You are on page 1of 54

‫رأي‬

‫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫א א‪:‬‬
‫ ‬ ‫‬ ‫ א‬ ‫‬ ‫‬
‫א‬
‫‬

‫إﺣالة ذاتية رقم ‪2022/60‬‬

‫‪www.cese.ma‬‬
‫رأي‬
‫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫א א‪:‬‬
‫ ‬ ‫‬ ‫ א‬ ‫‬ ‫‬
‫א‬
‫‬

‫إﺣالة ذاتية رقم ‪2022/60‬‬


ASA-C1-092021-60-7144-ar
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫طبقــاً لمقتضيــات المــادة ‪ 6‬مــن القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 128.12‬المتعلــق بالمجلــس‬


‫االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي‪ ،‬قـــرر المجلــس‪ ،‬فـــي إطــار إحالــة ذاتيــة‪ ،‬إعــداد رأي‬
‫حــول موضــوع اقتصــاد الرياضــة‪.‬‬
‫وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬عهـــد مكتــب المجلــس إلــى اللجنــة الدائمــة المكلفــة بالقضايــا‬
‫االقتصاديــة والمشــاريع االســتراتيجية بإعــداد هــذا الــرأي‪.‬‬
‫وخــال دورتهــا العاديــة الثالثــة والثالثيــن بعــد المائــة (‪ ،)133‬المنعقــدة بتاريــخ‬
‫‪ 28‬أبريــل ‪ ،2022‬صادقــت الج ْمعيــة العامــة للمجلــس االقتصـــادي واالجتماعـــي والبيئـــي‬
‫وفــرص‬
‫ِ‬ ‫باإلجمــاع علــى الــرأي ا ّلــذي يحمــل عنــوان‪« :‬اقتصــاد الرياضــة‪ :‬خــزا ٌن للنمــو‬
‫ُّ‬
‫الشــغل ينبغــي تثمينــه»‪.‬‬
‫إن هــذا الــرأي‪ ،‬الــذي تــم إعــداده وفــق منهجيــة تشــاركية‪ ،‬هــو نتــا ُج نقاشــات موســعة بيــن‬
‫مختلــف الفئــات المكونــة للمجلــس‪ ،‬وجلســات اإلنصــات المنظمــة مــع الفاعليــن المعنييــن‬
‫بهــذا الموضــوع‪ ،1‬وكــذا االستشــارات المواطنــة التــي أطلقهــا المجلــس علــى المنصــة‬
‫الرقميــة «أشــارك»‪.2‬‬

‫‪ - 1‬امللحق رقم ‪ :1‬الئحة الفاعلني الذين جرى اإلنصات إليهم‪.‬‬


‫‪ - 2‬امللحق رقم ‪ :4‬خالصات االستشارة التي مت إطالقها على املنصة الرقمية للمشاركة املواطنة حول موضوع اقتصاد الرياضة‬
‫باملغرب‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪6‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫ملخص‬

‫يســلط رأي المجلــس االقتصـــادي واالجتماعـــي والبيئـــي ا ّلــذي يحمــل عنــوان‪ « :‬اقتصــاد الرياضــة‪ :‬خــزا ٌن للنمــو‬
‫ـرص ُّ‬
‫الشــغل ينبغــي تثمينــه « الضــوء علــى قطــاع لــه تأثيــر قــوي‪ ،‬ال ســيما علــى فئــة الشــباب‪ ،‬بمــا يمكنهــم مــن‬ ‫وفـ ِ‬
‫المســاهمة فــي ديناميــة التنميــة االجتماعيــة واالقتصاديــة للبــاد‪.‬‬
‫وقــد حــرص المجلــس‪ ،‬مــن خــال هــذا الــرأي‪ ،‬علــى تحليــل مختلــف عناصــر سلســلة القيمــة المتعلقــة بهــذا‬
‫القطــاع‪ ،‬مــن أجــل اقتــراح المداخــل الكفيلــة بتنظيمــه علــى نحــو أمثــل وهيكلتــه وإضفــاء الطابــع االحترافــي‬
‫عليــه‪ ،‬وجعلــه صناع ـ ًة قائم ـ َة الــذات‪ ،‬بمــا ينســجم مــع توجهــات النمــوذج التنمــوي الجديــد‪.‬‬
‫ورغــم مــا يمثلــه الشــباب مــن مؤهــل ديموغرافــي مهــم بالنســبة لبالدنــا كفيـ ٍـل بالنهــوض باقتصــاد الرياضــة‪ ،‬فــإن‬
‫هــذا القطــاع ال يــزال يعانــي مــن العديــد مــن االختــاالت التــي تحــول دون تموقعــه كرافعـ ٍـة لخلــق الثــروة وفــرص‬
‫الشغل‪.‬‬
‫يخصصــون إال حيــزاً قليــا مــن الوقــت ُ‬
‫الح ـ ِّر‬ ‫ِّ‬ ‫ـج ُل َّ‬
‫أن المواطنــات والمواطنيــن ال‬ ‫وفــي مــا يتعلــق بالطلــب‪ ،‬يُسـ َّ‬
‫للنشــاط الرياضــي‪ ،‬حســب معطيــات المندوبيــة الســامية للتخطيــط‪ ،‬كمــا أن عــدد الرياضييــن ال ُم َجازيــن فــي‬
‫بالدنــا يبقــى ضعيف ـاً للغايــة‪ ،‬إذ ال يتعــدى ‪ُ 337.400‬مجـ ٍـاز‪ ،‬أي مــا يمثــل ‪ 1‬فــي المائــة مــن مجمــوع الســاكنة‪.‬‬
‫وعــاوة علــى ذلــك‪ ،‬ال تــزال الرياضــة بالمغــرب تعتبــر علــى نطــاق واســع قطاعــا ذا صبغــة اجتماعيــة محضــة‪،‬‬
‫يغيــب بعــده االقتصــادي ويتــم تدبيــره فــي الغالــب مــن قبــل جمعيــات تتأتــى مواردهــا بشــكل أساســي مــن الدعــم‬
‫العمومــي أو الخــاص‪.‬‬
‫ولــم تتــح مقتضيــات القانــون رقــم ‪ 30.09‬المتعلــق بالتربيــة البدنيــة والرياضــة‪ ،‬بالقــدر المأمــول‪ ،‬تحـ ُّول الفاعلين‬
‫أن‬
‫فــي القطــاع الرياضــي مــن جمعيــات إلــى شــركات خاصــة تتســم بجاذبيــة أكبــر بالنســبة للمســتثمرين‪ .‬كمــا ّ‬
‫األنظمــة األساســية النموذجيــة المعمــول بهــا بموجــب القانــون ســالف الذكــر ال تعالــج علــى النحــو الســليم‬
‫خصوصيــات مختلــف الفاعليــن فــي القطــاع الرياضــي‪.‬‬
‫ٍخــاص بالرياضييــن المحترفيــن والرياضييــن مــن المســتوى‬ ‫ٍ‬ ‫نظــام أساســي‬
‫ٍ‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬فــإن غيــاب‬
‫العالــي‪ ،‬يجعــل مــن مهنــة «الرياضــي» مهن ـ ًة ضعيف ـ َة االســتقطاب والتثميــن‪ ،‬علم ـاً أن مــدة المســار الرياضــي‬
‫قصيــرة‪ ،‬كمــا أن إعــادة توجــه الرياضييــن المحترفيــن نحــو مســارات مهنيــة أخــرى قــد يكــون صع ًبــا إذا لــم يتــم‬
‫التخطيــط لذلــك وتيســير مســالكه بشــكل مســبق‪.‬‬
‫وبنــا َء علــى هــذا التشــخيص‪ ،‬يقتــرح المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي إجــراء تحــوالت اقتصاديــة‬
‫واجتماعيــة هيكليــة مــن أجــل جعــل الرياضــة صناعــة قائمــة الــذات‪ ،‬وذلــك عبــر وضــع إطــار تنظيمــي مالئــم‬
‫وهيكلــة النشــاط الرياضــي وإضفــاء الطابــع االحترافــي عليــه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ٍ‬
‫جملة من اإلجراءات‪ ،‬نذكر منها على وجه الخصوص ما يلي‪:‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يوصي المجلس باتخاذ‬
‫ٍ‬
‫شــاملة للقانــون رقــم ‪ 30.09‬المتعلــق بالتربيــة‬ ‫ٍ‬
‫مراجعــة‬ ‫‪1 .‬علــى المســتوى التشــريعي والتنظيمــي‪ :‬إجــراءُ‬
‫البدنيــة والرياضــة‪ ،‬وكــذا األنظمــة األساســية النموذجيــة المعتمــدة بموجــب هــذا القانــون‪ ،‬بمــا يجعلهــا‬
‫تتــاءم مــع واقــع مختلــف الفاعليــن المعنييــن‪ ،‬بــدءاً مــن نــوادي األحيــاء ووصــوال إلــى األنديــة االحترافيــة‬
‫لكــرة القــدم‪.‬‬
‫‪2 .‬على مستوى الرأسمال البشري‪:‬‬
‫ ‪-‬وضــع اســتراتيجية للتكويــن وال ُم َوا َكبــة فــي مجــال مِ َهــن الرياضــة‪ ،‬مــع العمــل علــى إشــراك مجمــوع الفاعليــن‬
‫المعنييــن (الجامعــات الرياضيــة‪ ،‬األنديــة‪ ،‬الجماعــات الترابيــة‪ ،‬مكتــب التكويــن المهنــي وإنعــاش الشــغل‪،‬‬
‫الوكالــة الوطنيــة إلنعــاش التشــغيل والكفــاءات‪ ،‬وغيرهــا)؛‬
‫ ‪-‬التنقيــب عــن المواهــب منــذ سـ ٍّـن ُمبَكِ ـ َرة‪‌،‬مــن خــال العمــل علــى الخصــوص علــى تعزيــز برامــج المســابقات‬
‫المدرســية والجامعيــة؛‬
‫نظام أساسي خاص بالرياضيين المحترفين‪ ،‬يوفر لهم حماية اجتماعية مالئمة؛‬
‫ ‪-‬العمل على إحداث ٍ‬
‫ ‪-‬النهــوض بصــورة المــرأة المغربيــة فــي الرياضــة‪ ،‬مــن خــال تســليط المزيــد مــن الضــوء علــى إنجــازات‬
‫البطــات المغربيــات فــي مختلــف األصنــاف الرياضيــة‪.‬‬
‫‪3 .‬على مستوى الحكامة والتمويل‪:‬‬
‫ ‪-‬إعــادة النظــر فــي الطريقــة المعتمــدة فــي توزيــع الدعــم العمومــي‪ ،‬مــن خــال وضــع قواعــد ومعاييــر أكث ـ َر‬
‫إنصاف ـاً لتوزيــع الدعــم وتمكيــن الجامعــات الرياضيــة مــن وضــوح الرؤيــة‪ ،‬ال ســيما الجامعــات الصغــرى؛‬
‫ ‪-‬تحريــر ســوق حقــوق البــث التلفــزي‪ ،‬مــع الحــرص علــى التوزيــع العــادل‪ ،‬ووفــق مبــدأ االســتحقاق‪ ،‬للعائــدات‬
‫المحصلــة مــن حقــوق البــث؛‬
‫ ‪-‬إعــادة النظــر فــي االســتراتيجية المعتمــدة فــي مجــال التذاكــر‪ ،‬مــن أجــل اســتقطاب فئــات جديــدة مــن‬
‫الجماهيــر‪ ،‬مــن خــال اقتــراح مجموعــة مــن الخدمــات التــي تراعــي خصوصيــات مختلــف الفئــات؛‬
‫ ‪-‬ســن إلزاميــة التوفــر علــى المعلومــات الالزمــة بشــأن اآلثــار االقتصاديــة المتوقعــة قبــل تنظيــم أي تظاهــرة‬
‫رياضيــة‪ ،‬وذلــك لتحديــد صبغتهــا ونطاقهــا والتمييــز بيــن التظاهــرات ذات الصبغــة االجتماعيــة (التــي‬
‫تســتفيد مــن الدعــم) والتظاهــرات ذات الغايــات االقتصاديــة (تحقيــق عائــدات علــى االســتثمار)‪.‬‬
‫‪4 .‬على مستوى تدبير البنيات التحتية‪:‬‬
‫ ‪-‬جعــل أي مســاهمة ماليــة عموميــة فــي إنجــاز بنيــة تحتيــة رياضيــة مشــروطة بإعــداد دراســات قبليــة تحــدد‬
‫أهــداف هــذه البنيــة التحتيــة‪ ،‬ولمــاذا وقــع االختيــار علــى حجــم معيــن للمنشــأة‪ ،‬وتحــدد تكاليــف بنائهــا‬
‫واســتغاللها وصيانتهــا ونمــط تدبيرهــا؛‬
‫ ‪ -‬العمــل علــى وضــع أنمــاط تدبيريــة موحــدة لمالعــب القــرب‪ .‬وينبغــي أن تتضمــن دفاتــر التحمــات ذات‬
‫الصلــة مؤشــرات واضحــة للتتبــع‪ ،‬بمــا يمكــن مــن جعــل هــذه البنيــات فــي خدمــة األهــداف التــي حــددت لهــا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫ويتطل ـ ُع المجلــس عبــر التنزيــل الفعلــي لهــذه التوصيــات مــن الرفــع الملمــوس لحصــة مســاهمة الرياضــة فــي‬
‫الناتــج الداخلــي اإلجمالــي التــي قــدرت ســنة ‪ 2020‬بنــا ًء علــى المعطيــات المتوفــرة بحوالــي ‪ 0.5‬فــي المائــة‪.‬‬
‫كمــا مــن شــأن تفعيــل تلــك التوصيــات إرســاء االلتقائيــة بيــن مقاربــة جمعويــة تعتبــر الرياضــة نشــاطاً ترفيهيـاً‪،‬‬
‫وبيــن مقاربــة اقتصاديــة تــرى الرياضــة كقطــاع اقتصــادي يســتقطب االســتثمارات الخاصــة وقــادِ ٍر علــى خلــق‬
‫الثــروة ومناصــب الشــغل بكيفيــة مســتدامة‪.‬‬
‫إن هــذا الــرأي‪ ،‬الــذي ت ـ َّم إعــداده ِو ْف ـ َق منهجيــة تشــاركية مــع مجمــوع الفاعليــن المعنييــن‪ ،‬هــو نتــا ُج نقاشــات‬
‫َّ‬
‫موســعة بيــن مختلــف الفئــات المكونــة للمجلــس‪ ،‬وجلســات اإلنصــات المنظمــة مــع الفاعلين الرئيســيين المعنيين‬
‫بهــذا الموضــوع‪ ،‬وكــذا االستشــارة المواطنــة التــي تــم إطالقهــا علــى المنصــة الرقميــة الجديــدة «أشــارك»‪ .‬وقــد‬
‫أبــدى المشــاركون فــي هــذه االستشــارة اهتمامـاً كبيــراً بممارســة الرياضــة‪ ،‬كمــا أن الخالصــات المســتمدة منهــا‬
‫تتوافــق مــع التشــخيص الــذي تــم إنجــازه فــي إطــار هــذا الــرأي وكــذا مــع التوصيــات المقترحــة فــي هــذا الشــأن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫مقدمة‬
‫وعيـاً بالــدور الــذي تضطلــع بــه الرياضــة فــي تحقيــق أهــداف التنميــة المســتدامة‪ ،‬أقــرت‪ 3‬خطــة األمــم المتحــدة‬
‫للتنميــة المســتدامة لعــام ‪ 2030‬بالرياضــة كآليــة هامــة لتمكيــن النســاء والشــباب وتحقيــق أهــداف التنميــة‬
‫المســتدامة‪ ،‬فــي مجــاالت الصحــة والتربيــة والتعليــم واالندمــاج االجتماعــي‪ .‬وفــي المغــرب‪ ،‬تعتبــر الرياضــة‬
‫حق ـاً يكفلــه الدســتور‪ ،‬بمقتضــى الفصــل ‪« 26‬تدعــم الســلطات العموميــة بالوســائل المالئمــة‪ ،‬تنميــة اإلبــداع‬
‫الثقافــي والفنــي‪ ،‬والبحــث العلمــي والتقنــي والنهــوض بالرياضــة(‪»)...‬؛ والفصــل ‪ « 31‬تعمــل الدولــة والمؤسســات‬
‫العموميــة والجماعــات الترابيــة‪ ،‬علــى تعبئــة كل الوســائل المتاحــة‪ ،‬لتيســير أســباب اســتفادة المواطنــات‬
‫والمواطنيــن‪ ،‬علــى قــدم المســاواة‪ ،‬مــن الحــق فــي‪)...( :‬االســتفادة مــن التربيــة البدنيــة والفنيــة؛ والفصــل ‪33‬‬
‫«علــى الســلطات العموميــة اتخــاذ التدابيــر المالئمــة لتحقيــق مــا يلــي‪ )...( :‬تيســير ولــوج الشــباب للثقافــة‬
‫والعلــم والتكنولوجيــا‪ ،‬والفــن والرياضــة واألنشــطة الترفيهيــة(‪.»)...‬‬
‫ويقتضــي الحديــث عــن اقتصــاد الرياضــة قبــل كل شــيء تحديــد مــا نعنيــه أوالً بمفهــوم «الرياضــة»‪ :‬إمــا تحديــد‬
‫َّ‬
‫المنظمــة‪ ،‬أو القبــول بمدلولــه الشــائع والواســع‬ ‫نطــاق اســتخدامه فــي مجــال دقيــق هــو المنافســة الرياضيــة‬
‫للغايــة‪ ،‬الــذي يشــمل مــن يمارســون الرياضــة بشــكل مناســباتي أو حتــى النشــاط البدنــي الموصــوف مــن قبــل‬
‫األطبــاء‪ .‬ويأتــي هــذا الــرأي الســتكمال العمــل الــذي ســبق أن أنجــزه المجلــس االقتصــادي والجتماعــي والبيئــي‬
‫فــي ‪ 2019‬فــي إطــار اإلحالــة الــواردة مــن مجلــس المستشــارين حــول «السياســة الرياضيــة بالمغــرب»‪ ،‬وذلــك‬
‫مــن خــال دراســة جانــب اقتصــادي يتعلــق علــى وجــه الخصــوص بالتوصيــة المتمثلــة فــي «دعــم تطويــر جميــع‬
‫مكونــات اقتصــاد الرياضــة»‪.‬‬
‫وال تحتــل الرياضــة حتــى اآلن المكانــة الجديــرة بهــا فــي إطــار السياســة التنمويــة للبــاد‪ .4‬وفــي هــذا الصــدد‪،‬‬
‫فــإن االســتراتيجية الوطنيــة للرياضــة ‪ ،2008-2020‬التــي جــاءت تجســيداً لــإرادة الملكيــة الســامية لجعــل‬
‫الرياضــة «رافعــة قويــة للتنميــة البشــرية ولالندمــاج والتالحــم االجتماعــي»‪ ،‬لــم تُ َم ِّكــن مــن تحقيــق األهــداف‬
‫ـات ومحــاور اســتراتيجية واضحــة‬ ‫المســطرة علــى الرغــم مــن صياغــة رؤيــة سياســية طموحــة وتحديــد رافعـ ٍ‬
‫ومالئمــة ال تــزال تكتســي راهنيــة‪ .‬ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬فــإن مثــل هــذا الوضــع يحــد مــن قــدرة القطــاع علــى خلــق‬
‫ا عــن إعاقــة جهــود إضفــاء الصبغــة االحترافيــة‬ ‫القيمــة المضافــة وإحــداث مناصــب شــغل ذات جــودة‪ ،‬فض ـ ً‬
‫علــى األنشــطة الرياضيــة‪ ،‬وبــروز أبطــال وطنييــن‪ ،‬أو تطويــر منظومــات خاصــة بهــذا القطــاع‪.‬‬
‫وعــاوة علــى ذلــك‪ ،‬يشــكل غيــاب نظــام للتتبــع والتقييــم خــاص بقطــاع الرياضــة عائقـاَ أمــام الدراســة المتعمقــة‬
‫لعناصــر هــذه ا االقتصــاد‪ .‬وتتســم المعطيــات المتاحــة‪ ،‬علــى قلتهــا‪ ،‬بتباينهــا أحيا ًنــا بيــن الفاعليــن المعنييــن‬
‫(علــى ســبيل المثــال عــدد المجازيــن أو الجمعيــات أو الممارســين)‪ ،‬كمــا تظــل األرقــام المحققــة متدنيــة وال‬
‫ترقــى إلــى مــا تــم تســطيره مــن أهــداف فــي إطــار االســتراتيجية الوطنيــة للرياضــة‪.‬‬

‫‪.Le rôle du sport dans la réalisation des objectifs de développement durable », Wilfried Lemke chronique ONU « - 3‬‬

‫‪ - 4‬انظر إحالة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي رقم ‪ 2019/26‬حول موضوع السياسة الرياضية في المغرب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫ويتمثــل الهــدف الرئيســي مــن هــذه اإلحالــة الذاتيــة للمجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي فــي الوقــوف‬
‫علــى واقــع حــال اقتصــاد الرياضــة‪ ،‬مــن أجــل اقتــراح مداخــل التغييــر الكفيلــة بالرفــع مــن مســاهمة قطــاع‬
‫الرياضــة فــي خلــق الثــروة وإحــداث فــرص الشــغل‪ ،‬وجعلــه قاطــرة اقتصاديــة واجتماعيــة لبالدنــا‪.‬‬
‫ومــن أجــل رصــد العوامــل التــي مــن شــأنها أن تتيــح هــذا التطــور‪ ،‬تنطلــق هــذه اإلحالــة الذاتيــة مــن تشــخيص‬
‫لواقــع الحــال يرصــد المتدخليــن المعنييــن واألســواق وسالســل القيمــة‪ ،‬مــن جهــة‪ ،‬ويســلط الضــوء علــى‬
‫الصعوبــات والعقبــات التــي تعيــق تطويــر قطــاع الرياضــة بالمغــرب‪ .‬كمــا ســيتم اقتــراح خطاطــة لسلســلة القيمــة‬
‫الخاصــة بقطــاع الرياضــة وتقديــم توصيــف ألهــم مكوناتهــا‪ .‬وســتكون هــذه الخطاطــة مشــفوعة فــي األخيــر‬
‫بمجموعــة مــن التوصيــات مــن أجــل جعــل قطــاع الرياضــة رافعــة للتنميــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫أن هــذه اإلحالــة الذاتيــة تركــز بشــكل أساســي علــى اإلمكانــات‬ ‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬ينبغــي اإلشــارة إلــى ّ‬
‫االقتصاديــة للرياضــة‪ ،‬علمـاً أن المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي ســبق لــه أن أصــدر دراســة فــي إطــار‬
‫إحالــة واردة مــن لــدن مجلــس المستشــارين فــي ســنة ‪ 2018‬حــول موضــوع «السياســة الرياضيــة»‪ .‬وتبعـاً لذلــك‪،‬‬
‫لــن يتــم التطــرق فــي هــذه اإلحالــة الذاتيــة للقضايــا ذات العالقــة بالرياضــة كرأســمال غيــر مــادي‪ ،‬مــن قبيــل‬
‫الدبلوماســية الرياضيــة‪ ،‬والتماســك االجتماعــي‪ ،‬واآلثــار علــى الصحــة‪ ،‬وغيــر ذلــك‪ .‬وقــد تــم إدراج ملخــص رأي‬
‫المجلــس حــول السياســة الرياضيــة وكــذا التوصيــات ذات الصلــة بــه فــي مالحــق هــذا الــرأي (الملحــق رقــم ‪.)3‬‬
‫والمجمعــة‬
‫َّ‬ ‫أخيــراً‪ ،‬ي ْكمــن أحــد اإلكراهــات التــي تحــد مــن نطــاق هــذا الــرأي فــي قلــة المعطيــات‪ ،‬الدقيقــة منهــا‬
‫المتعلقــة بقطــاع الرياضــة‪ ،‬وهــو مــا مــن شــأنه أن يؤثــر ســلباً علــى عمليــات التحليــل الكمــي وتقييــم المنجــزات‬
‫واآلثــار الفعليــة‪ ،‬ســواء الراهنــة منهــا أو المســتقبلية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪1.‬تعريف وقياس اقتصاد الرياضة‬

