Professional Documents
Culture Documents
أ .ذاوود عبد اهلل عبد الهادي د .عبد اهلل حمدينو المرضي
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
قسم اإلعالم /كلية اآلداب /جامعة اجدابيا بنغازي جامعة
ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ/ اإلعالم كلية / اإلعالم قسم
ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺮﺕ -ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ -ﻗﺴﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ :ملخص البحث:
ﺣﻤﺪﻳﻨﻪ يف تشكيل وبلورة الرأي العام للمجتمع،
وسائل االتصال
ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ،تأثَت
ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ :البحث بدراسة
يهتم ﺍﻟﻤؤﻟﻒ
اخلطاب اإلعالمي يف تشكيل بتوظيف
ﻣﺸﺎﺭﻙ( اإلشكاليات ادلرتبطة
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻬ)ﻢ. ﺁﺧﺮﻳﻦ:من خالل طرح بعض
ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ،ﺫﺍﻭﻭﺩ ﻣؤﻟﻔﻴﻦ وذلك
ﻧﻌﻢ ىذا البحث إذل رلموعة من النتائج كان من أعلها أن لوسائل ﻣﺤﻜﻤﺔ:الرأي العام وقد توصل
تشكيل وصناعة الرأي العام لدى اجلمهور ،وفقاً للمضامُت اإلعالمية 2018 ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:دور كبَت يف
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ االتصال
الوسائل مبا يتماشى وسياسة القائمُت عليها ،كما أنو وبالرغم من قِدم
ىذه ﺳﺮﺕ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ تقدمها
ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ: ﻣﻜﺎﻥ اليت
ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ:ييت احلقنة حتت 1اجللد ودوامة الصمت إال أن تأثَتىا ال يزال قويا يف تشكيل بلورة الرأي
ﺭﻗﻢ نظر
شرفﺍﻹﻋﻼﻡ
إعالمي للخطاب اإلعالمي ﻗﺴﻢ ﺍﻵﺩﺍﺏ -
ميثاق ﻛﻠﻴﺔرة وضع ﺟﺎﻣﻌﺔىذاﺳﺮﺕ -
البحث ضرو ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﺔ :من توصيات
ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ العام ،وكان
ﺍﻟﺸﻬﺮ :اللييب يضمن احلق يفﻣﺎﻳﻮاحلصول على ادلعلومات الصادقة من جهة ويتماشى مع حرية اإلعالم
من جهة أخرى323 - 340 . ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
1143727
ﺭﻗﻢ :MDالمقدمة:
ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮﺍﺕ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
لقد أصبح الرأي العام قوة كبَتة يف رلتمعنا الدورل احلديث وذلك نتيجة جملموع
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:
األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية الراىنة ذلذا اجملتمع ،فهو قوة ذات أثر كبَت يف
HumanIndex ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
حياة الناس اليومية ،كذلك يبٍت الشهرة ويهدمها ،يؤازر ىيئات اخلدمة العامة ويضع القوانُت
ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲاالجتماعية وادلبادئ األخالقية أو يتنكر ذلا وينفخ يف الروح
ويلغيها كما أنو يراعي التقاليد
http://search.mandumah.com/Record/1143727دوره يف
ﺭﺍﺑﻂ :ادلعنوية أو يثبطها كل ىذا يدفعنا إذل زلاولة التعرف على الرأي العام أكثر وعن
اجملتمع ،وىذه الظاىرة تكتسب صفة االستقرار ،وختتلف يف وضوحها ودالالهتا يف عقول
األفراد ،ولكنها تصدر عن اتفاق متبادل بُت غالبيتهم رغم اختالفهم يف مدى إداركهم
ومصلحتهم ادلشًتكة. لنفع العام
ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ. وحتقيقها
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ © 2024دلفهومها
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ
ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ
ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
323
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ،ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺣﻤﺪﻳﻨﻪ ،ﻭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ،ﺫﺍﻭﻭﺩ ﻋﺒﺪﺍﷲ .(2018) .ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ
البحث:ﺍﻟﻌﺎﻡ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ.ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ ملخص ﺍﻟﺮﺃﻱ
ﺗﺸﻜﻴﻞ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ
يهتم البحث بدراسة تأثَت وسائل االتصال يف تشكيل وبلورة الرأي العام للمجتمع،
ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺳﺮﺕ :ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺮﺕ -ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ -ﻗﺴﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ.340 - 323 ،
1143727/Record/com.mandumah.search//:httpيف تشكيل
خالل طرح بعض اإلشكاليات ادلرتبطة بتوظيف اخلطاب اإلعالمي وذلك من
ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
ﺗﺸﻜﻴﻞ لوسائل "ﺗﺄﺛﻴﺮ أعلها أن
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ كان من ﻋﺒﺪﺍﷲ من النتائج
ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ. إذل رلموعة
ﺫﺍﻭﻭﺩالبحث توصل ىذا
ﺣﻤﺪﻳﻨﻪ ،ﻭ ﻋﺒﺪﺍﷲالعام وقد الرأي
ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ،
ﺑﺤﻮﺙاإلعالمية
ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ للمضامُت اجلمهور ،وفقا
ﺍﻟﻌﺎﻡ ً".ﻓﻲ لدىﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐأي العام
ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﻭﺻﻔﻴﺔوصناعة الر
ﺩﺭﺍﺳﺔ تشكيل
دور كبَت يف االتصال
ﺍﻟﻌﺎﻡ: ﺍﻟﺮﺃﻱ
ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ِﺍﻟﻠﻴﺒﻲ
323ق-دم.340
وبالرغم من
):(2018ﺍﻹﻋﻼﻡ ،أنو
ﻗﺴﻢعليها ،كما
القائمُت ﻛﻠﻴﺔوسياسة
ﺍﻵﺩﺍﺏ - يتماشى الوسائل مبا
ﺳﺮﺕ - ىذهﺟﺎﻣﻌﺔﺳﺮﺕ:تقدمها اليت
ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
1143727/Record/com.mandumah.search//:httpبلورة الرأي
احلقنةﻣﻦحتت اجللد ودوامة الصمت إال أن تأثَتىا ال يزال قويا يف تشكيل نظرييت
ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ
العام ،وكان من توصيات ىذا البحث ضرورة وضع ميثاق شرف إعالمي للخطاب اإلعالمي
اللييب يضمن احلق يف احلصول على ادلعلومات الصادقة من جهة ويتماشى مع حرية اإلعالم
من جهة أخرى.
المقدمة:
لقد أصبح الرأي العام قوة كبَتة يف رلتمعنا الدورل احلديث وذلك نتيجة جملموع
األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية الراىنة ذلذا اجملتمع ،فهو قوة ذات أثر كبَت يف
حياة الناس اليومية ،كذلك يبٍت الشهرة ويهدمها ،يؤازر ىيئات اخلدمة العامة ويضع القوانُت
ويلغيها كما أنو يراعي التقاليد االجتماعية وادلبادئ األخالقية أو يتنكر ذلا وينفخ يف الروح
ادلعنوية أو يثبطها كل ىذا يدفعنا إذل زلاولة التعرف على الرأي العام أكثر وعن دوره يف
اجملتمع ،وىذه الظاىرة تكتسب صفة االستقرار ،وختتلف يف وضوحها ودالالهتا يف عقول
األفراد ،ولكنها تصدر عن اتفاق متبادل بُت غالبيتهم رغم اختالفهم يف مدى إداركهم
ومصلحتهم ادلشًتكة. لنفع العام
ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ. وحتقيقها
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ © 2024دلفهومها
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ
ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ
ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
323
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
أ .ذاوود عبد اهلل عبد الهادي د .عبد اهلل حمدينو المرضي
قسم اإلعالم /كلية اآلداب /جامعة اجدابيا قسم اإلعالم /كلية اإلعالم /جامعة بنغازي
ملخص البحث:
يهتم البحث بدراسة تأثَت وسائل االتصال يف تشكيل وبلورة الرأي العام للمجتمع،
وذلك من خالل طرح بعض اإلشكاليات ادلرتبطة بتوظيف اخلطاب اإلعالمي يف تشكيل
الرأي العام وقد توصل ىذا البحث إذل رلموعة من النتائج كان من أعلها أن لوسائل
االتصال دور كبَت يف تشكيل وصناعة الرأي العام لدى اجلمهور ،وفقاً للمضامُت اإلعالمية
اليت تقدمها ىذه الوسائل مبا يتماشى وسياسة القائمُت عليها ،كما أنو وبالرغم من قِدم
نظرييت احلقنة حتت اجللد ودوامة الصمت إال أن تأثَتىا ال يزال قويا يف تشكيل بلورة الرأي
العام ،وكان من توصيات ىذا البحث ضرورة وضع ميثاق شرف إعالمي للخطاب اإلعالمي
اللييب يضمن احلق يف احلصول على ادلعلومات الصادقة من جهة ويتماشى مع حرية اإلعالم
من جهة أخرى.
