You are on page 1of 22

‫جملة أحباث‬

25 - 6 ‫ ص‬،)2020‫ (ا‬2. :‫ العـ ـدد‬/ 5 ‫اجمللد‬ ISSN: 0834- 2170

‫اإلسرتاتيجية األمنية اجلزائرية يف حل نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬


Algerian security strategy to resolve the conflicts in the African Sahel

med- hadjazi@outlook .fr، ‫ اجلزائر‬/2 ‫ جامعة وهران‬، ‫حممد السعيد حجازي‬

2020- 12- 31 ‫تاريخ النشر‬ 2020-07-21 :‫تاريخ القبول‬ 2020-06-09 :‫تاريخ االستالم‬

:‫ملخص‬
‫ و مع‬،‫يشكل نشاط اجملموعات املسلحة يف منطقة الساحل حتديات خطرية على األمن الوطين اجلزائري‬
‫ لتضاف‬،‫أزمة الطوارق منذ فرتة طويلة كتحدي ثابت و متوقع بسبب تأثرياته احملتملة على األراضي اجلزائرية‬
‫متغريات جديدة إىل جمموعة التهديدات باملنطقة كاإلرهاب العابر للحدود وعرب الوطين ضف إىل هشاشة املبىن‬
‫ كل هذا يضع القضايا األمنية اجلزائرية يف إشكالية‬،‫الداخلي لدول الساحل اإلفريقي و دينامية انتقال التهديدات‬
‫ فإذا كان من القبول القول أن مكافحة اإلرهاب تقدم فرصة للجزائر‬.‫كبرية فيما يتعلق هبذه املنطقة األكثر تعقيدا‬
‫ فإن إدراج‬،‫حنو تأكيد نفسها كالعب رئيسي و يف الوقت نفسه فرصة للتعريف على دورها للمجتمع الدويل‬
.‫الساحل يف ظل هذه اإلسرتاتيجية الشاملة حيمل قيودا جديدة‬
.‫ مكافحة اإلرهاب‬،.‫ األمن‬،.‫ اإلسرتاتيجية األمنية اجلزائرية‬،.‫ الساحل اإلفريقي‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract:
The activity of armed groups in the Sahel region poses serious challenges
to the Algerian national security, and with the Tuareg crisis for a long time as a
constant and expected challenge due to its potential effects on Algerian lands, so
new variables are added to the group of threats in the region, such as cross-border
and transnational terrorism added to the fragility of the internal building of
countries of the Sahel and the dynamism of the transmission of threats, all of this
puts Algerian security issues very problematic in relation to this more complex
region. If it is acceptable to say that fighting terrorism offers an opportunity for
Algeria to assert itself as a major player and at the same time an opportunity to
familiarize itself with its role for the international community, then the inclusion
of the Sahel in light of this comprehensive strategy carries new and contradictory
restrictions.
Key words: African Sahel, Algerian security strategy, security, counter-terrorism.

5
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫تقوم اجلزائر برتسيخ و جتسيد مفهوم األمن الشامل كخطوة للحفاظ على استقرارها‪ ،‬حيث‬
‫مل تعد تتشكل توجهات منظومة دفاعها و أمنها الوطين ضمن املنظور العسكري البحث‪ ،‬و لكن تتداخل‬
‫فيه جمموعة أبعاد سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية و دبلوماسية‪ ،‬هذا ما أك دته افتتاحية أعداد جملة اجليش‬
‫لسنة ‪ " :2012‬إن تطوير جهاز الدفاع الوطين جلعله قادرا على محاية السيادة الوطنية و سالمة إقليمنا‪،‬‬
‫يتطلب جبهة داخلية قوية‪ ،‬متينة و موحدة و منسجمة‪ ،‬على استعداد حلماية الوطن داخليا و خارجيا من‬
‫أي هتديد من حيث أتى‪ ،‬لتشكل بذلك العالق ة بني اجليش و األمة‪ ،‬كحجر زاوية يف مسألة الدفاع الوطين‬
‫ويساهم الكل يف اجملهود الوطين الذي يفرض اإلستمرارية و التنسيق‪ ، 1"...‬خطاب يوضح مدى أمهية‬
‫اجلهاز العسكري و املنظومة الدفاعية من جهة‪ ،‬و اجلبهة الداخلية السياسية‪ ،‬اإلجتماعية و اإلقتصادية من‬
‫جهة ثانية‪ .‬بال تايل نطرح اإلشكال التايل‪ :‬ما هي اإلسرتاتيجية اليت ستتخذها اجلزائر للتكيف والتناسب‬
‫يف ظل هذه اجلهوية اإلقليمية حلل نزاعات الساحل اإلفريقي مع تصاعد شدة النزاعات وتعقد البيئة‬
‫األمنية والتواجد األجنيب ؟ لإلجابة على اإلشكالية مت صياغة الفرضية التالية‪ :‬إمكانية القول أن اجلزائر‬
‫تعتمد يف حل نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي إسرتاتيجية أمنية متكاملة ومتناسقة على املستوى اخلارجي‪،‬‬
‫تت مثل يف العمل الدبلوماسي القائم على لغة احلوار و اخليار السياسي و اجلانب التنموي كآليتني يف إجياد‬
‫تسوية لنزاعات املنطقة خاصة مبايل مع ضرورة التعاون اإلقليمي املشرتك‪.‬‬
‫تكمن أمهية هذه الدراسة يف كوهنا تعاجل قضية جيوبوليتيكية ذات بعد أمين على املستوى اإلقليمي‬
‫اإلفريقي و حىت الدويل و هي أمن منطقة الساحل اإلفريقي و التداخل العرب الوطين جملموع التهديدات اليت‬
‫تضرب املنطقة منذ ‪ 2012‬وسقوط مايل يف نزاع معقد‪ .‬قضية ألقت بتداعياهتا على البيئة اإلسرتاتيجية‬
‫اإلقليمية املعقدة و الفوضوية بضعف و هشاشة مبناها السياسي‪ ،‬اإلجتماعي واإلقتصادي‪...‬إخل‪ ،‬ضف‬
‫جملموع التفاعالت بني أطراف إقليمية ودولية‪ ،‬منظمات حكومية و غري حكومية‪ ،‬مجاعات مسلحة‪،‬‬
‫جمموعات إرهابية و أخرى متطرفة‪ ،‬واقع شكل حتديا بالنسبة للجزائر كحلقة ضمن منطقة الصحراء‬

‫‪6‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫الساحل باستجابة إقليمية و مقاربة أمنية تنموية‪ ،‬لتحاول الدراسة كشف التصور اإلسرتاتيجي األمين‬
‫للجزائر يف هذا الفضاء من القارة اإلفريقية‪.‬‬
‫تعود أسباب اختيار املوضوع إىل أمهية مسألة األمن خالل السنوات األخرية خاصة التطور الذي حلق‬
‫باملفهوم يف مجيع القطاعات و على كافة املستويات‪ ،‬ليدرج على رأس أولويات أجندة اجملتمع الدويل‬
‫ومواضيع السياسة اخلارجية‪ ،‬يف إطار جيمع بني خمتلف القطاعات دفاع‪ ،‬دبلوماسية وسياسة خارجية‬
‫الكل اإلسرتاتيجية األمنية للدولة مبختلف حجمها و قوهتا‪.‬‬
‫ليشكل يف ّ‬
‫كما حتاول الدراسة اإلرتقاء بالفكر اإلسرتاتيجي اجلزائري و فهم تصور صانع القرار يف صياغة القرارات‬
‫اليت ختص البيئة اإلسرتاتيجية على املستوى اخلارجي‪ .‬معرفة مدى حركية و فعالية اإلسرتاتيجية األمنية‬
‫اجلزائرية على مستوى براجمها و أهدافها و وسائلها يف التعامل مع املعطيات اجليوبوليتيكية بالساحل‪.‬‬
‫‪ .2‬الدور اجلزائري يف بناء أمن و استقرار الساحل اإلفريقي‬
‫يعترب الدور أحد أهم مكونات السياسة اخلارجية ‪ ،‬فهو "الوظيفة أو جمموع الوظائف الرئيسية اليت‬
‫تقوم هبا الدولة خارج حدودها خالل فرتة زمنية طويلة سعيا منها لتحقيق أهداف السياسة اخلارجية"‪.‬‬
‫وأساس نشأة و قيام الدور اإلقليمي ألية دولة هو سعيها إليه بل و صياغته يف إطار عملية واعية وفقا‬
‫للقدرات املتاحة و املوارد‪ .‬كما للدور أبعاد ترتبط بتصورات صانع السياسة اخلارجية ملركز دولته‪ ،‬دوافعها‬
‫يف السياسة الدولية و توقعات حجم التغريات اليت قد تطرأ جراء ممارسة دورها و مدى قبول البيئة اإلقليمية‬
‫هلذا الدور‪ ،‬قبول مرتبط إما باملوافقة أو املعارضة أو حىت ميكن اعتباره هتديدا ملصاحل الدائرة اإلقليمية‪،‬‬
‫بالتايل يرتبط مفهوم الدور أساسا باملمارسة الفعلية للدولة‪ ،‬تصورات صانع السياسة اخلارجية وقد تنصرف‬
‫وظيفة الدولة لتداخل جمموعة من األدوار‪ ،‬و يف هذا السياق تدخل مسألة األداء أو التنفيذ‪ ،‬مسألة ترتبط‬
‫بتخصيص املوارد املطلوبة لذلك‪ ،‬لتتحدد أهداف الدور يف أشكال متعددة إما حماولة لتغيري الوضع الراهن‬
‫يف البيئة اإلقليمية لتصنف الدولة يف هذا السياق من الدول غري القانعة ب " ‪ "statut quo‬لتلعب دورا‬
‫تدخليا نشيطا‪ ،‬كما يستهدف الدور تقدمي منوذج كقيام الدول مبحاولة تصدير منوذج مكافحة اإلرهاب‬
‫تسعى من خالله اكتساب مكانة دولية‪ ،‬أو حتاول من خالل دورها تكريس إما منوذج استخدام القوة يف‬

