Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في مقياس
أصناف الملكية العقارية
1
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
إن تصرف املالك يف عقاراته إمنا يكون على نوعني ،تصرف مادي وتصرف قانوين.
فللمالك أن يتصرف يف الشيء الذي يرد عليه حقه بكافة أشكال التصرفات املادية ،ولو كان من شأهنا اإلضرار به،
فله مثال قطع األشجار وهدم البناء ،وله أن يغري يف مادة الشيء أو يعدمها ،وهذه السلطة يف هذه احلالة ال تثبت لغريه.
2
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
وإىل جانب التصرفات املادية ملالك الشيء ،فله احلق كذلك يف ممارسة كل التصرفات القانونية على ملكه ،سواء
أدى هذا التصرف إىل زوال حقه كليا ،أو تقييده ،أو جتزئته ،فله أن ينقل حقه على ملكيته جبميع عناصره فيصري الشيء
مملوكا لغريه ،وله أن ينقل حق اإلستعمال لشخص آخر كي ينتفع به ويبقى حائزا حلق الرقبة.
3
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
قاطعة ،حيث أجازت الفقرة األخرية من املادة 576ق م إمكانية فصل ملكية العلو والعمق عن ملكية سطح األرض،
مبقتضى اإلتفاق أو القانون.
ثانيا :الثمار والمنتجات والملحقات في نطاق ملكية العقار.
نصت املادة 575ق م ج ب " ملالك الشيء احلق يف يف كل مثاره ومنتجاته وملحقاته ما مل يوجد نص أو اتفاق
خيالف ذلك".
-الثمار هي ما ينتج من الشيء بشكل دوري دون أن ينقص من أصله ،فهي إذن متتاز بتجددها يف أوقات متقاربة
أو متباعدة وفصلها ال ميس أصل الشيء وال ينقص من قيمته ملدة طويلة.
-المنتجات هي كل ما خيرجه الشيء من غلة متجددة كما هو األمر يف املناجم واحملاجر ،حيث يرتتب عن املنتجات
اإلنتقاص من أصل الشيء ،وهي غري دورية وغري منتظمة يف األوقات اليت خترج فيها كما هو احلال يف الثمار.
-الملحقات هي كل ما أع ّد بصفة دائمة الستعمال الشيء طبقا ملا تقتضيه طبيعة األشياء كحقوق اإلرتفاق والعقارات
.
بالتخصيص
المطلب الثاني :تجزئة حق الملكية.
الفرع األول :تجزئة الملكية في اطار ترتيب حق االنتفاع على العقار.
يعترب حق اإلنتفاع من احلقوق العينية األصلية اليت نظمها املشرع اجلزائري يف املواد من 888إىل 868من القانون
املدين عرفه الفقه على أنه :ذلك احلق العيين يف االنتفاع بشيء مملوك للغري بشرط االحتفاظ بذات الشيء لرده إىل صاحبه
عند هناية حق االنتفاع ،الذي جيب أن ينتهي حتما مبوت املنتفع.
أوال :خصائص حق اإلنتفاع:
-حق االنتفاع هو حق عيني :إذ يعد حق االنتفاع حق عيين أصلي يتفرع على حق امللكية بأن يقتطع من سلطات املالك
سلطة االستعمال واالستغالل ومتنح لشخص آخر غري املالك ،فتكون له إرادته مبا يتفق والغرض الذي أعد من أجله ،فله
أن يستعمله بنفسه أو يؤجره وأن يرفع مجيع الدعاوي املتعلقة به ،كما جيوز له التصرف فيه كما له حق األفضلية و التتبع.
-حق االنتفاع هو حق مؤقت :طبقا ألحكام املادة 867من ق م ،فإن حق االنتفاع يتقرر ملدة معينة ومؤقتة ،سواء كانت
طويلة أم قصرية وينتهي بانتهاء األجل املقرر.
-حق االنتفاع يقع على شيء غير قابل لالستهالك :يتوجب أن يكون هذا الشيء غري قابل لالستهالك ،وعليه فإنه ال
يرد حق االنتفاع على األشياء القابلة لالستهالك اليت ينحصر استعماهلا حبسب ما أعدت له يف استعماهلا وإنفاقها.
4
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
-بتخلي املنتفع عن حقه بإرادته املنفرد،أو بصدور حكم قضائي لسوء اإلستعمال.
-مبوت املنتفع ،و يسقط بعدم اإلستعمال ملدة مخسة عشرة سنة طبقا للمادة 868ق م.
6
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
تطبق عليه األحكام العامة الواردة يف قانون األسرة اجلزائري ،ألن املشرع أورده ضمن اخلمسة أسباب املكسبة حلق اإلرتفاق
بالرغم من أن بعض فقهاء القانون ال يعتربونه كذلك نظرا لعدم أمهيته.
-التصرف القانوني :والتصرف القانوين الذي ينشئ حق االرتفاق إما أن يكون اتفاقا صادرا من اجلانبني وهذا هو العقد،
أو أن يكون إرادة منفردة صادرة من جانب واحد كالوصية ،والعقد هو السبب املألوف الكتساب حق االرتفاق .ومهما
كان نوع ا لتصرف القانوين املنشئ حلق االرتفاق ،تسري عليه أحكامه املوضوعية والشكلية وفقا للقواعد العامة .ومبا أن
االرتفاق يعترب عبء استثنائي على حق امللكية ،فال جيوز أن يقع تأسيسه إال من قبل مالك العقار املرتفق به ،وملا كان حق
االرتفاق هو دائما حق عيين عقاري فإن التصرف القانوين الذي ينشئه جيب تسجيله وشهره لدى املصاحل املختصة.
-التقادم المكسب:
تنشأ أيضا حقوق االرتفاق بالتقادم مبوجب املادة 7/858ق م ويراد بذلك أن انقضاء املدة الزمنية القانونية على ممارسة
االرتفاق يؤدي إىل اكتسابه كحق للعقار املرتفق ،إذا ورد على عقار غري مشهر ،و بشرط أن يكون من االرتفاقات الظاهرة
مع توفر شروط احليازة القانونية املكسبة للحق.
-تخصيص المالك األصلي:
إشرتط املشرع مبوجب املادة 7/858من ق.م.ج حىت يرتتب االرتفاق بتخصيص املالك األصلي توفر عدة شروط ،تتمثل
فيما يلي:
-وجود عقارين مملوكني ملالك واحد (املالك األصلي).
-جعل هذا املالك الواحد أحد العقارين خيدم فعليا العقار اآلخر ،مع اشرتاط وضع عالمة ظاهرة لذلك.
-صريورة العقارين اململوكني ملالكني خمتلفني دون تغيري يف حالتهما الواقعية.
كما يشرتط أن تكون هناك عالمة ظاهرة بني عقارين تنشأ مبوجبها عالقة تبعية بينهما،كأن توجد يف العقار املرتفق
به كطريق معبد يف أحد العقارين ليكون ممرا للعقار اآلخر ،فيكون هذا الطريق املعبد عالمة ظاهرة على االرتفاق باملرور.
7
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
احلق يف رصف الطريق وتعبيده ليكون صاحلا للمرور ،وحق االرتفاق باجملري على عقار الغري خيول صاحبه أن حيفر قناة
.
جتري فيها املياه إىل أرضه
إن احلق يف االستعمال املخول ملالك العقار املرتفق مقيد بشروط قانونية ،حيث الجيوز استعمال حق االرتفاق إال
للحاجة اليت أنشئ من أجلها ،فلصاحب العقار املرتفق أن ينتفع به كل االنتفاع املقرر يف سنده أو الناتج من وضع يده،كما
يقتصر على األعمال الضرورية فقط مع مراعاة حتقيق أقل ضرر للعقار اجملاور .وتقدير إذا ما كانت األعمال ضرورية الستعمال
احلق أو حفظه مسألة واقعية يفصل فيها قاضي املوضوع ،و ال يكون مالك العقار املرتفق مسؤوال بتعويضه عما حتدثه
األعمال من أضرار مىت متت يف حدود حقه دون تعسف يف استعماله حلقه.
يقيد صاحب االرتفاق بعدم زيادة إرهاق العقار املرتفق به ،و يقصد بقاعدة ثبات حق االرتفاق أنه مىت تقرير هذا
احلق مينع تعديله مبدئيا اال بإتفاق وهو ماكرسه نص املادة 2/872من ق.م.ج (تم التطبيق عليها)
8
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
القسمة ،ليصبح مالكا لعقاره ملكية مفرزة ،أما الشيوع اإلجباري ،ف على العكس من ذلك متاما حيث ال جتوز القسمة فيه
أبدا.
الفرع األول :الشيوع العادي
بالرجوع إىل نصوص القانون اجلزائري ،جند أن املشرع قد نظم امللكية الشائعة يف املواد من 707إىل 787من
القانون املدين ،حيث أورد من خالل ذلك أهم األحكام العامة اليت تنظم العقارات املشاعة تنظيما قانونيا.
،
وعمال باملادة 707فإن الشيوع يقوم يف حالة تعدد املالك للشيء الواحد دون أن يكون ألي منهم نصيب مفرز
فامللكية الشائعة ال خترج عن كوهنا صورة من امللكية الفردية،ألن كل واحد من الشركاء ميلك حصة يف الشيوع ملكية فردية
كما ترتب العقارات املشاعة حقا للشركاء يف اإلنتفاع هبا والتصرف فيها شأهنا يف ذلك شأن العقارات املفرزة ،ولكن
مادام حق الشريك ميتد حلقوق الشركاء اآلخرين فالبد من تقييد سلطاته يف اإلنتفاع والتصرف بطريقة معينة إلدارة املال
الشائع ،ويكون ذلك باإلتفاق ،أو مبا يفرضه القانون يف حالة اإلختالف.
على مجيع الشركاء وعلى خلفائهم (خالفة عامة أو خاصة) ،وكما كان من حق األغلبية وضع نظام اإلدارة ،فلهذه األغلبية
أيضا تعديل هذا النظام أو إلغاؤه أو وضع بديل عنه ،وهذا ما تؤكده املادة 7/705من القانون املدين.
ب) اختالف رأي االغلبية
إذا مل تكن مثة أغلبية ،فيمكن لكل شريك أن يطلب من احملكمة املختصة أن تتخذ ما تقتضيه الضرورة ،وهلا أن تعني
عند احلاجة من يدير املال الشائع من بني الشركاء أو من غريهم ،وتتخذ احملكمة من اإلجراءات الوقائية للمحافظة على
.
املال ،وهذا ما أكدته الفقرة 7من املادة 705من القانون املدين
كما نصت الفقرة 8من نفس املادة على أنه" :وإذا توىل أحد الشركاء اإلدارة دون اعرتاض من الباقني عد وكيال
عنهم".
فقد حيدث أن يتوىل أحد الشركاء وحده إدارة املال الشائع مع سكوت بقية الشركاء دون اعرتاض ،فعندئذ يعد هذا
الشريك يف قيامه بأعمال اإلدارة أصيال عن نفسه ووكيال عن بقية الشركاء يف أعمال اإلدارة املعتادة.
أعمال احلفظ الضرورية
خبصوص حفظ املال الشائع وصيانته و طبقا لنص املادة 708من القانون املدين
فحفظ املال الشائع من حق كل شريك ،ومن هذا يكون ألي شريك أن يستقل بالقيام باألعمال الالزمة حلفظ
الشيء ،ولو كان ذلك بغري موافقة الشركاء اآلخرين ،وأعمال احلفظ قد تكون أعمال مادية ،كالقيام بالرتميمات الضرورية
وجين الثمار قبل تلفها ،وقد تكون تصرفات أو إجراءات قانونية ،كالوفاء بالضرائب املفروضة على العني ،وقطع التقادم ضد
من حيوز العني بنية كسب ملكيتها ،وقد خرج املشرع هبذا النص عن قاعدة اإلمجاع أو األغلبية لكون هذا العمل ال يضر
بقية الشركاء بل ينفعهم ،ألنه من واجب كل شريك أن يقوم بكل ما من شأنه أن حيفظ الشيء من اإلتالف وصيانته.
ويعترب الشريك الذي يستقل هبذه األعمال رغم معارضة الشركاء اآلخرين نائبا عنهم نيابة قانونية ،وحيق له الرجوع
على كل واحد من الشركاء بقدر نصيبه يف النفقات اليت أنفقها يف حفظ الشيء أو صيانته.
-خبصوص نفقات حفظ املال الشائع وإدارته وسائر التكاليف و طبقا املادة 708من القانون املدين ،فطاملا كان
كل الشركاء مالكا للمال الشائع ،فإنه من البديهي أن تقسم تكاليف هذا املال عليهم مجيعا كل بقدر نصيبه يف املال
الشائع ،ما مل يتفقوا على غري ذلك ،و جيوز ألي من الشركاء ،التخلص من دفع حصته يف النفقات والتكاليف ،أن يتخلى
عن حصته يف املال الشائع.
