ّ
ورد نشوتك القتيله.
249
ُرقية أصباؤوثا
َ
لطيوفك أشجار الرض سجدت
ذكرّ
البر وردّد َ
وسمى لجللك طير ّ
فبناري سوّ تقيم الليل قايامًا وقاعودا
َ
الوقات عليه وأعينوا
بعقل أعمى.
الدهر ٍ
َ وخلّوه رفيق مجانين قاطعوا
ُرقية مولك
حالك الليل
مولّ مضى في ِ
ِ
السحر.
ْ هيمانًا ّ
ومسه ،في الغسق،
ُرقية السوسنة
صفر العيونأ
الخلق ويا ُ
ِ قاوة
ً
خافقا في لجج الدهر أسوي نور عينيك سراجا
أ ّ
وفي ليل السنين
أ أُ ّ
جن..
252
الباب الثامن عأشر 18
ميمر الفراديس المخربة
البريء يلعب بالفردوس إلى البد
هنري ميللر
وبالورد عفيفًا
الخلق
ِ راجمًا َ
نبع أناشيدي بطين
253
محنّيا على أبعد قاطبين أنادي
الليلي،
ّ مزحمًا بالترّ
والنج ُم القديم
***
الهارب النأ
ُ ُ
الجمال أيها النور-
موت غريب
هكّا ضّيعنا الوقات وألقانا إلى ٍ
هكّا أسدل فوق الجرّ قاتلنا وخ ّ
لنا نغيب
***
ٌ
ومشتاق إلى أعلى عروشي رافع كأسي
ٌ
ُ
يرشق أسواري من الماء تحت ما
خائفًا منكسراً ُ
أكتب أشعاري لوحدي
راتقًا السيمياء – ّ
السر أعلمي
بابلي
بنقش ّومعطوبًا ٍ
خائفًا نكسراً ،ربي لماذا !
النور ُ
ألتاذ حارس ابواب الجمال – ٍ
ُ أ أنا
ّ
ويثاقال إملقاي
ُ
الطلول ! ُ
وتنهد على بيتي
أصحاب أذلء
ٍ هاربًا من رفق ٍة تعبى ومن كوم ِة
255
الباب التاسع عأشر 19
أيقونات ليل الروحانية
ّ
برقة الحساس ...ض ّيعت عأمري
رامبو
ُرقية الصولجان
أذكر يو َم كانت الحياة ً
حفلة ُ
ً
ورقاصة صاخبة
ً
وصحبة وفّية
وغنو ًة
ُ
وامرأة شهية.
257
أيقونة قاب ً
ّ حمل آلمي
ويعطيني سكاكيني
نزقاا ُ
يخفق في طيني. كي أَذبح ً
قالبا ً
وها أنا
أغني هائمًا
وأنتشي بخمرتي
ُ
وأربط التخوم بالتخوم
لبتني مملكتي
258
أيقونة نجمة الصباح
َ
تستدعيك فارحل صوبها ُ
النجمة هّه
ْ
وّد هّا الجلل.
أيقونة حي
هّا كتابي
ٌ
سكرانأ بالورد..
ِ ومتوج ٌ
عاشقّ ..
259
ُ
ومكتحل بغصن أهلتي
ٌ
ومنطلق بأشعاري ومجروح الجبين ٌ
ومناسل شفقي
أيقونة ذي الكأسين
يا له
والشمسين قارطيه
الجوهر من فيه
ُ عاشقُ ...
ينفلق ٌ أمير
ٌ
260
الورد ّ
تنشق بخديه ِ ونار
ُ
جميلٌ ..
كامل.. ٌ
عانق َ
طوق الغيم والدنيا تناديه َ
السر َ
أفاق اليوم من سكرته واكتشف ّ
فولى شطره نحو غياب الشمس واشتاق لباريه.
أيقونة الوهم
الشمس من كفي
ُ ستفر
ّ
وتعلوني غيومي
في الضحى ُ
تخفق بالوعد ،وها ليلي يجيء
ً
خابطا َ
ست جهاتي بضبابي
أو أُقاتل
ُ
نرحل في القاصى او نمضي معًا
261
أيقونة الشاعأر الذي لم يعرف
الياقوتات
263
1986
ثمة من يكتبني
رامبو
الياقوتة الولى
انجلى ُ
الليل...
264
البكر ُ
والشقشقة ُ الديك
صياح ُِ الصبح وحّنى كبد
ِ
حيض دم الظلم ِة ،في ساقاية الفجر ،أهرقانا
على النهر .ومن ِ
الخمر أرخينا أيادينا به وانحدرت ّلّتنا في الطين
ِ جرار
ل بالزئبق ً
صوتا مثق ً البحر
ِ رّدها الصبح وألقاها ُ
شفيع
رماد حبابا ّ
بل أيدينا كأنأ الطلع فيها أو ُ ً سواها
الناري ّ
ّ
الماء في قارباننا يطفو.
وسوينا بحلم
مرت الشمس علينا ،ليتنا نمنا ّ
أفقنا ليتنا ما ّ
كبشا وقادناه إلى مرعى وما ُقامنا ،فشقق أيها النائ ُم
شمسنا ً
ً
يغيض الحليب الضو َء ،أقالق ُخضر ًة فينا ويعفوراً رحم
ِ في ِ
النار َ
وأمسك َ الغيب فينا
ِ البحر ،هدهد أفقًا يمحق سيل
َ
المهتاج الجسد
ِ بحور
َ َ
غادرت َ
خطبك واترح فيما
ْ ْ
وّد
ِ
دنياّ سهواً – ل ترى
أبدلت به صخراً أص ّما َجلفًا – َ
َ
ّ
الضد الفص أو يخطفلك
فيك ّيرمز َ
ُ ّ
بالقش ،ما خطبك ل
ُ
اللطيف الناتّ الثدي
ُ ُ
الفاتن ول ميس ُم جرح الماء وهو
265
الناري في الثغر
ّ المخمل
ِ الغدي ُ
رهط ّ
ْ
تهيأ يا أبا الندمانأ...
الغامض المجهول
ِ الخلسي وللغزو وللرحلة صوت
ّ للعيش
الزكي السائب
ّ الشعر
ِ يا ذا الوجن ِة المترع ِة التعبى وذا
تلفح فتيانًا
المتن منسابًا مع الريح التي ُ
فوق ِ المحمول َ
ْ
ملوكيين.
العنصر العلى
ِ تهيأ يا َ
سليل
بالخمر حتى
ِ ويا ماسًا َ
أّاح اللغط الفحمي يا من يرتوي
لقطف ّ
المن ِ بالورد ،تهيأ يا أبا النجوى
ِ ُيزهر الخدانأ
ً
والترويض بالبلوى ويا من بالشعار
ِ والسلوى ور ّد السهد
بعشق
ٍ العمر
ِ أول
درب الّين اشتعلوا في ِ ُ
يقف النأ على ِ
وسواهم صباح أدرٌد دوداً ً
دبيبا عند هّدّهم فانتشروا ليل ّ
شراب الشعر
ِ المجرات يفيقونأ متى ما ّ
رشهم شبل ّ حافات
ِ
طائر
س ّما ويغنونأ ،فيا من يقف النأ على الكلمة أطلق َ
ً
مطوية في أثر ال وصّير سحبا
النور من الجن ِة وأمسك َ
ِ
وخفق العاشقين ّ
العزل ِ بخفق النجمة الولى
واستهد ِ
ِ الفجر
تاج
الملك الناّل في برية ال ُملك بل ٍ
باب لخيل ِ
الصيد ،فل ٌ
العود ،أفق
ِ ناحل
حب مستهام ِ
فرس الفارس عن صولة ّ
َ
عظمك وطر الشمس على َ
واهتز لمعنى ِ في شبهات الهتك
معنى بتتويج
الكلب أو ً
ِ على خرّة أنثى لغيًا شمسًا بروح
القاع
الرحب ،في الزهر ِة والكوكب ،في ِ
ِ في داخلنا
البيد
تطلع من بين ثنايا ِ
القاع ،فيا قاافلة الرهبانأ إذ ُ
الركب في أرضي ود ّقاي الميسم
َ والنار أريحي
ِ بالعصفر
ِ
العالي في كفي فّا الصبح ّ
يحط النأ ،من أجل النبيين ِ
البحر أو طلع ِة مرأى
ِ برجليه ،على النهر ..على قالع ِة هّا
الموج
ِ النورس .للما ِء ..لهّا
ِ الحندس أو قاافلة
ِ الفلك
أول
لّل الول ..للغيم الّي حا َم على ِ ُ
تزحف منّ ا ِ
تنطق َ
ذات الجمل ِة ُ
الموجة الولى التي ُ خلق الَ ،
تلك ِ
السرية الغامضة الولى.
ّ
***
الفجر رماُد ِ
اللدغ ِ ُ
ونحن النأ في
وسويت
النفس بالشمس ّ أي الروابي َ
دفت هّي َ في ّ
َ
باكرت أي مدى قالبك صلصا ً
ل ،وفي ّ النار في َ َ
عروق ِ
الباّ إذ بارّت أشباحًا وضّيعت بهم هّي الّرى
طير ِ َ
َ
شتات طر َ
ّت الشوقَ ،
ِ قالوع
البر أرخيت َ
لسانأ ّ َ
فوق ِ
َ
وماّجت الريح
ِ َ
أحييت قاوى النبت
بالشرق ،وفي ِ
ِ الغرب
ِ
َ
القافز في السهل َ
باهلت الصبا الحلو بالبرقاوق
َ الرضاب
َ
والنحل وفي شهو ِة
ِ سرب الطير
ِ وفي الصحراء في خفق ِة
الروح نحو
ِ جموع
ُ َ
تناديك ما ُشققت كالبرعم الصاحي،
السري للكهانأ في ّ
التل وفي الغار القديم الّابل ّ المضجع
َ
267
الّاوي ّ
لفك الحرّ الممحو ِة الولى من الزبر الّي
ّ
سطره شيث ومن لوح متوشالح ،كيف انفطرت قادر ُة
الكونأ ومن ّ
سطر أو صّير أو ِ من قا ّدر ومن دار على
بعيد ّ
شدني الصوت ماض ٍ
من على ساحل هّا البحر من ٍ
ُ
وأبصرت ..فكانأ ال يستلقي على الماء ولم أدرّ َ
كيف
ُ
أوقافت يصغونأُ :ع ّريت لمرأى الروح،
َ وصارت بشراً
ُ
وصليت للقيا أول النسام في الندى والنار إجل ً
ل
ويرتج؟
ّ ً
وياقاوتا وكانأ الخمر في قاربت ِه يغلي أإّهاراً
يخرج من
ُ النجاشي الّي
ّ العطر
ُ أذنأ من منكمو أوقاف ُه
ساحل أعمى؟
ٍ ورد ِة ُخ ٍلد عند قااع البحر أو في
الكونأ وأبقى نفسه منفص ً
ل َ أسس في هيكله
ومن َ
مستيقظًا ِ
للنار ،أبقى روحه في رفع ٍة أعلى من النزوة..
غريزي ومهجور؟
ّ بحر
من ٍ
ُ
تشمّ بالسو ِء إلى الروح و َم ْن َ
قااتل في داخله الهيدرا التي
ل ّ
حطمها في القاع؟ وسواها نباتا ذاب ً
ّ
َم ْن أحنى لكّفيه الغيوم الخضر والمعدنأ والنار ولم يقطف،
ومستها المياه
الموج ّ
ِ الفلق الولى في
هوت منّ ّمانأ ِ
فاّ ْ
رقات؟ ُ
الزرق ّ
268
وأحلم
ِ وبتقلب
ِ وبجزر
ٍ بمد
البحر ٍ
َ و َم ْن يربط في أنفاسه
مخاضيب؟
والشارب
ُ والشاعر
ُ ُ
والعاشق الساحر
ُ هو
الواثب.
ْ هو
الراهب.
ْ القمر
الفتي ُ
مولنا ّ
***
ُ
طويت الخطوة الخرى
لحن النخل ّ
يهتز لقيثار ِة ٍ ِ حقل
فوق ِ ُ
فأبصرت المدى من ِ
الماس وفي
ِ لشمس ُقاتلت في أطلس
ٍ أّلي قاام في الصبح،
ّ
الطاق والشهوة ،في ّ
فل بياض الموت والجرح ِ رشق كتِا
ِ
الخمر كالسكرانأ
ِ ناقاع في
كورد ٍٍ دم النثى وم ْ
ِن ش ّم ِ
فيض ُ
تسقط من ِ والطرب ّ
الخاذ والفتنة إذ ُ أضناه الجوى
وبالغفو على
ِ بالشدو
ِ ُ
ونستصرخ جوّ الليل نهّي
الصين
ِ والتموا وحّنوا شعركم بالزيت ،حّنوا بلقى
ّ الليل
َ
والبرق ففي َ
والبواق الشاعر الضلّيل ،د ّقاوا الطبل
ِ رداء
الصبح سيفضي لكمو باسم الينابيع التي ُ
ينهل منها ث ّم
***
269
ُ
النطرونأ ،ها أني كما آدم مطروٌد والحجر
ُ تلقاني الفضا
ومدفوع إلى
ٌ النضر الزاهي
ِ حقل الشباب
من الجنةِ ،من ِ
أحجار من الحكمة في ّمر ِة قاّديسين معطوبين
ٍ كومة
اللمس،
ِ حدود
َ النور وأنساني
والصفع الّي أفقدني َ
َ
الناس بأني ٌ
ملك يعرّ َُ قاوي العقل كي ل ُ
أصبحت ّ
ل ل ومعت ً
ل ومبلو ً مشغو ً
السر والكانونأ
وما في السيمياء ّ
فُتمسي الرض كونًا فرحًا مجنونأ
270
الياقوتة الثانية
أعوُد
صوت
ٍ غير صدى
تاجي ،ما كانأ معي ُ
غصني ويلت ّم على َ
وأشباح ُ
تدق الليل. ٍ يناديني
ل ُي ُ
مسك النج َم ملك ُ
يرفل في السمال تّياها جلي ً هّا ٌ
الجوهر الغامض
ِ ينطوي في فلق ِة البلّور أو يمسك عشب
ُ
تركل الغي َم على لبو ِة هّا البحر أو والفاق يرعاها ظبا ٌء
الناّح في مملكة
ُ يطرق نهراً هادراً في البيد ،هّا ُ
الملك َ
ينابيع
َ ُ
واخترت مآقايه فنفسي هَلُكت من لّ ٍة حمراء
أبصر
ُ تداوي عللي ُت ُ
برئ جسمي من قاشوري ،إنني
ً
وتيجانا على ثني ِة هّا الغيم، ً
أفواجا أتت سكرى يا شيخي
ّ
الجن تقود العربات السود للقاصى فخّني نحوها يا شيّ
***
ين وألقى
بر ِ
البر ّ ٌ
جمال أسر العين ور ّد ّ واحتاح أعاليه..
وأجفانأ
ٍ لهب أعمى
صحف الماضي على روح ذوت من ٍ
الخمر شمسين
ِ ورواها طراّ
هر ّ هوت فوق خدود ّانها ُ
الط ُ
البال في الروح
عليل ِسقط اليو َم من النار وأخفاه ُ ٌ
جمال َ
ُ
يركن سهل ول
ضارب في الرض ل يلوي على ٍ
ٌ ٌ
حزين
وملقى في
ً صخر
ٍ حزين ٌ
رابط جنحيه كالباّ إلى ٌ بيت،
في ٍ
ُ
والعقبانأ ترعاه لكي تنهش عينيه الطير
ُ عراء ال يلت ّم عليه
البر حبلى
وشمس ّ
ُ ً
حبيسا في شراعيه وقاد كانأ الدجى ً
يوما
ُ
العاشق للتيه به ،قاد كانأ ً
أنيسا غرقات في كأسه واستسل َم
عفيف
ٍ أثواب قاديس
ُ ً
كاسحا واّدانأ شاطيه ،له ً
بريقا
تعاويّ
ِ والصحو بترديد
َ باللحانأ
ِ َ
الغسق المحزونأ يلقي
والسهد بالندمانأ.
َ الرقاى
بدر ٌ
جليل ،س ّمه أميرٌ ...
ملك في آخر الليل ،وفي أوله ٌ ٌ
عاشق ،سي ً
ل من العشاق، ٍ جنونأ
ٍ َ
تاريّ ما َ
شئت..
ٌ
عاشق ٌ
جميل الورد،
ِ أنسابًا وأسما ًء من الماشين في كوكبة
البحر؟
ُ الحجر
ُ الثور وهّا
الوثن ُ ّ
يهتتز هّا ُ هل
274
ُ
الساكت الدرد؟ الرض وهو
ِ نبع وهل ّ
يهتز ُ
هل ُتصغي لكفي ِه حشوُد العاّفين الجامدين النأ في
والعرش؟
ِ السيف
ِ
بالجمر فتعطي
ِ َ
الحرّ بالسوط فتبكي وُتدلّي ..يضرب
بالموت
ِ هل في ظلم الليل ُينهي أ َمرهُ ..
يعلن هّا المحتفي
الكلمة الولى.
َ
بنيرانك كي َ
ترشق الما َء ليس َ
لك النأ سوى أنأ ْ
أفقَ ..
خراب
ِ ً
ّاهيا فوق والحين ً
كتابا ثم تمشي ِ الحين
ِ ترفع بين
َ
الول بالناعم والخر بالقادم ترميها الرض ُتلقي الشائك
ِ
كم
عامرْ ، بنبع ُ
ٍ يرفع في الكوانأ أحيا ًء يولتاذ ٍ
يابس ُ
بقاع ٍ
ٍ
كانت النج ُم سوداء وكم غنت َ
لك الشجار واختارت
الليل ما
شارد في ِ
ٍ طيف
ولكنك ما أمسكت منه غير ٍ
الدهر
ِ َ
أمسكت غير العين قابل النوم ،ما
تبل َ وحيرات ّ
ٍ
275
ُ
غصن شّاتي هوى
ْ
عريانأ هكّا أبقى أنادي ُ
الش
البحر إلى
ُ واشتق رحيقًا من شفاهي ورمى
َ بلّني الهدهُد
الودقاي
ّ السجاج
الخمر ُ
َ ورمى لي عطشي
التقي.
وسواني ّ
النسام في ثوبي ّ تحت ما َ
أحتك من َ
ِ
ُ
والساكن في الرحام الّي ما ّال خفاقاًا بأقاصى الكونأ
الورد والما َء الّي ُ
يبزغ َ والهائ ُم في البرية الولى ،أنادي
ُ
يضعن في اغلمنفى ذابل
نجم ٍ ملتفًا بقنديلي ،وأسعى َ
نحو ٍ
الطير وتطويني
ُ بعض ما ألقى وحيداً قالقًا يلعنني
فألقى َ
الفردوس مكسوراً
ِ بعض ما ألقى من
ثعابيني ،وألقى َ
الكونأ أنغامًا وأحجاراً
ِ بأطواق شظايا تنثني في
ِ ومكسوا
ّ
أرجع من نجمي إلى طيني.
ُ ولكني أخيراً أرعوي
276
الياقوتة الثالثة
الشاعر
ِ ل فرحة كفرح ِة
ل ٌ
أبهة ومسطوةٌ ..كسطو ِة الشاعر
الشاعر
ُ ُ
أسسه ل إمارةٌُ ّ.
تشبه ما
أمير
والفجر يناغديهٌ ،
ُ دمه في برك ِة الليل فيدمي َ
الليل ُيلقي ُ
الدر له
أنسرد ُ
َ ُ
العليل الصب
ّ الطياّ ،هّا الهائ ُم
ِ ُّ ِ
مر
السهر عن عينينك،
َ خمر ّ
يرد َ
يناغيك ول ٌ التعبى ،فل نجٌم
***
حزينًا أفل ُ
البدر
بالزهر وأعلهم
ِ ملوكيونأ
َ ٌ
فرسانأ َ
البيرق المكسور، ّ
ولف،
نور
الشعر يا َ
ِ العمر ،سلمًا أيها الصحب الندامى يا َ
نهار َ
هزها الشعرى ٌ
طيوّ ّ القناديل ،لهم في رفرّ الماء
أطراّ هّي
ِ يشقونأ د َم الليل ويمشونأ على
َ بترتيل،
الدهر
ِ دربه لكن جنحين صغيرين ير ّفانأ على كتفيه طول
بالنور ،هّا
ِ ل ُ
يرفل يخلق كونًا كام ً
وبالعواد كي َ
ريحانأ عليه
ٍ ُ
أضغاّ الشاعر المقتول ظلّت في الربى ملقية
ُ
والنهر له يلط ُم ،وهو ايوم ما ّال كما
ُ تطلع ٌ
ومدارات له ُ
خلصات حشود
ِ خالصا ،جوهر ًة ،نوراً،
ً مات لُ ً
جينا
***
ُ
أفقت
مر على
بالنور ،ليت النور ما ّ
ِ مر بي ما مسني
ل ّليت ح ً
َ
ُ
وقامت ..ها هو ّ
والتفت يغويني ً
نجمة عيني وما سوى ترابي
وأرتاح
ُ بعض – أنا وال – أوقااتًا يراعيني ُ
ونشتاق إلى ٍ
على فسح ِة كفيه
ْ
واصعد بناموسي من منفاّ وأمل وحشتي
الديك أنهاراً
صوت ِ ُ فجر ّ.ريثما ُ
يمل يطلع ٌ
فأبكي ريثما ُ
ينشق ليطوي ال عرشًا ُ
تحته ث ّم الفق ُ
من الظلمة حيث ُ
يحّييني ويمضي.
هكّا أبقى وحيداً ُ
أسأل النسا َم واليا َم والجفر القديمات
ُ
أحرق ليلي بنهاري وأرى في السحر عن ال وأبقى هائمًا
ورجع الصوت،
َ روح الخضرة الولى
واستحضر َ
ُ أخلطي
الرعد وفي
ِ أرقاب ّ
ظل ال في الريح وفي ً
ساهما ُ أبقى
أفعاي التي
َ من روحي سكونأ البال والعماق أنأ ألج َم
غارق في ّ
اللّة السوداء ،ها علمتني ٍ تدفع بي نحو سفين
ُ
َ
المسك أطبع اليقون َة الطقسية الولى بنعشي وأُ ُ
هيل أنأ َ
سيل أباريقي ويا فيضًا
فوقاي وأنادي أربعًا إسطقس ،يا َ
منشوراً وأكوامًا.
البرق ل يقبل باّنسانأ مزهواً
َ كأنأ
281
الياقوتة الرابعة
لماذا َ
سكت الناي؟
الخمر ،ناحت
ُ وناح
كأس على الرض َ
لماذا سقطت ٌ
الشمس واستعصى على الفهم ٌ
جدال َ ناح ُ
كمال وردةٌَ ،
ِ
بين مرآتين َ
كيف انفطرت عشتار نصفين ومن ّ
رد إليها
وفاض
َ الشرق
ِ الثور قارنيه ،لماذا انتحبت سيد ُة
وهز ُ ّ
الناي..
سكت َ وترابا ً
ودما يطوي وحمى ُت ُ ً الكأس ً
دمعا ُ
لماذاا احتجبت سيدة الناي؟
*
حيدر
ّماني ٌ
فأجتاح أعاليها وناداه
َ بارّه سيفًا ونادت ُه دفوّ الماء
َ
الشمس ّ
فالتف في التيهِّ ،ماني ّمزٌم لم ٍ نابض في ٌ
جمال ٌ
ُ
أقاطف من قايعانه الشوّ يعد الما ُء به ُ
أنزل في أغواره
النونأ يلج
بفجر ُ
مهتاج ٍ ُ
الراتق، دم رّت ُ
قه َ ُ
َ ٌ وأنشق به سبط ٍ
كثير
النهر في الدفتر والصخر برجراج فؤاديه ُ
ويطوي َ
الرض عشبًا والسما َء استبرقاًا ُيغبط ُه
َ اللبط ّ
مطاغر يزيد ِ
282
صدغي
ّ النور لسعًا تحت ل جاذبًا َ
رهط سيوّ ِ لي ً
ل ّل ً
الحار ،جله
ّ تدلّى ،وتداعى عنده سرب سجود القادس
لّات تقلّت
تيه ٍ جلوةٌ تعرى ّ
ففر ا ُ
لورد حيرانأ ُيغني َ
واسطرت في النجم.
وانشوت في دم ِه ّ
*
سر له
سره ..ل ّ
ّ
شكله ..ل َ
شكل له
يطفح ً
ماسا ،هّه آيت ُه ُ ُ
كأسه دم ُه ُ
يمل هّا الكونأ نوراً،
طير
والطور له ٌ
ُ الكيس
َ يضرب ُم ّحًا بالتعاويّ فيفري
ُ
الستر في
َ واستنطق النار ّ
وشق َ ضب دبى في جسدي
له ّ
ً
صصا في بركي ش ّم سراجي وأرتمى فيروحي وألقى ُغ
أطلسي:
ل والسما ُء استبرقاًا
الشعر سي ً
ُ يجري َ
الحرّ ّ .1
يط ُق
284
الياقوتة الخامسة
رشق َ
جلجل ُ النار ،وفي تاريخها
رمت بغداد في أطلسها َ
النار ونرثي
نغزل َُ ٌ
أهوال رمتنا فاستفقنا ظلم الخوّ،
قامر الدمع الّي ّ
هل ولم يصبح هلل. َ
ِ
لماذا ُ
نحن في التيه؟
الشمس؟ وكم
َ الفجر؟ ماذا هزم
ُ لماذا سقط الورُد ونا َم
من نائح غنى طوي ً
ل حيث لم ينفتح الباب وصرنا في ٍ
الليل أنينًا؟
نمل َ سجونأ ُ
الموت؟
ِ لماذا ُ
نحن في
شائك لح بها
قاهر ٍ
النورنأ هوت بغداد في تاريّ ٍ
وارتبك ُ
والناس صرعى حوله تبكي ،تحوّ
ُ النهر غريبًا دائخًا
ُ
ثياب الناس شلّت دمهم
النار َ
النار في موقادها أحرقات ُ
َ
النسل وما ّالت. شتتت
285
موسيقا لهدم البحر
1996
286
لوحة الغّف :سماء زرقاء ومّك للتشكيلية العراقية عأفيفة لعيبي
الرسومات الداخلية للتشكيلي العراقي :صدر الدين أمين
287
الحركة الولى :الغضب
موسيقا لهدم البحر
288
289
ما تبقى من الروح
المشاعل
ِ أو تقدم في
291
قامر
قامر إلى ٍ
فأطير من ٍ
ومن حجر لدفلى
الجمال بطول ِه وبعرض ِه ويصير أنثى
ِ ُ
تاريّ ويطير
تطفو على قابح الّي ُكّناه
أرجفني الّهول
فجراً.....
وهّيجني التلطم والغموض
وقاام ٌ
رفش َ
خلف منطقتين منهكتين
يكنس فيهما جثثًا وأشباحًا وّهراً ميتًا .
ُ
****
الشمس أرحم من ودادي
َ كم َ
قايل أنأ
عقائد َبعدت
ٍ آخيت َ
شمل وأنا الّي ُ
ُ
وقاربت السما َء إلى يدي
مرمر
ٍ حناجر كبرى وصرخة
ٍ ُ
ابتهال وأنأ
نساجين محنيين فوق عتادهم ُ
ورنين ّ
ُ
وهمهمة الجدي وأنا هتاّ رعي ٍة قاامت
فمن التقى منكم بميتت ِه وقاام
فرحًا ..وهدهد تحته الفاق عصفوراً نديًا ؟
ً
رادما شّقا بها ومن أنحنى َ
فوق الطبيعة
ينهر بعضها ً
ومجانسا في رحمها الحجار والكلمات ُ
ويقيم أخرى في مّاودها ويمضي ؟
ً
متطيبا ُيلقي إلى الغصانأ خضرتها ومن استفاق بفجره
292
ويمسك نسغها؟
وغرة الشمس البعيدة ؟
الّبيح ّ
ِ الصبح
ِ أ لنني صّناجة
ُ
وأطلقت الفضاء ُ
أمسكت مرآتي ألنني
من أسرها
كرات الرماد بجملتي ُ
وكسرت ّ
جداول
ٍ أنساب مثل
َ ُ
ورضيت أنأ
ٌ
ومهرجانأ في دمي؟ َ
فوق الرخام
ُ
وأمسك أرغني إلي كواكبا ومعادنًا ُعليا
أحني ّ
ٌ
صعبة وعزيزةٌ وهي الهلّة
ينساب
ُ البنفسج من يدي
ُ وهو
في أرضي وفوق منائري
شأفة الهتك ُ
أهتك ً ِ وأنا لهّا
ُ
وأمل إبرتي غيمًا وأحلمًا وناراً عيني إملقاا ّ
وأرد عن ّ
دفاتر القتلى ووهج عرائهم
حنين ِوأنا ُ
ولّا أفّتق َ
طينة السرار في قالبي
وأكتب صائحًا بالشعر
َ
الموت حتى ينحني أرمي
وأنشر في فضائي نجمًا بتولّيا ور ّقاّا ناح ً
ل ُ وأقاوده ميتًا
الروح
ِ
ً
قاديما لرتفاع ل وأُ ُ
عيد تحت كمنجتي حف ً
الشمس
َ أبضع قاربتي وأهيل منها
ُ
أطفح طاستي طلعًا ونار
ُ
أ لنني سقت النهار لحقله..؟
293
ُ
وأدميت الهواء؟ جرحت مشكاتي
ولنني ّ
أ لنني غنيتت أغنيتي الجديدة
الورد أعلمي
ِ فوق ُ
ورسمت َ
ّمردي
وفي كوبي وفوق ّ
أحر ُ
ض طينة الدنيا بقلبي وأنا َ
تاج الرض وأقايم جوهر ًة لشعبي َ
فوق ِ
أنحت ُقاّبراتي
ُ
ل تائهًا
الشمس وع ً
َ وأنا ُ
أقاود
وأخرج من جروحي
ُ العقبانأ عن بيتي
ِ وكّا أرّد جحافل
أرفع وردتي علمًا
ّهيانأُ ..
َ
بالقبيح . ُ
وأفتك
ِ
1986
294
موسيقا لهدم البحر
البحر
ُ
كانأ ُ
يفيض في المنفى
وفي الكلمات
طير خراف ٍة
البحر َ
ُ كانأ
يجتاح غابَتنا ويعلو
ُ
ً
جماجما والبحر كانأ
ُ
وحشود منفيين
َ ومعاو ً
ل
الشمس
ِ لسر ً
منطقة ِ
مجداُ كاذبًا ومعاو ً
ل عمياء
كانأ مطّيبوه
يتماسكونأ فيقرأونأ مدائحًا حتى يقوم
وكانأ ُ
ينبض
ويشرئب
ُ
ول يقوم .
والبحر ..كانأ مدلّلوه
ُ
عر يتهيأونأ بورد ٍة في َ
الش ِ
نجمة وُي ُ
خيط أخرى ً ُ
يرشق بالمزمار
سنبل للقبر
بالتفات ِة ٍ
ُ
الدفوّ تأكل ما تخلّف ثم تنقرها
بالنيرانأ ُ
295
ول يقوم .
شاعر سكرانأ
ٍ سر ٌ
مغلق هتكته إبر ُة والبحر ّ
ُ
يستقر بعشب ٍة وُي ّ
فك بالكلمات ّ سر
ّ
البحر دورته
ُ يمضي
الوحل
ِ ً
طلسما في ويتعب كي يقي َم
ُ
يهدأُ أو ينام .
وأنا وأنت مقيدانأ بنمل ٍة في راحتيه
وله نرّتب حبلَّنا كي ل َ
يفيض ول يشيّ .
فعل َم أبدأُ ؟
ٌ
هجعة ُ
والبداية
ٌ
ورمل في التخوت وفحيح هاوي ٍة
ُ
وعل َم تبدأُ ؟
الفحم والبداية ٌ
لمعة في
ِ
الدين.. ٌ
رهبانأ بدائيونأ يفتتحونأ ُج ّب ِ
قابر أو خراب
ٌ
وإذا َ
بدأت
فأين تبدأُ؟
انقسام مجر ٍة أولى جع
غفلةَ ،ر َ أين ُت ُ
مسكً ،
ِ
سرّ ؟
الطرقاات ّ
ِ وفي
يحمل ً
ناّفا ُ بغل ٌ
ناّّ في الليل والطرقاات ٌ
ُ
ُ
اقاتتال سللتين َ
وبك
مفاتن القاموس
ِ ُ
اختطاّ وبي
296
ٌ
وطفل ل ينام والموتى
تغادر لن يكونأ سوى الفضاء
ُ فليما جه ٍة
مدّنسا بالغيم ..لن تضع السماء
تفسّ جثة منسي ٍة
ل ّ إّ
و ليما جه ٍة سننشّ ً
قابة
البحر
ِ قارع موسيقا لهدم
أو َ
ثورنا ..وعجولَّنا ُ
نعلف َ
كاذب .