‫‪7‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫العالقات الدولية أو جمرد الدفاع اإلقليمي كحالة اجلزائر‪ .2‬منظري العالقات الدولية‪ ،‬املسؤولني و وسائل‬
‫اإلعالم يستخدمون مصطلحات مثل‪ :‬حمايد " ‪ ،"neutral‬معتدي "‪ ،"agressor‬وسيط "‪،"mediator‬‬
‫مناهض لإلمربيالية "‪ " anti-imperialist‬عند اإلشارة إىل الدول‪ .‬هذه األوصاف نابعة من القرارات‬
‫واإلجراءات اليت تتخذها اجلهات الفاعلة فمثال إذا ما وصفت الدولة كوسيط فهذا ألهنا تبنت سياسات‬
‫ذات صلة مبسؤوليات الوساطة دوليا أو إقليميا‪ ،‬هلذا على نطاق واسع هنج الدور هو اإلطار النظري‬
‫املكرس لدراسة السلوك باستخدام الدور يف جمال السياسة اخلارجية‪ .3‬و بناءا على هذا النهج ميكن للدول‬
‫أن تكون عرضة للعب جمموعة متنوعة من األدوار أشهرها‪ :‬داعم التحرير "‪،"liberation supporter‬‬
‫قائد إقليمي "‪ ،" regional leader‬حامي إقليمي "‪ ،" regional protector‬وسيط‪ ،‬دركي أو شرطي‬
‫املنطقة‪ ،‬صانع سالم‪ ،‬حليف‪ ،‬مكافح لإلرهاب‪ ،‬منوذج‪...‬إخل‪ .‬ومن املهم يف هذا السياق أنه جيوز لدولة‬
‫لعب عدة أدوار يف آن واحد‪ .‬وفقا هلذا‪ ،‬فإنه ليس من اخلطأ بأن توظف مفهوم الدور يف دراسة العالقات‬
‫الدولية بوصفها عرض مسرحي‪ ،‬فيه كل وحدة دولية فاعال يلعب دورا معينا أو جمموعة أدوار يف منطقة‬
‫معينة‪ ، 4‬و ذلك يرجع باألساس‪ ،‬إىل طبيعة القضايا سواء اإلقليمية أو الدولية اليت تتعاطى و تتعامل معها‬
‫الوحدة الدولية‪.‬‬
‫على هذا األساس سيتم حماولة البحث يف الدور الذي تلعبه اجلزائر كدولة حمورية يف منطقة‬
‫الساحل هبدف إرساء أمن و استقرار املنطقة‪ ،‬على الرغم من أن حماولة حتليل السلوك اخلارجي لدول العامل‬
‫الثالث سواء يف النظام الدويل أو النظم اإلقليمية التابعة هلا يعترب أمرا صعبا من جهة و دول ذات تأثريا أقل‬
‫باخلارج تتميز بنوع من الغموض عند حماولة العثور على إطار نظري مناسب لدراسة دورها اخلارجي‪.‬‬
‫إمجاال ميكن استنباط اإلسرتاتيجية اجلزائرية مبنطقة الساحل من خالل منطق عملها اخلارجي‪ ،‬يف‬
‫إطار مبدأ عدم التدخل‪ ،‬السياسة اخلارجية اجلزائرية حقيقة نابعة من إسرتاتيجية ما يعرف بالتصلب‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫هدفها األول إظهار مدى "استقاللية اجلزائر عن التبعية"‪ ،‬بعدم اخلضوع و الرضوخ لضغوط خارجية‪ ،‬من‬
‫خالل تأكيدها على عدم التدخل الذي تعتربه مساس بسيادة الدول و استقالهلا كمبدأ أساسي يف عملها‬
‫اخلارجي‪ .‬إسرتاتيجية تستند على ثوابت قانونية و دستورية من جهة إىل جانب قناعات لرتاكمات تارخيية‬
‫طويلة‪ ،‬ليعترب بذلك مبدأ عدم التدخل من بني اخلطوط املمنوع تتجاوزها‪ .‬يف سياق دور الوسيط حلل‬
‫النزاعات اإلقليمية‪ ،‬اجلزائر تتحرك وفق إسرتاتيجية املساومات ‪ ،‬اليت تنصرف إىل اآللية الدبلوماسية‪ ،‬احلوار‪،‬‬
‫التفاوض واحلل السياسي هبدف حتقيق أكرب قدر من املكاسب و الربح‪.‬‬
‫كما و أن هذه اإلسرتاتيجية نابعة من طبيعة التعامل الدويل وفق إسرتاتيجية التبين اليت تنصرف‬
‫إىل ضرورة اإللتزام باألعراف و الشرعي ة الدولية‪ ،‬تعمل مبيثاق األمم املتحدة كإطار أمثل مي ّكن اجلزائر من‬
‫التطلع حنو مسار األمن‪/‬التنمية املشرتكة‪ .‬و انطالقا من الدور الذي تسعى إليه حلل أزمات الساحل‬
‫اإلفريقي‪ ،‬تنطلق اجلزائر من إسرتاتيجية التحفيز الذايت اهلادفة إىل التأكيد على دورها اإلقليمي و أمهية‬
‫احتساهبا ضمن املعادلة السياسية اإلقليمية‪ ،‬فدبلوماسيتها النشطة يف إفريقيا عامة يف إطار قضايا األمن‬
‫والسالم والتعاون من منطلق احلوار الشامل و احلل السياسي‪ ،‬أشاد به اجملتمع الدويل يف العديد من احملافل‬
‫الدولية‪ .‬فاجلزائر ترى يف آلية التعاون اجلماعي مع خمتلف الشركاء يف ظل املتغريات العميقة ضمن حميط‬
‫مضطرب‪ ،‬أساس حنو ترسيخ مسار ملموس حلسن اجلوار‪ ، 5‬تعاون مجاعي من شأنه زرع الثقة بني خمتلف‬
‫األطراف‪ ،‬و منه حل خمتلف قضايا األمن و السلم بتقاسم األدوار و حتقيق املصلحة املشرتكة‪.‬‬
‫إن األحداث املأساوية اليت ضربت مايل بنمو الته ديد اإلرهايب و تفاقم مترد الطوارق أثار خماوف‬
‫بالنسبة ألمن واستقرار اجلزائر‪ ،‬لتتطور اسرتاتيجية األخرية بغية حتقيق نوع من التوازن جتاه عواقب هذه‬
‫التهديدات‪ .‬إسرتاتيجية تنبع من عوامل عدة تواصل جغرايف‪ ،‬ثفافة قدمية‪ ،‬روابط اقتصادية‪ ،‬تربط اجلزائر‬
‫بدول الصحراء السا حل‪ ،‬دون جتاهل خربهتا يف حماربة اإلستعمار قدميا و القضاء على اإلرهاب يف‬
‫السنوات األخرية‪ .‬التصور األمين اجلزائري حنو الصحراء الساحل يقوم أساسا على قدرات البلد نفسها‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫التعاون مع دول اجلوار و كذلك معارضة التدخل العسكري اخلارجي‪ .‬يف واقع األمر‪ ،‬تؤكد سعيها حنو‬
‫ا حلل السياسي القائم على سياسة املصاحلة الوطنية و احلوار الشامل بني أطراف النزاعات‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالدور الذي تلعبه اجلزائر يف منطقة الساحل اإلفريقي يف إطار سياستها اخلارجية‪،‬‬
‫يأخذ يف احلسبان املعايري التالية‪:‬‬
‫‪ 1.2‬دور احرتام مبدأ عدم التدخل‪:‬‬
‫متي زها باملاضي اإلستعماري‪ ،‬اجلزائر ال تريد أبدا للقوى اخلارجية التدخل يف شؤوهنا الداخلية‪ ،‬يف‬
‫املقابل‪ ،‬اجلزائر حريصة على عدم التدخل العسكري خارج حدودها‪.‬عدم التدخل كمبدأ دستوري يف بيئة‬
‫إقليمية تتصف باهلشاشة على وجه اخلصوص‪ ،‬بقوة دفع اجلماعات املسلحة اجلهادية املختلفة‪ ،‬فوضى‬
‫وشدة التعقيد‪ ،‬مذهب أو عقيدة أمنية يطرح تساؤال كثرية ألسباب خمتلفة‪ .‬عدد قليل من البلدان اليت تضع‬
‫مبادئ لسياستهم اخلارجية بطريقة واضحة و منهجية كاجلزائر‪ ،‬فمنذ استقالهلا عام ‪ ،1962‬اجلزائر تصف‬
‫"عدم التدخل" كركيزة أساسية و املادة ‪ 26‬من دساتري‪ 1989‬و ‪ 1996‬تنص على أن " متتنع اجلزائر‬
‫عن اللجوء إىل احلرب من أجل التقويض بالسيادة املشروعة وحرية الشعوب األخرى و تسعى جاهدة‬
‫لتسوية النزاعات الدولية بالوسائل السلمية "‪.‬على عكس دول أخرى تشارك يف صراعات احلدود أو بيئتها‬
‫اخلارجية اعتمادا على ظروف معينة ومصاحل خاصة‪ ،‬اجلزائر ال تشارك بأي صراع‪ ،‬موقف يطرح العديد من‬
‫املزايا يف نفس الوقت عرضة لعيوب كبرية إىل جانب تدهور الوضع األمين لدول اجلوار‪.‬‬
‫أسباب اجلزائر الصارمة بعدم التدخل معقدة‪ ،‬مرتبطة من جهة بالتجربة التارخيية للبلد و أخرى‬
‫مرتبطة بالنظر إىل مستقبل اجلزائر و ك ثريا ما يقال أن السياسة ولدت من اجتماع الذاكرة "‪"memory‬‬
‫والرغبة "‪ " desire‬و عندما حتدد الدول سياساهتا و قراراهتا يعودون إىل جتارهبم وتطلعاهتم حنو املستقبل‪.‬‬
‫هذا بالضبط‪ ،‬ما يشرح اجلمع املتجذر لعقيدة اجلزائر حول مبدأ عدم التدخل‪ ،‬فاإلرث اإلستعماري يفسر‬
‫إىل حد ك بري هذا اإلختيار و قد خرجت البالد منذ فرتة طويلة بشعور من اإلحباط والقلق و الغضب‬
‫حيث عانت و لفرتة طويلة من التدخل األجنيب لتتوعد بعدم إعادة نفس األمر لبلد آخر أو غريه من‬
‫الشعوب‪ ،‬و كداللة عن رغبتها يف محاية سيادهتا و سيادة الدول األخرى اليت تواجه التدخل اإلمربيايل أو‬
‫اإلمربيايل اجلديد انضمت إىل حركة عدم اإلحنياز "( ‪ "movement of non-aligned (MNA‬يف‬
‫أقرب وقت كان من املمكن بالنسبة إليها‪ ،‬حيث بقيت عضوا و مقتنعة بذلك وفقا مليثاقها "اإلمتناع عن‬
‫أي تدخل أو تدخل يف الشؤون الداخلية لدولة أخرى و اإلمتناع عن األفعال و التهديدات العدوانية أو‬
‫‪10‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫استخدام القوة العسكرية ضد السالمة اإلقليمية أو اإلستقالل السياسي لبلد ما و تسوية مجيع النزاعات‬
‫بالوسائل السلمية وفقا مليثاق األمم املتحدة"‪ .6‬بقيت اجلزائر مؤمنة باملبدأ و يف اآلونة األخرية مباي‬
‫‪ 2014‬تولت رئاسة احلركة و استضافت املؤمتر الوزاري ‪ 17‬للحركة‪ ،‬و خالهلا الوزير األول السابق "عبد‬
‫املالك سالل" و وزير الشؤون اخلارجية "رمطان لعمامرة" أكدا التزام بالدمها يف "‪."MNA‬‬
‫مبدأ عدم التدخل هو إلضفاء الشرعية على الدور الذي قررته اجلزائر للعبه يف الساحة الدولية‪،‬‬
‫لكن و قلّما مورس يف الواقع‪ ،‬و يف ظل بيئتها اإلقليمية وضعت يف دور احلكم " ‪ "arbitrator‬كعنصر‬
‫فاعل يطمح حنو السالم و اإلستقرار وحتقق هذا الطموح مع حلها ألزمة الرهائن ‪ ، 1979‬مبدأ عدم‬
‫التدخل الذي تتبناه اجلزائر هو تفسري يعكس الكيفية اليت تريد أن يتعامل معها‪ ،‬فهي يف وضع حساس‬
‫للغاية يف حدودها و يف حلظة أي هتديد حمتمل على سيادهتا‪.‬‬
‫‪ 2.2‬دور الوسيط و صانع سالم يف بيئة مليئة بالتحديات‬
‫اجلزائر نشطة جدا على الصعيد اخلارجي بدبلوماسيتها و وساطتها ما جيعلها يف عيون تلفت‬
‫انتباه القوى الغربية كالعب حموري "‪ " essential actor‬و شريك ضروري " ‪an indispensable‬‬
‫‪ " partner‬ال مفر منه‪ .‬مع التوترات اإلقليمية اليت وضعت املنطقة يف غليان "‪ ،" boiling‬اجلزائر الحظت‬
‫حبذر " ‪ " prudence‬و عدم ثقة "‪ " mistrust‬و انتظار " ‪ " see and wait‬و ترقب جمموع التغريات‬
‫الواقعة يف املناطق اجملاورة هلا وختوف للهندسة األمنية يف عمقها اإلسرتاتيجي‪.‬‬
‫تقليديا تعترب طرف عدائي "‪ " hostile‬ألي تدخل أجنيب و جتد نفسها اليوم يف اجلهة األمامية ‪ -‬طليعة‬
‫الدعوة للحلول السياسية التوافقية ملنع تزايد انتشار اإلضطرابات اإلقليمية و جتنب خطر فيضان‬
‫"‪ " overflow‬أو العدوى " ‪ " contagion‬وحماولة استعادة التوازن السياسي و العسكري الذي إن صح‬
‫التعبري قد دمر جراء التوترات األمنية‪.‬‬
‫يف مايل‪ ،‬اإلسرتاتيجية اجلزائرية ضد تنظيم القاعدة ببالد املغرب اإلسالمي بنيت أساسا على إرث‬
‫األزمة سنوات التسعينات‪ ،‬و تتألف من املواجهة و القتال ضد العناصر اإلرهابية األكثر تطرفا وتسلحا‬

