You are on page 1of 20

‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‬


‫دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫أ‪ .‬ذاوود عبد اهلل عبد الهادي‬ ‫د‪ .‬عبد اهلل حمدينو المرضي‬
‫ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫قسم اإلعالم ‪ /‬كلية اآلداب‪ /‬جامعة اجدابيا‬ ‫بنغازي‬ ‫جامعة‬
‫ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬‫‪/‬‬ ‫اإلعالم‬ ‫كلية‬ ‫‪/‬‬ ‫اإلعالم‬ ‫قسم‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺮﺕ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ‪ -‬ﻗﺴﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪ :‬ملخص البحث‪:‬‬
‫ﺣﻤﺪﻳﻨﻪ يف تشكيل وبلورة الرأي العام للمجتمع‪،‬‬
‫وسائل االتصال‬
‫ﻋﺒﺪﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ‪،‬تأثَت‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪ :‬البحث بدراسة‬
‫يهتم‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ‬
‫اخلطاب اإلعالمي يف تشكيل‬ ‫بتوظيف‬
‫ﻣﺸﺎﺭﻙ(‬ ‫اإلشكاليات ادلرتبطة‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻬ)ﻢ‪.‬‬ ‫ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬من خالل طرح بعض‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺫﺍﻭﻭﺩ‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ وذلك‬
‫ﻧﻌﻢ ىذا البحث إذل رلموعة من النتائج كان من أعلها أن لوسائل‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬الرأي العام وقد توصل‬
‫تشكيل وصناعة الرأي العام لدى اجلمهور‪ ،‬وفقاً للمضامُت اإلعالمية‬ ‫‪2018‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬دور كبَت يف‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ االتصال‬
‫الوسائل مبا يتماشى وسياسة القائمُت عليها‪ ،‬كما أنو وبالرغم من قِدم‬
‫ىذه ﺳﺮﺕ‬ ‫ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ تقدمها‬
‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‪:‬‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ اليت‬
‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‪:‬ييت احلقنة حتت ‪1‬اجللد ودوامة الصمت إال أن تأثَتىا ال يزال قويا يف تشكيل بلورة الرأي‬
‫ﺭﻗﻢ نظر‬
‫شرفﺍﻹﻋﻼﻡ‬
‫إعالمي للخطاب اإلعالمي‬ ‫ﻗﺴﻢ‬ ‫ﺍﻵﺩﺍﺏ ‪-‬‬
‫ميثاق‬ ‫ﻛﻠﻴﺔرة وضع‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔىذاﺳﺮﺕ ‪-‬‬
‫البحث ضرو‬ ‫ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﺔ‪ :‬من توصيات‬
‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ العام‪ ،‬وكان‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪ :‬اللييب يضمن احلق يفﻣﺎﻳﻮاحلصول على ادلعلومات الصادقة من جهة ويتماشى مع حرية اإلعالم‬
‫من جهة أخرى‪323 - 340 .‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪1143727‬‬
‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬المقدمة‪:‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮﺍﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫لقد أصبح الرأي العام قوة كبَتة يف رلتمعنا الدورل احلديث وذلك نتيجة جملموع‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية الراىنة ذلذا اجملتمع‪ ،‬فهو قوة ذات أثر كبَت يف‬
‫‪HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫حياة الناس اليومية‪ ،‬كذلك يبٍت الشهرة ويهدمها‪ ،‬يؤازر ىيئات اخلدمة العامة ويضع القوانُت‬
‫ﺍﻹﻋﻼﻡ‪ ،‬ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ‪ ،‬ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲاالجتماعية وادلبادئ األخالقية أو يتنكر ذلا وينفخ يف الروح‬
‫ويلغيها كما أنو يراعي التقاليد‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1143727‬دوره يف‬
‫ﺭﺍﺑﻂ‪ :‬ادلعنوية أو يثبطها كل ىذا يدفعنا إذل زلاولة التعرف على الرأي العام أكثر وعن‬
‫اجملتمع‪ ،‬وىذه الظاىرة تكتسب صفة االستقرار‪ ،‬وختتلف يف وضوحها ودالالهتا يف عقول‬
‫األفراد‪ ،‬ولكنها تصدر عن اتفاق متبادل بُت غالبيتهم رغم اختالفهم يف مدى إداركهم‬
‫ومصلحتهم ادلشًتكة‪.‬‬ ‫لنفع العام‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫وحتقيقها‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬ ‫© ‪ 2024‬دلفهومها‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ‬
‫ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬
‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‬


‫دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬ ‫الهادي‬ ‫عبد اهلل عبد‬


‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬ ‫ﺣﺴﺐ‬‫المرضيﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ أ‪ .‬ذاوود‬ ‫ﺑﻬﺬﺍاهلل حمدينو‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ‬ ‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩد‪ .‬عبد‬
‫قسم اإلعالم ‪ /‬كلية اآلداب‪ /‬جامعة اجدابيا‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫قسم اإلعالم ‪ /‬كلية اإلعالم‪ /‬جامعة بنغازي‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺣﻤﺪﻳﻨﻪ‪ ،‬ﻭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺫﺍﻭﻭﺩ ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ .(2018) .‬ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ‬
‫البحث‪:‬ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‬ ‫ملخص ﺍﻟﺮﺃﻱ‬
‫ﺗﺸﻜﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫يهتم البحث بدراسة تأثَت وسائل االتصال يف تشكيل وبلورة الرأي العام للمجتمع‪،‬‬
‫ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺳﺮﺕ‪ :‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺮﺕ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ‪ -‬ﻗﺴﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ‪.340 - 323 ،‬‬
‫‪1143727/Record/com.mandumah.search//:http‬يف تشكيل‬
‫خالل طرح بعض اإلشكاليات ادلرتبطة بتوظيف اخلطاب اإلعالمي‬ ‫وذلك من‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺗﺸﻜﻴﻞ‬ ‫لوسائل‬ ‫"ﺗﺄﺛﻴﺮ أعلها أن‬
‫ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ‬ ‫كان من‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﷲ من النتائج‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ‪.‬‬ ‫إذل رلموعة‬
‫ﺫﺍﻭﻭﺩ‬‫البحث‬ ‫توصل ىذا‬
‫ﺣﻤﺪﻳﻨﻪ‪ ،‬ﻭ‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﷲ‬‫العام وقد‬ ‫الرأي‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ‪،‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙاإلعالمية‬
‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫للمضامُت‬ ‫اجلمهور‪ ،‬وفقا‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ً".‬ﻓﻲ‬ ‫لدىﺑﺎﻟﺮﺃﻱ‬ ‫ﻷﺳﺎﻟﻴﺐأي العام‬
‫ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ‬ ‫ﻭﺻﻔﻴﺔوصناعة الر‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺔ تشكيل‬
‫دور كبَت يف‬ ‫االتصال‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺃﻱ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ِﺍﻟﻠﻴﺒﻲ‬
‫‪ 323‬ق‪-‬دم‪.340‬‬
‫وبالرغم من‬
‫)‪:(2018‬‬‫ﺍﻹﻋﻼﻡ‪ ،‬أنو‬
‫ﻗﺴﻢعليها‪ ،‬كما‬
‫القائمُت‬ ‫ﻛﻠﻴﺔوسياسة‬
‫ﺍﻵﺩﺍﺏ ‪-‬‬ ‫يتماشى‬ ‫الوسائل مبا‬
‫ﺳﺮﺕ ‪-‬‬ ‫ىذهﺟﺎﻣﻌﺔ‬‫ﺳﺮﺕ‪:‬‬‫تقدمها‬ ‫اليت‬
‫ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫‪1143727/Record/com.mandumah.search//:http‬بلورة الرأي‬
‫احلقنةﻣﻦحتت اجللد ودوامة الصمت إال أن تأثَتىا ال يزال قويا يف تشكيل‬ ‫نظرييت‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ‬

‫العام‪ ،‬وكان من توصيات ىذا البحث ضرورة وضع ميثاق شرف إعالمي للخطاب اإلعالمي‬
‫اللييب يضمن احلق يف احلصول على ادلعلومات الصادقة من جهة ويتماشى مع حرية اإلعالم‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫لقد أصبح الرأي العام قوة كبَتة يف رلتمعنا الدورل احلديث وذلك نتيجة جملموع‬
‫األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية الراىنة ذلذا اجملتمع‪ ،‬فهو قوة ذات أثر كبَت يف‬
‫حياة الناس اليومية‪ ،‬كذلك يبٍت الشهرة ويهدمها‪ ،‬يؤازر ىيئات اخلدمة العامة ويضع القوانُت‬
‫ويلغيها كما أنو يراعي التقاليد االجتماعية وادلبادئ األخالقية أو يتنكر ذلا وينفخ يف الروح‬
‫ادلعنوية أو يثبطها كل ىذا يدفعنا إذل زلاولة التعرف على الرأي العام أكثر وعن دوره يف‬
‫اجملتمع‪ ،‬وىذه الظاىرة تكتسب صفة االستقرار‪ ،‬وختتلف يف وضوحها ودالالهتا يف عقول‬
‫األفراد‪ ،‬ولكنها تصدر عن اتفاق متبادل بُت غالبيتهم رغم اختالفهم يف مدى إداركهم‬
‫ومصلحتهم ادلشًتكة‪.‬‬ ‫لنفع العام‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫وحتقيقها‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬ ‫© ‪ 2024‬دلفهومها‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ‬
‫ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬
‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‬