ونقو ُم نّبحها لفجر ٍ
وبرغم هّا يا ُ
بعيد
فلن يقو َم سوى البعيد
الخمر
ِ ً
ماسة في َ
يناسل ولن
المكانأ
َ تهتك مل
غير ٍ
لضارب في الليل
ٍ لكأنأ أجراسًا ّ
تحن
الضباب عرينَّه؟
ُ هل ش ّم
الحشد
ِ ً
غامضا في ً
واحتطابا وأفاض قات ً
ل
النهار نهاره في العين؟
ُ هل وضع
تسد منافّاً تعمى أم ٌ
لغة ّ
ُ
وينقرض الحجار.
الخمر ُ
ينقش ِ جمر وبرنابا بعقل
ٌ
يسد ثغراً في الطبيعة
الستر وهو ّ
ِ ُ
انشقاق برنابا
والفصائل واللقى لي ً
ل.. ِ
النوس
ِ يهز حجار ًة في
وبرنابا ّ
297
الكلمات
ِ في
ظم أُريد له الثبات
في ُن ٍ
ً
مشيمة خضراء لي ً
ل ..وبرنابا ُ
يشق
يضرب في العماء
ُ
فر
الج ِ
فاهدأ صديقي عند هّا ُ
غراب ورّدنا يا حوت
ُ إهدأ يا
من حيث اقاتفانا ٌ
خالق
َ
وأربك تي َهنا أثمر في الخطيئ ِة ناعٌم مضنى
من حيث َ
الماس أُ ُ
ربك صّفهم . ِ وأنا دٌم في
يا للحواريين ..
ٌ
سكونأ أغواهم
واستثار غراَبهم ٌ
نمل
َ
وأشعل َ
كنزهم في ما ترادّ في النبات
وما أُ ّ
هل عن الجنونأ
حين تهيأوا ّمراً
كسروا أواني حاملت البحر َ
ليلقونأ ابتهالهمو /الفجيع َة في المياه
ُ
وأنفّ في الكلم وأنا أل ّم ّجاجة المنفى
ناقاص
سر ٌ فالبحر ّ
ُ
ُ
سجين فتات ِه وأنا
تنشق عن لغتي سلحُف ُه
ّ
ُ
وأربك شملَه
ٌ
تمتمة والبحر
ُ
298
ومعنى ل ّ
يدل عليه معنى
وردةٌ سوداء
حطب بليل
ٌ أو
299
َ
أنت الّي ناداّ حفريونأ
بنص رّتبوه ورّتبوّ ً
منحنيا ّ
نادوا ورّتل جنبهم طفلنأ يقتتلنأ في القاموس
رماد حلولهم
كي يضعا َ
ولكي ير ّدا عنهما شبحا قاتي ً
ل
الكونأ
ِ رموّ
ِ ً
قاولة في ما تداعى من أو يقول
جموحه
ِ فاتحات
ِ في ما أُقافلت من
السيوّ
ِ صلب
ِ ولكي يد ّقاا سرخس الكلمات في
البحر
ِ رمز انحطاط ولكي ّ
تفك يداهما َ
كانا يحفرانأ
في النوم
في اتباع بوصل ِة اللغات وما ّ
يوشح تي َهها
نور أضغاّ الكحول .
في ِ
والنأ إختصما وناما
ٌ
جنونأ أبيض ّ
لكن أرضهما
ضرب من الجمرات
ٌ وسماهما
البحر
ِ ورد وموسيقا لهدم
من ٍ
وما تزال..
للهتك
ِ ً
وصناعة ً
ّايرجة
مرمر ًة ّ
لشق النثر
منطقة النبال
ُ
تزحف يا مكانأ؟ فعل َم
300
البحر في حلميهما نم ً
ل ُ وضاع
َ ناما..
وأصبح ً
قاشة في دفترين
فقهي بينهما وأجهز ٌ
ثالث ّ َ ناما..
وأطبقت الجهات
شم ً
ل على طفلين َ
منتخبين للفوضى وهدم البحر
وعلم أفتح هّه القافال في سطر لهوميروس
لساحر أُم ٍة منسي ٍة
ِ برق
أو ٍ
قارع حسيين في جلد الفراغ
أو ِ
وكيدها.
رجم الكنوّ ِ
الشعار ..في ِ
ِ وهجنة
الرهبانأ يجتاحونأ في اللغة العظا َم
ِ ُ
سأمسك إبر َة ومتى
تلمع في أوانيهم ُ
وماسة التاريّ ُ
ٌ
أّرق يغفو على التابوت وورٌد
الفجر؟
َ كيف يرتلونأ
ُ
الحشد في فمهم ؟ كيف ُ
يفيض هّا
يحولونأ
وكيف ّ
ما يستحيل من الكلم لكتل ٍة رغوي ٍة في الشمس؟
ً
ّاهيا ؟ كيف أُقاي ُم بين مدافن التاريّ ّلزالي وأعلوا
البّر غيٌم أحمر
من أجل أنأ ل ينطفي في ِ
الفق أعلى الحواس ُ
ونقشها في ِ ّ من أجل أنأ تبقى
من أجل ِبلّور ّ
يشك بكعبه روحي
وأفتح في المكانأ
ُ
ً
صحفا و ُمغتس ً
ل وسريين،
301
همسك
ِ تشب ُ
لغات لّينة ّ
لّين ُ
بطن المسرة والعيونأ.
جفري
ّ مهندس
ٍ هتك القبائل َ
هتك ولّا ..فمن َ
302
أدق معّبًا صّناجتي
وأنا ّ
يا للفلسفة..
انتهوا من حيث نبدأُ
أحمر
َ ياقاوت ..نبيّاً
ٍ َ
ومّاق ٌ
طينة..
وصراخ حسيين يهدأُ أو يموت
َ
يا للفلسفة..
أشتكوا من وطأة الجراس
إذ هتكوا نظام الهندسات
وكسروا روح الشراب
ّ
كوكب
ٍ قالب استدار َة
وكانأ فيهم ناعٌم َ
هل كانأ يعلو فيهمو ُ
غسق المعاني؟
303
ربما!..
غسق ْ
لرتل غسق لنحويين أو فقهاء أو ٌ
ٌ
هل كانأ يعلو فيهمو ٌ
طبل؟
يدق في الطرقاات ْ
طبل وكانأ ُ
1987
304
عأزلة في الكريستال
سقط المغّني
َ
احتمال مكيد ٍة كانت اللفاظ قابراً للمغنين،
الطري
ّ الزبد
للعقل في ِ ٌ
شهقة ِ أو
وفي معادنأ شفر ٍة سري ٍة
الرماد
ِ سفن
أو سوط أنثى تشتهي َ
تسافر أو تلين.
ُ ول
ويسوطها الغربا ُء والغربا ُء ٌ
نبل أبيض في الشمس
ل يتحركونأ .
سقط المغّنى
ُ
تحمل ميتين ُ
اللفاظ كانت
البحر خرّته
ِ ُ
طحال وكانأ أنأ ألقى
ناّّ
ٍ ذئب
مثل ٍ ُ
السواحل َ وأّهرت
الخمر إبرته
ِ وطوى ُ
رماد
وكانأ لنا مساء.
305
َ
الكحول؟ البحر أو هّا
َ وأجس هّا
ّ ُ
أمسك شمعتي كيف
ُ
أصيد ناري ؟ وكيف أفه ُم معبر اللغاّ؟ ..كيف
في الليل...
ٌ
منتهك مزاري ؟ كيف ُ
أقاول للماشين
هل كانأ لي ٌ
أفق سوى ردم المساف ِة
الفراغ ؟
ِ بين ناموسين منكسرين في طمي
غير فتات بابل في اليدين
هل كانأ ُ
غير نرجس ٍة تس ّم إذا أفاحت؟
أو ُ
ُ
النزال وأين يعلو؟ أين يبتدأُ
َ
ُ
يسدل ميَت ُه ؟ أين
ُ
وضعت طبق ُ وأنا الّي أُ
عطيت هّا الس ّم في ٍ
َ
فصول التي ِه أروي
أروي ً
قاصة جعلت سنيني معبراً
لرماد هّا الوهم أو ً
نفيا لروحي ِ
ُ
أخاّ من الحقيقة ولّا
ُ
الكلمات في شفتي لماذا ل أقاول؟ ولّا ..لماذا تهر ُم
وأنا الّي ضّيعت وقاتي عاّفًا
في جوقا ٍة تبكي يدين نحيلتين
ً
متمزقاا ً
معزفا تبكي
ً
سرية تعمي العيونأ إذا أ ْ
فاقات وتبكي ً
نوتة
رب
دلني يا ّ
وبالعظام وبالسنين ؟
ِ بالتراب
ِ ُ
تعصف غير الريح
ماذا كانأ ُ
306
وبمن أرى؟
ميت
أبعين ٍ
ِ
أم أرى بعيونأ حّفارين ينتحبونأ للماضي
َ
لغرق في النين؟
طعن الفول
غاضب َ
ٍ هل كانأ لي غير التفات ِة
وكانأ ُ
يهتف للضحى؟
أو غير هرطق ٍة أُناقالها هناّ منابزاً
َ
وأسقط في الغبار أشق َ
هتاّ أبنائي كي ل َ
شمس ُم ّرة يجتاحها ٌ
رمل من الفايروس أو غير ٍ
-هّي محنتي –
ٌ
سجال بين كابوسين مستترين : ٌ
شيث يعّبني
فاجع ِة الكياس ِة
مغلق في الورد
أو فضا ٍء ٍ
ماس في دمي.
تابوت ٍ
ِ أو
للبعل...
ِ
بيضتها َ
كيف تر ّمم الشيا ُء َ
حياضها؟
ِ ُ
وتعلن ل اتحاد
ُ
مملكة ملئكة وكنا ناقاصين؟ هل كانت الشيا ُء
الحوت
ِ شائك في عين فحل
طرائد مدّله ّم ٍ
ِ وكانأ ٌ
نسل من
ُ
ينبض بالفول
****
307
رب..
يا ّ
انفصال مشيم ِة التاريّ عن بدني؟
ِ من أين
ومن أين َ الخلص؟
ْ
ومن سُيصغي؟
ُ
تموت شمس
ٌ
الديدانأ شمسًا في عما ٍء ٍ
مقفل ُ ُ
وتنبت
ل ُ
وتستحيل بقاعنا رم ً ُ
تموت شمس
ٌ
وننعس في الرماد
ُ
حتى يقال بأننا أبناء منسيين إقاتتلوا وغابوا
ُ
نعزّ للرنين رنينَه ُ
ونحن ُ
تموت شمس
ٌ
الورد
ِ رماد ُ
ونقول :بوطيقاُ ..
القبر
بوطيقا ..ظل ُم ِ
بوطيقاّ ..
تهدم راي ٍة
َ
تابعيك ؟ تنشر
فعل َم يا تاريّ ُ
عظام مكيد ٍة كبرى ُ
تدخل في وعل َم
ِ
ِ
وتضرب في العماء.
َ
****
أعلو وأطفق أنأ أُغّير َ
دمنة الشهوات
الخراب
ِ أو ّ
أحتك بالشمس
أحرّ غفل َة الشيا ِء ً
معدنا في إثر معدنأ كي ّ وبالمعادنأ
أو أمضي لجوهرها ّ
بخف أبيض.
وعل َم تبكي أيها التاريّ
َ
تفيض قات ً
ل ّ
كل علم ٍة بعلمتين ُ
308
وانشقاقاًا سافراً
ٌ
قابضة ّ
ولكل رشقة ياسمين
ماذا ستبكي أيها التاريّ؟
َ
روحك أنت محّير ما بين منفيين :
ملكي فضائك ً
ميتا في خاتم ّ َ أو
والنفاق
ِ َ
تمزق في الحراس ِة عبد
في ٍ
الخمر
ِ وشتم روح
للفق
ِ وقارمز لفت ٍة
ِ شطآنأ
ٍ أنت محّير ما بين
بالخشخاش
ِ أو رحمين منتعشين
أو ّ
تل من الماس – التفسّ والغبار
رماد أنسابي وأتلو ّنكسار أخي المسيح
أرد َوأنا ّ
وأنأ ديني ما ُ
اقاول
خالص
ٌ الناس ٌ
فن دين ِوأنأ َ
التلفيق قاسراً
ُ ويهرب
ُ ُ
يزول وظل ُم أيامي
واللواحق والفضا ُء مقيداً.
ُ ُ
والسياسة
يفور ً
عشبا ُ ُ
وأكاد أرس ُم شهوتي
صفير فراغها
َ ّ
لتدق أبواقاي
وأقاول ُقا ّطعنا
ُ
310
بانسلخ مشيم ِة السّياّ
ِ فضح
سر بين مقتولين ُي ُ
وكانأ ّ
بالدم في يديه
ِ
لزجًا..
ماس
حوار منطقتين من ٍ
ُ وكانأ
آخر العربات تمضي في الغروب
وكانت ُ
للجنونأ
ِ ُ
ونحن أدرى، ولكم ّ
نحن،
ولكم ّ
نحن لحتفنا
سكرى ول مجٌد لنا في الرض
نجانس قايحنا فيها لنشفى
ُ بيت ول ٌ
لغة ل ٌ
بار لبار
كالكلب من ٍ
ِ نجر فراغنا
سكرى ّ
لحوارنا المقتول في فمِنا
لحشد مدججين
ِ
مّ هّا الماء ً
رغبة في ّ وأمامهم حشٌد من الفلسفة استثاروا
كفل الطبيعة
تبّر الياقاوت في ِ
قابرات ُ
ٍ وانتبهوا لخر
حشد من طيور الليل
وأسر ٍ
ِ رمز من رموّ اّقاحوانأ
بفك ٍ
منهكين ِ
المجرات الخفّية
ّ ُي ُ
طلق في
َم ْن ترى انتهك السكونأ ؟
ومن أّال ضباَبه ؟
ماء .
وعوى بأبعد نقط ٍة في الي ّم أنأ ل ْ
َ
السمندل من ّ
دّ
واختفى في ّ
الشق ؟
َ
صعق المعاني واكتوى؟ َم ْن
311
ٌ
فصائل في قالب هّا تستفيق
يباح وما ُيغّنى ..ما يطّبل أو يبوح
في ما ُ
في قالب هّا مر ًة سقطت أصابعنا وتهنا ّ
وألّ من طرقااتنا
كانأ الفضا ُء مرّنحا في الكأس
يفيض الجرح ُي ُ
شرق أو ُ ُ ّ
ألّ منها
الحشد ُ
نقتل منظراً للفق ُ لطوطم التاريّ هّا ولكي يقوم
ِ
أو نمضي هناّ
ينبش هاذيًا في ّ
نص روح الخمر حيث انتهى السكرانأ ُ
عتيق
وشم ٍفي ٍ
في جث ٍة كيدي ِه
ترقاب آخر العربات أو تمضي هناّ
ُ في العينين
طين إذنأ ذاّ الّي أطلقت فيه عناد ً
ل وعزمت تنقش ٌ
فراغ ُه
بالسماء َ
تدجن الفعى التي في ركبتيك ٌ
طين وأنت ّ
قاماشك ً
لوثة َ تمسح من
ُ وأنت
مدائن الجمرات في عينيك.
ِ َ
عشبتك ،اهتزاّ هي ُ
نبض
فعل َم تبكي أيها التاريّ
أنت ُملّ ّغم
بقلئد َف ُسدت وبالدم والجنونأ
ٍ ومدج ٌج
ّ
سفن قاديمة
وشباّ صيادين منسيين في ٍ
ِ
ولقد ُ
رأيت صفوفهم تعبت
قاوالين
حشد ّ
وكانوا َ
312
حشٌد ٌ
آخر يأتي
ويأتي بعده حشٌد ول ٌ
ملك سوانا
فعل َم تبكي أيها التاريّ في المنفى
ويضحك َم ْن رمانا !!
** * *
َ
سقط المغني
ُ
تستفيق ّهر والبراري
فوق ٍ ُ
العجلت تمضي َ كانت
شائك ُ
يحتك بالموتى ليل ٌ
وكانأ ٌ
مراكب غرقات
ٍ وليل ٌ
شائك في الكف أو بين انطفا ِء ٌ
وأخرى في الغيوم
ل ّم ّ
هدم التمثال فلسفة الجهات ؟
فقام حشٌد حوله يعوي ويبتكر القبور
ُ
والمجاد له للموت ينّرنا هنا وهناّ
ُ
والوطانأ له للنفي يدفعنا هنا وهناّ
يجر وراء ُه جي ً
ل ول ٌ
أفق سوانا ٌ
جيل ّ
يرمي عليه قاميصه وعتاده
يبتكر الخرافة
ُ ولّا تش ّكل ُ
شعرنا في التيه
ُ
يستفز جواهر السرار في عقل المعادنأ
أو يخّبّ شفر ًة في النار ثمة ُ
يطلق
بينها الحيوات والشنات
نسل البروقايين ُي ُ
ربك هّه السراب؟ هل ٌ
نسل سوى ِ
البحر في التيجانأ ؟
َ ّ
يستفز هل ٌ
نسل سواهم
313
ُ
البنادق أطلقت أثمارها ؟ هل تلك
يضرب بعضه
ُ طيور الليل
ِ جمع من
وانفك ٌ
جاء البروقايونأ
ُ
تحمل ميتين والعرابات
لسر
سر ّوكانأ أنأ القى بنا ّ
التاريّ
ِ مفاصل
ِ لحتقانأ
ِ
والصوامع والجنونأ
ِ الخفي وللخرائب
ّ للكظم
لماذا َ
فعلت بنا هوانا؟
بنهرّ ً
جثة َ ما الّي القى
النهار بها ومات
ُ َف ُس َد
ماذا َ
فعلت؟
أكانأ حتُفك أنأ تموت بل وصايا أو رفاة !
****
والنأ ..هل سقط الفراغ؟
ُ
الفراغ سقط
كاذب
وكانأ ما بين الفراغين امتل ٌء ٌ
وقابر ضّيّق ٌ
قاوقاعة ٌ ُ
والرض
ستصبغ رغو ُة التاريّ بالسفلت ؟
ُ ماذا
مرمر!..
ٌ وج ٌه..
كل يوم ً
جثة النهر ُ
يلفظ ّ ماذا وهّا ُ
ل أو دمًا ؟
ويفيض رم ً
ُ
تطرّ خوذ َة ّ
البر ّرٌد ّ
ُ
انتهاّ مساف ٍة كنسي ٍة تّوي بقتل الت ّم
العلوم
ِ أو سفك
من أين؟
ً
سللة في الطين ذا أُ ّس ّ
يقد
ذا نجٌم يضيء
نهار أّرق في بزر ِة التفاح
وذا ٌ
315
لشمس عظم ّ
ٍ مستنقع ينسل من ٍ
ٌ ذا
النمل فيه وللرعود
لحتراق ِ
الحجار ساحلَها
ُ أ فهل تنادي هّه
كأس ويدمى ؟
صباح أسود ٌ
ٍ ويبكي من
ليقود حنجر ًة تغني
وُترى ستمضي الُقّبرات لحتفها أبداً ؟
ُ
ويضحك من رمانا ؟
تدافعً ،
وهلة كّبًا ،وعاش على هوانا ومن َ
ٌ
رجعة.. فاطلع َ
فإنك
ُ
ودفوّ محتفلين
أين مساؤّ النعسانأ؟
الحسي
ّ َ
طعانك ُ
قاافلت والكأس التي ُنقشت عليها
ُ
أين مهدهدوّ؟
َ
الحجرين في البلعوم
ِ فجر أنت تصاد ُم
يا ُ
ومصيرنا
َ سرنا
تنقش ّ أو ٌ
قاطط تغني وهي ُ
بوح..
يا ُ
ُ
أمراض... يا
َ
أضغاّ عافي ٍة يا
ويا رهبانأ يقتتلونأ من أجل القداس ِة
أو حراس ِة ماس ِة ّ
الفن الرهيبة
يا مجانين انتهت أشواطنا
ولّا ّ
يرنأ النجم في شفتي
316
فنونأ في النهار
يكسر من ٍ
وأسمع ما ّ
ُ
ً
شمسا تنام إني أرى
وطينة ُ
تبتل بالمنفى ً
ولي ً
ل ل يليل
الشكل
ِ عيونأ
ِ ً
سهاما في وأرى
أُ ً
بهة ُترّنح أو تموت
وكّا أرى ً
فوجا من الشعراء ُي ُ
صعق
فوق نهر الموت أو حجراً يقوم
قاّبرات َ
1986
317
الحركة الثانية
إجرسيني أيتها الكلمة
318
319
ريثما يهدأ هذا الشرق
الشرق ُقاومي
ُ ريثما يهدأ هّا
ُ
الطين تنفطر السلحة
ُ ريثما
الدم قاومي
غبار ِ ّ
وينفض ُ
يتعب سّيافوه أو تمضي الجياد
ريثما ُ
ْ
الجياد شاهق ّتّلقي بتاريّ
ٍ فوق ّ
تل
ُ
الرض من ُح ّمى ريثما ُ
تبرد هّي
وُيعلي عاشقق صلبانه
والبحر ويمضي
ِ الشمس
ِ ُ
يفصل بين
أرض النور َ
فوق ِ
النور ُقاومي .
فوق ِ َ
يديك
العالم ما بين ِ ُ
قاوقاعة هّه
ِ
تفور
بساقايك ُ
ِ الشمس
ِ ُ
ساقاية هّه
الشمس أفاقات وطفت ّ
واضرعت ّرع اليدين ُ هّه
سنبل في العين
وسرايا ٍ
ما هّي المراعي
القلع
ِ ل ّفها قاوس
والعشب
ِ َ
فوق طفل الما ِء
فما هّي الدفوّ
كثبانك
ِ تحت
ّ
لف الورد كفي
َ
الشرق فيك وأنا ُ
أنسل ِ
320
ّ
لف الوردّ كفي
تيجانك
ِ ُ
أغزل وأنا
ببطن الرض
أضرب أعوادي ِ
ُ أو
-قاومي –
ٌ
وغاق يتلوى ُ
تمسك ناموسي ٌ
ريشة
حجليك وحشٌد َ
طاح ِ تحت
يتطوي
طاق ٌّ
طفلتي أم طفلها؟
مندلق من نور كفيها ُيدلّى
ٌ ٌ
شرشف
الشمس
ِ شراب
ُ طاس.. ٌ
شرشف ٌ
شهوي
ّ ٌ
شمل
شمع ٌ
شرشف ٌ
رابض ُيلهب ُه ُ
سوط غنائي ٌ وطير
ٌ
الحار تغطيه الغيوم
ّ ثديك
ِ
بماس وسما ِء الدورق ّ
يكتظ ٍ ُ ثدّي ِك
ُ
ينطبق الفق فقومي ها هنا
ً
رشيقا وارفعي ً
كأسا
صّبي إليه ُ
فضته ُ وانحتي
وارتجي بطاسين عليه
ّ الباتع..
َ خمرّ
ِ
321
وريحانأ مجلّى
ٌ يصعد من َغ ٍ
مر ُ ذهب
وهي عندي ٌ
ينفل ويغلي وُيغلّى
يخفق هّا الطين ّ
ولها ُ
الشمس
ِ عيونأ
ِ ولها ّ
ّق
ّ
رق الرض
النار تعلو ..وُتعلّى
ساق ِ ُ
322
ماج بخفّين مراعي دمها
وطوىَ ..
العشب فر ّفت شفتاها
َ ّ
ّّ لها
ما الّي هّيجها؟
النار وفلّى الف َم َ
أشعل في موقادها َ
َ
النابت في القاع؟ َ
أشعل فيها القصب َم ْن
الطلس الكوني في ماعونها؟
ِ بار ومن ّ
طش ُغ َ
َم ْن دحرج ّ
الحر إليها؟
عرش الحرملك
ِ أخرج من
َ من ُترى
تعصر تاريّ النساء
ُ هّه النثى التي
في يديها؟
من ُترى أقالقها؟
الغصن وخ ّ
لها تعوم ؟ َ َم ْن ّ ّم َر
الهادر ؟
َ الجسد
َ من ترى ّ
عّ َب هّا
من غلّفه بالغيم ؟
من صاغ يديها ؟
السري برقاا
ّ ورمى في الخاتم
ورمى ورداً لعينيها ومن قاا َم إليها؟
ثرا غدقاًا
الكونأ ّ
ِ في صباح
من أيقظ اللهة التعبى وغاب
ما الّي ألقى بخّفّيها هناّ
ما الّي ألقى بتنورتها
سوتيانها
323
قامصانها ..فوق المياه .
ُ
الشرق قاومي ريثما يهدأُ هّا
ُ
الطين ُ
السلحة تنفطر
ُ ريثما
غبار الحرب قاومي. ّ
وينفض ُ
1989
تما ُم الجسد
عجيب
ٍ جسد
الطير من ٍ
ُ سيقو ُم هّا
شمس ..خمرةٌ ..دفلى
وتقو ُم ٌ
وتعلو سدرةٌ وثمارها ٌ
حجر قاديم
تلطم موجتين
ِ نار
وتقوم ُ
أطلسك العظيم ّ
لتهز ّ
وأنا ُتداوله المرايا بعضها ُقا ّ
صاد ّ
بعض
أو ترادف ُه اليادي
يشبه التاريّ ً
طريقا ُ فطوى
ُ
ومربضه البعيد جنونأ رايت ِه
ِ ُ
محض
مرابع ُ
واشتعال ذهب وُت ٌ
رس شمس ..ولي ٌ
ٌ
ٍ
ويضرب فلّتي
ُ وأنا سُي ُ
بعد ساعداّ مسا َء أثقالي
الحجار
ِ شرار ّ
محشة ُ وأنا
مفاتن سطعت
ٍ ُ
سبط
324
يداّ
فتدخلني ِ
َ
وتشتل غيمها َ
لتصوغ أحشائي
وهي المرايا ّ
رددت صوري وصاحت
وأنا أُصّفق بالسماء وبالبحار قاصائدي
َ
صفوّ العاشقين مدججين بلينهم وعفافهم لرى
بسر رغبتهم فأعلو
وملطخين ّ
فتي
بض ّتشب ّ
عناصرهم ّ
َ وأرى
ُ
ماسة الجسم يغلي وأرى تما َم
ِ
ويلين َ
فوق بقولِّ ِه ُ
بالخمر
ِ مضرجا
ّ ُ
ابتدأت ُ
فأعود من حيث
بوهج قالئدي
ِ مشتبكًا
مراكب
ٌ وأمام عيني تستفيق
كؤوسك ..
ِ وتشد ّلّتها
ّ
ُ
سكرانأ متعب
ٌ
روحي ل تش ّم سوى النساء ّ
مبخرات بالظلم
تمخر علّتي
ُ وسوى احتشاد أنوث ٍة في الكونأ
فاصل يهّي
ٍ خمر وموسيقا ..ورغو ُة
ٌ
وكانأ طبيبنا يجثو
ُ
ويشهق في صفاتي
يديك
ننوح على ِ
وأنا وأشباحي ُ
وأنا أصلّي في معابدي احتراقاا ثم ُ
أرفع سارياتي.
شائك
جحيم ٍ
ٍ ُج ّري قاتيلك من
325
ّ
وتلطخي بحنانه
ُ
أرقاش شمعتي النار
وأنا سما ُء ِ
ُ
مداعبة السماء حسبي
ُ
شقوق البرق حسبي
سرتها
سرها وفضا ًء ّ
حسبي ّ
لنبع ل ّ
يجف وحسبي أنني أمضي ٍ
وأرتوي حتى أفيض
كأس ترّقاقه اليادي
وأنني ٌ
غائب في نور قالبي
وأنا سقيٌم ٌ
أراقاب غير ميلي باكراً للشهو ِة السوداء
ُ ل
الربيل
ِ للطير
لتمتمات تلولِها وهضابها
وجد
ليدين متعبتين من ٍ
وللعينين مترفتين بالحمى
وللورد القتيل
ِ
يجلي مفاتنَها
وللمعنى ّ
يرّ بشمسها
ل ..وصبحًا يستحيل.
لي ً
1989
326
إجرسيني أيتها الكلمة
الكلمة تتقدم
ولكن ..إلى أين؟
الكلمة ،التي هي ُ
فؤاد ال ،تتقد ُم في الدم
ُ
تخوض في بركه وسواقايه الكلمة
الكلمة ،التي ّ
تفك الفولذ ،تزيلها ٌ
عتلة
327
َ
تضيق معابري؟ كم ُ
كنت أخشى أنأ
وأرى رماداً في عيونأ الي ّم يكسر برقاه برق ويهز ُم تابعيه
تعرش في اختلط الطين ً
ملئكة ّ وأرى
ٌ
هندسة تدّبر للطبيعة مقت ً
ل
ل تنوح ُ
مشرطهم وأقافا ً ضيع
ومطببين َي ُ
ّجاج جمجمتي
َ كنت أخشى أنأ َ
يخيط كم ُ
كم ُ
كنت أخشى أنأ أرى قامري يموت
تاجا ً
كاذبا عيد ً
ل َ مدائحا ُ
ً فأستعيد
ولشتهيه..
ً
لغما لمنطقتين في رأسي
ً
وسكينا لشمسي
الرمل ُ
ألفظ شفر ًة ِ وأنا هنا في
إلي بها وأمضي ُ
القرود ّ ألقى
عن أي شي ٍء يبحثونأ
لموت قاد يجي ُء ..فل يجيء
ٍ مدخر حصافته ّ
والكل ّ
تحت ّجاج ٍة ُ
يرّ النعاس ّ
والكل َ
328
ً
فريسة كنت أخشى أغنياتي ل ّ
تشق كم ُ
دماغ َك يا نباتي
وأحفر في ِ
ُ منعقدٌ..
****
الشهوي ؟
ّ سوادّ أيها هل كانأ ٌ
حيض في ِ
329
كانت إبرةٌ في الشمس أم هبط الزمانأ
عسس
ٌ يجزر بقلَها
ُ ما بين منطقتين
وينقل روحها عبٌد أُِذ ّل..
ُ
وكانأ ُ
رمز خفائها
ويبظر وردتيه
ُ معارّ أفلت
ٍ ّ
ينشق فوق
الغموض إلى النبات
ِ في ما أُحيل من
نار مسر ٍة
وما تدافع تحت ِ
ل شك ُي ُ
قتل رمزنا
تهدج الرتالُ ..
نبض حقيق ٍة لمعت ُ
انتفاض ّ وهو
مقسمين
رجع ّ
فصائل للمهدُ ..
ٍ ورجع
ُ
ُ
تستحيل لغاب ٍة ل شك أنثى
السفك
ِ طقوس
ُ حتى تقام لها
حتى في نهاية شوطنا ّ
تنفك موسيقا من الحجار
ُ
الجمال يضع
أو َ
ُر ّخًا له في البيت كي ننسى وكي يعمى الرماد
ل ّ
شك ..شمس فريستي سقطت
أحول ماءها خمرا ونار
وأبغي أنأ ّ
أو لوح أورجانونأ يمسك بالمعاني راجفًا
الورد ..في ّ
فّ الجمال ِ في
القديم
ِ ولّا أرّتب ميت َة الشرق
وأصطفي شرقاًا رشيقًا
وانتفاضة ماس ٍة في جسمه
330
إني ُ
رأيت شعوَبه وشعاَبه
ورأيت بحراً ل ُي ّ
حد من اللغات ..ومثله ُ
بحراً ُ
يفيض من الدماء
ورأيت ت ّوّابين يشتعلونأ في نار العروش
ورأيت ً
قاافلة تتيه ُ
ُ
القرود ورأيت ..كانت كلمتي ذهبًا فحولها
ُ
331
مجاهل
ٍ واتحاد
َ نهب
وضباع ٍ
َ
استفز برأسه ً
ذهبا تناثر في الشوارع ّ فمن
شائك؟
ورد ٍورماد ٍ
َ ً
طلقة ..وقاصيد ًة..
