You are on page 1of 4

‫‪ - I‬مداخيل إلى الملكيات الفكرية والسرقات العلمية‬

‫اإلطار النظري للفكرية والسرقات العلمي‬

‫مفهوم الملكية الفكرية‬


‫الملكية الفكرية‪ :‬هي مجموعة الحقوق التي تحمي الفكر واإلبداع اإلنساني وتشمل براءات االختراع والعالمات التجارية والرسوم‬
‫والنماذج الصناعية والمؤشرات الجغرافية وحق المؤلف وغيرها من حقوق الملكية الفكرية‪.‬‬

‫مفهوم السرقة العلمية‬


‫للسرقة العلمية مسميات متعددة كالسرقة الفكرية‪ ،‬السرقة األدبية‪ ،‬االنتحال‪ ،‬عدم النزاهة العلمية‪ ،‬والغش األكاديمي‪ ،‬كلها مسميات‬
‫لجريمة علمية أخالقية خاطئة تنتهك فيها األمانة العلمية‪ ،‬حيث يتم فيها نقل أو استغالل غير قانوني وانتهاك إنتاج فكري علمي بدون‬
‫نسبته إلى صاحبه‪.‬‬

‫ولقد عرفت وكالة عمادة تطوير المهارات لجامعة سعود السرقة العلمية على أنها »تحدث عندما يقوم الكاتب متعمدا باستخدام كلمات‬
‫أو أفكار أو معلومات )ليست عامة( خاصة بشخص آخر دون تعريف أو ذكر هذا الشخص او مصدر هذه الكلمات أو المعلومات‪،‬‬
‫ناسبها إلى نفسه "‪ .‬أما دليل عمادة التقويم والجودة بجامعة سعود فذكرت أن )السرقة العلمية في أبسط معانيها بانها‪ :‬استخدام غير‬
‫معترف به ألفكار وأعمال اآلخرين بقصد أو من غير قصد(‪.‬‬

‫وحدده منشور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر بأنه " كل عمل ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش في األعمال‬
‫العلمية المطالب بها‪ .‬أو في أي منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى"‪.‬‬

‫اإلخالل بأخالقيات البحث العلمي‬


‫تعد السرقة والخداع وتظليل وانتهاك حقوق الملكية الفكرية من أبرز االنتهاكات التي تخل بأخالقيات البحث العلمي‪ ،‬وللسرقة العلمية‬
‫صور عديدة منها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬السرقة الشاملة لألفكار ‪:‬تعد من أخطر أنواع السرقات العلمية‪ ،‬حيث ويسطو السارق فيها على أفكار الغير سًط وا‪ .‬جليا واضحا‪.‬‬

‫‪ - 2‬السرقة الجزئية ‪:‬ما يقصد بها اختالس بعض العبارات أو أفكار ووضعها كما هي‪ ،‬وهذا النوع يصعب اكتشافه‪.‬‬

‫‪ - 3‬السرقة عن طريق الترجمة ‪:‬تحدث عندما يقوم الشخص بترجمة نصوص أو أبحاث أكاديمية دون الحصول على إذن من‬
‫المؤلف األصلي أو دون اإلشارة إلى المصدر األصلي ‪.‬تكون السرقة العلمية عن طريق الترجمة خطيرة‪.‬‬

‫تحوالت الرقمية و انعكاساتها على حقوق الملكية الفكرية‬


‫تطور التكنولوجيا واالنتقال إلى البيئة الرقمية قد أثر بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة اإلنسانية‪ ،‬بما في ذلك الجوانب الفكرية‬
‫واألدبية واالقتصادية واالجتماعية والتشريعية‪ .‬فمن خالل االبتكارات التقنية مثل وسائل االتصال الحديثة والوسائل الرقمية‪ ،‬أصبح‬
‫من الممكن نقل وتبادل المعلومات بسرعة هائلة‪ ،‬مما أدى إلى تغير جذري في طبيعة العالقات البشرية والتفاعالت االجتماعية‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه التحوالت أحدثت تحديات جديدة في مجاالت متعددة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في مجال الملكية الفكرية‪ ،‬أصبح من‬
‫الصعب تحديد حقوق الملكية وحماية المصنفات الجديدة في البيئة الرقمية‪ .‬كما أن التطور السريع في مجاالت الكمبيوتر و االتصاالت‬
‫يجعل من الصعب على التشريعات واألنظمة القانونية مواكبة هذه التغييرات وتوفير الحماية‬