و طبق لنص املادة 707من القانون املدين فأعمال اإلدارة غري املعتادة نظرا خلطورهتا ،تتطلب موافقة أغلبية خاصة هي
أغلبية من ميلكون ثالثة أرباع املال الشائع ،كما أن رأي هذه األغلبية غري ملزم لألقلية ابتداء ،إذ يكون على هذه األغلبية
أن تعلن قرارها لألقلية اليت يكون هلا أن تتظلم منه أمام احملكمة ،ومل حيدد النص طريقة اإلعالن فيجوز بكافة الطرق ،إال أنه
يقع على هذه األغلبية عبء إثبات قيامها به ،أما تظلم أي شريك من األقلية فيجب أن يتم خالل شهرين من يوم وصول
اإلعالن إليه ،ويقدم التظلم بعريضة إىل احملكمة املختصة.
مل يتعرض القانون املدين بالنص حلالة ما إذا قام أحد الشركاء منفردا بعمل من أعمال اإلدارة غري املعتادة ،وهلذا تنطبق
القواعد العامة يف الشيوع.
فيما يخص تصرفه في حصته الشائعة ،فكل شريك يف الشيوع ميلك حصته الشائعة ملكية تامة ،لذلك فله أن
يتصرف فيها بكافة التصرفات القانونية ،شأنه يف ذلك شأن أي مالك يتصرف فيما ميلك ،وتصرفه على هذا النحو يكون
صحيحاً ونافذاً قبل الشركاء مجيعاً دون حاجة إىل موافقتهم أو إعالهنم املادة 0/708من القانون املدين.
وفيما خيص ترتيب حق عيين أصلي على احلصة الشائعة فإن أهم احلقوق العينية األصلية -عدا حق امللكية -هي
حق اإلنتفاع وحق اإلرتفاق ،وحق اإلرتفاق ال يرد على حصة شائعة ،فال جيوز للشريك يف العقار الشائع أن يرتب على
حصته الشائعة حق إرتفاق ألن حق اإلرتفاق يقتضي مباشرة صاحب هذا احلق أعماالً ال تصح مباشرهتا إال على عقار
مفرز ،أما حق اإلنتفاع فيمكن لصاحب احلصة الشائعة أن يرتبه على حصته ،ويكون لصاحب حق اإلنتفاع يف احلصة
الشائعة مجيع احلقوق اليت خيوهلا هذا احلق مبا يتالءم مع الشيوع ،كما جيوز للشريك يف الشيوع أن يرتب حقاً عينياً تبعياً على
حصته الشائعة.
-أما فيما يخص تصرف الشريك في جزء مفرز من المال المملوك على الشيوع ،فقد يثري كثرياً من الصعوبات ،خاصة
عندما يعتقد املتصرف إليه أن املتصرف ميلك احلصة املتصرف فيها ملكية مفرزة مث يتبني له بعد ذلك أن املتصرف ال ميلك
إال حصة شائعة يف مال مملوك على الشيوع ،وقد يعتقد املتصرف أو املتصرف إليه أن احلصة اليت مت التصرف فيها قد تقع
يف نصيب املتصرف مبقتضى القسمة ،ولكنه قد يقع يف نصيبه نتيجة القسمة حصة أخرى.
أقرت املادة 7/708من القانون املدين حكم تصرف الشريك يف حصته املفرزة ،فقد عين فيه ببيان مصري التصرف
يف جزء مفرز من املال الشائع بعد القسمة ،أما عن حكم هذا التصرف قبل القسمة فهذا ما مل يبينه املشرع اجلزائري ،ويعد
التصرف تصرفاً صحيحاً فيما بني أطرافه ،ولكنه غري نافذ يف حق باقي الشركاء.
وبيان ذلك يقتضي يف الواقع ،وعلى ضوء ما ورد يف نص املادة 7/708من القانون املدين ،التفرقة بشأن حكم
تصرف الشريك يف جزء مفرز من املال الشائع بني مرحلة ما قبل القسمة ،ومرحلة ما بعد القسمة.
مرحلة ما قبل القسمة :بالنسبة إىل حكم التصرف فيما بني أطرافه ،فإنه يعترب صحيحاً وذلك بالنظر إىل -
طبيعة حق الشريك يف الشيوع واعتباره حق ملكية يرد طوال الشيوع على الشيء الشائع مجيعه ،وبالتايل فال يعترب هذا
التصرف تصرفاً يف ملك الغري،
12
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
ويرتتب على ذلك أن التصرف ال يكون قابالً لإلبطال ،ال قبل القسمة وال بعدها ،أيا كانت نتيجة القسمة عند
حصوهلا.
وإذا كان ممتنعاً على املتصرف إليه طلب إبطال التصرف على أساس بيع ملك الغري ،فلن يبقى له وفقاً للقواعد العامة،
إال طلب إبطال التصرف على أساس ما يكون قد وقع فيه من غلط جوهري يف حقيقة ملكية املتصرف ،إذ كان جيهل أن
املتصرف ال ميلك العني املتصرف فيها مفرزة ،وله طلب اإلبطال استنادا إىل ذلك سواء قبل القسمة أو بعدها ،أما إذا كان
املتصرف إليه يعلم أن املتصرف ال ميلك إال حصة شائعة فال ميكنه طلب اإلبطال على أساس الغلط ،وذلك على عكس
احلال يف بيع ملك الغري حيث ال أثر فيه لعلم املشرتي على حقه يف طلب اإلبطال.
أما عن حكم التصرف بالنسبة لباقي الشركاء ،فاألصل أنه ليس للشريك أن يتصرف يف جزء مفرز من املال الشائع
ولو كان هذا اجلزء يعادل أو يقل عن حصته يف الشيوع ،فالشريك وإن كان مالكاً إال أن ملكيته قبل القسمة ،ال تتحدد
جبزء معني من املال الشائع ،وإمنا هي ملكية يف كل جزئيات هذا املال ويشاركه فيها باقي الشركاء.
وإذا كان – كما بينا أعاله – تصرف الشريك يف جزء مفرز من املال الشائع يعترب تصرفاً صحيحاً فيما بني طرفيه،
إال أن محاية حقوق باقي الشركاء تقتضي القول بأنه رغم صحة التصرف يف العالقة بني طرفيه إال أنه غري نافذ يف مواجهة
باقي الشركاء ،فيجوز هلم أن يرفعوا دعوى االستحقاق على كل من املتصرف واملتصرف إليه لتثبيت ما ميلكونه من حصص
شائعة يف اجلزء املتصرف فيه ،وذلك دون انتظار حلول القسمة.
وال يعترب املتصرف إليه شريكاً حيل حم ل املتصرف يف الشيوع ،وبالتايل ال يشارك الشركاء يف إدارة املال الشائع أو
التصرف فيه أو طلب قسمته أو طلب اسرتداد حصة معينة فيه أو الشفعة فيها ،ويظل ذلك كله من حق املتصرف بإعتباره
شريكاً.
لكن إذا كان املتصرف إليه حسن النية يظن وقت التصرف أن اجلزء املفرز مملوك للمتصرف وحده ،مث حاز هذا اجلزء
فله قانوناً أن يتمسك بالتقادم القصري املـدة ( 01سنوات حسب املادة 878من القانون املدين) إذا كان اجلزء املفرز عقاراً
و أشهر املتصرف إليه سند التصرف ،ولباقي الشركاء أن يقروا تصرف شريكهم يف اجلزء املفرز وعندئذ ينفذ هذا التصرف يف
حقهم ،كما أن لألغلبية اليت متلك ثالثة أرباع املال الشائع أن تقر هذا التصرف فينفذ يف حق الباقني إذا وعيت األحكام
اخلاصة بتصرف األغلبية اخلاصة يف املال الشائع.
مرحلة ما قبل القسمة :إذا متت القسمة ووقع اجلزء املتصرف فيه يف نصيب املتصرف انتهى األمر وأصبح -
التصرف نافذاً ،ويعترب املتصرف إليه مالكاً منذ التصرف إعماالً لألثر الكاشف للقسمة ،وإذا كان املتصرف إليه جيهل أن
املتصرف ال ميلك العني املتصرف فيها ملكية مفرزة ،فإن حقه يف طلب اإلبطال يسقط يف هذه احلالة لتعارض التمسك به
مع مقتضيات حسن النية ،املادة 0/86من القانون املدين.
13
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
أما إذا أسفرت القسمة عن وقوع اجلزء املتصرف فيه يف نصيب شريك آخر غري املتصرف فقد نصت املادة 7/708
من القانون املدين بأنه يف هذه احلالة ينتقل حق املتصرف إليه إىل اجلزء املفرز الذي آل إىل املتصرف بطريق القسمة ،فيحل
هذا اجلزء األخري حلوالً عينياً حمل اجلزء املتصرف فيه ويعترب كأن التصرف قد ورد عليه منذ إبرامه وخيلص اجلزء املفرز السابق
التصرف فيه ملن اختص به بالقسمة.
فكما نالحظ ،أن املادة 708من القانون املدين مل تتعرض إال حلالة تصرف الشريك يف جزء مفرز من املال الشائع،
ومل تتعرض حلكم تصرفه يف كل املال الشائع ،ولكن مثل هذا التصرف األخري – كالتصرف يف حصة مفرزة -ال يكون نافذاً
يف حق باقي الشركاء بالنسبة إىل حصصهم الشائعة يف هذا املال ،ولكن ينفذ التصرف يف حقهم بالنسبة إىل احلصة الشائعة
اليت للشريك البائع وعلى ذلك حيل املشرتي حمل الشريك البائع يف هذه احلصة ويصبح شريكاً يف الشيوع مع سائر الشركاء.
14
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
توجد ثالثة تعاريف للوقف يف ثالثة قوانني خمتلفة ,و عليه فقد عرفه املشرع يف املادة 707من قانون األسرة بأنه« :حبس
املال عن التمليك ألي شخص على وجه التأبيد و التصدق».
كما عرفته املادة 17من القانون رقم 01/80املؤرخ يف ,0880/18/77املتضمن قانون األوقاف بأنه« :حبس العني
عن التمليك على وجه التأبيد والتصدق باملنفعة على الفقراء ,أو على وجه من وجوه الرب أو اخلري» .و كذلك املادة 18من
نفس القانون اليت تنص« الوقف عقد التزام تربع صادر عن إرادة منفردة».
كما أن هناك تعريفا آخر للوقف يف القانون رقم 76/81املتضمن التوجيه العقاري ,حيث عرفت املادة 70منه األمالك
الوقفية بأهنا« األمالك العقارية اليت حبسها مالكها مبحض إرادته ليجعل التمتع هبا دائما ,تنتفع به مجعية خريية أو مجعية
ذات منفعة عامة ,سواء أكان هذا التمتع فورا أو عند وفاة املوصني الوسطاء الذين يعينهم املالك املذكور».
ميكن تعريف الوقف بأنه تصرف قانوين تربعي بإرادة منفردة الزم على وجه التأبيد حيبس املال عن التملك ومينح االنتفاع به
للموقوف عليهم مع متتع الوقف بالشخصية املعنوية.ويعترب الوقف صنفا قائما بذاته من أصناف األمالك العقارية (املادة
77من ق التوجيه العقاري) ،يتمتع بالشخصية المعنوية و تسهر الدولة -ممثلة يف وزارة الشؤون الدينية و األوقاف -على
صح الوقف زالت ملكية الواقف ،و يؤول حق اإلنتفاع الى الموقوف عليه
إحرتام إرادة الواقف وتنفيذها ،ذلك ألنه إذا ّ
يف حدود أحكام الوقف و شروطه (املواد 6و 07من ق األوقاف).
=مالحظة :ل فظ "الوقف" يتحمل عدة معاين ،فهو يطلق أوال على التصرف القانوين الذي يقوم به الواقف جتميدا ملاله ،و
يطلق ثانيا على املال اجملمد نفسه ،كما يطلق ثالثا على احلق العيين الناشئ عن تصرف الواقف ،وهو يطلق أخريا على
الشخص املعنوي الذي ميلك املال املوقوف.
15
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
و معىن ذلك أن الواقف يلتزم بتنفيذ عقد الوقف دون مقابل حيث يشرتط توفر نية التربع ,وذلك بنقل حق اإلنتفاع من
العني املوقوفة إىل اجلهة املوقوف عليها برا هبا و صدقة ابتغاء لوجه اهلل ،و خيرج بذلك امللك الوقفي عن ملك الواقف (املادة
07من قانون األوقاف).
و لقد اختلف األساتذة و الشراح يف تكييف هذا التعريف إنطالقا من غموض وركاكة تعبري نص املادة 18من القانون رقم
01-80اليت تنص« الوقف عقد التزام تربع صادر عن إرادة منفردة» فهناك من اعتربه عقدا انطالقا من أن املشرع اجلزائري
اعتربه من عقود التربع صراحة و هناك من اعتربه تصرفا بإرادة منفردة.
غري أن األرجح إعتبار الوقف تصرف بإرادة منفردة ألنه ينشأ بمجرد صدور اإليجاب من الواقف دون حاجة للقبول
الذي يشرتط لتثبيت الوقف يف ذمة املوقوف عليه فقط .وال يعترب الوقف عقدا ألن العقد يستوجب توافق إرادتني مظهرمها
اإلجياب والقبول بني الواقف و املوقوف عليه.
