Professional Documents
Culture Documents
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟدراﺳﺔ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ :ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺴﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﻴﻦ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭ
ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻻﺭﺩﻥ
اﻹﺟﺗﻣﺎع ،واﻷﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻲ ﺗﮭﺗم ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠم
ً ﺗﻌد اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻋﻴﺴﻰ ﺃﺣﻤﺪ
واﻟﺗﺣﻠﯾل ،وطرق اﻟﻌﻼج ،وﺣﺻر اﻟﻌواﻣل واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺷﺮﻭﻕ
اﻟدراﺳﺔ ﺣﻤﻮﺭ،ﺣﯾث ﺃﺑﻮ
وﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻣن ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
واﻟﻣرض ﺍﻟﻤؤﻟﻒ
اﻟﺻﺣﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ
ﺩﺭﻭﻳﺶ ،ﺧﻠﻴﻠ)ﻤﺸﺮﻑ(
اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻔﺳرھﺎ ،وﻗد ﺗطرﻗت اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺣدﯾث ﺁﺧﺮﻳﻦ:اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﮭﺎ ،واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﻣؤﻟﻔﻴﻦ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذات
2015 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
ﻋن ﺗطور اﻟﻧظرة اﻟﻰ اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺑﮭﺎ اﻷﻣراض اﻟﺳﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻌدﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،وﻣﺎ
ﻋﻤﺎﻥ ﻣﻮﻗﻊ:
أﺻﺑﺢ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻن ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻋﻠوم اﻻﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻻﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ اﻟطﺑﯾﺔ
1 - 154 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
716944ﻣن اﻟﻌﻠم ﺑدراﺳﺔ اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،وﻣﻘﺎرﻧﺗﮭﺎ ﺑﻣﺎ
ﻓروﻋﮭﺎ ،ﺣﯾث ﻋﻧﻰ ھذا اﻟﺟزء ﺭﻗﻢ :MD أﺣد
اﻟﻘدﻣﺎء ﯾﻌﺗﻘدون أن ﺷﺧﺻﺎ ً ﻣﺎ ﻗد أﺻﯾب ﺑﺎﻟﺳﺣر ،أو ﺣﻠت ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻌﻧﺔ
ﻛﺎنﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:ﺣﺎﻟﯾﺎ ً ،ﻓﻔﻲ اﻟﺳﺎﺑق
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺗوﺻل اﻟﯾﮫ اﻟﻌﻠم
ﻧﻮﻉ
Arabicاﻟﺑﻘﯾﺔ ﻓﯾﻣوت دون أن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج ﺛم ﺷﮭد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗطورا ً وﺻل إﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻐﺔ:ﻓﯾﻘوﻣون ﺑﺣرﻗﮫ أو ﻋزﻟﮫ ﻋن
اﻷﻟﮭﺔ،
ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ اﻷﻋﺷﺎب وﻣﺎ اﻟﻰ ذﻟك ﻣن اﻟطرق اﻟﺑداﺋﯾﺔ.
ﻋن طرﯾق ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
ﺑﻘراءة اﻟﺗﻌﺎوﯾذ ،أو ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ
اﻟﻌﻼج ﻣرﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﺭﺩﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ:
وﻣﻊ ﺗﻘدم ﻋﻠوم اﻟطب واﻟﻌﻼج وﻣﺎ ﺷﮭده اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺗطور طﺑﻲ ﻛﺑﯾر ،ﺗراﺟﻌت ﻧﺳﺑﺔ اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ:
ﺗﺗﺳﺑب ﺑﮭﺎ اﻷﻣراض اﻟﺳﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺣت طرق اﻟﻌﻼج أﻛﺛر ﺗطورا ً ،ﻛﻣﺎ أن ﻣﻔﮭوم اﻟﺻﺣﺔ ﻟم ﯾﻌد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
ﺍﻻﺭﺩﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ:
ﺣﯾث ﺗﻌرف ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﮭﺎ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ) :ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ
Dissertations
اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻘﺗﺻرا ً
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﻮﻥ. (World (،
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ اﻟﻣرض أو اﻟﻌﺟز ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ،ﻣن
ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺧﻠو اﻟﺟﺳد ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،ﻣﺟرد
ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻟﯾس اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ،واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،واﻻ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ اﻛﺗﻣﺎل
ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
ﺍﻻﺭﺩﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
)Health Organization, 1997
http://search.mandumah.com/Record/716944 ﺭﺍﺑﻂ:
وﻣﺎ ﻣن ﺷك ﻓﻲ أن ﻟﻸﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ أﺑﻌﺎدا ً ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻل أﺣدھﺎ ﻋن اﻷﺧر ،ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻷوﺿﺎع
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﺳﺗﻘرارھﺎ دورا ً ھﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ ﻧﺟﺎح اﻟﻌﻼج أو ﻋدﻣﮫ ،ﻛﻣﺎ أن اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ ﻗد
ﺗﻔرز اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻠﻌب اﻟﻌﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻲ اﻟﻌﺎﻣل ﻣﻊ ھذه اﻟﻔﺋﺔ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدﺗﮭﺎ وﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض
وأﺳرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوزھﺎ ،وﺗﺄﺗﻲ اﻷﻣراض ﻏﯾر اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ أھم أﺳﺑﺎب اﻟوﻓﺎة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺣﯾث ﺗﻘف وراء
ﺣدوث أﻛﺛر ﻣن %63ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ .واﻟﻣﻼﺣظ أن رﺑﻊ ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﯾﻘﺿون ﻧﺣﺑﮭم
ﻛل ﻋﺎم ﺟرّ اء ﺗﻠك اﻷﻣراض واﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋددھم ﻧﺣو 36ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ،ﺗﻘل أﻋﻣﺎرھم ﻋن 60ﺳﻧﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈنّ
ﺗﻠك اﻟوﻓﯾﺎت ﺗﻌد ﻣن اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻣﺑﻛرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﯾﮭﺎ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ،واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أنّ ﻧﺣو %80ﻣن
© 2024ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
ﻣﺟﻣوع اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻷﻣراض ﻏﯾر اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟدﺧل واﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗوﺳطﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
1
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟدراﺳﺔ
ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ:
وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠم اﻹﺟﺗﻣﺎع ،واﻷﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻲ ﺗﮭﺗم ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
ً ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻌد
ﺃﺑﻮ ﺣﻤﻮﺭ ،ﺷﺮﻭﻕ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﺣﻤﺪ ،ﻭ ﺩﺭﻭﻳﺶ ،ﺧﻠﻴﻞ.(2015) .ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﻴﻦواﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﻼج،ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ
وﺣﺻر اﻟﻌواﻣل ﻣﺴﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺩﺭﺍﺳﺔ وطرق ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ :
واﻟﺗﺣﻠﯾل، ﺣﯾثﻭ اﻟدراﺳﺔ
ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ
ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻣن
ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ:وﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ
واﻟﻣرض ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ
ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺻﺣﺔ
ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻻﺭﺩﻥ)ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ( .ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﺭﺩﻧﻴﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ.
ﺗطرﻗت اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺣدﯾث ﻣﻦ ﺑﮭﺎ ،واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻔﺳرھﺎ ،وﻗد
716944/Record/com.mandumah.search//:http اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذات
ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ
MLA
اﻟﻧظرة اﻟﻰ اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺑﮭﺎ اﻷﻣراض اﻟﺳﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻌدﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،وﻣﺎ ﺇﺳﻠﻮﺏ
ﺗطور ﻋن
ﺃﺑﻮ ﺣﻤﻮﺭ ،ﺷﺮﻭﻕ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﺣﻤﺪ ،ﻭ ﺧﻠﻴﻞ ﺩﺭﻭﻳﺶ" .ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ
ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ
اﻟطﺑﯾﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﻴﻦ
اﻻﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ
واﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻻﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠومﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺴﺤﻴﺔﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ :
ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ ﻭﻣن ﺧﻼل ﺍﻟﻔﺸﻞ
اﻻن ،وذﻟك ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ:
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﺻﺑﺢ ﻋﻠﯾﮫ
ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻻﺭﺩﻥ" ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ .ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﺭﺩﻧﻴﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ .2015 ،ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،وﻣﻘﺎرﻧﺗﮭﺎ ﺑﻣﺎ أﺣد ﻓروﻋﮭﺎ ،ﺣﯾث ﻋﻧﻰ ھذا اﻟﺟزء ﻣن اﻟﻌﻠم ﺑدراﺳﺔ
http://search.mandumah.com/Record/716944
ﺗوﺻل اﻟﯾﮫ اﻟﻌﻠم ﺣﺎﻟﯾﺎ ً ،ﻓﻔﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻛﺎن اﻟﻘدﻣﺎء ﯾﻌﺗﻘدون أن ﺷﺧﺻﺎ ً ﻣﺎ ﻗد أﺻﯾب ﺑﺎﻟﺳﺣر ،أو ﺣﻠت ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻌﻧﺔ
اﻷﻟﮭﺔ ،ﻓﯾﻘوﻣون ﺑﺣرﻗﮫ أو ﻋزﻟﮫ ﻋن اﻟﺑﻘﯾﺔ ﻓﯾﻣوت دون أن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج ﺛم ﺷﮭد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗطورا ً وﺻل إﻟﻰ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج ﺑﻘراءة اﻟﺗﻌﺎوﯾذ ،أو ﻋن طرﯾق اﻷﻋﺷﺎب وﻣﺎ اﻟﻰ ذﻟك ﻣن اﻟطرق اﻟﺑداﺋﯾﺔ.