ومن اشتهى شمسين مثل ّ
مهّب
ومترس
ّ
وأخ لميقع ٍة ُي ّش ُم ُ
غبارها في الي ّم ٍ
في أقاصى السما ِء
وفي البقول ؟
يلسع قالب ُه لسعًا ؟
ومن ارتضى بالمجد ُ
ومن لط َم الرعود
حاذق في النفي
ٍ وأّاح عتمتها بماس ِة
فارتبك البعيد ؟
هتك
وطبول ٍ
ِ غنائم
ٍ ومن انتهى للنور وسط
وارتفاع فراش ٍة ؟
ِ
ً
طعنة في الستر.. همس َك
غبار ..كانأ ُ
أ رأيت ! كانأ دٌم ٌ
كانأ ّ
معّبوّ
لنقض أُ ّسك أو ِ
أساس َك أو رموا يتدافعونأ ِ
حيرى بأسئلة ّ
تهز عفافهم
أ َ
رأيت ! ...ل أحٌد يّود
نفسك في المتاهة
وجدت َ
بنهر ل ُ
يفيض رمي ٍ
هكّا ٌ
ألف ل تقوم ُ
وقاّبرات ل تغني ألف ٍ ٌ
وجثة من ِ
332
ريحها بشقائقي؟
سألفح َ
ُ فمتى
ومتى سأقاوى أنأ أقاوم بكيدها؟
حتى أرى فجراً ّ
يشق مشيمتي
أبيض وأرى ً
هتافا َ
تلمع في الغبار
وعيونأ موسيقيين ُ
َ
هّا دٌم للنار
تحيض
َ أو ٌ
لغة لحبلى كي
وبعض موتى في الخفاء
ُ
ولست أذكر كيف قاا َم رمادنا
وأتى على اليخضور محترسًا وفاض
أذكر كيف قاا َم
لست ُل ُ
وكيف كانأ ؟ ..وكيف ُ
كنت ؟
بعيرنا؟
ضاع َُ وكيف
أو كيف َ
ّاغ ؟
وكيف راح ؟
وكيف تاه ؟
وكيف ُ
تهت ؟.
1989
333
الحركة الثالثة
الخراب
لم تبق غأير أصابع
334
نهضت جوقة السيوف
335
)سيناريو شعري (
مدخل:
ُ
الورد َ
وارتعش السيوّ
ِ ُ
جوقاة نهضت
بدم
واستح ّمت فراشاته ٍ
ربما النهر ما ّال يبكي
تسحب الجسد ّ
الغض ُ ٌ
عربة
فوق السيوّ .
336
تفوح بخنجر ِه ،
ُ
تلك ٌ
عين من النمل..
شمس سوسن ٍة وبغايا..
من فاتحين ومن ِ
تلك ٌ
دبابة تتقدم في اللحم،
ٌ
بوصلة..
ومغدودنأ ل ّ
يمل مراياه ٌ
فوهة البئر:
ِ الطفل ينحني عألى
أين أول الفاجعة؟
وعبيد،
ٍ ٌ
مندلق في معاني الظلم وفي رهط أسلح ٍة ُ
قالبه
ُ
تزحف غيمة ماطره ..هّه ُ
أول الشرايين ٌ ٌ
أفق تكلله
نبيّ ،
كوب ٍفي ِ
أين أول الكلمة ؟
َ
هّه ٌ
دمنةَ ..
تلك عصفورةٌ هرمت وهّي الموائد
برماد العظام وورد العيونأ.
ِ ٌ
مفروشة
هّه آخر الفاجعة..
شمسنا تتشّقّق،
ُ
التوابيت منها سقطت هّه
َ
خوّ فاجع ٍة قاادمة، مطر ونحرنا عجولنا
وضاع بها ٌ
أول السيوّ هّه ..لم تهّبها الضحايا،
337
ٌ
غامض ُ
وطراّ حواجبه ورد ُه أسوٌد
ويداه حبال.
أصابع
ٍ لم تبق غأير
قاصاصتها
َ أصابع تتلو
ٍ لم َ
تبق غير
ْ
العيونأ ولم تعد
غير التماع ِة خرّ ٍة منفي ٍة في اللحم
لم تعد اليادي
غير التم ّعن في السيوّ
وغير أُبهة محطم ٍة
ولم تعد الحشود
غير التباهي أو تّ ّك ِر شهو ٍة منسي ٍة
الطين طينًا والمنافي ُ
سقط منفى ُ للهتك ..كانأ
ِ
338
ُ
وتشهق في القيود والحيا ُة ُ
تفك فولذاً
339
وخاطوها لكي يبقونأ
وخاطوها لكي يفنونأ
خاطوها
وخاطوها
وخاطوها
وما ّالوا.
الخمر
ِ ابتعد في
قالْ :
الخمر
ِ قاال :ابتعد في
فجر يضيء ول كلم
ل ٌ
ُ
الورد ليس الورد
ماس والصنوج ُ
والضغاّ ٌ
ّ
دقات لرجم حبيبها
ٌ
طاعن في الصحو فاشرب ..لنك
ْ
ٌ
طاعن في النثر إشرب..
ْ
ُ
الجمال براحتيك وليكن
ابتعد وأضا َء بحراً
قاالْ :
والكؤوس تدفقت
ّهوره الصفرا ُء
ُ ونمت على جلد الزمانأ
ً
عجيبا ً
شوقاا ض ّم غناؤه
وانتبهنا أننا نبكي وأنأ الليل يبكي
340
ُ
والزمانأ مقيٌد في دمعنا ُ
يلد الزمانأ.
أين عأيني
من َ
أُ ٌ
فق..
ٌ
هتاّ ٌ
أبيض
ُ
وخيوط ّ
خزافين تعبر في العظام
مجرة سوداء
وفي غشا ِء ّ
الجنوب؟ لكي نزّنر خصرنا بالماء
ُ أين
من َْ
نهب مداخنًا ُ
الشمال؟ لكي ّ ْ
من أين
ُ
الخرافة في امتصاص ُخراف ٍة أين كي تمضي
من َْ
هّب إفعوانأ الخمر جعجعة الحواس وجيشها ؟
ولكي ُي َ
مْ
ِن أين عيني؟
341
وتسخمت ّ
وتلطمت أقادامنا ّ
الخمر قاصتنا
ِ سج ّل
وروى ّ
وشخنا
مدخل :
النهر الصافي يا سوداء العينين اغتسلي
في ِ
في النهر الصافي
وتحلّي بأساور من فضة
وخواتم من ذهب
في النهر الصافي
الغأتسال :
في النهر الصافي ُمّدي قادما ودعي َ
النهر
الفرح ويضحك في لفتته
ِ ُ
يموت من
في النهر الصافي ُمّدي شال ودعيه
َ
والمجداّ المركب
َ يناغي
دعي النهر يغني
وحروب
ٍ ودم
وحل ٍ
في النهر الصافي اغتسلي من ٍ
342
ودعي ُكحلَ ِك ُي ُ
ظهر
أقاراطك أكبر
ِ
أساورّ الخّفه.
قولي:
في النهر الصافي حّني الكفين وحّني الشّفه
أفاع في النهر
لجدائلك انطلقي مثل ٍ
ِ وقاولي
للثوب انفتح النأ كزهر ِة سوسن
ِ وقاولي
الشمس
ِ قاولي للعينين انفتحا في ضوء
وقاولي للفم تلّمس ّغب الماء
قالوي للرض انطلقي
وصبي في بغداد. َ
الفاق ُ للنهار افتتحي
دمع:
خالية من ٍ
ٍ بيوت
من أجل ٍ
في النهر الصافي
قاولي للطفال الشهداء أفيقوا
343
الدار السلح َة
وأّيحوا من فوق سطوح ِ
النار َ
الوساخ َ َ
المزق
في النهر الصافي
الّهار
َ وضعوا
الغار
ضعوا َ
ضعوا ال ُك َ
لل
وجرات الصيف الباردة
ّ
ضعوا الوتاد
ودخانأ وشظايا ورماد.
ٍ دمع
بيوت خالي ٍة من ٍ
من أجل ٍ
نصفان
ُ
الطرقاات الباب ل
ل ُ
344
ُ
الفاق. ل
محبس ُه هنا في مقلتيه
ُ
ً
وكتابة يقرب خمر ًة
ولّا ّ
ّ
ويظل يرحل في يديه
مراتب بهجتي
َ مدخراً
أفور ّ
وأنا هناّ ُ
ُ
وأخيط بدراً في فضائي أو أرى شمسًا ّ
بمخي
وأصيد َف ّخي
ُ ً
وفراشة ً
نجمة أراقاب
ُ أو
حواس ِه
ّ هو في انتشاء
الرض بالمعنى
َ حاستي وأضيء هّي وأنا أُ ّ
مزق ّ
ستقتلني إذا عّبت ُه ،
انتشيت وقاام ُكلّي
ُ وإذا َف َ
تحت ظل َم ُه ّ
في
المعتم السكرانأ أنا ّ
ظل هّا
ِ
رهين ظلّي.
ُ وهو
أفكلما ارتفعت
أفكلما ارتفعت أغانيناَ ..
أتيت
345
طير َّ حارثًا ناياتنا ..كلماتنا ..أفواهنا
وطار ُ
َ
ضحكت أفكلما سقطت معاولنا..
ُ
الفاق وكسرت أغنماّ
ّ
الصباح .
ْ َ
وارتبك
ّ
صمت أفكلما صحنا
َ
شبعت. وكلما جعنا
ها َ
أنت مبتعٌد
ً
عزلة نقضي بها عمراً كئيبًا وها ُ
نحن ارتضينا
ٌ
ممزق فينا والكل ُم
مباح .
صوت ٌْ ول
346
حارس يهّي بداخلِ ِه
ٌ ّ
وظل فرٌد
وهّيجت النجوم
ّرعًا دفينًا َ
غاص في أعماقاه
ماذا عن الفردوس؟ َ
كيف أضاعه؟
ومتى يعود إليه؟ كيف يعود؟
الفجر أو يحكي
ُ ومتى سيبكي
وقاد طال الخراب؟
ُ
التاريّ في فمنا ناره ُ
سينفّ َ ثم ً
ل
وكي يضع الزمانأ
بيضًا كثيراً في مفاصلنا
وها دمع الرعاة
يطلي سما َء الليل ها دمهم
ّ
يقطر في الغاني
يطفح في الصلة.
ُ ثم
ل فرق
ل فرق ..
347
تمر
رافع كأسي إلى ٍ
إني ٌ
لنهل ُسكرتي
جبل
جبل إلى ٍ
وأطوّ من ٍ
أجر الُقّبرات
ّ
تفك َ
الفق معّبة ّ
ل ّ جم ً
وم ْن َض ّيع
َم ْن ضاع َ
348
ضاع ومن ُ
ضّيع َ هّه لّ ُة من
أحزانأ ُقاومي
ُ يا
الدمع مركبة ٌ
تائهة في ٌ هّه
ِ
هّي السنبلة
أوجاع قاومي
ُ الشمس ..يا
ِ ّ
هزها نفّ شفا ِه
الخمر ُتفلّى جسدي
ِ هّه ُ
قاافلة
ُ
يصعد للعقل إصبع
ٌ
ّ
فتنشق له الدنيا وتغلي
ينزل في القاع ّ
فيبتل ويهّي إصبع ُ
ٌ
هّه شهو ُة من ّ
فك الرياح
وبه تاهت حشوٌد
وتشظت وانطوت
في ُترسه تلك الرماح.
هم يعرفون
ُ
تعرّ من تغني أو تخيط هم يعرفونأ ولست
349
الوحل
ِ ومغر ٍب في
ّ هم قاافلت معّت ٍم ..وملّغز..
مرها هم ليل الضفاّ َ
وط ُ
ُ
ارتعاش خراف ٍة في الضوء وهم
ُ
والورد المّّبح في السواقاي والبخار
معنى من معاني الموت ُ
ونهوض ً
ُ
وتسحل راكبيها كي يقوم ُ
الجياد وليلها تعدو هم هّي
برايات ملطخ ٍة ونار
ٍ ٌ
أفق
ويسد ٌ
ليل أنفنا وعيوننا ّ
ُ
تعرّ من تكونأ َ
ولست هم يعرفونأ
هم يعرفونأ..
ُ
تدرّ ،بينهم ،في أنأ تكونأ ول تكونأ ولست
ُ
وأعل فاحّر وباعد وابتعد..
وت ِْه طربًا بأنك في الجنونأ.
الحركة الرابعة
الفول
350
تصدع الموسيقا
ّ
351
طفل ينام
وطن كان في عأين ٍ
ٌ
352
رماد على ماء بغداد أم وردةٌ أم دفوّ
رماٌد على دجلة
ُ
يرشق خّد الرصافة والكرخ
ً
..ودخانا ً
..دما ً
دمعا
رماٌد على الجسر
َ
تاريخه وهواه ُ
ينزّ في النهر
رماٌد على نخل ٍة
ُ
ألف طائر ٍة فوقاها
رطب تستحم دمًا ونحاسًا
ٍ وهي من
ُ
يحمل نوراً وآسًا رماٌد هلى ٍ
شجر كانأ
رماٌد على نجم ٍة
ّ
وتشظت ببغداد سقطت
ً
حرقاة والتباسًا واحترقات
يسبح ُ
لحن عليه رماٌد على النهر ما عاد ُ
ً
ّاهيا وما عاد مركُبه
شراع يغني
ٌ ما عاد فيه
ورد ومعنى
لج ٍألحق :ح ّ
رماد أنا ّ
ُ
رماد انزفي يا جروحي السما َء
وصّبي دما فوق هّي الرفوّ
رماد اللياليُ ..
رماد القطوّ ُ
رماد ُط ّعّنّا
ُ
ُ
رماد اكتوينا بنار هوانا
353
ُ
رماد أحبتنا ...نخلنا ..نهرنا
طفل ينام
عين ٍ ٌ
وطن كانأ في ِ
وجع كلّه ل ينام ٌ
وطن صار من ٍ
دٌم في أغاني ِه
لفتات يديه
في لفت ٍة من ِ
دٌم في الصلة
د ُم الكلمات
ٌ
مختلط وحزين والف ُم
رماد الحشود التي ُم ّزقات
ُ
آمن
الشاي في ملجأ ٍ
َ تشرب
ُ
رماد الزجاجُ ..
رماد العيونأ ُ
الكفوّ
ِ ُ
رماد
رماٌد على طفل ٍة عبرت بين بيتين فاحترقات
وليد من البرد تستر ُه ْ
قانبلة ُ
رماد ٍ
ْ
والجلجلة ُ
رماد الجنائز
هنا ّ
كل شي ٍء يرّتق ً
شيئا
يفر َ
خوّ ّ بالعظم الجلد ُ
ويلتصق ُ
ِ
غياب السماوات .
ِ َ
وخوّ
ٌ
سنبلة كانت ببغداد
ذهب وسقاها المحبونأ
َحّبها ٌ
وروح الحرير
َ َ
فضة أقاوالهم وهواهم
354
تصيح
ُ تطيح وكادت
كادت ُ
فتنوح
ُ وجع
وكاد يباغتها ٌ
هنا ّ
كل شيء يرّتّق شيئًا
وترتط ُم ُ
العين بالعين
ّ
تهتز أرض العراق
شمس ُه ..غي ُم ُه ..نخلُ ُه ..وأغانيه
مسلُتهُ ..
الفرات ُ
يشيّ ُ كانأ
وتسقط من رأسه ٌ
غيمة باكية
ليل ُ
أطلل ٍ وكانت ببغداد
معنى وحيد ُ
وأطلل ً
ٌ
ومطحنة وحديد نجوم ممزقا ٍة ، ٌ
وقاافلة من
ٍ
ُ
تمشط ٌ
سيوّ كانت
تسكب الد َم فوق العراق
ُ وكانت يٌد
ُ
العامرية
هدهدت أطفالها في الليل
وابتهلت ونامت في السماء
قامر يبلل شعرها
ويخيط مفرقاها الضياء
حتى إذا ما مسها شبح الظلم
وّمجرت فيها الرعود
نزّ الد ُم الفّياض من أعماقاها
وهوى الهواء
355
العامريةُ ...قا ّطعت وتدحرجت
الشباح ضحكتها
ُ وأّالت
وّمجرت الدماء
دٌم في العيونأ
دٌم في الشوارع
دٌم في اليادي
دٌم في البيوت
باليل ُيخيطانأ أجسادنا ونموت
وليل ٌٍ
دٌم في الكؤوس
ُ
تنزّ التخوت يقطر الشجر ..دٌم
دٌم ُ
ُ
الموت غاباته زهر
بنا ُي ُ
ُ
التوابيت أو تتناسل بنا تستح ُم
ً
أشرعة ويفوت. العصر
ُ ُ
يطبق بنا
1991
356
لماذا ُتراني ّ
أحدق فيك؟
َ
رفيف أغانيك وأنسى
أنسى النجو َم التي تتساقاط
حين تغني ..وحين ّ
تئن
تشير إلى جه ِة الروح
وحين ُ
أنسّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّى..
أتجمع في نقط ٍة وأُناديك ُ رهق
ومن ٍ
أنسى..
فاتن وعميق الطيور التي ّ
هشها الغوص في جوهر ٍ َ وأنسى
وتقدم كأسًا ّ
إلي حائط ّ
تخرج من ٍ
ُ َ
يدّ النأ
حائط وُتخيط رمادي
تخرج من ٍ
ُ َ
يدّ النأ
ً
شمعا لمائدتي آخر الليل َ
يدّ النأ ُتشعل
بعد أنأ غادر الصدقااء
أنسى..
بأنك ُ
تخلط خمري بما ِء المطر وأنسى َ
أتّكر..
ُ ولكنني
َ
أغانيك تحت نخل ِة )اّتحاد( الطويلة كانت
تعلو بعيداً ..وتعلو
فجر ّ
فينشق ٌ
بغداد من طفلها كيف صار ُ
يؤذنأ ُ
وتضحك ُ
أعلن الفجر ..فوّي ُ
أجمل من َ
ُ
وردته َ
صاغ ُ
وأجمل من
ظبي حبا نحو منب ِع ِه ُ
أجمل ٍ
357
واستح َم به وتع ّمد.
ُ
والليل مزدح َمين الصبح
ُ لنا
والفجر لك
ُ
ُ
وتهبط المباهج تعلو
ُ لنا ّ
كل هّي
والسكر لك
ُ
النار ..فوّي ُ
أجمل َمن َح ّمس َ
فاض في راحتيه
وأجمل من َ
تعب ما كانأ يهّيه كّف َك
وأذكر من ٍ
ُ
قاصب
ٍ دفوّ ومن
ٍ ما كانأ يبعثه من
وأخشاب طرفاء منقوع ٍة في المياه.
ِ
لماذا ُتراني أُ ّ
حدق فيك؟
الباب
وأهوى بأنأ أفتح َ
تطير
أتلصص ..كيف ُ
أهوى بأنأ ّ
تطرّ شا ً
ل من النور ُ وكيف
كيف تّوب .
ُ
أغلقته ومضيت ّ
ولكن بابا من الما ِء
مهد َّ َ
حين شتائي؟ لماذا ّ
أهز على وتر َ
جره النوم
وأنت العليل الّي ّ
كوكب
ٍ مشهد ُ
أبعد النأ من ٍ أفتح عيني على
ُ
ُ
حيث تغفو
مزة تطلب ً
كأسا ..ول ّ ُ ول
358
الجحيم به
ِ ول قااربًا تعبر َ
نهر
ماذا دهاّ؟
وحين شتائي
َ مهد يومي وليلي
وتر َ ولماذا ّ
تهز على ٍ
ُ
أرفعه أو أكاد الشوّ ،سكرانأ،
ِ أرتج ً
تاجا من فأبقى ُ
َ
رأسك على
الصلب
ِ حتى يقودّ فجراً يهوذا إلى
أو تتهاوى بعيداً إلى البحر
يديك ..ودونأ ّْ
يدي دونأ َ
َ
كلم ّ
يبدد هّا الظلم ودونأ ٍ
لماذا ُتراني أُ ّ
حدق َ
فيك؟
وأحكي عن الروح
تاريخها
والتفاتاتها وملكين مّتسخين
ُ
البرق ساطهما
359
بعد الفجر سقط ملكانأ من السماء مقوصا الجنحة ترش دماؤها َ
الليل
طرق
ِ والبارات والقباب فتلقط من السماء ً
حبا وحنطة ،كم بكينا على ِ
وعرقاانأ
ٍ جمال
ٍ المطر ،كم بكينا فرط
ُ َ
ووجهك هّا الليل ،رش وجهي
صاعد من المياه ..الملكانأ ُيمسحانأ دموعنا.
ٍ
َ
عتمة أيامنا الزائفة؟ أين فجري أُر ّمم به
َ
أين جولتنا في الجحيم والفردوس نستعيدها من دانتي؟
َ
ُ
وأتوضأ ..وأعطيها لرامبو أين عكاّتي أقاوم بها
َ
أحلم مسحوقاةٍ(( كما تقول..
ٍ ))ملكا
إبنا لوسيفر إله الضوء )الحرية والشعر( ،دموّي وننكثرّيدا ،إدريس والخضر،
ُطردا من الجنة لنأ الكؤوس التي ملؤوها كانت مترعة تمامًا.
قاصوا أجنحتهم عقابا على كل هّه البصيرة الشاملة.
ّ
***
أين فوّي لر ّمم كأسي الّي كسروه ؟
َ
َ
الخيوط الرفيع َة كي نهاتف السماء ؟ أين فوّي ليشّد معي
َ
النبات يعلو سيقانه ونسميه )دامو(؟
ِ أين فوّي لنراقاب َ
نسغ َ
هيسه ؟ أين فوّي َ
لننبش في سيرة )جوّيف كنشت (عن ما نساه هرمانأ ّ
طول بغداد ً
لفتة تقول: لنكتب على ِ
َ اين فوّي
َ
ال ُم ُ
لك أساس العدل ؟
أين فوّي لُن َ
عيد إخراج فيلم )رفائيل الفاسق(؟ َ
ثقب المفتاح؟
لنتلصص على هنري باربوس من ِ
أين فوّي ّ
َ
360
أين فوّي لنكتب سير َة بشار وأبي نؤاس بريشة مغمس ٍة
َ
بالدموع والخمر ؟
الدورة وُنضيء دجلة
شعلة ُ أين فوّي لُنشعلً ،
ثانيةَ ،
361
***
َ
تساقاط أعترّ النأ أنأ حشداً من الملئك ِة
ُ كيف
أثناء رمي الرصاص إلى العالي؟
أوضح أننا قاد صنعنا َ
ألف ليل ٍة وليل ٍة َ
كيف يمكن أنأ ّ
ثم تموت؟
كيف أعترّ النأ لمن )يهرم ويشيّ وفي راحتيه ّهر ُة حبه ل تّبل(
ٌ
عاطلة ول تمسك بها شيئًا أنأ راحاتنا
سوى الهواء ؟
ٌ
محطمة اعترّ أنأ َ
قاافلة الشعراء المصعوقا ِة بالبروق ُ كيف
في مقاهي بغداد وتحت طاولت طويلة من الرماد.
أحمل أصابعي ..وماذا ُ
أفعل بها؟ ُ كيف
أحمل لساني ..وماذا ُ
أفعل به؟ ُ كيف
كيف ألهو بنردي؟
كيف ألهو بيومي؟
لم أعد أتّكر شيئًا سوى متى أقاول :ل
ومتى أقاول :نعم
362
***
ُ
الخيول إذنأ َ
سرقاتك
ّوادة ،ل كأس
ل سرج ،ل ّ
ُ
الخيول الهاربة ٌ
أفق ّ
تسد منافّه
غبار ل رنين به سوى بقايا صوتك المطعونأ
أفق ٌٌ
القصائد
َ آخر الليل
يقرأ َ
ّ
ومقطع÷ٌع، شاحب
ٌ
ٌ
طائرات قاربنا وممزقاونأ ودٌم على موائدنا ..سخاٌم ..ثمة
)وتأخّني من يدي(
آخّّ من َ
يدّ وأصرخ للبحر للبحر. َ
363
تلعُنه ...ثم تبكي عليه.
ودمع ل ّ
يجف ٍ ثث
ماذا سوى ُج ٍ
جنونأ ( يصيح
ٍ )حجر من
ٍ ماذا سوى
أبيض ر ّمدته أُتونها
يلوح َ
الحمار ُ
ِ فك
ماذا سوى ِ
ماذا سوى الغصانأ تشهق :ل أحد.
راح يلوي ذيلَه ٌ
هزيل َ كلب
ٌ
للموت
ِ آخر صور ٍة ٌ
هزيلُ .. كلب
ٌ
ُ
ينبش قالَبّنا ورؤوسنا
تنحب أو تشيّ
ُ ً
خرافة سوداء يجر
كلب ّ
ٌ
عرباّتها تمضي بنا تعوي
فنودع ما أّدخرنا من جمال في السواقاي
ُ
ُ
نصمت ناطرين.. ث ّم
سكبت على صينّية شعراً طوي ً
ل
والشموع تلطخت
ُ
ُ
ودمعة كخلها حّناء إصبعها
عتيق ُكلُه يبكي توابيتًا على ضف ِة المياه
كرخ ٌٌ
أمواج دجلة
ِ سكبت على صينية تطفو على
آخر ما تبقى من سللتها
ُكلهم ماتوا
قابور أو
من كانأ يعل ُم أنأ طريقنا في آخر الليل إدل ّهم إلى ٍ
364
ُ
ندغدغ هّه الطرقاات بالضحك البريء سواد أو خراب ،كنا
ٍ
الشعر والرواح
ِ وتمتمات
الخطو نحو الوهم أو نمشي إليه
َ كّنا ّ
نغّ
سماع شيء
َ َ
الطبل دونأ كما العساكر يقرعونأ
نعد النجم في ّ
عز الظهيرة كّنا ّ
يسكر في خلو ٍة
ُ لكّنه في الظهيرة كانأ
ليرطب حنجرة يابسة
ّ
يا لكاردنيا ..أحبت ّمر ًة من نافضي الوهام ،أحبت
وجنونأ ليلته
َ وطراّ خمرت ِه ونشو َة ُظهر ِه ومسائ ِه
َ شكلَه
فجرها ّ
كف الحصيري التي ما ّال يمنع َ
إذ يصول على الموائد:
َ
بجيبك؟ -عبد المير ..ماذا
ّ -
من وسلوى
تشب وتنطفي في الماء
نار ّ
يالعاصفة الغبار ووردنا المنهوب في ٍ
َ
بجيبك يا ّمانأ -ماذا
-غيٌم وأسلحة
365
قارب رفيف أجنح ِة الُقّبرات
َ
بالشمس
ِ قارب بستانها المغلّّف
َ
منهل من مناهلها
قارب ٍ
َ
َ
جداول ل تنتهي وقارب
َ
حشد من ذوي الرؤوس السود ُ
تمثال فوّي شارداً بين ٍ انتصب
َ
سومري له ..وللماء يفيض من
ّ يلهجونأ بدعا ٍء
لحيتهِ ..ومن كتفيه )مثل إنكي(
تلعب في عيونِه وفي حقيبِت ِه ويديه ُ
السماّ ُ وكانت
ُ
السماّ ُ
تقفز من حضنِه نحو رقابته
ول شيء سوى ابتسامت ِه الساخرة
بلغات عديدة
ٍ كانوا يص ّعدونأ نشيدهم له وابتهالتهم فيه
يهمس لهم دونأ أنأ يسمعوه:
ُ وكانأ
ُ
يعرّ الناس( )قالبي الّي َ
بات
قاصر، أخّ ُ
أهل الكرادة تمثالَّه ووضعوه في ٍ َ
ً
خاصا أمامه يؤدي طقوس المجيء والّهاب ً
حرسا وأوقافوا
مثل ر ّقااص ساعة
ماذا ُ
يفعل تمثال فوّي بكل هّه التحايا المخزي ِة )كما يسميها(،
َ
نزل عن قااعدة تمثاله ،وقالبه ُ
ينبض بين يديه،
وأخرج من ُدرج الموسيقا )فانتاّيا شومانأ( ،التشيلو والبيانو فقط ،
َ
وانحدر مع الضوء إلى آخر آباره.
يّهب ويجيء كما
ُ الحرس
ُ كأسه معلّق في البروق )كانأ
رقااص الساعة( وكانأ هو يرّتب عناصر الطبيعة مع )مندليف(
366
ُ
يشهق من حسر ٍة ثم يعود إلى قااعدة تمثاله وهو
الحرس ويعانقه ويقول له :يا حبيبي..
َ أو لّةٍ ،ويوقاف
َ
صنعت بنفسك. ما الّي قاد
***
الخمر أعلى؟
ِ نار
ما الّي أوه َم فوّي أنأ َ
نار..
ما الّي أوه َمه أنأ الفراشات ،التي طارت إلى إصبعه ٌ ،
الشمس نع ً
ل؟ َ وأنأ
ما الّي رّت َب في قاامت ِه نس ً
ل من الزهر
حوله ..صّير من خطوته النهار بع ً
ل؟ ومن ّ
للنبع مخلوطًا ؟
من ُترى أرشده ِ
فص ّفاه وصار الشعر وع ً
ل
قااده لي ً
ل إلينا..
فصرخنا وانتشينا وضحكنا وبكينا
الشعر بغل
ُ ثم صار
قاد ر ّكبناه وسقناه وح ّملناه قاشا
البغل صبوراً
انتحر َ
َ ورثيناه إذا ما
ثم عشنا في تبات ونبات
***
وقالب من قاصب
هش ٌ الهرمس الضعيفٌ ،
هيكل ّ ُ هكّا ،أيها
َ
رفعت عصاّ. جعل ّ
كل هّه الغيوم ترتبك عندما ما الّي َ
367
وكيف ُتراّ ستدرّ أنأ بلداً من الماء جّفت
ً
صامتة وأنأ الصروح هوت
وأنأ الزمانأ انحنى على ُجرح ِه
طفل
وتج ّمع في دمعة ٍ
متى تتعلم أيها المعلّم الكبير ؟
ببوق لكي ل أجوع، كانأ يمكن أنأ َ
أسلّ حنجرتي واستبدلها ٍ
أدونأ النهار والليل ُ
أختفيت ورا َء حنجرتي ّ لكني
وفأر
قاط ٍوهما يتلحقانأ مثل ٍ
يوم من التدوين ُ
وتعبت ذات ٍ
أين حنجرتي؟
سرقاوها إذنأ !
ً
حسنا ..أين نوتاتي ومدوناتي؟
أكتب بما ٍء.
كنت ُبحبرُ ،
أكتب ٍ
يا إلهي ..لم أكن ُ
النشيد عاليًا
ُ هل ل ب ّد من استبدال الحنجرة ٍ
ببوق لكي يبقى
مهنة ُم ٌ
رهقة هّه ٌ
ُ
المرهقة ُ
المهنة وداعًا أيتها
ً
وداعا أيها الشعر.
1992
خواتم الفعى
368
1997
سادنات القدار
الكؤوس
ُ في يدي الكرو ُم ..في يدي
ُ
صاية الرجوانأ على كتفي وذُيلها على ذراعي
369
كرسي الروح أمام عيوني وصعدت
ّ ّ
أتضح
ٌ
إيروسية عليه. ٌ
ّخارّ
سهام كيوبيد
ُ وسقطت
الجمر في قلبي
ُ َ
وسقط
ُ
جمعت خواتم الفضة في طاس ٍة،
ُ
وجمعت القلئد في طاس ٍة.
لحشود الرفائيم
ِ ُ
أعزّ ُ
وجلبت معي الناي، عن أغنامي
ومطر ،بيُتها
ٍ ضباب
ٍ بيتها في دالي ِة العنب ،بيُتها في
آفل ُ
النابض مثل ناقاوس مساء ٍ
ّوهور نحاسية
ٌ ٌ
محطمة جرار
ٌ ُ
دخلت من باب الحديق ِة..
تقطر دمعًا،
البخور نجوٌم ُ
ِ سحب
ِ وتظهر في
ُ يضحكن،
َ
ّ
بمغاّلهن يغزلن
َ وفراشات ل تقوى على الطيرانأ،
الصوّ.
ِ ويتناقاص حج ُم
ُ الخشب
َ
تنزع الريش َة من عمامتها:
قاالت الولى ،وهي ُ
ستّهب
ُ ٌ
قالثيلة، َ
أيامك معها تعال أنظر،
370
حقول الجحيم وقاد ل تعود ،وإنأ
ِ َ
بك إلى
وتبصر في ما
ّ َ
وراءّ وأنظر أمامك..
ُ
والبراكين والنفوس ٌ
آسنة ُ هنا غير صافي ٍة
سطح البيت.
صرخن بي:
َ
ْ -
أعد إلينا أغراضنا
ُ
الثالثة ُ
السادنة ُ
كنت أه ّم بالدخول إلى بيتها ،فصرخت
ُ
ودخلت ُ
ونزلت.. ُ
وأعدت الريشة والصحيفة والكر َة
إلى بيتها.