بالنسبة للقبول فإن املشرع اجلزائري قبل تعديل املادة 07من قانون 01/80اشرتطه يف حالة وجود شخص طبيعي كموقوف
عليه يف الوقف اخلاص ،و اعتبر القبول شرطا لالستحقاق ،ويف حال عدم القبول يأخذ الوقف اخلاص حكم الوقف
العام .وسكت املشرع عن القبول يف حالة الوقف العام غري أنه تطبيقا لنص املادة 15من قانون األوقاف فإن الشخص
الرب .وبذلك فهو وقف عام يكون القبول فيه من طرف السلطة املكلفة باألوقاف
املعنوي املقصود هو جهة من جهات ّ
تطبيقا للمادة 87من نفس القانون.
تنص املادة 6من قانون األوقاف "الوقف ل يس ملكا لألشخاص الطبيعيني و ال اإلعتباريني ،ويتمتع بالشخصية املعنوية ،
وتسهر الدولة على احرتام ارادة الواقف و تنفيذها"
ومعىن ذلك أن الوقف كيان مستقل عن الواقف و املوقوف عليه أو الناظر الذي يتوىل الوالية عليه.
ويرتتب عن ذلك متتع الوقف بذمة مالية مستقلة عن الواقف و املوقوف عليه أو الناظر ,إضافة إىل منحه أهلية التقاضي ,
و حقه يف وجود نائب يعرب عن إرادته و مقاصده.
16
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
يعترب الوقف صنفا من أصناف امللكية تتجلى خصوصيته يف حبس متلك العني مع بقاء االنتفاع هبا .فالوقف إسقاط للملكية
صح الوقف
بالنظر إىل نص املادة 17من قانون األوقاف" الوقف هو حبس العني عن التملك" و كذا املادة 07منه إذا ّ
زال حق ملكية الواقف ،ويؤول حق االنتفاع اىل املوقوف عليه يف حدود أحكام الوقف و شروطه" ،مبعىن أن ملكية الواقف
تسقط مبجرد نشأته صحيحا ،ويرتتب عن ذلك أن القاعدة العامة أنه ال جيوز التصرف يف امللك الوقفي املنتفع به بأي صفة
من صفات التصرف سواء بالبيع أو اهلبة أو التنازل .....و استثناء ميكن استبداله يف احلاالت املنصوص عليها قانونا (
املادتني 77و 78من ق األوقاف) .
وبذلك يكون املشرع قد أخرج العني املوقوفة(العقار) من ملكية الواقف ومل ينقلها اىل ملكية املوقوف عليه (وبذلك يكون قد
أخذ برأي الشافعية و احلنابلة) و جعل من الوقف ذو طابع مؤسسايت حيث ميلك الوقف نفسه وذلك بتأسيس الشخصية
املعنوية للعني املوقوفة.
أخذ املشرع برأي مجهور الفقهاء و إشرتط لزوم الوقف بعد صدوره ،و هو ما أكدته املادة 05من ق األوقاف " ...إذا
كان منافيا ملقتضى حكم الوقف الذي هو اللزوم . "...مبعىن أنه ال يصح للواقف الرجوع عنه ألنه دائم مؤبد فحسب املادة
78من ق األوقاف يبطل الوقف إذا كان حمددا بزمن
عرفت املادة 15من قانون األوقاف الوقف العام بأنه «:الوقف العام ما حبس على جهات خريية من وقت إنشائه .و
خيصص ريعه للمسامهة يف سبل اخلريات».
-وقف عام حمدد اجلهة حيدد فيه مصرف معني لريعه ,و ال يصح صرفه على غريه من وجوه اخلري إال إذا استنفذ.
-وقفا عام غري حمدد اجلهة وهو الوقف الذي ال يعرف فيه وجه اخلري الذي أراده الواقف ،ويصرف ريعه يف نشر
العلم و تشجيع البحث فيه و يف سبل اخلريات.
إضافة إىل ذلك فإن املشرع قد عدد جمموعة من األموال اعتربها أوقافا عامة مصونة يف نص املادة 18من القانون ,01/80
و هي:
17
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
األمالك الثابتة بعقود شرعية وضمت إىل أمالك الدولة أو أمالك اخلواص أو األمالك املتعارف على أهنا وقف دون معرفة
واقفها أو املوقوف عليه فيها
وجتدر اإلشارة إىل أن هذه املادة 18قد طرأ عليها تعديل مبوجب املادة 15من املرسوم التنفيذي رقم 88/780املتعلق
بشروط وك يفيات إدارة األمالك الوقفية واليت أضافت إىل األوقاف العامة :األمالك اليت اشرتاها أشخاص طبيعيون أو معنويون
بامسهم الشخصي لفائدة الوقف .وكذا األمالك اليت وقفت بعد ما اشرتيت بأموال مجاعة من املسلمني أو اليت وقع االكتتاب
عليها يف وسط هذه اجلماعة .وأخريا األمالك اليت خصصت للمشاريع الدينية.
عرفه املشرع اجلزائري يف املادة 15فقرة 17من قانون األوقاف قبل إلغائها بأنه «ما حيبسه الواقف على عقبه من
الذكور أو اإلناث ,أو على أشخاص معنيني مث يؤول إىل اجلهة اليت يعينها الواقف بعد انقطاع املوقوف عليهم».
واملالحظ على املشرع اجلزائري أنه أخرج الوقف اخلاص من جمال تطبيق القانون رقم . 01/80مبوجب تعديل املادة 10
من القانون رقم 01/80بالقانون رقم 01/17اليت أصبحت تنص " :حيدد هذا القانون ( )01/80تنظيم األمالك
الوقفية العامة،وتسيريها وحفظها ومحايتها ،والشروط والكيفيات املتعلقة باستغالهلا واستثمارها وتنميتها ،وخيضع الوقف
اخلاص لألحكام التشريعية والتنظيمية املعمول هبا ".
مما جيعل الوقف اخلاص خاضعا إىل األحكام التشريعية والتنظيمية املعمول هبا وفقا ألحكام قانون األسرة و الشريعة االسالمية
و كذا اشرتاطات الواقف .
حسب املادة 8من ق األوقاف للوقف أربعة أركان وهي :الواقف واملوقوف عليه والصيغة الدالة على إنشائه واليت تعرب عن
إرادة الواقف والشيء املوقوف
18
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
أوال :الواقف
الواقف هو من صدر منه الوقف ،أي ذلك الشخص املالك الذي أنشأ بإرادته املنفردة الوقف وجعل ملكيته من بعده غري
مملوكة ألحد ،قاصدا نقل منفعة ما وقف إىل الفقراء أو احملتاجني أو إىل جهة من جهات اخلري .وعن شروط الواقف،
وبالرجوع إىل قانون األسرة وطبقا للمادة 706منه اليت تنص « :يشرتط يف الواقف واملوقوف ما يشرتط يف الواهب
واملوهوب طبقا للمادتني 718و 716من هذا القانو ن » .لكن بالرجوع إىل هذين املادتني احملال إليهما جند وأن املادة
718تنص « :اهلبة يف مرض املوت واألمراض واحلاالت املخيفة تعترب وصية » .واملادة 716تنص «:جيوز للواهب أن
يهب كل ممتلكاته أو جزءا منها عينا أو منفعة أو دينا لدى الغري » ،فهي إحالة خاطئة ،فكان ينبغي على املشرع أن حييل
إىل املادة 717من قانون األسرة اليت تتكلم عن شروط الواهب.
-فعلى ضوء املادة 717من قانون األسرة ،ومن خالل أحكام القانون 01/80ميكننا استخراج أهم الشروط
الواجب توافرها يف الواقف:
وهذا الشرط مرتبط بكون الوقف عمل تربعي ،وأن هذا األخري ال يصح لغري املالك ويف ذلك تنص املادة 01من قانون
األوقاف «:يشرتط يف الواقف لكي يكون وقفه صحيحا ما يأيت :أن يكون مالكا للعني املراد وقفها ملكا مطلقا».
وأهلية التربع هي بلوغ سن الرشد 08سنة كاملة مع عدم وجود عارض لألهلية ،وعليه فال يصح وقف الصيب سواء كان
مميزا أو غري مميز تطبيقا للمادة 71من قانون األوقاف «وقف الصيب غري صحيح سواء كان مميزا أو غري مميز ولو أذن بذلك
الوصي».كما يشرط أن يكون الواقف عاقال وذلك تطبيقا لنص املادة 717من قانون األسرة وأيضا املادة 70من قانون
األوقاف .واليت تنص« ال يصح وقف اجملنون ،واملعتوه لكون الوقف تصرف يتوقف على أهلية التسيري ،أما صاحب اجلنون
املتقطع فيصح أثناء إفاقته ومتام عقله ،شريطة أن تكون اإلفاقة ثابتة بإحدى الطرق الشرعية».
املوقوف عليه هو اجلهة اليت ترصد هلا األموال املوقوفة لالنتفاع هبا أي هو من يستحق ريع الوقف.
-0الموقوف عليه قد يكون نفسه الشخص الواقف :أو ما يسمى بالوقف على النفس ،حيث أجازت املادة 708من
قانون األسرة للواقف أن حيتفظ مبنفعة الشيء املوقوف مدة حياته على أن يكون مآل الوقف بعد ذلك إىل اجلهة املعنية.
-7الموقوف عليه غير الواقف ،وهو األصل في الوقف :فقد جاء يف النص املادة 07من قانون 01/80قبل تعديلها
مبوجب املادة 16من القانون رقم « :01/17املوقوف عليه هو اجلهة اليت حيددها الواقف يف عقد الوقف ،ويكون شخصا
19
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
معلوما طبيعيا أو معنويا .فالشخص الطبيعي يتوقف استحقاقه للوقف على وجوده ،وقبوله ،وأما الشخص املعنوي فيشرتط
فيه أالّ يشوبه ما خيالف الشريعة اإلسالمية ».
فهذه املادة جاءت حبكم عام بالنسبة لكال الشخصني أال وهو شرط أن يكون معلوما ويقصد به كل الصفات والتعيينات
اليت جتعل املوقوف عليه معينا تعيننا تاما مينع اجلهالة فيه.
أما عن الشخص املعنوي فاشرتطت املادة أال يشوبه ما خيالف الشريعة اإلسالمية كأن تكون اجلهة املوقوفة عليها مؤسسة
لتسيري حمال مخور .وقد نصت املادة 17من القانون 01/80حبكم عام عن ذلك عندما عربت عن املوقوف عليه بعبارة «
الرب واخلري»
وجه من وجوه ّ
وجتدر اإلشارة إىل أن التعديل املشار إليه أعاله أعاد صياغة املادة 07على الشكل التايل« املوقوف عليه يف مفهوم هذا
القانون هو شخص معنوي ال يشوبه ما خيالف الشريعة اإلسالمية» وبذلك فقد خرج املشرع اجلزائري املوقوف عليه يف الوقف
اخلاص من هذه املادة .يف إطار إخراج الوقف اخلاص ككل من تطبيق نصوص القانون رقم 01/80عليه.
وعليه فإن املادة 07يف شكلها اجلديد ،باإلضافة إىل املادة فإن املادة 5من قانون ،01/80يفهم منها أن الوقف على
الشخص املعنوي هو وقف عام سواء كان شخصا معنويا عاما أو خاصا.
تناول املشرع اجلزائري حمل الوقف يف املادة 00من قانون األوقاف بالنص «:يكون حمل الوقف :عقارا ،أو منقوال ،أو منفعة،
وجيب أن يكون حمل الوقف معلوما ،حمددا ،مشروعا ويصح وقف املال املشاع ،ويف هذه احلالة تتعني القسمة».
و نصت املادة 705من قانون األسرة« جيب أن يكون املال احملبس مملوكا للواقف ،معينا ،خاليا من النزاع ولو كان مشاعا»
أ-ضرورة تعني املال املوقوف :فيجب أن يكون حمددا معلوما بصفاته ،وذلك لدرء أي نزاع بسبب عدم تعينه .فيجب
تعيني املساحة ،واحلدود .وكل ما يتطلب من البيانات لتعيني العقارمن وصف تام.
ب-ضرورة فرز املال املوقوف إن كان مشاعا :املشرع اجلزائري اختار إجازة وقف املال املشاع ،ولكنه اشرتط قسمته
تطبيقا للمادة 00فقرة 17من القانون رقم 01/80
بالنسبة لإلجياب فإنه يتحقق يف الوقف مبجرد إعالن رغبة الواقف يف وقف املال عن التصرفات الناقلة للملكية على أن
الرب
تكون منفعة املال املوقوف على جهات ّ
20
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
والصيغة ركن من أركان الوقف تطبيقا لنص املادة 18فقرة 17من قانون األوقاف،وقد نص املشرع اجلزائري على أحكام
خاصة بالصيغة جنملها فيما يلي:
-0ضرورة أن تكون الصيغة منجزة :ومعىن ذلك أن تكون تامة معربة على إرادة الواقف يف إنشاء الوقف يف حينه كقول
الواقف " لقد قررت وقف احملل الستعماله كمدرسة قرآنية.
-7ضرورة أن تكون الصيغة دالة على التأبيد :فإذا أراد الواقف من خالل وقفه ،جعل حبس العني عن التملك مؤقتا.فإن
وقفه يقع باطال تطبيقا لنص املادة 78من قانون الوقف« يبطل الوقف إذا كان حمددا بزمن».