وﻣﻊ ﺗﻘدم ﻋﻠوم اﻟطب واﻟﻌﻼج وﻣﺎ ﺷﮭده اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺗطور طﺑﻲ ﻛﺑﯾر ،ﺗراﺟﻌت ﻧﺳﺑﺔ اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﺗﺗﺳﺑب ﺑﮭﺎ اﻷﻣراض اﻟﺳﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺣت طرق اﻟﻌﻼج أﻛﺛر ﺗطورا ً ،ﻛﻣﺎ أن ﻣﻔﮭوم اﻟﺻﺣﺔ ﻟم ﯾﻌد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻘﺗﺻرا ً ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻌرف ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﮭﺎ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ) :ﺣﺎﻟﺔ ﻣن
اﻛﺗﻣﺎل اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ،واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻣﺟرد ﺧﻠو اﻟﺟﺳد ﻣن اﻟﻣرض أو اﻟﻌﺟز( . (World
)Health Organization, 1997
وﻣﺎ ﻣن ﺷك ﻓﻲ أن ﻟﻸﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ أﺑﻌﺎدا ً ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻل أﺣدھﺎ ﻋن اﻷﺧر ،ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻷوﺿﺎع
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﺳﺗﻘرارھﺎ دورا ً ھﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ ﻧﺟﺎح اﻟﻌﻼج أو ﻋدﻣﮫ ،ﻛﻣﺎ أن اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ ﻗد
ﺗﻔرز اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻠﻌب اﻟﻌﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻲ اﻟﻌﺎﻣل ﻣﻊ ھذه اﻟﻔﺋﺔ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدﺗﮭﺎ وﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض
وأﺳرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوزھﺎ ،وﺗﺄﺗﻲ اﻷﻣراض ﻏﯾر اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ أھم أﺳﺑﺎب اﻟوﻓﺎة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺣﯾث ﺗﻘف وراء
ﺣدوث أﻛﺛر ﻣن %63ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ .واﻟﻣﻼﺣظ أن رﺑﻊ ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﯾﻘﺿون ﻧﺣﺑﮭم
ﻛل ﻋﺎم ﺟرّ اء ﺗﻠك اﻷﻣراض واﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋددھم ﻧﺣو 36ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ،ﺗﻘل أﻋﻣﺎرھم ﻋن 60ﺳﻧﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈنّ
ﺗﻠك اﻟوﻓﯾﺎت ﺗﻌد ﻣن اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻣﺑﻛرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﯾﮭﺎ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ،واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أنّ ﻧﺣو %80ﻣن
© 2024ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
ﻣﺟﻣوع اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻷﻣراض ﻏﯾر اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟدﺧل واﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗوﺳطﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
1
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟدراﺳﺔ
وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠم اﻹﺟﺗﻣﺎع ،واﻷﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻲ ﺗﮭﺗم ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
ً ﺗﻌد اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺻﺣﺔ واﻟﻣرض وﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل ،وطرق اﻟﻌﻼج ،وﺣﺻر اﻟﻌواﻣل واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﮭﺎ ،واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻔﺳرھﺎ ،وﻗد ﺗطرﻗت اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺣدﯾث
ﻋن ﺗطور اﻟﻧظرة اﻟﻰ اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺑﮭﺎ اﻷﻣراض اﻟﺳﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻌدﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،وﻣﺎ
أﺻﺑﺢ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻن ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻋﻠوم اﻻﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻻﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ اﻟطﺑﯾﺔ
أﺣد ﻓروﻋﮭﺎ ،ﺣﯾث ﻋﻧﻰ ھذا اﻟﺟزء ﻣن اﻟﻌﻠم ﺑدراﺳﺔ اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،وﻣﻘﺎرﻧﺗﮭﺎ ﺑﻣﺎ
ﺗوﺻل اﻟﯾﮫ اﻟﻌﻠم ﺣﺎﻟﯾﺎ ً ،ﻓﻔﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻛﺎن اﻟﻘدﻣﺎء ﯾﻌﺗﻘدون أن ﺷﺧﺻﺎ ً ﻣﺎ ﻗد أﺻﯾب ﺑﺎﻟﺳﺣر ،أو ﺣﻠت ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻌﻧﺔ
اﻷﻟﮭﺔ ،ﻓﯾﻘوﻣون ﺑﺣرﻗﮫ أو ﻋزﻟﮫ ﻋن اﻟﺑﻘﯾﺔ ﻓﯾﻣوت دون أن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻌﻼج ﺛم ﺷﮭد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗطورا ً وﺻل إﻟﻰ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج ﺑﻘراءة اﻟﺗﻌﺎوﯾذ ،أو ﻋن طرﯾق اﻷﻋﺷﺎب وﻣﺎ اﻟﻰ ذﻟك ﻣن اﻟطرق اﻟﺑداﺋﯾﺔ.
وﻣﻊ ﺗﻘدم ﻋﻠوم اﻟطب واﻟﻌﻼج وﻣﺎ ﺷﮭده اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺗطور طﺑﻲ ﻛﺑﯾر ،ﺗراﺟﻌت ﻧﺳﺑﺔ اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﺗﺗﺳﺑب ﺑﮭﺎ اﻷﻣراض اﻟﺳﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺣت طرق اﻟﻌﻼج أﻛﺛر ﺗطورا ً ،ﻛﻣﺎ أن ﻣﻔﮭوم اﻟﺻﺣﺔ ﻟم ﯾﻌد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻘﺗﺻرا ً ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻌرف ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﮭﺎ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ) :ﺣﺎﻟﺔ ﻣن
اﻛﺗﻣﺎل اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ،واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻟﯾس ﻣﺟرد ﺧﻠو اﻟﺟﺳد ﻣن اﻟﻣرض أو اﻟﻌﺟز( . (World
)Health Organization, 1997
وﻣﺎ ﻣن ﺷك ﻓﻲ أن ﻟﻸﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ أﺑﻌﺎدا ً ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻل أﺣدھﺎ ﻋن اﻷﺧر ،ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻷوﺿﺎع
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﺳﺗﻘرارھﺎ دورا ً ھﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ ﻧﺟﺎح اﻟﻌﻼج أو ﻋدﻣﮫ ،ﻛﻣﺎ أن اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ ﻗد
ﺗﻔرز اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻠﻌب اﻟﻌﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻲ اﻟﻌﺎﻣل ﻣﻊ ھذه اﻟﻔﺋﺔ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدﺗﮭﺎ وﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض
وأﺳرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوزھﺎ ،وﺗﺄﺗﻲ اﻷﻣراض ﻏﯾر اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ أھم أﺳﺑﺎب اﻟوﻓﺎة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺣﯾث ﺗﻘف وراء
ﺣدوث أﻛﺛر ﻣن %63ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ .واﻟﻣﻼﺣظ أن رﺑﻊ ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﯾﻘﺿون ﻧﺣﺑﮭم
ﻛل ﻋﺎم ﺟرّ اء ﺗﻠك اﻷﻣراض واﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋددھم ﻧﺣو 36ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ،ﺗﻘل أﻋﻣﺎرھم ﻋن 60ﺳﻧﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈنّ
ﺗﻠك اﻟوﻓﯾﺎت ﺗﻌد ﻣن اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻣﺑﻛرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﯾﮭﺎ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ،واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أنّ ﻧﺣو %80ﻣن
ﻣﺟﻣوع اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻷﻣراض ﻏﯾر اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟدﺧل واﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗوﺳطﺔ
2
اﻟدﺧل )ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،( 2014 ،وﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﮭﺎﺷﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺑﻠﻎ ﻋدد ﺳﻛﺎﻧﮭﺎ
6.621.954وﻓق أﺧر إﺻدار ﻋن داﺋرة اﻻﺣﺻﺎءات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﺎم ) 2014داﺋرة اﻻﺣﺻﺎءات اﻟﻌﺎﻣﺔ،
.(2014
ﻟﻘد ﺑﺎﺗت ﻗﺿﯾﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ أﻣرا ً ذا ﺑﺎل ،ﺣﯾث ﺑﻠﻐت اﻷﺳر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ أﺣد أﻓرادھﺎ ﻣن ﻣرض
ﻣزﻣن ﺣواﻟﻲ %34ﻣن ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻌﺎم ،2010واﺣﺗﻠت ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﺟﻠون اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺣﯾث
ﺑﻠﻐت اﻟﻧﺳﺑﺔ %41.1ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎﻧت ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻣﺎدﺑﺎ أﻗل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت ،وﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن
أﻣراض ﻣزﻣﻧﺔ ﻓﯾﮭﺎ .%28.5وأوﺿﺣت اﻹﺣﺻﺎءات أن ﻧﺳب اﻧﺗﺷﺎر اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺑﯾن اﻹﻧﺎث ھﻲ
أﻋﻠﻰ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﯾن اﻟذﻛور ،إذ ﻛﺎﻧت ﺑﯾن اﻻﻧﺎث %13.9وﺑﯾن اﻟذﻛور %11.8وﻛﺎن ﻣرض ارﺗﻔﺎع ﺿﻐط اﻟدم
ھو اﻷول ﻣن ﺣﯾث ﺗرﺗﯾب اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ وذﻟك ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻧﺗﺷﺎر ﺑﻠﻐت ،%11وﻛﺎن ﺗﻣرﻛزھﺎ ﺑﯾن ﻣن ﺗزﯾد
اﻋﻣﺎرھم ﻋﻠﻰ 25ﻋﺎﻣﺎ ً وﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ ذﻟك ،%39واﺣﺗﻠت أﻣراض اﻟﺳرطﺎن ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻧواﻋﮭﺎ اﻟﻣرﺗﺑﺔ
اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺣﯾث اﻻﻧﺗﺷﺎر ،ﻛﻣﺎ أن ھذه اﻻﺣﺻﺎءات ﺑﯾﻧت أن ﻧﺳﺑﺔ اﻧﺷﺎر اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺑﯾن ﻛﺑﺎر اﻟﺳن
ھﻲ اﻷﻛﺑر وﺑﻠﻐت ،%6وأوﺿﺣت اﻷرﻗﺎم اﯾﺿﺎ ً أن ﻧﺳب اﻧﺗﺷﺎر اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺣﺿرﯾﺔ
ھﻲ اﻷﻛﺑر ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ وﺑﻠﻐت ،%13.4ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧت ھذه اﻷﺣﺻﺎءات أن ﻧﺳب اﻧﺗﺷﺎر
اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻋﻧد اﻷراﻣل ،ھﻲ اﻷﻛﺑر ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻌزاب وﺑﻠﻐت اﻟﻧﺳﺑﺔ ،%94.4
واﻟﻌزاب ،%1.9وﺗﺒﯿﻦ أن اﻷﻣﯿﯿﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ أﻣﺮاض ﻣﺰﻣﻨﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﻢ ،وﻧﺴﺒﺘﮭﻢ %66
وأوﺿﺤﺖ اﻻﺣﺼﺎءات أن ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘﮭﻢ %95.5ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮاض اﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ،ﯾﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﻷدوﯾﺔ
واﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ ﻟﮭﻢ )داﺋﺮة اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻌﺎﻣﺔ.(2011 ،
وﺗﻌد اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻣﯾداﻧﺎ ً ﺧﺻﺑﺎ ً ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﻌﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،اﻟذي ﯾﻌد اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ أﺣد
ﻓروﻋﮫ ،ﻓﮭﻲ ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﮭﺎ ﻗﺎﻣوس اﻟﻌﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺄﻧﮭﺎ) :اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻣدﻓوع اﻷﺟر واﻟذي ﯾﮭدف إﻟﻰ
ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺟﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻣن ﺧﻼل ﺗزوﯾدھم ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أو
اﻹرﺷﺎد أو ﻣن ﺧﻼل اﻟدﻋم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،أو اﻟﻣﻧﺎﺻرة أو اﻟﻌﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ(
).(Pierson and Thomas, 2002, p.516
3
1.1ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ
ﺗﺷﻛل اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف أﻧواﻋﮭﺎ ﻣوﺿوﻋﺎ ً ذا أﺑﻌﺎد ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻌد اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ أﺣد
أھم أﺳﺑﺎب اﻟوﻓﺎة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،وﺗﻘف وراء ﺣدوث أﻛﺛر ﻣن %63ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ
ﻟﻠﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ،وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻼج واﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن أھم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻧﺗﺷﺎر ھذه
اﻷﻣراض ،أو ﺗﻌرﻗل ﻧﺟﺎح ﺧطط ﻋﻼﺟﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ أن اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺗﻌد ﻋﺎﻣﻼ ً ﻣﮭﻣﺎ ً ﻓﻲ اﺑراز وظﮭور
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﯾض وأﺳرﺗﮫ ،واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﺳره.
وﻣن ھﻧﺎ ﻓﺄن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺳؤال اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﻣﺎ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ )اﻟﻔﺷل اﻟﻛﻠوي ،واﻟﺳرطﺎن(؟.
2.1أھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ
ﺗﻌد اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻣوﺿوﻋﺎ ً ﻟﮫ أﺑﻌﺎد ﺻﺣﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻓﺻل
أﺣدھﺎ ﻋن اﻻﺧر ،وﻟﮭذا ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺗﻠك اﻷﻣراض ،واﻟﺗﻌرف إﻟﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت
اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻔرزھﺎ اﻟﻣرض ،ﻛﻣﺎ وﺗﺄﺗﻲ أھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ اﻟﺗﻲ
ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
إ ن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطرﻗت ﻟﻣوﺿوع اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻧﺟم ﻋن اﻷﻣراض
اﻟﻣزﻣﻧﺔ ،وﻣدى أھﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻲ ﻣﻊ ﻣرﺿﻰ اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ھﻲ
ﻗﻠﯾﻠﺔ ،وإن ﺗم اﻟﺗطرق ﻟﮭﺎ ﻓﻘد ﻧوﻗﺷت ﻣن زاوﯾﺔ ﻣﺣددة وﻣﻊ أﻣراض ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﺎﻟﺳرطﺎن ،أو ﻣرض اﻟﺳﻛري
ً
وﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟك.
وﻧﺷﯾر ﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق إﻟﻰ أن أھﻣﯾﺔ ھذه اﻟدراﺳﺔ ﺗﺗﻣﺣور ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔرزھﺎ
اﻟﻣرض ﻟﻠﻣرﯾض وأﺳرﺗﮫ ،وﺳﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻲ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ﻣﻊ ھذه اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ،وﺳﺗﺣﺎول ﺳد اﻟﻧﻘص اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟوﺿﻊ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ھذه اﻟدراﺳﺔ ﺑﯾن ﯾدي أﺻﺣﺎب اﻟﻘرار ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل ﻣﺳﺎﻧدة ھذه اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ وﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎح اﻟﺧطﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻷﻣﺛل.
4
3.1أھداف اﻟدراﺳﺔ
ﺗﺳﻌﻰ ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
.1اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻼﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﻣرﺿﻰ أﻧﻔﺳﮭم.
.2اﻟﻛﺷف ﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣرض ﺑﺣدوث ﻣﺷﻛﻼت ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻋدم ﻗدرة اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن وﺑﻧﺎء
أﺳرة.
.3اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺑﺣدوث ﻣﺷﻛﻼت أﺳرﯾﺔ ﻣﻊ )اﻟزوج ،اﻟزوﺟﺔ ،اﻷﺑﻧﺎء(.
.4اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل واﻷﺷﺧﺎص اﻷﻛﺛر أھﻣﯾﺔ ﻓﻲ دﻋم اﻟﻣرﯾض اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ً وﻧﻔﺳﯾﺎ ً ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر
اﻟﻣرﺿﻰ أﻧﻔﺳﮭم.
.5اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ دور اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣﻊ اﻟﻣرﺿﻰ ذوي اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ
وﻣﻊ أﺳرھم.
.6اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ اﻟﻔروق ﺑﯾن اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن أﻣراض ﻣزﻣﻧﺔ )اﻟﻔﺷل اﻟﻛﻠوي
واﻟﺳرطﺎن( ﺗﺑﻌﺎ ً ﻟﺧﺻﺎﺋﺻﮭم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،ودور اﻟﻧوع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ
ﺣدوث ﻣﺷﻛﻼت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
.7اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ طرق اﻟﻌﻼج اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺿﻠﮭﺎ اﻟﻣرﺿﻰ أﻧﻔﺳﮭم.
5
وأھﻣﯾﺔ وﺟود أﺧﺻﺎﺋﻲ إﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣﺛل ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ وأﺳرھم وﯾﻣد ﯾد اﻟﻌون واﻟدﻋم
واﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﮭم ،وﺳﻧوﻟﻲ ھذا اﻟﺟﺎﻧب ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ ﻣن اﻹھﺗﻣﺎم ﻓﻲ ھذه اﻟدراﺳﺔ.
وﻓﻲ دراﺳﺔ ﻗﺎﻣت ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻲ )" (2001اﻻﻛﺗﺋﺎب واﻟﺿﻐط اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺗﻘدﯾر اﻟذات :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣﺻﺎﺑﺎت ﺑﺳرطﺎن اﻟﺛدي وﻏﯾر اﻟﻣﺻﺎﺑﺎت".
ھدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎﺑﺎت ﺑﺳرطﺎن اﻟﺛدي ،وﻏﯾر اﻟﻣﺻﺎﺑﺎت ﺑﺧﺻوص اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻹﻛﺗﺋﺎب واﻟﺿﻐط اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺗﻘدﯾر اﻟذات ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺗﻐﯾر اﻟﻌﻣر ،وذﻟك ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ھذه
اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣدروﺳﺔ ،وﺧطر اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺳرطﺎن اﻟﺛدي ﻟدى اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻷردن.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺳرطﺎن اﻟﺛدي واﻻﻛﺗﺋﺎب ،واﻟﺿﻐط اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺗﻘدﯾر اﻟذات،
وﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟدراﺳﺔ ﺗرﻛﯾز اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرھﺎا ،واﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﮫ ﻓﻲ
اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺳرطﺎن وھو أﺣد اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ،أي أن ﻣﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺟﮫ ﻣن ﺧﻼل ذﻟك أن اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗد
ﺗﻘود ﻷﻣراض ﻣزﻣﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺗوﻟد ﻣﺷﻛﻼت وﺻﻌوﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﮫ.
وﺟﺎءت دراﺳﺔ اﻟﺣﯾﺎري ) " (2002ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﻣرض اﻟﺳﻛري ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻟﺳﻛري وأﺳرھم
ودور اﻟﻌﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﻣﻛﯾﻧﮭم ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣرض :دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن
واﻟﻣراﺟﻌﯾن ﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣن ﻋﻣر ) (12 -6ﺳﻧﺔ".
ھدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﻣرض اﻟﺳﻛري ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﮫ وﺗﺄﺛﯾر ذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳرھم
واﻟﺗﻌرف إﻟﻰ أھم اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻷم ،واﻟطﻔل ﺟراء إﺻﺎﺑﺗﮫ ﺑﺎﻟﺳﻛري.