ويبكين.
َ ّ
بمغاّلهن يغزلن
َ السادنات ّ
كن
372
جحيم أرش
تالف
رحم ٍ شكل هذا الجحيم ُ
شكل ٍ ُ
مكسور
ٍ كأس
شكله شكل ٍ
دولب
َ المكانأ بنارها وأعّد ْت
َ غيلنأ ّ
ونظفت ٌ هبطت
ُ
وأوقادت الخاتونأ ..أعّدت قاِدراً كبيراً
ِ َ
ومغزل الفخار
ِ
والحجار تحته.
َ العظا َم
373
ساقطة من طير
ٍ ريشة
ٍ شكل هذا الجحيم ُ
شكل ُ
الموحشة
ِ ّ
الرخ ومن جناح السماء
قارب ٌ
مجنحة وصهلت في غرفتها ،بُيتها َ ٌ
خيول هبطت
ُ
الخيول ل متجمداً في الظلم ،حفرت
يسير موح ً
نهر ٍُ
الشراّ.
ِ أماكن
َ بأقادامها
ُ
طبقات الحديد وأفاعأي النار
مجذاف
ٍ دون
قارب َ ُ
شكل هذا الجحي ُم ٌ
يحجب النجاة.
ُ شراع ،شكله
ٍ ول
َ
البرّ من الرض نسور من العالي ورفعت
ٌ هبطت
وغأريب
ٌ لزج
شكلها ٌ
ُ
هبطت ٌ
حبال من العالي وأحاطت بالفريس ِة ،وتقدمت
ذبيح.
وفجر ٌ
ٌ رموّ مّقطعة
ٌ جسد الضو ِء، ُ
السيوّ إلى ِ
سيف ل ينطفئ
لهب ٍ
شكل هذا البيت ُ
الموت.
ِ ينتصب بين شجر ِة الحيا ِة وشجرة
ُ
374
مضيق عأشتاريا
الفاق ت َت ُ
ضح ُ ل
تتعدد
ُ جهاتك
ِ ول
صور تبكي
ٌ العنب،
ِ ُ
ودالية حديقتك
ِ الفخار في
ِ طاووس
ُ
تقطر ً
دما ..هل رماح ِك ما ّالت ُ
ُ ُ
تضحك.. وصور
ٌ
375
أنت امرأةٌ !؟
ِ
الورود،
َ ُ
تحمل الدرج وأصعد ..يدي أضع قادمي على
ُ
ِ
تضج بالفاعي ،ما الّي تخبؤه اليا ُم لي
ّ بيتك
وجدرانأ ِ
هنا؟
الصفر
ِ التنك
حزامك ،وغشا ٌء من ِ
ِ ٌ
كاذبة في ٌ
خرّ
يغلّف أفخاذُّ ،
خلته ذهبًا !!
ُ
رائحة ينابيعك ،وكانت
ِ مسحوب إلى
ٍ كغزال
ٍ ُ
كنت
ٌ
باسلة ٌ
رموّ إليك ،صعقتني
النثى الكونية )م( تقودني ِ
َ
سطل سمكي تحملين
ّ وخرجت بردا ٍء
ِ خرجت من الما ِء،
الزهور.
ِ
تحوكين
َ لكنك
يدِّ ،
شهواتك ..وفي ِ
ِ أمامي ُ
حقل
وعيونك.
ِ قالبك ُ
الهاوية ما ّالت بعيدةٌ لكنها تحت ِ
الشمس.
ِ أعزل يلمع جلدي تحت
ٍ كغزال
ٍ ُ
وكنت
ثور َ
تحول إلى ٍ حمامات ،والسُد
ٍ تحولن إلى
َ ُ
البومات
هلل ّ
فضي.. ونحاس الشمس تحول إلى ٍ
أّرع الما َء في
ُ ونت كنت ّ
أبخر سللها وهاويتها ُ ُ
أجد َب.
مضيف عشتاريا الّي َ
376
الزهور والّهب
ِ بتاج من
تاجك الرمادي ٍ ُ
أبدلت ِ
بخواتم من اللّورد.
ٍ خواتمك المزيفة
ِ ْ
ابدلت
واحد مّتصل ل
حصاد ٍ
ٍ ٌ
ثمانأ وثمانونأ صيحة ربيع في
هدن َة فيه ِ
وأنت تتلوين ،كأفعى ،من لّة الحصاد.
شغاّ القلوب حلّت فيكُ .
كنت ِ ٌ
رشقة من رشقات
بك من سواد العالم وأهّي بكلمات ليست شعراً ُ
أتعوذ ِ
كنت أعيد ّ
رش غاباتي بالسماء ً
خرافةُ . ول وحيًا ول
شهواتك
ِ وأقالع من مقالع البلّور طيوري .أتأمل َ
شعب َ
كغزال أعزل يكاد يفنى من اللّة.
ٍ يجري
سادت عبادتي دمى الطين النثوية ،و ُف ُ
تنت بامتلء
المطر
ِ ُ
خلصة الزراعة وشعائر بك، أجسادها ً
حبا ِ
ُ
تشتعل في حقولي. وأشباح الخصوبة
ُ
تسرب لي
الباجور ّ
ِ ُ
وفتحات ً
عاريا أمام النافّة أجلس
ُ
فجدراً مزنراً بالخطايا الجميلة.
أسميك؟ َ
كيف ّ
ُ
لفحات ر ّبة الجحيم ! سماء ورد ٍة أم
ُ
كيف ّأدعأيك؟
فر هاربًا!
ّ
أراك؟
كيف ِ
ٌ
غأابة من الضباب بيننا
ٌ
وغأابة من الحديد.
َ
المتاهة الصغرى ،وكانأ ُ
جسد ِّ المتاهة كانأ بيُت ِك
وكنت ظلمي.
ِ نجومك
ِ
أوووووف
سواّ
ِ ً
أرضا وما ُ
عدت أعرّ
قالت :يا ال كم َ
أحبك وإذ ِ
)أوّ( عليك
ٍ وأنبت غاب َة
ّ
378
أعرّ شيئًا
ُ ما ُ
عدت
كنت السماء
أنك ِ
سوى ِ
الجمال المعلّى
َ وكنتش
الرياح
ْ فرقاته ُ
وكنت الّي ّ
المباح.
ْ المباح..
َ بجسمكُ ..
كنت ِ
مدله ّم سواها
الشعر
ِ ُ
شعلة
ٌ
وشعلة ..ها يداها
379
البدر في سطوعها
طوت َ
وحين غابت طواها
هي ُ
أخت له تمنعت عن ُه
فاساقاطت فاشتهاها.
ّ
نهر الحزان
فرات
أحزانك إلى ٍ
ِ نهر
فحوولت َ ُ
مددت صولجاني ّ
ُ
ورميت فيه أسماكي..
كؤوسك..
ِ مواعينك وفي
ِ لحزانأ على
ِ آثار ا
كانت ُ
الدموع على سلّم البيت
ُ الغيو ُم على الباريق والفناجين،
اللصوص
ُ مخرب عبث به
ٌ ٌ
عرش
380
ضحكاتك من شرانقها بطيئًا
ِ خرجت
مارش ملئكي
ٍ ضحكاتك أعنف من
ِ ثم صارت
محتشد ،فّقست البيوض في س ّ
لتك وتنفست
جسدّ.
ِ فانفتحت لي أسرار
ربيع الفعى
ُ
ل نار أعلى من مواقادنا
ُتَب ّخرنا
وتخلِطنا
وتمطرنا
ُ
يناظر فجرنا
ُ فجر
ول ٌ
متلطمين ..ومسرجين
ومشهرين ..ومُترعين
381
ومُقفلّين ..ومطلّقين
بالرض
ِ ونضرب عودها
ُ
ُ
تصعد ما هّا الّي قادناه من شهوات؟
المغسول في ِدمنا
ِ بالخضر
ِ ما هّه الحقول توضأت
ٌ
عدنأ ..فل أفعى سوى أنفاسنا تسعى
النار وأيدينا ُ
تخيط خرائطنا في ِ
ُ
الخرائط من تشابكها؟ هل تصحو
الصابع من تناسلها؟
ُ وهل تصحو
يضع الزمانأ
وهل ُ
تاريخه وج ً
ل علينا؟
ْ
غافيين ٌ
عدنأ ..عليها
بالنار ضلعا
ِ ثم تماّجا
حاجبيه
وقالبه؟
كأسك ثلجًا !
ِ صار في
أم َ
جنبك؟
مقعد ِ
هل أخِّت ِه من ٍ
خلطت ِه بخمرةٍ؟
هل ِ
أين هو؟
أين أغانيه؟
وأين معزُفه؟
للفجر؟
ِ تصفيقك
ِ منك َ
فرط ضاع ِ
َ هل
رياح؟
وهل أتا ُه ما أتى الربيع من ٍ
ُ
تراتيل ُعله؟ أين
ً
صباحا رد – ُ
تلويحة كفّيه – بل ْ أين
صباح كل يوم
ً ٌ
قااسية جداً
بنار
البحر يكتظ ٍ
ِ ٌ
هادئة جداً هدوء
ْ
ّوبعه.. ثم يستحيل
أسهر
َ والّي
والّي أبكى
يديك
وتاه في ِ
الثوب
َ لك والّي ّ
شق ِ
ّ
ودق فوق صدره
383
فنجانأ صنع ً ً
ٍ لكن سيفا قااسيا في الصبح ،مثل ِ
الموت
ِ عجبك ،أقاسى من
من القهو ِة ل ُي ِ
ثوب ليل ّ
كل يوم ..مثلما ٍ تشلحين َ
َ
الفجر
ُ طلع
حين َي ُ
فعلت َ
وتدفنين ما ِ
ٌ
عالية جداً وكالقمر..
كاملة ..مسا َء ّ
كل يوم ٌ مش ّعة..
ركبتيك
ِ في ثني ٍة من
-فرط لّة –
تشبع.
حولي ول ُ
***
ف ّم
ً
ماسة بالشعر ..كانأ
ِ حركت ُه
إذا ّ
الورد
ِ وإنأ شكى ..فهو اّدحا ُم غيم ٍة في
ُ
والجمال والضحك ُ
الجنونأ وإنأ حكى ..فهو
ف ّم
حركته بالقبلت ّ
رنأ في السماء إذا ّ
الجبال وانتشى
ِ ّ
رنأ في
ف ّم
شمس؟ ل
تطلع ٌ
-هل ُ
شمس فهي ُكرتي
تطلع ٌ
-لو ُ
وأنت !!
ِ -
ملعب ضوئيي.
-أمضي إلى ٍ
شمس أنت ُ
بيت ٍ ِ
ذهب
نهر ٍ
أنت ٌ
ِ
مرمر
ٍ وأنت ماء
ِ
يوم َ ّ ٌ
صبح كل ٍ غاضبة كالشمس..
السيارة السوداء
رّ ّكنارُ ،س َ
حين تسوقاينٍ ،
-إلى أين؟
-للجحيم
ً
حسنا... -
ولكن ّ
قابل أنأ نّهب للجحيم
خاتمك
ِ الغبار عن
َ إمسحي
ُ
تسوق للجحيم ُ
تمسحه ...ثم..
الشمس..
ُ أيتها
لوحدّ
ِ مخلوقااتك
ِ أنت ترعين
ِ
ّوج
أخت أو ٍ
دونأ مساعد ٍة من ٍ
بأختك
ِ حبيب ..فل تبعثي لنا
ٍ أو
حبيبك.
ِ ّوجك أو
ِ أو
ُ
نحن أبنا ُء الماء
عرشها يبكي
الرض تبكي
َ كأنأ
الفجر فيها
ُ ينابيع ونام
ٌ نامت
386
هل مضى فجراً ..مسا ًء ؟
نونا
المشرب بحمرة،
ّ ّ
الموشى بالرجوانأ ،المخ ّمر، خواتمها:
ّ
المهّب بالفيروّ ،المقّبب ،السهم..
ُ
شاركت إمرأتي الدفوف ماذا إذا
برق ٌ
مغلق إليك ٌ
دفق ِوطار من ٍ
الماء
ُ أنقى وصار بينكما يدور
إليك ٌ
نجمة في ثديها تبكي ِ صارت
فيك منها
طير ِ
وطار ٌ
يمر بها، عمر ّ
كل عشيق ّ ريشات على رأسهاُ ..
ٍ ثلّ
387
داخل المثلث .سُيشبعها هّا لّ ًة وجنونًا
نونا التي في النار ُ
تخفق في يديها
أنك البتول
ظن ِّ
ْ
الحقول أرجعي فتن َة
أرجعيها لكي ْ
تقول
مراحات كّفيك
ِ ٌ
شعل في
ْ
الطبول غّيبها
روح من َعدا
أرجعي َ
وطوى سيفه في الندى
الورد والمدى
َ شاعر َ
شتل ٌ
حواشيك
ِ في
ٌ
غصن أنك
ظن ِّ
388
أنك البتول.
ظن ِشاعرّ ..
ٌ
أسمال تايكي
ورق
تاجها من ٍ
كانأ ُ
ضرب الوه ُم يدي
َ
من أناديه لكي يلضم عأقدي؟
ماذا أنادي ؟
389
أتلوّ في دم فّتتني
ل شمس في بريدي
شمس في بريدي
ل َ
كلمة ..ل ٌ
نجمة ل ٌ
الدمع في كفوفها
ُ ل
شمس في بريدي
ل َ
تضيء قالبي
390
ُ
تخوض في حديدي. أو
صايتك الحمراء
من أين َ
أتيت؟
َ
صورّ ُ
تزخرّ َ
ومراياّ َ
كتفيك ُ
الصاية حمراء على
391
الكسلمات والعاجيب ،وكي ُتخصب المايه
ببّورها.
نهر الدموع
ُ
سأبكي ً
دما
دت مساف َة ٍ
نبض لو َب ُع ِ
جسد
أصابعك الطافرات السماء على ٍ
ِ
راحتيك
ِ غير هّا المعّب في
سأبكي ً
دما
ً
كلما هل ُ
أقاول
392
يوم؟
مرت بنا ذات ٍ
الريح ّ
ُ أم
أبتعدت
ِ وكدت
ِ
وكدت أُ ِ
خّت ِ
بعصف
ٍ وكادت مراكبنا تتهاوى
الحزنأ
ِ الروح بحراً من
ُ وأمطرت
نار دمي
وسار على سور ٍ
َ
واشتهى أنأ يصيح ويبكي
هل ُ
أقاول كلمًا؟
جدار فمي
كلمي الّي لم يعد في ِ
كلمي الّي إصبعي
فخّيك
ِ شفتيك وفي
ِ على
سأبكي ً
دما في الكلم
وشاورت نهراً
ِ شاروت ً
غيما.. ِ أنك
لو ِ
393
ولو أنأ وارد ًة تتخّفى
بعت ضللي
أنك ِ
ولو ِ
ولو أنأ رفًا من الحلم أغفى بعيداً
تكوى
ولو أنأ هّا الهواء ّ
تلوى
يديك ّ
وهّا الّي في ِ
وسوى
جف ّولو أنأ ماء من الما ِء ّ
ولو يا حبيبي
ولو يا حبيبي
توجعت مني
ّ
ولو في الصباح المنّقى اشتكيت
ارتجفت لغيري
ِ ولو في الشتاء البعيد
الغبار
ُ ولو في غبارّ غاب
ولم يجتبين
ولو ّ
كضت الريح َ
ّخ الدموع عن النادبين
سأبكي دمًا
ُ
أعيد لها جملتي
ضاع
َ وكلمي الّي
394
َ
ورشق الحنين
سأبكي دمًا
بسبابتيك
ِ أشرت
ِ لو
دونك –
وأدخلتيني في سراٍ من التيه – ِ
أبكي دمًا..
وأموت.
هل تسمحين ؟
هل تسمحين
الباب
أفتح َوهل تسمحين بأنأ َ
أو أنتشي أو أسّلّم روحي لمرقاى جديد؟
بيت طاهر
أو ِ
أو أتمشى قالي ً
ل على الماء؟
395
تكاد الحياة تموت
قلبك ثعبان
في ِ
لمهاتفيك،
ِ وماذا تصطفين مباخراً،
عطش
ٍ الحالمونأ إ عبروا وما انتبهوا بأنأ خواتمًا ُ
تنشق من
الجمال وروحه
ِ وأنأ خلخ ً
ل ما رّنمت منّ انفصلت عن
وردتاّ؟
ِ تخبّ
ماذا ُ
396
تخبّ هّه النظرات لي؟
ماذا ُ
لهالك مثلي؟
ومّا ترفعين ِ
ماذا أسمي َ
سنبل العينين يرجف في رمادي؟
قالبك؟
ماذا يخبّ ِ
ُ
الثعبانأ :النيموس تبعك قالبك
في ِ
فيك
يفترس النثى التي ِ
ويخرج عاريًا
ُ
جرتك العتيقة.
من شق ّ
حولك
ِ ل تدور الرض
أخيط ما مزقاته
أخيط ما مزقاني
حولك.
ِ ً
الرض تدور
ل ُ
انفض أوهاغمي وأعلّق البوصلة على حصاني وأنطلق.
ُ
397
ُ
خرق اليوسفيين
جحيمك
ِ الجميع من
ُ هرب
فيك ما ُيغريَ ،
لم يعد ِ
شريطك العتيق.
ِ وأضغاّ شهقات الّ)أوّ( على
جلودّ
ِ بالشوّ والحسك وقاشر
ِ أوجارّ مملؤ ًة
ِ أصبحت
سبات.
ٍ كنت تستبدلينها بعد ّ
كل القديمة التي ِ
398
مكحلي العيونأ ومسدلي الشعر على المتونأ،
على ّ
العاشقونأ الفاتنونأ الّين عصفت بهم ُج ُ
مل الدمع في
الحرى
أعيدي لي أنفاسي ّ
كنت ّ
أرشها بك أعيدي لي ّ
مرشات الطلع التي ُ
حائطك
ِ أعيدي لي ُطغراء دموّي المعلقة على
مكتبتك
ِ أعيدي لي منحوتة الكتبي المكسورة في
قاديم.
كيد ٍ لعلهم يشفونأ من ٍ
399
كنت مخبو ًل
ُ
بك
ل ِكنت مخبو ً
ُ
يديك
بترعات ِ
ِ كنت مخبو ً
ل ُ
الجسد الرعن
ِ كنت مخبو ً
ل بهّا ُ
بالت ّ
لت بالوردات بالنحلت
إلي العقل
أرجعت ّ
ِ ولكنك
ِ
َ
المنطق أرجعت لي
ِ
400
إلي العقل مجروحًا
أرجعت ّ
ِ
وأجنحتك
ِ أجنحتي
401
تحت التفاصيل
ْ
العيونأ ٌ
شهقة في شرار ِّ أم
ُ
الشمس ُ
يخفق في ما يكونأ وما ل يكن ِ ٌ
ونبض من
ْ
تخونأ ُ
انتفاضة ضو ٍء وبرق وتعويّةٌ ل وأنت
ِ
وأنت انجرار المراعي إلى ّ
كف حشد من الصابرين ِ
ْ
اليدين المجرة مجدولة وطيعة في
ّ وأنت
ِ
وأنت السماوات قاد ُك ْ
سرت ِ
ْ
الجنين أنت
ِ
الصباح
ُ فكيف أصّبر هّا المسا ُء َ
وذاّ َ
َ
وتلك الليالي ..وفوق التفاصيل ..تحت التفاصيل
ْ
والحنين َ
خلف اليدين وبعدهما
العجيب
ُ ُ
الجنونأ وانت
ِ
402
الشراب المشّقق
ُ
ً
ومغلقة أنت المعاب ُد مفتوحة
ً
ومثقلة بالنين ً
وشائكة ً
ومهدومة ونافر ًة
رشف
ٍ وبنات المياه ولفُتتها نحو
ُ
وأنت الوداُد ِ
وأ،ت المعين ِ
انتشائك
ِ رجف
ُّ
ورد ِ
أنهار الشهقات
والشهقات شربُتها ِ
معك. ِ العسل
ِ أنهار من
أل تسمعين..
فعلت ُ
يرتجف جلُد ِّ من شد ِة ما ِ أل
الفجر.
ِ طع ُم الذانأ ..طع ُم
أفخاذّ
ِ قالع
بين ِالفجر وأنا َ
ُ علي
كانأ يطلع ّ
شفاهك
ِ أو على رحيق
ٌ
ومحزونأ.. وتعب
ٌ ٌ
وممزق ٌ
دائّ
الصلب
ِ وحدي النأ أمام خشب ِة
الهجر أحلى
َ من قاال َ
لك أنأ
حب أحلى
لك أنأ رفع راي ٍة غاضب ٍة بوجه ُم ّ
من قاال ِ
403
ومطوح
ّ ٌ
دائّ
منذ أناهيت
ُ
عدت إلى اليوم الول من الخليق ِة
404
الحرب
ِ ُ
تتناسل بين شظايا كانت أقادامي
وشظايا الكلمات
بالشراّ
ِ ومزروع ملتو
طريق ٍ
ٍ ُ
أشواّ أدمت أقادامي
ٍ
قاصرّ
ِ كطائر في حديق ِة
ٍ ُ
وقاعت ثم
ُ
وأخاّ منه بابك
قارب ِ
أسير َ
ُ
لصعد لكني خائف
َ ترمين لي سدّتك
وأجمل المرايا
بانتظار المعجزة
ِ ص َم ّت ُ
ومنّ أناهيت َ
تأت لي إ ّ
ل بالخراب. لكنك لم ِ
ِ
405
ُ
تمغة العنكبوتة
منك ٌ
يابسة ِ في قابضتي ّهرةٌ
ٌ
طويل ممٌد أمامي ٌ
ونعش
النعش
ِ ُ
تمغة العنكبوتة في آخر
406
كانت العنكبوتة قاد ملت جعبتها بالسهام
ً
باسمة وأظافرها بالس ّم ..كانت تلمع
جبينك
ِ تهرب وتترّ تمغتها على
ُ العنكبوتة
هكذا ببساطة
بك ُ
صيد اللّات ! هكّا تّهبين إلى حيث ّ
يشط ِ
مفطور..
ٌ الفخاري
ّ ّيرّ
ِ
بلطك ّ
ِ أو حاجب
بيتك
العنب في ِ
ِ سقطت ُ
دالية
نوافّّ
ِ ّجاج
ُ وتكسر
ّ
407
نعشك وتعفن ُ
التبغ الّي كانأ ُي ِ َ
بابك
تلطّ ِ ُ
تمغة العنكبوتة ُ
عيونك.
ِ ّ
وتلطّ
مستوحشًا في يديه
جريح
ٌ طار منه فؤاٌد
َ
الناس قاالوا :السل ُم عليه.
حين أبصره ُ
َ
هائمًا بالصل ِة ِ
إليك
بك ُ
ينحت قاامته ليليق ِ ضومرتبكًا َ
كيف
خاشعًا ِ
ليديك
وينوح
ُ كانأ ُ
نسل المحبين ُيصغي له
408
يّوب
ُ وتاريّ حرقاتهم وهواهم
ويفوح.
ُ بآهاته
واقافًا في النجوم
ويغيب
ُ مهل كانأ يّوي َ
هناّ على ٍ
كانأ ل ّما أطحت به
برفق
يدق ٍويسأله أنأ ّ
لقطيع شياه.
ِ مثل سارقا ٍة
409
أيتها الطاووسة
ً
حسنا ..ألم تر ّفض عيونك هّه الليلة
قادمك
باطن ِيحكك ُ
ِ ألم
بالنبيّ
ِ ألم تشهقي
حفيف النباتات
ِ ألم تسمعي صوتي في
ُ
الطاووسة الوحيد ُة أيتها
عطورّ..
ِ ألم ّ
تجف
تّكرين أصابعي
َ أل
410
رئتيك
ِ ُ
تشهق همساتي في أل
أّ
ل تتورد شجرتي في صدرّ
ُ
ومسحت بفمي ما صنعت صنعتك عضواً عضواً
ِ
بفخّيك يقبراني
ِ ُ
ورضيت
لماذا؟
هِّرش
ً
لحظة واحدة ،شبه إنانا أو أناهيت لم تكوني،
خطاّ
ِ وما كانت
سماّ
ِ وما كانت
411
لم تكوني أبداً أنثاي
خواتم الفعى
خواتمك
ِ ألقي إلى نبع
وتزّنروا بالمساء
باسمك
ِ
بالسماء
ْ
كؤوس الليل
ِ الخمر المرّتق في
ِ فجر من
ٌ
والشهقات
ِ القبلت
ِ فجر من
ٌ
412
نبض الكروم وفيضها
من ِ
ُ
مليكة ؟ : بصدرّ يما
ِ ماذا
النقي
الّهب ّ
ِ طير من
ٌ -
ٌ
وغيمة بيضاء
ُ
أنصت:
وماء ُ
ورفيف أجنح ٍة ْ قالئد، ُ
شنشلت ٍ
يتوب
قالب ل ْ ُ
ودلل ٍ
بروحك:
ِ ماذا
-حسر ُة الرهبانأ
وطرتي. ُ
العميقّ ، والدير
ُ
تلمع ُ
والصلبانأ ُ ُ
وأنصت :شهقة اليا )أوّ( أبكي
مطر ّ
يبل مفاتني ٌ
كّفاّ ،من بدء الخليق ِة ،تغزلنأ ِ
فتاّ
النهار
َ الحجار ،وتجمعانأ له
َ وتجمعانأ له
ْ
الحقول وتجمعانأ له
وتصنعانأ له الطبول
كم ّ
مزقاوه ..فخطته
الحزانأ في عينيه
ِ هز ُة
كسرتها ّ
كم من سما ٍء ّ
413
يداّ ..ونلت ِه
داوتها ِ
تّأت
ناح ..لم ِ
كم َ
أضحيت
ِ وكم أمسى ..وما
النار في فردوسه ؟
هل تسمعين َ
هل تسمعين؟
كّفاّ ،من ٍ
تعب ،تطارده ،وتمسكه ،وتطعجه
بأسمك الحجار
ِ سا ٍه ّ
يرقاش
)ر ْم(
جبال َ
يحفر فوق ِ
ُ
وتحت مياه )صيدا(
صوراً مكرر ًة ِ
لك
يشدو فتطعجه..
ً
نجمة تمضي يراقاب
ُ
ُ
وتطعجه
نبع خاتمًا
فيرمي عند ٍ
ُ
مليكة.. بنبعك ما
ِ ماذا
وتتسرسح بماء
ُ وجهك،
ِ غأزالة وكان النور يحك
ٍ من
414
جسدك
ِ القمر ما زال مدفوفنًا في
ُ فراتك الرغأبة ،كان
ِ
ومسحت النهار
ِ جسدك
ِ ونفضت الماء عأن
ِ خرجت
ِ
معصربتك عألى
ِ ومسحت
ِ بالخيول والليل بالخمر،
ِه في الحقول.
صليبي الذي رفعت ِ
وماذا تنّقي؟
آفل
كلم ٍ
نهب الهواء سوى ٍ
ننسى ول ُ
ماذا..؟
خاتما عطراً ،به ُ
شغف الصابع والتبوغ؟ ً أترفع
ُ
ً
سمكا أترفع سنب ً
ل ُ ماذا..
الفجر ّ
بل عيوننا؟ ِ خضاب
ِ وترفع ما تبقى من
انفتح الجنونأ
ماذا ..إذا َ
وهال منه ترابنا؟
ّبد ودفلى؟
ومن ٍ
المعجن قامحنا
ّ عجن
َ
في القدر ً
ثانية ّ
ورش عليه ماء الليل
ث ّم أثابنا.
َ
الخيوط عن النسيج َف َ
صل
العيونأ عن العيونأ
َ َف َ
صل اليادي عن تشابكهافصل
والمساء عن السماء
َ
فصل النجو َم من إّتصال ّ
سرتنا
فل ننسى.
أخرج من الصندوق
َ ً
ومغلقة، ً
ماثلة أمامي ُ
الكنوز
خواتمه وألبسها:
نرقاص ونغني
ُ لرض )ع(
ِ الّرق:
416
كل شيء.. ُ
أتعوذ بها من ّ ُ
كنت
ٌ
موزعأة في العأضاء
ُ ُ
تحريك الحواس قبل المباشرة..
وعأشاقها
القداح ..كّمنا يصفق ،عأشيقاتي ُ
َ
غأرفة النوم نحن فنترك لهم
يفرحون ويتعاشرون ..أما ُ
وننزل تحت الدرج ،مرآتنا معنا ،هناك ُ
نطش ُ
ُ
أجنحة الساطير فوقناَ .
سقط الكّ ُم ونثرثر،
ُ الخرز
ُ
يختنق لول من حنجر ِة التاريخ عألى أجسادنا ،كاد
بعضنا.
ٌ
عأنكبوت َ
زونزل ٌ
وترهات. ٌ
ومخاوف ٌ
سّل هبطت
جسدك ،امتل
ِ نشطت هالة بخيوطهُ ..
هالة جسدي ّ
تحدق:
ووقفت الحيوانات الصغيرة في الزوايا ّ
أعأضاء
ً تضفر
ُ أعأضاء
ٌ يا لهذا الجّل..
ويد الزمان
أعأضاءُ ..
ً تقطر
أعأضاء ُ
ٌ
ُ
تضغط أكثر وتقول :إدخّ ببعض تمامًا.
خواتمك العجيبة
ِ ورميت في لغتي
ِ
المكوي في ما ئي
ّ جمرّ
ِ
سريرّ
ِ فطار الليل ُرخًا من
417
َ
وشال بقبضتيه سماء تاريخي
ُ
أتنزل أيها ّ
الرخ العظيم؟
وطار مبتعداً ،جناحاه يصطفقانأ ..مبتعداً
ُ
أتنزل!!..
ٌ
مليكة ؟: ماذا بكّفك يا
ورد ُ
ورشة ما ِء ٍ ٌ
-هال
برجلك ؟
ِ ماذا
-أنت
َ
وضعتك كي ّ
أودع حّبك المجنونأ
وغبار معناهم.
ُ ٌ
مغربلة لهم.. صور
ٌ عيونهم،
وأرم خاتمًا
-إذهب إلى الينبوع ِ
فلعل ما يعلو َ
إليك يكونأ مني َ
حسنًا سأذهب..
ُ
ذهبت لم تكن الخواتم في يدي يوم
كانت ُتزين ما ُ
رأيت من الصابع اللف
ً
وداعا التي كانت تلّوح لي:
1997 /3 /20
419
خريف الفعى
ّ
لعل في تلويحة الطيور لي ما ُيشب ُه العزا َء
الشمس في مدافني.
ِ والتنص َت الطويل لنهيار
ّ
الحجر
ْ ّ
لعل في كتابتي على
بالحنين والمطر.
للخريف
ِ لع ّّلّ في رماد وردتي ،بين يديك ،ما ُ
يشير
الخيول والشجر.
ِ ً
قاادما على
بالقصبة حول ّ
التل الصغير ،أضع ِ أدور ٌ
دائخ ُ
المسامير في قوطية والقّم في قوطية ،أر ّتق
َ
ُ
وأخيط نهاية بنطلوني ودمعي يجري َ
الشق في قميصي
420
ماء المطر وكتبي
قصائدي في ركن الغرفة يبللها ُ
خمر معي ول صور ً
مهملة ،ل َ تحت السرير
القمر
َ صاحباتي الّئي هجرنني ،أُق ّيد
حنونأ ،في
ٍ المودعين والمسافرين ،في بكا ِء طفل ٍة نحو ٍيد
تنخر الزمانأ.
الحزانأ ُ
حزنأ ّ
لف بغداد منشد ،وفي مساء ٍ
صوت ٍِ بحة ُ
أتيت في ّ
النفط والدخانأ.
بغيم ِ
وسط ّ
كل هّه شع َ
الحب الي ،كالماسّ ، ُ
أتيت أحمل ّ
المكائد.
في الثياب.
