You are on page 1of 18

‫جامعة تونس المنار‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس‬

‫ندوة بحث في مادة األنظمة العقارية الخاصة‪2023-4‬‬

‫محتوى ملك الدولة الخاص‬

‫إعداد الطلبة‪:‬‬

‫سميرة الزايدي‬
‫زينب صكوحي‬
‫إيناس الهمامي‬
‫قائمة المختصرات‬

‫مجلة الحقوق العينية‬ ‫م‪.‬ح‪.‬ع‬

‫مجلة األحوال الشخصية‬ ‫م‪.‬أ‪.‬ش‬


‫المخطط‬

‫المبحث األول‪ :‬مكونات ملك الدولة الخاص‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العقارات الفالحية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬العقارات غير الفالحية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حماية محتوى ملك الدولة الخاص‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االستقصاء و التحديد‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الهياكل المتدخلة لحماية محتوى ملك الدولة الخاص‬


‫المقدمة‬

‫يعتبر حق الملكية من أهم الحقوق التي كرستها جل القوانين الوضعية وقد عرفته م‪.‬ح‪.‬ع بكونه‬

‫ذلك الحق الذي يخول لصاحبه وحده استعماله و استغالله و التفويت فيه‪.1‬‬

‫و قد كانت غاية المشرع األساسية منذ صدور م‪.‬ح‪.‬ع بمقتضى القانون عدد ‪ 5‬لسنة ‪5695‬‬

‫المؤرخ ‪ 51‬فيفري ‪ 5695‬إرساء نظام موحد للملكية العقارية قوامها الملكية الخاصة الفردية و‬

‫الغاء كل األنظمة الموازية التي تعاقبت على البالد التونسية على اعتبار أن من خصائص‬

‫الملكية العقارية في تونس أنها ال ينفرد بها األفراد فرادى و ال تنفرد بها الدولة و المؤسسات‬

‫العمومية بل هي مزج بين هذا وذاك بحيث أن الدولة و سائر المؤسسات تملك العقارات مثلها‬

‫مثل األفراد و تنازع فيها مثلها مثل األفراد و ترث فيها أيضا مثلها مثل األفراد‪.2‬‬

‫و في هذا اإلطار تنقسم أمالك الدولة الى ملك الدولة العام و ملك الدولة الخاص ‪.‬‬

‫و هذا التمييز لم يظهر ولم يتبلور إال في القرن التاسع عشر حيث أن النظام الفرنسي ال يفرق‬

‫‪1‬الفصل ‪ 51‬م‪.‬ح‪.‬ع‬
‫‪2‬منير الفرشيشي‪ ،‬دراسة حول الوضعية العقارية في تونس منشورات مجمع األطرش للكتاب المختص‪،1211،‬ص‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫بين هاذين الصنفين لملك الدولة و إنما كانت كل أموال التاج ‪ 3‬يرتكز على نظام واحد و هو‬

‫عدم قابلية األموال لتفويت‪.‬‬

‫إضافة إلى أن ملك الدولة العام يحظى بحماية متميزة و متفردة عن ملك الدولة الخاص‪،‬‬

‫فاألولى ال تقبل التقادم و ال الرهن و ال التفويت و تخضع إلى القانون العام بينما يمكن للدولة‬

‫التصرف في ملكها الخاص بكل الوسائل القانونية التي خولها لها القانون‪ .‬كما أن هذه األموال‬

‫تخضع لقانون الخاص شأنها شأن نظام أموال األفراد‪.‬‬

‫كم ا ينقسم ملك الدولة الخاص إلى أمالك منقولة و أمالك غير منقولة و سيقع االكتفاء في هذا‬

‫البحث على األمالك العقارية‪.‬‬

‫و في هذا السياق عرف المشرع ملك الدولة الخاص صلب األمر العلي المؤرخ في ‪ 51‬جوان‬

‫‪ 5651‬المتعلق بالتصرف والتفويت في أموال الدولة العقارية الخاصة على أنه‪:‬‬

‫"عبارة عما للدولة من الربع والعقار والحقوق العقارية سواء كانت في حوزها وتصرفها اآلن أو‬