‫‪11‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫واألشد عنفا‪ ،‬البالد و يف األزمة مبايل تسعى حنو تطبيق هذا اخلليط من املواجهة و احلوار‪ ،‬فحقيقة األمر‪،‬‬
‫اللعب املزدوج حلركة أنصار الدين قاد السلطات اجلزائرية بقبول التدخل العسكري الفرنسي جانفي‬
‫‪ .2013‬و قبل اندالع عملية " ‪ " serval‬كانت اجلزائر تتابع بقلق عدم اإلستقرار يف مشال مايل لثالث‬
‫أسباب على األقل‪ ،‬أوال و قبل كل شيء‪ ،‬واجهت البالد اإلرهاب العنيف خالل العشرية السوداء سنوات‬
‫‪ 90‬و كلفها خسائر بشرية‪ ،‬مث أن تنظيم القاعدة ببالد املغرب اإلسالمي عرفت جذورها يف اجلزائر‬
‫وقامت بالعديد من اهلجمات‪ ،‬و أخريا املصاحل اجلزائرية بالساحل حمل أهداف اجلماعات اإلرهابية حيث‬
‫استهدفت القنصلية اجلزائرية من قبل حركة ‪ MUJAO‬باحتجاز ‪ 7‬دبلوماسيني كرهائن مبا يف ذلك‬
‫القنصل و يف ‪ 01‬سبتمرب ‪ 2012‬أعدم نائب القنصل ‪ ،‬وضع مقلق مل يدفع احلكومة اجلزائرية للدفاع عن‬
‫حل عسكري و تفضل طريق احلوار و تريد التوصل حلل سياسي‪ .‬ففي نوفمرب ‪ 2012‬صرح وزير اخلارجية‬
‫مراد مدلسي األسبق قائال‪" :‬احلرب هلا قواعدها اخلاصة‪ ،‬أهدافها ووسائلها‪ ،‬النتيجة ستكون تعزيز وانتشار‬
‫األعمال العدائية على املدى الطويل‪ ،‬لذا حنن ال نريد احلرب يف جوارنا املباشر و يتوجب أن نقدم كل‬
‫الفرص للحل السياسي فهو وحده ميكن أن يضمن وجود مايل و وجود مؤسساهتا و وجود مجيع أراضيها‪،‬‬
‫بالتايل اخليار العسكري ال يضمن أي شيء"‪ ، 7‬خطاب‪ ،‬نلتمس فيه شدة خطورة البعد العسكري‪ ،‬هلذا‬
‫تنادي اجلزائر مرارا و تكرارا باحللول السلمية التوافقية ملختلف املشاكل‪.‬‬
‫يكمن و يتجسد اخلطر كما سبق الذكر‪ ،‬يف وجود مجاعات مسلحة إرهابية كتنظيم القاعدة‬
‫ببالد املغرب اإلسالمي وعالقاهتا مع جمموعات مسلحة متطرفة جهادية‪ ،‬خطر مشاركة الطوارق اجلزائريني‬
‫و إقامة عالقات قوية مع تلك يف مشال مايل و خماطر تسلل و تفعيل أو تنشيط خاليا نائمة على اجلانب‬
‫اآلخر من احلدود‪ ،‬إضافة للصراع اللييب وتأثرياته على املنطقة‪ ،‬عبارة عن ثالث أسباب جعلت الصحراء ‪-‬‬
‫الساحل اآلن قضية أمن قومي جزائري‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫هلذا حل النزاع املايل مثل أولوية قصوى‪ ،‬من خالل احلوار‪ ،‬املفاوضات والتسوية‪ ، 8‬كعناصر مهمة يف‬
‫عملية السالم و اإلستقرار و أي خروج عن املسار الدبلوماسي سيؤدي إىل حدوث انعكاسات سلبية‬
‫إلجياد حلول هنائية للنزاع تفاقم من شدة الوضع األمين املعقد‪.‬‬
‫يف هذا الصدد‪ ،‬أطلقت اجلزائر يف جانفي ‪ 2014‬حوار مايل شامل* يف حماولة إلجياد حل سلمي للنزاع‬
‫الذي يؤثر على البالد و الصحراء ‪-‬الساحل ككل‪ .‬مجع احلوار على طاولة واحدة العديد من فرقاء دولة‬
‫مايل‪ 5 ،‬حكومات (بوركينافاسو‪ ،‬تشاد‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬نيجر و مايل)‪ 5 ،‬منظمات متعددة األطراف (اإلحتاد‬
‫اإلفريقي‪ ،‬األمم املتحدة‪ ،‬اإلحتاد األورويب‪ ،‬منظمة التعاون اإلسالمي و ‪ ) CEDEA‬وبالرغم من التقدم‬
‫املتفاوت يف خالل ‪ 16‬شهرا‪ ،‬عزمية اجلزائر توصلت إىل أن هذه العملية على األقل ليست ضعيفة يف‬
‫جانبها لكن اهلجمات ال تزال مستمرة رغم ذلك ومدينة غاو بالشمال ال تزال اهلدف هلجمات‬
‫اجملموعات اإلرهابية اليت ال تزال طليقة‪.9‬‬
‫ألقت اجلزائر بوزهنا و ثقلها الدبلوماسي للتوقيع على اتفاق مع املتمردين الطوارق الذين ترددوا إىل غاية‬
‫جوان ‪ ،2015‬قائلني‪ " :‬بأن ه اتفاق كان أقل بكثري من مطالبهم " ‪ ،‬و هنا كرست الدبلوماسية اجلزائرية‬
‫نفسها للعب دور الوسط احلاسم ووضعت اإلتفاقية يف إطار إسرتاتيجية شاملة لتسوية األزمة نظرا ألن كال‬
‫الطرفني أي حكومة مايل و حركة األزواد ذو إدراك على ضرورة حماولة اإلتفاق بدون شروط احلكم الذايت‬
‫واإلستقالل‪ ،‬و هي املطالب الرئيسية للمجموعات لتبقى من القضايا العالقة و السبب الرئيسي للعنف‬
‫وعدم اإلستقرار مبايل‪ ،‬ضف إىل املشاكل اإلقتصادية و اإلجتماعية اليت يعاين منها سكان الشمال من‬
‫فساد‪ ،‬حكم ضعيف‪ ،‬مشكل إشراك مجيع الطبقات اإلجتماعية‪ ،‬التطرف‪ ،‬اإلجتار غري املشروع‪ ،‬القصور‬
‫البنيوي للجيش‪ ،‬النفوذ اإليديولوجي للجماعات األكثر تطرفا‪...‬إخل‪ ، 10‬عقبات حتول دون عودة السالم‬