‫دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫أ‪ .‬ذاوود عبد اهلل عبد الهادي‬ ‫د‪ .‬عبد اهلل حمدينو المرضي‬
‫قسم اإلعالم ‪ /‬كلية اآلداب‪ /‬جامعة اجدابيا‬ ‫قسم اإلعالم ‪ /‬كلية اإلعالم‪ /‬جامعة بنغازي‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫يهتم البحث بدراسة تأثَت وسائل االتصال يف تشكيل وبلورة الرأي العام للمجتمع‪،‬‬
‫وذلك من خالل طرح بعض اإلشكاليات ادلرتبطة بتوظيف اخلطاب اإلعالمي يف تشكيل‬
‫الرأي العام وقد توصل ىذا البحث إذل رلموعة من النتائج كان من أعلها أن لوسائل‬
‫االتصال دور كبَت يف تشكيل وصناعة الرأي العام لدى اجلمهور‪ ،‬وفقاً للمضامُت اإلعالمية‬
‫اليت تقدمها ىذه الوسائل مبا يتماشى وسياسة القائمُت عليها‪ ،‬كما أنو وبالرغم من قِدم‬
‫نظرييت احلقنة حتت اجللد ودوامة الصمت إال أن تأثَتىا ال يزال قويا يف تشكيل بلورة الرأي‬
‫العام‪ ،‬وكان من توصيات ىذا البحث ضرورة وضع ميثاق شرف إعالمي للخطاب اإلعالمي‬
‫اللييب يضمن احلق يف احلصول على ادلعلومات الصادقة من جهة ويتماشى مع حرية اإلعالم‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫لقد أصبح الرأي العام قوة كبَتة يف رلتمعنا الدورل احلديث وذلك نتيجة جملموع‬
‫األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية الراىنة ذلذا اجملتمع‪ ،‬فهو قوة ذات أثر كبَت يف‬
‫حياة الناس اليومية‪ ،‬كذلك يبٍت الشهرة ويهدمها‪ ،‬يؤازر ىيئات اخلدمة العامة ويضع القوانُت‬
‫ويلغيها كما أنو يراعي التقاليد االجتماعية وادلبادئ األخالقية أو يتنكر ذلا وينفخ يف الروح‬
‫ادلعنوية أو يثبطها كل ىذا يدفعنا إذل زلاولة التعرف على الرأي العام أكثر وعن دوره يف‬
‫اجملتمع‪ ،‬وىذه الظاىرة تكتسب صفة االستقرار‪ ،‬وختتلف يف وضوحها ودالالهتا يف عقول‬
‫األفراد‪ ،‬ولكنها تصدر عن اتفاق متبادل بُت غالبيتهم رغم اختالفهم يف مدى إداركهم‬
‫دلفهومها وحتقيقها لنفع العام ومصلحتهم ادلشًتكة‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫لذلك تلعب وسائل اإلعالم دوراَ يف التأثَت علي اجلمهور حيث استطاعت تلك‬
‫الوسائل اخًتاق العقول األمر الذي جعل اإلعالم ػلوز علي مساحات عالية من اىتمامات‬
‫الباحثُت والكتاب‪ ،‬دلا لو من تأثَتات علي نواحي احلياة ادلعاصرة‪ ،‬وارتباط ىذا ادلفهوم بعلوم‬
‫إنسانية شىت جعل من درا ستة وانعكاساتو على السلوك اجملتمعي لذلك تعترب ظاىر الرأي‬
‫العام من أكثر الظواىر االجتماعية تأثَتاً مبا حوذلا‪ ،‬فهي ادلرآة اليت تنعكس عليها صورة‬
‫اجملتمع بكل ما فيو من تراث ومعايَت وأفكار وأراء‪ ،‬حيث يلعب اإلعالم بأنواعو ووسائلو‬
‫ادلختلفة دوراً كبَتاً يف تغيَت االجتاىات وذلك دلا لو من مسات وشليزات يف نقل األخبار‬
‫وادلعلومات واحلقائق حول كافة ادلواضيع ادلختلفة اليت هتم اجلماعات البشرية‪ ،‬مهما كان‬
‫حجم تلك اجلماىَت أو تباعدىا أو عدم جتانسها دؽلوغرافياً ‪.‬‬
‫ويف اآلونة األخَتة حدث تسارع رىيب يف ثورة ادلعلومات وطفرة أصبح من الصعوبة‬
‫مبكان السيطرة عليها أو احلد منها‪ ،‬فهذه الطفرة أصبحت تكتسب سيالً من ادلعلومات‬
‫الوفَتة وقدرهتا على تكوين رموز وصور ذىنية دل يعد مبقدورنا معرفة مصادر تلك األخبار أو‬
‫الوقوف على حقيقتها‪ ،‬وىذه األساليب أعطت ادلخطط اإلعالمي القدرة على صياغة رسالتو‬
‫االتصالية واإلعالمية بشكل ؼلدم ىدفو اجتاه الرأي العام يف أي مستوياتو ‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫يلعب اإلعالم يف وقتنا احلاضر دوراً كبَتاً يف صناعة الرأي العام‪ ،‬فهو يشكل عصب‬
‫احلياة‪ ،‬دلا لو من دور فاعل يف التأثَت على سلتلف السياسات العامة‪ ،‬ومع التطور اذلائل يف‬
‫وسائل اإلعالم احلديث دل يعد رلرد أداة لتوصيل ادلعرفة وتزويد الناس باألخبار‪ ،‬بل تعدى‬
‫ذلك بكثَت بالتأثَت يف أذواق اجلمهور ومعايَتىم‪ ،‬وتنميط اإلدراك‪ ،‬وأصبح اإلعالم يقوم اليوم‬
‫مبا كانت تنهض بو مؤسسات التنشئة االجتماعية والثقافية من أٌسر ومدارس وروابط أىلية يف‬
‫ادلاضي‪ ،‬بل وتفوق عليها يف صياغة جديدة ال تتفق كثَتا مع تلك النظم‪ ،‬حيث تدخل‬
‫اإلعالم كطرف أساسي بل شريك يف تلك العملية‪ ،‬وبالتارل ؽلكن صياغة ادلشكلة يف السؤال‬
‫التارل‪ :‬ماىي تأثَتات اإلعالم يف تشكيل وصناعة وتظليل الرأي العام؟‪.‬‬
‫أىمية الدراسة‪ :‬وتنطلق أعلية الدراس ـة من دور اإلعالم يف تشكيل وتكوين الرأي العـ ـام‪،‬‬
‫وتعبئة اجلماىَت وحشدىا حول أفكار وأراء واجتاىات‪ ،‬بغض النظر عن تلك االجتاىات سواء‬

‫‪324‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫كانت مؤيدة أم معارضة وىذه التطورات ادلتسارعة يف رلال تكنولوجيا االتصال وادلعلومات‬
‫جعلت من ؽلتلك القوة وعوامل التأثَت ىو من يسيطر على اإلعالم‪ ،‬بل تعدت تلك القوة يف‬
‫اذليمنة والسيطرة على األحداث والتحضَت ذلا‪ ،‬وذلك بإرشاد اجلماىَت ال وتوجيهها وتبيان‬
‫مواقفها ودفعها إذل تبٍت اجتاىات وأفكار وأراء وقناعات ومواقف‪ ،‬فمن ؽلتلك تلك القوة‬
‫واألفكار يتحكم يف ادلعلومات والصورة اليت تقدم للرأي العام ‪.‬‬
‫أىداف الدراسة‪ :‬هتدف ىذه الدراسة إذل التعرف على اآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬احمليط العام أو ما يطلق علية النظام االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى تأثَت وسائل األعالم يف ىذا النظام االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬األساليب ادلتبعة يف التأثَت على اجلمهور‪.‬‬
‫تحديد المصطلحات‪:‬‬
‫التأثير‪" :‬ىو ما ػلدث من تغَتات على مستقبل الرسالة وتعلمو شيئاً من زلتوى ىذه الرسالة‬
‫وتبٍت اجتاىاً أو ختليو عن أفكار مؤيدة حملتوى ىذه الرسالة أو ختليو عن أفكار قد تبناىا من‬
‫قبل ذلك"(‪.)1‬‬
‫اإلعالم‪ :‬ىو تزويد الناس باألخبار الصحيحة وادلعلومات السليمة واحلقائق الثابتة اليت‬
‫تزودىم بتكوين رأي صائب يف واقعة من الوقائع أو مشكلة من ادلشكالت يحيث يعرب ىذا‬
‫الرأي تعبَتا موضوعيا عن عقلية اجلماىَت واجتاىاهتم وميوذلم(‪.)2‬‬
‫الرأي العام‪" :‬الرأي العام السائد بُت أغلبية الشعب الواعية يف فًتة معينة ضلو قضية زللية أو‬
‫أكثر ػلتدم فيها اجلدل والنقاش ودتس تلك القضية مصاحل ىذه األغلبية أو قيمتها اإلنسانية‬
‫مسا مباشرا "(‪.)3‬‬
‫منهج الدراسة‪ :‬اعتمد الباحثان يف ىذه الدراسة على ادلنهج االستقرائي حيث مت مسح‬
‫األدبيات السابقة للوصول إذل فكرة عامة أو حكم كلي‪ ،‬لتطبيق النتيجة أو ادلبدأ العام على‬
‫حاالت جزئية أو فردية (‪ ،)4‬فاالستقراء معرفة سبق حتصيلو تقوم على مبدأ العلية(‪ ،)5‬الذي‬
‫يشمل سلتلف االستنتاجات العقلية ادلعتمدة على ادلالحظة أو التجريب للوصول إذل قاعدة‬
‫حتكم الفرعيات‪ ،‬فالباحثان ػلاوالن إثبات أن ما يصدق على الكل يصدق على الفرع من‬
‫خالل الفرضية القائلة بأن الفرع أو يقع ضمن الكل(‪.)6‬‬