وطﺑﻘت ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ،واﻟﻣراﺟﻌﯾن ﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ واﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ
ﻟﻠﺳﻛري واﻟﻐدد اﻟﺻم وأﻣراض اﻟوراﺛﺔ ،ﺿﻣن اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻣن) 12-6ﺳﻧﺔ( واﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋددھم 60طﻔﻼ ً ﻣن
اﻟذﻛور ،واﻹﻧﺎث ) 29ذﻛور و 31إﻧﺎث(.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﻣﻌظم اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻷم ﺗﻧﺎزﻟﯾﺎ ً ﺑﻌد إﺻﺎﺑﺔ طﻔﻠﮭﺎ ﺗﺷﻣل :زﯾﺎدة
أﻋﺑﺎء اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷم ،واﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻟﻠطﻔل داﺧل اﻟﻣﻧزل
واﻟﻌﺻﺑﯾﺔ اﻟزاﺋدة ﻟﻠطﻔل ورﻓض اﻟطﻔل ﻷﺧذ إﺑرة اﻷﻧﺳوﻟﯾن ،وزﯾﺎدة اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة ،ﺟراء
إﺻﺎﺑﺔ اﻟطﻔل ﺑﻣرض اﻟﺳﻛري.
وﻋن ﻣﺷﻛﻼت اﻟطﻔل اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻐﺿب ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟواﻟدﯾن ﻟﺳﻠوﻛﮫ ﺑﺈﺳﺗﻣرار
7
وﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟزاﺋدة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺎط ﺑﮭﺎ ،ورﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ ﻋدم ﻣﻌرﻓﺔ اﺻدﻗﺎﺋﮫ ﺑﺣﺎﻟﺗﮫ اﻟﻣرﺿﯾﺔ ،وزﯾﺎدة ﺗﻌﻠق اﻟطﻔل
ﺑﺄﻣﮫ ﺑﻌد إﺻﺎﺑﺗﮫ ﺑﺎﻟﻣرض.
وﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔﻧﻼﺣظ أن اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻠﻌب دورا ً ﻣﮭﻣﺎ ً ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎھﻠﮫ ﻣﻊ ﻣرﺿﻰ
اﻟﺳﻛري اﻷطﻔﺎل وأﺳرھم ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻼﺣظﺗﻧﺎ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت
واﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟطﻔل اﻟﻣﺻﺎب ،وأﺳرﺗﮫ واﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧدرك ﺿرورة وﺟود أﺧﺻﺎﺋﻲ إﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﯾﻣد ﯾد اﻟﻌون واﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻣﺛل ھذه اﻷﺳر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺿن طﻔﻼ ً ﻣرﯾﺿﺎ ً ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣرض اﻟﺳﻛري.
وﻗﺎم ﻋﺑﯾدات ) (2007ﺑﺎﺟراء دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان" :اﻷﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺧوة اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﺎﻗﯾن".
ﺣﯾث ھدﻓت اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة إﻟﻰ ﺗﻌرف اﻻﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻻﻋﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺧوة اﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﺎﻗﯾن.
واوﺿﺣت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أن اﺛﺎرا ً ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ إﺧوة اﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﺎﻗﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ وﺟود اخ ﻣﻌﺎق وﻣن ھذه
اﻻﺛﺎر:
-اﻻﺣﺳﺎس ﺑﺛﻘل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻟﺗواﺻل.
-ظﮭور ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧوف واﻟﻐﺿب.
وﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﻠﺣظ اﻟﺗﻘﺎرب أو اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾن اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﺗﺗﺣدﺛﺎن ﻋن اﻷﺛﺎر
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﮭر ﻋﻠﻰ اﺧوة اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺻﺎب ،ﺧﺎﺻﺔ إذا اﻗﺗﺿت اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺿرورة ﺑﺗر ﻋﺿو
ﻣن اﻟﺟﺳم.
وﺟﺎءت دراﺳﺔ ﻣرﻛز اﻟﻣﯾزان ﻟﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن )" (2008اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع ﻏزة ،دراﺳﺔ ﻟواﻗﻊ
ﻣرﺿﻰ اﻟﻔﺷل اﻟﻛﻠوي واﻟﺳرطﺎن واﻟﻘﻠب".
ﺣﯾث ھدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ وﻣﺧﺎطرھﺎ ،وﻣﺳﺑﺑﺎﺗﮭﺎ ،وواﻗﻊ اﻟﺻﺣﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع
ﻏزة ،ﺛم ﺗﺣدﺛت ﻋن واﻗﻊ اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع ،وﻣﺎ ھﻲ اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم اﻟﺧدﻣﺎت
اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ،وﻗد ﻗﺎﻣت ھذه اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر ﻋﯾﻧﺔ ﻣن ﻣرﺿﻰ اﻟﻘﻠب واﻟﺳرطﺎن واﻟﻔﺷل
اﻟﻛﻠوي ﻛﻧﻣوذج ﻟﻸﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣرﯾض واﺳرﺗﮫ ،واﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
وظروف اﻟﺣﺻﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺷﮭدھﺎ اﻟﻘطﺎع ﺗﻣﺛﻠت ب :ﻗﻠﺔ ﻋدد اﻷﺳرة واﻷطﺑﺎء واﻟﻣﻣرﺿﯾن ،واﺿطرار
اﻟﻣرﺿﻰ ﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج اﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟﻛراﺳﻲ دون ادﺧﺎﻟﮭم إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ رﻏم ﺣﺎﺟﺗﮭم ﻟذﻟك ،وﻋدم اﻟﻘدرة
8
ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟدواء ،وﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻣرﺿﻰ ﺑﺎﻟﺧروج ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻣﺟﺎورة ﻣن أﺟل اﻟﻌﻼج ،واﯾﺿﺎ ً اﻧﻘطﺎع اﻟﺗﯾﺎر
اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻛرر اﺛﻧﺎء اﻻﺟراءات اﻟطﺑﯾﺔ ،وﻋﻣﻠﯾﺎت ﻏﺳﯾل اﻟﻛﻠﻰ واﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺟﻠط اﻟدم داﺧل
اﻷﺟﮭزة ،وﺗﺄﺧر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ﻋن اﻟﻐﺳﯾل ﻧﺗﯾﺟﺔ ازﻣﺔ اﻟﻣواﺻﻼت.
وﻗد اوﺻت اﻟدراﺳﺔ ﺑﺿرورة ﺗدﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ وﺗوﻓﯾر اﻟﺗﻣوﯾل واﻟﺣﻠول اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ھذه
اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ،وﻣﺿﺎﻋﻔﺔ اﻟﺟﮭد اﻟﺧﺎص ﺑوزارة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ،وﺗوﻓﯾر ﻋدد ﻣﻧﺎﺳب ﻣن اﻷطﺑﺎء
واﻟﻣﻣرﺿﯾن ﯾﺗﻧﺎﺳب وﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣرﺿﻰ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺳﯾﻊ اﻷﻗﺳﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣرﺿﻰ.
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ اﻧﮭﺎ رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘطﺎع
وظروف اﻟﺣﺻﺎر واﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﮭﺎ ،وھﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﮭﻣﺔ وﺟوھرﯾﺔ ﻻ ﻣﺳوغ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن
أھﻣﯾﺗﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ واﻧﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﮭﺎ اﻟﻣرﺿﻰ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
واﻷوﺿﺎع اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾﺷﮭﺎ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
وﻗﺎﻣت ﺑﺎﺷﺎ ) (2009ﺑﺈﺟراء دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان "ﺗﺳﯾﯾر ﻣرض اﻟﻘﺻور اﻟﻛﻠوي اﻟﻣزﻣن وأﺛره ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﺑﯾن".
ﺣﯾث ھدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﻌرف اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﻣرض اﻟﻣزﻣن اﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﺎﻟﻔﺷل
اﻟﻛﻠوي ،وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣﻣﺛﻠﮫ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ ﻏﯾﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ
وأھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﻔﺣوﺻﺎت اﻟﮭﺎﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻣﻧﻊ ﺣﺻول اﻟﻣرض ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻏﯾﺎب
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﺛﻘﯾﻔﻲ واﻟﺗوﻋوي ﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،واﻟﺗﻌرف إﻟﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﻼﻓﻲ وﺻول
اﻟﻣرﯾض ﻟﮭذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﻏﯾﺎب اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻻﺟراءات اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗوﻋوي واﻟوﻗﺎﺋﻲ
ھﻲ ﻣن ﻋواﻣل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض ،وﻛذﻟك ﻋدم اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ وﺗﺟدﯾدھﺎ.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن ذوي اﻷھﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﺿﻰ ،وﺗﺳﮭﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻐﺳﯾل
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌوﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﺗﻣﺛﻠوا ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﺻﺣﯾﯾن ،وأھﺎﻟﻲ وأﺳر ذوي اﻟﻣرﺿﻰ.
ﻛﻣﺎ ﺗوﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻧﯾﮭﺎ ﻣﻊ ﻏﯾره ﻧظرا ً ﻟظروف اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ،وھم
اﻟﻣرﺿﻰ ذوو اﻟﺗﺷﺧﯾص وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ.
واﺷﺎرت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ظروف اﻟﻣرض اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺿطره إﻟﻰ ﺗرك اﻟﻌﻣل ،أو اﻟدراﺳﺔ ،أو اﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟزواﺟﯾﺔ أو اﻷﺳرﯾﺔ.