الشعر
ُ حب والغاني ،الرقاص،
والخنور ٌ
ُ حب
النسي ُم ٌ
القهر والرماد
دخانأ ِ
َ ُ
نفضت عن ثوبي
421
الغرام ّ
لف قاامتي ورايتي وفرسي ِ كنت مجنونًا من
ُ
الجحيم في غروبها،
سياط
تحت ِ ً
لمعا َ كيف أس ّميك وجلدي ظل
حّبك المجنونأ
ً
عاشقا ُ
كنت
مواكب العزاء حام ً
ل ِ أتاّ من
تهوين الّي ِ
َ وكنت
ِ
يديك. ً
فردوسا ونام في ِ أحوالك
ِ
عألي من
حب هبطت ّ ُ
أصغيت ،ذات يوم ،إلى أغأنية ّ
ودونت كلماتها عألى يدي ،لم يكن معي
قعلة عأالية ّ
السماء في
ُ حبر ول ٌ
ورق ،كانت يدي لوحي، ٌ
غأزير وهطلت
ٌ وحي المطر في عأيونيَ ،
هطل ٌ ُ حروفي،
422
عألي. ٌ
كلمات ّ
أنسج رقعة السرار للشعراء.
ُ مضطرب..
ٌ أنا
فّ يصغون.
فّ يشربون
للجنود..
ِ مضطرب ..أحوك آلف الجوارب
ٌ أنا
فيعودون قتلى
فّ يأكلون.
ٌ
فاشلة ّ
لعل يدي
ّ
لعل لساني أدرد
غاسقّ ،
ولعل الشهوات التي في ٌ ّ
لعل الشراب الّي معي
ّ
لعل أجنحتي محطمة
صوت.
ٍ ُ
أنسجه ،بل ّ
لعل النشيد ،الّي
وأضع المسامير
ُ أدور بقصب ِة البهلول حول رماغدي ٌ
دائّ ُ
في قاوطية والقالم في قاوطية.
423
ُ
أفيق في مناجم الزمانأ
وأين وردتي
فيك َ أين ُ
فتنة النثى التي ت ركتها ِ َ
وضعنا
فيك ،وكيف ضاعت هكّا ِ ُ
أفيق ..أين المرأة التي ِ
الماّونات
ِ رهط
تصفيق على الشرفة واستعراض ِ
ٍ لجل
فيك؟
أضعب ما ِ
ِ َ
كيف
فيك
أين المرأة التي ِ
والفراق
ِ الموت
ِ يدق َ
طبل ً
مخنثا ّ استحالت رج ً
ل
الفردوس
ُ ضاع ذلك
َ لجل ماذا؟
الجمال
ِ الروح
ِ شجر
أغوتك تطفو فوق ِ
ِ العنكبوتة التي
النار
ِ
ترقاد في أسفل ما كانأ جمي ً
ل بيننا العنكبوتة التي ُ
أين العاشقة؟
424
خوّ ّهرتي ،التي هناّ ،بين أضلعي ُ
تشيّ َ ُ
أفيق..
لكن شعري قاال :لن ْ
تشيّ ّ
راحتي ،خائفًا،
ّ ُ
أقابض بين
سحب الحروب
ِ غسلتها من
بح ِ ُ
طائرات الق ِ من رماد
راحتي ،خائفًا،
ّ ُ
أقابض بين
علي كتابي
بالرمش بالتمائم
ِ أصونه
يطيح ً
كتلة من التراب أصونه كي ل َ
الرياح ،الكلمات،
ِ تضيع ،في
َ أصونه كي ل
السطر ،الصور.
أقابض ..من ُ
يحفظ لي حير َة روحي ُ
خراب
ْ ُ
كل شي ٍء قاادٌم
يضرب الفعى
ُ ُ
الخريف
ُ
الخريف قاادم إلى دمي
ُ
الخريف حول بيتي
ُ
الخريف..
تضرب
ُ ُ
والوراق الهواء ..والدموع
425
تضرب..
ُ والهجير
ُ والرياح
ُ اليا ُم..
ً
تماما إضربي
ُ
سيوّ إضربي ً
قاويا يا
ُ
الممزق هّا جسدي
المخضوب
ُ هّا جسدي
ً
فقطعة ً
قاطعة..
ً
تماما إضربي
الرجل الج ّ
لد فيك َ حتى ُتشبعين
فيك
مسلّ يصرخ ِ
ٍ حتى تتوارى المرأة الغشاء حول
أضرب ..أضربي.
426
حينما في السافل
)إينوما أرش(
المعتم ُ
أفيق من كابوسها
ِ
المغلق
ِ من صندوقاها
الخلّب
دفوّ كاهناتها ُ
ِ من
الطويل
ِ من شتائها
ُ
أفيق ..هل ُ
أفقت؟
الزنبق في الثديين !
ِ مزالق
ِ من
لتراب !
ٍ من شرارها المحيل رأسي
هل ُ
أفقت؟
427
كّبلت فيها ،راضيًا ،يدي.
الّنوب
ِ ُ
أجمل
ُ
قاطفت: ماذا
ألط ُم...
توهمتك عشتار،
ِ
َ
رهط تفانين ُسراة الليل
الورد والحّن ْ
اء. َ يسجونأ علي ِه
َ
مغزل
ٍ َ
رهط
مغزل يش ّكلونأ
ٍ يتبع َ
ألف ُ
السماء.
ْ جمل َة
ألط ُم...
نغزتِه
ضحكت منه أو ِ
ِ َ
ليت ما
السرار
ِ حشد من
وعن ٍ
غربالك
ِ تهوي َ
تحت
428
ليل ُ
يشيّ ..ل يليل عن ٍ
ألط ُم..
ُ
لطمت في مواكب العزاء تعرفين كم
للجمال ّ
رنأ في دمي
فراشك
ِ ُ
لطمت في وها
بخيلها
ألتقت يدي ِ
معناّ
ِ ُ
لطمت في عما ِء وها
الموت
ِ شوق إلى ُ
لطمت من ٍ هل
أم ّ
اللّة فاضت في دمي؟
َ
الموت أحلى ما يكونأ ُ
هجست حتى
سيغفر لي الغنوصيون عأبر ّ
كل هذا الزمان ُ هل
ُ
شتمت هذا أورفيوس مر ًة أخرّ نا َي ُه بعد أن
ُ
قصصت سيغفر لي سايمون أنني
ُ الناي ،هل
يديك ..هل ستعذرني ُ
ملكة أجنحتي بين ِ
طابقتك معها؟
ِ السماء إنانا أنني
ِ
أين رموّي؟
َ
ُ
أدلقت من فحواي؟ أين ما
َ
429
منك ..هنا فحواي هاتي ً
حفنة ِ
سردابك
ِ باب أو ً
لفتة من ِ
هاتي هملياّ
صينك
ِ وهاتي
َ
الخيل السهوب..
َ هاتي
العشب
َ هاتي
الكتب الضالّة
َ هاتي
فحواي!!..
وأمضي في جحيمي.
ّ
سأدل الناس بيتي
العشق وأبكي
ِ أتلوى مثل تاريّ من
كأسك تمامًا !
ِ ُ
أترعت ألني
سواّ !
ِ ُ
أغلقت شبابيكي عن ألني
ثدييك !
ِ اللبن غزيراً في ُ
وجعلت َ أرضعتك
ِ ألني
العشق دينًا !
ِ نار
َ
ْ
راجفة؟ ولماذا أتل ّهّى بالحصى فوق سما ٍء
هرب المعنى وخ ّ
لني وحيدا ؟ ولماذا َ
ً
مدلهما في غباري
بنجوم ل ُترى و ُم ً
ساطا
ٍ
أين شياهي؟
أين أكوابي؟
كّبت؟
هل ِ
لّ؟
أين ُع ِ
أيامك
ِ َ
عشاق
موقادّ الخابي؟
ِ النار في
أين ُ َ
431
بركتك الثكلى؟
ِ وأين الما ُء في
َ
الفاتن – عفواً –
ُ الجوهر
ُ وأين
َ
كّب
كّبٌ ..
ٌ
الكّب.
ْ أنت س ّميت
ِ
طالب
َ ألغي منه ما
َ
يوسف وألغي من فصيل الطير طيراً أسمه
الحرى
جزّنأ المهج ّ
َ ألغي قااطعات اليد واللئي
الصباح
ْ وألغي ّ
كل من قاّدت بكفيها
الرياح.
ْ الورد في نهر
ِ وسألغي راميات
الباب إذ ُعلّقت
ألغي َ
ُ
الجملة في الباب )ولشو هّّّ النوم(
)هيت ْ
لك( َ وألغي
يا قاميصي...
َ
أغويت يديها؟ كيف
يا قاميصي...
ٌ
برهة ثم أراني أعصر ا لكفين
432
أغويت جيشًا من نسا ِء اللهة
ُ ولقد
أفتغويني !
حرير
ِ ل ّ
شق صدري ونسا ًء من وقاد أغويت نب ً
ً
وبرقاا. ً
وأعلما ً
أشواقاا المخضوب
ِ المطر
ِ
أفتغويني !
ورتق وندى.
ٍ كثر ترتيل وتكوير
َ
بتراب الرض
ِ سوّ ألغي ّ
كل ما يربط نعلي
فردوس من الكارتونأ
ٌ
فردوس من الباغة
ٌ
فردوس من الغيم
ٌ
كل ما ّ
خطته تايكي سألغي ّ
َ
تمثال إنانا وسأرمي في مياه البحر
)كّب(
ْ
علّ
ِ ّ
حدثيني عن
مراياّ
ِ ح ّدثيني عن تراتيب
سواّ.
ِ التي ما أظهرت شيئًا
غرفت الطين؟
ِ كم
433
ل شيء سوى الطين ووحل النادبات
غرفت النأ ّ
منهن بل جدوى؟ ِ كم
يديك
مثقوب ِ
ُ الطاس
َ لنأ
لّ؟
إذنأ أين ُع ِ
ّ
المكتظ ! الورق
ِ خروم في
ِ
ُ
يسكت ! الهاتف ل
ِ في
لّ؟
أين ُع ِ
َ
434
قابضتي في شهو ِة التاريّ تعلو
قابضتي في كيلوباترا
قابضتي في شمسي و ّ
لدة ،ليليث ،سدوري ،الفوّ
عند أناهيت
قابضتي َ
)أين أناهيت؟(
الشعر ..الفنونأ..
ِ رفرّ
ِ قابضتي في
َ
صمت اللهة يلمس
إصبعي ً
إصبعي ُيرجفها
طويل.
ٍ نوم َ
تهتز من ٍ
في يفور
اّلهي الّي ّ
ّ
اّلهي الّي َ
حاّ رموّي وجنوني ّ
السري
ّ وخفايا وردي
اّلهي
ّ سبط ّ
كل ما يعرفه التاريّ عن ِ
جنح الماء
وفي ضرب ِة ِ
وفي عين رضاب.
الملح والليمونأ..
كأس ِ اّلهي على حاف ِة ِ
ّ
أنت النأ؟
أين ِ
في الوحش ِة !
الباسل !
ِ ثبات الكائن
في أقاصى ِ
435
في أقاصى الوضوح !
تقديس ِك للغامض ؟
ُ أين
السهر المجنونأ؟
ُ وأين
َ
ً
مطحونا الفجر
ِ لفح
ُ
الفجر !
ُ فأين
الثغر مبلو ً
ل قامح ُِ
الثغر !
فأين ُ
تقديس الخيانات الجميلة؟
ُ أين
روح النبياء؟
للعصف الّي ُيلهب َ
ِ تقديسك
ِ أين
أين ّ
كل الكلمات الزاهيات الرائقات الناعمات الفاتنات
أين ور ُد الفالنتاين؟
َ
الصبوح !
ُ أين ُه الوج ُه
حكاياتك وهمًا:
ِ ُ
أبطال أين
436
شعره،
الّي كانأ يستح ُم وينسى َ
شعره فقط...
وكنت تحبين َ
ِ
كاذب في الميول الشاردة العنيف ِة المح ّ
لة بالخواتم بّخ ٌٌ
المزيفة دائمًا.
كفيك
ويا للنار تخبو النأ في ِ
أعيدي كر َة النار ّ
إلي
إلي
أرجوّ أعيديها ّ
ِ
ودعيني مسد ً
ل قاّدام أوهامي
تريد صلوجانها
الغسق ..إيزيس ُ
ِ أعأيدي صولجان
تريد شهواتها
أعأيدي فضة الفجر ..إنانا ُ
تريد فضتها
أعأيدي أجنحة الضوء ..ليليث ُ
تريد تاجها
تاج القلعة ..تايكي ُ
أعأيدي َ
تريد خاتمها.
الخيزل ..سدوري ُ
ِ أعأيدي خاتم
والساحات
ِ والمتاحف
ِ المعابد والترايّ
ِ ُ
تحولت في
شهواتك في الحديد؟
ِ وقاد غابت
الّهب المغشوش
َ أعيدي
437
الّهب الصافي هنا ..في دمنا
ُ وكانأ
الّهب المغشوش
َ أعيدي
دمعنا ،أو دمنا ..ل َ
فرق
هل أُ ِ
ناديك؟
بالحب
ِ كنت أبكي مثخنًا
غير أني ُ
كنت معي.
ليتك قاد ِ
يا ِ
كفيك !
ومن ذبحي ومن موتي على ِ
يا ال...
أحتاج كي أشفى؟
ُ وكم
شمس ل تساوينا
وكم أحتاج حتى أتمشى تحت ٍ
ول تغسلنا بالضوء في ذات الزمانأ ..والمكانأ؟
المنسيّ ،
مجد القصص ّ أجمع
َ كم ُترى أحتج حتى
الصنج؟ ُ
والنحل الّي يلسع في ُ الحرماء
والفعى؟
ً
وملثوغا ومضني ً
مفكوكا أ>مع التاريّ
َ أحتاج حتى
ُ وكم
بجب من ورق؟
ّ
الديك
نقر ِ ثم أمضي قابل ِ
438
الباجور
ِ قابل فتح
البحر
ِ وألقيه إلى
الزمانأ
ِ ليف
سأحتاج إلى ِ
كي ّ
أحك النقش عن لوحي
الزمانأ
ِ فيض
أحتاج إلى ِ
ُ
ابوت الزمانأ كيف أصلي َ
فوق ت ِ
ً
دامية وأَُدلّي قاصة
ُ
الخاتونأ أيتها
َ
معطف الضو ِء شيلي عن طريقي
كؤوس
ٍ وشيلي ما تبقى من
المشاريع ..المفاتيح..
َ الفن..
الكتبَ ..
َ شيلي
ً
طليقا أخرج النأ إلى البحر
ُ دعيني
)للبحر ...للبحر(
يضرب
ُ كم ينادي صوت أحلم من الفردوس ..كم
القصي.
ّ في أعماقاي البكر وفي النبع
ً
عاريا صدري من اللطم مد ّمى
ً
باكياَ ..شعري محّنى بالفروج
439
واجمًا ..سكرانأ
الحانأ
ِ طريق
ِ خمري من
التمر
رخيص الخمر من تعتيقة ِ
َ
ومن دمع ْ
وآل. ٍ
غراً ،صغيراً
عاريًاّ ،
ثياب البهلوانأ َ
تحت أقاادمي ُ
ص َرتي في المطلق
ُ
أعني
صرة
مطلقي في ُ
أقاطع تاريخي وأهّي
المهمل
ِ مطلقي في الوهج
الورد
ِ في هسهسة
قاصة الخلق
وتعليمات آدم
ِ
وتنسيمات حواء
واغواءات َ
ليليث
440
بل أفعى
البرق
ِ تنتفّ وتتضخ ُم ،ثم يقطعها ٌ
سيف من ُ
جثة تيامت ُ
ً
عاريا من بيتها ُ
خرجت
في السافل.
عأ ّمان
441
حزينًا..عأند عأمود السماء
2002
إشفنا
إهدنا يا متراس
أرنا َ
قوتك والوعأد بالمساعأدة.
442
مكتوب بالكتابة الليبية القديمة
لموع
تتموج مع بحرها
ُ تلمع ،هّه سواحلها الخضراء
أرض ليبيا ُ
ُ
يركض فيها الوّدانأ. المضطرب ،هّه صحراؤها الّهبية
الرض أو جبل
ِ السما ِء بعيداً ّ
تتوجه الغيو ُم كأنه جبل قارونأ
443
وألواح كثيرة.
ٌ ومفاتيح
ٌ ٌ
رموّ
وانساب مع المياه
َ لمس الما َء تساقاط ُ
ريش أجنحت ِه حالما َ
ودخل المدينة.
بيض
وردات ٍ
ٍ أصابعها مثل
ُ
تخفق حولها أعل ُم الملئكة دونأ أنأ تشعر بها
حولك
ِ ُ
الخافقة ُ
قالت :ما هّه العل ُم
قاالت :كلماتي
قاالت :دمي !
قاتلّ
ِ ُ
قالت :د ُم ِك ود ُم
بمسطاح يديها
ِ سحنت الزعفرانأ
َ
الفاق ول تدري راياتها تمل
أين المزولة؟
النارَ ..
طبل ِ أين ُ
َ
العناصر مع بعضها؟
ُ كيف أتحدت هّه
الوداد مع ض ّدها؟
َ كيف تراشقت
أخبرّ إذنأ:
ِ ُ
قالت :دعيني
رصيعة المتاهة
الخشب جلسنا
ِ في شيحا ..على طاول ٍة من
كوبانأ من الشاهي الخضر ّ
يبخرانأ وجهينا
ُ
أخرجت رصيعة المتاهة من جيبي ووضعتها على الطاولة
ُ
أشرت إلى حلزونها..
ُ
الدخول ..من طبرق: -من هنا
كميت َ
خلف عأرباتي ٌ ٌ
خيول ركضت
الصقرية.
ّ أر إ ّل عأبونهم
وأسرني جنوٌد لم َ
أصابعها من قيمر ،لم أستطع الفكاك من أسرها
ُ
وقعت من عأربتي ،وقربها قرب باب طبرق الكبير
السماء مثقوبة
ُ المطار ،كانت
ُ ض ّم ْ
دت جراحي
445
وكانت الرياح تعبث بي.
يكفي
القصب المعقوّ ّ ّ
َ تّكرين
َ
ذراعيك
ِ مس
والنهر الّي ّ
َ
وشمس ّ
اللّة السكرى بك َ
الراهب المجنونأ
َ تّكرين
َ
يراّ
عينيك يكوي من ِ
ِ الجمر في
َ تّكرين
َ
ُ
تطوّ وأيديك
ِ الجلد
الكتب الباردة ِ
َ تّكرين
يا شمعته..
بعينيك رماده
ِ تنادين
َ فأصبحت على ّ
الرّ ِ
فطرت
ِ الشواق في ّ
رّ.. َ قالّب
فجر
مثل عصفورة ٍ
ونقرت ّ
الرّ: ِ
الورد
ِ أطلقت على )درنة( موسيقا من
ِ كيف
تيجانك
ِ ألبست ذرى )درنة(
ِ كيف
الزهو
َ فاجتاح سماها
446
نهر أسميه :لمّّّّوع.
وانشق بها ٌ
ْ
يسكن لموع، البحر ولم
ُ سكن
َ
حرّ المرسى
ّ
السفن الغرقاى ولم يسكن وناداني إليه.
َ َ
وساق
عأمود السماء
خمر ٌ
قاوية مياه البحر الليبي ٌ
الليبي أعمدة السماء
ّ ُ
جبال الجنوب
ُ
المحفوفة براقاصات اّلهة ذات القرنين ّ.السيدة البيضاء
ُ
الراسمة على الفق المطر الخارجة من أوجار العطش..
المالح كي ل البحر
ِ ً
خيوطا ..تغويني ،تدفع بي إلى
ِ
أشرب ما ًء ..كي أعطش مثل ملمحها.
ُ
العطش يكّبلني ويكّبلها
يطير ّ
صف أشواقاي ُ
والمزامير ُ
تخفق تحت رغباتي ُ أمشي
معك ّ
كل يوم الوهام أقاطعه ِ طريق ٌ
كامل من ٌ
ِ
تهبطين أمامي ّ
كل صباح مثل الندى
يديك
بين ِ ٌ
وحزين َ ٌ
منفرط ّ
كل تاريخي
ول تفعلين ً
شيئا سوى البكاء
ً
خائفا هكّا؟ ما الّي يجعلني
السيف؟
ِ ما الّي ُ
ينبش سيرتي بهّا
447
عيوني تتحلّى ببخارّ
أصابعك
ِ يوم ،بندى ُ ّ
عيوني تغتسل ،كل ٍ
وأنت تمسحين عنهما الرماد
ِ
أجدّ
ِ فل أجد سما ًء ول أجُد أرضًا ول
ّ
كل شيء هنا أوهاٌم متناسلة
ُ
أطحن بها رغباتي وأوهامي ل شيء سوى غرفتي التي
وأوهامك
ِ رغباتك
ِ
إسألي الشمعة
هل كانأ لها ٌ
نبض سوى نبضي
بالنار
ِ هل فيها سوى شعري الّي ُ
يخفق
سواّ
ِ وهل فيها
448
غير الكلمات الصامتة
متعب..ل
ٌ َف ٌ
رح ..ل ،ساهٌم ..ل،
أنت في روحي تغنين وأُذني ُم ْ
نصتة ِ
إسألي الشمعة
لماذا ؟
أنت ّ
بكل هّا الجمال؟ لماذا ِ
مدونة في قالبي ّ
بكل هّا الوضوح؟ ٌ أنت
لماذا ِ
ً
قاطعة مني كنت
أنك ِ ً
يقيناِ ..
منك ً
قاطعة ِ كنت ً
يقينا ..أنني ُ
بك ً
يقينا ّ.أنأ السماء كانت تعدني ِ
تعالي يا لموع
بخمرّ
ِ أ×ذته من أرش مكسوراً وامليه
ُ الّي
449
الحفرات السبع
ِ تعالي اخرجيني من
ُ
يتوقاف كحصانأ ل
ٍ تعالي أوقافي عدوي
ُ
حيث سحرتني ليليث
بالتراب
ِ َ
المخلوط روقاي مائي
تعالي ّ
ونثر طحيني
نحر جدائي َ
تعالي أوقافي َ
لمعبد بارات
ِ وما نّرته
ويلي
أحسب الما َء خموراً
ُ
450
فاتك :ويلي و ويلي
عشق ٍ وأغني َ
فرط ٍ
أحسب الشيا َء ً
طينا ُ
تمثالك
ِ فأسويها على هيئ ِة
مشرق
ٍ شمع ّ
ترتد إلّيك :جيش ٍ
ُ
أصرخ :ويلي.
وتأملتك
ِ ُ
أغأمضت عأيني
دموعك
ِ رأيتك تمسحين
ِ
رأيُت ِك ّ
تمشطين شعرّ
جسدّ
ِ رأيُت ِك ّ
تغسلين
تتعطرين
َ رأيتك
ِ
رأيتك تتّكريني
ِ
حولك
ِ رأيتك تنظرين
ِ
عيني. ُ
فتحت ّ
برق
كطير
ٍ تخفقين النأ في روحي
َ
والعشب
َ تل ّمين الحصى
451
الساحل
ِ قاطر ذاّ البرق في
ُ
ضحكتك الحلوة
ِ الورد في
ِ قاطر
ُ
الشمس في أحلى مساء
ِ قاطر
ُ
تخفقين النأ في روحي
َ
يديك.
بحر ِفي ِ
ْ
أخذت !! كم
الزرع طولي
ُ ُ
حيث قاا َم
الماس
ِ ثم قاامت قاّبة من رشقات
قاامت شهو ُة ِ
النار
وقاامت في سيولي
العطر ّ
ورشتني به َ ْ
أخّت من شعرها
قاامت خيولي
أخّت من فمها الضحكة ّ
رشتني بها ْ
َ
ّال ضبابي
الدمع وطار
ِ وتعرى عن جناحين من
ضاع ظلمي
ْ
أخّت من ِيدها الخات َم ألقت ُه ّ
إلي
452
قاامت كنوّي
َ
البرق وألقتني به ْ
أخّت من عينها
ّ
هز جّوري
ُ
باعثة الفض ِة في الجمر ِة يا لها
الصخر ...وقالبي
ِ والورد ِة في
قصاصات دموع
يا إلهي...
كنت تمضين إلى أقاصى الينابيع
ِ
سراياّ
ِ خلف ً
حكمة َ الطير ُيلقي
ُ وكانأ
َ
أقاصاّ
ِ ُ
أشهق في وأنا
غصنك نهري
ِ وأس ّمي خمرة الشمس على
يا إلهي...
فأسك
يوم أتقي ِ ّ
كل ٍ
رب أعّني:
يا ّ
عينيك !!
ِ أ
وفي شمسهما ُ
كنت أغوص
453
في منجم ِه ألقي سلحي
البحر !
َ يديك
ِ
معناّ
ِ أسطولك..
ِ عصفك..
ِ
إلهي...
قاوست سمائي؟
كيف ّ
وهي ل تعرّ ،مثل القوس ،ما معنى جهاتي
َ
أسدلت..؟ كيف
دموع الليل
ِ أس ّمي يدها ُتلقي ّ
لكفي قاصاصات
والشوق وغيمي
ِ والحسر ِة والشهو ِة
ُ
الرض وأنا أبكي وتبكي معي
الليل ٌ
عشبة في آخر ِ وتبكي
454
الشموع
َ يسقي
غير صباها
لم يكن ُ
راقاصًا ملتهبًا فوق الميا ِه
ٌ
شعلة ّرقااء أو بيضاء تعلو
المشبوب
َ اللهب
َ أنظر هّا
وأنا ُ
أنثى الساحل الممت ّد
وبالعشب وقالبي
ِ تلهو بالمزامير
البحر في نيرانها
ُ ويهي ُم
تعلو وتدنو.
ُ
طوق الحمام
نجوم.
ٍ مّد كفّيه إلى سلّتها :منز
بالحب
ّ ُيدها ُ
تنبض
ْ
صافية وعيناها سما ٌء
يفضح عينيها؟
ُ ما الّي
وماذا في مساها؟
البحر تعلو
ِ كيمياء
ُ المحار والحصى،
َ يزرعأان
الطيور
ُ وتشتد زرقة المياه ويعلو زَبَد ُه ،وكانت
ّ
ُ
تتناسل. تص ّفق والمرايا
السحر
َ به وتقرأُ ُ
تغسل عأيونها ِ الساحل
ِ انطرحت عألى
455
خرج لها هذا
الخليقة ..كيف َ
ِ والعأاجيب عألى
َ
ورشق النهار بالليل
َ َ
ورشق الكتب
ِ ُ
العاشق من بين
ُ
الخّئق الساحل فصاحت
ِ انطرحت عألى
الركض
ِ الناس سوى جمالها الفريد ،ما الّي ُ
يفعله ُ
وهم عراةٌ يلهجونأ باسمها
وكانت تتعرى
الناس ماتوا
أنأ َ أشهد ّ
َ
والكونأ صلّى
ُ
لجلل امرأ ٍة ُ
تنبض بالضوء
الناس قااموا
وأنأ َ
بعد تلويح ِة كفيها وطاروا
الطيور
ُ ساحل البحر ونادتها
ِ ْ
شتلت معبدها في
ْ
أوقادت شمعتها
للرض النجوم
ِ يلقين ُ
حشد حورياتها َ
سكر ،نغني:
والناس ،من ٍ
ُ وأنا
ْ
ظهرت مريم
ظهر ٌ
جيش من الملئك ِة ُيسّبح َ
في شللت درنه ،ويهيم على الفتائح
المسرات ،وكانت،
ّ هّي
ً
موجة في إثر موجة،
ْ
نحيله. شمس
غسق البحر ومن ٍ
ترتوي من ِ
عأندما غأ ّنت
الهمس ّ
يكتظ بدمع وبموسيقا ،أّيحي الغبش ِ ومسا ُء
لبركانأ يديها
ِ وأنجر
ّ طينًا وفخاراً
إنفخي في صورتي ً
ثانية
علّ ْي ُ
أكونأ
فيك.
لمعات الضوء ِ
ِ ً
لمعة من
إنفخي في َح َجري
يديك
نهر ِأنبض في ِ
أهوى بأنأ َ
إنفخي في طينتي
إليك.
العشق ِ
ِ أدخل آباراً من
أهوى بأنأ َ
تغنين
َ ومتى سوّ
النهار
ُ وقاد جّفت لك
الناس عطشى؟
مات ُ
إنتظر بعضًا من الوقات !
ْ -
سواّ
ِ هل كانأ لنا ٌ
نائ
حين غأنت...
غابت الدنيا بنا
458
ّجاج
ٌ الشمس
ِ طاح من
َ
غريب
ٌ ٌ
مرجانأ البحر
ِ وطفا في
حشر الكائنات،
يو َم ِ
صوَت ِك الساه َم في معبدنا
ونحتنا َ
عّاب
ٍ أمواج ،رموّاً من
ٍ رشق َة
ووضعنا تحته
والمرجانأ
ِ الشمس
ِ ّجاج
ِ بعض
َ
المدن القديمة
ِ أسوار
َ تهد
ما الذي يجري؟ ..كانت ّ
النور و ُت ُ
شيع في الناس الرغأبة ِ ستائر
َ وتبني من أنفاسها
في الجنون.
الساحل في قالبي
ِ تعالي ظبي َة
459
وصّبي الماء في كأسي وانصبي:
ُ
رحلن من
َ عأالي وافتحي بيوت النساء الّئي
وعأراك ،تأملي
ٍ تصافح
ٍ لماذا تتقاطع اليدي في
وقمصانهن،
ّ ومكحّتهن
ّ وحقائبهن
ّ صورهن
ّ في
أمشاطهن
ّ خيول كبيرة ،تعالي انظري إلى
ٍ
وعألب العطور والميكاج.
ُ
تحول دونأ فهم اللغة المواج الرعد َ
ولغط ِ ُ
رطانة
ِ
السرّية التي تحفل بها الطبيعةٌ ،
لغة تترّ آثارها
ّ
آثارهن أسرارّ بعد أنأ تجمعي
ِ نفتح َ
بيت تعالي ُ
بحرّ الكبير.
ِ ّ
رمادهن على ميا ِه وتنثري
طوق و لموع
460
ليُته َ
يفتك بي
أنت من ّ
عّب تاريّ الجمال ِ
همس
وتغيبانأ ٍ
شعل أو أُ ُ
شعل ليت ُه ُي ُ
إلي. ّ
فيرتد ّ
آلّ من الحجار ُ
ألقيت إلى ساحلها إسألي َ
درنةٌ ..
كم رّتلت
كم َرّقايت
غبت
لكنك ِ
ِ
ُ
غصن كلمي ضاع بها
َ إسألي َ
درنة كم
ماس ٌ
صدُّ ، حجر ّ
الفخار ،نجوم، ٌ
حفنة من ِ
ً
محموما البحر
ُ وكانأ
وكانت يدُنا ُ
تنسل أسماكًا وورداً وغيومًا
تّكرين النأ !
تّكرين النأ !
َ
تغوص
ُ الرمل
ِ وهي في
خوّ ،وأعدو
ٍ تمثالك ،من
ِ ُ
أحمل وأنا
برمح
ٍ الريح
َ أضرب
ُ
القرابين من ّ
الجن ومن قاطعانأ تانيت ُ
ل تغوصي
البحر
ِ عين
نحو ِ
اندفع النأ إلى مريضنا.
دمع يديه َ
في خرّتهُ ،
أين كبُده؟
البحر َ
ِ أين ُ
قافل َ
ُ
تاريّ هواي؟ أين
َ
ُ
تاريّ مسلتي يخبو كانأ
الشباح تعلو
ُ كانت
للرمل
ِ ولموع استسلمت
ُ
في
ولموع تتحلى بالبراكين التي ّ
ٌ
وتغوص
ُ كطوق في يديها..
ٍ وُتحييني
ْ
وسكونأ ول شيء سوى لمع ِة ضوءٍ..
عأربات كيلوباترا
462
بطائر في يدك
ستخسر الثنين
ُ
يغربل البرقوق السماء والنجو ُم ٌ
شيخ ُ
الناس
ظهر ُ الناسَ ، َ
وأنبت َ سقط البرقاوق على الرض
الدلو
ٌ
طفل ل يخاف الظّم
463
سيطرّ
ّ مهندسًا ماهراً في حلك ِة هّه الطبقات ،من
يخرج من عظامها.
ُ والنور
ُ وعصاها ،ويداها متصالبتانأ
تجتمعين في أطرافي
أطرافك
ِ ُ
وأتفرق في
معي ّ
كل هّه القافال ول أستطيع حبس يدّ
كل هّه القافال لكنك تصنعين أصابعي ّ
كل دقايقة معي ّ
لكنك ل تعبأين.
خليق ٍة جديدة ِ
لكلب صغير
كاذب ٍ
نو ٌم ٌ
حارس
ٍ بألف
عأيون المحبين ترّ بعضها حتى ِ
المطبّ
ِ أنت؟ ..في
باتجاهك؟ ولكن أين ِ
ِ تندفع
بحرارتي ُ
أنت؟
ثقيل ..أين ِ نهار ّ
ممل ..في ليل ٍ في السرير ..في ٍ
ْ
فتحت غطاء البئر ورأت صورتها بعيدة على الماء
البار
ِ وسحر
ُ وسحر الصحرا ِء
ُ جيداًُ ..