‫‪1.‬تطور مفهوم اقتصاد الرياضة‬


‫المؤســس لســيمون روتنبــرغ (‪)Simon Rottenberg‬‬ ‫ِّ‬ ‫انطلــق التحليــل االقتصــادي لقطــاع الرياضــة عمو ًمــا بالمقــال‬
‫فــي ســنة ‪ .5 1956‬وقــد أتــاح هــذا المقــال تحديــد خصائــص هــذه الصناعــة الجديــدة‪ ،‬التــي ال تختلــف كثيـ ًرا عــن‬
‫الصناعــة بمفهومهــا التقليــدي‪.‬‬
‫وقــد ركــزت األدبيــات الالحقــة علــى كل القضايــا التــي مــن شــأنها أن تجعــل هــذا القطــاع صناعــة تحقــق قيمــة‬
‫مضافــة وتخلــق ســوقاً ومناصــب شــغل محليــة‪ ،‬والتــي أثــار الكثيــر منهــا جـ ً‬
‫ـداًل كبي ـ ًرا فــي أوســاط المختصيــن‬
‫فــي اقتصــاد الرياضــة‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬تــم علــى الخصــوص وضــع فرضيــة تحقيــق أقصــى قــدر مــن األربــاح‬
‫موضــع تســاؤل‪ ،‬كمــا ظهــر تبايــن فــي وجهــات النظــر‪ ،‬تجســد فــي نمــاذج تنظيــم المجموعــات الرياضيــة التــي تــم‬
‫اعتمادهــا فــي أمريــكا الشــمالية وأوروبــا‪.‬‬
‫وعــاوة علــى ذلــك‪ ،‬فقــد ارتكــز اقتصــاد الرياضــة علــى عــدة تخصصــات فرعيــة كاالقتصــاد الصناعــي مــن‬
‫أجــل تنــاول موضــوع تنظيــم المجموعــات الرياضيــة والعالقــات بيــن الفــرق الرياضيــة؛ وعلــى «نظريــة المقاولــة»‬
‫لتأكيــد صحــة فرضيــة تحقيــق أكبــر قــدر مــن األربــاح عندمــا تســجل العديــد مــن الفــرق الرياضيــة خســائر‬
‫مســتمرة للمــوارد الماليــة؛ وعلــى اقتصــاد العمــل لدراســة تأثيــر قيــود ســوق الشــغل التــي تحــد مــن تنقــل‬
‫الالعبيــن وتأثيــر ذلــك علــى األجــور؛ ثــم علــى نظريــة الطلــب مــن أجــل قيــاس تأثيــر متغيــرات مختلفــة علــى‬
‫حضــور المباريــات‪.‬‬
‫وال يشــكل اقتصــاد الرياضــة ككل قطاعــا منفصــا يمكــن قيــاس مؤشــراته اإلحصائيــة علــى حــدة‪ ،‬بــل إنــه‬
‫مكــون مــن مكونــات صناعــات وقطاعــات اقتصاديــة أخــرى‪ .‬وحســب عالــم االقتصــاد فالديميــر أندريــف‬
‫(‪ ،)Wladimir Andreff‬فــإن عبــارة «اقتصــاد الرياضــة» تخلــط‪ 6‬بيــن مــا تــم تمييــزه فــي اللغــة اإلنجليزيــة بيــن‬
‫«‪ ،»sports economy‬أي اقتصــاد الرياضــة الملمــوس أو القطــاع االقتصــادي للرياضــة‪ ،‬و» ‪،»sports economics‬‬
‫أي مــا يعنــي حرفيــا علــم اقتصــاد الرياضــة أو مجمــوع التحليــات االقتصاديــة المخصصــة لقطــاع الرياضــة‪،‬‬
‫للمــوارد الماليــة التــي يســتقطبها هــذا القطــاع وتلــك التــي يجــري تداولهــا داخلــه وتلــك التــي ينتجهــا‪ .‬وهكــذا‪،‬‬
‫فــإن دراســة اقتصــاد الرياضــة تقتضــي تحليــل األســواق الرئيســية التــي تحركهــا األنشــطة الرياضيــة ومــا‬
‫يواكبهــا مــن تغطيــة إعالميــة‪ ،‬وكــذا االســتعانة بــأدوات مــن قبيــل التحليــل االقتصــادي للتــوازن‪ ،‬ونظريــة األلعــاب‬
‫وعناصــر االقتصــاد الصناعــي واقتصــاد العمــل‪ ،‬مــن أجــل مقاربــة «صناعــة الرياضــات االحترافيــة»‪.‬‬
‫تفســير أوضــح للنشــاط‬
‫ٍ‬ ‫ويُعــد وضــع تعريــف فيلنيــوس (اإلطــار رقــم ‪​​)1‬تحســنا ملموســا فــي مســعى بلــوغ‬
‫االقتصــادي المرتبــط بالرياضــة‪ ،‬ومــن شــأنه أن يتيــح ألصحــاب القــرار السياســي فهمـاً أفضــل لهــذا االقتصــاد‬
‫وتأثيــره علــى الثــروة والتشــغيل‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬تمكنــت العديــد مــن البلــدان (ألمانيــا‪ ،‬المملكــة المتحــدة‪،‬‬
‫وموحــد‬
‫َّ‬ ‫معمــق‬
‫النمســا وغيرهــا) مــن إحــداث حســابات فرعيــة خاصــة بقطــاع الرياضــة‪ ،‬مــن أجــل إرســاء فهـ ٍـم َّ‬

‫‪.S. Rottenberg, 1956, “The Baseball Players’ Labor Market”, Journal of Political Economy, vol. 64 - 5‬‬

‫‪.)Manuel de Wladimir Andreff sur « la Mondialisation économique du Sport » (2012 - 6‬‬

‫‪12‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫القتصــاد الرياضــة‪ .‬والجديــر بالذكــر أن الحســاب الفرعــي‪ 7‬يشــكل إطــاراً لتقديــم المعطيــات المتعلقــة باقتصاد‬
‫ـال معيــن فــي ســياق تحليـ ٍـل اقتصــادي شــامل لمنظومــة المحاســبة الوطنيــة‪.‬‬‫مجـ ٍ‬
‫اإلطار رقم ‪ :1‬تعريف فيلنيوس القتصاد الرياضة‬

‫علــى إثــر التوصيــة الــواردة فــي الكتــاب األبيــض الــذي أصــدره االتحــاد األوروبــي حــول الرياضــة ســنة ‪،2007‬‬
‫والتــي تدعــو إلــى «تعزيــز جــودة المعطيــات وقابليتهــا للمقارنــة بهــدف تحســين التخطيــط االســتراتيجي وبلــورة‬
‫السياســات فــي المجــال الرياضــي»‪ ،‬تشــكلت مجموعــة عمــل حــول الرياضــة واالقتصــاد‪ .‬وقــد ضمــت هــذه‬
‫المجموعــة عــدداً مــن المختصيــن فــي االقتصــاد واإلحصــاء والخبــراء فــي اقتصــاد الرياضــة‪ .‬ووضعــت نصــب‬
‫عينيهــا بلــورة منهجيــة مشــتركة لتعريــف وقيــاس اقتصــاد الرياضــة فــي أوروبــا‪ ،‬وذلــك بغيــة تعزيــز إمكانيــة‬
‫المقارنــة بيــن المعطيــات المتعلقــة باألنشــطة االقتصاديــة المرتبطــة بالرياضــة وتعزيــز مزاياهــا‪ .‬وقــد أقــرت‬
‫مجموعــة العمــل أهميــة وضــع حســابات فرعيــة خاصــة بمجــال الرياضــة كمنهجيــة مشــتركة لقيــاس األثــر‬
‫االقتصــادي للرياضــة‪.‬‬
‫ورغــم أن أنظمــة التصنيــف اإلحصائيــة‪ 8‬تعــد آليــات مفيــدة تســعف فــي فهــم جــزء مهم من اقتصــاد الرياضة‪ ،‬إال‬
‫أن مجموعــة العمــل أرادت فهــم األنشــطة االقتصاديــة المرتبطــة بالرياضــة الموجــودة خــارج هــذه التصنيفــات‪.‬‬
‫إذ غالبــا مــا تكــون هــذه األنشــطة ممتزجــة بأنشــطة أخــرى لهــا عالقــة بعيــدة بالرياضــة أو ليــس لــه عالقــة‬
‫بهــا مطلقــا‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪ ،9‬يشــمل القطــاع المســمى «الفنــادق وأماكــن اإليــواء المماثلــة» سلســلة مــن‬
‫أنشــطة اســتقبال المســافرين‪ .‬غيــر أن الجانــب المخصــص مــن هــذه األنشــطة لغــرف الفنــادق التــي تكتريهــا‬
‫الفــرق الرياضيــة أو الســائحون الرياضيــون هــو الجانــب الــذي يهــم اقتصــاد الرياضــة فقــط‪ ،‬إال أنــه مــن‬
‫غيــر الممكــن‪ ،‬باالســتناد إلــى أبــواب التصنيفــات اإلحصائيــة لألنشــطة االقتصاديــة المعمــول بهــا‪ ،‬فصــل هــذا‬
‫الجانــب بمفــرده‪ .‬وفــي هــذا الســياق‪ ،‬جــرى اقتــراح تعريــف فيلنيــوس للرياضــة‪ ،‬الــذي يقــوم علــى مقاربــة تتضمــن‬
‫ثالثــة تعاريــف (اللجنــة األوروبيــة ‪:)2013‬‬
‫Ÿتعريــف إحصائــي‪ :‬يشــمل فقــط القطاعــات المعتبــرة بشــكل صريــح قطاعــات رياضيــة فــي التصنيــف‬
‫اإلحصائــي لألنشــطة االقتصاديــة فــي المجموعــة األوروبيــة؛‬
‫Ÿتعريــف ذو نطــاق ضيــق‪ :‬يشــمل جميــع المنتجــات والخدمــات التــي تعتبــر مدخــات ضروريــة لقيــام النشــاط‬
‫الرياضــي ومخرجــات له؛‬
‫Ÿتعريــف ذو نطــاق واســع‪ :‬يشــتمل علــى المكونَيْــن الســابقين باإلضافــة إلــى جميــع المنتجــات والخدمــات ذات‬
‫العالقــة المباشــرة وغيــر المباشــرة بــأي نشــاط رياضــي‪.‬‬

‫‪ - 7‬تعريف الحساب الفرعي‪ ،‬المعهد الوطني لإلحصاء والدراسات االقتصادية (‪)INSEE‬‬

‫‪ - 8‬التصنيف اإلحصائي لألنشطة االقتصادية في المجموعة األوروبية (‪ )NACE‬ونظام تصنيف الصناعة في أمريكا الشمالية (‪.)NAICS‬‬

‫‪Getting the Ball Rolling: Basis for Assessing the Sports Economy », Stuart Russell, Douglas Barrios et Matt Andrews, Center for International Development at « - 9‬‬
‫‪Harvard University‬‬

‫‪13‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫المصدر‪:‬‬
‫‪« Getting the Ball Rolling : Basis for Assessing the Sports Economy », Stuart Russell, Douglas Barrios et Matt‬‬
‫‪Andrews, Center for International Development at Harvard University‬‬
‫ويشــمل كل مــن التعريفيــن الضيــق والواســع النطــاق مجموعــة مــن الصناعــات التــي لــم تكــن تعتبــر مرتبطــة‬
‫بشــكل مباشــر بالرياضــة‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬تُـ ْد َر ُج العديــد مــن فضــاءات اإليــواء الفندقــي أو المطاعــم ضمــن‬
‫التعريــف واســع النطــاق بالنظــر لكــون الفــرق الرياضيــة والســياح الرياضييــن يســتهلكون الســلع والخدمــات‬
‫التــي توفرهــا‪ .‬كمــا أن بيــع المنتجــات الصيدالنيــة بالتجزئــة ينــدرج ضمــن التعريــف ذي النطــاق الضيــق ألن‬
‫الرياضييــن غال ًبــا مــا يســتخدمون هــذه المنتجــات أثنــاء التداريــب أو المنافســات‪.‬‬
‫ويتســم تطبيــق تعريــف فيلنيــوس علــى أرض الواقــع بدرجــة عاليــة مــن التعقيــد ال ســيما عندمــا يتعلــق األمــر‬
‫بوضــع آليــة لتجميــع المعطيــات‪ .‬إذ تأخــذ هــذه اآلليــة شــكل مصفوفــة‪ :‬وهــي عبــارة عــن جــدول تطابـ ٍـق بيــن‬
‫فــروع التصنيــف الصناعــي وتصنيــف المنتجــات‪ .‬وتبقــى كلفــة هــذا العمــل جــد مرتفعــة مــن حيــث مــا يتطلبــه‬
‫مــن وقــت لجمــع المعطيــات وإمكانيــات ماليــة إلنجــازه‪.‬‬

‫وعلــى مســتوى اإلنتــاج‪ ،‬تضــم األنشــطة القبليــة لسلســلة القيمــة بقطــاع الرياضــة‪ :‬التربيــة الرياضيــة‪ ،‬والبنيــات‬
‫التحتيــة الرياضيــة‪ ،‬والخدمــات الماليــة المرتبطــة بتمويــل الرياضــة‪ ،‬وإنتــاج وتســويق المعــدات الرياضيــة ســواء‬
‫بالجملــة أو التقســيط‪ ،‬واإلشــهار‪ .‬أمــا األنشــطة البعديــة لسلســلة القيمــة بقطــاع الرياضــة‪ ،‬فتشــمل التلفــزة‬
‫ووســائل اإلعــالم األخــرى‪ ،‬والســياحة والتغذيــة (نظــام التغذيــة الرياضيــة) والمنظومــة الصحيــة‪ ،‬واليانصيــب‬
‫والمراهنــات الرياضيــة‪ ،‬والبحــث والتطويــر المخصــص للرياضــة‪ .‬وتكمــن الصعوبــة عند تناول اقتصــاد الرياضة‬
‫فــي العثــور مــن جهــة علــى جميــع المنتجــات والخدمــات فــي التصنيفــات الصناعيــة المعمــول بهــا‪ ،‬ومــن جهــة‬
‫أخــرى‪ ،‬إذا تعــذر ذلــك‪ ،‬فــي تقديــر حصــة اإلنتــاج ذي الوجهــة الرياضيــة ضمــن تصنيــف عــام ال يفــرق بيــن فــروع‬
‫أو أوجــه اســتخدام الســلع والخدمــات‪.10‬‬

‫‪ - 10‬كمثــال علــى ذلــك‪ ،‬تقديــر حصــة المالبــس الرياضيــة مــن إجمالــي إنتــاج المالبــس التــي ينتجهــا قطــاع النســيج‪ ،‬أو حصــة األحذيــة الرياضيــة ضمــن إجمالــي إنتــاج‬
‫صناعــة األحذيــة‬

‫‪14‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫‪2.‬سلسلة القيمة في القطاع الرياضي‬

‫■تعدد الفاعلين المتدخلين في سلسلة القيمة في المجال الرياضي‬

‫عمليــا‪ ،‬تضــم المنظومــة االقتصاديــة الرياضيــة العديــد مــن الفاعليــن العمومييــن والخــواص‪ ،‬الذيــن يختلــف‬
‫نطــاق تدخلهــم مــن فــرع اقتصــادي آلخــر‪ .‬لكــن‪ ،‬يمكــن بشــكل عــام‪ ،‬أن نميــز مــن بيــن مجمــوع‪ 11‬األنشــطة‬
‫االقتصاديــة الرياضيــة عــددا مــن األنشــطة التــي تمثــل ُكتَــا منســجمة إلــى حــد مــا‪ :‬أوال‪ ،‬الفاعلــون الخــواص‬
‫المشــتغلون فــي مجــال توفيــر المعــدات الرياضيــة لفائــدة جميــع الممارســين للرياضــة‪ ،‬وتشــمل أنشــطتهم‬
‫تصنيــع األغــراض الرياضيــة (المالبــس واإلكسســوارات والمعــدات المتخصصــة ومــا إلــى ذلــك) وتوزيعهــا‬
‫(البيــع بالتقســيط والكــراء والصيانــة)‪ ،‬ويتــم تصريــف تلــك الســلع فــي أغلــب األحيــان عبــر عالمــات تجاريــة‬
‫مختصــة‪ .‬ودائمــا فــي القطــاع الخــاص‪ ،‬نجــد فــي المســتوى الثانــي الفاعليــن العامليــن فــي ميــدان البنيــات‬
‫التحتيــة الرياضيــة‪ ،‬ســواء مــا يتعلــق بإنشــاء أو إنتــاج التجهيــزات والمنشــآت الرياضيــة‪ ،‬ولكــن أيضــا مــا يتصــل‬
‫بتســييرها وصيانتهــا‪ .‬وتجــدر اإلشــارة إلــى أنــه إذا كان إحــداث البنيــات التحتيــة يتــم عمومــا بتمويــل مــن قبــل‬
‫الســلطات العموميــة‪ ،‬فــإن شــكل تفويــض صيانهــا وتدبيرهــا يختلــف مــن بلــد آلخــر‪.‬‬
‫وتتميــز المنظومــة الرياضيــة ً‬
‫أيضــا بوجــود فاعليــن يعملــون فــي مجــال تيســير ولــوج الســاكنة إلــى الرياضــة‪.‬‬
‫فمــن جهــة‪ ،‬تتــم ممارســة الرياضــة أساســا عبــر بنيــات وهيئــات غيــر ربحيــة‪ ،‬فــي شــكل جمعيــات أو جامعــات‬
‫رياضيــة‪ ،‬وتتمثــل مهمتهــا فــي النهــوض بصنــف رياضــي معيــن وتنظيــم المســابقات المتعلقــة بــه‪ .‬مــن جهــة‬
‫أخــرى‪ ،‬هنــاك فئــة أخــرى مــن الفاعليــن تشــتغل فــي المكــون المتعلــق بالعــروض الرياضيــة‪ ،‬ســواء تعلــق األمــر‬
‫بالتظاهــرات الدوليــة الكبــرى أو منافســات الرياضــة االحترافيــة‪ .‬ويتخــذ هــؤالء الفاعلــون شــكل مقــاوالت‬
‫تجاريــة تعمــل فــي مجــال الخدمــات‪ ،‬وتختلــف طبيعــة الزبنــاء الذيــن تســتهدفهم حســب نوعيــة نشــاطها‪ :‬فئــة‬
‫أولــى ترمــي إلــى تلبيــة حاجيــات الفاعليــن اآلخريــن المنخرطيــن فــي قطــاع الرياضــة‪ ،‬إذ نجــد فيهــا‪ ،‬علــى ســبيل‬
‫المثــال‪ ،‬وكاالت التواصــل وتنظيــم الفعاليــات‪ ،‬وســائل اإلعــام المهنيــة‪ ،‬مكاتــب الدراســات التقنيــة‪ ،‬مكاتــب‬
‫االستشــارة‪ .‬وفئــة ثانيــة تقــدم خدمــات موجهــة مباشــرة إلــى المشــجعين‪ /‬المســتهلكين‪ .‬ويتعلــق األمــر علــى‬
‫وجــه الخصــوص بوســائل اإلعــام الرياضيــة التــي تعمــل علــى تغطيــة األحــداث ومواكبــة األخبــار‪ ،‬وتضطلــع‬
‫بــدور حلقــة وصــل بيــن المســتهلك وفريقــه المفضــل‪ .‬وهنــاك فئــة ثالثــة تســعى إلــى تيســير ممارســة الرياضــة‪،‬‬
‫ال ســيما مــن خــال المنتجــات أو الخدمــات المتعلقــة بالطــب الرياضــي‪ ،‬والمنتجــات الصيدالنيــة والغذائيــة‬
‫المتعلقــة بالرياضــة وتتبــع األداء الرياضــي‪.‬‬

‫‪.La filière sport prend ses marques », groupe BPCE, février 2020 « - 11‬‬

‫‪15‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫خطاطة للمكونات االقتصادية لقطاع الرياضة‬

‫■الطابع المركب للعالقات بين الرياضة واألنشطة االقتصادية األخرى‬

‫نماذج ألنشطة مرتبطة بقطاع الرياضة‬ ‫القطاع‬


‫االصطبالت‪ ،‬تربية الخيول‪ ،‬مراكز الفروسية (خاصة البنيات صغيرة‬
‫الحجم)‬ ‫الفالحة والصيد البحري‬
‫المنتجات الغذائية الموجهة إلى الرياضيين (التغذية الرياضية)‬
‫صناعة المالبس واألحذية الرياضية‪ .‬صناعة السيارات الرياضية‬
‫الصناعات التحويلية‬
‫صناعة تجهيزات الرياضات المائية‪/‬المسابح‬
‫مقاوالت البناء (المسابح‪ ،‬قاعات الرياضة أو المالعب‪)...‬‬ ‫البناء‬
‫توزيع المعدات الرياضية‬ ‫التجارة‬
‫المآوي الجبلية‪ ،‬المخيمات الرياضية‪ ،‬الفضاءات المتمحورة حول األنشطة‬
‫اإليواء والمطاعم‬
‫الرياضية (الغولف‪ ،‬مراكز التأهيل البدني‪ ،‬الفروسية‪)...‬‬
‫الصحافة المكتوبة‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬التلفزة‪ ،‬وكاالت اإلشهار‪ ،‬مقاوالت التسويق‬
‫اإلعالم واالتصال‬
‫الرياضي‪...‬‬
‫المدربون الرياضيون المستقلون‪ ،‬مراكز التكوين والمدارس المختصة‬ ‫التعليم‬
‫مراكز الطب الرياضي‪ ،‬المهنيون المختصون في العالج الطبيعي‬ ‫الصحة اإلنسانية والعمل‬
‫للرياضيين‬ ‫االجتماعي‬
‫تدبير البنيات والتجهيزات الرياضية‬ ‫الفنون والعروض واألنشطة‬
‫أنشطة النوادي الرياضية‪ ،‬أنشطة مراكز بناء األجسام‬ ‫الترفيهية‬
‫مراكز اللياقة البدنية والتأهيل البدني‬ ‫أنشطة أخرى‬
‫ا‬
‫لمصدر‪La filière sport prend ses marques», groupe BPCE, février 2020« :‬‬

‫‪16‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫‪3.‬قياس وتقييم األثر االقتصادي للرياضة‬


‫إن تداخــل الرياضــة مــع العديــد مــن القطاعــات االقتصاديــة‪ ،‬يجعــل مــن عمليــة رصدهــا وتقييمهــا أمـ ًرا معقـ ًدا‬
‫للغايــة‪ ،‬ممــا يتطلــب اعتمــاد قــدر عــال مــن الصرامــة المنهجيــة‪ ،‬تســتدعي تكاليــف مالية لتجميــع المعطيات ذات‬
‫الصلــة ومعالجتهــا‪ .‬وممــا يزيــد مــن حــدة الصعوبــات المتعلقــة باختيــار المنهجيــة المناســبة‪ ،‬غيــاب المعطيــات‬
‫المفصلــة حــول قطــاع اقتصــاد الرياضــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى وجــود العديــد مــن أنــواع الرياضــات (كــرة القــدم‪،‬‬
‫كــرة المضــرب‪ ،‬كــرة الســلة وغيرهــا) ضمــن نفــس القطــاع «الرياضــي»‪ .‬ويُعــزى هــذا النقــص فــي المعطيــات‬
‫االقتصاديــة بشــكل خــاص إلــى تعــدد التنظيمــات الرياضيــة الصغيــرة (النــوادي والجمعيــات وغيرهــا) العاملــة‬
‫فــي هــذا المجــال‪ ،‬باإلضافــة إلــى أن بعــض الرياضــات أقــل احترافيــة وتنظيمــا مــن غيرهــا‪.‬‬
‫وعلــى الصعيــد الدولــي‪ ،‬يُبــرز اســتعراض‪ 12‬تجــارب الــدول التــي طــورت حســابات فرعيــة خاصــة بالرياضــة أنــه‬
‫مــن بيــن الصعوبــات التــي يواجههــا التقييــم االقتصــادي لمجــال الرياضــة‪ ،‬نجــد أساســا‪:‬‬
‫ ‪-‬طبيعة العالقات بين مختلف القطاعات؛‬
‫ ‪-‬احتساب الجوانب الرياضية لكل قطاع اقتصادي بشكل صحيح؛‬
‫ ‪-‬اختيــار المنهجيــة لتقســيم القطاعــات داخــل جــداول تبيــن المدخــات والمخرجــات مــع تفــادي أي احتســاب‬
‫مزدوج؛‬
‫ ‪-‬تحديــد القطاعــات المرتبطــة بالرياضــة وف ًقــا للتعريــف المعتمــد‪ ،‬مــن قبيــل تعريــف فيلنيــوس علــى ســبيل‬
‫المثــال‪ ،‬واآلثــار المترتبــة عــن ذلــك علــى مســتوى ســوق الشــغل‪.‬‬

‫‪.Study on National Sport Satellite Accounts (SSAs) in the EU – Technical Support at National Level 2018 », Commission Européenne, publié en avril 2021 « - 12‬‬

‫‪17‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪2.‬اقتصاد الرياضة في المغرب‪ :‬واقع الحال؟‬

‫‪1.‬طلب ال يرقى إلى مستوى المعايير الدولية‬


‫تعتبــر مزاولــة أي نشــاط رياضــي‪ ،‬باإلضافــة إلــى مزايــاه علــى الصحــة البدنيــة والعقليــة‪ ،‬وســيلة أساســية‬
‫لتحقيــق االندمــاج االجتماعــي‪ .‬كمــا أن الرياضــة تشــكل فــي إطــار الممارســة االحترافيــة وســيلة لتنميــة الشــعور‬
‫باالنتمــاء بالنظــر إلــى كونهــا تجســيداً للشــعور باالعتــزاز بالوطــن‪.‬‬
‫تم إطالقها عبر المنصة الرقمية للمشاركة المواطنة «أشارك»‬
‫إجابات المشاركين في االستشارة التي َّ‬

‫أكــد أزيــد مــن نصــف المشــاركين (‪ 51‬فــي المائــة) أنهــم يمارســون الرياضــة بشــكل منتظــم‪ ،‬كمــا أن زهــاء ‪12‬‬
‫فــي المائــة منهــم يشــاركون فــي المنافســات الرياضيــة‪ .‬فــي المقابــل‪ ،‬أكــد ‪ 30‬فــي المائــة مــن المســتجوبين‬
‫أنهــم نــادرا مــا يمارســون الرياضــة‪.‬‬
‫وعلــى الرغــم مــن ذلــك‪ ،‬يســجل أنّ المواطنــات والمواطنيــن ال يخصصــون إال حيــزاً قليــا مــن الوقــت الحــر‬
‫للنشــاط الرياضــي‪ .13‬واســتناداً إلــى نتائــج البحــث الوطنــي الــذي أنجزتــه المندوبيــة الســامية للتخطيــط ســنة‬
‫‪ 2011‬حــول الشــباب‪ ،‬يتضــح أن الشــباب يعتبــرون التلفزيــون والراديــو واإلنترنــت وســيلتهم الرئيســية لالنفتــاح‬
‫علــى محيطهــم وعلــى بقيــة العالــم‪ .‬وأفــاد ‪ 13.1‬فــي المائــة‪ 14‬فقــط (‪ 17.9‬فــي المائــة فــي الوســط الحضــري‬
‫و‪ 6.1‬فــي المائــة فــي الوســط القــروي) بأنهــم يمارســون الرياضــة بانتظــام‪ ،‬مقابــل ‪ 68‬فــي المائــة (‪ 57.3‬فــي‬
‫المائــة فــي الوســط الحضــري و‪ 83.8‬فــي المائــة فــي الوســط القــروي) صرحــوا بأنهــم لــم يمارســوا الرياضــة‬
‫قــط‪ .‬وحســب البحــث ذاتــه‪ ،‬يبــدو أن حضــور األنشــطة الرياضيــة يعــد نــاد ًرا فــي أوســاط الشــباب‪ ،‬حيــث صــرح‬
‫‪ 82.1‬فــي المائــة بأنهــم لــم يحضــروا هــذا النــوع مــن األنشــطة أب ـ ًدا‪ ،‬بينمــا أفــاد ‪ 6.3‬فــي المائــة فقــط مــن‬
‫الشــباب بأنهــم يحضــرون هــذه األنشــطة بانتظــام (‪ 8.1‬فــي المائــة فــي الوســط الحضــري و‪ 3.6‬فــي المائــة فــي‬
‫الوســط القــروي)‪.‬‬
‫إن طمــوح جعــل اقتصــاد الرياضــة بالمغــرب رافعــة للتنميــة يقتضــي أوالً وقبــل كل شــيء معالجــة موضــوع قلــة‬
‫عــدد الممارســين‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬ال يتجــاوز‪ 15‬حاليــا عــدد المســجلين فــي األنديــة مليــون ممارس وممارســة‪،‬‬
‫بينمــا بلــغ عــدد الرياضييــن المجازيــن (الحاصليــن علــى رخصــة رياضيــة) ‪ 16 337.400‬فــي ســنة ‪ .2016‬ويحيــل‬
‫هــذا الواقــع إلــى أهميــة تســليط الضــوء علــى المحــددات األخــرى لهــذا االقتصــاد‪ ،‬أال وهــي مكانــة الرياضــة‬
‫فــي منظومــة التعليــم المدرســي والجامعــي‪ ،‬ومســتوى أداء النُّخــب الرياضيــة‪ ،‬ومــدى توفــر البنيــات التحتيــة‬
‫الرياضيــة والتأطيــر المناســبين‪ ،‬وتنظيــم أوقــات العمــل والتعليــم والتكويــن‪ ،‬وغيــر ذلــك‪.‬‬
‫ويحــول غيــاب تحليــل مفصــل لحجــم األنشــطة واألهــداف المتعلقــة بممارســة الرياضــة بالمغــرب دون تحديــد‬
‫ســمات وخصائــص الممارســين فــي المغــرب‪ .‬وتبعـاً لذلــك‪ ،‬يصعــب تصنيــف الممارســين بيــن متنافســين يســعون‬