‫‪325‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫الرأي العام والمجتمع‪ :‬يسود العادل اىتمام متزايد بثورة ادلعلومات وتكنولوجيا االتصاالت‬
‫واليت أصبحت مسة ىذا العصر‪ ،‬كما أصبح من الثابت أن شكل العادل اليوم ىو نتاج العلم‬
‫والتكنولوجيا خاصة خالل ادلائة سنة األخَتة‪ ،‬إذ أصبحت كلمات التكنولوجيا وادلعرفة‬
‫وادلعلومات مًتا دفة للتطور والرقى‪ ،‬واحلداثة والعصرنة وذلذا من الصعوبة مبكان أن تتخيل‬
‫وجود رلتمع حديث معاصر بدون وسائل إعالم‪ ،‬كما أن وسائل االتصال وال ؽلكن أن تدار‬
‫بكل إمكانياهتا بدون اجملتمع احلديث(‪.)7‬‬
‫اجملتمع الصناعي ادلتقدم يكشف عن اغًتاب اجلمهور و"تشيئو" يف ظواىر عديدة‬
‫ومتنوعة‪ ،‬وتظهر مقولة "التشيؤ" واالغًتاب أيضاً يف تسلط النظم البَتوقراطية وأساليب القمع‬
‫اإلداري‪ ،‬واالغًتاب اإلنساين يظهر يف عملية توحيد احلاجات البشرية وتقنُت أظلاط‬
‫السلوك(‪ ،)8‬فالتشيؤ واالغًتاب ترجع أسبابو إذل النظام االقتصادي والرأمسارل‪ ،‬فعالقات‬
‫اإلنتاج والسوق الرأمسالية ىي ادلسئولة عن عبادة السلع أو صنميتها باحملصلة‪ ،‬فقد وقع ادلال‬
‫على أداة جديدة وطغى سلطانو شيئاً فشيئاً على تأثَت ادلنابر يف تشكيل الرأي العام‪،‬‬
‫وإعداده لألىداف اخلاصة‪ ،‬ودخلت التاريخ قوة جديدة تنزع عن الناس الصبغة الدينية‬
‫وجتعلهم يتعلقون باألمور الدنيوية(‪.)9‬‬
‫وحظي ىذا الطابع التجاري على وسائل اإلعالم حول العادل بدعم واسع النطاق من‬
‫الرأي العام ألهنا صلحت إذل حد كبَت‪ ،‬من القفص احلديدي للبَتوقراطيات السياسية وتفوق‬
‫الًتفيو ادلتطور على الدعاية ادلدعومة باألفالم القدؽلة والفن الشعيب القومي‪ ،‬ورمبا يفيد ىذا‬
‫الشعور بالتحرر النسيب من القبضة السياسية يف العقدين ادلاضيُت‪ ،‬فشبو الغياب‬
‫لالحتجاجات االجتماعية ضد سياسة اإلعالم يف معظم الدول(‪ ،)10‬فاالحتجاج رلموعة من‬
‫األفعال اإلنسانية اليت تسعى إذل اإلقناع حلمل اجلمهور على تبٍت سلوك أو مشاطرة رأي‬
‫معُت(‪ ،)11‬ويتضمن ىذا ادلكون مجيع االستعدادات السلوكية اليت ترتبط باالجتاه‪ ،‬فعندما‬
‫ؽلتلك اجلمهور اجتاىاً اغلابياً ضلو شيء ما أو موضوع ما‪ ،‬فانو يسعى إذل مساندة وتدعيم‬
‫ىذا االجتاه‪ ،‬أما إذا امتلك الفرد اجتاىاً سلبياً ضلو موضوع أو شيء ما فإنو يظهر سلوكا‬
‫معاديا ذلذا ادلوضوع (‪ ،)12‬فالقائد يستطيع اخلطاب يف قلوب اجلماىَت اليت أصبحت متعلقة‬
‫بو ‪ ،‬ورمبا ؽلثلها مباشرة دون احلاجة إذل عمليات تلفيقية أو توفيقيو فرعية‪ ،‬تقوم عليها صناعة‬

‫‪326‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫سهل عليو عملية االتصال بينو وبُت‬ ‫الرأي‪ ،‬إذا أنو ال ػلتاج ألكثر من أدوات ووسائل تُ ٌ‬
‫اجلماىَت اليت أصبح يف مقدوره أن ُػليي آماذلا ويداعب أحالمها(‪.)13‬‬
‫فاالنفعاالت التحريضية ادلختلفة اليت ختضع ذلا اجلماىَت ؽلكنها أن تكون كرؽلة أو‬
‫رلرمو بطولية أو جبانة‪ ،‬وذلك على حسب نوعية ىذه احملرضات ولكنها سوف تكون دائماً‬
‫قوية مهيمنة على نفوس اجلماىَت إذل درجة أن غريزة حب البقاء نفسها تزول أمامها(‪.)14‬‬
‫فعملية الكشف عن الدوافع واحملرضات واألسباب اليت ينتج عنها الرأي العام‪،‬‬
‫ودراسة طبيعتو لدى شعب موحد أو شرػلة رلتمعية من شعب معُت‪ ،‬ىذا األمر حتت‬
‫الكشف والدراسة يفرض االىتمام بدراسة تاريخ ىذا الشعب وجذوره‪ ،‬والتقاليد والعادات‬
‫والقيم اليت اكتسبو عرب ىذا التاريخ والًتكيز على ادلعتقدات الدينية اليت تؤثر تأثَتاً كبَتا يف‬
‫عملية نشوء الرأي العام(‪.)15‬‬
‫الرأي العام ظاىرة اجتماعية فطرية موجودة يف أبسط صـ ـورهتا منذ أن كان ىناك ثالثة‬
‫أو أكثر من ادلخلوقات العاقلة‪ ،‬ولكن الكتابة عنها دل تبدأ إال يف وقت متأخر‪ ،‬ولعل أبكر‬
‫اجلهود يف ذلك تعود بطريقة مباشرة إذل كتابات اليونان والرومان اليت أعارت اىتماماً كبَتاً‬
‫لرأي اجلمهور العام وعالقتو بنظم احلكم(‪ ،)16‬وقد دتثلت البدايات األوذل يف كتابات بعض‬
‫الفالسفة السياسيين مثل (فولتير ‪ ،)Voltaire‬و(ىوبز ‪ ،)Hobbos‬و(لوك‬
‫‪ ،)Lock‬و(ىيوم ‪ ،)Hume‬وكان لكتاب عصر الثورة الفرنسية دوراً واضحاً يف إبراز‬
‫أعلية الرأي العام‪ ،‬السيما كتابات (جان جاك روسو) كأول فيلسوف يستخدم تعبَت الرأي‬
‫العام‪ ،‬ومن أىم كتاباتو العديدة البد من اإلشارة إذل كتابة يف العقد االجتماعي باعتباره ذا‬
‫صلة ببداية احلديث عن الرأي العام‪ ،‬حيث اعترب أن الفكرة األساسية وراء العقد االجتماعي‬
‫ىي موضوع الوحدة‪ ،‬ووحدة البناء الجتماعي‪ ،‬وذلك بإخضاع ادلصاحل اخلاصة لإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬فاحلكومة دورىا مساعد‪ ،‬الن اإلدارة العامة ىي رلموع إرادة الشعب الذي ُختضع لو‬
‫القوانُت حيث اعترب أن آراء الشعب يشَت إذل ادلعٍت العلمي التطبيقي جلوىر الرأي العام يف‬
‫معناه ادلعاصر(‪.)17‬‬
‫ويف عام ‪1894‬م ُحكم يف باريس على ضابط فرنسي من أصل يهودي امسو (ألفريد‬
‫دريفوس) بالنفي إذل (غويانا) بتهمة التجسس لصاحل أدلانيا‪ ،‬وكانت ىذه التهمة موضوع‬