المقدمة:
لقد أصبح الرأي العام قوة كبَتة يف رلتمعنا الدورل احلديث وذلك نتيجة جملموع
األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية الراىنة ذلذا اجملتمع ،فهو قوة ذات أثر كبَت يف
حياة الناس اليومية ،كذلك يبٍت الشهرة ويهدمها ،يؤازر ىيئات اخلدمة العامة ويضع القوانُت
ويلغيها كما أنو يراعي التقاليد االجتماعية وادلبادئ األخالقية أو يتنكر ذلا وينفخ يف الروح
ادلعنوية أو يثبطها كل ىذا يدفعنا إذل زلاولة التعرف على الرأي العام أكثر وعن دوره يف
اجملتمع ،وىذه الظاىرة تكتسب صفة االستقرار ،وختتلف يف وضوحها ودالالهتا يف عقول
األفراد ،ولكنها تصدر عن اتفاق متبادل بُت غالبيتهم رغم اختالفهم يف مدى إداركهم
دلفهومها وحتقيقها لنفع العام ومصلحتهم ادلشًتكة.
323
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
لذلك تلعب وسائل اإلعالم دوراَ يف التأثَت علي اجلمهور حيث استطاعت تلك
الوسائل اخًتاق العقول األمر الذي جعل اإلعالم ػلوز علي مساحات عالية من اىتمامات
الباحثُت والكتاب ،دلا لو من تأثَتات علي نواحي احلياة ادلعاصرة ،وارتباط ىذا ادلفهوم بعلوم
إنسانية شىت جعل من درا ستة وانعكاساتو على السلوك اجملتمعي لذلك تعترب ظاىر الرأي
العام من أكثر الظواىر االجتماعية تأثَتاً مبا حوذلا ،فهي ادلرآة اليت تنعكس عليها صورة
اجملتمع بكل ما فيو من تراث ومعايَت وأفكار وأراء ،حيث يلعب اإلعالم بأنواعو ووسائلو
ادلختلفة دوراً كبَتاً يف تغيَت االجتاىات وذلك دلا لو من مسات وشليزات يف نقل األخبار
وادلعلومات واحلقائق حول كافة ادلواضيع ادلختلفة اليت هتم اجلماعات البشرية ،مهما كان
حجم تلك اجلماىَت أو تباعدىا أو عدم جتانسها دؽلوغرافياً .
ويف اآلونة األخَتة حدث تسارع رىيب يف ثورة ادلعلومات وطفرة أصبح من الصعوبة
مبكان السيطرة عليها أو احلد منها ،فهذه الطفرة أصبحت تكتسب سيالً من ادلعلومات
الوفَتة وقدرهتا على تكوين رموز وصور ذىنية دل يعد مبقدورنا معرفة مصادر تلك األخبار أو
الوقوف على حقيقتها ،وىذه األساليب أعطت ادلخطط اإلعالمي القدرة على صياغة رسالتو
االتصالية واإلعالمية بشكل ؼلدم ىدفو اجتاه الرأي العام يف أي مستوياتو .
مشكلة الدراسة:
يلعب اإلعالم يف وقتنا احلاضر دوراً كبَتاً يف صناعة الرأي العام ،فهو يشكل عصب
احلياة ،دلا لو من دور فاعل يف التأثَت على سلتلف السياسات العامة ،ومع التطور اذلائل يف
وسائل اإلعالم احلديث دل يعد رلرد أداة لتوصيل ادلعرفة وتزويد الناس باألخبار ،بل تعدى
ذلك بكثَت بالتأثَت يف أذواق اجلمهور ومعايَتىم ،وتنميط اإلدراك ،وأصبح اإلعالم يقوم اليوم
مبا كانت تنهض بو مؤسسات التنشئة االجتماعية والثقافية من أٌسر ومدارس وروابط أىلية يف
ادلاضي ،بل وتفوق عليها يف صياغة جديدة ال تتفق كثَتا مع تلك النظم ،حيث تدخل
اإلعالم كطرف أساسي بل شريك يف تلك العملية ،وبالتارل ؽلكن صياغة ادلشكلة يف السؤال
التارل :ماىي تأثَتات اإلعالم يف تشكيل وصناعة وتظليل الرأي العام؟.
أىمية الدراسة :وتنطلق أعلية الدراس ـة من دور اإلعالم يف تشكيل وتكوين الرأي العـ ـام،
وتعبئة اجلماىَت وحشدىا حول أفكار وأراء واجتاىات ،بغض النظر عن تلك االجتاىات سواء
324
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
كانت مؤيدة أم معارضة وىذه التطورات ادلتسارعة يف رلال تكنولوجيا االتصال وادلعلومات
جعلت من ؽلتلك القوة وعوامل التأثَت ىو من يسيطر على اإلعالم ،بل تعدت تلك القوة يف
اذليمنة والسيطرة على األحداث والتحضَت ذلا ،وذلك بإرشاد اجلماىَت ال وتوجيهها وتبيان
مواقفها ودفعها إذل تبٍت اجتاىات وأفكار وأراء وقناعات ومواقف ،فمن ؽلتلك تلك القوة
واألفكار يتحكم يف ادلعلومات والصورة اليت تقدم للرأي العام .
أىداف الدراسة :هتدف ىذه الدراسة إذل التعرف على اآليت:
-1احمليط العام أو ما يطلق علية النظام االجتماعي.
-2مدى تأثَت وسائل األعالم يف ىذا النظام االجتماعي.
-3األساليب ادلتبعة يف التأثَت على اجلمهور.
