Professional Documents
Culture Documents
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
الييتاجـوجـي- التعمُـــم لتحقـيق الـــذات-
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ -ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ:
إعــــــــــــــداد
إعــــــــــــــداد
الممخص:
تيدف ىذه الدراسة إلى تناول أحد التوجيات المطروحو في مجال التعميم والتعمُم
المستمر مدى الحياة في القرن الحادي والعشرين؛ حيث بدأت بتناول نموذج الييتاجوجي
لمتعمُم والذى ظير منذ عام ،0222ومع مرور الوقت وتغير الظروف العالمية النابعة من
الثورات العممية والتكنولوجية واالىتمام بالتعمم المستمر مدى الحياة لإلنسان المعاصر.
ومؤخر ظيور األزمات العالمية ومنيا جائحة كورونا 0210م كان التوجو نحو نماذج جديدة ًا
لمتعمُم كضررورة ٌممحة لمواجية التحديات المنبثقة والمتجددة نتيجة التغيرات الكاسحة في كافة
ومحميا ،والتي تطمبت من المتخصصين معاودة التفكير في كافة ً عالميا
ً مجاالت الحياة
الجيود التعميمية في المجتمعات المعاصرة ،وبالتالي محاولة اإلنطالق إلى آفاق فمسفية
وعممية مرتبطة بتعميم اإلنسان وتعممو لمساعدتو عمى التكيف مع كل ما يحيط بو متغيرات.
تحديدا مؤسسة عمى ما ُيعرف بالدراسات المكتبية والتي تعتبر كيفية في ً وىذه الدراسة
ير في المجال التربوي والدراسات طبيعتيا وىي طريقة بحثيىة لم تعد مشيورة أو مستخدمة كث ًا
حاليأ نحو الدراسات الميدانية أو التطبيقية .وىذا النوع من
االنسانية حيث اإلتجاة المتزايد ً
الدراسات أي المكتبية قائم عمى مراجعة وتحميل األدبيات والوثائق الموثوق بيا والمصادر
الثانوية التي يتم الحصول عمييا ،وكميا في حالة ىذه الدراسة دراسات غربية بالمغة
االنجميزية؛ حيث ال يوجد بالمغة العربية في حدود العمم ما تناول ىذا المفيوم (الييتاجوجي)
رغم أن الحوار حولو قد بدأ في بداية ىذا القرن عام 0222في استراليا كما سبقت االشارة.
الكممات المفتاحية األساسية :البيداجوجي – األندراجوجي -الييتاجوجي.
الترجمة إلى المغة العربية الكممة بالمغة االنجميزية
تعميم الصغار Pedagogy
تعميم الكبار Andragogy
التعمم لتحقيق الذات Heutagogy
أ.د /نادية يوسف جمال الدين :أستاذ أصول التربية المتفرغ-كمية الدراسات العميا لمتربية-جامعة القاىرة.
د /نادية سالمو ىاشم :باحث الييئة العامة لتعميم الكبار.
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 4
والييتاجوجي كممة ذات أصول يونانية تم نقميا عن المغة الالتينية إلى المغة
اإلنجميزية ولغات أخرى مستخدمة في أوروبا وغيرىا؛ حيث تُرجمت ووضع ليا مبررات
لتوضيح أسباب تبنييا وتحديد القواعد العممية التي تفسرىا والممارسات العممية التي يتم
تحديدا؛ حيث
ً التعبير عنيا في زماننا ىذا؛ ويتضح معناىا في التعمم المستمر مدى الحياة
أنيا تعني قيادة وتحقيق الذات والتى تحقق لإلنسان الواعى تقرير المصير بكل ما تتضمنو
من ممارسات ومبادئ تتكامل معيا وتمتد جذورىا إلى األندراجوجي والبيداجوجي فيما قبميا
من تعميم وتعمم في مراحل عمرية وأنماط تعميمية مختمفة.
وقد القت الييتاجوجي إقباال سريعا من الباحثين في مجال التعميم والتعمم وخاصة
في ذلك المجال المتاح لمن يرغب من بعد؛ حيث وكما تشير ( )Blaschke,2012تم
تخطي وعبور حواجز الزمان والمكان كاستجابة لمتطمبات السوق والتي تتحدد في أن يكون
أيضا ما بين الراغبين في العمل كي الفرد ٌمبتك ارً خال ًقا قاد ارً عمى التنافس ،وكذلك تتحدد ً
يتكيفوا لمتغيرات والتعقيدات الحادثة في بيئة العمل وعالم التكنولوجيا المعاصرة .وحين
تعميميا يرتكز عمى المتعمم في تعممو وٌيدعم من
ً نموذجا
ً ُيستخدم ىذا المصطمح فإنو يقدم
يدا من التفصيالت حول األساس استقالليتو وقيادتو لذاتو ،ومن ثم فإن األمر يتطمب ىنا مز ً
النظري ليذا المصطمح وتطبيقات ىذا النموذج في إطار المستويات التعميمية المختمفة منذ
أن يبدأ المتعمم خطواتو األولى في المؤسسة التعميمية ثم يستمر في التعمم مدى الحياة وبما
يدعم إمكانية استخدام المتعمم لمتكنولوجيا الرقمية بل وكل جديد ٌمبتكر في مجال التعميم،
التعمم والعمل.