سحر الخراف ِة
464
الليبية ..ماذا هناّ سوى عمود السماء الّي أدور
حوله بل نهاية.
البئر
تسمع .نزعت ملبسها ونزلت إلى ِ
َ
هبوط طائر الّّ)با( إليها تنتظر
ُ كانت كيلوتاترا ممدّدة
هدية الغريب
مفتاح من الحجر
ٌ
أبواب البيوت،
َ لحجري ل يفتح
ّ ُ
أعرّ أنأ هّا المفتاح ا
ُيخطفونأ ول يعودونأ.
أعرّ أنأ هّا المفتاح الحجري ل يفتح إ ّ
ل الزمانأ
وأطوارّ.
ِ القصي ولكن خّيه لعلك تعرفين أطواري
ّ
ً
مختبئة خلف نافّ ٍة كنت ،في أيامي الماضية،
لعلك ِ
ِ
465
لك التماثيل في شعاب جسدي وفي
واليوم سأصنع ِ
بيدي،
البحر ،أنا الّي سأصنعها ّ
ِ والمعابد وعلى ضفاّ
بيديك
ِ عليك هو المرور قاربها ولمسها ّ
وكل ما ِ
تظهر
ُ وهيئتك
ِ تتضح..
ُ ملمحك
ِ
خطواتك الهادئة
ِ ُ
أعرّ
قافاّّ السود
ِ ُ
أعرّ
كلمك السريع
ِ ُ
أعرّ
عينيك
ِ َ
ارتباّ ُ
أعرّ
عيني ُ
تهطل فجأ ًة في ّ أساطيرّ التي
ِ ُ
أعرّ
منك ُ
يتساقاط ِ الورد الّي
َ ُ
أعرّ
منك
تطير ِ
الطيور التي ُ
َ ُ
أعرّ
ُ
أعرّ كل هّا
أحبك. ُ
أعرّ لماذا ِ ول
بالقرمز
ِ ٌ
مطلية أجسادهم
وأرواحهم بالنور
مطلي بالعبير
ّ جسدّ
ِ لكن
والّهب
َ صورتك على ص ّ
لية النسور تطعمينها السماء ِ
ٌ
ّجاجية ومثل قارص شمسي يلمع ،لعلك أنت ّبراقاة
ِ
المشربة بالدموع
ّ المحنّاة بالنبيّ العنبي الحمر .لعلك
466
كتفك مثل خرّ أّرق
وشٌم على ِ
إليك الندى،
تمشين مثل ّراف ٍة وتجّبين ِ
فنجانأ قاهوة
ِ رفع
أستطيع َ
ُ أستطيع الموت ول
ُ ل
جسدّ
ِ نسيانأ
َ أستطيع
ُ ول
تمشين وتهطلين
والمدنأ العتيقة ؟
َ الثغور
َ لماذا تختارين
شعرّ
ِ ل حزنأ مثل
أصابعك
ِ ل حزنأ مثل
مرة ُ
قاّفت نفسي في الصهيل
الورد
ِ بركانأ
ِ ومر ًة في
ومر ًة في ِ
يديك
وهم
ماذا سأفعل بالغبار وبأشواقاي ..أتراني على ٍ
ما معنى ّ
كل هّه اليام
467
ما معنى هّا الضوء يسمل عيوني
بأشباح الماضي
َ ُ
أتصل ٌ
مضاعأفة وأنا خسارتي
أستطيع ملعبتها
ُ ول
َش َ
غرغأ ْم
َش َ
غرغأ ْم
أصابعنا من التراب
-طار الحمام
-طار الجمل
ُ
رفعت يدي لوحدي
علي
أخرجني الحكم من اللعبة وضحكوا ّ
يطير َ
الجمل َ ل بد أنأ أخرج لني دائمًا ُ
كنت أرى
468
ل أحد معي سواي
الوداع
َ ترفع
يدي التي تضيء السوق ُ
كانت اليام مثل شرقانات دود ِة ّ
القز وكانأ الوقات
يغلبني فل أّول.
النور والتي ّ
تلف علبها ملءة ِ
والتي تعتني بإخفاء شوقاها الجارّ عند طرفي شفتيها
شهر لجلها
القمر نهاية كل ٍ
التي يتحط ُم ُ
المرأ ُة التي نثرت ّ
كل هّه البّور
هّه المرأة ُ
تنبض النأ في شتاء اليام
469
القدر يخ ّمر
ُ
يشرب
ُ ُ
والموت
الحب ُ
أركض في الشوارع الخالية من ّ
ُ
أركض حول عمود السماء
الشعر؟
َ ماذا ُ
قالت سوى
سقطت كيلوباترا من عربتها بعد أنأ ّ
عضها الثعبانأ
ُ
المخبأ في سلّة التين ،صرخت ً
عبثا في شوارع درنة
بعيداً ..بعيداً.
470
بحمد ّْ َ
طيفك ل ِ فبحمد
ِ ويزور طيُف َك في الكرى
حضورّ
ِ شاعر لرسم
ٍ للف
أنت بحاج ٍة ِ
ِ
يكتب عن َفم ِ
ِك فقط أنت بحاجة لشاعر ُ
ِ
مشيتك
ِ يكتب عن
ولشاعر ُ
ٍ
منك
يكتب عن النجوم التي تتطاير ِ
ولشاعر ُ
ٍ
صوتك الناعم
ِ يكتب عن
ولشاعر ُ
ٍ
منك الورد الّي ُ
يسقط ِ ِ يكتب عن
ولشاعر ُ
ٍ
حين تخطرين
ُ
تشتعل حين تضحكين يكتب عن الشموع التي
ولشاعر ُ
ٍ
رغباتك المم ّددة بهدوء في داخلك
ِ يكتب عن
ولشاعر ُ
ٍ
الخيول التي تحملك ّ
كل يوم ِ يكتب عن
ولشاعر ُ
ٍ
وُت ِ
بعدّ عني
ولشاعر
ٍ ولشاعر...
ٍ
أنت بحاج ٍة لدول ٍة من الشعراء
ِ
وحزين مثلي.
ٍ غريب
ٍ لشاعر
ٍ ل
2
أصابعك
ِ أين ما ُء
َ
471
كانأ ّ
يبل قالبي
كانأ ّ
يبل ليلي
أصابعك ؟
ِ أين ما ُء
َ
3
العّاب
ِ نوع من
إنه ٌ
يظهر بيننا
ُ وذلك الّي بدأ
مهلك
غير ٍعّاب ُ
ٌ لكنه
تصنع الطعام
ُ النار التي
عّاب ُِ بل هو
تطريز جميل
ٍ السهر على
َ وعّاب
ُ
الحواس
َ يورد
وعّاب اللم الّي ّ
ُ
العّاب الجميل
ُ إنه
نحن بحاج ٍة إليه ً
دائما العّاب الّي ُ
ُ
4
فرت من صحبتي
الطيور ّ
472
أين َ
أنت يا أتلنت ؟
5
أنفخي على جروحي القديمةُ ..
وسأشفى
جرح أناهيت
ِ إنفخي على
جرح سدوري
ِ إنفخي على
جرح تايكي
ِ إنفخي على
يتفتح
وانفخي عليه وأجعليه ُ
6
ٌ
هادئة أنك
مع ِ
قادميك
ِ كلب عند
الشمس تمشي مثل ٍ
َ لكن
ٌ
وديعة أنك
مع ِ
ترافقك
ِ ٌ
متجهمة لكن لبو ًة
ّ
أنك ٌ
عّبة مع ِ
7
يتساقاط ورقاي
473
عمود السماء
ِ يجر شبكته الفارغة حول
وأتلنت ّ
تتساقاط ثماره ..تتساقاط جمراته
لحيته تطول
مثقوب
ٍ جيب
يده النأ في ٍ
فرت منه
أغنامه ّ
وقاصبه ّ
تحطم ُ
8
ُتّكرني ِ
بك
فولذ
ٍ صنعت من
المسافة التي ُ
أحب الغاني الحزينة
ّ
بك
تجعلني أفكر ِ
يأس المغني
أحب َ
ّ
الشاحب في الغاني
َ الناي
أحب َ ّ
المقطوع الوتار
َ أحب الكمانأ
ّ
474
لنه يّ ّكرني بقلبك الموجوع
9
ُ
تصرخ تانيت
رطب من أطرافها
ٌ ُ
ويسقط
النار
ل شيء سوى ِ
ّ
تخضب أصابع تانيت
10
أنا بحاج ٍة لمن يحبني مجدداً
475
أنا بحاج ٍة لمن يحبني مجدداً.
11
لست بعيداً ِ
عنك ُ
مكانأ عني؟
لماذا تبحثين في كل ٍ
قاربك..
أنا ِ
قاميصك
ِ يديك وتحت
بين ِ
خاتمك
ِ وفي
أّرارّ
ِ وفي
أوراقاك
ِ وعلى
لك؟
ألوح ِ
إلي وأنا ّ
لماذا ل تنتبهين ّ
12
حكر على ّ
الفضة جلدّ ٌ
ِ ُ
فضة
الفجر يا تانيت
ُ متى يطلع
476
جلدّ أقاوى من رغباتي
ِ ُ
فضة
لنها ٌ
فضة فع ً
ل.
13
يا إلهي..
لك
ما الّي جرى ِ
تسحقك
ِ عادات العمل والطعام والنوم
وتجعلك تدورين
ِ
حراّ
ِ أنت تنظرين إلى قافصي دونأ
ِ
أنت تسمعين أنين العصفور وتحسبينه تغريداً
ِ
بالصمت
ِ اكتفيت
ِ لقد
ً
أحيانا وبالرضا
ً
أحيانا أخرى وبالبتسام
14
بالمل
ِ الوعد
ِ لرؤيتك نوعًا من
ِ أصبح انتظاري
َ
أراّ ُ
أنبض بقو ٍة عندما ِ
بسيفك
ِ أشعر أنأ الهواء ّ
ينشق ُ
حولك
ِ السواد يلقي بظلله على الخرين من
َ وأنأ
أنك تمطرين
أشعر ِ
477
يتصحر الخرونأ
ُ بينما
أنك تتدفقين
أشعر ِ
ُ
ُ
يسكن الخرونأ بينما
لك
أصبح انتظاري ِ
انتظاراً للحياة.
15
كم من الواوات
ومضيت؟
ِ دفنت أتلنت في البئر
لماذا ِ
ً
علمة؟ وضعت على حافة البئر النخلة
ِ لماذا
لماذا ..لماذا؟
16
ومضيت
ِ انتشلت الكثي من لحظاتي العابرة
ِ
478
هكّا حولتِها إلى ّمن أبدي
طلعك عليها
ِ هكّا انتشر
ببرقاك
ِ شحنت غيومها
ِ هكّا
اصطيادّ.
ِ اصطدت من حاول
ِ
17
بك
الجدرانأ تخاطبني ِ
باسمك
ِ تهمس
ُ الشوارع
ُ
عنك ُ
تتحدّ ِ ملبسي
ملقى
كنت ًلسنوات طويلة ٍ ُ
ٍ
يلمس قالبي.
ُ الندى الّي
18
ابتسمي النأ
479
ابتسمي النأ
ابتسامتك أحزاني
ِ لطالما محت
ابتسمي النأ
شفاهك عيوني
ِ ُ
تمسك
لمستك.
ِ وهكّا أكونأ قاد
19
شالك؟
ألقيت ِ
أنك ِ
ماذا يحصل لو ِ
أنهارّ
ِ طيورّ حملت من
ِ ماذا يحصل لو أنأ
ً
سمكا إلى أنهاري؟
آبارّ؟
ِ كشفت عن
ِ ماذا يحصل لو
ٌ
قالبل من الضوء
ٌ
قاليل من المخّبا
لك ..ولي.
فيه الكثير من السعادة ِ
20
بك ثمل ٌ
كفاية ِ غير ٍ
ُ
مطوح تمامًا بك
غير ّ
غير متّيم
ُ
ماذا تنتظرين
بك
أترع سكري وتطويحي وهيامي ِ
لكي ُ
480
ماذا تنتظرين؟
21
ّ
لعل درنة على وشك النعاس النأ
ٌ
متعبة لعلها
إلي
وتأتين ّ
َ
الطريق بالزهور لك ُ
سأفرش ِ
ُ
وسأحّني الجدرانأ بآهاتي
وقابل ذلك
بسلم ُ
سأجعل درنة تنا ُم
ٍ
22
ّمن ُ
منّ ٍ
ٌ
حصانأ لم يصهل في جسدي
َ
صهل كما
عرفتك.
ِ عندما
23
عنك
وأبحث ِ
481
ل أ حد يراني
ً
طويلة تمشي في الهواء ً
شمعة لكنهم يرونأ
ل أحد يستوقافني
ل أحد يراني
24
ول في أصابعي
وحش
ٍ علي وتتحول إلى ُ
تنتفض ّ قاد
وتفترسني.
25
العطش في ّ
كل مكانأ ُ يفتك بي
شحيح
ٌ الما ُء
يقطر من الجبال قالي ً
ل الما ُء ُ
المطر ل يصل إلى الرض
ُ
تهرب إلى العماق
ُ الينابيع
ُ
الما ُء بعيد ..بعيد
482
النساء بعيدات
ّ
أيديهن كوب ماء ليس في
النساء في المغاور
26
إغلق النافّة
ِ ل َ
قابل أرجوّ أنأ تتريثي قالي ً
ِ
أرجوّ أنأ تنسحبي قالي ً
ل ِ
امسك
ِ وتتركيني أتخلص من بقايا الوراق التي تحمل
وتضعيها في سلّة
الورق
ِ تحولي قاصائدي إلى طّيارات من
أرجوّ أنأ ل ّ
ِ
أرجوّ.
ِ
27
الطهر
ِ مثل صل ٍة مغلق ٍة من
483
يراقاب كلّهّا ويزداد حزنًا.
ُ أعزل
ٍ فمثل
28
أمسك..
لم ّ
جسدّ
ِ لم أش ّم عبير
بك ُ
أتوضأ ِ لم
ببركاتك
ِ لم أكتو
كنوّّ
ِ لم تحمل يدي ً
شيئا من
بك
أتضرج ِ
ّ لم
لكن..
المرات.
ِ معك لمئات أشعر أني ُ
فعلت كل هّا ِ ُ لماذا
29
ستغيبين عني
ٌ
غريبة طيور
ٌ وستجتاح غرفتي
ُ
ٌ
نباتات سوداء ستنمو على جدرانها
وستلتهم صوري ٌ
ثولة ل طعم ول لونأ لها
بك كنت ُ
أتدفأ ِ وقاد ُ
بحرارتك
ِ أشعر
ُ وقاد ُ
كنت
484
يخطر في بالي.
ُ أسمك كانأ
ِ لمجرد أنأ
30
تخرج مني
ُ أل ترين هّه اليادي الكثيرة التي
وجهك
ِ يٌد ِ
للمس الضو ِء على
روحك
ِ لزرع الندى في
ِ يٌد
فراشاتك
ِ يٌد لمداعبة
يٌد لش ّم عسلك
خمرّ
ِ َ
أغرّ يٌد لكي
حرائقك
ِ أخوض في
َ يٌد لكي
جسدّ
ِ الفجر على
َ يٌد لكي ّ
أطرّ
يٌد لكي ّ
أحل شعرّ وأنام فيه
أركض
َ يٌد لكي أتطوى ..يٌد لكي
يٌد لكي ّ
أتجرح ..يد لكي أتدافع
جسدّ
ِ يٌد لكي أتنفس
31
485
الوداع
ِ سوى ِيد
إليك
ول أقاوى على النظر ِ
تبتعدين في الفاق
ُ
العود ذات يوم سيشتعل
وستمطر السماء
ُ
الرض خضراء وتصبح
أمامك
ِ لكنك لن ت جدي هّا الشاعر الغريب
ِ
لوبا
486
لجمع فيهما الفردوس
َ
أميلي ديكنسون
َ
عطف إلى ْ
حشيشه وكانأ يمشي فيه لكنها لم تره،
ل يجيب.
487
منطادها فطار فوق درنة ،وكانت تحمل
َ صعدت
َ
وقعت في غأرامي إذا
فمن الفضل أن تحتفظ باثنين من ّ
كل ش يء
َ
وقعت في غأرامي إذا
488
قاطع متناثرة دونأ أنأ ّ ّ
تنظر تحطم القمر ،كل شهر ،إلى ٍ
مر ُ
واّجاّاتّ .. مر رمضانأ ومرت العياد
تجدهّ ،
وقات طويل :أيها الحمق ..أين أنت؟
َ
وقعت في غأرامي فمن الفضل إذا
ّ
تحتفظ بقنينة عأطر صغير ٍة جدًا أن
ّ
المفضل َ
جسدك ستكون عأطري لن رائحة
الغنوصي
ّ علي يتوقاد تحت رماد السنين ،ماذا أيها
جمر ّ
تهب
القتيل ،تنانيرها وشعرها وخواتمها تتطاير وهي ّ
ً
مسرعة تبحث عنه ،أسماّ دمها تلبط وبعضها ُ
يقفز إلى
َ
وحدّ تستطيع أنأ ترى أجنحتي
وحدّ.
وتجمع
ُ ُ
تطوّ فوق المدين ِة فتح عينيه ورأى أجنحتها
الحارة أيقظته،
ّ مثيراً جداًنأ ٌ
لمسة من أصابعها على شفافه
489
ورقابتها المثار ُة وصدرها المحمو ُم وأطرافها المكتنزة
شّري.
تقفز ً
صبيا في المحاويل .كانت ُ صوره عندما كانأ
قارب برج بابل وقارب ّ
التل الّي يحتوي سفينة كالغزالة َ
الّهب ،كانت هناّ َ
خلف نقوش النسا ِء واّلهات
بك وحدي
أنفرد ِ
َ لكي
قاطفت ّهر ًة ِ
كنت تتنفسين في قالبها ،وعندما ُ عندما
سعادتي
490
إلي ،أم إسمعيُ :
لست بعينين لكي أعرّ هل جئت ّ
الوقات فجراً
ُ إيروسك نحوي؟ أكانأ
ِ َ
الطفل بعثت
ِ
تفاصيلك
ِ لكي أعرّ
بك
ل تختبري هيامي ِ
الطيور عأني
ُ فهذا ما تعرفه
491
أتنفسك
ِ
بعرقك
ِ تعطر
ُ
)المخابيل( كتابنا الوحيد الّي كتبناه بأصابع أقادامنا،
تنسج ما تشاء
ُ هل ندع مخيلتهم
وليحدثا ما يحدثا.
عأليك
أخاف ُِ
سيسرقك مني
ِ كما لو أن طيرًا
فرح
وأنصح من ٍ
ُ وأصحو وأعلو وأدنو وأهوى العسل،
ُ
الخبل. ل ل تقال ،فكم ٌ
خبل مثل هّا ُجم ً
492
ما أشد براءة دموعأي
تلويحاتك للخرين
ِ وما أ لعن
وطلعت من البحر
ِ إليك حافيًا ُ
مشيت ِ سللك ذهبًا،
ِ
ً
شهية. ً
مالحة
أريدك
ِ أريدك..
ِ
الماء
ِ وحق هوانا الذي رفرف مثل الطيور عألى
عأطش
ٍ وحق الشفاه التي تتوهج من
السومرية أحّم
493
في اّتضاح جحيمها وفراديسها العالية
2002
494
أكتب بها قاصتي ،أحكي بها
القصبُ ،
ِ لم أفز إ ّ
ل بقبضة
مر بي .راحت عيوني من بكا ٍء بعد ّ
عز معك، لليل ما ّ
قاصت عظامي هجرانات أيديك التي كانت تداويني..
ّ
شوية قاطن ..شوية يود ..شوية ورد ،ض ّمت رأسي
أطر ُّ المنديل ِ
لك. يا بعد روحي ،ما ُ
ّلت ّ
لمساتك ،أمشي
ِ قاصت سبيكاتي
خنجرّّ ،
ِ قاص لحائي
ّ
ٌ
هاطل ،أمشي والعنب
ُ تصيح بي ،أمشي
ُ ُ
والدفوّ
والورد ينش ّقث أمام عيوني ،ورد اليد ،ور ُد الخّد ،ورد الساق
ً
جامحة نافر ًة مستحمة أحبك
أمرحي ..أمرحي بأياميِ .
علي الحّيات
أحبك كالطعن ِة يا ليليوتّ ،حنت ّ
بالمطرِ ..
علي الجيرانأ..
حن ّالليلّ ،
عطرّ ،ولتكن
ِ واجرسيني وامسحي جسمي بزيت
وشهواتك ُ
تمل دمي ،لتكن ِ نّيرات جسدّ في جسدي
منك
نهود منتشرة على الجرّ مثل السماّ وليخرج ِ
ِ
495
ومني أبنا ٌء مثل العشب.
تصويرّ َ
فوق الفق ِ ُ
يسيل
المطار
ُ ُ
وتسيل ُ
تسيل الملئكة معه..
َ
الجبل ْ
وصعدت َ
السنابل عألى المياه ْ
فركت
حصا ُنها ُ
يثير شهوة النبات
ندى في شفاهي،
ندى في عيونيً ،
بخار جسدهاً ،
يغطيه ُ
يصيح وخرافاتها
ُ مطر أبواقاها
ندى يقطر من شعريُ ،
ً
ُ
تفيض على الناس ،نسرانأ يتحطمانأ في العالي ،أيتها
دخانأ ُ
يمل جروحي ،أيتها ولك ٌ
القاصة ّجاجي بثبات ِ
ّ
ُ
بّرت هيكلك،
ِ ُ
بّرت القر َم في ُ
الناهضة من أوجاري،
496
ال أكبر يا زماني
خشبة
ٍ إنتظرتني عألى
شهواتك
ِ الطيور من
ُ فأكلت
وأنت ُ
ويتطينِ ، النهر يتيه
فضتك لكن َ
ِ ُ
فضة النهر تغطي
ُ
أغسل يلمع وأنا
حصانك ُ
ِ تتجمعين وتش ّعين ،جلد
ّ
والصخور في سطح السماء
ُ المراكب
ُ أقاواسي في الليل،
وخيامك
ِ تلوح بالمحبة
مقالعك ّ
ِ ستر
كفيكُ ،
سطح ِ
ِ وفي
لولّ لما شاطت أصابعي ّ
باللّة ،كنت ِ بالدفوّ ،يا ليل
بفمك..
أستجير ِ
ُ مخابئك فتجديني
ِ صفاتك وتتراجعين نحو
ِ
فجر وكانأ فٌمٌ ..
شمل واحدٌ. وكانأ ٌ
َ
497
جسدها
يا مصباح إشهد أن َ
القمر
ِ ضوء
ِ أصفى من
يا مصباح اشهد أنأ جسدها ُ
يبرق
ورد.
وسيوّ من ِ
ٍ طلع
عن ٍ
ُ
يتعرق ظهرها ومطرها ُ
يتعرق الثديانأ، ُ
تتعرق رقابتها،
ُ
ينزل في كفوفي ويطليني.
ولمحت نحاسي ّ
يتفطر ِ ينتشر
ُ خضاب عيوني
َ لمحت
ِ أنت
ِ
كبد الخروف
لون ِ
ُ
لون شفتيها
ُ
ُ
العاشق التفاتها إليه بالشروق فس َر هّا
ومن جنونه عليها ّ
الشمس ،قاال له ال ّعراّ ل تشبهها
ِ وانصرافها عنه بكسر
لونأ يديها ٌ
عالق بالغيمُ ،
لونأ صدرها البيض امرأةٌُ ،
الدفوّ في
ِ ُ
حرقاة والحمر من تب ّدل الدمع بعينيها بكاء،
498
توت كلّما مس ثمارها الهواء
كلمها ،قاال هّا جلُد ٍ
حاشدتك
ِ شفرة الذكورة والنوثة ما زالت في
النشيد يختفي
َ ألمح
في هّه المقسوة ُ
أنت هناّ في جّوري وأنا في ثمارّ
ِ
كّنارتي تهتف ِ
لك
ُ
وتعيد شكل شعرّ
طابق
طابق وأنا في ٍ
أنت في ٍ ُ
أعزِّ ..
أعيُد عزفي ِ
لكنك تتصلبين
499
الحوش ّ
تدق ِ ُ
والطبول في عيناّ تمسكانأ وردتي
الشارع
ِ أنت في الشرف ِة وأنا في
ِ
الطروس
ُ إليك
ورفعت ِ
جهاتك ُ
ِ ْ
تباركت
حاشدتك
ِ شفرة الّكور ِة والنوث ِة ما ّالت في
يديك
ِ
لك
إليك وأشهد ِ
أصل ِأبقيها حتى َ
منك.
أشبع ِ
وحتى َ
ُ
الغابات تبوقني وأنا ألمع
النور
ُ فيك ّ
رنأ ِ
وماس
ٌ لحمك فحٌم
ِ ّ
رنأ في
كبد
لح في ِ أقادامك و َف ُ
لح ِك َ ِ كواغٌد تكسرت في برك ِة
الخروّ
500
الكبد
خطوط َِ َ
وتأمل أخّ ال ّعراّ المساريق ورماها
ُ
الرحيق وورد الّهب ،سيتضاعف ُ
البرق ث ّم الوضوء ثم
الزرع.
ُ
وأشواقاك كالرنين
ِ شغف
كوُب ِك من ٍ
والحجر
ِ النبات
ِ تبثين الح ّمى ّ
وتبثين السنا وتدّبرين وقاائع ّ
المطار
ُ وفيك كل ما تريد ُه
ِ
سيل
محورّ ِ
ِ المتراصة ،تسيل في
ّ المتناسق والعشاب
أطلس البروق.
ٌ
عبدية ٌ
ضربات
جسدّ
ِ وتصادم خيول في
النهر بمنقاره
َ ُ
يحمل طائرثي
501
وأنت في مسّلة تطرزين كبدي
ِ
سواّ.
ِ أهوالك ..ول سبيل
ِ أحب
قالت :أنطريني فأنا ّ
تضربين عقربي
َ أتنوع فيك ول أكونأ إ ّ
ل منوعا.. ّ
وأضرب الماء.
ُ وتضربين خاتمي وأنا ّ
أرد بسياطي
النهر بمنقاره
يحمل َُ طائري
وأنت في مسلّة ّ
تطرّين كبدي. ِ
شروطك ،أتشطى
ِ علي
عليك ت ّعطشاتي وكرّت ّ ُ
كرّت ِ
ّجاج
ِ من
ٌ
مدلهمة ُعسيلتي
سيلتك رغو ُة ٍ
قامر وع ِ ُ
التجلّة يا صديقي.
بخضابك
ِ َ
وكيف أعقُد خنصري فمك كيف ُ
أصل إلى ِ
ٌ
عميق أوجك
ِ
يا نواحي ..يا نواحي بعيداً
ٌ
ومثقوبة.. راياتي من ّكسة
الجس ُد بعيٌد عني ..عسله في المنفى وأنا في الثبات
502
الماس المبعثر في الطين
ِ خرائط ُه في
المعاول المزنجرة
ِ خرائط ُه في
وهتاّ
ٍ عطش
ٍ خرائط ُه في اليدين الصفراوين من
الكحول وخزائنه.
ِ خرائط ُه في دفائن
وحارة
ّ ٌ
معتمة ٌ
ياقاوتة
جانأ ما َ
اتقنت ُ
تتحصن ..ي َم ستتحصن من ٍ َ
"أنت
بالموت أو الهياج
ِ أطمع
ُ
النجو ُم في لهاتي يا رجاء فلماذا تقطرين في جروحي
ياقاوتك؟ ..كم
ِ يا عتمة روحي ،كم أريد أنأ أبوس
مناراتك؟
ِ أريد أنأ أرمي سلحي تحت تطريز
قص الشياه
الناي بعد ّ
صنع َ وكان أن َ
503
البخور وربطتنا بالحبال
ِ فانفطرت رائحة
قاالوا له ّ
تعّب
قاال ّ يجحيمها
أشوص
ُ فوق تللها وقاال لم ّ
أكف يوما عن البكاء وأنا َ
سرتها
رصت السماء ّ
خيّط هّي النار بالحجر وكيف ّ
بدنبوس على الحجر...
فيك
النهار ِ
ُ مقامك ..مشى
ِ ووتر ه ناّ وليرتفع
وتر هنا ٌ
ٌ
جسدّ وأُِذ َنأ
ِ معمار
ِ ُ
تقدمت في وغرد ُ
الليل، واّدهر ّ
َ
حافاتك
ِ للقمر أنأ ير ّم فيك مصلَه وأنأ يفور في
ِ
504
الفاتر،
ِ عبورّ
ِ الشرار من
ُ منجمك النائ ُم تحت كرسّيك..
ِ
طولك
ِ الحّيتانأ في مائك حين تهبطين ..المنارات ندى
ضحكاتك
ِ منحت النجو َم
ِ
الصاعق..
ِ ما يدفعني للخطأ الكيد ..ما يدفعني للضحك
الصل في البكاء.
ِ ما يدلّني على خطوط
الوقاعت
ِ مرابض
ِ وأنت في
يضربت تيني وكرمتيِ ..
ِ أنت الت
ِ
يدي عن مقامي
تفريق ّ
ِ ذات المعمع ِة ُ
وذات الخشل ُ
ِ ُ
ذات
كالنمل وتكرعين
ِ منابت الليل على يدي تدبين
ِ وأنت في
ِ
ُ
تكونأ في نهري وأنا في سمكتها
ّ
مهودج عليها ُ
تكونأ في طريقي وأنا
تلوح من ينبوعها
تلوح في كفوفهاُ ..
ُ
تلوح والهوا ُء يغلي حولها.
ُ
ملعون
ٌ ٌ
مبارك وفمي فمك
ِ
ناياتك في يدي
ِ تراب
ُ
أيامك في كتابي
ِ تراب
ُ
ناياتك في يدي
ِ تراب
خلياّ على يديُ ..
ِ نور
ُ
أيامك ل يهدأ في دمي
ِ ُ
حصانأ
يظهر في صراخي
ُ صهيل ُه
505
شهواته تظهر في نواحي
الغروب
ِ ورغباتنا تصيدها الغيوم وأنا وأنت ُ
نقف على فم
الشمس في أعماقانا
َ ّ
مودعين
يديك
أين تاريّ ِ
َ
والجمال
ِ الورد
ِ عفاّ
ِ أنت من
ِ
كيف نلتقي..؟
وصلت لي
ِ َ
كيف
والحجار هل هناّ
ِ الصحف
ِ سبط نورها على ُ
استقبل َ
506
امرأةٌ ُتشبهها؟
ُ
تمثال أفلطونأ في غرفتها
متى ّ
تكف عن استدراجي.
ُ
تعصف بالمياه المراوح التي
ِ الثور أو في
قارونأ ِ
ِ دمع يدي على
ُ
الشجار
ِ ُ
ورضعت من قاضت طفولتها مع الصيادين
يفضح اّنسانأ.
ُ ٌ
صامت مشهٌد
المدهون بالقمر
ُ جسدك
ِ
ُ
طرحت جسدي في ضحكتها
ودادّ.
ِ يراعك وهّه ُ
قاافلة ِ
507
ُ
الخجولة بيننا.. ُ
المشاعل ُ
يفصل بيننا.. بيكار
الوعيد
ِ ُ
إشارات هّه
ُ
سأتعلق في الكروم؟ هل ستصفحين عني؟ هل
ْ
برحت هّه الماني حتى اسوّدت لها الفاق لقد
محبسك ل تأبهين
ِ وأنت في ظفائري ْ
نزلت على رقاتبي ِ
ٌ
عاقالة أكثر مما يجب. وأنت
وناح ِ
طار بين النخيل َ
خبلي َ
تراب الليل على أقادامي.
ساجع الليل وصار ُ
َ ُ
صرت
فجرّ يرّقاي
ِ ينجر وهجي،
العنب ّ
ِ ُ
البرق الّي في شجرة
وأسرت طيوري
ِ جمالك
ِ حجاب
َ رفعت
ِ
ورّنمت قاسوتك.
أنتظرّ
ِ قاديم وأنا أطوّ في الما ِء ٌ
جحر ٍ مدفونة في ٍ أنت
ِ
وردّ في عظامي.
ِ
نقابك وش ّكلي ّ
سجادتك من أدعيتنا أّيحي ِ
وتنصتي لنواحي ..جسدّ ُ
يمل عيوني ّ انتبهي لرايتي
يدي النّور.