تحديد المصطلحات:
التأثير" :ىو ما ػلدث من تغَتات على مستقبل الرسالة وتعلمو شيئاً من زلتوى ىذه الرسالة
وتبٍت اجتاىاً أو ختليو عن أفكار مؤيدة حملتوى ىذه الرسالة أو ختليو عن أفكار قد تبناىا من
قبل ذلك"(.)1
اإلعالم :ىو تزويد الناس باألخبار الصحيحة وادلعلومات السليمة واحلقائق الثابتة اليت
تزودىم بتكوين رأي صائب يف واقعة من الوقائع أو مشكلة من ادلشكالت يحيث يعرب ىذا
الرأي تعبَتا موضوعيا عن عقلية اجلماىَت واجتاىاهتم وميوذلم(.)2
الرأي العام" :الرأي العام السائد بُت أغلبية الشعب الواعية يف فًتة معينة ضلو قضية زللية أو
أكثر ػلتدم فيها اجلدل والنقاش ودتس تلك القضية مصاحل ىذه األغلبية أو قيمتها اإلنسانية
مسا مباشرا "(.)3
منهج الدراسة :اعتمد الباحثان يف ىذه الدراسة على ادلنهج االستقرائي حيث مت مسح
األدبيات السابقة للوصول إذل فكرة عامة أو حكم كلي ،لتطبيق النتيجة أو ادلبدأ العام على
حاالت جزئية أو فردية ( ،)4فاالستقراء معرفة سبق حتصيلو تقوم على مبدأ العلية( ،)5الذي
يشمل سلتلف االستنتاجات العقلية ادلعتمدة على ادلالحظة أو التجريب للوصول إذل قاعدة
حتكم الفرعيات ،فالباحثان ػلاوالن إثبات أن ما يصدق على الكل يصدق على الفرع من
خالل الفرضية القائلة بأن الفرع أو يقع ضمن الكل(.)6
325
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
الرأي العام والمجتمع :يسود العادل اىتمام متزايد بثورة ادلعلومات وتكنولوجيا االتصاالت
واليت أصبحت مسة ىذا العصر ،كما أصبح من الثابت أن شكل العادل اليوم ىو نتاج العلم
والتكنولوجيا خاصة خالل ادلائة سنة األخَتة ،إذ أصبحت كلمات التكنولوجيا وادلعرفة
وادلعلومات مًتا دفة للتطور والرقى ،واحلداثة والعصرنة وذلذا من الصعوبة مبكان أن تتخيل
وجود رلتمع حديث معاصر بدون وسائل إعالم ،كما أن وسائل االتصال وال ؽلكن أن تدار
بكل إمكانياهتا بدون اجملتمع احلديث(.)7
اجملتمع الصناعي ادلتقدم يكشف عن اغًتاب اجلمهور و"تشيئو" يف ظواىر عديدة
ومتنوعة ،وتظهر مقولة "التشيؤ" واالغًتاب أيضاً يف تسلط النظم البَتوقراطية وأساليب القمع
اإلداري ،واالغًتاب اإلنساين يظهر يف عملية توحيد احلاجات البشرية وتقنُت أظلاط
السلوك( ،)8فالتشيؤ واالغًتاب ترجع أسبابو إذل النظام االقتصادي والرأمسارل ،فعالقات
اإلنتاج والسوق الرأمسالية ىي ادلسئولة عن عبادة السلع أو صنميتها باحملصلة ،فقد وقع ادلال
على أداة جديدة وطغى سلطانو شيئاً فشيئاً على تأثَت ادلنابر يف تشكيل الرأي العام،
وإعداده لألىداف اخلاصة ،ودخلت التاريخ قوة جديدة تنزع عن الناس الصبغة الدينية
وجتعلهم يتعلقون باألمور الدنيوية(.)9
وحظي ىذا الطابع التجاري على وسائل اإلعالم حول العادل بدعم واسع النطاق من
الرأي العام ألهنا صلحت إذل حد كبَت ،من القفص احلديدي للبَتوقراطيات السياسية وتفوق
الًتفيو ادلتطور على الدعاية ادلدعومة باألفالم القدؽلة والفن الشعيب القومي ،ورمبا يفيد ىذا
الشعور بالتحرر النسيب من القبضة السياسية يف العقدين ادلاضيُت ،فشبو الغياب
لالحتجاجات االجتماعية ضد سياسة اإلعالم يف معظم الدول( ،)10فاالحتجاج رلموعة من
األفعال اإلنسانية اليت تسعى إذل اإلقناع حلمل اجلمهور على تبٍت سلوك أو مشاطرة رأي
معُت( ،)11ويتضمن ىذا ادلكون مجيع االستعدادات السلوكية اليت ترتبط باالجتاه ،فعندما
ؽلتلك اجلمهور اجتاىاً اغلابياً ضلو شيء ما أو موضوع ما ،فانو يسعى إذل مساندة وتدعيم
ىذا االجتاه ،أما إذا امتلك الفرد اجتاىاً سلبياً ضلو موضوع أو شيء ما فإنو يظهر سلوكا
معاديا ذلذا ادلوضوع ( ،)12فالقائد يستطيع اخلطاب يف قلوب اجلماىَت اليت أصبحت متعلقة
بو ،ورمبا ؽلثلها مباشرة دون احلاجة إذل عمليات تلفيقية أو توفيقيو فرعية ،تقوم عليها صناعة
326
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
سهل عليو عملية االتصال بينو وبُت الرأي ،إذا أنو ال ػلتاج ألكثر من أدوات ووسائل تُ ٌ
اجلماىَت اليت أصبح يف مقدوره أن ُػليي آماذلا ويداعب أحالمها(.)13
فاالنفعاالت التحريضية ادلختلفة اليت ختضع ذلا اجلماىَت ؽلكنها أن تكون كرؽلة أو
رلرمو بطولية أو جبانة ،وذلك على حسب نوعية ىذه احملرضات ولكنها سوف تكون دائماً
قوية مهيمنة على نفوس اجلماىَت إذل درجة أن غريزة حب البقاء نفسها تزول أمامها(.)14
فعملية الكشف عن الدوافع واحملرضات واألسباب اليت ينتج عنها الرأي العام،
ودراسة طبيعتو لدى شعب موحد أو شرػلة رلتمعية من شعب معُت ،ىذا األمر حتت
الكشف والدراسة يفرض االىتمام بدراسة تاريخ ىذا الشعب وجذوره ،والتقاليد والعادات
والقيم اليت اكتسبو عرب ىذا التاريخ والًتكيز على ادلعتقدات الدينية اليت تؤثر تأثَتاً كبَتا يف
عملية نشوء الرأي العام(.)15
الرأي العام ظاىرة اجتماعية فطرية موجودة يف أبسط صـ ـورهتا منذ أن كان ىناك ثالثة
أو أكثر من ادلخلوقات العاقلة ،ولكن الكتابة عنها دل تبدأ إال يف وقت متأخر ،ولعل أبكر
اجلهود يف ذلك تعود بطريقة مباشرة إذل كتابات اليونان والرومان اليت أعارت اىتماماً كبَتاً
لرأي اجلمهور العام وعالقتو بنظم احلكم( ،)16وقد دتثلت البدايات األوذل يف كتابات بعض
الفالسفة السياسيين مثل (فولتير ،)Voltaireو(ىوبز ،)Hobbosو(لوك
،)Lockو(ىيوم ،)Humeوكان لكتاب عصر الثورة الفرنسية دوراً واضحاً يف إبراز
أعلية الرأي العام ،السيما كتابات (جان جاك روسو) كأول فيلسوف يستخدم تعبَت الرأي
العام ،ومن أىم كتاباتو العديدة البد من اإلشارة إذل كتابة يف العقد االجتماعي باعتباره ذا
صلة ببداية احلديث عن الرأي العام ،حيث اعترب أن الفكرة األساسية وراء العقد االجتماعي
ىي موضوع الوحدة ،ووحدة البناء الجتماعي ،وذلك بإخضاع ادلصاحل اخلاصة لإلدارة
العامة ،فاحلكومة دورىا مساعد ،الن اإلدارة العامة ىي رلموع إرادة الشعب الذي ُختضع لو
القوانُت حيث اعترب أن آراء الشعب يشَت إذل ادلعٍت العلمي التطبيقي جلوىر الرأي العام يف
معناه ادلعاصر(.)17
ويف عام 1894م ُحكم يف باريس على ضابط فرنسي من أصل يهودي امسو (ألفريد
دريفوس) بالنفي إذل (غويانا) بتهمة التجسس لصاحل أدلانيا ،وكانت ىذه التهمة موضوع
327
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
شك من طرف عائلتو وأصدقائو الذين استطاعوا أن يثبتوا بعد عامُت وفق الوثائق اليت أُدين
بسببها ،فاجتهوا إذل الرأي العام الفرنسي يستنهضونو للمطالبة بإعادة احملاكمة ،واستطاعوا أن
غلندوا شخصيات مرموقة من عادل الفكر واألدب يف فرنسا يف ذلك الوقت كإيميل زوال
الذي كتب مقالو اُشتهرت بعنواهنا "إين أًهتم " ....................والذي ساىم مع
آخرين أمثال أناتول فرانس -ومرسيل بروست -وسيبفوبوس -وليون بلوم -وىير...
