You are on page 1of 19

‫الممارسات األكاديمية الصحيحة وأساليب تجنب السرقة‬

‫العلمية | طـه عيسـاني‬

‫مداخلة الباحث‪ ‬طـه عيسـاني‪ ،‬أستاذ مؤقت بـالمركز الجـامعي إيلـيزي‪ ،‬الجزائـر‪ ،‬بملتقى تمـتين أدبيـات‬
‫البحث العلمي والذي نظمه مركز جيل البحث العلمي بالمكتبــة الوطنيــة الجزائريــة بتـاريخ ‪ 29‬ديسـمبر‬
‫‪ ،2015‬والــذي نشــر بسلســلة اعمــال المــؤتمرات الصــادرة عن المركــز بشــهر ديســمبر ‪ 2015‬ص‬
‫‪ 135‬؛ لتحميل أعمال المؤتمر يرجى الضغط‪ ‬هنا‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫االنتحال أو السرقة الفكرية تعتبر من بين أكثر األخطاء أو االنتهاكات التي يقع فيهــا العديــد من الطلبــة‬
‫والبــاحثين؛ وبــالرغم من أن أكثرهــا في أغلب األحيــان يكــون بشــكل عمــدي (انتحــال مقصــود)‪ ،‬إالّ أنّ‬
‫البعض منها (انتحال غير مقصود) يرجع إلى عدم المعرفة بالمنهجيــات الصــحيحة للبحث العلمي مثــل‪:‬‬
‫(التوثيق‪ ،‬االسناد‪ ،‬االقتباس‪ ،‬التلخيص‪ ،‬إعادة الصياغة…)‬
‫ويستعرض هذا البحث أكثر أنواع االنتحال انتشــارا‪ ،‬ويوضــح األســاليب القانونيــة والتقنيــة واألخالقيــة‬
‫لمواجهتها‪ ،‬كما يتطــرق أيضـا ً لتقنيــات البحث العلمي األكــاديمي الجيــد ومــدى فعاليتهــا في التقليــل من‬
‫حاالت السرقة العلمية في المجتمع األكاديمي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪: Abstract‬‬
‫‪Plagiarism or literary theft is among the most mistakes and abuses‬‬
‫‪in which many students and researchers located. Although most of‬‬
‫‪them are deliberate often (Intentional plagiarism), however some of‬‬
‫‪which (Non-intentional plagiarism) is due to not knowing the‬‬
‫‪correct methodology for scientific research, Eg: (documentation,‬‬
‫)…‪citation, quotation, summarization, paraphrasing‬‬
‫‪This research reviews the most widespread types of plagiarism,‬‬
‫‪and explains the legal, technical and ethical methods to address‬‬
‫‪them, It also touched on the scientific techniques of good academic‬‬
‫‪research, and their effectiveness in reducing the incidence of theft‬‬
‫‪.in scientific academic community‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬مـقـدمـة ‪:‬‬
‫يعتمد الطلبة والباحثين عند القيام بإعـداد بحـوثهم العلميـة على عـدة أبحـاث ومؤلفـات لكتـاب آخـرين‪،‬‬
‫وهذا ما قد يعرضهم للوقوع في بعض األخطاء البحثية التي تتنوع ما بين األخطاء العفوي ـةـ الــتي يمكن‬
‫التغاضي عنها كونها ال تعتبر من قبيل المخالفــات العلميــة‪ ،‬وبين األخطــاء المتعمــدة والــتي تصــنف في‬
‫خانة الممارسات المخالفة لألمانة العلمية التي قد يترتب عليها عقوبات إدارية وقانونيــة ضــد البــاحث‪.‬‬
‫وسواء تعمد الباحث ذلك أو لم يتعمد فإ ّنه يتعرض للمساءلة والمتابعــة نظــير مساســه بحقــوق الملكيــة‬
‫الفكرية التي تعتبر من أهم وأقدس الحقوق اإلنســانية‪ ،‬وهــذا تطبيقـا ً للمبــدأ القــانوني القائــل ” ال يعــذر‬
‫بجهل القانون”‪.‬‬
‫‪      ‬وبعيداً عن السرقات العلمية وعمليات االنتحال المنظمة التي ترتكب عن ســبق إصــرار وتعمــد من‬
‫الباحث‪ ،‬فإنّ المتتبع النتشــار ظــاهرة الســرقة العلميــة في الجامعــات اليــوم يالحــظ أنّ هنــاك العديــد من‬
‫السرقات العلمية التي ترتكب بدون قصد من الباحث‪ ،‬و ُيعزى سببها بشـكل رئيسـي إلى الجهـل بتقنيـات‬
‫البحث العلمي سيما‪ :‬التوثيق‪ ،‬اإلسناد‪ ،‬االقتباس‪ ،‬التلخيص‪ ،‬إعادة الصياغة… وغيرهــا من المهــارات‬
‫الضرورية لكل باحث لتجنب الوقوع في هذه الممارسات المنافية ألدبيات البحث العلمي‪.‬‬
‫أهمية وأهداف البحث‪:‬‬
‫إبراز الفائدة من تلقين الممارسات األكاديمية الصحيحة‪ ،‬وبيان مساهمة ذلك في التقليــل من‬ ‫‪‬‬
‫انتشار عمليات السرقة العلمية واالنتحال التي قد تحدث بشكل غير متعمد من قبل الباحثين‪.‬‬
‫التعريف بأبجديات وتقنيات البحث العلمي الضرورية والالزمة لكل طــالب أو بــاحث‪ ،‬والنظــر‬ ‫‪‬‬
‫في األساليب والطــرق الممكنـة الـتي تجنب الطــالب أو البــاحث من الوقـوع في الســرقة العلميــة قــدر‬
‫اإلمكان‪.‬‬
‫التعــرف على األنــواع األكــثر انتشــارا للســرقات العلميــة‪ ،‬وبيــان كيفيــة التميــيز بينهــا وبين‬ ‫‪‬‬
‫الصور األخرى الموافقة لمنهجية البحث العلمي؛ والتي قد تتداخل معها‪.‬‬
‫استعراض مختلف اإلجراءات والتدابير (القانونية‪ ،‬التقنية‪ ،‬األخالقية) المعتمدة في مواجهــة‬ ‫‪‬‬
‫السرقة العلمية‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫تتطرق إشكالية هذا البحث لموضوع الســرقة الفكريــة باعتبارهــا من أكــثر الممارســات المنافيــة للبحث‬
‫العلمي انتشــارا في األوســاط الجامعيــة‪ ،‬ومن أشــدها ضـرراً على حقـوق المـؤلفين؛ إذ أ ّنــه بــالرغم من‬
‫العديد من اإلجراءات القانونية والتدابير التقنية التي أقرتها القــوانين والمواثيــق الجامعيــة‪ ،‬إالّ أ ّنهــا لم‬
‫تتمكن من القضاء على هذه الظــاهرة بشــكل نهــائي‪ .‬ولعــل الســبب في انتشــارها وتوســعها بين الطلبــة‬
‫والباحثين يرجع في كثــير من األحيــان إلى عــدم العلم الكــافي بأبجــديات البحث العلمي الســليم وتقنياتــه‬
‫وفنياته األساسية‪ .‬وهذا ما يثيره هذا البحث من خالل اإلشكاليات التالية؛‬
‫ما هي أهم وأكثر صور االنتحال والسرقة األدبية انتشاراً في األوساط األكاديمية ؟‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وكيف يتم التفريق بينها وبين الممارسات األكاديمية الصحيحة ؟‬ ‫‪‬‬
‫وما هي األساليب المقررة لمواجهتها والطرق التي تجنب الباحث من الوقوع فيها ؟‬ ‫‪‬‬
‫وتحقيقا ً لمتطلبات هذا البحث سيتم التطرق للعناصر التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬توضيح بعض المفاهيم األساسية المرتبطة بموضوع البحث‬ ‫‪‬‬
‫ثانياً‪ :‬أكثر صور السرقة العلمية انتشاراً في األوساط األكاديمية‬ ‫‪‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التقنيات والفنيات المستخدمة في البحث العلمي‬ ‫‪‬‬
‫رابعاً‪ :‬بعض األساليب لتجنب الوقوع في السرقة العلمية‬ ‫‪‬‬
‫أوالً‪ :‬توضيح بعض المفاهيم األساسية المرتبطة بموضوع البحث‬
‫‪ ‬‬
‫السرقة العلمية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫السرقة الفكرية أو السرقة األدبية‪ ،‬االنتحال والغش األكاديمي كلها مســميات مختلفــة لمعــنى واحــد هــو‬
‫انتهــاك حقــوق المؤلــف واالعتــداء على الحــق المعنــوي للمؤلــف أو االعتــداء على حــق األبــوة على‬
‫المصنفات واألعمال الفكرية‪ .‬ويوجد العديد من التعاريف التي قيلت في شأن السرقة الفكرية من بينها‪:‬‬
‫التعريف الذي قدمته وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الملك ســعود‪ ،‬بحيث ذكــرت‬
‫أنّ ” السرقة العلمية في أبسط معانيها بأ ّنها استخدام غير معترف به ألفكار وأعمال اآلخرين بقصــد أو‬
‫من غير قصد”‪]1[.‬‬
‫وقد ذكر دليل عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمـام محمـد بن سـعود اإلسـالمية في إطـار سلسـلة دعم‬
‫التعلم والتعليم في الجامعة بأنّ ” السرقة العلمية أو االنتحال هي شكل من أشكال النقل غــير القــانوني‪،‬‬
‫وتعني أن تأخذ عمل شخص آخر وتدعي أنه عملك”‪]2[ .‬‬
‫وتحدث السرقة العلمية بشكل مبسط في المحيط الجامعي‪ ،‬عندما يقوم الكاتب متعمــدا باســتخدام كلمــات‬
‫أو أفكار أو معلومات (ليست عامة) خاصة بشخص آخــر دون تعــرف أو ذكــر هــذا الشــخص أو مصــدر‬
‫هذه األفكار أو المعلومات‪ ،‬ناسبها إلى نفسه‪ ،‬سواء تم ذلك ورقيا ً أو إلكترونياً‪]3[.‬‬
‫وعمومـا ً فــإنّ مصــطلح الســرقة العلميــة يطلــق على الشــخص الــذي يقــوم بانتحــال معلومــات أو أفكــار‬
‫اآلخرين دون اإلشارة إليهم في المراجع‪ .‬وبالرغم من تعدد مسمياتها ما بين السرقة العلمية أو السرقة‬
‫األدبية أو االنتحال‪ ،‬إالّ أنّ الجميع يتفقون على أ ّنها عمل مجرم وســلوك خــاطئ ومنــافي لكــل أخالقيــات‬
