Professional Documents
Culture Documents
أصول مذهب الإمام مالك 3
أصول مذهب الإمام مالك 3
ا ا
فإن لإلمام مالك أصول وأدلة إجمالية بنى عليها األحكام الفقهية واستخرج منها
األحكام الشرعية الفرعية ،وهذه األدلة واألصول لم ينص عليها اإلمام بنفسه ولكن
استنبطها فقهاء املذهب من خالل تتبع واستقراء فتاوى اإلمام ، واختلفوا في عدها
وفي ترتيبها اختالفا كبيرا ،وحتى ل نشتت أنفسنا – كمبتدئين – نكتفي بذكر األصول التي
ذكرها ابن أبي كف املحجوبي في نظمه وهي ستة عشر أصال ،ونلتزم بنفس الترتيب
الذي اعتمده في نظمه ،وسيكون العمل هنا على عدها وتعريفها تعريفا إجماليا وذكر مثال
لتصور األصل فقط " نقال من شرح الولتي أو من شرح الكوني – حفظه هللا – " ،
ومن أراد الستزادة والتوسع فمحلها كتب األصول املشهورة .
اعلم -رحمك هللا -أن أصول مذهب اإلمام مالك هي :
سن ــة من لــه أتم الن ـة -7نص الكتـاب ثم نص السن ـة()1
قال الكوني -حفظه هللا " : -ويكون معناه شيئا واضحا واحدا ول احتمال أن يدل هذا
الكالم من هللا على عدة معاني
1
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )129
1
َّ ا َ َ ُ َ َ َ
مثاله من الكتاب :قوله تعالى في صيام املتمتع الذي لم يجد هديا ف ِصيام ثَٰلث ِة أياٖم ِِف
ْ َ َ َ َٞ ْ َ ََ َْ َ َ َ ُْْ ْ َ َ َ ََٞ َ ٞ
ِ۬الح ِج وسبع ٍة إِذا رجعتم تِلك عَشة كا ِملة ۖ ( ٞالبقرة )195 :فقوله :تِلك عَشة
َ َٞ
كا ِملة ۖ ٞنص ل يحتمل غير هذا العدد " .
مثاله في السنة الصحيحة :قوله (( :إن هللا حرم عليكم وأد البنات ))( )1قال الولتي
" :فهذا نص في تحريم دفن البنات الذي كان يفعله أهل الجاهلية" (. )2
قال الكوني -حفظه هللا " : -أي املعنى الظاهر من الكتاب والسنة ،واملعنى الظاهر عند
األصوليين أن كالم هللا وكالم رسوله في املسائل ،يدل دللة ظاهرة املعنى مع احتمال
م
وجود معنى آخر ،فيقال املعنى الظاهر هو الراجح واملعنى اآلخر الحتمل هو املعنى املرجوح
،فإن حصل هذا في كتاب هللا أو كالم رسوله فإنه يقدم الراجح – وهو الظاهر ، -إل
إذا وجد دليال يرجح املرجوح " وهو املعنى اآلخر غير الظاهر " على الراجح -وهو الظاهر –
،ولكن األصل أن الراجح غالبا ل يوجد ما يصرفه إلى املرجوح "
َ
ِني ِم ْسكِ ينا ۖ( ٞاملجادلة ،)4 :فإن ظاهر مثاله من الكتاب :قوله تعالى :فإ ْط َع ُ
ام سِ ت َ
ِ
ا ا
املعنى ،أن من عليه كفارة ،و لم يستطع الصوم يجب عليه إطعام ستين شخصا مسكينا
،فكل مسكين يعطيه مم ٌّد ،ول يجزي إعطاؤها ملسكين واحد ،هذا هو املعنى الظاهر الراجح
1
-رواه مسلم ()1715
2
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )130
2
ا
ويحتمل أن املراد باملسكين املد ألنه من أسمائه ،ويكون املعنى :فإطعام طعام ستين مدا،
ا
وعليه فيجزئ إعطاء جميع الكفارة ملسكين واحد ستين يوما في كل يوم مد ،وهذا هو املعنى
()1
الحتمل املرجوح ،فيقدم الراجح على املرجوح .