508
مراحك
ِ ّ
قاشريني السنبل على
نجومك
ِ بالرماح ،أنحدر إلى وهجي وتنحدرين إلى
جس أصابعك
أسمع ّ
ُ
بغيومك
ِ أسى وتلّبدت ُ
ذبت ً
بلّور صدرّ ّ
حزني
الطيوب
َ يجّب
ُ جسدّ الّي
ِ بالقمر..
ِ ُ
المدهونأ جسدّ
الكونأ مجتمعًا
ُ وينضج منه الّهب ،جسدكش الّي هو
ُ
الّرة هو الخلية.
وهو ّ
جسدّ الّي ّ
بخر الشعائر وهّيج البّور في الظلم. ِ
مكحلتك ومرودي
ِ
سحن الزعأفران
العطر
ِ طقوس
ُ
طقوس الثياب
ُ
طقوس الشراب
ُ
طقوس الطعام
طقوس الغنج
ُ
ولطفك الّي
ِ مكحلتك ومرودي ..سحن الزعفرانأ
ِ
يتعدّى النوثة
509
البق ِة في مدني السفلى
فيك. ُ
وتجولت ِ اصابعي الغافية
أمامك
ِ البشر
ِ دموع
َ وأنت تدحرجين
أطلسك ِ
ِ
جسدي.
إليك
كليتك وأش ّم رصيعتك وأدع أسباط معادني تسيل ِ
بساتينك السنجابية.
ِ ُ
وتعيط في
510
ّ
ولدق الزعفرانأ وتكحيل البئر بل نار لقامط الحمام
وأسوار ِّ تحيطني.
ُ
الجدران ترجمتي
شعرّ
ِ ضحى الماس ودفيء
يعج بالطيور
الكوكب الّي ّ
ُ
ثدييك
ِ مائد ُة القرابين وأنا أغمر َ
قاوس
علي بعافيتك
ل تبخلي ّ
وعلّقي قالدتك في رقابتي
عينيك ومضى
ِ البحر ماسته في
ُ لقد َ
ترّ
الفانوس
ُ أجج ٌ
محروسة بما ّ ٌ
محروسة بالكلمة.. وأنت
511
وأنا اقااتل جناّتي
قادميك
ِ ٌ
مرابط تحت سللتك شاردةٌ في رماحي وفضائي
ِ
كم من المسويقى تعزفها النسا ُمّ ،
كل يوم ،على
التحديق في المطلق
طاعتك ولتتشاور
ِ ليتكوم في ببخاري ّ
هاشا على البعيد ّ
الشمس الضارب ِة في
ِ جّور
ِ مع
اقادامك ،في الغاباتَ ،
ِ
العالم السفل
ُ
سأتجول في أرخبيلك الجر ومتى
َ بستانك
ِ متى سأحرّ
مياهك
ِ وأردّ بمحراثي
وأنت شفرة
أنت سايتو بلّم الكونأ المترجرج في خليانا ِ
ِ
فيك ُ
وانغمد في ُجّبك فانشط ِ ت ّغّيبين جسدي في جسدّ
512
هرموناتك.
ِ دمك وأهّيج
وأحفر اللغة في ِ
ُ ظهور النجوم
َ
ُ
يرفرف يتقطع حريري وحريرك
ُ
يمنحك قمرًا في العينين
ِ الكدك
النور الّي
الضارب حديدُ ..
ُ النور
بالنورُ ..
ِ ُ
أتحصن
وبورد
ٍ الخدود
ِ بلطم
وأنت ِ
السيف ِ
ِ يلونأ خدودي بومض
ّ
فاتر في الرماد.
ٍ
المطوقاة بأشرطتك
ّ هّه حماماتي
بثمارّ
ِ ُ
المثقلة هّه غصوني
التراجع
ِ ُ
المعارّ التي تتوقاد بك تجبرني على يا ليليث..
مّراتك
ِ وأبوس
ُ الغرس
َ أبوس ُ
الشتلةُ .. ً
حسنا سأبوس
ومزاميرّ.
ِ حنطتك
ِ أبوس
ُ
أقادامك نعاسي
ِ ّ
وأحط على ظهرّ منارتي
ِ ُ
أحط على
شراب وطعام..
ٍ
ُ
يرفرّ وحريرّ
ِ يتقطع حريري
ُ
يمنحك فجراً في العينين
ِ الكدّ
513
الربيع يزّين جسدي
ُ
وأصواتنا تهدأ وأبواقانا تنام.
أغأانيك
ِ عألى دجلة الحزين بطيوره غأّنيت
ُ
المقامات التي تحبين والبستات التي ترددين
نشلني من المياه
جلست ورّنمت ِ
لك أشعاري ُ نهر بغداد
على ِ
أغانيك ..المقامات التي
ِ ُ
غنيت على دجلة الحزين بطيوره
فتخرجين
َ أغطس في خمري
ُ
هو ّهر أشتلي في رياحي الجنونأ وهو ّهر انهضي من
بتمتماتك
ِ مراقادّ وباركي وهو ّهر أذرعي الفردوس
ِ
دخانك ُ
يمل جسدي ِ
وأنت
شفاعتكِ .
ِ في الشوارعّ ،
يهزونأ عروتك ويطلبونأ
514
شباكك لتتسلطين على
ِ وترمين
َ بك
تعددين ضعفهم ِ
ينفغر ناقاصًا..
ُ مياههم ..تسدين ثغر الطبيعة الّي
ذهبك
مخدعكِ ..
ِ تصيرين الورد ًة ،ل تنسي شريعتي في
وأساس
ُ أساس ِك ُ
الحكمة ُ في ّ
مخي |أيتها الوردة الغامضة..
الرض.
بالنار.
ِ
النهار..
ِ سلمك في تمام
ِ جا َء
عظام أبنته
ِ نور العالم في
َ
ُ -
ملكة كابل..
الصفرا ُء العينين
515
لجلك.
ِ
مجيئك فجراً
ِ ُ
حكمة ال في لباب.. ُ
نزلت ..طرقات َ
ُ
ربة الفجر أم طارد ُة الظلم..
مشوب باّلتياع
ٌ صدر المرأة ..خوّ
ِ ٌ
خوّ دائٌم من
ُ
يترصد مع أقالي ٍة طاغي ٍة ،مشهد الّبائح كانأ أغاجانأ
وهي ّ
تقدم إلى عرشه..
أخّ هّه السن َة من الصيادين ما يكفيُ ،
ملكة الرياح َ
تنتشر
ُ النور
ِ عأبادة
516
وجهك مشرق
ِ المصابيح..
ُ ُ
فتشتعل الباب بخف ٍة
تطرق َُ
الشمس من بيتي.
ً الضوء ..حيث تطلع
الطيور
ُ ٌ
نخلت وتزحمه ُ
وتنبت عليه الفرات
ِ نهر
يصب فيه ُ
ّ
الهمس ُ
يفتن ِ وهج
يسع إل إثنينزّ وكانأ ُ ُ
الحوض ل ُ كانأ
حب شهواتها
تجر ّ
غرة تموّ ..الدنيا تغلي وهي ّ
في ّ
وتقحمني .تحفر في الحصى عن ّ
اللّة ..وتحفر في
ُ
تبحث في جسدي عن جسدها.. الجدرانأ عن المنارات
بأطراّ أصابعها.
ِ كمانها
مدنأ
يحول أطراّ البحيرات إلى ٍ
الّوق ّ
ِ ارتقاء
بك.
المعادنأ المتوسلة ِ
ِ ُ
سلسل من
ُ
وسللة الرقايق ..ما الّي تعنين هجر ُة الشعوب القاسية
لتك َ
فوق الدخانأ.. ّ
بكل هّه المشاهدات ..مس ّ
تزداد قاو ًة ُ
وع ّلوا.. ُ وأثداؤّ
ِ ُ
يضمحل بخورّ
ِ كأس
ُ
يسطع
ُ نهار
ٍ أجل
النهر ..من ِ ّورقاك ّ
فيشق ما َء ِ ِ تضربين
517
تكرعين ماء النار وتغنين بأغاني الفجر في )بونفرادا(
َ مثلك
ِ
ُ
البروق المدوية في جسدي
أشابك
ِ مصنوع من الرصاص سلسلة
ٌ ٌ
معقوّ صليب
ٌ
ُ
وتسقط ُ
علبة السجائر. ُ
تنفرط على العتب ِة..
ُ
القرونأ الوسطى تشجعني على غيرتها الهواء..
أمزجتي ّ
ممارسة الحب أكثر من الدخول في طبقات العقائد..
َ
دخل حصانها معها إلى شقتي ..ربطت الحصانأ قارب
بالّهب..
ِ المعاب ُد القوطية ..أبراجها تكتسي
الضباب
ِ لهبوب
ِ الخمر
ُ أنحنى
الرض
ِ فخّيك تمسحني من
ِ وانحنى
أصابعك تقلّيني..
ِ ُ
رائحة
تفجر فجري
ديك ّ ُ
رائحة ِ
نور الدين على تلّته ّ
يقشر فيك هو ُ
ينتشر ِ
ُ النور الّي
ُ
ويمسح خاتم ُه من غبار القرونأ.
ُ ً
تفاحة
ُ
لطبيعة وفي يا أناهيت ..تقفل ا
فيك ّ
الصباح ِ
ُ هكّا َ
أنفلق
518
البروق المدوية في جسدي
ِ
في
المطر ّ
يموع على الجدرانأ
ُ الّهب الّي
وأترنح
ُ الجنّ ..
أدق ّ
أدق في هاوني ّ
يديك يثيرني..
طع ُم ِ
الساق
ِ الساق فوق
ِ ارتجاّ
ِ طع ُم
بلسانأ شمسنا
ِ طع ُم اكتوينا
البروق ل تهدأُ..
ُ
راف ُة العيون
َعأ َ
البروق
ِ بغداد َ
تحت رحمت ِة ُ
519
ينتشر فوق بيوتها
ُ ٌ
دخانأ
ُ
ينشف ويتحول إلى ساقاي ٍة ُ
دجلة
المراكب
ِ تتفكك أخشاب
من شرف ٍة في آخر التاريّ ّ
نطل ونحن نقبل بعضنا ..هّه
ُ
مصل الظهيرة الشاملة يتقطر في عظامنا ُ
التاريّ يتلوى..
كانأ الورُد ُ
يطفر وغابات الكالبتوس تتسع
الصحونأ
ِ الطالع في
ِ وكانأ معنى تلقاينا يّتضح في قاراءة
َ
عينيك
ِ ُ
الكلمة وخلقها ،وجب ونوت في فمك..
مجامر البخور
ُ وشمس انفرطت من يدنا
ُ شمس تباوسنا
ُ
كانأ مكاني فارغًا حتى أتت عيونها
520
يظهر
ُ ُ
حامل ا ليقونات
ُ
وحامل الكؤوس
ً
حسنا دعيني أفعل ذلك حتى ألغي أسكر وأنقش..
بنار تح ّمر
ُّ ٍ من جسدي اشربي يا أناهيت وإني لعد ِ
ُ
ينفرط من بالماس
ِ وأعدّ
ِ يفور
بالخمر ُ
ِ ُّ
جسدّ ..أعد ِ
ِ
ُ
المرتفعة البرجية ..يا إقابالت ّ
كل لمسة أعُد ِّ أيتها
معادي وجّنتي.
ُ
وحامل الكؤوس ..أتمدد يظهر..
ُ ُ
حامل اّيقونات
َ
وضاق َ
ضاق صدري ُ
أحملّ. وأبوح بما
ُ الشارع َ
وسط
ِ
علي .ابو الهول برأس كبش..
بيتي وضاقات المدينة ّ
هرمك وهرمي ..تعاي أض ّمك..
ِ ُ
تطول بين ُ
المسافة
521
ُ
الكمنجات معه ُ
يدخل كمباب في حانة يغني ..تدخل
ويدخل الورُد.
الزمان
ِ ّ
أتنصت لنين
ُ
وأتوسل بالعروةِ ..ف ُكي ّ
همي
المسك والقمح.
ِ ورائحتك رائحة
ِ اللوّ
طع ُم ِك طع ُم ِ
مشاعلك وتدلّيني على الطريق.
ِ ابوابك وتشعلين
ِ تفتحين
تشطرين
َ ً
أناهيتا.. الضباب والظل ُم والندى أردفي سوراً
ُ
كرّ
شرط الخيوط وتتقدمين معي في جحيم المغاورُ ..س ِ
ِ
ُ
أسوط أرانبي شعرّ
ِ ثعلب
يعلو وسكري يدوخ ..تحتض ِ
-قابل أنأ أجيء لم أكن أريد ّ.نصف راغبة ونصف
ُ
لكزت فرسي وأتيت .الطريق كله مكابرة .ولكني
أصل بسرع ٍة كأنما لول مر ٍة َ
أراّ كنت أري ُد أنأ َ
ً
مضطربة ل أعرّ لماذا ولّلك ّ
دخنت َ
وأختليك .كنت
522
وأكتب على يدي
ُ الفض ِة وأعلق في يدي سورة الرعد
وأحفر..
ُ وانفّ في المسبر ُ
أنفّ في كراسي الحروّ ُ الحمام
وأبوس..
ُ لدخل في ظلمها َ
وأفك شفتين َ أرفع مصباحها
ُ
وأتوسل بالعروة ..ف ّكي ه ّمي.. ُ
أتنصت لنين الزمانأ
فرج عني .أغمط ُ
أنعط أن ُم أهوي ُ
أتوسل بشّباّ إيكّ :
وفمي حصاني ..فمي الّي أدرّ به القمر وأذوق به
الظلم.
دخانك
ِ ُ
أفيض في
ٌ
مسبوكة ومش ّعة ظهرك
ِ شاشة
الجسد
ِ ُ
محاريبق النهارَ ،
هناّ حيث ِ ثغور
يحرس َ
ُ النور
ُ
للفم ،رماُد الطيور وبيوضها، ُ
هناّ حيث التعاويّ المقفلة ِ
ُ
الهاشمة للسماّ السللت
523
ورياضتك في الشفاه
ِ صولجانك،
ِ ّيدّ على
الفخار يتفطر
ِ غزال من
ٍ
يحرّ
بخورّ ّ
ِ مدائحك،
ِ وتلتهب معي
ُ التهب في عيوني
ُ
أطير
فرط سكري ُ
ويحرّ أصابعي ،وأنا من ِ
ّ دماغ الكونأ
َ
وأدوّ طينك الف َم والثدي والس فضتك
ِ في شغاّ
كما هو أم تغير؟
وضع استراليا
َ ُ
احتمالت جسدّ توحي بتغيرات كثيرة..
خطفت روحي.
القوس من يد كمياب ولم ُ
يسقط السه ُم ..كانأ ُ َ
سقط
والضباب
ُ يدفن دموعه في الضباب يئن ّ
كل ليلة وكانأ ُ ّ
أفلحي أرضي
مسجدّ
ِ ُ
تركض وراء ٌ
ملئكة ٌ
بستانأ هو وج ّهك ولي لي
تهندس
َ أقادامك ،بيتنا
ِ وكانأ أهلي ينحرونأ الشيا َة لمطابع
رمال البحر..
ِ صوفي من الشمس ومغزلي من
الرعود
َ تزرعين
َ النأ ش ّدي حقويك وافلحي أرضي ِ
لعلك
بمّراتك ..قاال
ِ وأنثر شلبي
ُ طافك
بخ ِ اصطاد سمكي ُ
ُ فيها
الطيور
ُ ستطير
ُ قابابك
من ِ
الصقور في سمائي.
ُ بيارقاك على هولي وتلطمت
ِ لمتني
525
يديك ُ
تتساقاط فوق ِ فصوصي
تلمع
وفصوصك ُ
ِ
ُ
يرشق قاوسك مثل المطر
ِ
انقطع وتره
َ وقاوسي
ججر
حجر وهذا ٌ
هذا ٌ
ومصدعأة
ّ وأنت ما بين الحجرين تعبانة
الحمام
ِ بيض
غددها ..كاثرت فوقاها الكرو ُم وأنضجت َ
افزعك؟
ِ من الّي
أتنسم في غيمتي
كنت ّقااموسها الناري ..لم أ كن ما ًء بل ُ
مفتتوح
ٌ إغواؤّ ٌ
سهل وطريقك ِ
الودع ُ
يقول هنا حصاةٌ وهنا حصاةق وما بينهما نجٌم، ُ
526
الحلو هّا ..تحيط به النساء وهو ل
ّ لك
خافي على َر ِج ِ
غريب
ٌ مخاصٌم وسلطانه
لم يتحقق منها )ّ ،ط ،ّ ،خ ،نأ( إلى البد ِس ّر ْه
البكاء.
أحّم لي أنا
أسلحتك
ِ لكنك ل ترمين
أرمي أسلحتي ِ
عضلتي
وأفرح بقيودي
ُ تفرح بمقابضها
ُ
وأفرح بحماري
ُ تفرح بفرسها
ُ
هاويتها ُقاممي وصواعقها أنواري
527
لك َ
الغنية التي أرددها ِ المغزل في شفتي ُ
تخيط ِ ُ
غرّات
والبّور
ِ النجوم منك من ُ
يتساقاط ِ أجمع ما
ُ
ِ
أمجدّ
ِ ما
رخامك وعنايتك
ِ أمجد
ما َ
ُ
إبريق الماء أسقيها ورداتك في الطريق الطويل ..وبيدي
ِ
حديقتك محكٌم ورغباتي ُ
تنبض مثل قالبي ِ سيم
شّرّ
ِ وهج أقايس تهّدم قالعي وأقايس ّ
تهدم الظلمُ ، ُ
النسور التي اصطدتها
َ أعد ُ
ومشاعل عيوني في التيهّ ، أقايسه
أرضك
ِ الجّور التي شتلتها في
َ سمائك ّ
وأعد ِ في
وراءّ
ِ العطور
ُ أنثر
ُ
غار الكلم ِة بأغصاني
وأضرب َ
ُ
منك
بوهج ِ
ٍ أضرب عقلي
ُ
فردوس أحّم
ُ
سأعرّ ّ سواقاي الليل وردي حسنًا
حسنًا..
528
ُ
وأعرّ جمرتي
الفجر
ِ ُ
جمال لرى
من ذا ّ
يصدق أنني أمسكت،
ذهب الزمانأ.
على أطرافها َ
مترع
ٌ كأسي
َ ُ
يصدق أنأ من ذا
الخمر في الدنيا
ُ حتى َ
يشيّ
وأحفر في الظلم
ُ
ُ
وتصرخ.. لتفيق من ول ٍه
الجنونأ
ِ تصدق ،أننا َ
وسط ُ ُ
تصدق ،أو ل
عزّ
ٍ وحتى ينطفي الكفانأ من
ُ
أعزّ ُ
وأعزّ..
ُ
أعزّ ما رأيت:
529
أمو ّت ْن
ْ
أموتن عليك
أراّ وأصبر ً
يوما ويومين حتى ِ ُ
530
يديك أذوب طوي ً
ل بحضن ِ أراّ ُ
وحين ِ
حاجبيك
ِ أبوس ّماني على
راّ ُوحين ا ِ
مياهك
ِ وأطلع بين
ُ أراّ ّ
أغط وحين ِ
ضفتيك
ِ غريق على
ٍ مثل
ركبتيك
ِ لغفو قالي ً
ل على
نخيلك
ِ بجّع
ِ أراّ ّ
ألف كياني وحين ِ
أموَت ْن ِ
عليك.
عأيونها المثلثة
تفر
الطيور ّ
ِ أسراب من
ٌ
531
ُ
الفاق تتداعى
مغاور القااصي.
َ تفضح
ُ عيونها التي
تتفتح البّور ّ
تطق لنأ عيونها ُ ُ
تطير لنأ عيونها تبتس ُم
الطيور ُ
ُ
تغضب
ُ ُ
البراكين تثور لنأ عيونها
تدمع
تمطر لنأ عيونها ُ
ُ السما ُء
تلمع
تشع لن عيونها ُ
الشمس ّ
ُ
عيونها المثلثة
ً
أكواما من المثلثات الشمس
ِ ُتلقي علينا أشعة
عيوهها المثلثة
عيونها ّ
كل هّا
ُ
تسكن في هّه العيونأ لنها
سحرك المطلق
ِ
ُ
المطلق سحرّ
ِ َ
ذلك هو
532
أفيض
أنأ تمطري حتى َ
أنأ ّ
تهزي الشمس في عظامي
َ
الجمال في أغواري البعيدة أنأ تحقني
ُ
المطلق سحرّ
ِ َ
ذلك هو
بك.
يشع دمي ِ
أنأ ّ
سحرّ المطلق
ِ ذلك هو
أتعّب
ُ ُتزهرين في روحي وأنا
ملّ يغني
تحوليني إلى ٍ
ورد
تحولين طريقي من حجار ٍة إلى ٍ
َ
غليك
أنظر ِ تدعيني ُ
أتدفق بمجرد أنأ َ
حرّ المطلق. َ
ذلك هو ِس ِ
شعرّ السود
ِ الشعر ُة البيضاء الوحيد ُة في غابة
533
ويحركها
ّ القصية تمنحني ضوءاً ُ
ينزل إلى أعماقاي ّ
الشعر ُة البيضاء ليست وحيد ًة إلى هّا الحّد
شعرّ
ِ تضيء
عأيني
كحلتها غلى ْ
البد عيني التي ّ
بوجحك
ِ
534
ما أغمضت يومًا على ُب ٍ
عد
كحلتها
عيني التي ّ
لم ترتجف يومًا
سيغفر لي
ُ من
ضعت
ِ أنك
لو ِ
535
وأنك ،مثل دموعي ،في غربتي،
ِ
سرحت
ِ عّاب،
ٍ من
الكونأ
َ أجوب به
ُ َ
الجمال غصن
َ كنت
وقاد ِ
ْ
الخرين برص
أو أتقي به َ
كنت درعي أما َم السنين
وقاد ِ
للبحر
ِ ألقيت سلّة حبك
وأني ُ
وأختفيت
ِ إلى جه ٍة ُ
لست أعرفها
وحّنيت بابي ّ
بكف الوداع
ُ
أعيش به فمن كانأ ،غيرّ ،يعطي لقلبي نبضًا
بغيرّ
ِ ُ
أدميت قالبي لو أني
أسير العّاب
صرت َُ
سيغفر لي
ُ من
لو أني ُ
كنت هناّ
والغيم والغانيات
ِ والخمر
ِ الخبط
ِ بتي ٍه من
لك
سيغفر لي أو ِ
ُ من
لو أني ُ
كنت هناّ !!
شعرك
ِ ُ
ماشة
537
ُ
الماشة؟ إذنأ ّ.من أين أتت هّه
شعرّ
ِ ونشرت
ِ تسللت غلى غرفتنا القديمة
ِ
رايتك فيه
ِ ولم يكن حلمًا ذلك الّي
ينابيعنا يا أحّم
صوب الينابيع
َ لنّهب
َ
حيث بدأنا
538
حيث بدأنا
صباّ
ِ ُ
الرض ترعي لكم كانت
سحرّ ً
ينبض ِ قارب مياه الجداول،
كانأَ ،
وكم َ
الشمس
ِ درت مع
هناّ ،على ضفة الشطرةِ ،
بّرت النخيل
ِ َ
هناّ
ّ
الوّ رعيت
ِ َ
هناّ
َ
الحقول فتنت
هناّ ِ
لمست المياه
ِ وفي )البدعة( يا ما
منك
بعثر ِ
عجيب ُي ُ طلع ٌ َ َ
ٍ وداخ بها سمك فرط ٍ
صوب كركوّ
َ تعالي معي
إليك
خريفِ ،
ٍ ليحملها ،في
الجنوب
ِ صباّ الّي في
ِ ونجمع بين
ُ
وحزني الّي في الشمال
ً
عراقاا أضاء بنا تعالي لنحيي
539
َ
وفوق الجبال وهدهدنا في السهول
لنربط نهراً ٍ
بنهر َ تعالي
بأرض
ٍ وشمسًا
ل ْ
بشال. وشا ً
أتدفأ بأسراري
لك بها
ل أبوح ِ
540
لك بها
أبوح ِ
ل ُ
لجلك
ِ ولكني أتهّيج بها
لك بها
ابوح ِ
ل ُ
إنائك
أعتصر خلصتها في ِ
ُ ولكني
فردوسك وفردوسي
ِ ّ
أطل بها على
تحولتك وتحولتي
ِ ُ
وأرصد بها
ُ
أتدفأ بأسراري
أرتبها ّ
كل يوم في قاصائدي
ثيابك
وأنثرها على كتبي وعلى ِ
ُ
أتلّذ بالرعشات ا لصغيرة ا لتي ُتطلقها ّ
في
وأمطار
ُ ٌ
وفراشات ّهور
ٌ معك َ
لتنبت على رباطي ِ
ُ
تسقط ّ
كل يوم عل أرضي وأرضي
541
أشعر بها أو تشعرين بها
َ دونأ أنأ
غيرّ أبداً.
ِ وقاد ل أتّكرها مع
يّوب ويتفتت
ُ ظل ُم أيامي
542
كنوّي ّ
تتضح.
تطير
أعماق هاويتي ُ
ِ الطيور التي في
ُ
والشجار التي في صحرائي تتكاثر
ُ
هّا ما فعلتِه بي
الفضي في أعماقاي
ّ َ
السمك وحركت
ّ
القرع
ِ نقرت دفوفي فلم تتوقاف عن
ِ
وأنحنيت لي
ِ ووضعت ً
تاجا على رأسي ِ
كيس خرائبي
بأصابعك َ
ِ جرحت
ِ
بفمك رمادي
ونفخت ِ
ِ
بشالك جروحي
ِ ومسحت
ِ
مغن
جوال إلى ٍ
حولتيني من ّ
ّ
وّرعت في فمي البّور
ِ
البلدانأ
َ ُ
أطوّ وجعلتيني
543
مشيمتي
وأحييك
ِ لك َ
أتحرّ وأم ّد يدا ِ كانأ ل َبد أنأ
عليك
النور ِ َ
شلل ِ وكانأ ل َبد أنأ َ
أدلق
جسدّ
ِ الطلع على
َ كانأ ل َبد أنأ َ
أنفّ
544
كسر النجوم ووضعتيني في السماء
يوم صنعتيني من ِ
اهدابك لي ً
ل ِ ارشح في
َ كانأ ل بد أنأ
عروقاك
ِ وأنأ َ
أتدفق في
َ
وهناّ في أ عالي الليل
أرجوّ
ِ ل تسافري
حقائبك وترحلي
ِ ل تحملي
القمر كي ل َ
أسقط من ِ
وكي ل تتفكك أوصالي من النجوم وأطيح
ل تغفلي عني
بك وبالسماء.
المربوطة ِ
يفور
كأسنا النأ ُ
ورد؟
الكأس من ٍ
ُ يفور
هل ُ
دمع؟
أمن ٍ
545
ضحك؟
ٍ أمن قاطر ِة
ما الّي يحمل ُه ُ
الليل الّي كّنا به نمزج كأسينا
الرض
ِ خضاب
َ كنت
كوني كما ِ
كوني َ
طفلة الما ِء وطوفي
وضعي ّ
صف جناحيك وطيري
جمراً في التفاصيل
ونادي ّ
كل من أحببت
يرصع قالبي؟
ُ هل ٌ
نبض على مبسمها
من جا َء بأور
تلو
حرّ ّ
وبجوديا ومن ّ
ً
غيمة؟ درع إنانا
وترى من شق في ِ
وهم
الكأس من ٍ
ُ يفور
هل ُ
الوهم إذا كانأ
ِ ول أحلى من
أطلقتهها في ُجّبتي
ِ ريح َم ْن هّي التي
ُ
546
تنفع أوراقاي
ً
تكوي صحفي؟
ضم؟
يفور الكأس من ٍ
هل ُ
أنا في الضيم
هكذا خطفتِني
وجمالك الغريب
ِ لوعاتك
ِ قارب
وجعلتِني َ
قاربك ُ
احترق ِ شرارتك وجعلتِني
ِ في
أبرقات ّ
ِ
547
غيمتك
ِ وجعلتِني َ
أسفل
يديك
عطر ِ هكّا جعلتِني َ
تحت ِ
أمطر ما تبقى من جسدي
ُ
العماق
ِ هكّا خطفتِتني من
الغرب
ِ هكّا خطفتِني من
شرقاك
ِ وجعلتِني أتصّيد الفراشات في
َ
العسل نخيلك
ِ ُ
أقاطف من
الشمال
ِ هكّا خطفتِني من
معك ً
جنوبا ِ أقاطر
وجعلتِني ُ
الحري
ّ الطين
َ وناولتِني
البني َ
والسمك ّ
سللت
ِ ُ
أغرّ وجعلتِني ألط ُم حبًا ..وجعلتِني
الحزنأ والجمال
ِ
هكّا خطفتِني من الناس
وأُ ُ
حب ألوانهم في أمواجي
ُ
وأتنشق جهاتهم وجعلتِني ُ
أذوق طعمهم
إليك ُ
وجدت طريقي ِ لقد
َ
أتوقاف عن المسير ولن
َ
الجبال ُ
وأتشلق أحفر الحَف َر
ُ
السماّ
ِ وأغوص بعباء ِة
ُ ُ
وأنزل بالمناطيد
إليك ُ
وجدت طريقي ِ ولكني
549
عنك أبداً
أحيد ِ
لن َ
المنارات
ِ ّ
سأظل أضبط بأجنحتي
بك
الليل ارتط ُم ِ
طيور ِِ وسأبقى مثل
عنك
أحيد ِ
لكني لن َ
ِر أنفاقاًا ِ
إليك بالشع ِ ُ
حفرت ِ لقد
غرفك العالية
ِ َ
لصل إلى بالصبر السلل َم
ِ ُ
وصنعت
جزرّ
ِ لقد أوصلتني أنفاسي العميقة إلى حافات
غيومك
ِ أترنح بين
َ أمسكت بحبالي قاويًا حتى
ُ وقاد
عنك
ولّا لن أحيد ِ
إليك ُ
وأصل ِ خطوةق واحدةٌ
بك ُ
وأمسك ِ قافزةٌ واحدةٌ
عليك ُ
وأقابض ِ سطر واحٌد
ٌ
أرجوّ
ِ ولّا..
عنك أبداً.
أحيد ِ
لني لن َ
الممدد ُة
ّ
السرير ع لى قادمي
ِ تطيح من
لك ُ تمددت وكانت ُش ُع ِ
ِ
رخام إغريقي
ٍ كتمثال
ِ تمددت
ِ
جلدّ ُ
تنبض ِ ُ
الوردية على ُ
اللمسات وكانت
تمددت ولم أكن ُ
أملك سوى عينين ِ
550
أما يدياي وأذناي وفمي وأقادامي فقد تبخرت
ً
لمعة أقادامك ُتشب ُه أسماكًا صغير ًة
ِ كانت
الشمع المحّنى
ِ فجر من
وكنت مثلب ٍ
ِ حمامًا ُ
يكاد يطير،
الربيع
ِ كنت متّبلة بالضوء مثل ظهير ِة
ِ
إله الحسرات
كالبرق
ِ ُ
تصعق عن ضحكتها
551
الحمام
ِ ريش
وعن ِ
في ثناياها
شمس العراق
وعن ِ
ْ
الفرات بالطالع من قابلتها ..يغلي
ِ ترتوي
ْ
الحسرات يا إله
أليأس عن صدري
نفخت ََ كم
َ
مشاحيفك َ
أرحيت في نهري وكم
لر ْ
فات كم أفلقت بّراتي وج ّمعت ا ُ
ْ
الحسرات يا إله
ٌ
سنونأ وسنونأ فقد َمرت
أقاطر ً
دمعا أرشح ً
حبا ،وأنا ُ ُ وأنا
صار بعيداً ّ
بيدي النهر الّي َ
وأربط َ
ً
الشمسة أحلم بروحي اربط
القامار
َ اربط
علي
مروانأ ..ثريا ..مروهّ ..
بعيوني
النهر الّي ّ
جف بقلبي اربط َ
ُ
الطوفانأ يجتاح دمي
ُ بّري دجلة
ض ّم الضفتين
ْ
الحسرات يا إله
552
فقد طال ُ
الشتات.