‫البحث العلمي واآلداب االجتماعية‪.‬‬
‫االنتحال‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫االنتحال يعني في اللّغة يعني اإلدعاء‪ ،‬يقال ‪ ‬فالن انتحل شعر غــيره أو قــول غــيره إذا ادعــاه لنفســه أو‬
‫ادعى أ ّنه قائله وتنحله وادعاه وهو لغيره‪ ،‬و َن َحلَ ُه ال َقـول َ أي َنسـ َب ُه إليــه‪ .‬أ ّمـا في االصــطالح فمعنــاه أن‬
‫يدعي الشاعر شعر غـيره وأن ينسـبه إلى نفسـه على غـير سـبيل المثـل‪ ]4[ .‬وقـد ورد في دليـل تجنب‬
‫االنتحال بجامعة كاليفورنيا التعريــف التــالي‪“ :‬االنتحــال هــو اســتخدامـ غــير معــترف بــه وغــير مناســب‬
‫لألفكار أو صيغة من لشخص آخر”‪]5[ .‬‬
‫وهو يعني بمفهوم عـام قيـام شـخص بتبــني أفكـار أو كتابــات شـخص آخــر‪ ،‬واعتبارهـا ملكــا لـه‪ ،‬دون‬
‫اإلشارة إلى مصدرها بقصد أو من غير قصد‪.‬‬
‫حق المؤلف‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هو أحد أبرز حقوق الملكية الفكرية‪ ]6[،‬أو الحقوق الذهنيـة والفكريـة؛ والـتي تعـرف بأ ّنهـا‪ ” :‬كـل مـا‬
‫يبدعه فكر اإلنسان من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية ورموز وصور مستعملة في التجارة “‪]7[.‬‬
‫ويرى الكاتب عبد الرزاق السنهوري أنّ الحقوق الذهنيـة تشــمل‪ :‬حـق المؤلــف وهـو مــا يصـطلح على‬
‫تسميته بالملكية األدبية والفنية‪ ،‬والحقــوق المتعلقــة بالرســالة وهي مــا يصــطلح على تســميتها بملكيــة‬
‫الرسائل‪ ،‬وحق المخترع وهو ما يصطلح على تسميته بالملكية الصناعية‪]8[ .‬‬
‫في حين يعرف حـق المؤلـف بأ ّنـه‪ ” :‬تلـك الملكـة القانونيـة الـتي تخـول المؤلـف الحـق بنسـبة منتجـه‬
‫الفكري (المعبر عنـه ماديـا) إليـه‪ ،‬وتكفـل لـه الحـق في اسـتغالله للكسـب المـالي بأيـة وسـيلة قانونيـة‬
‫مشروعة “‪ ]9[ .‬وينطوي حق المؤلف على جانبين من الحقوق‪ :‬جـانب مـادي ويشـمل كـل التصـرفات‬
‫المتعلقة باستغالل المصنف ماليا ً كالبيع أو اإليجار أو الترخيص‪ ،‬وجانب معنوي وهــو مــا يعــرف بحــق‬
‫بمؤلَفِه؛ ويقصد به حق المؤلف في نسبة مصنفه إليه‪  ]10[ .‬وتتميز‬ ‫المؤلِف َ‬
‫األبوة الذي يجسد عالقة َ‬
‫الحقـوق المعنويـة المتعلقــة بالشخصــية بخاصــيتين أساسـيتين فهي ال تقبـل التصـرف فيهـا وال الحجــز‬
‫عليها‪ ،‬كما أنها حقوق دائمة وليست مؤقتة كالحقوق المالية‪ ]11[.‬ذلك أن هذه الحقـوق تعتـبر من بين‬
‫الحقوق المتصلة بشخصية المؤلف شأنها شأن الحقوق اللّصيقة باإلنسان‪]12[ .‬‬
‫األمانة العلمية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يشــير مصــطلح األمانــة العلميــة إلى المســؤولية الــتي يتــوجب على جميــع منتســبي الوســط األكــاديمي‬
‫االضطالع بها ( هيئات جامعية‪ ،‬باحثين‪ ،‬أساتذة وطلبة)‪ ،‬ومعنى المسؤولية أن يلتزم البــاحث باإلشــارة‬
‫إلى المصادر األصلية للمعلومات المستخدمة في بحثه‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى الكاتب (سيد الهواري) أنّ األمانة العلمية هي وسيلة للتدليل على أصــلة البحث وجودتــه‪ ،‬وبهــا‬
‫يتمكن القارئ من الرجوع إلى األصل لمعرفة نص الكالم‪]13[.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وقد ورد في دليل عمادة التقويم والجودة بجامعــة اإلمــام محمــد بن ســعود اإلســالمية في إطــار سلســلة‬
‫دعم التعلم والتعليم في الجامعة معنى األمانة العلمية كمــا يلي‪ ”:‬أن تكــون طالبـا ً أمينـا ً يعــني أن تكــون‬
‫مســؤوالً عن معلومــات وأفكــار اآلخــرين‪ ،‬وتشــير إلى مصــادر المعلومــات” ‪ ،]14[ ‬ويقصــد بهــا أيضـا ً‬
‫احترام حق المؤلف وعدم الغش وعدم الخداع والتضليل في األبحاث والنتائج‪.‬‬
‫وينضوي تحت مفهومـ األمانة العلمية جملة من المســالك والمحــاذير الــتي يعتــبر اإلقــدام عليهــا بمثابــة‬
‫انتهاك لحقوق التأليف ومساسا بالنزاهة األكاديمية‪ ،‬وتتمثل في‪]15[ :‬‬
‫الغش‪ :‬ويقصد به المساس بسالمة البيانات ودقتها وتزييفها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الخداع والتضليل‪ :‬ويقصد به تعمد انتهاك قواعد البحث العلمي‪ ،‬وعدم اإلشارة إلى التهميش‬ ‫‪‬‬
‫واإلحاالت واالقتباس أو الترجمة‪.‬‬
‫التعدي على حقوق الملكية الفكرية‪ :‬ويقصد بها انتهاك حق المؤلــف واالســتيالء على جهــده‬ ‫‪‬‬
‫الفكري باالنتحال أو السرقة‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه أنّ هناك العديد من المصطلحات المرادفة لمفهوم السرقة العلمية أهمها‪:‬‬
‫السرقة الفكرية ‪Plagiarism‬؛‬ ‫‪‬‬
‫السرقة األدبية‪ Literary theft‬؛‬ ‫‪‬‬
‫االنتحال‪ Plagiarism‬؛‬ ‫‪‬‬
‫القرصنة األدبية‪ Literary piracy‬؛‬ ‫‪‬‬
‫أ ّمــا عن عالقــة هــذه المصــطلحات ببعضــها البعض فيمكن القــول أنّ كــل من مفهــوم االنتحــال ومفهــوم‬
‫السرقة الفكرية يتقاطعـان ويتحـدان في كونهمــا شــكالًً من أشـكال اإلخالل باألمانــة العلميـة‪ ،‬والمسـاس‬
‫بحق المؤلف الذي يعتبر من أبرز أشكال حقوق الملكية الفكرية‪ .‬ومن جهة أخرى يتصــل حــق المؤلــف‬
‫باألمانة العلمية من خالل جزئية السرقة العلمية التي تستهدف المساس بحقوق المؤلفين والسطو على‬
‫أعمالهم بشكل غير مشروع‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ثانياً‪ :‬أكثر صور السرقة العلمية انتشاراً في األوساط األكاديمية‬
‫‪ ‬‬
‫إنّ الحديث عن األخطاء التي يقع فيهـا العديـد من الطلبـة والبـاحثين عنـد إعـداد البحـوث العلميـة ليس‬
‫المقصود منه الحديث عن تلك األخطاء العفوية التي يقع فيها الطلبة عند إعداد البحــوث‪ ،‬بــل المقصــود‬
‫منه التطرق لتلك الممارسات الألخالقية المنافية ألخالقيات البحث العلمي األكاديمي النزيه‪ ،‬واالنتهاكات‬
‫الخطيرة الـتي تمس بحقــوق المؤلــف‪ ،‬سـيما تلـك األفعــال الــتي تنـدرج ضــمن مفهـوم الســرقة الفكريــة‬
‫واالنتحال أو الغش في نتائج األبحــاث‪ .‬إذ يعتــبر عــدم العلم الكــافي أو عــدم التمكن من تقنيــات وفنيــات‬
‫البحث العلمي األكاديمي الصحيح من بين األسباب التي تـؤدي بالطلبــة والبـاحثين إلى الوقــوع في مثـل‬
‫هذه المخالفات‪.‬‬
‫وقد حدد دليل ضوابط األمانة العلمية الصــادر عن مدينــة الملــك عبــد العزيــز للعلــوم والتقنيــة في إطــار‬
‫الخطة الوطنية للعلوم والتقنية واالبتكار سبعة (‪ )07‬أنواع من الممارســات المخالفــة لألمانــة العلميــة‪،‬‬
‫وذكر من بينها االنتحال والسرقة العلمية في المادة ‪ 12‬التي نصــت صــراحة “يحضــر على البــاحث أن‬
‫ينسب إلى نفسه جزءاً أو كالً من عمل غيره‪ ،‬أو إهمال اإلشارة إلى مصدر أي فكرة مهما كانت”[‪]16‬‬
‫وفي ذات الصدد ذكر دليل عمادة التقويم والجودة بجامعـة اإلمـام محمـد بن سـعود اإلسـالمية في إطـار‬
‫سلسلة دعم التعلم والتعليم في الجامعة بعض األمثلة الشائعة للسرقة العلمية من أهمها‪:‬‬
‫نقــل معلومــات من االنــترنت ونشــرها أو إعــادة اســتخدامها دون اإلشــارة إليهــا بعالمــة‬ ‫‪‬‬
‫االقتباس؛‬
‫إعادة صياغة أفكار أو معلومات من مواد منشورة أو مسموعة دون ذكر مصدرها الحقيقي؛‬ ‫‪‬‬
‫تقديم أفكار في نفس الشكل والترتيب كما هي معروضة في مصدر آخر دون اإلشارة إليه؛‬ ‫‪‬‬
‫شراء نص من شخص آخر واالدعاء بأ ّنه من تأليفك؛‬ ‫‪‬‬
‫استخدام رسم أو صورة أو فكرة لشخص آخر دون االستشهاد المناسب‪]17[.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما حدد الكاتب (سيد الهواري) في كتابـه” دليـل البـاحثين في إعـداد البحـوث العلميـة” ‪ ‬ثمانيـة (‪)08‬‬
‫أشكال للسرقة العلمية كما يلي‪]18[:‬‬
‫استخدام أفكار شخص آخر دون نسبتها إليه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اعتماد أسلوب مشابه ألسلوب مؤلف آخر في متن البحث دون اإلشارة إليه؛‬ ‫‪‬‬
‫استخدام أسلوب شخص آخر بنقل الكلمات حرفيا ً دون اإلشارة إلى العبارات المنقولة؛‬ ‫‪‬‬
‫المؤلَف أو مكــان النشــر أو‬
‫المؤلِف أو عنوان َ‬ ‫عدم صحة التوثيق عن طريق إغفال ذكر اسم َ‬ ‫‪‬‬
‫دار النشر أو سنة أو بلد النشر‪.‬‬
