You are on page 1of 117

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬

‫جامعة اجلزائر‪3‬‬

‫مطبوعة احملاسبة العمومية‬

‫من إعداد‪:‬‬

‫الدكتورة‪ :‬كرماين هدى‬

‫السنة اجلامعية ‪2021/2020‬‬


‫الفهرس‬

‫قائمة املصطلحات‬

‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية احملاسبة العمومية‬

‫الفصل الثاين‪ :‬مبادئ احملاسبة العمومية‬

‫الفصل الثالث‪ :‬امليزانية العامة للدولة‬

‫الفصل الرابع‪:‬أعوان احملاسبة العمومية‬


‫الفصل اخلامس‪ :‬حماسبة عمليات الصرف والتحصيل‬

‫الفصل السادس‪:‬التنظيم التقين للمحاسبة العمومية‬

‫الفصل السابع‪ :‬الرقابة على األموال العمومية‬

‫الفصل الثامن‪ :‬اخلزينة العمومية‬

‫الفصل التاسع‪ :‬تطبيق معايري احملاسبة الدولية يف القطاع العام‬


‫اخلامتة‬

‫املراجع‬

‫املالحق‬
:‫قائمة املصطلحات‬

- La Comptabilité publique ‫ احملاسبة العمومية‬-


- LA loi budgétaire ‫ قانون امليزانية‬-
- La Loi de finance ‫ قانون املالية‬-
- Les lois de finance complémentaires ou
‫ قوانني املالية التكميلية أو املعدلة‬-
modificatives
- La loi de règlement budgétaire ‫ قانون ضبط امليزانية‬-
- Budget général de l’Etat ‫ امليزانية العامة للدولة‬-
- Budget des charges communes ‫ ميزانية األعباء املشرتكة‬-
- Budgets annexes ‫ امليزانيات امللحقة‬-
- Comptes spéciaux du Trésor ‫ احلساابت اخلاصة للخزينة‬-
- Comptes d’affectation spécial ‫ حساابت التخصيص اخلاص‬-
Comptes commerciaux ‫احلساابت التجارية‬
- Comptes d’avances ‫ حساابت التسبيقات‬-
- Comptes de prêts ‫ حساابت القروض‬-

- comptes de règlement avec les ‫ حساابت التسوية مع احلكومات‬-


gouvernements étrangers ‫األجنبية‬
- L’unité budgétaire ‫ وحدة امليزانية‬-
- L’annualité ‫ سنوية امليزانية‬-
- La spécialité ‫ ختصص امليزانية‬-
- L’universalité ‫ مشولية امليزانية‬-
- La règle de l’exercice ‫ قاعدة الدورة‬-
- La règle de gestion ‫ قاعدة التسيي‬-
- Virement ‫ النقل‬-
- Transfert ‫ التحويل‬-
- La non-compensation ‫ عدم إجراء مقاصة‬-
- La non-affectation ‫ عدم التخصيص أو التعيني‬-
- Dépenses ‫ النفقات‬-
- Recettes ‫ اإليرادات‬-
- Charges communes ‫ األعباء املشرتكة‬-
- Crédits
‫ االعتمادات‬-
- Crédits évaluatifs
- L’ordonnateur (principal, secondaire) )‫ اثنوي‬،‫ اآلمر ابلدفع (أساسي‬-
،‫ احملاسب العمومي (أساسي‬-
- Le comptable public (principal, secondaire)
)‫اثنوي‬
- Le compte administratif ‫ احلساب اإلداري‬-
- Le compte de gestion ‫ حساب التسيي‬-
- Accrédité ‫ معتمد‬-
- Imputation ‫ التحميل‬-
- Constatation ‫ اإلثبات‬-
- Liquidation ‫ التصفية‬-
- Recouvrement ‫ التحصيل‬-
- Engagement ‫ االلتزام‬-
- Ordonnancement ‫ األمر ابلدفع‬-
- Paiement ‫ الدفع‬-
- Bons du Trésor ‫ سندات اخلزينة‬-
- Déficit budgétaire ‫ عجز امليزانية‬-
- Dette publique ‫ دين عمومي‬-
- Fonds de concours ‫ أموال املسامهة‬-
- Fonds spéciaux (secrets) )‫ أموال خاصة (سرية‬-
- Contrôleur financier ‫ املراقب املال‬-
- Visa ‫ التأشية‬-
- Comptabilité d’engagement ‫ حماسبة االلتزام‬-
- L’Inspection Générale des Finances ‫ املفتشية العامة للمالية‬-
- La Cour des comptes ‫ جملس احملاسبة‬-
- Droit de réquisition ‫ حق التغاضي‬-
- La règle du service fait ‫ قاعدة العمل املنجز‬-
- Article ‫ مادة‬-
- Chapitre ‫ فصل‬-
- Partie ‫ جزء‬-
- Titre ‫ ابب‬-
- Dépenses en capital ‫ النفقات ابلرأمسال‬-
- Dépenses Ordinaires ‫ نفقات عادية‬-
- Découvert ‫ السحب على املكشوف‬-
- Non-affectation des recettes ‫ عدم ختصيص اإليرادات‬-
- Opérations à caractère définitives ‫ عمليات ذات الطابع النهائي‬-
- Opérations à caractère temporaires ‫ عمليات ذات الطابع املؤقت‬-
-Les autorisations ‫ الرتاخيص‬-
‫مقدمة‬
‫تعترب احملاسبة العمومية إحدى الوسائل اليت تستخدمها الدولة لرتشيد استعمال األموال العامة‪ ،‬ومحايتها‪.‬‬
‫هتدف هذه املطبوعة إىل تسليط الضوء على املفاهيم األساسية للمحاسبة العمومية ابعتبارها أداة للتسيي اإلداري‬
‫واملال للمؤسسات واهليئات العمومية والتعرف على األعوان املكلفني ابلتنفيذ والرقابة وكذا امليزانيات العمومية من حيث‬
‫كيفية إعدادها وفهم مراحل تنفيذها والرقابة عليها‪ ،‬حسب ما أورده املشرع اجلزائري‪.‬وسيتم تقسيم هذه املطبوعة إىل‬
‫تسعة فصول‪ ،‬لإلحاطة ابملفهوم‪ ،‬اإلجراءات‪ ،‬والتطبيقات اخلاصة ابحملاسبة العمومية‪.‬‬
‫أعدت هذه املطبوعة للطلبة املعنيني مبقياس احملاسبة العمومية وللمهتمني وخاصة طلبة السنة الثالثة علوم جتارية‪ ،‬وفق‬
‫الربانمج الوزاري‪ ،‬ابإلضافة إىل بعض املواضيع ذات الصلة لفهم أكثر لكل ما يتعلق ابحملاسبة العمومية‪.‬‬
‫أرجو أن يساهم هذا العمل املتواضع يف سد بعض الفراغ وأن ينتفع به الطلبة خاصة واملهتمني عامة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫ماهية احملاسبة العمومية‬
‫تعد احملاسبة العمومية فرعا متميزا من احملاسبة‪ ،‬ملا هلا من طابع خاص مييزها‪ ،‬وهو ما سنحاول التعرف عليه يف‬
‫الفصل التال‪.‬‬
‫‪-1‬مفهوم احملاسبة العمومية وخصائصها ‪ :‬تعترب احملاسبة العمومية أحد فروع احملاسبة اليت هتتم بتسجيل‬
‫وقياس نشاط وحدات القطاع العمومي‪ ،‬اليت ال هتدف لتحقيق الربح‪ ،‬وقد مت إعطاؤها مجلة من التعاريف نذكر‬
‫من بينها ما يلي‪:‬‬
‫تعرف هيأة األمم املتحدة احملاسبة العمومية على أهنا احملاسبة اليت ختتص بتبويب وتقسيم ومعاجلة وحتصيل‬
‫‪1‬‬
‫ومراقبة وأتكيد صحة اإليرادات والنفقات لألنشطة املرتبطة ابلقطاع احلكومي‪.‬‬
‫تعين احملاسبة العمومية جمموعة القواعد القا نونية والتقنية املطبقة على تنفيذ ميزانيات اهليئات العمومية وبيان‬
‫‪2‬‬
‫عملياهتا املالية وعرض حساابهتا ومراقبتها‪ ،‬واحملددة التزامات ومسؤوليات األمرين ابلصرف واحملاسبني العموميني"‬
‫كما ميكن تعريف احملاسبة العمومية اعتمادا على نص املادة األوىل من قانون ‪ 21-90‬املؤرخ يف‬
‫‪ 1990/08/15‬واملتعلق ابحملاسبة العمومية واليت تربز أن احملاسبة العمومية هي األحكام التنفيذية العامة اليت‬
‫حيددها هذا القانون واليت تطبق على امليزانيات والعمليات املالية اليت تشمل عمليات تنفيذ اإليرادات والنفقات‬
‫وعمليات اخلزينة وكذا نظام حماسبتها واخلاصة بـ‪:‬‬
‫‪-‬الدولة‬
‫–اجمللس الدستوري‬
‫–جملس احملاسبة‬
‫–امليزانيات امللحقة‬
‫‪-‬اجلماعات اإلقليمية‬
‫–املؤسسات العمومية ذات طابع إداري‪.‬‬
‫من كل ماسبق ميكن تعريف احملاسبة العمومية على أهنا القواعد واألحكام القانونية اليت تبني وحتكم كيفية تنفيذ‬
‫ومراقبة امليزانيات اخلاصة ابملؤسسات اليت حددت مبوجب القانون ‪.21-90‬‬
‫‪3‬‬
‫للمحاسبة العمومية ثالثة مفاهيم‪:‬‬
‫‪-‬مفهوم تقين‪ :‬يقصد به املبادئ التقنية اليت تستعمل من أجل التسجيل احملاسيب للعمليات املالية للدولة يف‬

‫‪1‬حممد عباسي حجازي‪ ،‬احملاسبة احلكومية يف إدارة التنمية االقتصادية‪ ،‬إصدار املنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪ ،1988 ،‬ص‪10‬‬
‫‪2‬مسعى حممد‪ ،‬احملاسبة العمومية‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬عني مليلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2003 ،‬ص‪.8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪C.Martinez ,P. Di Malta, Droit budgétaire, LITEC, Paris, 1999, p 775.‬‬

‫‪4‬‬
‫السجالت احملاسبية للمحاسبة العمومية وطرق تنفيذها ومراقبتها‪.‬‬
‫‪-‬مفهوم إداري‪ :‬ويقصد به أنه ابإلضافة إىل حتديد كيفية تسجيل حساابت الدولة‪ ،‬فإن احملاسبة العمومية تلتزم‬
‫بكيفية توزيع املهام وتنظيم عمل احملاسب العمومي‪ ،‬بصفته عوان إداراي‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم قانوين‪ :‬وهو جمموعة القيود القانونية اليت تعني مهام والتزامات ومسؤولية كل من احملاسب العمومي واآلمر‬
‫ابلصرف يف تنفيذ العمليات املالية للدولة‪.‬‬
‫‪-2‬جمال تطبيق احملاسبة العمومية‪:‬‬
‫ميكن حصر جماهلا يف جانبني جانب عضوي وآخر مادي وذلك كما يلي‪:‬‬
‫اجلانب العضوي‪ :‬تطبق احملاسبة العمومية على املؤسسات واهليئات العمومية اليت ال ختضع هلدف الربح‪،‬‬
‫حبيث تطبق على وحدات اخلدمات العامة ووحدات اجلهاز اإلداري للدولة وهي وحدات تقدم خدماهتا للجمهور‬
‫‪1‬‬
‫من دون مقابل أو مبقابل رمزي ليس له عالقة ابلتكلفة‪.‬‬
‫أما يف اجلزائر فقد حددت املادة األوىل من القانون ‪ ،21/90‬اهليئات اليت تطبق عليها احملاسبة العمومية حبيث‬
‫تطبق على امليزانيات والعمليات املالية اليت تشمل عمليات تنفيذ اإليرادات والنفقات وعمليات اخلزينة وكذا نظام‬
‫حماسبتها واخلاصة بـ‪:‬‬
‫‪-‬الدولة‬
‫–اجمللس الدستوري‬
‫–جملس احملاسبة‬
‫–امليزانيات امللحقة‬
‫‪-‬اجلماعات اإلقليمية‬
‫–املؤسسات العمومية ذات طابع إداري‪.‬‬
‫اجلانب املادي‪:‬وهو املتعلق ابلعمليات املالية واحملاسبية اليت تطبق عليها قواعد احملاسبة العمومية‪ ،‬الناجتة عن تنفيذ‬
‫امليزانيات العمومية أو بتعبي آخر بياانت إيراداهتا ونفقاهتا من طرف اآلمرين ابلصرف واحملاسبني العموميني وهي‪:‬‬
‫‪-‬تنفيذ اإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫‪-‬تسيي املمتلكات‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا عبد السالم أمحد وآخرون‪ ،‬أساسيات احملاسبة احلكومية واحملليات‪ ،‬مركز جامعة القاهرة للتعليم املفتوح‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص‪.28 .‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬اجناز عمليات اخلزينة‪.‬‬
‫‪-‬مسك احملاسبة‬
‫‪-3‬أهداف احملاسبة العمومية‪:‬‬
‫هتدف احملاسبة العمومية لتحقيق مجلة من األهداف نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬التحقق من احرتام ترخيصات امليزانية يف جمال اإليرادات والنفقات وذلك عن طريق تطبيق الرقابة املالية قبل‬
‫الصرف وأثناءه للتأكد من أن الصرف يتم يف حدود اعتمادات وأغراض املوازنة‪ ،‬وسالمة إجراءاته يف حدود‬
‫القوانني واللوائح واإلجراءات املنظمة لكيفية التصرف واحلدود اليت وضعت له مبا يكفل ترشيد النفقات العامة يف‬
‫‪1‬‬
‫حتقيق أهداف املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬توفي املعلومات الالزمة لتحديد املراكز املالية للوحدات احلكومية املختلفة ورسم سياساهتا واختاذ القرارات املتعلقة‬
‫‪2‬‬
‫هبا‪ ،‬مبا يساعد على إعداد تقديرات املوازنة العامة للدولة يف الفرتات املقبلة‪.‬‬
‫‪-‬توفي املعطيات الدقيقة إلعداد حساابت احملاسبة الوطنية‪.‬‬
‫‪-‬حتديد املسؤوليات بدقة فيما يتعلق بصرف األموال العمومية‪ ،‬وابلتال سهولة تتبع أي أعمال االحتيال والسرقة‪.‬‬
‫‪-‬متابعة أنشطة املؤسسات العمومية وحتسني أدائها‪.‬‬
‫كما ميكن إضافة األهداف التالية‪:‬‬
‫‪-‬التنظيم‪ :‬التأكد من احرتام القوانني واألنظمة خاصة يف ما خيص تنفيذ النفقات؛‬
‫‪ -‬الشفافية‪ :‬ضمان االمتثال للقواعد املقرة من طرف السلطات التشريعية؛‬
‫– املردودية‪ :‬احلصول على أكرب عائد خاصة يف الصفقات العمومية‪.‬‬
‫– اإلثبااتت املستندية‪ :‬عرض حساابت اهليئات العامة بطريقة واضحة وعقالنية ابستخدام تقنية حماسبية موثوقة‬
‫وفعالة‪.‬‬
‫‪ -‬املراقبة‪ :‬مراقبة العمليات وحتديد املسؤوليات بطريقة سهلة وفعالة‪.‬‬
‫‪-4‬مصادر احملاسبة العمومية يف اجلزائر‪:‬‬
‫بعد االستقالل صدرت الع ديد من النصوص التنظيمية اليت عوضت النصوص الفرنسية املطبقة يف جمال احملاسبة‬

‫‪ 1‬سعد بن حممد اهلوميل‪ ،‬عبد هللا بن علي محد احلسني‪ ،‬احملاسبة يف األجهزة احلكومية يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرايض‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.46‬‬
‫‪ 2‬حممد عباس بدوي‪ ،‬األمية ابراهيم عثمان‪ ،‬النظم احملاسبية اخلاصة‪ ،‬مطبعة االنتصار‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪.312‬‬

‫‪6‬‬
‫العمومية‪ ،‬وعملت على تكييفها مع الواقع اجلزائري‪ ،‬ولعل أمهها النص التنظيمي ‪ 259-65‬احملدد اللتزامات‬
‫ومسؤوليات احملاسبني‪ ،‬ابإلضافة إىل القانون رقم ‪ 17-84‬املؤرخ يف ‪ 1984/7/07‬املعدل واملتمم واملتعلق‬
‫بقوانني املالية وخمتلف قوانني املالية السنوية‪ ،‬والقانون العضوي رقم ‪ 18-15‬مؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب سنة ‪،2015‬‬
‫يتضمن قانون املالية لسنة‪.2016‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يعترب القانون رقم ‪ 21/90‬املؤرخ يف ‪15‬أوت‪1990‬واملتعلق ابحملاسبة العمومية واملراسيم التنفيذية‬
‫اخلاصة بتطبيقه‪ ،‬هو اإلطار األساسي للمحاسبة العمومية يف اجلزائر يف الوقت احلال ويسمى بقانون احملاسبة‬
‫العمومية‪ ،‬إضافة إىل هذا جند مجلة من املراسيم والتنظيمات اليت حتدد كيفية وإجراءات تطبيق احملاسبة العمومية‪:‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 311-91‬املؤرخ يف ‪ 1991/09/07‬واملتعلق بتعيني واعتماد احملاسبني العموميني؛‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 312-91‬املؤرخ يف ‪ 1991/09/07‬واحملدد لشروط األخذ مبسؤولية احملاسبني‬
‫العموميني‪ ,‬وإيرادات مراجع ابقي احلساابت وكيفيات اكتتاب أتمني يغطي مسؤولية احملاسبني العموميني؛‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 313-91‬املؤرخ يف ‪ 1991/09/07‬واحملدد إلجراءات احملاسبة اليت ميسكها اآلمرون‬
‫ابلصرف واحملاسبون العموميون وكيفياهتا وحمتواها؛‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 314-91‬املؤرخ يف ‪ 1991/09/07‬واملتعلق إبجراءات تسخي اآلمرين ابلصرف‬
‫للمحاسبني العموميني‪.‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي ‪ 268-97‬املؤرخ يف‪ 1997/07/21‬احملدد لكيفية االلتزام ابلنفقات العمومية وتنفيذها‬
‫واحملددة لصالحيات األمرين ابلصرف‪.‬‬
‫إذا كان التشريع والتنظيم يعدان املصدرين الرئيسيني لقواعد احملاسبة العمومية فهناك مصادر أخرى هلذه القواعد‬
‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫• الدستور‪:‬هي األحكام اليت نص عليها دستور سنة ‪ 1996‬واملتعلقة برقابة الربملان على استعمال‬
‫االعتمادات املالية اليت يقرها من طرف احلكومة‪.‬‬
‫فقد خول الدستور للربملان احلق يف الرقابة على أداء برانمج احلكومة فيما يتعلق ابلسياسة املالية‪ ،‬كما ورد يف املادة‬
‫‪ 84‬من الدستور واليت تنص على أن تلتزم احلكومة أبن تقدم كل سنة بياان عن السياسة العامة تعقبه مناقشة‬
‫لعمل وأداء احلكومة ملعرفة مدى تنفيذ برانمج احلكومة الذي كان الربملان قد وافق عليه لدى تقدميه من طرف‬
‫احلكومة بعد تعيينها‪.‬‬
‫• االجتهاد القضائي‪ :‬يقصد به فصل اجلهات القضائية يف املسائل اليت ميكنها أن تكون حمل جدل‪ ،‬أي‬
‫إعطاء تفسي لقواعد احملاسبة العمومية عندما تكون غامضة‪ ،‬أو حمل انتقاد أو جدل أثناء التطبيق‪ ،‬وكذا‬

‫‪7‬‬
‫‪1‬‬
‫سدا للفراغ القانوين يف بعض احلاالت‪.‬‬
‫‪-5‬مراحل تطور احملاسبة العمومية يف اجلزائر‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫مر تطبيق احملاسبة العمومية يف اجلزائر ابملراحل التالية‪:‬‬
‫‪-1‬الفرتة من‪ 1862‬إىل غاية‪:1962‬خالل فرتة االحتالل كانت اجلزائر خاضعة للتشريع الفرنسي‪،‬‬
‫مبوجب املرسوم الصادر يف ‪31‬ماي‪ 1862‬املنظم للمحاسبة العمومية يف فرنسا‪ ،‬أما سنة‪ 1950‬مت إقرار قانون‬
‫جديد متعلق ابلنظام املال للجزائر؛‬
‫إثر استقالل اجلزائر عام ‪ 1962‬قام املشرع بوضع تنظيم للمحاسبة العمومية‪ ،‬معتمدا على القرار الصادر‬
‫سنة ‪ 1950‬املتعلق ابلنظام املال للجزائر‪ ،‬كأساس لتنظيم تنفيذ العمليات املالية اخلاصة‪ ،‬مبوجب القانون‬
‫‪ 62/50‬املؤرخ يف ‪ ،1960/12/31‬املتضمن االستمرار يف اعتماد التشريع الفرنسي‪ ،‬مع استثناء كل ما من‬
‫شأنه التعارض مع السيادة الوطنية‪.‬‬
‫يف سنة‪ ،1965‬مت إدخال أول إصالح متعلق مبسؤولية احملاسبني العموميني والتزاماهتم العامة وكذا تعيينهم‪،‬‬
‫وقد كرس هذا اإلصالح من خالل املرسومني رقم‪ 259-65‬و‪ 260-65‬املؤرخني يف ‪ 14‬أكتوبر ‪.1965‬‬
‫فعلى الصعيد احملاسيب‪ ،‬نتج عن اإلصالح املدرج سنة ‪ 1967‬مدونة جديدة حلساابت اخلزينة‪ ،‬تصنف‬
‫خمتلف أنواع العمليات املنجزة واملمركزة من طرف مصاحل اخلزينة إىل جمموعات من احلساابت‪.‬‬
‫كما نص هذا اإلصالح على اجلمع املركزي جململ حماسبات املصاحل اخلارجية للخزينة من طرف املديرية‬
‫الفرعية للمحاسبة العمومية )املنشأة مبوجب أحكام املرسوم ‪ 67 37‬املؤرخ يف ‪ 08‬فرباير ‪ 1967‬املتضمن تنظيم‬
‫مصاحل اخلزينة(‪ ،‬وقد كانت عملية اجلمع املركزي يف السابق تتم من طرف اخلزينة العامة للجزائر سابقا‪.‬‬
‫و نظرا ألمهية وحجم العمليات املرتبطة بعملية اجلمع املركزي‪ ،‬فقد مت فيما بعد إسنادها إىل الوكالة احملاسبية‬
‫املركزية للخزينة‪ ،‬اليت أنشأت مبوجب املرسوم ‪71 - 163‬املؤرخ يف ‪ 03‬يونيو ‪ 1971‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪-2‬الفرتة من ‪ :1990-1975‬متثل مرحلة إلغاء القوانني الفرنسية وإصدار أحكام تشريعية جديدة حبيث‬
‫مت إبطال كل النصوص والقوانني واألنظمة السابقة‪ ،‬وفق أحكام األمر ‪ 29-73‬الصادر‪ 5‬جويلية ‪،1973‬‬
‫ابإلضافة إىل صدور أحكام تشريعية متعلقة ابحملاسبة العمومية‪ ،‬والسيما تلك الواردة يف القانون ‪17-84‬املؤرخ يف‬

‫‪ 1‬منصوري الزين‪ ،‬حماسبة عمومية‪ ،‬ص‪ ،4‬متوفر على املوقع‬


‫‪ ،/https://www.fichier-pdf.fr/2013/08/14/comptabilite-publique-blida‬اتريخ االطالع ‪2017/03/03‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬وزارة املالية‪ ،‬مخسون سنة من اإلجناز‪ ،‬وزارة املالية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.146 ،145‬‬
‫‪ -‬مسعي حممد‪ ،‬احملاسبة العمومية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.11 ، 9‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ 07‬جويلية ‪ 1984‬املعدل واملتمم واملتعلق بقوانني املالية‪ ،‬ليتم وضع إطار قانوين جديد يعرف مبختلف أصناف‬
‫قوانني املالية وحيدد املعايي املطبقة السيما فيما خيص تنفيذ امليزانية العامة للدولة‪ ،‬احلساابت اخلاصة للخزينة‬
‫وعمليات اخلزينة‪.‬‬
‫‪-3‬مرحلة إصدار قانون نظام احملاسبة العمومية‪ :1990‬متثل هذه املرحلة التقنني النهائي للمحاسبة‬
‫العمومية يف اجلزائر مت ترسيخه مبوجب القانون ‪ 21/90‬الصادر يف ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬واملتعلق ابحملاسبة العمومية‪.‬‬
‫كما تبع هذا اإلصالح إدراج نظام احملاسبة ذو القيد املزدوج سنة ‪ 1991‬على مستوى حماسبة الوكاالت‬
‫املالية‪ ،‬مبوجب التعليمة رقم ‪ 78‬املؤرخة يف ‪ 17‬أوت‪.1991‬‬
‫تعد هذه املرحلة هي نقطة التحول األساسية يف جمال احملاسبة العمومية يف اجلزائر‪ ،‬وميكن القول أن القانون‬
‫رقم ‪ 21-90‬املؤرخ يف ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬واملتعلق ابحملاسبة العمومية‪( ،‬واملراسيم التنفيذية اخلاصة بتطبيقه )هو‬
‫املصدر األساسي للقواعد القانونية للمحاسبة العمومية يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل الثاين‪:‬‬
‫مبادئ احملاسبة العمومية‬
‫تقوم احملاسبة العمومية على مبادئ وأسس خاصة‪ ،‬ختتلف عن ابقي احملاسبات‪ ،‬نظرا خلصوصيتها وارتباطها‬
‫بتسيي املال العام‪ ،‬الذي يراعى فيه عدم التبذير واحلفاظ عليه من أي حماوالت التالعب أو االحتيال‪ ...‬ميكن‬
‫تلخيص هذه املبادئ يف ما سيأيت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مبادئ احملاسبة العمومية‪ :‬تتمثل مبادئ احملاسبة العمومية يف ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬املبدأ القانوين‪ :‬الفصل بني الفرصة والتنظيم‪.‬‬
‫‪-‬املبدأ اإلداري‪ :‬الفصل بني اآلمرون ابلصرف واحملاسبون العموميون‪.‬‬
‫‪-‬املبدأ التقين‪ :‬عدم ختصيص اإليرادات لدفع النفقات‪.‬‬
‫‪ -1‬املبدأ القانوين‪:‬الفصل بني الفرصة والتنظيم‬
‫يقصد ابلفرصة هي ترك املبادرة للموظف (اآلمر ابلدفع‪ ،‬احملاسب العمومي‪ )...‬يف اختيار طريقة اجناز مهمة‬
‫ما‪ ،‬وذلك يف إطار تنفيذ امليزانية‪ ،‬أما التنظيم فهو العمل وفق القوانني والقواعد املنظمة لتنفيذ امليزانية‪.‬‬
‫‪ – 2‬املبدأ اإلداري‪ :‬الفصل بني اآلمرين ابلصرف واحملاسبني العموميني‬
‫خيتص اآلمر ابلصرف مبهام ختتلف عن تلك املهام اليت خيتص هبا احملاسب العمومي‪ ،‬وال يتدخل كل عون يف‬
‫جمال اختصاص اآلخر‪ ،‬حبيث يتم التفريق بني تسيي امليزانية وتسيي األموال‪ ،‬فتسيي اعتمادات امليزانية هي أعمال‬
‫إدارية من مهام اآلمرين ابلصرف‪ ،‬يف حني أن تسيي األموال هي أعمال حماسبية من مهمة احملاسبني العموميني‪،‬‬
‫وقد مت تكريس ذلك مبوجب املادتني ‪ 55‬و‪ 59‬من القانون ‪ 21/90‬اللتان تنصان على التوال على ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تتناىف وظيفة اآلمر ابلصرف مع وظيفة احملاسب العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬ال جيوز ألزواج اآلمرين أبي حال من األحوال أن يكونوا حماسبني معينني لديهم‪.‬‬
‫هتدف عملية تقسيم املهام إىل القدرة على التحكم وعقلنه تسيي األموال العمومية‪ ،‬وهو ما مت أتكيده وفقا‬
‫للقانون‪ 21/90‬املتعلق ابحملاسبة العمومية‪ ،‬والذي حيدد جمال اختصاص اآلمر ابلصرف ابجلانب اإلداري‪ ،‬ووظيفة‬
‫احملاسب العمومي املتمثلة يف اجلانب احملاسيب‪.‬‬
‫ّأما مربرات هذا املبدأ فتتمثل يف ما يلي‪:‬‬
‫• تقسيم املهام (التخصص)‪:‬كل عملية متعلقة ابإليرادات أو النفقات هي ّإما دين للدولة لدى الغي‪ ،‬مثل‬
‫حترير سند أو أمر التحصيل (حتصيل اإليرادات)‪ ،‬أو دين يقع على عاتق الدولة مثل تعيني موظف (دفع‬
‫النفقات)‪ ،‬وابلتال فإن الذي يعطي األمر ليس هو نفسه الشخص‪ ،‬الذي ينفذه فاختالف املهام يتطلب‬
‫اختالف األعوان املكلفني ابلتنفيذ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫• تسهيل عمليات املراقبة‪ :‬يتوىل اآلمرون ابلصرف مسك احلساابت اإلدارية (االلتزام‪ ،‬التصفية‪ ،‬األمر‬
‫ابلدفع‪ّ ،)....‬أما احملاسبون العموميون فيمسكون حساابت األموال (دخول وخروج األموال)‪ ،‬وهذا ما‬
‫يسهل عملية املراقبة من طرف جملس احملاسبة عن طريق مقارنة احلسابني واكتشاف املخالفات وابلتال حتديد‬
‫املسؤوليات‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن هناك مراقبة متبادلة‪ ،‬فاآلمر ابلدفع يراقب احملاسب العمومي والعكس صحيح‪.‬‬
‫كما خيضع كل من اآلمرين ابلصرف واحملاسبني العموميون لسلطات قضائية خمتلفة( جمالس أتديبية ومالية‬
‫لألمرين ابلصرف‪ ،‬وجملس احملاسبة ابلنسبة للمحاسبني العموميني)‪.‬‬
‫• وحدة الصندوق‪ :‬توضع األموال العمومية يف حساب واحد حتت مراقبة وزارة املالية‪ ،‬لذا فإن كل احملاسبني‬
‫العموميني حتت سلطتها ووصايتها املباشرة‪ ،‬خيضعون هلا يف التعيني‪ ،‬الرتقية‪ ،‬الفصل‪ ...،‬اخل‪ ،‬كما يسمح مبراقبة‬
‫كل العمليات املالية العمومية (املادة‪ 34‬من القانون‪ ،)21/90‬بينما خيضع اآلمرون ابلصرف لقوانني أساسية‬
‫خمتلفة‪ ،‬وهم إما يعينون أو ينتخبون‪.‬‬
‫تسمح وحدة الصندوق لوزارة املالية ابلرقابة على تنفيذ العمليات املالية العمومية‪ ،‬كما يسهل عليها مجع املعلومات‬
‫املالية‪ ،‬عن طريق مركزية العمليات فهي مكلفة يف نفس الوقت بعمليات التحصيل والدفع وكذلك حفظ األموال‬
‫العمومية‪.‬‬
‫• منع كل حماوالت االحتيال والسرقة‪:‬من خالل تقسيم املهام بني اآلمرين ابلصرف واحملاسبني العموميني‪ ،‬فإن‬
‫مبدأ الفصل يزيد من صعوبة التالعب واالحتيال يف العمليات‪.‬‬
‫عواقب خرق مبدأ الفصل‪ :‬ابلنسبة للمحاسب العمومي يف حالة قيامه بتحصيل مبالغ مالية دون سند‬
‫حتصيل من اآلمر ابلصرف يعترب مرتكبا جلرمية االختالس‪ ،‬ويف حالة دفعه لنفقة ما دون حوالة دفع صادرة عن‬
‫اآلمر ابلصرف تعرض ذمته املالية والشخصية إلدارته اجتاه اهليئة املعنية مببلغ العملية غي الشرعية‪.‬‬
‫ابلنسبة لآلمر ابلصرف يف حالة التدخل يف اختصاصات احملاسب العمومي يعرضه لنفس العقوابت املطبقة‬
‫على احملاسب العمومي فضال عن العقوابت اجلزائية اليت ميكن أن يتعرض هلا عن جرمية انتحال الصفة‪.‬‬
‫إال أن هناك استثناءات خاصة مببدأ الفصل بني مهام اآلمر ابلصرف واحملاسب العمومي‪ ،‬عندما يتعلق األمر‬
‫ابحلاالت التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬ابلنسبة للنفقات‪:‬‬
‫‪-‬نفقات تنفذ من قبل احملاسبني فقط‪ :‬يف بعض األحيان يقوم احملاسب بتنفيذ نفقات دون حصوله مسب ًقا‬
‫على أمر الدفع من قبل اآلمر ابلدفع‪ ،‬وتعرف ابلنفقات القابلة للدفع مبجرد تقدمي الدائن لواثئق إثبات‪ ،‬ومن أمثلة‬

‫‪12‬‬
‫هذه احلاالت نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬أجور ورواتب املستخدمني؛‬
‫‪ -‬معاشات اجملاهدين؛‬
‫‪-‬معاشات التقاعد املسددة من ميزانية الدولة؛‬
‫‪-‬رواتب أعضاء القيادة السياسية واحلكومة؛‬
‫‪-‬املصاريف واألموال اخلصوصية‪.‬‬
‫‪-‬نفقات تنفذ من قبل اآلمرون ابلدفع فقط‪ :‬يعترب رئيس الدولة أو رئيس احلكومة هو املتصرف الوحيد يف‬
‫األموال اخلاصة‪ ،‬أو االعتمادات السرية اليت توضع حتت تصرفه (لتغطية احتياجات الدولة مثل األمن الداخلي أو‬
‫اخلارجي للدولة) فهذه االعتمادات ال ختضع إلجراءات احملاسبة العمومية وال للمراقبة يف التنفيذ‪ ،‬تستعمل حبرية‬
‫دون تدخل أي حماسب وقد يقدم تقر ًيرا خبصوصها للوزير املكلف ابملالية‪.‬‬
‫تسديدا فورًاي وابلتال ال جمال إلتباع‬
‫ً‬ ‫كذلك احلال ابلنسبة للنفقات املستعجلة والضئيلة املبالغ واليت تتطلب‬
‫إجراءات احملاسبة العمومية‪ ،‬هلذا يكلف موظف يعرف بوكيل الصرف بسحب املبالغ الالزمة ملثل هذه املصاريف‬
‫مع تربير استخدامها بواثئق إثبات تقدم دورًاي للمحاسب العمومي( سنتطرق لوكيل الصرف الحقا)‪.‬‬

‫ب‪-‬ابلنسبة لإليرادات‪ :‬تعترب عملية الفصل بني اآلمر ابلدفع واحملاسب العمومي صعبة ً‬
‫نوعا ما فيما‬
‫يتعلق ابإليرادات عكس ما هو عليه احلال ابلنسبة للنفقات‪ ،‬زايدة على أن حتصيل الضرائب مسند عادة ملوظفني‬
‫خمتصني من وزارة املالية‪.‬‬
‫فالعمليات اإلدارية واملالية اخلاصة بتحصيل اإليرادات املباشرة تنجزها إداراتن خمتلفتان‪:‬‬
‫‪-‬تقوم األقسام اخلارجية لإلدارة العامة للضرائب بتحديد الوعاء الضرييب‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم األقسام التابعة للخزينة ابلتحصيل‪.‬‬
‫يف حني ال يوجد فصل بني اإلدارات ابلنسبة للضرائب غي املباشرة حيث أن نفس اإلدارة تكون مسؤولة عن‬
‫تنفيذ كل العمليات اخلاصة بتحصيل اإليراد (مثالً العون اجلمركي)‪.‬‬
‫وهناك إيرادات غي ضريبية ميكن للوكيل املكلف ابلتحصيل أن يقوم بتحصيلها إذا كانت مبالغها ضئيلة‪،‬‬
‫دون توفر أمر أو سند التحصيل مثل مثن تذاكر الدخول للمتاحف أو حقوق التسجيل يف املكتبات العمومية‪.‬‬
‫‪ – 3‬املبدأ التقين‪ :‬يتمثل هذا املبدأ يف عدم ختصيص اإليرادات والنفقات‪:‬‬
‫أ‪-‬عدم ختصيص اإليرادات حبيث جيب تسجيل جمموع عناصر امليزانية حسب قيمتها الفعلية دون زايدة أو‬

‫‪13‬‬
‫‪1‬‬
‫نقصان وال ختصيص‪ ،‬هذا املبدأ حتكمه قاعدتني‪:‬‬
‫القاعدة األوىل‪ :‬وحدة األنشطة املالية لكل مؤسسة عمومية‪ ،‬فكل أموال املؤسسة العمومية‪ ،‬مهما كان مصدرها‬
‫تستعمل لتغطية نفقاهتا مهما كانت طبيعتها‪.‬‬
‫ينتج عن هذه القاعدة وجود صندوق واحد وحساب جاري واحد لكل مؤسسة عمومية‪ .‬وهذا ما تؤكده‬
‫املادة ‪ 44‬من قانون احملاسبة العمومية‪ :‬احملاسب له صندوق واحد‪ ،‬ومبوجب ترخيص من وزارة املالية حساب‬
‫‪2‬‬
‫جاري بريدي واحد‪ ،‬كما أن فتح احلساب ال تستدعي أي إيداع ضمان أو حد أدىن من املوجودات فيه‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬تسيي اخلزينة من قبل الدولة‪.‬‬
‫تشكل األموال العمومية مجلة االستعدادات املالية اليت توضع حتت تصرف املؤسسات العمومية واليت تسي‬
‫من طرف الدولة كما أن األموال اليت متتلكها اجلماعات احمللية واملؤسسات العمومية يكون إلز ًاما عليها إيداعها يف‬
‫حساب خبزينة الدولة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫غي أن هلذا املبدأ استثناءات تتمثل خاصة يف‪:‬‬
‫‪-‬احلساابت اخلاصة للخزينة‪.‬‬
‫‪-‬إجراء استعادة االئتماانت وأموال املسامهات‪.‬‬
‫ب‪ -‬ختصيص النفقات‪ :‬مبعىن أن االعتمادات املالية املفتوحة يف امليزانية جيب أن ختصص بدقة‪ ،‬وذلك إلرساء‬
‫االنضباط وتسهيل املراقبة من قبل اهليئات الرقابية املختلفة‪.‬‬
‫اثنيا‪-‬أسس القياس يف احملاسبة العمومية‪ :‬يعتمد استخدام أي من األسس احملاسبية يف توفي احلماية والرقابة‬
‫الشاملة على األموال بغرض احلفاظ على املوجودات كما أن قياس النتائج للوحدات اإلدارية احلكومية ليس بقصد‬
‫الربح أو اخلسارة الختالف طبيعة اإليرادات والنفقات اخلاصة‪ ،‬بل يكون بقصد متابعة حتصيل موارد الدولة والرقابة‬
‫على أوجه استخدامها حسب البنود املخصصة هلا‪ ،‬ابإلضافة إىل بيان العجز أو الفائض يف قائمة احلساب‬
‫اخلتامي للدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬بديسي فهيمة‪ ،‬حماضرات يف احملاسبة العمومية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسطينة‪.2001 ،‬‬
‫‪ 2‬أنظر املواد ‪2 ،1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪26-92‬الصادريف ‪13‬جانفي ‪ ،1992‬يتعلق ابحلساابت اجلارية الربيدية للمحاسبني العموميني والوكالء‬
‫اإلداريني‪.‬‬
‫‪ 3‬املواد ‪48‬اىل ‪ 61‬من القانون ‪17-84‬الصادر ‪ 7‬جويلية ‪ 1984‬املتعلق بقوانني املالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية ‪ 28‬الصادرة يف ‪.1984/07/10‬‬