-7اقتران الصيغة بشروط ال تتعارض مع الوقف :تنص املادة 78من قانون الوقف « :ال يصح الوقف شرعا إذا كان
معلقا على شرط يتعارض مع النصوص الشرعية فإذا وقع ،بطل الشرط .وصح الوقف» ،فإن قال الواقف مثال " سأقف حملي
لبناء مدرسة قرآنية ،وعلق ذلك على اشرتاط زواج ابنته من رجل غري مسلم" ،فإن هذا الشرط يبطل ،والوقف يصح.
كما نصت املادة 708من قانون األسرة« ينفذ شرط الوقف ما مل يتناىف ،ومقتضيات الوقف الشرعي ،وإال بطل الشرط.
وبقي الوقف».
أما الشرط الصحيح فهو الشرط الذي ينظم الوقف وال خيل بأصل الوقف ،وال حبكمه ،وال يؤثر يف منفعة الوقف وليس فيه
ما خيالف أحكام الشرع حيث ال يعرقل االنتفاع بالوقف .كإشرتاط طريقة معينة يف استثماره أو تسيريه.
أوجب املشرع ضرورة توثيق الوقف الوارد على عقار يف عدة نصوص قانونية :
أوال :إشرتاط التوثيق يف قانون األسرة و قانون األوقاف إلثبات الوقف و نفاذه
+طبقا للمادة 707من ق األسرة أن الوقف يثبت مبا تثبت به الوصية أي بسند توثيقي أو حبكم قضائي.
+حسب املادة 80من ق األوقاف جيب على الواقف أن يقيّد الوقف بسند توثيقي كشرط لنفاذه.
تشرتط الكتابة الرمسية يف الوقف العقاري بإعتبار الشكلية ركنا أساسيا يف كل التصرفات الواردة على عقار يرتتب على
ختلفها بطالن التصرف (املادة 778مكرر،0املواد 06و05من األمر رقم .)78/76
وجتدر بنا االشارة اىل أن املشرع م ّكن مدير الشؤون الدينية و األوقاف من حترير سندات رمسية لألمالك الوقفية سواء الشهادة
الرمسية للملك الوقفي أو خمتلف السندات املتعلقة باألوقاف.
21
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
وقد متّ استحداث هذه الشهادة الرمسية للملك الوقفي مبوجب املادة 6من املرسوم رقم 775-11املؤرخ يف
مضادة و ذلك
7111/01/75واحملررة بناء على أربع وثائق اإلشهاد املكتوب واملرفوقة بشرط البطالن عند ظهور أدلة ّ
محاية لألمالك الوقفية من النهب و االندثار.
أوجب املشرع مراعاة االجراءات املتعلق بالشهر يف كل التصرفات الواردة على عقار منها الوقف العقاري حبيث ال يكون له
أثر اال بعد الشهر ،وهو ما أكدته املادة 80من قانون األوقاف بنصها "جيب على الواقف أن يقيد الوقف بعقد لدى
املوثق و أن يسجله لدى املصاحل املكلفة بالسجل العقاري".ويتم إرسال نسخة من سند الوقف إىل اجلهة الوصية باألوقاف
لقيدها يف السجل العقاري الوقفي.
وضع املشرع اجلزائري جمموعة من القوانني والتنظيمات بغية ضمان السري احلسن لإلدارة ،وذلك بتوزيع املهام على عدة أجهزة
مركزية وحملية لصيانة هذا القطاع ،اهلياكل اإلدارية ذات التسيري غري املباشر واهلياكل اإلدارية ذات التسيري املباشر.
تتمثل هذه اهلياكل يف اإلدارة املركزية اليت تعمل حتت وصاية وزارة الشؤون الدينية واألوقاف ،وكذا اإلدارة احمللية اليت هلا
صالحيات التسيري اإلداري املباشر ،وذلك يف عنصرين نعرضهما على التوايل.
أوال:اإلدارة المركزية.
تعرب وزارة الشؤون الدينية واألوقاف أحد أقدم الوزارات احملدثة بعد االستقالل فهي أداة الدولة ووسيلتها يف خدمة احلياة
الروحية للمواطن ،املتجسدة يف دساتريها وقوانينها ،ووجودها كدائرة وزارية ضمن خمتلف التشكيالت احلكومية جعلها تتميز
وتنفرد مبهام كربى أبرزها إدارة األوقاف.
يرتأس هذه الوزارة وزير يتم تعيينه من قبل رئيس اجلمهورية مبوجب مرسوم رئاسي وبعد استشارة الوزير األول ،وهو مكلف
بإدارة األوقاف .وقد نظم املرسوم التنفيذي رقم 877/16اإلدارة املركزية لألوقاف.
أضف إىل هذه اإلدارة جلنة األوقاف لدى وزير الشؤون الدينية واألوقاف مبوجب املادة 18من املرسوم التنفيذي رقم
780/88املتضمن شروط إدارة األمالك الوقفية وتسيريها ومحايتها ،وحبكم أن إدارة األمالك الوقفية ال تتم بواسطة إدارة
22
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
مستقلة بذاهتا استحدث املشرع أجهزة جديدة وكلفها مبهام حمددة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 085/7111ونتطرق
إليها يف النقاط التالية:
أ-المفتشية العامة.
نصت املادة األوىل من املرسوم التنفيذي رقم 085/7111على أنّه «تشمل اإلدارة املركزية يف وزارة الشؤون الدينية
واألوقاف ،حتت سلطة الوزير على ما يأيت ......:املفتشية العامة :وحيدد تنظيمها وعملها مبرسوم تنفيذي.»...
وحددت املادة 17من املرسوم التنفيذي رقم 770/7111مهام املفتشية إىل جانب دورها الرقايب على خمتلف اهلياكل
واملؤسسات واهليئات التابعة للوصاية ،فإهنا تقوم حتت سلطة الوزير بالقيام بزيارات مراقبة تنصب يف جمملها على متابعة
مشاريع استغالل األمالك الوقفية وتفقدها وإعداد تقارير دورية عن ذلك ،ترسل هذه األخرية من طرف املفتش العام إىل
الوزير طبقا للنص املادة 18من ذات املرسوم.
تعد هذه املديرية من بني املديريات اليت تشكل هيكل اإلدارة املركزية يف وزارة الشؤون الدينية واألوقاف حتت سلطة الوزير،
باإلضافة إىل األجهزة املرتبطة مباشرة بنشاط الوزير ،الديوان ،جهاز التفتيش واألجهزة االستشارية ،استحدثت مبوجب املادة
الثالثة من املرسوم التنفيذي رقم 877/16سالف الذكر ،حيث وسعت مبوجبها مهام املديرية من األوقاف ،واحلج إىل
األوقاف واحلج والعمرة ،ونظمت املادة الثالثة سالفة الذكر اإلدارة املركزية لألوقاف يف مديريتني فرعيتني تابعتني ملديرية
األوقاف والزكاة واحلج والعمرة نذكرها:
استحدثت هذه املديرية مبوجب املادة 17من املرسوم التنفيذي رقم 877/16سالف الذكر ومت تغيري امسها من املديرية
الفرعية للبحث عن األمالك الوقفية واملنازعات إىل املديرية الفرعية حلصر األمالك الوقفية وتسجيلها.
نظمت مهامها مبوجب املادة 7من املرسوم التنفيذي رقم 877/16سالف الذكر
تعترب هذه اللجنة املسؤول األول عن األمالك الوقفية على املستوى املركزي استحدثت مبوجب القرار الوزاري رقم 78املؤرخ
يف 70فيفري 0888الصادر عن وزير الشؤون الدينية واألوقاف تطبيق لنص املادة 18من املرسوم التنفيذي رقم 780/88
23
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
سالف الذكر بقوهلا «حتدث لدى الوزير املكلف بالشؤون الدينية جلنّة األوقاف ،تتوىل إدارة األمالك الوقفية وتسيريها ومحايتها
يف إطار التشريع والتنظيم املعمول هبما.»...
تنشأ اللجنة املذكورة يف الفقرة أعاله ،بقرار من الوزير املكلف بالشؤون الدينية الذي حيدد تشكيلها ومهامها وصالحياهتا.
وأضافت املادة األوىل من القرار رقم 78مهام اللجنة بقوهلا «تتوىل هذه اللجنة مهام اإلشراف العملي والتوجيه وإدارة
األمالك الوقفية وتسيريها ومحايتها ،ومتارس مهامها حتت سلطة وزير الشؤون الدينية باعتباره سلطة مكلفة باألوقاف».
أسندت إدارة األمالك الوقفية على املستوى احمللي إىل أجهزة تسهر على اإلدارة والتنظيم وتسيري األمالك الوقفية على مستوى
كل والية وهبذا يكون املشرع قد كرس صورة عدم الرتكيز اإلداري أو املركزية النسبية.
تتوىل إدارة األمالك الوقفية على املستوى احمللي بصفة غري مباشر مديرية الشؤون الدينية واألوقاف باعتبار أعلى هيئة يف
الوالية ومؤسسة املسجد نوردمها على التوايل:
تعترب أعلى هيئة يف الوالية تعمل حتت وصاية السلطة املركزية تسهر على تسيري األمالك الوقفية ومحايتها والبحث عنها وجردها
وتوثيقها إداريا ،وقد نظمت املادة 17من املرسوم التنفيذي رقم 711/7111صالحيات هذه املديرية يف إدارة وتسيري
امللك الوقفي
-ونصت املادة 17من املرسوم أعاله «تتجمع مصاحل الشؤون الدينية واألوقاف يف الوالية يف مديرية الشؤون الدينية واألوقاف
تتضمن مصاحل مهيكلة يف مكاتب».
أحدثت هذه املؤسسة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 87/80وهي مؤسسة دينية تتواجد يف كل والية تتمتع بالشخصية
املعنوية واالستقالل املايل وغايتها تقدمي النفع العام ،مبنأى عن أي غرض جتاري .تتكون مؤسسة املسجد من أربعة جمالس،
يرأس كل جملس أمني خيتار اجمللس من بني أعضائه مبوافقة وزير الشؤون الدينية.
24
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
نصت املادة 77من املرسوم التنفيذي رقم « 800/18يضم سلك وكالء األوقاف رتبتني( )7اثنني :رتبة وكيل األوقاف،
رتبة وكيل األوقاف الرئيسي» .يؤدي مهامه حتت إشراف مدير الشؤون الدينية واألوقاف ،يراقب وكيل األوقاف على صعيد
مقاطعته موقع امللك الوقفي ،حيث يقوم مبهامه طبقا لنص 78من املرسوم التنفيذي رقم 800/18أعاله.
منح اإلسالم لناظر الوقف سلطة اإلشراف واإلدارة والتسيري ويطلق عليه اسم املتويل أو القيم أو الناظر وبينته املادة 00من
املرسوم التنفيذي رقم 780/88سالف الذكر واليت نصت على أنّه يعمل حتت مراقبة وكيل األوقاف وإضافة املادة 07من
ذات املرسوم على أنّه تسند رعاية التسيري املباشر للملك الوقفي إىل الناظر ،وهذا طبقا ألحكام القانون رقم 01/80املتعلق
بقانون األوقاف حيث وبالرجوع إىل املادة 77منه جندها نصت على أنّه «يتوىل إدارة األوقاف ناظر للوقف.»...
مل يعرف املشرع اجلزائري ناظر الوقف يف القانون رقم 01/80املتعلق باألوقاف ،ولقد عرف الفقهاء الناظر على أنه «من
يباشر التصرفات القانونية واألعمال اإلدارية نيابة عن الوقف يف حفظه ورعايته واستغالله ،وتنميته وصرف غالته ،وفق شروط
الواقف واألحكام الشرعية والقانونية».
ونصت املادة 78من القانون رقم 01/80املتضمن قانون األوقاف أعاله على أنّه «حيدد نص تنظيمي الحق شروط تعيني
الناظر وحقوقه وحدود تصرفاته».
نصت املادة 07من املرسوم التنفيذي رقم 780/88على أنّه «يشرتط يف الشخص املعني أو املعتمد ناظر لألوقاف أن
يكون :مسلماً .جزائري اجلنسية .بالغاً سن الرشد .سليم العقل والبدن /.عدالً أميناً .ذا كفاءة وقدرة على حسن التصرف.
ويتوفر الشروط املنصوص عنها يف املادة 07سالفة الذكر ،يقوم وزير الشؤون الدينية واألوقاف وطبقاً لنص املادة 05من
املرسوم التنفيذي رقم 780/88سالف الذكر يتعني ناظر للملك الوقفي مبوجب قرار بعد استطالع رأي جلنة األوقاف،
ويعتمد ناظر للملك الوقفي اخلاص.تبىن املشرع اجلزائري الرأي القائل جبواز الوالية للوقف نفسه وأدرج بعده ترتيبا لألشخاص
الذين تصح واليتهم على والوقف وذلك استنادا إىل عقد الوقف أو إىل اقرتاح ناظر الشؤون الدينية واألوقاف كما يلي:
25
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
-الواقف أو من نص عليه عقد الوقف ،املوقوف عليهم أو من خيتارونه إذا كانوا معينني حمصورين راشدين ،ويل املوقف
عليهم إذا كانوا معينني حمصورين غري راشيدين ،من مل يطلب النظارة لنفسه من أهل اخلري والصالح إذا كان املوقوف عليه
غري معني أو معيناً غري حمصور وغري راشد وال ويل له.