الخ .يف إصدار بيان ػلمل توقيعهم ونشرتو جريدة لورور الفرنسية يوم 14كانون الثاين
يناير 1898م بعنوان بيان ادلثقفُت ،وقد انقسم الرأي العام الفرنسي بصدد ىذه القضية إذل
معسكرين :أحدىم يطالب بإعادة احملاكمة ويضم شخصيات يسارية واشًتاكية شكلت
(التجمع اجلمهوري) الذي رفع شعارات ليربالية مثل الدفاع عن حقوق اإلنسان ،ومناىضة
الالسالمية ........اخل .أما ادلعسكر الثاين فكان يضم خصوم اجلمهورية الذين عارضوا
إعادة احملاكمة وىددوا بالقيام باالنقالب وبعد صراع طويل بُت ادلعسكرين انتصروا
(اجلمهوريون) ،وأعيدت زلاكمة الضابط ادلذكور ،وخفض احلكم إذل "عشر سنوات" سجناً
وأعادت إليو اعتباره ...كانت ىذه احلادثة بالغة األثر يف احلياة الفكرية والسياسية الفرنسية
وال تزال أصداؤىا تًتدد يف الكتابات ادلعاصرة وأختلف الباحثون اختالفاً كثَتاً يف تفسَتىا
وحتديد نتاجها( .)18ويقول (تشامليدز) بأن موضوع الرأي العام بقى حكراً على السياسة
حىت عام 1990م ميالدية مث بدأ اىتمام رجال اإلعالم بظاىرة الرأي العام ،وىذا خالف
ما فهمو بعض ادلؤلفُت الذين ظنوا أن الرأي العام مفهوم إعالمي يف األصل( ،)19ومن ىنا
أصبحت اجلهات العامة واخلاصة ومراكز البحوث حترص على معرفة البيانات اخلاصة مبفهوم
اجلماىَت (قُـٌراء أو مستمعُت أو مشاىدين) سواء عن طريق البيانات اخلاصة بالتوزيع أو عن
طريق إجراء الدراسات ادليدانية على عينات شلثلة جملتمع (القراء أو ادلستمعُت أو
ادلشاىدين)( .)20فاجلمهور يصنع استنتاجات حول ما يشاىده أو ما يسمعو اعتماداً على
األفعال والسلوكيات اليت حتدث أمامو ،فهو يراقب حركات اجلسم والصوت اليت ؽلكن أن
تكون مباشرة أو غَت مباشرة( )21فالفرد ال ؽلكن أن ينتمي إذل أكثر من حشد يف نفس
الوقت ،ولكن ؽلكن أن ينتمي إذل أكثر من مجهور يف نفس الوقت .
إن ىذا التعقيد يدفع بالضرورة إذل البحث عن انعكاسات مال اجلماعـ ـ ـ ـات واألحزاب
328
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
والربدلان والتجمعات العلمية والدينية وادلهنية ذلك إن لزم األمر ،فاجلمهور عند غوستاف
يوبون ىو ذوبان الشخصية الواعية لألفراد وتوجيو ادلشاعر واألفكار يف اجتاه واحد بشكل
اخلصيصة األوذل للجمهور الذي ىو يف طور التشكيل ،ذلك أنو ؽلكن آلالف األفراد
ادلنفصلُت عن بعضهم البعض أن يكسبوه صفة اجلمهور النفسي يف حلظة ما ،وذلك حتت
تأثَت بعض االنفعاالت أو حتت تأثَت حدث قومي عظيم ،وؽلكن لبعض اخلصائص اجلديدة
أن تتوقع علي السابقة ،وتؤدي بذلك إذل توجيو مشاعر اجلماعة وأفكارىا يف اجتاه واحد،
عندئذ جاءت أفكاره متأثرة مبا كان سائد يف عصره بالتنومي ادلغناطيسي األمر الذي جعلو
يطلق على تلك اخلاصية (القانون النفسي للوحدة الذىنية للجماىَت) ،فالظواىر الالواعية
تلعب دور حاسم يف احلياة العضوية أو الفيزيولوجية ،وإظلا أيضا يف طريقة اشتغال الذىن أو
آلية العقل(.)22
وق ـ ـ ـد ظـ ـ ـ ـل تارد منشغل بالـ ـ ـ ـرد على "اميل دوركامي" زعيـ ـ ـ ـم ادلدرسـ ـ ـ ـة الفرنسية لعلـ ـ ـ ـماء
االجتماع ،والذي أعلن أعلية أثر اجلماعة على الفرد وأكد ان اجملتمع ىو إسناد الفرد ،من
خالل زلاوراتو مع دور كامي لوضع تفسَت نظري منظم دلظاىر السلوك عند األفراد يف حياهتم
االجتماعية ،وقد جاءت آراؤه يف كتاب بعنوان (قوانيُت احملاكاة) متأثرا بفكرة اإلػلاء
واالغلابية ،ألن فكرة التقليد اليت مت انتزاعها من سياقات نظريتو االجتماعية ذات الثراء
وادلفاىيم الكبَت قد مت تشويها الحقا بعزذلا عن سياقها واألخذ هبا مؤشراً وحيداً يف عملية
التنشئة االجتماعية(.)23
ويطرح عادل النفس فرويد مفهوم ؼلتلف كثَتا عن ما ساقو لوبون ،حيث ال يفرق بُت
السلوك الفرد كفرد وسلوكو يف اجلماعة ،ويعًتض على وصفو للجماىَت بالرببرية واذلمجية إذل
بالغ يف نسبة غبائها ،وان ىناك مجاعات كثَتة سلتلفة ادلشارب يطلق عليها اسم مجهور،
فيضرب أمثلة باجليش ورلتمع الكنيسة ،وان فكرة اجلمهور أو غَته ال تولد مع الفرد إظلا ؽلثل
درجة يف االرتقاء من األنانية إذل الغَتية ،أي درجة ألعلى سلم احلضارة عندما يتم االنطواء
حتت لوائها ال نكوص ــا على سلم احلضارة كما يرى لوبون(.)24
أما سيغل الذي ساق نظريتو عن احلشود يعمد إذل تعميم أرائو حول السيكولوجية
الفردية على السيكولوجيا اجلماعية ،فيصنف سيغل حتت مفهوم جرائم احلشود كل أنواع
329
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
العنف اجلماعي للرعاع ابتدأ من االضطرابات وصوال إذل الثورات الشعبية ،كما يرى أن كل
حشد غلتمع فيو موجهون وموجهون ،منومون ومنومون ،ويفسر مسايرة الفئة الثانية لألوذل
ترو ،وقد جتلت فكرتو عن تظليل احلشود أكثر يف النسخة الثانية من دراسة اليت من دون َّ
صدرت 1901م ،حيث مت توصيف الصحايف – الذي يسميو صاحب "أدبيات الدعاوى
القضائي" -موجها وقراءة "عجينة لينة تظهر عليها بصماتو بسهولة"(.)25
وسائل اإلعالم والرأي العام :يبدو أن النظريات اليت تناولت تأثَت االتصال اجلماىَتي علي
ادلتلقُت تدور يف حلقة أو يف دائرة ذلك أننا صلد أن نظرية ما ىي السائدة وادلنتشرة يف وقت
ما مث دتر فًتة من الزمن ،قد تطول أو تقصر ،فتظهر بدال منها نظرية أخرى قد ال تكون
مفاىيمها ىي ذات مفاىيم النظرية األوذل ،مث تصبح ىي النظرية السائدة بعد فًتة أخرى قد
نعود مرة أخرى لنظرية كانت سائدة من زمن مضى ،وختتلف كل نظرية من النظريات يف
حجم ودرجة التأثَت الذي تراه لالتصال اجلماىَتي على اجلمهور وختتلف يف جوانب ونواحي
أخرى( ،)26لذلك سوف يعتمد الباحثُت على نظريتى دوامو الصمت والطلقة السحرية
ظناً منهم أهنا تالئم موضوع الدراسة ،فنظرية دوامة الصمت من النظريات اليت تؤكد على قوة
وسائل اإلعالم يف تكوين الرأي العام( ،)27وقد طورت ىذه النظرية الباحثة األدلانية اليزبيت
نوبل نيومان Elisabeth Noelle Neumannعام 1974م ،فرأت لوسائل
اإلعالم تأثَتات قوية على الرأي العام( .)28فعندما تتخذ وسائل اإلعالم موقفاً معيناً من
قضية أو شخصية فإن ذلك يؤدي إذل تأثَت معظم األفراد لالجتاه الذي تتبناه وسائل اإلعالم،
يحثاً عن التوافق االجتماعي ومن مث فإهنم للجاذبية إذل الصمت وغلحدون آرائهم الشخصية
ظناً منهم أن اإلعالن عن آرائهم قد ال ػلض بتأثَت اآلخرين( ،)29ولكي ػلدث التأثَت
حددت العادلة " نيومان " ثالثة عوامل ىامة بالنسبة لتأثَت وسائل اإلعالم واالتصال
ىي(:)30
-1تراكم وسائل اإلعالم واالتصال يؤدي ارل تعزيز تلك الوسائل.