‫هذه التحوالت أحدثت تحديات كبيرة في مجاالت االقتصاد واالستثمار والتشريعات‪ .‬تطرقت هذه التحديات إلى هيكلية اقتصاديات‬
‫الدول وأنظمتها التشريعية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بحماية حقوق المبدعين إلى بيئة العمل‪ ،‬مما أدى إلى وجود بيئة عمل جديدة والملكية‬
‫الفكرية‪ .‬تطرقت التحوالت الرقمية أيضًا قائمة على االتصاالت الرقمية‪ ،‬مما أثر على الملكية الفكرية وأدى إلى تحديات جديدة مثل ‪:‬‬

‫‪ 1 -‬سهولة الوصول إلى المعلومات وصعوبة التحكم فيها‬

‫‪2 -‬سرعة التغيير وإعادة بث المعلومات‪.‬‬


‫‪3-‬التالعب بمحتوى األعمال بسهولة‪.‬‬

‫‪4-‬سهولة نسخ وتكرار محتوى األعمال بجودة عالية‪.‬‬

‫‪ 5-‬فقدان السيطرة على استخدام المعلومات وعلى الزمان والمكان الذي يتم فيه استخدامها‪.‬‬

‫هذه التحديات تتطلب إعادة النظر في التشريعات والسياسات لضمان حماية الملكية الفكرية والمواجهة الفعالة للتحديات الجديدة التي‬
‫يطرحها العصر الرقمي‪.‬‬

‫‪ - II‬أساليب المواجهة والرقابة من السرقات العلمية للملكيات الفكرية‬


‫قوانين الفكرية كوسيلة ردع وحماية قانونية لسرقات العلمية تشكل انتهاًك ا لحقوق اإلنسان‪ ،‬ورغم انتشارها‪ ،‬يجب على األكاديميين‬
‫البحث عن حلول لحماية حقوقهم الفكرية وتعزيز الممارسات األكاديمية‪ .‬الملكية الفكرية تعتبر وسيلة ردع وحماية قانونية ضد السرقة‬
‫العلمية‪ ،‬ويجب تحديثها لتواكب التحديات الحديثة وتعزز حقوق المبتكرين ‪.‬تم اتخاذ العديد من التدابير القانونية لحماية حقوق الملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬بما في ذلك تعديل قوانين الملكية الفكرية وإصدار قوانين خاصة بالسرقة العلمية‪ .‬وفي السياق الجزائري‪ ،‬توجد قوانين‬
‫مباشرة تجرم السرقة العلمية صدر القرار رقم ‪ 1802‬المؤرخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2020‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة‬
‫العلمية ومكافحتها‪ ،‬ودخل حيز النفاذ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ، 2020‬ويلغي القرار رقم ‪ 933‬المؤرخ في ‪ 28‬يوليو‪ 2016‬والذي يحدد‬
‫القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها ‪.‬ويشمل القرار‪ ،‬في جملة من األمر‪ ،‬العناصر التالية‪" 1" :‬إدراج تعريف‬
‫السرقة العلمية؛ "‪" 2‬النص على تدابير لمنع السرقة العلمية من قبل الطالب والمعلمين والباحثين‪ ،‬بما في ذلك أثناء تدريب الدكتوراه‬
‫وأنشطة البحث العلمي‪ ،‬وتنفيذ تدابير الرقابة التقنية؛ "‪ " 3‬مراجعة إجراءات الفحص لمنع السرقة العلمية وفرض عقوبات على‬
‫المخالفين‪ .‬تنص المادة ‪ 30‬من القسم الثالث‪ ،‬الفصل الرابع من القرار على أن أي شخص تعرض لضرر من السرقة العلمية يحق له‬
‫مقاضاة سارق العمل جراء الضرر الذي أصابه‪ ،‬ووفقا ألحكام األمر رقم ‪ 03-05‬المؤرخ في ‪19‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬الموافق‬
‫‪ 19‬يوليو عام ‪،2003‬‬

‫وتوجد العديد من التقنيات التي يمكن استخدامها إلعادة صياغة المعلوم‪--‬ات والنص‪--‬وص بش‪--‬كل ص‪--‬حيح ولتجنب الس‪--‬رقة‬
‫العلمية‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪/1‬تغيير هيكل الجمل‪ :‬يمكن تغيير هيكل الجمل المستخدمة في المصدر األصلي‪ ،‬وذلك بتغيير ترتيب الكلمات وتحويلها إلى جمل جدي‪cc‬دة‬
‫ومختلفة‪.‬‬