تحديد وتفسير استخدامات المصطمح:
تنطمق الرؤية األساسية ليذه الدارسة ليس من منطمق تحديد المصطمح بل لمتعريف
بنموذج لمتعمم جديد ولمتأكيد عمى أن التعميم في الجامعة أو التدريب الميني ال يعتبران في
ىذا الزمان الرقمي المحك األساسي المييئ لمتطمبات سوق العمل فقط؛ فالتعميم المؤسسي
-من وجية النظر -ىنا إنما ىو لإلعداد لمحياة والنمو الذاتي والمواطنة في مجتمع متغير
قادر عمى االستفادة من الفرص حولو متعمما ًا
ً وىذا التغير يفرض عمى اإلنسان أن يظل
ليختار بنفسو المسارات التي توجيو لمحصول عمى الميارات الالزمة والكفايات المطموبة لما
يتوافر في سوق العمل من مين أو أعمال قد تتغير بعد قميل من السنوات ،حقًا التعميم في
العالم الذي سبقنا في التقدم لم يعد المبرر الوحيد لمحصول عمى فرصة عمل ولكنو
حق من حقوق اإلنسان وضرورة ال ميرب منيا إلعداده لمستقبل غير محدد أساسا ًٌ
المعالم .والذي يمكن أن يقدمو التعميم الرسمي لممنخرطين فيو ىو أن يساعدىم عمى اختيار
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 6
طريقيم وتحقيق ذواتيم من خالل إكتساب الكفايات الضرورية المؤىمة لما يتوفر في سوق
العمل المتجددة من فرص .فالتعمم أصبح وكما ىو معروف في تراث ىذه األمة ضرورة
من الميد إلى المحد وان تم تعريفو بمغة معاصرة عمى أنو التعمٌم المستمر أى عمى امتداد
العمر وما استمرت فى اإلنسان حياة.
ال إلى ىذه التغيرات الكاسحة بالنسبة لمتعميمأما لماذا البد وأن ينتبو اإلنسان أو ً
أيضا؛ فذلك ألن الثورة
والمؤىالت وسوق العمل ويصدق ىذا عمى المسؤولين عن التعميم ً
العممية والتكنولوجية التي نعيشيا لم تترك فرصة إلستقرار األمور أو ثبات األحوال لفترة
زمانية قد تستغرق عمر االنسان .فالتيديدات قائمة ،والفرص الجديدة متاحة ،والتنافس عمى
متعمما يستطيع أن يتعامل ويواجو ىذا الجديد والمختمف والكاسح
ً إنسانا
ً ىذه الفرص يتطمب
فى سرعتو والذي قد يحقق لإلنسان االستقرار واآلمان في عالم جعل من المعرفة متاحة
أمام كل من يرغب ومستعد إلختراق مجاالتيا من أجل أن يعيش حياة آمنة .وىذا كمو
يؤدي إلى القول بأن مصطمح الييتاجوجي إنما يتالءم مع المتغيرات ويؤسس لممارسات
جديدة في مجال التعميم والتعمٌم خالل السنوات القادمة حتى يدىمنا جديد مختمف.
ترابط المصطمحات وتتابعيا:
الييتاجوجي االندراجوجي البيداجوجي
الممارسون في مجال التعميم والتعمم في ىذه األيام ييتمون بالحديث عن تنمية
معارفيم المينية من خالل نظام تربوي يبدأ من مراحل المدرسة العامو ومنيا ينطمقون إلى
المرحمة الجامعية في كمية متخصصة فى العمم األساسى عادةً ،ثم التدريب أو التنمية
المينية فى المجاالت المتاحة والمطموبة فى سوق العمل؛ حيث التعميم فى الجامعة أو
غيرىا من المؤسسات التعميمية وحده ما عاد يكفى لمتأىل لمتطمبات سوق العمل المتغيرة
والمتجددة في سرعة.
تحديدا إلى معانى المصطمحات يونانية الجذور المغويو لمكممات ً وباإلنتقال
المستخدمة ىنا ورغم أن األصل في المغة الالتينية لكممة بيداجوجي تتضمن التدريس
وتٌخصصو لألطفال؛ إال أن ( )Bull, 2013يرى أن ىذه الكممة تشير إلى "عمم وفن
اىتماما بماذا .فالنموذج
ً التدريس والتعمم" فيي تدور حول " كيف" بالنسبة لمتدريس وأقل
البيداجوجي إنما يركز عمى المعمم؛ فالمعمم يقوم بإتخاذ كافة الق اررات بالنظر لما سوف
يقوم بتدريسو من حيث :لماذا يعممو ومتى وكيف سيتم تعميم ىذا المحتوى لممتعممين
غالبا وينطبق عميو في حقيقة األمر نموذج " المعمم يعرف أفضل أو أكثر".
الصغار ً
7 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
وقد أضاف إلى ذلك ( )connor,1996بأنو حتى المعمم الذي كان يمتمك إتجاىات
جيدة في التدريس كان يكبت الغرائز الطبيعية لألطفال من خالل تشكيمو لبيئة تعميمية
ُمحكمة أو شديدة اإلنضباط .ولكن ولسوء الحظ مازال النظام التعميمي القائم عمى
المسيطر حتى اآلن ويبدأ من المدرسة وينتقل مباشرة حتى يصل إلى كثير البيداجوجي ىو ُ
من المجاالت التعميمية والمينية.
وانطال ًقا من الممارسات الواقعة في حقل التعميم واالحتياجات المتجددة ،اىتم العمماء
والمنظرين في مجال التربية منذ سنوات طويمة باستكمال الطريق الذي يؤدي إلى إتاحة
الفرصة لمكبار لكي يستمروا في التعمم فظيرت الدراسات واىتم الباحثون بالبحث حول كيف
يتعمم الكبار؟ ،والذي تكامل في تمك الفترة وارتبط بالتقارير العالمية والتي كان من أىميا
ذلك التقرير الصادر عن منظمة اليونسكو وعنوانو " تعمم لتكون" ( (Faure,1972وىنا
كان ظيور االندراجوجي كنموذج ورؤية لتعميم الكبار.
األندراجوجي:
نشر ( )Knowles,1973مفيوم األندراجوجي في إطار مقارنتو لنموذجين أساسين
لمتعمم ىما تعميم الصغار وتعميم الكبار ،حيث عرف األندراجوجي بأنو "فن وعمم مساعدة
الكبار عمى التعمم" ،والذي يختمف عن عمم التربية /التعميم الذي ىو "عمم وفن مساعدة
الصغار عمى التعمم" ،ومنذ ظيور ذلك المفيوم أصبح نقطة االلتقاء التي تجمع أولئك
الذين يحاولون تحديد مجال تعميم وتعمم الكبار المستمر بشكل منفصل عن مجاالت
التعميم األخرى ( .)Merriam, 2001وقد تطورت ىذه الرؤية إلى نموذج معاصر يؤكد
ممكنا ألية مرحمو
ً تحول ليصبحعمى أن التعميم المتمركز حول المتعمم والمتعمم فقط قد ّ
عمرية ولقد كان لمتكنولوجيا الرقمية دورىا في ىذه الرؤية وان اختمفت اآلراء بِشأن الصغار
وتمركزت عند كثير من الباحثين حول أن ىذا النموذج من األفضل أن يظل لمكبار حتى
اآلن.