‫إسقاط بعض الكلمات عند النقل الحرفي للعبارات سواء تم ذلك بقصد أو من غير قصد؛‬ ‫‪‬‬
‫تبــني أفكــار وكتابــات بعض المــؤلفين المعــروفين دم دقتهم أو نقص أمــانتهم العلميــة أو‬ ‫‪‬‬
‫تحيزهم؛‬
‫استخدام مقاالت الجرائد الموجهـة للدعايـة الحزبيـة أو الشـعبوية‪ ،‬أو الكتابـات الـتي نشـرت‬ ‫‪‬‬
‫تحت ظروف الحرب؛‬
‫تضــليل القــارئ عن طريــق إدراج مراجــع في قائمــة المراجــع لم يتم اســتخدامها أص ـالً في‬ ‫‪‬‬
‫البحث؛‬
‫وفيما يلي أكثر انتشارا وشيوعا ً للسرقة العلمية‪:‬‬
‫النقل أو النسخ من االنترنت‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ساهمت شبكة االنترنت بشكل مباشر في توفير كم هائل من المعلومات وســهلت االســتفادة منهــا بشــتى‬
‫الطرق بفضل خصائص (النسخ واللصق والقص)‪ ،‬إالّ أن ال يعني بــأي حــال من األحــوال عــدم اإلشــارة‬
‫إلى مصــادر المعلومــات وتوثيقهــا‪ .‬فــاإلنترنت شــأنها شــأن المصــادر الورقيــة األخــرى يمكن توثيــق‬
‫معلوماتها أل ّنها محمية أيضا ً بموجب حقوق المؤلف‪]19[ .‬‬
‫كتابة أو إعادة صياغة أفكار أو معلومات دون ذكر مصدرها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هو أن يقوم باحث ما بأخذ أفكار أو معلومات عن باحث أو كـاتب آخـر وال يشـير إلى ذلـك في التهميش‬
‫وينسبها إلى نفسه‪]20[.‬‬
‫شراء عمل أو بحث من شخص آخر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫من بين الظواهر المستشرية أيضـا ً للسـرقة العلميـة هـو لجـوء بعض األشـخاص من ذوي األمـوال إلى‬
‫شراء األبحاث والكتب الجاهزة ونسبتها ألنفسهم‪ ،‬أو دفع األموال ألشخاص آخرين للكتابــة نيابــة عنهم‬
‫لهم‪ .‬وتسمى هذه العملية بالسرقة العلمية المزدوجــة؛ ألنّ األشــخاص الــذين يتقاضــون أجــراً على هــذا‬
‫العمل عادة ما يقومون بنقل المعلومات من عدة مصادر دون توثيقها‪]21[.‬‬
‫سرقة الفكرة أو األسلوب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي استخدامـ مفهوم أو رأي مماثل ال يدخل في إطار المعارف العامة‪.‬‬
‫االنتحال الفني ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هو إعادة تمثيل عمل شخص آخر باستخدامـ وسائط أخرى كالصور والنصوص والفيديو‪]22[ .‬‬
‫االنتحال بالترجمة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي ترجمة المحتوى للغات أخرى واستخدامه دون اإلشارة إلى العمل األصلي‪]23[.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التقنيات والفنيات المستخدمة في البحث العلمي‬
‫‪ ‬‬
‫العديد من الطلبة بل حتى الباحثين يسقطون أحيانا ً في فخ السرقة العلمية بدون قصــد منهم‪ ،‬فقــط لعــدم‬
‫تمكنهم من تقنيــات البحث العلمي الصــحيح وجهلهم بأبجدياتــه‪ .‬وهــذا مــا يتضــح من خالل العديــد من‬
‫التبريرات المقمة من طرف الطلبـة مثـل؛ (عـدم معرفـة أنّ المعلومـات الموجـودة على شـبكة االنـترنت‬
‫محمية بموجب حقوق المؤلف‪ ،‬عدم التمكن من إعادة صياغة هـذه الجملـة بأســلوبهم الخــاص‪ ،‬نسـيان‬
‫وضع عالمات التنصيص…)‪ .‬وقد أدركت بعض الجامعات ذلك مبكراً فقامت بتخصيص دورات تدريبية‬
‫وورش عمــل ُتعــنى بمنهجيــة البحث العلمي في مختلــف األطــوار الجامعيــة‪ ،‬وتعمــل على تلقين الطلبــة‬
‫والباحثين تقنيات وأبجـديات البحث العلمي وتمكينهمـ من الكفــاءات األساســية الالزمــة لممارســة البحث‬
‫األكاديمي الصحيح‪ ،‬وتحثهم في نفس الوقت على تكريس النزاهة العلميــة في األوســاط األكاديميــة؛ من‬
‫خالل العمــل في جــو من المســؤولية والتعــاون المشــترك واالحــترام المتبــادل‪ ،‬وكــذا رفــع وعي الطلبــة‬
‫بمفهوم االنتحال وصوره المختلفة وأثاره السلبية على البحث العلمي‪ ،‬وإرشادهم بكيفية تجنب الوقــوع‬
‫في المخالفات المنافية لألمانة العلمية‪.‬‬
‫وفيما يلي نستعرض أهم الكفاءات التي تدعم البحث العلمي األكاديمي الصحيح‪ ،‬والــواجب تلقينهــا لكــل‬
‫باحث أو طالب في مختلف األطوار الجامعية‪.‬‬
‫التوثيق‪]24[ :‬‬ ‫‪‬‬
‫يقصد بعملية التوثيق أو اإلسناد إلحاق النص بمصدره األصلي بصورة واضحة تمكن من إمداد القــارئ‬
‫بمعلومات كافية لتتبع مصدر كل معلومة‪ ]25[.‬وعرفته وكالة الجامعة للدراسات العليــا والبحث العلمي‬
‫بجامعة الملك سعود تحت عنــوان توثيــق االستشــهاد “المــراد بــه إثبــات المصــادر الــتي اســتقيت منهــا‬
‫معلوماتك وأفكارك”‪ ]26[.‬والتوثيـق يتم عـادة عن طريـق قائمـة مخصصـة للمصـادر والمراجـع أو مـا‬
‫يعرف بالببليوغرافيا‪.‬‬
‫‪ ‬كما أكد هذا الكاتب (سيد الهواري) بقوله‪ … ” :‬وال تقتصر األمانة العلميــة على اإلشــارة إلى مصــدر‬
‫النصوص أو الكلمات فقط‪ ،‬بل من الضروري اإلشارة إلى مصدر كل جدول وكل شــكل وكــل بيــان حــتى‬
‫كل رقم …”[‪]27‬‬
‫كما يتوجب على الباحث تجنب اإلكثار من ذكر المراجع‪ ،‬والتقيد بــذكر المراجــع الــتي اعتمــد عليهــا في‬
‫البحث فقط دون سواها‪ ،‬وفي هذا نصت المادة ‪ 13‬من ضوابط األمانة العلميــة للخطــة الوطنيــة للعلــوم‬
‫والتقنية واالبتكار بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تحت عنـوان عـدم تحـري الدقـة في اإلسـناد‬
‫والمراجع ما يلي‪ ”:‬ينبغي على الباحث تجنب المبالغة في ذكر المراجع العلمية واإلســناد دون الرجــوع‬
‫إليها‪ ،‬وتالفي سرد أسـماء المراجـع لإليحـاء بسـعة خلفيتـه العلميـة في مجـال بحثـه‪ ،‬من أجـل ترسـيخ‬
‫االنطباع لدى القراء أو المحكمين بإحاطته بمجمل ما يدور في نطاق تخصصه”[‪.]28‬‬
‫‪ ‬‬
‫االقتباس‪]29[:‬‬ ‫‪‬‬
‫ويسمى أيضا باالستشهاد‪ ،‬وهو يعني أن نقتبس معلومات أو كلمــات أشــخاص آخــرين ونســتخدمها في‬
‫متن البحث‪ .‬وقد ورد في سلسلة دعم التعلم والتعليم بجامعة اإلمام محمد بن سعود‪ ،‬أنّ االقتباس معناه‬
‫“أن تستخدم كالم شخص آخر نصا ً “[‪ .]30‬ويتم االقتباس بطريقتين‪:‬‬
‫االقتباس المباشر‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يتم عن طريق نقل المعلومـات أو الكلمـات حرفيـا ً كمـا وردت في النص األصـلي‪ ،‬أو هـو القيـام بنسـخ‬
‫ولصق النص األصلي في المتن‪ ،‬ويتطلب االقتباس المباشر كتابــة العبــارة المنقولــة من كمــا وردت في‬
‫النص األصلي وبنفس ترتيب الكلمات ودون تغيير في ســياق المعــنى‪ ،‬ومن ثم وضــعها بين قوســين أو‬
‫شولتين في المتن مع اإلشــارة إلى مصــدرها بدقــة في التهميش وفي قائمــة المراجــع‪ ،‬دون أن يتجــاوز‬
‫حجم النص المقتبس في العــادة ‪ 3‬أو ‪ 4‬أســطر على أكــثر تقــدير‪ .‬ويعــرف أيضــا بأ ّنــه‪ ” :‬نســخ النص‬
‫األصلي المنشور في مكان آخر”[‪]31‬‬
‫ومن بين أهم الحاالت التي تستدعي اللجوء إلى االقتباس المباشر نذكر‪:‬‬
‫عندما يكون النص األصلي عبارة قول مأثور أو تعريف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عندما يصعب على الباحث إعادة صياغة النص األصلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا كانت عبارات النص األصلي لها دالالت معينة ال تحتمل التأويل‪]32[.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫االقتباس غير المباشر‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ويتم بطريقتين إ ّما عن طريق التلخيص أو عن طريق إعادة الصياغة‪   ]33[ .‬‬
‫التلخيص‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يتم عن طريق اختصار عبارات وكلمــات وأفكــار النص األصــلي وتقــديمها باألســلوب الخــاص للبــاحث‬
‫دون أن يستخدم أي كلمة أو عبارة استخدمها صاحب النص األصلي‪ .‬وأشار إليه الكاتب (عبــد الــرزاق‬
‫السنهوري) بقوله‪ ” :‬يأتي االقتباس عن طريــق التلخيص إذا عمــد مؤلــف إلى مصــنف أدبي أو علمي‪،‬‬
‫ولخصه تلخيصا ً واضحا ً ينقل إلى القارئ صورة صحيحة من المصنف األصلي‪ .‬وهذا هو االبتكار الــذي‬
‫ساهم به الملخص‪ ،‬فقد أضفى شخصيته على التلخيص‪ ،‬وبذل جهداً محسوسا فيمـا قـام بـه من عمـل”[‬
‫‪ .]34‬ويتم اللجـوء إليـه عـادة في حالـة مـا إذا كـانت إعـادة صـياغة النص األصـلي أو اقتباسـه بشـكل‬
‫مباشر سيطيل البحث كثيراً‪]35[.‬‬