‫‪ - 13‬البحث الوطني حول استعمال الوقت‪ ،‬المندوبية السامية للتخطيط‪.2012 ،‬‬

‫‪ - 14‬صرح ‪ 18.9‬في المائة من الشباب أنهم يمارسون الرياضة بين الفينة واألخرى (دائما حسب البحث المشار إليه)‪.‬‬

‫‪ - 15‬جلسة إنصات عقدت مع السيد عزيز داودة‪ ،‬الخبير في قضايا الرياضة‪.‬‬

‫‪ - 16‬معطيات المندوبية السامية للتخطيط‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫إلــى تحقيــق نتائــج فــي إطــار تنافســي‪ ،‬وممارســين هــواة‪ ،‬يقبلــون علــى الرياضــة مــن منطلــق الترفيــه بشــكل‬
‫مكثــف أو مناســباتي‪ ،‬قلمــا يمارســون الرياضــة بشــكل غيــر منتظــم‪ .‬ومــن شــأن توفــر مثــل هــذه المعلومــات أن‬
‫يمكــن مــن اســتهداف الســكان المعنييــن بالسياســات العموميــة المناســبة‪.‬‬

‫■المرأة المغربية والرياضة‬

‫أطلــق القطــاع الحكومــي الوصــي العديــد مــن التظاهــرات خــال الســنوات األخيــرة مــن أجــل تحســيس النســاء‬
‫بأهميــة ممارســة الرياضــة‪ ،‬وكــذا بغيــة جــذب اهتمامهــن بالحضــور فــي هــذا النــوع مــن التظاهــرات والمشــاركة‬
‫فيهــا‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬وأخــذاً بعيــن االعتبــار جلســات اإلنصــات التــي عقــدت حــول هــذا الموضــوع‪ ،‬فــإن الواقــع‬
‫الميدانــي يكشــف ضعــف مشــاركة المــرأة المغربيــة فــي األنشــطة الرياضيــة‪ ،‬وحضورهــا المحــدود للغايــة فــي‬
‫كممارســة أو فــي المهــن األخــرى المرتبطــة بالرياضــة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المجــال الرياضــي‪ ،‬ســواء‬
‫ويشــكل الضغــط االجتماعــي والمحيــط الثقافــي ً‬
‫أيضــا حواجــز حقيقيــة أمــام الفتيــات الالئــي يرغبــن فــي‬
‫ممارســة الرياضــة‪ ،‬حتــى ولــو أن بعضهــن حققــن نتائــج هامــة علــى الصعيــد الدولــي‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬تجــدر‬
‫اإلشــارة إلــى أن المنتخــب الوطنــي المغربــي النســوي لكــرة القــدم المدرســية أحــرز مؤخــرا كأس إفريقيــا فــي‬
‫نســختها األولــى‪.17‬‬
‫ومــن بيــن العوائــق التــي تعتــرض أيض ـاً الرياضــة النســوية نذكــر التحــرش أو حتــى الخــوف مــن التحــرش فــي‬
‫المالعــب الرياضيــة فــي صفــوف عــدد مــن الفتيــات وأســرهن‪ .‬إن هــذه اآلفــة‪ ،‬التــي تواجههــا معظــم بلــدان‬
‫العالــم‪ ،‬ال تســتثني لألســف بالدنــا‪.‬‬
‫اإلطار رقم ‪ :2‬المرأة والرياضة‬

‫أيضــا إحــدى الرافعــات‬‫ال تقتصــر مزايــا الرياضــة علــى الجوانــب الصحيــة واالقتصاديــة‪ ،‬بــل إنهــا تعــد ً‬
‫األساســية للمســاواة بيــن الجنســين‪ .‬ومــن شــأن النهــوض بممارســة الرياضــة مــن قبــل الفتيــات والنســاء‬
‫أن يمكنهــن بشــكل أساســي مــن اكتســاب مهــارات العمــل فــي إطــار فريــق‪ ،‬وأن يكــن أكثــر اســتقاللية وأكثــر‬
‫قــدرة اجتماعيــا واقتصاديــا‪ ،‬كمــا مــن شــأن ذلــك أن يصحــح الفكــرة الخاطئــة التــي تزعــم أن بعــض األنشــطة‬
‫مخصصــة للرجــال فقــط‪ .‬إن صــورة «النســاء البطــات» فــي العالــم ســتحفز ً‬
‫أيضــا علــى تجــاوز الصــور‬
‫النمطيــة واألعــراف االجتماعيــة التــي تمنــع أحيا ًنــا هــؤالء الفتيــات مــن االنخــراط فــي المســارات الرياضيــة‪،‬‬
‫علــى الرغــم مــن تمتعهــن بمواهــب عاليــة‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬يعتبــر برنامــج «نصــر يقــود إلــى آخــر» فــي البرازيــل‪ ،‬والــذي تــم إحداثــه مــن قبــل اللجنــة‬
‫األولمبيــة الدوليــة وهيئــة األمــم المتحــدة للمــرأة فــي إطــار دورة األلعــاب األولمبيــة بريــو ســنة ‪ ،2016‬نموذجــا‬
‫يبــرز كيــف أن األســر والمجتمعــات غيــرت رأيهــا وأضحــت أكثــر اســتعدا ًدا للســماح لبناتهــا بمواصلــة لعــب‬
‫كــرة القــدم‪.‬‬
‫وفــي الســياق ذاتــه‪ ،‬تــم االطــاع‪ 1‬علــى بعــض التجــارب الدوليــة مــن أجــل اســتقاء بعــض الممارســات الفضلــى‬
‫الكفيلــة بتشــجيع الفتيــات والنســاء بالمغــرب علــى تعزيــز حضورهــن فــي مجــال الرياضــة (ليــس فقــط‬
‫أيضــا حضــور التظاهــرات الرياضيــة)‪:‬‬ ‫ممارســة الرياضــة‪ ،‬ولكــن ً‬

‫‪ - 17‬تــم إطــاق هــذه البطولــة مــن قبــل االتحــاد الدولــي لكــرة القــدم (الفيفــا) واالتحــاد اإلفريقــي لكــرة القــدم (الــكاف) واحتضنتهــا العاصمــة الكونغوليــة كينشاســا يومــي‬
‫‪ 19‬و‪ 20‬فبرايــر ‪.2022‬‬
‫‪19‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫Ÿتسليط الضوء على صورة البطالت الرياضيات في مختلف التخصصات الرياضية؛‬


‫Ÿوضع برامج تحسيسية لمكافحة التمييز ضد المرأة في مجال الرياضة؛‬
‫Ÿتعزيز تمثيلية المرأة في الهيئات الرياضية؛‬
‫Ÿإعفاء الجمعيات والفروع النسوية من رسوم االنخراط في الجامعات الرياضية؛‬
‫Ÿاالستخدام المجاني للمرافق الرياضية من أجل إجراء التداريب والمباريات؛‬
‫Ÿتخصيص مكافآت للجمعيات بناء على البرامج التي تنفذها لتطوير الرياضة النسوية؛‬
‫Ÿتنويع عرض األنشطة المتعلقة بالرياضة في البنيات التحتية الرياضية؛‬
‫Ÿدعم الرياضة المدرسية ومراكز التكوين في األندية الرياضية؛‬
‫Ÿتطوير البطوالت النسوية على الصعيدين الوطني والجهوي؛ وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ : 1‬تونس‪ ،‬البرازيل‪ ،‬منطقة األورو‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وغيرها‬

‫■نظرة اقتصادية غير منصفة‬

‫ال تــزال الرياضــة فــي المغــرب‪ ،‬فــي نظــر فئــات واســعة‪ ،‬قطاعـاً اجتماعيـاً بحتـاً تديــره جمعيــات توجــه عروضهــا‬
‫عموم ـاً نحــو الممارســين الهــواة‪ ،‬فــي غيــاب أيــة آفــاق حقيقيــة للتنميــة االقتصاديــة‪ .‬وتنعكــس هــذه النظــرة‬
‫أساســا مــن الدولــة دون احتســاب‬
‫ً‬ ‫بشــكل كبيــر علــى حجــم ومصــدر التدفقــات الماليــة ذات الصلــة بهــا والمتأتيــة‬
‫االســتهالك المباشــر لألســر‪ ،‬كمــا تؤثــر هــذه النظــرة ســلباً علــى العديــد مــن االختــاالت الهيكليــة التــي تعتــري‬
‫قطــاع الرياضــة‪.‬‬
‫ويســاهم ضعــف البعــد االحترافــي فــي تدبيــر العديــد مــن األنديــة والعصــب والجامعــات الرياضيــة فــي عــدم‬
‫طمأنــة المســتثمرين المحتمليــن مــن القطــاع الخــاص‪ ،‬الذيــن يــرون فــي الرياضــة مجــرد مجــال لإلنفــاق ال يفتــح‬
‫أيــة آفــاق لتحقيــق عائــدات علــى االســتثمار‪ ،‬بصــرف النظــر عــن اآلثــار المتعلقــة بالتســويق والتــي ال يتــم قياســها‬
‫دائمــا بشــكل جيــد‪.‬‬

‫‪2.‬جملة من اإلشكاليات المرتبطة بمنظومة الرياضة بالمغرب‬


‫بداي ـ ًة‪ ،‬ثمــة إشــكالية اإلطــار المؤسســاتي للقطــاع الــذي ال يــزال يتســم بطابعــه المجــزأ‪ ،‬خاصــة وأن عمليــة‬
‫ِّ‬
‫المنظــم لقطــاع الرياضــة التــي انطلقــت منــذ ســنوات لــم تكتمــل بعــد‪ .‬ويتعلــق األمــر‬ ‫إصــاح اإلطــار القانونــي‬
‫علــى وجــه الخصــوص بالنصــوص التنظيميــة التــي تحــدد طبيعــة العالقــات بيــن الســلطات الحكوميــة المتدخلــة‬
‫فــي هــذا القطــاع‪ ،‬كمــا تحــدد الــدور الــذي تضطلــع بــه العديــد مــن الهيئــات فــي تطويــر الرياضــة والنهــوض بهــا‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬مــن األهميــة بمــكان توضيــح أدوار مختلــف الفاعليــن ومســؤولياتهم‪ .‬ويتعلــق األمــر أساسـاً‬
‫بالجامعــات والجمعيــات الرياضيــة‪ .‬وقــد اعتمــدت غالبيــة الجامعــات الرياضيــة األنظمــة األساســية النموذجيــة‬

‫‪20‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫الجديــدة‪ ،‬علمـاً أن هــذه األنظمــة ال تالئــم جميــع األصنــاف الرياضيــة‪ .18‬وبخصــوص إبــرام عقــود األهــداف ذات‬
‫الصلــة‪ُ ،‬ســجلت عــدة أوجــه قصــور‪ 19‬نذكــر منهــا مــا يلــي‪:‬‬
‫ ‪-‬عــدم االلتــزام بمقتضيــات القانــون رقــم ‪ ،30.09‬الســيما مــا يتعلــق بتدبيــر عــدة أصنــاف رياضيــة مــن قبــل‬
‫جامعــة واحــدة‪ ،‬وعــدم حصــول جامعــات علــى التأهيــل‪ ،‬والتجديــد للرئيــس أو أعضــاء المكاتــب المديريــة‬
‫ألكثــر مــن واليتيــن متتاليتيــن‪ ،‬وعــدم التوفــر علــى دفتــر التتبــع الطبــي للرياضييــن؛‬
‫ ‪-‬عــدم وجــود عقــود عمــل مبرمــة مــع المســتخ َدمين‪ ،‬وعــدم االلتــزام بمنْــح الحد األدنــى لألجور للمســتخدمين‪،‬‬
‫والتصريــح الجزئــي بهــم فــي الصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‪ ،‬وغير ذلك؛‬
‫ ‪-‬عدم وجود مساطر وآليات لتتبع ملفات الرياضيين؛‬
‫ ‪-‬عدم وجود دليل للمساطر اإلدارية والمالية على مستوى األندية والجامعات؛‬
‫ ‪-‬عدم نشر تقارير االفتحاص والتقارير المالية‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫وينبغــي اإلشــارة إلــى أنــه ال يمكــن خلــق القيمــة فــي هــذا القطــاع إال مــن خــال تنظيمــات رياضيــة تنتهــج قواعــد‬
‫الحكامــة وتعبئــة المــوارد الماليــة والشــفافية علــى غــرار مــا هــو معمــول بــه داخــل مقــاوالت القطــاع الخــاص‪.‬‬
‫وفــي مــا يتعلــق بتمويــل قطــاع الرياضــة‪ ،‬تظــل الدولــة الفاعــل الرئيســي فــي هــذا الشــأن‪ .‬وتســاهم األســر مــن‬
‫جهتهــا فــي جــزء مــن هــذا التمويــل مــن خــال دفــع المصاريــف المتعلقــة باألنشــطة الرياضيــة‪ .‬كمــا يتحمــل‬
‫الرياضيــون التكاليــف المتعلقــة بالمعــدات الرياضيــة وبمزاولــة نشــاطهم الرياضــي‪ .‬وعــاوة علــى ذلــك‪ ،‬تنخــرط‬
‫المقــاوالت‪ ،‬ســواء كانــت متخصصــة فــي المجــال الرياضــي أم ال‪ ،‬فــي هــذه الجهــود باعتبارهــا جهــات راعيــة‪،‬‬
‫وذلــك دون أن تتدخــل بشــكل مباشــر فــي الشــق التدبيــري لألنديــة‪ .‬وطالمــا أن الجمعيــات الرياضيــة عموم ـاً‬
‫ال تقــدم ضمانــات علــى مســتوى التنظيــم والشــفافية الماليــة‪ ،‬فــإن دور القطــاع الخــاص ســيبقى محتشــماً فــي‬
‫هــذا الشــأن‪.‬‬
‫أمــا بالنســبة للجامعــات الرياضيــة‪ ،‬فــإن غالبيتهــا تعانــي مــن مشــكلة التمويــل الــذي يعتمــد بشــكل أساســي علــى‬
‫الدعــم المقــدم مــن القطــاع الوصــي وبعــض المــوارد المتأتيــة مــن عقــود الرعايــة‪ ،‬علمـاً أن المــوارد المتأتيــة مــن‬
‫عقــود الرعايــة تهــم بشــكل شــبه حصــري جامعــات كــرة القــدم وألعــاب القــوى والغولــف والفروســية‪.‬‬
‫إن االنخــراط غيــر الكافــي للجماعــات الترابيــة فــي إعــداد وتمويــل االســتراتيجيات المنفــذة علــى الصعيــد‬
‫المحلــي فــي المجــال الرياضــي‪ ،‬قــد يعطــي االنطبــاع بــأن هــذه الهيئــات لــم تــدرك بعــد بالقــدر المطلــوب أهميــة‬
‫الــدور الــذي يمكــن أن تضطلــع بــه الرياضــة فــي النهــوض بمجالهــا الترابــي وتنميتــه‪.‬‬
‫وقــد تبيــن فــي هــذا الصــدد أن تنظيــم ســباقات الماراثــون فــي عــدة مــدن حــول العالــم يشــجع الرياضييــن‬
‫واألطقــم المرافقــة لهــم وكــذا هــواة هــذا النــوع الرياضــي علــى المواظبــة علــى زيــارة المناطــق التــي تحتضــن‬
‫هــذه الســباقات‪ ،‬وهــو مــا مــن شــأنه أن يســاهم فــي الترويــج للســياحة الرياضيــة وخلــق الثــروة وفــرص الشــغل‪.‬‬

‫‪ - 18‬جلسة إنصات عقدت مع السيد عزيز داودة‪ ،‬الخبير في قضايا الرياضة‪.‬‬

‫‪ - 19‬رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول السياسة الرياضية‪.2019 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وفــي مــا يتعلــق بالرأســمال البشــري‪ ،‬فــإن نقــص االســتثمارات فــي مجــال الرياضــة‪ ،‬ســواء العموميــة منهــا‬
‫أو الخاصــة‪ ،‬يقلــص مــن فــرص إعــداد رياضييــن قادريــن علــى تحقيــق إنجــازات رياضيــة وتطويــر مواهبهــم‪.‬‬
‫كمــا يســاهم ذلــك فــي تقليــص آفــاق متابعــة المســار الرياضــي وفــي إضعــاف التنظيمــات المحليــة (األنديــة‪،‬‬
‫الجمعيــات الرياضيــة‪ ،‬المقــاوالت المتخصصــة فــي المنتجــات المتعلقــة بالرياضــة‪ ،‬مراكــز التنشــيط الرياضــي‪،‬‬
‫وغيرهــا) ومســارات الرياضــة االحترافيــة (تنويــع التخصصــات‪ ،‬التركيــز علــى كــرة القــدم ‪.)...‬‬
‫إن غيــاب نظــام أساســي خــاص بالرياضييــن المحترفيــن والرياضييــن مــن المســتوى العالــي‪ ،‬يضمــن اســتقراراً‬
‫ماليـاً واجتماعيــا للممارســين‪ ،‬يجعــل مــن مهنــة «الرياضــي» مهنــة ضعيفــة االســتقطاب والتثميــن‪ ،‬الســيما علــى‬
‫مســتوى توفيــر الحمايــة االجتماعيــة‪ 20‬المالئمــة مــن تقاعــد مبكــر وتأميــن ضــد الحــوادث الرياضيــة واألمــراض‬
‫المهنيــة‪ ،‬علمـاً أن مــدة المســار الرياضــي قصيــرة‪ ،‬كمــا أن توجــه الرياضييــن المحترفيــن نحــو مســارات مهنيــة‬
‫أخــرى قــد يكــون صع ًبــا إذا لــم يتــم التخطيــط لذلــك وتيســير مســالكه فــي إطــار نظــام أساســي واضــح‪ .‬ويســاهم‬
‫هــذا الوضــع فــي تفاقــم ظاهــرة «هجــرة الكفــاءات الرياضيــة»‪.21‬‬
‫اإلطار رقم ‪ :3‬نموذج لسياسة مندمجة في مجال الرياضة‬

‫تقــدم روانــدا نموذجــا جيــداً فــي مجــال التقائيــة األهــداف التــي ســطرتها الدولــة‪ ،‬ســواء علــى مســتوى تنظيــم‬
‫التظاهــرات الرياضيــة أو توفيــر البنيــات التحتيــة أو فــي مــا يتعلــق بتقريــب الرياضــة مــن الســاكنة‪ .‬وفــي هــذا‬
‫الصــدد‪ ،‬نجحــت روانــدا فــي شــتنبر ‪ 2021‬فــي كســب رهــان تنظيــم بطولــة العالــم للدراجــات فــي ســنة ‪.2025‬‬
‫وقبــل ذلــك‪ ،‬تمكنــت روانــدا وعلــى مــدى عــدة ســنوات مــن ترســيخ شــغف خــاص لــدى الســاكنة برياضــة‬
‫ركــوب الدراجــات‪ .‬وحســب رئيــس الجامعــة الروانديــة لركــوب الدراجــات‪ ،‬يســتخدم مواطــن واحــد مــن بيــن‬
‫كل خمســة بالغيــن الدراجــة الهوائيــة كوســيلة للنقــل‪ .‬وقــد مكــن تطــور رياضــة ركــوب الدراجــات فــي البــاد‪،‬‬
‫إلــى جانــب المبــادرات التــي اتخذتهــا الحكومــة فــي هــذا المجــال‪ ،‬مــن االنفتــاح علــى الخــارج وبلــوغ مؤشــرات‬
‫أفضــل علــى مســتوى النمــو والتشــغيل‪ ،‬وتحقيــق المصالحــة مــع البيئــة فــي إطــار مبــادئ التنقــل المســتدام‪.‬‬
‫وعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬تــم إطــاق طــواف روانــدا فــي ســنة ‪ ،1988‬وشــهد تطــوراً بوتيــرة ســريعة جــداً‪ .‬ويتضمــن‬
‫هــذا الطــواف عــدة مراحــل ويمتــد علــى مــدى أســبوع كامــل‪ ،‬وظــل لفتــرة طويلــة يســتقطب متســابقين علــى‬
‫الصعيــد الجهــوي‪ ،‬قبــل أن يســتضيف اليــوم فرقـاً تشــارك فــي طــواف العالــم للدراجــات (‪.)World Tour‬‬

‫ا عــن الجوانــب المرتبطــة بمــدى اســتجابتها‬ ‫أمــا بخصــوص المعــدات والبنيــات التحتيــة الرياضيــة‪ ،‬وفضــ ً‬
‫للمعاييــر المعمــول بهــا دوليــا‪ ،‬فــإن أنمــاط تدبيرهــا وصيانتهــا تعانــي مــن نقــص علــى مســتوى التنســيق بيــن‬
‫الفاعليــن المعنييــن ومــن مكامــن هشاشــة واختــاالت ذات صبغــة تقنيــة وتدبيريــة وماليــة‪ .‬وعلــى ســبيل المثــال‪،‬‬
‫فــإن المالعــب الكبــرى لكــرة القــدم تســتنزف مــوارد ماليــة مهمــة بالنظــر إلــى أن طاقتهــا االســتيعابية التــي‬
‫تتجــاوز ‪ 45.000‬مقعــد‪ ،‬فــي حيــن نــاد ًرا مــا يتجــاوز عــدد المتفرجيــن الذيــن يقتنــون تذاكرهــم لولــوج هــذه‬
‫المالعــب ‪ 1000‬متفــرج‪ ،‬وهــو مــا ال يتناســب مــع البنيــات الضخمــة التــي تــم إنجازهــا والمعــدات والتجهيــزات‬
‫التــي تــم توفيرهــا اســتجابة لمتطلبــات التدبيــر االحترافــي لهــذه المنشــآت (عشــب طبيعــي‪ ،‬إضــاءة خاصــة‪،‬‬

‫‪ - 20‬صــدر بالجريــدة الرســمية بتاريــخ ‪ 14‬أبريــل ‪ ،2022‬مرســوم رقــم ‪ 2.22.207‬بشــأن تمتيــع «الرياضييــن واألطــر الرياضيــة غيــر األجــراء» بنظــام التأميــن اإلجبــاري‬
‫عــن المــرض‪ ،‬ضمــن فئــة المســتقلين‪.‬‬

‫‪https://www.sportanddev.org/fr/en-savoir-plus/developpement-economique/obstacles-au-developpement-du-sport-dans-les-pays-en-voie-1 -21‬‬

‫‪22‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫ضبــط عمليــة ولــوج المنشــآت الرياضيــة باســتعمال البوابــات اإللكترونيــة‪ ،‬المراقبــة بالفيديــو‪ ،‬نظــام الصــوت‪،‬‬
‫نظــام عــرض إلكترونــي‪ ،‬مصاعــد وســالم متحركــة‪ ،‬وغيــر ذلــك)‪.22‬‬
‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إلــى أن جائحــة كوفيــد‪ -19‬قــد أثــرت بشــكل كبيــر علــى النســيج اإلنتاجــي‬
‫الرياضــي وعلــى اقتصــاد الرياضــة ككل علــى الصعيديــن العالمــي والوطنــي‪ .‬وقــد تأثــرت جميــع القطاعــات‬
‫المكونــة لهــذا االقتصــاد وتفاقــم الوضــع جــراء التوقــف النهائــي للبطــوالت الوطنيــة فــي العديــد مــن األنــواع‬
‫الرياضيــة قبــل أن تُســتأنف المباريــات لكــن مــع إجرائهــا بــدون جمهــور‪ .‬وتــم تســجيل تراجــع كبيــر فــي رقــم‬
‫معامــات الشــركات العاملــة فــي قطــاع الرياضــة‪ ،‬واكبــه تباطــؤ فــي تطــور جميــع العــروض المقدمــة مــن قبــل‬
‫الفاعليــن الوطنييــن الرئيســيين (عــروض بنــاء قــدرات الفريــق « ‪ ،»team building‬عــروض معســكرات التدريــب‪،‬‬
‫تأجيــل تظاهــرات كانــت مبرمجــة فــي المالعــب الكبــرى إلــى ســنة ‪ 2021‬ثــم إلــى ســنة ‪ 2022‬وغيــر ذلــك)‪.23‬‬
‫وقــد تفاقــم هــذا التباطــؤ بســبب إغــاق حــدود العديــد مــن البلــدان‪.‬‬
‫وباإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬ومــن أجــل تعزيــز األمــن فــي المنشــآت الرياضيــة‪ ،‬وضــع المغــرب‪ ،‬مــن خــال القطــاع‬
‫الحكومــي المكلــف بالرياضــة‪ ،‬إطــا ًرا قانون ًيــا زجريــاً عبــر إصــدار القانــون رقــم ‪ 09.09‬الــذي أدرج ضمــن‬
‫مقتضيــات القانــون الجنائــي فرعـاً جديــداً يتعلــق بالعنــف المرتكــب أثنــاء المباريــات أو التظاهــرات الرياضيــة‬
‫أو بمناســبتها‪ .‬كمــا تــم تعزيــز تجهيــزات الســامة فــي المالعــب الرياضيــة وتــم تحســين آليــات تدبيــر فضاءاتهــا‬
‫الداخليــة مــن خــال وضــع مقاعــد مرقمــة واحتــرام الطاقــة االســتيعابية‪ .24‬إال أنــه يالحــظ أن ظاهــرة العنــف‬
‫فــي المالعــب الرياضيــة ال يمكــن معالجتهــا فقــط بالمقاربــة الزجريــة‪ ،‬لضمــان أمــن الجماهيــر الرياضيــة‬
‫والحفــاظ علــى ســامة الممتلــكات واالســتثمارات فــي البنيــات التحتيــة‪.‬‬