-2مشول وسائل اإلعالم واالتصال فهي تسيطر على اإلنسان وحتاصره يف كل مكان حيث
يتواجد فاصبح من الصعب اذلروب من تأثَتاهتا.
-3االنسجام وىو يعٍت أن بُت القائمُت باالتصال يف انسجام مع مؤسساهتم.
333
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
وقد أقرت (اليزابيت نيومان) فيما يعرب ببعض االنتقادات ذلذه النظرية وأقرت أهنا يف
حاجة إذل التحقيق من صحتها من خالل إجراء ادلزيد من البحوث يف بيئات سلتلفة(.)31
كما ساعلت نظرية (احلقنة اليت تعطى حتت اجللد أو كما يطلق عليها نظرية ادلثَت-
استجابة ادليكانيكية) ،وكان مفهوم النظرية أن لوسائل اإلعالم قدرة التأثَت على اجلمهور شلا
جعلت العلماء والباحثُت يف تفكَتىم جتاه تأثَت وسائل االتصال اليت اىتمت بوصف البنية
العضوية للنظام االجتماعي وسيكولوجية الفرد(.)32
فاجملتمعات تستمر يف التعرض لتغَتات مستمرة فسيطرة العادات والتقاليد يف
اجملتمعات الصناعية ادلتحضرة ليست جامدة حيث جتد االبتكارات طريقها يف ىذه
اجملتمعات( .)33فظهور مجهور من األفراد كل فرد منفصل عن اجلماعة منعزل عن اآلخرين،
ىؤالء األفراد يعتمدون على بعضهم البعض يف كل أنواع الوسائل ادلتخصصة فصنعت الروابط
التقليدية وظلت العقالنية وتقسيم العمل( ،)34حل زلل االعتماد على الفرد الواحد يف اإلنتاج
جعلو يفقد إحساسو باإلصلاز وقدرتو على التحكم ،وقد ابعد ىذا األسلوب السلعة النهائية
عن صانعيها األمر الذي اثر على حالتهم السيكولوجية وعلى طبيعة السلعة ادلنتجة(.)35
فاجملتمع الصناعي ادلتقدم يكشف عن اغًتاب اإلنسان و"تشيئة" يف ظواىر عديدة
ومتنوعة ينظراً دلقولة "التشيؤ" واالغًتاب أيضا يف تسلط النظم البَتوقراطية وأساليب القمع
اإلداري ،واغًتاب اإلنسان يظهر يف عملية توحيد احلاجات البشرية وتقنية أظلاط السلوك
لعالقات اإلنتاج والسوق الرأمسالية ىي ادلسئولة عن عباده السلع أو صنميتها يحيث أصبحت
عالقات الناس كالسلعة ،أو ما يسميو أصحاب النظرية باسم (العقل األدائي أو العقالنية
النفسية)(.)36
فعقب احلرب العادلية األوذل ساد اعتقاد بقوة وسائل االتصال اجلماىَتي ،قد اعتقد
الكثَتين يف قدره وسائل اإلعالم على تشكيل الرأي العام ودتويل اجلماىَت ضلو وجو نظر
القائم باالتصال( ،)37وأطلق على تلك النظرية بالوخز اإلبري أو الطلقة السحرية ،وتقوم على
الفكرة األساسية على تلك النظرية أن الرسائل اإلعالمية يتلقاىا كل فرد من أفراد اجلمهور
بطريقة متشاهبة يف إطار علم نفس الفرد (سيكولوجية الشخص)(.)38
فاجملتمعات النامية أكثـ ـ ـ ـ ـر تصديقا للكلمة ادلنطـ ـ ـ ـ ـ ـوقة أكثر من ادلطب ـ ـ ـوعة بُت الناس يف
333
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
االتصال الشخصي ،وليس معٌت ىذا التقليل من أعلية االتصال اجلماىَتي التقليدية كالسوق
وادلقهى واجلماعات اليت تلعب دوراً ىاماً يف تعميق تأثَت وسائل االتصال اجلماىَتي(،)39
والن االتصال الشخصي يتميز على االتصال اجلماىَت ببعض ادلزايا السيكولوجية فهو يتميز
بشكل عفوي وغَت مقصود وأكثر مرونة ويتميز بان رجع الصدى فيو اكرب(.)40
فاستخدام وسائل االتصال ال يتم مبعزل عن التأثَتات النظام االجتماعي السائد
وطريقتنا يف التعامل مع تلك الرسائل متأثر مبا يتعلمو من اجملتمع يف ادلاضي ومبا ػلدث يف
اللحظة اليت يستقبل فيها الرسالة(.)41
لقد أدرك الزرسفيد و برتون أن وسائل االتصال ؽلكن أن تسبب خلالً طيفياً أي
حتدث أثار غَت مرغوب فيها للمجتمع ،من خالل زيادة مستوى ادلعلومات ،حيث يتسبب
طوفان ادلعلومات إلعداد كبَتة من اجلمهور إذل جرعات حتول معرفة الناس إذل احلليلوية دون
أن تصبح نشاطات البشر ذات مشاركة فعالة ،وبالتارل توجيو الالمباالة الن وسائل االتصال
تضر الناس بادلعلومات بدال من أن توقظ اجلمهور وىو ادلقصود فأهنا يف النهاية تساىم يف
ختدير اجلمهور( ،)42إال أن بارسونز قد أدرك ادلشكالت األساسية للحداثة ،وىي أن الفعل
االجتماعي بطبيعتو ال ؼللق النظام فحسب ،بل ؼللق الفوضى والالنظام وان ظلوذج أبعاده
األربعة اليت وضعها للنظام إظلا ىي أبعاد أربعة للفوضى ،وىو يذىب إذل اعًتاف بان تعقيد
احلياة ادلدنية يقتضى االعًتاف واالقرار مبجموعة من التأويالت ادلتباينة للواقع(.)43
ففي عادل من الشبكات فان القدرة على شلارسة السيطرة على اآلخرين يتوقف على
القدرة تشكيل شبكة شبكات وبررلتها وإعادة بررلتها يف إطار األىداف اليت تضطلع هبا
الشبكة والقدرة على االتصال ضمن التعاون بُت الشبكات ادلختلفة من خالل االشًتاك يف