تضمنت القوانني املنظمة لألمالك الوقفية صيغا متنوعة لتثمري امللك الوقفي العقاري اختلفت باختالف نوع امللك الوقفي
الواقعة عليه العملية فنجد عقودا خاصة بتثمري األمالك الوقفية الفالحية ،وأخرى خاصة باألمالك الوقفية املبنية ،وتلك
املرتبطة باألمالك الوقفية العاطلةأوالبور.
تطرق املشرع اجلزائري إىل طرق تثمري األمالك الوقفية الفالحية املرسوم التنفيذي رقم 71/08مبوجب نص املادة / 26
مكرر 0من القانون رقم 17/10املذكور أعاله ،ومن أهم الصيغ التثمريية لألمالك الوقفية الفالحية عقد اإلجيار ،عقد
املزارعة وعقد املساقاة.
أجاز املشرع اجلزائري تأجري األراضي الوقفية الفالحية وفقا لنص املادة 75مكرر 8من القانون رقم 17/10املعدل واملتمم
للقانون رقم 01/80واملتضمن قانون األوقاف
-1انعقاد إيجار األراضي الوقفية الفالحية أجاز املشرع اجلزائري تأجري األراضي الوقفية الفالحية وفقا لنص املادة 75
مكرر 18من القانون رقم 17/10واعتربته حقا خموال للسلطة املكلفة باألوقاف نظرا خلصوصية هذه العقارات ،وأحال
شروطه وأحكام تنفيذه إىل املرسوم التنفيذي رقم ،71/08حيث عرفته املادة 18منه على أنّه «يقصد بإجيار األراضي
الوقفية املخصصة للفالحة يف مفهوم أحكام هذا املرسوم كل عقد تؤجر مبوجبه السلطة املكلفة باألوقاف ،إىل شخص
مستأجر أرض وقفية خمصصة للفالحة.»...
تتمثل أركان هذا العقد يف الرضا احملل والسبب باإلضافة إىل الشكلية.
أ-1التراضي.
الرضا هو أن يتبادل الطرفان التعبري عن إرادهتما وأن تتطابق هاتان اإلرادتان حول املسائل األساسية يف العقد واليت تتمثل يف
طبيعة العقد ،أطرافه ،حتديد األرض املؤجرة ومدة إجيارها واألجرة املتفق عليها ،نصت املادة 8من املرسوم التنفيذي رقم
26
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
71/08على أن السلطة املكلفة باألوقاف هي الطرف املؤجر للملك الوقفي ،وتضيف املادة 7من املرسوم التنفيذي رقم
،711/7111أن وزارة الشؤون الدينية واألوقاف ممثلة يف مديرية الشؤون الدينية واألوقاف وباعتبارها اهليئة املكلفة باألوقاف
هي صاحبة احلق يف تأجري الوقف.
أ-2المحل.
إن حمل اإلجيار الفالحي بالنسبة للمؤجر هو منفعة األرض املؤجرة ،أما بالنسبة للمستأجر ،فهي األجرة اليت يدفعها لقاء
انتفاعه باألرض املؤجرة وذلك خالل مدة معينة.
أ-3السبب.
هو الغاية من إبرام العقد ،ويشرتط يف السبب أن يكون مشروعا غري خمالف للنظام العام واآلداب العامة ،وإال عد عقد
اإلجيار باطال لعدم مشروعية السبب (زراعة األعشاب املهلوسة).
أ-1الشكلية.
يعترب عقد إجيار األراضي الفالحية الوقفية عقدا شكليا حيث جيب إفراغ التصرف القانوين يف قالب رمسي حتت طائلة البطالن،
وذلك وفقا لنماذج العقود الرمسية امللحقة باملرسوم التنفيذي رقم 71/08السالف الذكر واليت حيررها مدير الشؤون الدينية
واألوقاف باعتباره موظفا عاما ب :طرق إيجار األمالك الوقفية الفالحية.
حددت املادة 0من املرسوم التنفيذي رقم 07/08أن يكون تأجري األراضي الوقفية الفالحية إما عن طريق املزاد العلين
كقاعدة عامة أو عن طريق الرتاضي أو بتحويل حق االنتفاع الدائم أو حق االمتياز إىل إجيار كاستثناء.
خيضع إجيار امللك الوقفي الفالحي للمزاد العلين وفقا لنص املادة 08من املرسوم التنفيذي رقم 71/08حتت إشراف
السلطة املكلفة باألوقاف ،وجيري املزاد على أساس دفرت شروط منوذجي ،حيدده وزير الشؤون الدينية واألوقاف ،حيث تعلن
املزايدة يف الصحف أو بطرق اإلعالن األخرى قبل 71يوم من تاريخ إجرائها .وحيدد السعر األدىن بإجيار املثل وفق مقتضيات
السوق العقارية ،حبضور ممثل عن السلطة املكلفة باألوقاف إقليميا بعد استطالع رأي مصاحل إدارة أمالك الدولة ومدير
الديوان الوطين لألراضي الفالحية.
هناك حالتني استثنائيتني إلجيار األراضي الفالحية الوقفية ،ومها اإلجيار عن طريق الرتاضي وعن طريق حتويل حق االنتفاع أو
حق االمتياز إىل إجيار.
27
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
ب-1.2اإليجار بالتراضي.
تؤجر األراضي الوقفية الفالحية بالرتاضي بعد تنظيم عمليتني متتاليتني لإلجيار عن طريق املزاد العلين أثبتتا عدم اجلدوى،
وهذا بغرض تشجيع االستثمارات الفالحية املنتجة واملستدامة إضافة إىل نشر العلم وتشجيع البحث العلمي وكذا سبل
اخلري .تؤجر األمالك الوقفية الفالحية بالرتاضي برتخيص من الوزير املكلف بالشؤون الدينية واألوقاف ،حيث يربم العقد بني
املؤجر وهو السلطة املكلفة باألوقاف ممثلة يف مديرها الوالئي ،من جهة واملستأجر من جهة ثانية.
ويفرغ عقد اإلجيار الوقفي وفق منوذج خاص يبني تفاصيل عقد اإلجيار تعده جلنة األوقاف املركزية.
إن األمالك الوقفية الفالحية املسرتجعة من الدولة وكذلك األمالك السطحية املتصلة هبا يتم استغالهلا بواسطة عقد إجيار
يعوض منط االستغالل السابق بعد ثبوت أن املستثمرة حمل االنتفاع هي ملكية وقفية ،حيث خيضع خيضع لنظام خاص ّ
املستفيد من حتويل حق االنتفاع أو حق االمتياز إىل عقد إجيار لشروط قانونية معينة .وذلك بعد إتباع اإلجراءات املنصوص
عليها باملرسوم التنفيذي رقم 71/08واملتمثلة يف تقدمي طلب من أعضاء املستثمرات الفالحية لدى الديوان الوطين لألراضي
الفالحية لتحويل حق االنتفاع الدائم أو حق االمتياز إىل إجيار بالتنسيق مع السلطة املكلفة باألوقاف.
يتم تسجيل عقد حتويل حق االنتفاع أو حق االمتياز إىل إجيار عن طريق الديوان الوطين لألراضي الفالحية وتقوم السلطة
املكلفة باألوقاف بإعداد عقد إجيار باسم املستأجر املعين ،ويشهر باحملافظة العقارية باعتباره من اإلجيارات طويلة املدى وهذا
العقد يُلغي وحيُل حمل العقد اإلداري الصادر عن مديرية أمالك الدولة.
أوجد قانون األوقاف الستغالل واستثمار األراضي الوقفية العامة املبنية أو القابلة للبناء صيغ تتقارب من حيث املضمون
العام لكنها ختتلف عن بعضها عند التدقيق فيها من بني هذه الصيغ عقد املرصد ،وكذا عقد الرتميم أو التعمري.
- 1عقد المرصد.
يعترب عقد املرصد من الصيغ التمويلية لألوقاف اليت متكن من تعمري الوقف ورعاية األوقاف .وقد مسحت املادة 26مكرر
5من القانون رقم 17 /10للسلطة املكلفة باألوقاف بتثمري األمالك الوقفية القابلة للبناء بواسطة عقد املرصد «يمكﻥ ﺃﻥ
تستغل ﻭتستثمﺭ ﻭتنمى ﺍألﺭﺽ ﺍلمﻭقﻭفة بعقﺩ ﺍلمﺭصﺩ ﺍلـﺫﻱ يسـمح بمﻭجبـه لمستأجﺭ ﺍألﺭﺽ بالبناء فﻭقها مقابل ﺍستغالل
28
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
ﺇيﺭﺍﺩﺍﺕ البناء ،وله حق التنازل عنه باتفاق مسبﻕ ﻁيلة مﺩﺓ ﺍستهالﻙ قيمة ﺍالستثماﺭ مع مﺭﺍعاﺓ ﺃحكاﻡ املادة 76من
القانون رقم .»01-80
فالمرصد عقد من خالله يأذن الناظر ملستأجر الوقف بالبناء في أرض الوقف عند عجز الوقف عن التعمير ،بحيث يكون
ما ينفقه في البناء والتشييد ديًنا على الوقف يستوفيه من أجرة الوقف بالتقسيط ،ويكون البناء ملكا للوقف على أن يكون
لصاحبه حق القرار في عقار الوقف ويورث عنه ،وحق التنازل عنه بأخذ دينه عنه ،بحيث يحل محّله في العقار.
والذي خنلص إليه بالنسبة هلذا العقد ،أنه إجيار للوقف من نوع خاص ،فيحوي عقدين منضويني يف عقد واحد ،أحدمها
دين على الوقف كأجرة يقدمه املستأجر لعمارة الوقف حسب حالته حصره املشرع اجلزائري يف األراضي املبنية أو القابلة
للبناء مبوجب نص املادة 75مكرر ،5وآخر يقع على إثر إمتام املستأجر للعمارة فيتم تأجري الوقف له لينتفع به طوال مدة
معينة متتد طيلة استهالك قيمة ذلك البناء التثمريي ،والذي هو ملك للوقف طبقا لنص املادة 25من قانون األوقاف
01/80اليت أحلقته هبذا امللك.
نصت املادة 75مكرر 7من القانون رقم 17-10السالف الذكر املعدل للقانون رقم 01-80املتضمن قانون األوقاف
املذكور سابقا على أنه «يمكﻥ ﺃﻥ تستغل ﻭتستثمﺭ ﻭتنمى ﺍلعقاﺭﺍﺕ ﺍلﻭقفية املبنية املعرضة للخﺭﺍﺏ ﻭﺍالنﺩثاﺭ بعقﺩ ﺍلتﺭميﻡ
ﺃﻭ ﺍلتعمير ﺍلﺫﻱ يﺩفع ﺍلمستأجﺭ بمﻭجبه مـا يقـاﺭﺏ قيمـة ﺍلتﺭميﻡ ﺃﻭ ﺍلتعميﺭ مع خصمها من مبلغ اإلجيار مستقبال».
يهدف عقد الرتميم والتعمري إىل تثمري العقارات الوقفية املبينة املعرضة للخراب واالندثار ،وكعقد تثمريي فهو يشكل آلية
من آليات التثمري الوقفي العقاري ،ويقصد بالرتميم إعادة بناء وتصليح البنايات اليت يف طريقها للخراب واالندثار ،أما التعمري
فقد قصد به املشرع عملية البناء
عقد الرتميم أو التعمري هو عقد حمله وقف مبين معرض للخراب واالندثار ،تكون السلطة املكلفة باألوقاف طرفا فيه،
ويكتسب فيه صاحب هذا العقد صفة املستأجر ،حيث تقوم السلطة املكلفة باألوقاف بإبرام عقد إجيار مع شخص طبيعي
أو معنوي عام أو خاص يلتزم مبوجبه املستأجر بدفع مبلغ مايل يقارب قيمة الرتميم والتعمري ،وتلتزم السلطة املكلفة باألوقاف
بإجيار العني حمل الرتميم والتعمري إىل املستأجر على أن خيصم مبلغ اإلجيار املتفق عليه من املبلغ الذي قدمه املستأجر .وعند
استهالك مبلغ الرتميم والتعمري يعاد حترير عقد إجيار عادي بني الطرفني بشروط يتفق عليها أو تنتهي العالقة اإلجيارية وتعود
العني املؤجرة إىل السلطة املكلفة باألوقاف خالية من أي عبء أو التزام.
جيب على املستأجر أن يدفع مبلغا يقارب قيمة الرتميم والتعمري من أجل إصالح امللك الوقفي املبين املعرض لالندثار
واخلراب ،على أن يعود املستأجر بتلك النفقات على املؤجر خلصمها من مبلغ اإلجيار مستقبال ،إال أن حتديد قيمة هذا
الرتميم والتعمري يكون بالوقوف على درجة خترب امللك الوقفي ،وأن هذا التحديد يستوجب –منطقيا -استطالع رأي
29
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
املصاحل املختصة تقنيا ،وعلى وجه اخلصوص رأي اخلبري العقاري فيحدد هذا األخري قيمة األضرار اليت مست امللك الوقفي
املبين ،وعلى إثرها يقدر قيمة الرتميم والتعمري الواجب على املستأجر دفعها مبوجب هذا العقد.