‫‪13‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫و اإلستقرار بشمال مايل خصوصا و أن التوازن اإلقليمي السياسي واألمين يبقى مضطربا و متقلبا‬
‫"‪ " volatif‬يف ليبيا والنيجر‪...‬إخل‪.‬‬
‫رغم الوضع املتدهور‪ ،‬تشارك اجلزائر يف صراع عنيف ينزف مبنطقة الصحراء ‪ -‬الساحل شرقها‬
‫وغرهبا (ليبيا ومايل) حيث تواصل تعزيز احلوار والتعريف بتحفظها على التدخل العسكري األجنيب اجلديد‪.‬‬
‫دخول اجلزائر يف أي مفاوضات و لعب دور الوسيط يكون مشروطا مسبقا‪ ،‬ففي امللف املايل‬
‫كحالة‪ ،‬دخوهلا مع أنصار الدين و ‪ MNLA‬يف مفاوضات‪ ،‬تطلب إقناع األطراف أوال و قبل كل شيء‬
‫التخلي هنائيا عن فكرة اإلستقالل و اإلنفصال و احلكم الذايت و عدم إدراج بعض املطالب على الطاولة‬
‫وإعادة اإلرتباط مع حكومة مايل يف الشمال‪ ،‬وعند استيفاء هذه الشروط أعلنت اجلزائر استعدادها‬
‫للتدخ ل كوسيط لدعم حكومة مايل وتقاسم املعلومة األمنية‪ ،‬املوارد املالية‪ ،‬تدريب اجلنود‪...‬إخل‪،11‬‬
‫بالنظر إىل هذه الشروطـ‪ ،‬نالحظ مدى أمهية السالمة و الوحدة اإلقليمية بالنسبة للجزائر اليت تضعها يف‬
‫رأس أولوياهتا‪ ،‬حيث ترى فيها سيادة الدولة على أراضيها و أي رضوخ أيا كان نوعه حنو اإلنقسام‪،‬‬
‫سيؤدي إىل التفكك‪.‬‬
‫إن جهود الوساطة اجلزائرية يف النزاعات بني الطوارق و السلطة املركزية سواء بالنيجر أو مايل‪،‬‬
‫ال يدخل ضمن منطق املصاحل أو الرغبات أو األهداف اخلاصة أو اهليمنة اإلقليمية‪ ،‬كما عرب عنه بعض‬
‫احملللني للسياسة اجلزائرية بالساحل‪ ،‬بالرتكيز على خطابات و تصرحيات قادة الساحل على دور اجلزائر يف‬
‫إدارة أزمات هذه املنطقة‪ ،‬خصوصا الرئيس املايل األسبق " ‪ " Amadou Toumani‬حيث صرح قائال‬
‫"اجلزائر دائما قد حتملت مسؤولية الوساطة بالنظر إىل موقعها ليس كصاحب مصلحة و لكن كناشط يريد‬
‫حل نزاعات املنطقة"‪ .‬إ ن حسن نية اجلزائر أشاد به كل أطراف النزاع املايل على الرغم من أن عناصر‬
‫‪ MNLA‬حاولوا أحيانا وضع حماولة إشراك قوى أجنبية يف منطقة الساحل يف جهود الوساطة مع‬
‫السلطات املالية‪ .‬لكن اجملموعة الدولية تشيد يف ثقتها بالوساطة و الدبلوماسية اجلزائرية‪ ،‬نزاهتها وبصريهتا‬