‫‪14‬‬
‫‪1‬‬
‫تتمثل أسس القياس يف احملاسبة العمومية يف ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬األساس النقدي‪ :‬والذي يثبت ما حيصل من إيرادات قبضت فعال وإثبات النفقات يف السجالت عند‬
‫دفعها فعال أي أن واقعة الصرف أو التحصيل النقدي هي أساس القياس والتسجيل يف السجالت احملاسبية بغض‬
‫النظر عن زمن وقوعها سابقة أو الحقة‪.‬‬
‫‪ -‬أساس اإلستحقاق‪ :‬والذي يقوم بتحميل احلساب اخلتامي للفرتة احملاسبية من نفقات أو إيرادات بغض‬
‫النظر عن واقعة دفع النفقات أو حتصيل اإليرادات وتعد الفرتة احملاسبية مستقلة فتحمل مبا خيصها من إيرادات‬
‫ونفقات متاشيا مع مبدأ مقابلة اإليرادات ابلنفقات وفرض استمرارية املشروع وإجراء تسوايت جردية إلضافة‬
‫العناصر املستحقة واستبعاد العناصر املقدمة‪ ،‬وإجراء جرد فعلي للمخازن واخلزائن واألصول الثابتة واملتداولة‬
‫األخرى‪،‬لتحديد املستنفذ منها خالل السنة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬األساس النقدي املعدل و أساس االستحقاق املعدل‬
‫أ‪ -‬األساس النقدي املعدل‪ :‬يعاجل احتساب اإليرادات املقبوضة فعال سواء كانت ختص فرتة مالية حالية أو‬
‫سابقة ألن استخدام أساس االستحقاق فيها غي عملي حيث تستند اإليرادات العامة إىل التقدير الذايت‪.‬‬
‫ب‪ -‬أساس االستحقاق املعدل‪:‬يعاجل احتساب النفقات مبعىن أن النفقات يتم احتساهبا عند استحقاقها‬
‫سواء دفعت أو مل تدفع‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬ابراهيم املليجي‪ ،‬احملاسبة يف الوحدات احلكومية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2002‬ص‪.11‬‬
‫‪-‬املنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪ ،‬النظام احملاسيب املوحد للدول العربية‪ ،‬عمان ‪ ،1980‬ص ص‪.16 ،15‬‬
‫‪ -‬قطب إبراهيم حممد‪ ،‬املوازنة العامة للدولة‪ ،‬اهليئة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1978 ،‬ص ص‪.152 ،151‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫امليزانية العامة للدولة‬
‫حتدد امليزانية العامة للدولة األولوايت واجتاهات السياسة املالية خالل فرتة زمنية حمددة من أجل توفي التمويل‬
‫الالزم والكايف لتلبية احتياجات اجملتمع‪ ،‬وهي متثل اإلطار املال لعمل اآلمرين ابلصرف واحملاسبني العموميني‪،‬‬
‫وسنقوم من خالل ما يلي ابإلحاطة مبفهومها‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف امليزانية العامة‪ :‬هي تنظيم مال يقابل بني النفقات واإليرادات وحيدد العالقة بينهما ويوجههما‬
‫‪1‬‬
‫معا لتحقيق السياسة املالية‪ ،‬ومبعىن أخر فهي البيان املال لالقتصاد العام‪.‬‬
‫وقد عرفها املشرع اجلزائري يف املادة من القانون ‪17/84‬على أهنا النفقات واإليرادات النهائية للدولة احملددة‬
‫‪2‬‬
‫سنواي مبوجب قانون املالية واملوزعة حسب األحكام التنظيمية والتشريعية املعمول هبا‪.‬‬
‫كما عرفتها املادة ‪ 3‬من القانون ‪ 21/90‬على أهنا الوثيقة اليت تقدر للسنة املدنية جمموع اإليرادات‬
‫والنفقات اخلاصة ابلتسيي واالستثمار ومنها نفقات التجهيز العمومي والنفقات ابلرأمسال وترخص هبا(أنظر‬
‫‪3‬‬
‫ملحق‪.)1‬‬
‫‪-2‬خصائص امليزانية‪:‬‬
‫تتميز امليزانية أبربع خصائص ‪:‬‬
‫‪-1-2‬وثيقة حماسبية تقسم امليزانية إىل إيرادات ونفقات‬
‫حيث ختضع امليزانية لنظام احملاسبة‪ ،‬واليت تعتمد يف مسك حماسبتها على تقسيم امليزانية إىل قسم خاص‬
‫ابإليرادات واآلخر ابلنفقات‪ ،‬وكل جانب مقسم إىل فصول‪ ،‬وكل فصل إىل أبواب وكل ابب إىل مواد مث بنود‪.‬‬
‫‪-2-2‬وثيقة تقديرية‪:‬‬
‫امليزانية وثيقة تقديرية‪ ،‬متتاز بعدم اليقني‪ ،‬حىت ولو اعتمد يف أعدادها على عناصر موضوعية ألهنا حتوي‬
‫بياانت تقديرية عن فرتة مقبلة ال تستوجب التنفيذ حىت يتأكد من حتقيقها ويرجع سبب ذلك إىل عدم التأكد‪.‬‬
‫وقد أشار املشرع اجلزائري يف قانون املالية لسنة ‪ 1984‬لكون امليزانية ذات طابع توقعي وذلك يف نص‬
‫املادة الثالثة حيث جاء فيها‪:‬يقر ويـّرخص قانون املالية للسنة‪ ،‬ابلنسبة لكل سنة مدنية ‪:‬جممل موارد الدولة‬
‫وأعباءها وكذا الوسائل املالية األخرى املخصصة لتسيي املرافق املالية‪ ،‬واملصاريف املخصصة للتجهيزات العمومية‬
‫والنفقات برأمسال‪.‬‬

‫‪1‬عطية صالح سلطان‪ ،‬دور موازنة األداء والربامج يف دعم قرارات إدارة املالية العامة‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬دمشق نوفمرب‪ ،2004‬ص‪.65‬‬
‫‪ 2‬قانون ‪ 17/84‬املؤرخ يف ‪7‬جويلية‪ ،1984‬املتعلق بقانون املالية اجلريدة الرمسية ‪،28‬الصادرة يف ‪.1984/07/10‬‬
‫‪ 3‬قانون ‪ 90/21‬املؤرخ يف ‪ 15‬أوت ‪ ،1990‬املتعلق بقانون املالية اجلريدة الرمسية ‪ ،35‬الصادرة يف ‪.1990/08/15‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-3-2‬وثيقة مساعدة الختاذ القرار‪:‬‬
‫تعترب امليزانية قاعدة الختاذ القرار ابلنسبة ملسؤول املؤسسات حيث يعتمد يف اختاذ قراراهتم بصفة أساسية على‬
‫معطيات امليزانية‪ ،‬نظرا لطبيعة ومميزات املعلومات اليت تتضمنها واليت تسمح ابلتعبي عن كل اإلمكانيات واملوارد‬
‫بطريقة مبسطة ومعربة وسهلة التحليل‪.‬‬
‫‪-4-2‬قاعدة ملراقبة األداء‪ :‬تعترب كأداة ملراقبة األداء من خالل قياس حجم ونسبة ما مت حتقيقه من الربامج‬
‫املسطرة واملقارنة بني ما كان مقررا وما مت حتقيقه فعال‪.‬‬
‫‪-3‬خصائص امليزانية العامة للدولة‪:‬‬
‫ميكن تلخيص خصائص امليزانية يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-1-3‬مبدأ سنوية امليزانية‪ :‬يقصد هبذا املبدأ أن حيدث توقع وإجازة لنفقات وإيرادات الدولة بصفة دورية‬
‫منظمة كل سنة‪ ،‬حيث أن امليزانية جيب أن تقرر ابعتماد سنوي من قبل السلطة التشريعية‪.‬‬
‫ويرجع هذا املبدأ العتبارات سياسية ومالية معينة‪ :‬فاألوىل تتمثل يف أن مبدأ السنوية يكفل دوام رقابة السلطة‬
‫التشريعية على أعمال السلطة التنفيذية‪ ،‬أما االعتبارات املالية فتتمثل يف أن فرتة سنة هي الفرتة اليت ميارس يف‬
‫‪1‬‬
‫نطاقها أغلب األنشطة االقتصادية‪ ،‬كما أهنا تضمن دقة تقدير إيرادات الدولة ونفقاهتا‪.‬‬
‫لإلشارة ينص القانون العضوي ‪ 18-15‬الصادر يف ‪ 2‬سبتمرب ‪ 2018‬واملتعلق بقوانني املالية‪ ،‬أنه تتم‬
‫املقاربة عرب السنوات بتقنية الربامج‪ ،‬أي البعد املتعدد السنوات‪ ،‬وهو ال يتعارض مع مبدأ السنوية‪ ،‬فهو ميزج بني‬
‫مبدأين يستجيبان للسياسات العمومية والربامج احلكومية‪.‬‬
‫يوضع البعد امليزاين املتوسط املدى كل سنة من طرف احلكومة‪ ،‬يف بداية إجراء قوانني املالية‪ ،‬وحيدد ملدة ‪3‬‬
‫سنوات تقديرات اإليرادات والنفقات‪ ،‬وكذا رصيد ميزانية الدولة‪ ،‬وإذا اقتضى األمر مديونية الدولة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يف الوقت احلال هناك استثناءات لقاعدة سنوية امليزانية تتمثل يف‪:‬‬
‫أوال‪ :‬برامج التجهيز‪:‬هي ميزانيات خاصة بنفقات االستثمار‪ ،‬تتعلق بعمليات جتهيز أو إنشاء مشاريع‬

‫‪ 1‬سوزي عدل انشد‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،2006 ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ ‬سيكون قانون املالية وقانون تسوية امليزانية لسنة ‪ ،2023‬أول قانون سيحضر ويناقش ويصادق عليه وفقا ألحكام القانون العضوي‪،18-15‬‬
‫الصادر يف سبتمرب‪ 2018‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪.53‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬مجال لعمارة‪ ،‬منهجية امليزانية العامة يف اجلزائر‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،2004 ،‬ص ص‪.92-86‬‬
‫‪-François Deruel ,Jacques Buisson, Budget et pouvoir financier, Edition Dalloz. Paris 2001 ,‬‬
‫‪pp26-27.‬‬

‫‪18‬‬
‫قاعدية أو حيوية تتطلب مبالغ مالية كبية وآبجال طويلة إلجنازها تتجاوز السنة‪ ،‬لذلك فإن امليزانية اخلاصة هبا‬
‫تكون حمددة ابنتهاء وتسليم املشروع أو العملية االستثمارية‪.‬‬
‫تتم عملية تنفيذ برامج التجهيز إبتباع إجراءين مها‪:‬‬
‫أ‪-‬رخص الربامج‪:‬متثل رخص الربامج احلد األعلى للنفقات اليت يسمح لآلمرين ابلصرف استعماهلا يف تنفيذ‬
‫االستثمارات املخططة‪ ،‬وتبقى صاحلة دون أي حتديد ملدهتا حىت يتم إلغاؤها‪.‬‬
‫أو بصيغة أخرى اعتمادات مالية إمجالية متثل التكلفة التقديرية لكل عملية استثمارية مدرجة ضمن ميزانية‬
‫التجهيز املدونة يف املخطط االقتصادي الذي تنوي الدولة تنفيذه خالل مدة زمنية معينة غالبا ما حتدد بـ ‪5‬‬
‫سنوات‪.‬‬
‫ب‪-‬اعتمادات الدفع‪ :‬متثل التخصيص السنوي الذي ميكن لآلمر ابلصرف أن أيمر بدفعه لتغطية كل‬
‫العمليات املرخصة واملخصصة يف إطار رخص الربامج املطبقة‪ ،‬حبيث تشكل األقساط السنوية لتمويل عمليات‬
‫الدفع السنوي املرتبطة برخصة الربانمج‪.‬‬
‫أي أن اعتمادات الدفع هي التخصيصات السنوية اليت ميكن األمر بصرفها أو حتويلها أو دفعها لتغطية‬
‫االلتزامات املربمة يف إطار رخص الربامج املطبقة‪.‬‬
‫وجيب التنويه إىل أن القانون العضوي ‪ 18-15‬جييز إمكانية حتويل اعتمادات الدفع املتاحة يف ابب نفقات‬
‫االستثمار لربانمج‪،‬إىل نفس الربانمج حبد أقصى قدره مخسة ابملائة (‪ )5%‬من االعتماد األول‪ ،‬وتنفذ عمليات‬
‫النقل قبل انتهاء الفرتة التكميلية وميتد تنفيذها على كامل السنة‪.‬‬
‫اثنيا ‪ -‬ترحيل االعتمادات‪:‬هي رخصة ميكن للحكومة مبوجبها استعمال االعتمادات غي املستهلكة عند‬
‫هناية السنة املالية احلالية يف السنة املقبلة‪ ،‬وفقا لطبيعة االعتمادات املفتوحة‪ ،‬ويظهر ذلك كما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬ابلنسبة إلعتمادات التسيري‪ :‬يشرتط الستعمال اعتمادات التسيي غي املستهلكة خالل السنة املعنية( من‬
‫طرف املؤسسات اإلدارية واهليئات العامة واملرافق العمومية ذات الطابع اإلداري) ابلنسبة للسنة املقبلة‪ ،‬احلصول‬
‫على رخصة من طرف املراقب املال املركزي أو الالمركزي‪.‬‬
‫ب‪ -‬ابلنسبة العتمادات التجهيز‪:‬تتم عن طريق استعمال اعتمادات الدفع املخصصة سنواي يف إطار رخص‬
‫الربانمج قصد تنفيذ عمليات التجهيز واالستثمار املدرجة يف املخطط االقتصادي‪ ،‬حيث يتم استعمال اعتمادات‬
‫الدفع للسنة املعنية خالل السنة املقبلة بطريقة آلية‪.‬‬
‫اثلثا‪-‬قاعدة االثين عشر‪ :‬يف حالة ما إذا كان اتريخ املصادقة على قانون املالية للسنة املعنية ال يسمح‬
‫بتطبيق أحكامه عند اتريخ أول جانفي ؛ يواصل مؤقتا تنفيذ إيرادات ونفقات امليزانية العامة للدولة حسب‬

‫‪19‬‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪-‬ابلنسبة لإليرادات ‪ :‬طبقا للشروط وكيفيات التحصيل املعمول هبا تطبيقا لقانون املالية السابق؛‬
‫‪ -‬ابلنسبة لنفقات التسيي ‪ :‬يف حدود ‪ 12/1‬من مبلغ االعتمادات املفتوحة ابلنسبة للسنة املالية السابقة‬
‫وذلك شهراي وملد ال تتجاوز ‪ 3‬أشهر؛‬
‫‪ -‬ابلنسبة لنفقات التجهيز واالستثمار‪ :‬يف حدود ¼ من احلصة املالية املخصصة لكل قطاع‪.‬‬
‫رابعا‪-‬االعتمادات التكميلية‪ :‬تتم بواسطة قوانني املالية املكملة واملعدلة‪ ،‬لوجود ظروف استثنائية مل يكن‬
‫ابإلمكان التنبؤ هبا‪ ،‬لذلك يتم ختصيص اعتمادات تكميلية لبعض القطاعات‪ ،‬أو تلجأ إىل تعديل بعض بنود‬
‫امليزانية العامة مما يسمح بنقل االعتمادات غي املستعملة وحتويلها إىل اخلزينة العمومية أو بتعديل نسب الضرائب‬
‫املفروضة لزايدة حتصيل اإليرادات‪.‬‬
‫‪-2-3‬مبدأ وحدة امليزانية‪ :‬نصت املواد ‪ 68 ،67‬من القانون ‪ 17 /84‬على هذا املبدأ‪ ،‬والذي يعين أنه‬
‫يتم إدراج تقديرات النفقات العامة وتقديرات اإليرادات العامة يف وثيقة واحدة‪.‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬وثيقة واحدة تعين قانون مالية واحد‪ ،‬الذي يشمل مجيع عمليات امليزانية‪ .‬هذا املبدأ مينح للربملان‬
‫‪1‬‬
‫رؤية شاملة وكاملة لإليرادات والنفقات خالل التصويت على امليزانية‪.‬‬
‫مع وجود استثناء ملبدأ الوحدة خاص ابمليزانيات امللحقة‪.‬‬
‫‪ -3-3‬مبدأ العمومية‪ :‬تسمى قاعدة العمومية ابلشمولية ومعناها إدراج كافة النفقات واإليرادات يف امليزانية‬
‫دون مقاصة بينهما‪ ،‬أي عدم االقتطاع أو اإلنقاص منها ودون إغفال جزء منها حبيث تسجل مبالغ كل النفقات‬
‫واإليرادات يف وثيقة واحدة‪.‬‬
‫وهناك من يطلق على هذا املفهوم قاعدة الناتج اخلام أي أن تدرج األرقام اإلمجالية يف امليزانية العامة دون‬
‫‪2‬‬
‫إجراء مقاصة بني اإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫‪ -4-3‬قاعدة عدم التخصيص‪ :‬يسميها البعض مببدأ شيوع امليزانية‪ ،‬وقد متت اإلشارة يف املادة ‪ 8‬من‬
‫القانون ‪ (17-84‬املتعلق بقوانني املالية) إىل مبدأ عدم التخصيص حبيث نصت املادة على أنه‪ :‬ال ميكن ختصيص‬
‫أي إيراد لتغطية نفقة خاصة‪ ،‬تستعمل موارد الدولة لتغطية نفقات امليزانية العامة للدولة بال متييز‪ ،‬أي أن ال‬
‫ختصص بعض اإليرادات ألنواع حمددة ومعينة من النفقات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪François Chouvel, L’essentiel des finances publiques, Gualino Éditeur, 14ème édition,‬‬
‫‪Paris,2013, p25.‬‬
‫‪ 2‬حممد حممد عبد اللطيف‪ ،‬األسس الدستورية لقوانني امليزانية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جامعة الكويت جملس النشر العلمي‪ ،2007 ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.178‬‬

‫‪20‬‬
‫تستعمل موارد الدولة لتغطية نفقاهتا دون التمييز كأصل عام بني اإليرادات والنفقات‪ ،‬فال ختصص إيرادات‬
‫الرسوم القضائية لنفقات احملاكم وال ختصص إيرادات رسوم تسجيل الطلبة اجلامعيني لنفقات التعليم العال فيجب‬
‫‪1‬‬
‫أن جتمع مجيع اإليرادات لتغطي مجيع النفقات دون التمييز بينها‪.‬‬
‫غي أنه ميكن أن ينص قانون املالية صراحة على ختصيص املوارد لتغطية بعض النفقات‪ ،‬يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬امليزانيات امللحقة؛‬
‫‪-‬احلساابت اخلاصة للخزينة؛‬
‫‪ -‬اإلجراءات احلسابية اخلاصة‪ ،‬ضمن امليزانية العامة اليت تسري على األموال املخططة للمسامهات أو‬
‫استعادة االعتمادات؛‬
‫‪ -4‬العمليات املالية للميزانية العامة للدولة ‪:‬‬
‫تشمل العمليات املالية عمليات اإليرادات والنفقات وكذا عمليات اخلزينة‪.‬‬
‫تتم عمليات اإليرادات بواسطة حتصيل احلواصل اجلبائية أو شبه اجلبائية أو األاتوى أو الغرامات وكذا مجيع‬
‫احلقوق األخرى ابستعمال كافة الوسائل القانونية املرخص هبا صراحة مبوجب القوانني واألنظمة (سيتم التعرض هلا‬
‫ابلتفصيل الحقا )‪.‬‬
‫أما عمليات النفقات فه ي استعمال االعتمادات املرخص هبا وحتقق من خالل اإلجراءات احملددة يف املواد‬
‫‪.22-19‬‬
‫كما أن عمليات اخلزينة تتمثل يف كافة حركات األموال نقدا والقيم املعبأة وحساابت اإليداع واحلساابت‬
‫اجلارية وحساابت الديون‪ ،‬وميكن أن تنصب هذه العمليات على تسيي القيم واملواد اليت تتم حيازهتا طبقا للتشريع‬
‫والتنظيم املعمول هبما‪.‬‬
‫‪ -5‬التفرقة بني امليزانية العامة وابقي املوازانت‪:‬‬
‫ختتلف امليزانية العامة عن غيها من الواثئق املالية‪ ،‬إال أنه قد خيتلط األمر بينها لذا سنربز أهم هذه‬
‫الفروقات‪:2‬‬

‫‪ 1‬برمحاين حمفوظ‪ ،‬املالية العامة يف التشريع اجلزائري‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة اإلسكندرية‪ ،2015 ،‬ص ص‪.122 ،121‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪-:‬حلسن دردوري‪ ،‬سياسة امليزانية يف عالج عجز املوازنة العامة للدولة) دراسة مقارنة اجلزائر‪-‬تونس(‪ ،‬رسالة دكتوراه علوم اقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة ‪ ،2014/2013‬ص‪.100‬‬
‫‪-‬خدجية االعسر‪ ،‬اقتصادايت املالية العامة‪ ،‬دار الكتب املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.224،225‬‬
‫‪-François Deruel, Jacques Buisson, Budget et pouvoir financier, Edition Dalloz, Paris, 2001,‬‬
‫‪p16.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪-‬امليزانية العامة للدولة وامليزانية العمومية للمؤسسة‪:‬‬
‫ختتلف امليزانية العامة للدولة عن امليزانية العمومية للمؤسسة اليت تعرف أبهنا بيان يصور املركز املال للمنشأة‬
‫يف حلظة معينة هي هناية السنة املالية‪.‬‬
‫يتضح من ذلك أن ميزانية املؤسسة تتضمن أرقاما فعلية يف اتريخ معني‪ ،‬بينما امليزانية العامة للدولة أرقاما‬
‫تقديرية عن سنة مقبلة‪ ،‬كما تتضمن ميزانية املؤسسة‪ ،‬أرصدة املوجودات (األصول) واخلصوم‪ ،‬بينما تتضمن امليزانية‬
‫العامة للدولة اإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫‪-‬امليزانية العمومية واحلساب اخلتامي‪:‬ختتلف امليزانية العامة عن احلساب اخلتامي يف كون هذا األخي هو‬
‫عملية رصد للنفقات العامة الفعلية والكلية اليت متّ إنفاقها‪ ،‬واإليرادات الفعلية والكلية اليت مت حتصيلها خالل السنة‬
‫املالية‪ ،‬يف حني أن امليزانية العمومية تتعلق مبدة مقبلة ومستقبلية تعتمد على تقديرات قد تتحقق وقد ال تتحقق‪،‬‬
‫ومنه فامليزانية العامة توضع لسنة مالية مستقبلية‪ ،‬بينما يوضع احلساب اخلتامي لسنة مالية منتهية‪.‬‬
‫‪-‬امليزانية العمومية وامليزانية النقدية‪:‬‬
‫امليزانية النقدية هي ذلك البيان الذي يتضمن تقديرات للموارد من النقد األجنيب يف االقتصاد الوطين وجماالته‬
‫وأوجه استعماالت هذه املوارد خالل فرتة زمنية مقبلة وعادة ما تكون سنة‪ ،‬وعندما نقوم ابملقارنة بني امليزانية‬
‫العامة وامليزانية النقدية جند أن أرقام امليزانية العامة وحساابهتا تكون ابلعملة احمللية‪ ،‬بينما تكون أرقام امليزانية النقدية‬
‫ابلعملة األجنبية‪ ،‬ومن جانب آخر جند أن امليزانية العامة تتعلق ابلنشاط احلكومي‪ ،‬أما امليزانية النقدية فهي تتعلق‬
‫ابلقطاع احلكومي والقطاع اخلاص ومجيع قطاعات االقتصاد الوطين‪ ،‬ومن جهة أخرى نالحظ أن وزارة املالية هي‬
‫اليت تقوم بوضع مشروع امليزانية العامة‪ ،‬أما امليزانية النقدية فهي من اختصاص البنك املركزي‪.‬‬
‫‪-‬امليزانية العمومية وامليزانية الوطنية‪:‬‬
‫يقصد ابمليزانية الوطنية التقديرات الكمية املتوقعة للنشاط االقتصادي الكلي للبلد جبميع قطاعاته يف عالقاته‬
‫الداخلية واخلارجية خالل فرتة مقبلة هي سنة‪ ،‬وختتلف عن امليزانية العامة ابعتبارها أكثر مشوال من حيث ما‬
‫تتضمنه من أرقام وبياانت من تلك األرقام املوجودة يف امليزانية العمومية كما أهنا ال حتتاج إىل إجازة السلطة‬
‫التشريعية على عكس امليزانية العامة‪ ،‬أما فيما يتعلق ابحلساابت الوطنية فهي عبارة عن جمموعة من احلساابت اليت‬
‫حتتوي على تسجيالت ملختلف أوجه نشاط االقتصاد الوطين‪ ،‬وهذا من خالل حساابت الدخل الوطين ومكوانته‬
‫وتوزيعه فهذه احلساابت هي حساابت فعلية‪ ،‬أما حساابت امليزانية العامة فهي تقديرية‪ ،‬ومن جانب آخر‪،‬‬
‫فاحلساابت الوطنية تكون أكثر مشوال من بياانت امليزانية العامة‪ ،‬وتفيد كثيا يف رسم السياسة املالية اليت تعتمد‬
‫عليها امليزانية العمومية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬امليزانية العمومية وامليزانيات التقديرية للمشروعات العامة ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫ميزانية املشروعات العامة هي عبارة عن تقدير ألهداف هذه املشروعات وكيفية بلوغها‪ ،‬وهي تعرب على‬
‫تصور دقيق لإلنفاق الضروري لتحقيق هذه األهداف ولإليرادات الالزمة لتمويلها‪ ،‬غي أهنا تفتقر إىل عنصر اإللزام‬
‫الذي تتميز به امليزانية العامة عند اعتمادها‪ ،‬فتخصص هذه امليزانيات للمشروعات العامة ذات الشخصية املعنوية‬
‫املستقلة عن شخصية الدولة‪ ،‬وتعد هذه امليزانيات بشكل مستقل عن ميزانية الدولة‪ ،‬فتنفيذها ال حيتاج ملوافقة‬
‫السلطة التشريعية وتسمى ابملوازانت املستقلة‪.‬‬
‫‪-6‬أنواع امليزانية العامة‪ :‬هناك أنواع عديدة للميزانية العمومية وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬امليزانيات غري العادية‪ :‬توضع خصيصا لعمل طارئ كاحلروب‪ ،‬أو للقيام مبشروعات استثمارية كبية‬
‫كبناء السدود أو مد السكك احلديدية وتغطى النفقات غي العادية من إيرادات غي عادية كالقروض‪.‬‬
‫ب‪-‬امليزانيات املستقلة ‪:‬هي امليزانيات اخلاصة ابملشاريع العمومية اليت تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة‬
‫وهي ال ختضع للرخصة الربملانية‪ ،‬بل خيتص جملس إدارة املرفق ابعتمادها‪ ،‬ألهنا ال ختضع للقواعد واألحكام اخلاصة‬
‫‪1‬‬
‫ابمليزانية العامة للدولة وأن بدايتها ختتلف مع بداية امليزانية العادية للدولة‪.‬‬
‫ج‪-‬امليزانيات امللحقة‪ :‬نصت املادة ‪ 44‬من قانون املالية لسنة ‪( 1984‬املرسوم التنفيذي رقم ‪،)84-17‬‬
‫على أن العمليات املالية ملصاحل الدولة اليت مل مينحها القانون الشخصية املعنوية واليت هتدف نشاطاهتا أساسا إىل‬
‫إنتاج أشياء أو تقدمي خدمات تتحصل من خالهلا على دفع مثن ميكن أن يكون هلا ميزانيات ملحقة خاصة هبا‪.‬‬
‫فامليزانيات امللحقة خاصة ابملرافق اليت تتمتع مبوارد خاصة‪ ،‬كاملرافق العامة ذات الطابع االقتصادي واليت‬
‫تتمتع ابستقالل مال ولكنها مل متنح الشخصية االعتبارية‪ ،‬وترتبط هذه امليزانيات مبيزانية الدولة أي أن رصيدها‬
‫الدائن يظهر يف جانب إيرادات الدولة‪ ،‬ورصيدها املدين يظهر يف جانب نفقات الدولة‪.‬‬
‫يقصد إذن ابمليزانيات امللحقة امليزانيات املخصصة لبعض مصاحل الدولة ذات الطابع التجاري‪ ،‬أي مصاحل‬
‫الدولة اليت يهدف نشاطها إىل إنتاج موارد أو أتدية خدمات مدفوعة الثمن‪.‬‬
‫• تتضمن امليزانيات امللحقة جمموع اإليرادات والنفقات مبا فيها االعتمادات املخصصة لالستثمارات‪.‬‬
‫• ختضع نفقات االستغالل لنفس القواعد املطبقة على نفقات تسيي امليزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫• ختضع نفقات االستثمار لنفس القواعد املطبقة على النفقات ذات الطابع النهائي للمخطط السنوي ما مل‬
‫تنص أحكام تشريعية على خالف ذلك‪.‬‬
‫• و قد عرفت اجلزائر عدة ميزانيات ملحقة‪ ،‬كان آخرها امليزانية املرصدة لقطاع الربيد و املواصالت)وقد مت‬

‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬سوزي عدل انشد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.296 ،295‬‬

‫‪23‬‬
‫إلغاؤها بصفة رمسية مبوجب املادة‪58‬من القانون رقم ‪ 22 – 03‬املؤرخ يف ‪ 28‬ديسمرب ‪ 2003‬املتضمن‬
‫قانون املالية لسنة ‪،2004‬إذ نصت‪ :‬تلغى امليزانية امللحقة للربيد و املواصالت ابتداء من يناير ‪،2003‬كما‬
‫نصت املادة ‪ 147‬من القانون رقم ‪ 03 – 2000‬املؤرخ يف ‪ 05‬أوت ‪ 2000‬على ما يلي ‪ :‬حتول أرصدة‬
‫حساابت امليزانية امللحقة للربيد و املواصالت السلكية و الالسلكية إىل املتعاملني املشار إليهما يف هذا القانون‬
‫مبج رد شروعهما يف العمل « أي إىل املؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري للربيد‪ ،‬و كذا متعامل‬
‫املواصالت السلكية و الالسلكية الذي أنشأ وفق التشريع املعمول به‪.‬‬
‫د‪-‬احلساابت اخلاصة على اخلزينة‪:‬‬
‫هي تلك احلساابت اليت ختصص من أجل إيرادات ونفقات ال تعترب بطبيعتها نفقات وإيرادات عامة ألهنا‬
‫تبقى يف هذه احلساابت مدة زمنية مث يتم إرجاعها ألصحاهبا‪ ،‬مثل مبالغ التأمينات للمقاولني‪...‬اخل حيث تتعهد‬
‫الدولة برد هذه املبالغ عند اجناز ما مت التعهد به فعالً‪.‬‬
‫ه‪-‬ميزانية اجلماعات احمللية‪:‬‬
‫تتكون ميزانية اجلماعات احمللية من‪:‬‬
‫أ‪.‬امليزانية األولية‪:‬هي وثيقة تقديرية لإليرادات املتوقعة والنفقات املتوقعة للجماعات احمللية خالل سنة مقبلة‪،‬‬
‫ويتم التصويت عليها قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة اليت تسبق سنة التنفيذ‪.‬‬
‫ب‪.‬امليزانية اإلضافية‪:‬تعترب إجراء تكميليا وتصحيحيا للميزانية األولية سواء ابلزايدة أو النقصان‪ ،‬ويتم‬
‫التصويت عليها قبل ‪ 15‬جوان من سنة التنفيذ‪.‬‬
‫ج‪.‬احلساب اإلداري‪ :‬بعد انتهاء السنة املالية يكون من الضروري إعداد حصيلة العمليات اليت أجنزت‬
‫ابلفعل خالل هذه السنة‪ ،‬وألجل ذلك يتم إعداد احلساب اإلداري الذي هو عبارة عن بيان ابإليرادات‪.‬‬
‫‪ -7‬دورة امليزانية العامة‪:‬‬
‫يطلق لفظ دورة امليزانية العامة على املراحل الزمنية املتعاقبة واملتداخلة اليت متر هبا ميزانية الدولة حتقيقا هلذه‬
‫املستوايت املشرتكة بني السلطات التنفيذية والتشريعية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ميكن تقسيم دورة امليزانية العامة إىل أربعة مراحل‪:‬‬
‫اإلعداد‪ ،‬االعتماد‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬املراجعة والرقابة‬

‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬ايسني شاوش بشي‪ ،‬املالية العامة املبادئ العامة وتطبيقاهتا يف القانون اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬وهران‪ ،2008 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪-‬اخلطيب خالد شحاتة‪ ،‬زهي شامية‪ ،‬أسس املالية العامة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،2007 ،‬ص ص ‪.308 ،298‬‬

‫‪24‬‬
‫أوال‪ -‬مرحلة اإلعداد‪ :‬يتم إعداد امليزانية من طرف السلطة التنفيذية نظرا ملا تتمتع به من إمكانيات ووسائل‬
‫ودراية ابمليدان املال واالقتصادي كوهنا السلطة الوحيدة اليت متلك كل املعلومات الضرورية لتقدير مبالغ اإليرادات‬
‫العمومية وحتديد النفقات العمومية مع مراعاة التوازن املال فهي األقدر على معرفة احتياجات ومتطلبات كل مرفق‬
‫وهذا هو األساس الذي ميكنها من القيام هبذا الدور‪.‬‬
‫ينص املرسوم رقم ‪ 95/54‬على أن حتضي امليزانية يكون خالل تسعة أشهر‪ ،‬وهي من اختصاص وزير املالية‬
‫الذي كان دوره يقتصر على إعداد ميزانية التسيي دون ميزانية التجهيز إىل أن صدر املرسوم التنفيذي رقم ‪40/98‬‬
‫اخلاص بتحويل االختصاصات واملهام وتسيي اهلياكل والوسائل واملستخدمني التابعة لتسيي ميزانية الدولة للتجهيز‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الذي نص على أن إعداد ميزانية التجهيز يكون من اختصاص مصلحة وزير املالية‪.‬‬
‫على الرغم من االمتيازات املمنوحة لوزير املالية يف إعداد امليزانية‪( ،‬فهو يسهر على تطبيق التنظيم والتنسيق‬
‫بني خمتلف املصاحل)‪ ،‬غي أن سلطته مقيدة يف اجملال املال‪.‬‬
‫هناك عدد من االعتبارات واألسس اليت حتكم مرحلة إعداد مشروع امليزانية العامة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬االعتبارات التنظيمية‪:‬‬
‫تتمثل يف مجيع القواعد واإلجراءات اليت يضعها املشرع أو تقوم بتحديدها وزارة املالية (دائرة امليزانية العمومية)‪،‬‬
‫ويفرتض جبميع اجلهات احلكومية أن تلتزم هبا أثناء حتضي مشروع امليزانية‪ ،‬وغالبا ما أتخذ عملية التحضي‬
‫اخلطوات التالية‪:‬‬
‫أ ‪-‬صدور البالغ الرمسي عن املكلف برسم السياسة بشكل عام وسياسة امليزانية بشكل خاص‪ ،‬ويتضمن‬
‫هذا البالغ األسس والتعليمات الواجب إتباعها من قبل الوزارات والدوائر واملؤسسات احلكومية عند إعدادها‬
‫ملشروع موازنتها للسنة املالية املقبلة‪.‬‬
‫ب ‪-‬تقوم الوزارات والدوائر واملؤسسات احلكومية ابلتعميم على إدارهتا املختلفة وتزويدها ابلنماذج املعتمدة‬
‫من دائرة امليزانية ومطالبتها بتقدمي توقعاهتا عن نشاطها وأعماهلا للسنة املالية املقبلة وتقدمي مقرتحاهتا خبصوص‬
‫إعداد امليزانية اخلاصة هبا‪ ،‬ويتوىل اإلدارة العليا فيما يتعلق مبركز الوزارة أو الدائرة واحلاكم اإلداري فيما يتعلق‬
‫ابإليرادات احلكومية يف احملافظات‪ ،‬واألولوية للقيام بدراسة املقرتحات املقدمة والتحاور والتشاور مع مديري‬
‫اإلدارات والوحدات والعمل على إجراء أي تعديالت على املقرتحات واملشروعات املقدمة منهم‪ ،‬ووضع مشروع‬
‫هنائي على موازانهتا وتقدمي ذلك لدائرة املي زانية العامة أو اإلدارة املسؤولة عن التنظيم املال داخل الوزارة أو الدائرة‪،‬‬
‫وغالبا ما يتم تشكيل جلان فرعية تدعى"جلان املوازنة" على مستوى الوزارات أو املؤسسات املختلفة وتكون مهمتها‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 40-98‬املؤرخ يف ‪ 01‬فيفري ‪ 1998‬يتعلق بتحويل االختصاصات واملهام وتسيي اهلياكل والوسائل واملستخدمني التابعة‬
‫لتسيي ميزانية الدولة للتجهيز‪ ،‬ج ر عدد ‪ 05‬مؤرخة يف ‪ 04‬فيفري ‪.1998‬‬