‫لم يكن كذلك غير أن في إمكانها القيام باستحقاقه لكونه بيد أفراد ال حق لهم عليه ‪،‬كل ذلك مع‬

‫مراعاة ما عسى أن يكون للغير مما ذكر من الحقوق الثابتة شرعا"‪.‬‬

‫و يمكن القول أن بروز هذا الصنف من األنظمة العقارية يعود إلى تطور مفهوم الدولة و‬

‫التحوالت التي عرفتها وظائفها حيث تحولت تدريجيا من دولة ليبرالية ينحصر دورها في الدفاع‬

‫‪3‬يسمى باللغة الفرنسية ‪le domaine de couronne‬‬

‫‪2‬‬
‫و األمن الجباية إلى دولة أكثر تدخل في المجال االجتماعي و االقتصادي خالل القرن التاسع‬

‫عشر‪ .‬حيث عملت الدولة بعد االستقالل على تنمية الرصيد العقاري عبر استرجاع ملكية‬

‫بعض العقارات لخاضعة ألنظمة خاصة كاألراضي االشتراكية و األوقاف بكل أنواعها و‬

‫استرجاع األراضي التي كانت على ملك األجانب‪.‬‬

‫و هو ما جعل هذا الصنف من النظام العقاري يتميز بالتنوع و التشعب إذ نجد ما يقارب‬

‫خمسين نص تشريعي و ترتيبي ينظم ملك الدولة الخاص‪.‬‬

‫ونظ ار لألهميات التي يطرحها موضوع محتوى ملك الدولة الخاص يطرح السؤال التالي‪ :‬كيف‬

‫نظم المشرع محتوى ملك الدولة الخاص؟‬

‫و لإلجابة عن هذا التساؤل ينبغي التعرض أوال إلى مكونات ملك الدولة الخاص ( المبحث‬

‫األول ) ثم إلى حماية محتوى ملك الدولة الخاص ( المبحث الثاني )‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مكونات ملك الدولة الخاص‬
‫ينص الفصل ‪ 5‬من األمر العلي المؤرخ في ‪ 51‬جوان ‪ 5651‬المتعلق بكيفية التفويت في ملك‬

‫الدولة العقاري الخاص و التصرف فيه ‪ 4‬أن‪ ":‬الملك الدولي الخاص هو عبارة عما لدولة من‬

‫الربع و العقار و الحقوق العقارية سواء كانت في حوزها و تصرفها االن أو لم يكن كذلك غير‬

‫أن بإمكانها القيام باستحقاقه لكونه بيد أفراد ال حق لهم عليه كل ذلك من الحقوق الثابتة‬

‫شرعا" ‪.‬‬

‫و يتضح بذلك أن الملك الدولة الخاص العقاري يتكون من عقارات فالحية ( فقرة أولى ) و‬

‫عقارات غير فالحية ( فقرة ثانية )‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العقارات الفالحية ‪:‬‬

‫ينص الفصل ‪ 5‬من القانون عدد‪ 11‬المؤرخ في ‪ 55‬نوفمبر ‪ 5611‬المتعلق بحماية األراضي‬

‫الفالحية على أنه‪ " :‬يقصد باألراضي الفالحية حسب مفهوم هذا القانون كل االراضي التي بها‬

‫طاقات طبيعية ومناخية والتي وقع تخصيصها النتاج فالحي أو غابي أو التي يمكن ان تكون‬

‫ارضية لذلك االنتاج وكذلك االراضي التي وقع ترتيبها كأراض فالحية بأمثلة التهيئة المصادق‬

‫عليها بصفة قانونية بالمناطق العمرانية والسياحية والصناعية"‪.‬‬

‫و تعتبر العقارات الفالحية من أهم األمالك العقارية التي تندرج ضمن ملك العقاري الخاص و‬

‫‪4‬‬
‫الارئد الرسمي لجمهورية التونسية المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ 5651‬ص ‪556‬‬