‫‪327‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫شك من طرف عائلتو وأصدقائو الذين استطاعوا أن يثبتوا بعد عامُت وفق الوثائق اليت أُدين‬
‫بسببها‪ ،‬فاجتهوا إذل الرأي العام الفرنسي يستنهضونو للمطالبة بإعادة احملاكمة‪ ،‬واستطاعوا أن‬
‫غلندوا شخصيات مرموقة من عادل الفكر واألدب يف فرنسا يف ذلك الوقت كإيميل زوال‬
‫الذي كتب مقالو اُشتهرت بعنواهنا "إين أًهتم ‪ " ....................‬والذي ساىم مع‬
‫آخرين أمثال أناتول فرانس ‪ -‬ومرسيل بروست ‪ -‬وسيبفوبوس ‪ -‬وليون بلوم ‪ -‬وىير‪...‬‬
‫الخ‪ .‬يف إصدار بيان ػلمل توقيعهم ونشرتو جريدة لورور الفرنسية يوم ‪ 14‬كانون الثاين‬
‫يناير ‪1898‬م بعنوان بيان ادلثقفُت‪ ،‬وقد انقسم الرأي العام الفرنسي بصدد ىذه القضية إذل‬
‫معسكرين‪ :‬أحدىم يطالب بإعادة احملاكمة ويضم شخصيات يسارية واشًتاكية شكلت‬
‫(التجمع اجلمهوري) الذي رفع شعارات ليربالية مثل الدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬ومناىضة‬
‫الالسالمية ‪........‬اخل‪ .‬أما ادلعسكر الثاين فكان يضم خصوم اجلمهورية الذين عارضوا‬
‫إعادة احملاكمة وىددوا بالقيام باالنقالب وبعد صراع طويل بُت ادلعسكرين انتصروا‬
‫(اجلمهوريون)‪ ،‬وأعيدت زلاكمة الضابط ادلذكور‪ ،‬وخفض احلكم إذل "عشر سنوات" سجناً‬
‫وأعادت إليو اعتباره‪ ...‬كانت ىذه احلادثة بالغة األثر يف احلياة الفكرية والسياسية الفرنسية‬
‫وال تزال أصداؤىا تًتدد يف الكتابات ادلعاصرة وأختلف الباحثون اختالفاً كثَتاً يف تفسَتىا‬
‫وحتديد نتاجها(‪ .)18‬ويقول (تشامليدز) بأن موضوع الرأي العام بقى حكراً على السياسة‬
‫حىت عام ‪1990‬م ميالدية مث بدأ اىتمام رجال اإلعالم بظاىرة الرأي العام‪ ،‬وىذا خالف‬
‫ما فهمو بعض ادلؤلفُت الذين ظنوا أن الرأي العام مفهوم إعالمي يف األصل(‪ ،)19‬ومن ىنا‬
‫أصبحت اجلهات العامة واخلاصة ومراكز البحوث حترص على معرفة البيانات اخلاصة مبفهوم‬
‫اجلماىَت (قُـٌراء أو مستمعُت أو مشاىدين) سواء عن طريق البيانات اخلاصة بالتوزيع أو عن‬
‫طريق إجراء الدراسات ادليدانية على عينات شلثلة جملتمع (القراء أو ادلستمعُت أو‬
‫ادلشاىدين)(‪ .)20‬فاجلمهور يصنع استنتاجات حول ما يشاىده أو ما يسمعو اعتماداً على‬
‫األفعال والسلوكيات اليت حتدث أمامو‪ ،‬فهو يراقب حركات اجلسم والصوت اليت ؽلكن أن‬
‫تكون مباشرة أو غَت مباشرة(‪ )21‬فالفرد ال ؽلكن أن ينتمي إذل أكثر من حشد يف نفس‬
‫الوقت‪ ،‬ولكن ؽلكن أن ينتمي إذل أكثر من مجهور يف نفس الوقت ‪.‬‬
‫إن ىذا التعقيد يدفع بالضرورة إذل البحث عن انعكاسات مال اجلماعـ ـ ـ ـات واألحزاب‬

‫‪328‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫والربدلان والتجمعات العلمية والدينية وادلهنية ذلك إن لزم األمر‪ ،‬فاجلمهور عند غوستاف‬
‫يوبون ىو ذوبان الشخصية الواعية لألفراد وتوجيو ادلشاعر واألفكار يف اجتاه واحد بشكل‬
‫اخلصيصة األوذل للجمهور الذي ىو يف طور التشكيل‪ ،‬ذلك أنو ؽلكن آلالف األفراد‬
‫ادلنفصلُت عن بعضهم البعض أن يكسبوه صفة اجلمهور النفسي يف حلظة ما‪ ،‬وذلك حتت‬
‫تأثَت بعض االنفعاالت أو حتت تأثَت حدث قومي عظيم‪ ،‬وؽلكن لبعض اخلصائص اجلديدة‬
‫أن تتوقع علي السابقة‪ ،‬وتؤدي بذلك إذل توجيو مشاعر اجلماعة وأفكارىا يف اجتاه واحد‪،‬‬
‫عندئذ جاءت أفكاره متأثرة مبا كان سائد يف عصره بالتنومي ادلغناطيسي األمر الذي جعلو‬
‫يطلق على تلك اخلاصية (القانون النفسي للوحدة الذىنية للجماىَت)‪ ،‬فالظواىر الالواعية‬
‫تلعب دور حاسم يف احلياة العضوية أو الفيزيولوجية‪ ،‬وإظلا أيضا يف طريقة اشتغال الذىن أو‬
‫آلية العقل(‪.)22‬‬
‫وق ـ ـ ـد ظـ ـ ـ ـل تارد منشغل بالـ ـ ـ ـرد على "اميل دوركامي" زعيـ ـ ـ ـم ادلدرسـ ـ ـ ـة الفرنسية لعلـ ـ ـ ـماء‬
‫االجتماع‪ ،‬والذي أعلن أعلية أثر اجلماعة على الفرد وأكد ان اجملتمع ىو إسناد الفرد‪ ،‬من‬
‫خالل زلاوراتو مع دور كامي لوضع تفسَت نظري منظم دلظاىر السلوك عند األفراد يف حياهتم‬
‫االجتماعية‪ ،‬وقد جاءت آراؤه يف كتاب بعنوان (قوانيُت احملاكاة) متأثرا بفكرة اإلػلاء‬
‫واالغلابية‪ ،‬ألن فكرة التقليد اليت مت انتزاعها من سياقات نظريتو االجتماعية ذات الثراء‬
‫وادلفاىيم الكبَت قد مت تشويها الحقا بعزذلا عن سياقها واألخذ هبا مؤشراً وحيداً يف عملية‬
‫التنشئة االجتماعية(‪.)23‬‬
‫ويطرح عادل النفس فرويد مفهوم ؼلتلف كثَتا عن ما ساقو لوبون‪ ،‬حيث ال يفرق بُت‬
‫السلوك الفرد كفرد وسلوكو يف اجلماعة‪ ،‬ويعًتض على وصفو للجماىَت بالرببرية واذلمجية إذل‬
‫بالغ يف نسبة غبائها‪ ،‬وان ىناك مجاعات كثَتة سلتلفة ادلشارب يطلق عليها اسم مجهور‪،‬‬
‫فيضرب أمثلة باجليش ورلتمع الكنيسة‪ ،‬وان فكرة اجلمهور أو غَته ال تولد مع الفرد إظلا ؽلثل‬
‫درجة يف االرتقاء من األنانية إذل الغَتية‪ ،‬أي درجة ألعلى سلم احلضارة عندما يتم االنطواء‬
‫حتت لوائها ال نكوص ــا على سلم احلضارة كما يرى لوبون(‪.)24‬‬
‫أما سيغل الذي ساق نظريتو عن احلشود يعمد إذل تعميم أرائو حول السيكولوجية‬
‫الفردية على السيكولوجيا اجلماعية‪ ،‬فيصنف سيغل حتت مفهوم جرائم احلشود كل أنواع‬