9
ﻛﻣﺎ أﻛدت اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﻣرﯾض )ذﻛر ،أﻧﺛﻰ( وﻧوع اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض ﻟﮭﺎ
واﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ وظروف اﻟﻌﻼج ،ﻓﻘد ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣرأة اﻟﻣﺗزوﺟﺔ اﻟﻣرﯾﺿﺔ ﻣن اﻟرﻓض ﻣن ﻗﺑل اﻟزوج وﻋﻠﻰ
ﻋﻛس اﻟرﺟل ،وﻋزت اﻟدراﺳﺔ ﺳﺑب ذﻟك إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذﻛوري.
وﻗد ﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ ﻛذﻟك إﻟﻰ اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧروج اﻟزوﺟﺔ اﻷم ﻟﻠﻌﻣل اذا ﻣﺎ ﻓﻘد اﻟزوج ﻋﻣﻠﮫ ﺑﺳﺑب ظروف
اﻟﻌﻼج ،واﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ وﺟود ﻧوع ﻣن اﻟﻌزوﺑﯾﺔ اﻟﻘﺻرﯾﮫ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻔﺗﺎة واﻟرﺟل ﻋﻠﻰ ﺣد
ﺳواء ﺗﻔرﺿﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼج وﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﮫ ،وﻗد أﺷﺎرت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻰ ﻣواﺿﯾﻊ وﻗﺿﺎﯾﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ
اﻷھﻣﯾﺔ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﺣددة وذات ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣرﺿﻰ ﺿﻣن ﻓﺋﺔ ﻣﺣددة ﻛﻣﺎ ﻋﻣدت ﻟطرح ﺣﻠول ﺟذرﯾﺔ ﺗﻣﺛﻠت ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟزراﻋﺔ.
أﻣﺎ دراﺳﺔ إﺑراھﯾم ،وﻋﺑﺎس )" (2009اﻻﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ذوي اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌراق" ،ﻓﮭدﻓت إﻟﻰ ﺗوﺿﯾﺢ اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ وأﺳﺑﺎﺑﮭﺎ واﻟﺳﺑل اﻻﻛﺛر رواﺟﺎ ً وﺷﯾوﻋﺎ ً ﻟﻌﻼﺟﮭﺎ وﻗﺎﻣت
ﺑﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣرض ﻣزﻣن ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﮫ ﺑﻌدم ﻗدرة اﻟﻣرﯾض
ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﮫ ،وﺗﺣﻣﻠﮫ أﻋﺑﺎء ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﺿطرار اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺧﺻﯾص ﻧﺳﺑﺔ ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﮭﺎ ﻟﻌﻼج
ھذه اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ،وﺗﺧﺻﯾص ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺗﻌود ﻟﺷﺑﻛﺎت اﻷﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣرض،
وﺿﻌف ﻣﺳﺎھﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﺎﺋد ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ،وأﺷﺎرت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ وﺟود
ﻣﺷﻛﻼت أﺧرى ﺗﺗﻣﺛل ﺑﻌدم ﻗدرة ﺑﻌض اﻟﻌواﺋل ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻼج وﻟﺟوء ﺑﻌﺿﮭم ﻟﻠﺷوارع ﻛﻣﺳﻛن
ﻟﮭم.
وأﺷﺎرت ﻛذﻟك إﻟﻰ ﺿﻌف اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺄدوﯾﺔ اﻟﻣرﺿﻰ ذوي اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ،وﻋدم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺔ ﻛﺑﺎر
اﻟﺳن واﺑداء رﻋﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﮭم ،وﻋدم ﺗوﻓر ﻓرﯾق دﻋم ﯾﻘوم ﺑﺎﻟزﯾﺎرات اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ،وﻧﻘص اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺣﻣﻼت
اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟوزارات ،ووﺟود ﻧﺳﺑﺔ ﻣن ذوي اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻟﺗﺳول ﻓﻲ
اﻟﺷوارع ،ﻟﻌدم ﺗواﻓراﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﮭم.
10
2.4.1اﻟدراﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
أﺟرﯾت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،أو ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻣوﺿوع ھذه اﻷطروﺣﺔ
وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻷﻣراض اﻟﻣﮭددة ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻛﺎﻟﺳرطﺎن ،واﻣراض اﻟﻘﻠب واﻷﻣراض اﻟﻛﻠوﯾﺔ
واﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ اﻷﺧرى ،وﻣن ھذه اﻟدراﺳﺎت :دراﺳﺔ زﻧدر و ﻓوﻟرث )zenhnder) (2006
(vollrathودراﺳﺔ ﺟﺎدﻻ ) (Gadalla) (2007ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﻟدراﺳﺔ طوﻓﺎن ) (tufan) (2009ودراﺳﺔ
ﻣورﻣﺎي ) (Murimi) (2010ودراﺳﺔ ﺗوﻣﯾﻛﺎ واﺧرون ) (Tomioka, et,al) (2011ودراﺳﺔ دﯾﺑﺳﻛوال
واﺧرون ) (Depasquale, et, al) (2012ودراﺳﺔ ﺻﺑﺣﻲ ) (Soubhi) (2013ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﻟدراﺳﺔ
ﺟودﺑوﻟد ) (God bold) (2013وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ أﺑرز ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﮫ ﺗﻠك اﻟدراﺳﺎت.
اﺳﺗﮭدﻓت ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺯﻨﺩﺭ ﻭ ﻓﻭﻟﺭﺙ ) (2006) (zenhnder , vollrathﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟدى
اﻷطﻔﺎل وﻧﺗﺎﺋﺟﮫ ،وذﻟك ﺿﻣن ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن أﻣراض ﻣزﻣﻧﺔ وﺗﺷﺧﯾﺻﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ
ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺧﺎص ﺑﺣﺎﻻت اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺳوﯾﺳرا وذﻟك ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺷﺧﯾﺻﮭم ﺑﺎﻟﻣرض ،وﯾﻌﯾﺷون ﻣرﺣﻠﺔ
اﺿطراﺑﺎت وﺿﻐوط ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺻدﻣﺔ ،واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺟﻣت ﻋن اﻟﻣرض ،وﻗدر ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ ب
161ﻣرﯾﺿﺎ ً ﺿﻣن اﻷﻋﻣﺎر اﻟﻣﺗراوﺣﺔ ﺑﯾن ) 15 -6ﺳﻧﺔ(.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻗد ﻟﺟﺄوا إﻟﻰ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑواﺳطﺔ أﺳﺎﻟﯾب
دﯾﻧﯾﺔ ،وأﻛدت ھذه اﻟدراﺳﺔ أھﻣﯾﺔ ودور اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻧﻔﺳﯾﯾن واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﺛﻧﺎء اﻟﻌﻼج ،وﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻣرض ،وﺿرورة ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣرﺿﻰ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﺗﻛﯾف وﺗﺻﻣﯾم
ﺧطط ﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺳﻠوك ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ أﺳر اﻟﻣرﺿﻰ ،ﺗﺻﻣم ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن
ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﻣرض.
وﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﻠﺣظ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ وھﻲ
ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ" :اﺿطراﺑﺎت وﺿﻐوط ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺻدﻣﺔ" واﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻼت ﺳﻠوﻛﯾﺔ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻗد ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﻣرض ،ﺳوا ًء أﻛﺎن اﻟﻣرﺿﻰ أطﻔﺎﻻ ً أم ﺑﺎﻟﻐﯾن ،وﻣن ھذه اﻟﻣﺷﻛﻼت واﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن
ان ﻧﻼﺣظﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺧﺑراﺗﻧﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ" :اﻟﺗﺄﺗﺄة واﻟﺗﻠﻌﺛم ﺑﺎﻟﻛﻼم ،واﻷﺣﻼم واﻟﻛواﺑﯾس،
واﻟﺗﺑول اﻟﻼارادي ،واﻟﺧوف اﻟﻣ ﺑﺎﻟﻎ ﺑﮫ ﻣن أﺷﺧﺎص أو ﻣواﻗف ،أو ﺣﺗﻰ ﻣن اﻟظﻼم".
وﻟواﺗﺳﻊ ﺑﻧﺎ اﻟﺣدﯾث ﻷﻣﻛن اﻟﺗﺣدث ﻋن ﻣﺷﻛﻼت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗد ﺗﻧﺟم ﻟدى ﻓﺋﺔ اﻷطﻔﺎل اﻟﻣرﺿﻰ
ﻛﺎﻹﺿطرار ﻟﻠﺗﻐﯾب ﻋن اﻟﻣدرﺳﺔ أو اﻻﻧﻘطﺎع ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻧﮭﺎﺋﻲ ،ﻧظرا ً ﻟظروف اﻟﻌﻼج وطﺑﯾﻌﺔ
11
اﻟﻣراﺟﻌﺎت ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻐﯾرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﺧوة اﻟﻣرﯾض ﻧظرا ً ﻻھﺗﻣﺎم اﻟواﻟدﯾن ﺑﮫ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻏﻠو
ﻛﺑﯾر ،ﻣﻣﺎ ﯾﺑﯾن اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن إﺧوﺗﮫ ،وﺑﻣﺎ أن ﻣﺎ أﺷرﻧﺎ اﻟﯾﮫ ﯾؤﻛد أن اﻟﻣرض ھو ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﺧﺗﻼل ﺻﺣﻲ
ﻧﻔﺳﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻل أﺣد ﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ ﻋن اﻻﺧر ،وأن اﻟﺷﻔﺎء واﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ﯾﺟب أن ﯾطﺎل اﻟﺟواﻧب اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺻل اﻟﺗوازن اﻟﻣطﻠوب ،ﻟﮭذا ﺗﺑدو ﻟﻧﺎ أھﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.