‫‪3.‬سلسلة قيمة غير مكتملة‬


‫فــي غيــاب منظومــة إحصائيــة خاصــة بالرياضــة ســيكون مــن الصعــب فهــم مكونــات هــذا االقتصــاد وتتبعهــا‬
‫وتقييمهــا‪ .‬لــذا‪ ،‬ســنحاول تســليط الضــوء علــى مسلســل خلــق القيمــة المضافــة فــي الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬وتفكيــك‬
‫عناصــر سلســلة القيمــة إلــى قطاعــات كفيلــة بجعــل الرياضــة رافعــة للتنميــة االقتصاديــة‪ .‬وفــي مرحلــة ثانيــة‪،‬‬
‫ســنحاول إغنــاء عمليــة تفكيــك عناصــر هــذه السلســلة بتحليــل تدخــات مختلــف الفاعليــن المعنييــن بمجــال‬
‫الرياضــة‪ ،‬ال ســيما مــن خــال اســتثمار المعلومــات والمعطيــات التــي قدمهــا الفاعلــون الذيــن جــرى اإلنصــات‬
‫إليهــم‪.‬‬
‫‪ .‬أمسلسل خلق القيمة المضافة في مجال الرياضة بالمغرب‬

‫عندمــا تصبــح الممارســة الرياضيــة موضــوع منافســة‪ ،25‬فإنهــا تقــدم عرض ـاً يتطلــب تنظيمــه تمويـ ًـا ويتيــح‬
‫عرضــه تحصيــل مــوارد ماليــة‪ .‬وهكــذا‪ ،‬فــإن تطــور العــرض الرياضــي وإضفــاء الطابــع االحترافــي علــى مســار‬
‫قطاعــا اقتصاد ًيــا قائــم الــذات‪ .‬وعموم ـاً‪ ،‬يتــم تمويــل هــذا القطــاع مــن خــال المداخيــل‬
‫ً‬ ‫الرياضييــن يخلــق‬
‫المحصلــة مــن بيــع التذاكــر‪ ،‬وحقــوق البــث التلفــزي‪ ،‬واإلشــهار‪ ،‬والرعايــة‪ ،‬والتســويق‪.‬‬
‫‪ - 22‬جلسة إنصات عقدها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي مع الشركة الوطنية إلنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)‪ ،‬يناير ‪.2022‬‬

‫‪ - 23‬جلسة إنصات عقدها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي مع الشركة الوطنية إلنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)‪ ،‬يناير ‪.2022‬‬

‫‪ - 24‬رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول السياسة الرياضية بالمغرب‪.2019 ،‬‬

‫‪.Les finances du sport et l’éthique sportive », Wladimir Andreff, 2015 « - 25‬‬

‫‪23‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫■األنشطة المرتبطة بشكل مباشر بالرياضة‬

‫مبدئيا‪ ،‬يتطلب مسلسل خلق القيمة المضافة في قطاع الرياضة ‪ 4‬فئات من المداخيل (الشكل رقم ‪:)2‬‬
‫حقوق البث‬

‫لــم يعــد تقييــم الطلــب علــى الرياضــة مرتكــزاً فقــط علــى حجــم الحضــور فــي المالعــب الرياضيــة‪ .‬ومنــذ عــدة‬
‫عقــود‪ ،‬ارتفــع عــدد التظاهــرات الرياضيــة التــي يتــم بثهــا علــى شاشــات التلفزيــون أو مــن خــال المحطــات‬
‫اإلذاعيــة بشــكل كبيــر‪ .‬وتبعـاً لذلــك‪ ،‬أصبحــت حقــوق البــث مصــد ًرا مه ًمــا لتمويــل الرياضــة االحترافيــة‪ .‬ويبــرز‬
‫نمــوذج نــادي برشــلونة اإلســباني‪ ،‬الــذي تص ـ ّدر ترتيــب فــرق كــرة القــدم علــى مســتوى حقــوق البــث التلفــزي‬
‫بنحــو ‪ 165‬مليــون أورو برســم موســم ‪ ،2020/2021‬مــدى األهميــة التــي تكتســيها هــذه المداخيــل بالنســبة‬
‫لألنديــة‪ .‬وهــذا يعكــس ً‬
‫أيضــا الطريــق الطويــل الــذي ال يــزال علــى الرياضــة الوطنيــة قطعهــا للوصــول إلــى مثــل‬
‫هــذه النتائــج‪ .‬واليــوم‪ ،‬تبلــغ‪ 26‬قيمــة حقــوق البــث التلفــزي لمنافســات القســم األول مــن البطولــة االحترافيــة ‪100‬‬
‫مليــون درهــم‪ ،‬أي ‪ 6‬مالييــن درهــم لــكل نــاد‪ ،‬وهــو مبلــغ يبقــى هزيــا فــي نظــر المختصيــن فــي هــذا المجــال‪.‬‬
‫فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬ال يمثــل هــذا المبلــغ ســوى ‪ 6‬فــي المائــة مــن مداخيــل نــادي الرجــاء الرياضــي‪.‬‬
‫عقود الرعاية‬

‫يوفــر قطــاع الرياضــة منافــذ للعديــد مــن األنشــطة االقتصاديــة التــي تنتــج عائــدات ماليــة هامــة ارتــكازاً علــى‬
‫أنشــطة مربحــة للغايــة‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬تجنــي المقــاوالت واألبنــاك والشــركات التجاريــة ووســائل اإلعــام‪،‬‬
‫التــي يعتمــد جــزء مــن مداخيلهــا علــى حجــم وجاذبيــة المنافســات الرياضيــة التــي يتــم عرضهــا‪ ،‬فوائــد مــن‬
‫تمويــل العــروض الرياضيــة ومنتجاتهــا الموازيــة واســتثمار صورتهــا تجاري ـاً (إشــهار‪ ،‬احتضــان‪ ،‬رعايــة)‪.‬‬
‫ً‬
‫ارتباطــا مباشــ ًرا بمــدى التأثيــر الــذي يمكــن أن تحدثــه صــورة رياضــة أو فريــق أو‬ ‫وترتبــط عقــود الرعايــة‬
‫رياضــي معيــن علــى الجمهــور‪ .‬وينبغــي تدبيــر هــذه الصــورة بكيفيــة احترافيــة ويجــب أن تكــون العالقــة بيــن‬
‫الجهــة الراعيــة والطــرف المســتفيد مــن الرعايــة عالقــة تعاقديــة واضحــة‪ ،‬بمــا يمكــن مــن تأميــن اســتثمارات‬
‫الجهــة الراعيــة‪ .‬والحــال‪ ،‬أنــه فــي ظــل ضعــف نطــاق االحتــراف فــي المجــال الرياضــي الوطنــي‪ ،‬فــإن اإلمكانــات‬
‫المتعلقــة بالرعايــة ســتبقى ضعيفــة أيض ـاً‪.‬‬
‫ومــن بيــن أنــواع الرعايــة التــي تطــورت بشــكل كبيــر خــال الســنوات األخيــرة‪ ،‬نذكــر إطــاق أســماء عالمــات أو‬
‫مؤسســات أو شــخصيات علــى التظاهــرات والمالعــب والفــرق الرياضيــة (‪ ،)naming‬والتــي تســتفيد مــن المزيــد‬
‫مــن آليــات التطــور‪ .‬وقــد تبيــن أن األشــخاص الذيــن حضــروا عروضـاً فــي المالعــب «التــي تحمــل أســماء فــي‬
‫إطــار عقــود الرعايــة» يبــدون معارضــة أقــل لهــذه الممارســة‪.‬‬
‫التذاكر (المداخيل المتأتية من الشبابيك)‬

‫فــي ظــل غيــاب معطيــات حــول مداخيــل التذاكــر الخاصــة بأنــواع رياضيــة أخــرى‪ ،‬تعتبــر كــرة القــدم نموذجــا‬
‫يظهــر كيــف أن الرياضــة االحترافيــة تســتقطب المتفرجيــن وبالتالــي تــدر مداخيــل عبــر بيــع التذاكــر‪ .‬وقــد‬
‫بلغــت‪ 27‬المداخيــل التــي حصلتهــا فــرق الدرجــة األولــى ببالدنــا مــن بيــع التذاكــر برســم موســم ‪،2020/2019‬‬
‫‪ - 26‬جلسة إنصات عقدت مع السيد جواد الزيات‪ ،‬خبير ومسير رياضي سابق‪.‬‬

‫‪ - 27‬جلسة إنصات عقدت مع السيد عبد العزيز الطالبي‪ ،‬خبير في قضايا الرياضة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫مــا مجموعــه ‪ 62‬مليــون درهــم‪ ،‬أي مــا يعــادل ‪ 10‬فــي المائــة مــن الميزانيــة اإلجماليــة لهــذه األنديــة‪ .‬وتبقــى هــذه‬
‫النســبة أقــل بكثيــر مــن مداخيــل بيــع التذاكــر التــي تحصــل عليهــا األنديــة فــي بعــض البلــدان المتقدمــة‪ .‬ففــي‬
‫فرنســا‪ ،‬جمعــت األنديــة العشــرون المنتميــة لــدوري الدرجــة األولــى الفرنســي ‪ 170‬مليــون أورو‪ ،‬أي مــا يعــادل‬
‫حوالــي ‪ 1.9‬مليــار درهــم مــن المداخيــل خــال موســم ‪.2020-2019‬‬
‫وعلــى مســتوى النمــوذج االقتصــادي‪ ،‬وفــي ظــل عــدم امتــاك الفــرق الرياضيــة لمالعــب كبــرى بالمغــرب‪ ،‬يتــم‬
‫تنظيــم مباريــات كــرة القــدم علــى الخصــوص مــن خــال الشــركة الوطنيــة إلنجــاز وتدبيــر المنشــآت الرياضيــة‬
‫(ســونارجيس) التــي تحصــل علــى ‪ 15‬فــي المائــة مــن مداخيــل بيــع التذاكــر أو مــا ال يقــل عــن ‪ 40‬ألــف درهــم‬
‫عــن كل مبــاراة‪.28‬‬
‫التسويق الرياضي‬

‫ويهــم بيــع المنتجــات الموازيــة كالســلع أو المنتجــات التــي تســوق صــورة تنظيــم رياضــي معيــن‪ .‬ويتــم العمــل بهــذه‬
‫اآلليــة علــى وجــه الخصــوص فــي التظاهــرات أو فــي متاجــر األنديــة أو مــن خــال عمليــات التوزيــع التجــاري‪.‬‬
‫وترتبــط المداخيــل عمومـاً بمــا تحققــه األنديــة مــن نتائــج علــى المســتوى الرياضــي‪.‬‬
‫وفــي المغــرب‪ ،‬أصبحــت بعــض األنديــة الرياضيــة االحترافيــة تــدرك القيمــة التــي تكتســيها صورتهــا وبــدأت فــي‬
‫اســتغاللها بشــكل مباشــر لفائدتهــا‪ .‬وعلــى الرغــم مــن أن هــذه اآلليــة ال تــزال غيــر متطــورة بالقــدر الكافــي‪ ،‬إال‬
‫أن نمــوذج نــادي الرجــاء الرياضــي يبــرز األهميــة التــي يمكــن أن تكتســبها مداخيــل التســويق إذا مــا تــم تدبيرهــا‬
‫بشــكل جيــد‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬بلغــت مداخيــل النــادي ‪ 32.6‬مليــون درهــم برســم موســم ‪.2020-2019‬‬
‫■أنشطة مرتبطة بشكل غير مباشر بمجال الرياضة‬

‫اســتناداً إلــى التصنيــف المغربــي لألنشــطة االقتصاديــة للمندوبيــة الســامية للتخطيــط (‪ ،)NMA 2010‬يمكــن‬
‫تتبــع مسلســل خلــق القيمــة فــي قطــاع الرياضــة‪ ،‬مــن وجهــة نظــر إحصائيــة بحتــة‪ ،‬ال ســيما مــن خــال األنشــطة‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫ ‪-‬الفــرع ‪- 93‬قطــاع «ص»‪« :‬األنشــطة المرتبطــة بالرياضــة»‪ ،‬الــذي يضم تســيير المنشــآت الرياضية‪ ،‬وأنشــطة‬
‫النــوادي الرياضيــة‪ ،‬وأنشــطة مراكــز التربيــة البدنيــة‪ ،‬وأنشــطة رياضية أخرى؛‬
‫ ‪-‬النشاط رقم ‪- 8551‬قطاع «ع»‪« :‬التعليم الرياضي والترفيهي»؛‬
‫ ‪-‬النشاط رقم ‪- 3230‬قطاع «ج»‪« :‬صنع أدوات الرياضة»‪.‬‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن المعطيــات المرتبطــة بهــذه األنشــطة ليســت متاحــة ب ْعــد‪ .‬وعــاوة علــى ذلك‪ ،‬ومن خــال محاولة‬
‫إدمــاج ارتباطــات الرياضــة بالقطاعــات االقتصاديــة األخــرى فــي تصنيــف األنشــطة فــي المغــرب‪ ،‬يتضــح أن‬
‫ً‬
‫ارتباطــا وثي ًقــا بالرياضــة‪ ،‬ســواء فــي األنشــطة القبليــة أو البعديــة لسالســل اإلنتــاج‪.‬‬ ‫ثمــة فروعـاً أخــرى مرتبطــة‬
‫فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬يمكــن ربــط فــرع «الفالحــة واســتغالل الغابــات وصيــد األســماك» بقطــاع الرياضــة‪ ،‬ال‬
‫ســيما مــن خــال تربيــة الخيــول ومراكــز الفروســية‪ .‬وبخصــوص فــرع «الصناعــة التحويليــة»‪ ،‬يمكــن تقســيمه‬
‫إلــى عــدة أنشــطة فرعيــة يمكــن أن تســاهم بشــكل أكبــر فــي جعــل الرياضــة صناعــة قائمــة الــذات‪ ،‬ال ســيما مــن‬
‫‪ - 28‬جلسة إنصات مع الشركة الوطنية إلنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫خــال تســليط الضــوء علــى أشــكال التفاعــل مــع «الصناعــة الغذائيــة»‪ ،‬و»صناعــة النســيج»‪ ،‬و»صناعــة المالبــس‬
‫والفِ ــراء»‪ ،‬و»صناعــة الجلــد واألحذيــة»‪ .‬وقــد تــم وضــع قائمــة‪ 29‬بالقطاعــات األخــرى للنشــاط االقتصــادي التــي‬
‫يمكــن إدراجهــا فــي ديناميــة تتبــع قطــاع الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬وذلــك مــن أجــل رصــد مختلــف مراحــل مسلســل‬
‫خلــق الثــروة فــي مجــال الرياضــة (الشــكل رقــم ‪.)2‬‬

‫الشكل رقم ‪ :2‬مسلسل خلق القيمة في القطاع الرياضي‬

‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أن ديمومــة المداخيــل المتأتيــة مــن ولــوج قطــاع الرياضــة لعالــم االحتــراف تعتمــد بشــكل‬
‫أساســي علــى جــودة اإلطــار الوظيفــي والتنظيمــي‪ ،‬ســواء مــن حيــث تنظيــم العصــب االحترافيــة أو توفــر‬
‫الرأســمال البشــري المتخصــص (أطبــاء‪ ،‬أخصائيــو العــاج الطبيعــي‪ ،‬تقنيــون مختصــون فــي البنيــات التحتيــة‬
‫الرياضيــة‪ ،‬وغيــر ذلــك) أو البنيــات التحتيــة‪.‬‬
‫‪ .‬بالفاعلون المتدخلون في سلسلة القيمة الخاصة بالرياضة في المغرب‬
‫تضــم منظومــة الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬كمــا هــو الحــال فــي العديــد مــن البلــدان حــول العالــم‪ ،‬العديــد مــن الفاعليــن‬
‫العمومييــن والخــواص والقطاعــات الجمعويــة‪.‬‬
‫■الفاعلون المكلفون بضمان الولوج إلى الممارسة الرياضية وتنظيمها‬

‫ ‪-‬الجامعات والعصب واألندية بالمغرب‬


‫‪30‬‬
‫باإلضافــة إلــى القطــاع الــوزاري الوصــي والجماعــات الترابيــة والمبــادرة الوطنيــة للتنميــة البشــرية‪ ،‬توجــد‬
‫فــي المغــرب أكثــر مــن ‪ 57‬جامعــة رياضيــة تتولــى ضمــان الولــوج إلــى الرياضــة‪ .‬كمــا أن هنــاك حوالــي ‪5000‬‬
‫جمعيــة رياضيــة‪ ،‬منهــا حوالــي ‪ 1000‬جمعيــة حاصلــة علــى االعتمــاد الــذي ينــص عليــه القانــون‪ ،‬و‪ 1870‬جمعيــة‬
‫قدمــت ملفــات االعتمــاد الخــاص بهــا‪.‬‬

‫‪ - 29‬الفالحــة‪ ،‬واســتغالل الغابــات‪ ،‬وصيــد األســماك‪ ،‬والصناعــات الغذائيــة‪ ،‬وصناعــة النســيج‪ ،‬وصناعــة المالبــس والفــراء‪ ،‬وصناعــة الجلــد واألحذيــة‪ ،‬ونجــارة الخشــب‬
‫وصنــع منتجــات مــن الخشــب‪ ،‬والنشــر‪ ،‬والطباعــة ونســخ التســجيالت‪ ،‬والصناعــات الكيماويــة (الصناعــة الصيدالنيــة)‪ ،‬وصناعــة منتجــات مــن المطــاط والبالســتيك‪،‬‬
‫وصنــع منتجــات أخــرى غيــر معدنيــة‪ ،‬وصنــع وســائل النقــل األخــرى‪ ،‬وصنــع األثــاث‪ ،‬وصناعــات تحويليــة أخــرى‪ ،‬إنتــاج وتوزيــع الكهربــاء‪ ،‬والمــاء‪ ،‬وتشــييد المبانــي‪ ،‬والتجــارة‬
‫واإلصــاح‪ ،‬اإليــواء والمطاعــم‪ ،‬النقــل‪ ،‬أنشــطة خدمــات البريــد واالتصــاالت‪ ،‬أنشــطة الخدمــات الماليــة والتأميــن‪ ،‬التعليــم‪ ،‬الصحــة البشــرية والعمــل االجتماعــي‪ ،‬خدمــات‬
‫أخــرى غيــر ماليــة‪...‬‬

‫‪ - 30‬جلسة إنصات عقدت مع وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫وال تــزال هــذه الهيــاكل اليــوم غيــر فعالــة بالقــدر الكافــي مــن أجــل اســتقطاب الممارســين وتنظيــم ممارســة‬
‫الرياضــة‪ ،‬كمــا يتضــح مــن خــال ضعــف عــدد الرياضييــن المجازيــن بالمغــرب‪ .‬وفــي ظــل هــذه الوضعيــة‪ ،‬يجــد‬
‫الرياضيــون الهــواة ومــن يمارســون الرياضــة بشــكل مناســباتي أنفســهم دون مواكبــة فــي مزاولــة أنشــطتهم‪ ،‬كمــا‬
‫يســاهم ذلــك فــي إعطــاء القطــاع صــورة قطــاع غيــر مهيــكل وغيــر منظــم بالقــدر الكافــي وغيــر فعــال‪ ،‬ممــا يحــد‬
‫مــن إمكانيــة تطــوره‪.‬‬
‫ويقتضــي تطويــر قــدرات الجامعــات الرياضيــة الرفــع مــن مواردهــا الذاتيــة‪ .‬ويتطلــب ذلــك بشــكل أساســي‬
‫تنويــع مداخيلهــا‪ ،‬ممــا ســينعكس تبعــاً لذلــك علــى ميزانيــات األنديــة‪ .‬ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬فــإن انخــراط‬
‫المصالــح الماليــة فــي العــروض الرياضيــة يعتبــر شــرطاً أساســياً إلضفــاء الطابــع االحترافــي علــى الرياضــة‬
‫بالمغــرب‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬ال يمكــن ولــوج االحتــراف إذا لــم تتحــول األنديــة إلــى شــركات مهيكلــة قــادرة علــى توفيــر‬
‫كل الضمانــات للمســتثمرين المحتمليــن‪ .‬ومــن شــأن إلــزام األنديــة بالتحــول إلــى شــركات أن يضمــن االنتقــال‬
‫نحــو إطــار منظــم لألنديــة يتســم بقــدر أكبــر مــن الشــفافية علــى الصعيــد المالــي‪ ،‬وتدبيــر أمثــل للبنيــات التحتيــة‬
‫والمــوارد البشــرية‪ ،‬وحكامــة موجهــة نحــو التســويق وتثميــن صــورة األنديــة‪.‬‬
‫وفــي الوقــت الراهــن‪ ،‬وبالنســبة لكــرة القــدم علــى ســبيل المثــال‪ ،‬تتوفــر‪ 31‬األنديــة األجنبيــة الكبرى ذات المســتوى‬
‫المماثــل (العربيــة واإلفريقيــة) علــى ميزانيــات أكبــر بكثيــر (‪ 2‬إلــى ‪ 3‬أضعــاف) مــن تلــك التــي تتوفــر عليهــا‬
‫األنديــة فــي المغــرب‪ ،‬علمـاً أن تلــك األنديــة األجنبيــة تســتعين بدرجــة أقــل مــن نظيراتهــا فــي المغــرب بالمــوارد‬
‫الماليــة واإلعانــات العموميــة‪:‬‬
‫بماليين الدراهم*‬
‫‪345‬‬ ‫األهلي‪ -‬مصر‬
‫‪237‬‬ ‫الزمالك‪ -‬مصر‬
‫‪216‬‬ ‫ماميلودي صانداونز‪ -‬جنوب إفريقيا‬
‫‪205‬‬ ‫النجم الساحلي‪ -‬تونس‬
‫‪194‬‬ ‫الترجي‪ -‬تونس‬
‫‪75‬‬ ‫الوداد‪ -‬المغرب‬
‫* أرقام تقريبية‪ ،‬جلسة إنصات مع السيد الطالبي عبد العزيز‬

‫وبخصــوص مداخيــل الصنــدوق الوطنــي لتنميــة الرياضــة‪ ،‬ســجل التقريــر الســنوي للمجلــس األعلــى للحســابات‬
‫برســم ســنة ‪ ،2018‬عــدم تحصيــل الصنــدوق لحصتــه مــن إيــرادات اإلعالنــات اإلشــهارية‪ ،‬علمـاً أن المــادة ‪32‬‬
‫مــن قانــون الماليــة لســنة ‪ ،1987‬التــي أُحــدِ ث بموجبهــا الصنــدوق الوطنــي لتنميــة الرياضــة‪ ،‬تنــص علــى أن‬
‫مــوارد الحســاب تضــم أيضــا ‪ 30‬فــي المائــة مــن المــوارد اإلجماليــة المســتوفاة مــن اإلعالنــات داخــل المالعــب‬
‫وفضــاءات األلعــاب والمياديــن الرياضيــة‪ .‬وعلــى الرغــم مــن الجهــود التــي بذلتهــا المصالــح المختصــة بالــوزارة‬
‫الوصيــة‪ ،‬فإنهــا لــم تتمكــن بعــد مــن تحصيــل هــذه المــوارد‪.‬‬

‫‪ - 31‬جلسة إنصات عقدت مع السيد عبد العزيز الطالبي‪ ،‬خبير يف قضايا الرياضة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وتســتفيد الجامعــات الرياضيــة‪ ،‬فــي إطــار اتفاقــي‪ ،‬مــن إعانــات الدولــة التــي يتــم ضخهــا مــن الصنــدوق الوطنــي‬
‫لتنميــة الرياضــة‪ ،‬وذلــك لضمــان تطويــر النشــاط الرياضــي وتأهيــل مختلــف التخصصــات الرياضيــة بالمغرب‪.32‬‬
‫■الفاعلون المعنيون بالبنيات التحتية الرياضية‬

‫بخصــوص المنشــآت الرياضيــة‪ ،‬تظهــر المعطيــات المتاحــة وجــود تفاوتــات مجاليــة كبيــرة علــى مســتوى نوعيــة‬
‫هــذه البنيــات التحتيــة وجودتهــا‪ .‬ومــن بيــن هــذه المنشــآت‪ ،‬نذكــر المالعــب والقاعــات المغطــاة ومالعــب التنــس‬
‫والمســابح وغيرهــا‪ .‬وتنضــاف إلــى هــذه البنيــات مالعــب القــرب‪ ،‬التــي تتزايــد أعدادهــا بوتيــرة ســريعة‪ ،‬بعــد أن‬
‫تــم إطالقهــا منــذ فتــرة فــي الوســطين الحضــري والقــروي بهــدف النهــوض بممارســة الرياضــة لفائــدة الجميــع‪.‬‬

‫تم إطالقها عبر المنصة الرقمية للمشاركة المواطنة «أشارك»‬


‫إجابات المشاركين في االستشارة التي َّ‬

‫فــي مــا يتعلــق باألســباب التــي تحــول دون حضــور المواطنــات والمواطنيــن للتظاهــرات الرياضيــة‪ ،‬تركــزت‬
‫نســبة ‪ 65.5‬فــي المائــة مــن أجوبــة المشــاركين حــول المشــاكل المتعلقــة باألمــن داخــل المالعــب‪ .‬بينمــا‬
‫يــرى أزيــد مــن نصــف المســتجوبين أن مســتوى الفرجــة الرياضيــة فــي المغــرب يعتبــر مــن بيــن األســباب‬
‫التــي تحــول دون حضــور المواطنــات والمواطنيــن للتظاهــرات الرياضيــة‪ .‬كمــا تجــدر اإلشــارة إلــى أن نســبة‬
‫‪ 31‬فــي المائــة مــن المســتجوبين تــرى أن قلــة االهتمــام بالرياضــة يعــد مــن بيــن األســباب التــي تحــول دون‬
‫حضــور التظاهــرات الرياضيــة‪.‬‬

‫ ‪-‬المالعب في المغرب‪ :‬نماذج اقتصادية غير مالئمة‬

‫فــي أعقــاب المناظــرة الوطنيــة للرياضــة التــي عقــدت ســنة ‪ ،2008‬وفــي إطــار تعزيــز البنيــات التحتيــة الرياضيــة‬
‫وإضفــاء الطابــع االحترافــي علــى أنمــاط تدبيرهــا‪ ،‬تــم إحــداث الشــركة الوطنيــة إلنجــاز وتدبيــر المنشــآت‬
‫الرياضيــة (ســونارجيس) بموجــب المرســوم رقــم ‪ 4( 2-08-546‬نوفمبــر ‪ .)2008‬وتشــرف هــذه الشــركة‬
‫إلــى اليــوم علــى ‪ 5‬مالعــب لكــرة القــدم (مراكــش وأكاديــر وطنجــة والربــاط وفــاس) و‪ 12‬ملع ًبــا ملحقـاً مجهــزاً‬
‫بالعشــب الطبيعــي (‪ 4‬مالعــب فــي مراكــش‪ 3 ،‬مالعــب فــي أكاديــر‪ ،‬ملعبــان فــي طنجــة‪ ،‬ملعبــان فــي فــاس)‪.‬‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬وفــي ظــل محدوديــة إقبــال الجماهيــر والمداخيــل‪ ،‬تواجــه المالعــب فــي المغــرب العديــد مــن‬
‫اإلكراهــات‪ ،‬نذكــر منهــا علــى وجــه الخصــوص‪:33‬‬
‫ ‪-‬غيــاب إطــار تشــريعي وتنظيمــي يحــدد المهــام والمســؤوليات المتعلقــة بإنشــاء وتشــغيل المالعــب والبنيــات‬
‫التحتيــة الرياضيــة بشــكل عــام؛‬
‫ ‪-‬عــدم وجــود مخطــط توجيهــي وطنــي خــاص بالمالعــب‪ :‬تمــت برمجــة بنــاء المالعــب الثالثــة الكبــرى‬
‫الحاليــة بمناســبة ترشــح المملكــة الســتضافة كأس العالــم لســنة ‪ ،2010‬بعــد الترشــح فــي ســنوات ‪1994‬‬
‫و‪ 1998‬و‪2006‬؛‬