‫‪4‬‬
‫تشمل هذه األمالك‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫و األحراش و األراضي المباحة للعموم المهملة و كل العقارات العبر عّنها‬ ‫‪ ‬الغابات‬

‫بالموات في كتب الشريعة اإلسالمية و الغابات غير المحروثة مع مراعاة ما عسى أن‬

‫يكون ألفراد الّناس من حق انتفاع الصاير لهم أو المعترف له بهم قبل صدور األمر‬

‫المؤرخ في ‪ 4‬أفريل ‪ 0981‬فيما يخص األحراش و الغابات و األمر المؤرخ في ‪01‬‬

‫‪6‬‬
‫جانفي ‪ 0981‬فيما يتعلق ببقية األمالك المبينة أعاله‬

‫‪ ‬الحقوق العقارية الثابتة للدولة على األراضي التي ال حق لحائزيها عليها سوى‬

‫االنتفاع‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المنظمة بمقتضى القانون عدد ‪ 15‬لسنة ‪ 5665‬المؤرخ في‬ ‫‪ ‬العقارات الدولية الفالحية‬

‫‪ 51‬فيفري ‪.5665‬‬

‫‪ ‬األراضي الذي وقع تأميمها بمقتضى القانون عدد ‪ 5‬لسنة ‪ 5691‬المؤرخ في ‪ 51‬ماي‬

‫‪.5691‬‬

‫‪5‬‬
‫تم اعتبار الملك الغابي ملكا خاصا لدولة منذ صدور األمر العلي المؤرخ في ‪ 51‬جانفي ‪ 5165‬و قد أكد القانون المؤرخ في‬
‫‪ 4‬جويلية ‪ 5699‬المتعلق بإصدار مجلة الغابات عدم قابلية أمالك الدولة الغابية لتفويت‬
‫‪6‬‬
‫الفصل ‪ 5‬الفقرة ‪ 1‬من األمر العلي المؤرخ في ‪ 51‬جوان ‪ 5651‬المتعلق بالتفويت و التصرف في ملك الدولة الخاص‬
‫العقاري‬
‫‪7‬‬
‫أخرجت أمالك الدولية الفالحية من منطوق أمر ‪ 51‬جوان ‪ 5651‬بموجب أمر ‪ 6‬سبتمبر ‪ 5641‬المتعلق بالتفويت في ملك‬
‫الدولة الخاص الزارعي ثم و قع الغاء هذا األمر بصدور قانون ‪ 51‬فيفري ‪ 5665‬المذكور أعاله‬

‫‪5‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬العقارات غير الفالحية‬
‫بالعقارت غير الفالحية الملك العمراني أو ما يعرف بالرباع أي األراضي الموجودة داخل‬
‫ا‬ ‫يقصد‬

‫مناطق العمران‪.‬‬

‫و قد ورد بالفصل ‪ 5‬من أمر جوان ‪ 5651‬أن ملك الدولة الخاص يشتمل على ‪:‬‬

‫اآلن بدفاتر أمالك البايليك ‪ :‬و يقصد بدفاتر أمالك‬ ‫‪ ‬الرباع و العقارات المرتسمة‬

‫البايليك السجالت إحصاء أمالك الدولة التي تبقى رهينة األعمال التي تقوم بها لجنة‬

‫االستقصاء و التحديد لمعرفة ماهية هذه األمالك و حالتها الشرعية خاصة أنها تمثل‬

‫مزيجا من النظم العقارية غير المتجانسة‪ 8‬التي انجرت ملكيتها للدولة من حل األحباس‬

‫‪10‬‬
‫العامة و تصفيتها‪ 9‬أو التي اكتسبتها عن الطريق االنتزاع من أجل المصلحة العامة‬

‫‪11‬‬
‫و كذلك األجزاء‬ ‫‪ ‬األمالك التي تكتسبها الدولة ما لم تكن من األمالك العمومية‬

‫المهملة من األمالك العمومية ‪.‬‬

‫‪ ‬الرباع و العقارات التي سلمتها الدولة التونسية لجانب الملك العسكري الفرنساوي ّثم‬