نص املشرع اجلزائري يف املادة 75مكرر 17من القانون رقم 17-10املعدل واملتمم للقانون رقم 01/80املتعلق باألوقاف
على أنه« :ميكن أن تستثمر عند االقتضاء ،األرض املوقوفة العاطلة بعقد احلكر الذي خيصص مبوجبه جزء من األرض
العاطلة للبناء و /أو للغرس ملدة معينة مقابل دفع مبلغ يقارب قيمة األرض املوقوفة وقت إبرام العقد ،مع التزام املستثمر
بدفع إجيار سنوي حيدد يف العقد مقابل حقه يف االنتفاع بالبناء والغرس وتوريثه خالل مدة العقد ،مع مراعاة أحكام املادة
76من القانون رقم 01/80املؤرخ يف 07شوال عام 0800املوافق ل 77افريل 0880واملذكور أعاله».
وبناء عليه ميكن تعريف عقد احلكر على أنه عقد إجيار من نوع خاص مينح مبقتضاه للمستأجر الذي يسمى احملتكر وورثته
من بعده وخلفاؤهم حق االنتفاع بأرض موقوفة بالبناء أو الغرس أو بأية طريقة أخرى ملدة طويلة ،مقابل دفع بدل إجيار املثل
للوقف.
30
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
تتسم األمالك الوطنية العامة بعدم الثبات إذ يتسع نطاقها ويضيق حبسب إرادة اإلدارة من جهة ،والظواهر الطبيعية من
جهة أخرى.
لقد اختلفت املعايري اليت اعتمدها الفقه وفقه القضاء يف التمييز بني امللك العام وامللك اخلاص ،هذا التمييز الذي ظهر يف
أوائل القرن ،08أعتمد على اجتاه ضيق يف امللك العام وحصره يف عدم قابليته للتملك اخلاص.
من رواد هذا املعيار "ديكروك" DUCROCQو" برتلمي" ،BERTHELEMYحيث اعتربوا األموال اليت
تكون غري قابلة للتملك اخلاص ،تعترب من األموال العامة ،أي استحالة ملكية املال متلكاً خاصاً تكون مربرة العتبار هذا
املال عام ،وهبذا يكونوا قد جعلوا من امللك العام جمموع األموال غري القابلة للملكية اخلاصة حبكم طبيعتها.
و هو ما أخذ به املشرع اجلزائري يف نص املادة 17من القانون رقم 71/81املتعلق باألمالك الوطنية حيث نصت" :عمالً
باملادة 07من هذا القانون متثل األمالك الوطنية العمومية األمالك املنصوص عليها يف املادة السابقة اليت ال ميكن أن تكون
حمل ملكية خاصة حبكم طبيعتها أو غرضها.
أما األمالك الوطنية األخرى غري املصنفة ضمن األمالك العمومية واليت تؤدي وظيفة امتالكية ومالية فتمثل األمالك الوطنية
اخلاصة ."...
و هناك اجتاه ثان حاول أن يوسع مفهوم امللك العام باالعتماد على معيار التخصيص املرفق العام حمتفظا يف الوقت نفسه
مبعيار التخصيص الستعمال اجلمهور ،وقد ظهر هذا املعيار بعد النجاح الذي عرفته نظرية "دجيي" " Duguitوجيز
" ،"Jezeحيث ا عتربا األموال العامة هي اليت خصصت خلدمة مرفق عام ،وإن مل تكن كذلك فال تعد أموال عامة ولو
كانت خمصصة الستعمال اجلمهور.
و هو ما أخذ به املشرع اجلزائري يف نص املادة 07من القانون رقم 71/81أعاله حيث نصت " :تتكون األمالك الوطنية
العمومية من احلقوق واألمالك املنقولة والعقارية اليت يستعملها اجلميع ،واملوضوعة حتت تصرف اجلمهور املستعمل إما مباشرة
إما بواسطة مرفق عام شريطة أن تكيف يف هذه احلالة ،حبكم طبيعتها أو هتيئتها اخلاصة تكييفا مطلقاً أو أساسياً مع اهلدف
اخلاص هبذا املرفق وكذا األمالك اليت تعترب من قبيل امللكية العمومية مبفهوم املادة 07من الدستور ،وال ميكن أن تكون هذه
األمالك الوطنية العمومية موضوع متليك خاص أو موضوع حقوق متليكية".
31
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
و تعد هذه املعايري املستقاة من املادة 07أعاله خصائص األمالك العمومية اليت متيزها عن باقي أصناف األمالك األخرى.
وضع الفقه وفقه القضاء شرطان أساسيان مىت توافرا وجب اعتبار املال جزءاً من امللك العام للدولة ،كما ميكن أن نستنتجها
من نصي املادتني 17و 07من القانون رقم 71-81سالفيت الذكر ،وتتمثل يف:
-أن يكون املال ملكاً للدولة يقصد به التملك القبلي ويكون هذا األخري مبقتضى حق سابق وإما باكتساب هذا امللك
عن طريق القانون العام ( االقتناء ،نزع امللكية.)...
-أن يكون املال خمصص للمنفعة العامة :ويفهم من هذا الشرط أن يقع ختصيص املال إما لالستعمال املباشر للعموم أو
الحتياجات املرفق العام.
تعد األمالك الوطنية العمومية الطبيعية تلك األمالك اليت تنشأ بفعل الظواهر الطبيعية متنح صفة العمومية جملرد تكوينها،
عددهتا املادة 06من القانون رقم 71/81املتضمن قانون األمالك الوطنية حيث جاء فيها ":تشمل األمالك الوطنية
العمومية الطبيعية خصوصا على ما يأيت:
-شواطئ البحر،قعر البحر االقليمي وباطنه،املياه البحرية الداخلية ،طرح البحر وحماسره ،جماري املياه ورقاق اجملاري اجلافة،
اجلزر تتكون داخل رقاق اجملاري والبحريات واملساحات املائية األخرى أو اجملاالت املوجودة ضمن حدودها ،كما يعرفها
قانون املتضمن قانون املياه ،اجملال اجلوي اإلقليمي ،الثروات واملوارد الطبيعية السطحية واجلوفية املتمثلة يف املوارد املائية مبختلف
أنواعها ،واحملروقات السائلة منها والغازية والثروات املعدنية الطاقوية واحلديدية واملعادن األخرى و املنتوجات املستخرجة من
املناجم واحملاجر والثروات البحرية ،وكذلك الثروات الغابية الوقفة يف كامل اجملاالت الربية والبحرية من الرتاب الوطين يف سطحه
او يف جوفه او اجلرف القاري ،واملناطق البحرية اخلاضعة للسيادة اجلزائرية او لسلطاهتا القضائية ".
يشمل امللك العام االصطناعي األموال املهيأة بفعل اإلنسان األمر الذي يربز الدور األساسي إلرادة اإلدارة ،وعددها
املشرع اجلزائري يف املادة 7من القانون رقم 08/18املتضمن قانون األمالك الوطنية على النحو األيت:
-املنشآت الفنية الكربى واملنشآت األخرى وتوابعها املنجزة لغرض املنفعة العمومية.
-احملفوظات الوطنية.
-حقوق التأليف وحقوق امللكية الثقافية اآليلة إىل األمالك الوطنية العمومية.
-املباين العمومية اليت تأوي املؤسسات الوطنية وكذلك العمارات اإلدارية املصممة أو املهيأة إلجناز مرفق عام.
-املنشآت ووسائل الدفاع املخصصة حلماية الرتاب الوطين برا وحبرا وجوا.
يتفرع تكوين األمالك الوطنية العمومية عن إجرائيني أما لتعيني احلدود وهي العملية اإلدارية اليت تثبت اإلدراج يف األمالك
الوطنية العمومية الطبيعية ،وإما عن طريق االصطفاف والتصنيف بالنسبة إلدراج األمالك العمومية االصطناعية ،وإدراج
األموال يف امللك العمومي يستوجب عدة شروط من الواجب توفرها وتلعب اإلدارة هنا دورا أساسيا باعتبارها املالكة هلذه
األموال ،ونتعرض لعملية اإلدراج يف األمالك العمومية حسب طبيعة امللك الوطين العمومي يف فرعني على التوايل .
يقصد باإلدراج إدخال ملك معني ضمن األمالك العمومية ،واملبدأ يف امللك العمومي الطبيعي مستقل عن إرادة اإلدارة
فالوضعية املادية هلذا امللك والتغريات الطبيعية هي العامل اجلوهري يف منح املال صفة العمومية ،فيقتصر دور اإلدارة يف هذه
احلالة على تعيني احلدود الطبيعية للملك املدرج وبالتايل يعترب قرارها قرار كاشفا ال منشأ.
33
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
حددت املادة 7/78من القانون رقم 71-81املتعلق باألمالك الوطنية عملية اإلدراج يف األمالك الوطنية العمومية
اإلصطناعية كما يلي :على أساس االصطفاف بالنسبة للطرق واملواصالت وعلى أساس التصنيف بالنسبة لألمالك األخرى
.وبناء عليه يتم جتريد أو خروج امللك عن نطاق األمالك العمومية بإلغاء ختصيصه للمنفعة العامة ،وهو إجراء قانوين يصدر
من قبل السلطة املختصة مضمونه زوال ختصيص املال لالستعمال العام أو املرفق العام.
تتميز األمالك العمومية خباصية فريدة تتمثل يف كوهنا موضوعة رهن تصرف اجلمهور وهذه اخلاصية جعلت املشرع اجلزائري
يضع نظام خاص هلذا القطاع .حيث اعترب امللك العمومي غري قابل للتصرف أو التقادم أو احلجز إال أنه ميكن منح
اجلماعات احمللية واخلواص رخص لالستعمال املؤقت ألجزاء ما دام هذا االستعمال ال ميس الصاحل العام.
متارس اإلدارة على ملكها العام صالحيات تصرف مستقلة يرجع إليها حتديد الشروط اليت ترى من الالزم توفرها بالنسبة
لرخص االستغالل ،وذلك بالنظر إىل مصلحة ذلك امللك ولتخصيصه للمنفعة العامة ،وقد يكون استعمال هذه األمالك إما
مجاعيا أو استعماال خاصا.
إن االستعمال اجلماعي للملك العمومي املخصص الستعمال اجلمهور يتم بواسطة عموم املستعملني (جمموع املواطنني)
وكذلك صنف من األشخاص احملددين ويستمد هذا االستعمال أساسه من القواعد العامة املقننة أحيانا ولكن يف غالبها
تكون غري ذلك (كاستعمال الشواطئ ) على عكس االستعمال اخلاص للملك العمومي فاالستعمال العمومي ال يتطلب
سند قانوين وهذه الطريقة االستعمال ميكن إن تتم يف صورتني :االستعمال العمومي املباشر ،كما ميكن إن يكون غري مباشر.
تعد هذه الطريقة الستعمال امللك العمومي أحيانا الطريقة الوحيدة املالئمة باعتبارها جتسيدا لفكرة التخصيص للمنفعة العامة
أي تطابق االستعمال مع أهداف وختصيص املال العام.
إن االستعمال املشرتك أو اجلماعي لألمالك العمومية املخصصة الستعمال اجلمهور استعماال مباشرا ،هو االستعمال الذي
ميكن أن يقوم به مجيع املواطنني دون أن يعرقل استعمال مرافق األمالك الوطنية استعماال مجاعيا مباشرا كما حيق لإلدارة
حتديد التخصيص وتغيريه.و يفهم مع ذلك أن الصورة اجلماعية الستعمال امللك العمومي هي ترمجة الستعماالت امللك
34
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
العمومي عن احلريات العامة ،فاستعمال الطرقات العمومية للمرور هو تعبري عن حرية التنقل ،نقل البضائع واألسواق مببدأ
حرية التجارة والصناعة واستعمال املساجد للعبادة تعبريا عن حرية ممارسة الشعائر الدينية أي حرية العقيدة .
ويكون االستعمال املشرتك أو اجلماعي عاديا إذا كان ميارس طبقا للغرض اخلاص الذي حدد من اجله كاستعمال
الطريق العام ،ويكون غري عادي إذا مل ميارس ملا يطابق هذا الغرض مطابقة كلية ويف هذه احلالة جيب أن يكون مرخصا له
مسبقا.
بناء على ما تقدم ميكن استخالص بعض الخصائص االستعمال العمومي منها:
يقصد باالستعمال اخلاص لألمالك العمومية ،انفراد شخص أو جمموعة من األشخاص باستعمال جزء من امللك العمومي
منتزعة من االستعمال املشرتك بني اجلمهور االنتفاع به.
تقضي القاعدة العامة بعدم استعمال امللك لغري الغرض األصلي الذي خصص له ،غري أن اإلدارة متلك منح تراخيص
خاصة باستعماله لغري هذا الغرض وهو املبدأ الذي أخد به املشرع اجلزائري وحدد أنواع الرخص املمكن احلصول عليها
مبوجب نص املادة 71فقرة 18من املرسوم التنفيذي رقم 877/07حيث جاء فيها " ...ورخصتا استعمال األمالك
العمومية استعماال خاصا بناء على العقد اإلداري الوحيد للطرف مها رخصة الوقوف ورخصة الطريق."...
أ-رخصة الوقوف.
عرفتها املادة 70فقرة 0من املرسوم التنفيذي رقم 877/07على أهنا " ترخيص بشغل قطعة من األمالك العمومية
الستعمال اجلميع شغال خاصا دون إقامة مشتمالت على أرضيتها وتسلم للمستفيد معني امسيا "..