‫‪ - 32‬بلغ حجم اإلعانات املمنوحة للجامعات الرياضية خالل الفترة املمتدة ما بني ‪ 2017‬و‪ ،2019‬ما قدره ‪ 2058.4‬مليون درهم‪ ،‬مبا فيها ‪ 344.11‬مليون درهم برسم سنة‬
‫‪ ،2017‬و‪ 642.61‬مليون درهم سنة ‪ ،2018‬و‪ 1071.70‬مليون درهم برسم سنة ‪ ،2019‬تقرير حول احلسابات اخلصوصية للخزينة‪ ،‬مشروع قانون املالية لسنة ‪ ،2021‬ص‪.49 .‬‬
‫‪ - 33‬جلسة إنصات عقدت مع مدير الشركة الوطنية إلجناز وتدبير املنشآت الرياضية (سونارجيس)‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫ ‪-‬تعــدد أنمــاط تدبيــر المالعــب والبنيــات التحتيــة الرياضيــة بشــكل عــام‪ :‬الشــركة الوطنيــة إلنجــاز وتدبيــر‬
‫المنشــآت الرياضيــة (ســونارجيس)‪ ،‬ومرافــق الدولــة المســيرة بصــورة مســتقلة‪ ،‬وشــركات التنميــة المحليــة‪،‬‬
‫والمكتــب الشــريف للفوســفاط‪ ،‬والمجالــس المنتخبــة‪ ،‬وغيــر ذلــك‪ ،‬مــع مــا يرافــق ذلــك أحيا ًنــا مــن اختــاف‬
‫وتبايــن فــي األهــداف‪ ،‬ممــا يحــول دون اعتمــاد مقاربــة متجانســة وواضحــة تجــاه زبنــاء هــذه المالعــب؛‬
‫ ‪-‬ال يتيــح نمــط التدبيــر المفــوض المحــددة مدتــه فــي ‪ 10‬ســنوات إقامــة شــراكات بيــن القطاعيــن العــام‬
‫والخــاص مــن أجــل تثميــن محيــط المالعــب‪ ،‬وال الرفــع مــن الرســاميل مــن أجــل تمويــل مشــاريع التنميــة‬
‫علــى المــدى الطويــل؛‬
‫ ‪-‬عــدم تطهيــر الوعــاء العقــاري‪ ،‬الــذي تقــع فيــه المالعــب التــي تتولــى تدبيرهــا شــركة ســونارجيس‪ ،‬بشــكل‬
‫كامــل مــن قبــل القطــاع الوصــي المالــك للعقــار (المالعــب)؛‬
‫ ‪-‬تقــع مســؤولية أعمــال الصيانــة الكبــرى فــي المالعــب علــى عاتــق الدولــة‪ :‬بعــد أكثــر مــن ‪ 10‬ســنوات مــن‬
‫االشــتغال‪ ،‬تتطلــب هــذه البنيــات التحتيــة عمليــات صيانــة كبــرى وتأهيــل للعديــد مــن الجوانــب التقنيــة‪ ،‬ممــا‬
‫يتطلــب تعبئــة االســتثمارات مــن أجــل ضمــان اســتجابة منشــآت بالدنــا للمعاييــر الوطنيــة والدوليــة (االتحــاد‬
‫اإلفريقــي لكــرة القــدم (الــكاف)‪ ،‬االتحــاد الدولــي لكــرة القــدم (الفيفــا)) لتنظيــم التظاهــرات الكبــرى‪.‬‬
‫وتتطلــب عمليــات التجديــد هــذه أزيــد مــن ‪ 300‬مليــون درهــم؛‬
‫ ‪-‬صعوبــات فــي تحصيــل الديــون المعلقــة األداء‪ :‬تشــير حســابات شــركة ســونارجيس إلــى أن المبالــغ غيــر‬
‫المحصلــة تقــدر بـــ ‪ 41‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫وتجــدر اإلشــارة ً‬
‫أيضــا إلــى أن الهيكلــة الحاليــة للمالعــب ال تمكــن مــن طــرح تذاكــر متمايــزة (مقاعــد غيــر‬
‫مرقمــة أو عــدم احتــرام المقاعــد المحجــوزة)‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى هيمنــة التذاكــر منخفضــة الســعر‪.‬‬
‫وفــي مــا يتعلــق بالممارســات الجيــدة علــى الصعيــد الدولــي‪ ،‬توصــي بعــض الدراســات‪ 34‬التــي أجــرت تقييمــا‬
‫لبرامــج تجديــد ‪ /‬إعــادة بنــاء المالعــب الرياضيــة بدراســة مســألة تحديــد حجــم المنشــآت وفــق الحاجيــات‬
‫الحقيقيــة للمجــال الترابــي الــذي يحتضــن تلــك المنشــآت‪ .‬وفــي الســياق ذاتــه‪ ،‬تُظهــر نمــاذج لتقاســم التكاليــف‬
‫أنــه تــم تمويــل جــزء كبيــر مــن تكاليــف‪ 35‬بنــاء المالعــب التــي احتضنــت بطولــة كأس العالــم لكــرة القــدم فــي ســنة‬
‫‪ 2006‬مــن قبــل فاعليــن مــن القطــاع الخــاص‪ ،‬فــي إطــار مقاربــة اســتثمارية علــى المــدى الطويــل (‪ 412‬مليــون‬
‫أورو مــن قبــل مســتغلي المالعــب و‪ 440‬مليــون أورو تــم تعبئتهــا مــن خــال قــروض)‪.‬‬
‫ ‪-‬مالعب القرب‪ :‬تنزيل في غياب نمط ناجع للتدبير‬

‫تتحــدد األهميــة‪ 36‬التــي توليهــا الجماعــات الترابيــة للرياضــة حســب منظورهــا الخــاص بهــذا القطــاع وبنــا ًء علــى‬
‫اإلمكانيــات الماديــة المتاحــة لهــا‪ ،‬حيــث يالحــظ أن بعــض المــدن تولــي اهتمامــا كبيــراً بالرياضــة‪ ،‬بينمــا تبــدي‬
‫مــدن أخــرى عجــزاً علــى مواكبــة ديناميــة تطــور الحركــة الرياضيــة‪.‬‬

‫‪.The Effectiveness of Stadiums Public Funding: The French Model Failure », Jeremy Moulard, Nadine Dermit-Richard et Christophe Durand, 2019 « - 34‬‬
‫‪Financing of sport facilities in Germany », Christoph Breuer, Kristin Hallmann et Pamela Wicker, 2011« - 35‬‬
‫‪ - 36‬جلسة إنصات عقدت مع املديرية العامة للجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وتعتبــر المبــادرة الوطنيــة للتنميــة البشــرية إحــدى اآلليــات التــي مكنــت مــن تنفيــذ مجموعــة مــن المشــاريع‬
‫الرياضيــة‪ ،‬مــن خــالل الدعــم الــذي قدمتــه للجماعــات‪ ،‬والــذي مكــن مــن بنــاء قاعــات مغطــاة ومالعــب للقــرب‬
‫ومســابح وغيرهــا مــن الفضــاءات الرياضيــة‪ ،‬ســواء فــي الوســط الحضــري أو القــروي‪ ،‬فضــال عــن إنجــاز عــدد‬
‫مــن الجماعــات الترابيــة لعــدد مــن المشــاريع الرياضيــة فــي إطــار تعزيــز االندمــاج االجتماعــي‪.‬‬
‫تم إطالقها عبر المنصة الرقمية للمشاركة المواطنة «أشارك»‬
‫إجابات المشاركين في االستشارة التي َّ‬

‫فــي مــا يخــص مالعــب القــرب‪ ،‬أكــد نصــف المســتجوبين أنهــم غيــر راضيــن بتاتــا عــن إمكانيــة الولــوج إلــى‬
‫مالعــب القــرب‪ .‬فــي حيــن‪ ،‬عبــر ‪ 9‬فــي المائــة فقــط عــن رضاهــم علــى إمكانيــة الولــوج إلــى هــذه المالعــب‪.‬‬

‫الرسم البياني رقم ‪ :2‬خدمات مالعﺐ القرب‬ ‫الرسم البياني رقم‪ :1‬تدبير مالعﺐ القرب‬

‫‪9%‬‬

‫‪31%‬‬

‫‪54%‬‬
‫‪15%‬‬

‫‪91%‬‬

‫ﻏﯾر ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ‬ ‫ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ‬ ‫اﻟوزارة اﻟوﺻﯾﺔ‬ ‫اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت‬ ‫اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت‬

‫المصدر‪ :‬جلسة إنصات مع ممثلي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬

‫ورغم ذلك‪ ،‬فإن هذا النوع من البنيات التحتية يواجه العديد من التحديات‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المنظــم للمنشــآت الرياضيــة التــي تــم إحداثهــا فــي إطــار المبــادرة‬ ‫‪ -‬غيــاب اإلطــار المؤسســاتي والمالــي‬
‫الوطنيــة للتنميــة البشــرية؛‬
‫‪ -‬يشــكل تعــدد الفاعليــن والمتدخليــن عقبــة أمــام التدبيــر الســليم لهــذه المرافــق‪ ،‬ال ســيما فــي مــا يتعلــق‬
‫بالجوانــب اإلداريــة والماليــة والتقنيــة؛‬
‫‪ -‬غيــاب دعــم قــار لضمــان اســتدامة واســتمرارية خدمــات الفضــاءات الرياضيــة (تكاليــف تشــغيل التجهيــزات‬
‫وتطويرهــا وصيانتها)؛‬
‫‪ -‬عدم مجانية خدمات معظم الفضاءات الرياضية؛‬
‫‪ -‬تباين جودة الخدمات المقدمة؛‬
‫‪ -‬اختالف كبير في أنماط تدبير المالعب والفضاءات الرياضية وغياب دفاتر تحمالت واضحة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫■الفاعلون في مجال ألعاب الرهان‬

‫تعتبــر المغربيــة لأللعــاب والرياضــة (‪)MDJS‬الفاعــل الرئيســي المكلــف باليانصيــب والمخــول لتنظيــم واســتغالل‬
‫ألعــاب الرهــان حــول المنافســات الرياضيــة‪ ،‬بمــا فيهــا المســابقات الرياضيــة االفتراضيــة‪ ،‬فــي مجمــوع التــراب‬
‫الوطني‪.‬‬
‫ـارم يتيــح ضبــط التدفقــات الماليــة ومحاربــة األلعــاب غير المشــروعة وتشــجيع‬
‫ويخضــع هــذا القطــاع لتقنيـ ٍـن صـ ٍ‬
‫اللعب المســؤول‪.37‬‬
‫تتمحــور أهــداف سياســة اللعــب المســؤول التــي تنتهجهــا «المغربيــة لأللعــاب والرياضــة» حــول المحــاور‬
‫الخمســة التاليــة‪:‬‬
‫ ‪-‬الوقاية من اإلفراط في اللعب وحماية القاصرين؛‬
‫ ‪-‬تطوير اللعب المسؤول مع العمل على تقليص مخاطر اإلدمان؛‬
‫ ‪-‬تنظيم حمالت تواصلية شفافة ومسؤولة؛‬
‫ ‪-‬دعم البنيات المسؤولة عن الالعبين في وضعية صعبة؛‬
‫ ‪-‬دعم البحوث والدراسات التي تمكن من فهم آثار ممارسة اللعب‪.‬‬
‫وتتولــى الشــركة المغربيــة لأللعــاب والرياضــة تمويــل ودعــم الرياضــة الوطنيــة‪ ،‬مــن خــال دفــع جميــع إيراداتهــا‬
‫إلــى الصنــدوق الوطنــي لتنميــة الرياضــة (‪ ،)FNDS‬ومــن ثــم دعــم أنشــطة الجامعــات الرياضيــة والبنيــات التحتيــة‬
‫الرياضيــة‪ .‬كمــا تحــرص هــذه الشــركة علــى مراقبــة وتأطيــر الطلــب علــى األلعــاب وممارســتها علــى الصعيــد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫وتتوفــر الشــركة المغربيــة لأللعــاب والرياضــة علــى شــبكة تجاريــة تضــم أكثــر مــن ‪ 1300‬نقطــة بيــع بالتقســيط‪،‬‬
‫تتولــى توزيــع مختلــف منتجــات الشــركة فــي مجمــوع التــراب الوطنــي‪ .‬وقــد عملــت الشــركة علــى تطويــر العديــد‬
‫مــن تطبيقــات الهاتــف المحمــول التــي تتيــح التتبــع اآلنــي لجميــع النتائــج والرهانــات والمعلومــات واإلحصائيــات‬
‫الرياضية‪.‬‬
‫■الفاعلون في مجال اإلعالم‬

‫يكتســي المجــال الرياضــي أهميــة اســتراتيجية بالنســبة لوســائل اإلعــام الوطنيــة‪ .‬وتمتلــك الشــركة الوطنيــة‬
‫لإلذاعــة والتلفــزة الحقــوق الحصريــة لبــث مباريــات البطولــة الوطنيــة لكــرة القــدم فــي قســميْها األول والثانــي‬
‫وكــذا منافســات كأس العــرش‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬يشــير تقريــر أنشــطة الشــركة الوطنيــة لإلذاعــة والتلفــزة‬
‫برســم ســنة ‪ 2020‬إلــى أن مبلــغ بيــع هــذه الحقــوق لســنة ‪ 2019‬بلــغ ‪ 14.9‬مليــون درهــم (دون احتســاب‬
‫الضرائــب)‪ ،‬وهــو مبلــغ غيــر ٍ‬
‫كاف إلــى حــد كبيــر ويتــم توزيعــه بشــكل متسـ ٍـاو دون مراعــاة النتائــج التــي تحققهــا‬
‫األنديــة (ومــن ثــم دون مراعــاة جاذبيــة المباريــات التــي تخوضهــا هــذه األنديــة)‪ .‬كمــا بلغــت قيمــة اقتنــاء حقــوق‬
‫بــث تظاهــرات رياضيــة أخــرى مبلغ ـاً أكبــر بكثيــر بلــغ ‪ 116.6‬مليــون درهــم‪.‬‬

‫‪ - 37‬رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي «مواجهة السلوكات اإلدمانية‪ :‬واقع احلال والتوصيات «‪ ،‬دجنبر ‪.2021‬‬

‫‪31‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وبخصــوص التغطيــة اإلعالميــة‪ ،‬اســتقطبت «قنــاة الرياضيــة» ‪ 4.7‬مليــون مشــاهد تابعــوا برامجهــا مــرة واحــدة‬
‫ً‬
‫انخفاضــا فــي نســب المشــاهدة‬ ‫علــى األقــل فــي ســنة ‪ .2019‬وجــراء أزمــة كوفيــد‪ ،19-‬ســجلت هــذه القنــاة‬
‫بســبب غيــاب بــث المســابقات الرياضيــة القاريــة و‪ /‬أو العالميــة‪ .‬وقــد تمكنــت مــن تــدارك جــزء مــن هــذا‬
‫التراجــع بفضــل رقــم المعامــات المســجل علــى الدعامــة الرقميــة للقنــاة والــذي بلــغ ‪ 1.6‬مليــون درهــم‪ ،‬والــذي‬
‫تأتــى علــى التوالــي مــن التطبيــق الرقمــي « ‪ »Botola‬وصفحــة قنــاة الرياضيــة علــى الفايســبوك والكبســوالت‬
‫الرقميــة‪ .‬أمــا بالنســبة لرقــم معامــات قنــاة الرياضيــة (دون احتســاب الضرائــب)‪ ،‬فتجــدر اإلشــارة إلــى أنــه‬
‫بلــغ‪ 9.3 38‬مليــون درهــم فــي ســنة ‪ ،2019‬أي مــا يمثــل ‪ 6.6‬فــي المائــة مــن إجمالــي رقــم معامــات الشــركة‬
‫الوطنيــة لإلذاعــة والتلفــزة (دون احتســاب الضرائــب)‪.‬‬
‫وهنــاك العديــد مــن المحــددات التــي تؤطــر تدخــات الفاعليــن فــي مجــال العــروض الرياضيــة‪ ،‬منهــا علــى وجــه‬
‫الخصوص‪:‬‬
‫ ‪-‬نمــط االشــتغال المعتمــد مــن قبــل وســائل اإلعــام الرياضيــة فــي المغــرب الــذي يرتكــز بشــكل أساســي‬
‫علــى اإلشــهار‪ ،‬مــع وجــود آليــات أخــرى لتعبئــة المــوارد الماليــة‪ ،‬مثــل إنتــاج المحتويــات أو نظــام االشــتراكات‬
‫الــذي ال يــزال إلــى اليــوم غيــر متطــور بالقــدر الكافــي؛‬
‫ ‪-‬سوق اإلشهار على المنصات الرقمية الذي يشهد شبه احتكار من لدن الشركات الدولية (‪)GAFAs‬؛‬
‫ ‪-‬الصحافــة الرياضيــة الوطنيــة التــي تطــورت علــى مســتوى خلــق المحتويــات (الصحــف الورقيــة‪ ،‬قنــوات‬
‫تلفزيــة متخصصــة‪ ،‬محطــات إذاعيــة‪ ،‬ومــا إلــى ذلــك)‪ ،‬لكــن حجمهــا يبقــى غيــر ٍ‬
‫كاف لتلبيــة الحاجيــات‬
‫الحاليــة لهــذا القطــاع؛‬
‫ ‪-‬قلــة وســائل اإلعــام الرياضيــة المرجعيــة فــي المغــرب‪ ،‬باســتثناء بعــض التجــارب الرائــدة فــي مجــال‬
‫الصحافــة المكتوبــة والســمعية البصريــة‪.‬‬
‫■الفاعلــون فــي مجــال المعــدات الرياضيــة مــن القطــاع التجــاري (تصنيــع الســلع الرياضيــة‪ ،‬التوزيــع‪ ،‬وغيــر‬
‫ذلــك)‬

‫يســتقطب البــث التلفــزي للتظاهــرات الرياضيــة المعلنيــن (الجهــات الراعيــة‪ ،‬مصنعــو المعــدات الرياضيــة‪،‬‬
‫الموزعــون‪ ،‬وغيرهــم) الذيــن يرغبــون فــي وضــع أســماء منتجاتهــم علــى أقمصــة الالعبيــن‪ ،‬أو عرضهــا علــى‬
‫شاشــات التلفــزة أو علــى اللوحــات اإلشــهارية علــى مســتوى المالعــب الرياضيــة‪ .‬وبخصــوص هــذه العالمــات‬
‫التجاريــة‪ ،‬يمكــن التمييــز بيــن العالمــات التجاريــة العامــة‪ ،‬التــي تتخــذ شــكل جهــات راعيــة‪ ،‬وبيــن العالمــات‬
‫التجاريــة المرتبطــة بشــكل مباشــر بالمجــال الرياضــي‪ ،‬مــن خــال توفيــر المعــدات الرياضيــة أو الســلع أو‬
‫الخدمــات‪.‬‬
‫ومــن خــال إجــراء تحليــل للمعلنيــن‪ 39‬الذيــن يواكبــون البرامــج الرياضيــة ومنافســات البطولــة والمباريــات‬
‫الوديــة‪ ،‬يتضــح أن فئــة «الوقــود وزيــوت التشــحيم» تشــكل أكثــر مــن ثلــث (‪ 34.2‬فــي المائــة) حصــة اإلشــهار‬
‫الموجــه للمجــال الرياضــي فــي المغــرب‪ ،‬مــن خــال شــركات «‪ »Afriquia Gaz‬و»‪ »AKWA GROUPE‬و» ‪،»OILIBYA‬‬
‫‪ - 38‬تقرير أنشطة الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة برسم سنة ‪.2020‬‬
‫‪ - 39‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وفرص ﱡ‬
‫الشﻐل ينبﻐي تﺜمينﻪ‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خﺰانٌ للنمو‬

‫كمــا تســجل فئــات أخــرى مــن المعلنيــن نسـ ًبا عاليــة فــي مجــال اإلشــهار الموجــه للرياضــة‪ ،‬بحصــص تبلــغ علــى‬
‫التوالــي ‪ 26‬فــي المائــة بالنســبة لشــركات التنظيــف ومــواد التجميــل والنظافــة الصحيــة و‪ 19.5‬فــي المائــة‬
‫بالنســبة للشــركات العاملــة فــي مجــال الثقافــة واألنشــطة الترفيهيــة‪.‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪ :3‬المﻌلنون في المجال الرياضي ﺣسﺐ الﻔﺌات‬
‫‪0,8%‬‬
‫‪17,0%‬‬
‫اﻟوﻗود وزﯾوت اﻟﺗﺷﺣﯾم‬
‫‪34,2%‬‬
‫‪2,7%‬‬ ‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗرﻓﯾﮭﯾﺔ‬
‫ﻣواد اﻟﺗﺟﻣﯾل واﻟﻧظﺎﻓﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ‬

‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪25,8%‬‬
‫اﻻﺗﺻﺎﻻت‬
‫‪19,5%‬‬ ‫اﻟﻣﺷروﺑﺎت‬

‫املصدر‪ :‬تقرير أنشطة الشركة الوطنية لإذاعة والتلفزة برسم سنة ‪2020‬‬

‫وفــي مــا يتعلــق بالعالمــات التجاريــة المعنيــة بشــكل مباشــر بعقــود الرعايــة فــي المجــال الرياضــي‪ ،‬كموزعــي‬
‫الســلع الرياضيــة ومصنعــي المعــدات الرياضيــة‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إلــى أن العديــد منهــم يعانــون مــن مشــاكل‬
‫تتعلــق علــى الخصــوص بهيمنــة المنتجــات المســتوردة والحيــز الهــام الــذي يحتلــه القطــاع غيــر المنظــم‪ .‬وقــد تــم‬
‫التأكيــد خــالل جلســة اإلنصــات التــي عقــدت مــع بعــض الموزعيــن‪ ،‬علــى أن إحــداث نقــاط بيــع ذات مردوديــة‬
‫يتطلــب اســتثمارات ضخمــة مــن أجــل توفيــر البنيــة التحتيــة الالزمــة‪.‬‬
‫ويالحظ بخصوص منظومة الموزعين ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تظــل حصــة األنشــطة غيــر المنظمــة هامــة فــي قطــاع الرياضــة‪ ،‬مــع تســجيل اختــالف فــي األســعار بيــن‬
‫منتــوج القطــاع المنظــم والقطــاع غيــر المنظــم بنســب تتــراوح بيــن ‪ 30‬و‪ 40‬فــي المائــة؛‬
‫‪ -‬بســبب المنتجــات المقلــدة‪ ،‬يشــهد ســوق المنتجــات الرياضيــة فائضـاً مــن الســلع ذات جــودة عاليــة وبأســعار‬
‫جــد مناســبة (تبــاع بعــض المنتجــات التــي تبلــغ قيمتهــا ‪ 1000‬درهــم بمــا بيــن ‪ 200‬و‪ 300‬درهــم)؛‬
‫‪ -‬قليــال مــا تتواصــل األنديــة مــع الموزعيــن مــن أجــل إقامــة شــراكات تمكــن مــن توفيــر معــدات تتوفــر فيهــا‬
‫شــروط الجــودة؛‬
‫‪ -‬بعــض الجامعــات والجمعيــات غيــر المهيكلــة بالقــدر الكافــي قــد ال تحتــرم أحيانــا الشــروط التعاقديــة التــي‬
‫تربطهــا بالعالمــات التجاريــة؛‬
‫‪ -‬تقتصــر غالبيــة االســتثمارات فــي هــذا القطــاع علــى الشــركات العائليــة‪ ،‬ممــا يحــد مــن إمكانيــة توســيع‬
‫نطــاق األنشــطة‪.‬‬
‫الفاعلون في مجال تيسير الممارسة الرياضية‬

‫بخصــوص المهــن ذات الصلــة بالممارســة الرياضيــة‪ ،‬تشــكل التخصصــات شــبه الطبيــة عنصــراً أساسـ ًيا لتطوير‬
‫قطــاع الرياضــة‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬يعــد العــالج الطبيعــي (‪ ،)kinésithérapie‬مــن أهــم التخصصــات بالنظــر‬

‫‪33‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫إلــى أنــه يعتمــد علــى إعــادة التأهيــل الوظيفــي للجســم ويمكــن مــن مواكبــة الرياضييــن فــي صحتهــم الجســدية‬
‫والعقليــة‪ ،‬بمــا يتيــح تجنــب اإلصابــات وتبعاتهــا علــى مســار الرياضييــن‪.‬‬
‫ويتســم قطــاع الخدمــات شــبه الطبيــة لبالدنــا بغيــاب التكويــن المتخصــص فــي العديــد مــن التخصصــات‪ ،‬بمــن‬
‫فــي ذلــك أخصائيــو العــاج الطبيعــي فــي المجــال الرياضــي‪ .‬وتجــدر اإلشــارة إلــى أن عــدم وجــود تنســيق بيــن‬
‫األطبــاء وأخصائيــي العــاج الطبيعــي يعقــد ممارســة هــذا الصنــف مــن المهــن‪ ،‬ال ســيما فــي ظــل عــدم وجــود‬
‫قواعــد تنظيميــة تحــدد أدوار المتدخليــن المعنييــن ومســؤولياتهم‪.‬‬
‫وعــاوة علــى ذلــك‪ ،‬يبقــى الطــب الرياضــي اختصاصــاً غيــر متطــور بالقــدر الكافــي‪ ،‬ســواء فــي عالقتــه‬
‫بالرياضييــن المحترفيــن أو بالمواطــن (ة) الــذي يمــارس الرياضــة فــي إطــار الهوايــة‪.‬‬
‫تم إطالقها عبر المنصة الرقمية للمشاركة المواطنة «أشارك»‬
‫إجابات المشاركين في االستشارة التي َّ‬
‫فــي مــا يخــص مســتوى التنقيــب عــن المواهــب الرياضيــة‪ ،‬يــرى ‪ 54‬فــي المائــة مــن المســتجوبين أن هــذه‬
‫العمليــة يتعيــن أن تجــري داخــل المــدارس و‪ 20‬فــي المائــة علــى مســتوى مالعــب القــرب‪ .‬فــي حيــن يــرى ‪10‬‬
‫فــي المائــة فقــط أن التنقيــب عــن المواهــب الرياضيــة ينبغــي أن يتــم علــى مســتوى األنديــة الرياضيــة وحوالــي‬
‫‪ 3‬فــي المائــة داخــل المؤسســات الجامعيــة‪.‬‬