يؤكد الواقع ومايزال عمى أن المدرسة لمصغار وىي رؤية ليا أنصارىا الذين يتمسكون
وثقافيا كما
ً إجتماعيا
ً بيا كمؤسسة تربوية تسيم بصورة جذرية في تكوين الناشئة واعدادىم
تربطيم بوطنيم .ويمكن القول بأن مصطمح األندراجوجي كان البداية الفاصمة بين التعميم
النظامي وغير النظامي في األدبيات والممارسات الخاصة بمجال التعميم والتعمم ككل.
وتتضح مالمح األندراجوجي كما حددىا ( )Knowles, 1973في خمس افتراضات
خاصة بالمتعممين الكبار ىي:
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 8
.1مفيوم الذات :عندما ينضج الشخص يصبح لو مفيومو المستقل عن ذاتو الذاتي،
ويمكنو إدارة التعمم الخاص بو.
.0تجربة المتعممين الكبار (الخبرة) :عندما ينضج الشخص يتراكم لديو مخزونا متنا ً
ميا
من الخبرات؛ من ثم فالمتعمم الكبير يصل إلى الساحة التعميمية ُمحمالً بمجموعة غنية
من الخبرات التي تؤثر عمى أساليب التعمم واستيعابو المعرفة.
.1الجاىزية (االستعداد) لمتعمم :عندما ينضج الشخص يمكن أن يزداد استعداده لتعمم
الموضوعات التي تسيم في تنمية أدواره االجتماعية وغيرىا.
.2وجية التعمم (األىداف) :عندما ينضج الشخص ،ينتقل من االىتمام بالمعرفة
المؤجمة التطبيق إلى االىتمام بالمعرفة القابمة لمتطبيق في الحال ،ومن ثم يتجو من
التركيز عمى الموضوع إلى التركيز عمى المشكمة.
(ذاتيا).
داخميا ً
ً .3الدافع لمتعمم (الذاتية) :عندما ينضج الشخص يصبح الدافع لمتعمم
وفي ضوء االفتراضات السابقة وضع نولز مجموعة من األدوار المرتبطة بمن
يعممون في مجال تعميم وتعمم الكبار كمعممين أو ميسرين وىي:
oيجب أن يضع المعممون في اعتبارىم حاجة المتعمم الكبير إلى تعرف اليدف من
عممية التعمم؛ ومن ثم تعتبر مشاركتيم ىامة في تحديد أىداف التعمم واألنشطة.
oتييئة مناخ تعاوني في مكان التعمم.
oتقييم احتياجات ومتطمبات المتعمم الخاصة.
oتطوير أىداف التعمم عمى أساس احتياجات المتعمم واىتماماتو ومستويات مياراتو.
oتصميم أنشطة متسمسمة لتحقيق األىداف.
oالعمل بشكل تعاوني مع المتعمم إلختيار المواد ،واألنشطة ،والموارد الالزمة لمتعمم.
oتقييم جودة تجربة التعمم واجراء التعديالت ،حسب الحاجة ،باإلضافة إلى تحديد
االحتياجات لمزيد من التعمم.
وما سبق عبرت عنو أيضا عنو فيما بعد ) )Conner,1996في شكل نصائح
مختصره لممعمم عمى النحو التالي:
-دع المتعمم يعرف لماذا يعتبر ما يتعممو ميما.
-إظير لممتعمم كيف يدير ذاتو من خالل ما يتعممو.
-قم بالربط بين موضوع التعمم وخبرة المتعمم.
-شجع المتعمم عمى أن تكون لديو دوافع قوية نحو التعمم.
9 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
كل ماسبق يتطمب مساعدة المتعمم في التغمب عمى عاداتو وسموكو ومعتقداتو التي قد
تحول بينو وبين التعمم.
لقد اعترف ( )Knowles,1975بأن أربعو من مبادئو الخمسة يمكن أن تنطبق عمى
كل األعمار فيما عدا ذلك المرتبط بالخبرة؛ ذلك ألن األطفال تنقصيم الخبرات الحياتية
ذاتيا المممح
ويعد التعمم الموجو ً التي يمكن البناء عمييا بصورة أقل مما لدى الكبارُ .
الرئيسي لألندراجوجي حيث عرفو نولز بأنو:
"العممية التي يمكن لمفرد بواسطتيا يمكن أن:
يأخذ مبادرة التعمم مع أو بدون مساعدة اآلخرين،
يحدد أو يشخص احتياجاتو التعميمية،
يصوغ أىدافو من التعمم،
يحدد مصادره اإلنسانية والمادية من أجل التعمم،
يختار تطبيق استراتيجيات التعمم المناسبة،
ّ يقوم مخرجات تعممو.