‫‪329‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫العنف اجلماعي للرعاع ابتدأ من االضطرابات وصوال إذل الثورات الشعبية‪ ،‬كما يرى أن كل‬
‫حشد غلتمع فيو موجهون وموجهون‪ ،‬منومون ومنومون‪ ،‬ويفسر مسايرة الفئة الثانية لألوذل‬
‫ترو‪ ،‬وقد جتلت فكرتو عن تظليل احلشود أكثر يف النسخة الثانية من دراسة اليت‬ ‫من دون َّ‬
‫صدرت ‪1901‬م‪ ،‬حيث مت توصيف الصحايف – الذي يسميو صاحب "أدبيات الدعاوى‬
‫القضائي"‪ -‬موجها وقراءة "عجينة لينة تظهر عليها بصماتو بسهولة"(‪.)25‬‬
‫وسائل اإلعالم والرأي العام‪ :‬يبدو أن النظريات اليت تناولت تأثَت االتصال اجلماىَتي علي‬
‫ادلتلقُت تدور يف حلقة أو يف دائرة ذلك أننا صلد أن نظرية ما ىي السائدة وادلنتشرة يف وقت‬
‫ما مث دتر فًتة من الزمن‪ ،‬قد تطول أو تقصر‪ ،‬فتظهر بدال منها نظرية أخرى قد ال تكون‬
‫مفاىيمها ىي ذات مفاىيم النظرية األوذل‪ ،‬مث تصبح ىي النظرية السائدة بعد فًتة أخرى قد‬
‫نعود مرة أخرى لنظرية كانت سائدة من زمن مضى‪ ،‬وختتلف كل نظرية من النظريات يف‬
‫حجم ودرجة التأثَت الذي تراه لالتصال اجلماىَتي على اجلمهور وختتلف يف جوانب ونواحي‬
‫أخرى(‪ ،)26‬لذلك سوف يعتمد الباحثُت على نظريتى دوامو الصمت والطلقة السحرية‬
‫ظناً منهم أهنا تالئم موضوع الدراسة‪ ،‬فنظرية دوامة الصمت من النظريات اليت تؤكد على قوة‬
‫وسائل اإلعالم يف تكوين الرأي العام(‪ ،)27‬وقد طورت ىذه النظرية الباحثة األدلانية اليزبيت‬
‫نوبل نيومان ‪ Elisabeth Noelle Neumann‬عام ‪1974‬م‪ ،‬فرأت لوسائل‬
‫اإلعالم تأثَتات قوية على الرأي العام(‪ .)28‬فعندما تتخذ وسائل اإلعالم موقفاً معيناً من‬
‫قضية أو شخصية فإن ذلك يؤدي إذل تأثَت معظم األفراد لالجتاه الذي تتبناه وسائل اإلعالم‪،‬‬
‫يحثاً عن التوافق االجتماعي ومن مث فإهنم للجاذبية إذل الصمت وغلحدون آرائهم الشخصية‬
‫ظناً منهم أن اإلعالن عن آرائهم قد ال ػلض بتأثَت اآلخرين(‪ ،)29‬ولكي ػلدث التأثَت‬
‫حددت العادلة " نيومان " ثالثة عوامل ىامة بالنسبة لتأثَت وسائل اإلعالم واالتصال‬
‫ىي(‪:)30‬‬
‫‪ -1‬تراكم وسائل اإلعالم واالتصال يؤدي ارل تعزيز تلك الوسائل‪.‬‬
‫‪ -2‬مشول وسائل اإلعالم واالتصال فهي تسيطر على اإلنسان وحتاصره يف كل مكان حيث‬
‫يتواجد فاصبح من الصعب اذلروب من تأثَتاهتا‪.‬‬
‫‪ -3‬االنسجام وىو يعٍت أن بُت القائمُت باالتصال يف انسجام مع مؤسساهتم‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫وقد أقرت (اليزابيت نيومان) فيما يعرب ببعض االنتقادات ذلذه النظرية وأقرت أهنا يف‬
‫حاجة إذل التحقيق من صحتها من خالل إجراء ادلزيد من البحوث يف بيئات سلتلفة(‪.)31‬‬
‫كما ساعلت نظرية (احلقنة اليت تعطى حتت اجللد أو كما يطلق عليها نظرية ادلثَت‪-‬‬
‫استجابة ادليكانيكية)‪ ،‬وكان مفهوم النظرية أن لوسائل اإلعالم قدرة التأثَت على اجلمهور شلا‬
‫جعلت العلماء والباحثُت يف تفكَتىم جتاه تأثَت وسائل االتصال اليت اىتمت بوصف البنية‬
‫العضوية للنظام االجتماعي وسيكولوجية الفرد(‪.)32‬‬
‫فاجملتمعات تستمر يف التعرض لتغَتات مستمرة فسيطرة العادات والتقاليد يف‬
‫اجملتمعات الصناعية ادلتحضرة ليست جامدة حيث جتد االبتكارات طريقها يف ىذه‬
‫اجملتمعات(‪ .)33‬فظهور مجهور من األفراد كل فرد منفصل عن اجلماعة منعزل عن اآلخرين‪،‬‬
‫ىؤالء األفراد يعتمدون على بعضهم البعض يف كل أنواع الوسائل ادلتخصصة فصنعت الروابط‬
‫التقليدية وظلت العقالنية وتقسيم العمل(‪ ،)34‬حل زلل االعتماد على الفرد الواحد يف اإلنتاج‬
‫جعلو يفقد إحساسو باإلصلاز وقدرتو على التحكم‪ ،‬وقد ابعد ىذا األسلوب السلعة النهائية‬
‫عن صانعيها األمر الذي اثر على حالتهم السيكولوجية وعلى طبيعة السلعة ادلنتجة(‪.)35‬‬
‫فاجملتمع الصناعي ادلتقدم يكشف عن اغًتاب اإلنسان و"تشيئة" يف ظواىر عديدة‬
‫ومتنوعة ينظراً دلقولة "التشيؤ" واالغًتاب أيضا يف تسلط النظم البَتوقراطية وأساليب القمع‬
‫اإلداري‪ ،‬واغًتاب اإلنسان يظهر يف عملية توحيد احلاجات البشرية وتقنية أظلاط السلوك‬
‫لعالقات اإلنتاج والسوق الرأمسالية ىي ادلسئولة عن عباده السلع أو صنميتها يحيث أصبحت‬
‫عالقات الناس كالسلعة‪ ،‬أو ما يسميو أصحاب النظرية باسم (العقل األدائي أو العقالنية‬
‫النفسية)(‪.)36‬‬
‫فعقب احلرب العادلية األوذل ساد اعتقاد بقوة وسائل االتصال اجلماىَتي‪ ،‬قد اعتقد‬
‫الكثَتين يف قدره وسائل اإلعالم على تشكيل الرأي العام ودتويل اجلماىَت ضلو وجو نظر‬
‫القائم باالتصال(‪ ،)37‬وأطلق على تلك النظرية بالوخز اإلبري أو الطلقة السحرية‪ ،‬وتقوم على‬
‫الفكرة األساسية على تلك النظرية أن الرسائل اإلعالمية يتلقاىا كل فرد من أفراد اجلمهور‬
‫بطريقة متشاهبة يف إطار علم نفس الفرد (سيكولوجية الشخص)(‪.)38‬‬
‫فاجملتمعات النامية أكثـ ـ ـ ـ ـر تصديقا للكلمة ادلنطـ ـ ـ ـ ـ ـوقة أكثر من ادلطب ـ ـ ـوعة بُت الناس يف‬

‫‪333‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫االتصال الشخصي‪ ،‬وليس معٌت ىذا التقليل من أعلية االتصال اجلماىَتي التقليدية كالسوق‬
‫وادلقهى واجلماعات اليت تلعب دوراً ىاماً يف تعميق تأثَت وسائل االتصال اجلماىَتي(‪،)39‬‬
‫والن االتصال الشخصي يتميز على االتصال اجلماىَت ببعض ادلزايا السيكولوجية فهو يتميز‬
‫بشكل عفوي وغَت مقصود وأكثر مرونة ويتميز بان رجع الصدى فيو اكرب(‪.)40‬‬
‫فاستخدام وسائل االتصال ال يتم مبعزل عن التأثَتات النظام االجتماعي السائد‬
‫وطريقتنا يف التعامل مع تلك الرسائل متأثر مبا يتعلمو من اجملتمع يف ادلاضي ومبا ػلدث يف‬
‫اللحظة اليت يستقبل فيها الرسالة(‪.)41‬‬
‫لقد أدرك الزرسفيد و برتون أن وسائل االتصال ؽلكن أن تسبب خلالً طيفياً أي‬
‫حتدث أثار غَت مرغوب فيها للمجتمع‪ ،‬من خالل زيادة مستوى ادلعلومات‪ ،‬حيث يتسبب‬
‫طوفان ادلعلومات إلعداد كبَتة من اجلمهور إذل جرعات حتول معرفة الناس إذل احلليلوية دون‬
‫أن تصبح نشاطات البشر ذات مشاركة فعالة‪ ،‬وبالتارل توجيو الالمباالة الن وسائل االتصال‬
‫تضر الناس بادلعلومات بدال من أن توقظ اجلمهور وىو ادلقصود فأهنا يف النهاية تساىم يف‬
‫ختدير اجلمهور(‪ ،)42‬إال أن بارسونز قد أدرك ادلشكالت األساسية للحداثة‪ ،‬وىي أن الفعل‬
‫االجتماعي بطبيعتو ال ؼللق النظام فحسب‪ ،‬بل ؼللق الفوضى والالنظام وان ظلوذج أبعاده‬
‫األربعة اليت وضعها للنظام إظلا ىي أبعاد أربعة للفوضى‪ ،‬وىو يذىب إذل اعًتاف بان تعقيد‬
‫احلياة ادلدنية يقتضى االعًتاف واالقرار مبجموعة من التأويالت ادلتباينة للواقع(‪.)43‬‬
‫ففي عادل من الشبكات فان القدرة على شلارسة السيطرة على اآلخرين يتوقف على‬
‫القدرة تشكيل شبكة شبكات وبررلتها وإعادة بررلتها يف إطار األىداف اليت تضطلع هبا‬
‫الشبكة والقدرة على االتصال ضمن التعاون بُت الشبكات ادلختلفة من خالل االشًتاك يف‬
‫األىداف العامة وجتمع ادلوارد و لتصدي للمنافسة من الشبكات األخرى عرب إقامة تعاون‬
‫اسًتاتيجي‪ ،‬الن شلارسة السلطة يف رلتمع الشبكات يتطلب رلموعة معقدة من العمل‬
‫ادلشًتك الذي يتجاوز التحالفات فيما يشبو ما وضع لو بردنوالثور نظرية بشكل رائع مسيت‬
‫شبكة الفاعلية(‪ ،)44‬وىذه القوة مساىا إدوارد بيرنايز ‪ Edward Bernays‬عام‬
‫‪1947‬م وىو يعد َعراب العالقات العامة يف أمريكيا "تصميم القبول"‪ ،‬كما مكنت رؤية‬
‫بيرنانز للدؽلقراطية يف كوهنا تُسَت من أعلى النُخب عرب حتكمها يف الرأي العام‪ ،‬وىي فكرة‬