‫‪4.‬التربيــة البدنيــة والرياضــة المدرســية وصعوبــة اكتشــاف المواهــب منــذ ســن‬


‫مبكــرة‬
‫فــي المغــرب‪ ،‬تعتبــر التربيــة البدنيــة والرياضــة‪ 40‬مــادة إلزاميــة بالنســبة لجميــع التالميــذ فــي مختلــف أطــوار‬
‫التعليــم‪ .‬ويتمثــل هدفهــا فــي تنميــة جســم المتعلــم والحفــاظ عليــه‪ ،‬وتمكينــه مــن اكتســاب بعــض المعــارف‬
‫(المعرفــة‪ ،‬المهــارات الحياتيــة‪ ،‬وغيــر ذلــك) التــي تحملهــا أنشــطة التربيــة البدنيــة والرياضيــة‪ .‬كمــا تهــدف‬
‫تحديــداً إلــى تطويــر الســلوك الحركــي لــدى التالميــذ‪.‬‬
‫وتتــم برمجــة األنشــطة البدنيــة الرياضيــة بمعــدل ســاعة واحــدة فــي األســبوع بالنســبة للتعليــم االبتدائــي‪،‬‬
‫وســاعتين فــي المرحلــة الثانويــة‪ .‬ويتــم توزيــع البرنامــج الســنوي لحصــص التربيــة البدنيــة فــي شــكل دورة لتعلــم‬
‫األنشــطة البدنيــة الرياضيــة والفنيــة بمعــدل ‪ 10‬إلــى ‪ 12‬حصــة فــي كل دورة‪ .‬ويتولــى ‪ 9000‬أســتاذ وأســتاذة‬
‫تدريــس التربيــة البدنيــة والرياضــة وتنشــيط حصــص الرياضــة المدرســية لفائــدة تالميــذ طــور التعليــم الثانــوي‪.‬‬
‫فــي المقابــل‪ ،‬غال ًبــا مــا تكــون التربيــة البدنيــة والرياضــة الحلقــة األضعــف فــي المؤسســات التعليميــة التــي‬
‫تفتقــر إلــى البنيــات التحتيــة وأســاتذة هــذا التخصــص‪ .‬وهــذا مــا يحــد مــن تأثيــر الرياضــة علــى تنشــئة التالميــذ‬
‫وعلــى صحتهــم البدنيــة‪ ،‬ويعيــق إمكانيــة اكتشــاف المواهــب فــي صفــوف التالميــذ الذيــن يمكــن أن يكونــوا‬
‫أبطــال الغــد‪.‬‬
‫وتعتبــر الرياضــة المدرســية امتــداداً ألنشــطة التربيــة البدنيــة والرياضــة‪ ،‬حيــث تُمكــن التلميــذ (ة) مــن الوقــوف‬
‫علــى مســتواه مقارنــة بأقرانــه‪ ،‬مــن خــال المشــاركة فــي المســابقات المحليــة والجهويــة والوطنيــة والدوليــة‪،‬‬

‫‪ - 40‬جلسة إنصات عقدت مع وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫والتخصــص فــي النشــاط الرياضــي الــذي يختــاره‪ .‬وتشــكل التربيــة البدنيــة والرياضــة الدعامــة األساســية التــي‬
‫تقــوم عليهــا الرياضــة المدرســية‪ .‬فمــن خــال حصصهــا يمكــن اكتشــاف المواهــب الرياضيــة المســتقبلية‪.‬‬
‫وتكفــل الرياضــة المدرســية تأطيــر الرياضــة الجماهيريــة التــي تهــدف إلــى مشــاركة عــدد كبيــر مــن التالميــذ‬
‫وكــذا رياضــة النخبــة الهادفــة إلــى تحقيــق أفضــل النتائــج فــي الرياضــات الفرديــة أو الجماعيــة‪.‬‬
‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أن الهيئــات اإلداريــة المكلفــة بتدبيــر التربيــة البدنيــة والرياضــة المدرســية مختلفــة‪ ،‬غيــر‬
‫أنهــا تســاهم كلهــا فــي النهــوض بالثقافــة البدنيــة والرياضيــة والفنيــة‪.‬‬
‫وينطبــق األمــر نفســه علــى الرياضــة المدرســية‪ ،‬التــي تشــرف عليهــا مؤسســتان مركزيتــان‪ :‬مديريــة االرتقــاء‬
‫بالرياضــة المدرســية وتنظيــم المنافســات الرياضيــة المدرســية‪ ،‬التابعــة للقطــاع الحكومــي المكلــف بالتربيــة‬
‫الوطنيــة‪ ،‬ثــم مؤسســة ذات صبغــة جمعويــة‪ ،‬وهــي الجامعــة الملكيــة المغربيــة للرياضــة المدرســية‪ .‬وتعمــل هــذه‬
‫األخيــرة علــى تمكيــن الرياضييــن الموهوبيــن مــن خــوض غمــار المنافســة والتدريــب مــن أجــل تحســين أدائهــم‬
‫فــي إطــار هــذه الجامعــة‪ ،‬التــي تضطلــع بهــذا الــدور مــن خــال تشــجيع إنشــاء الجمعيــات داخــل المؤسســات‬
‫التعليميــة‪ .‬وهــو مــا مــن شــأنه أن يمكــن الرياضييــن الشــباب المتمدرســين مــن المشــاركة فــي المســابقات‬
‫المحليــة والجهويــة والوطنيــة والدوليــة‪ .‬والجديــر بالذكــر أن هــؤالء الشــباب يحققــون نتائــج مشــرفة جـ ًدا فــي‬
‫المســابقات الدوليــة‪ ،‬لكــن تطــور مســارهم الرياضــي غالبــا مــا يصطــدم بعــدم وجــود مناهــج رياضيــة خاصــة‬
‫وبنــزوع أوليــاء أمورهــم نحــو تفضيــل المســالك الدراســية «التقليديــة» علــى المســار الرياضــي‪.‬‬
‫ومــن شــأن اعتمــاد مســلك «رياضــة ودراســة» فــي بعــض المؤسســات أن يســاهم فــي تعزيــز تطويــر المســارات‬
‫الرياضيــة فــي صفــوف التالميــذ الموهوبيــن‪ ،‬مــن خــال تمكينهــم مــن االســتفادة مــن برنامــج خــاص واســتعمال‬
‫زمنــي يتيــح لهــم التــدرب بشــكل منتظــم‪ .‬وال يــزال العــرض المتوفــر فــي هــذا المجــال ضعيفــا للغايــة‪ ،‬كمــا تســجل‬
‫العديــد مــن المعيقــات واإلكراهــات تتعلــق علــى الخصــوص بضعــف فعاليــة التنســيق بيــن الجامعــات الرياضيــة‬
‫والجوانــب اللوجيســتيكية (المطاعــم المدرســية وغيرهــا)‪.‬‬

‫‪5.‬مسارات رياضية غير جذابة بالقدر الكافي‬


‫تشــير دراســات متخصصــة‪ 41‬إلــى أن عــدد مناصــب الشــغل المحدثــة فــي قطــاع الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬يبلــغ‬
‫‪ 240.000‬منصــب‪ ،‬وهــو رقــم يحتــاج إلــى تحليــل موضوعــي إذا مــا اســتحضرنا وزن هــذا القطــاع فــي االقتصــاد‬
‫ككل‪ .‬ورغــم ذلــك‪ ،‬يبقــى هــذا الرقــم دون مســتوى اإلمكانــات التــي يتيحهــا قطــاع الرياضــة فــي مجــال خلــق‬
‫فــرص الشــغل فــي بلــدان مثــل فرنســا‪ ،‬التــي تقــدر إحــدى الدراســات عــدد‪ 42‬مناصــب الشــغل التــي تحدثهــا‬
‫صناعــة الرياضــة بـــ ‪ 448.000‬منصــب شــغل‪ ،‬أو المملكــة المتحــدة بمناصــب تبلــغ ‪ 424.600‬منصــب شــغل‪.‬‬
‫وفــي مــا يتعلــق بالرياضييــن المجازيــن‪ ،‬فقــد بلــغ عددهــم فــي المغــرب فــي ‪ 2016‬حوالــي ‪ ،337.400‬أي مــا‬
‫يعــادل حوالــي ‪ 1‬فــي المائــة مــن مجمــوع الســاكنة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن هــذا الرقــم يبــدو هزيـ ً‬
‫ا بالمقارنــة مــع بلــدان‬
‫أخــرى‪ .‬ففــي تركيــا‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬قــدر عــدد الرياضييــن المجازيــن بنحــو ‪ 3.2‬مليــون فــي ســنة ‪،201443‬‬
‫‪Etude AFD et Présentation CSMD, « le sport que nous voulons » ; Abdelkader BOURHIM - Expert en stratégie de développement des clubs et des - 41‬‬
‫‪.organisations sportives‬‬
‫‪ - 42‬حسب املجموعة الفرنسية « ‪.»BPCE‬‬
‫‪ - 43‬أحدث املعطيات املتاحة على املوقع اإللكتروني ملكتب اإلحصاء يف تركيا‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫أي مــا يعــادل حوالــي ‪ 4.1‬فــي المائــة مــن الســكان‪ .‬وفــي فرنســا‪ ،‬بلــغ إجمالــي عــدد الرياضييــن المجازيــن‬
‫‪ 15.776.12344‬فــي ســنة ‪ ،2020‬أي حوالــي ‪ 23.5‬فــي المائــة مــن ســكان فرنســا‪ .‬وتمثــل النســاء ‪ 39‬فــي المائــة‬
‫مــن مجمــوع الرياضييــن المجازيــن فــي فرنســا‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫عقود العمل وتشريع الشغل‬

‫تتمتــع الرياضــة مبدئي ـاً بخصوصيــة تمنحهــا حي ـزًا قانون ًيــا فــي إطــار التشــريع المدنــي وقانــون الشــغل‪ .‬وفــي‬
‫الوســط الرياضــي‪ ،‬غال ًبــا مــا يُفهــم مصطلــح «حريــة تأســيس الجمعيــات» علــى أنــه حــق الجمعيــات الرياضيــة في‬
‫تنظيــم أنشــطة رياضيــة بكيفيــة مســتقلة‪ .‬وتخضــع العديــد مــن الجوانــب المتعلقــة بالرياضييــن‪ ،‬بــد ًءا بالعقــود‬
‫وصــوال إلــى قواعــد المنافســات الرياضيــة‪ ،‬للقواعــد التــي تضعهــا الجامعــات الرياضيــة والتــي غال ًبــا مــا يُنظــر‬
‫إليهــا علــى أنهــا ال تلتــزم بقانــون الشــغل والتشــريعات الوطنيــة األخــرى‪ ،‬وذلــك بمقتضــى مــا يســمى بـــ «االســتثناء‬
‫الرياضــي»‪ .‬وتســاهم مثــل هــذه الممارســات فــي إحجــام الشــباب عــن اإلقبــال علــى ولــوج مســار رياضــي ال يقــدم‬
‫لهــم أي رؤيــة مســتقبلية واضحــة المعالــم‪.‬‬
‫أمــا فــي أوروبــا‪ ،‬فــإن التوجــه يســير علــى النقيــض مــن ذلــك مــن خــال عــدد مــن قــرارات المحكمــة األوروبيــة‬
‫التــي طبقــت القانــون األوروبــي علــى قواعــد الرياضــة‪ ،‬بموجــب مبــدأ أن الرياضــة هــي ً‬
‫أيضــا نشــاط اقتصــادي‬
‫يضطلــع فــي إطــاره الرياضيــون بــدور فاعليــن اقتصادييــن‪.‬‬
‫غياب برامج وطنية لدعم المسار الرياضي‬

‫يشــكل إيجــاد فــرص شــغل‪ 46‬بعــد انتهــاء المســار الرياضــي وتقاعــد الرياضييــن موضوعاً يســتأثر باهتمام متزايد‬
‫فــي العديــد مــن البلــدان‪ .‬وغال ًبــا مــا يُنصــح الرياضيــون باالســتعداد مســب ًقا النتهــاء مســيرتهم الرياضيــة‪ ،‬بالنظر‬
‫إلــى أن التقاعــد اإلرادي يســهل بشــكل كبيــر عمليــة االنتقــال إلــى مســار مهنــي خــارج الرياضــة االحترافيــة‪ ،‬إذ‬
‫يمكــن الرياضييــن المتقاعديــن مــن أن يطــوروا بشــكل تدريجــي قاعــدة للكفــاءات وشــبكة مهنيــة‪.‬‬
‫وعلــى المســتوى الدولــي‪ ،47‬تقــدم برامــج دعــم المســار المهنــي‪ ،‬التــي غال ًبــا مــا تضعهــا اللجــان األولمبيــة أو‬
‫الحكومــات‪ ،‬دعم ـاً فــي شــكل تحديــد مســارات مهنيــة جديــدة وفــرص للتكويــن ولتطويــر القــدرات‪ .‬وتختلــف‬
‫قابليــة تشــغيل الرياضييــن بعــد انتهــاء مســيرتهم الرياضيــة مــن بلــد إلــى آخــر‪ .‬وإذا كان الرياضيــون ال يتوفــرون‬
‫عــال‪ ،‬فــإن معــدالت التشــغيل فــي صفــوف رياضيــي النخبــة فــي كليــات‬ ‫فــي الغالــب علــى مســتوى تعليمــي ٍ‬
‫الواليــات المتحــدة تضاهــي معــدالت أقرانهــم مــن غيــر الرياضييــن‪ .‬كمــا ســجلت معــدالت تشــغيل مرتفعــة أيضـاً‬
‫مــن قبــل اتحــاد العبــي كــرة القــدم المحترفيــن فــي المملكــة المتحــدة‪ :‬أزيــد مــن ‪ 80‬فــي المائــة مــن المســتجوبين‬
‫فــي ســنة ‪ 2018‬كانــوا حاصليــن علــى وظيفــة أو يعملــون لحســابهم الخــاص أو حصلــوا علــى التقاعــد بعــد مســار‬
‫ـان‪ .‬وعموم ـاً مــا يكتســب الرياضيــون قــدرات ومهــارات يمكــن نقلهــا خــال مســيرتهم الرياضيــة‪ ،‬مثــل‬ ‫مهنــي ثـ ٍ‬
‫مهــارات القيــادة والعمــل الجماعــي‪ ،‬ممــا أدى فــي العديــد مــن البلــدان إلــى ظهــور خدمــات وبرامــج لتدبيــر‬
‫المســار المهنــي يشــرف عليهــا رياضيــون‪.‬‬
‫‪ - 44‬املعهد الوطني للشباب والتربية الشعبية (‪ ،)Institut national de la jeunesse et de l›éducation populaire‬فرنسا‪.‬‬
‫‪Decent work in the world of sport », OIT, 2020 « - 45‬‬
‫‪ - 46‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 47‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫وفــي المغــرب‪ ،‬بذلــت مؤسســة محمــد الســادس لألبطــال الرياضييــن جهــو ًدا لدعــم األبطــال الرياضييــن‬
‫المغاربــة مــن أجــل إعــادة اندماجهــم المهنــي ومواكبتهــم فــي مواجهــة بعــض الصعوبــات المتعلقــة بالســكن‬
‫والتغطيــة الصحيــة ومصاريــف تمــدرس أبنائهــم‪ .‬وينعكــس الخصــاص المســجل علــى مســتوى برامــج المواكبــة‬
‫المهنيــة ودعــم المســار الرياضــي والمســاعدة علــى االنتقــال إلــى مســار آخــر بعــد انتهــاء المســيرة الرياضيــة‪،‬‬
‫بشــكل ســلبي علــى األوضــاع االجتماعيــة للرياضييــن‪.‬‬
‫تعزيز الروابط مع الرياضيين المغاربة الممارسين في الخارج‬

‫يــزاول بعــض الرياضييــن المغاربــة نشــاطهم الرياضــي فــي الخــارج ويحققــون نتائــج متميــزة فــي العديــد مــن‬
‫المناســبات‪ .‬ويمثــل معظــم هــؤالء الرياضييــن المغــرب فــي دورات األلعــاب األولمبيــة وغيرهــا مــن التظاهــرات‬
‫العالميــة‪ ،‬غيــر أنــه ال توجــد لحــد اآلن آليــة تتيــح تشــجيعهم علــى تقاســم تجربتهــم مــع الرياضييــن الممارســين‬
‫داخــل المغــرب أو حثهــم علــى االســتثمار فــي قطــاع الرياضــة علــى الصعيــد الوطنــي‪ .‬ومــن شــأن مســاهمة‬
‫هــؤالء الرياضييــن أن يكــون لهــا تأثيــر كبيــر ســواء علــى مســتوى تعزيــز صــورة وإشــعاع بالدنــا أو علــى المســتوى‬
‫االقتصــادي‪.‬‬

‫‪6.‬تنظيم للتظاهرات الرياضية ال يخضع للتقييم الكافي‬


‫تنبــع الرغبــة فــي اســتضافة التظاهــرات الرياضيــة الدوليــة الكبــرى مــن الفــرص االقتصاديــة المهمــة التــي‬
‫قــد تفتحهــا أمــام جميــع الفاعليــن المعنييــن‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬عمومـاً مــا ال يتــم تقييــم عائــدات االســتثمار المتعلقــة‬
‫بذلــك‪ .‬ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬فمــن األهميــة بمــكان إجــراء دراســات أوليــة لتقييــم اآلثــار االقتصاديــة المتوقعــة‬
‫لتنظيــم هــذه التظاهــرات‪ .‬لذلــك‪ ،‬ينبغــي أن يؤخــذ هــذا البعــد االقتصــادي بعيــن االعتبــار عنــد تنظيــم أي‬
‫تظاهــرة أو مســابقة رياضيــة فــي المغــرب‪ ،‬ســواء علــى المســتوى الجهــوي أو الوطنــي أو الدولــي‪ ،‬وذلــك لتقديــر‬
‫التكلفــة الماليــة والعائــد المحتمــل علــى االســتثمار‪ .‬وهكــذا‪ ،‬فــإن عمليــة اتخــاذ القــرار النهائــي بشــأن تنظيــم‬
‫التظاهــرات الرياضيــة ســيكون مرتكــزاً منــذ البدايــة علــى معطيــات واضحــة ودقيقــة وســيكون باإلمــكان تحديــد‬
‫المكاســب الماليــة المتوقعــة أو تعبئــة الدعــم الضــروري لتغطيــة النفقــات‪.‬‬
‫ويبــرز‪ 48‬النمــوذج الــوارد أدنــاه التأثيــرات المحتملــة لتنظيــم تظاهــرة دوليــة فــي المغــرب‪ ،‬مــن حيــث وضــوح‬
‫الرؤيــة‪:‬‬
‫ ‪ 10-‬ماليين مشاهدة على الموقع اإللكتروني « ‪ « FIFA.com‬خالل الفترة من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬دجنبر ‪2014‬؛‬
‫ ‪ 7-‬فرق متنافسة؛‬
‫ ‪-‬ملعبان اثنان (الرباط ومراكش)؛‬
‫متفرجا تابعوا ‪ 8‬مباريات (امتالء المالعب بالجماهير‪ :‬مؤشر رئيسي)؛‬
‫ً‬ ‫ ‪228.021-‬‬
‫ ‪ 190-‬دولة تابعت التظاهرة عبر النقل التلفزي؛‬
‫ ‪ 7.499-‬اعتما ًدا صحفياً‪.‬‬

‫‪ - 48‬جلسة إنصات نظمت مع السيد عبد العزيز الطالبي‪ ،‬خبير يف قضايا الرياضة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وخــال الفتــرة‪ ،2008-2018 49‬تــم تنظيــم ‪ 23‬تظاهــرة رياضيــة كبــرى فــي المغــرب‪ ،‬منهــا ‪ 16‬علــى المســتوى‬
‫القــاري (إفريقيــا) و‪ 7‬ذات صبغــة عالميــة‪ .‬وتنضــاف إلــى ذلــك مجموعــة مــن المســابقات الســنوية البــارزة‪ ،‬وهــي‬
‫علــى الخصــوص‪:‬‬
‫ ‪-‬جائزة الحسن الثاني للغولف؛‬
‫ ‪-‬جائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس؛‬
‫ ‪-‬الدوري الملكي المغربي للقفز على الحواجز؛‬
‫ ‪-‬ماراثون مراكش وماراثون الرمال‪.‬‬

‫‪7.‬سياق جهوي غير مستغل بالقدر الكافي‬


‫تكشــف مقارنــة توزيــع الرياضييــن المجازيــن حســب النــوع الرياضــي فــي المغــرب‪ ،‬مــع تطــور البنيــات التحتيــة‬
‫الرياضيــة واالســتراتيجية الحاليــة للرياضــة المدرســية‪ ،‬عــن وجــود فجــوة واضحــة بيــن الميزانيــة المخصصــة‬
‫للبنيــات التحتيــة (المالعــب الكبــرى ومالعــب القــرب) وتوجــه الســاكنة نحــو ممارســة بعــض الرياضــات بشــكل‬
‫منتظــم ومؤطــر‪.‬‬
‫ومــن هنــا تبــرز الحاجــة إلــى بلــورة اســتراتيجية تأخــذ بعيــن االعتبــار خصوصيــات كل جهــة مــن جهــات المملكــة‬
‫(المنــاخ والتقاليــد والخصائــص البدنيــة للســاكنة وميوالتهــم) والعمــل علــى تنزيلهــا فــي شــكل مخططــات عمــل‬
‫تســتهدف تثميــن بعــض األنــواع الرياضيــة‪ ،‬مــن خــال وضــع أهــداف ملموســة فــي مــا يتعلــق بالتكويــن وكــذا‬
‫البنيــات التحتيــة‪.‬‬
‫ويُبــرز نمــوذج جزيــرة «أنغيــا» كيــف يُ َم ِّكــن اســتهداف أنــواع رياضيــة لهــا عالقــة بالثقافــة مــن تحقيــق نتائــج‬
‫أفضــل‪ .‬وتعــد المالحــة البحريــة وبنــاء الســفن جــز ًءا ال يتجــزأ مــن اقتصــاد أنغيــا ونمط ـاً للحيــاة الثقافيــة‬
‫ا فــي مجــال اإلبحــار والســباقات البحريــة‪ ،‬حيــث تســتضيف اليــوم‬ ‫ال تاريخيــا حافـ ً‬
‫فيهــا‪ .‬وتمتلــك الجزيــرة ســج ً‬
‫العديــد مــن الســباقات الســنوية التــي يعــود تاريخهــا إلــى الزمــن الــذي كان يتــم فيــه اإلبحــار نحــو هــذه الجزيــرة‬
‫بح ًثــا عــن العمــل والثــروات الســمكية والفــرص االقتصاديــة‪ .‬وقــد أضحــت ســباقات القــوارب الرياضــة الوطنيــة‬
‫للجزيــرة بامتيــاز‪ ،‬حيــث تقــام الســباقات الرئيســية فــي أيــام العطــل الرســمية وتتابعهــا جماهيــر غفيــرة مــن‬
‫معظــم ســكان الجزيــرة والســياح الوافديــن عليهــا‪.‬‬
‫وفــي المغــرب‪ ،‬تنطــوي رياضــات الفروســية‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬علــى إمكانــات حقيقيــة‪ ،‬بالنظــر إلــى مــا لهــذه‬
‫الرياضــات‪ ،‬الســيما «التبوريــدة»‪ ،‬مــن حمولــة ثقافيــة لــدى ســاكنة بعــض المناطــق فــي المغــرب‪ ،‬خاصــة فــي‬
‫المناطــق القرويــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬ينبغــي مواكبــة هــذه اإلمكانــات ببرامــج ملموســة تــروم تنظيــم المســابقات وتكويــن‬
‫األبطــال والبطــات‪ ،‬واســتقطاب المزيــد مــن الممارســات والممارســين والجماهيــر‪.‬‬
‫وقــد راهــن المغــرب علــى المنافســات التــي تســتقطب أبــرز نجــوم عالــم الرياضــة‪ ،‬ال ســيما جائــزة الحســن‬
‫الثانــي للغولــف التــي تقــام علــى مســالك النــادي الملكــي للغولــف دار الســام بالربــاط‪ ،‬وجائــزة الحســن الثانــي‬

‫‪ - 49‬املصدر السابق‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫الكبــرى للتنــس‪ ،‬والــدوري الملكــي المغربــي للقفــز علــى الحواجــز‪ .‬وعلــى الصعيــد الجهــوي‪ ،‬تســتقطب رياضــة‬
‫ركــوب األمــواج باأللــواح الشــراعية (‪ )Kitesurf‬العديــد مــن الرياضييــن العالمييــن إلــى مدينــة الداخلــة‪ ،‬التــي‬
‫رســخت موقعهــا كواحــدة مــن أفضــل الوجهــات الرياضيــة‪ ،‬بفضــل رياحهــا الدائمــة التــي تجعــل منهــا وجهــة‬
‫للرياضــات الشــراعية بامتيــاز‪ .‬كلهــا مؤهــات مكنــت مدينــة الداخلــة مــن احتضــان العديــد مــن التظاهــرات‬
‫الرياضيــة العالميــة‪.‬‬
‫تم إطالقها عبر المنصة الرقمية للمشاركة المواطنة «أشارك»‬
‫إجابات المشاركين في االستشارة التي َّ‬

‫يــرى ‪ 64‬فــي المائــة مــن المشــاركين أن ألعــاب القــوى توجــد علــى رأس الرياضــات التــي يتعيــن الرهــان‬
‫عليهــا مــن قبــل السياســات العموميــة‪ ،‬تليهــا كــرة القــدم بنســبة ‪ 60‬فــي المائــة‪ ،‬ثــم كــرة الســلة بنســبة ‪ 43‬فــي‬
‫المائــة‪ .‬فــي حيــن‪ ،‬يــرى ‪ 21‬فــي المائــة و‪ 8‬فــي المائــة فقــط مــن المســتجوبين علــى التوالــي‪ ،‬أن الفروســية‬
‫والغولــف يتعيــن اســتهدافهما مــن قبــل السياســات العموميــة‪.‬‬