‫‪25‬‬
‫القيام إبعداد مشروعات املوازانت الفرعية ابلتنسيق مع اإلدارات العليا على نفس املستوى‪.‬‬
‫ج‪-‬تتسلم دائرة امليزانية العامة مشاريع املوازانت املقدمة من الوزارات والدوائر احلكومية حيث يتم دراستها من‬
‫قبل املختصني ابلدائرة‪ ،‬مث تبدأ املناقشة بني الوزارات والدوائر املعينة ودوائر امليزانية حول املخصصات املطلوبة‬
‫للسنة املالية املقبلة‪ ،‬مث يتم التوصل إىل أرقام متفق عليها على ضوء االحتياجات السائدة واملوارد املالية املتاحة‪.‬‬
‫د‪-‬بعد االنتهاء من مرحلة مناقشة مشاريع املوازانت املقدمة من الوزارات والدوائر احلكومية‪ ،‬يتم التوصل إىل‬
‫صورة إمجالية واضحة حلجم اإليرادات والنفقات املقدرة للسنة املالية املقبلة ومقدار العجز املقدر ويتم استعراض‬
‫ذلك من قبل اجمللس االستشاري للموازنة ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬يتم رفع مشروع قانون امليزانية العامة جمللس الوزراء حيث يبدأ بدراسته واستعراضه ومناقشته بعناية ويقوم‬
‫إبجراء تعديالت مناسبة‪ ،‬تنسجم مع اجتاهات السياسة العامة ويتم وضع امليزانية يف صورهتا شبه النهائية‪ ،‬حيث‬
‫يتم رفع مشروع قانون امليزانية العامة جمللس األمة للمناقشة النهائية‪.‬‬
‫‪-2‬االعتبارات الفنية‪ :‬ويتمثل هذا اإلطار يف مجيع الرتتيبات واخلطوات اليت يتم على أساسها حتضي‬
‫امليزانية‪ ،‬فامليزانية العامة ابعتبارها خطة حتكم سلوك اجلهات الرمسية يف الدولة ملدة سنة كاملة ال ميكن أن تقوم‬
‫على أساس عشوائي‪ ،‬حبيث تستند إىل ما يضمن واقعيتها ورشدها وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬توفر حصيلة من املعلومات عن مصادر اإليرادات العامة املتوقعة للسنة القادمة وعن أوجه اإلنفاق املختلفة‬
‫والعمل على فرزها وتنظيمها وتبويبها لتكون جاهزة للعمل؛‬
‫‪-‬إجراء الدراسات الالزمة لتحديد عدد التنبؤات األساسية عن حركة اإليرادات والنفقات للسنة املالية املقبلة‬
‫ابالستعانة أبساليب التحليل املال واإلحصائي القادرة على حتقيق أعلى درجة من التأكد حول موضوعات‬
‫التنبؤات املختلفة‪ ،‬والقيام إبعداد وتقييم مشروع امليزانية على ضوء ذلك‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار التعليمات‬
‫الصادرة هبذا اخلصوص عن دائرة امليزانية العامة واالستعانة ابلنماذج املعتمدة لذلك؛‬
‫‪ -‬إبراز الدواعي واملربرات املختلفة مدعمة ابلدراسات والقرارات اليت حكمت حتضي أرقام امليزانية‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك حتديد الربانمج واملشروعات املختلفة املستهدف إنشاؤها أو الصرف عليها خالل السنة املالية القادمة وحتديد‬
‫مجيع املتطلبات الالزمة للنهوض بكل مشروع كوحدة تكاملية واحدة وكذلك تقدمي دراسات اجلدوى هلذه‬
‫املشروعات توضح من خالهلا املنافع اليت يتوقع أن تتحقق من كل منها‪.‬‬
‫اثنيا ‪-‬االعتماد‪ :‬تعترب مرحلة املناقشة والتصويت من صالحيات السلطة التشريعية (الربملان‪ ،‬جملس األمة)‬
‫من خالل دراسة للمشروع الذي تعده السلطة التنفيذية املتمثلة يف احلكومة ويف شخص وزير املالية‪ ،‬حيث يتم‬
‫عرض املشروع على اللجنة االقتصادية واملالية للمجلس الشعيب الوطين‪ ،‬وبعد دراستها يناقش علنيا من طرف‬
‫نواب الربملان ويصادق عليها بنفس الطريقة وبعدها يضعها رئيس اجلمهورية موضع التنفيذ أي أنه هو الذي مينحها‬

‫‪26‬‬
‫الصيغة التنفيذية‪.‬‬
‫مير مشروع امليزانية داخل اجمللس التشريعي بثالث مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة املناقشة العامة‪:‬‬
‫حيث يعرض مشروع امليزانية العامة للمناقشة العامة يف الربملان‪ ،‬وهذه املناقشة تنصب غالبا عن كليات‬
‫امليزانية العامة وارتباطها ابألهداف القومية كما يراها أعضاء اجمللس‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة املناقشة التفصيلية املتخصصة‪:‬‬
‫تقوم به جلنة خمتصة متفرعة عن اجمللس النيايب (جلنة الشؤون االجتماعية) وتقوم اللجنة مبناقشة مشروع امليزانية‬
‫يف جوانبها التفصيلية مث تقدم تقريرها إىل اجمللس‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة املناقشة النهائية‪:‬‬
‫يقوم اجمللس جمتمعا مبناقشة تقرير اللجنة مث يصوت على امليزانية العامة أببواهبا وفروعها وفقا للدستور والقوانني‬
‫املعمول هبا‪.‬‬
‫يتم يف مرحلة أوىل اقرتاح القانون‪ ،‬وترجع صالحية ذلك حسب دستور‪ 2016‬املعدل واملتمم إضافة إىل‬
‫رئيس اجلمهورية والوزير األول ونواب اجمللس الشعيب الوطين وألعضاء جملس األمة‪ ،‬إذ هلم حق املبادرة‪ ،‬يف مسائل‬
‫حمددة تتعلق ابلتنظيم احمللي وهتيئة اإلقليم‪ ،‬والتقسيم اإلقليمي‪.‬‬
‫يف نفس السياق‪ ،‬تبىن التعديل الدستوري يف ‪ 2016‬مبدأ يتعلق إبمكانية عرض مشاريع القوانني على‬
‫جملس األمة أوال حسب نص املادة ‪..." 3/136‬تعرض مشاريع القوانني على جملس الوزراء بعد رأي جملس‬
‫الدولة‪ ،‬مث يودعها الوزير األول‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬مكتب اجمللس الشعيب الوطين أو مكتب جملس األمة ‪".‬‬
‫إال أن القاعدة العامة تقض ي أن مشاريع القوانني تودع مكتب اجمللس الشعيب الوطين أوال وله األسبقية يف‬
‫مناقشتها والتصويت عليها واالستثناء هو أن تعرض مشاريع القوانني على جملس األمة أوال وذلك يف جماالت‬
‫حمددة‪ ،‬وقد مت التأكيد على ذلك يف املواد ‪ 138 ،137‬من التعديل الدستوري كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬املادة ‪" 1/137‬تودع مشاريع القوانني املتعلقة ابلتنظيم احمللي وهتيئة اإلقليم والتقسيم اإلقليمي مكتب جملس‬
‫األمة"‬
‫‪ -‬املادة ‪" :2/137‬ابستثناء احلاالت املبينة يف الفقرة أعاله‪ ،‬تودع كل مشاريع القوانني األخرى مكتب‬
‫اجمللس الشعيب الوطين"‬
‫‪ -‬املادة ‪" 138‬مع مراعاة أحكام الفقرة األوىل من املادة ‪ 137‬أعاله جيب أن يكون كل مشروع أو اقرتاح‬
‫قانون موضوع مناقشة من طرف اجمللس الشعيب الوطين وجملس األمة على التوال حىت تتم املصادقة عليه ‪".‬‬

‫‪27‬‬
‫كما حدت املادة ‪ 139‬من سلطة الربملان يف اقرتاح القوانني يف امليدان امليزاين واملال‪ ،‬حبيث ال يقبل اقرتاح‬
‫أي قانون مضمونه أو نتيجته ختفيض املوارد العمومية‪ ،‬أو زايدة النفقات العمومية‪ ،‬إال إذا كان مرفقا بتدابي‬
‫تستهدف الزايدة يف إيرادات الدولة‪ ،‬أو توفي مبالغ مالية يف فصل آخر من النفقات تساوي على األقل املبالغ‬
‫املقرتح إنفاقها‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة التعديل‪ :‬يف اجلزائر ميكن للنواب واحلكومة وأعضاء اللجنة تقدمي اقرتاحات مكتوبة خاصة ابلتعديل‬
‫أمام اللجنة املختصة ومناقشتها مع الوزير املعين بشرط التقيد أبحكام املادة ‪ 121‬من الدستور واليت تنص على ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪-‬ال يقبل اقرتاح أي قانون مضمونه أو نتيجته ختفيض املوارد العمومية أو زايدة النفقات العمومية إال إذا كان‬
‫مرفقا بتدابي تستهدف الزايدة يف إيرادات الدولة أو توفي مبالغ مالية يف فصل أخر من النفقات العمومية تساوي‬
‫على األقل املبالغ املقرتح إنفاقها‪.‬‬
‫‪-‬التصويت‪ :‬جتدر اإلشارة إىل أنه يف اجلزائر(خالفا لباقي الدول ) وطبقا للمادة ‪ 70‬من القانون ‪-17‬‬
‫‪84‬املتعلق بقوانني املالية فان التصويت عن امليزانية يكون بصورة إمجالية خالفا مليزانيات اجلماعات احمللية اليت يتم‬
‫التصويت عليها اباب اباب وفصال فصال ومادة مادة‪.‬‬
‫يتم التصويت واملصادقة من طرف الربملان على ميزانية الدولة قبل بداية السنة املدنية‪ ،‬اجلديدة‪ ،‬ألن الدستور‬
‫‪‬‬
‫اجلزائري قد قيد الربملان ابملصادقة على امليزانية مبدة أقصاها ‪ 75‬يوم من اتريخ إيداع املشروع لدى اجمللس‪.‬‬
‫أما يف حالة عدم املصادقة يف اآلجال فان رئيس اجلمهورية يصدر مشروع احلكومة أبمر‪ ،‬ويف حالة ما إذا‬
‫كان اتريخ املصادقة ال يسمح بتطبيق أحكامه عند أول جانفي فانه يواصل مؤقتا تنفيذ إيرادات ونفقات امليزانية‬
‫طبقا للشروط التالية(كما سبق ذكرها)‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ابلنسبة لإليرادات‪ :‬طبقا للشروط والنسب وكيفيات التحصيل املعمول هبا يف قانون املالية السابق‪.‬‬
‫ب ‪-‬ابلنسبة للنفقات‪ :‬يف حدود‪ 12/1‬من االعتمادات املفتوحة للسنة املالية السابقة شهراي وملدة ثالث أشهر‪.‬‬
‫ج ‪-‬ابلنسبة العتمادات االستثمار‪ :‬يف حدود ربع احلصة املالية املخصصة لكل قطاع ولكل مسي‪.‬‬
‫د ‪-‬يواصل تنفيذ مشاريع امليزانيات امللحقة واألحكام التشريعية املطبقة على احلساابت اخلاصة للخزينة طبقا‬
‫لألحكام املسية هلا خالل السنة املالية املنقضية ‪.‬‬
‫اثلثا‪-‬مرحلة التنفيذ‪:‬‬
‫إذا وافق الربملان على مشروع امليزانية العامة‪ ،‬فانه يقوم إبصدارها مبقتضى "قانون املالية" وهو قانون حيدد الرقم‬
‫اإلمجال لكل النفقات العامة واإليرادات العامة‪ ،‬ويرفق به جدوالن يتضمن األول بياان تفصيليا للنفقات والثاين‬

‫‪‬حسب القانون العضوي‪ 18-15‬فان آخر أجل لتقدمي قانون املالية هو ‪ 7‬أكتوبر عوض ‪30‬سبتمرب‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫بياان تفصيليا لإليرادات‪.‬‬
‫تتوىل احلكومة تنفيذ امليزانية‪ ،‬فتتوىل الوزارات واملصاحل واهليئات املختلفة القيام ابلربامج واملشروعات وتسيي‬
‫اخلدمات اليت اعتمدهتا السلطة التشريعية‪.‬‬
‫رابعا‪-‬مرحلة الرقابة‪ (:‬سيتم استعراضها ابلتفصيل الحقا) تتم عرب ثالثة مستوايت‪:‬‬
‫‪-‬اهليئة األوىل تقوم بدور الرقابة حيث تعترب الرقابة اليت تقوم هبا رقابة سابقة للصرف وتتمثل هذه اهليئة يف‬
‫املراقب املال واحملاسب العمومي‪ ،‬حبيث يقوم املراقب املال مبراقبة مدى قانونية االلتزام ابلنفقات‪ ،‬بينما‬
‫يقوم احملاسب العمومي مبراقبة ما يرتتب على مدى االلتزام ودفع النفقة وصرفها‪.‬‬
‫‪-‬اهليئة الثانية ‪ :‬تقوم بدور الرقابة السياسية وتتمثل يف الربملان بغرفتيه وتتم هذه الرقابة من خالل املصادقة‬
‫على امليزانية‪.‬‬
‫‪-‬اهليئة الثالثة ‪ :‬تقوم ابلرقابة اخلاصة وأييت هذا النوع من الرقابة غالبا الحقا لعملية الدفع تتمثل‬
‫هذه اهليئات يف جملس احملاسبة واملفتشية العامة للمالية‪.‬‬
‫يتم تنفيذ عمليات اإليرادات والنفقات العامة يف القطاع العمومي من قبل "أعوان احملاسبة العمومية"‪ ،‬الذين‬
‫ينقسمون إىل فئتني مها‪ :‬اآلمرون ابلصرف واحملاسبون العموميون‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أعوان احملاسبة العمومية‬
‫إن تنفيذ امليزانية العامة يتطلب وجود أشخاص طبيعيني مؤهلني قانوان للقيام مبهمة التنفيذ يف شقيها‬
‫اإليرادات والنفقات العامة‪ ،‬وهو ماسنستعرضه يف هذا الفصل‪.‬‬
‫أوال‪ -‬اآلمر ابلصرف‬
‫يعترب اآلمرون ابلصرف من األعوان التنفيذيني‪ ،‬وأحد الركائز األساسية لقيام احملاسبة العمومية‪ ،‬سنحاول‬
‫التعرف عليهم‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف اآلمرين ابلصرف‬
‫وفقا لنص املادة ‪ 23‬من قانون رقم ‪ 21-90‬املتعلق ابحملاسبة العمومية يعرف اآلمر ابلصرف (أو اآلمر‬
‫ابلدفع )من خالل املهام املوكلة له‪ ،‬حيث يعترب اآلمر ابلصرف كل عون معني قانوان لتنفيذ إجراءات االلتزام‬
‫وتصفية وإصدار سند األمر ابلصرف أو حترير حواالت الدفع من جانب النفقات‪ ،‬والقيام إبجراءات اإلثبات‬
‫والتصفية وإصدار السند ألمر ابلتحصيل من جانب اإليرادات‪.‬‬
‫كما ميكن تعريف اآلمر ابلصرف أبنه كل شخص مؤهل إلثبات دين (حق( هليئة عمومية وتصفيته واألمر‬
‫بتحصيله‪ ،‬وإلنشاء دين على هذه اهليئة وتصفيته واألمر بدفعه‪.‬‬
‫وميكن القول أن اآلمر ابلصرف هو كل مسؤول إداري خمول له من طرف القانون إمكانية تنفيذ العمليات‬
‫اإلدارية املشار إليها يف قانون احملاسبة العمومية ‪.‬‬
‫إذن اآلمرون ابلصرف هم األعوان العموميون التابعون ملختلف اإلدارات‪ ،‬والذين إضافة إىل كوهنم موظفني‪،‬‬
‫يتمتعون بنظام خاص مينحهم القدرة على اختاذ القرارات يف اجملال املال ‪.‬‬
‫‪-2‬أنواع اآلمرين ابلصرف‬
‫مت حتديد أنواع اآلمرين ابلصرف يف اجلزائر وفق أحكام املادة ‪ 25‬من قانون ‪ 21_90‬املتعلق ابحملاسبة‬
‫العمومية‪ ،‬واملادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي ‪ 313-91‬حيث ميكن التمييز بني األنواع اآلتية‪:‬‬
‫أ‪-‬اآلمرين ابلصرف الرئيسيني أو االبتدائيني‪ :‬وهم الذين يصدرون أوامر الدفع لصاحل الدائنني وأوامر‬
‫اإليرادات ضد املدينني‪ ،‬وأوامر تفويض االعتمادات لفائدة اآلمرين ابلصرف الثانويني‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪-‬املسؤولون املكلفون ابلتسيي املال للمجلس الدستوري واجمللس الشعيب الوطين وجملس احملاسبة؛‬
‫‪-‬الوزراء؛‬
‫‪-‬الوالة عندما يتصرفون حلساب الوالية؛‬
‫‪-‬رؤساء اجملالس الشعبية البلدية الدين يتصرفون حلساب البلدايت؛‬

‫‪31‬‬
‫‪-‬املسؤولون املعينون قانوان على املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري؛‬
‫‪-‬املسؤولون املعينون على مصاحل الدولة املستفيدة من ميزانية ملحقة؛‬
‫ب‪-‬اآلمرين ابلصرف الثانويني‬
‫وهم الذين يصدرون حواالت الدفع لفائدة الدائنني يف حدود االعتمادات املفوضة وأوامر اإليرادات ضد‬
‫املدينني‪،‬وحسب املادة ‪ 7‬من املرسوم التنفيذي ‪ 313-91‬فهم مسؤولون بصفتهم رؤساء املصاحل غي املمركزة‬
‫على عمليات تنفيذ امليزانية أي الوظائف احملددة يف املادة ‪ 23‬من القانون ‪(21-90‬عمليات اإلثبات‪ ،‬االلتزام‪،‬‬
‫التصفية‪ ،‬األمر ابلدفع أو األمر ابلتحصيل واليت سنتعرض هلا الحقا )‪.‬‬
‫يقوم اآلمرون ابلصرف الرئيسيون بتعيني اآلمرين ابلصرف الثانويني من أجل تسيي وتنفيذ امليزانية ووحدات‬
‫القطاع العام الالمركزية‪ ،‬وابلتال تتكون شبكة اآلمرين ابلصرف الثانويني من املديرين اجلهويني‪ ،‬واملديرين املنصبني‬
‫على رأس اهليآت العمومية غي املركزية الذين ميثلون خمتلف الوزارات على املستوى احمللي‪.‬‬
‫ج‪-‬اآلمر ابلصرف الوحيد‬
‫يعترب الوال آمرا ابلصرف رئيسيا ووحيدا يف نفس الوقت ابلنسبة لتنفيذ ميزانية الوالية‪ ،‬إضافة كونه املسؤول‬
‫املباشر عن متابعة تنفيذ الربامج اإلقليمية الالمركزية للتجهيز العمومي املقرر إجنازها على مستوى الوالية‪.‬‬
‫د‪-‬اآلمر ابلصرف املفوض أو املستخلف‬
‫يستطيع كل من اآلمر ابلصرف الرئيسي والثانوي تعيني مستخلف من املوظفني العاملني حتت سلطتهم‬
‫املباشرة حبكم غياب أو مانع بصفة مؤقتة من أجل ضمان استمرارية تسيي املرفق العام‪ ،‬أو بغرض تقسيم املهام‪،‬‬
‫وذلك عن طريق منحهم تفويض للتوقيع ابلنيابة يسمح هلم بتنفيذ العمليات املالية‪ ،‬وهو ما تؤكده املواد التالية‪:‬‬
‫املـادة ‪ :28‬يف حالة غياب أو مانع‪ ،‬ميكن استخالف اآلمرين ابلصرف يف أداء بعقد تعيني يعد قانوان ويبلغ‬
‫للمحاسب العمومي‪.‬‬
‫املـادة ‪ :29‬ميكن لآلمرين ابلصرف تفويض التوقيع للموظفني املرمسني العاملني حتت سلطتهم املباشرة‪ ،‬وذلك‬
‫يف حدود الصالحيات املخولة هلم وحتت مسؤولياهتم‪.‬‬
‫غي أن هناك شروطا جيب توفرها لتفويض الصالحيات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫• أن يكون آمرا ابلصرف؛‬
‫• أن يكون التفويض يف حدود اختصاص اآلمر ابلصرف؛‬
‫• أن يكون تفويض اإلمضاء لصاحل موظف مرسم‪ ،‬وهذا التفويض شخصي يزول مبجرد انتهاء مهام أحد‬

‫‪32‬‬
‫طرفيه؛‬
‫• أن يكون املوظف املفوض موضوعا حتت السلطة اإلدارية املباشرة لآلمر ابلصرف؛‬
‫• اآلمر ابلصرف املفوض لصاحله ينفذ العمليات املالية ولكن تبقى املسؤولية اتبعة لآلمر ابلصرف األصلي‪.‬‬
‫‪-3‬تعيني اآلمر ابلصرف‬
‫قد يكون اآلمر ابلصرف معينا مثل‪ ،‬الوال واملدير العام يف إدارة عمومية‪ ،‬كما ميكن أن يكون منتخبا كرئيس‬
‫اجمللس الشعيب البلدي‪.‬‬
‫‪-4‬اعتماد اآلمر ابلصرف من طرف احملاسب العمومي املختص ‪:‬‬
‫تنص املادة‪ 24‬من قانون‪ 21-90‬على أنه جيب اعتماد اآلمرين ابلصرف لدى احملاسب العمومي املكلفني‬
‫ابإليرادات والنفقات اليت أيمرون بتنفيذها‪.‬‬
‫أما طريقة االعتماد فهي إشعار احملاسب العمومي بوثيقة التعيني اإلداري لآلمر ابلصرف أو حمضر انتخاب‬
‫اآلمر ابلصرف اجلديد‪ ،‬وهذا اإلشعار يكون بتسليم منوذج تعيني أو انتخاب اآلمر ابلصرف اجلديد(كما هو‬
‫‪1‬‬
‫موضح يف امللحق‪.)2‬‬
‫حسب املادة ‪ 23‬من القانون‪ 21 -90‬فإن لآلمر ابلصرف الرئيسي أو الثانوي مدة زمنية معينة يف ممارسة‬
‫مهامه وصالحياته‪ ،‬وسواء كان هذا اآلمر ابلصرف معينا أو منتخبا فإنه بزوال هذه الوظيفة تزول معها صفة اآلمر‬
‫ابلصرف‪.‬‬
‫‪-5‬مسؤولية اآلمر ابلصرف‬
‫حسب املـادة ‪ 31‬من القانون ‪ 21-90‬فإن اآلمرين ابلصرف مسؤولون على اإلثبااتت الكتابية اليت‬
‫يسلموهنا كما أهنم مسؤولون على األفعال غي الشرعية واألخطاء اليت يرتكبوهنا واليت ال ميكن أن تكشفها املراقبة‬
‫احلسابية للواثئق وذلك يف حدود األحكام القانونية املقررة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫أما املـادة ‪ 32‬فتوضح أن اآلمرين ابلصرف مسؤولون مدنيا وجزائيا على صيانة واستعمال املمتلكات‬
‫املكتسبة من األموال العمومية‪.‬‬
‫وهبذه الصفة فهم مسؤولون شخصيا على مسك جرد للممتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة أو املخصصة‬
‫هلم‪.‬من جهة أخرى فانه ميكن حتديد مسؤولية األمر ابلصرف حبسب إذا كان منتخب أو معني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Arrêté N°01 relatif a l'accréditation des Ordonnateurs auprès des Comptables Publics‬‬
‫‪Assignataires.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫• مسؤولية اآلمر ابلصرف املنتخب‪:‬‬
‫يدخل ضمن هذا الصنف كل من الوزراء ورؤساء اجملالس الشعبية البلدية وكل من املسؤولني املنتخبني وميكن‬
‫أن أتخذ مسؤولية هؤالء ثالثة أشكال‪:‬‬
‫أ‪-‬مسؤولية سياسية‪:‬ا ملكلفون بتنفيذ امليزانية حمل مساءلة من طرف اهليئة اليت أقرت االعتمادات املالية‪ ،‬وهذا‬
‫ما يؤدي إىل عزل اآلمر ابلصرف بسبب املخالفات املالية اليت ارتكبها وهناك‪:‬‬
‫*مسؤولية سياسة للوزراء أمام أعضاء الربملان‪ :‬حيث ميكنهم استجواب أعضاء احلكومة وتوجيه أسئلة شفوية‬
‫أو كتابية‪ ،‬وتكون اإلجابة خالل أجل أقصاه ‪30‬يوما‪.‬‬
‫*مسؤولية سياسية لرئيس اجمللس الشعيب البلدي‪:‬عندما يسحب اجمللس الشعيب ثقته منه‪ ،‬وتنتهي مهامه عن‬
‫طريق االقرتاع العلين بعدم الثقة وأبغلبية (‪ )3/2‬ثلثي أعضاءه‪.‬‬
‫هذا النوع من املسؤولية سهل التقدير وصعب التطبيق ألن اآلمر ابلصرف ميكنه دائما إثبات فعله ابلنظرة‬
‫السياسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسؤولية مدنية‪ :‬هذه املسؤولية أساسها اخلطأ الشخصي الذي قد يرتكبه اآلمر ابلصرف عند تنفيذه‬
‫للعمليات املالية املوكلة إليه‪ ،‬والضرر الذي ميكن أن يلحق اهليئة العمومية املعنية من جراء ذلك‪.‬‬
‫إن تطبيق العقوابت الناجتة عن اقحام املسؤولية لآلمر ابلصرف‪ ،‬يعين إجباره على تعويض ذلك الضرر من‬
‫ماله اخلاص ‪.‬‬
‫ج‪ -‬مسؤولية جنائية أو جزائية‪ :‬تكون هذه املسؤولية يف حالة ارتكاب اآلمر ابلصرف جلرائم مالية ينص‬
‫عليها القانون اجلزائي صراحة‪ :‬الرشوة‪ ،‬االختالس‪ ،‬التزوير‪ ،‬الغش‪ ،‬وغيها من اجلرائم‪.‬‬
‫ومنه اآلمر ابلصرف الذي يرتكب خمالفة يف التسيي املال‪ ،‬يكون هلا وصف اجلرمية اجلزائية وفقا لقانون‬
‫العقوابت يكون مبدئيا حمل مساءلة جزائية من طرف اجلهة القضائية املختصة‪.‬‬
‫• مسؤولية اآلمر ابلصرف املعني‪:‬‬
‫ونعين به ابقي أصناف اآلمرين ابلصرف من غي املنتخبني وتقوم مسؤوليتهم على ثالثة أشكال خمتلفة هي‪:‬‬
‫أ‪-‬مسؤولية أتديبية ‪ :‬اآلمر ابلصرف الذي يرتكب خمالفات يستحق عقوابت أتديبية تطبق عليه من طرف‬
‫رئيسه السلمي‪ ،‬وتؤثر على مساره املهين‪ ،‬وكل هذه العقوابت واإلجراءات التأديبية منظمة يف النظام العام‬
‫للوظيفة العمومية (كالتأخي يف ترقيته‪ ،‬تنزيل أو ختفيض درجته‪ )...‬ويتعلق خاصة هذا النوع من املسؤولية‬

‫‪1‬‬
‫‪http://sciencesjuridiques.ahlamontada.net consulté le 12/04/2017.‬‬

‫‪34‬‬
‫ابآلمر ابلصرف الثانوي‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسؤولية مدنية ‪ :‬ينفذ هذا النوع من املسؤولية لنفس األسباب والظروف اليت تكون فيها مسؤولية اآلمر‬
‫ابلصرف املنتخب‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 31‬من القانون ‪ 21/90‬املتعلق ابحملاسبة العمومية على أن اآلمرين ابلصرف مسؤولني على‬
‫األفعال الالشرعية واألخطاء اليت يرتكبوهنا واليت ال ميكن أن تكتشفها املراقبة احلسابية للواثئق وذلك يف حدود‬
‫األحكام القانونية املقررة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫كما أهنم مسؤولون مدنيا على صيانة واستعمال املمتلكات املكتسبة من األموال العمومية‪ ،‬وهبذه الصفة‬
‫مسؤولون شخصيا على مسك جرد للممتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة أو املخصصة هلم‪.‬‬
‫ج‪ -‬مسؤولية جنائية أو جزائية ‪:‬تطبق يف حالة ارتكاب اآلمر ابلصرف جلرائم مالية منصوص عليها يف‬
‫القانون اجلنائي اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -6‬احملاسبة اخلاصة ابآلمرين ابلصرف‪ :‬ميسك اآلمرون الرئيسيني يف الوالية والبلدية حماسبة إدارية لإليرادات‬
‫‪1‬‬
‫والنفقات العمومية يف جمال االلتزام أو اإلثبات‪ ،‬التصفية واإلذن ابلدفع أو ابلتحصيل‪.‬‬
‫‪-1-6‬اإليرادات‪ :‬مت حتديد إجراءات احملاسبة اليت ميسكها اآلمرون ابلصرف واحملاسبون العموميون وفقا‬
‫للمرسوم التنفيذي ‪ 313-91‬املؤرخ يف ‪ 7‬سبتمرب ‪ 1991‬كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬املادة ‪ :15‬تعرض احملاسبة اإلدارية لإليرادات ما أييت‪:‬‬
‫‪ -‬الديون الدائنة املثبتة واملوىف هبا‪.‬‬
‫‪ -‬األوامر الصادرة بتحصيل اإليرادات وكذلك التخفيضات أو اإللغاءات اليت تنجز بناء على أوامر‪.‬‬
‫‪ -‬التحصيالت اليت تتم بناء على أوامر‪.‬‬
‫‪-2-6‬النفقات‬
‫‪-‬االلتزامات ابلدفع‬
‫املادة ‪ :16‬هتدف حماسبة االلتزامات ابلدفع إىل القيام يف أية حلظة بتحديد ما التزم بدفعه من مبلغ ابلنسبة‬
‫إىل الربامج املأذون هبا‪ ،‬أو على اعتمادات الدفع ومبلغ األرصدة املتاحة‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ :17‬تعرض حماسبة االلتزامات ابلدفع اليت ميسكها اآلمرون ابلصرف يف جمال نفقات التسيي ما‬
‫أييت‪:‬‬

‫‪ 1‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 313-91:‬مؤرخ يف ‪ 28‬صفر عام ‪ 1412‬املوافق ‪07‬سبتمرب ‪ 1991‬حيدد إجراءات احملاسبة اليت ميسكها اآلمرون ابلصرف‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫➢ االعتمادات املفتوحة أو املفوضة حسب األبواب‪ ،‬والبنود؛‬
‫➢ تفويضات االعتمادات املمنوحة لآلمرين ابلصرف الثانويني؛‬
‫➢ التزامات الدفع اليت يتم القيام هبا ؛‬
‫➢ األرصدة املتاحة‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ :18‬يلتزم اآلمرون ابلصرف الرئيسيون والثانويون بنفقات التسيي اخلاصة ابلدولة يف حدود‬
‫االعتمادات املفتوحة أو املفوضة ابستثناء االعتمادات التقديرية‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ :19‬تعرض حماسبة االلتزامات ابلدفع اليت ميسكها اآلمرون ابلصرف يف جمال نفقات التجهيز‬
‫واالستثمار ما أييت‪:‬‬
‫➢ االلتزامات اليت تنجز مبقتضى تفويضات الربانمج املأذون هبا وتعديالهتا املتعاقبة‬
‫➢ االلتزامات اليت تنجز مبقتضى تفويضات الربانمج املأذون به األرصدة املتاحة‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ :20‬يقوم اآلمرون ابلصرف الرئيسيون بتبليغ أوامر التفويض ابلربامج املأذون هبا إىل اآلمرين‬
‫ابلصرف الثانويني وذلك يف حدود تلك الربامج املأذون هبا‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ :21‬يلتزم اآلمرون ابلصرف الرئيسيون والثانويون بنفقات التجهيز واالستثمار يف حدود الربامج‬
‫املأذون هبا‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ : 22‬يقدم اآلمرون ابلصرف تقارير االلتزامات املنجزة عن طريق وضعيات مالية شهرية‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ : 23‬توضع اعتمادات الدفع املفتوحة يف جمال نفقات التجهيز واالستثمار حتت تصرف اآلمرين‬
‫ابلصرف عن طريق مقرر أو تفويض‪.‬‬
‫‪-‬مينح اآلمرون ابلصرف الرئيسيون تفويضات اعتمادات الدفع إىل اآلمرين ابلصرف الثانويني‪ ،‬يف حدود‬
‫اعتمادات الدفع املرصودة‪.‬‬
‫اثنيا‪:‬احملاسب العمومي‬
‫‪-1‬تعريف احملاسب العمومي‪:‬‬
‫عرف املشـرع اجلزائري احملاسب العمومي يف املادة ‪ 33‬من قانون ‪ 21-90‬املتعلق ابحملاسبة العمومية بذكر‬
‫االختصاصات املخولة له كما يلي‪" :‬يعد حماسبا عموميا كل شخص يعني للقيام ابلعمليات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حتصيل اإليرادات ودفع النفقات؛‬

‫‪36‬‬
‫‪ -‬ضمان حراسة األموال أو السندات أو القيم أو األشياء أو القيم أو األشياء أو املواد املكلف هبا وحفظها؛‬
‫‪ -‬تداول األموال والسندات والقيم واملمتلكات والعائدات واملواد‪ ،‬حركة حساابت املوجودات‪.‬‬
‫‪-2‬تعيني احملاسب العمومي‪:‬‬
‫يتم تعيني احملاسبني العموميني من قبل الوزير املكلف ابملالية وخيضعون أساسا لسلطته؛ كما ميكن اعتماد‬
‫بعض احملاسبني العموميني من قبل الوزير املكلف ابملالية‪ ،‬حتدد كيفيات تعيني بعض احملاسبني العموميني واعتمادهم‬
‫عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫حتدد املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪( 311-91‬املتعلق بتعيني احملاسبني العموميني واعتمادهم )‪،1‬‬
‫احملاسبني العموميني الذين يتم تعيينهم مباشرة من الوزير املكلف ابملالية وهم‪:‬‬
‫‪-‬العون احملاسب املركزي للخزينة ؛‬
‫‪ -‬أمني اخلزينة املركزي؛‬
‫‪ -‬أمني اخلزينة الرئيسي؛‬
‫‪-‬أمناء اخلزينة يف الوالايت؛‬
‫‪ -‬أمناء اخلزينة يف البلدايت ؛‬
‫– أمناء اخلزينة يف املراكز اإلستشفائية اجلامعية واملؤسسات العمومية االستشفائية‪ ،‬واملؤسسات العمومية‬
‫للصحة اجلوارية‪.‬‬
‫‪-3‬التنصيب وتسلم املهام‬
‫يقوم احملاسب العمومي املعني‪ ،‬بتقدمي بعض الضماانت‪ ،‬املتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬أتدية اليمني‪:‬‬
‫أتدية اليمني القانونية يعد ضماان والتزاما معنواي يقدمه احملاسب العمومي بشكل رمسي يف أول تنصيب له أمام‬
‫حمكمة اإلقامة اإلدارية مقارنة مع النظام الفرنسي الذي يتم أمام حمكمة احلساابت‪ ،‬غي أنه من الناحية العملية‬
‫رغم أمهية هذا االلتزام يبقى هذا اإلجراء غي مطبق يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬تقدمي ضماانت مالية‪:‬‬
‫يفرض على احملاسب العمومي تقدمي ضماانت مالية تتمثل يف اكتتاب أتمني قبل تسلم املهام‪ ،‬اليت تنص على‬

‫‪ 1‬مرسوم تنفيذي رقم – ‪ 311-91‬املؤرخ يف ‪ 19‬سبتمرب ‪ ، 2011‬املتعلق بتعيني احملاسبني العموميني‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫الشعبية‪ ،‬عدد ‪.52‬‬

‫‪37‬‬
‫أنه يتعني على احملاسب العمومي قبل مباشرة وظيفته أن يكتتب أتمينا على مسؤوليته املالية‪ ،‬خيصه شخصيا‬
‫ويضمن املخاطر املتعلقة مبسؤوليته واملرتبطة ابملهام احملددة وهذا تطبيقا ألحكام املادة ‪33‬من قانون احملاسبة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫يتحقق هذا التأمني إما بعقد أتمني فردي يكتتب لدى هيئة التأمني وإما ابالنضمام إىل مجعية تعاضدية‬
‫حملاسبني عموميني‪.‬‬
‫إثر التنصيب الفعلي والرمسي للمحاسب العمومي من قبل الوزير املكلف ابملالية وبعد تقدمي نسخة من قرار‬
‫التعيني‪ ،‬حمضر أتدية القسم ونسخة من عقد التأمني‪ ،‬يتم حترير حمضر تسلم املهام موقع من طرف احملاسب الذي‬
‫مت تنصيبه واحملاسب الذي انتهت عهدته‪ ،‬وحيمل اتريخ هذا التوقيع أمهية ابلغة من حيث حتديد املسؤولية املالية‬
‫والشخصية للمحاسب العمومي‪ ،‬ابلتال حتديد مدى مسؤولية احملاسب اجلديد عن تسيي سلفه‪.‬‬
‫‪-4‬أنواع احملاسبني العموميني‪:‬‬
‫ورد تصنيف احملاسبني العموميني يف املرسوم التنفيذي‪ 311/91‬الصادر يف ‪ 1991/09/07‬واملتعلق بتعيني‬
‫احملاسبني العموميني واعتمادهم‪ ،‬وهم إما رئيسيني أو اثنويني‪ ،‬ويتصرفون بصفة خمصص أو مفوض‪.‬‬
‫أ‪ -‬احملاسبون العموميون الرئيسيون‪:‬‬
‫احملاسبون العموميون الرئيسيون هم احملاسبون الذين لديهم مهمة تركيز احلساابت على امستوى التقسيم‬
‫اإلقليمي‪ ،‬فمثال أمني خزينة الوالية هو حماسب رئيسي ألنه جيمع ويركز حساابت احملاسبني الثانويني على مستوى‬
‫واليته‪.‬‬
‫يتمثل احملاسبون الرئيسيون يف‪:‬‬
‫• العون احملاسيب املركزي للخزينة‪:‬يتوىل العون احملاسيب املركزي للخزينة مهمتني أساسيتني مها‪ :‬تركيز كل‬
‫احلساابت اليت يتكفل هبا احملاسبون الرئيسيون اآلخرون أي الـ‪ 48‬أمني خزينة والئي‪ ،‬وأمني اخلزينة املركزي‪ ،‬وأمني‬
‫اخلزينة الرئيسي‪ ،‬مع متابعة احلساب املفتوح ابسم اخلزينة العمومية على مستوى البنك املركزي‪.‬‬
‫• أمني اخلزينة املركزي ‪ :‬هو املسؤول عن تنفيذ امليزانية على املستوى املركزي خاصة ميزانيات الوزارات‪ ،‬فله‬
‫مهمة اجناز عمليات الدفع اخلاصة مبيزانيات التسيي وكذا ميزانيات التجهيز‪ ،‬كما قد مينح تفويضا ألمني اخلزينة‬
‫الوالئي ملتابعة بض العمليات‪.‬‬
‫• أمني اخلزينة الرئيسي ‪:‬يتكفل بعمليات اخلزينة وال يهتم بتنفيذ عمليات امليزانية‪ ،‬وإن كان يف الواقع يتكفل‬
‫هبا بصفة غي مباشرة عند تغطية املديونية‪ ،‬كما يتكفل مبعاشات اجملاهدين ألهنا تعترب شبه ديون على عاتق الدولة‪.‬‬
‫• أمني اخلزينة الوالئي ‪:‬له مجيع الصالحيات السابقة‪ ،‬كما يتكفل مبهام تركيز العمليات اليت جيريها احملاسبون‬