‫ويتميز عن االقتباس المباشر في أنّ التلخيص يشترط فيه أيض ـا ً ذكــر المصــدر في المتن بعــد الملخص‬
‫مباشرة‪ ،‬ومن ثم اإلشارة إليه في قائمة المراجع‪.‬‬
‫إعادة الصياغة‪]36[:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعرف بأ ّنها‪“ :‬إعادة كتابة اقتباس ما باستخدام كلماتك الخاصة معتمداً على الفكــرة األساســية للمؤلــف‬
‫األصـلي”‪ ]37[.‬فهي إذن تكـرار لألفكـار والمعلومـات المـذكورة في النص األصـلي باألسـلوب الخـاص‬
‫للباحث‪ ،‬ودون ذكر أي كلمات أو عبارات من النص األصلي‪ ،‬مع مراعاة الحفاظ على نفس أفكاره‪.‬‬
‫وأهم مهارات وخطوات إعادة الصياغة‪ :‬ضرورة قراءة النص وفهمــه جيــدا‪ ،‬تحديــد األفكــار الموجــودة‬
‫فيــه‪ ،‬إعــادة كتابــة النص بأســلوب البــاحث دون الرجــوع إلى النص األصــلي‪ ،‬التأكــد من تغطيــة جميــع‬
‫النقــاط‪ ،‬التأكــد من عــدم تلخيص النص‪ ]38[.‬ويتم اللّجــوء إلى إعــادة الصــياغة عــادة لتوضــيح بعض‬
‫العبارات الغامضة التي يصعب على القراء فهمها في النص األصلي‪ ]39[.‬وتشترك إعادة الصياغة مع‬
‫التلخيص في أن كالهمــا يشــترط ذكــر المصــدر في المتن‪ ،‬ومن ثم اإلشــارة إليــه في قائمــة المراجــع‪،‬‬
‫وتختلف عنه في كون الباحث ال يلتزم عند إعادة الصياغة بإيجاز أو اختصار العبارات أو الكلمات‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫رابعاً‪  :‬أساليب مواجهة السرقة العلمية وكيفية تجنب الوقوع فيها‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫تختلف آليات وأساليب مواجهة الســرقات العلميــة مــا بين التــدابير واإلجــراءات القانونيــة الــتي أقرتهــا‬
‫القوانين المنظمة لحقوق الملكيــة الفكريــة والقــوانين المنظمــة للجامعــة والبحث العلمي‪ ،‬وكــذا اآلليــات‬
‫التقنية والتكنولوجيةـ التي تتم باالعتماد على التقنيــات الرقميــة‪ ،‬إضــافة إلى الجــانب األخالقي المكــرس‬
‫بموجب العرف األكاديمي والمواثيق الجامعية واألخالق المجتمعية المتعارف عليها‪ .‬وسنستعرض فيمــا‬
‫يلي جانبا ً من آليات وأساليب مواجهتها كما يلي‪:‬‬
‫قوانين الملكية الفكرية كوسيلة ردع وحماية قانونية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر السرقات العلمية باختالف مضــامينها وتعـدد أسـاليب ارتكابهــا من قبيــل األفعـال المجرمـة قانونـا ً‬
‫نظراً النتهاكها لحق من حقوق اإلنسان الفكرية وملكاته اإلبداعية‪ ،‬إالّ أنّ اســتفحالها وانتشــارها بكــثرة‬
‫في السنوات األخيرة يستدعي من جميــع فعاليــات الوســط األكــاديمي البحث عن حلــول وآليــات لحمايــة‬
‫الحقوق الفكرية للباحثين وتكريس الممارسات األكاديمية التي تــدعم النزاهــة األكاديميــة‪ .‬ولــذلك لجــأت‬
‫العديد من الدول إلى تبني عدة تدابير قانونية‪ ،‬وذلك عن طريق تعديل قوانين الملكية الفكرية لتستوعب‬
‫جزئية السرقة الفكرية واالنتحال‪ .‬في حين ذهبت دول أخرى إلى استحداث قوانين خاصــة باالنتحــال أو‬
‫السرقة الفكرية‪ ،‬وذلك عن طريق إقرار ما يعرف “بالدليل االسترشــادي أو الميثــاق األكــاديمي”؛ الــذي‬
‫يبين حقوق وواجبات ومسؤوليات كل منتسبي الوسط األكاديمي (طلبة‪ ،‬أساتذة‪ ،‬بــاحثين) ويحــدد بدقــة‬
‫كل الممارسات المنافية للبحث العلمي ويبين آليات مواجهتها والعقوبات المقررة لها‪.‬‬
‫وكنظرة عامة عن القوانين التي تجرم السرقة الفكرية في الجزائر فــإنّ المشــرع الجزائــري لألســف لم‬
‫يصدر أي قانون خاص يجرم السرقة العلمية بشكل مباشـر‪ ،‬حــتى قــوانين الملكيــة الفكريــة الــتي تعتــبر‬
‫أقرب فروع القــانون تخصصـا ً بهـذا النــوع من الجـرائم لم تتنـاول صـراحة جريمــة السـرقة العلميـة أو‬
‫بالر غم من تجريمها لكل أشكال االعتداء على المصنفات التقليدية واإللكترونية‪ .‬غير أ ّنه يمكن‬ ‫االنتحال ّ‬
‫إدراج السرقة العلمية ضمن حاالت المساس بــالحقوق المعنويــة للمؤلــف؛ وفي هــذه الحالــة فقــد أكــدت‬
‫المــادة ‪ 25‬من األمــر ‪ 05-03‬المتعلــق بحــق المؤلف[‪ ]40‬تحت مســمى “حــق األبــوة” أ ّنــه من بين‬
‫الحقوق المعنوية المقررة للمؤلف على مصنفه‪ ،‬حقه في احترام سالمته واالعتراض على أي تعديل أو‬
‫خاصة إذا كان هـذا التعـديل يضـر بمصـلحته أو شـرفه أو سـمعته‪ ]41[.‬كمـا نصـت‬ ‫ً‬ ‫تشويه يدخل عليه‪،‬‬
‫المواد من ‪ 42‬إلى ‪ 53‬من ذات القانون على األفعال التي تعتبر من قبيل األعمال المشــروعة في إطــار‬
‫استغالل المصنفات من ذلك االستنساخ والترجمة واالقتبــاس والتحــوير‪ ،‬واعتــبرت أن أي استنســاخ أو‬
‫استغالل للمصنف خارج هذه الحاالت يشكل تقليد‪ ،‬ويعاقب صاحبه بالحبس والغرامــة الماليــة طبقــا لمــا‬
‫حددته المواد من ‪ 151‬إلى ‪ 153‬من ذات القانون‪.‬‬
‫ومن بين النصوص القليلة الذي تطرقت بشكل مباشر لهذه الظاهرة في المنظومة القانونيــة الجزائريــة‬
‫ً‬
‫ـراحة في‬ ‫ولو بقليل من التفصيل نذكر القانون األساسي الخاص باألســتاذ البــاحث الــدائم؛ حيث نص صـ‬
‫المادة ‪ 31‬على تجريم كل أعمال الغش واالنتحال والتزوير في المنشورات واألعمــال البحثيــة ورســائل‬
‫الدكتوراه وصنفها ضمن قائمة األخطاء المهنية من الدرجة الرابعة‪ ]42[،‬وهي أخطاء قد ينجــر عليهــا‬
‫إ ّما التسريح أو التنزيل للرتبة السفلى طبقا ً لقانون الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫كمـــا أصـــدرت وزارة التعليم العـــالي والبحث العلمي في ديســـمبر ‪ 2014‬أول ميثـــاق جـــامعي لنظـــام‬
‫الدكتوراه (‪ )LMD‬تحت مسمى “ميثاق األطروحة”؛ والذي يعتبر دليل مرجعي يحدد حقوق وواجبــات‬
‫كل من الطالب واألستاذ المشرف واللّ جنة الجامعية ومخبر دعم التكوين‪ .‬وقد تضمن هذا الميثاق بعض‬
‫المواد التي تؤكد على موضــوع األمانــة العلميــة حيث ذكــر تحت عنــوان (الســرية) مــا يلي‪“ :‬ضــرورة‬
‫التزام طــالب الــدكتوراه بـاحترام أخالقيــات البحث العلمي‪ ،‬السـيما في مجـال الملكيــة الفكريــة للمصــادر‬
‫المستعملة (البيبلوغرافيا) “‪  ]43[.‬وفي مجال العقوبات نص هذا الميثاق تحت عنوان (المناقشة) على‬
‫ما يلي‪ ” :‬كــل فعــل تعلــق بالســرقة العلميــة أو تزويــر للنتــائج أو غش ذي صــلة باألعمــال العلميــة‪ ،‬تم‬
‫التصريح به في إطار األطروحة وتم إثباته أثناء أو بعد المناقشة‪ ،‬يعرض المرشــح إللغــاء المناقشــة أو‬
‫إلى ســحب الشــهادة المحصــل عليهــا‪ ،‬باإلضــافة إلى تطــبيق العقوبــات المنصــوص عليهــا في التشــريع‬
‫والتنظيم الساري المفعول”‪]44[.‬‬
‫البرمجيات االلكترونية كآلية حماية تقنية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ـالرغم من أهميــة اإلجــراءات القانونيــة في مواجهــة الســرقات العلميــة في الوســط األكــاديمي‪ ،‬إالّ أنّ‬
‫بـ ّ‬
‫فعاليتها تبدو ضئيلة مقارنة مع حجم ودرجة اتساع هذه الظاهرة التي ما فتأت تزداد انتشاراً يوم ـا ً بعــد‬
‫يوم بشكل أصبح يتهدد الحقوق الفكرية لألساتذة والباحثين‪ .‬ولعل السبب في ذلك راجع بالدرجة األولى‬
‫إلى كون أغلب القوانين المعتمدة في مواجهــة الســرقة العلميــة في العديــد من الــدول لم تعــد تتالئم مــع‬
‫ً‬
‫خاصة وأنّ‬ ‫اآلليات التكنولوجية المستخدمة في ارتكابها‪ ،‬والتي تعتمد بشكل كبير على شبكة االنترنت‪،‬‬
‫االنترنت معتمدة في أغلب مجاالت البحث العلمي‪.‬‬
‫وتماشــيا ً مــع االتجاهــات الحديثــة في مجــال البحث العلمي أدركت بعض الــدول أ ّنــه من غــير الممكن‬
‫مواجهة السرقة العلمية بالطرق القانونية التقليدية فقط‪ ،‬ألنّ التقنية عادة ما تتجـاوز القـوانين بأشـواط‬
‫كبيرة‪ .‬ولذلك رتالبد لجأت العديد من الجامعات إلى اعتماد التدابير التكنولوجية والتقنيــة كوســيلة للحــد‬
‫من عمليات السرقات العلمية واالنتحال خاصة تلــك الــتي تتم باســتخدام شــبكة االنــترنت أو بواســطتها‪،‬‬
‫وهذا حتى تكون أساليب مواجهة السرقة العلمية متوافقة مع األساليب المستخدمة في ارتكابها‪.‬‬
‫ألنّ البرمجيات هي في المقام األول أدوات لمكافحة االنتحال‪ ،‬وليســت فقــط مجــرد غايــة لكشــف حــاالت‬