األىداف العامة وجتمع ادلوارد و لتصدي للمنافسة من الشبكات األخرى عرب إقامة تعاون
اسًتاتيجي ،الن شلارسة السلطة يف رلتمع الشبكات يتطلب رلموعة معقدة من العمل
ادلشًتك الذي يتجاوز التحالفات فيما يشبو ما وضع لو بردنوالثور نظرية بشكل رائع مسيت
شبكة الفاعلية( ،)44وىذه القوة مساىا إدوارد بيرنايز Edward Bernaysعام
1947م وىو يعد َعراب العالقات العامة يف أمريكيا "تصميم القبول" ،كما مكنت رؤية
بيرنانز للدؽلقراطية يف كوهنا تُسَت من أعلى النُخب عرب حتكمها يف الرأي العام ،وىي فكرة
332
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
اعاد صياغتها نعوم تشومسكي ،وادوارد ىرمان يف نقدمها ادلهم لوسائط اإلعالم السائدة
يف أمريكا معتربين أهنا منخرطة يف عملية تصنع القبول(.)45
أساليب صناعة الرأي العام :عندما يغيب وعي اجلماىَت ويعجز عن فهم وإدراك ما يدور
حولو وال يلوح لو يف األفق أي حل شلكن التطبيق خبرجو من واقعو السيئ سينتفع عندىا يف
الصدمة وعندىا سيصبح مستعدا لقبول حلول خارجية جاىزة كان من ادلستحيل أن يفعلها
سابقا ،وىناك عدة أساليب وتكتيكات تعتمدىا وسائل اإلعالم يف صناعة الرأي العام
وتوجيو اجلماىَت والتالعب هبا وؽلكن إمجاذلا:
-1السيطرة على الرأي العام :يف السنوات األخَتة أخذت االعتبارات االقتصادية تلعب
دورا متزايدا من خالل شركات الدعاية( )46اليت اقنعت اجلماىَت يحاجاهتا ألنشطة البيع اليت
ال تعٍت مفهوم استقالل الرغبات ،الن دورىا األساسي ىو خلق الرغبات اليت تروج ذلا
احلكومات الغربية مثل السالم الذي دل يكن لو وجود من قبل( ،)47والعدالة االجتماعية،
واحلرية ،والدؽلقراطية ،والواقع أن اجملتمعات الغربية رلتمعات جتارية يًتتب على سيادة الروح
التجارية والرأمسالية قوة التأثَت الشخصي والتأثَتات باآلخرين إذل احلد الذي أذكى الروح
الفردية( .)48يف السنوات ادلاضية حدثت أشكال عديدة من التضليل عن طريق السيطرة على
أجهزة ادلعلومات والصورة على كافة ادلستويات فاجملتمع الدورل الذي يروج للتعددية واحلرية
وإغلاد احللول لتضييق ىوه االنقسام السياسي يف اجملتمع اللييب يشاىد بأن اجملتمع الدورل ال
يتورع يف اجللوس مع األجسام ادلوازية من عمدا بلديات وشيوخ قبائل وفضائل مسلحة.
-2أسلوب التكرار والمالحقة :يعتقد البعض أن أسلوب التكرار ىو اصلح األساليب
لتغيَت الرأي العام ،حيث كانت الدعاية األدلانية تعتنق ىذا األسلوب وتؤمن بأنو األسلوب
ادلتاح دلخاطبة اجلماىَت ،فقد وصف جويلز ىذا األسلوب سر الدعاية الفعالة ؽلكن إذاعة
بيانات تتناول أالف األشياء ولكن يف الًتكيز على صنع حقائق فقط أو توجيو آذان الناس
وأبصارىم إليها مرارا وتكرارا( ،)49ويقول جون مارتن عن احلرب العادلية األوذل ولقد اكتشفت
عندئذ أن احلرب الشاملة ال ؽلكن خوضها إال باذلجوم على العقول واالجساد يف نفس
الوقت(.)50
-3اإلثارة العاطفة :أن استجابة اجلماىَت تكون دائما استجابة عاطفة أكثر شلا ىي عقلية،
333
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
لذلك فقد كان ىتلر يدعوا إذل أن تتجو الدعاية إذل العواطف وخاصة عاطفة احلقد ،وأيسر
السبل إذل إثارة احلقد التشهَت وإحلاق التهم فيجب تشويو مسعو الناس وترتيبها احلقائق(.)51
جتدر اإلشارة إذل أن العديد من الشخصيات اليت مرت مبراكز اختاذ القرار يف ليبيا
حاولت دغدغة عواطف اجلماىَت من خالل بعض ادلصطلحات "اصربوا اخلَت جايكم" أو
تلك ادلستندات اليت تظهر يف صفحات التواصل االجتماعي لتشويو شخصية من
الشخصيات االعتبارية أو اذلجوم عليها من قبل اجلماىَت يف مواقع التواصل االجتماعي.
-4سبر اآلراء :ؽلكن التالعب بالرأي العام وتضليلو من خالل سرب اآلراء وىذا عن طريق
طبيعة االسئلة اليت تطرح و يف اختبار العينة وعدد ادلستخدمُت وتأويل النتائج وتقدم الرسوم
البيانية اليت تزيد من االقناع(.)52
-5صرف االنتباه :تكمن ادلهمة الرئيسية للدعاية يف يحث النفسية للجمهور عن طريق
التلقُت لذلك حسب رأي معظم اخلرباء ،فان أية دعاية غلب أن تكون مكملة للمكونات
اإلعالمية والًتفيهية ادلقدمة ،وادلقصود بالًتفيو أية وسيلة من االىتمام باخلربة ويف الوقت نفسو
نفي الفكرة الرئيسية(.)53
-6الخلط وإثارة البلبلة :من أىم موانع اختاذ القرارات احلامسة ىو ضبابية األوضاع
واختالط األمور وخلق أجواء البلبلة والتشكيك لدى الرأي العام االمر الذي ؼليم علي
اجملتمعات العربية من تلك احلروب اليت تبدأ وتنتهي دون معرفة االسباب احلقيقية ذلا .