‫و قع ردها لدولة التونسية ‪.‬‬

‫‪ 8‬عماد فرحات‪،‬التفويت في ملك الدولة الخاص العقاري غير الفالحي‪،‬المجلة التونسية للقانون‪ 1221 ،‬ص ‪551‬‬
‫‪ 9‬األمر العلي المؤرخ في ‪ 51‬جويلية ‪ 5651‬المتعلق بإلغاء نظام األحباس الخاصة و المشتركة‬
‫‪ 10‬القانون عدد ‪ 51‬لسنة ‪ 1259‬المؤرخ في ‪ 55‬جويلية ‪ 1259‬المتعلق باالنت ازع من أجل المصلحة العامة كما تم تنقيحه‬
‫بالمرسوم الرئاسي عدد ‪ 95‬لسنة ‪ 1211‬المؤرخ ‪ 56‬أكتوبر ‪1211‬‬
‫‪11‬‬
‫األمر العلي المؤرخ في ‪ 14‬سبتمبر ‪ 5115‬يتعلق باألمالك العمومية‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬حصون القالع و المراكز و البناءات الملحقة للغير المرتبة في الملك العسكري للحرب‬

‫و البحرية و كذلك المخازن و البناءات و العقارات المدخلة فيها و المنضمة إليها ّ‬


‫إما‬

‫كتوابع أو منطقة تحصينات و أنهج عسكرية كل ذلك بشرط مراعاة الحقوق الراجعة‬

‫للغير‪.‬‬

‫‪ ‬الرباع و العقارات التي تكون خالية ال مالك لها في الظاهر عدى مات مالكها من غير‬

‫وارث و التي تكون لها أحكام خاصة ‪.12‬‬

‫‪ ‬و يشمل البناءات و المنشات المدنية و األراضي البيضاء وبصفة العامة األراضي‬

‫التي ال تعتبر فالحية‪.‬‬

‫فكل هذه األمالك تعتبر عقارات غير فالحية مملوكة ملكية خاصة لدولة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ ꓽ‬حماية محتوى ملك الدولة الخاص‬


‫يعد ملك الدولة الخاص رصيدا عقاريا هاما يجب حمايته لذلك يقع اللجوء إلى الية التحديد و‬

‫االستقصاء( الفقرة األولى) حتى تتمكن الدولة من معرفة ممتلكاتها و حمايتها عن طريق‬

‫ضبطها‪ .‬كما تبرز الحماية عن الطريق الهياكل المتدخلة المتمثل أساسا في وازرة أمالك الدولة‬

‫و الشؤون العقارية في هذه العملية ( الفقرة الثانية)‬

‫‪12‬‬
‫ينص الفصل ‪ 11‬م‪.‬ح‪.‬ع أن العقارات التي ال مالك لها ملك للدولة‬

‫‪7‬‬
‫الفقرة األولى ‪ ꓽ‬التحديد و االستقصاء‬

‫إن تحديد ملك الدولة الخاص نص عليه األمر العلي المؤرخ في ‪ 51‬جوان ‪ 5651‬المتعلق‬

‫بالتصرف و التفويت في ملك الدولة الخاص‪.‬‬

‫و لكن بقي هذا األمر مجمدا و لم يقع تطبيقه منذ صدوره إال في بعض الحاالت النادرة و‬

‫بصفة جزئية ومن ذلك تحديد األراضي التي تعرف بأراضي السيالين بصفاقس إلى أن تم‬

‫إحداث و ازرة أمالك الدولة و الشؤون العقارية في مارس ‪ 5662‬التي سعت إلي إحياء هذا‬

‫األمر و تطبيق أعمال التحديد علي ضوء مقتضياته‪ ،‬بعد عام و نصف من تاريخ إحداثها‪،‬‬

‫فقامت ببعث لجان لالستقصاء و التحديد أوكلت لها مهمة البحث و الكشف عن األراضي و‬

‫المباني التابعة للدولة و التي لم تشملها عمليات التسجيل العقاري العادي أو اإلجباري اعتبا ار‬

‫إلي إن العقارات المسجلة تتمتع بحماية قانونية واضحة حيث ال يمكن اكتسابها بمرور الزمن‪.‬‬