‫‪14‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫اليت أثبتتها يف املمارسة العملية‪ ، 12‬وساطة استطاعت مجع الفرقاء املاليني على طاولة واحدة و توقيع‬
‫اإلتفاق الشامل بعد حوار جلوالت عدة‪ ،‬ألقت فيه اجلزائر ثقلها حلل هنائي توافقي‪.‬‬
‫‪ 3,2‬دور الشريك و احلليف يف مكافحة اإلرهاب (تصدير منوذج)‬
‫جتربتها يف مكافحة اإلرهاب شكل مقاربة و هنج الدولة اجلزائرية يف حتقيق استقرارها النسيب‪،‬‬
‫وأصبحت بذلك حليفا مهما للواليات املتحدة األمريكية و عدد من دول اإلحتاد األورويب كفرنسا يف جمال‬
‫مكافحة اجلماعات املسلحة اإلرهابية منذ بديات ‪ ، 2000‬و نذكر يف هذا اجملال أمثلة عن التعاون األمين‬
‫كمبادرة عموم الساحل ‪ ،2002‬برنامج ‪ ، TSCTP 2005‬التعاون و التنسيق مع ‪،AFRICOM‬‬
‫كما شاركت يف عدة مبادرات إقليمية رئيسية ملكافحة اإلرهاب مثل ‪.CEMOC‬‬
‫‪Joint‬‬ ‫كما جتسد هذا الدور من خالل إطالق الواليات األمريكية و اجلزائر حوار عسكري مشرتك "‬
‫‪ " Military Dialogue‬منذ عام ‪ ،2005‬لتشجيع تبادل املعلومات‪ ،‬التدريب و املناورات املشرتكة‪،‬‬
‫ضف أن اجلزائر واحدة من البلدان العشرة املشاركة يف الشراكة األمريكية يف برنامج مكافحة اإلرهاب‬
‫العابرة للصحراء الكربى " ‪ ، "TSCTP‬املبادرة اهلادفة لتحسني القدرات اإلقليمية للحكومات و التنسيق‬
‫ملواجهة التطرف الع نيف‪ ،‬لكن الطرفني يفضالن األنشطة الثنائية الذين يرى فيهما أمهية إقليمية أكثر‬
‫كإطار للتعاون‪.‬‬
‫عضو مؤسس للمنتدى العاملي ملكافحة اإلرهاب الذي بدأ بسبتمرب ‪ 2011‬يف نيويورك و استضافت‬
‫اجلزائر يف هذا الصدد عام ‪ 2013‬عقد اجتماع دويل هلدف حتديد إسرتاتيجيات و برامج مكافحة توسع‬
‫تنظيم القاعدة ببالد املغرب اإلسالمي و الفروع التابعة هلا العاملة بالساحل و املغرب العريب‪ ،‬ضف أهنا‬
‫العملية اليت‬
‫تشكل مقرا للمركز اإلفريقي للدراسات والبحوث حول اإلرهاب‪ ، 13‬لنالحظ بذلك اجلهود ّ‬
‫تبذهلا اجلزائر يف سبيل حتقيق اإلستقرار اإلقليمي وحماولة القضاء على اإلرهاب‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫‪ 4 ,2‬دور صانع التكامل و التنسيق اإلقليمي‬
‫يف هذا الشأن‪ ،‬مواجهة للتحوالت اإلقليمية يف ظل التهديدات عرب الوطنية يقتضي األخذ يف‬
‫احلسبان احمليطني اإلقليمي و الدويل و إقامة عالقات تعاون عسكري وعمليايت على خمتلف املستويات‬
‫واملسامهة يف كافة األعم ال واملبادرات الثنائية أو املتعددة األطراف الرامية إىل املساعدة على استتباب األمن‬
‫و اإلستقرار حمليا و إقليميا وعامليا‪ ،14"...‬ليصبح التكامل اإلقليمي كعنصر مهم يف حتقيق األمن على‬
‫الصعيد الدويل و حىت العاملي‪ ،‬باعتبار أن التهديدات األمنية اليوم‪ ،‬أصبحت عرب وطنية ال تتوقف عند‬
‫حدود الدولة بل تتجاوزها لتخرتق دوال أخرى بفعل اإلنتشار والعدوى‪.‬‬
‫لتعزز اجلزائر أطر التعاون األمين اإلقليمي باستضافتها اثنني من املبادرات العملياتية‪ ،‬األوىل تتمثل يف وحدة‬
‫تبادل املعلومات اإلستخباراتية اليت أنشأت عام ‪ 2010‬مقرها "متنراست" باجلزائر " ‪Unit for fusion‬‬
‫)‪ " and liaison, an intelligence-sharing club (UFLISC‬تضم اجلزائر‪ ،‬مايل‪ ،‬موريتانيا‪،‬‬
‫النيجر‪ ،‬بوركينافاسو‪ ،‬ليبيا و تشاد‪ ،‬و يتم رئاستها بصورة دورية‪ ،‬تأخذ أولوية الرتتيب األجبدي حسب‬
‫حروف الدول‪ ،‬تعترب آلية ملكافحة اإلرهاب و أشكال اجلرمية املنظمة‪.‬‬
‫الثانية‪ ،‬جلنة األركان العملياتية املشرتكة " ‪ " CEMOC‬اليت أنشأت يف ‪ 21‬أفريل ‪ 2010‬و مقرها‬
‫متنراست يف الصحراء اجلزائرية تضم مايل‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬النيجر و اجلزائر كمنسق و قائد يف مهمة ملكافحة‬
‫اإلرهاب عرب الوطين ميدانيا مبنطقة الساحل اإلفريقي‪ . 15‬جلنة جتتمع بصفة دورية كل ستة أشهر‪ ،‬لتعقد‬
‫يوم ‪ 16‬سبتمرب ‪ ، 2015‬اجتماع عادي بتمنراست برئاسة نائب وزير الدفاع رئيس أركان اجليش الوطين‬
‫الشعيب األسبق "أمحد قايد صاحل " و يؤكد على ضرورة التنسيق اإلقليمي باعتماد آلية تعاون بني األعضاء‬
‫ملكافحة اإلرهاب من جهة‪ ،‬و اإلستفادة من اخلربة امل كتسبة للجزائر يف مكافحة اإلرهاب من جهة ثانية‪،‬‬
‫و شدد على ضرورة تصرف بلدان اجلوار ضمن "دينامية مجاعية" و تضافر اجلهود‪ .‬و يف اإلجتماع شدد‬
‫على اجملال اإلقتصادي و اإلجتماعي و املعلومايت لإلستقرار‪ ،‬كما أكد على أن تعزيز اجلزائر لتأمني‬

‫‪16‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫حدودها كان له الدور البارز يف استقرار املنطقة "األثر اإلجيايب" لتضيق بذلك على دائرة التهديدات و‬
‫تدفق السالح‪ ،‬ما انعكس إجيابا على أمن الساحل اإلفريقي‪.‬‬
‫و قياسا على خطورة الوضع يف الساحل و املخاطر اليت ميكن انتشارها بامتدادها على األمن و‬
‫اإلستقرار الوطين‪ ،‬مبواصلة اجلزائر مكافحة اإلره اب القائم‪ ،‬قد بدأت يف وضع و تنفيذ مع شركائها من‬
‫املنطقة اسرتاتيجية مشرتكة تقوم على أساس التشاور و التعاون بني خمتلف األجهزة األمنية و العسكرية‪.‬‬
‫فعلى املستوى الثنائي‪ ،‬أعادت اجلزائر تنشيط اهليئة احلدودية مع النيجر (جلنة احلدود) لضمان أمننة املنطقة‬
‫احلدودية و التكامل بني األجهزة األمنية للدولتني يف إطار آلية التعاون اليت أنشأت مبوجب بروتوكول‬
‫اإلتفاق املوقع باجلزائر يف ‪ 30‬أكتوبر ‪ . 1997‬أيضا أعادت تنشيط أعمال اللجنة اجلزائرية املالية اليت‬
‫أنشأت يف مارس ‪ ، 2014‬و اليت توجت باتفاق التعاون من أجل الدفاع و األمن‪ ،‬كما استضافت اجلزائر‬
‫بأفريل ‪ 2014‬الدورة الثانية للجنة الثنائية اإلسرتاتيجية اجلزائرية املالية حول الوضع بشمال مايل و ضمت‬
‫كل من مايل‪ ،‬النيجر و موريتانيا و بوركينافاسو‪.16‬‬
‫‪ 5 ,2‬دور التنمية‪ :‬تقوم املقاربة التنموية اجلزائرية مبنطقة الساحل اإلفريقي‪ ،‬انطالقا من العالقة الطردية‬
‫جل أعماهلا و أجندهتا من أجل حتقيق استقرار‬
‫بني متغريي األمن و التنمية اليت تعتمدها اجلزائر وتتبناها يف ّ‬
‫و سلم املنطقة‪ ،‬لتقدم اجلزائر هنجها على املستوى اإلفريقي و تؤسس بذلك عالقة وثيقة بني األمن‬
‫والتنمية و تالقي ترحيبا كبريا‪ ،‬و الدليل تبنيها من طرف اإلحتاد اإلفريقي يف أوت ‪ 2014‬لتسمى "‬
‫بإسرتاتيجية اإلحتاد اإلفريقي اخلاصة بالساحل" ‪ .‬مبادرة هادفة إىل حتمل الدول مسؤولياهتا واحلد من‬
‫التدخل األجنيب يف شؤوهنا الداخلية‪ ،‬كما تدعو إىل‪ " :‬املسامهة يف التفكري و التحليل من أجل تفعيل‬
‫املشاريع التنموية " بدعم أكثر ف رص اإلدماج اإلجتماعي و املهين لكل فئات اجملتمع و منه القضاء على‬
‫التهميش و احلرمان و جتنيد األموال و استغالهلا يف متويل التعليم‪ .‬كما تدعو اإلسرتاتيجية إىل التطبيق‬
‫الفعلي ملبادرة " اجلدار األخضر الكبري اخلاص بالساحل الصحراوي لسنة ‪ ،" 2007‬اهلادف إىل مكافحة‬
‫ال تصحر و آثاره البيئية‪ ،‬اإلقتصادية و اإلجتماعية‪ .‬لتنظم اجلزائر ملتقى معنون حتت " التنمية يف الساحل‬