-7عرض الحقائق :توفر نسبة قليلة من احلقائق المساك بزمام الرأي العام حىت حتقق
الدعاية مصداقيتو اإلذلام(.)54
-8قلب الحقائق :يعتمد القائمون على الدعاية بعرض بعض احلقائق وقلب معاين
بعض احلقائق األخرى ،وػلاولون إخفاء بعض احلقائق اليت تؤثر يف بعض األحيان على ع ـ ـ ـدم
استجابة سامعهم ،كما ػلاولون القفز على بعض احلقائق اليت ال ؽلكن إخفاؤىا(.)55
-9اإلنترنت :أما استخدام األحزاب السياسية لوسائل اإلعالم واالتصال باجلماىَت من
أجل نشر ادلبادئ وكسب ادلؤيدين ذلا ،وقد تستخدم ىذه الوسائل نظَت دفع األجر ادلطلوب
يف حالة اإلعالن واألمر الذي ساعد استخدام حسب ادلدراء يف اإلعالن الستغالل الغريزة
اجلنسية(.)56
334
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
-11تشكيل الصور :لتقوم ىذه الفكرة على الربط بُت العادل اخلارجي وتصوراتنا الذاتية
عن العادل ،واألىم من ذلك تعترب كل التقارير اإلخبارية وصورنا الذىنية نسخة مستقلة من
العادل الرحب حولنا ،وبسبب حاجتنا إذل ضرورة تكوين صورة معدلة دلا ػلدث يف العادل ،فان
اإلعالم يسهم يف ادلعلومات اليت تستخدمو يف تشكيل الصور ،حيث يركز على التغطية
اإلخبارية اىتمامنا على جوانب من العادل ويقدم محلة من اإلشارات عن األمور اليت ذلا
أولوية ،ونتيجة لذلك أن ترتيب اولويات قضايا الساعة تتناغم مع ترتيب أولويتنا يف القضايا
ادلوجودة يف ردود ادلواطنُت على أسئلة القائمُت على االقًتاع(.)57
-11التبرير :زلاولة تفسَت الفرد للمواقف اخلاطئة تفسَتاً مقبوالً وإعطاء النتائج السلبية
أسبابا ىو منطقية ،ويعمل السياسيون على استثمار ىذه اخلاصية فيقدمون للرأي العام
التربيرات اليت تساعده على التخلص من التوتر والقلق النفسي الناتج من معاناة اإلنسان من
العجز يف تطبيق قناعتو احلقيقة وشعوره باخلجل لالندفاع يف التأثَت أو ادلعارضة دون قناعات
حقيقة ومرضية(.)58
-12جس نبض الرأي العام :عندما تتجو النسب إذل قرارات حيوية ويكون مطلوب قياس
رد فعل الرأي العام والدعاية لنشر خرب صغَت أو تصريح دتهيداً دلوضوع القرار ادلزمع إصداره
وبالتارل ؽلكن تقرير اختاذ القرار أو عدم اختاذه(.)59
-13التورط باألفعال :توريط ادلواطنُت يف تبٍت اجتاه معُت أو االطلراط يف تنظيم أو ىيئو
معينة مث يتحول ادلواطن بسبب ىذا التوريط مناصرين ومؤيدين(.)60
-14الشائعات :تعد من الوسـ ـ ـائل الدعائية ادلنتشرة بص ـ ـور العملية السياسية ،وجتد الشائعة
رلاالً خصبا لالنتشار يف ظل اذليمنة اإلعالمية ،وىي من أىم آليات الدعاية السياسية
اليت تعمل يف بيئة اجلماىَت ،وقد تكون على ىيئة ن ـ ـ ـ ـوادر أو طرائف اليت تنقلها اجلماىَت دون
التأكيد من صحتها(.)61
-15الرموز :التفكَت باستخدام الرموز ىو أساس عملية التفكَت واالتصال باآلخرين ،وقد
جلأ العقل اإلنساين إذل خلق الرموز العملية لنظم التجارب اإلنسانية فاالرتباط احلتمي بعملية
تنشيط التفكَت وتنظيمو جبعلها ذات قيمة عاطفية كبَتة لدى ادلستخدمُت ذلا ،لذلك
فاستخدام الرموز هبما تؤدي غالبا إذل إثارة استجابة عاطفية قوية لدى اجلماىَت .ومن ىنا
335
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
جاء االىتمام بالدور الذي تلعبو وسائل االتصال إذل حتقيق الرموز والصور ادلوجودة من
خالل حتديد واختبار أصلح الصور وإقناع اآلخرين هبا ،شلا جعل الكثَتين يؤكدون على أن
الرموز ذلا أعلية تتساوى مع القوة العسكرية واالقتصادية بل قد تفوقها أحيانا(.)62
-16التهويل أو التضخيم :وىي وسيلة يلجأ إليها اإلعالم لتضخيم حدث ما وذلك
بقصد التأثَت على ادلشاىد نفسياً ومعنوياً وكذلك استعمال مفردات بصيغ ادلبالغة ولفت
األنظار عند وقوع أحداث هتدد حتقيق األىداف ادلرسومة يحيث تغَت رلرى احلدث وتسلط
األضواء على غَت أصل احلدث لتحصر التفكَت فيما ؼلفف اآلثار ادلًتتبة على األحداث
الوقائع .
النتائج:
-1أن لوسائل اإلعالم دور بارز يف التأثَت على النظام االجتماعي من خالل ما يبث من
مضامُت إعالمية جتيد التظليل باإلػلاء على الرأي العام.
-2على الرغم من مرور أكثر من 50سنة على ظهور نظرية التأثَت القوي لوسائل اإلعالم
إال أهنا اليزال تأثَتىا قوى على تشكيل اجتاىات اجلمهور.
-3ىناك أساليب متعددة لتظليل الرأي العام يستخدمها القائم باالتصال لتوجيو اجلماىَت
لتبٌت أفكار وأراء ختدم مصاحلو.
-4التطور التقٍت يف تكنولوجيا االتصال أصبح يستخدم أساليب جتذب انتباه اجلماىَت.
التوصيات:
-1بعد "احلداثة" دل يعد قيادة اجلماىَت بالقمع أو االنغالق سياسة ذات جدوى ..بل
وجب على ادلؤسسات انتهاج سياسة اإلعالم الصادق والتنسيق السليم والتوعية ادلستمرة
لتلك اجلماىَت دلواجهة أخطار اإلشاعة والدعاية واحلرب النفسية.
-2إعداد كوادر إعالمية مؤىلة قادرة علي صياغة رسائل ىادفة مبا يتالءم ونظرية ادلسئولية
االجتماعية لوسائل االعالم ...
-3العمل على تفعيل ميثاق شرف أعالمي يكون منهاج عمل للعاملُت بالقنوات اإلعالمية
الليبية .مبا يتماشى مع أعلية تلك الوسائل يف تشكيل الرأي العام.
336
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
الهوامش والتعليقات:
-1عبدالنيب عبداهلل الطيب ،فلسفة ونظريات اإلعالم ،ط ( ،1الدار العادلية للنشر والتوزيع :القاىرة)،
2014م ،ص .98
-2مسَت بن مجيل راضي ،اإلعالم اإلسالمي رسالة وىدف( ،رابطة العادل اإلسالمي ،مكة ادلكرمة)،
ص.27
-3عواشة زلمد حقيق ،الرأي العام بُت الدعاية واإلعالم( ،منشورات اجلامعة ادلفتوحة -ليبيا)1993 ،م،
ص .19
-4عبدالرمحن العيسوي ،عبدالفتاح زلمد العيسوي ،مناىج البحث العلمي يف الفكر اإلسالمي والفكر
احلديث( ،دار الرابطة اجلامعية ،بدون م .ت) ،ص .90
-5عبدالرمحن بدوي ،مناىج البحث العلمي ،ط( ،3وكالة ادلطبوعات ،الكويت)1997 ،م ،ص.171
-6زلمد عبيدات وآخرون ،منهجية البحث العلمي ،القواعد وادلراحل والتطبيقات ،ط ( ،2ماروئل للنشر:
عمان) ،ص .48
-7بسام عبدالرمحن ادلشاقبة ،نظريات األشكال ،ط( ،1دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان)2011،م،
ص.110
-8أبو النور محدي أبو النور حسن ،بورعن ىابرماس األخالق والتواصل ،ط( ،1التنوير للطباعة والنشر
والتوزيع ،بَتوت) ،ص. 44
-9حسن سعد ،براديغمات البحوث اإلعالمية االبستيمولوجيا اإلشكاليات ،االطروحات ،ط( ،1دار
ادلنهل اللبناين ،بَتوت)2017 ،م ،ص .92
-10مانويل كاستلز ،سلطة االتصال ،ترمجة :زلمد حرفوس( ،ادلركز الوطٍت للًتمجة ،القاىرة)2014 ،م،
ص .184