‫‪332‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫اعاد صياغتها نعوم تشومسكي‪ ،‬وادوارد ىرمان يف نقدمها ادلهم لوسائط اإلعالم السائدة‬
‫يف أمريكا معتربين أهنا منخرطة يف عملية تصنع القبول(‪.)45‬‬
‫أساليب صناعة الرأي العام‪ :‬عندما يغيب وعي اجلماىَت ويعجز عن فهم وإدراك ما يدور‬
‫حولو وال يلوح لو يف األفق أي حل شلكن التطبيق خبرجو من واقعو السيئ سينتفع عندىا يف‬
‫الصدمة وعندىا سيصبح مستعدا لقبول حلول خارجية جاىزة كان من ادلستحيل أن يفعلها‬
‫سابقا‪ ،‬وىناك عدة أساليب وتكتيكات تعتمدىا وسائل اإلعالم يف صناعة الرأي العام‬
‫وتوجيو اجلماىَت والتالعب هبا وؽلكن إمجاذلا‪:‬‬
‫‪ -1‬السيطرة على الرأي العام‪ :‬يف السنوات األخَتة أخذت االعتبارات االقتصادية تلعب‬
‫دورا متزايدا من خالل شركات الدعاية(‪ )46‬اليت اقنعت اجلماىَت يحاجاهتا ألنشطة البيع اليت‬
‫ال تعٍت مفهوم استقالل الرغبات‪ ،‬الن دورىا األساسي ىو خلق الرغبات اليت تروج ذلا‬
‫احلكومات الغربية مثل السالم الذي دل يكن لو وجود من قبل(‪ ،)47‬والعدالة االجتماعية‪،‬‬
‫واحلرية‪ ،‬والدؽلقراطية‪ ،‬والواقع أن اجملتمعات الغربية رلتمعات جتارية يًتتب على سيادة الروح‬
‫التجارية والرأمسالية قوة التأثَت الشخصي والتأثَتات باآلخرين إذل احلد الذي أذكى الروح‬
‫الفردية(‪ .)48‬يف السنوات ادلاضية حدثت أشكال عديدة من التضليل عن طريق السيطرة على‬
‫أجهزة ادلعلومات والصورة على كافة ادلستويات فاجملتمع الدورل الذي يروج للتعددية واحلرية‬
‫وإغلاد احللول لتضييق ىوه االنقسام السياسي يف اجملتمع اللييب يشاىد بأن اجملتمع الدورل ال‬
‫يتورع يف اجللوس مع األجسام ادلوازية من عمدا بلديات وشيوخ قبائل وفضائل مسلحة‪.‬‬
‫‪ -2‬أسلوب التكرار والمالحقة‪ :‬يعتقد البعض أن أسلوب التكرار ىو اصلح األساليب‬
‫لتغيَت الرأي العام‪ ،‬حيث كانت الدعاية األدلانية تعتنق ىذا األسلوب وتؤمن بأنو األسلوب‬
‫ادلتاح دلخاطبة اجلماىَت‪ ،‬فقد وصف جويلز ىذا األسلوب سر الدعاية الفعالة ؽلكن إذاعة‬
‫بيانات تتناول أالف األشياء ولكن يف الًتكيز على صنع حقائق فقط أو توجيو آذان الناس‬
‫وأبصارىم إليها مرارا وتكرارا(‪ ،)49‬ويقول جون مارتن عن احلرب العادلية األوذل ولقد اكتشفت‬
‫عندئذ أن احلرب الشاملة ال ؽلكن خوضها إال باذلجوم على العقول واالجساد يف نفس‬
‫الوقت(‪.)50‬‬
‫‪ -3‬اإلثارة العاطفة‪ :‬أن استجابة اجلماىَت تكون دائما استجابة عاطفة أكثر شلا ىي عقلية‪،‬‬

‫‪333‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫لذلك فقد كان ىتلر يدعوا إذل أن تتجو الدعاية إذل العواطف وخاصة عاطفة احلقد‪ ،‬وأيسر‬
‫السبل إذل إثارة احلقد التشهَت وإحلاق التهم فيجب تشويو مسعو الناس وترتيبها احلقائق(‪.)51‬‬
‫جتدر اإلشارة إذل أن العديد من الشخصيات اليت مرت مبراكز اختاذ القرار يف ليبيا‬
‫حاولت دغدغة عواطف اجلماىَت من خالل بعض ادلصطلحات "اصربوا اخلَت جايكم" أو‬
‫تلك ادلستندات اليت تظهر يف صفحات التواصل االجتماعي لتشويو شخصية من‬
‫الشخصيات االعتبارية أو اذلجوم عليها من قبل اجلماىَت يف مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -4‬سبر اآلراء‪ :‬ؽلكن التالعب بالرأي العام وتضليلو من خالل سرب اآلراء وىذا عن طريق‬
‫طبيعة االسئلة اليت تطرح و يف اختبار العينة وعدد ادلستخدمُت وتأويل النتائج وتقدم الرسوم‬
‫البيانية اليت تزيد من االقناع(‪.)52‬‬
‫‪ -5‬صرف االنتباه‪ :‬تكمن ادلهمة الرئيسية للدعاية يف يحث النفسية للجمهور عن طريق‬
‫التلقُت لذلك حسب رأي معظم اخلرباء‪ ،‬فان أية دعاية غلب أن تكون مكملة للمكونات‬
‫اإلعالمية والًتفيهية ادلقدمة‪ ،‬وادلقصود بالًتفيو أية وسيلة من االىتمام باخلربة ويف الوقت نفسو‬
‫نفي الفكرة الرئيسية(‪.)53‬‬
‫‪ -6‬الخلط وإثارة البلبلة‪ :‬من أىم موانع اختاذ القرارات احلامسة ىو ضبابية األوضاع‬
‫واختالط األمور وخلق أجواء البلبلة والتشكيك لدى الرأي العام االمر الذي ؼليم علي‬
‫اجملتمعات العربية من تلك احلروب اليت تبدأ وتنتهي دون معرفة االسباب احلقيقية ذلا ‪.‬‬
‫‪ -7‬عرض الحقائق‪ :‬توفر نسبة قليلة من احلقائق المساك بزمام الرأي العام حىت حتقق‬
‫الدعاية مصداقيتو اإلذلام(‪.)54‬‬
‫‪ -8‬قلب الحقائق‪ :‬يعتمد القائمون على الدعاية بعرض بعض احلقائق وقلب معاين‬
‫بعض احلقائق األخرى‪ ،‬وػلاولون إخفاء بعض احلقائق اليت تؤثر يف بعض األحيان على ع ـ ـ ـدم‬
‫استجابة سامعهم‪ ،‬كما ػلاولون القفز على بعض احلقائق اليت ال ؽلكن إخفاؤىا(‪.)55‬‬
‫‪ -9‬اإلنترنت‪ :‬أما استخدام األحزاب السياسية لوسائل اإلعالم واالتصال باجلماىَت من‬
‫أجل نشر ادلبادئ وكسب ادلؤيدين ذلا‪ ،‬وقد تستخدم ىذه الوسائل نظَت دفع األجر ادلطلوب‬
‫يف حالة اإلعالن واألمر الذي ساعد استخدام حسب ادلدراء يف اإلعالن الستغالل الغريزة‬
‫اجلنسية(‪.)56‬‬

‫‪334‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫‪ -11‬تشكيل الصور‪ :‬لتقوم ىذه الفكرة على الربط بُت العادل اخلارجي وتصوراتنا الذاتية‬
‫عن العادل‪ ،‬واألىم من ذلك تعترب كل التقارير اإلخبارية وصورنا الذىنية نسخة مستقلة من‬
‫العادل الرحب حولنا‪ ،‬وبسبب حاجتنا إذل ضرورة تكوين صورة معدلة دلا ػلدث يف العادل‪ ،‬فان‬
‫اإلعالم يسهم يف ادلعلومات اليت تستخدمو يف تشكيل الصور‪ ،‬حيث يركز على التغطية‬
‫اإلخبارية اىتمامنا على جوانب من العادل ويقدم محلة من اإلشارات عن األمور اليت ذلا‬
‫أولوية‪ ،‬ونتيجة لذلك أن ترتيب اولويات قضايا الساعة تتناغم مع ترتيب أولويتنا يف القضايا‬
‫ادلوجودة يف ردود ادلواطنُت على أسئلة القائمُت على االقًتاع(‪.)57‬‬
‫‪ -11‬التبرير‪ :‬زلاولة تفسَت الفرد للمواقف اخلاطئة تفسَتاً مقبوالً وإعطاء النتائج السلبية‬
‫أسبابا ىو منطقية‪ ،‬ويعمل السياسيون على استثمار ىذه اخلاصية فيقدمون للرأي العام‬
‫التربيرات اليت تساعده على التخلص من التوتر والقلق النفسي الناتج من معاناة اإلنسان من‬
‫العجز يف تطبيق قناعتو احلقيقة وشعوره باخلجل لالندفاع يف التأثَت أو ادلعارضة دون قناعات‬
‫حقيقة ومرضية(‪.)58‬‬
‫‪ -12‬جس نبض الرأي العام‪ :‬عندما تتجو النسب إذل قرارات حيوية ويكون مطلوب قياس‬
‫رد فعل الرأي العام والدعاية لنشر خرب صغَت أو تصريح دتهيداً دلوضوع القرار ادلزمع إصداره‬
‫وبالتارل ؽلكن تقرير اختاذ القرار أو عدم اختاذه(‪.)59‬‬
‫‪ -13‬التورط باألفعال‪ :‬توريط ادلواطنُت يف تبٍت اجتاه معُت أو االطلراط يف تنظيم أو ىيئو‬
‫معينة مث يتحول ادلواطن بسبب ىذا التوريط مناصرين ومؤيدين(‪.)60‬‬
‫‪ -14‬الشائعات‪ :‬تعد من الوسـ ـ ـائل الدعائية ادلنتشرة بص ـ ـور العملية السياسية‪ ،‬وجتد الشائعة‬
‫رلاالً خصبا لالنتشار يف ظل اذليمنة اإلعالمية‪ ،‬وىي من أىم آليات الدعاية السياسية‬
‫اليت تعمل يف بيئة اجلماىَت‪ ،‬وقد تكون على ىيئة ن ـ ـ ـ ـوادر أو طرائف اليت تنقلها اجلماىَت دون‬
‫التأكيد من صحتها(‪.)61‬‬
‫‪ -15‬الرموز ‪ :‬التفكَت باستخدام الرموز ىو أساس عملية التفكَت واالتصال باآلخرين‪ ،‬وقد‬
‫جلأ العقل اإلنساين إذل خلق الرموز العملية لنظم التجارب اإلنسانية فاالرتباط احلتمي بعملية‬
‫تنشيط التفكَت وتنظيمو جبعلها ذات قيمة عاطفية كبَتة لدى ادلستخدمُت ذلا‪ ،‬لذلك‬
‫فاستخدام الرموز هبما تؤدي غالبا إذل إثارة استجابة عاطفية قوية لدى اجلماىَت‪ .‬ومن ىنا‬