‫‪17‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫و مايل " ‪ ،‬تواصلت أعماله يف ‪ 3‬ديسمرب ‪ ، 2015‬يعزز اإلسرتاتيجية اإلفريقية اخلاصة بالساحل املرتكزة‬
‫على ‪ 03‬حماور‪ :‬احلكامة‪ ،‬التنمية واألمن‪ .‬ملتقى نظمته وزارة اخلارجية اجلزائرية مناصفة مع اإلحتاد‬
‫اإلفريقي‪ ،‬لتعزيز أكثر تنفيذ منهج املقاربة اجلزائرية الشاملة املتعلقة باألمن و احلكم الراشد والتنمية‪ ،‬ثالثية‬
‫تبناها جملس السلم و األمن اإلفريقي يف دورته ‪ 449‬املنعقدة يف ‪ 11‬أوت ‪ .2014‬إسرتاتيجية يف سلم‬
‫أولوياهتا " دعم التعاون بني دول اجلوار ال سيما اجلزائر اليت تغطي مقاربة شاملة أساسها مشاريع التنمية‬
‫واإلدماج اإلجتماعي‪ ،‬و خلص امللتقى إىل جمموعة من التوصيات‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫ضرورة خلق انسجام بني هياكل اإلحتاد اإلفريقي و املنظمات و اهليئات اإلقليمية و الدولية من أجل حتقيق‬
‫تعاون فعال كفيل بتجسي د املبادرات التنموية اإلطالع على جممل إسرتاتيجيات دول الساحل و كذا آليات‬
‫التنسيق على تنفيذها‪ ،‬ضرورة إعداد حوصلة لكل األفكار اليت مت طرحها خالل الورشات ليتم عرضها‬
‫على املشاركني كمسودة للتقرير النهائي و الذي سيتم إعداده يف وقت الحق بعد إضافة كل مالحظات‬
‫املشاركني‪ ،‬حتمل دول الساحل مسؤولياهتا و حتديد األعمال اليت جيب على شركائها القيام هبا و احلد من‬
‫التدخل األجنيب يف الشؤون الداخلية لدول الساحل‪.17‬‬
‫لتتحرك اجلزائر وفق املنظور الواسع لألمن الذي يشمل مجيع القطاعات‪ :‬سياسية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬
‫اقتصادية تنموية‪...‬إخل‪ ،‬و تعمل وف ق مسار التعاون اإلقليمي املشرتك الكفيل بتحقيق مصلحة اجلماعة‪.‬‬
‫و قبل كل هذا‪ ،‬اجلزائر تعترب بالفعل " حمركا للعمل اإلفريقي املشرتك "‪ ،‬من خالل مسامهتها يف‬
‫التأسيس ملبادرة الشراكة اجلديدة من أجل التنمية يف إفريقيا "نيباد" كأحد أهم الرهانات القارية‪ ،‬اليت‬
‫هتدف إىل وضع خارطة طريق لبناء إفريقيا بديال لتسوية مشاكل القارة املرتاكمة"‪.‬‬
‫موضوع التنمية أخذ حيزا كبريا يف هنج أعمال اجلزائر‪ ،‬ليشكل بذلك طرحا معمقا يعزز من ورائه سبل‬
‫مواجهة جل التحديات األمنية و كذا التنموية يف إفريقيا عامة‪.‬‬
‫لتمضي اجلزائر يف مشروعها التنموي املعزز بآلية التعاون اإلقليمي ملواجهة التحديات التنموية املتصلة‬
‫باألمن الغذائي الذي يعرف تزايدا كبريا يف السنوات األخرية خاصة بالساحل اإلفريقي‪ ،‬بإشراكها البحث‬
‫العلمي يف املسألة من خالل خمرب التكامل اإلقتصادي و اإلجتماعي اإلفريقي الذي حتتضنه جامعة أدرار‬

‫‪18‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫كدليل واضح للرؤية اإلستشرافية باشتماله على مجلة من اجملاالت املعرفية و امليدانية على غرار األمن‬
‫الغذائي‪ ،‬التنمية‪ ،‬اإلقتصاد‪ ،‬التكامل الصناعي واللوجيستيكي‪ ،‬املتطلبات القانونية لتحسني التكامل‪ .‬ليربز‬
‫عنصر البحث العلمي ضمن اجلهود الرامية حنو إجياد حلول مشاكل القارة عامة خصوصا أمام التداعيات‬
‫السلبية اليت تشهدها منطقة الصحراء – الساحل‪ ، 18‬عنصر مل تتجاهله اجلزائر‪ ،‬ترى فيه داعما حللول‬
‫نزاع املنطقة‪ ،‬فاإلستفادة من الكفاءات العلمية من خرباء أمنيني و باحثني يف خمتلف التخصصات‪ ،‬من‬
‫شأنه دفع عجلة استسباب األمن من خالل اإلستفادة من اقرتاحاهتم‪ ،‬تصوراهتم وتوصيايهم املدرجة‪ ،‬من‬
‫خالل مثال املنتديات اليت تعقد بصفة دورية أو إسهاماهتم يف خمابر البحث‪...‬إخل‪.‬‬
‫التعاون و مشاريع التنمية اإلقليمية ‪ :‬ما ميكن أخذه عن أقاليم منطقة الساحل اإلفريقي‪ ،‬أهنا‬
‫أقاليم مل تأخذ بعني اإلعتبار اخلصائص اإلجتماعية و مل تتوافق يف غالب األحيان مع السمات الطبيعية‬
‫للمنطقة‪ ،‬ليلقي بذلك الواقع املكاين تأثريه على املناخ اجملتمعي لسكان املنطقة‪ .‬رغم ذلك جاءت التنمية‬
‫كأساس للتعاون بني الدول بغية حتويل احلدود إىل مناطق للعيش و إضفاء اجلانب اخلدمايت للسكان‪.‬‬
‫أ‪ /‬ليمثل مشروع الطريق العابر للصحراء أحد مشاريع التكامل اإلقليمي‪ ،‬كوسيلة نقل و عبور بني اجلزائر‬
‫وجنوب إفريقيا ضف ألنبوب النفط النيجريي إىل أوروبا عرب اجلزائر‪ .‬من إجيابيات املشروع‪ ،‬زيادة نسبة‬
‫املبادالت التجارية بني البلدان‪ ،‬حتسني الظروف املعيشية لشعوب املنطقة‪ ،‬كسر العزلة عن املناطق‬
‫الصحراوية و تطوير املبادالت الثقافية‪ .‬بالتايل مشروع هيكلي غرضه حتقيق التنمية واألمن بالساحل‪.‬‬
‫أنفقت اجلزائر مبلغ ‪ 2‬مليار أورو أي ما يعادل ‪ 212‬مليار دينار جزائري‪ ،‬و جنحت حلد اآلن‬
‫يف إجناز نسبة ‪ % 95‬منه‪ ،‬حيث أجنزت نصيبها املتمثل يف ‪ 3400‬كلم بإجناز املقطعني املتعلقني بالنيجر‬
‫وتونس على امتداد ‪ 2400‬كلم و ‪ 29‬كلم على التوايل‪ ،‬ليبقى اجلزء من مايل معطال بسبب األوضاع‬
‫األمنية املتدهورة بعدما أجنزت اجلزائر ‪ % 50‬من األشغال على مسافة بلغت ‪ 200‬كلم اليت تربط بني‬
‫املناطق متنراست‪ ،‬نيمياوين وتيزاواتني‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫ب‪ /‬مشاريع نقل كا بل األلياف البصرية و أنابيب البرتول والغاز‪ :‬حيث تربط هذه املشاريع بني نيجرييا‬
‫واجلزائر مرورا بالنيجر ومايل استنادا إىل طرق الصحراء اليت متر عربها أنابيب نقل الغاز والبرتول‪ ،‬حيث‬
‫تفرض عليها رسوم توجه لتنمية تلك املناطق احلدودية‪ .‬ضف إىل مباشرة اجلزائر ومند فرتة متويل عمليات‬
‫حفر أبار املياه وكذا مراكز التكوين اإلحرتايف واملراكز الصحية خصوصا يف مشال مايل والنيجر وتشاد‪.19‬‬
‫كما فتحت اجلزائر ّأول معرب حدودي مع موريتانيا سنة ‪ 2018‬يهدف إىل ضمان تنقل‬
‫األشخاص والبضائع وكذا تعزيز املراقبة األمنية للحدود بني البلدين و م نه مكافحة كل أشكال التهريب‪.‬‬
‫معرب يبعد ‪ 75‬كلم عن مدينة تندوف اجلزائرية و الزويرات املوريتانية‪ ،‬معرب من شأنه خلق فرص تنموية بني‬
‫الطرفني وفك العزلة عن املناطق املهمشة‪.20‬‬
‫إن التوجه اجلزائري املهتم باجلانب التنموي ما هو إال إدراك منها و من خالل جتربتها يف مكافحة‬
‫اإلرهاب أن عوامل الفقر و تدين املستوى املعيشي أحد احلركيات املسببة‪ ،‬املنتجة و املغذية للعنف‬
‫والالأمن‪ ،‬لذا تشدد و بشكل ضروري تطوير مقاربات اقتصادية إقليمية قائمة على التعاون بغية احلد من‬
‫ظاهرة التطرف من خالل مراعاة اجلانب اإلنساين بإقامة مشاريع تنموية تولد اإلطار اخلدمايت بالتايل‬
‫ضمان اإلستقرار و هو األمر الذي تلح عليه اجلزائر كبديل فعال عن النهج العسكري الذي يف نظرها ما‬
‫هو إال تصعيد للنزاعات‪.‬‬
‫‪ .3‬خامتة‪:‬‬
‫تشري اإلسرتاتيجية اجلزائرية يف جزء كبري منها إىل تاريخ اإلستقالل عام ‪ ،1962‬اختيارهتا مرتبطة‬
‫دوما مع املاضي اإلستعماري‪ ،‬حافظت إىل يومنا هذا على رفض أي تدخل أجنيب‪ ،‬ضد أي شكل من‬
‫أشكال احلصار سياسي‪ ،‬عسكري أو اقتصادي‪ ,‬رافضة ألي تواجد أجنيب يهدد السالمة والوحدة الوطنية‬
‫للدول‪ ،‬هذا ما يرتجم من خالل العالقات بني فرنسا و تفاعلها مع دول غرب إفريقيا الذي ترى فيه‬
‫"استعمار جديد' ما يهدد مصاحلها وتطلعاهتا يف منطقة تشكل عمقها اإلسرتاتيجي‪ ,‬إن اإلسرتاتيجيون‬
‫اجلزائريون ميثلون بالدهم كقوة إقليمية‪ ،‬حامي لدول اجلوار و ال تعرتض إلنشاء تعاون مع الدول مع‬