مثاله من السنة :في قوله الثابت في سنن أبي داود (( من لم يبيت الصيام من الليل فل
صيام له )) ( ،)2فإنه ظاهر في أن تبييت النية واجب في كل صيام ،ألن املعرف بـ"ال" والنكرة
ا
في سياق النفي للعموم ظاهرا ،هذا هو املعنى الظاهر الراجح
ويحتمل أن املراد بالصيام صيام النذر والقضاء ،فيكون املراد به بعض أفراده ،وأن غيرهما
م
من الصوم يصح بدون تبييت النية وهذا هو املعنى الحتمل املرجوح ،فيقدم الراجح على
() 3
املرجوح
ثم دلي ــل سن ــة الواه()3 -9ثم الدليل من كتـاب الل ــه
قال الكوني -حفظه هللا " : -يعبر علماء األصول عن دليل الخالفة بالدليل " .
وتعريف مفهوم املخالفة هو " :أن يكون املسكوت عنه مخالفا لحكم املنطوق ،مثاله :
()4
قوله (( : في الغنم السائمة الزكاة ))
1
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )131بتصرف يسير.
2
-رواه أبو داوود ( )2454والنسائي ( )2334وصححه األلباني في صحيح وضعيف سنن النسائي
3
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )132بتصرف يسير
4
-رواه البخاري ()1454
3
()1
والتقييد بالسوم -أي تقييد الزكاة بالسائمة ، -يفهم منه عدم الزكاة في املعلوفة"
وهذا األصل يجري في الشرط والغاية والحصر والعدد والعلة والوصف والظرف (.)2
قال الولتي " : تنبيه الخطاب من القرآن وتنبيه الخطاب من سنة الرسول ويسمى
()3
أيضا بفحوى الخطاب ،وهو مفهوم املوافقة "
ا
ثم قال " :تعريف مفهوم الوافقة :سمي مفهوم املوافقة لكون املعنى املسكوت عنه موافقا
للمعنى املنطوق به في الحكم"( ، )4و موافقة املعنى املسكوت عنه للمعنى املنطوق به إما أن
تكون بالتساوي ،أو يكون املعنى املسكوت عنه أولى من املعنى املنطوق به .
َّ ِ َ َ ْ ُ ُ َ
قال الولتي " : فمثال مفهوم الساوي :من القرآن قوله تعالى :إِن َ۬اذلين يأكلون
َ ْ َ َٰ َ ْ َ َ َٰ َ ُ ْ
أمول َ۬اْلت َٰ
َم ظلما ( النساء ، ) 10 :وتدل باملفهوم املوافق على مساواة إحراقه ألكله
ا ا
ظلما في التحريم ألن العلة في التحريم أكله ظلما اإلتالف ،وتلك العلة موجودة بتمامها في
()5
إحراقه"
َّ َ َ ُ
ثم قال " :ومثال مفهوم الولى :من القرآن قوله تعالى :فَل َتقل ل ُه َما ُأف( اإلسراء)23:
فإن اآلية تدل باملنطوق على تحريم التأفيف على الوالدين ،وتدل باملفهوم املوافق على أن
1
-مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر للشيخ محمد األمين الشنقيطي( )284
2
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )136
3
-المصدر السابق ( )136
4
-المصدر السابق ()144
5
-المصدر السابق ( )145
4
ضربه لهما أولى بالتحريم من التأفيف ،ألن العلة في تحريم التأفيف عليهما هي اإليذاء ،وتلك
العلة أتم في الضرب منها في التأفيف" (.)1
قال الولتي " يعني أن مفهوم الكتاب والسنة ،سنة النبي الهادي إلى طريق الصواب
حجة شرعية عند مالك ،يعني أنه من أدلة مالك التي يستدل بها وهو الخامس من األدلة
املعدودة في النظم؛ واملراد باملفهوم عنده دللة القتضاء.
فالتصريحي :هو أن يدل اللفظ دللة التزام على معنى ل يستقل املعنى األصلي بدونه
()2 ا ا
لتوقف صدقه أو صحته عليه عادة أو عقال أو شرعا ،مع أن اللفظ ل يقتضيه" .