-11فيليب بروطون ،احلجاج يف التواصل ،ترمجة :زلمد شبال ،عبدالواحد التهامي العلمي ،ط( ،1مركز
القومي للًتمجة :القاىرة)2013 ،م ،ص .18
-12شيماء ذو الفقار زغيب ،نظريات يف تشكيل اجتاىات الرأي العام( ،الدار ادلصرية اللبنانية :القاىرة)،
2004م ،ص .23
-13إمساعيل علي سعد ،االتصال والرأي العام ،مبحث يف القوة األيدلوجية( ،دار ادلعرفة اجلامعية:
اإلسكندرية)1989 ،م ،ص . 90
-14عوستاف لوبون ،سيكولوجية اجلماىَت ،ترمجة :ىاشم صاح( ،دار الساقي :بَتوت)1997 ،م،
ص. 64
337
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
-15عبداحلليم زلمود ،كواليص الرعاية األمريكية ،ط( ،1دار اذلدى للطباعة والنشر والتوزيع :بَتوت)،
2008م ،ص . 15
-16سعيد إمساعيل صيٍت ،مدخل إذل الرأي العام وادلنظور اإلسالمي( ،بدون نشر الرسالة :ب.ت)،
ص.1
-17صبحي عسبلة ،الرأي العام ،ط (1هنضة معد للطباعة والنشر والتوزيع :القاىرة)2007 ،م ،ص.22
-18زلمد عابد اجلابري ،ادلثقفون يف احلضارة العربية زلنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد( ،مراكز دراسات
الوحدة العربية :بَتوت) ،ص . 23
-19سعيد إمساعيل صيٍت ،مرجع سابق ،ص .1
-20رحيمة الطيب عيساين ،مدخل اإلعالم واألشكال ادلفاىيم األساسية والوظائف اجلديدة يف عصر
العودلة اإلعالمية( ،جدار الكتاب العادلي للنشر والتوزيع :عمان) ،ص . 76
-21ماري كيث جرانت ،موسوعة السينما ،اجلزء األول ،ترمجة :أمحد يوسف( ،ادلركز القومي للًتمجة:
القاىرة)2014 ،م ،ص .45
-22غوستاف لبون ،مرجع سابق ،ص .65
-23زيدان عبدالباقي ،علم النفس االجتماعي يف اجملاالت االعالمية( ،دار غريب للطباعة :القاىرة)،
ص. 54
-24سالم خطاب أسعد ،االعالم وصناعة الراي العام دراسة وصفية ألساليب ووسائل صناعة الراي
العام ،رللة آدب الفراىيدي ،العدد ، 17كانون االول2013 ،م ،ص . 4
-25ارمان وميشال ماتالر ،تاريخ نظريات االتصال ،ترمجة :نصر الدين العياض ،الصادق رابح ،ط ،3
(ادلنظمة العربية للنشر والًتمجة :بَتوت)2005 ،م ،ص . 35
-26شاىيناز طلعت ،وسائل االعالم والتنمية االجتماعية ،ط( ،3مكتبة االصللو ادلصرية :القاىرة)،
1995م ،ص . 97
-27نضال فالح الضالعُت وآخرون ،نظريات االتصال واالعالم اجلماىَتي ،ط ( ،1دار االعصار العلمي
للنشر والتوزيع :عمان)2016 ،م ،ص.249
-28مي العدباهلل ،نظريات االتصال( ،دار النهضة العربية :بَتوت) ،ص .289
-29زلمد بن سعود ادلشَت ،نظريات التأثَت االعالمي ،ط( ،1العبيكان :الرياض)2014 ،م ،ص.142
-30مي العدباهلل ،نظريات االتصال ،مرجع سابق ،ص ص .299- 289
-31حسن عماد مكاوى ،ليلي حسُت السيد ،ط( ،1الدار ادلصرية اللبنانية :القاىرة)1998 ،م،
ص.284
-32محدي حسن ،مقدمة يف دراسة وسائل وأساليب االتصال( ،دار الفكر العريب :القاىرة)1987 ،م،
ص .113
338
تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو ،دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو
-33حسن عماد مكاوى ،ليلي حسُت السيد ،مرجع سابق ،ص .212
-34محدي حسن ،مرجع سابق ،ص . 114
-35جيهان أمحد رشيت ،االسس العلمية لنظريات االعالم( ،دار النهضة العربية :القاىرة)1978 ،م،
ص.420
-36أبو النور محدى ابوالنور حسن ،يورغان ىابرماس االخالق والتواصل ،ط( ،1التنوير للطباعة والنشر
والتوزيع :بَتوت)2012 ،م ،ص.44
-37محدى حسن ،مرجع سابق ،ص .114
-38ملفُت ل .ديلفَت ،ساندرا بول -روكيتش ،نظريات وسائل االعالم ،ترمجة :كمال عبدالروؤف( ،الدار
الدولية للنشر والتوزيع :القاىرة)1993 ،م ،ص. 224
-39عاطف عدرل العبد ،االتصال والرأي العام االسس النظرية واالسهامات العربية( ،دار اذلاين للطباعة:
القاىرة)1989 ،م ،ص . 48
-40جيهان أمحد رشيت ،مرجع سابق ،ص . 369
-41خضرة عمر ادلفلح ،االتصاالت ،ادلهارات والنظريات أسس عامة ،ط( ،1دار احلامد للنشر والتوزيع:
عمان)2015 ،م ،ص . 69
-42بسام عبدالرمحن ادلشاقبة ،نظريات االتصال ،ط( ،1دار اسامة للنشر والتوزيع :عمان)2011 ،م،
ص . 110
-43إيان كريب ،النظرية االجتماعية ،ترمجة :زلمد حسُت غلوم( ،سلسلة عادل ادلعرفة ،اجمللس الوطٍت
للثقافة واآلداب :الكويت)1978 ،م ،ص.90
-44مانول كاستلز ،سلطة االتصال ،ترمجة :زلمد حرفوش ،ط( ،1ادلركز القومي للًتمجة :القاىرة)،
2014م ،ص.80
-45ظاىرة ويكلكيس جدل االعالم والسياسة بُت االفًتاضي والواقعي ،ط( ،1ادلركز العريب لأليحاث
ودراسة السياسات :لبنان)2012 ،م ،ص .109
-46سلتار التهامي ،الرأي العام واحلرب النفسية االيديولوجيا والدعاية ،اجلزء الثاين( ،دار ادلعارف مبصر:
القاىرة)1974 ،م ،ص .17
-47تود جي باكولز ،أفكار جديدة من اقتصاديُت راحلُت ،ترمجة :كوثر زلمود زلمد ،ط( ،1كلمات
عربية للطباعة والنشر :القاىرة)2013 ،م ،ص .233
-48سلتار التهامي ،مرجع سابق ،ص .33
-49عدرل عاطف العبد ،الدعاية واالقناع ،االسس النظرية والنماذج التطبيقية( ،دار الفكر العريب:
القاىرة)2007 ،م ،ص.67
-50سلتار التهامي ،مرجع سابق ،ص.15
339
3 – 2مايو 2102و املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت
-51عدرل عاطف العبد ،الدعاية واالقناع ،االسس النظرية والنماذج التطبيقية ،مرجع سابق ،ص .70
-52السيد بومعزة ،التضليل االعالمي وافول السلطة ،يحث غَت منشور ،ص .16
-53فريد حامت الشحف ،الدعاية والتظليل االعالمي االساليب والطرق ،ط( ،1دار عالء الدين للنشر
والتوزيع :دمشق)2015 ،م ،ص .93
-54بسام عبدالرمحن ادلشاقبة ،االعالم االسرائيلي وفن التظليل الدعائي( ،دار أسامة للنشر والتوزيع:
عمان)2014 ،م ،ص .13
-55نضال فالح الضالعُت ،و علي فالح الضالعُت ،الدعاية واحلرب النفسية( ،دار االعصار العلمي
للنشر والتوزيع :عمان)2013 ،م ،ص .76
-56صفوت العادل ،الدعاية االنتخابية ،ط( ،1هنضة مصر للنشر والتوزيع :القاىرة)2007 ،م ،ص .80
-57ماكس ماكومز وآخرون ،االخبار والرأي العام ،تأثَت االعالم على احلياة ادلدنية ،ترمجة :زلمد صفوة
حسن ،ط( ،1دار الفجر للنشر والتوزيع :القاىرة)2012 ،م ،ص .175
-58زلمد عبدادلالك ادلتوكل ،مدخل اذل االعالم والرأي العام ،ط( ،2ب د ن :ب م ن )2005 ،م،
ص.148
-59حامد عبد ادلاجد قويسي ،دراسات يف الرأي العام مقاربة سياسية( ،مكتبة الشروق الدولية :القاىرة)،
2003م ،ص.305
-60ادلرجع السابق ،ص .305
-61سلتار التهامي ،عاطف عدرل العبد ،مرجع سابق ،ص ص .73 – 72
-62عبدالعظيم عزة ،تأثَت الدراما التلفزيونية علي ادراك الواقع االجتماعي لألسرة ادلصرية ،رسالة دكتوراه
(غَت منشورة)،كلية االعالم ،جامعة القاىرة2002 ،م ،ص .113
343