زيلدا
ليل
تخرج من ٍ
ُ شمس
ٌ
صوتك
ِ قاطع ّيلدا من
ٌ
ماس تغمرنا
قاطع ٌ
ٌ
ل ونهاراً
نرقاص لي ً
ُ
553
نخبك يا ّيلدا
نرقاص ِ
ُ
حركت أسلكها موج خطانا
ّ
ٌ
ليلة ُيشعلها ضو ُء القمر
أغانيك
ِ بنيرانأ
ِ ٌ
ليلة تحترق النأ
وتيجانأ الطنافس
َ حمر السراويل ٌ
تركية ُتلبسنا َ ٌ
ليلة
ُ
ترشق سيقانأ المحّبين وتلويحات أيديهم ٌ
ليلة تركية
أشباح
ٌ الكأس
ِ خمرنا اسوّد وطارت من رماد
وشلخت يدنا
ماض
بحة ٍ
لم تعد ّيلدا سوى ّ
الموت مخموراً يراقاصنا
ُ ثم قاام
وتهنا في الغبار.
آمين
طيور
ٌ ُ
الغصن سلمي وتعاويّي قاالت:
554
الزهر ِة ينبوعك من عين إنانا ّ
وثرياّ من ُ ِ ُ
قالت:
العشق تريد؟
ِ قاالت :يا إلهي ..كم من
ضحكت أحل ُم ..في سلّتها تمثال ننسونا وفي سلّتها سبع
ْ
والموت طوي ً
ل ِ الحرب
ِ َ
قابل أنأ يبقى ظل ُم
دمت معي
الموت ما ِ
ِ َ
ألطف أنوارّ لن يبقى ظل ُم قالت :ما
ْ
فنخت أحل ُم في الناي وغنت
نفخت في ورقاي روحًا وفي كفي ّهراً
ْ
البحر لي ً
ل ِ نفخت أشرع َة ِ
النهر وسارت َ
فوق ما ِء ْ
ّ
والتف واسترح في قااعي البعد
ْ قاالت :النأ اتخّ مني ما ًء
يدي ُ
أطلقت إلى الدنيا ّ مائك ُ
قالت :من ِ
ً
حريقا اشتد بي الوجُد إلى الدنيا فزدني َسهراً ّدني
قاالتَ :
العشق ،لم
ِ ضباب
ِ الفردوس ،هامت في
ِ في خطاها ُش َ
عل
تسمع صوتي
َ
أنت؟ ..أجيبي
قالت :من ِ
556
الرض بالسماء
َ وارعدي واملئي
أرض فردوسنا
ودعي بيتنا َ
وليكن بيننا ،إلى أبد البدين ،الع ْ
ِناق
لك
آخر صور ٍة ِ
ُ
لك معي
آخر صور ٍة ِ
أنظر إلى ِ
ُ
عينيك
ِ المل في
ِ أرى َ
بريق
والحصار
ِ الحروب
ِ فيتبدد أمامي ُد ُ
خانأ ُ
557
وجهك وجماله
ِ أرى بسالة
الجراح.
ِ ونهاياته القابضة بقوة على
558
الورد
ُ أيام فاض
الطري
ّ الزبد ً
حافية على ِ قادميك،
ِ ُ
الورد من فاض
أيام َ
سفر
صبرّ في الوداعا التي ل تنتهيٌ ،
ِ السود،
ُ
والورد الدمع في العينين،
ِ واحتقانأ
ِ ُعرّ المنافي
مهل ُ
يفيض من الشفاه ّ.من المناحر.. الّي على ٍ
559
جسمك ..من
ِ أنهار
الساق ..من ِ
ِ أسيل
من ِ
يديك تضللنأ الضو َء والرغبات ..من وجع
ِ
يلين. ُ
يطول ول ْ الفراق
حزنأ إلى
يلف شهابه ويطير من ٍ فاض ُ
الليل من َش ْع ٍر ّ أيام َ
الوجع الحنين.
ُ معنى يستح ُم به
النارّ ..
بل الدمع من أحلى العيونأ ّ
وبل درب ِ ُ أيام ً
فاض
صوب بغداد الجريحةّ ..
بل َ وترجع
ُ مواكبًا تمضي
تخرج من مقابرها ّ
تودع آخر الحباب ُ الناس
َ
مطوحين بصمتهم.
ّ ينحدرونأ من ليل الحروب
البيوت
ِ كنت كسير ًة تقفين في أعلى
الدمعِ ..
ُ فاض
أيام َ
الدري..
ّ وجهك
ِ أمسح
ُ دموعك
ِ َ
تساقاط من
فاض الدمع
أيام َ
ُ
كنت ل أبكي
ول أحكي
ُ
الموت يحفرني وكانأ
ُ
ويستبد بي الجنونأ.
560
مامو
شعرّ َ
تحت شجر ِة الخلود ِ وتضفرين
561
حين ّ
هبطت إلى الرض
الطيني
ّ فتحت )مامو( اسطرلبها
وقارأت مصيري:
فردوس سُت ُ
طر منه. ٍ َ
حصلت على -كلما
بعيد ول أراه.
يراني من ٍ
المقوسة في حقولي
تتقدم )مامو( بعصاها ّ
وترى صاحباتي:
تفعل ّ
بكل هّا؟ ماذا ُ
فردوسا في ّ
كل امرأة ً أصنع لي
ُ ما دام يطردني من فردوس ِه
معك حق
تفسر ُحلمي:
إلهة الحلم )مامو( ّ
-ستبكي طوي ً
ل إذا َ
وقافت هكّا في معبدي.
بإمكانك أنأ تكوني معي ُ
منّ هبطنا إلى الرض ِ -كانأ
562
بي ُ
تميمة النجمة لتزيد ولعك ّ
-حسنًا أس ّميك منّ اليوم )أحلم(
لفردوسي وجحيمي
ساعات رأس
ِ الرقاص طوي ً
ل ورفع النخاب في أول ِ بعد
َ
والورد
ِ الكروم
ِ البيت الفسيحن في رابيات
في ذلك ِ
الخضر في خنصره..
ِ يفعله )حكمت( ذو الخاتم
ُ
يحمله )حميد( من أغأاني يحيي كان لوحدهِ ،ما الذي
563
ُ
يحمله حمدي ورضا عألي ومسعود العمارتلي ،ما الذي
سجد المغنون
صوب صّةٍَ ،
َ راكز
عأشق ٍ
ٍ خضاب
أنهار ُ
الجميل ل ينساب في ِ شعرنا
إلى الغناء أين ُ
صوتها.
بالجنون،
ِ الخافق
ِ الصالة طاحت النيران َ
فوق وردنا ِ
َ
الجمال كان ليلنا ُ
ترشق معبر الش ّ
ّل اليام مثل ِ
ُ كانت
يفور في كفوفنا.
ترفع اللواح
قاتلني الحلو بهميانه ،كانت )سعاد( ُ
فوق متنها ،والنائحونأ بين ورد ٍة وورد ٍة يمشونأ
مركب فيه ُ
الخشوّ. ٍ مثل
كانأ )علي( يحاول ّ
فك لغز هّه الخشوّ،
مطر وجمر
مغموس بماء
ٌ بستانأ هّي النار
وجمر
ٌ مطر
بستانها ٌ
ٌ
دفوّ في دمي بستانأ أيديها
بساتينك
ِ تتبعي معي نقلت ليليث في
يعصبن
َ تتبعي شيطانات الليل ّ
وهن
عيوني ويأخّنني أسيراً
تطلع من
الشموع السوداء التي ُ
َ تتبعي
565
طائر يهّي بها
وطلع ٌ
ٌ عيني تعّبني
ُ
النيرانأ تأكل خرقاتي بستانها
تتقلب في كبدي
ولنجوم ُ
ٍ جسدي
ويبكيني حريري.
إغأواءات مامو
فيضك العجيب؟
ِ هل كانت الشجار ُ
بعض ترجمات
منك نبض ولوع ٍة ولمس ٍة تركتها َ
هناّ أو هنا. أم كانت النهار ِ
يا قاوقاتي..
ّلت
ما ِ
في بيتي
شبابا ً
دائما ً تسقين أيامي
566
الورد في الشرف ِة من أ جلي
َ ّلت تزرعبين
ما ِ
يا قاوقاتي...
أنت
وين ِ
في ْ
درنه
وبكفي
من عندّ
ثا قاوقاتي...
الصابع من تناسلها
ُ فهل تصحو
ْ
الزمانأ وهل يضع
تأريخه ً
قالقا علينا
تهب المانأ
كي نفوّ بورد ٍة ُ
بك
حللت بها ..ثم حلت ِ
ثم ِ
أخّت:
ِ أعيدي لها ما
ْ
السهول المياه الجبال
َ
العرش أرجعي نور من أضا َء لك
رصعيه
تاجكّ ...
وخّي ِ
ْ
القليل. إلي القيل
وردي ّ
567
ُحلمنا
كم افترقانا؟
وأنت تبكين
كم حملت حقيبة سفري ِ
ً
صعبة تسلقت طرقاًا
ُ كم
568
كم نمنا في الليالي السوداء ممزقاين بألم الفراق
الفهارس
الشارات
569
فهرس المحتويات
الشارات
يقظة دلمونأ
ُكتبت قاصّّائد هّّّه المجموعّّة في الفّّترة ) (1979 ّّ-1975ونشّّرت في 1980وهي أول مجموعّّة
ّل قاسم منهّّا بموضّّوعه)س ّميت على شكل كتب( يتميز كّ ّ
يصدرها الشاعر ،وتتكونأ فنيًا من خمسة أقاسام ُ
أو شكله الخاص فكتّّاب بوبولينّّا موضّّوعه المّّرأة وكتّّاب النبلء موضّّوعه البطولّّة الروحيّّة وكتّّاب
التجليّّات يضّّم قاصّّائد مختلفّّة قاصّّيرة وكتّّاب السّّيمياء موضّّوعه السّّحر وكتّّاب دلمّّونأ موضّّوعه
السطورة.
كتاب بوبولينا
570
بوبولينا :واحدة من أبطال رواية )ّوربا( لكاّنتزاكي وهي امرأة جامحة العاطفّّة والجسّّد وأغلب الظن
أنه اسم للهة رومانية ،وهو يشير في القصيدة إلى حبيبة الشاعر.
عأليك من لوركا :سافرت حبيبة الشاعر إلى إسبانيا فخاّ عليها من شاعر إسبانيا القتيل لوركا.
أخاف ِ
كتاب النبّء
نص عبّّّّّّّّارة هّّّّّّّّاملت
في الشـــــــــمس أكـــــــــثر ممـــــــــا ينبغي :هّّّّّّّّّا العنّّّّّّّّوانأ هّّّّّّّّو ّ
لع ّمه عندما سأله عن أحواله وبعد أنأ عرّ هاملت بأنأ أباه مات مقتول ،ولم تأخّّّ منهّّا دللتهّّا في هّّّا
ّهو وعناد.السياق بل أخّت لجمالها وقاوتها ولما تعنيه من ٍ
كتاب التجليات
تجلي الرض :في الساس مقدمة اقاتطعتها من قاصيدة طويلة اسمها )هكّا علمني الحزنأ(.
عأين الدمع :في تجلي )النبي الندلسي( يرد اسم مكانأ )عين الدمع( وهّّو المكّّانأ الّّّي أُقاتيّّد لّّه الشّّاعر
لوركا وأُعدم فيه.
طــاء ســين :في )التجلي المقّّدس( يّّرد هّّّانأ الحرفّّانأ وهمّّا أسّّاس تسّّمية كتّّاب الحلج )الطواسّّين(
ويشيرانأ إلى )طه وياسين ( وهي من أسماء الرسول محمد )ص(.
كاف نون :في المثولوجيّّا اّسّّلمية يشّ ّكلنأ الجبّّل الول والبحّّر الول حيث خّّرجت الرض منهمّّا
ومجموعهما يشكل كلمة )كن( التي هي كلمة مقدسة تخص قادرة وعظمة ال.
كتاب السيمياء
السيمياء :هو الفن العربي القديم الخاص بتحويل المعادنأ الرخيصة إلى ذهب ،وهو جّر علم الخيمياء أو
الكيمياء السحرية ،وقاد ورد السيمياء هنا للدللة على السحر حيث يحفل هّا الكتاب بمحاولة الستفادة من
ل واسلوبًا.
نصوص السحر ومن التعاويّ والدعية والطلسم السحرية شك ً
كتاب دلمون
دلمــون :هي الرض السّّومرية الّّتي وردت في المثولوجيّّا السّّومرية على أنهّّا الفّّردوس الخّّالي من
المراض والشيخوخة والشرور فهي أرض الخلود ،ومكانها الحالي هو البحرين.
طسم :هي القبيلة العربية البائّّدة الّّتي كّّانت في أرض الجزيّّرة )ويعتقّّد أنأ مكانهّّا الصّّحيح هّّو أرض
البحرين(.
571
لهة ،عأثتر ،إيل :الثالوّ الكوكبي عند العرب القدامى والّي يتكونأ على التوالي من إلهّة الشّّمس ،إلهّّة
الزهرة ،إله القمر .وهي جزء من المثولوجيا العربية قابل اّسلم.
أناشيد إسرافيل
ً
أساسيا ،فقد حّّاولت نشرت هّه المجموعة لول مرة عام ،1984وهي مجموعة يلعب فيها السحر دوراً
في الكثير من قاصائد هّه المجموعة الستفادة من بنيّّة ومضّّمونأ النصّّوص السّّحرية القديمّّة والعربيّّة
منها بشكل خاص .وتشي هّه القصائد ايضًّّا بمسّّحة حسّّية إيروسّّية واضّّحة وإيقاعّّات وّنيّّة غريبّّة
ومبتكرة.
سحري دفاعي يحّّاول إحاطّّة الشّّخص بمّّا يحميّّه ويّّدفع عنّّه الذى،
ٌ الُرقاى :مجموعة ُرقاية وهي ٌ
نص
الرقاى في كتاب مفتاح السعادة على أنه علم باحث عن مباشرة أفعال مخصوصة تترتب ويرد تعريف علم ُ
عليها بالخاصية ىثار مخصوصة كعقود الخيط والشعر وأمثالهما ..والرقاية كثّّيراً مّّا تقّّع في المّّراض
كوجع العين ووجع السن وكّا في إصابة العين وأمثالها ..وإنما سميت رقاية لنها كلمات رقايت من صّّدر
الراقاي بعضها فهلوية وبعضها قابطية وبعضها كالهّيانات )مفتاح السعادة ج ،1ص .(303
إسرافيل :أحّّد الملئكّّة الربعّّة العظّّام الّّّين يحيطّّونأ بعّّرش ال وهم )إسّّرافيل ،ميكائيّّل ،جبرائيّّل،
عزرائيل( ،ووظيفة إسرافيل هي قايامه بنفّ الصور يوم القيامة حيث تقوم أرواح المّّوتى لكي تمثّّل أمّّام
ل موضّ ً
ّوعيا ّسّّرافيلن فوظيفّّة الشّّاعر على الباري ساعة الحساب .وفي القصّّيدة يمثّّل الشّّاعر معّّاد ً
ً
نفوسا حّية فالشاعر هو إسرافيل الرض. الرض هي بعث الروح في النفوس الميتة وجعلها
التعاويّ :مجموع تعويّة وهي جز ٌء من التمّّائم السّّحرية حيث تحفّّل برسّّوم ونصّّوص تّّدفع الذى عن
الشخص ،فهي نصوص حماية سحرية بالساس تحاول منع وقاوع الشر.
الوحا ...الوحا :مفردة تتكرر على لسانأ السحرة وفي خاتمة التعاويّ السحرية من أجل إتمام إنجاّ المهمة
السحرية المقصودة.
أدوناي :هو أدونيس الّي ترسب من الديانّّة الكنعانيّّة الفينيقيّّة في الديانّّة العبريّّة فأصّّبح يعّّني السّّيد،
ويرد كثيراً في نصوص السحر العربي
الوفاق :هي اشكال هندسية مربعة أو مستطيلة أو مثلثّّة تقسّّم إلى أجّّزاء تمل حروفًّّا او أعّّداداً وتمثّّل
ً
ومرسوما. ً
مكتوبا ً
تعويّيا ً
طقسا
الزايرجة :علم سحري قاديم يعتمد على مقابلة الحّّروّ والعّّداد وعلى ضّّرب من الرياضّّيات المعقّّدة
وذلك لكشف المستقبل ومعرفة مصائر الفراد أو الجماعات أو الدول .ويرى مؤلف كتاب مفتّّاح السّّعادة
أنه قاسم من علم الكسر والبسط مع طرق مخصوصّّة وأحّّوال معينّّة حّّتى تخّّرج حّّروّ تخّّرج منهّّا
572
كلمات دالة على كيفية مرادّ في الستقبال .وهّا علم عجيب موضوع في جّّداول قالمّّا رأيت من يعرفّّه
وقالما رأيت من يعلمه ول يبخل به )مفتاح السعادة ج ،2ص (420
أّدهر ..أّدهر :عبارة باللغة المندائية الصابئية مكتوبة في كتاب صابئي قاديم اسمه )قاماها ذهيفّّل ّيّّوا(
مكونأ من أكثر من ألف ومئتي سّّطر عبّّارة عن تعزيمّّات متنوعّّة وتعّّني الكلمّّة )اّدهّّر( وهو كتاب ّ
تحّفظ أو إحّر.
علم الجفر والجامعة :وهو عبارة عن العلم اّجمالي يلوح القضاء والقدر والمحتوى على كل ما كانأ ومّّا
يكونأ كليًا وجزئيًا .والجفر عبارة عن لوح القضاء الّي هو عقل الكل والجامعة لوح القدر الّي هّّو نفس
الكل )مفتاح السعادة ج ،2ص .(421 -420
هرمس :هّّو إدريس الّّّي يسّّمى أيضًّا هّّرمس الهرامسّّة أو هّّرمس مثلث العظمّّة وهّّو شخصّّية من
ّط بّّالقلم وعلّم الحسّّاب والتنجيمشخصيات قابل الطوفانأ التي أحاط بهّّا الغمّّوض ويقّّال بأنّّه أول من خّ ّ
وخاط الثياب ،وقاد اندمجت شخصيته بالكثير من اللهة القديمّّة مثّّل إلّّه الحكمّّة البّّابلي )توتّّو( ابن نبّّو
واّله المصري تحوت )طوط( الّي تنسب له مجموعة كبيرة من المؤلفّّات الهرمسّّية الخاصّّة بّّالتنجيم
والكيمياء السحرية وبعض المسائل الفلسفية واّلهية .ول شّّك أنأ الفلسّّفة الهرمسّّية تمتّّد بجّّّورها إليّّه
ومعها الغنوصية.
الغنوصية :كلمة يونانية الصل ) (GNOSISومعناها المعرفة وقاد استعملت أيضًّّا بمعّّنى العلم والحكمّّة
وتترجم إلى العربية بصيغة العرفانأ ،والغنوصية مّاهب دينية ظهرت في الشرق القديم وبرّت بوضوح
في العصّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّر الهيلنسّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّتي
وتد
ّ
عي أنها مشيدة على نوع من المعرفة فوق المعرفة العقلية وأسّّمى منهّّا ،معرفّّة باطنيّّة ،ليس في أمّّور
وخفي كالسحر والتنجيم والكيمياء. ّ سري
ّ أيضا بكل ما هو ً الدين فحسب ،بل
وترتكز الغنوصية على أسطورة الخلص من الخطيئة عن طريق المعرفّّة ،حيث يمتلّّك الغنوصّّي تلّّك
القدرة المعرفية الستثنائية طريقًا للوصول إلى الخلص ،وتمثل الهرمسية العمود الفقري للغنوصية.
أصباؤوّ :جند السماء وهي ملئكة يستنجد بها السحرة ،لستحضار القوى الغيبية
هامش الياقوتات
اطلق اسم الياقاوتات على هّه القصائد الخمسة بسبب طبيعتها الوّنية الخاصة فهي مبنية على بحر خليط
يحمل غموض العماقُ هو )البند( وتغوص مضامينها في عتمات خاصة ،والياقاوتة أو الياقاوتات عمومًا
573
والبريق الثقيل الخاص به .ومن الجدير بالّكر أنأ طريقة كتابة هّه القصائد ل تتكرر عند الشاعر إل
نادراً ،كّلك فهي غير واردة في الشعر العربي الحديث حسب علمنا.
دنا DNA :وهو الحامض النووي الموجود في نواة الخلية والمسؤول عن الوراثة.
أغألب قصائد هذه المجموعأة ُكتبت في ثمانينات القرن العشرين ،وبعضها الخير ُكتب في
ُ
تسعينياته .
كتبت المجموعأة عألى شكل أربع حركات موسيقية )الغضب ،المطر ،الخراب ،الفول (.
إشارات :
برنابا :كاتب أحد الناجيل التي تعتبره الكنيسة منشقًا عليها وهو يرمز لتحدي السلطة الدينية
دونأ النظر إلى مضمونأ إنجيله.
شــيث :ابن آدم وهّّو النّّبي الّّّي اسّّتقامت بّّه سّّللة البشّّر بعّّد أنأ قاتّّل قاابيّّل هّّابي ً
ل
وف ّرّ قاابيل وأصبحت سللته رمزا للشرار.
السمندل :حيوانأ خرافي يشبه شكله شكل العضاءة.
الجام :الخمر بالفارسية ،والزجاج باللهجة الشعبية العراقاية.
في النهر الصافي يا عأذراء اغأتسلي :هّّه الجملّة مّأخوذة من مطلّّع السّطورة السّّومرية
)إنليل وننليل(.
ال ُكلل :جمع ُكلّّّه وهي قاماشة خفيفة على شكل خيمة تنصب على السرة في صيف بغداد ليل
قابل عقود من الزمن.
574
اليخضور :المادة الخضراء في النبات وهي الكلوروفيل.
العامرية :منطقة في بغداد سقط في ملجئها مئات القتلى من النساء والطفال بعد قاصّّفه من
قابل قاوات التحالف في حرب الخليج الثانية .1991
شاعأر سرقته الخيــول :عنّّوانأ قاصّّيدة للشّّاعر فّّوّي كّّريم كتبت ونشّّرت في السّّبعينات
سببا للتعارّ بين الشاعرين والقصيدة الحالية هي استّكار لتلك اليام ولما آلت إليّّه وكانت ً
المور في العراق بعد حروبه وحصاره.
المقوسة في النص :هي من رسائل فوّي كريم الموجهة للشاعر.
ّ الجمل
نخلة التحاد :نخلة طويلة في وسط حديقة مقر اتحاد الدباء في العراق.
لوسيفر :إله الضوء في الساطير اّغريقية وهو أب )الشعر والحرية(.
أخوة عميقة في الساطير السومرية.
دموزي ونكشزيدا :صديقانأ ربطتهما ّ
إدريس والخضر :نبّيانأ يرى بعض الباحثين أنأ لهما علقاّّة ببعضّّهما رغم الّّزمن المتباعّّد
لظهورهما.
الــروح مقابــل الغــداء :تحّّوير لمعادلّّة النفّّط مقابّّل الغّّّاء الّّتي فرضّّت على العّّراق في
الحصار بعد حرب الخليج الثانية.
الفخذ محروقة :عبارة ترد في قاصيدة قاارات الوبئة للشاعر فوّي كريم وتصف ما حصّّل
صبيحة 14تموّ 1958وحرق جثة نوري السعيد.
عأبد المير :سيد الشعراء الصعاليك في العراق المعاصر ،الشاعر عبد المير الحصيري.
فانتازيا شومان :مقطوعة موسيقية لشومانأ بآلتي التشيلو والبيانو.
مندليف :العالم الّي رّتب عناصر الطبيعة )الفلزات واللفلزات( في جّّدول متسلسّّل دقايّّق
على أساس العدد الّي لكل عنصر.
خواتم الفعى
الرومانس ــكية والقوطية :آخّّر مرحلّّتين في فنّّونأ العصّّور الوسّّطى وهمّّا متناقاضّّتانأ حيث تلجّّأ
الرومانسكية لستعادة الفن الكلسيكي )اّغريقي الروماني( بينما تسعى القوطية لبعث الفن القوطي الّّّي
يرمز لبقية شعوب أوروبا المتخلفة نسبيًا عن اّغريق والرومانأ.
575
الحب ّ
واللّة عند الرومانأ يقابله إيروس عند اّغريق كيوبيد :إله ّ
سادنات القادار :استعارة جزئية من المثولوجيا الرومانية لربات القادار الثلثة ،مع تصرّ في وظائفهن
في القصيدة
أرش :هي أرشكيجال إلهة العالم السّّفل ورّبّّة المّّوت والمرتبطّّة بّّالمراض والشّّرور في المثولوجيّّا
السومرية والبابلية.
نونا :إلهة القدر الرومانية وهي تملك دولب الغزل وعلى رأسها ريشات تدل على عمر اّنسانأ.
تايكي :إلهة الحظ اّغريقية الّّتي انتشّّرت عبادتهّّا في المرحلّّة الهلينسّّتية في الشّّرق خصوصًّا بسّّبب
ّل أشّّهر تّّايكي في الشّّرق هي تّّايكي ع ّمونأ التي تضع سور القلعة كتاجالتعلق بالصدفة والقاّّدار ،ولعّ ّ
على رأسها.
الصاية الحمراء :صاية اّله دمّّوّي )تمّّوّ( ثم أصّّبحت صّّاية الرجّّوانأ أو القرمّّز الكنعانيّّة رمّّزاً
للفينيقيين ثم استخدمها الباطرة البيزنطيين كأحد رموّ الملوكية.
نهر الدموع :هّه القصيدة كتبت خلل ساعة واحّّدة بين إقالع الطّّائرة من مطّّار بّّيروت وهبوطهّّا في
مطار ع ّمانأ في .1997 /3 /29
النيموس :رمز الّكر ا لقابع في أعماق النثى ،وفي القصيدة يظهر أنأ هّا النيموس عندها هو الثعبانأ.
ليليث :شيطانة الليل والمغوية لدم ولّّّلك يسّّمونها حّّواء الباطنيّّة ،فهي رمّّز العشّّيقة في حيّّاة الرجّّل
المتزوج.
هرش :هو المرض في اللهجة العراقاية ولعله مّّأخوذ عن )أرش( إلّّه المّّراض في السّّاطير العراقايّّة
القديمة وهي أرشكيجال.
إيرين :اّمبراطورية إيرين التي حكمت في عصر السرة ا ّيسورية البيزنطية والّّتي عملت المسّّتحيل
لكي تصبح إمبراطورية فقد عزلت ولدها بعد أنأ سملت عينيه لكي تحكم هي.
كيلوباتراثيا :الملكة السلوقاية القوية الّّتي لعبت دوراً كبّّيراً في حيّّاة عّّدة ملّّوّ سّّلوقايين منهم )بّّالس،
دمتيروس الثاني ،أنطيوخيوس السادس والسابع والثامن( وقاتلت ولدها من أجل الملك والطمع.
كاليغول :اّمبراطور الرومّّاني )معّّنى أسّّمه حّّّاء الجنّّود( الّّّي امتّّاّ بدكتاتوريتّّه وطغيانّّه الشّّديد
وبنزعاته الشاذة.
576
سردنبال :آخر ملك آشوري ويعتقد أنه )سن شار أشكونأ( الّي يلقب نفسه بّ)آشور بانيبال الثاني( ولّّّلك
اللّة على حساب سيادة إمبراطوريته وقادل في ّ جاءت تسمية الغرب له بّ)السردنبال( وهو الّي كانأ موغ ً
أحرق قاصره وسقطت اّمبراطورية الشوربة بعد انتحاره.
سفرطاس :تسمية شعبية عراقاية لثلثة قادور صغيرة مر ّكبة فوق بعضها تحتوي أنواع الطعمة.
إينوما أرش :عبارة بابلية مركبة من )إينوما( أي )حينما( و )أرش( أي )السفل( ومجموعهما هو )حينما
في السفل( وهي عبّّارة تنّّاظر اسّّم أسّّطورة الخلّّق البابليّّة )إينومّّا أليش( )حينمّّا في العلى( .والغايّّة
واضحة من خلق تناظر بين العالي والسافل لوصف أسطورة معاصرة كانت تدور في السافل.
دموزي :اّله الراعي العاشق عند السومريي ،يقابله )تموّ( عند البابليين.
أورفيوس :اّله العارّ المغني الّي كانأ يسحر الحيوانات واللهة بعزفه والّي اشتهر بأغانيّّه العاشّّقة
الساحرة وهو يبحث عن حبيبته في العالم السفل.
بّتافسكي :امرأة أّدّعت النبوة وتوغلت في العقائد الباطنية وأصدرت كتبا في هّا المجّّال منهّّا )إيّّزيس
بل قاناع( )المّاهب الباطنية( وأصبح لها من التباع ما يقرب الخمسة مليين في أوروبا مع مطلع القّّرنأ
العشرين.
تيــامت :إلهّّة الميّّاه الولى البحريّّة المالحّّة في أسّّطورة الخليقّّة والّّتي أصّّبحت تمثّّل اللهّّة العتيقّّة
الشريرة.
577
خبر :نهر العالم السفل في الساطير العراقاية القديمة.
السومرية أحّم
في ا ّتضاح جحيمها وفراديسها العالية
سلم النباط :ثلّ درجات صاعدة وثلّ درجات هابطة تدل على الصعود إلى الفردوس والهبوط إلى ّ
ّ
الجحيم .ويظهر هّا السلم في حافات المباني النبطية وهو من أصول بابلية.
579
فهرس المحتويات
يقظة دلمون
كتاب بوبولينا
.1بوبولينا
غيابك كالقديس
ِ ملقى في رائحة
ً .3
.4أحزانأ الولد المر
كتاب النبّء
.1آخر النبلء
.3قالعة روحية
.5الوراق
كتاب التجليات
.1تجلي الرض
.2تجلي الوحشة
.5تجلي الصبا
580
.6تجلي الحقول
.8تجلي الراعي
.10تجلي القلب
.11تجلي الرحيل
.12تجلي فروسي
.13تجلي الجنونأ
.15تجلي الشواطيء
.17تجلي العصافير
أنت المراد
.19تجلي ِ
.21التجلي النبيل
.22تجلي النجوم
.23تجلي الوحيد
.25تجلي ما في العيونأ
.26تجلي السنونوة
.29التجلي المقدس
.35تجلي المصلوب
كتاب السيمياء
.1ابواب
.2الغصانأ المدهشة
.3أمير الفلوات
كتاب دلمون
.1الحقول
.2شموس طسم
.3يقظة دلمونأ
أناشيد إسرافيل
الباب الول :اغواءات شمس ّ
اللّة
وأكتاّ عارية
ٍ الباب الثامن :الخلسية بمخمل اسود
الرقاى – النيرنجات
الباب العاشرُ :
ُرقاية الساحر .1
ّ
غن الترتيل الحسن .2
قاد صفق الحمام .3
ُ
تركض صوبي دعوا الفلّ .4
ُرقاية أدوناي .5
يجرحني بالورد .6
يخضر كالبرّ .7
583
ما تقوله الوفاق لي .8
نيرنجة صيد الّل .9
نيرنجة البراي .10
الباب السادس عشر :النثى تشهر رياحينها وجسدها ومعاولها وتجر نبالها وقاتلها وتصيح
584
ُرقاية حب آخر العمر .3
ُرقاية الدم الوثني .4
ُرقاية تسخير شمس الجمال .5
ُرقاية نسيت حكمتك .6
ُرقاية اصباؤوّ .7
ُرقاية مولّ .8
ُرقاية القمر يدعوني .9
ُرقاية السوسنة .10
الياقوتات
.1الياقاوتة الولى
.2الياقاوتة الثانية
.3الياقاوتة الثالثة
.4الياقاوتة الرابعة
.5الياقاوتة الخامسة
585
المحتويات
586
تصدع الموسيقا (
الحركة الرابعة :الفول ) ّ
طفل ينام ٌ
وطن في عين ٍ
ُ
سرقاته الخيول شاعر
ٌ
خواتم الفعى
سادنات القدار
جحيم إرش
مضيق عأشتاريا
أوف
نهر الحزان
عأرشها يبكي
نونا
أسمال تايكي
لشمس في بريدي
صايتك الحمراء
نهر الدموع
هل تسمحين ؟
قلبك ثعبان
في ِ
حولك
ِ لتدور الرض
خرق اليوسفيين
وأجنحتك
ٍ أجنحتي
تحت التفاصيل
587
أنهار الشهقات
منذ أناهيت
تمغة العنكبوت
ببساطة ؟
ٍ هكذا
أيتها الطاووسة
هرش
خواتم الفعى
خريف الفعى
السومرية أحّم
في ا ّتضاح جحيمها وفراديسها العالية
في ظهور ليليث
فردوس أحّم
588
الفهارس
الهوامش واّشارات
المحتويات
589