‫‪38‬‬
‫الثانويون على مستوى واليته‪ ،‬ويتوىل إنفاق نفقات الدوائر الوزارية على املستوى احمللي أي تلك اليت أيمر بصرفها‬
‫اآلمرون الثانويون (مثال املدراء التنفيذيون للمديرايت اجلهوية)‪ ،‬كما يقوم بدفع نفقات ميزانية الوالية وحتصيل‬
‫إيراداهتا‪.‬‬
‫• األعوان احملاسبون للميزانيات امللحقة‪ :‬كان موجود على مستوى وزارة الربيد واملواصالت‪ ،‬وهو غي موجود‬
‫حاليا بعد إلغاء امليزانيات امللحقة للربيد واملواصالت‪.‬‬
‫ب‪ -‬احملاسبون العموميون الثانويني‪ :‬هم الذين يتوىل عملياهتم حماسب رئيسي‪،‬‬
‫ورد ذكرهم يف املادة ‪ 32‬من املرسوم التنفيذي ‪ ،311/91‬وخيتلف احملاسب الثانوي عن الرئيسي يف كون‬
‫هذا األخي له مجيع الصالحيات يف مجيع اجملاالت أما احملاسب الثانوي فغالبا ما يكون اختصاصه يف تنفيذ نوع‬
‫حمدد من اجملاالت‪ ،‬فمثال تنفيذ األحكام اجلبائية يتكفل هبا قابض الضرائب‪.‬‬
‫يتمثل احملاسبون العموميون الثانويون يف‪:‬‬
‫• قابض الضرائب ‪ :‬يتدخل لتنفيذ مجيع عمليات اإليرادات العـمومية إما بصفة مباشرة )‪ (TVA‬وإما‬
‫بصفة غي مباشرة ( االقتطاعات االجتماعية ) ومهمته الرئيسية تتمثل يف مجع الضرائب‪ ،‬مع أنه يف السابق كان‬
‫يتكفل بتنفيذ ميزانيات البلدايت‪ ،‬أما اآلن فقد أسندت هذه املهمة إىل احملاسب البلدي؛‬
‫• قابض أمالك الدولة؛‬
‫• قابض اجلمارك؛‬
‫• حمافظ الرهون؛‬
‫• أمني اخلزينة البلدي ‪:‬يتوىل تنفيذ ميزانية البلدية؛‬
‫• أمني خزينة املؤسسات الصحية‪:‬قبل إحداثه كان قابض الضرائب هو الذي ينفذ ميزانية املؤسسات‬
‫الصحية‪ ،‬أما اآلن فأوكلت املهمة ألمني خزينة املؤسسات الصحية‪.‬‬
‫‪ -5‬مسؤولية احملاسب العمومي‬
‫احملاسب العمومي مسؤول شخصيا وماليا على العمليات املوكلة إليه‪ ،‬وعلى مجيع عمليات القسم الذي‬
‫يديره منذ اتريخ تنصيبه فيه إىل اتريخ انتهاء مهامه ‪.‬‬
‫يكون كذلك احملاسب العمومي مسؤوال شخصيا على كل خمالفة يرتكبها يف تنفيذ العمليات ولذا‪:‬‬
‫• يتعني عليه قبل التكفل بسندات اإليرادات اليت يصدرها اآلمر ابلصرف أن يتحقق من أن هذا األخي‬
‫مرخص له مبوجب القوانني واألنظمة بتحصيل اإليرادات ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫• جيب عليه على الصعيد املادي مراقبة صحة إلغاء سندات اإليرادات والتسوايت‪.‬‬
‫• جيب عليه قبل قبوله ألية نفقة أن يتحقق من ‪:‬‬
‫‪-‬مطابقة العملية مع القوانني واألنظمة املعمول هبا؛‬
‫‪-‬صفة اآلمر ابلصرف أو املفوض له؛‬
‫‪-‬شرعية عملية تصفية النفقات؛‬
‫‪-‬توفر االعتمادات؛‬
‫‪-‬أن الديون مل تسقط آجاهلا أو أهنا حمل معارضة؛‬
‫‪-‬الطابع اإلبرائي للدفع ؛‬
‫‪-‬أتشيات عمليات املراقبة اليت نصت عليها القوانني واألنظمة املعمول هبا؛‬
‫‪-‬الصحة القانونية للمكسب اإلبرائي ‪.‬‬
‫ميكن لآلمر ابلصرف إذا قام احملاسب العمومي إبيقاف عملية دفع نفقة‪ ،‬أن يستعمل سلطة التسخي اليت‬
‫يتمتع هبا ويطلب من احملاسب العمومي كتابيا وحتت مسؤوليته دفعها‪.‬‬
‫يقصد ابلتسخي الوسيلة القانونية املمنوحة لآلمر ابلصرف‪ ،‬للوقوف ضد الرفض النهائي للمحاسب العمومي‬
‫مبنح التأشية بدفع النفقة‪ ،‬أين يقوم اآلمر ابلصرف بتوجيه األمر كتابيا وحتت مسؤوليته حىت يقوم ابلدفع عمال‬
‫أبحكام القانون ‪ 21-90‬املتعلقة ابحملاسبة العمومية وكذا املرسوم التنفيذي‪ 314-91‬املتعلق إبجراء تسخي‬
‫اآلمرين ابلصرف للمحاسبني العموميني‪ ،‬وجيب أن يتضمن األمر ابلتسخي زايدة على األسباب املربرة لذلك عبارة‬
‫"يطلب من احملاسب أن يدفع" يف كل عملية إنفاق مرفوض دفعها‪.‬‬
‫ويكون منوذج التسخي على الشكل التال‪:‬‬

‫أمر بتسخي‬
‫رقم‪2020/.....‬‬

‫‪40‬‬
‫بناء على القانون رقم ‪ 17/84‬املؤرخ يف ‪8‬شوال عام ‪ 1404‬املوافق ‪7‬جويولية‪ 1984‬املعدل واملتمم ابلقانون رقم ‪88/05‬‬
‫املؤرخ يف‪12‬يناير‪ 1988‬املتعلق بقانون املالية‪.‬‬
‫‪-‬بناء على القانون رقم ‪ 21/90‬املؤرخ يف‪24‬حمرم ‪ 1411‬املوافق ‪15‬أغشت ‪ 1990‬املتعلق ابحملاسبة العمومية السيما‬
‫املواد ‪47‬و‪48‬منه‪.‬‬
‫‪-‬بناء على املرسوم التنفيذي ‪ 314/91‬املؤرخ يف ‪28‬صفر‪ 1412‬املوافق‪ 1991/09/07‬املتعلق إبجراء تسخي اآلمرين‬
‫ابلصرف للمحاسبني العموميني‪.‬‬
‫حنن مدير‪ ،‬مسؤول‪ ،‬رئيس‪ ،‬املؤسسة‪...............................‬‬
‫أنمر بتسخي السيد‪....................‬حماسب املؤسسة‪ ،‬اجملمع‪ ،‬املركزـاملديرية‪ ،‬وحتت مسؤولييت بدفع وتسديد احلوالة‬
‫املذكورة أسفله‬

‫النفقة املرصودة‬

‫جيب رسم جدول يضم املعلومات التالية‪:‬‬


‫املالحظة‬ ‫سبب التسخري‬ ‫ومبلغ املبلغ الدائن‬ ‫رقم‬
‫احلوالة‬
‫من قد يكون سبب قانوين‪ ،‬أو سبب آخر يراه اآلمر ابلصرف غي خمالف‬ ‫املستفيد‬
‫للقانون‬ ‫املبلغ‬
‫إمضاء اآلمر ابلصرف‬

‫جيب أن يرفق التسخي مبلف الدفع كامال‪.‬‬


‫يف حالة امتثال احملاسب العمومي للتسخي يربئ ذمته من املسؤولية الشخصية واملالية ويتحملها اآلمر ابلصرف‪،‬‬
‫وجيب على احملاسب العمومي أن يقدم تقريرا مفصال بذلك مصحواب بنسخة من واثئق احملاسبة إىل الوزير املكلف‬
‫ابملالية خالل مخسة عشر يوم‪ ،‬مربزا فيه أسباب رفض الدفع‪ ،‬كما ميكن للوزير املكلف ابملالية أن يطلب عند احلاجة‬
‫معلومات مكملة من اآلمر ابلصرف‪.‬‬
‫إال أن احملاسب ميكنه أن يرفض التسخي يف احلاالت اخلمسة التالية ‪:‬‬
‫‪-‬عدم توفر االعتمادات املالية ماعدا ابلنسبة للدولة؛‬
‫‪-‬عدم توفر أموال اخلزينة؛‬

‫‪41‬‬
‫‪-‬انعدام إثبات أداء اخلدمة؛‬
‫‪-‬طابع النفقة غي اإلبرائي؛‬
‫‪-‬انعدام أتشية مراقبة النفقات املوظفة أو أتشية جلنة الصفقات املؤهلة‪ ،‬إذا كان ذلك منصوصا عليه يف التنظيم‬
‫املعمول به ‪.‬‬
‫حبيث جيب على احملاسب العمومي أن يتمسك برفضه وأن ال ميتثل للتسخي وكل عقوبة تسلط على احملاسب‬
‫العمومي الذي يرفض القيام ابلدفع تعد ابطلة إذا ثبت أن األوامر اليت رفض تنفيذها كان من شأهنا أن حتمله‬
‫املسؤولية الشخصية واملالية ‪.‬‬
‫يتمتع احملاسب العمومي ابملسؤولية الشخصية واملالية على العمليات املوكلة له‪ ،‬كما ميكن له أن يتمتع ابملسؤولية‬
‫التضامنية بينه وبني األشخاص املوضوعني حتت أوامره‪.‬‬
‫تكمن املسؤولية الشخصية واملالية للمحاسب العمومي عن كل تصرفاته خاصة إذا تعلق األمر بـ‪:‬‬
‫‪-‬تسديده للنفقات العمومية يف ظروف غي شرعية ؛‬
‫‪-‬حراسة وحفظه ألرصدة وقيم اهليئات العمومية ؛‬
‫‪-‬حتريكه لألرصدة والقيم واحلركات احلسابية؛‬
‫‪-‬حمافظته على الواثئق واملستندات املثبتة للعمليات احملاسبية؛‬
‫‪-‬قيامه مبهمة احملاسب للمنصب الذي يشغله‪.‬‬
‫كما يعترب احملاسب العمومي مسؤوال بصفة شخصية ومالية عن التصرفات اليت تصدر من مساعديه يف تسيي‬
‫مصلحة احملاسبة واخلاضعني لسلطته ومراقبته‪ ،‬تكون هذه األخية تبعا لصفة املوظفني الذين هم حتت إشرافه‬
‫واملتمثلة يف أعوان املصلحة‪ ،‬احملاسبون السابقون‪ ،‬احملاسب املفوض‪ ،‬احملاسب الفعلي‪ ،‬امللحقون‪ ،‬والوكالء املكلفون‬
‫إبجراء عمليات قبض األموال ودفعها للمحاسب العمومي‪.‬‬
‫وعليه فإن مسؤولية احملاسب العمومي تتقرر عندما حيدث عجز يف األموال العمومية سواء تعلق األمر‬
‫بتحصيل اإليرادات أو تسديد النفقات‪.‬‬
‫يعترب احملاسب العمومي مسؤوال ماليا عن كل نقص يف األموال والقيم‪ ،‬وعليه أن يغطي أبمواله اخلاصة أي‬
‫عجز مال يف الصندوق وكل نقص حسايب مستحق يتحمله ‪.‬‬
‫يعد احملاسب العمومي غي مسؤول يف حال أخطاء ارتكبها احملاسبون العموميون الذين سبقوه‪ ،‬إال يف‬
‫العمليات اليت يتكفل هبا دون تقدمي حتفظات أو اعرتاض عند تسليم املهام‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -6‬األخذ مبسؤولية احملاسبني العموميني‬
‫احملاسب العمومي املأخوذ مبسؤوليته املالية‪ ،‬يسدد وجواب من أمواله اخلاصة النقص الذي تسبب فيه والذي‬
‫ميكن أن ينتج إما عن عجز يف مبلغ يساوي مبلغ الباقي يف حساابت الصندوق‪ ،‬أو إيراد غي حمصل‪ ،‬أو عن نفقة‬
‫مدفوعة خطأ أو عن ضياع ملك من األمالك‪ ،‬يف حالة ما إذا كان احملاسب ميسك حماسبة عينية‪.‬‬
‫كما أن كل ابقي ال تغطيه أموال احملاسب يقيد على حساب تسبيق لكي يتسىن إعادة التوازن فورا إىل‬
‫‪1‬‬
‫احملاسبة‪.‬‬
‫يرسل احملاسب العمومي يف هذه احلالة تقريرا مفصال إىل الوزير املكلف ابملالية‪ .‬قد حيصل احملاسب العمومي‬
‫على إعفاء جزئي من مسؤوليته بتقدمي طلب إىل جملس احملاسبة‪ ،‬كما إبمكانه أن يطلب من الوزير املكلف ابملالية‬
‫إبراء رجائي من املبالغ املرتوكة على عاتقه‪.‬‬
‫ميكن توضيح احلاالت اليت تنتفي فيها مسؤولية احملاسب العمومي‪:‬‬
‫➢ حالة تسخي احملاسب العمومي من طرف اآلمر ابلصرف؛‬
‫➢ إثبات احملاسب العمومي أن ارتكاب اخلطأ كان نتيجة لقوة قاهرة‪ :‬ميكن أن حيصل احملاسب العمومي على‬
‫إعفاء جزئي من مسؤوليته تطبيقا لنص املادة‪ 8‬من املرسوم‪ 312-91‬مبوجب مقرر يرتتب عليه اإلعفاء من‬
‫الفوائد املطابقة؛‬
‫➢ اإلبراء الرجائي تنص املادة ‪ 10‬من املرسوم‪ 312-91‬على أنه ميكن للمحاسب العمومي الذي مل يقدم‬
‫طلبا ابإلعفاء اجلزئي من املسؤولية أو الذي رفض طلبه كليا أو جزئيا أن يطلب من الوزير املكلف ابملالية إبراءا‬
‫رجائيا من املبالغ املرتوكة على عاتقه‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال بعد النظر إىل الوضعية املالية للمحاسب العمومي‬
‫للتأكد من إمكانية الدفع من عدمه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-7‬احملاسبات اليت ميسكها احملاسبون العموميون‪ :‬وتشمل‪:‬‬
‫أ‪ -‬حماسبة عامة تسمح مبا أييت‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة عمليات امليزانيات وعمليات اخلزينة ومراقبتها ؛‬

‫‪ 1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 311 – 91‬مؤرخ يف ‪ 28‬صفر عام ‪ 1412‬املوافق ‪ 07‬سبتمرب ‪ 1991‬يتعلق بتعيني احملاسبني العموميني واعتمادا هتم‪.‬‬
‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي ‪ 311/91‬املؤرخ يف‪ 7‬سبتمرب‪1990‬املتعلق بتعيني احملاسبني العموميني واعتمادهم‬

‫‪43‬‬
‫‪ -‬حتديد النتائج السنوية ؛‬
‫‪-‬املادة ‪ :04‬متسك احملاسبة العامة حسب السنة املدنية؛‬
‫‪ -‬املادة ‪ :05‬متسك احملاسبة العامة حسب طريقة القيد املزدوج للحسابني الدائن واملدين؛‬
‫ب – حماسبة خاصة ابملواد القيمية والسندات ؛‬
‫ج –حماسبة حتليلية متسك يف حينها وتسمح حبساب أسعار الكلفة وتكاليف اخلدمات ؛‬
‫د‪-‬حماسبة مالية‪ :‬ميسك احملاسبون العموميون حماسبة مالية متمثلة يف ما يلي‪:‬‬
‫• يف جمال اإليرادات‪:‬‬
‫➢ التكفل أبوامر حتصيل اإليرادات؛‬
‫➢ التحصيالت املنجزة؛‬
‫➢ البواقي املطلوب حتصيلها(ينتج الباقي إما عن عجز يف حساابت الصندوق أو ايراد غي حمصل او نفقة‬
‫‪1‬‬
‫مدفوعة خطأ أو عن ضياع ملك من األمالك يف حالة ما كان احملاسب ميلك حماسبة عينية )‪.‬‬
‫• يف جمال نفقات التسيري‪:‬‬
‫➢ االعتمادات املفتوحة أو املفوضة حسب األبواب؛‬
‫➢ األوامر ابلصرف أو احلواالت املقبولة لإلنفاق؛‬
‫➢ األرصدة املتاحة(االعتمادات املتوفرة)؛‬
‫• يف جمال نفقات التجهيز واالستثمار‪:‬‬
‫➢ الربامج املأذون هبا وتعديالهتا املتعاقبة؛‬
‫➢ االلتزامات ابلدفع حسب العمليات؛‬
‫➢ االعتمادات املفتوحة أو املفوضة حسب األموال؛‬
‫➢ األوامر ابلصرف أو احلواالت املقبولة اإلنفاق؛‬
‫➢ البواقي من الربامج املأذون هبا؛‬
‫➢ البواقي من اعتمادات الدفع املتاحة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي ‪ 311/91‬املؤرخ يف‪ 7‬سبتمرب‪1990‬املتعلق بتعيني احملاسبني واعتمادهم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫اثلثا‪-‬املراقب املايل‬
‫‪-1‬تعريف املراقب املايل‪:‬‬
‫املراقب املال شخص اتبع لوزارة املالية‪ ،‬يتم تعيينه مبقتضى قرار وزاري ميضيه الوزير املكلف ابمليزانية ويكون‬
‫مقره الوزارة املعني هبا‪ ،‬أو على مستوى الوالية أو البلدية‪.‬‬
‫ميارس املراقب املال مراقبة إدارية سابقة على العمليات اليت ينفذها اآلمرون ابلدفع للميزانية العامة‪ ،‬امليزانيات‬
‫امللحقة‪ ،‬احلساابت اخلاصة للخزينة‪ ،‬واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬وميزانيات املؤسسات العمومية‬
‫ذات الطابع العلمي والثقايف واملهين‪ ،‬وميزانيات املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري املماثلة‪ ،‬وتسمى هذه‬
‫املراقبة مبراقبة النفقات امللتزم هبا‪ ،‬أي أهنا تقوم على شرعية النفقة‪.،‬‬
‫املراقبون املاليون مكلفون ابملراقبة املالية لإلدارات العمومية‪ ،‬كما ميكنهم أتشي االلتزام ابلنفقات ومسك‬
‫حماسبة االلتزامات‪ ،‬يساعدهم يف هذا املراقبني املاليني املساعدين‪ ،‬وقد نصت على ذلك املادتني ‪ 2‬و‪ 4‬من املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 414-92‬واملتعلق ابلرقابة السابقة للنفقات امللتزم هبا‪.‬‬
‫املادة‪ :2‬تطبق رقابة النفقات اليت يلتزم هبا على ميزانيات املؤسسات العمومية واإلدارات التابعة للدولة‬
‫وامليزانيات امللحقة‪ ،‬وعلى احلساابت اخلاصة للخزينة‪ ،‬وميزانيات الوالايت‪ ،‬وميزانيات البلدايت‪ ،‬وميزانيات‬
‫املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬وميزانيات املؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والثقايف واملهين‪،‬‬
‫وميزانيات املؤسسات العمومية ذات الطابع ذات الطابع اإلداري املماثلة‪.‬‬
‫املادة ‪ :4‬ميارس الرقابة على النفقات اليت يلتزم هبا املراقبون املاليون مبساعدة مراقبني ماليني مساعدين طب ًقا‬
‫ألحكام هذا املرسوم وللقوانني األساسية اخلاصة اليت حتكمها‪.‬‬
‫يكون املراقب املال مسؤوال عن جمموع العمليات يف املصاحل املوضوعة حتت سلطته وعن التأشيات اليت‬
‫يسلمها‪ ،‬أما املراقب املال املساعد فهو مسؤول يف حدود التخصصات اليت يفوضها إليه املراقب املال‪ ،‬عن‬
‫األعمال اليت يقوم هبا وعن التأشيات اليت يسلمها بعنوان الرقابة املسبقة‪.‬‬
‫يعني الوزير املكلف ابمليزانية املراقبني املاليني واملراقبني املاليني املساعدين‪.‬‬

‫‪-2‬مهام املراقب املايل‪:‬‬


‫للمراقب املال مهمتني أساسيتني هي‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسة املسبقة لواثئق االلتزام‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬مسك حماسبة االلتزامات‪.‬‬
‫أ‪-‬الدراسة املسبقة لواثئق االلتزام‪:‬‬
‫ختضع للتأشية األولية للمراقب املال كل الواثئق املتضمنة لاللتزامات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مشاريع قرارات التعيني والرتسيم والقرارات اخلاصة ابحلياة املهنية ومستوى املرتبات للمستخدمني ابستثناء‬
‫الرتقية يف الدرجة؛‬
‫‪-‬مشاريع اجلداول االمسية اليت تعد عند قفل كل سنة مالية؛‬
‫‪-‬مشاريع اجلداول األصلية األولية اليت تعد عند فتح االعتمادات وكذا اجلداول األصلية املعدلة خالل السنة‬
‫املالية؛‬
‫‪-‬االلتزامات بنفقات التسيي والتجهيز؛‬
‫‪-‬كل التزام مدعم بسندات الطلب والفواتي الشكلية والكشوف‪ ،‬ومشاريع العقود اليت ال تدخل يف إطار‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬وكل قرار وزاري يتضمن حتويل اعتمادات أو منح تفويض ابالعتماد أو يتضمن إعانة مالية؛‬
‫‪-‬كل مشروع مقرر يتضمن خمصصات ميزانيته وكذا تفويض االعتمادات املالية؛‬
‫‪-‬كل التزام يتعلق بتسديد املصاريف والتكاليف امللحقة وكذا النفقات اليت تصرف عن طريق الوكاالت‬
‫واملثبتة بفواتي هنائية‪.‬‬
‫‪ -‬عقود‪ ،‬اتفاقيات‪ ،‬إعاانت وكل الواثئق املتضمنة االلتزام بتقدمي تسبيقات أو قروض‪.‬‬
‫يقوم املراقب املال بدراسة قرارات االلتزام من اجلوانب التالية‪:‬‬
‫‪ o‬التحميل الصحيح للنفقة امللتزم هبا؛‬
‫‪ o‬توفر االعتمادات الالزمة لتغطية النفقة امللتزم هبا؛‬
‫‪ o‬صحة تقييم النفقة (التصفية)؛‬
‫‪ o‬تطبيق القانون والتنظيم‪.‬‬
‫وتكون التأشية كالتال‪:‬‬
‫‪-‬أتشية القبول‪ ،‬وتكون يف حالة شرعية أو قانونية االلتزام إذ يضع عبارة "صاحل للدفع" على وثيقة االلتزام‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪-‬الرفض املؤقت‪ ،‬يف انتظار حصوله على توضيح إذا تعلق األمر بـ‪:‬‬

‫‪‬أنظر ملحق‪3‬‬

‫‪46‬‬
‫توضيحا بشأهنا)؛‬
‫ً‬ ‫➢ االلتزام بنفقة مشكوك يف شرعيتها (يطلب‬
‫➢ عدم كفاية واثئق اإلثبات املقدمة؛‬
‫➢ نسيان بعض البياانت التوضيحية يف الواثئق املرفقة بطلب التأشية‪.‬‬
‫‪ -‬التأشية مع التحفظ‪ ،‬وذلك بشأن اإلجراءات املتبعة من قبل اآلمر ابلدفع يف تعديل بعض القرارات املتعلقة‬
‫ابلنفقة (عملييت النقل والتحويل وما ينجر عنهما)‪.‬‬
‫‪ -‬أتشية الرفض النهائي وذلك يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم شرعية النفقة امللتزم هبا؛‬
‫‪ -‬عدم وجود االعتمادات الكافية؛‬
‫‪ -‬عدم الرد من طرف اآلمر ابلدفع على طلب التوضيح (حالة الرفض املؤقت)‪.‬‬
‫يف حالة الرفض النهائي للملف موضوع التأشية‪ ،‬ميكن لآلمر ابلدفع جتاوز هذا الرفض وذلك بتحريره لوثيقة‬
‫التغاضي‪ ،‬اليت يرسلها مع ملف االلتزام اثنية للمراقب املال قصد وضع أتشية األخذ ابحلسبان مع اإلشارة إىل‬
‫التغاضي واترخيه‪ ،‬وحتمله شخصيًا املسؤولية وإخالء طرف املراقب املال‪ ،‬وابملقابل يرسل املراقب املال نسخة من‬
‫امللف مع نسخة من التغاضي إىل الوزير املكلف ابمليزانية قصد إعالمه ابألمر‪ ،‬ويرسل امللف الذي يكون موضوع‬
‫التغاضي إىل الوزير املعين أو الوال املعين حسب احلالة‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أنه ال ميكن التغاضي يف حالة رفض هنائي بسبب‪:‬‬
‫• صفة اآلمر ابلصرف؛‬
‫• عدم توفر االعتمادات أو انعدامها؛‬
‫• انعدام التأشيات أو اآلراء املسبقة املنصوص عليها يف التنظيم املعمول به؛‬
‫• انعدام الواثئق الثبوتية اليت تتعلق اباللتزام ؛‬
‫• التخصيص غي القانوين لاللتزام‪.‬‬
‫اثنيا ‪-‬مسك حماسبة االلتزامات‪:‬‬
‫أساسا إىل حتديد‪ ،‬يف أية حلظة مبلغ االلتزام‬
‫يكلف املراقبون املاليون مبسك حماسبة االلتزامات واليت هتدف ً‬
‫ابلنفقات اليت متت من االعتمادات املسجلة يف ميزانية التسيي‪ ،‬أو يف تسجيل الربانمج ومبلغ األرصدة املتوفرة‪،‬‬
‫وهي ال تتطلب إجراء قيود حماسبية وسجالت حماسبية وفق القيد املزدوج‪ ،‬كما أهنا ختتص بنفقات التسيي‬
‫والتجهيز‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ميكن من خالل حماسبة االلتزامات التعرف على‪:‬‬
‫• االعتمادات املفتوحة أو املخصصة حسب األبواب واملواد؛‬
‫• االرتباط ابالعتمادات؛‬
‫• متويل االعتمادات؛‬
‫• حتويل أو نقل االعتمادات؛‬
‫• تفويض االعتمادات اليت مينحها اآلمرون ابلدفع األساسيون إىل الثانويني؛‬
‫• االلتزام ابلنفقات اليت متت؛‬
‫• األرصدة املتوفرة‪.‬‬
‫للمراقب املال احلق يف مراجعة العمليات اليت يقوم هبا اآلمر ابلدفع ابلنسبة مليزانية الدولة‪ ،‬امليزانيات امللحقة‪،‬‬
‫احلساابت اخلاصة للخزينة‪ ،‬وميزانيات املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫لذلك يكون إلز ًاما على اإلدارات واألقسام ‪-‬حمل التحقيق‪ -‬اليت يشرف عليها اآلمر ابلصرف‪ ،‬تقدمي كل‬
‫السجالت احملاسبية والتربيرات الالزمة عند الطلب‪ ،‬حىت يتأكد من مدى مطابقة العمليات املنجزة مع قواعد‬
‫احملاسبة العمومية‪.‬‬
‫و ميكن حصر اهلدف من ممارسة وظيفة رقابة النفقات املستعملة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬السهر على صحة توظيف النفقات ابلنظر إىل التشريع املعمول به؛‬
‫‪-‬التحقق مسبقا من توفر اإلعتمادات ؛‬
‫‪-‬إثبات صحة النفقات بوضع أتشية على الواثئق اخلاصة ابلنفقات‪ ،‬أو تعليل رفض التأشية عند االقتضاء‬
‫وضمن اآلجال احملددة عن طريق التنظيم واليت تراعي فيها طبيعة الوثيقة؛‬
‫‪-‬تقدمي نصائح لألمر ابلصرف يف اجملال املال؛‬
‫‪-‬إعالم الوزير املكلف ابملالية شهراي بصحة توظيف النفقات والوضعية العامة لالعتمادات املفتوحة‬
‫والنفقات املوظفة‪.‬‬
‫‪-‬مسؤوليات املراقب املايل‪:‬‬
‫نظرا ألمهية وحساسية األهداف املسطرة من احملاسبة العمومية وهي أساسا احلفاظ على املال العام‪ ،‬مت‬
‫تكريس مبدأ مساءلة أعوان الرقابة املالية املمثلني يف املراقب املال واحملاسب العمومي عن األخطاء اليت قد ترتكب‬

‫‪48‬‬
‫أثناء أداء مهامهم‪ ،‬فتطبق على املراقب املال مسؤولية إدارية أمام الوزير املكلف ابملالية‪ ،‬وأخرى جزائية تنتج عن‬
‫كل أتخي غي شرعي يف إعطاء التأشية‪ ،‬إذ يعرض املراقب املال ملتابعة جملس احملاسبة‪ ،‬ألن التأخي يف منح‬
‫التأشية يعطل مصاحل املرافق العمومية‪.‬‬
‫كما تسلط عليه عقوابت يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬حتويل غي قانوين للواثئق اإلدارية ؛‬
‫‪-‬إخفاء معلومات ذات طابع مهين اليت من واجبه تقدميها خالل أتدية مهامه؛‬
‫‪ -‬رفض وضع التأشية الغي مدعم ابألدلة والرباهني واإلثبااتت؛‬
‫‪ -‬أتشية القبول لدفع نفقة يف ظروف غامضة؛‬
‫‪ -‬حتميل غي شرعي للنفقة؛‬
‫‪-‬إفشاء أو حماولة إفشاء األسرار املهنية؛‬
‫‪ -‬أتشية القبول على التزام جتاوز مبلغ النفقة لالعتمادات املوجودة‪.‬‬
‫قانوان للمراقب املال لإلطالع ودراسة امللفات املقدمة له طلبًا للتأشية فهي‬
‫ّأما الفرتات الزمنية املسموح هبا ً‬
‫يوما عندما تتطلب امللفات دراسة معمقة نظرا لتعقيدها‪ ،‬ابتداءا من اتريخ استالم‬
‫‪ 10‬أايم ميكن متديدها إىل‪ً 20‬‬
‫مصاحل الرقابة املالية الستمارة االلتزام‪ ،‬إال أن الرفض املؤقت الصريح واملعلل‪ ،‬يستدعي سراين اآلجال‪.‬‬
‫وقد حدد اتريخ توقف االلتزام بنفقات التسيي بـ ‪ 10‬ديسمرب من سنة امليزانية حمل التنفيذ وبـ ‪ 20‬ديسمرب‬
‫‪1‬‬
‫من نفس السنة ابلنسبة للنفقات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات التجهيز واالستثمار؛‬
‫‪-‬النفقات اليت تصرف بواسطة اإلدارة املباشرة؛‬
‫‪ -‬القرارات املتعلقة بتسيي احلياة املهنية للموظفني؛‬
‫‪ -‬جداول أجور املستخدمني املؤقتني واليوميني‪.‬‬
‫غي أن هذه األحكام ال تطبق على امليزانية الالمركزية اخلاصة ابلوالية واليت تبقى خاضعة لألحكام التنظيمية‬
‫اليت حتكمها‪.‬‬
‫خترج من جمال تطبيق املرسوم ‪:414-92‬‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 414- 92‬املؤرخ يف ‪ 1992 14/11 /‬واملتعلق ابملراقبة السابقة للنفقات‬

‫‪49‬‬
‫‪-‬العمليات اخلاصة بغرفيت الربملان اليت ختضع إلجراءات جاءت عن طريق النظام الداخلي لغرفيت الربملان‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يتعلق مبيزانية البلدايت ال يتدخل املراقب املال بل تطبق أحكام القانون ‪ 08-90‬اخلاص ابلبلدايت‬
‫‪-‬هناك بعض العمليات ال تتطلب التأشية املسبقة للمراقب املال‪:‬‬
‫*الصفقات العمومية‬
‫* اإلعتمادات املتعلقة بربامج خاصة أو قطاعات معينة ( مثال حساابت التخصيص اخلاص)‪ ،‬فاملراقب املال‬
‫ال يتدخل يف هذه العمليات و اهلدف من ذلك هو تبسيط اإلجراءات و ابلتال اإلسراع يف إجناز املشاريع‪.‬‬
‫ويف حالة عدم تسديد الديون جيب على احلكومة أن تدفع مباشرة هذه املبالغ دون املرور على اإلجراءات‬
‫العادية‪.‬‬
‫‪ -‬ختضع بعض العمليات املالية لرقابة مسبقة ولكن ليس من طرف املراقب املال مثل العمليات اخلاصة‬
‫ابلسلطة العسكرية‪.‬‬
‫رابعا‪-‬وكالء الصرف‬
‫‪ -1‬تعريف وكالء الصرف‪:‬يعترب وكيل الصرف عون من أعوان تنفيذ ميزانية املؤسسة أو اهليئة العمومية‪ ،‬وهو‬
‫موظف يوكله اآلمر ابلصرف ببعض التصرفات القانونية واستعمال السيولة النقدية املعمول هبا يف احملاسبة العمومية‪.‬‬
‫متثل وكاالت الصرف إجراءا استثنائيا ميس صنفا من اإليرادات والنفقات العمومية اليت ال ميكنها نظرا حلالتها‬
‫‪1‬‬
‫االستعجالية‪ ،‬انتظار اآلجال الطبيعية لإلثبات وااللتزام والتصفية واألمر ابلصرف والدفع‪.‬‬
‫‪ -2‬تعيني وكيل الصرف‪ :‬يتم إنشاء وكالة الصرف وكذا اقرتاح وكيل الصرف من طرف اآلمر ابلصرف‪،‬‬
‫وتسلم نسخة من قرار إنشاء وكالة الصرف وقرار تعيني الوكيل إىل احملاسب العمومي‪ ،‬ويتم الرد بشكل مكتوب يف‬
‫أجل مثانية أايم‪.‬‬
‫‪-‬بعد دراسة امللف يقوم احملاسب العمومي ابملوافقة على قرار التعيني واإلمضاء عليه أو رفضه مع تعليل‬
‫سبب الرفض‪.‬‬
‫‪-‬يعرض على املراقب املال قرار إنشاء وكالة الصرف للتأشي عليه‪.‬‬
‫‪-‬جيب أن حيتوي قرار وكالة الصرف على البياانت التالية‪:‬‬
‫‪-‬اهلدف من إنشائها؛‬
‫‪-‬املقر؛‬

‫‪ 1‬منصوري الزين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.53-52‬‬

‫‪50‬‬
‫‪-‬التسمية؛‬
‫‪-‬الدليل؛‬
‫‪-‬أبواب النفقات وحساب االقتطاع من اإليرادات؛‬
‫‪-‬مبلغ النفقة املوحد‪.‬‬
‫‪ -3‬مهام وكيل الصرف‪ :‬حتدد مهام وكيل الصرف وفق قرار إنشاء وكالة الصرف الصادر عن الوزارة املكلفة‬
‫ابملالية وابقرتاح من اآلمر ابلصرف بعد موافقة الوزارة الوصية‪.‬‬
‫• فيما خيص اإليرادات‪:‬‬
‫‪-‬طبيعة اإليرادات املمكن حتصيلها عن طريق وكالة الصرف موضحة حسب املرسوم رقم‪ 108/93‬احملدد‬
‫لطرق إنشاء وتنظيم وعمل وكالة الصرف‪ ،‬فبعد حتصيل اإليرادات يقوم وكيل الصرف بتحويل املبالغ للمحاسب‬
‫العمومي املتمثلة يف‪:‬‬
‫‪-‬النقدايت اليت تكون مرة على األقل يف األسبوع؛‬
‫‪-‬الشيكات البنكية اليت حتول يف أجل ‪ 3‬أايم على األكثر من اتريخ استالمها؛‬
‫‪-‬الشيكات الربيدية اليت حتول يف أجل ‪ 3‬أايم على األكثر إىل مراكز الصكوك الربيدية؛‬
‫ال ميكن حتصيل عن طريق وكالة الصرف كل من الضرائب‪ ،‬الرسوم‪ ،‬األدوات املنصوص عليها يف القوانني‬
‫اجلبائية وقانون اجلمارك وقانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫جيب على وكيل الصرف أن ميسك حماسبة لإليرادات احملصلة عن طريق وكالته‪ ،‬حبيث ميكن استخراج يف أي‬
‫حلظة التحصيالت‪ ،‬التحويالت ووضعية السيولة النقدية‪.‬‬
‫• فيما خيص النفقات‪:‬‬
‫دفع النفقات عن طريق وكالة الصرف يكون يف حدود نسبة‪ %25‬ال ميكن جتاوزها من االعتماد املفتوح‬
‫واملخصص للباب أو الفصل‪ ،‬وهذا بناءا على التعليمة ‪ 14‬الصادرة عن مديرية احملاسبة واملتعلقة بتسيي وكالة‬
‫الصرف املؤرخة يف ‪ 11‬أفريل ‪.1996‬‬
‫حدد املرسوم ‪107 /93‬املؤرخ يف ‪ 1993/05/5‬املبلغ الواجب توزيعه على األبواب والذي جيب أن يكون‬
‫مساواي للحجم املتوسط لنفقات الوكالة كل ثالث أشهر‪ ،‬كما حددت طبيعة النفقات‪ ،‬حبيث ال ميكن أن متر‬
‫على وكالة الصرف إال النفقات التالية‪:‬‬
‫‪-‬نفقات صغية ختص األدوات والتسيي؛‬

‫‪51‬‬
‫‪-‬أجور املوظفني العاملني ابلساعة أو اليوم؛‬
‫‪-‬تسبيقات على املصاريف واملهمات؛‬
‫‪-‬األشغال املنجزة يف الوكاالت‪.‬‬
‫يقوم الوكيل ابلصرف بطلب الغالف املال يف إطار االعتمادات املفتوحة لوكالته واخلاصة بكل فصل ويطلب‬
‫ذلك من احملاسب العمومي الذي يتوىل حتويل املبلغ حلساب وكيل الصرف‪.‬‬
‫يتوىل وكيل الصرف دفع املستحقات للدائنني سواء نقدا أو بشيك أو حبوالة‪ ،‬ويقوم إبرسال الواثئق املثبتة‬
‫للنفقات إىل احملاسب العمومي يف هناية كل شهر‪ ،‬غي انه يعفى من تقدمي الواثئق االثباتية اخلاصة ابلنفقات اليت‬
‫تقل عن مستوى حيدد مبلغه الوزير املكلف ابملالية‪.‬‬
‫كما جيب على وكيل الصرف مسك حماسبة للنفقات متكنه من معرفة يف كل وقت‪ :‬التسبيقات املمنوحة‪،‬‬
‫املبالغ املستعملة واملبالغ املتاحة أو املتبقية(األرصدة)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل اخلامس‪:‬‬
‫حماسبة عمليات الصرف‬
‫والتحصيل‬
‫تتشكل امليزانية من إيرادات عامة ونفقات عامة‪ ،‬يتم تنفيذها إبتباع أسس قانونية‪ ،‬عرب مراحل حددها املشرع‬
‫اجلزائري يف املادة ‪ 15‬من قانون املالية لسنة ‪ 1990‬واملؤرخ يف ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬حيث جاء فيها‪:‬‬
‫يتم تنفيذ امليزانيات والعمليات املالية‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث اإليرادات عن طريق إجراءات اإلثبات والتصفية والتحصيل؛‬
‫‪ -‬من حيث النفقات عن طريق إجراءات االلتزام والتصفية واألمر ابلصرف أو حترير احلواالت والدفع؛‬
‫‪1‬‬
‫هذا التمييز يف مراحل التنفيذ يرتكز على مستوايت عدة أمهها‪:‬‬
‫أ‪ -‬على املستوى املال‪ :‬تضمن توضيح مدى دقة عمليات تنفيذ كل من اإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫ب‪-‬على املستوى القانوين‪ :‬تسمح بتحديد املرحلة الزمنية اليت تصبح فيها احلكومة ملزمة أبداء دين ما للغي‬
‫أو بتحصيله من الغي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬على املستوى اإلداري‪ :‬تسمح بتوزيع الكفاءات اإلدارية املختلفة حسب عمليات التنفيذ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬النفقات العامة‬
‫‪2‬‬
‫‪-1‬تعريف النفقات العامة‪ :‬النفقة العامة مبلغ نقدي يدفعه شخص عام لتحقيق مصلحة عامة‪.‬‬
‫من هذا التعريف نستخلص عناصر النفقة العامة الثالث التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الصفة النقدية للنفقة العامة‪ :‬لكي نكون بصدد نفقة عامة ال بد للدولة من استخدام مبلغ من النقود مثنا‬
‫للحصول على ما حتتاجه من سلع وخدمات الزمة لتسيي مرافقها أو مثنا لرؤوس األموال اإلنتاجية للقيام‬
‫مبشروعاهتا االستثمارية اليت تتوالها بنفسها‪ ،‬ولذلك ال يعترب من قبيل النفقة العامة ما متنحه الدولة من مساكن‬
‫جمانية أو إعفاء البعض من الضرائب أو تشغيل األفراد بدون أجر‬
‫( السخرة ) أو منح األلقاب الشرفية واألومسة‪ ،‬كما أن استخدام النقود يف اإلنفاق يسهل ما يقتضيه النظام املال‬
‫احلديث من الرقابة يف صورها املتعددة‪ ،‬كما أن استخدام اإلنفاق العيين ق د يدفع الدولة إىل حماابة بعض األفراد‬
‫دون غيهم مما يعترب إخالال ملبدأ املساواة بني األفراد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬صدور النفقة عن هيئة عامة‪ :‬تعترب نفقات الدولة وهي تباشر نشاطها العام نفقة عامة تلك اليت‬
‫تصدر من الوزارات واإلدارات احلكومية وكذلك اهليئات واإلدارات العامة واملؤسسات الداخلة يف االقتصاد العام‬
‫واملتمتعة ابلشخصية املعنوية‪ ،‬وذلك أخذا ابملعيار القانوين الذي حيدد النفقة العامة على أساس الطبيعة‬