-تسلم رخصة الوقوف من قبل السلطة اإلدارية املكلفة بأمن املرور عرب مرفق األمالك العمومية املعني.
-ويكون لرئيس اجمللس الشعيب البلدي مبوجب قرار تسليمها ،إذا تعلق الشغل بالطرق الوطنية الوالئية الواقفة داخل التجمعات
السكنية وكذلك الطرق البلدية .
35
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
-ويعود االختصاص للوايل مبوجب قرار فيما خيص الطرق الوطنية والوالئية خارج التجمعات السكنية
ويضمن القرار حمل الرخصة الشروط التقنية واملالية للشغل ومدته والعقوبات املطبقة ،فان كل رخصة للشغل املؤقت لبعض
أو جزء من األمالك العمومية يستوجب دفع أتاوى وتكون السلطة اإلدارية اليت سلمت رخصة الوقوف املستفيدة من دفع
األتاوى ،كما انه ميكن إلغاؤها من طرف السلطة املاحنة هلا ،بسبب عدم استفاءها للشروط املالية وال ميكن يف هذه احلالة
لصاحب الرخصة أن يطلب تعويضها .
ب-رخصة الطريق.
هذا الرتخيص يشغل قطعة من األمالك العمومية الستعمال اجلميع شغال خاصا مع إقامة املشتمالت يف أرضيتها،
وتسلم لفائدة مستعمل معني كما تنجر عنها أشغال تغري أساسا األمالك املشغولة ،وتتميز هذه الرخصة بأهنا مؤقتة وقابلة
لإللغاء يف أي وقت من قبل السلطات اليت منحتها أو سحبها حسب اإلشكال اليت سلمت وفقها .
وتسلم رخصة الطريق بقرار من السلطة املكلفة بتسيري امللك العمومي املعين فيختص:
-وزير األشغال العمومية إذا كان الشغل املربمج خيص طريق سيار أو جزء من طريق وطين موجود داخل تراب عدة واليات.
-الوايل إذا كان املربمج خيص طريق والئي أو جزء من طريق وطين موجود داخل تراب الوالية ( الطريق خارج التجمعات
السكنية ).
-رئيس اجمللس الشعيب البلدي فيما يتعلق بشغل مربمج على الطريق البلدي (واقع داخل جتمع سكين).
حتسب االتاوت ابتداء من تاريخ صدور القرار حمل الرخصة أو من تاريخ شغل القطعة التابعة للملك العمومي املعين ،وتسوى
وحتدد مبوجب قانون املالية.
إىل جانب نظام الرخصة خيضع امللك العام للدولة إىل نظام االستعمال باالمتياز اإلداري وخيص نظام االمتياز لكونه يكاد
ينحصر يف القطاعات احلساسة من امللك العمومي اليت تتطلب استثمارات مالية هامة.
ويشكل االمتياز " العقد الذي تقوم مبوجبه اجلماعة العمومية صاحبة امللك املسماة السلطة صاحبة حق االمتياز مبنح شخص
معنوي أو طبيعي يسمى صاحب االمتياز ،حق استغالل ملحق امللك العمومي الطبيعي أو متويل أو بناء أو استغالل املنشأة
العمومية لغرض خدمة عمومية ملدة معينة ،تعود عند هنايتها املنشأة أو التجهيز حمل منح االمتياز إىل السلطة صاحبة حق
االمتياز".
36
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
تسعى الدولة كشخص معنوي من أشخاص القانون العام ،شأهنا يف ذلك شأن األشخاص الطبيعية إىل امتالك شىت أنواع
األموال العقارية واملنقولة بغية استعماهلا كوسيلة حتكم يف اجملاالت املختلفة وتسخريها للمصلحة العامة.
إن املشرع اجلزائري حدد بصفة دقيقة وعلى سبيل التعداد ،كل من أمالك الدولة وأمالك الوالية ،وأمالك البلدية اخلاصة،
بعدما عددها بصفة كلية يف املادة 07من قانون األمالك الوطنية واليت تنص على أنه " :تشتمل األمالك الوطنية اخلاصة
التابعة للدولة والوالية والبلدية على:
-العقارات واملنقوالت املختلفة األنواع غري املصنفة يف األمالك الوطنية العمومية اليت متلكها.
-احلقوق والقيم املنقولة اليت اقتنتها أو حققتها الدولة واجلماعات احمللية يف إطار القانون.
-األمالك واحلقوق النامجة عن جتزئة حق امللكية اليت تؤول إىل الدولة والوالية والبلدية وإىل مصاحلها ومؤسساهتا
العمومية ذات الطابع اإلداري.
-األمالك اليت ألغي ختصيصها أو تصنيفها يف األمالك الوطنية العمومية اليت تعود إليه.
-األمالك احملولة بصفة غري شرعية من األمالك الوطنية التابعة للدولة والوالية واليت استويل عليها أو شغلت دون
حق ومن غري سند واسرتدهتا بالطرق القانونية".
املادة 08من قانون األمالك الوطنية رقم ،71-81قامت بتعدادها وحصرها حيث نصت على ما يلي " :تشتمل األمالك
الوطنية اخلاصة التابعة للدولة خصوصاً على ما يـأيت:
-مجيع البنايات واألراضي غري املصنفة يف األمالك الوطنية العمومية اليت ملكتها الدولة وخصصتها ملرافق عمومية
وهيئات إدارية ،سواء أكانت تتمتع باالستقالل املايل أم مل تكن كذلك،
-مجيع البناي ات واألراضي غري املصنفة يف األمالك الوطنية العمومية ،اليت اقتنتها الدولة ،أو آلت إليها وإىل
مصاحلها أو هيئاهتا اإلدارية ،أو امتلكتها أو أجنزهتا وبقيت ملكاً هلا،
-العقارات ذات االستعمال السكين أو املهين أو التجاري وكذلك احملالت التجارية اليت بقيت ملكا للدولة،
37
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
-األمتعة املنقولة ،والعتاد الذي تستعمله مؤسسات الدولة ،وإدارهتا ومصاحلها واملنشآت يف اخلارج.
-األمالك اليت تعود إىل الدولة عن طريق اهلبات والوصايا والرتكات اليت ال وارث هلا ،واألمالك الشاغرة ،واألمالك
اليت ال مالك هلا وحطام السفن والكنوز.
-احلقوق والقيم املنقولة اليت اقتنتها أو حققتها الدولة ومتثل مقابل قيمة احلصص أو التزويدات اليت تقدمها
للمؤسسات العمومية ،وكذلك احلقوق والقيم املنقولة املذكورة يف املادة 88أدناه.
-األراضي الفالحة أو ذات الوجهة الفالحية ،واالراضي الرعوية اليت متلكها الدولة.
-السندات والقيم املنقولة اليت متثل مقابل قيمة األمالك واحلقوق املختلفة األنواع اليت تقدمها الدولة بغية املسامهة
يف تكوين الشركات املختلطة االقتصاد وفقاً للقانون".
حددت املادة 08من قانون األمالك الوطنية ،األمالك الوطنية اخلاصة بالوالية بنصها على ما يلي " :تشتمل األمالك الوطنية
اخلاصة التابعة للوالية خصوصاً ما يأيت:
-مجيع البنايات واألراضي غري املصنفة يف األمالك الوطنية العمومية واليت متلكها الوالية وختصص للمرافق العمومية
واهليئات اإلدارية.
-احملالت ذات االستعمال السكين وتوابعها الباقية ضمن األمالك الوطنية اخلاصة التابعة للوالية أو اليت اقتنتها
أو أجنزهتا بأمواهلا اخلاصة.
38
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
-اهلبات والوصايا اليت تقدم للوالية وتقبلها حسب األشكال والشروط اليت ينص عليها القانون.
-األمالك الناجتة عن األمالك الوطنية اخلاصة التابعة للدولة أو البلدية اليت تتنازل عنها كل منهما للوالية أو تؤول
إليها أيلولة امللكية التامة.
-األمالك اليت ألغي تصنيفها يف األمالك الوطنية العمومية التابعة للوالية او العائدة إليها.
-احلقوق والقيم املنقولة املكتسبة أو اليت حققتها الوالية واليت متثل مقابل حصص مسامهتها يف تأسيس املؤسسات
العمومية أو دعمها املايل".
تعترب البلدية آخر هيئة إدارية يف النظام القانون لألمالك الوطنية يف اجلزائر ،من هلم حق امتالك أمالكا وطنية ،سواء عامة أو
خاصة ،وقامت املادة 71من قانون األمالك الوطنية رقم 71-81حتديد هذه األمالك وهذا بنصها على ما يلي:
" تشتمل األمالك الوطنية اخلاصة التابعة للبلدية خصوصا على ما يلي:
-مجيع البنايات واألراضي غري املصنفة يف األمالك الوطنية العمومية اليت متلكها البلدية وختصص للمرافق العمومية واهليئات
اإلدارية.
-احملالت ذات االستعمال السكين وتوابعها الباقية ضمن األمالك الوطنية اخلاصة التابعة للبلدية اليت أجنزهتا بأمواهلا اخلاصة.
-األمالك العقارية غري املخصصة اليت اقتنتها البلدية أو أجنزهتا بأمواهلا اخلاصة.
-العقارات واحملالت ذات االستعمال املهين أو التجاري أو احلريف اليت نقلت ملكيتها إىل البلدية كما عرفها القانون.
-املساكن املرتبطة بالعمل أو املساكن الوظيفية اليت عرفها القانون ونقلت ملكيتها إىل البلدية.
-األمالك اليت ألغي تصنيفها يف األمالك الوطنية العمومية التابعة للبلدية والعائدة إليها.
-اهلبات والوصايا اليت تقدم للبلدية وتقبلها حسب األشكال والشروط اليت ينص عليها القانون.
-األمالك الناجتة عن األمالك الوطنية اخلاصة التابعة للدولة أو الوالية اليت تتنازل عنها كل منها للبلدية أو آلت إليها أيلولة
امللكية التامة.
39
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
-احلقوق والقيم املنقولة اليت اقتنتها البلدية أو حققتها واليت متثل قيمة مقابل حصص مسامهتها يف تأسيس املؤسسات
العمومية ودعمها املايل ".
ميكن تصنيف األمالك الوطنية العقارية اخلاصة وفقا للمعيار املادي إىل العقار احلضري ،العقار الفالحي ،العقار الصناعي
والعقار السياحي ،حيث تظهر أمهية هذا التصنيف من خالل القواعد القانونية املنظمة لكل صنف هذا من جهة وإحتالل
األمالك العقارية القسم األكرب واألهم من مكونات األمالك الوطنية اخلاصة من جهة أخرى.
لقد حدد املادة 75من القانون 81ـ ـ 71املتضمن األمالك الوطنية الوسائل القانونية املكونة للرصيد العقاري ،حيث حددت
الطرق العادية الكتساب امللكية بالنسبة للدولة كمسؤول عن اجلماعة ،باإلضافة إىل الطرق االستثنائية أو غري عادية اليت
تفرضها املصلحة إلشباع احلاجات العامة من األموال الضرورية لسري املرافق واملصاحل العمومية.
الدولة كغريها من األشخاص القانون العام أو اخلاص مؤهلة القتناء العقارات لتكوين احتياطها العقاري ،لذا تتعامل كشخص
عادي طبقا ملقتضيات القواعد العامة ونتوزع طرق االقتناء بالرتاضي بني تلك اليت تقع بالطرق العادية جند اهلبات والوصايا
األمالك الشاغرة واألمالك اليت ال صاحب هلا ،االلتصاق ،تحويل الملكية و الحيازة والتقادم كطريق لتكوين األمالك
الوطنية الخاصة .
ميكن للدولة اللجوء إىل التملك القسري مبوجب طريقني استثنائيا طبقا للمادة 75فقرة 6من القانون 71/81املتعلق
باألمالك الوطنية ،نزع امللكية وحق الشفعة طريقني باإلضافة إىل املصادرة.
نصت املادة 3من قانون 71/81املتعلق باألمالك الوطنية يف فقرهتا الثانية على أنه ... ":أما األمالك األخرى غري املصنفة
ضمن األمالك الوطنية ،واليت تؤدي وظيفة امتالكية ومالية ،فتمثل األمالك الوطنية اخلاصة" ،إذاً فهي متثل ملكية االستغالل،
40
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
وختضع مبدئياً لقواعد القانون اخلاص ،شأهنا يف ذلك شأن امللكية اخلاصة يف القانون املدين ،وهبذا يكون للدولة على أمالكها
اخلاصة احلق يف التصرف فيها جبميع أنواع التصرفات الواقعة على امللكية اخلاصة يف قواعد القانون اخلاص.
يدخل التخصيص ضمن أعمال إدارة ملك الدولة اخلاص ،مبوجبه يتم وضع املمتلكات العقارية التابعة للدولة حتت تصرف
مصلحة من املصاحل العمومية ،مقابل غاية ختصص العقار من أجل إرضاء هذه املصلحة قصد متكينها من أداء املهام املسندة
هلا يف اجملاالت املختلفة ،وذلك ضماناً لسري املرافق العامة.