‫‪/2‬استخدام مرادفات‪ :‬يمكن استخدام مرادفات للكلمات والمصطلحات المس‪cc‬تخدمة في المص‪cc‬در األص‪cc‬لي‪ ،‬وذل‪cc‬ك لتجنب تك‪cc‬رار الكلم‪cc‬ات‬
‫بشكل مبالغ فيه‪.‬‬

‫‪/3‬تغيير التوصيف‪ :‬يمكن تغيير توصيف المفهوم أو المعلومة المستخدمة في المص‪cc‬در األص‪cc‬لي‪ ،‬وذل‪cc‬ك بتغي‪cc‬ير الص‪cc‬فات المس‪cc‬تخدمة أو‬
‫استخدام كلمات مختلفة لوصف المفهوم‪.‬‬

‫‪/4‬إعادة الكتابة بشكل كامل‪ :‬يمكن إعادة صياغة المعلومات بشكل كامل‪ ،‬وذلك بإعادة صياغة الجمل بشكل مختل‪cc‬ف وإض‪cc‬افة معلوم‪cc‬ات‬
‫إضافية لتثري النص‪.‬‬

‫‪/5‬استخدام االقتباسات واإلشارة إلى المصدر‪ :‬يمكن استخدام االقتباسات واإلشارة إلى المصدر األصلي لتجنب السرقة العلمية‪ ،‬وذل‪c‬ك عن‬
‫طريق وضع العبارات المقتبسة بين عالمات اقتباس وإضافة رابط المصدر األصلي‪.‬‬

‫‪ /6‬االستبدال‪ :‬يمكن استبدال بعض الكلمات بأخرى إلضفاء اللمسة الخاصة على النص‪.‬‬

‫‪/7‬التحليل‪ :‬يمكن تحليل النص األصلي واستخراج أفكاره الرئيسية‪ ،‬ثم إعادة صياغة هذه األفكار بشكل جديد‪.‬‬

‫طريقة توثيق مراجع االقتباسات‬


‫تحدثنا أن عملية توثيق المراجع تعتبر أساس من أساسيات حماية االقتباسات من الوقوع في السرقة العلمية‪ .‬وتتم عملية توثيق مراجع‬
‫االقتباسات وفقًا لعدة خطوات وهي‪:‬‬
‫البد أوًال في توثيق مراجع االقتباسات من جمع المعلومات التالية (اسم الكاتب األصلي‪ ،‬عنوان المادة المقتبس منها‪ ،‬دار‬ ‫‪.1‬‬
‫النشر)‪.‬‬
‫وفقًا إلحدى أنظمة توثيق المراجع المعتمدة‪ ،‬على سبيل المثال نظام ‪ Apa‬لتوثيق المراجع‪ ،‬تتم عملية توثيق مراجع كافة‬ ‫‪.2‬‬
‫االقتباسات في البحث‪.‬‬
‫غالبًا ما تعتمد أنظمة توثيق المراجع على كتابة عنوان المادة ومن ثم اسم الكاتب األصلي ومن ثم دار النشر‪ ،‬أو قد يتم‬ ‫‪.3‬‬
‫تقديم اسم الكاتب على عنوان المادة‪.‬‬
‫عملية توثيق مراجع االقتباسات تأتي ضمن مرحلتين أساسيتين‪ ،‬وهما مرحلة توثيق المراجع الداخلية‪ ،‬ومرحلة توثيق‬ ‫‪.4‬‬
‫المراجع في القائمة‪ ،‬حيث يلزم الباحث القيام بتوثيق مراجع االقتباسات في الحواشي السفلية للصفحات الداخلية في البحث‬
‫و كذلك في قائمة المصادر والمراجع نهاية البحث‪.‬‬
‫في عملية توثيق المراجع الداخلية‪ ،‬البد من وضع اإلشارة على نهاية االقتباس‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫برمجيات اإللكترونية كآلية حماية تقنية‪:‬‬


‫برنامج ‪ Turnitin:‬الذي ظهر في عام ‪ُ، 1991‬يعتبر أحد أشهر برامج مقارنة النصوص‪ .‬تم تطويره بواسطة شركة ‪Turnitin‬‬
‫لمواجهة السرقة العلمية‪ ،‬وأصبح حاًض را بشكل كبير في الجامعات البريطانية بنسبة ‪.٪16‬يتميز البرنامج بقدرته على فحص‬
‫النصوص بسرعة وفعالية مع قواعد بيانات ضخمة‪ ،‬وُيستخدم أيضا كوسيلة وقائية للطالب لتجنب االنتحال األكاديمي‬