‫‪ 1‬بديسي فهيمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.65 ،64‬‬


‫‪ 2‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬أساسيات املالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1992 ،‬ص‪.63‬‬

‫‪54‬‬
‫القانونية للشخص الذي يقوم ابإلنفاق‪ ،‬وبناء عليه فإن الشخص الطبيعي واألشخاص الطبيعية واالعتبارية ال‬
‫تدخل املبالغ اليت ينفقوهنا ضمن النفقات العامة حىت ولو كانت حتقق منفعة عامة ( كالتربع إلنشاء املدارس أو‬
‫املستشفيات)‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬حتقيق اإلنفاق للمنفعة القصوى للمجتمع‪ :‬تستهدف النفقة العامة أساسا إشباع احلاجات العامة‬
‫وحتقيق النفع العام وال يعترب خروجا عن هذه القاعدة ما تقوم به الدولة يف بعض األحيان من توجيه بعض النفقات‬
‫العامة ‪ -‬التحويلية ‪ -‬إىل بعض القطاعات االقتصادية لدعمها أو لرفع مستوى املعيشة لبعض الطبقات يف اجملتمع‬
‫من أصحاب الدخول احملدودة ( إذ أن هذه النفقة يف النهاية سوف حتقق منفعة عامة منها االقتصادية‬
‫واالجتماعية )‪.‬‬
‫‪-2‬تبويب النفقات‪ :‬يتم تقسيم النفقات وفقا لعدة معايي‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫• التبويب اإلداري‪ :‬تصنف النفقات العامة يف اجلزائر إداراي حسب معيارين مها ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬التبويب حسب الوزارات‪ :‬ميثل التبويب حسب الوزارات قاعدة تبوب على أساسها ميزانية التسيي يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬حيث توضع اإلعتمادات املفتوحة مبوجب قانون املالية حتت تصرف الدوائر الوزارية فيما يتعلق بنفقات‬
‫التسيي‪.‬‬
‫ب‪ -‬التبويب حسب طبيعة اإلعتمادات‪ :‬حيث ختصص اإلعتمادات وتوزع حسب الفصول أو القطاعات‬
‫اليت تتضمن النفقات حبسب طبيعتها أو أغراض استعماهلا‬
‫• التبويب الوظيفي‪ :‬تقسم الوظائف يف اجلزائر إىل أربعة جمموعات ‪:‬‬
‫أ ‪-‬اخلدمات العامة‪ :‬وتضم اإلدارة العامة‪ ،‬العدل‪ ،‬الشرطة والدفاع‪.‬‬
‫ب ‪-‬اخلدمات االجتماعية واجلماعية‪ :‬وتضم التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬النشاط االجتماعي واخلدمات اإلجتماعية تعمي‪،‬‬
‫سكن‪ ،‬ترفيه‪.‬‬
‫ت‪ -‬اخلدمات االقتصادية‪ :‬املتعلقة أساسا ابلفالحة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬النقل‪ ،‬وغيها‪.‬‬
‫ث‪-‬النفقات غي القابلة للتخصيص‪ :‬فائدة الدين العام‪ ،‬رد القروض‪ ،‬وغيها‬
‫• التبويب االقتصادي‪ :‬وفقا للتبويب االقتصادي هناك معيارين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نفقات التجهيز ونفقات التسيي‪ :‬حبيث أن كل نفقة يكون اهلدف منها احلصول على السلع واخلدمات‬
‫الضرورية لسي اإلدارة واملصاحل العمومية تعترب من نفقات التسيي‪ ،‬أما إن كان اهلدف منها زايدة القدرات اإلنتاجية‬
‫ابلزايدة يف تكوين رأس املال فتعترب من نفقات التجهيز ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ب‪ -‬النفقات اإلدارية ونفقات التحويل‪ :‬تقوم هذه التفرقة اخلاصة ابلنفقات العامة على أساس معيار املقابل‬
‫املباشر للنفقة العامة‪ ،‬وعلى العموم هت دف نفقات املصاحل أو النفقات اإلدارية إىل رفع مستوى املنافع واألدوات‬
‫واخلدمات املقدمة لإلدارة واليت هي ضرورية لتسييها أو جتهيزها‪ ،‬أما نفقات التحويل أو إعادة التوزيع فهي نفقات‬
‫تؤدى بدون مقابل مباشر ومتثل نوعا من العدالة يف توزيع الدخل الوطين كاملنح العائلية وتعويضات الضمان‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعي وغيها‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 28‬من القانون العضوي‪ ،18-15‬فإن النفقات ستصنف كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬النشاط‪ :‬يتكون هذا التصنيف من الربانمج وتقسيماته‪،‬‬
‫‪-‬الطبيعة االقتصادية للنفقات‪:‬يتكون هذا التصنيف من أبواب النفقات وتقسيماهتا؛‬
‫‪-‬الوظائف الكربى للدولة ‪:‬يتكون هذا التصنيف من خالل تعيني القطاعات املكلفة بتحقيق األهداف‬
‫حسب الطبيعة؛‬
‫‪-‬اهليئات اإلدارية املكلفة إبعداد امليزانية وتنفيذها‪ :‬يعتمد هذا التصنيف على توزيع االعتمادات املالية على‬
‫الوزارات واملؤسسات العمومية‪.‬‬
‫سنستعرض فيما يلي التقسيم االقتصادي للنفقات العمومية‪ ،‬وكيفية تنفيذ هذه النفقات‪.‬‬
‫‪-1-2‬نفقات التسيري‪ :‬هي تلك النفقات اليت ختصص للنشاط العادي والطبيعي للدولة واليت تسمح بتسيي‬
‫نشاطات الدولة والتطبيق الالئق للمهمات اجلارية‪ ،‬وبصفة عامة هي تلك النفقات اليت تدفع من أجل املصاحل‬
‫العمومية واإلدارية‪ ،‬أي أن مهمتها تتضمن إستمرارية سي مصاحل الدولة من الناحية اإلدارية‪ ،‬حيث أن نفقات‬
‫التسيي تشمل نفقات املستخدمني ونفقات املعدات‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 17-84‬واملتعلق بقوانني املالية فإن نفقات التسيي تنقسم إىل أربعة أبواب‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪-‬أعباء الدين العمومي والنفقات احملسومة من اإليرادات‪:‬‬
‫يشمل هذا الباب اإلعتمادات الضرورية للتكفل أبعباء الدين العمومي ابإلضافة إىل األعباء املختلفة احملسومة‬
‫من اإليرادات‪ ،‬ويشمل هذا النوع مخسة أجزاء‪:‬‬
‫• دين قابل لإلستهالك (إقراض الدولة)؛‬

‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬لعمارة مجال‪ ،‬منهجية امليزانية العامة للدولة يف اجلزائر‪ ،‬دارالفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ص‪.38 ،36‬‬

‫‪56‬‬
‫• الدين الداخلي أو الديون العائمة(فوائد سندات اخلزينة)؛‬
‫• الدين اخلارجي؛‬
‫• الضماانت(من أجل القروض والتسبيقات املربمة من طرف اجلماعات واملؤسسات العمومية)؛‬
‫• نفقات حمسومة من اإليرادات(تعويض منتوجات خمتلفة)‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيصات السلطة العمومية‪ :‬متثل نفقات تسيي املؤسسات العمومية السياسية وغيها‪ ،‬اجمللس الشعيب‬
‫الوطين‪ ،‬جملس األمة‪ ،‬اجمللس الدستوري‪...‬اخل‪ ،‬وهذه النفقات مشرتكة بني الوزارات ‪.‬‬
‫‪-‬النفقات اخلاصة بوسائل املصاحل‪ :‬وتشمل كل اإلعتمادات اليت توفر جلميع املصاحل وسائل التسيي املتعلقة‬
‫ابملوظفني واملع ّدات ويضم ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬املستخدمني‪ :‬مرتبات العمل‪ ،‬املنح واملعاشات‪ ،‬النفقات االجتماعية؛‬
‫‪-‬مع ّدات تسيي املصاحل؛‬
‫‪-‬أشغال الصيانة؛‬
‫‪-‬إعاانت التسيي؛‬
‫‪-‬نفقات خمتلفة ‪.‬‬
‫‪-‬التدخالت العمومية‪ :‬تتعلق بنفقات التحويل اليت هي بدورها تقسم بني خمتلف أصناف التحويالت‬
‫حسب األهداف املختلفة لعملياهتا كالنشاط الثقايف‪ ،‬االجتماعي واالقتصادي وعمليات التضامن وتضم ‪:‬‬
‫• التدخالت العمومية واإلدارية(إعاانت للجماعات احمللية)؛‬
‫• النشاط الدول (مسامهات يف اهليئات الدولية)؛‬
‫• النشاط الثقايف والرتبوي (منح دراسية)؛‬
‫• النشاط اإلقتصادي (إعاانت إقتصادية)؛‬
‫• إسهامات إقتصادية(إعاانت للمصاحل العمومية واإلقتصادية)؛‬
‫• النشاط اإلجتماعي(املساعدات والتضامن)؛‬
‫• إسهامات إجتماعية(مسامهة الدولة يف خمتلف صناديق املعاشات‪...‬اخل)‪.‬‬
‫حتدد املواد من ‪ 25‬إىل ‪ 34‬من القانون ‪ 17/84‬بعض الشروط اليت جيب مراعاهتا يف نفقات التسيي‬
‫وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫‪-1‬تربر االعتمادات الالزمة لتغطية نفقات التسيي يف كل سنة ويف جمموعها؛‬
‫‪-2‬االعتمادات املفتوحة لسنة مالية معينة ال جتدد للسنة املالية التالية؛‬
‫‪-3‬تكون اعتمادات التسيي إما تقييمية أو وقتية أو حصرية (سيتم شرحها الحقا )؛‬
‫‪-4‬تكون أصناف اعتمادات التسيي الثالثة موضوع فصول متميزة ؛‬
‫‪-5‬حتدد قائمة الفصول اليت تكتسي ختصيصا طابعا وقتيا يف كل سنة مبوجب‬
‫قانون املالية؛‬
‫‪-6‬ال ميكن أن أيمر بدفع النفقات من االعتمادات الوقتية إال يف حدود االعتمادات‬
‫املفتوحة‪ ،‬ويف حالة عدم كفايتها تتم ابالقتطاع من االعتماد اإلمجال املناسب؛‬
‫‪-7‬ميكن تعديل اعتمادات امليزانية املفتوحة لفصل يتضمن نفقات التسيي خالل‬
‫السنة املالية مبوجب مرسوم يقضي بتحويل االعتمادات أو نقلها؛‬
‫‪-8‬تعدل التحويالت وتعني املصلحة املسؤولة عن تنفيذ النفقة دون تغيي طبيعة‬
‫هذه النفقة؛‬
‫‪-9‬تعدل نفقات الفصل‪ ،‬طبيعة النفقة ضمن ميزانية نفس الوزارة؛‬
‫‪-10‬ال ميكن نقل اعتماد تقييمي أو وقيت لفائدة اعتمادا حصري؛‬
‫‪-11‬ال جيوز القيام ابلنسبة إىل ميزانية التسيي أبي اقتطاع من فصول النفقات‬
‫املخصصة للمستخدمني إىل أنواع أخرى من النفقات‪.‬‬
‫‪-2-2‬نفقات التجهيز ‪ :‬هي تلك النفقات اليت هلا طابع االستثمار الذي يتولد عنه ازدايد الناتج الوطين‬
‫اإلمجال ‪ PNB‬وابلتال ازدايد ثروة البالد وتكون هذه النفقات من االستثمارات اهليكلية االقتصادية االجتماعية‬
‫واإلدارية‪ ،‬واليت تعترب مباشرة ابستثمارات منتجة ويضيف هلذه االستثمارات إعاانت التجهيز املقدمة لبعض‬
‫املؤسسات العمومية وبصفة عامة ختصص ميزانية التجهيز للقطاعات االقتصادية (القطاع الصناعي‪،‬‬
‫الفالحي‪....‬اخل ) من أجل جتهيزها بوسائل للوصول إىل حتقيق تنمية شاملة يف الوطن وهي متثل املخطط الوطين‬
‫السنوي الذي يتم إعداده يف قانون كوسيلة تنفيذية مليزانية الربامج االقتصادية‪ ،‬حيث أ ّن هذه النفقات توزع على‬
‫شكل مشاريع اقتصادية توزع على كافة القطاعات‪.‬‬
‫يتم متويل نفقات التجهيز من قبل اخلزينة العمومية للدولة بنفقات هنائية‪ ،‬كما قد يتم متويلها بنفقات مؤقتة يف‬

‫‪58‬‬
‫شكل قروض وتسبيقات اخلزينة أو من البنك من خالل رخص التمويل‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 35‬من قانون ‪ 17-84‬واملتعلق بقوانني املالية توزع ميزانية التجهيز على ثالث أبواب وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التقسيم حسب العناوين‪:‬‬
‫• اإلستثمارات املنفذة من طرف الدولة وتتمثل يف النفقات اليت تستند إما إىل أمالك الدولة أو إىل املنظمات‬
‫العمومية؛‬
‫•إعاانت االستثمار املمنوحة من قبل الدولة؛‬
‫•النفقات األخرى برأمسال‪.‬‬
‫ب‪ -‬التقسيم حسب القطاعات ‪:‬جتمع نفقات التجهيز يف عناوين حسب القطاعات (عشرة قطاعات)‬
‫هي‪:‬‬
‫‪-‬احملروقات‬
‫‪-‬الصناعة التحويلية‬
‫‪ -‬الطاقة واملناجم‬
‫‪ -‬الفالحة والري‬
‫‪-‬اخلدمات املنتجة‬
‫‪-‬املنشآت األساسية االقتصادية واإلدارية‬
‫‪ -‬الرتبية والتكوين‬
‫‪ -‬املنشآت األساسية االجتماعية والثقافية‬
‫‪ -‬املباين ووسائل التجهيز‬
‫‪ -‬املخططات البلدية للتنمية مع اإلشارة إىل أ ّن القطاع قد يضم عدد معني من الوزارات ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفصول واملوارد‪ :‬تقسم القطاعات إىل قطاعات فرعية وفصول ومواد حسب خمتلف النشاطات االقتصادية‬
‫اليت متثل هدف برانمج االستثمار‪ ،‬حيث أ ّن كل عملية مركبة من قطاع وقطاع فرعي وفصل ومادة‪.‬‬
‫حتدد املواد من ‪ 36‬إىل ‪ 42‬من القانون ‪17 /84‬بعض املالحظات اخلاصة بنفقات التجهيز كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬توزيع االعتمادات املفتوحة بني القطاعات املخصصة للنفقات ذات الطابع النهائي من املخطط السنوي‬
‫يتم مبوجب قانون املالية؛‬

‫‪59‬‬
‫‪-2‬إدخال التغييات على التوزيع بني القطاعات يتم عن طريق التنظيم؛‬
‫‪-3‬ميكن للوالة ويف حدود اعتمادات الدفع املوضوعة حتت تصرفهم القيام إبدخال التعديالت على التوزيع‬
‫وذلك من فصل إىل فصل ضمن نفس القطاع؛‬
‫‪-4‬ميكن للوالة ضمن اعتمادات الدفع املتوفرة القيام بتحويالت بني قطاعيني حسب النسب احملددة عن‬
‫طريق التنظيم؛‬
‫‪-5‬اعتمادات االستثمارات ليست حمدودة املدة وهي صاحلة لغاية انتهاء العملية؛‬
‫‪-6‬يضمن متويل االستثمارات املخططة للمؤسسات العمومية بواسطة ‪:‬‬
‫➢ قروض على املدى الطويل متنح من موارد االدخار اليت حتصلها اخلزينة واملؤسسات املالية األخرى؛‬
‫➢ قروض مصرفية ميكن حسمها لدى مؤسسات اإلصدار؛‬
‫➢ مسامهات خارجية معبئة من قبل اخلزينة العمومية والبنوك؛‬
‫➢ األموال اخلاصة للمؤسسات العمومية؛‬
‫➢ مسامهات هنائية عند االقتضاء من امليزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪-3‬مبادئ تنفيذ النفقات‬
‫حسب املادة ‪ 11‬من قانون احملاسبة العمومية "تتمثل عمليات النفقات العامة يف استعمال االعتمادات‬
‫املرخص هبا يف امليزانية العامة‪.‬‬
‫ميكن تلخيص شروط تنفيذ النفقات العمومية واليت هتدف إىل التسيي اجليد لألموال العمومية يف ثالث‬
‫مبادئ أساسية هي‪:‬‬
‫‪-‬التطابق مع امليزانية‪.‬‬
‫‪-‬التطابق مع القانون والتنظيم‪.‬‬
‫‪-‬قاعدة اخلدمة املنجزة‪.‬‬
‫‪ .1.3‬التطابق مع امليزانية‬
‫لتحقق هذا املبدأ البد من توفر شرطني أساسيني مها‪:‬‬
‫‪1-1-3‬امليزانية‪ :‬تسيي كل مؤسسة يستلزم وضع خطة مالية لفرتة زمنية معينة عادة السنة‪ ،‬واليت تشمل‬
‫على قائمة النفقات الواجب دفعها واإليرادات الواجب حتصيلها‪ ،‬مع العلم أن كل ميزانية قبل تنفيذها تتحصل‬

‫‪60‬‬
‫على الرتخيص ابلتصويت عليها من قبل اهليئة املعنية (اجمللس الشعيب الوطين أو جملس اإلدارة‪ ،)...‬لذلك فكل‬
‫العمليات املنجزة من قبل اإلداريني جيب أن تتطابق مع الرتاخيص اليت جاءت هبا امليزانية‪ ،‬إضافة إىل أن ميزانية‬
‫املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري جيب أن تتحصل على موافقة كل من وزارة املالية والوزارة الوصية‪.‬‬
‫‪ -2-1-3‬تطابق النفقة املدفوعة مع امليزانية‪ :‬لتحقق هذا الشرط البد من توفر عاملني أساسيني مها‪:‬‬

‫‪ -‬التحميل‪:‬أي حتميل النفقة فصالً مادة ً‬


‫وبياان‪ ،‬وهنا تظهر أمهية قائمة النفقات (املدونة)‪ ،‬فحسب طبيعتها‬
‫أقر ورخص هلذا الغرض‪ ،‬إضافة إىل أن التسمية اليت حيملها هذا السطر (اسم‬
‫حتمل النفقة إىل سطر امليزانية الذي ّ‬
‫النفقة) جيب وأن يتماشى واهلدف من النفقة‪.‬‬
‫مثالً‪ :‬ال ميكن حتميل نفقات املنح العائلية لفصل األجور‪ ،‬رغم أن هاتني النفقتني (منح عائلية وأجور) تتم‬
‫معا‪.‬‬
‫تصفيتهما وصرفهما ً‬
‫‪ -‬توفر االعتمادات‪ :‬يفتح االعتماد لكل سطر من أسطر امليزانية‪ ،‬وهو ميثل احلد األعلى الذي جيب على‬
‫اآلمر ابلدفع عدم جتاوزه‪ ،‬وهذا احرت ًاما ملبدأ ختصيص االعتمادات الذي نصت عليه الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 20‬من‬
‫قانون ‪.1984‬‬
‫وقد نصت املادة ‪ 26‬من قانون املالية ‪( 1984‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ )17.84‬على أن االعتمادات تكون‬
‫ّإما تقييمية أو وقتية أو حصرية‪ ،‬وينبغي أن تكون هذه األصناف الثالثة من االعتمادات موضوع فصول متميزة‪.‬‬
‫• االعتمادات التقييمية‪:‬تستعمل االعتمادات التقييمية للوفاء ابلتزامات الدولة الناجتة عن أحكام قانونية أو‬
‫اتفاقيات دائمة نص عليها القانون‪ ،‬وتتمثل يف‪:‬‬
‫✓الدين العمومي (خدمات الدين العمومي)؛‬
‫✓املعاشات والريوع (ديون مدى احلياة)؛‬
‫✓مصاريف العدالة؛‬
‫✓التعويضات املدنية؛‬
‫✓تسديد املبالغ احملصلة من غي حق؛‬
‫✓اإلعفاءات من الضرائب والرسوم؛‬
‫✓املبالغ املسرتدة‪.‬‬
‫إضافة إىل قائمة النفقات اليت تظهر بوثيقة خاصة مرفقة بقانون املالية من أجل حتديد طبيعة االعتمادات اليت‬
‫ستخصص هلا‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫أقرها القانون وال‬
‫تتميز هذه االعتمادات أبن النفقات املرتبطة هبا جيب دفعها ألهنا متثل التزامات الدولة‪ ،‬وقد ّ‬
‫جيب عدم تنفيذها حبجة عدم كفاية االعتمادات املخصصة هلا‪.‬‬
‫وقد نصت على هذا املادة ‪ 27‬من قانون املالية ‪( 1984‬املرسوم التنفيذي رقم ‪:)84-17‬تستعمل‬
‫قانوان‪ ،‬كما تطبق على‬
‫االعتمادات التقييمية للوفاء بديون الدولة النامجة عن أحكام تشريعية أو اتفاقات مربمة ً‬
‫تكاليف العدالة والتعويضات املدنية وتسديد املبالغ احملصلة من غي حق واإلعفاءات من الضرائب والرسوم واملبالغ‬
‫املسرتدة‪.‬‬
‫وقد نصت املادة ‪ 29‬من نفس القانون عن كيفية وفاء الدولة ابلتزاماهتا يف حالة عدم كفاية االعتمادات‬
‫املخصصة هلا‪:‬‬
‫حتسم النفقات اليت تطبق عليها االعتمادات التقييمية عند االقتضاء من حساب يفوق مبلغ التخصيص‬
‫املسجل يف الفصول املتعلقة هبذه النفقات‪.‬‬
‫أي اللجوء للسحب على املكشوف يف حالة عدم كفاية االعتمادات للوفاء مبثل هذه االلتزامات‪.‬‬
‫• االعتمادات الوقتية‪ :‬مت تفصيلها يف املادة ‪ 30‬من قانون ‪( 1984‬املرسوم التنفيذي رقم ‪:)17.84‬تطبق‬
‫االعتمادات الوقتية على النفقات املخصصة طب ًقا لقانون أو مرسوم واليت ال ميكن أن يتناسب بدقة مبلغها مع‬
‫مبلغ التخصيص يف امليزانية املنصوص عليها يف قانون املالية‪.‬‬
‫طابعا وقتيًا يف كل سنة مبوجب قانون املالية‪.‬‬
‫حتدد قائمة الفصول اليت تكتسي ختصيصاهتا ً‬
‫ال ميكن أن يؤمر بدفع النفقات من االعتمادات الوقتية إالّ يف حدود االعتمادات املفتوحة‪.‬‬
‫إذا ما تبني يف غضون السنة أن ه ذه االعتمادات غي كافية ميكن إمتامها ابالقتطاع من االعتماد اإلمجال‬
‫املناسب وذلك ضمن الشروط احملددة يف املادة ‪.21‬‬

‫• االعتمادات احلصرية‪ :‬هي االعتمادات اليت تكون حمدودة ً‬


‫جدا يف مبلغها‪ ،‬وكل االعتمادات اليت مل تدرج‬
‫يف اإلطارين السابقني تكون حصرية‪.‬‬
‫وقد نصت على هذا املادة ‪ 31‬من نفس القانون‪ :‬تكون مجيع االعتمادات اليت ال تندرج ضمن األصناف‬
‫املشار إليها يف املادتني ‪ 30 ،27‬أعاله اعتمادات حصرية‪.‬‬
‫ال يسمح بدفع النفقات إالّ يف حدود االعتمادات املفتوحة‪ ،‬وعملية االرتباط ابالعتمادات اإلمجالية اندرة‬
‫جدا‪ ،‬كما مينع حتويل االعتمادات التقييمية أو الوقتية إىل اعتمادات حصرية (هذا حسب الفقرة الثانية من املادة‬
‫ً‬
‫‪ 33‬من نفس القانون)‪.‬‬
‫غي أن بعض التعديالت اليت نص عليها القانون ميكن إدخاهلا على هذا املبدأ (مبدأ ختصيص االعتمادات)‬

‫‪62‬‬
‫واملتمثلة يف عملييت النقل والتحويل‪ ،‬الذي نصت عليهما املادة ‪ 33‬من قانون ‪ 1984‬واملادة ‪ 34‬اليت‬
‫تنص‪:‬بصرف النظر عن أحكام املادة ‪ 33‬أعاله‪ ،‬ال جيوز القيام‪ ،‬ابلنسبة إىل ميزانية التسيي‪ ،‬أبي اقتطاع من‬
‫الفصول اليت تتضمن النفقات املخصصة للمستخدمني إىل فصول تتضمن أنواع أخرى من النفقات من نفس‬
‫القانون‪.‬‬
‫غي أن اإلجراءات الالزمة إلمتام مثل هذه التعديالت ختتلف حسب القسم املسي لالعتمادات فمثالً ابلنسبة‬
‫لـ‪:‬‬
‫❖ الوالية‪ :‬إجراءات التعديل هي من اختصاص الوال أو وزارة املالية ووزارة الداخلية واجلماعات احمللية‪.‬‬
‫أ‪ -‬اإلجراءات اليت تكون من اختصاص الوال تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬النقل العتمادات من مادة ملادة أخرى ضمن نفس الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬النقل العتمادات بني فصول تضم نفقات ذات طبيعة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬النقل العتمادات بني فصول تضم نفقات ذات طبيعة خمتلفة وذلك يف حدود ‪ %20‬من ختصيصات‬
‫ختصيصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الفصل األقل‬
‫هذه التعديالت ميكن إجراؤها مبوجب مرسوم من الوال‪ ،‬غي أنه جيب إعالم املراقب املال واحملاسب املعتمد‬
‫هبذه التعديالت‪.‬‬
‫وال ميكن أبي حال‪ ،‬أن يؤدي النقل إىل جعل مبلغ االعتمادات املخصصة لقطاع معني يقل عن نسبة مثانني‬
‫ابملائة (‪ )% 80‬من االعتمادات املخصصة هلذا القطاع مبقتضى قرار توزيع االعتمادات لصاحل الوالية املعنية‪ ،‬كما‬
‫جيب على الوالة أن يسارعوا إىل إعالم الوزير املكلف ابملالية والوزراء املختصني ابلقطاعات املعنية وكذلك اجمللس‬
‫الشعيب الوالئي يف أول دورة تعقب هذه التعديالت‪.‬‬
‫غي أنه ميكن أن يبني بدقة يف قرار توزيع االعتمادات املخصصة‪ ،‬بعنوان نفقات االستثمار املنصوص عليها‬
‫يف هذا األمر‪ ،‬تعيني القطاعات اليت ال تقبل التخفيضات‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلجراءات اليت خيتص هبا كل من وزير املالية ووزير الداخلية واجلماعات احمللية‪:‬‬
‫يتعلق األمر بتعديالت يف التوزيع حسب الفصول لالعتمادات غي تلك اليت خيتص هبا الوال‪ ،‬فهذه‬
‫العمليات تتمثل يف نقل االعتمادات املخصصة للنفقات ذات الطبيعة املختلفة واليت تتجاوز ‪ %20‬من‬
‫ختصيصا؛ وتتم هذه العمليات مبوجب مرسوم وزاري يصدر عن وزيري املالية‬
‫ً‬ ‫التخصيص األول للفصل األقل‬
‫والداخلية وذلك ابقرتاح من الوال‪.‬‬
‫❖ املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫يعترب إجراء تعديل يف نفس الفصل (من مادة ملادة أخرى يف نفس الفصل) من اختصاص اآلمر ابلدفع‬
‫(مدير املؤسسة املعنية هبذا التعديل) مع احرتام مبلغ االعتماد املخصص للفصل حمل التعديل والقوانني‪.‬‬
‫ّأما التعديالت بني الفصول‪ ،‬فهي من اختصاص الوزير الوصي ووزير املالية‪ ،‬وذلك مبوجب قرار وزاري‪.‬‬
‫مع العلم أن كل هذه التعديالت ال ميكن إجراؤها إالّ إذا كانت مرفقة مبلف كامل حيوي الواثئق التالية‪:‬‬
‫‪-‬بطاقة التزام عليها أتشية املراقب املال؛‬
‫‪-‬وثيقة دفع للنفقة عليها أتشية احملاسب؛‬
‫‪-‬كل واثئق اإلثبات اليت تربر إجراء التعديل املقرتح‪.‬‬
‫لإلشارة نص القانون العضوي‪ 15-18‬الصادر يف ‪ 2‬سبتمرب‪ ،2018‬على أنه ميكن إلغاء أي اعتماد يكون‬
‫غي ذي موضوع خالل السنة عن طريق مرسوم‪ ،‬بناءا على قرار مشرتك بني الوزير ومسؤول املؤسسة املعين والوزير‬
‫املكلف ابملالية‪ ،‬وميكن إعادة استعمال هذا االعتماد وفق الشروط احملددة عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫‪ .2.3‬التطابق مع القانون والتنظيم‪ :‬ال يتم تنفيذ النفقة العمومية‪ ،‬إال يف حدود القوانني والتعليمات اليت‬
‫حيددها املشرع اجلزائري‪ ،‬وإال تعترب غي قانونية والغية‪.‬‬
‫‪ .3.3‬قاعدة اخلدمة املنجزة‪ :‬مبوجب التنظيم املعمول به‪ ،‬ال ميكن ألي نفقة عمومية أن تكون موضوع أمر‬
‫ابلصرف‪ ،‬و ال تسديد‪ ،‬إذا مل يتم إجناز اخلدمة املوافقة هلا فعال ‪.‬تتضمن هذه القاعدة أن األشخاص املؤهلني‬
‫للمصادقة على اخلدمة املنجزة (آمرون ابلصرف أو مفوض هلم مؤهلون قانوان) ملزمون ابلتحقق أو طلب التحقق‪،‬‬
‫حتت مسؤوليتهم‪ ،‬من تسليم التموينات أو إجناز اخلدمات قبل وضع أتشية املصادقة على اخلدمة املنجزة على‬
‫الفاتورة أو أي مستند تربيري آخر‪.‬‬
‫كما ينبغي نقل هذه التأشية على مجيع الواثئق التربيرية بعناية و بشكل ال لبس فيه على الشكل التال " ‪:‬‬
‫يصادق اآلمر ابلصرف أنه حتقق و عاين كون التموينات و اخلدمات‪ ،‬موضوع هذا احلساب‪ ،‬منجزة حقيقة و‬
‫بشكل مطابق‪ ،‬و أنه يتعني الدفع إىل الدائن مبلغ‪ ..‬ومنه‪ ،‬فحني نشوء دين ما تكون الدولة أو املؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري أو اجلماعات احمللية‪ ،‬ملزمة بسداده وهذا مبوجب وثيقة تثبت ذلك‪ ،‬فقاعدة "اخلدمة‬
‫املنجزة" حتث على التنفيذ الكلي للمهمة حمل الدين قبل السداد النهائي له‪.‬‬
‫تطبيقا هلذا اإلجراء‪ ،‬ميكن لتسديد النفقات غي املتبوعة ابملصادقة على اخلدمة املنجزة أن تقحم مسؤولية‬
‫احملاسب العمومي‪.‬‬
‫ليس من واجب احملاسب أن يتحقق ماداي من حقيقة اخلدمة املنجزة و لكن عليه فقط التأكد من أن هذه‬
‫األخية مصادق عليها قانوان من طرف شخص مؤهل‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ابلنسبة للمستخدمني‪ ،‬فهذه القاعدة حتتم عدم دفع أجر أي مستخدم قبل أن ينهي العمل املوكل له إجنازه‬
‫(هذا ما يفسر أن دفع أجور املستخدمني يكون عادة يف هناية الشهر)‪.‬‬
‫يف ما يتعلق بشراء أو تصليح آالت ومعدات‪ ،‬فالقاعدة حتتم عدم دفع مثن الشراء أو تكلفة التصليح حىت‬
‫االستالم الفعلي لآللة يف احلالة األوىل أو االنتهاء كلية من التصليح يف احلالة الثانية‪.‬‬
‫غي أن هذه القاعدة تعرف بعض االستثناءات واملتعلقة خاصة بـ‪:‬‬
‫✓التسبيقات على مصاريف املهام‪.‬‬
‫✓التسبيقات اجلزافية على األشغال‪.‬‬
‫✓اخل‪...‬‬
‫‪-4‬كيفيات سداد النفقة‬
‫نقدا‪ ،‬أو بشيك أو بتحويل‪.‬‬
‫قد يكون دفع النفقة العمومية ً‬
‫أ‪ -‬الدفع عن طريق التحويل من حساب املدين حلساب الدائن‪.‬‬
‫وهذا أبمر احملاسب‪ ،‬إذ حيول مبلغ النفقة حلساب الدائن يف البنك أو الربيد‪.‬‬
‫طريقة التحويل شائعة االستعمال ألهنا تعفي الدائن من التنقل واالنتظار‪ ،‬كما تبعد كل املخاطر كالسرقة‬
‫والضياع‪.‬‬
‫ب‪-‬الدفع بشيك‪ :‬يف حالة عدم تسوية النفقة عن طريق التحويل تسوى بشيك‪ ،‬حيضر الشيك ويوقع عليه‬
‫اآلمر ابلدفع واحملاسب (إذا كانت املؤسسة العمومية لديها حماسبًا)‪.‬‬
‫نقدا‪ ،‬كاملعاشات اليت تسوى على مستوى صندوق حماسيب اخلزينة‪.‬‬
‫نقدا‪ :‬بعض النفقات تدفع ً‬
‫جـ‪ -‬الدفع ً‬
‫‪-5‬إجراءات تنفيذ نفقات امليزانية العامة‪ :‬يتم تنفيذ امليزانية العمومية‪ ،‬يف مرحلتني كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املرحلة اإلدارية لتنفيذ النفقات العمومية‪ :‬تنفذ املرحلة اإلدارية من قبل اآلمر ابلصرف وحتتوي على‬
‫ثالثة أنواع من العمليات‪:‬‬
‫• االلتزام ابلنفقة‪ :‬عرف القانون ‪ 90-21‬يف مادته ‪ 19‬االلتزام أبنه اإلجراء الذي تتم مبوجبه إثبات نشوء‬
‫الدين‪ ،‬سواء كان هذا الدين على عاتق الدولة أو مجاعاهتا اإلقليمية واملؤسسات العمومية ذات طابع إداري‪،‬‬
‫ويكون االلتزام غالبا مببادرة من مسؤول املصلحة اإلدارية والذي تنسب إليه صفة اآلمر ابلصرف‪ ،‬وينشأ االلتزام‬
‫بقرار فعلي من األمر ابلصرف ويكون على ورقة مكتوبة تثبت ومتثل تعهد من اآلمر ابلصرف للنفقة مثال‪ :‬حترير‬

‫‪65‬‬
‫‪‬‬
‫صفقة عمومية أو حترير سند طلب‪ ،‬أو مقرر تعيني موظف‪.‬‬
‫جيب التفرقة بني املفهوم القانوين لاللتزام والذي يتمثل يف العقد الذي يتم بواسطته إنشاء الدين جتاه الدولة‪،‬‬
‫وبني املفهوم احملاسيب ملرحلة االلتزام املتمثل يف عملية ختصيص مبلغ النفقة امللتزم هبا من االعتمادات املالية اليت‬
‫تصبح غي متاحة لتغطية ابقي النفقات‪.‬‬
‫يتم متابعة االلتزام عن طريق إعداد بطاقة االلتزام أو كشف االرتباط ‪‬من طرف اآلمر ابلصرف وإرساهلا مع‬
‫واثئق إثبات النفقة إىل املراقب املال وفق رقم تسلسلي غي متقطع‪ ،‬حيث يقوم هذا األخي بتدقيق ومراقبة شرعية‬
‫النفقة العمومية‪.‬‬
‫• التصفية‪ :‬ميكن تعريف التصفية على أهنا إجراء إثبات وجود دين عمومي على عاتق الدولة لصاحل دائن‬
‫معني‪ ،‬حيث تنص املادة ‪20‬من قانون ‪:90/21‬تسمح التصفية ابلتحقيق على أساس الواثئق احملاسبية‪.‬‬
‫تنتهي مرحلة التصفية بوضع ختم شهادة إثبات أداء اخلدمة على ظهر الفاتورة موضوع الدفع مصادق عليها‬
‫خبتم وتوقيع اآلمر ابلصرف مع حتديد املبلغ الفعلي للدفع ابألرقام واحلروف‪.‬‬
‫• األمر ابلصرف‪ :‬هو املرحلة األخية من اجلانب اإلداري وتعرفه املادة ‪ 21‬من قانون‪ 90/21‬يعد األمر‬
‫ابلصرف أو حترير حوالة اإلجراء الذي أيمر مبوجبه دفع النفقات العمومية‪.‬‬
‫أي أن األمر ابلصرف الذي يعطيه اآلمر ابلصرف للمحاسب العمومي لتنفيذ الدفع ابلنسبة لعملية كانت‬
‫حمل االلتزام والتصفية‪ ،‬ويشرتط يف األمر ابلصرف أن يكون مكتواب وحمررا على منوذج وثيقة صادرة عن وزارة املالية‬
‫حتتوي على البياانت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعيني السنة املالية‪ ،‬الفصل‪ ،‬املادة‪ ،‬السطر امليزاين‪ ،‬توقيع األمر ابلصرف املعتمد لدى احملاسب العمومي‪،‬‬
‫أتشية املراقب املال‪.‬‬
‫ولآلمر ابلصرف السلطة التقديرية يف جمال األمر ابلصرف حيث يتحكم يف العملية ما مل يقدم حوالة الدفع‬
‫إىل احملاسب العمومي فيمكنه حتديد آجال الدفع مباشرة بعد التصفية‪.‬‬
‫بعد إصدار األمر ابلصرف‪ ،‬يرسل امللف إىل احملاسب العمومي ليقوم إبجراءات احملاسبة الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة احملاسبية لتنفيذ النفقات العمومية (الدفع)‪:‬‬
‫بعد اإلجراءات اإلدارية الثالثة السابقة اليت يقوم هبا اآلمر ابلصرف‪ ،‬أتيت مرحلة الدفع وهي اإلجراء األخي‬
‫الذي ينفرد به احملاسب العمومي‪ ،‬ويتمثل هذا اإلجراء يف إصدار سندات لفائدة الدائنني فتحرر اإلدارة مبوجبها‬