‫و تأتي لجان التحديد اليوم بعد أن شعرت الدولة إن جزء كبير من أمالكها قد وقع التسلط عليه‬

‫و التحوز بصفة غير شرعية خالل فترة اتسمت فيها بعض النصوص بالغموض و افتقرت‬

‫الدولة فيها إلي الوسائل التقنية التي تمكنها من تحديد ملكها و ضبطها‪.‬‬

‫كما كان ذلك التسلط علي أمالك الدولة نتيجة لعقلية سادت لدي بعض المواطنين من إن ملك‬

‫الدولة بشكليه العام و الخاص‪ .‬وهو ملك يسمح بالتسلط عليه و اكتسابه دون أي وجه شرعي‬

‫وهي عقلية وجدت جذورها في الفترة االستعمارية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ومما ساعد علي ذلك أيضا بعض النصوص التشريعية مثل األمر المتعلق بحل االحباس‬

‫العامة التي كانت علي ملك جمعية األوقاف و إحالتها للدولة قصد إدخالها ضمن الدورة‬

‫االقتصادية ‪،‬إال إن تطبيق تلك النصوص انحرف عن الهدف الذي سن من اجله ‪.‬فتمت‬

‫اإلساءة إلي الرصيد العقاري للبالد و اندثر جانب كبير منه‪.‬‬

‫و افتقدت الدولة في تلك الفترة جانبا كبي ار من رسوم تملكها أل ارضيها نتيجة للتسلط و االعتداء‬

‫عليها من الغير ‪.‬‬

‫و بالتالي فان لجان االستقصاء و التحديد التي تم بعثها و التي ستبعث مستقبال‪.‬لها دور كبير‬

‫في استرجاع ما أمكن استرجاعه من هذه األمالك و المحافظة عليها ‪.‬‬

‫تقوم إجراءات تحديد ملك الدولة الخاص أساسا علي مقتضيات األمر المؤرخ في ‪ 51‬جوان‬

‫‪ 5651‬المتعلق بالتصرف و التفويت في ملك الدولة العقاري الخاص حيث افرد هذا األمر‬

‫عمليتي االستقصاء و التحديد بثمانية فصول من الخامس إلي الثامن عشر‪.‬‬

‫و بالرغم من انه تم تنقيح هذا األمر خاصة بمقتضي األمر العلي المؤرخ في ‪ 6‬سبتمبر‬

‫‪ 5641‬فإن الفصول المتعلقة بالتحديد لم يط أر عليها أي تغيير‪.‬‬

‫وبذلك ال تزال مقتضيات هذا األمر بخصوص أعمال تحديد ملك الدولة العقاري الخاص سارية‬

‫المفعول ‪.‬‬

‫و استنادا على األمر المذكور أصدرت و ازرة أمالك الدولة و الشؤون العقارية سنة ‪5661‬‬

‫‪9‬‬
‫المنشور عدد ‪ 1‬المؤرخ في ‪ 1‬جوان ‪ 5661‬و الموجه إلي أعضاء لجان االستقصاء و التحديد‬

‫يهدف إلي توحيد اجتهادات اللجان في فهم أحكام أمر ‪ 51‬جوان ‪ 5651‬و تطبيقها‪.‬‬

‫تشمل عملية التحديد كل العقارات غير مسجلة التي يحتمل إن تكون ملكا للدولة ‪،‬و المتأتية‬

‫خاصة من األوقاف العامة و الجزء األوفر من أوقاف الزوايا بعد حلها بمقتضي أمر المؤرخ في‬

‫‪ 51‬جويلية ‪ 5651‬باإلضافة إلي العقارات المتأتية مما استصفاه الملوك السابقون‪.‬‬

‫و ضمن بدفاتر الدولة و كذلك األراضي الموات التي ال مالك لها ‪،‬و كل ما يمكن إن يعود‬

‫بالملكية للدولة من العقارات المتأتية عن طريق المخلفات الشاغرة و الهبات و الوصايا أو‬