‫‪ Plagaware .‬هذا محرك بحث إلكتروني مختص في كشف االنتحال في النصوص‪ ،‬حيث يقوم بفحص جميع عبارات المقال‬
‫وتحليل الكلمات المتشابهة‪ ،‬ثم ُيصدر تقريرا مفصال ُيظهر مواقع العبارات المنتحلة‪ .‬يتميز البرنامج باالمتثال لقوانين حقوق المؤلف‪،‬‬
‫لكن ُينتقد بسبب نقص الوثائق والمعلومات في قاعدة بياناته‬

‫‪Cheek for plagiarism.net‬موقع مهم للكشف عن االنتحال العلمي‪ ،‬حيث يمكنك من رفع المستند المراد التحقق من أصالته و‬
‫تزويد الموقع ببياناتك و بريدك اإللكتروني ليتم إرسال تقرير الفحص إلى بريدك مجرد االنتهاء من المهمة ‪ .‬التقرير إجمالي يتضمن‬
‫فقط النسبة المئوية الصالة المستند ‪ ،‬و للحصول على التقرير المفصل يلزمك االشتراك في الموقع و يتميز في سرعته في البحث في‬
‫جميع مصادر المعلومات بما في ذلك المنتديات و الملفات ‪ Word‬و ‪ PDF‬و يدعم عدة لغات ‪.‬‬

‫‪ PlagiarismDetection.org‬هذا البرنامج تم تصميمه أساسا لدعم األساتذة والطالب في التصدي لظاهرة االنتحال بفعالية وبدقة‬
‫عالية‪ .‬يعتمد على قاعدة بيانات ضخمة تتضمن ماليين الوثائق من مختلف األنواع‪ .‬يستخدم آلية عمل تفحص تراكيب الجمل على‬
‫اإلنترنت للبحث عن عبارات متشابهة‪ ،‬ولكن ينتقده بسبب عدم توافقه مع جميع اللغات وعدم قدرته على معالجة عدة وثائق في وقت‬
‫واحد‪.‬‬

‫‪ iThenticate‬هذا التطبيق المخصص للمؤلفين يستخدم قاعدة بياناته لكشف عمليات االنتحال‪ ،‬مما يتيح للمستخدمين البحث مباشرة‬
‫والتحقق من ماليين الوثائق‪ .‬يعتمد على تقنية مقارنة الوثائق لفحص المحتوى ويتفوق باالتصال المباشر مع قواعد البيانات على‬
‫اإلنترنت‪ .‬يدعم أكثر من ‪ 30‬لغة ويستخدم لكشف االنتحال حتى في الوثائق المحذوفة من اإلنترنت‬

‫‪ Alumni.dz‬هي برمجية خاصة لكشف سرقات متوفرة عبر المنصة التي أطلقتها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي يسمح بقياس‬
‫نسبة االنتحال في جميع المذكرات التي تم وضعها و تساهم في تسهيل للجامعات مراقبة األعمال البحثية لطلبة‪.‬‬

‫التوعية االخالقية كوسيلة حماية استباقية‬


‫الوعي األخالقي بالسرقة العلمية أمر بالغ األهمية‪ ،‬ويجب أن يتم التركيز عليه إلى جانب اإلجراءات القانونية والتدابير التقنية‪ .‬الوقاية‬
‫من هذه الظاهرة تتطلب جهودا شاملة تشمل التوعية والتنظيم القانوني والتقنيات الفّع الة في البيئة الرقمية‪ ،‬لتعزيز حماية الملكية‬
‫الفكرية والنزاهة األكاديمية ويمكن اتخاذ تدابير تحسيس وتوعية مثل‪:‬‬

‫‪ -‬تنظيم دورات تدريبية الفائدة الطلبة واألساتذة الباحثين حول قواعد التوثيق العلمي وكيفية تجنب السرقات العلمية‬

‫‪ -‬إدراج مقياس أخالقيات البحث العلمي في كل أطوار التكوين العالي‬

‫‪ -‬إدراج عبارة التعهد بااللتزام بالنزاهة العلمية والتذكير باإلجراءات القانونية في حالة ثبوت السرقة العلمية في وثائقه وطيلة مساره‬
‫الجامعي‪.‬‬

You might also like