‫‪‬أنظر ملحق ‪4‬‬


‫‪‬أنظر ملحق‪5‬‬

‫‪66‬‬
‫دينها‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 22‬من قانون ‪ «90/21‬يعد الدفع اإلجراء الذي يتم مبوجبه ابراء دين عمومي »‪.‬‬
‫قبل قبول أي نفقة جيب على احملاسب العمومي التحقق من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪-‬مطابقة العملية للقوانني واألنظمة املعمول هبا؛‬
‫‪-‬صفة اآلمر ابلصرف أو املفوض له؛‬
‫‪ -‬شرعية عملية التصفية للنفقات وتوفر االعتمادات الالزمة؛‬
‫‪ -‬أن الديون مل تسقط أجلها أو أهنا حمل معارضة‪.‬‬
‫لإلشارة ميتلك احملاسـب العمـومي أجال أقصـاه ‪10‬أيـام مـن تـاريخ إيـداع ملفات الدفع علـى مكتبـه مـن أجـل‬
‫املوافقـة علـى أوامـر الـدفع وتنفيـذها‪ ،‬ويف حالة مالحظته لعدم قانونية أو عدم تطابق احلوالة مع التشريعات املالية‬
‫السارية املفعول‪ ،‬ميكنه رفض عملية الدفع (تطبيقا ملبدأ التنايف بني املهام)‪ ،‬وعليه إشعار اآلمر ابلصرف بذلك‬
‫كتابيا مع إيضاح دوافع هذا الرفض‪ ،‬وهذا خالل أجل أقصاه ‪20‬يوم‪.‬‬
‫وهنا يكون اآلمر ابلصرف أمام حالتني‪:‬‬
‫‪ -‬قبول مالحظات احملاسب العمومي‪ ،‬والشروع يف تصحيح األخطاء اليت وقع فيها عند حترير احلوالة؛‬
‫‪-‬رفض مالحظات احملاسب العمومي‪ ،‬وإلزامه كتابيا وحتت مسؤوليته أن يصرف النظر عن هذا الرفض وأن‬
‫يقوم بعملية الدفع‪ ،‬وهذا يف إطار حق التسخي الذي منحه له القانون مبوجب املادة‪ 47‬من قانون احملاسبة‬
‫العمومية‪ ،‬وهنا تربأ ذمة احملاسب العمومي من املسؤولية الشخصية واملالية(سبق التعرض له)‪.‬‬
‫‪-‬الدفع‪ :‬تقوم اخلزينة العمومية ابلسداد النهائي ملبلغ النفقة وتسمى هذه املرحلة مبرحلة التنفيذ املال‪ ،‬عن‬
‫‪‬‬
‫طريق حوالة الدفع‪.‬‬
‫حىت يتم تنفيذ امليزانية‪ ،‬البد من توفر اإليرادات الدائمة‪ ،‬غي أن هذه األخية قد تكون غي كافية أو غي‬
‫منتظمة التحصيل‪ ،‬لذلك تلجأ الدولة إىل عمليات اخلزينة أو عمليات االقرتاض‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ميكن تفصيل مراحل تنفيذ النفقات يف املثال التال‪:‬‬
‫أ‪ -‬املرحلة اإلدارية‪:‬‬
‫وتتم حسب اخلطوات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الطلبية‪:‬‬

‫‪‬أنظر ملحق ‪6‬‬


‫‪ 2‬بديسي فهيمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.74 ،70‬‬

‫‪67‬‬
‫ال يوجد هناك شكل حمدد للطلبية‪ّ ،‬أما املعلومات اليت جيب أن حتتويها فهي‪:‬‬
‫✓اسم‪ ،‬عنوان‪ ،‬رقم حساب‪ ،‬رقم السجل التجاري‪ ،‬رقم اهلاتف‪ ...‬اخل للمؤسسة اليت تطلب البضاعة‬
‫(اخلدمة)‪ ،‬اجلامعة مثالً‪.‬‬
‫✓اجلهة املرسلة إليها الطلبية (املورد)‪.‬‬
‫✓رقم الطلبية‪.‬‬
‫نوعا‪ ،‬وقيمة إن أمكن‪.‬‬ ‫✓البضاعة (اخلدمة) املطلوبة‪ً :‬‬
‫كما‪ً ،‬‬
‫✓التاريخ وتوقيع اآلمر ابلدفع (املدير)‪.‬‬
‫‪.2‬الفاتورة‪:‬‬
‫تسلم الفاتورة من املورد إىل اآلمر ابلدفع مع أو بعد تسليم البضاعة (إجناز اخلدمة)‪ .‬تكون مصحوبة بنسخة‬
‫من الطلبية املرسلة ساب ًقا (من طرف اآلمر ابلدفع)‪ .‬تتضمن الفاتـورة املعلومـات التالية‪:‬‬
‫✓املرسل (العنوان‪ ،‬اهلاتف‪ ،‬رقم السجل التجاري‪ ...‬اخل)‪.‬‬
‫✓رقم الفاتورة‪.‬‬
‫✓املرسل إليه‪.‬‬

‫✓مرجع البضاعة (اخلدمة‪ ،‬سعر الوحدة الواحدة منها واملبلغ اإلمجال ً‬


‫رقما وكتابة)‪.‬‬
‫✓اتريخ وتوقيع اجلهة املرسلة‪.‬‬
‫‪ .3‬االلتزام (نشوء الدين)‪:‬‬
‫وهو مبثابة طلب يوجهه اآلمر ابلدفع للمراقب املال طلبًا لتأشيته لتسديد الدين (مبلغ النفقة) ويتكون هذا‬
‫الطلب (ملف االلتزام) من الواثئق التالية‪:‬‬
‫✓نسخة من الطلبية‪.‬‬
‫✓نسخة من الفاتورة‪.‬‬
‫✓نسخة من بطاقة االلتزام أو كشف االرتباط‪.‬‬
‫هذه األخية (بطاقة االلتزام) جيب أن تتضمن املعلومات التالية‪:‬‬
‫✓موضوع العملية‪.‬‬
‫✓فصل ومادة التحميل‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫✓اجلهة املتعاقد معها (املورد)‪.‬‬
‫✓الرصيد القدمي‪.‬‬
‫✓مبلغ االلتزام‪.‬‬
‫✓الرصيد اجلديد‪.‬‬
‫✓تفاصيل البضاعة (اخلدمة)‪.‬‬
‫✓إمضاء اآلمر ابلدفع‪.‬‬
‫بعد التأكد من شرعية وصحة العمليات والواثئق املقدمة يضع املراقب املال أتشيته ابملوافق على سداد مبلغ‬
‫النفقة لتعاد الواثئق لآلمر ابلدفع‪ ،‬مع احتفاظه بنسخة من بطاقة االلتزام ليمسك هبا حماسبة خاصة اباللتزامات‪،‬‬
‫وتضم هذه النسخة إىل جانب املعلومات السابقة معلومات أخرى‪:‬‬
‫✓رقم واتريخ الطلبية‪.‬‬
‫✓رقم واتريخ وجهة الفاتورة‪.‬‬
‫‪.4‬التصفية‪:‬‬
‫وتتمثل يف احلساب الدقيق ملبلغ النفقة امللتزم به‪ ،‬أل ّن املبلغ امللتزم به قد يكون أقل‪ ،‬يساوي أو أكرب من املبلغ‬
‫الفعلي للنفقة‪ .‬وتتم هذه العملية كالتال‪:‬‬
‫يقوم اآلمر ابلدفع بعمل إقرار كتايب ّإما يف وثيقة خاصة أو كتابيًا على ظهر الفاتورة‪ .‬وذلك بعبارة تفيد أن‬
‫البضاعة (اخلدمة) قد أجنزت حسب االتفاق‪ ،‬وتسمى هذه العملية بعملية "إثبات العمل أو اخلدمة املنجزة"‪:‬‬
‫«أان املمضي أسفله رئيس مصلحة‪ ..............‬أشهـد أبن البضاعـة (اخلدمـة) املتمثلـة يف‪..............‬‬
‫قد مت استالمها وفق املتفق عليه بتاريخ‪.»..............‬‬
‫يف هذه احلالة إذا كانت النفقة احلقيقية أكرب من امللتزم هبا فسوف يتم االلتزام ابلفرق‪ّ .‬أما إذا كانت النفقة‬
‫احلقيقية أقل من امللتزم هبا فتجري عملية سحب االلتزام ابلفرق‪ .‬يف كلتا احلالتني حترر بطاقة التزام جديدة مع‬
‫توضيح موضوع العملية (هل هو‪ :‬التزام بنفقة‪ ،‬التزام ابلفرق أو سحب االلتزام ابلفرق)‪.‬‬
‫‪.5‬األمر ابلدفع‪:‬‬
‫هو عبارة عن تكليف احملاسب بتخليص املؤسسة من دينها عن طريق إرسال اآلمر ابلدفع ألمر الدفع أو‬
‫حوالة للمحاسب على أن تكون مرفوقة مبا يلي‪:‬‬
‫✓نسخة من ملف االلتزام‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫✓أمر الدفع أو احلوالة‪.‬‬
‫✓أمر التحويل أو إشعار التحويل‪.‬‬
‫✓يومية حواالت الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬احلوالة‪:‬‬
‫تضم املعلومات التالية‪:‬‬
‫✓الرقم التسلسلي (ليمسك كل من اآلمر ابلدفع واحملاسب سجل الدفع‪ ،‬أي إرسال احلواالت وإعدادها)‪.‬‬
‫✓فصل ومادة التحميل‪.‬‬
‫✓اسم وعنوان ورقم حساب الدائن‪.‬‬

‫✓موضوع النفقة ومبلغها ً‬


‫(رقما وكتابة) واالقتطاعات إن وجدت‪.‬‬
‫✓ذكر الواثئق املرفقة (طلبية‪ ،‬فاتورة‪ ،‬بطاقة التزام‪.)...‬‬
‫✓التاريخ وتوقيع اآلمر ابلدفع‪.‬‬
‫يف احلوالة هناك مكان خمصص للحساب مقسم إىل جزئني‪:‬‬
‫✓يذكر يف احليز األول عبارة‪ :‬حوالة مقبولة (مرفوضة مع ذكر السبب)‪.‬‬
‫✓يذكر يف احليز الثاين كيفية السداد‪ :‬حساب بريدي‪ ،‬شيك‪ ،‬رقم واتريخ التحويل‪.‬‬
‫‪ -‬إشعار التحويل‪:‬‬
‫إشعار التحويل عبارة عن وثيقة تصدر عن اآلمر ابلدفع وحتوي البياانت التالية‪:‬‬
‫✓اسم وعنوان املستفيد (الدائن)‪.‬‬
‫✓رقم احلساب (الدائن)‪.‬‬
‫✓املبلغ اإلمجال‪.‬‬
‫✓االقتطاع الذي يقوم به احملاسب‪.‬‬
‫✓املبلغ الصايف الواجب دفعه‪.‬‬
‫✓رقم االلتزام‪.‬‬
‫✓مؤشر خاص ابلعملية وحيوي املعلومات التالية‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫✓الباب‪.‬‬
‫✓فصل التحميل‪.‬‬
‫✓مادة التحميل‪.‬‬
‫✓سند التسيي‪.‬‬
‫✓األمر ابلدفع‪.‬‬
‫✓رقم احلوالة‪.‬‬
‫✓رقم السطر (يف امليزانية أي سطر النفقة)‪.‬‬
‫✓املالحظات‪.‬‬
‫‪ -‬يومية حواالت الدفع‪:‬‬
‫هي عبارة عن جدول إرسال مفصل للحواالت املرسلة للمحاسب وتضم املعلومات التالية‪:‬‬
‫✓األمر ابلدفع‪.‬‬
‫✓سند التسيي‪.‬‬
‫✓القسم‪.‬‬
‫✓اتريخ اإلرسال‪.‬‬
‫✓رقم احلواالت‪.‬‬
‫✓الفصل‪.‬‬
‫✓املادة‪.‬‬
‫✓رقم االلتزام‪.‬‬
‫✓رمز كل نفقة حيث‪:‬‬
‫✓الرمز ‪ F‬إذا كانت النفقة على أساس فاتورة‪.‬‬
‫✓الرمز ‪ P‬إذا كانت النفقة على أساس أجور‪.‬‬
‫✓الرمز ‪ M‬إذا كانت النفقة على أساس مناقضة‪.‬‬
‫✓املبلغ حسب‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫✓الدائن‪.‬‬
‫✓احلوالة‪.‬‬
‫✓الفصل‪.‬‬
‫✓اتريخ القبول (جزء خاص ابحملاسب يضع فيه اتريخ قبوله للحوالة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬املرحلة احملاسبية‪:‬‬
‫هي املرحلة اليت يقوم فيها احملاسب بدفع مبلغ النفقة للمستحق (بعد التأكد من صحة وقانونية كل الواثئق‬
‫املقدمة‪ ،‬وكذلك من هوية الدائن)‪ ،‬يقوم بتحرير شيك ابملبلغ الواجب دفعة للدائن ويرسل إىل اخلزينة مرفوقًا بـ‪:‬‬
‫✓إشعار التحويل إىل حساب الدائن مبركز الصكوك الربيدي أو أحد البنوك‪.‬‬
‫بعدها تتم عملية التحويل من حساب املؤسسة العمومية ابخلزينة إىل حساب الدائن‪.‬‬
‫‪-6‬عناصر تقدير نفقات التسيري‬
‫لتقدير نفقات التسيي البد من حتديد مجلة من العناصر (النفقات) هي‪:‬‬
‫‪-‬حتديد عدد املستخدمني‪:‬عادة خيضع حتديد عدد املستخدمني للهيكل التنظيمي للمؤسسة‪ ،‬غي أن هذا‬
‫التحديد جيب أن يكون مواف ًقا للمعايي التالية‪:‬‬
‫• حتديد عدد وضعية املستخدمني الفعليني يف ‪ 30‬أفريل (اتريخ بدأ مناقشة امليزانية املقرتحة)‪ ،‬ويف ‪31‬‬
‫ديسمرب (اتريخ التخصيص النهائي لالعتمادات واملصادقة على امليزانية(‪ ،‬يتم توزيع هؤالء املستخدمني حسب‬
‫الفئات والوضعية اإلدارية (مرسم‪ ،‬متعاقد‪ ،‬مؤقت)‪.‬‬
‫ابلنسبة للمستخدمني اجلدد والذين يطلب تسجيل مناصب مالية هلم يف امليزانية البد من توضيح إذا كانوا‪:‬‬
‫✓ متكونني انتهت فرتة تكوينهم ويراد توظيفهم بنفس مؤسسة التكوين‪.‬‬
‫✓ إعادة دمج ملستخدمني (عطلة طويلة املدى‪ ،‬تفرغ‪ ...‬اخل)‪.‬‬
‫✓ إعادة دمج لعائدين من اخلدمة الوطنية‪.‬‬
‫ـ‪ -‬مستخدمني جدد يراد توظيفهم‪ ،‬جيب تربير هذا الطلب هل هو يف إطار‪:‬‬
‫✓ توسيع لألنشطة السابقة‪.‬‬
‫✓ القيام بنشاط جديد‪.‬‬
‫✓ حاجيات مل تغطى ساب ًقا‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -‬مستخدمني متعاقدين‪ .‬هذا النوع من املستخدمني جيب أن ال يتجاوز ‪ %15‬من حجم املستخدمني‬
‫املرمسني‪.‬‬
‫‪-‬األعباء األخرى للمستخدمني‪ :‬يتم تقديرها مبوجب نص قانوين أو تنظيمي وتتمثل هذه األعباء يف‪:‬‬
‫✓ التعويضات‪.‬‬
‫✓ األعباء االجتماعية‪ :‬كاملنح العائلية والضمان االجتماعي‪.‬‬
‫✓ اخلدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬املنح وشبه املرتبات‪ :‬حتدد وف ًقا لعدد املرتبصني وملعدل املنح احملدد مبوجب التنظيم‪.‬‬

‫‪-‬األعباء األخرى‪ :‬تعترب من أصعب األعباء ً‬


‫تقديرا‪ .‬إذ يعتمد يف تقديرها على املصاريف الفعلية للدورات‬
‫السابقة‪ ،‬وتراجع حسب الظروف املستجدة واألسعار املعمول هبا‪.‬‬
‫‪-7‬كيفية تقدير نفقات التسيري‬
‫‪ -‬نفقات املستخدمني (أجور)‪:‬عادة يتم حتديد األجور على أساس األجر املتوسط لكل فئة من فئات‬
‫املستخدمني‪.‬‬
‫‪-‬تعويضات املستخدمني‪ :‬أهم التعويضات واملتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تعويضات اخلدمة الدائمة والعمل املتتابع‪ :‬جيب حتديد قائمة املستخدمني املستفيدين من هذا التعويض‪ .‬مع‬
‫املالحظة أن هذه التعويضات ال عالقة هلا ابلساعات اإلضافية‪.‬‬
‫قانوان‪.‬‬
‫‪-‬تعويضات املنطقة‪ :‬معدل التعويض واملناطق املعنية به حمدد ً‬
‫‪-‬عالوة املردودية‪.‬‬
‫‪-‬تعويضات خاصة ابألعمال اإلضافية‪.‬‬
‫‪ -‬األعباء االجتماعية‪ :‬اعتمادات ختصص لتعويض مصاريف املستخدمني املكلفني إبجناز مهام معينة‪،‬‬
‫وتتمثل خاصة يف مصاريف النقل‪ ،‬واإلقامة كما يدخل ضمن هذا اإلطار االعتمادات املخصصة للمراقبة الطبية‪،‬‬
‫وذلك ابلنسبة للمستخدمني الذين يعملون يف إطار غي صحي (عمل مضر ابلصحة)‪.‬‬
‫حيدد مبلغ االعتماد املخصص هلذا الغرض حسب السنة السابقة مع بعض اإلضافات متاشيًا والظروف‪.‬‬
‫‪ -‬اآلالت واملعدات االعتمادات املقرتحة يف هذا الصدد توجه إىل صيانة اآلالت واملعدات املوجودة‪ّ .‬أما‬
‫االقتناء اجلديد فيكون مرتبط بعملية التجديد ملا هو قدمي من آالت ومعدات‪ .‬يف حالة طلب آالت ومعدات‬
‫جديدة البد من تربيرها‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪-‬األاثث هذا النوع من النفقات حيوي أتثيث املكاتب والوراقات وبعض املصاريف األخرى‪ .‬وتقيم‬
‫االعتمادات املخصصة هلذا الغرض حسب سعر السوق واالحتياجات احملددة‪.‬‬
‫‪-‬التغذية حيدد مبلغ االعتماد املخصص هلذا الغرض حسب عدد املستفيدين هبذه اخلدمة والفرتة املتكفل هبم‬
‫خالهلا‪.‬‬
‫‪-‬األلبسة‪ :‬هذا النوع من النفقات خاص ابملستخدمني امللزمني ابرتداء لباس أو زي معني أثناء العمل‪ ،‬وحيدد‬
‫مبلغ االعتماد حسب أقل سعر (السعر األدىن)‪.‬‬
‫‪-‬األعباء امللحقة‪ :‬هذه الفئة تضم النفقات التالية‪:‬‬
‫✓ ماء‪ ،‬غاز‪ ،‬كهرابء‪ :‬مبلغ االعتماد حيسب على أساس االستهالك الفعلي واحملدد إبيصال الدفع األخي‪.‬‬
‫✓ اهلاتف والربيد مبا فيها التيلكس حيدد مبلغ االعتماد حسب االستخدام‪.‬‬
‫✓ أتمني املباين‪ :‬حيدد مبلغ النفقة حسب وثيقة العقد مع شركة التأمني‪ ،‬وعـادة يؤم ـن ضد‪ :‬احلرائق‪،‬‬
‫الفيضاانت‪ ،‬املسؤولية املدنية‪.‬‬
‫‪-‬النفقات املتعلقة ابلتوثيق‪ ،‬االشرتاك‪ ،‬الدعاية فتحدد حسب ما يلي‪:‬‬
‫• التوثيق‪ :‬عبارة عن مبلغ اثبت‪ ،‬مرتبط مبدى توفر الكتب وأبمهية املكتبة ابلنسبة للمؤسسة املعنية‬
‫ابالعتماد‪.‬‬
‫• االشرتاك‪ :‬حمدد حسب قائمة اجلرائد واجملالت املشرتك فيها وعدد النسخ والسعر‪.‬‬
‫• الدعاية‪ :‬حيدد مبلغ النفقة (االعتماد) بطريقة تقديرية‪.‬‬
‫• اإلجيار‪ :‬حيدد مبلغ النفقة بعقد اإلجيار أو ابإليصال‪ ،‬سواء تعلق األمر بتأجي مكاتب إدارية أو مساكن‪.‬‬
‫‪-‬حظية السيارات‪:‬‬
‫• اقتناء سيارات جديدة‪ :‬حيدد مبلغ النفقة حسب السوق‪.‬‬
‫• البنزين‬
‫• العجالت‪ :‬حتدد النفقة حسب سعر السوق وحالة العجالت‪ّ ،‬أما العجالت اليت مل تعد صاحلة‬
‫لالستعمال فرتجع مع وصل اإلرجاع إىل القسم املعين ابملؤسسة العمومية (وصل اإلرجاع ميكن استخدامه كوثيقة‬
‫تربير عند اللزوم)‪.‬‬
‫• الصيانة‪ :‬وتتمثل يف الصيانة العادية للسيارات‪ّ ،‬أما إذا تعلق األمر إبصالحات كربى فيجب أن تكون‬
‫مربرة ومسجلة مبوجب وصل‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫• أتمني السيارات‪ :‬حيدد وفق وثيقة التأمني األقل تسعية‪.‬‬
‫‪-‬أشغال الصيانة‪ :‬طلبات االعتمادات الالزمة لصيانة املباين‪ ،‬جيب أن تدعم بكشوف تقديرية لنوعية‬
‫األشغال والنفقات املرتبطة هبا‪ ،‬على أن ترفق بكل الواثئق التربيرية ( أسباب الصيانة‪ ،‬مساحة املكان املراد إجراء‬
‫أعمال الصيانة له‪ ،‬عدد الشقق أو الورشات أو احملالت‪ ...‬اخل)‪.‬‬
‫‪-‬نفقات خمتلفة‪ :‬كل النفقات الباقية واليت مل تدرج يف قائمة النفقات ضمن حمور معني تصنف يف حمور‬
‫النفقات املختلفة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬اإليرادات العامة‬
‫‪-1‬تعريف اإليرادات العامة‪ :‬حسب املادة ‪ 10‬من قانون احملاسبة العمومية ‪ 21/90‬فإنه "تتم عمليات‬
‫اإليرادات بواسطة حتصيل احلواصل اجلبائية أو شبه اجلبائية أو األاتوى أو الغرامات وكذا مجيع احلقوق األخرى‬
‫ابستعمال كافة الوسائل القانونية املرخص هبا صراحة مبوجب القوانني واألنظمة‪.‬‬
‫‪-2‬أنواع اإليرادات العامة‪ :‬حددت املادة‪11‬من القانون‪17/84‬املتعلق بقوانني املالية‪ ،‬أصناف اإليرادات‬
‫العامة كما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬اإليرادات ذات الطابع اجلبائي ؛‬
‫‪-‬الغرامات؛‬
‫‪-‬مداخيل األمالك التابعة للدولة ؛‬
‫‪-‬التكاليف املدفوعة لقاء اخلدمات املؤداة‪ ،‬واألاتوى؛‬
‫‪-‬األموال املخصصة للمسامهات‪ ،‬اهلدااي واهلبات؛‬
‫‪-‬التسديد ابلرأمسال للقروض والتسبيقات املمنوحة من طرف الدولة‪ ،‬والفوائد املرتتبة عنها؛‬
‫‪-‬خمتلف حواصل امليزانية اليت ينص القانون على حتصيلها؛‬
‫‪-‬مداخيل املسامهات املالية للدولة املرخص هبا قانونيا؛‬
‫‪-‬احلصة املسـتحقة للدولـة مـن أربـاح مؤسسـات القطـاع العـام‪ ،‬احملسـوبة واحملصـلة وفـق الشـروط احملددة يف‬
‫التشريع املعمول به ‪.‬‬
‫أما يف قانون املالية السنوي للجزائر فتظهر اإليرادات النهائية املطبقة علـى ميزانيـة الدولـة مـن خالل اجلدول –‬
‫أ‪ -‬الذي يقسمها إىل املـوارد العاديـة وغي العادية وتشـمل كـل مـن‪:‬‬
‫‪-‬اإليـرادات اجلبائيـة (ضـرائب مباشـرة وغـي مباشـرة)‪ ،‬اإليرادات العادية (كدخل األمالك)‪ ،‬إيرادات أخرى‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪-‬اجلباية البرتولية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -3‬مراحل تنفيذ اإليرادات العمومية‪:‬‬
‫ختضع عملية تنفيذ اإليراد ات العمومية إىل عدة شروط قانونية وتنظيمية وضعها املشرع اجلزائري لتقنني عملية‬
‫حتصيل اإليرادات العمومية‪ ،‬حيث ال يستطيع احملاسب العمومي حتصيل اإليرادات عن طريق استعمال السلطة‬
‫العمومية إال يف حدود ترخيص قانون املالية املصادق عليه من طرف اجلهاز التشريعي‪ ،‬حيث أن املوازنة العامة‬
‫تضع موضع التنفيذ األحكام اليت تتضمنها قوانني الضرائب والرسوم ملدة سنة‪.‬‬
‫متر عملية تنفيذ اإليرادات أبربع مراحل هي ‪-‬مرحلة اإلثبات ‪-‬مرحلة التصفية‪ -‬مرحلة إصدار سند األمر‬
‫ابلتحصيل ‪ -‬مرحلة التحصيل‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة اإلثبات‪ :‬هتدف هذه املرحلة إىل حتديد طبيعة احلقوق املستحقة الدفع لصاحل الدولة وفقا لتوقعات‬
‫امليزانية‪ ،‬حيث يقوم اآلمر ابلتحصيل إبثبات الوقائع اليت ينتج عنها حق جيب حتصيله لفائدة الدولة عن طريق‬
‫تقدير الوعاء الضرييب هبدف حتديد طبيعة ونسبة احلقوق الواجب حتصيلها وفقا للقوانني والتنظيمات املعمول هبا‬
‫يف جمال حتصيل خمتلف اإليرادات العمومية املرخصة يف امليزانية‪.‬‬
‫تسند مهمة تنفيذ مرحلة إثبات اإليرادات العمومية ملصاحل وزارة املالية حسب اختصاص كل إدارة مع طبيعة‬
‫اإليراد الواجب حتصيله‪ ،‬حيث تتكفل مفتشيات الضرائب إبثبات إيرادات الضرائب‪ ،‬أما مفتتشيات اجلمارك‬
‫فتختص إبثبات وعاء احلقوق اجلمركية‪ ،‬يف حني تتكفل مفتشيات أمالك الدولة إبثبات حقوق الدومني العام‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة التصفية‪ :‬يقوم اآلمر ابلتحصيل بتحديد وحساب مبلغ احلقوق الواجب دفعها من طرف كل‬
‫مدين لصاحل ميزانية الدولة أو اهليآت العمومية طبقا للمادة اخلاضعة للضريبة اليت مت إثباهتا يف الوعاء الضرييب‪،‬‬
‫حسب نسب ونوع اإليراد الواجب حتصيله‪ ،‬حيث يتم يف هذه املرحلة حتديد مبلغ اإليراد النهائي لكل مدين‬
‫والواجب حتصيله لفائدة ميزانية الدولة ‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة إصدار سند األمر بتحصيل اإليراد‪ :‬بعد إمتام إجراءات اإلثبات والتصفية‪ ،‬يقوم اآلمر ابلتحصيل‬
‫بتحرير سند األمر بتحصيل اإليراد الذي يرسله إىل احملاسب العمومي من أجل تنفيذ التحصيل الفعلي‪ ،‬حيث‬
‫يتضمن هذا األخي كل البياانت الضرورية لضمان حتصيل اإليراد ابإلضافة إىل املبلغ الواجب حتصيله ابألرقام‬
‫واحلروف‪ ،‬وطبيعة اإليراد إضافة إىل البياانت املتعلقة ابملدين‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة التحصيل‪ :‬خيتص احملاسب العمومي حصراي بعملية التحصيل النقدي للديون املستحقة من طرف‬
‫الدولة واهليآت العمومية املرخصة يف امليزانية‪ ،‬حيث يقوم هذا األخي بعملية التكفل بسندات األمر بتحصيل‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬شالل زهي‪ ،‬آفاق إصالح نظام احملاسبة العمومية اجلزائري اخلاص بتنفيذ العمليات املالية للدولة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬شعبـة العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيي ختـصص‪ :‬تسيي املنظمات‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،2014 ،2013 ،‬ص ص ‪.129 ،126‬‬

‫‪76‬‬
‫اإليرادات يف حساابته ويصبح عندئذ مسؤوال شخصيا وماليا مبتابعة حتصيلها‪.‬‬
‫قبل التكفل أبوامر حتصيل اإليرادات‪ ،‬جيب على احملاسب العمومي أن يتحقق من توفر كافة الشروط‬
‫القانونية للتحصيل السيما يف جمال تطبيق آجال استحقاق اإليرادات والتحقق من صحة عمليات اإلثبات‬
‫والتصفية وذلك عن طريق مراقبة مدى مشروعية ومطابقته للقوانني واألنظمة املعمول هبا‪ ،‬وأن اإليراد موضوع‬
‫التحصيل ال يستفيد من إجراء التقادم‪.‬‬
‫يف هذا اجملال ميكن التمييز بني إجراءات التحصيل اآلتية‪:‬‬
‫• إجراءات حتصيل اإليرادات ذات الطابع اجلبائي‪ :‬بعد التكفل أبوامر اإليرادات يقوم قابضوا الضرائب‬
‫إبرسال نسخة من سند األمر ابلتحصيل إىل اخلاضعني للضريبة‪ ،‬والذي يشتمل على بياانت متعلقة مببلغ الضريبة‬
‫الواجب دفعها واتريخ بدأ التحصيل‪ ،‬إضافة إىل اتريخ آخر أجل للدفع‪ ،‬ويف حالة عدم الدفع يف اآلجال‬
‫القانونية‪ ،‬تطبق غرامات مالية تضاف إىل مبلغ الضريبة‪ ،‬ويقوم قابض الضرائب إبرسال إنذار إىل املدين بضرورة‬
‫دفع الدين املستحق عليه‪ .‬يف حالة رفض املدين دفع الديون املستحقة عليه من تلقاء نفسه‪ ،‬يقوم قابض الضرائب‬
‫بتطبيق إجراءات التحصيل اإلجباري بعد إعالم املعين ابألمر‪ ،‬يقوم قابض الضرائب ابستعمال أدوات التحصيل‬
‫اإلجباري مبا فيها إصدار إشعار للمؤسسات املالية لتجميد األرصدة املالية واقتطاع مستحقات الدولة من حساب‬
‫املكلف ابلضريبة أو اللجوء عند الضرورة إىل تطبيق إجراءات احلجز التحفظي أو التنفيذي على ممتلكات املدين‬
‫وبيعها يف املزاد العلين من أجل تسديد الديون اجلبائية املستحقة من طرف الدولة واهليئات العمومية إذا مل يتم‬
‫التحصيل عن طريق إجراءات التحصيل العادية‪.‬‬
‫• إجراءات حتصيل اإليرادات اخلارجة عن الضرائب وأمالك الدولة‪ :‬تتم ابلطرق التالية‪:‬‬
‫✓ التحصيل عن طريق الرتاضي‪ :‬يصدر اآلمرون ابلصرف‪ ،‬أوامر اإليرادات املتعلقة بتحصيل الديون‬
‫اخلارجة عن الضرائب وأمالك الدولة يف أجل أقصاه ثالثني (‪ )30‬يوما من إثباهتا وجيب أن تشتمل على أسس‬
‫تصفيتها والبياانت الضرورية للتعرف على املدين أو اقتطاع الدين‪ ،‬حيث ترسل أوامر اإليرادات إىل احملاسب‬
‫العمومي املتواجد يف حمل إقامة املدين من أجل التحصيل‪.‬‬
‫يقوم احملاسب العمومي إبجراءات التكفل بسند األمر ابلتحصيل يف سجالت احملاسبة املخصصة هلذا‬
‫الغرض‪ ،‬مث يقوم إبرسال اإلشعار إبصدار األمر ابإليراد إىل املدين يف أجل أقصاه مثانية ‪ 8‬أايم ابتداء من اتريخ‬
‫التكفل ابلسند‪ ،‬عن طريق رسالة خمتوم عليها مع اإلشعار ابالستالم ممضي من طرف املدين‪.‬‬
‫يف حالة عدم الدفع من طرف املدين يف أجل ثالثني ‪ 30‬يوم ابتداء من اتريخ إبالغ اإلشعار إبصدار سند‬
‫األمر بتحصيل اإليراد‪ ،‬جيب على احملاسب العمومي تذكي املدين إبرسال إنذار بدفع الدين املستحق خالل أجل‬
‫عشرين ‪ 20‬يوم‪ ،‬وبعد انتهاء هذا األجل يستطيع احملاسب اللجوء إىل استعمال أدوات التحصيل اإلجباري‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫✓ التحصيل اإلجباري‪ :‬إذا مل يدفع املدين الدين املستحق عليه‪ ،‬بعد انتهاء أجل الدفع لإلنذار ابلدفع املوجه‬
‫إليه‪ ،‬يقوم احملاسب العمومي إبرسال األمر ابلتحصيل إىل اآلمر ابلصرف الذي يضفي عليه الصيغة التنفيذية‬
‫ويصبح سند األمر بتحصيل اإليراد تنفيذاي‪ ،‬وهو اإلجراء الذي يسمح للمحاسب العمومي استعمال السلطة‬
‫العمومية لتنفيذ التحصيل اإلجباري حلقوق الدولة‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 16‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 46 -93‬املؤرخ يف ‪ 26‬فيفري ‪ 1993‬والذي حيدد آجال دفع‬
‫النفقات وحتصيل األوامر ابإليرادات والبياانت التنفيذية وإجراءات قبول القيم املعدومة "تتمثل الوثيقة اليت جتعل‬
‫سند اآلمر ابلتحصيل تنفيذاي‪ ،‬أبن توضع على نسخة األمر ابإليراد املصادق على مطابقتها من طرف احملاسبني‬
‫العموميني املختصني املعنيني‪ ،‬التأشية املتبوعة إبمضاء اآلمر ابلصرف‪ ،‬حيدد هذا األمر ابلصرف مبلغا (ليصبح‬
‫بياان تنفيذاي)‪ ،‬مث يرجع اآلمر ابلصرف أوامر اإليرادات اليت أصبحت تنفيذية إىل احملاسب العمومي املعين ابألمر يف‬
‫أجل أقصاه مخسة عشر يوم‪.‬‬
‫بعد إمتام هذا اإلجراء‪ ،‬أتخذ أوامر اإليرادات اليت أصبحت تنفيذية اسم بياانت تنفيذية‪ ،‬يرسلها احملاسب‬
‫العمومي إىل قابض الضرائب مبحل إقامة الدائنني حىت يتم التحصيل اإلجباري حلافظة إرسال حترر يف نسختني‪،‬‬
‫ويتكفل قابض الضرائب ابلبياان ت التنفيذية يف أجل أقصاه مثانية أايم إلبالغ احملاسب عن طريق نسخة من‬
‫حافظة إرسال حتمل إشارة االستالم والتكفل ابلبيان التنفيذي حيث يفتح البيان التنفيذي لقابض الضرائب أبواب‬
‫استعمال قوة السلطة العمومية من أجل تنفيذ التحصيل اإلجباري عن طريق‪:‬‬
‫‪-‬إصدار إشعار بدين لدى الغي‪ ،‬بواسطته يتم االقتطاع من املصدر للتحويالت املالية للمدين‪ ،‬وترسل هذه‬
‫اإلشعارات إىل البنوك واحملاسبني العموميني واملؤسسات املالية اليت يتعامل معها املدين من أجل خصم مبلغ احلقوق‬
‫الواجب دفعه من رصيد حسابه البنكي‪.‬‬
‫‪ -‬احلجز التحفظي‪ ،‬وهو حجز غي متبوع ابلبيع يف املزاد العلين أي حجز غي متبوع ابلتنفيذ حيث تبقى‬
‫األمالك موضوع احلجز كضمان لدى قابض الضرائب حىت يدفع املعين ابألمر كل املبالغ املستحقة للخزينة‬
‫العمومية‬
‫‪ -‬احلجز التنفيذي وهو حجز متبوع ابلبيع يف املزاد العلين يف حالة عدم حتصيل احلقوق بعد تطبيق احلجز‬
‫التحفظي‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪-4‬تقدير اإليرادات‬
‫عملية تقدير اإليرادات هي من اختصاص وزارة املالية‪ ،‬وابلتحديد إدارة الدراسات اجلبائية‪ ،‬واإلدارة العامة‬
‫‪1‬‬
‫للجمارك‪ ،‬تقدر اإليرادات العامة ابستخدام عدة طرق‪:‬‬
‫‪-‬التقدير اآلل‪ :‬وتتمثل هذه الطريقة يف تقدير اإليرادات املقبلة على أساس آل‪ ،‬ال يرتك للقائمني بتحضي‬
‫امليزانية أي سلطة تقديرية لتقدير اإليرادات املتوقع احلصول عليها‪ ،‬وتستند على قاعدة السنة قبل األخية إذ يتم‬
‫تقدير اإليرادات على أساس نتائج آخر ميزانية‪.‬‬
‫‪-‬طريقة الزايدة السنوية‪ :‬يتم تقدير اإليرادات العامة للسنة القادمة وزايدهتا بنسبة مئوية تقدر مبتوسط نسبة‬
‫الزايدة اليت حصلت يف اإليرادات العامة خالل سنوات سابقة( ‪ 3‬أو ‪ 5‬أو ‪ 7‬سنوات مثال)‪ ،‬يراعى يف ذلك توقع‬
‫ارتفاع الدخل القومي وازدايد النشاط االقتصادي‪ ،‬ويعاب على هذه الطريقة أنه ال ميكن اتباعها إال يف سنوات‬
‫االزدهار حيث تزداد اإليرادات العامة خالل الفرتة مبعدل متزايد وبصورة مؤكدة‪.‬‬
‫‪-‬التقدير املباشر‪ :‬تعتمد على التوقع أو التنبؤ ابجتاهات كل مصدر من مصدر اإليرادات العامة على حدى‬
‫وتقدير حصيلته املتوقعة بناءا على هذه الدراسة مباشرة‪ ،‬إذ تطلب السلطة املختصة من كل مؤسسة يف القطاع‬
‫العام أن يتوقع حجم مبيعاته وإيراداته العامة للسنة املالية املقبلة‪.‬‬
‫غي أنه ومن عيوب هذه الطريقة هو عدم األخذ بعني االعتبار التغيات الضريبية خالل السنة اجلارية مما ينتج‬
‫عنه تقدير بنسبة أقل لإليرادات يف فرتة الرخاء االقتصادي‪ ،‬وتقدير بنسبة أعلى لإليرادات يف فرتة الركود‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫تتبع اجلزائر طريقة التقدير املباشر‪ ،‬إذ أتخذ بعني االعتبار‪ ،‬عند تقديرها لإليرادات‪ ،‬األرقام األخية احملصلة‬
‫كضرائب‪ ،‬الزايدة احملتملة يف الناتج الوطين خالل السنة املقبلة‪ ،‬والتعديالت القانونية والتنظيمية املتعلقة ابلنظام‬
‫الضرييب خالل السنة‪.‬‬
‫ترتبط دقة تقدير اإل يرادات مبعرفة مدى تطور النشاط االقتصادي وتقديره على املدى القصي‪ ،‬وعلى مدى‬
‫حتكم السلطات العمومية يف تطور األسعار والدخل‪.‬‬
‫يف اجلزائر إضافة إىل العوامل السابقة‪ ،‬البد من أخذ عامل مهم وهو عامل خارجي واملتمثل يف اإليرادات‬
‫املتأتية من اجلباية البرتولية‪ ،‬إذ متثل هذه األخية جزء هام من إمجال إيرادات امليزانية‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬اخلطيب أمحد شحاذة‪ ،‬زهي شامية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.304‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل السادس‪:‬‬
‫التنظيم التقين للمحاسبة العمومية‬
‫يتم تنفيذ احملاسبة العمومية وفقا ملبادئ تقنية‪ ،‬تنطلق من نقطة الفصل بني مهام األعوان التنفيذين‪ ،‬وضرورة‬
‫التسجيل احملاسيب واملستندي لكل العمليات من أجل احلفاظ على األموال العامة وهو ما سنظهره يف ما سيأيت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عمليات احملاسبة العمومية‪ :‬متسك احملاسبة العمومية للسنة الكاملة وهي فرتة تنفيذ امليزانية وتشمل‬
‫‪1‬‬
‫العمليات التالية‪:‬‬
‫✓العمليات املتعلقة بتنفيذ امليزانية وابقي الواثئق امللحقة هبا وذلك ملدة السنة‪.‬‬
‫✓عمليات اخلزينة‪.‬‬
‫✓عمليات التسوية‪.‬‬
‫أساسا إىل حتديد وتنفيذ العمليات ومراقبتها‪ ،‬ابإلضافة إىل إعالم السلطات‬
‫مبا أن احملاسبة العمومية هتدف ً‬
‫بنتائج املراقبة والتسيي‪ ،‬فهي تتكون من جزأين‪ :‬جزء إداري (حماسبة إدارية) وجزء مال (حماسبة مالية)‪.‬‬
‫أ‪-‬احملاسبة اإلدارية‪ :‬وهي حماسبة اختاذ القرارات املتعلقة بتنفيذ امليزانية‪ ،‬تضع األوامر املتعلقة بدفع النفقات‬
‫وحتصيل اإليرادات‪ ،‬ومتسك من قبل اآلمر ابلدفع واملراقب املال وتتمركز يف وزارة املالية‪.‬‬
‫فمحاسبة االلتزامات هذه‪ ،‬تسمح مبتابعة استخدام االعتمادات امللتزم هبا واملتوفر منها فعالً‪.‬‬
‫ب‪ -‬احملاسبة املالية‪ :‬هي حماسبة عمليات الدفع والتحصيل‪ ،‬فهي عكس احملاسبة اإلدارية هتتم خاصة حبركة‬
‫األموال‪.‬‬
‫ويتم تسجيل العمليات املنجزة وفق أسلوبني حماسبيني‪:‬‬
‫❖ القيد املزدوج‪ :‬التسجيل املزدوج (القيد املزدوج)‪ :‬هذا النظام احملاسيب املتبع من قبل احملاسبني‬
‫الرئيسيني للخزينة‪ ،‬املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬أمني الوالية‪ ،‬حمصل املوارد املالية‪ ،‬يضم حساب دائن‬
‫وآخر مدين تسجل فيه العمليات ابملبالغ حسب طبيعتها ومصدرها‪.‬‬
‫❖ التسجيل البسيط (القيد املنفرد)‪ :‬وفق هذا النظام كل عملية حتصيل إليراد أو دفع لنفقة تسجل مرة‬
‫واحدة يف دفرت اليومية الذي يظهر األموال الواردة والصادرة ورصيد هناية اليوم‪.‬‬
‫يرفق دفرت اليومية بدفرت إضايف تقيد فيه حركة األموال حسب املصلحة أو القسم وطبيعة النشاط‪.‬‬
‫متارس احملاسبة املالية ابستخدام جمموعة من احلساابت‪ ،‬بعضها ميسك من طرف احملاسبني‪ ،‬والبعض اآلخر‬
‫(تعرف ابحلساابت النظامية ) متسك من قبل أعوان حماسبني هؤالء األعوان ال يقومون بتنفيذ عمليات حتصيل‬
‫اإليرادات وال عمليات دفع النفقات‪ ،‬بل مهمتهم تتمثل يف جتميع ومراجعة كل العمليات املنجزة من قبل احملاسبني‬