وىذا المدخل يكتسب قوتو من المراحل قبمو والنظريات التي صيغت بشأنيا وبروز
ىذا االتجاة كمفيوم لمتعمم الذاتي الذي أكده نولز وذكرتو عنو ()Richard, 2005؛ حيث
اعتبر عممية غير رسمية تجري في المقام األول خارج المؤسسة التعميمية وان ارتكزت
ذاتيا" إلى أن المتعمم ،ىو الذي يمتمك "موجيا ً
ً عمييا .ويرجع وصف التعمم بإعتباره
الدوافع ويتخذ ق اررات حول المحتوى ،ومصادر التعمم ،وتقييم التعمم؛ فاألفراد يتحممون
مسؤولية عممية التعمم الخاصة بيم من خالل تحديد احتياجاتيم وتحديد األىداف وتحديد
الموارد وتنفيذ خطة لتحقيق أىدافيم وتقييم النتائج .وترجع أىمية ىذا المدخل في إتاحة
وفقا لظروفيم واحتياجاتيم وأنو يٌم ّكن الفرد ليكون
الفرصة لمكبار في أن يستمروا في التعمُم ً
أكثر مسؤولية تجاة مجتمعو بل إن ق ارراتو إنما تنبثق من احتياجاتو المرتبطة بالمتغيرات
اعتمادا عمى المفاىيم واالفتراضات الخاطئة
ً وموجيًا ذاتيًا ،وأقل
ّ المحيطة بو في مجتمعو،
التي قد تكون تم اكتسابيا من خالل البيئو عبر الثقافة أو التنشئة االجتماعية أو غيرىا.
كما يستند نموذج التعمم ىنا أى األندراجوجى بشكل أساسي عمى مواقف وقيم فردية تتالءم
مع األىداف األساسية لمتعمم مدى الحياة التي تتعمق بمسؤوليات الفرد تجاة نفسو ومجتمعو
(.)Richard,2005
ذاتيا:
خصائص التعمم الموجو َ
يمكن النظر إلى ىذا النوع من التعمم من زاويتين:
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 10
األولى -أنو تعمم نشط (فعال) :يحدث التعمم النشط عندما يشارك المتعمم في أكثر
من مجرد االستماع إلى محاضرة؛ وىو ال يعني التحرك الجسدي داخل الفصل ،إنما
يعني القيام بأنشطة تعميمية؛ حيث يقوم المتعممون بالمشاركة في أنشطة جماعية مع
تقديم التوجيو المستمر من قبل المعمم من خالل:
المناقشة مع اآلخرين.
أخذ المالحظات المنتظمة.
حل المشكالت.
استخدام مستويات التفكير العميا مثل التحميل والتقييم والتركيب.
القيام بأنشطة جماعية.
الثانية -أنو تعمُم اتصالي :ييتم ىذا التعمم بالحالة التي يكون عمييا اآلخرون من
حيث التواصل فيما يتعمق بالمشاعر والتوقعات والقيم والقضايا المجردة وغير الممموسة
مثل العدالة والحب والحرية والجمال والمسؤولية وما إلى ذلك.
تحديدا آراء مكممة
ً وقد ارتبط بيذه التطورات فى النظر إلى تعميم وتعمٌم الكبار
تضيف إليو وتحدد مالمحو منيا أنو:
تعمم تحويمي :يوصف بأنو التعمم الذي يغير الطريقة التي يفكر بيا األفراد حول أنفسيم
وعالميم ،وىذا ينطوي عمى تحول في الوعي وقد قدم المنظرون لو نماذج مختمفة ليذا
النوع من التعمم ومن ىؤالء:
.1باولو فريري ( (Freire, 1970والذى قام بتعميم العمال الب ارزيميين القراءة عن
طريق إشراكيم في مقاربة ثقافية تستخدم الحوار والمناقشة حول ظروف العمل
وتدني التعويض ،مما ساعدىم عمى تغيير تفكيرىم والسعي من أجل التغيير
االجتماعي ،فالتعمم التحويمي الذي ييدف إلى التغيير الجذري يعني عند باولو
فريري التحــــرر.
.0ميزاروف ( )0222ييدف نموذج التعمم التحويمي عنده إلى بناء المعنى؛ حيث
وصف التعمم التحويمي عمى أنو "عممية عقالنية ،يتأمل األفراد ويناقشوا من خالليا
ال أو تغيي ار جذريا في األطرافتراضاتيم حول العالم ،ويحدث ليم أثناء ذلك تحو ً
المرجعية أو نظرتيم لمعالم" .ولكي يحدث ىذا ،يتعين عمى األفراد أن ينخرطوا في
خطاب تأممي ناقد يعتمد عمى): (Merriam,2001
نقد إفتراضات بعضيم البعض حول القضية أو الموضوع المطروح لممناقشة.
11 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
التي تفرض معودة التعمم والتدريب وىكذا كمما جد جديد وتطمب اكتساب مياراتو والتعمم لما
جاء بو من مختمف وىذا النموذج ىو:
الييتاجوجي:
طرح كل من ) (Hase&Kenyon,2000مصطمح الييتاجوجي في دراستيم حول
ذاتيا ،حيث اقترحا توسيع النموذج األندراجوجي من التعمم الموجو نموذج التعمُم الموجو َ
ذاتيا إلى نموذج التعمم المحقق لمذات ،وقد كان الدافع ليذا التطور ىو ما يحدث حولنا في
ً
المجتمع المعاصر من تغيرات سريعة وما يصاجبيا من إنفجار معرفي ىائل فكان اإلقتراح
بأنو البد وأن يكون ىناك نموذج تعميمي ٌيم ّكن المتعمم من أن يحقق ذاتو وأن يستطيع
تحديد ماذا وكيف يمكن لو أن يتعممو .ومن ىنا كانت رؤيتيم إلى الييتاجوجي عمى أنيا
استكمال وتطور طبيعي لمنماذج التعميمية السابقة عمييا ال سيما من حيث تنمية القد ارت،
أيضا الطريقة األفضل واألكثر مناسبة لمتعمم في القرن الحادي والعشرين.