وﺟﺎءت دراﺳﺔ ﺟﺎدﻻ ) (2007) (Gadallaﺑﺧﺻوص ﻣرض اﻟﺳرطﺎن وإﺳﺗﺧدام اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ
ﻛﻧدا ،وھدﻓت إﻟﻰ ﻓﺣص وﻣﻌرﻓﺔ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن اﻟﻣرﺿﻰ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﻧدا ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﻣﻊ ﻋﯾﻧﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ،وأﺧذت اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣن ﻋﯾﻧﺗﯾن ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ﻓﻲ ﻛﻧدا ﻋن طرﯾق
اﻟﻣﺳﺢ اﻟﺻﺣﻲ.
إﺷﺗﻣﻠت ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ،ﺣﺟم اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ 2.703واﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ 2.821ﻣن
اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﺗﻌﺎﯾﺷون ﻣﻊ اﻟﺳرطﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن ) 2003- 2000م( وﻛﺎن اﻟﻣرﺿﻰ اﻟﻛﻧدﯾون اﻟذﯾن
ﺗﻣت إﺳﺗﺷﺎرة اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن ﻟﮭم وﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺧص اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺻﺣﻲ ،واﻟدﻋم اﻟﻌﺎطﻔﻲ
واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،ﻛﺎﻧوا ﯾﺗزاﯾدون ،إذ ﻛﺎن ﻋددھم 31.005ﻗﺑل اﻟدراﺳﺔ ﺛم 36.427أﺛﻧﺎء ﻣدة اﻟدراﺳﺔ
ورﻛزت ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ أھداف وھﻲ:
-ﻣﻌرﻓﺔ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن اﻟﺳرطﺎن ﻓﻲ ﻛﻧدا ،واﻟذﯾن ﯾﺗﻠﻘون ﺧدﻣﺎت إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻣرض.
-ﺧﺻﺎﺋص ﻣرﺿﻰ اﻟﺳرطﺎن ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣرﺿﻰ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ
اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن إﺳﺗﺧدام اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻋواﻣل ﻣﻧﮭﺎ :اﻟﻌﻣر واﻟﻧوع واﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل.
وﻗد ﺑﯾﻧت اﻟدراﺳﺔ أن اﺳﺗﺧدام اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻧد اﻹﻧﺎث أﻋﻠﻰ ﻣﻧﮫ ﻟدى اﻟذﻛور ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣر ﻓﻘد
ﺑﯾﻧت اﻟدراﺳﺔ أناﻟﻔﺋﺎت اﻷﺻﻐر ﻋﻣرا ً أﻛﺛر اﻗﺑﺎﻻ ً ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻘد ﻛﺎن
اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ )اﻷﻗل ﻣن 50ﻋﺎﻣﺎ ً( أﻛﺑر ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﺋﺔ اﻷﻛﺑر ﻋﻣرا ً.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ﻓﺄﺻﺣﺎب اﻟدﺧل اﻷﻗل واﻟﻣﻧﺧﻔض ،ھم اﻷﻛﺛر إﻗﺑﺎﻻ ً ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻘد ﺑﯾﻧت اﻟدراﺳﺔ أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﺑﻣﻔردھم أو ﺿﻣن ﻋﻼﻗﺎت
إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺣددة ) اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ( ﻛﺎﻧوا ھم اﻷﻛﺛر اﺳﺗﺧداﻣﺎ ً ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
12
وأوﺿﺣت اﻟدراﺳﺔ أن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣن ﻗﻠﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرﺿﻰ ﺗﻌود إﻟﻰ
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻟم اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﻣرض ،أو اﻹﻛﺗﺋﺎب.
وﻧﻼﺣظ ﻣن ھذه اﻟدراﺳﺔ أن اﻟﻔﺋﺎت اﻷﻗل ﺣظﺎ ً ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ،واﻟﻔﺋﺎت ذات اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﻗل،
واﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗدﻧﻲ أي اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻣرض ،ھﻲ اﻷﻛﺛر ﺣﺎﺟﺔ
ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻧظرا ً ﻟوﺟود ﺻﻌوﺑﺎت وﻣﺷﻛﻼت ﻗد ﺗواﺟﮭﮭم ﺑﺻورة أﻛﺑر
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻏﯾرھم.
وﻧﻼﺣظ أن ﻟﻸﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻲ دورا ً ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎھﻠﮫ ﻓﻲ ﺣﺻول اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻔﺎءات
واﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻌﻼج ،واﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن
اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗواﺟﮫ اﻟﻣرﯾض وأﺳرﺗﮫ ،وﺗﻌﯾق ﻧﺟﺎح اﻟﻌﻼج أو اﺗﻣﺎﻣﮫ ،وھذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗطرق ﻟﮫ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳﻠﯾط
اﻟﺿوء ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ھذه اﻻطروﺣﺔ.
وﻗﺎم طوﻓﺎن ) (2009) (Tufanﺑﺎﺟراء دراﺳﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﺻﺣﻲ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ
وھدﻓت دراﺳﺗﮫ إﻟﻰ ﺗﻌرف اﻟﻌواﻣل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب دورا ً ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك اﻟﺻﺣﻲ واﻟﻣرﺿﻲ ﻋﻧد ﻛﺑﺎر
اﻟﺳن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗرﻛﻲ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠت ب:
-اﻟﺑﻧﺎء اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ واﻟﻣرض وﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻛﺑﺎر اﻟﺳن.
-اﻟﻣرﻛز اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﺳن ودوره ﻓﻲ زﯾﺎدة أو ﺗراﺟﻊ ﺧطر اﻟﻣرض.
-اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻣﺳن.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﻣرﺿﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛﺑﺎر اﻟﺳن ﺿﻣن ﻋﻠم اﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ ﺗﺷﯾر
إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ھذه اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻧوع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ او
اﻟزواﺟﯾﺔ ،وﻗد أﻛدت اﻟدراﺳﺔ أن أﺑرز اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﻣﺳن وﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻣرﺿﮫ ھﻲ اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺧرﯾن ،وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ اﺷرﻧﺎ اﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎ ھذه اﻟدراﺳﺔ ،وﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ھو ﻣﻼﺣظ
وﻣدرك ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،أن اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻣﺳﻧﯾن ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ھﻲ اﻻﻛﺑر ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ
اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﻛﻣﺎ أن ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻗد ﺑﯾﻧت أن ﺑﻌض اﻟﻌواﻣل ﻟﮭﺎ دور ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻘﺑل اﻟﻣرﯾض
ﻟﻣرﺿﮫ وﺗﻛﯾﻔﮫ ﻣﻌﮫ أو ﻋدﻣﮫ ،وﻗد أﺷﺎرت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ أﻛدﺗﮫ اﻻﺣﺻﺎءات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ
اﻟﮭﺎﺷﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ،ﺣﯾث أﺷﺎرت اﻟدراﺳﺔ وﺗ ﻠك اﻻﺣﺻﺎءات إﻟﻰ ان ﻧﺳﺑﺔ اﺻﺎﺑﺔ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟذﻛور ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻠﻌب دوراً
ً اﻻﻧﺎث ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ھﻲ اﻷﻛﺑر
13
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﺋﺎت
ً ﻣﮭﻣﺎ ً ،وأن ﻧﺳﺑﺔ اﻷراﻣل ﻣﻣن ﯾﻌﺎﻧﯾن ﻣن أﻣراض ﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ھﻲ اﻷﻛﺑر
واﻟﺣﺎﻻت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى.
أﻣﺎ دراﺳﺔ ﻣورﻣﺎي ) (2010) (Murimiﻋن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻛﺎن ذوي اﻟدﺧل اﻟﻣﻧﺧﻔض ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،ﻓﻘد اﺳﺗﮭدﻓت ﺗﻌرف اﻟﺗﻔﺎوت ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ وھو ﻣﺎ ﻗد ﯾﺣدث ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ
اﻟﺟﻐراﻓﻲ ،واﻟوﺿﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻹﻗﺗﺻﺎدي ،واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ،وذﻟك ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗوﺿﺢ وﺗﻌزز أھﻣﯾﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
ﻛﻣﺎ ھدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ إﺑراز دور اﻟﻣﻌﺗﻘدات واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻧﻣط اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ
وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻻﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ،وذﻟك ﺿﻣن ﺑراﻣﺞ ﺗوﻋوﯾﺔ اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﻓﺣص اﻟﺳﻣﻧﺔ وﻣرض اﻟﺳﻛري،
وأﻣراض اﻟﻘﻠب ،وارﺗﻔﺎع ﺿﻐط اﻟدم ،ودور ﻋواﻣل اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻧﻘل ﻓﻲ اﻧﺗﺷﺎرھﺎ ،وﻗد طﺑﻘت
اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳت ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ رﯾﻔﻲ ﻣن وﻻﯾﺔ ﻟوﯾزﯾﺎﻧﺎ.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﻣﺷﺎﻛﻼت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻋﯾﻧﺔ اﻟﺑﺣث ﺿﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗوﻋوﯾﺔ اﻟﺗﻲ طﺑﻘﺗﮭﺎ
ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻋدم ﺗواﻓر اﻟوﻗت وﻋدم ﺗﻘدﯾر اﻷھﺎﻟﻲ ﻷھﻣﯾﺔ ھذه اﻟﺑراﻣﺞ ﻟﻌدم إﻋطﺎﺋﮭﺎ اﻷوﻟﯾﺔ وﻛذﻟك اﻟﺧوف ﻣن
ھذه اﻟﺑراﻣﺞ ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺟﮭوﻟﺔ.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن وﺟود ﺧدﻣﺎت ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗوﻋﯾﺔ ﻋن طرﯾق وﺟﺑﺎت
اﻟطﻌﺎم ،ﯾﺳﮭم ﻓﻲ اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ھذه اﻟﺑراﻣﺞ.