قال العالمة محمد األمين الشنقيطي ": مثال الفهوم التوقف صحة الكلم عليه
َ ْ َ َ َٰ َ َ َ َّ َّ َ ْ ِ ٞامٍ َ ُ َ َ َ
ان ِمنكم َّم ِريضا أو لَع سفر فعِدة من أي ُأخر )) ( البقرة :
َ عادة :قوله تعالى ((ف َمن ك
َ َ ()3 َ َّ َ ْ ٞ َ ْ َ َ َٰ َ َ ُ َ َ َ
ان ِمنكم َّم ِريضا أو لَع سفر))أي :فأفطر ((فعِدة من أي ُأخر))
امٍَّ ِ ،)183أي ((ف َمن ك
فمفهوم الكالم املتوقف صحة الكالم عليه ،أن من كان مريضا أو سافر ثم أفطر فيقض ي
بعد زوال املانع ،فحذفت أفطر ولكن تتوقف صحة الكالم على وجودها تقديرا
1
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )145
2
-المصدر السابق ( ) 149-148
3
-مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر للشيخ محمد األمين الشنقيطي ()282
5
قال الولتي " ومثال الفهوم التوقف صدق الكلم عليه عقل :من السنة قوله :
(( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) (،)1فإن منطوق الحديث أن الخطأ
ا
والنسيان واإلكراه مرفوعة عن هذه األمة ،وصدق هذا الكالم متوقف عقال على املؤاخذة -
أي أن املرفوع عن األمة املؤاخذة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ول يقصد منه
عدم وقوعه في الواقع ، -أي رفع عن أمتي املؤاخذة بالخطأ الخ؛ ألن نفس الخطأ والنسيان
واإلكراه غير مرفوع عن هذه األمة ملشاهدة وقوع هذه الثالثة منهم حسا " (. )2
ثم قال ":وأما االقتضاء التلويحي ( ويعرف بداللة اإلشارة )( : )3فهو أن يدل اللفظ دللة
التزام على معنى يلزم من املعنى األصلي لكن ل يتوقف عليه صدقه ول صحته ل عقال ول
َّ َ ُ َ َ َ
شرعا ول عادة ،ول يتوجه إليه القصد عادة مثاله من الكتاب قوله تعالى ُ أحِل لك ْم ْلْلة
َ ِ َّ َ ُ َ َٰ ٓ ُ
َل ن َِسا ِئك ْ ۖٞم ( البقرة ،)186 :فمنطوق اآلية جواز الجماع في كل جزء منَ۬الصيام ِ۬الرفث إِ
ِ
الليل حتى الجزء األخير منه املالقي للصباح ،وذلك يلزم منه جواز اإلصباح بالجنابة في
رمضان" (.)4
تنبيه سنة الذي جـاها عظــم()6 -12ثمت تنبيــه كتـاب اللــه ثم
قال الولتي " :وهي :أن يقرن الوصف بحكم ،لو لم يكن اقتران الوصف بذلك الحكم ،
لبيان كونه علة له ،لعابه الفطن بمقاصد الكالم ،ألنه ل يليق بالفصاحة.
1
-أخرجه ابن ماجه ( )2043وصححه األلباني في "صحيح الجامع " ()1731
2
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )150
3
-مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر للشيخ محمد األمين الشنقيطي ()282
4
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )151
6
َ ُ َ ْ َ َّ ُ َ َّ َ ُ َ ْ َ ُ ْ َ
ارقة فاقطعوا أيدِيهما ( الائدة )40 :فإن ارق والس ِ
مثاله من الكتاب قوله تعالى :والس ِ
اقتران األمر بقطع يد السارق مع وصفه بالسرقة يدل باللزوم على أن السرقة هي علة
()1 ا
القطع شرعا ،إذ لو لم تكن علة له لكان الكالم غير بليغ"
-7اإلجماع :
قال الولتي " : وهو لغة :العزم ،واصطلحا :اتفاق العلماء الجتهدين من هذه الألمة
بعد وفاة النبي في أي عصر سواء كان في عصر الصحابة أم ل ،وسواء كان املتفق عليه
ا ا ا
حكما شرعيا كحلية النكاح ،أو لغويا ككون الفاء للتعقيب أو عقليا كحدوث العالم ،أو
()2 ا
دنيويا كتدبير الجيوش" .
ثم قال " :ول ينعقد مع مخالفة إمام معتبر كابن عباس من الصحابة ،والزهري من
()3
التابعين ،وكاألوزاعي من تابع التابعين" .