‫‪ 1‬بديسي فهيمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.54 ،53‬‬

‫‪81‬‬
‫مثل الوكالة املركزية حملاسب اخلزينة وأهم هذه احلساابت‪:‬‬
‫➢ احلساب اإلداري‪ :‬يعترب احلساب اإلداري نتيجة السنة املالية حيث يربز كل املصاريف احلقيقية اليت‬
‫صرفت واإليرادات اليت حتصلت فعال أثناء السنة املالية وكل البواقي اليت سجلت سواء ابلنسبة لقسم التسيي‬
‫والتجهيز واالستثمار‪.‬‬
‫فهو احلساب الذي يضمنه اآلمر ابلصرف ويسلم مع واثئق االثبات الالزمة جمللس احملاسبة يف أجل أقصاه‬
‫‪ 30‬جويلية من السنة املوالية للسنة املنتهية‪.‬‬
‫➢ ابلنسبة لقسم التجهيز واالستثمار فهناك ثالثة أنواع من الربامج هي‪:‬‬
‫أ – الربامج املنتهية‪ :‬وهي الربامج اليت تتساوى التزاماهتا مع اجنازاهتا؛‬
‫ب‪ -‬الربامج اليت هي يف طور االجناز‪ :‬وهي الربامج اليت تكون التزاماهتا اقل من نفقاهتا؛‬
‫ج‪ -‬الربامج الغي منجزة‪ :‬وهي الربامج اليت سجلت ومل تعرف التزام‪.‬‬
‫➢ حساب التسيري‪ :‬هو احلساب الذي يبني من خالله احملاسب كيفية تسييه لألموال العمومية ومقارنته‬
‫ابحلساب اإلداري‪.‬‬
‫جيب أن يقدم هذا احلساب مرف ًقا بواثئق اإلثبات الالزمة جمللس احملاسبة يف نفس اآلجال السابقة (‪30‬‬
‫جويلية من السنة املوالية للسنة املنصرمة وقبل ‪ 1‬سبتمرب ابلنسبة حملاسب اخلزينة)‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬أساسيات التنظيم التقين للمحاسبة العمومية‪:‬‬
‫يعتمد نظام احملاسبة العمومية يف اجلزائر على جمموعة متكاملة من الدفاتر والسجالت احملاسبية واليت تعترب‬
‫املصدر األساسي للمعلومات الفعلية اليت تعد على أساسها القوائم املالية احلكومية وابلتال‪ ،‬إذا كانت اجملموعة‬
‫املستندية متطورة فإهنا تسمح بتقدمي بياانت وتقارير مالية ذات جودة عالية تساعد على حتقيق اإلفصاح الكامل‬
‫والدقيق عن نتائج النشاط احلكومي‪.‬‬
‫أ‪-‬تنظيم الدورة املستندية‪:‬‬
‫هي أوىل مراحل الدورة احملاسبية وهي متثل األوعية اليت يسي فيها املستند منذ حتريره ماراً بكل مراكز اخلدمة أو‬
‫مراكز التكلفة اليت يؤثر فيها ويتأثر هبا حىت يفي املستند الغرض منه ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫يف هذا اإلطار‪ ،‬ختضع عملية مسك السجالت احملاسبية مبختلف أنواعها إىل قواعد صارمة على احملاسبني‬
‫‪1‬‬
‫العموميني احرتامها واليت ميكن تلخيصها يف العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬حتفظ سجالت احملاسبة وواثئق إثبات النفقات واإليرادات ملدة عشر سنوات‪.‬‬
‫‪-‬تكون صفحات سجالت احملاسبة مرقمة أبرقام متسلسلة وخمتومة خبتم اإلدارة املكلفة بتسييها‪.‬‬
‫‪ -‬جتنب احملو والشطب ‪.‬‬
‫‪ -‬عند التصحيح جيب إثبات العملية خبتم وتوقيع املوظف املسؤول على مسك هذه السجالت وجتدر اإلشارة‪،‬‬
‫أبن احملاسب العمومي يعتمد على استعمال بطاقة النفقات أو بطاقة اإليرادات عند إجراء أي قيد حماسيب‬
‫للعمليات املالية للدولة‪ ،‬وذلك حسب طبيعة العملية اليت يقوم بتنفيذها‪ ،‬حيث تعترب هذه البطاقات األدوات‬
‫األساسية إلثبات القيود احملاسبية للحساابت الدائنة أو املدينة‪.‬‬
‫وتطبيقا ملبدأ القيد املزدوج فإن أي قيد حماسيب للحساابت الدائنة يتطلب استعمال " بطاقة اإليرادات "ذات‬
‫اللون األخضر‪ ،‬مقابل قيد حماسيب حلساب مدين على األقل يثبت بواسطة القيد يف "بطاقة النفقات ‪" 2‬ذات‬
‫اللون األمحر مع ضرورة بيان أرقام احلساابت واتريخ إجراء العملية‪ ،‬إضافة إىل عرض مربرات العملية مصادق‬
‫عليها من طرف العون املكلف بتنفيذ القيد احملاسيب‪ ،‬حيث تعترب هذه األخية الدليل املادي للقيود احملاسبية اليت‬
‫جيب أن تكون مرفقة بواثئق إثبات العمليات املالية اليت يتم إدراجها ضمن حساب التسيي الذي يقوم إبعداده‬
‫احملاسب الرئيسي‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا اجملال‪ ،‬أنه يف حالة التأكد من ارتكاب أخطاء يف القيود احملاسبية املثبتة يف السجالت‬
‫احملاسبية يستعني احملاسب العمومي مبستند حماسيب خاص‪ ،‬وهو "بطاقة التسوية "اليت يتم استعماهلا من أجل إلغاء‬
‫القيد احملاسيب وتصحيح اخلطأ عن طريق عكس القيود احملاسبية املتعلقة ابلقيود احملاسبية اخلاطئة‪ ،‬حيث إن اللجوء‬
‫إىل استعمال إجراء بطاقة التسوية يعد استثناء للقيود احملاسبية يتطلب أتشية احملاسب العمومي الرئيسي املكلف‬
‫ابلتدقيق واملصادقة على بطاقة التسوية‪ ،‬مرفوقة بتربير أسباب إلغاء القيود احملاسبية األصلية‪.‬‬
‫ب‪-‬الدفاتر والسجالت احملاسبية يف احملاسبة العمومية ‪ :‬يعتمد نظام احملاسبة العمومية يف اجلزائر على‬
‫جمموعة من الدفاتر والسجالت احملاسبية التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬حممد صادق حامد راببعة‪ ،‬منوذج مقرتح لقياس جودة املعلومات احملاسبية على ترشيد اإلنفاق احلكومي األردين طبقا للمعايي الدولية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫فلسفة يف احملاسبة غي منشورة‪ ،‬كلية األعمال جبامعة عمان العربية‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ -‬شالل زهي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.150 ،138‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬مستخرج العمليات اليومية؛‬

‫‪ -‬دفرت األستاذ العام؛‬

‫‪ -‬سجل احلساابت العام؛‬

‫‪ -‬دفرت حساب الصندوق؛‬

‫‪ -‬ميزان احلساابت الشهري‪.‬‬


‫من جهة أخرى يستعني احملاسب العمومي مبستندات ذات طابع إحصائي‪ ،‬ألهنا ال ختضع للقواعد واألسس‬
‫احملاسبية املتعارف عليها مبا فيها مبدأ القيد املزدوج‪ ،‬حبيث تستمد هذه املستندات البياانت املالية من السجالت‬
‫احملاسبية السيما ميزان احلساابت الشهري هبدف توظيفها وتقدميها يف شكل جداول تكون مفيدة من اجلانب‬
‫اإلحصائي للمصاحل املركزية لوزارة املالية ويف هذا اإلطار تلعب السجالت البيانية واإلحصائية دورا هاما ومكمال‬
‫للدفاتر والسجالت النظامية‪ ،‬حيت أن استخدام األساس النقدي أو األساس النقدي املعدل ال يوفر بياانت كافية‬
‫ألجهزة الرقابة وابلتال‪ ،‬تساعد هذه األخية على تغطية العجز يف توفي البياانت املالية غي املتاحة يف السجالت‬
‫احملاسبية بصفة آلية‪ ،‬حبيث تنقسم املستندات ذات الطابع اإلحصائي إىل ما يلي‪:‬‬
‫✓ الوضعية املختصرة لعمليات اخلزينة؛‬
‫✓ احلساب اخلتامي للدولة؛‬
‫✓ الوضعية الشهرية والسنوية لتنفيذ ميزانية التسيي؛‬
‫✓ الوضعية الشهرية والسنوية لتنفيذ ميزانية التجهيز‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدمج املركزي للمحاسبة العمومية و إجراءات إقفال و إيداع احلساابت‬
‫يتبىن نظام احملاسبة العمومية يف اجلزائر النظام املركزي للمحاسبة العمومية‪ ،‬عن طريق تنظيم مصاحل اإلدارة‬
‫املالية للدولة بشكل يسمح بدمج وتركيز احملاسبة بصفة تدرجيية وفق مرحلتني أساسيتني‪ ،‬يف املرحلة األوىل يقوم‬
‫احملاسب الثانوي عند هناية كل شهر إبرسال جداول احلساابت إىل احملاسب الرئيسي التابع له‪ ،‬وذلك هبدف‬
‫مراقبة وتدقيق صحة ومشروعية القيود احملاسبية اليت قام بتنفيذها خمتلف احملاسبني الثانويني ودجمها إىل سجالته‬
‫احملاسبية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬يقوم أمني اخلزينة الوالئية‪ -‬بصفته احملاسب الرئيسي املكلف بدمج وتركيز حماسبة‬
‫احملاسبني الثانويني اخلاضعني لسلطته احملاسبية واملتواجدين يف إقليم الوالية‪ -‬عند هناية كل شهر ابستالم وتدقيق‬
‫اخلالصة احملاسبية الشهرية لكل من أمني خزينة ما بني البلدايت‪ ،‬قابض الضرائب‪ ،‬قابض اجلمارك‪ ،‬قابض أمالك‬

‫‪84‬‬
‫الدولة‪ ،‬إضافة حملاسبة الوكاالت املالية أو احملاسبني املعتمدين لفائدة املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫أما يف املرحلة الثانية‪ ،‬يقوم احملاسبون الرئيسيون للدولة يف هناية كل شهر إبرسال ميزان احلساابت اخلاصة‬
‫مبصاحلهم إىل العون احملاسيب املركزي للخزينة العمومية‪ ،‬من أجل مراقبتها وتدقيقها ودجمها إلعداد احلساب اخلتامي‬
‫العام للدولة‪ ،‬ويف حالة التحقق من وجود أخطاء حماسبية يعلم هذا األخي احملاسب الرئيسي املعين ابألمر‬
‫لتصحيحها يف أقرب اآلجال‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا اجملال‪ ،‬أبن عملية إرسال البياانت املالية احملاسبية على مستوى شبكة احملاسبني‬
‫العموميني ال تتم بصفة آلية بل تتطلب انتقال احملاسب الثانوي إىل مصاحل احملاسب الرئيسي وتسليم البياانت املالية‬
‫احملاسبية يف النسخة الورقية والنسخة اإللكرتونية‪ ،‬وذلك بسبب عدم وجود شبكة معلومات متطورة تربط خمتلف‬
‫احملاسبني العموميني على املستوى الوطين‪.‬‬
‫متتد السنة احملاسبية لنظام احملاسبة العمومية يف اجلزائر من ‪ 01‬جانفي إىل غاية ‪ 31‬ديسمرب من كل سنة‪،‬‬
‫حيث يتم إيقاف تسجيل العمليات املالية للسنة من أجل إعداد حساب التسيي وإيداعه يف اآلجال احملددة قانوان‬
‫لدى جملس احملاسبة‪ ،‬والذي يشتمل على جمموع العمليا ت اليت مت تنفيذها خالل السنة مهما كان اتريخ‬
‫استحقاقها‪ .‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬يقوم كل حماسب رئيسي بعملية إيقاف السنة املالية وتسوية القيود احملاسبية يف ‪31‬‬
‫ديسمرب من كل سنة هبدف غلق السنة املالية‪ ،‬حيث يتم حتديد رصيد اإلقفال للحساابت املالية إعداد ميزان‬
‫احلساابت السنوي‪ ،‬يتم حتميل احلساب اخلتامي للدولة ألي سنة مالية ابلنفقات اليت دفعت فعال خالل تلك‬
‫السنة و اإليرادات اليت قبضت خالل تلك السنة بغض النظر إذا كانت هذه النفقات و اإليرادات تعود إىل السنة‬
‫املالية نفسها أو سنة مالية سابقة‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن االعتمادات املالية املخصصة لتمويل تسديد نفقات التسيي واليت مل‬
‫تصرف يف هناية السنة املالية تلغى ويتم اعتبارها مبثابة إيرادات خمتلفة للميزانية‪ ،‬ألن الدفع سيتم يف السنة الالحقة‬
‫ضمن ميزانية جديدة‪ ،‬يف حني أن اال عتمادات املخصصة لتمويل تسديد نفقات التجهيز يتم إضافتها إىل الفصل‬
‫االعتمادا ت املخصصة يف امليزانية اجلديدة يف إطار تنفيذ برامج التجهيز متعددة السنوات‪.‬‬
‫ابلنسبة لإليرادات اليت مل تقبض خالل سنة إثباهتا فإهنا تبقى مستحقة حىت يتم حتصيلها وتسجيلها يف‬
‫احلساب اخلتامي للسنة املالية اليت قبضت فيها‪.‬‬
‫وفقا ألحكام املادة الثانية من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 56-96‬املؤرخ يف ‪ 22‬جانفي ‪ 1996‬واملتعلق آبجال‬
‫تقدمي احلساابت إىل جملس احملاسبة‪ ،‬جيب على اآلمرين ابلصرف الرئيسيني والثانويني واحملاسبني العموميني التابعني‬
‫ملصاحل الدولة واجلماعات اإلقليمية وخمتلف املؤسسات و اهليآت العمومية اخلاضعة لقواعد احملاسبة العمومية‪ ،‬أن‬
‫يودعوا حساابهتم اإلدارية وحساابت التسيي لدى كتابة ضبط جملس احملاسبة يف أجل أقصاه ‪ 30‬جوان من السنة‬
‫املوالية للميزانية املقفلة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫أما فيما خيص حساب التسيي للعون احملاسيب املركزي للخزينة العمومية‪ ،‬فتمدد فرتة إيداع احلساابت إىل غاية‬
‫‪ 01‬سبتمرب من السنة املوالية للميزانية املاضية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل السابع‪:‬‬
‫الرقابة على األموال العمومية‬
‫من أجل التحقق من التزام اهليئات العمومية واإلدارات العامة بضوابط وأحكام قوانني املالية ولضمان حسن‬
‫استعمال األموال العامة ومنعا للتبذير واالختالس‪ ،‬ابإلضافة إىل اإلجراءات اليت يتم من خالهلا تنفيذ امليزانية العامة‬
‫يف اببيها اإليرادات والنفقات العامة‪ ،‬ومهام املراقب املال‪ ،‬وكذلك احملاسب العمومي‪ ،‬هناك أنواع أخرى من الرقابة‬
‫اليت تطبق على األموال العامة‪ ،‬سنتعرض هلا يف هذا الفصل‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف الرقابة على األموال العمومية‪:‬‬
‫تعين الرقابة على األموال العمومية التفتيش‪ ،‬املالحظة والتحقيق من االستعمال احلسن لإلمكانيات البشرية‬
‫واملادية وكذلك الواثئق واحلساابت والقوانني واملراسيم والتعليمات املوضوعة كمقاييس لعمل املسيين ومعاقبة‬
‫املخالفني‪ ،‬وال تقتصر الرقابة على العالج بل تتعداه اىل الوقاية عن طريق تقدمي النصح هلم لتفادي األخطاء‬
‫‪1‬‬
‫مستقبال‪.‬‬
‫‪-2‬أنواع الرقابة ‪:‬‬
‫هناك عدة معايي تستخدم لتقسيم أنواع الرقابة‪ ،‬سنحاول التعرض ألمهها‪.‬‬
‫أ ‪ -‬الرقابة التلقائية الذاتية ‪:‬حيث تقوم هذه الرقابة على وجود آليات وقواعد ونظم داخل اجلهاز اإلداري‬
‫املعني ألجل تعيني مواطن الضعف واخللل وإصالحها يف الوقت املناسب مثل وضع سجل االقرتاحات وكذا التقومي‬
‫الدوري واالجتماعات املنتظمة هليئات اجلهاز اإلداري‪.‬‬
‫ب ‪-‬الرقابة الرائسية‪ :‬حيث تستند على حق الرئيس اإلداري يف التدخل من تلقاء نفسه أو بناءا على تظلم‬
‫أو طعن لتعقيب على أعمال مرؤوسيه ألجل املصادقة عليها أو تعديلها أو إلغائها وهذا طبقا للقوانني واألنظمة‬
‫اجلارية‪.‬‬
‫ت ‪-‬الرقابة الوصائية‪ :‬إن االستقالل القانوين للهيئات اإلدارية داخل السلطة التنفيذية مبوجب اكتساب‬
‫الشخصية املعنوية (بلدية‪ ،‬والية‪ ،‬مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪ )......‬ليس مطلقا ألن هذه األجهزة تبقى‬
‫خاضعة لقدر معني من الرقابة واإلشراف من طرف السلطة الوصية كوصاية الوال على أعمال البلدية مثال‪.‬‬
‫أوال ‪-‬الرقابة التشريعية‪ :‬إن السلطة التشريعية املتمثلة يف الربملان ختتص ابإلضافة إىل سن القوانني ابملراقبة‬
‫املالية لتنفيذ امليزانية العامة اليت سبق هلا أن أجازهتا من حيث التزام السلطة التنفيذية بتطبيق الربانمج وكذا خمتلف‬
‫أنشطة احلكومة املالية وجماالت تدخلها ‪.‬‬
‫‪-1‬الرقابة من طرف الربملان ‪:‬‬

‫‪ 1‬الصحن عبد الفتاح‪ ،‬مبادئ وأسس املراجعة علما عمال‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1974 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪88‬‬
‫يتألف الربملان من غرفتني (‪ )02‬؛اجمللس الشعيب الوطين وجملس األمة (‪ .)CNA‬تتم املمارسة الربملانية‬
‫قبل وأثناء وبعد تنفيذ املوازنة‪.‬‬
‫أ‪-‬الرقابة أثناء التنفيذ‪:‬‬
‫ميكن للربملان أن يراقب نشاط احلكومة والوزارات‪ ،‬يف اجملال املال بواسطة اآلليات التالية‪:‬‬
‫‪-‬االستماع واالستجواب‪ :‬خيول الدستور للربملان حق استجواب احلكومة كما مينحه حق االستماع إىل أي‬
‫وزير عن طريق األعضاء وكذا اللجان‪.‬‬
‫‪-‬السؤال‪ :‬جيوز ألي عضو من أعضاء اجمللس التشريعي أن يسأل أي وزير كتابة أو مشافهة عن أي موضوع‬
‫أو قضية ومنها القضااي املتعلقة بتنفيذ امليزانية‪.‬‬
‫‪-‬مناقشة بيان السياسة العامة ‪:‬طبقا للدستور تلتزم احلكومة بتقدمي بيان عن السياسة العامة كل سنة أمام‬
‫الربملان تتبعه مناقشة عمل وأداء احلكومة ملعرفة مدى تنفيذ برانمج‬
‫احلكومة املقدم للربملان بعد تعيينها‪.‬‬
‫‪-‬جلان التحقيق‪ :‬جيوز لكل غرفة من غرفيت الربملان يف حدود اختصاصها إنشاء جلان حتقيق يف أي وقت أثناء‬
‫السنة املالية للتحقيق يف القضااي ذات املصلحة العامة‪ ،‬وحيث تكون هذه اللجان فعالة يف مراقبة اإلدارة (‬
‫احلكومة ) حيدد القانون والنظام الداخلي للغرفتني كيفية تشكيل اللجان وإجراءات ووسائل أدائها ملهامها‬
‫التحقيقية ومحاية أعضائها وكذا اجلزاءات املرتتبة عن نتائج التحقيق)‪.‬‬
‫ب‪-‬الرقابة الالحقة‪ :‬ينص الدستور اجلزائري على أن تقدم احلكومة يف هناية كل سنة مدنية عرضا عن‬
‫استعمال االعتمادات املالية وكذا حتصيل اإليرادات حيث تتم مناقشتها واملصادقة عليها من طرف الربملان يف صورة‬
‫قانون يسمى قانون ضبط امليزانية الذي يثبت مبقتضاه مدى التحصيل الفعلي لإليرادات والتنفيذ الفعلي للنفقات‪،‬‬
‫كما يلزمها القانون تقدمي البياانت والواثئق الالزمة اليت تسمح للربملان ابلقيام ابملراقبة‪.‬‬
‫‪-2‬اجمللس الشعيب الوالئي ‪ :‬ميارس سلطته يف املراقبة من خالل ميزانية الوالية‪،‬وهي توقعات اإليرادات‬
‫والنفقات السنوية‪ ،‬اليت تسمح أبداء خدمات الوالايت وتنفيذ برامج التسيي والتجهيز‪.‬‬
‫يتم التصويت على مشروع ميزانية الوالية من قبل جملس الشعيب الوالئي‪ ،‬جيب التصويت على مشروع امليزانية‬
‫األول قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة املالية السابقة للسنة اليت ينطبق عليها مشروع املوازنة‪ ،‬جيب التصويت على‬
‫امليزانية اإلضافية قبل ‪ 15‬جوان من السنة املالية اليت تنطبق عليها امليزانية‪.‬‬
‫‪-3‬رقابة اجمللس الشعيب البلدي‪ :‬ميارس سلطته يف املراقبة من خالل ميزانية البلدية‪،‬وهي توقعات اإليرادات‬
‫والنفقات السنوية‪ ،‬اليت تسمح أبداء خدمات البلدايت وتنفيذ برامج التسيي والتجهيز‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫يتم التصويت على مشروع ميزانية البلدية من قبل جملس الشعيب البلدي‪ ،‬جيب التصويت على مشروع امليزانية‬
‫األول قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة املالية السابقة للسنة اليت ينطبق عليها مشروع املوازنة‪ ،‬جيب التصويت على‬
‫امليزانية اإلضافية قبل ‪ 15‬جوان من السنة املالية اليت تنطبق عليها امليزانية‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫تتم ممارسة الرقابة اإلدارية من طرف األعوان الذين مت تعيينهم من طريف وزير املالية‪ ،‬ويتعلق األمر ابملراقب‬
‫املال‪ ،‬واحملاسب العمومي ‪ ،‬واملفتشية العامة للمالية‪ ،‬وعلى اعتبار أننا تطرقنا ألعمال كل من املراقب املال‪،‬‬
‫واحملاسب العمومي‪ ،‬فسنركز على رقابة املفتشية العامة للمالية‪.‬‬
‫‪-1‬رقابة املفتشية العامة للمالية‪:‬‬
‫أ‪-‬تعريف املفتشية العامة للمالية‪ :‬أنشأت املفتشية العامة للمالية يف ‪1‬مارس‪ ،1980‬أما ابلنسبة ملهامها‬
‫وصالحياهتا فقد حددها املرسوم التنفيذي ‪78 /92‬الصادر يف ‪ ،1992/02/22‬والذي ألغي بدوره مبوجب‬
‫املرسوم التنفيذي‪ 272/08‬الصادر يف ‪.2008/09/06‬‬
‫تعترب املفتشية العامة للمالية كجهاز للرقابة املالية الالحقة‪ ،‬متارس رقابة على التسيي املال واحملاسيب ملصاحل‬
‫الدولة‪ ،‬واجلماعات اإلقليمية وكذا اهليئات واألجهزة واملؤسسات اخلاضعة لقواعد احملاسبة العمومية‪ ،‬وعليه فإن‬
‫خمتلف الصفقات اليت تربمها هذه اهليئات ختضع لرقابة املفتشية العامة للمالية‪.‬‬
‫كما حتدد عمليات الرقابة للمفتشية العامة للمالية‪ ،‬يف برانمج سنوي يعرض على وزير‬
‫املالية‪ ،‬خالل الشهرين األولني من كل سنة حسب األهداف احملددة‪ ،‬وتبعا لطلبات أعضاء احلكومة أو‬
‫اهليئات واملؤسسات املؤهلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬جمال رقابة املفتشية العامة للمالية‪:‬‬
‫تكون عمليات رقابة املفتشية العامة للمالية على الواثئق يف عني املكان‪ ،‬وتتم إما بطريقة فجائية‪ ،‬ابلنسبة‬
‫للفحوصات والتحقيقات‪ ،‬وإما عن طريق التبليغ املسبق ابلنسبة للدراسات‪ ،‬ويلتزم مسؤولوا املصاحل‪ ،‬أو اهليئات‬
‫املعنية بعملية الرقابة‪ ،‬والتقييمات أو اخلربات بضمان شروط العمل الضرورية لوحدات املفتشية العامة للمالية‪،‬‬
‫وذلك ابلقيام مبا أييت‪:‬‬
‫‪-‬السماح لوحدات املفتشية العامة للمالية ابلدخول إىل مجيع اجملاالت اليت تستعملها أو تشغلها اهليئات‬
‫واملصاحل املعنية ابملراقبة؛‬
‫‪-‬تقدمي األموال والقيم اليت حبوزهتم‪ ،‬وإطالعهم على كل الدفاتر‪ ،‬أو الواثئق‪ ،‬أو التربيرات‪ ،‬أو املستندات‬
‫املطلوبة؛‬

‫‪90‬‬
‫‪-‬اإلجابة على طلبات املعلومات املقدمة؛‬
‫‪-‬إبقاء احملادثني يف مناصبهم طيلة مدة املهمة‪.‬‬
‫ولتسهيل مهام املفتشية العامة للمالية‪ ،‬ال ميكن ملسؤول املصاحل أو اهليئات اخلاضعة للرقابة‪ ،‬أو األعوان‬
‫املوضوعني حتت سلطتهم‪ ،‬التملص من الواجبات املذكورة أعاله‪ ،‬والتحجج ابحرتام اهلرم السلمي‪ ،‬أو السر املهين‬
‫أو الطابع السري للمستندات الواجب فحصها‪ ،‬أو العمليات الالزم رقابتها‪.‬‬
‫كما ميكن لوحدات املفتشية العامة للمالية يف إطار أعمال التحقيق أن تطلب من مسؤول اإلدارات‬
‫واهليئات العمومية‪ ،‬وكذا األعوان املوضوعني حتت سلطتهم‪ ،‬اإلطالع على كل املستندات واملعلومات املتعلقة‬
‫مبوضوع الرقابة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقييم تدخالت املفتشية العامة للمالية‪:‬‬
‫رغم أن املشرع زود املفتشية العامة للمالية بصالحيات كبية‪ ،‬تسمح هلا ابلتدخل وتفتيش اهليئات اخلاضعة‬
‫لرقابتها ومراجعة حساابهتا بكل حرية‪ ،‬إال أن نتائج تدخالهتا ليست يف مستوى االختصاصات الكبية اليت‬
‫منحت هلا‪ ،‬كما أن التقارير اليت تعدها سواء الدورية أو السنوية تبقى جمرد مالحظات ونتائج وفقط‪ ،‬وال ميكن أن‬
‫تكون ملزمة للهيئات املعنية ابلرقابة‪.‬‬
‫إن قيمة وفعالية الرقابة تقدر مبا تنتهي إليه من قرارات تنفيذية‪ ،‬يف حالة مالحظة وتقرير جتاوزات أو‬
‫خمالفات‪ ،‬وهو ما ال جنده يف رقابة املفتشية العامة للمالية‪ ،‬حيث أنه ويف حالة معاينة تغيات أو أتخيات هامة يف‬
‫حماسبة اهليئة املراقبة‪ ،‬يقوم مسؤولوا الوحدات العملية للمفتشية العامة للمالية بطلب حتسني هذه احملاسبة‪ ،‬وإعادة‬
‫ترتيبها من املسيين املعنيني‪.‬‬
‫أما يف حالة عدم وجود هذه احملاسبة‪ ،‬أو أهنا تعرف أتخيا أو اختالال‪ ،‬يؤدي إىل‬
‫استحالة فحصها‪ ،‬يكتفي مسؤولوا الوحدات العملية للمفتشية العامة للمالية‪ ،‬بتحرير حمضر قصور‪ ،‬يرسل إىل‬
‫السلطة السلمية أو السلطة الوصية املختصة‪ ،‬حىت أتمر إبعادة إعداد احملاسبة املقصودة أو حتسينها‪ ،‬واللجوء إىل‬
‫اخلربة إن اقتضى األمر ذلك‪ ،‬مع إعالم املفتشية العامة‪ ،‬وهي نفس النتائج اليت تنطبق كذلك‪ ،‬يف حالة عدم‬
‫مسك الواثئق واملستندات احملاسبية واملالية واإلدارية‪ ،‬املنصوص عليها‪ ،‬أما إذا متت معاينة قصور أو ضرر جسيم‬
‫خالل عمليات التفتيش‪ ،‬فنجد أن دور املفتشية العامة للمالية ال يتعدى سوى اإلعالم الفوري للسلطة السلمية أو‬
‫الوصية‪ ،‬حىت تتخذ التدابي الضرورية والالزمة حلماية مصاحل هذه اهليئة أو املؤسسة حمل عملية املراقبة‪ ،‬وإعالم‬
‫املفتشية العامة للمالية‪ ،‬ابلتدابي املتخذة كما هو عليه احلال يف احلاالت السابقة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫اثنيا‪-‬رقابة جملس احملاسبة‬
‫أ‪ -‬تعريف‪ :‬يعد جملس احملاسبة مؤسسة للرقابة املالية الالحقة‪ ،‬عرف منذ إنشائه العديد من التعديالت‬
‫والتغيات‪ ،‬وهو ما يبني األمهية الكبية اليت حيظى هبا‪ ،‬والدور اهلام الذي يقوم به يف جمال محاية املال العام وقد‬
‫أشار دستور‪ 1996‬إىل جملس احملاسبة يف الفصل األول من الباب الثالث املعنون ابلرقابة واملؤسسات االستشارية‪،‬‬
‫حيث جاء يف املادة ‪ :170‬يؤسس جملس حماسبة يكلف ابلرقابة البعدية ألموال الدولة واجلماعات اإلقليمية‬
‫واملرافق العمومية‪.‬‬
‫كما كرس دستور‪ 2016‬يف مادته‪ 192‬استقاللية جملس احملاسبة‪ ،‬وعزز دوره يف جمال الرقابة على األموال‬
‫العمومية‪ ،‬كما خوله مهمة املسامهة يف تطوير احلكم الرشيد والشفافية يف تسيي األموال العمومية‪.‬‬
‫حاليا يسري على جملس احملاسبة القانون ‪ 32-90‬املؤرخ يف ‪ 4‬ديسمرب ‪ ،1995‬املعدل واملتمم لألمر ‪-10‬‬
‫‪ 02‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬والذي مينحه صالحيات واسعة‪ ،‬ويعطيه اختصاصا شامال لرقابة األموال‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ب‪ -‬طبيعة وأهداف رقابة جملس احملاسبة‪:‬‬
‫يعترب جملس احملاسبة املؤسسة العليا للرقابة الالحقة ألموال الدولة واجلماعات احمللية‪ ،‬يتمتع ابختصاص إداري‬
‫وقضائي‪ ،‬وابالستقالل الضروري يف أداء املهام املوكلة إليه ضماان ملوضوعية وحياد فعالية أعماله‪ ،‬ويتوىل جملس‬
‫احملاسبة التدقيق يف شروط استعمال وتسيي األموال العمومية‪ ،‬من طرف اهليئات اليت تدخل يف نطاق اختصاصه‪،‬‬
‫والتأكد من مطابقة عملياته املالية واحملاسبية للقوانني والتنظيمات‪.‬‬
‫وهتدف الرقابة اليت ميارسها جملس احملاسبة‪ ،‬إىل تشجيع االستعمال املنتظم والصارم لألموال العمومية‪،‬‬
‫والتأكيد على إجبارية تقدمي احلساابت‪ ،‬وسي املالية العمومية بكل شفافية‪.‬‬
‫كما يساهم يف تعزيز الوقاية ومكافحة مجيع أشكال الغش‪ ،‬واملمارسات غي املشروعة‪ ،‬اليت تشكل تقصيا يف‬
‫األخالقيات ويف واجب النزاهة‪ ،‬أو اليت تضر أبمالك الدولة واألموال العمومية‪.‬‬
‫ج‪ -‬كيفيات املراقبة اليت ميارسها جملس احملاسبة‪:‬‬
‫يعترب جملس احملاسبة السلطة العليا للمراقبة البعدية عن تسيي األموال العمومية‪ ،‬فإنه ميتلك صالحيات مراجعة‬
‫حساابت التسيي للمحاسبني العموميني الذين ميكن وضعهم يف حالة مدين إذا مت إثبات ارتكاهبم ملخالفة صرحية‬
‫للقوانني والتنظيمات املعمول هبا‪ ،‬أما يف حالة ما إذا مل يتم تسجيل أي خمالفة من طرف جهاز املراجعة حلساب‬
‫‪1‬‬
‫التسيي‪ ،‬يقوم جملس احملاسبة بتقدمي شهادة إبراء الذمة للمحاسب العمومي الذي كان حسابه حمل مراجعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شالل زهي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.150 ،148‬‬