‫‪20‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫احلفاظ على بعض ردود الفعل "املناهضة لإلمربيالية"‪ ،‬فالدبلوماسي ة اجلزائرية تدمج يف قراءهتا للوضع يف‬
‫الساحل التهديدات األمنية باألنشطة اإلرهابية‪ ،‬األقلمة و التدويل‪ ،‬هذا ما يؤدي إىل تطوير دبلوماسية‬
‫الشراكة يف إطار ثنائي أو متعدد األطراف‪.21‬‬
‫تظل اجلزائر إن صح التعبري بني واقعني‪ ،‬من ناحية ال تزال مؤمنة و صارمة مببدأ عدم التدخل‬
‫املوروث عن الثورة التحريرية‪ ،‬و من ناحية أخرى‪ ،‬تواجه زيادة و تضاعف للتهديدات اخلارجية وسط‬
‫ضغط دويل حنو التدخل خارج احلدود‪ ،‬ليبقى السؤال مطروحا‪ :‬ما هي الديناميكية اليت ستتبعها يف ظل‬
‫هذه البيئة املعقدة الفوضوية؟ هل اإلبقاء على خيار إمكانية إجياد حلول تفاوضية توافقية بني خمتلف‬
‫اجلهات والقرار الثابت بشأن عدم التدخل العسكري؟‬
‫يظل منطق العمل اجلزائري حل ّد اآلن سواء على الصعيد الداخلي أو اخلارجي هو األرشد‬ ‫ّ‬
‫واألعقل من بني كل احللول و املبادرات سواء اإلقليمية أو لدول امليدان أو الدولية للقوى الغربية‪ ،‬حبيث‬
‫أن اإل سرتاتيجية األمنية اجلزائرية من املنظور الدفاعي و مقوماهتا القائمة على اخلربة يف مكافحة اإلرهاب‬
‫يف سياق مبدأ املصاحلة الوطنية و الوئام املدين‪ ،‬من أهم املرتكزات حلل النزاعات و األزمات الداخلية‪ ،‬من‬
‫خالل إبعاد املنطق العسكري األمين الكلّي البحث‪ ،‬و اعتماد هنج تنموي‪ ،‬سلمي حواري‪ ،‬ألن اجلزائر‬
‫مدركة متام اإلدراك أ ّن القوة العسكرية هي تصعيد للنزاع و أ ّن اهلدف األول تأمني التماسك اإلجتماعي‬
‫والسالمة اإلقليمية جتنبا ألي انزالقات تؤدي حنو اإلنفصال و اإلنقسام‪ ،‬و حدوث ذلك يعين انفصال‬
‫لوحدات منطقة الصحراء الساحل كنتيجة حتمية‪.‬‬
‫يف رأيها‪ ،‬سوى حل سياسي ميكن أن مينع تفادي انعدام أمن مزمن الذي من شأنه إثارة رد فعل‬
‫أجنيب‪ ،‬و تعمل بدروس إسرتاتيجيتها ملكافحة اإلرهاب حيث أن "األمن العسكري الشامل ال يعمل وإمنا‬
‫يعزز العنف أما بالنسبة "ألي حوار فإنه يعمل على إضعاف هذه العناصر اإلرهابية‪.‬‬
‫لذلك تعتزم الدبلوماسية اجلزائرية حبل خملص للمفاوضات اخلارجية حتت رعاية األمم املتحدة‪،‬‬
‫خطوة تؤكد وراءها رجوعها املؤكد يف السياق اإلقليمي لتلعب دورا جديدا ذو أمهية كبرية من خالل تأثري‬

‫‪21‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫دبلوماسي و حلول سياسية مرضية ألطراف النزاعات‪ ،‬و ما هو مسلم به على حنو متزايد من جانب‬
‫القوى الغربية أهنا وسيط ال غىن عنه و الراعي الرئيسي لألمن اإلقليمي‪.‬‬
‫مل حتاول اجلزائر فرض أي هيمنة على املنطقة‪ ،‬رغم موقعها اجلغرايف و إمكانياهتا العسكرية‬
‫ومواردها املالية ورغم لعبها دور التأثري و القائد واملتدخل و القوة اإلقليمية‪ .‬إن اإلسرتاتيجية اجلزائرية يف‬
‫ضوء املشاكل اهليكلية والصدمات السياسية و األمنية بالساحل اإلفريقي ليست بصمة ضرورية براغماتية‬
‫لكن استجابة العتبارات أخالقية جتاه الدول و احلس التضامين جتاه شعوهبا‪ ،‬قوام هذه اإلسرتاتيجية ولد‬
‫يف إطار جتربة اإلستعمار و استعادة سيادهتا بعد حرب حترير و من خالل مرونتها جتاه األشكال املتعددة‬
‫للتدخل يف شؤوهنا الداخلية‪ .‬ميزة الدبلوماسية اجلزائرية هو ميلها حنو التوفيق بني املصاحل الوطنية مع‬
‫استقرار بلدان اجلوار‪ ،‬ليعترب بذلك اجلزائر بلد مصدر لإلستقرار‪ ، 22‬تؤمن بضرورة العمل اجلماعي املشرتك‪،‬‬
‫الذي حيقق مصاحل اجلماعة ككل‪ ،‬لرتى يف األمن اإلقليمي ضرورة جيب العمل هبا‪ ،‬رافضة فصل ما حيدث‬
‫كية وسرعة‬‫يف دولة عن حميط دول اجلوار‪ ،‬أل ّن له تأثري سواء مباشر أو غري مباشر على األخرية بفعل حر ّ‬
‫انتقال التهديدات العرب الوطنية‪.‬‬
‫ت‪23‬تتبع‬
‫‪ . 4‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫باللغة العربية‬
‫الكتب‬
‫‪-‬عبد هللا باحلبيب‪ ،‬السياسة اخلارجية اجلزائرية يف ظل األزمة‪( ، 1997- 1992 :‬دار الراية للنشر و التوزيع‪.)2012 ،‬‬
‫‪ -‬حممد بوبوش‪ ،‬األمن يف منطقة الساحل و الصحراء‪ ،‬ط‪( 1‬األردن‪ :‬عمان‪ ،‬دار اخلليج للصحافة والنشر‪.)2015 ،‬‬
‫اجملالت‬
‫‪ -‬نور الدين دخان و عيدون احلامدي‪" ،‬مسار تأمني احل دود اجلزائرية ‪ :‬بني اإلدارة األحادية والصيغ التعاونية اإلقليمية"‪،‬‬
‫جملة دفاتر السياسة و القانون‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬جامعة حممد بوضياف املسيلة( اجلزائر)‪ ،‬جانفي ‪.2016‬‬

‫‪22‬‬
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫‪" -‬اإلجتماع العادي لتعزيز التعاون جمللس رؤساء أركان األعضاء يف جلنة األركان العملياتية املشرتكة"‪ ،‬جملة اجليش‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،627‬أكتوبر ‪.2015‬‬
‫‪ -‬حتضري و جاهزية يف مستوى عظمة املهام"‪ ،‬جملة اجليش‪ ،‬العدد ‪ ،631‬فرباير ‪.2016‬‬
‫‪" -‬جاد على احلدود‪ ،‬حزم‪ ،‬عزم و تصدي"‪ ،‬جملة اجليش‪ ،‬العدد ‪ ،62‬أفريل ‪.2015‬‬
‫األطروحات‬
‫‪ -‬حممد بلهامشي األمني طييب‪" ،‬جترمي اإلرهاب يف القانون الدويل"‪ ،‬رسال ة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون الدويل‬
‫والعالقات الدولية ‪( ،‬جامعة وهران‪ :‬كلية احلقوق)‪.2012- 2011 ،‬‬
‫" منصور خلضاري‪" ،‬اسرتاتيجية األمن الوطين يف اجلزائر ‪ ،"2011- 2006‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة "دكتوراه يف العلوم"‬
‫غري منشورة ‪( ،‬جامعة اجلزائر‪ :‬كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‪.)2013/2012 ،‬‬
‫امللتقيات و التقارير‬
‫‪ -‬املقاربة اجلزائ رية املتعلقة باألمن الغذائي تندرج ضمن إطار شامل من التنمية املستدامة يف إفريقيا‪ ،‬على موقع وزارة الشؤون‬
‫اخلارجية اجلزائرية‪ ،‬صفحة التصدي لإلرهاب‪ :‬قضايا دولية و إقليمية‪ :‬السياسة اخلارجية‪ ،2014- 06- 26 ،‬تاريخ‬
‫التصفح‪ ، 2016- 05- 21 :‬على املوقع التايل‪www.mae-gov.dz/news-article/3568.aspx :‬‬
‫‪-‬ملتقى التنمية يف الساحل و مايل‪ :‬حشد للجهود من أجل تفعيل اإلسرتاتيجية اإلفريقية اخلاصة مبنطقة الساحل‪ ،‬على‬
‫موقع وزارة الشؤون اخلارجية اجلزائرية‪ ،‬صفحة التصدي لإلرهاب‪ :‬قضايا دولية و إقليمية‪ :‬السياسة اخلارجية‪- 12- 03 ،‬‬
‫‪ ،2015‬تاريخ التصفح‪ ، 2016- 05- 21 :‬على املوقع التايل‪:‬‬
‫‪www.mae-gov.dz/news-article/3568.aspx‬‬