فالنطقي :هو أن يكون اجتماع الجتهدين على الحكم بالنطق به من كل واحد منهم.
والسكوتي :هو أن ينطق به بعضهم ويسكت الباقون ،وهو حجة ظنية " (.)4
1
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )153
2
-المصدر السابق ( )154 -153
3
-المصدر السابق ( )155
4
-المصدر السابق ( )157 -156
7
-8القياس :
قال العالمة محمد األمين الشنقيطي " : لغة :التقدير ،قست الثوب بالذراع إذا
قدرته به ، )1("...........ثم قال " :وهو في الشرع :حمل فرع على أصل في حكم بجامع بينهما ،
()2
واملراد بالحمل اإللحاق "
قال الكوني -حفظه هللا " : -فالخمر أصل ،وهذه الخمر في عهده على ما عرف في كالم
العرب هو ما يغطي العقل من عصير العنب أو من عصير التمر إذا عمل على طريقة يسكر
املاء الذي وضع فيه ،هذا هو األصل ويكون فيه علة اإلسكار ،ولو وجد شيئا آخر حتى ولو
أكل أو شرب أو كان حبوبا إذا أكل أو شرب فيكون إذن أسكر كما الخمر يسكر فهذا الفرع
يأخذ حكم األصل وهو الخمر املائي"
قال الولتي" :يعني أن عمل مدينة النبي الذين أجمعوا عليه من أهل مذهب مالك،
واملراد بهم الصحابة والتابعون ،لكن بشرط أن يكون فيما ل مجال للرأي فيه من
1
-مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر للشيخ محمد األمين الشنقيطي ()289
2
-المصدر السابق ( )289
8
األحكام الشرعية وقيل إن عملهم حجة مطلقا أي ولو في الحكم الجتهادي.
وحجة القولين قوله (( : الدينة كالكير تنفي خبثها ))() 1والخطأ خبث فوجب نفيه عنهم،
وألنهم أعرف بالوحي لسكناهم بمحله ،وهو مقدم عند مالك على الخبر اآلحادي"(. )2
ا
قال الكوني -حفظه هللا " : -ول يكون إل فيما نقلوه -أي عمل أهل الدينة -تواترا ،فينقله
جماعة من التابعين عن جماعة من الصحابة وهكذا هو عمل أهل املدينة "
قال الولتي " : مثاله عند مالك احتجاجه على نفي خيار الجلس في البيع بأنه وجد
عمل أهل املدينة على نفيه ،وقدمه على الحديث الصحيح وهو قوله " :البائعان بالخيار
ما لم يتفرقا "(. )3
قال الكوني -حفظه هللا " : -إذا لم يوجد في املسألة نص من الكتاب أو السنة ووجد قول
لصحابي ولم يخالفه غيره وسلموا به ،فمثل هذا من أدلته – أي أدلة مالك -اإلجمالية ،
فيقدمه على الحديث الضعيف وأحرى إذا لم يكن هناك حديث البتة "
1
-رواه البخاري ()1883
2
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( ) 163
3
-المصدر السابق ( )164 -163
9
لالغتسال وأخذ الهندام فيدخل كل أح إلى الحمام فيغتسل ويستحم ويعطي مبلغا معينا
لغتساله واستحمامه ،ويأتي غيره ويعطي نفس املبلغ مع أنهما يختلفان في ضخامة الجسم
أو إكثار صب املاء أو تقليل صب املاء ،ومع ذلك يعطونه أجرة واحدة فيمثلون هذا
بالستحسان ،فيستحسن أن تكون األجور واحدة مع اختالف العمل الذي يعملونه في
الحمام "
قال الكوني -حفظه هللا " : -أما هذا األصل فقد اشتهر به مالك من بين سائر األئمة وإن
كان سائر األئمة يعملون بمقتضاه ،فالوسيلة – للش يء – قد تكون جائزة في حد ذاتها
شرعا مباحة ،إل أنها إذا استعملت للوصول إلى مقصد حرام فتكون هذه الوسيلة حراما
تبعا لحرمة الغاية "
ومثاله :سب األصنام عند عابديه الذين يسبون هللا عند سبه ،فسب األصنام جائز ولكن
ملا أوصلت هذه الوسيلة إلى أمر محرم وهو أن يسب املشركون هللا ،فحرمة الوسيلة وهي
سب األصنام سدا للذريعة .