‫االنتحال‪ ،‬ويمكن أن تشكل في كثير من األحيان عامــل ردع تمنــع األشــخاص من الوقــوع في االنتحــال‪،‬‬
‫ولذلك فمن المستحسن استعمالها بكثرة في األوساط الجامعية‪  ]45[.‬‬
‫وفي هذا الصدد ذكر الباحث (محمد الجوادي) في مقال له أ ّنه بقدر ما ساهمت شبكة االنترنت في نشــر‬
‫السرقة الفكرية واتساع مجاالتها لتشمل كل الميادين الفكرية واألدبية والفنيــة‪ ،‬إالّ أ ّنهــا ســاهمت أيضـا ً‬
‫في كشف االنتحال عن طريـق اتسـاع مســاحة البحث عن أصـل النص على الشـبكة‪ ،‬وتوقـع الكـاتب أنّ‬
‫السرقة الفكرية ستختفي في المستقبل مع ظهور البرمجيات المتخصصة‪  ]46[.‬‬
‫‪     ‬ومن بين أهم البرمجيــات اإللكترونيــة المتخصصــة في فحص المحتــوى المعلومــاتي على شــبكة‬
‫االنترنت نذكر برنامج (تيرنيتين ‪)Turnitin‬؛ الذي ُيعتبر من أشهر برامج مقارنة النصوص وأكثرهــا‬
‫استعماالً في مجال كشف االنتحال على شبكة االنترنت‪ ،‬إذ يرجع تاريخ ظهوره إلى سنة ‪ 1996‬بغرض‬
‫مواجهة السرقات العلمية والصحفية التي كانت منتشرة آنذاك‪ ،‬ونظراً لكفاءة هذا البرنــامج تم اعتمــاده‬
‫في حـــوالي ‪ %65‬من الجامعـــات البريطانيـــة‪ ]47[.‬وهـــو برنـــامج تم تطـــويره من طـــرف شـــركة (‬
‫‪ )iParadigms Europe Ltd‬المتخصصة في إنتاج برمجيات الحاسـوب‪ ،‬أ ّمـا عمليـة اإلشـراف‬
‫عليه‪  ‬فهي موكلة لمجلس القوانين الخاصة بالمعلومات المشتركة (‪]48[ .)JISC‬‬
‫‪     ‬وتعتبر جامعــة كمــبردج من أبــرز الجامعــات الــتي تســتخدم هــذا البرنــامج تحت مســمى “تيرنيــتين‬
‫المملكة المتحدة”؛ بحيث تعتمد على خدماته بشكل أساسي في كافة أبحــاث الطلبــة؛ نظــراً لقدرتــه على‬
‫مقارنــة النصــوص مــع ماليين البيانــات بشــكل أســرع وأقــل من الطــرق التقليديــة من خالل البحث في‬
‫صفحات الويب بما في ذلك األرشيف المحذوف‪ ،‬والصفحات التي تم تغييرها‪ ،‬والمواد الــتي ســقطت في‬
‫الملك العام‪ ]49[.‬كما أ ّنه يعتبر أيضا ً نظام وقاية متميز يمكن للطالب استخدمه كوسيلة لمراقبــة صــحة‬
‫أعمالهم البحثية قبل تقديمها‪ ،‬وهذا ما يقلل من احتمال وقوعهم في االنتحال‪]50[.‬‬
‫‪     ‬كما أن هناك بعض البرامج المجانية المتاحة من خالل المواقع اإللكترونية لعدد من الجامعات مثــل‬
‫موقـــــــــــــــــــــــــــــــع‪ http://www.ThePlagiarism.com [51] :‬وكـــــــــــــــــــــــــــــــذا‬
‫موقـع‪ ،www.PlagiarismChecker.com [52]  ‬وهي مواقـع تســاعد البــاحثين من التحقـق‬
‫من تساعد الباحثين في التحقق من أصالة بحوثهم قبل تقديمها للنشر‪.‬‬
‫‪     ‬وإضافة إلى برامج كشـف وفحص المحتـوى المعلومـاتي‪ ،‬فقـد ظهـرت مـؤخراً العديـد من المواقـع‬
‫والمنتديات التي تقدم خدمات مجانية للطلبة والباحثين‪ ،‬وهي تعمل على مقارنة الكلمات أو األبحاث مع‬
‫ما تم نشره من بيانات على شبكة االنترنت في جميع أنحاء‪  ‬العالم‪.‬‬
‫التوعية األخالقية كوسيلة حماية إستباقية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إنّ أساليب مواجهة السرقة العلمية وتجنب االنتحال لم تعد مقتصرة على اإلجراءات القانونية والتدابير‬
‫التقنية فقط‪ ،‬إذ أصبح من الضروري التفكير في كيفية الوقاية منها‪ ،‬فالســرقة العلميــة ظــاهرة أخالقيــة‬
‫تستدعي التوعية األخالقية قبل كل شيء‪ .‬ولقــد أثبتت التجــارب أنّ ال النصــوص القانونيــة لوحــدها وال‬
‫ً‬
‫خاصــة في البيئــة الرقميــة؛‬ ‫التقنيــات التكنولوجيــة لوحــدها قــادرة على القضــاء على هــذه الظــاهرة‬
‫فالبرمجيــات اإللكترونيــة مثالً ال يمكنهــا البحث في المصــادر القديمــة الــتي لم يتم إدراجهــا على شــبكة‬
‫االنترنت‪ ،‬كما ال يمكنه البحث في المقاالت المحمية بكلمة مرور‪.‬‬
‫ولذلك لجأت العديد من الجامعات اليوم إلى االعتماد إضافة إلى آليــات الحمايــة القانونيــة والتقنيــة على‬
‫الحماية االستباقية أو الوقائية؛[‪ ]53‬وذلك بالتركيز على تلقين الممارسات األكاديمية الجيـدة والتوعيـة‬
‫األخالقيــة‪ ،‬وتــدريب الطلبــة والبــاحثين على كيفيــة تجنب الســرقة العلميــة‪ ،‬وتعــريفهم أكــثر بأبجــديات‬
‫منهجية البحث العلمي وإلزامهم باحترام األمانة العلمية‪.‬‬
‫ودعما ً لهذا التوجه أصدرت عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلســالمية بالمملكــة‬
‫العربية السعودية ضمن سلسلة دعم التعلم والتعليم في الجامعة دليــل إرشــادي لفائــدة الطلبــة لتجــنيبهم‬
‫الوقوع في السرقة العلمية‪ ،‬وتعريفهم بالممارسات األكاديمية الصحيحة‪ ،‬ويذكر هذا الــدليل أ ّنــه إضــافة‬
‫إلى استخدامـ المــدققات العلميــة كبرمجيــات الكشــف عن االنتحــال‪ ،‬يجب أيضـا ً التعريــف بتقنيــات البحث‬
‫العلمي الجيــد‪ ،‬كــالتهميش والتوثيــق والتلخيص واالستشــهاد واالقتبــاس واإليجــاز‪ .‬كمــا حــرص على‬
‫ضرورة إعالم الطلبة والباحثين بالعواقب اإلدارية والعقوبات القانونية المقررة لحاالت الســرقة والغش‬
‫األكاديمي‪]54[.‬‬
‫وفي مجال دعم الممارسات األكاديمية الصــحيحة أشــارت العديــد من الدراســات أنّ من بين أهم وســائل‬
‫ـة في‬‫كشف االنتحال والوقاية من سرقة األعمال الفكرية هو القيام بنشرها على شــبكة اإلنــترنت؛ خاصـ ً‬
‫ظل لجوء أغلب الباحثين واألساتذة الجامعيين على المستوى العالمي اليــوم إلى شــبكة االنــترنت للتأكــد‬
‫من مصداقية األبحاث الـتي قــدمت إليهم‪ .‬وفي هـذا يـرى البــاحث (سـالم محمــد السـالم) أنّ النشــر على‬
‫شبكة االنترنت هو نوع من أنواع الحماية االستباقية‪ ،‬أل ّنه ال يمنح الفرصة للسارقين لممارسة سرقات‬
‫أخرى‪]55[.‬‬
‫ومن بين وسائل دعم الممارسات األكاديميــة الصــحيحة أيضـا ً مــا تقــوم بعض الجامعــات األوروبيــة من‬
‫خالل برمجة عروض تقديميــة للطلبــة في بدايــة الموســم الجــامعي لضــمان اســتقطاب أكــبر عــدد ممكن‬
‫منهم‪ ،‬مــع تمكينهم من الحصــول على كتيبــات مطبوعــة تضــم معلومــات خاصــة باالنتحــال‪ .‬كمــا يقــوم‬
‫أعضاء الهيئة التدريسية بإطالع الطلبة على سياسة الجامعة إزاء االنتحال‪ ،‬وما الشيء المطلوب منهم‬
‫لتجنب الوقوع فيه‪ .‬إضافة إلى إمكانية أخذ مشورة أعضاء هيئة التدريس في حالة وجــود لبس خاصــة‬
‫عند استخدامـ المصادر على شبكة االنترنت‪]56[.‬‬
‫‪          ‬وم ّمــا يمكن الخــروج بــه بعــد اســتعراض أســاليب الوقايــة األخالقيــة أنّ الممارســة األكاديميــة‬
‫الجيدة ال تعتبر بديالً كليا ً عن التدابير القانونية والتقنية‪ ،‬ولكنهــا يمكن أن ُتســهم ولــو بجــزء يســير في‬
‫التقليل من هذه الظاهرة‪ ،‬فاحترام األمانة العلمية فظيلة أخالقية قبل كل شيء‪.‬‬
‫‪ + ‬خـاتـمـة ‪:‬‬
‫صحيح أنّ هناك العديد من الممارسات والسلوكيات المنافيــة ألخالقيــات البحث العلمي المنتشــرة بكــثرة‬
‫في مؤسساتنا الجامعية‪ ،‬إالّ أن من بين كل هذه المخالفات تعتبر السـرقة العلميـة األكـثر سـوءا واألشــد‬
‫ضــرراً؛ ذلــك أ ّنهــا أصــبحت من بين أكــثر الظــواهر الســلبية الــتي تتهــدد مســتقبل البحث العلمي‪ .‬وبعــد‬
‫استعراض مختلف األساليب القانونية والتدابير التقنية واألخالقية‪ ،‬فإ ّنه يمكن القــول أنّ تلقين أبجــديات‬
‫البحث العلمي األكاديمي الصحيح يبقى السبيل األول للوقاية من عمليات السرقة العلميــة واالنتحــال في‬
‫األوساط األكاديمية حتى ولو كانت غير مقصودة‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض النتائج واالقتراحات التي تم التوصل إليها بصدد هذا البحث‪:‬‬
‫إن اإلجراءات القانونية التي توفرها أجهزة الدولة واآلليات التقنية الــتي تتيحهــا البرمجيــات‬ ‫‪‬‬
‫االلكترونية والمواقع المتخصصة لم تعد كافية للحــد من الســرقات العلميــة‪ ،‬لــذا البــد من التفكــير في‬
‫التوجه نحو األساليب األخرى الوقائية كالتوعية األخالقية‪.‬‬
‫تشجيع الجامعات الوطنية من أجل التفكير بجدية في تبني التدابير التقنية‪ ،‬عن طريق اقتنــاء‬ ‫‪‬‬
‫برمجيات كشف االنتحـال‪ ،‬أو االنخـراط في المواقـع والمنتـديات المتخصصـة الـتي تـوفر البرمجيـات‬
‫المجانية‪.‬‬