‫‪13‬‬
‫األراضي و المباني التي اقتنتها الدولة بوجه الشراء أو عن طريق االنتزاع ‪.‬‬

‫كما يدخل ضمن مجال أعمال لجان التحديد األراضي و األجزاء المهملة من ملك الدولة العام‬

‫كالطريق و السباخ التي فقدت صبغتها و أخرجت من حضيرة الملك العام ‪.‬‬

‫أما العقارات الفالحية غير المسجلة فقد حدد المنشور عدد ‪ 54‬الصادر عن و ازرة الفالحة‬

‫بتاريخ ‪ 52‬جوان ‪ 5612‬و المتعلق بتطبيق القانون عدد ‪ 15‬لسنة ‪ 5612‬المؤرخ في ‪ 56‬ماي‬

‫‪ 5612‬و األمر عدد ‪ 566‬المؤرخ في ‪ 6‬جوان ‪ 5612‬المتعلقين بالتفويت في األراضي الدولية‬

‫ذات الصبغة الفالحية فقد حدد هذا المنشور محتوي ملك الدولة الفالحي الخاص الذي يتضمن‪ꓽ‬‬

‫_ األراضي الشاغرة التابعة للتقاسيم الدولية القديمة ‪.‬‬

‫أمير الحزامي‪ ،‬تحديد و استقصاء ملك الدولة الخاص‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق و‬ ‫‪13‬‬

‫العلوم السياسية‬

‫‪10‬‬
‫_األراضي المشتراة من طرف الدولة في نطاق االتفاقيات الثنائية أو حيب عقود أبرمت مع‬

‫المالكين الخواص‪.‬‬

‫_األراضي المحجوزة‬

‫_األراضي المتأتية من االحباس العامة أو المختلطة‬

‫_ األراضي المحالة إلي أمالك الدولة التونسية لقانون ‪ 51‬ماي ‪5649‬‬

‫يتم تحديد ملك الدولة الخاص عن طريق لجان مختصة تحدث بأمر و يترأس كل لجنة قاض‬

‫من السلك العدلي يتم تعيينه من قبل المحكمة العقارية و تتركب من ممثل عن و ازرة الداخلية و‬

‫ممثل عن و ازرة الفالحة و مهندس من ديوان قيس األراضي و رسم الخرائط و ممثل عن و ازرة‬

‫أمالك الدولة و الشؤون العقارية ويتم تعيين هؤالء من قبل وزير أمالك الدولة و الشؤون‬

‫العقارية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ꓽ‬الهياكل المتدخلة لحماية محتوى ملك الدولة الخاص‬

‫تعني و ازرة أمالك الدولة و الشؤون العقارية طبقا لألمر عدد ‪ 666‬لسنة ‪ 5662‬المؤرخ في ‪55‬‬

‫جوان ‪ 5662‬و متعلق بضبط مشمولتها أساسا بتصور و تنفيذ سياسة الدولة المتعلقة بأمالكها‬

‫العامة و الخاصة و بالسهر علي حمايتها من كل اعتداء و استغالل غير شرعي‪.‬‬

‫ويضبط األمر الحكومي عدد لسنة ‪ 1256‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ 1256‬بتنظيم الو ازرة و‬

‫األمر عدد ‪ 5255‬لسنة ‪ 1222‬مؤرخ في ‪ 55‬جوان متعلق بضبط النظام األساسي الخاص‬

‫‪11‬‬
‫بسلك أعوان و ازرة أمالك الدولة و الشؤون العقارية مشموالت الو ازرة ‪،‬حيث يتولى قطاع أمالك‬

‫الدولة و الشؤون العقارية مهمة تحديد و ضبط و حماية ملك الدولة العام و الخاص و الحرص‬

‫علي المحافظة علي الثروة الوطنية من الضياع و اإلهمال و االستغالل غير الشرعي بهدف‬

‫توظيف الرصيد العقاري الدولي التوظيف األمثل و استغالله في تنشيط االقتصاد و دفع الحركة‬

‫االقتصادية عبر تسوية الوضعيات العقارية و تكوين مدخرات عقارية لألجيال القادمة و انجاز‬