10
االستصحاب : -13
قال الكوني -حفظه هللا " : -هو طلب الصحبة ،وهو املراد به في هذا األصل املالكي أن
يستصحب حكم الش يء ما يقتضيه حالة الش يء سابقا "
قال الولتي " :وهو على قسمين -1 :استصحاب العدم األصلي -2 ،واستصحاب ثبوت
ما دل الشرع على ثبوته لوجود سببه حتى يثبت نفيه.
فالول هو السمى بالبراءة الصلية :وهو انتفاء األحكام الشرعية في حقنا حتى يدل دليل
على ثبوتها ،ول يكون حجة شرعية إل بعد البحث عن دليل من كتاب أو سنة يدل على
خالف العدم األصلي ،فإن لم يوجد مح ِكم ببراءة الذمة من التكليف وهذه إباحة عقلية،
َّ ُ َ َ َ َّ َٰ َ َ ُ ُ
ّت ببْ َعث َرس ۖٞ
ول)) ( اإلسراء.)1( " )15: واألصل فيه قوله تعالى (( َو َما كنا مع ِذبِني ح
ثم قال " :والنوع الثاني من االستصحاب هو معنى قول الفقهاء :الصل بقاء ما كان على
ما كان :ومعناه أن الش يء الذي دل الشرع على ثبوته لوجود سببه يجب الحكم باستصحابه
()2
حتى يدل دليل على نفيه"
ومثاله :كمن أصابه ش يء وشك في نجاسته فال ش يء عليه ،ألن األصل في األشياء الطهارة.
بعض فروع الفقـه تنبني عليــه -19وخبر الواحد( )14حجـة لدي ــه
قال الولتي " :يعني أن الخبر أي الحديث والفعل والتقرير الذي رواه واحد عدل فطن
1
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )176
2
-المصدر السابق ( )179 - 178
11
مأمون ثقة أو من في حكمه عن رسول هللا حجة شرعية عند مالك بنى عليه بعض فروع
()1
الفقه في مذهبه "
قال الكوني -حفظه هللا " : -ويعمل اإلمام مالك بخبر الواحد في العبادات واملعامالت
والعقائد "
()2
ومثاله :العمل بحديث عمر بن الخطاب عن النبي (( : إنما العمال بالنيات ))
وهو خبر واحد .
قال الولتي " :الصالح الرسلة :أي املطلقة من العتبار واإللغاء ،أي التي لم يرد عن
الشارع أمر بجلبها ول نهي عنها بل سكت عنها "(. )3
قال الكوني -حفظه هللا " : -يعني أن توجد مسألة ل يوجد عند الشارع فيها دليل على
الجواز أو بالتشريع أو على حكم فيها باملنع لكن لو نظر في هذه املسألة أو عمل بمقتضاها
م
لتحصلت بالعمل بها مصلحة في الشرع فعندئذ يعمل بهذه املسألة وتق َّرر "
ومثاله :جمع عثمان املسلمين على مصحف واحد وحرق باقي املصاحف وذلك لحفظه
و خوفا على ضياعه
1
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )180 – 179
2
-رواه البخاري ( )1ومسلم ( )1907
3
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( )184
12
قال ابن أبي كف :
بـه وعنـه كان طورا يعــدل -21ورعي خلف ( )16كان طورا يعمــل
قال الكوني -حفظه هللا " : -هو مراعاة خالف عالم آخر في مسألة اجتهادية ،فيقول
بمقتض ى قول ذلك العالم في املسألة ويخالف مقتض ى أصله هو ،فيعمل بمقتض ى قول
الخالف "
قال الولتي " :مثاله :إعمال مالك دليل خصمه القائل بعدم فسخ نكاح الشغار في لزم
مدلوله الذي هو ثبوت اإلرث بين الزوجين املتزوجين بالشغار إذا مات أحدهما ،وهذا
املدلول هو عدم الفسخ ،وأعمل مالك في نقيضه وهو الفسخ دليال آخر ،فمذهبه وجوب
()1
فسخ نكاح الشغار وثبوت اإلرث بين املتزوجين به إذا مات أحدهما"
1
-إيصال السالك لمحمد يحي الوالتي ( ) 189
13