‫‪8.‬غياب إطار للتتبع من أجل قياس الوزن االقتصادي للرياضة‬


‫علــى الرغــم مــن غيــاب معطيــات ملموســة حــول الــوزن االقتصــادي للرياضــة بالمغــرب‪ ،‬إال أن اإلمكانــات التــي‬
‫يتيحهــا هــذا المجــال قــد أكدتهــا بعــض الدراســات‪ 50‬التــي تناولــت موضــوع النفقــات العموميــة فــي مجــال‬
‫الرياضــة أو الجوانــب االقتصاديــة لقطــاع الرياضــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن غيــاب التحليــات المتعلقــة بالحســابات‬
‫الوطنيــة يحــول دون تقييــم ملمــوس لمســاهمة الرياضــة بمدلولهــا الواســع فــي خلــق الثــروة بالمغــرب‪ .‬وفــي‬
‫الواقــع‪ ،‬ال زال يُنظــر‪ 51‬إلــى الرياضــة علــى نطــاق واســع علــى أنهــا نشــاط إلنفــاق المــوارد الماليــة دون أن يتحقــق‬
‫بالضــرورة عائــد علــى االســتثمار‪ ،‬طالمــا أن مســاهمة هــذا القطــاع فــي الناتــج الداخلــي اإلجمالــي ال تــزال غيــر‬
‫قابلــة للتحليــل وال القيــاس ببالدنــا‪.‬‬
‫ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬وفــي ظــل غيــاب إطــار لتتبــع وتقييــم الــوزن االقتصــادي الــذي يمكــن أن يمثلــه قطــاع‬
‫الرياضــة فــي المغــرب‪ ،‬غال ًبــا مــا ينشــأ التبــاس علــى مســتوى التواصــل بيــن مســاهمة القطــاع (مــن حيــث القيمــة‬
‫المضافــة) فــي الناتــج الداخلــي اإلجمالــي‪ ،‬مــن جهــة‪ ،‬والنفقــات العموميــة علــى الرياضــة فــي إطــار الميزانيــة‬
‫العامــة للدولــة‪ ،‬مــن جهــة ثانيــة‪ .‬وتجــدر اإلشــارة إلــى أن النفقــات علــى الرياضــة تنقســم بشــكل عــام بيــن نفقــات‬
‫األســر (الســلع والخدمــات المرتبطــة بالرياضــة)‪ ،‬ونفقــات اإلدارات العموميــة (الدولــة والجماعــات الترابيــة)‪،‬‬
‫ونفقــات المقــاوالت‪.‬‬

‫‪.Etude de l’AFD - 50‬‬


‫‪ - 51‬جلسة إنصات مع السيد عبد العزيز الطالبي‪ ،‬خبير يف قضايا الرياضة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫اإلطار رقم ‪ :4‬وزن قطاع الرياضة بالمغرب (تقييم تقديري)‬

‫مــن أجــل تقييــم مســاهمة قطــاع الرياضــة فــي المغــرب ولــو بشــكل نســبي‪ ،‬أنجــز المجلــس االقتصــادي‬
‫واالجتماعــي والبيئــي تقييمـاً تقديريـاً انطالقـاً مــن المعطيــات المتاحــة‪ .‬ويكشــف هــذا التقييــم عــن أن حصــة‬
‫النفقــات الرياضيــة فــي الناتــج الداخلــي اإلجمالــي بلغــت مــا بيــن ‪ 0.5‬و‪ 1‬فــي المائــة ســنة ‪ .2020‬وقــد تــم‬
‫إنجــاز هــذا التقييــم التقديــري‪ ،‬مــع مراعــاة «مقاربــة النفقــات»‪ ،‬التــي تدمــج علــى الخصــوص العناصــر التالية‪:‬‬
‫Ÿنفقــات الدولــة علــى الرياضــة (ال ســيما القطــاع الحكومــي المكلــف بالرياضــة‪ ،‬مرافــق الدولــة المســيرة‬
‫بصــورة مســتقلة المرتبطــة بقطــاع الرياضــة‪)...،‬؛‬
‫Ÿنفقــات األســر علــى الرياضــة (االســتهالك النهائــي لألســرة مقارنــة بالمكونــات المرتبطــة بالرياضــة فــي‬
‫الرقــم االســتداللي لألثمــان عنــد االســتهالك)؛‬
‫Ÿالرصيد الخارجي (الصادرات ‪ -‬الواردات) المرتبط بتجارة السلع الرياضية‪.‬‬
‫ويتضــح أن القيمــة التقريبيــة لــوزن قطــاع الرياضــة تنســجم مــع الرقم المســجل على مســتوى القــارة اإلفريقية‬
‫عموم ـاً‪ ،‬والــذي قدرتــه دراســة أخــرى‪ً 1‬‬
‫أيضــا بنســبة ‪ 0.5‬فــي المائــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن هــذه النســبة تبقــى‬
‫بعيــدة عمــا هــو مســجل بــدول أخــرى مثــل إســبانيا بنســبة ‪ 3.3‬فــي المائــة أو مصــر بنســبة ‪ 1.6‬فــي المائــة‪.‬‬
‫‪1 : «Ecosystème du sport en Afrique: de potentiel à levier de développement », déc. 2020, Mazars et ASCI.‬‬

‫‪40‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫توصيات المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬


‫أعــد المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي فــي ســنة ‪ 2019‬دراســة حــول السياســة الرياضيــة بنــا ًء علــى‬
‫طلــب مــن مجلــس المستشــارين فــي إطــار اإلحالــة رقــم ‪ .26/2019‬وقــد تضمنــت هــذه الدراســة العديــد مــن‬
‫التوصيــات المرتبطــة بشــكل مباشــر بموضــوع اقتصــاد الرياضــة (انظــر الملحــق رقــم ‪ .)3‬وتجــدر اإلشــارة‬
‫إلــى أنــه بعــد مــرور ثــاث ســنوات‪ ،‬يالحــظ أن التوصيــات التــي تــم اقتراحهــا عندئــذ ال تــزال تتســم براهنيتهــا‬
‫وجدوائيتهــا‪ ،‬وهــو مــا يشــكل منطلقـاً أساســيا للرافعــات التــي يقتــرح المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي‬
‫إرســاءها مــن خــال هــذا الــرأي‪ .‬ولعــل مــن أول هــذه التوصيــات التــي اعتبرهــا المجلــس جوهريــة لتطويــر‬
‫قطــاع الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬االرتقــاء بــأي اســتراتيجية وطنيــة حــول الرياضــة إلــى سياســة عموميــة إجرائيــة يتــم‬
‫اعتمادهــا بموجــب قانون‪-‬إطــار‪.‬‬
‫هــذا‪ ،‬وإذا كانــت الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬ســواء علــى صعيــد التمثــات أو الممارســة‪ ،‬تعتبــر علــى نطــاق واســع‬
‫ً‬
‫نشــاطا ترفيه ًيــا اختيار ًيــا ال ينبغــي أن يخضــع بالضــرورة للتنظيــم أو التقنيــن‪ ،‬فإنــه مــن بيــن الخالصــات‬
‫األساســية لدراســة موضــوع اقتصــاد الرياضــة‪ ،‬وفــي ضــوء مــا تــم اســتقاؤه مــن آراء معظــم الفاعليــن المعنييــن‬
‫الذيــن جــرى اإلنصــات إليهــم‪ ،‬أن بنــاء اقتصــاد الرياضــة يتوقــف بشــكل كلــي علــى تنظيــم القطــاع وهيكلتــه‬
‫وولوجــه عالــم االحتــراف‪.‬‬
‫ويقتضــي النهــوض بالبعــد االقتصــادي للرياضــة‪ ،‬وضــع مخططــات عمــل للحفــاظ علــى اســتدامة المداخيــل‬
‫المتأتيــة مــن هــذا القطــاع‪ ،‬ال ســيما مــن خــال إرســاء إطــار تنظيمــي مالئــم‪ ،‬ســواء علــى صعيــد التقنيــن أو‬
‫توفيــر البنيــات التحتيــة والمــوارد البشــرية المتخصصــة‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬مــن األهميــة بمــكان وضــع إطــار‬
‫للتتبــع والتقييــم مــن أجــل تطويــر منظورنــا للرياضــة مــن مجــرد قطــاع ذي صبغــة اجتماعيــة‪ ،‬واالنتقــال بهــا إلــى‬
‫قطــاع قابــل لالســتمرار اقتصاد ًيــا ومنصــف اجتماعي ـاً‪ .‬لذلــك‪ ،‬تحتــاج الصناعــة الرياضيــة إلــى بيئــة منظمــة‬
‫تحكمهــا قواعــد واضحــة تتيــح جــذب االســتثمارات‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬يمكــن تحقيــق عائــد علــى االســتثمارات‬
‫المنجــزة فــي البنيــات التحتيــة الكبــرى (المالعــب‪ ،‬القاعــات متعــددة الرياضــات‪ ،‬وغيرهــا) مــن خــال العــروض‬
‫الرياضيــة‪ ،‬أي مــن قِ َبــل رياضييــن محترفيــن وتنظيمــات رياضيــة مهيكلــة‪.‬‬
‫وبنــا َء علــى التشــخيص الــذي تــم إجــراؤه لموضــوع اقتصــاد الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬يتطلــع المجلــس االقتصــادي‬
‫واالجتماعــي والبيئــي إلــى رفــع ملمــوس لحصــة مســاهمة الرياضــة فــي الناتــج الداخلــي اإلجمالــي‪ ،‬التــي قــدرت‬
‫حســب المعطيــات المتاحــة بحوالــي ‪ 0.5‬فــي المائــة فــي ســنة ‪ .2020‬ويقتضــي تجســيد هــذا الطمــوح إجــراء‬
‫تحــوالت اقتصاديــة واجتماعيــة هيكليــة تــم تجميعهــا فــي ثالثــة محــاور رئيســية‪ :‬تغييــر نظــرة المغاربــة إلــى‬
‫الرياضــة؛ والبيئــة الوظيفيــة الضروريــة التــي تتيــح للفاعليــن العمــل فــي ظــروف أكثــر مالءمــة؛ وهيكلــة النشــاط‬
‫الرياضــي وإضفــاء الطابــع االحترافــي علــى القطــاع‪ .‬وســيمكن التنزيــل الفعلــي لهــذه التوصيــات مــن بنــاء قطــاع‬
‫جمعــوي يكفــل تيســير ولــوج الجميــع للرياضــة‪ ،‬وقطــاع اقتصــادي تقــوده اســتثمارات القطــاع الخــاص وقــادر علــى‬
‫خلــق الثــروة ومناصــب الشــغل بكيفيــة مســتدامة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫المحور األول‪ :‬تغيير نظرة المغاربة إلى الرياضة‬


‫‪1.‬تعزيــز التواصــل بشــأن الرياضــة وأهميتهــا‪ ،‬ليــس فقــط فــي مــا يتعلــق بمزاياهــا علــى الصحــة‪ ،‬بــل أيضــا‬
‫باعتبارهــا منظومــة لإلبــداع الذاتــي والمســتقل وقطاعـاً احترافيـاً يفتــح آفاقـاً لالســتثمار ولخلــق مســارات‬
‫مهنيــة أمــام الشــباب‪.‬‬
‫‪2.‬التنقيب عن المواهب منذ سن مبكرة‪ .‬لذلك‪ ،‬ينبغي اتخاذ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ .‬أإعطاء األولوية لتطوير الرياضة المدرسية والجامعية؛‬
‫‪ .‬ب‌تعزيــز برامــج المســابقات المدرســية والجامعيــة وإعــادة التركيــز علــى البطــوالت الموجهــة للشــباب فــي‬
‫مؤسســات التعليــم الثانــوي؛‬
‫‪ .‬ت‌تخصيــص منــح دراســية للتالميــذ الذيــن يختــارون ممارســة الرياضــة فــي المؤسســات الجامعيــة والذيــن‬
‫يمتلكــون قــدرة علــى تحقيــق نتائــج متميــزة؛‬
‫‪ .‬ثإطــاق ديناميــة حقيقيــة مهيكلــة للرياضــة المدرســية علــى الصعيــد الترابــي‪ ،‬مــن خــال تعميــم إحــداث‬
‫الجمعيــات الرياضيــة التــي تمــارس أنشــطتها بشــكل فعلــي داخــل مؤسســات التربيــة والتعليــم المدرســي‬
‫ومؤسســات التكويــن المهنــي والمؤسســات الجامعيــة (طبقــا لمــا نــص عليــه القانــون رقــم ‪.)30.09‬‬
‫‪3.‬وضــع اســتراتيجية للتكويــن والمواكبــة فــي مجــال مهــن الرياضــة‪ ،‬مــن خــال إشــراك الفاعليــن المعنييــن‬
‫(الجامعــات الرياضيــة‪ ،‬األنديــة‪ ،‬الجماعــات الترابيــة‪ ،‬مكتــب التكويــن المهنــي وإنعــاش الشــغل‪ ،‬الوكالــة‬
‫الوطنيــة إلنعــاش التشــغيل والكفــاءات‪ ،‬وغيرهــا)‪.‬‬
‫‪4.‬تنميــة اهتمــام النســاء بالرياضــة‪ ،‬مــن خــال فتــح المجــال أمــام مشــاركتهن الفعليــة فــي هــذا الميــدان‪.‬‬
‫ولبلــوغ هــذه الغايــة‪ ،‬ينبغــي‪:‬‬
‫‪ .‬أالنهــوض بصــورة المــرأة المغربيــة فــي الرياضــة‪ ،‬مــن خــال تســليط الضــوء علــى إنجــازات البطــات‬
‫المغربيــات فــي مختلــف األصنــاف الرياضيــة؛‬
‫‪ .‬ب‌تطويــر عــروض جديــدة ألنشــطة إضافيــة للرياضــة فــي المالعــب (تنشــيط‪ ،‬يوغــا‪ ،‬تظاهــرات مهنيــة‪،‬‬
‫وغيــر ذلــك)؛‬
‫‪ .‬تتخصيص حصيص معين لمشاركة الفتيات في المسابقات المنظمة في إطار الرياضة المدرسية؛‬
‫‪ .‬ثالنهوض بالرياضة لفائدة الفتيات‪ ،‬من خالل دعم مراكز التكوين داخل النوادي الرياضية؛‬
‫‪ .‬ج‌تطوير البطوالت النسوية الوطنية والجهوية؛‬
‫‪ .‬حتمكيــن الفتيــات مــن الولــوج إلــى الرياضــة علــى قــدم المســاواة مــع الفتيــان‪ ،‬مــن خــال العمــل علــى تجــاوز‬
‫القيــود الثقافيــة واالجتماعية؛‬
‫‪ .‬خضمــان ولــوج منصــف للنســاء إلــى مناصــب المســؤولية داخــل الهيئــات الرياضيــة‪ ،‬مــن خــال اعتمــاد‬
‫حصيــص معيــن فــي التمثيليــة‪ ،‬فــي أفــق تحقيــق المناصفــة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫‪5.‬إعــداد إطــار مرجعــي‪ ،‬يســاهم فــي بلورتــه جميــع الفاعليــن المعنييــن‪ ،‬مــن أجــل حمايــة الرياضييــن‪ ،‬الســيما‬
‫النســاء‪ ،‬مــن التحــرش فــي الميــدان الرياضــي‪ .‬وســيتوخى هــذا الدليــل تســليط الضــوء علــى الصــور النمطيــة‬
‫المتعلقــة بالتحــرش فــي هــذا القطــاع ومحاربتهــا‪ ،‬باإلضافــة إلــى وضــع مبــادئ توجيهيــة حــول المعاييــر‬
‫الدنيــا الخاصــة الواجــب توفرهــا فــي السياســات الراميــة إلــى حمايــة الرياضييــن‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬وضع إطار تنظيمي مالئم‬


‫‪1 .‬تحســين اإلطــار القانونــي‪ ،‬والعمــل علــى الخصــوص علــى المراجعــة الشــاملة للقانــون رقــم ‪ 30.09‬المتعلــق‬
‫بالتربيــة البدنيــة والرياضــة‪ ،‬وهــو مــا يقتضــي العمــل‪ ،‬بالتشــاور مــع الفاعليــن المعنييــن‪ ،‬علــى الوقــوف‬
‫علــى جميــع العوامــل التــي تعيــق حاليــا تفعيــل مقتضيــات هــذا القانــون‪ ،‬أو تلــك التــي تطــرح صعوبــات علــى‬
‫مســتوى األجــرأة‪.‬‬
‫ا رئيســيا فــي النهــوض بالرياضــة وفــي تنزيــل المحــاور الرئيســية‬ ‫‪2 .‬جعــل الجماعــات الترابيــة فاعــ ً‬
‫لالســتراتيجية الوطنيــة فــي مخططاتهــا (برنامــج التنميــة الجهويــة‪ ،‬برنامــج تنميــة العمالــة أو اإلقليــم‪،‬‬
‫برنامــج عمــل الجماعــة)‪ ،‬وكذلــك علــى مســتوى مخطــط توجيــه التهيئــة العمرانيــة ومخطــط التنقــات‬
‫أيضــا إعــادة تحديــد أدوار الجماعــات الترابيــة فــي المجــال الرياضــي‪،‬‬ ‫الحضريــة‪ .‬كمــا يقتضــي ذلــك ً‬
‫وذلــك مــن خــال إدراج وتوضيــح االختصاصــات الذاتيــة والمشــتركة ذات الصلــة علــى مســتوى القوانيــن‬
‫التنظيميــة المتعلقــة بالجماعــات الترابيــة‪.‬‬
‫‪3 .‬مواصلة تطوير البنيات التحتية‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫تحــدد لــه أهــداف اقتصاديــة واجتماعيــة‬
‫َّ‬ ‫‪ .‬أإطــاق مخطــط توجيهــي وطنــي للبنيــات التحتيــة الرياضيــة‪،‬‬
‫واضحــة وقابلــة للتنفيــذ؛‬
‫‪.‬بالعمــل‪ ،‬وفــق مقاربــة تشــاركية‪ ،‬علــى وضــع خرائــط جهويــة للبنيــات والمنشــآت الرياضيــة (الموجــودة أو التــي‬
‫ســيتم إنجازهــا) حســب أصنافها؛‬
‫‪.‬ججعــل أي مســاهمة ماليــة عموميــة فــي إنجــاز بنيــة تحتيــة رياضيــة مشــروطة بإعــداد دراســات قبليــة تحــدد‬
‫أهــداف هــذه البنيــة التحتيــة‪ ،‬ولمــاذا وقــع االختيــار علــى حجــم معيــن للمنشــأة‪ ،‬وتحــدد تكاليــف بنائهــا‬
‫واســتغاللها وصيانتهــا ونمــط تدبيرهــا‪ .‬ويهــم هــذا األمــر‪ ،‬علــى وجــه الخصــوص‪ ،‬كل المالعــب الجديــدة‬
‫الكبــرى‪ ،‬أخــذاً بعيــن االعتبــار الــدروس المســتخلصة مــن المالعــب الخمســة الكبــرى التــي تدبرهــا شــركة‬
‫«ســونارجيس» والتــي تســجل عج ـزًا كبي ـ ًرا بســبب ضعــف حجــم اســتغاللها؛‬
‫‪ .‬دتحديــد األهــداف التــي يتعيــن تحقيقهــا علــى الصعيــد الجهــوي‪ ،‬فــي مجــال البنيــات التحتيــة انســجاماً‬
‫مــع أهــداف التنميــة االجتماعيــة واالقتصاديــة المحــددة فــي برامــج التنميــة الجهويــة‪ ،‬مــع الحــرص علــى‬
‫األخــذ بعيــن االعتبــار األبعــاد المختلفــة للممارســة الرياضيــة (الرياضــة الجماهيريــة‪ ،‬الرياضــة المدرســية‬
‫والجامعيــة‪ ،‬رياضــة المســتوى العالــي)‪ ،‬ورياضــة األشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬والرياضــة النســوية‪،‬‬
‫واألنشــطة البدنيــة للمســنين؛‬

‫‪43‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪ .‬هتخصيــص فضــاءات لمالعــب األحيــاء فــي تصاميــم تهيئــة الجماعــات والتنصيــص عليهــا فــي دفاتــر‬
‫التحمــات التــي تضعهــا الجماعــات فــي تعاملهــا مــع المنعشــين العقارييــن؛‬
‫‪ .‬وتطويــر شــراكات بيــن مؤسســات التعليــم العموميــة والخصوصيــة‪ ،‬مــن أجــل االســتعمال المشــترك للبنيــات‬
‫الرياضيــة فــي إطــار تعــاون يعــود بالنفــع علــى الطرفيــن‪.‬‬
‫‪4 .‬العمــل‪ ،‬اعتبــاراً ل َمواطــن الخلــل التــي تــم الوقــوف عليهــا فــي تدبيــر مالعــب القــرب‪ ،‬علــى وضــع أنمــاط‬
‫تدبيريــة لهــذه المالعــب‪ ،‬بغــض النظــر عــن طبيعــة ملكيتهــا‪ ،‬مــن خــال اعتمــاد عقــود للشــراكة بيــن‬
‫القطاعيــن العــام والخــاص أو نمــط التدبيــر المفــوض‪ .‬وينبغــي أن تتضمــن دفاتــر التحمــات ذات الصلــة‬
‫مؤشــرات واضحــة وبنــوداً إلعــادة النظــر فــي الشــروط المرجعيــة عندمــا ال يتناســب حجــم األربــاح المحققــة‬
‫مــع هــذا النــوع مــن األنشــطة‪.‬‬
‫‪5 .‬وضــع خريطــة لعــرض التكويــن المتوفــر فــي مجــال مهــن الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬وذلــك بغيــة رصــد الحاجيــات‬
‫والنواقــص المســجلة علــى مســتوى كل مهنــة‪ ،‬وترصيــد الجهــود التــي تبذلهــا مراكــز التكويــن الموجــودة‬
‫بشــكل منعــزل والعمــل علــى ضمــان التقائيتهــا‪.‬‬
‫‪6 .‬ســن إلزاميــة التوفــر علــى مؤشــرات حــول اآلثــار االقتصاديــة المتوقعــة قبــل تنظيــم أي تظاهــرة رياضيــة‪،‬‬
‫عبــر إنجــاز دراســات كميــة‪ ،‬وذلــك للتمييــز بيــن التظاهــرات ذات الصبغــة االجتماعيــة (التــي تســتفيد مــن‬
‫الدعــم) والتظاهــرات ذات الغايــات االقتصاديــة (تحقيــق عائــدات علــى االســتثمار)‪.‬‬
‫‪7 .‬تطويــر منظومــة معلومــات علــى المســتويَيْن الترابــي والوطنــي‪ ،‬وذلــك بالتشــاور مــع مجمــوع الفاعليــن‬
‫المعنييــن‪ .‬ويتمثــل الهــدف مــن ذلــك فــي‪:‬‬
‫‪ .‬أإحــداث حســاب فرعــي خــاص بقطــاع الرياضــة‪ ،‬فــي إطــار منظومــة المحاســبة الوطنيــة لقيــاس أداء النشــاط‬
‫االقتصادي؛‬
‫‪.‬بنشــر كل اإلحصــاءات التــي تتعلــق باألنشــطة االقتصاديــة المرتبطــة بالرياضــة (النفقــات علــى المجــال‬
‫الرياضــي‪ ،‬التشــغيل‪ ،‬مواصفــات الممارســين)‪ ،‬مــن خــال مالءمــة التصنيــف الخــاص باألنشــطة والمنتجــات‬
‫ذات الصلــة‪ ،‬ومأسســة البحــوث الوطنيــة التــي تتنــاول هــذا النــوع مــن المعطيــات؛‬
‫‪.‬جوضــع خريطــة لمختلــف األنــواع الرياضيــة التــي يمكــن لبالدنــا أن تراهــن عليهــا مــن حيــث االســتثمارات‪،‬‬
‫وذلــك مــع مراعــاة خصوصيــات كل نــوع رياضــي؛‬
‫عمليتي تخطيط ووضع السياسات في مجال الرياضة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ .‬دوضع إطار للتتبع والتقييم من أجل تحسين‬
‫‪8 .‬تشجيع السياحة الرياضية‬
‫‪ .‬أرصــد مؤهــات البــاد فــي مجــال الرياضــات الترفيهيــة والنهــوض بهــا علــى الصعيــد الجهــوي فــي المقــام‬
‫األول؛‬
‫‪.‬بالنهــوض بنســيج إنتاجــي محلــي متخصــص فــي المنتجــات المقترنــة بالرياضــة‪ ،‬مــن خــال برمجــة مــدارات‬
‫ســياحية تركــز علــى األنشــطة الرياضيــة وتنظيــم تظاهــرات رياضيــة بشــكل منتظــم علــى الصعيــد المحلــي؛‬

‫‪44‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫‪.‬جتوقــع وتدبيــر منافــع تنظيــم التظاهــرات الرياضيــة الكبــرى ذات البعــد الدولــي‪ ،‬وذلــك حتــى يكــون لهــا أقصــى‬
‫األثــر علــى الصعيــد المحلي‪.‬‬
‫‪ 9 .‬النهــوض بالبحــث والتطويــر فــي مجــال الرياضــة‪ ،‬مــن خــال إشــراك مختلــف المؤسســات الجامعيــة‬
‫ومراكــز البحــث ارتــكازاً علــى ميزانيــة خاصــة ومخطــط عمــل محــدد (برمجــة مســالك دراســية جامعيــة‪،‬‬
‫منــح دراســية‪ ،‬ماســتر متخصــص‪ ،‬أطروحــات الدكتــوراه‪ ،‬وغيــر ذلــك)‪.‬‬