‫‪92‬‬
‫‪-‬يتوىل جملس احملاسبة عملية املراقبة بعدة وسائل وآليات‪ ،‬حددها األمر رقم‪25‬‬
‫‪02‬املتعلق مبجلس احملاسبة‪ ،‬وهي حق االطالع وسلطة التحري‪ ،‬ورقابة نوعية التسيي‪ ،‬ورقابة االنضباط‪.‬‬
‫• حق االطالع وسلطة التحري‪ :‬يقوم جملس احملاسبة ابالطالع على كل الواثئق اليت من شأهنا تسهيل‬
‫عملية الرقابة‪ ،‬وتقييم تسيي املصاحل واهليئات اخلاضعة لرقابته‪ ،‬وإجراء كل التحرايت الضرورية من أجل االطالع‬
‫على املسائل املنجزة وذلك ابالتصال مع مجيع اإلدارات واملؤسسات العمومية اليت هلا عالقة بعملية الرقابة‪ ،‬كما‬
‫حيق لقضاة جملس احملاسبة الدخول إىل مجيع احملالت واألماكن‪ ،‬اليت تشملها أمالك اجلماعات العمومية‪ ،‬أو أية‬
‫هيئة خاضعة لرقابة اجمللس إذا تطلبت عملية التحرايت ذلك‪.‬‬
‫• رقابة نوعية التسيري‪ :‬يراقب جملس احملاسبة نوعية تسيي مجيع اهليئات اخلاضعة لرقابته‪ ،‬واليت تشمل‬
‫اجلماعات احمللية‪ ،‬وذلك بتقييم شروط استعماهلا لألموال العمومية‪ ،‬ومدى فعالية وجناعة تسييها‪ ،‬وفقا للمهام‬
‫واألهداف والوسائل املستعملة‪ ،‬ويتعني عليه التأكد من خالل حترايته من مالئمة وفعالية آليات وإجراءات الرقابة‬
‫الداخلية‪ ،‬ويقدم كل التوصيات اليت يراها مالئمة لتدعيم آليات الوقاية واحلماية والتسيي األمثل للمال العام‬
‫واملمتلكات العمومية‪.‬‬
‫كما يراقب جملس احملاسبة شروط منح واستعمال اإلعاانت اليت تقدمها الدولة واجلماعات احمللية‪ ،‬ومجيع‬
‫املرافق واهليئات العمومية اخلاضعة لرقابته‪ ،‬وهذا للتأكد من توفر الشروط الالزمة ملنح هذه اإلعاانت‪ ،‬ومطابقة‬
‫استعماهلا مع األهداف اليت منحت من أجلها‪ ،‬ومدى اختاذ اهليئات املستفيدة للرتتيبات املالئمة‪ ،‬وهذا للحد من‬
‫جلوئها إىل هذه املساعدات‪ ،‬وكذلك تقدمي أفضل الضماانت للوفاء ابلتزاماهتا إزاء اجلهات املاحنة هلذه اإلعاانت‪،‬‬
‫ويشارك اجمللس كذلك يف تقييم فعالية األعمال واملخططات والربامج اليت قامت هبا اهليئات العمومية اخلاضعة‬
‫لرقابته‪ ،‬واليت ابدرت هبا السلطات العمومية بغية حتقيق أهداف املصلحة الوطنية‪.‬‬
‫يتوىل جملس احملاسبة إعداد تقارير حتتوي على املعاينات واملالحظات والتقييمات اليت أجنزها‪ ،‬ويقوم إبرساهلا‬
‫إىل مسؤول املصاحل واهليئات املعنية وإىل سلطاهتم السلمية أو الوصية‪ ،‬لتقدمي إجاابهتم ومالحظاهتم‪ ،‬مث يضبط بعد‬
‫ذلك تقييمه النهائي‪ ،‬ويصدر كل التوصيات واالقرتاحات لتحسني فعالية تسيي املصاحل واهليئات املراقبة‪ ،‬ويرسلها‬
‫إىل السلطات اإلدارية املعنية‪ ،‬ويتعني على مسؤول اجلماعات واهليئات اخلاضعة لرقابة جملس احملاسبة‪ ،‬تبليغ النتائج‬
‫النهائية لعمليات الرقابة املنجزة اليت أرسلت إليهم‪ ،‬هليئات املداولة التابعة هلذه اجلماعات واهليئات يف أجل أقصاه‬
‫شهرين على أن يتم إخطار جملس احملاسبة بذلك‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثامن‪:‬‬
‫اخلزينة العمومية‬
‫تعترب اخلزينة العمومية اهليأة الرئيسية املسؤولة عن تنفيذ امليزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬تعريف اخلزينة العمومية وخصائصها‪:‬‬
‫اخلزينة العمومية هي مصلحة حكومية لتسيي ميزانية الدولة أي واردات احلكومة ونفقاهتا‪.‬‬
‫ميكن القول أن اخلزينة العمومية‪ ،‬ليست هلا الشخصية االعتبارية فهي عبارة عن هيئة مالية عمومية اتبعة‬
‫لوزارة املالية إذ تعترب إدارة من إداراهتا‪ ،‬وتنفيذ امليزانية يعتمد عليها كذلك‪.‬‬
‫نلخص خصائص اخلزينة العمومية يف ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬منشأة عامة مكلفة بتسيي ميزانية الدولة؛‬
‫‪-‬مصلحة اتبعة للدولة ليست هلا الشخصية املعنوية تقوم ابلتشخيص املال؛‬
‫‪ -‬تنفذ قانون املالية املصادق عليه من طرف الربملان‪ ،‬ليست مستقلة؛‬
‫‪-‬هي شخص إداري تعترب مبثابة بنك صغي‪.‬‬
‫تعد اخلزينة من بني أهم املؤسسات املالية‪ ،‬أل ّن تنفيذ امليزانية يعتمد ابلدرجة األوىل عليها‪ ،‬كما تضمن اخلزينة‬
‫كذلك كل األنشطة املالية لإلدارات املركزية (الوزارات) واجلماعات احمللية‪ ،‬واملؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري وحىت املؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫‪-2‬عمليات اخلزينة العمومية‪:‬‬
‫نصت املادة ‪ 06‬لقانون املالية لسنة ‪ 1996‬الذي قسم العمليات املسموح هبا للخزينة العمومية إىل أربع‬
‫‪2‬‬
‫جمموعات هي‪:‬‬
‫أ‪-‬العمل يات ذات الطابع النهائي واملدرجة يف امليزانية العامة وامليزانيات امللحقة واحلساابت اخلاصة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العمليات ذات الطابع املؤقت واملدرجة يف احلساابت اخلاصة‪.‬‬
‫جـ‪-‬العمليات املنفذة برأس املال واخلاصة ابلدين العمومي على املدى املتوسط والطويل ‪.‬‬
‫د‪ -‬عمليات اخلزانة‪ :‬وحتت وي من جهة على إصدار واستهالك القروض ذات املدى القصي‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫على ودائع املتعاملني مع اخلزينة‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬بديسي فهيمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.76 ،75‬‬
‫‪-‬سويلم حممد‪ ،‬اإلدارة والبنوك وصناديق االستثمار‪ ،‬مؤسسة زهران للطباعة األردن‪ ،1996 ،‬ص‪.100‬‬
‫‪-‬خبراز يعدل فريدة‪ ،‬تقنيات وسياسات التسيي البنكي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،2003 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ 2‬حسني الصغي‪ ،‬دروس يف املالية واحملاسبة العمومية‪ ،‬دار احملمدية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،2001 ،2‬ص ص ‪.140-139‬‬

‫‪95‬‬
‫هـ‪ -‬القيام ابلعمليات اخلاصة ابمليزانية وتلك املتعلقة ابخلزينة بصفتها مؤسسة‪.‬‬
‫من األدوار اليت تقوم هبا اخلزينة هو دور البنك ابلنسبة للدولة واملؤسسات العمومية‪ ،‬وألداء هذا الدور البد‬
‫من إجناز مهمتني مها‪:‬‬
‫✓ ضمان تنفيذ النفقات واإليرادات‪.‬‬
‫✓ جعل عملية التنفيذ ممكنة حىت يف حالة عدم كفاية اإليرادات‪.‬‬
‫إلجناز املهمة األوىل جيب استمرار حتصيل اإليرادات للتمكن من دفع النفقات‪ ،‬كما جيب السهر على توزيع‬
‫املوارد على خمتلف املناطق ل تمكني مؤسسات القطاع العمومي من معرفة ويف الوقت احملدد األموال املتوفرة‬
‫والضرورية لسداد التزاماهتا‪.‬‬
‫فحركة األموال هذه يفرتض أن توفر معلومات سريعة ودقيقة لتوقع عمليات الدفع احملددة مبوجب قرارات‬
‫االلتزام وأوامر الدفع‪ ،‬وهذا ما يسمح للخزينة من املتابعة املالية لكل املؤسسات العمومية وأتكيد الوضعية املالية‬
‫لوزارة املالية‪.‬‬
‫أما ابلنسبة جلعل عملية التنفيذ ممكنة حىت يف حالة عدم كفاية اإليرادات‪ ،‬تقوم اخلزينة ابملوازنة بني اإليرادات‬
‫والنفقات‪.‬‬
‫للقيام هبذا أمام اخلزينة ثالث مصادر للحصول على األموال الالزمة هي‪:‬‬
‫‪-‬حساابت ال ودائع‪ :‬وتتمثل يف عمليات اإليداع لألموال أبمر وحلساب اهليئات املكتتبة لدى اخلزينة‪ ،‬إذ‬
‫دائما‬
‫مبوجب القانون (قانون املالية) حتدد املؤسسات العمومية اجملربة على إيداع أمواهلا ابخلزينة ومبوجب القانون ً‬
‫حتدد شروط إيداع هذه األموال وكيفيات سحبها وهذا حسب نص املادتني ‪ 63‬و‪ 64‬من قانون املالية لسنة‬
‫‪ 1984‬إىل جانب إيداعات اخلواص‪.‬‬
‫‪-‬سندات اخلزينة‪ :‬هي عبارة عن أوراق مالية تصدرها اخلزينة على املدى القصي واملدى املتوسط بفوائد‬
‫مرتفعة وذلك لتشجيع االدخار من جهة وجلب السيولة الالزمة ملواجهة احتياجات اخلزينة ومتويل أعباء امليزانية‬
‫(التقليل من العجز) من جهة اثنية‪.‬‬
‫‪-‬قروض وتسبيقات من البنك املركزي اجلزائري‪.‬‬
‫وميكن تلخيص موارد واستخدامات اخلزينة العمومية يف اجلدول التال‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫جدول‪ :1‬موارد واستخدامات اخلزينة العمومية‬
‫املوارد‬ ‫االستخدامات‬
‫‪-‬ودائع وموارد جممعة‪ :‬نقود معدنية‪ ،‬صكوك‬ ‫‪-‬متويل اجلماعات احمللية ‪%90‬‬
‫بريدية‪ ،‬أذوانت اخلزينة‬ ‫‪-‬متويل إدارات الدولة‬
‫‪ -‬قروض يف السوق املال‬ ‫‪-‬قروض للمؤسسات واخلواص‬
‫‪-‬عالقة مع املؤسسات املالية‬ ‫‪-‬مساعدات للمؤسسات العامة‬
‫‪-‬البنوك والشركات املالية ‪:‬البنك املركزي ‪-‬‬
‫مؤسسات أخرى‬
‫املصدر‪ :‬خبراز يعدل فريدة‪ ،‬تقنيات وسياسات التسيي البنكي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،2003 ،‬‬
‫ص‪.77‬‬
‫‪-3‬حساابت اخلزينة العمومية‪ :‬تضم احلساابت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬احلساابت التجارية‪ :‬تدرج يف احلساابت التجارية املبالغ املخصصة لتنفيذ العمليات ذات الطابع الصناعي‬
‫والتجاري اليت تقوم هبا املصاحل العمومية التابعة للدولة بصفة استثنائية ( مثل عمليات الشراء وبيع السيارات‬
‫والعجالت املطاطية من قبل إدارة أمالك الدولة)‪.‬‬
‫‪-‬حساب التخصيص اخلاص‪ :‬تدرج العمليات املمولة بواسطة املوارد اخلاصة على إثر إصدار حكم يف قانون‪،‬‬
‫وميكن أن تتم موارده حبصة مسجلة يف املوازنة العامة للدولة ضمن احلدود املبينة يف قانون املالية وأمهها حساب‬
‫تسيي التكوين يف اخلارج‪ ،‬حساب صندوق ضبط املوارد‪.‬‬
‫‪ -‬حساب التسبيقات‪ :‬متنح للهيئات العمومية دون فائدة يف أجل أقصاه سنتني وميكن أن تتحول إىل قروض‬
‫بفوائد إذا تعذر تسديدها يف األجل‪ ،‬وهي تسبيقات للوالايت‪ ،‬تسبيقات للبلدايت‪ ،‬وتعوض هذه التسبيقات‬
‫ابملداخيل اجلبائية‪.‬‬
‫‪ -‬حساابت القروض‪ :‬تتمل يف القروض املمنوحة يف إطار عمليات التجديد أو يف إطار تدعيم التسبيقات‪،‬‬
‫وعند تسديدها يقيد مبلغ اهتالك قروض الدولة ابلرأمسال يف اإليرادات لفائدة حساب القرض املناسب‪ ،‬وخالفا‬
‫حلساب التسبيقات فإن حساابت القرض منتجة لفوائد عادة‪ ،‬ومتنحها الدولة ملدة تزيد عن ‪ 4‬سنوات‪.‬‬
‫‪-‬حساابت التسوية مع احلكومات األجنبية‪ :‬تقيد فيه احلساابت املنجزة يف إطار اتفاقيات دولية مصادق‬
‫عليها قانونيا‪ ،‬يف حساابت التسوية مع احلكومات األجنبية‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪-‬حساابت املسامهة أو املشاركة‪ :‬هي حساابت خمصصة إليواء األسهم اليت تصدرها املؤسسة العمومية لصاحل‬
‫الدولة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخر عمليات االكتتاب والتعويض عن التنازل وإعادة شراء سندات املسامهة‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل التاسع‪:‬‬
‫تطبيق معايري احملاسبة الدولية يف‬
‫القطاع العام‬
‫صممت املعايي احملاسبية الدولية للقطاع العام ‪IPSAS‬لتطبيقها على البياانت املالية املتعلقة ابملؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬وتتضمن مؤسسات القطاع العام احلكومات الوطنية واحمللية (الوالية‪ ،‬البلدية‪ )...‬واملنشآت املكونة هلا (‬
‫‪1‬‬
‫اجلامعات‪ ،‬املستشفيات)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إن أهداف جملس معايي احملاسبة الدولية يف القطاع العام هي خدمة الصاحل العام من خالل‪:‬‬
‫‪-‬وضع معايي عالية اجلودة إلعداد التقارير املالية يف القطاع العام؛‬
‫‪-‬تسهيل املقاربة بني املعايي الدولية والوطنية؛‬
‫‪-‬االرتقاء جبودة واتساق التقارير املالية يف العامل؛‬
‫وحيقق جملس معايي احملاسبة الدولية يف القطاع العام أهدافه عن طريق‪:‬‬
‫‪-‬إصدار معايي احملاسبة الدولية يف القطاع العام؛‬
‫‪-‬نشر واثئق أخرى تقدم إرشادات حول مواضيع وخربات إعداد التقارير املالية يف القطاع العام‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن املعايي احملاسبية الدولية للقطاع العمومي تعتمد على وصف وحتليل املعلومات املالية واحملاسبية‬
‫املتعلقة بنشاط السلطات العمومية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫يتمحور مضمون هذه املعايي على حتديد‪:‬‬
‫‪-‬تقدمي شكل ومضمون اجلداول املالية؛‬
‫‪ -‬واجب تقدمي املعلومة احملاسبية؛‬
‫‪ -‬طريقة املعاجلة احملاسبية ملختلف العمليات وكذا بعض مكوانت األصول واخلصوم‪.‬‬
‫متت صياغة الطبعة األوىل هلذه املعايي من طرف جلنة القطاع العام ‪ PSC‬التابعة للفيدرالية الدولية للخرباء‬
‫احملاسبيني‪ ، IFAC‬ففي سنة ‪ 2002‬مت اعتماد ‪ 20‬معيار ‪ IPSAS‬من خالل تكييف املعايي احملاسبية‬

‫‪ 1‬االحتاد الدول للمحاسبني‪ ،‬إصدارات املعايي احملاسبية للقطاع العام‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬طبعة‪ ،2010‬ص‪.14‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص‪.17 -16‬‬
‫‪ 3‬أنظر‬
‫‪-‬امساعيل حسين أمحرو‪ " ،‬احملاسبة احلكومية من التقليد إىل احلداثة"‪ ،‬دار امليسرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،6000 ،‬ص‪11‬‬
‫‪-‬ظريفي اندية‪ ،‬حاج جاب هللا أمال إصالح النظام احملاسيب للدولة وفق معايي احملاسبة الدولية يف القطاع العمومي‪ ، IPSAS‬جملة الدراسات القانونية‬
‫والسياسية – العدد ‪ ،7‬جانفي ‪.2018‬‬

‫‪100‬‬
‫الدولية ‪ IAS‬الصادرة عن اللجنة الدولية للتعيي احملاسيب مع واقع حماسبة القطاع العمومي‪.‬‬
‫لكن املالحظ على هذه املعايي هو إمكانية تطبيقها فقط على الدول اليت يعتمد نظامها احملاسيب على نظام‬
‫النشاط‪ ،‬الذي يرتكز على ربط العمليات احملاسبية بسنة نشأهتا وليس بوقت دفعها النفقات أو حتصيلها‬
‫اإليرادات‪ ،‬وعليه ومن أجل مراعاة الدول اليت ال تتوفر على هذا النظام أي الدول اليت تعتمد على نظام حماسبة‬
‫الصندوق مثل اجلزائر‪ ،‬قامت الفيدرالية الدولية للخرباء احملاسبيني ‪IFAC-PSC‬إبصدار معيار دول‬
‫‪IPSAS‬حدد خمتلف االلتزامات املطلوبة يف جمال املعلومة املالية والواجب تطبيقها على كل اهليئات اليت تتبىن‬
‫هذا النظام يف حماسبتها‪.‬‬
‫إىل جانب تقدمي بعض التوصيات واالقرتاحات اليت تساعد هذه اهليئات يف االنتقال من حماسبة الصندوق‬
‫إىل نظام النشاط‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ 10‬نوفمرب ‪ 2004‬قامت الفيدرالية الدولية للخرباء احملاسبيني ‪IFAC‬إبنشاء جملس املعايي‬
‫احملاسبية الدولية للقطاع العمومي ‪IPSASB‬طبعة جديدة للمعايي الدولية يف القطاع العمومي واليت أصبحت‬
‫تضم ‪ 24‬معيار دول ‪ PSAS‬ومن أجل مواكبة خمتلف التغيات احلاصلة يف اجملال املال واالقتصادي قام جملس‬
‫املعايي احملاسبية الدولية سنة ‪ ،2009‬بصياغة قائمة معايي جديدة ليصبح العدد اإلمجال هلذه املعايي ‪ 32‬معيارا‬
‫دوليا‪ ،‬ميكن ذكر بعضها كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ "01‬عرض البياانت املالية"‪ :‬يهدف لبيان طريقة عرض البياانت املالية ألغراض‬
‫العامة أي املوجهة لدافعي الضرائب‪ ،‬أعضاء اهليئات التشريعية‪ ،‬الدائنني واملوردين‪ ،‬الصحافة‪ ....‬من أجل املقارنة‬
‫بني بياانت املنشأة لفرتات سابقة أو البياانت املالية ملنشآت أخرى ‪.‬‬
‫‪-‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 02‬بياانت التدفق النقدي"‪ :‬حيدد هذا البيان مصادر التدفقات النقدية الواردة‬
‫والبنود اليت أنفق عليها النقد خالل فرتة تقدمي التقارير ورصيد النقد عند هناية هذه الفرتة‪ ،‬األمر الذي يسهل‬
‫عملية اختاذ القرارات املتعلقة ابالستخدام األمثل للنقد يف خمتلف األنشطة التشغيلية واالستثمارية للمنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 03‬السياسات احملاسبية التغيات يف التقديرات احملاسبية واألخطاء"‪ :‬يهدف إىل تعزيز‬
‫مدى مالئمة ومصداقية البياانت املالية اخلاصة ابملنشأة وقابلية مقارنة تلك البياانت عرب الوقت مع بياانت‬
‫منشآت أخرى من خالل فرض معياري على عملية املعاجلة احملاسبية واإلفصاح عن التغيات يف السياسات‬
‫والتقديرات احملاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ :04‬أاثر التغيات يف أسعار الصرف األجنيب‪ :‬يسمح إبدخال املعامالت ابلعمالت‬
‫األجنبية وكذا العمليات األجنبية يف البياانت املالية للمنشأة من خالل التعبي عن املعامالت وكذا ترمجة بياانت‬
‫العمليات األجنبية إىل عملة تقرير املنشأة ‪-.‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 05‬تكاليف االقرتاض"‪ :‬يتطلب هذا املعيار‬

‫‪101‬‬
‫التسجيل الفوري لتكاليف االقرتاض على أهنا مصروفات كما يتيح كمعاجلة بديلة رمسلة تكاليف االقرتاض املوجهة‬
‫مباشرة إىل متلك أو إنشاء أو إنتاج أصل معين‪.‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 06‬البياانت املالية املوحدة واملنفصلة "‪ :‬يطبق هذا املعيار عند عرض البياانت املالية‬
‫املوحدة ملنشأة اقتصادية تكون اتبعة للدولة بشكل كلي أو جزئي ‪.‬‬
‫‪-‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 07‬االستثمارات يف املنشآت الزميلة"‪ :‬يطبق هذا املعيار على االستثمارات املشرتكة مع‬
‫شركات أخرى يكون للدولة حق االحتفاظ حبصة ملكية على شكل حصة مسامهة أو شكل حقوق ملكية رمسي‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 08‬احلصص يف املشاريع املشرتكة "‪ :‬يطبق يف إعداد التقارير عن أصول والتزامات‬
‫وإيرادات املشروع املشرتك ويف البياانت املالية للمشاركني يف املشاريع املشرتكة بغض النظر عن األشكال واهلياكل‬
‫اليت تتم مبوجبها نشاطات الشراكة ‪.‬‬
‫‪-‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ "09‬االيراد من املعامالت التبادلية"‪ :‬اهلدف الرئيسي هو حتديد وقت االعرتاف ابإليراد‬
‫وبيان معاجلته احملاسبية‪ ،‬حيث حدد هذا املعيار خمتلف أشكال هذه اإليرادات واليت تنصب أساسا على تدفق‬
‫منافع اقتصادية مستقبلية أو إمكانية تقدمي خدمة للمنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪" 10‬التقرير املال يف االقتصادايت ذات التضخم املرتفع‪ :‬يطبق هذا املعيار على البياانت‬
‫املالية الرئيسية مبا فيها البياانت املالية املوحدة للمنشأة اليت تقدم تقاريرها ابلعملة الوظيفية اليت هي عملة االقتصاد‬
‫املفرط التضخم‪.‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪"11‬عقود االنشاء"‪ :‬يطبق هذا املعيار عند اعتبار الدولة مقاوال يشرف على اجناز كل‬
‫عقد يهدف إىل إنشاء أصل أو جمموعة أصول مرتبطة فيما بينها‪.‬‬
‫‪-‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ "12‬املخزون"‪ :‬يهدف املعيار إىل وصف املعاجلة احملاسبية للمخزون وفق نظام التكلفة‬
‫التارخيية‪ ،‬حيث تعترب تكلفة املخزون أصل يدرج ضمن امليزانية العمومية ويرحل حىت يتم االعرتاف ابإليرادات‬
‫املرتبطة به‪.‬‬
‫ميكن تقسيم معايي احملاسبة الدولية‪:‬‬
‫‪-1‬معايري متعلقة ابمليزانية العامة‪ :‬تضم‪:‬‬
‫‪-‬املعيار‪ :13‬عقود اإلجيار؛‬
‫‪ -‬املعيار‪ :16‬العقارات االستثمارية ؛‬
‫‪-‬املعيار‪ :17‬املمتلكات واملصانع واملعدات ؛‬

‫‪102‬‬
‫‪-‬املعيار‪ : 31‬االصول غي ملموسة ؛‬
‫‪ -‬املعيار‪ :12‬املخزون؛‬
‫‪ -‬املعيار‪ :5‬تكاليف اإلقراض؛‬
‫‪ -‬املعيار ‪ :25‬منافع املوظفني‪.‬‬
‫‪-2‬معايري متعلقة حبساابت التسيري‪:‬‬
‫‪ -‬املعيار‪ :9‬اإليراد الناتج عن عمليات التبادل؛‬
‫‪-‬املعيار‪ : 23‬اإليراد الناتج عن عمليات غي التبادلية ؛‬
‫‪-‬املعيار‪ : 3‬السياسات احملاسبية والتغيات يف التقديرات احملاسبية واألخطاء ؛‬
‫‪-‬املعيار ‪ : 14‬األحداث بعد اتريخ إعداد التقارير‪.‬‬
‫‪-3‬معايري متعلقة ابحلساابت اجملمعة للدولة‬
‫‪-‬املعيار‪ :6‬البياانت املالية املوحدة واملنفصلة ؛‬
‫‪-‬املعيار‪ :7‬احملاسبة عن االستثمارات يف املؤسسات الزميلة ؛‬
‫‪-‬املعيار‪ :8‬احلصص يف املشاريع املشرتكة‪.‬‬
‫‪-4‬معايري أخرى‪ :‬مثل‪:‬‬
‫‪-‬املعيار‪ :15‬األدوات املالية‪ ،‬اإلفصاح والعرض ؛‬
‫‪-‬املعيار‪ :10‬التقرير املال يف االقتصادايت ذات التضخم املرتفع ؛‬
‫‪-‬املعيار‪ :18‬تقدمي التقارير حول القطاعات ؛‬
‫‪-‬املعيار‪ :29‬األدوات املالية‪ ،‬االعرتاف والقياس‬
‫‪1‬‬
‫أهم املعايري احملاسبية املتبناة يف مشروع اإلصالح احملاسيب يف اجلزائر‪:‬‬
‫من خالل خمتلف املعطيات القانونية واحملاسبية اليت يتوفر عليها النظام احملاسيب احلال يف اجلزائر‪ ،‬ارأتت وزارة‬
‫املالية تبين مجلة من املعايي الدولية اليت تتماشى مع األهداف املسطرة ملشروع اإلصالح احملاسيب واليت تتمحور‬
‫أساسا حول تبين حماسبة الذمة‪.‬‬

‫‪ 1‬ظريفي اندية‪ ،‬حاج جاب هللا أمال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.232 ،231‬‬

‫‪103‬‬
‫وعليه فان أهم املعايي اليت مت الشروع يف جتسيدها على أرض الواقع تشمل أربعة معايي تتوفر جممل معطياهتا‬
‫املالية واحملاسبية يف النظام احملاسيب احلال‪ ،‬حيث مشلت هذه املعايي‪:‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ "01‬عرض البياانت املالية"‪ :‬لقد مت اختيار هذا املعيار من أجل إعادة هيكلة الواثئق‬
‫املالية واحملاسبية اليت يتم إصدارها حاليا ال سيما امليزان الشهري (وفق املعايي الدولية) من أجل تسهيل حتليلها‬
‫واستغالهلا من طرف كل املتعاملني مع الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 02‬بياانت التدفق النقدي"‪ :‬يعد هذا املعيار من أكثر املعايي سهولة للتطبيق على واقع‬
‫النظام احملاسيب نظرا لتماشيه مع نظام حماسبة الصندوق املعتمد يف احملاسبة العمومية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 16‬العقارات االستثمارية "‪ :‬لقد مت اعتماد هذا املعيار من أجل إدراج خمتلف عناصر‬
‫األصول اليت كانت تقيد يف دفاتر حماسبية اثنوية ضمن الشكل اجلديد ملوازنة الدولة من أجل إعطاء صورة واضحة‬
‫وشاملة على ذمة الدولة ومركزها املال‪.‬‬
‫‪-‬معيار ‪ IPSAS‬رقم ‪ " 23‬اإليراد من املعامالت غي التبادلية"‪ :‬يندرج هذا املعيار يف إطار اهلدف الشامل‬
‫واملتمثل يف االنتقال إىل حماسبة الذمة‪ ،‬حيث يسمح هذا املعيار بتكريس مبدأ احلقوق املثبتة ال سيما يف شقه‬
‫املتعلق ابإليرادات حيث يسمح بتسجيل كل الديون املستحقة للدولة يف جمال حتصيل الضرائب مبختلف أنواعها‪.‬‬
‫أمهية تبين املعايري احملاسبية الدولية للقطاع يف البيئة اجلزائرية ‪:‬‬
‫تكمن أمهية تبين املعايي احملاسبية الدولية للقطاع يف اجلزائر يف تطوير خمتلف جوانب النظام احملاسيب العمومي‬
‫‪1‬‬
‫واملتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬مقاربة احملاسبة العمومية ابحملاسبة املالية االقتصادية ؛‬
‫‪-‬حتقيق الشفافية واملصداقية واملوثوقية على املعلومات املالية العمومية‪ ،‬وجعلها قابلة للمقارنة سواء على املستوى‬
‫احمللي أو الدول ؛‬
‫‪ -‬فعالية نظام املعلومات تساعد يف الرقابة وتقييم أداء الوحدات احلكومية وقياس كلفة خدمتها‬
‫‪-‬تطبيق منطق األداء‪ ،‬إذ على الدولة جتاوز تسجيل أمالكها املنقولة وغي املنقولة وكل استثماراهتا كنفقات‪ ،‬وإمنا‬

‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬خالد جعارات‪ ،‬تطبيق املعايي احملاسبية الدولية للقطاع العام امللتقى الدول حول دور معايي احملاسبة الدولية يف تفعيل أداء املؤسسات واحلكومات‪،‬‬
‫جامعة ورقلة‪ ،‬اجلزائر يومي‪ 24‬و ‪25‬نوفمرب‪ ، 2014‬ص ‪.14‬‬
‫‪-‬آسيا قمو‪ ،‬اجتاه نظام احملاسبة العمومية اجلزائرية يف ظل معايي القطاع العام‪ ،،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‪ ،‬وعلوم‬
‫التسيي‪ ،‬ختصص حماسبة وجباية‪ ،2012 ،‬ص‪. 149‬‬

‫‪104‬‬
‫تقييدها يف جانب األصول كنفقات هتتلك مبرور الزمن ؛‬
‫‪-‬تطبيق مبدأ حماسبة احلقوق املثبتة ويقصد به كل النّواتج أو اإليرادات املثبتة منذ ظهور احلق‪ ،‬أي جمموع احلقوق‬
‫يكرس حق ال ّدائن العمومي‪ ،‬حيث تعطي قراءة أوضح ملالية الدولة؛‬ ‫املستح ّقة الّيت تكون حمال ألمر ابلتّحصيل ّ‬
‫‪-‬القضاء على الفساد اإلداري من خالل ضبط املوجودات العمومية وتوفي الرقابة على اإلنفاق العمومي‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫اخلامتة‬
‫تعترب احملاسبة العمومية وسيلة هامة لتنظيم نشاط الوحدات احلكومية الغي اهلادفة للربح‪ ،‬كما أهنا تعد‬
‫مصدرا أساسيا لتوفي املعلومات الالزمة للتخطيط املال‪ ،‬من أجل تسهيل عمليات املتابعة املستمرة والدائمة‬
‫للوضعية املالية وملعرفة الرصيد املال املتوفر‪ ،‬ومراقبة إنفاقه‪ ،‬فهي األداة حلفظ املال العام من سوء االستخدام‪.‬‬
‫كما أن احملاسبة العمومية تعتمد على ثالثة مبادئ أساسية‪ ،‬مبدأ تنظيمي‪،‬مبدأ قانوين‪ ،‬ومبدأ تقين‪ ،‬كما‬
‫تتضمن معايي وإجراءات رقابية أكثر من تلك املستخدمة يف األنظمة األخرى‪ .‬ألهنا تتعلق بتسيي نفقات‬
‫وإيرادات الدولة‪.‬‬
‫تستند مهمة تنفيذ العمليات املالية للدولة إىل عدة أعوان يسند إليهم مهام وسلطات حمددة قانوان واملتمثلة‬
‫يف اآلمر ابلصرف واحملاسب العمومي واملراقب املال‪ ،‬ابإلضافة إىل هيئات خمتلفة حددها القانون‪ ،‬تقوم ابلرقابة‪.‬‬
‫إن تضافر عمل كل هذه الوحدات يساهم يف احملافظة على األموال العمومية‪ ،‬وترشيد استخدامها‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬قطب إبراهيم حممد‪ ،‬املوازنة العامة للدولة‪ ،‬اهليئة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪-‬ابراهيم املليجي‪ ،‬احملاسبة يف الوحدات احلكومية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪-‬امساعيل حسين أمحرو‪ " ،‬احملاسبة احلكومية من التقليد إىل احلداثة"‪ ،‬دار امليسرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪-‬االحتاد الدول للمحاسبني‪ ،‬إصدارات املعايي احملاسبية للقطاع العام‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬طبعة ‪.2010‬‬
‫‪-‬اخلطيب خالد شحاتة‪ ،‬زهي شامية‪ ،‬أسس املالية العامة‪ ،‬دار وائل للنشر‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬املنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪ ،‬النظام احملاسيب املوحد للدول العربية‪ ،‬عمان‪.1980 ،‬‬
‫‪-‬خبراز يعدل فريدة‪ ،‬تقنيات وسياسات التسيي البنكي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.2003 ،‬‬
‫‪-‬بديسي فهيمة‪ ،‬حماضرات يف احملاسبة العمومية‪ ،‬مطبوعات جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2001 ،‬‬
‫‪-‬برمحاين حمفوظ‪ ،‬املالية العامة يف التشريع اجلزائري‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة اإلسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫‪-‬مجال لعمارة‪ ،‬منهجية امليزانية العامة يف اجلزائر‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪.2004 ،‬‬
‫‪-‬حسني الصغي‪ ،‬دروس يف املالية واحملاسبة العمومية‪ ،‬دار احملمدية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪.2001 ،2‬‬
‫‪-‬خدجية االعسر‪ ،‬اقتصادايت املالية العامة‪ ،‬دار الكتب املصرية‪ ،‬القاهرة‪.2016 ،‬‬
‫‪-‬سعد بن حممد اهلوميل‪ ،‬عبد هللا بن علي محد احلسني‪ ،‬احملاسبة يف األجهزة احلكومية يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرايض‪.2005 ،‬‬
‫‪-‬سوزي عدل انشد‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪.2006 ،‬‬
‫‪-‬سويلم حممد‪ ،‬اإلدارة والبنوك وصناديق االستثمار‪ ،‬مؤسسة زهران للطباعة‪ ،‬األردن‪.1996 ،‬‬
‫‪-‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬أساسيات املالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1992 ،‬‬
‫‪-‬عبد هللا عبد السالم أمحد وآخرون‪ ،‬أساسيات احملاسبة احلكومية واحملليات‪ ،‬مركز جامعة القاهرة للتعليم املفتوح‪،‬‬
‫القاهرة‪.2000 ،‬‬
‫‪-‬عطية صالح سلطان‪ ،‬دور موازنة األداء والربامج يف دعم قرارات إدارة املالية العامة‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬دمشق‪ ،‬نوفمرب‪.2004‬‬
‫‪-‬حممد عباس بدوي‪ ،‬األمية إبراهيم عثمان‪ ،‬النظم احملاسبية اخلاصة‪ ،‬مطبعة االنتصار‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪-‬حممد حممد عبد اللطيف‪ ،‬األسس الدستورية لقوانني امليزانية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جامعة الكويت جملس النشر‬

‫‪109‬‬
‫العلمي‪ ،‬الكويت‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬حممدعباسي حجازي‪ ،‬احملاسبة احلكومية يف إدارة التنمية االقتصادية‪ ،‬إصدار املنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪،‬‬
‫‪.1988‬‬
‫‪-‬مسعى حممد‪ ،‬احملاسبة العمومية‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬عني مليلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2003 ،‬‬
‫‪-‬منصوري الزين‪ ،‬حماسبة عمومية‪ ،‬ص‪ ،4‬متوفر على املوقع‪:‬‬
‫‪،/https://www.fichier-pdf.fr/2013/08/14/comptabilite-publique-blida‬‬
‫اتريخ االطالع ‪2017/03/03‬‬
‫‪-‬وزارة املالية‪ ،‬مخسون سنة من اإلجناز‪ ،‬وزارة املالية‪ ،‬اجلزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪-‬ايسني شاوش بشي‪ ،‬املالية العامة املبادئ العامة وتطبيقاهتا يف القانون اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫وهران‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬القوانني واملراسيم‪:‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي‪ 15-18‬الصادر يف ‪ 2‬سبتمرب‪ ،2018‬املتعلق بقانون املالية اجلريدة الرمسية للجمهورية‬
‫اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬العدد‪.53‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 17/84‬املؤرخ يف ‪7‬جويلية‪ ،1984‬املتعلق بقانون املالية اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫الشعبية‪ ،‬العدد‪.28‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪26-92‬الصادريف ‪13‬جانفي ‪ ،1992‬يتعلق ابحلساابت اجلارية الربيدية للمحاسبني‬
‫العموميني والوكالء اإلداريني‪.‬‬
‫‪-‬قانون ‪ 21-90‬املؤرخ يف ‪ 15‬أوت ‪ ،1990‬املتعلق ابحملاسبة العمومية‪ ،‬اجلريدة الرمسية ‪ 35‬الصادرة يف‬
‫‪.1990/08/15‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 311-91‬املؤرخ يف ‪ 19‬سبتمرب ‪ ،2011‬املتعلق بتعيني احملاسبني العموميني‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪.52‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 312-91‬املؤرخ يف ‪ 1991/09/07‬واحملدد لشروط األخذ مبسؤولية احملاسبني‬
‫العموميني‪ ,‬وإيرادات مراجع ابقي احلساابت وكيفيات اكتتاب أتمني يغطي مسؤولية احملاسبني العموميني؛‬
‫‪-‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 313-91:‬مؤرخ يف ‪ 28‬صفر عام ‪ 1412‬املوافق ‪07‬سبتمرب ‪ 1991‬حيدد إجراءات‬

‫‪110‬‬
‫احملاسبة اليت ميسكها اآلمرون ابلصرف‪.‬‬
‫‪-‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 314-91‬املؤرخ يف ‪ 7‬سبتمرب‪1991‬يتعلق إبجراء تسخي اآلمرين ابلصرف للمحاسبني‬
‫العموميني‪.‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 414- 92‬املؤرخ يف ‪ 14‬نوفمرب‪ 1992‬واملتعلق ابملراقبة السابقة للنفقات‪.‬‬
‫‪-‬مرسوم تنفيذي ‪46 -93‬املؤرخ يف ‪ 6‬فيفري ‪ 1993‬حيدد آجال دفع النفقات وحتصيل األوامر ابإليرادات‬
‫والبياانت التنفيذية وإجراءات قبول القيم املنعدمة‪.‬‬
‫‪-‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 40-98‬املؤرخ يف ‪ 01‬فيفري ‪ 1998‬يتعلق بتحويل االختصاصات واملهام وتسيي‬
‫اهلياكل والوسائل واملستخدمني التابعة لتسيي ميزانية الدولة للتجهيز‪ ،‬ج ر عدد ‪ 05‬مؤرخة يف ‪ 04‬فيفري‬
‫‪.1998‬‬
‫‪-‬امللتقيات‪:‬‬
‫‪-‬خالد جعارات‪ ،‬تطبيق املعايي احملاسبية الدولية للقطاع العام‪ ،‬امللتقى الدول حول دور معايي احملاسبة الدولية يف‬
‫تفعيل أداء املؤسسات واحلكومات‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬اجلزائر يومي ‪ 24‬و ‪25‬نوفمرب‪.2014‬‬
‫‪-‬الرسائل واملذكرات‪:‬‬
‫‪-‬شالل زهي‪ ،‬آفاق إصالح نظام احملاسبة العمومية اجلزائري اخلاص بتنفيذ العمليات املالية للدولة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيي‪ ،‬جامعة بومرداس‪.2014 ،2013 ،‬‬
‫‪-‬آسيا قمو‪ ،‬اجتاه نظام احملاسبة العمومية اجلزائرية يف ظل معايي القطاع العام‪ ،،‬مذكرة ماجستي‪ ،‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية‪ ،‬وعلوم التسيي‪ ،‬ختصص حماسبة وجباية‪.2012 ،‬‬
‫‪-‬حممد صادق حامد راببعة‪ ،‬منوذج مقرتح لقياس جودة املعلومات احملاسبية على ترشيد اإلنفاق احلكومي األردين‬
‫طبقا للمعايي الدولية‪ ،‬أطروحة دكتوراه فلسفة يف احملاسبة غي منشورة‪ ،‬كلية األعمال جبامعة عمان العربية‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪-‬حلسن دردوري‪ ،‬سياسة امليزانية يف عالج عجز املوازنة العامة للدولة) دراسة مقارنة اجلزائر‪-‬تونس(‪ ،‬رسالة دكتوراه‬
‫علوم اقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2014/2013 ،‬‬

‫‪111‬‬
LIVRES:

- Boulifa Brahim, Marchés publics, BERTI Éditions, Alger, 2016.


- Chouvel, L’essentiel des finances publiques, Gualino Éditeur, 14ème édition,
Paris, 2013.
-François Deruel, Jacques Buisson, Budget et pouvoir financier, Edition Dalloz,
Paris 2001.
-Frank Mordacq, Les finances publiques, Presses Universitaires de France, 2ème
édition, Paris, 2012.
-HERNU Paul, La comptabilité publique, Gualino éditeur, Issy-Les-
Moulineaux, 2017.
-Martinez. Di Malta, Droit budgétaire, LITEC, Paris, 1999.

112

You might also like