‫إنّ أول سبيل للوقاية من الســرقة العلميــة هــو تعويــد البــاحثين على منهجيــة البحث العلمي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وذلــك انطالقــا من االلــتزام بــذكر مصــادر جميــع المعلومــات المســتخدمة في البحث ونســبتها إلى‬
‫صاحبها‪ ،‬وتوثيقها في التهميش وفي قائمة المراجع‪.‬‬
‫دعم مبادرات التعاون المشترك بين الجامعات الوطنية من أجل توحيد المقــاييس العلميــة في‬ ‫‪‬‬
‫المنهجية‪ ،‬خاصة تلك التي تميز بين السرقة األدبية وما يشابهها من مصـطلحات ســيما‪( :‬اإلقتبـاس‪،‬‬
‫التلخيص‪ ،‬إعادة الصياغة)‪.‬‬
‫تكريس األمانة العلمية وتلقين أبجديات البحث العلمي الســليم لــدى جميــع الطلبــة والبــاحثين‬ ‫‪‬‬
‫للتقليل قــدر اإلمكــان من حــاالت الســرقة العلميــة المرتكبــة تحت دواعي عــدم العلم الكــافي بمنهجيــة‬
‫البحث العلمي‪.‬‬
‫نشـر الـوعي لـدى الطلبـة وإعالمهم بمختلـف الممارسـات المنافيـة للبحث العلمي؛ من خالل‬ ‫‪‬‬
‫تنظيم النـدوات والمـؤتمرات وورشـات العمـل واأليـام الدراسـية‪ ،‬سـيما تلـك الـتي تتطـرق لمواضـيع‬
‫حقوق المؤلف واألمانة العلمية‪ ،‬ولفت انتباه الطلبة منذ البداية إلى العقوبات المفروضة على حــاالت‬
‫السرقة العلمية‪.‬‬
‫إلزام الجهات الوصية بإصدار قوانين وأنظمة داخلية في شــكل (ميثــاق أو دليــل) تــبين بدقــة‬ ‫‪‬‬
‫كيفية التعامل مع مختلف الممارسات المنافية للســلوك األكــاديمي‪ ،‬وضــمان تعميم ذلــك على مختلــف‬
‫المؤسسات الجامعية ومراكز البحث الوطنية‪.‬‬
‫تعديل القوانين المتعلقــة بحــق المؤلـف في الجزائـر وتكييفهــا مـع مـا هــو معمـول بـه دوليـا ً‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫وبخاصة االنتحال الرقمي الذي يتم باستخدام شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫لتستوعب جريمة السرقة العلمية‬
‫أخلقة البحث العلمي من خالل تبني معايير وقواعد أخالقية ترسخ فكرة األمانة العلميــة لــدى‬ ‫‪‬‬
‫الطلبة‪ ،‬وتحذرهم من خطورة االنتحال وآثــاره الســلبية‪ ،‬وتلقينهم الممارســات األكاديميــة الصــحيحة‪،‬‬
‫ألن الجهل بها قد يؤدي بهم إلى الوقوع في السرقة العلمية من غير قصد‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ +‬المراجع واإلحاالت‪:‬‬
‫باللغة العربية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫رشاد توام‪ ،‬األمانة العلمية في البحث األكــاديمي ارتباطـا ً بحــق المؤلــف‪ ،‬مقــال منشــور على‬ ‫‪‬‬
‫الموقع‪http://www.wafainfo.ps/pdf/t4.pdf :‬‬
‫سالم بن محمد السالم‪ ،‬السرقات العلمية في البيئة االلكترونية‪ -‬دراسة للتحديات والتشريعات‬ ‫‪‬‬
‫المعنية بحقوق التأليف‪ ،‬المؤتمر الســادس لجمعيــة المكتبــات والمعلومــات الســعودية بعنــوان‪:‬البيئــة‬
‫المعلومات اآلمنة‪ :‬المفاهيم التشريعات والتطبيقات‪ 6/7 ،‬أفريل ‪ ،2010‬الرياض‪.‬‬
‫ســليمان عبــد العزيــز اليحــيى‪ ،‬ســامي الفطــايري‪ ،‬عبــد الحليم الــبراك‪ ،‬دليــل أعضــاء هيئــة‬ ‫‪‬‬
‫التــــدريس ومن في حكمهم‪ ،‬جامعــــة القصــــيم‪ ،‬النســــخة األولى‪ ،2012 ،‬متــــوفر على الموقــــع‪:‬‬
‫)‪qu.edu.sa. (01/12/2015‬‬
‫سيد الهواري‪ ،‬دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية‪ ،‬دار الجيل للطباعة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد اللطيف محمد السيد الحديدي‪ ،‬السرقات الشعرية بين األمدي والجرجاني في ضوء النقد‬ ‫‪‬‬
‫األدبي القديم والحديث‪ ،‬ط‪،1‬جامعة األزهر‪،‬المنصورة‪،‬‬
‫عمادة التقويمـ والجودة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية سلســلة دعم التعلم والتعليم‬ ‫‪‬‬
‫في الجامعة‪ ،‬السرقة العلمية‪ :‬ما هي ؟ وكيف أتجنبهـا ؟‪،‬المملكـة العربيـة السـعودية‪ ،2013 ،‬متـاح‬
‫على الموقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع‪)31/10/2015( :‬‬
‫‪https://units.imamu.edu.sa/colleges/science/FilesLibrary/Docume‬‬
‫‪  nts/08.pdf‬‬
‫عـامر محمــود الكســواني‪ ،‬الملكيــة الفكريــة ماهيتهــا‪ ،‬مفرداتهــا‪ ،‬طــرق حمايتهــا‪ ،‬دار الجيب‬ ‫‪‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪،‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ -‬حق الملكية‪ ،‬حــق الملكيــة‪ ،‬ج‪،8‬‬ ‫‪‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫عمادة تطوير المهارات‪ ،‬وكالة الجامعة للتطوير والجودة بجامعة الملــك ســعود‪ ،‬كيــف تجنب‬ ‫‪‬‬
‫طالبك خطأ الوقوع في السرقة العلمية‪ ،‬ورقــة منشــورة ضــمن أعمــال سلســلة نصــائح في التــدريس‬
‫الجامعي‪ ،2012 ،‬متاحة‪ ‬على الموقع‪dsd.edu.sa. (01/12/2015) :‬‬
‫عماد عيسى صالح‪ ،‬أماني محمد السيد‪ ،‬دور المكتبات األكاديمية في منــع الســرقات العلميــة‬ ‫‪‬‬
‫واكتشافها‪ -‬دراسة استكشافية لخدمات المكتبات وبرمجيات كشف االنتحال‪ ،‬دراســة مقدمــة للمــؤتمر‬
‫الــدولي للتعلم اإللكــتروني في الــوطن العــربي مشــكالته وآفــاق تطــويره‪ ،‬القــاهرة‪ 11- 9 ،‬جويليــة‬
‫‪ ،2012‬ص ‪ ،6‬متوفر على الموقع‪http://fr.slideshare.net/esalh/ss-13988012 :‬‬
‫)‪.(01/12/2015‬‬
‫مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‪ ،‬الخطة الوطنية للعلـوم والتقنيـة واالبتكــار‪ ،‬ضـوابط‬ ‫‪‬‬
‫األمانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العلميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪ ،2012 ،‬متـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاح‬
‫بـــــــــــالموقع ‪http://gdrg.kacst.edu.sa/Site/Templates/Integrity_a.pdf. :‬‬
‫)‪(01/12/2015‬‬
‫محمــد الجــوادي‪ ،‬الســرقات األدبيــة انحطــاط ثقــافي وبلطجــة فكريــة‪ ،‬مقــال منشــور بموقــع‬ ‫‪‬‬
‫مؤسســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرار العربيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫لإلعالم‪ :‬‬
‫‪http://www.beautifulpakistanigril.com_www.sha3erjordan.net/new‬‬
‫)‪s.php?action=view&id=831. (01/12/2015‬‬
‫نواف كنعان‪ ،‬حق المؤلف‪ :‬النماذج المعاصرة لحــق المؤلــف ووســائل حمايتــه‪ ،‬دار الثقافــة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عمان‪.1992 ،‬‬
‫وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والخطـة الوطنيـة للعلـوم والتقنيـة واالبتكـار‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫جامعة الملك سعود‪ ،‬االقتباس والسرقة العلمية في البحوث العلمية من منظور أخالقي‪ ،‬منشــور على‬
‫الموقع‪:‬‬
‫‪https://www.ut.edu.sa/documents/1583338/728984d3-1c76-40e8-‬‬
‫)‪9212-2f01d3d2db48. (01/12/2015‬‬
‫يونس عرب‪ ،‬المحددات العامة للنظــام القــانوني للملكيــة الفكريــة‪ ،‬مقــال منشــور على موقـع‬ ‫‪‬‬
‫مدرسة توت شامي التعليمية على الرابط‪  tootshamy.com (01/12/2015):‬‬
‫النصوص التشريعية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫األمر ‪ 05-03‬المؤرخ في‪ 23/07/2003:‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المرســوم التنفيــذي ‪ 131-08‬المــؤرخ في ‪ 03/05/2008‬المتضــمن القــانون األساســي‬ ‫‪‬‬
‫الخاص لألستاذ الباحث الدائم‪.‬‬
‫وزارة التعليم العـــالي والبحث العلمي‪ ،‬ميثـــاق األطروحـــة‪ ،‬ديـــوان المطبوعـــات الجامعيـــة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ديسمبر‪  ‬‬
‫المراجع األجنبية‪  :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪( ,Ahmed-refat AG refat, How to avoid plagiarism‬النزاهة األكاديمية‬ ‫‪‬‬
‫وتجنب شبهة السطو العلمي)‪:Taibah university, KSA, 2012, Available at ,‬‬
‫‪http://fr.slideshare.net/AhmedRefat/plagiarism-12747509. ‬‬
‫)‪(01/12/2015‬‬
Comparatif Logiciels anti-plagiat – UPPA CRATICE – 
duteille@univ-pau.fr et Pascal.Boulerie@ensg.eu,
voir: https://webcampus.univ-pau.fr/fichiers_webcampus/divers/
Logicielsantiplagiat.pdf, Date de l’étude: sept 2007- fév  2012.