‫المحــور الثالــث‪ :‬هيكلــة النشــاط الرياضــي وإضفــاء الطابــع االحترافــي علــى الرياضــة‬
‫بالمغرب‬
‫‪1 .‬مواكبة عملية تحول األندية من جمعيات إلى شركات‬
‫‪ .‬أ‌ تمكيــن األنديــة مــن آليــة للمواكبــة بمــا يكفــل‪ ،‬فــي غضــون فترة زمنيــة محدودة‪ ،‬تحقيق المتطلبات األساســية‬
‫الالزمــة لهــذا التحــول (مخطــط محاســباتي‪ ،‬تثميــن الممتلــكات‪ ،‬كيفيــات تحويــل األصــول المملوكــة لألنديــة‪،‬‬
‫الحمايــة االجتماعيــة لالعبيــن‪ ،‬وغير ذلك)؛‬
‫‪.‬بإعــادة النظــر فــي األنظمــة األساســية النموذجيــة المعتمــدة بموجــب القانــون رقــم ‪ 30.09‬المتعلــق بالتربيــة‬
‫البدنيــة والرياضــة‪ ،‬والتــي ال تتــاءم مــع مختلــف األصنــاف الرياضيــة بســبب اختــاف حجمهــا ووســائلها‪.‬‬
‫ويقتضــي تفعيــل هــذا التحــول إعــادة صياغــة هــذا القانــون ووضــع نصــوص قانونيــة واضحــة تنســجم مــع‬
‫المقتضيــات الجديــدة للقانــون رقــم ‪ 17.95‬كمــا تــم تغييــره وتتميمــه المتعلــق بشــركات المســاهمة‪( .‬التفكيــر‬
‫فــي ســن إعفــاءات أو تحفيــزات ضريبيــة مــن أجــل تســريع وتيــرة التحــول)؛‬
‫‪.‬ججعــل األنديــة مســؤولة عــن تطويــر الصنــف الرياضــي الــذي تنتمــي إليــه‪ ،‬مــن خــال اســتقطاب المواطنــات‬
‫والمواطنيــن المهتميــن وتمكينهــم مــن إطــار مناســب لممارســته فــي أفضــل الظــروف؛‬
‫‪ .‬دجعــل الجامعــات واألنديــة الرياضيــة‪ ،‬باعتبارهــا فاع ـ ً‬
‫ا رئيســيا‪ ،‬مســؤولة رســميا عــن التتبــع االجتماعــي‬
‫والمهنــي للرياضييــن المحترفيــن‪.‬‬
‫‪2 .‬العمــل علــى إحــداث نظــام أساســي خــاص بالرياضييــن المحترفيــن والرياضييــن مــن المســتوى العالــي‪،‬‬
‫يضمــن االســتقرار المالــي واالجتماعــي لهــؤالء الممارســين‪ ،‬بمــا فــي ذلــك توفيــر الحمايــة االجتماعيــة التــي‬
‫تتــاءم مــع خصوصيــات مهنــة الرياضــي ومخاطرهــا‪ :‬التقاعــد المبكــر‪ ،‬والتأميــن عــن الحــوادث المهنيــة‪،‬‬
‫وتيســير ســبل تغييــر المســارات المهنيــة ذات الصلــة بالرياضــة‪.‬‬
‫‪‌3 .‬تحســين قــدرة األنديــة والعصــب والجامعــات الرياضيــة علــى تعبئــة المزيــد مــن المداخيــل‪ .‬ولبلــوغ هــذه‬
‫الغايــة‪ ،‬يوصــى باعتمــاد اإلجــراءات التاليــة‪:‬‬
‫ ‪-‬إعــادة النظــر فــي الطريقــة والجدولــة الزمنيــة المعتمــدة فــي توزيــع الدعــم العمومــي‪ ،‬بهــدف تمكيــن‬
‫الجامعــات الرياضيــة مــن وضــوح الرؤيــة‪ ،‬ال ســيما الجامعــات الصغــرى‪ ،‬ووضــع قواعــد ومعاييــر أكثــر‬
‫إنصاف ـاً لتوزيــع الدعــم‪ .‬وفــي هــذا الســياق‪ ،‬ينبغــي أيضــا إعــادة النظــر فــي كيفيــات تحصيــل الســلطات‬
‫العموميــة الوصيــة لحصــة الصنــدوق الوطنــي لتنميــة الرياضــة مــن عائــدات اإلشــهار‪ ،‬التــي تشــكل جــز ًءا‬
‫كبي ـ ًرا مــن اإلعانــات التــي يتــم إعــادة توزيعهــا؛‬

‫‪45‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ ‪-‬تحريــر ســوق حقــوق البــث التلفــزي‪ ،‬مــع منــح األنديــة إمكانيــة االســتفادة ولــو جزئيـاً مــن حقــوق البــث‪ ،‬مــع‬
‫الحــرص بالمــوازاة مــع ذلــك علــى ترســيخ مبــدأ االســتحقاق؛‬
‫ ‪-‬إعــادة النظــر فــي االســتراتيجية المعتمــدة فــي مجــال التذاكــر‪ ،‬مــن أجــل اســتقطاب فئــات جديــدة مــن‬
‫الجماهيــر‪ ،‬مــن خــال العمــل علــى اقتــراح مجموعــة مــن الخيــارات‪ ،‬كالمقاعــد المرقمــة التــي تتيــح تقديــم‬
‫العديــد مــن الخدمــات لفئــات مختلفــة مــن األشــخاص خــال الحــدث الرياضــي نفســه؛‬
‫ ‪-‬تثميــن صــورة األنديــة الرياضيــة واســتثمارها مــن أجــل تعبئــة المزيــد مــن المداخيــل‪ ،‬مــن خــال تطويــر‬
‫منتجــات موازيــة‪ .‬كمــا يوصــى بتحســيس األنديــة بالفــرص التــي تتيحهــا االســتعانة بمصادر خارجيــة للترويج‬
‫لمنتجاتهــا الموازيــة وتوزيعهــا‪ ،‬مــن خــال إبــرام شــراكات تجاريــة (مقــاوالت‪ ،‬وكاالت االتصــال وغيرهــا)؛‬
‫ ‪-‬تثميــن صــورة «النجــم الرياضــي المغربــي» باعتبــاره عنصــراً رئيســياً فــي المنظومــة الرياضيــة ونقطــة‬
‫انطــاق إلرســاء احتــراف ناجــح؛‬
‫ ‪-‬التحفيــز علــى تنويــع آليــات تمويــل الجامعــات الرياضيــة‪ ،‬مــن خــال تعبئــة جميــع األطــراف المعنيــة‪:‬‬
‫المنخرطــون‪ ،‬المجــازون (الحاصلــون علــى رخصــة رياضيــة)‪ ،‬الجماعــات الترابيــة‪ ،‬المقــاوالت الخاصــة‪،‬‬
‫وغيــر ذلــك‪.‬‬
‫‪4 .‬إطــاق برنامــج للدعــم والتمويــل‪ ،‬يســتهدف المقاوليــن الشــباب فــي مجــال الرياضــة بالمغــرب‪ ،‬علــى أن‬
‫يتــم توزيعــه حســب القطاعــات (التجهيــزات‪ ،‬التوزيــع‪ ،‬المواكبــة‪ ،‬تدبيــر مالعــب القــرب‪ ،‬تنظيــم التظاهــرات‪،‬‬
‫الرقمنــة‪ ،‬وغيــر ذلــك)‪.‬‬
‫‪5 .‬محاربة األنشطة غير المهي َكلة في قطاع الرياضة‬
‫‪ .‬أفي مجال توزيع المعدات الرياضية‪ ،‬من خالل تعزيز إجراءات المراقبة والتتبع؛‬
‫‪.‬ب‌فــي قطــاع القاعــات الرياضيــة‪ ،‬مــن خــال التحــول مــن صفــة الجمعيــة وتشــجيع األنشــطة المقاوالتيــة‬
‫والحــرص علــى التأكــد مــن احتــرام حقــوق المســتخدمين ومــن أن شــروط الصحــة والنظافــة والســامة‬
‫مطابقــة للمعاييــر المطبقــة علــى هــذا النــوع مــن األنشــطة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫الملحق رقم ‪ :1‬الئحة الفاعلين الذين جرى اإلنصات إليهم‬


‫يــو ُّد المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي أن يعــرب عــن خالــص شــكره لمختلــف الفاعليــن والهيئــات‬
‫والمؤسســات التــي شــاركت فــي جلســات اإلنصــات التــي جــرى تنظيمهــا‪ .‬كمــا يــود المجلــس توجيــه شــكر خــاص‬
‫إلــى كل مــن أرســلوا مســاهمات كتابيــة مــن أجــل إغنــاء مضاميــن هــذا الــرأي‪.‬‬

‫وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة؛‬


‫وزارة االقتصاد والمالية؛‬
‫المديرية العامة للجماعات الترابية؛‬
‫قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية‬
‫التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛‬
‫الشركة المغربية لأللعاب والرياضة (‪)MDJS‬؛‬
‫الشركة الوطنية إلنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)‪.‬‬
‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؛‬
‫الفيدرالية المغربية لمهنيي الرياضة؛‬
‫الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة؛‬ ‫جامعات رياضية‬
‫الجامعة الملكية المغربية للجيدو وفنون الحرب المشابهة؛‬
‫الجامعة الملكية المغربية للسباحة‪.‬‬
‫السيد عزيز داودة؛‬
‫السيد عبد العالي إيدر؛‬
‫السيد عبد العزيز الطالبي؛‬
‫السيد جواد الزيات؛‬
‫السيد منصف بلخياط؛‬ ‫خبراء‬
‫السيد إسماعيل بوزكراوي العلوي؛‬
‫السيد بدر الدين اإلدريسي؛‬
‫السيد أمين بيروك؛‬
‫السيد كريم حضري‪.‬‬
‫مجموعة بالنيت سبور (‪)Planet Sport‬‬
‫فاعلون اقتصاديون‬
‫‪Mercure International of Morocco‬‬

‫‪47‬‬
‫مشروع القانون رقم ‪ 81-12‬المتعلق بالساحل‬ ‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الملحــق رقــم ‪ :2‬الئحــة أعضــاء اللجنــة الدائمــة المكلفــة بالقضايــا االقتصاديــة‬


‫والمشــاريع االســتراتيجية‬

‫أحمد أبوه‬
‫طريق أكيزول‬
‫محمد علوي‬
‫خليدة عزبان بلقاضي‬
‫العربي بلعربي‬
‫فؤاد ابن الصديق‬
‫عالل بنلعربي‬
‫مريم بنصالح شقرون‬
‫لطيفة بنواكريم‬
‫محمد فيكرات (رئيس اللجنة)‬
‫عبد الكريم فوطاط‬
‫أمين منير العلوي (مقرر الموضوع)‬
‫عبد اهلل دكيك‬
‫منصف كتاني‬
‫علي غنام‬
‫أحمد الحليمي علمي‬
‫كريمة مكيكة‬
‫محمد موستغفر‬
‫عبد اهلل متقي‬
‫حكيمة ناجي‬
‫أحمد أعياش‬
‫محمد البشير الراشدي‬
‫طارق السجلماسي‬
‫نجاة سيمو‬
‫منصف الزياني‬
‫أمين برادة سني‬
‫لطفي بوجندار‬

‫‪48‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫الخبراء الداخليون الذين واكبوا اللجنة في إعداد هذا الرأي‬


‫عفاف أفرياط‬ ‫الخبيرتان الداخليتان للمجلس‬
‫ياسمينة الدكالي‬
‫إبراهيم لساوي‬ ‫المترجم‬

‫الملحــق رقــم ‪ :3‬ملخــص رأي المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي حــول‬


‫السياســة الرياضيــة‬
‫يأتــي إعــداد المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي لدراسـ ٍـة حــول «السياســة الرياضيــة بالمغــرب» إثــر‬
‫توصلــه بإحالــة مــن مجلــس المستشــارين بتاريــخ ‪ 25‬يوليــوز ‪ .2018‬وقــد تمحــورت هــذه الدراســة حــول إجــراء‬
‫تقييــم لمــدى أجــرأة «االســتراتيجية الوطنيــة للرياضــة فــي أفــق ‪ ،»2020‬وذلــك ارتــكازاً علــى مقاربــة تشــاركية‬
‫شــمِ لت الفاعليــن الرئيســيين وأبــرز الخبــراء العامليــن فــي الحقــل الرياضــي الوطنــي‪.‬‬
‫وقــد وضعــت االســتراتيجية الوطنيــة‪ ،‬موضــوع اإلحالــة‪ ،‬رؤيــة سياســية طموحــة للغايــة وحــددت رافعــات ومحــاور‬
‫اســتراتيجية واضحــة ومالئمــة ال تــزال تكتســي راهنيــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن تنزيــل هــذه االســتراتيجية لــم يُم ِّكــن‬
‫مــن بلــوغ األهــداف المســطرة‪ ،‬كمــا يالحــظ أن الرياضــة ال تحتــل حتــى اآلن المكانــة الجديــرة بهــا فــي إطــار‬
‫السياســة التنمويــة للبــاد‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬تــم تســليط الضــوء علــى العديــد مــن العوامــل التــي حالــت دون أجــرأة االســتراتيجية‪ .‬فمــن‬
‫جهــة‪ ،‬لــم يتــم تنزيلهــا فــي شــكل سياســة عموميــة حقيقيــة ولــم يتــم إرســاء آليــات تضمــن اإلشــراف عليهــا بكيفيــة‬
‫جمــة علــى مســتوى التطبيــق‪ ،‬ال ســيما‬‫فعالــة‪ .‬ومــن جهــة ثانيــة‪ ،‬واجــه اإلطــار التشــريعي والتنظيمــي صعوبــات َّ‬
‫القانــون رقــم ‪ 30.09‬المتعلــق بالتربيــة البدنيــة والرياضــة‪ .‬وعــاوة علــى ذلــك‪ ،‬فــإن المــوارد البشــرية والماليــة‬
‫التــي تمــت تعبئتهــا كانــت غيــر كافيــة بالمقارنــة مــع حجــم التحديــات التــي يتعيــن رفعهــا‪.‬‬
‫ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬حــرص المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي علــى بلــورة جملــة مــن التوصيــات‪ ،‬تَ ُهـ ُّم‬
‫باألســاس مــا يلــي‪:‬‬
‫أوالً‪ ،‬االرتقــاء باالســتراتيجية الوطنيــة للرياضــة إلــى سياســة عموميــة‪ ،‬يتــم اعتمادهــا بموجــب قانــون إطــار‪ ،‬مــع‬
‫الحــرص علــى احتــرام مبــادئ ومقتضيــات الدســتور‪ ،‬وتحديــد األدوار المنوطــة بمختلــف الفاعليــن بشــكل واضح‪،‬‬
‫وضمــان قيــادة مؤسســاتية فعالــة علــى الصعيديــن الوطنــي والترابــي‪.‬‬
‫ثانيــا‪ ،‬إعطــاء األولويــة‪ ،‬فــي غضــون الســنوات المقبلــة‪ ،‬للنهــوض بالرياضــة المدرســية والجامعيــة‪ ،‬وذلــك‬
‫مــن خــال العمــل علــى وجــه الخصــوص علــى إعطــاء التربيــة البدنيــة والرياضيــة مكانــة بــارزة فــي البرامــج‬
‫الدراســية‪ ،‬وتزويــد مؤسســات التربيــة والتعليــم المدرســي بالمؤطريــن المؤهليــن وتوفيــر البنيــات التحتيــة‬
‫الرياضيــة المالئمــة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ثالثــا‪ ،‬مالءمــة اإلطــار التشــريعي والتنظيمــي‪ ،‬ال ســيما القانــون رقــم ‪ ،30.09‬مــع مقتضيــات الدســتور‪ ،‬والعمــل‪،‬‬
‫بالتشــاور مــع الفاعليــن المعنييــن‪ ،‬علــى مراجعتــه بمــا يُ َم ِّكــن مــن تجــاوز العوامــل التــي تعيــق تنفيــذه الفعلــي‬
‫وضمــان إصــدار جميــع المراســيم التطبيقيــة ذات الصلــة‪.‬‬
‫رابعـاً‪ ،‬وضــع نظــام مندمــج للمعلومــات‪ ،‬بالتنســيق مــع مجموع الفاعليــن المعنيين والمندوبية الســامية للتخطيط‪،‬‬
‫وذلــك بمــا يتيــح تتبعـاً وتقييمـاً ُم ْح َك َميْن لتنفيذ االســتراتيجية الوطنية للرياضة والنعكاســاتها‪.‬‬
‫خامسـاً‪ ،‬مواصلــة جهــود تطويــر البنيــات التحتيــة الكبــرى والتجهيــزات الرياضيــة للقــرب‪ .‬ولهــذه الغايــة‪ ،‬ينبغــي‬
‫رصــد وتحديــد حجــم الحاجيــات بشــكل دقيــق فــي مجــال المــوارد البشــرية والماليــة علــى صعيــد كل جهــة‪،‬‬
‫وذلــك انســجاماً مــع مضاميــن برامــج التنميــة الجهويــة‪ .‬وبخصــوص النهــوض بالبنيــات التحتيــة الكبــرى علــى‬
‫الصعيــد الوطنــي‪ ،‬يتعيــن العمــل‪ ،‬بمعيــة الجهــات‪ ،‬علــى اعتمــاد مخطــط وطنــي خــاص بهــا‪ ،‬مــع الحــرص علــى‬
‫أن تســتجيب هــذه البنيــات للمعاييــر الدوليــة وعلــى أن تؤخــذ بعيــن االعتبــار انعكاســاتها البيئيــة‪ ،‬وكــذا القــدرة‬
‫علــى الولــوج إليهــا‪ ،‬ومردوديــة هــذه البنيــات علــى المدييــن المتوســط والطويــل‪.‬‬
‫سادسـاً‪ ،‬تعزيــز جهــود تطويــر اقتصــاد الرياضــة‪ ،‬مــن خــال إنجــاز دراســات وطنيــة وجهويــة تُ َم ِّكــن مــن الوقــوف‬
‫علــى الفــرص التــي يتعيــن اغتنامهــا‪ ،‬وتوجيــه االســتثمارات العموميــة والخاصــة‪ ،‬وتطويــر المنظومــات التــي‬
‫يتطلبهــا النهــوض باقتصــاد الرياضــة‪.‬‬
‫ســابعاً‪ ،‬تعزيــز عمــل الجامعــات الرياضيــة والعصــب الجهويــة والجمعيــات الرياضيــة‪ ،‬مــع العمــل علــى مواصلــة‬
‫الجهــود الراميــة إلــى النهــوض بحكامتهــا‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬ينبغــي إرســاء قواعــد ومعاييــر موضوعيــة لمنــح‬
‫اإلعانــات‪ .‬كمــا يتعيــن بالمــوازاة مــع ذلــك وضــع برنامــج للمواكبــة والدعــم المالــي والتقنــي‪ ،‬مــن أجــل تمكيــن‬
‫الجامعــات الرياضيــة والعصــب الجهويــة والجمعيــات الرياضيــة مــن اعتمــاد مختلــف المعاييــر الوطنيــة والدوليــة‬
‫داخــل أجــل معقــول ومــن ثــم تحســين أدائهــا‪.‬‬
‫ثامن ـاً‪ ،‬وفــي إطــار تعزيــز وتطويــر رياضــة األشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬ينبغــي إنشــاء مركــز بارالمبــي مــن‬
‫المســتوى العالــي‪ ،‬مــع العمــل بمــوازاة ذلــك علــى إحــداث اللجنــة الوطنيــة البارالمبيــة المغربيــة‪ .‬كمــا يتعيــن‬
‫إدمــاج رياضــة األشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة فــي مؤسســات التربيــة والتعليــم المدرســي وفــي برامــج تكويــن‬
‫األطــر الرياضيــة‪.‬‬
‫تاســعاً‪ ،‬ينبغــي دعــم جمعيــات األنصــار والمحبيــن وضمــان انخراطهــا‪ ،‬باعتبارهــا شــريكاً‪ ،‬فــي جهــود الوقايــة مــن‬
‫مظاهــر العنــف أثنــاء التظاهــرات الرياضيــة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫وفرص ُّ‬
‫الشغل ينبغي تثمينه‬ ‫ِ‬ ‫اقتصاد الرياضة‪ :‬خزانٌ للنمو‬

‫الملحــق رقــم ‪ :4‬خالصــات االستشــارة التــي تــم إطالقهــا علــى المنصــة الرقميــة‬
‫للمشــاركة المواطنــة حــول موضــوع اقتصــاد الرياضــة‬
‫فــي إطــار إعــداد رأيــه حــول اقتصــاد الرياضــة‪ ،‬أطلــق المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي فــي الفتــرة مــا‬
‫بيــن ‪ 4‬و‪ 27‬مــارس ‪ ،2022‬استشــارة الســتقاء آراء المواطنــات والمواطنيــن حــول الموضــوع مــن خــال المنصــة‬
‫الرقميــة التشــاركية «أشــارك»‪ .‬وقــد بلــغ مجمــوع التفاعــات مــع الموضــوع ‪ 69397‬مــن بينهــا ‪ 887‬إجابــة‬
‫علــى االســتبيان الخــاص بهــذه االستشــارة‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬تقــدم نتائــج االستشــارة تمثــات المواطنــات‬
‫والمواطنيــن المشــاركين بخصــوص اقتصــاد الرياضــة فــي المغــرب واألســباب التــي تحــول دون حضورهــم فــي‬
‫التظاهــرات الرياضيــة وكــذا حــول آرائهــم بشــأن التنقيــب عــن المواهــب الرياضيــة وبشــأن مالعــب القــرب‪.‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪ :2‬األسباب التي تحول دون حضور المواطنات والمواطنين‬ ‫الرسم البياني رقم ‪ :1‬عالقة المواطنات والمواطنين بالرياضة‬
‫في التظاهرات الرياضية (بالنسبة المئوية)‬

‫بخصــوص عالقــة المواطنــات والمواطنيــن بالرياضــة‪ ،‬أظهــرت النتائــج المســتمدة مــن االســتبيان أن أزيــد‬
‫مــن نصــف المســتجوبين يمارســون الرياضــة بشــكل منتظــم‪ ،‬وأن زهــاء ‪ 12‬فــي المائــة منهــم يشــاركون فــي‬
‫المنافســات الرياضيــة‪ .‬فــي المقابــل‪ ،‬أكــد ‪ 30‬فــي المائــة مــن المســتجوبين أنهــم نــادرا مــا يمارســون الرياضــة‪.‬‬
‫وفــي مــا يتعلــق باألســباب التــي تحــول دون حضــور المواطنــات والمواطنيــن للتظاهــرات الرياضيــة‪ ،‬تركــزت‬
‫نســبة ‪ 65.5‬فــي المائــة مــن أجوبــة المشــاركين حــول المشــاكل المتعلقــة باألمــن داخــل المالعــب‪ .‬بينمــا يــرى‬
‫أزيــد مــن نصــف المســتجوبين أن مســتوى الفرجــة الرياضيــة فــي المغــرب يعتبــر مــن بيــن األســباب التــي تحــول‬
‫دون حضــور المواطنــات والمواطنيــن للتظاهــرات الرياضيــة‪ .‬كمــا تجــدر اإلشــارة إلــى أن نســبة ‪ 31‬فــي المائــة‬
‫مــن المســتجوبين تــرى أن قلــة االهتمــام بالرياضــة يعــد مــن بيــن األســباب التــي تحــول دون حضــور التظاهــرات‬
‫الرياضيــة‪.‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪ :4‬نسبة الرضا عن إمكانية الولوج إلى مالعب القرب‬ ‫الرسم البياني رقم ‪ :3‬أنواع الرياضات التي يتعين على السياسات العمومية‬
‫استهدافها حسب المشاركين (بالنسبة المئوية)‬

‫‪51‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫بالمــوازاة مــع ذلــك‪ ،‬يتبيــن أن ‪ 64‬فــي المائــة مــن المشــاركين يــرون أن السياســات العموميــة يتعيــن عليهــا‬
‫اســتهداف ألعــاب القــوى‪ ،‬تليهــا كــرة القــدم بنســبة ‪ 60‬فــي المائــة‪ ،‬ثــم كــرة الســلة بنســبة ‪ 43‬فــي المائــة‪ .‬فــي‬
‫حيــن‪ ،‬يــرى ‪ 21‬فــي المائــة و‪ 8‬فــي المائــة فقــط مــن المســتجوبين علــى التوالــي‪ ،‬أن الفروســية والغولــف يتعيــن‬
‫اســتهدافهما مــن قبــل السياســات العموميــة‪ .‬أمــا فــي مــا يخــص مالعــب القــرب‪ ،‬يؤكــد نصــف المســتجوبين‬
‫أنهــم غيــر راضيــن بتاتــا عــن إمكانيــة الولــوج إلــى مالعــب القــرب‪ .‬فــي حيــن‪ ،‬عبــر ‪ 9‬فــي المائــة فقــط عــن‬
‫رضاهــم علــى إمكانيــة الولــوج إلــى هــذه المالعــب‪.‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪ :5‬مستوى التنقيب عن المواهب الرياضية حسب المستجوبين (بالنسبة المئوية)‬

‫فــي مــا يخــص مســتوى التنقيــب عــن المواهــب الرياضيــة‪ ،‬يــرى ‪ 54‬فــي المائــة مــن المســتجوبين أن هــذه العمليــة‬
‫يتعيــن أن تجــري داخــل المــدارس و‪ 20‬فــي المائــة علــى مســتوى مالعــب القــرب‪ .‬فــي حيــن يــرى ‪ 10‬فــي المائــة‬
‫فقــط أن التنقيــب عــن المواهــب الرياضيــة ينبغــي أن يتــم علــى مســتوى األنديــة الرياضيــة وحوالــي ‪ 3‬فــي المائــة‬
‫داخــل المؤسســات الجامعية‪.‬‬
‫ختامـاً‪ ،‬يُســتفاد مــن هــذه االستشــارة أن أزيــد مــن نصــف المواطنــات والمواطنيــن أكــدوا ممارســتهم للرياضــة‬
‫بشــكل منتظــم وأن حوالــي ‪ 12‬فــي المائــة أكــدوا مشــاركتهم فــي المنافســات الرياضيــة‪ .‬أمــا عــن األســباب‬
‫التــي تحــول دون مشــاركة المواطنــات والمواطنيــن فــي التظاهــرات الرياضيــة‪ ،‬فقــد صــرح ‪ 65.5‬فــي المائــة‬
‫منهــم أنهــا تعــزى لمشــاكل األمــن داخــل المالعــب وأزيــد مــن ‪ 51‬فــي المائــة لمســتوى الفرجــة المقدمــة فــي‬
‫المغــرب‪ .‬مــن جهــة أخــرى‪ ،‬اعتبــر ‪ 64‬فــي المائــة مــن المســتجوبين أن ألعــاب القــوى هــي الرياضــة التــي يتعيــن‬
‫أن تســتهدفها السياســات العموميــة‪ ،‬تليهــا كــرة القــدم بنســبة ‪ 60‬فــي المائــة‪ .‬وفــي مــا يتعلــق بمالعــب القــرب‪،‬‬
‫ع ًبــر نصــف المســتجوبين عــن عــدم رضاهــم بتاتــا عــن إمكانيــة الولــوج إلــى هــذه المالعــب فــي حيــن أعــرب ‪9‬‬
‫فــي المائــة فقــط منهــم عــن رضاهــم‪ .‬أخيــرا‪ ،‬يــرى ‪ 54‬فــي المائــة مــن المســتجوبين أن التنقيــب عــن المواهــب‬
‫الرياضيــة يتعيــن أن يجــري داخــل المــدارس‪ ،‬مقابــل ‪ 20‬فــي المائــة علــى مســتوى مالعــب القــرب‪ ،‬و‪ 10‬فــي‬
‫المائــة فقــط علــى مســتوى األنديــة الرياضيــة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪54‬‬ ‫‪www.cese.ma‬‬ ‫‪54‬‬

You might also like