‫‪335‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫جاء االىتمام بالدور الذي تلعبو وسائل االتصال إذل حتقيق الرموز والصور ادلوجودة من‬
‫خالل حتديد واختبار أصلح الصور وإقناع اآلخرين هبا‪ ،‬شلا جعل الكثَتين يؤكدون على أن‬
‫الرموز ذلا أعلية تتساوى مع القوة العسكرية واالقتصادية بل قد تفوقها أحيانا(‪.)62‬‬
‫‪ -16‬التهويل أو التضخيم‪ :‬وىي وسيلة يلجأ إليها اإلعالم لتضخيم حدث ما وذلك‬
‫بقصد التأثَت على ادلشاىد نفسياً ومعنوياً وكذلك استعمال مفردات بصيغ ادلبالغة ولفت‬
‫األنظار عند وقوع أحداث هتدد حتقيق األىداف ادلرسومة يحيث تغَت رلرى احلدث وتسلط‬
‫األضواء على غَت أصل احلدث لتحصر التفكَت فيما ؼلفف اآلثار ادلًتتبة على األحداث‬
‫الوقائع ‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫‪ -1‬أن لوسائل اإلعالم دور بارز يف التأثَت على النظام االجتماعي من خالل ما يبث من‬
‫مضامُت إعالمية جتيد التظليل باإلػلاء على الرأي العام‪.‬‬
‫‪ -2‬على الرغم من مرور أكثر من ‪ 50‬سنة على ظهور نظرية التأثَت القوي لوسائل اإلعالم‬
‫إال أهنا اليزال تأثَتىا قوى على تشكيل اجتاىات اجلمهور‪.‬‬
‫‪ -3‬ىناك أساليب متعددة لتظليل الرأي العام يستخدمها القائم باالتصال لتوجيو اجلماىَت‬
‫لتبٌت أفكار وأراء ختدم مصاحلو‪.‬‬
‫‪ -4‬التطور التقٍت يف تكنولوجيا االتصال أصبح يستخدم أساليب جتذب انتباه اجلماىَت‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬بعد "احلداثة" دل يعد قيادة اجلماىَت بالقمع أو االنغالق سياسة ذات جدوى‪ ..‬بل‬
‫وجب على ادلؤسسات انتهاج سياسة اإلعالم الصادق والتنسيق السليم والتوعية ادلستمرة‬
‫لتلك اجلماىَت دلواجهة أخطار اإلشاعة والدعاية واحلرب النفسية‪.‬‬
‫‪ -2‬إعداد كوادر إعالمية مؤىلة قادرة علي صياغة رسائل ىادفة مبا يتالءم ونظرية ادلسئولية‬
‫االجتماعية لوسائل االعالم ‪...‬‬
‫‪ -3‬العمل على تفعيل ميثاق شرف أعالمي يكون منهاج عمل للعاملُت بالقنوات اإلعالمية‬
‫الليبية‪ .‬مبا يتماشى مع أعلية تلك الوسائل يف تشكيل الرأي العام‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫الهوامش والتعليقات‪:‬‬
‫‪ -1‬عبدالنيب عبداهلل الطيب‪ ،‬فلسفة ونظريات اإلعالم‪ ،‬ط ‪( ،1‬الدار العادلية للنشر والتوزيع‪ :‬القاىرة)‪،‬‬
‫‪2014‬م‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -2‬مسَت بن مجيل راضي‪ ،‬اإلعالم اإلسالمي رسالة وىدف‪( ،‬رابطة العادل اإلسالمي‪ ،‬مكة ادلكرمة)‪،‬‬
‫ص‪.27‬‬
‫‪ -3‬عواشة زلمد حقيق‪ ،‬الرأي العام بُت الدعاية واإلعالم‪( ،‬منشورات اجلامعة ادلفتوحة‪ -‬ليبيا)‪1993 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.19‬‬
‫‪ -4‬عبدالرمحن العيسوي‪ ،‬عبدالفتاح زلمد العيسوي‪ ،‬مناىج البحث العلمي يف الفكر اإلسالمي والفكر‬
‫احلديث‪( ،‬دار الرابطة اجلامعية‪ ،‬بدون م ‪ .‬ت)‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -5‬عبدالرمحن بدوي‪ ،‬مناىج البحث العلمي‪ ،‬ط‪( ،3‬وكالة ادلطبوعات‪ ،‬الكويت)‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.171‬‬
‫‪ -6‬زلمد عبيدات وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬القواعد وادلراحل والتطبيقات‪ ،‬ط ‪( ،2‬ماروئل للنشر‪:‬‬
‫عمان)‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -7‬بسام عبدالرمحن ادلشاقبة‪ ،‬نظريات األشكال‪ ،‬ط‪( ،1‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان)‪2011،‬م‪،‬‬
‫ص‪.110‬‬
‫‪ -8‬أبو النور محدي أبو النور حسن‪ ،‬بورعن ىابرماس األخالق والتواصل‪ ،‬ط‪( ،1‬التنوير للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بَتوت)‪ ،‬ص‪. 44‬‬
‫‪ -9‬حسن سعد‪ ،‬براديغمات البحوث اإلعالمية االبستيمولوجيا اإلشكاليات‪ ،‬االطروحات‪ ،‬ط‪( ،1‬دار‬
‫ادلنهل اللبناين‪ ،‬بَتوت)‪2017 ،‬م‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -10‬مانويل كاستلز‪ ،‬سلطة االتصال‪ ،‬ترمجة‪ :‬زلمد حرفوس‪( ،‬ادلركز الوطٍت للًتمجة‪ ،‬القاىرة)‪2014 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.184‬‬
‫‪ -11‬فيليب بروطون‪ ،‬احلجاج يف التواصل‪ ،‬ترمجة‪ :‬زلمد شبال‪ ،‬عبدالواحد التهامي العلمي‪ ،‬ط‪( ،1‬مركز‬
‫القومي للًتمجة‪ :‬القاىرة)‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -12‬شيماء ذو الفقار زغيب‪ ،‬نظريات يف تشكيل اجتاىات الرأي العام‪( ،‬الدار ادلصرية اللبنانية‪ :‬القاىرة)‪،‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -13‬إمساعيل علي سعد‪ ،‬االتصال والرأي العام‪ ،‬مبحث يف القوة األيدلوجية‪( ،‬دار ادلعرفة اجلامعية‪:‬‬
‫اإلسكندرية)‪1989 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 90‬‬
‫‪ -14‬عوستاف لوبون‪ ،‬سيكولوجية اجلماىَت‪ ،‬ترمجة‪ :‬ىاشم صاح‪( ،‬دار الساقي‪ :‬بَتوت)‪1997 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪. 64‬‬