(01/12/2015)
Franco Raimondi, On the effectiveness of anti-plagiarism 
software, Available at: http://www.rmnd.net/wp-
content/uploads/2012/09/ieee-lt.pdf.(01/12/2015)
Staff Guidance on Plagiarism in Undergraduate and 
:Postgraduate Taught Courses, Available at
http://www.docs.sasg.ed.ac.uk/AcademicServices/Discipline/Guida
nce_for_Staff_UG_PGT.pdf . (01/12/2015)
University of Cambridge, Policy on the use of Turnitin UK 
text-matching software at the University of Cambridge, Available
:at
https://www.admin.cam.ac.uk/univ/plagiarism/examiners/policy.pdf.
(01/12/2015)
University of southern California, Trojan integrity- Au guide 
:for avoiding plagiarism, Available at
http://dornsife.usc.edu/assets/sites/903/docs/Trojan_Integrity_Guid
e_to_Avoiding_Plagiarism.pdf (01/12/2015)
 
: ‫مواقع االنترنت‬ 
turnitin.com 
https ://submit.ac.uk/static_jisc/ac_uk_index.html 
‫ جامعة‬،‫ وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والخطة الوطنية للعلوم والتقنية واالبتكار‬.  ]1[
‫ منشـور على‬،3 ‫ ص‬،‫ االقتباس والسرقة العلمية في البحـوث العلميـة من منظـور أخالقي‬،‫الملك سعود‬
https://www.ut.edu.sa/documents/1583338/728984d3-1c76- :‫الموقــــــــــع‬
40e8-9212-2f01d3d2db48
‫ عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمـام محمـد بن سـعود اإلسـالمية سلسـلة دعم التعلم والتعليم في‬.]2[
‫ متــاح‬،8‫ ص‬،2013 ،‫المملكة العربيــة الســعودية‬،‫ ما هي ؟ وكيف أتجنبها ؟‬:‫ السرقة العلمية‬،‫الجامعة‬
‫على‬
 :‫الموقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع‬
https://units.imamu.edu.sa/colleges/science/FilesLibrary/Document
s/08.pdf
‫[‪ . ]3‬عمـادة تطـوير المهـارات‪ ،‬وكالـة الجامعـة للتطـوير والجـودة بجامعـة الملـك سـعود‪ ،‬كيـف تجنب‬
‫طالبك خطــأ الوقــوع في الســرقة العلميــة‪ ،‬ورقــة منشــورة ضــمن أعمــال سلســلة نصــائح في التــدريس‬
‫الجامعي‪ ،2012 ،‬متاحة‪ ‬على الموقع‪.www.dsd.edu.sa :‬‬
‫[‪ . ]4‬عبد اللطيف محمد السـيد الحديـدي‪ ،‬السـرقات الشـعرية بين األمـدي والجرجـاني في ضـوء النقـد‬
‫األدبي القديم والحديث‪ ،‬ط‪،1‬جامعة األزهر‪،‬المنصورة‪ ،1995 ،‬ص ‪.59‬‬
‫[‪Plagiarism is the unacknowledged and inappropriate use of “  . ]5‬‬
‫‪the ideas or wording of another individual ” University of southern‬‬
‫‪California, Trojan integrity- Au guide for avoiding plagiarism,‬‬
‫‪Available‬‬ ‫‪at:‬‬
‫‪http://dornsife.usc.edu/assets/sites/903/docs/Trojan_Integrity_Guid‬‬
‫‪.e_to_Avoiding_Plagiarism.pdf, p03‬‬
‫[‪ . ]6‬يعرفها األستاذ يونس عرب بأنها‪ ”:‬القواعـد القانونيـة المقـررة لحمايـة االبـداع الفكـري المفـرغ‬
‫ضمن مصــنفات مدركــة ( الملكيــة األدبيــة والفنيــة) أو حمايــة العناصــر المعنويــة للمشــاريع الصــناعية‬
‫والتجاريــة ( الملكيــة الصــناعية)‪ ،‬وهي تنقســم بشــكل عــام إلى قســمين‪ :‬حمايــة الحقــوق الصــناعية‬
‫والتجارية‪ ،‬وحقوق األدبية والفكرية أو ما يعرف بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة”‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬يونس عـرب‪ ،‬المحـددات العامـة للنظـام القـانوني للملكيـة الفكريـة‪ ،‬مقـال منشـور على الموقـع‪:‬‬
‫‪.www.tootshamy.com‬‬
‫[‪ . ]7‬عامر محمود الكسواني‪ ،‬الملكية الفكريـة ماهيتهـا‪ ،‬مفرداتهـا‪ ،‬طـرق حمايتهـا‪ ،‬دار الجيب للنشـر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،1998 ،‬ص ‪.23‬‬
‫[‪ . ]8‬لمزيـد من التفصـيل راجـع‪ :‬عبـد الـرزاق السـنهوري‪ ،‬الوسـيط في شـرح القـانون المـدني‪ -‬حـق‬
‫الملكية‪ ،‬ج‪ ،8‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫[‪ . ]9‬رشاد توام‪ ،‬األمانـة العلميـة في البحث األكـاديمي ارتباطـا ً بحـق المؤلـف‪ ،‬ص‪ ،10‬مقـال منشـور‬
‫على الموقع‪http://www.wafainfo.ps/pdf/t4.pdf :‬‬
‫[‪ . ]10‬أكدت المادة ‪ 25‬من هذا األمر تحت مسمى “حق األبوة ” على أ ّنـه من بين الحقـوق المعنويـة‬
‫المقررة للمؤلف على مصنفه‪ ،‬حقــه في احــترام ســالمته واالعــتراض على أي تعــديل أو تشــويه يــدخل‬
‫عليــه‪ ،‬خاصـ ً‬
‫ـة إذا كــان هــذا التعــديل يضــر بمصــلحته أو شــرفه أو ســمعته‪ ،‬ذلــك أن الحقــوق المعنويــة‬
‫للمؤلف غير قابلة للتنازل وال للتصرف فيها وال للتقــادم كمــا ال يمكن للمؤلــف التخلي عنهــا طبقـا ً نص‬
‫المادتين ‪ 21‬و ‪ 25‬من األمر ‪ 05-03‬المؤرخ في‪ 23/07/2003:‬المتعلق بحقوق المؤلــف والحقــوق‬
‫المجاورة‪.‬‬
‫[‪ . ]11‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫[‪ . ]12‬راجـع‪ :‬نـواف كنعـان‪ ،‬حـق المؤلـف‪ :‬النمـاذج المعاصـرة لحـق المؤلـف ووسـائل حمايتـه‪ ،‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،1992 ،‬ص ‪.73‬‬
‫[‪ .  ]13‬سيد الهواري‪ ،‬دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية‪ ،‬دار الجيل للطباعة‪ ،‬القاهرة ‪،2004 ،‬‬
‫ص ‪.42‬‬
‫[‪ .  ]14‬عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫وأضاف هذا الدليل في بيان فوائد األمانة العلمية بأن الطالب األمين هو الذي‪ :‬يظهر االقتباس أو إعادة‬
‫الصــياغة المــأخوذة من كــاتب آخــر‪ ،‬يعيــد صــياغة أعمــال الكتــاب اآلخــرين حــتى يجعلهــا ســهلة الفهم‬
‫للقارئ‪ ،‬يظهر كيف استفاد من عمل الكتاب اآلخرين في تكوين رأيه‪ ،‬يستشهد بأعمال اآلخرين ويشــير‬
‫إليها كمراجع‪.‬‬
‫[‪ . ]15‬رشاد توام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.2،3‬‬
‫[‪ . ]16‬مدينة الملك عبد العزيـز للعلـوم والتقنيـة‪ ،‬الخطـة الوطنيـة للعلـوم والتقنيـة واالبتكـار‪ ،‬ضـوابط‬
‫األمانـــــــــــــــــــــــــــــــــــة العلميـــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪ ،2012 ،‬ص‪ ،13‬متـــــــــــــــــــــــــــــــــــاح‬
‫بالموقع ‪.http://gdrg.kacst.edu.sa/Site/Templates/Integrity_a.pdf  :‬‬
‫[‪ .  ]17‬عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫[‪ . ]18‬سيد الهواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪( .06،05‬بتصرف)‬
‫[‪ .  ]19‬يعتقد الكثير من الناس بأن المعلومات المتاحة على شبكة االنترنت هي “مجال مفتـوح وعـام”‬
‫أي أنها مجانية ومتاحة للجميع وهذا ليس صحيح‪ ،‬ألنّ أغلب محتوى االنــترنت محمي بمــوجب حقــوق‬
‫المؤلف‪ .‬راجع‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫[‪ . ]20‬مثال ذلك أن يذكر الباحث رأي فقيه ما في مسألة ما بقولـه‪ ”:‬أرى أنّ …”‪ ،‬في حين أنـه كـان‬
‫يفترض على الباحث أن يقول‪ ”:‬وأتفق مع الفقيه فالن الذي يرى بأنّ كذا وكذا…”‬
‫[‪ .  ]21‬عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫[‪ . ]22‬عماد عيسى صـالح‪ ،‬أمـاني محمـد السـيد‪ ،‬دور المكتبـات األكاديميـة في منـع السـرقات العلميـة‬
‫واكتشافها‪ -‬دراسة استكشافية لخدمات المكتبــات وبرمجيــات كشــف االنتحــال‪ ،‬دراســة مقدمــة للمــؤتمر‬
‫الدولي للتعلم اإللكتروني في الوطن العربي مشكالته وآفاق تطويره‪ ،‬القاهرة‪ 11- 9 ،‬جويلية ‪،2012‬‬