وﺗوﺻﻠت ھذه اﻟدراﺳﺔ أﯾﺿﺎ ً إﻟﻰ أن اﻟﻔﺋﺎت ذات اﻟدﺧل اﻟﻣﺣدود ﺗﻧﻌدم أو ﺗﻘل ﻟدﯾﮭم اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻛدت ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ ودور ﻗﺎدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ وأﻋﺿﺎﺋﮫ ﻓﻲ ﻣؤازرة ﺻﺎﻧﻌﻲ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،وﻣﻣوﻟﻲ اﻟﺑراﻣﺞ ﻣن أﺟل ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ.
وﻗد ﺗطرﻗت اﻟدراﺳﺔ ﻷﻣر ﺑﺎﻟﻎ اﻷھﻣﯾﺔ وھو اﻟوﻗﺎﯾﺔ أوﻻ ً ﻗﺑل ﺣدوث اﻟﻣرض اﻟﻣزﻣن ،ﻛﻣﺎ ﺗطرﻗت ﻷﻣر
اﺧر وھو :دور اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدوث ﺑﻌض اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ً أوﺿﺣت اﻷرﻗﺎم اﻟﺻﺎدرة
ﻋن داﺋرة اﻻﺣﺻﺎءات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﮭﺎﺷﻣﯾﺔ أن ﻣﻧطﻘﺔ ﻋﺟﻠون ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷﻛﺑر ﻣن
ﺣﯾث اﻧﺗﺷﺎر اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺑﯾن أھﻠﮭﺎ ،وﻣن ﺧﻼل ﺧﺑرة اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ وﻣﺷﺎرﻛﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘد
ﻣراﺟﻌﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻌﯾﺎدات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ً اﺗﺿﺢ أن ذﻟك راﺟﻊ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ ذﻟك أن اﻟﻣرﺿﻰ اﻷﻛﺛر
ﺗﻘﺎم ﻣن ﺧﻼل اﻷﯾﺎم اﻟطﺑﯾﺔ ھذه ،ھم ﻣن ﻓﺋﺔ اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن اﻷﻣراض اﻟﺻدرﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﺎﻟرﺑو
واﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ.
14
أﻣﺎ ﻋن دراﺳﺔ ﺗوﻣﯾﻛﺎ واﺧرون ) (2011) (Tomioka, et, alﻟﻣﻌرﻓﺔ أﺛر اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﻣرض اﻟﻣزﻣن
ﻓﻲ ﺳﺗﺎﻧﻔورد ،وأﺛر اﻹدارة اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﺳﻛﺎن ھﺎواي ،ﻓﻘد اﺳﺗﮭدﻓت ﺗﻌرف اﻟﯾﺎت اﻟﺗﻛﯾف ﻋﻧد اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺄﻣراض ﻣزﻣﻧﺔ واﻟﺗﻌرف إﻟﻰ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗطﺑﯾق ھذه اﻻﻟﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﻣرﺿﻰ ﻣﺷﺎﺑﮭﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﺳﯾﺎ ،وﺟزر اﻟﻣﺣﯾط اﻟﮭﺎدي .وﻗد طﺑﻘت ھذه اﻟدراﺳﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻗدرت ب 6ﺷﮭور وﺗم اﺷراك
اﻟﻘﺎدة اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﻓﻲ ھذه اﻟﺑراﻣﺞ وﺗﺗﺑﻊ ﻣدى اھﺗﻣﺎم اﻟﻣﺷﺗرﻛﯾن ،واﻟﺗزاﻣﮭم ﺑﺣﺿور ھذه اﻟﺑراﻣﺞ واﻋﺟﺎﺑﮭم
ﺑﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﮭﺎ.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ وﺟود اﻧﺧﻔﺎض ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣرﺿﻰ ،وزﯾﺎدات ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻧﺳب
اﻟﺗواﺻل ،واﻟزﯾﺎرات ﻟﻸطﺑﺎء ،وأن ﻧﺷﺎط اﻟﻣرﯾض اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻘل ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺔ وظروف اﻟﻌﻼج ،وﻋدد
ﻣرات اﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ،وھذا ﻣﺎ ﺳﺗﻌﻣل اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺣﮫ ،واﻹﺷﺎرة اﻟﯾﮫ.
وﻓﻲ دراﺳﺔ دﯾﺑﺳﻛوال واﺧرون ) (2012) (Depasquale, et, alواﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻟدراﺳﺔ ﺟدوى وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ
ﺗدﺧل اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﺣﯾﺎة ﻣرﺿﻰ زراﻋﺔ اﻟﻛﻠﻰ ،ھدﻓت إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ ﺗدﺧل
اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ھذه اﻟﻔﺗرة ،ﺳوا ًء أﻛﺎن ھذا اﻟﺗدﺧل ﻣﻊ اﻟﻣرﯾض أم ﻣﻊ أﺳرﺗﮫ ،وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻣﻊ
اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﻣﺣور اھﺗﻣﺎم وﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣرﯾض وأﺳرﺗﮫ واﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻟﻸﺧﺻﺎﺋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻣﺛﻠت
ﺑﺎﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﻣوﺿوﻋﺎت واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-اﻟﻣﺧﺎطر طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻟﻠزراﻋﺔ.
-ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺑرع ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺳﯾﻘوم ﺑذﻟك.
ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣﻊ ھذه اﻟﻔﺋﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ أدوار ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﺳﮭﻠﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺗوﻋﯾﺔ واﻟﺗﺛﻘﯾف ،واﻟﺳﻌﻲ ﻟﻠﺗﺷﺑﯾك ﺑﯾن اﻟﻣرﯾض واﻟﺟﮭﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺗوﻓﯾر اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
وﺗﺗواءم ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣﺷﻛﻼت ﻧﺟﻣت ﻋن اﻟﻣرض أو
اﻻﺟراءات اﻟطﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗؤﻛد أھﻣﯾﺔ وﺟود ﺷﺧص ﻣﺧﺗص ﯾﻘوم ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﺿﻰ وأﺳرھم ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز
اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻗد ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﻣرض.
15
وﺟﺎءت دراﺳﺔ ﺻﺑﺣﻲ ) (2013) (Soubhiﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻧزاع ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ودوره ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻷ ﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ.
وھدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ووﺟود ﺻراع ﺑﯾن اﻷزواج وﻣﺎ
اﻟذي ﯾﻌﻣﻠﮫ اﻟﻣرﺿﻰ ﻣن اﺟل ادارة اوﺿﺎﻋﮭم ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺟراء ﻣﺳﺢ ﺻﺣﻲ ﻓﻲ ﻛﯾﺑﯾك ،ﻋﻠﻰ
اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﻣرض ﻣزﻣن أو اﻛﺛر ،وﻣﺎ وﺟﮭﺔ ﻧظرھم ﻣن ﺣﯾث وﺿﻌﮭم اﻟﺻﺣﻲ؟.
ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻌﯾﻧﺔ 7547ﻣن اﻷزواج اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﻣرض ﻣزﻣن أو أﻛﺛر ،وﻣﺻﻧﻔﯾن ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗزﯾد
ﻋﻠﻰ 6ﺷﮭور ،واﻋﺗﻣدت اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ووﺟود ﻧزاع ﺑﯾن اﻷزواج وﻋدد ﻣن
ﺷروط اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ.
ﻛﻣﺎ ھدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻗدرة اﻟﻣرﯾض ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹدارة ﻣرﺿﮫ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻛﻘدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﻧﻔﺳﮫ ،وﻣؤﺷرات اﻟﻣرض ،وﻋدد اﻟزﯾﺎرات إﻟﻰ اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻟﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ ،وﻣدى اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﺧطوط اﻟﮭﺎﺗف اﻟﺻﺣﯾﺔ ﺧﻼل اﻹﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﺷﮭرا ً اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،واﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟذاﺗﻲ ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ ﻓﺣوﺻﺎت اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،وﻣﻘﯾﺎس اﻟﺿﯾق ،واﻋﺗﺑﺎرات ﻟوﺟﺳﺗﯾﺔ أﺧرى.
وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن اﻻﻧﺎث اﻟﻠواﺗﻲ ﺷﻛﻠن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﮫ %58ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ،واﻟﻠواﺗﻲ ﻛن ﯾﻌﺷن ﻣﻊ
ﺷرﻛﺎء ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﮭن اﻟزواج ھن اﻷﻛﺛر ﺣظﺎ ً ﻓﻲ اﻻﻧطﺑﺎﻋﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺗﺄﺛﯾر ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ووﺟود ﺿﯾق ﻧﻔﺳﻲ ،وﻛﺎﻧت ﻧﺳﺑﺔ ذﻟك أﻋﻠﻰ ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﻣﺗزوﺟﺎت.
وﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺳﺎء أﻛﺛر ﻋرﺿﮫ ﻟﻸﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ وأﺛﺎرھﺎ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ
ﻋﯾﻧﺔ اﻟرﺟﺎل اﻟذﯾن طﺑﻘت ﻋﻠﯾﮭم اﻟدراﺳﺔ.