‫‪337‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫‪ -15‬عبداحلليم زلمود‪ ،‬كواليص الرعاية األمريكية‪ ،‬ط‪( ،1‬دار اذلدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ :‬بَتوت)‪،‬‬
‫‪2008‬م‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ -16‬سعيد إمساعيل صيٍت‪ ،‬مدخل إذل الرأي العام وادلنظور اإلسالمي‪( ،‬بدون نشر الرسالة‪ :‬ب‪.‬ت)‪،‬‬
‫ص‪.1‬‬
‫‪ -17‬صبحي عسبلة‪ ،‬الرأي العام‪ ،‬ط ‪(1‬هنضة معد للطباعة والنشر والتوزيع‪ :‬القاىرة)‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -18‬زلمد عابد اجلابري‪ ،‬ادلثقفون يف احلضارة العربية زلنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد‪( ،‬مراكز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ :‬بَتوت)‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ -19‬سعيد إمساعيل صيٍت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -20‬رحيمة الطيب عيساين‪ ،‬مدخل اإلعالم واألشكال ادلفاىيم األساسية والوظائف اجلديدة يف عصر‬
‫العودلة اإلعالمية‪( ،‬جدار الكتاب العادلي للنشر والتوزيع‪ :‬عمان)‪ ،‬ص ‪. 76‬‬
‫‪ -21‬ماري كيث جرانت‪ ،‬موسوعة السينما‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ترمجة‪ :‬أمحد يوسف‪( ،‬ادلركز القومي للًتمجة‪:‬‬
‫القاىرة)‪2014 ،‬م‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -22‬غوستاف لبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -23‬زيدان عبدالباقي‪ ،‬علم النفس االجتماعي يف اجملاالت االعالمية‪( ،‬دار غريب للطباعة‪ :‬القاىرة)‪،‬‬
‫ص‪. 54‬‬
‫‪ -24‬سالم خطاب أسعد‪ ،‬االعالم وصناعة الراي العام دراسة وصفية ألساليب ووسائل صناعة الراي‬
‫العام‪ ،‬رللة آدب الفراىيدي‪ ،‬العدد ‪ ، 17‬كانون االول‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 4‬‬
‫‪ -25‬ارمان وميشال ماتالر‪ ،‬تاريخ نظريات االتصال‪ ،‬ترمجة‪ :‬نصر الدين العياض‪ ،‬الصادق رابح‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫(ادلنظمة العربية للنشر والًتمجة‪ :‬بَتوت)‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫‪ -26‬شاىيناز طلعت‪ ،‬وسائل االعالم والتنمية االجتماعية‪ ،‬ط‪( ،3‬مكتبة االصللو ادلصرية‪ :‬القاىرة)‪،‬‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪ -27‬نضال فالح الضالعُت وآخرون‪ ،‬نظريات االتصال واالعالم اجلماىَتي‪ ،‬ط ‪( ،1‬دار االعصار العلمي‬
‫للنشر والتوزيع‪ :‬عمان)‪2016 ،‬م‪ ،‬ص‪.249‬‬
‫‪ -28‬مي العدباهلل‪ ،‬نظريات االتصال‪( ،‬دار النهضة العربية‪ :‬بَتوت)‪ ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪ -29‬زلمد بن سعود ادلشَت‪ ،‬نظريات التأثَت االعالمي‪ ،‬ط‪( ،1‬العبيكان‪ :‬الرياض)‪2014 ،‬م‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ -30‬مي العدباهلل‪ ،‬نظريات االتصال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.299- 289‬‬
‫‪ -31‬حسن عماد مكاوى‪ ،‬ليلي حسُت السيد‪ ،‬ط‪( ،1‬الدار ادلصرية اللبنانية‪ :‬القاىرة)‪1998 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.284‬‬
‫‪ -32‬محدي حسن‪ ،‬مقدمة يف دراسة وسائل وأساليب االتصال‪( ،‬دار الفكر العريب‪ :‬القاىرة)‪1987 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.113‬‬

‫‪338‬‬
‫تأثري اإلعالو يف تشكيل الرأي العاو‪ ،‬دراسة وصفية ألساليب التالعب بالراي العاو‬

‫‪ -33‬حسن عماد مكاوى‪ ،‬ليلي حسُت السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -34‬محدي حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ -35‬جيهان أمحد رشيت‪ ،‬االسس العلمية لنظريات االعالم‪( ،‬دار النهضة العربية‪ :‬القاىرة)‪1978 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.420‬‬
‫‪ -36‬أبو النور محدى ابوالنور حسن‪ ،‬يورغان ىابرماس االخالق والتواصل‪ ،‬ط‪( ،1‬التنوير للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ :‬بَتوت)‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -37‬محدى حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -38‬ملفُت ل ‪.‬ديلفَت‪ ،‬ساندرا بول‪ -‬روكيتش‪ ،‬نظريات وسائل االعالم‪ ،‬ترمجة‪ :‬كمال عبدالروؤف‪( ،‬الدار‬
‫الدولية للنشر والتوزيع‪ :‬القاىرة)‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪. 224‬‬
‫‪ -39‬عاطف عدرل العبد‪ ،‬االتصال والرأي العام االسس النظرية واالسهامات العربية‪( ،‬دار اذلاين للطباعة‪:‬‬
‫القاىرة)‪1989 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ -40‬جيهان أمحد رشيت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 369‬‬
‫‪ -41‬خضرة عمر ادلفلح‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬ادلهارات والنظريات أسس عامة‪ ،‬ط‪( ،1‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪:‬‬
‫عمان)‪2015 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 69‬‬
‫‪ -42‬بسام عبدالرمحن ادلشاقبة‪ ،‬نظريات االتصال‪ ،‬ط‪( ،1‬دار اسامة للنشر والتوزيع‪ :‬عمان)‪2011 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪. 110‬‬
‫‪ -43‬إيان كريب‪ ،‬النظرية االجتماعية‪ ،‬ترمجة‪ :‬زلمد حسُت غلوم‪( ،‬سلسلة عادل ادلعرفة‪ ،‬اجمللس الوطٍت‬
‫للثقافة واآلداب‪ :‬الكويت)‪1978 ،‬م‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪ -44‬مانول كاستلز‪ ،‬سلطة االتصال‪ ،‬ترمجة‪ :‬زلمد حرفوش‪ ،‬ط‪( ،1‬ادلركز القومي للًتمجة‪ :‬القاىرة)‪،‬‬
‫‪2014‬م‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ -45‬ظاىرة ويكلكيس جدل االعالم والسياسة بُت االفًتاضي والواقعي‪ ،‬ط‪( ،1‬ادلركز العريب لأليحاث‬
‫ودراسة السياسات‪ :‬لبنان)‪2012 ،‬م‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -46‬سلتار التهامي‪ ،‬الرأي العام واحلرب النفسية االيديولوجيا والدعاية‪ ،‬اجلزء الثاين‪( ،‬دار ادلعارف مبصر‪:‬‬
‫القاىرة)‪1974 ،‬م‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -47‬تود جي باكولز‪ ،‬أفكار جديدة من اقتصاديُت راحلُت‪ ،‬ترمجة‪ :‬كوثر زلمود زلمد‪ ،‬ط‪( ،1‬كلمات‬
‫عربية للطباعة والنشر‪ :‬القاىرة)‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪ -48‬سلتار التهامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -49‬عدرل عاطف العبد‪ ،‬الدعاية واالقناع‪ ،‬االسس النظرية والنماذج التطبيقية‪( ،‬دار الفكر العريب‪:‬‬
‫القاىرة)‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪ -50‬سلتار التهامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪339‬‬
‫‪ 3 – 2‬مايو ‪2102‬و‬ ‫املؤمتر العلني األول لقسه اإلعالو بكلية اآلداب جامعة سرت‬

‫‪ -51‬عدرل عاطف العبد‪ ،‬الدعاية واالقناع‪ ،‬االسس النظرية والنماذج التطبيقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -52‬السيد بومعزة‪ ،‬التضليل االعالمي وافول السلطة‪ ،‬يحث غَت منشور‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -53‬فريد حامت الشحف‪ ،‬الدعاية والتظليل االعالمي االساليب والطرق‪ ،‬ط‪( ،1‬دار عالء الدين للنشر‬
‫والتوزيع‪ :‬دمشق)‪2015 ،‬م‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -54‬بسام عبدالرمحن ادلشاقبة‪ ،‬االعالم االسرائيلي وفن التظليل الدعائي‪( ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪:‬‬
‫عمان)‪2014 ،‬م‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -55‬نضال فالح الضالعُت‪ ،‬و علي فالح الضالعُت‪ ،‬الدعاية واحلرب النفسية‪( ،‬دار االعصار العلمي‬
‫للنشر والتوزيع‪ :‬عمان)‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -56‬صفوت العادل‪ ،‬الدعاية االنتخابية‪ ،‬ط‪( ،1‬هنضة مصر للنشر والتوزيع‪ :‬القاىرة)‪2007 ،‬م‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -57‬ماكس ماكومز وآخرون‪ ،‬االخبار والرأي العام‪ ،‬تأثَت االعالم على احلياة ادلدنية‪ ،‬ترمجة‪ :‬زلمد صفوة‬
‫حسن‪ ،‬ط‪( ،1‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ :‬القاىرة)‪2012 ،‬م‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -58‬زلمد عبدادلالك ادلتوكل‪ ،‬مدخل اذل االعالم والرأي العام‪ ،‬ط‪( ،2‬ب د ن ‪:‬ب م ن )‪2005 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.148‬‬
‫‪ -59‬حامد عبد ادلاجد قويسي‪ ،‬دراسات يف الرأي العام مقاربة سياسية‪( ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ :‬القاىرة)‪،‬‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ص‪.305‬‬
‫‪ -60‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪ -61‬سلتار التهامي‪ ،‬عاطف عدرل العبد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.73 – 72‬‬
‫‪ -62‬عبدالعظيم عزة‪ ،‬تأثَت الدراما التلفزيونية علي ادراك الواقع االجتماعي لألسرة ادلصرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‬
‫(غَت منشورة)‪،‬كلية االعالم‪ ،‬جامعة القاىرة‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪343‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like