‫ص ‪ ،6‬متوفر على الموقع‪.  http://fr.slideshare.net/esalh/ss-13988012 :‬‬
‫[‪ . ]23‬نفسه‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫[‪ . ]24‬يصطلح على تسميته في اللغة االنجليزية‪  Documentation :‬أو ‪Citation‬‬
‫[‪( ,Ahmed-refat  AG refat, How to avoid plagiarism . ]25‬النزاهة األكاديمية‬
‫وتجنب شــــبهة الســــطو العلمي)‪Taibah university, KSA, 2012, Available ,‬‬
‫‪.at: http://fr.slideshare.net/AhmedRefat/plagiarism-12747509, p 12‬‬
‫[‪ . ]26‬وكالـة الجامعـة للدراسـات العليـا والبحث العلمي والخطـة الوطنيـة للعلـوم والتقنيـة واالبتكـار‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫[‪ . ]27‬سيد الهواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫[‪ . ]28‬مدينة الملك عبد العزيـز للعلـوم والتقنيـة‪ ،‬الخطـة الوطنيـة للعلـوم والتقنيـة واالبتكـار‪ ،‬ضـوابط‬
‫األمانــــــــــــــــــــــــــــــــة العلميــــــــــــــــــــــــــــــــة‪ ،2012 ،‬ص ‪ 12‬متــــــــــــــــــــــــــــــــاح على‬
‫الموقع ‪.http://gdrg.kacst.edu.sa/Site/Templates/Integrity_a.pdf  :‬‬
‫[‪ . ]29‬يصطلح على تسميته في اللغة االنجليزية‪Quotation  :‬‬
‫[‪ .  ]30‬عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫[‪ . ]31‬وكالـة الجامعـة للدراسـات العليـا والبحث العلمي والخطـة الوطنيـة للعلـوم والتقنيـة واالبتكـار‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫[‪.Ahmed-refat  AG refat, Ibid, p35 . ]32‬‬
‫[‪ .  ]33‬إعادة الصياغة تعني أن تستخدم كلماتك في التعبير عن أفكار اآلخـرين‪ ،‬أمـا اإليجـاز فيعـني أن‬
‫تشرح باختصار أفكار أو معلومات شخص آخر ‪.‬‬
‫لمزيد من التفصيل راجع‪ :‬عمـادة التقــويم والجـودة بجامعـة اإلمـام محمــد بن سـعود اإلسـالمية‪ ،‬نفســه‬
‫المرجع والصفحة‪.‬‬
‫[‪ . ]34‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫[‪ .  ]35‬عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫[‪ . ]36‬يصطلح على تسميتها في اللغة االنجليزية‪. paraphrasing :‬‬
‫[‪ . ]37‬وكالـة الجامعـة للدراسـات العليـا والبحث العلمي والخطـة الوطنيـة للعلـوم والتقنيـة واالبتكـار‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫[‪.Ahmed-refat  AG refat, Ibid, p50 . ]38‬‬
‫[‪ .  ]39‬عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫[‪ . ]40‬أنظر نص المادة ‪ 25‬من األمر ‪ 05-03‬المؤرخ في‪ 23/07/2003:‬المتعلق بحقــوق المؤلــف‬
‫والحقوق المجاورة‪ ”:‬يحق للمؤلف اشتراط احترام ســالمة مصــنفه واالعــتراض على أي تعــديل يــدخل‬
‫عليــه أو تشــويهه أو إفســاده إذا كــان من شــأنه المســاس بســمعته كمؤلــف أو بشــرفه أو بمصــالحه‬
‫المشروعة”‪.‬‬
‫[‪ . ]41‬ذلك أن الحقوق المعنوية للمؤلف غير قابلة للتنازل وال للتصرف فيهـا وال للتقـادم كمـا ال يمكن‬
‫للمؤلــف التخلي عنهــا طبقــا ً نص المــادة ‪،21‬ــ ‪ 25‬من األمــر ‪ 05-03‬المــؤرخ في‪23/07/2003:‬‬
‫المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ‪.‬‬
‫[‪ . ]42‬أنظر نص المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي ‪ 131-08‬المؤرخ في ‪ 03/05/2008‬المتضمن‪ ‬‬
‫القانون األساسي الخاص لألستاذ البـاحث الــدائم على ‪ ” :‬يعتــبر خطـأ مهــني من الدرجــة الرابعـة قيـام‬
‫األساتذة الباحثين الدائمين أو مشاركتهم في عمل ثابت لالنتحال‪  ‬وتزويــر النتــائج أو غش في األعمــال‬
‫العلمية المطالب بها في رسائل الدكتوراه أو في أي منشور علمي”‪.‬‬
‫[‪ .  ]43‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬ميثاق األطروحة‪ ،‬ديوان المطبوعــات الجامعيــة‪ ،‬ديســمبر‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.14‬‬
‫[‪ . ]44‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫[‪Comparatif Logiciels anti-plagiat – UPPA CRATICE – .]45‬‬
‫‪olivier.duteille@univ-pau.fr‬‬ ‫‪et Pascal.Boulerie@ensg.eu,‬‬
‫‪voir : https://webcampus.univ-‬‬
‫‪pau.fr/fichiers_webcampus/divers/Logicielsantiplagiat.pdf, Date de‬‬
‫‪.l’étude: sept.2007- fév.2012, p07‬‬
‫[‪ . ]46‬محمـد الجـوادي‪ ،‬السـرقات األدبيـة انحطـاط ثقـافي وبلطجـة فكريـة‪ ،‬مقـال منشـور على موقـع‬
‫مؤسســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرار العربيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫لإلعالم‪ :‬‬
‫‪http://www.beautifulpakistanigril.com_www.sha3erjordan.net/news.‬‬
‫‪.php?action=view&id=831‬‬
‫[‪ .  ]47‬سالم بن محمد السالم‪ ،‬السرقات العلمية في البيئة االلكترونيـة‪ -‬دراسـة للتحـديات والتشـريعات‬
‫المعنيــة بحقــوق التــأليف‪ ،‬المــؤتمر الســادس لجمعيــة المكتبــات والمعلومــات الســعودية بعنــوان‪:‬البيئــة‬
‫المعلومات اآلمنة‪ :‬المفاهيم التشريعات والتطبيقات‪ 6/7 ،‬أفريل ‪ ،2010‬الرياض‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫[‪ . ]48‬لمزيد من المعلومات حول خصائص البرنامج وآلية عمليه وطريقة تفعيلـه أنظـر موقـع الشـركة‬
‫على االنترنت‪:‬‬
‫‪   www.turnitin.com‬أو‪https ://submit.ac.uk/static_jisc/ac_uk_index.  ‬‬
‫‪.html‬‬
‫[‪University of Cambridge, Policy on the use of Turnitin UK   . ]49‬‬
‫‪text-matching software at the University of Cambridge, Available‬‬
‫‪at: https://www.admin.cam.ac.uk/univ/plagiarism/examiners/policy.‬‬
‫‪.pdf, p 2,3‬‬
‫[‪Franco Raimondi, On the effectiveness of anti-plagiarism . ]50‬‬
‫‪software,‬‬ ‫‪Available‬‬ ‫‪at: http://www.rmnd.net/wp-‬‬
‫‪.content/uploads/2012/09/ieee-lt.pdf, p 1‬‬
‫[‪ . ]51‬يقوم بفحص كامل للبحث ويقدم تقرير شـامل يمكنـك من مراجعـة أي جـزء من البحث كـان من‬
‫المفترض أن تشير فيه إلى كاتب البحث‪.‬‬
‫راجع في ذلك‪ :‬عمادة التقويم والجودة بجامعــة اإلمــام محمـد بن ســعود اإلســالمية‪ ،‬مرجـع سـابق‪ ،‬ص‬
‫‪.19‬‬
‫[‪ . ]52‬يتيح لك فحص المقال وربط النتائج مباشرة بموقع ‪ ،google‬بحيث يقـدم لـك جميـع الروابـط‬
‫التي تحتوي على المواضيع ذلت العالقة مع المواضيع التي تم فحصها‪ .‬راجع في ذلــك‪ :‬نفس المرجــع‪ ‬‬
‫والصفحة‪.‬‬
‫[‪ .]53‬يقصــد بالحمايــة الوقائيــة أو اإلســتباقية‪ ،‬مجموعــة اإلجــراءات اإلداريــة الــتي تســتهدف تنميــة‬
‫الوازع األخالقي وتعزيز الوعي األكاديمي ومخاطبة الضمير األخالقي للبـاحثين لثـنيهم عن الوقـوع في‬
‫فخ السرقات العلمية؛ وهي تشمل بذلك كــل المناشــير والتعليمــات الــتي تصــدرها المؤسســات الجامعيــة‬
‫ومراكز البحث بهدف ضمان النزاهة األكاديمية‪ ،‬وتختلف تسمياتها ما بين‪( :‬ميثاق البحث العلمي‪ ،‬دليل‬
‫البحث العلمي‪ ،‬دليل األمانة العلمية‪ ،‬ميثاق أخالقيات الجامعة …)‬
‫[‪ . ]54‬عمادة التقويم والجودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17-15‬‬
‫[‪ .]55‬سالم محمد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪( .19‬بتصرف)‬
‫‪Staff Guidance‬‬ ‫‪on‬‬ ‫‪Plagiarism‬‬ ‫‪in‬‬ ‫‪Undergraduate‬‬ ‫[‪and .]56‬‬
‫‪Postgraduate‬‬ ‫‪Taught‬‬ ‫‪ Courses,‬‬ ‫‪Available‬‬
at: http://www.docs.sasg.ed.ac.uk/AcademicServices/Discipline/Gui
.dance_for_Staff_UG_PGT.pdf, p3

You might also like