ولكنيا تضيف ً
عاما
وقد استم ار في اىتماميما عبر ما أخرجوه من دراسات عمى امتداد العشرين ً
الماضية في مناقشة الثورة التي تأخذ مجاليا في التعميم والتي تذىب أبعد من البيداجوجي
الذي ُيعبر عن العالقة التربوية بين المعمم والمتعمم ؛حيث يقرر فييا المعمم ما ينبغي أن
يتعممو المتعمم كما سبق ذكره ،وكذلك األندراجوجي والتى يتشكل ويتحدد مضمونيا في أن
التعميم والتعمم يحدث من خالل الفرد كما سبقت اإلشارة ،وبناء عمى ىذا فمم يتوقف األمر
عمى االجتيادات التي أخرجيا نولز عام 1091إلى المجاالت العممية ومن تابعوه
فالتغيرات خالل السنوات الماضية أدت إلى نمو ىائل في البحث حول كيف يتعمم
اإلنسان؟ وماذا يمكن أن يتعمم؟ أو كيف يكتسب الميارات والكفايات الالزمة لمواجية
متطمبات الواقع المتغير؟ وغير ىذا من تساؤالت .ومع كل ما قدمو نولز في سبعينيات
ال عالميًا نحو ىذهالقرن الماضى وما تاله من اجتيادات حول األندراجوجي والتي القت قبو ً
الطريقة التي يتعمم بيا الكبار واختالفيا عن البيداجوجي أو تعميم الصغار ،إال أنيا ىي
األخرى ما تزال تحمل دالالت لعالقة المعمم والمتعمم وفى حاجة لمعاودة التفكير بشأنيا.
حقا إن المقارنة التي أجراىا نولز ومن تابعوه حول االختالف بين كيفية تعمم الكبار
والصغار تعد عالمة بارزة في ممارسات التدريس والتعميم وفي التعمم والتدريب الميني
والتعميم العالي .لقد أسست األندراجوجي مبادئ تعميم الكبار والمستمدة منيا طريقة التدريس
المباشر وجيًا لوجو وقدمت األساس المنطقي لمتعمم عن بعد القائم عمى فكرة التوجيو الذاتي
أو االعتماد عمى الذات .ومع ذلك برزت ثورة أخرى في الدوائر التعميمية والتي يبدو أنيا
13 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
تتجاوز االندراجوجي نحو مجموعة جديدة من المبادئ والممارسات التي يترتب عمييا
ممارسات عبر طيف واسع من المبادئ األساسية لمتعميم والتعمم مدى الحياة عمى امتداد
العمر لمواجية كافة المتغيرات الكاسحة والمؤثرة في واقع المتعمم ومستقبمو.
وبناء عمى ىذه الرؤية وصفا ىاس وكينون العالم بأنو يواجو وبصورة غير مسبوقة
طوفان من المعمومات المتاحة اآلن عند أطراف األصابع وسيولة الحصول عمى
المعمومات من المواقع ومستودعات المعرفة التي ال تتوقف في عطائيا لمن يطمب ويرغب
في أن يستمد منيا المعمومات فبنوك المعرفة التي تتباري جيات عديدة في إنشائيا تقدم
خدماتيا آناء الميل وأطراف النيار لمجميع ماداموا يمتمكون الرغبة والميارات الالزمة
الستخداميا.
ويعنى ىذا أن شبكة اإلنترنت بكل ماجاءت بو من سرعة فى نقل المعارف
والمعمومات والتشابك الذي يمغى المسافات ،ىذا باالضافة إلى أن المعمومات تتغير بسرعة
شديدة وذلك بالمقارنة بين المعمومات المتعممة القديمة التي لم يكن لدييا ىذه الفرصة؛
باإلضافة إلى أن الواقع يتطمب ممارسات تعميمية مرنة تستدعى الحاجة إلى تعميم قائم
عمى" التعمُم المتزامن" والذي يعتمد عمى أن المتعمم يتمقى مادتو التعميمية مباشرة من
خالل الشبكات الضوئية فعممية التزامن والسرعة في الحصول عمى المادة المتعممة واعتماد
المتعمم في الحصول عمى المعرفة مباشرة دون مساعدة من أحد .وفي ىذه الحالة يأتي
نموذج الييتاجوجي ليتعامل ويواجو النقص الموجود في النموذجين المشار إلييما سابقًا
البيداجوجي واألندراجوجي حيث يقدم ىذا النموذج الجديد تحوالً من التعميم المتمركز عمى
المعمم إلى التعمم المتمركز والقائم أساسا عمى المتعمم .وتقع المسؤولية والحالة ىذه عمى
عاتق المتعمم فعميو أن يختار ما الذي يمكن أن يتعممو وكيف يمكن أن يتعممو ومتى
يمكن أن يتعممو؟.
فالييتاجوجي تشير إلى "تطبيق مدخل متكامل لتطوير قدرات المتعمم ،والتعامل مع
عممية التعمم باعتبارىا عممية نشطة تعتمد عمى االبتكار ،ويمارس المتعممون التعمُم
بإعتباره مسؤولية ورغبة ذاتية لتحقيق ما يطمحون إليو ويرغبون فيو ،فيم الذين
يحددون ويصممون اليدف والمحتوى والزمان والمكان والوسائل التي تؤدي كميا إلى
إشباع رغباتيم في التعمم وتحقيق أىدافيم في الحياة" ( ،(Blaschke,2012وىذا يعني
أن الدوافع التي يمتمكيا المتعمم في ىذه الحالة تمثل ركيزة أساسية ال تقل أىمية عن
االتجاىات والقيم والتي تتم في إطار من التجارب الشخصية ونتائجيا؛ حيث أنو مسؤول
مسؤولية تامة عن عممية تعممو بكل ما تتضمنو من أىداف ومحتوى وبحث عن الجديد
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 14
المختمف ونقد ذاتي وتقويم لممخرجات والنتائج التي حققيا والتي يمكن أن تؤىمو إلنجاز ما
يرغب فيو).
الييتاجوجي إ ًذا ىي امتداد لمبيداجوجي واألندراجوجي كما سبقت اإلشارة ؛ حيث تؤكد
عمى ارتباط تعميم الكبار وتعمميم بالتعمم المستمر مدى الحياة ،كما تركز عمى التكيف
والتفاعل مع متغيرات العصر التكنولوجية خاصة بعد ظيور شبكات التواصل االجتماعي،
مما جعل التعمُم يعتمد بصورة كبيرة عمى اال نترنت كبيئة تعمم وأداة لمتعمم وليذا السبب
أيضا عرفت الييتاجوجي بأنيا "التعمم المتمركز عمى الشبكة" ؛ فيي إذا نتيجة من نتائج
الثورة العممية التكنولوجية في مجال االتصاالت ولعل ىذا يؤكد أن التعمُم واالحتياجات إلى
الجديد فيو والتجديد لو تأتي كرد فعل واقعي وحقيقي لممتغيرات المحيطة لتمبي متطمباتيا
وتتشكل بمضمونيا.