و عرفه املشرع اجلزائري يف املادة 10/87من قانون األمالك الوطنية على أنه:
" استعمال ملك عقاري أو منقول ميلكه شخص عمومي يف مهمة ختدم الصاحل العام للنظام ،ويتمثل يف وضع أحد األمالك
الوطنية اخلاصة اليت متلكها الدولة أو اجلماعة اإلقليمية حتت تصرف دائرة وزارية أو مصلحة عمومية أو مؤسسة عمومية تابعة
ألحدمها قصد متكينها من أداء املهمة املسندة إليها".
و تضيف الفقرة الرابعة من املادة 87أعاله واملعدلة مبوجب املادة 78من القانون 08-18املتضمن قانون األمالك الوطنية
أطراف أخرى للتخصيص إىل جانب املؤسسة العمومية اإلدارية أو اجلماعة العمومية ،حيث جاء فيها ":وميكن أن ختصص
الدولة للمؤسسات العموم ية ذات الطابع الصناعي والتجاري ،ومراكز البحث والتنمية ،واهليئات اإلدارية املستقلة بعنوان
التجهيز" ،مثل سلط ضبط اخلدمات العمومية للمياه ،سلط ضبط الربيد ،والنقل الربي ...اخل
وحىت يكون التخصيص صحيحا جيب أن تتوفر شروط شكلية تتمثل يف مايلي:
ختضع عقود اإلجيار املربمة على العقارات كمبدأ عام لقواعد القانون املدين املتممة لعقود اإلجيار وال خيرج عن هذه العقود
إال فيما يرد بشأنه حكم خاص ملقتضى قواعد امللكية العامة الوطنية .وقد نص املشرع اجلزائري يف القانون رقم 08-18
41
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
املتضمن األمالك الوطنية على إجيار األمالك اخلاصة التابعة للدولة غري املخصصة ،أو اليت ألغي ختصيصها إذا ما تبني عدم
قابليتها لتأدية وظيفتها وذلك مبوجب النصوص 75إىل 178منه ،ونظم أحكامه مبوجب املواد من 011إىل 018من
املرسوم التنفيذي رقم 877/07احملدد لشروط وكيفيات إدارة وتسيري األمالك العمومية واخلاصة التابعة للدولة ،وعمالً
بأحكام هذه املواد ختتص إدارة أمالك الدولة وحدها بتأجري العقارات التابعة لألمالك اخلاصة للدولة وحتديد الشروط هلذا
اإلجيار.
و يتم إجيار العقارات التابعة لألمالك اخلاصة للدولة ومجاعاهتا احمللية غري احملالت ذات االستعمال السكين كأصل عام عن
طريق املزاد العلين .و إذا كان األصل أن اإلجيار يتم عن طريق املزاد العلين ،وقد أجاز املشرع اجلزائري استثناءً أن يتم عن
طريق الرتاضي على أساس القيمة اإلجيارية احلقيقية ،أي ما يتعلق باحملالت ذات الطابع السكين طبقا للمادة 011من
املرسوم التنفيذي رقم 877/07إدارة األمالك الوطنية هي السلطة اإلدارية الوحيدة املختصة بتأجري العقارات التابعة لألمالك
اخلاصة بالدولة اليت تسريها مبا شرة سواء كانت خمصصة أم غري خمصصة ملصلحة عمومية ،ومهما تكن املصلحة اليت حتوزها
أو تستعملها كما ختتص وحدها بتجديد الشروط املالية.
ثالثاً :االمتياز.
-1االمتياز الفالحي
عرفت املادة 7من قانون التوجيه الفالحي االمتياز " :هو عقد متنح مبوجبه السلطة املاحنة لشخص حق استغالل العقارات
الفالحية ملدة حمددة مقابل دفع إتاوة سنوية" ،واعتربته املادة 07منه النمط الوحيد الستغالل األراضي الفالحية التابعة
لألمالك اخلاصة للدولة .وقد عرفته وابرز عناصره املادة 18من القانون رقم 17/01حيث جاء فيها " :هو العقد الذي
متنح مبوجبه الدولة شخصاً طبيعياً من جنسية جزائرية يدعى يف صلب النص "كمستثمر صاحب االمتياز" حق استغالل
األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة وكذا األمالك السطحية املتصلة هبا بناء على دفرت شروط حيدد عن طريق
التنظيم ملدة أقصاها ( )81أربعون سنة قابلة للتجديد مقابل دفع إتاوة سنوية "...
طريف العقد مها :املستثمر صاحب االمتياز ( الشخص الطبيعي اجلزائري اجلنسية) ،والدولة املاحنة باعتبارها مالكاً للرقبة،
وقد حدد القانون رقم 17/01مبادئ جديدة تتعلق بتسيري األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة ،ال سيما:
-ال مينح عقد االمتياز إال لفائدة املنتجني اللذين وفوا بالتزاماهتم مبفهوم قانون 08/87واحلائزون على عقود
رمسية مشهرة أو قرارات والئية.
-القانون رقم 41-80المتضمن األمالك الوطنية المعدل والمتمم للقانون رقم ،08-08سالف الذكر. 1
42
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
-مينح عقد االمتياز على األوعية العقارية املعنية وكذا على األمالك السطحية التابعة هلا.
-مينح عقد االمتياز مبقابل دفع إتاوة سنوية ،ختص هذه األخرية األرض فقط.
-يؤطر حتويل حق االنتفاع الدائم إىل حق امتياز من طرف الديوان الوطين لألراضي الفالحية ( .)ONTA
-و يتم فسخ عقد االمتياز بطريقة إدارية يف حالة إخالل صاحب االمتياز بالتزامه و/أو عدم احرتامه لبنود دفرت
الشروط.
يكرس االمتياز املمنوح يف إطار األمر رقم 18-18الذي حيدد شروط وكيفيات منح االمتياز على االراضي التابعة لألمالك
اخلاصة للدولة واملوجهة للمشاريع االستثمارية كما عرفته املادة 07من املرسوم التنفيذي رقم 067-18أعاله يف فقرهتا
األوىل :بعقد عقاري تعده إدارة أمالك الدولة مرفقاً بدفرت شروط معد طبقاً للنماذج امللحقة هبذا املرسوم وحيدد بدقة برنامج
االستثمار ،وكذا بنود وشروط ومنح االمتياز .و قد نظم أحكام هذا العقد األمر رقم 18-18واملراسيم التنفيذية له.
و بناء على ما جاء يف هذا املرسوم يكون املشرع اجلزائري قد وحد إجراءات التسيري القائمة على االمتياز على كل من العقار
املوجه لالستثمار الصناعي ،والعقار املوجه لالستثمار السياحي ،والعقار اخلاص بإنشاء املدن اجلديدة والعقارات التابعة
للدولة واملوجودة خارج حميطات مناطق التوسع السياحي واملدن اجلديدة .و مينح االمتياز ملدة أدناها 77سنة قابلة للتجديد
مرتني وأقصاها 88سنة على أساس دفرت شروط يف هذا اإلطار وهو غري قابل للتحويل إىل تنازل.
-من املدير الوالئي املكلف باالستثمار الذي يتصرف كلما تطلب األمر ذلك بالتنسيق مع املديرين الوالئيني
للقطاعات املعنية ،على األراضي التابعة لألمالك اخلاصة للدولة ،واألصول العقارية املتبقية للمؤسسات العمومية
املنحلة ،واألصول الفائضة للمؤسسات العمومية االقتصادية وكذا األراضي التابعة للمناطق الصناعية ومناطق
النشاطات.
43
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
-من اهليئة املكلفة بتسيري املدينة اجلديدة على األراضي الواقعة داخل حميط املدينة اجلديدة بعد موافقة الوزير املكلف
باملدينة.
-بعد موافقة الوكالة الوطنية لتطوير السياحة على األراضي التابعة ملنطقة التوسع السياحي بعد موافقة الوزير املكلف
بالسياحة.
و تنفيذاً ألحكام املادة 88من األمر رقم 10-06سالف الذكر ،صدرت التعليمة الوزراية املشرتكة رقم 110املؤرخة يف
7106/18/15حيث حددت كيفيات تطبيق األحكام اجلديدة املتعلقة مبنح حق االمتياز على العقارات التابعة للدولة
واملوجهة إىل إجناز مشاريع استثمارية بارزة اإلجراءات املتبعة يف دراسة امللفات املتضمنة طلب االمتياز ملشاريع االستثمار.
فيما خيص االمتياز السياحي ،يعد العقار السياحي من األوعية العقارية املوجهة لالستثمار خصه املشرع اجلزائري جبملة من
العقود ليتم مبقتضاها استثمار العقار السياحي سواء كانت عقود بيع أو عقود إجيار أو عقود فندقة أو عقود تسيري.
و يعترب عقد االمتياز من العقود اإلدارية اليت تربم بني الدولة وأحد أشخاص القانون العام أو اخلاص موضوعه إدارة وتسيري
مرفق عام مقابل إتاوات.
و قد اعتمد املشرع اجلزائري االمتياز كآلية الستغالل واستعمال العقار السياحي سواء بالنسبة للشواطئ أو احلمامات املعدنية،
أي كل مناطق التوسع السياحي واملواقع السياحية ،حيث مت التصريح بقطع األراضي للرتاب الوطين مبوجب املرسوم التنفيذي
رقم 070-01املصنف ملناطق التوسع واملواقع السياحية وفق ملحق وخمططات ملحقة باملرسوم وذلك تطبيقا للمادة 00
من املرسوم التنفيذي رقم 17-17سالف الذكر.
إن أحكام املادة 88من األمر رقم 10-06يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة 7106واليت مت مبوجبه تعديل املادة 6
من األمر رقم 18-18احملدد لشروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك اخلاصة املوجهة إلجناز املشاريع
االستثمارية واليت أعادت إخضاع عملية منح االمتياز بالرتاضي املتواجدة داخل مناطق التوسع واملواقع السياحية ،بعد املوافقة
املسبقة للوزير املكلف بالسياحة.
لقد وردت طرق البيع يف النصوص التطبيقية لقانون األمالك الوطنية وقوانني أخرى خاصة ومتفرعة ،والقاعدة العامة أن بيع
املمتلكات العقارية التابعة األمالك اخلاصة للدولة يتم عن طريق املزاد العلين ( المادة 62من القانون رقم 41-80المعدلة للمادة
00من القانون رقم ،08-08المتضمن األمالك الوطنية) يكون ذلك بالنسبة لألراضي غري املخصصة أو اليت ألغي ختصيصها.يتم
44
د /بن شرطيوة سنة 1ماستر قانون التهيئة والتعمير 0200-0201 محاضرات في مقياس أصناف الملكية العقارية
ذلك بعد إذن الوايل املختص إقليميا بناء على رأي املدير الوالئي ألمالك الدولة ،تكون املزايدة على أساس دفرت شروط
العامة يوافق عليه مبوجب قرار صادر عن الوزير املكلف باملالية.
وإستثناء من قاعدة البيع باملزاد العلين نص املشرع اجلزائري مبوجب املادة 80من املرسوم التنفيذي رقم 877/07سالف
الذكر عن حاالت بيع إدارة أمالك الدولة بالرتاضي ملمتلكات عقارية تابعة لألمالك اخلاصة للدولة استنادا إىل ترخيص من
وزير املالية بالقيمة التجارية على أن تكون عملية التنازل مربرة.
نظمها املشرع اجلزائري مبوجب النصوص 806-808من القانون املدين واملادة 87وما يليها من القانون رقم -81
71املتضمن األمالك الوطنية ،وتعد عمليات املبادلة العقارية من جانب كال الطرفني عملية بيع وشراء متزامنني ،أي ينطبق
على عمليات الدولة لعقاراهتا يف إطار املبادلة ما ينطبق على بيع الدولة لعقاراهتا سواء كانت باملزاد العلين أو بالرتاضي.واملبادلة
هي التصرف الذي مبقتضاه تلتزم الدولة أن تنقل أو توفر لشخص آخر ملكا عقاريا مقابل ملك عقاري حتصلت عليه ،وقد
كرس هذا النوع من العم ليات قانون األمالك الوطنية وكذا النصوص التطبيقية له خاصة املرسوم التنفيذي رقم 877-07 ّ
املشار إليه سابقا .يتم تبادل األمالك العقارية التابعة للدولة واألمالك العقارية التابعة للخواص مبوجب طلب من املصلحة
العمومية بعد موافقة السلطة الوصية أو مالك من اخلواص يرسل إىل الوزير املكلف باملالية الذي يبث يف امللف بعد دراسته
من قبل مديرية أمالك الدولة مبوجب مقرر املبادلة يبني فيه وصف األمالك العقارية وقيمتها ،معدل فارق القيمة ،أجل حتقيق
عملية التبادل وأجل لتصفية الرهون اليت قد تثقل العقار اخلاص.
بناء على هذا األخري قد يعد عقد إداري من طرف إدارة أمالك الدولة يوقعه وايل الوالية حمل العقار اخلاص ،أو عقدا توثيقي
حيل فيه الوزير املكلف باملالية حمل مدير أمالك الدولة املختص إقليميا وخيضع للقواعد العامة للتوثيق.
ويف كل احلاالت فإن التبادل ال يرخص به إال إذا كان مربرا وفيه فائدة للمصلحة العمومية ،ليدرج أو حيول امللك حمل عقد
املبادلة إىل األمالك الوطنية اخلاصة التابعة للدولة بعد التسجيل ،الشهر واجلرد.
45