‫و تركيز المشاريع التنموية من بنية أساسية و تجهيزات جماعية و استثمار خاص و ذلك‬

‫بتطوير اإلطار التشريعي المنظم للقطاع في مجال التصرف في ملك الدولة و العمل علي‬

‫انفتاح الو ازرة علي محيطها الخارجي ‪.‬‬

‫و حيث تعمل الو ازرة علي تحقيق عديد األهداف منها ‪ꓽ‬‬

‫إحداث خارطة رقمية لألمالك الدولة‪ꓽ‬وضع قاعدة رقمية للقطاع تضمن حماية أمالك الدولة و‬

‫التصرف فيها و توظيفها التوظيف األمثل ‪.‬و يتجه العمل علي تطوير صبغة المشاريع و ذلك‬

‫بإحداث لجنة قيادة تضم عديد الو ازرة منها و ازرة التجهيز و اإلسكان و التهيئة الترابية و الفالحة‬

‫و الموارد المائية و الصيد البحري و المؤسسات الخاضعة لإلشراف على وحدة اإلدارة‬

‫االلكترونية ‪.‬‬

‫استرجاع األمالك المعتدي عليها و إعادة توظفيها حيث تعمل الو ازرة بجميع هياكلها علي‬

‫مواصلة برنامج استرجاع األراضي المستغلة دون وجه حق و التسريع في إعادة توظيفها و‬

‫‪12‬‬
‫كذلك الشأن في خصوص إعادة توظيف القطع التي تحت تصرف الوقتي لديوان األراضي‬

‫الدولية إضافة إلي ضبط القطع الصغيرة المشتتة قصد توظيفها في الحركة االقتصادية ‪.‬‬

‫دعم الموارد المالية للدولة ‪ꓽ‬حرصت الو ازرة علي تطوير اآلليات المساهمة في الرفع من الموارد‬

‫المالية للدولة و توفير أراضي يمكن استغاللها كمناطق صناعية و تجارية و مقاسم دولية‬

‫فالحيه قابلة لالستغالل واستخالص مستحقات الدولة بدعم دور وكالء المقابض محاصيل‬

‫أمالك الدولة ‪.14‬‬

‫‪14‬المشروع السنوي لألداء مهمة امالك الدولة والشؤون العقارية لسنة ‪1211‬‬

‫‪13‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -0‬المراجع العامة‪:‬‬

‫منير الفرشيشي‪ ،‬دراسة حول الوضعية العقارية في تونس منشورات مجمع األطرش للكتاب‬

‫المختص‬

‫‪ -2‬الرسائل و المذكرات و األطروحات‪:‬‬

‫أمير الحزامي‪ ،‬تحديد و استقصاء ملك الدولة الخاص‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في القانون‬

‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫‪ -1‬المقاالت و التعليق‬

‫عماد فرحات‪،‬التفويت في ملك الدولة الخاص العقاري غير الفالحي‪،‬المجلة التونسية للقانون‪،‬‬

‫‪1221‬‬

‫‪-4‬القوانين‪:‬‬

‫األمر العلي المؤرخ في ‪ 51‬جوان ‪ 5651‬المتعلق بالتفويت في ملك الدولة الخاص العقاري و‬

‫التصرف فيه‬

‫‪14‬‬
‫الفهرس‬

‫قائمة المختصرات ‪..............................................................................................................‬‬

‫المخطط ‪........................................................................................................................‬‬

‫المقدمة ‪1 ........................................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مكونات ملك الدولة الخاص ‪4 ...................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العقارات الفالحية ‪4 ...........................................................................................:‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬العقارات غير الفالحية ‪6 ....................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ ꓽ‬حماية محتوى ملك الدولة الخاص ‪7 ............................................................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ ꓽ‬التحديد و االستقصاء ‪8 ........................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ꓽ‬الهياكل المتدخلة لحماية محتوى ملك الدولة الخاص ‪11 .....................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪14 ................................................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪11 ......................................................................................................................‬‬

‫‪15‬‬

You might also like