‫مقاالت األنرتنيت‬
‫‪-‬اجلزائر و موريتانيا تفتحان أول معرب حدودي بينهما‪ ،‬تاريخ التصفح‪ ، 2018- 08- 12 :‬على الرابط التايل‪:‬‬
‫‪http://www.alarabiya.net/ar/north-africa/2017/09/‬‬
‫باللغة الفرنسية‬
‫‪-BATIS, Samir,Une stratégie de sécurité de L’Otan pour le Sahel : avec qui‬‬
‫‪et comment ?, Nato defense college, « Research paper produced under the‬‬
‫‪NDCFellowship programme », Rome, September 2016.‬‬
‫‪-CHIKHAOUI, "Arslan, les paradigmes de la politique étrangère de‬‬
‫‪L’Algérie", Freidrich Elbert Stifting: Fondation politique d’Allemagne, 2015.‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ :‫ حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‬،)‫إسم املؤلف (ين‬
-GEOFF, D.Porter, "Le non-interventionnisme de l’Algérie en question",
Politique étrangère, Institut français des relations internationales, 3/2015.
-IRATNI, Belkacem, La stratégie de l'Algérie à l'égard des récents
évenements au Sahel, The Algerian Journal Of Political Sciences and
International relations, Fourth Issue, December 2015.
-LOINNAS, Djallil, "La stratégie Algérienne face à AQMI", Politique
étrangère, Institut française des relations internationales (IFRI), 03/2013.
-MOKHEFI, Mansouria, "Algérie : Défis intérieures, menaces extérieures",
Commentaire SA, 3/2015, N° 151.
‫باللغة اإلجنليزية‬
-SEKHRI, Sofiane, "The role approach as a theoretical framework for the
analysis of foreign policy in third world countries", African journal of political
science and international relations, Vol 3, October 2009.
-STONE, Marcanne, Security according to Buuzan: A comprehensive
security analysis, Groupe d’etudes et d’expertise “securité et
technologies”GEEST, Security discussion papers series 1, Spring 2009.
-" Algeria and its neighbours", Middle East and North Africa,)Belgium:
Brussels, International Crisis Group, Report N° 164, 12 October 2015(.
:‫هوامش‬
.35 ‫ ص‬،2016 ‫ فبراير‬،631 ‫ العدد‬،‫ مجلة الجيش‬،"‫ تحضير و جاهزية في مستوى عظمة المهام‬- 1

‫ (دار الراية للنشر و‬،1997- 1992 :‫ السياسة الخارجية الجزائرية في ظل األزمة‬،‫ عبد هللا بالحبيب‬- 2
.178- 164 ‫ ص ص‬،)2012 ،‫التوزيع‬
3- GEOFF, D.Porter, "Le non-interventionnisme de l’Algérie en
question", Politique étrangère, Institut français des relations
internationales, 3/2015, PP 43-44.
4- MOKHEFI, Mansouria, "Algérie : Défis intérieures, menaces
extérieures", Commentaire SA, 3/2015, N° 151, P 503.
‫ أدت إىل توقيع‬،2014 ‫ جويلية‬24- 16 ‫ لتبدأ املرحلة األوىل من احلوار باجلزائر يف الفرتة املمتدة ما بني‬- 5
‫ اخلارطة تسمح‬."‫ "خارطة الطريق للتفاوض يف إطار عملية اجلزائر" و "إعالن وقف األعمال العدائية‬:‫اتفاقيتني‬
‫ املرحلة الثانية من‬.‫لوضع إطار مفاوضات السالم و خلق مناخ من الثقة الضرورية حلسن سري عملية السالم‬
24
‫جملة أحباث‬
‫اجمللد ‪ / 5‬العـ ـدد‪( 2. :‬ا‪ ،)2020‬ص ‪25 - 6‬‬ ‫‪ISSN: 0834- 2170‬‬

‫احلوار الشامل بدأت يف ‪ 01‬سبتمرب ‪ 2014‬باجلزائر و ضمت ممثلني عن حكومة مايل و احلركات السياسية و‬
‫العسكرية من الشمال و املوقعني عن خارطة الطريق حيث أكد اجلانبان التزامهما بالعملية و التوصل حنو حل‬
‫سلمي و دائم لألزمة‪ .‬لتعقد املرحلة الثالثة يف ‪ 19‬أكتوبر ‪ 2014‬و كانت لدراسة وثيقة تلخص مقرتحات‬
‫الطرفني يف إطار جمموعات عمل مت تركيبهما يف افتتاح املرحلة ‪ . 2‬وثيقة أعدهتا اجلزائر بصفتها رئيسا للوساطة‪،‬‬
‫وثيقة مبثابة قاعدة املفاوضات تغطي أساسا املسائل املتعلقة بالدفاع واألمن و اجلانب السياسي‪ ،‬التنمية‪،‬‬
‫املصاحلة‪...‬إخل‪.‬‬
‫‪6- GEOFF, D.Porter, Op.cit., PP 52-53.‬‬
‫‪7- MOKHEFI, Mansouria, Op.cit., P 503.‬‬

‫‪8- LOINNAS, Djallil, Op.cit, P 154-155.‬‬


‫‪9- IRATNI, Belkacem, OP, Cit, PP57-58.‬‬
‫‪10-CHIKHAOUI, Arslan, "les paradigmes de la politique étrangère de‬‬
‫‪L’Algérie", Freidrich Elbert Stifting: Fondation politique‬‬
‫‪d’Allemagne, 2015, P 6.‬‬
‫حتضري و جاهزية يف مستوى عظمة املهام"‪ ،‬جملة اجليش‪ ،‬العدد ‪ ،631‬فرباير ‪ ،2016‬ص ‪.36‬‬ ‫‪- 11‬‬

‫‪ - 12‬منصور خلضاري‪" ،‬اسرتاتيجية األمن الوطين يف اجلزائر ‪ ،"2011- 2006‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫"دكتوراه يف العلوم" غري منشورة ‪( ،‬جامعة اجلزائر‪ :‬كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‪،)2013/2012 ،‬‬
‫ص ‪.347‬‬

‫‪13-IRATNI, Belkacem, OP, Cit, P 51.‬‬


‫‪ - 14‬ملتقى التنمية يف الساحل و مايل‪ :‬حشد للجهود من أجل تفعيل اإلسرتاتيجية اإلفريقية اخلاصة مبنطقة‬
‫الساحل‪ ،‬على موقع وزارة الشؤون اخلارجية اجلزائرية‪ ،‬صفحة التصدي لإلرهاب‪ :‬قضايا دولية و إقليمية‪:‬‬
‫السياسة اخلارجية‪ ،2015- 12- 03 ،‬تاريخ التصفح‪ ، 2016- 05- 21 :‬على املوقع التايل‪x:‬‬
‫‪ - 15‬املقاربة اجلزائرية املتعلقة باألمن الغذائي تندرج ضمن إطار شامل من التنمية املستدامة يف إفريقيا‪ ،‬على موقع‬
‫وزارة الشؤون اخلارجية اجلزائرية‪ ،‬صفحة التصدي لإلرهاب‪ :‬قضايا دولية و إقليمية‪ :‬السياسة اخلارجية‪- 26 ،‬‬
‫‪ ،2014- 06‬تاريخ التصفح‪ ، 2016- 05- 21 :‬على املوقع التايل‪www.mae- :‬‬
‫‪gov.dz/news-article/3568.aspx‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلس رتاتيجية األمنية اجلزائرية يف التعامل مع خمرجات نزاعات منطقة الساحل اإلفريقي‬ ‫إسم املؤلف (ين)‪ ،‬حممد السعيد حجازي عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬‬
‫‪ - 16‬ن ور الدين دخان و عيدون احلامدي ‪" ،‬مسار تأمني احلدود اجلزائرية ‪ :‬بني اإلدارة األحادية والصيغ التعاونية‬
‫اإلقليمية"‪ ،‬جملة دفاتر السياسة و القانون‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬جامعة حممد بوضياف املسيلة( اجلزائر)‪ ،‬جانفي‬
‫‪ ،2016‬ص ص ‪.182‬‬
‫‪ - 17‬اجلزائر و موريتانيا تفتحان أول معرب حدودي بينهما‪ ،‬تاريخ التصفح‪ ،2018- 08- 12 :‬على الرابط التايل‪:‬‬
‫‪18- http://www.alarabiya.net/ar/north-africa/2017/09/‬‬

‫‪19-BATIS, Samir,Une stratégie de sécurité de L’Otan pour le Sahel :‬‬


‫‪avec qui et comment ?, Nato defense college, « Research paper‬‬
‫‪produced under the NDCFellowship programme », Rome,‬‬
‫‪September 2016, PP 10- 11.‬‬
‫‪20- IRATIN, Belkacem, OP.Cit, P 67.‬‬

‫‪26‬‬

You might also like