ماسبق يدفع إلى القول بأن ماىو سائد عن تعميم الكبار في الدول المتطمعة لمتقدم
والتى ىى بالفعل كذلك ويطمق عمييا فى أحيان كثيرة ناميو أو دول العالم الثالث عمى أنو
تماما عما وصمت إليو ييدف إلى إمداد الكبار بالقرائية وتحويميم إلى متعممين يختمف ً
المجتمعات المتقدمو عمى إعتبار أن إتاحة التعميم لمكبار تعني المزيد من اإلستمرار في
أساسا عمى التعميم النظامي وحق االنسان في الحصول عميو.
ً التعمُم المرتكز
فالييتاجوجي ىنا كنموذج لمتعمم تأتي لكي تعطي االنسان الفرصة الستكمال حقو
في التعمُم ليس فقط ذلك الحق الموقوت بمراحل العمر األولي أو لما فاتو من فرص
تعميمية أو لما فرض عميو من نمط تعميمي ال يتالءم مع رغبتو الذاتية ،بل ذلك الحق
الذي يتيح لو اإلستمرار في التعمم لما يرغب ويقدر من معارف وميارات لتمكينو من
التعامل مع المتغي ارت حولو ولمتفاعل مع الواقع الجديد ولكي يستطيع أن يكون قاد ار
بالفعل عمى االختيار وتقرير المصير.
فالييتاجوجي -ومن وجية النظر ىنا -ىي أكثر تالؤما مع متطمبات الزمان الرقمي
بكل احتياجاتو حيث أنيا تركز في استراتيجياتيا عمى إكتشاف االنسان لذاتو وأيضا بناء
أساسا بتمكين المتعممين من اإلستمرار في التعمم
ً القد ارت المطموبة منو ولو ،فيي تيتم
ليييئوا أنفسيم لفرص العمل الجديدة والمتاحة وتعقيدات الحياة عمى تنوعيا.
ولعل أبرز مالمح ما يوحي بو ىذا النموذج المتكامل مع سابقيو في أنو لم يتوقف
عمى مساعدة المتعمم ألن يتعمم ولكن يساعده ألن يسعى لتعمم كيف يستفيد مما تعممو
ويبني عميو لينطمق وحده وبإرادتو ووفقا لدوافعو وما يمتمكو من ميارات جديدة وما
15 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
يتبناه من اتجاىات إلى أن يتعمم ما قد يؤدي بو إلى أن يبحث بنفسو ولنفسو عما يريد
اكبا لمجديد والمختمف حولو
ويمكنو أن يتعممو وبما يؤدي إليو اختياره ىذا ألن يكون مو ً
ال في أن يحقق ذاتو ويقرر مصيره بنفسو؛ وذلك ألن ما يتعممو يمكن أن يحصل عميو أم ً
نتيجة إلجتياده الشخصي وقدراتو الذاتية وليس عن طريق برنامج ُمسبق ُمممى عميو أو
خطة ُمسبقة موضوعو لتعميمو مثل غيره أو معمم يقوم بالتدريس لو أو توجييو وفقاً ألىداف
مسبقا وكل ىذا يعني أن المتعمم مسئول عن قراره وعن كل ما يحققو من ً موضوعة
إنجازات نتيجة لما يختار أن يتعممو بنفسو ليحقق ذاتو.
فالييتاجوجي تيتم باستقاللية المتعمم وقدراتو الذاتيو عمى اتخاذ القرار بشأن ما
يتعممو في ضوء المتغيرات من حولو ،ولعل االختالفات بين النماذج الثالث أي
البيداجوجي واألندراجوجي والييتاجوجي تعتمد عمى مدى استقاللية المتعمم وعمى الفترة
الزمانية التي يتخذ فييا قرار تعممو ورؤيتو ليذا القرار وكفاءتو في إداره عممية التعمم
وذلك كما يمي:
البيداجوجي :يعتمد الدارسون في ىذا النموذج عمى المعممين ويتعممون الموضوعات
بالترتيب الذي قدمت بو والموضوعو ليم بصيغة جماعية دون تمييز بين فرد وآخر.
األ ندراجوجي :يستعين الدارسون بالمعمم كموجو أو مرشد لعمميو تعمميم.
الييتاجوجي :يتعمم الدارسون كيف يبحثون ويبتكرون حموليم الخاصة اآلنية المرتبطة
بالمتغيرات من حوليم والمحققو ألىدافيم ومتطمباتيم من خالل ما يرغبون فى أن يتعمموه
ويختاروه بأنفسيم.
والجدول التالي يوضح االختالف أوالتداخل فيما نموذجي األندراجوجي والييتاجوجي
من حيث عالقة المتعمم الكبير خاصة.
جدول يوضح الفرق بين االندراجوجي والييتاجوجي
الييتاجوجي االندراجوجي
نموذج لمتعمم يسير بشكل ال خطي نموذج لمتعمم يسير بشكل خطي
بناء القدرات تنمية الكفايات
توجيو أو قيادة المتعمم لنفسو توجيو أوقيادة المعمم لممتعمم
مساعدة الدارسين في أن يتعمموا كيف يتعمم مساعدة الدارسين في أن يتعمموا المحتوى
وبالنظر إلى الجدول أعاله يمكن توضيح ىذه الفروق كما يمي:
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 16
بناء القدرات :من المعروف أن التالميذ الذين حصموا عمى درجات جيدة والتي تعني
درجة عالية في السيطرة عمى المحتوى الذي قدم ليم خالل مرحمة التمدرس ،ولكن ىذا
ال يعني بأن المتعمم أصبح قاد ار عمى تطبيق الميارات التي اكتسبيا والمعارف بطريقة
جديدة في المواقف الجديدة غير المألوفة .فالمتعمم المتمكن يستطيع أن يكتشف
المعمومات التي يحتاج إلييا وينجز ما يكمف بو من ميام فتنمية المتعمم المعتمد عمى
ذاتو يعتبر النتيجة الكمية من الييتاجوجي.