رﻛزت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب ﺟوھرﯾﺔ وﻣﮭﻣﺔ ﺳﯾﺗم ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ
ﺣﯾث ﻟﻔﺗت اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ وﺟود ﻣﺷﻛﻼت ﺑﯾن اﻷزواج ،ﻛﻌدم ﻗدرة
اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﺑﻧﻔﺳﮫ ،وﺣﺎﺟﺗﮫ ﻟﻠﺷرﯾك ،ﻛﻣﺎ ﻟﻔﺗت اﻟﻧظر ﻟﻧﻘطﺔ ﻣﮭﻣﺔ وھﻲ ﻣدى ﺻﺣﺔ وﺗواﻓق
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻗﺑل وﺟود ﻣرض ﻣزﻣن وأﺛرھﺎ ﻓﻲ ﻋدم وﺟود ﺻراع ﺑﻌد اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣرض أو وﺟوده.
واﺧﯾرا ً ﺟﺎءت دراﺳﺔ ﺟودﺑوﻟد ) (2013) (Godboldﻟﻣرض اﻟﻛﻠﻰ اﻟﻣزﻣن ،واﺳﺗﮭدﻓت اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣرﯾض ﻋﻧد ﺣﺎﺟﺗﮫ ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣرﺿﮫ وھذه اﻟﻣﺻﺎدر ﺗﻣﺛﻠت ب:
-اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺳؤول.
-اﻟﻣﻣرض اﻟﻣﺳؤول.
16
-اﻹﻧﺗرﻧت.
وﻗد ﺷرﺣت ھذه اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﻣﺻﺎدر ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻣﺑﯾﻧﺔ وﺟود ﻣﺻدر اﺧر
ﻣﮭم وھو ﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣرﺿﻰ أﻧﻔﺳﮭم ،ﺣﯾث ﯾﺻﻔون ﻣن ﺧﻼل
ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣواﻗﻊ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷوﻧﮭﺎ ،وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أھﻣﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾر ھذه اﻟﻔﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﮭم
اﻟﺑﻌض ،ﻟﻛوﻧﮭم ﻓﺎﻋﻠﯾن ﻋﺎﺷوا اﻟﺗﺟﺎرب ﻣﻊ اﻟﻣرض ،وﺿﻣن ظروف ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ ،وﻗد أﻛدت ھذه اﻟدراﺳﺔ
أھﻣﯾﺔ ھذه اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺄﺣد أﺳﺎﻟﯾب اﻟدﻋم واﻟﺗﻘوﯾﺔ واﻟﺗﺛﻘﯾف اﻟﺻﺣﻲ.
وﺳﺗﻌﻣل اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﺷﺎف أھﻣﯾﺔ ﺷﺑﻛﺎت اﻟدﻋم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﻣرﺿﻰ أﻧﻔﺳﮭم ،ودورھﺎ ﻓﻲ
ﺗﻌزﯾز ﺗﻛﯾف اﻟﻣرﯾض وﺗﺟﺎوز اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرض وظروف اﻟﻌﻼج أن ﺗﻔرزھﺎ.
17
وﻧﻼﺣظ أن ﻣﺎ أوﺻت ﺑﮫ دراﺳﺔ ﺑﺎﺷﺎ ) (2009ﺗﻛﻣﻠﮫ ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﮫ دراﺳﺔ دﯾﺑﺳﻛوال واﺧرون )(2012
) (Depasquale, et, alﺑﻌﻧوان" :ﺟدوى وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﺗدﺧل اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﺣﯾﺎة ﻣرﺿﻰ
زراﻋﺔ اﻟﻛﻠﻰ".
وﺳﺗﻌﻣل اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷردﻧﻲ ،واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن
اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻔرزھﺎ اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ وﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣرﯾض وأﺳرﺗﮫ ،ﻓﺿﻼ ً ﻋن اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ
طرﺣﺗﮭﺎ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻛدور اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﻣن
اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻌﯾﺷﮭﺎ اﻟﻣرﯾض وأﺳرﺗﮫ ،واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أدواره اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺿﻣن اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣﻊ ھذه
اﻟﻔﺋﺎت ،ﻛﻣﺎ وﺗرﻛز اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ أﺣد أﻓرادھﺎ ﻣن اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ،
ودورھﺎ ﻓﻲ ﺣدوث اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ واﺳﺗﻘرار اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﻗﺑل
اﻟﻣرض وﻣﺎ ﺑﻌده ،أي ھل ﻛﺎن اﻟﻣرض اﻟﻣزﻣن اﻣﺗدادا ً وﺗﻌزﯾزا ً وﻧﻘطﺔ اﻧﻔﺟﺎر ﻟﻣﺷﻛﻼت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻧت
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﮫ ،أم أن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻛﺎﻧت وﻟﯾدة اﻟﻣرض اﻟﻣزﻣن.
وھذا ﻣﺎ ﺳﺗرﻛز ﻋﻠﯾﮫ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،وﺗوﺿﺢ ﺟواﻧﺑﮫ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وھو ﻣﺎ ﻣﯾز ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻋن ﻏﯾرھﺎ ﻣن
اﻟدراﺳﺎت.
5.1ﺗﺳﺎؤﻻت اﻟدراﺳﺔ
ﺗﺣﺎول ھذه اﻟدراﺳﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻻﺗﯾﺔ:
.1ﻣﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﻣرﺿﻰ أﻧﻔﺳﮭم؟
.2ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣرض ﺑﺣدوث ﻣﺷﻛﻼت ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻋدم ﻗدرة اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن وﺑﻧﺎء أﺳرة؟
.3ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ ﺑﺣدوث ﻣﺷﻛﻼت أﺳرﯾﺔ ﺑﯾن )اﻟزوج ،اﻟزوﺟﺔ ،اﻷﺑﻧﺎء(؟
.4ﻣﺎ اﻟوﺳﺎﺋل واﻷﺷﺧﺎص اﻷﻛﺛر أھﻣﯾﺔ ﻓﻲ دﻋم اﻟﻣرﯾض إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ً ،وﻧﻔﺳﯾﺎ ً ،ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﻣرﺿﻰ
أﻧﻔﺳﮭم؟
.5ﻣﺎ دور اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟطﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣﻊ اﻟﻣرﺿﻰ وأﺳرھم ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﻣرﺿﻰ؟
19
.6ھل ھﻧﺎﻟك ﻓروق داﻟﮫ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ ً ﺑﯾن ﺣدوث ﻣﺷﻛﻼت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻣرض )اﻟﻔﺷل اﻟﻛﻠوي،
واﻟﺳرطﺎن( ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺗﻌزى إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺛل:
)اﻟﻧوع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﻌﻣر ،واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ(؟
.7ﻣﺎ طرق اﻟﻌﻼج اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺿﻠﮭﺎ اﻟﻣرﺿﻰ أﻧﻔﺳﮭم؟
6.1اﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻹﺟراﺋﯾﺔ
1.6.1اﻟﺻﺣﺔ Health
ھﻲ أن ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻷﻓراد ،واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ،واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﺗﻛﺎﻣل ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻓﺎة اﻟﺟﺳدﯾﺔ ،واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟروﺣﯾﺔ.
2.6.1اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ Chronic Diseases
ھﻲ ﺗﻠك اﻟﻌﻠل اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎب ﺑﮭﺎ اﻷﺷﺧﺎص وﺗﺳﺑب ﻟﮭم اﻟﻣﺷﻛﻼت واﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ ،واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺑوﺟودھﺎ اﻟﻔﺎﻋﻠون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﮭم ووظﺎﺋﻔﮭم ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ،أي أن
اﻟﻣرض اﻟﻣزﻣن ھو ﻋﻠﺔ ﯾﻌﯾﺷﮭﺎ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﺑﺻورة داﺋﻣﺔ أو ﺷﺑﮫ داﺋﻣﺔ ،وﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أو ﻣﻌظم ﺟواﻧب
ﺣﯾﺎﺗﮫ.
3.6.1اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ Hospital
اﻟﻧﺳق اﻟطﺑﻲ اﻟﻣﻌد واﻟﻣؤھل ﺑﺎﻟﻛوادر اﻟطﺑﯾﺔ ،واﻟﻔﻧﯾﺔ ،واﻟﻣﮭن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﮭﺎ طﺑﯾﻌﺔ ذﻟك
اﻟﻧﺳق ،واﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ﻟﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣرﺿﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﮭﺎ ﻛ ٌل وﻓق
ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﮫ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻼﺟﮫ.
4.6.1اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ Social Problems
ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻣرض ﻣزﻣن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺗﻛون ﻗد
ﻧﺟﻣت ﻋن ﻣرﺿﮫ ،وﯾدرك وﺟودھﺎ ،وﯾﻛون اﻟﺑدء ﺑﺈﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول ﻟﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺑﺎب
واﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺣدوﺛﮭﺎ.
5.6.1اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد Customs and Traditions
ﺿﺎﻏطﺔ ﯾؤﺧذ
ً ﻣﺎ ﺗوارﺛﮫ اﻻﺑﺎء ﻋن اﻷﺟداد ﻣن ﻗول ،أو ﻓﻌل ،أو ﺗﻘرﯾر ،وأﺻﺑﺢ ﻣﻧﮭﺟﺎ ً ﻣﺗﺑﻌﺎ ً وﻗوةً
ﺑﮭﺎ إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ً ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺻﺣﺗﮫ أو ﺧطﺄه.
20