المتمكن ىو " الذي يكون وقد رأى كل من ( )Hase&Kenyon,2000أن المتعمم ُ
قادر عمى التعامل بفاعمية مع المواقف الداىمة والبيئة المعقدة التي يعيش فييا عن طريق ًا
ما يمتمكو من قدرات متكاممة ومتمركزة عمى مالمح الكفاءة الذاتية.ويعرف كيف يتعمم
قيما مناسبة
أيضا يمتمك ًويبدع ويمتمك القدرة عمى استخدام كفاياتو في مواقف جديدة و ً
جيدا مع اآلخرين".
ويعمل ً
كل ذلك يتطمب:
oمتعمم يقظ.
oمتقدم في تعمم تخصصو وممارستو لو.
oيستطيع استخدام التكنولوجيا.
oيمتمك إلى حد كبير ميارات العمل المطموبة.
oيتوسع في الممارسات المتخصصة.
ويصبح والحالة ىذه اليدف األساسي من التعميم بالنسبة ليؤالء ىو أن يكونوا قادرين
عمى السيطرة عمى الميارات التي من المفترض أن يقوموا بأدائيا ومن ثم أن يكونوا قادرين
عمى:
oالتعمم المؤسس عمى المشكالت. oالتفكير النقدي والتحميل والتأمل.
oاالستمرار في التعمم مدى الحياة. oالمنافسة والبحث وابتكار الجديد.
أما التعمم الخطي( )linear learningالذي تم االشارة إليو في الجدول أعاله فيو
ذلك النوع من التعمم الذي يتوقف عند حل المشكمة أو موقف التعمم ثم ينتقل إلى موضوع
غالبا ال يسمح لمشخص أن يعبر عن احتياجاتو التعميمية كما أو مشكمة أخرى وىو بذلك ً
أنو ال يسمح لو باكتشاف الحالة المختمفة التي وصل إلييا أو التغير الذي حدث في
معتقداتو وأفكاره.
17 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
التعمم
الخطي
التعمم المزدوج
) (Blaschke, 2014قد تظير فائدتو لممتعمم أو ال تظير إال بعد فترة من الوقت غير
وفقا
معروفة أما التعمم الالخطي ففيو يطور المتعممون أىدافيم ويصمون ألىداف جديدة ً
لما تقوده إلييم المعطيات المعرفية الجديدة التي توصموا إلييا أو ما يحصمون عميو من
ميارات جديدة بإستمرار ومن ىنا يأتي ارتباطو بالتعمم المستمر مدى الحياة فاكتساب
المعارف والميارات واستمرارىا تأتي كتغذية راجعة تزيد من حصيمة الخبرة ومن فرص
التعمم وتفتح آفا ًقا جديدة من التعمم واكتساب الميارات وىكذا.
االتصالية كنظرية مفسرة لمييتاجوجي:
وترتبط الييتاجوجي أكثر ما ترتبط بنظرية التعمم الجديدة وىي النظرية االتصالية التي
تعتمد عمى تفسير وتوضيح ما أدت إليو ثورة المعمومات واالتصاالت ،وتطبيقاتيا في مجال
التكنولوجيا الرقمية حيث يدور بين الباحثين اآلن محاوالت جادة لتأصيل النظرية االتصالية
في ىذا المجال .فمن المشيور أن نظريات التعمم منذ بدايتيا مع النظرية السموكية ركزت
عمى تعرف القاعدة األساسية لممعرفة التي يتعمم من خالليا الصغار؛حيث المثير
واالستجابة .ومع التطور العممي اليائل فقد شيدت نظريات التعمم أيضًا تنوعًا وتطو اًر
عديدا من النظريات منيا النظرية المعرفية التي ركزت عمى الجوانب اإلنسانيةً كبي ار أفرز
لعممية التعمم واىتمت بالفروق الفردية وميارات التفكير والذكاءات المتعددة وكذلك النظرية
البنيوية التي تكاممت مع ما سيقيا ،ومع نتائج الثورة العممية والتكنولوجية وما ولدتو من
ثورة ىائمة في اإلتصاالت والمعمومات ظيرت نظريات جديدة تُبرز جوانب أخرى لمتعمُم إذ
تؤكد عمى التعمم من خالل التواصل اإلنساني عبر الشبكات والوصول لممعمومات ،والتعمم
الذاتي ،وكل تمك النظريات انتيت بكثير من الممارسات التعميمية التي قد تتعارض
أوتتكامل أو تسير جنباً إلى جنب في كثير من األحيان.
ولم يكن مجال التعمم المستمر مدى الحياة بعيدًا تماماً عن كل تمك التوجيات النظرية
ومازال ،ولكن ظيرت منذ نيايات القرن العشرين مجموعة متنوعة من النماذج،
االستنتاجات والمبادئ ،والتفسيرات التي توضح قاعدة المعرفة لمتعمم المستمر؛ والتي ترتبط
أساساً بتعميم وتعمم الكبار؛ حيث تصف نظريات التعمم كيفية اكتساب المعمومات ومعالجتيا
واالحتفاظ بيا أثناء وبعد التعمم لكنو وكما تشير ماريام ) (Merriam,2001منذ تأسيس
تعميم الكبار كمجال ميني لمممارسة في العشرينات من القرن العشرين وىو ييتم باالجابة
عن التساؤالت المطروحة حول كيفية تعمم الكبار إال أنو ال توجد حتى اآلن إجابة وال
نظرية واحدة أو نموذج لتعميم الكبار يشرح كل ما يمكن معرفتو عن المتعممين الكبار،
19 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
والسياقات المختمفة التي يحدث فييا التعمم ،وعممية التعمم نفسيا ،فما يوجد في األدبيات
الخاصة بتعميم وتعمم الكبار المستمر ال يمكن اعتباره نظريات كبرى وانما يمكن القول أنيا
مجموعة من النماذج النظرية والمبادئ ،والتفسيرات التي تشكل مجتمعو قاعدة المعرفة
لتعميم وتعمم الكبار المستمر والتي ترتكز في مجمميا عمى عمم األندراجوجي ،والتي ىي
مرحمة سابقة عمى الييتاجوجي.
وثيقا بالسرعة الزائدة لمتغير في المجتمعات المتقدمة
طا ً ترتبط النظرية االتصالية ارتبا ً
تمك المجتمعات التي تُعرف بأنيا مجتمعات مؤسسة عمى المعرفة ومن ثم فإن سرعة
انتشار المعرفة أدت إلى االىتمام بكيفية توزيعيا وتحقيقيا لمربط بين األفراد في البيئة
حقا ىو عصر رقمي تنتشر فيو استخدامات االجتماعية .ولما كان العصر الذي نعيش فيو ً
تكنولوجيا المعمومات بكل تنوعيا فإن ىذا يقودنا إلى البحث عن التعمم في ىذا الزمان
وكيف يتحقق في البيئة االجتماعية والتعميمية سريعة التغير وما الميارات األساسية
والضرورية الالزمة لممتعممين ليستطيعوا إدارة شؤون حياتيم؟ وأيضا االستمرار في تعمميم
متاحا بإستمرار لمن يرغب في تعمم الجديد لمبحث عن فرص عمل متجددة ولمتفاعل وجعمو ً
والتكيف مع الواقع المتغير.
حاليا والذي يمكن أن نتوقف أمامو ىو أن سرعة التغيرات التكنولوجية والمالحظ ً
الحادثة في المجتمعات عمى اختالفيا ال تشير إلى أنيا سوف تتراجع بل ربما العكس ىو
المتوقع .وىذا بدوره يؤكد ويقودنا إلى اإلعتراف بما ترتب عمى التغيرات التكنولوجية من
تغيرات في مجال االقتصاد وكيف أن كل من االقتصاد واالتصاالت يؤثر كل منيما في
ساسا
اآلخر كما أنو يرتبط وبصورة واضحة ومتزايدة بالطمب االجتماعي عمى التعميم وأ ً
كيفية التعمُم.
وقد سبقت االشارة إلى أن مؤسسات التعميم قد ظيرت في مراحل مختمفة من مراحل
التطور اإلنساني ومن ثم فإن ما ىو معروف بأجيزة االتصال والتواصل االجتماعي قد
أدت إلى العمل باستمرار لدفع المؤسسات التعميمية لمبحث عن أفضل أساليب التعمم واتاحة
الفرص لو لمواجية ىذه التغيرات الكاسحة .والحقيقة المعترف بيا أن أي متعمم وكل متعمم
يحتاج إلى ميارات جديدة وكفايات متجددة لمحياة فيما بات مشيو ًار بأنو مجتمع المعرفة.
لقد ميد سيمنز ) )Siemens,2005الطريقة أمام النموذج الجديد لمتعمم والمالئم
لمجتمع المعرفة والذي اعتبر أن "التعمم عممية ربط ما بين نقاط متخصصة أو مصادر
لممعرفة ،وذلك ألن اإل نترنت قد أحدثت تحوًال ىائالً في فيم المعرفة وطبيعتيا".
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 20
ويعتبر سيمنز المؤسس أو القائل بنظرية االتصالية تمك ليصف شبكات التعمم وطبقا
لنموذج التعمم الجديد ،فالمعرفة قد تكونت بصورة كبيرة من مشاركة اإلنسان الفرد مع غيره
وىي دائمة التغير والتحول واإلضافة إلييا أو تعديميا والمعرفة في الشبكات ال يمكن
ضبطيا أو التحكم فييا وال يمكن ألي مؤسسة السيطرة عمييا أو إيقاف تدفقيا في ىذا
العالم.
الموزع نظ ار ألنيا
واالتصالية كنظرية تعمٌم تكمن نشأتيا في مفيوم التعمم المنتشرٌ /
مرتبطة بالمجتمع الرقمي .وعمى أية حال فاإلتصالية ىي" دراسة المعرفة الموزعة عمى
النقاط المختمفة والمتصمة بالشبكات االلكترونية" وكما نعرف فإنو في الشبكات يوجد عديد
من نقاط االتصال يتم الربط فيما بينيا ويمكن أن تعبر نقطة اإلتصال أو جية اإلتصال
إتجاه ،فيمكن أن تكون شخص أو مجموعة من البشر أو كمبيوتر أو أفكار أو مجتمعات .
ويستطيع المتعمم أن يتعمم من خالل كل تواصل يتم مع الشبكة ومع العالم ومن ثم "
األنشطة التي يقوم بيا المتعمم عندما يقود الممارسات من أجل أن يتعمم فإنو يعتبر في
حالة تنمية مع نفسيو والمجتمع بأساليب مختمفة.
وقد أخذ سيمنز ) (Siemens,2005مواصفات االتصالية من ثالث محاور
أساسية :المعرفة -المتعمم -المجتمع يوضحيا الشكل التالي:
وقد أشار سيمنز إلى أن ىذه المحاور تبدو عمى شكل دوائر فالمعرفة تُخبر المتعمم
ماذا يتعمم وىو بدوره يُخبر المجتمع ،والمجتمع بدوره يخمق المعرفة والعودة بصورة دائرية؛
فالمعرفة تبني المجتمعات بينما المجتمعات تحدد ما الذي تم تٌعممو ،والذي تم تعممو أصبح
معرفة والثالثة يشكمون أسس التعمم في النظرية االتصالية.
وبالعودة إلى سيمنز ) )Siemens,2005وافتراضو المرتبط بنظرية التعمم االتصالية
فقد حدد المبادئ األساسية ليا كما يمي:
التعمم والمعرفة توجد في تنوع اآلراء.
التعمم ىو عممية لربط النقاط المنتشرة المختمفة أو مصادر المعمومات.
التعمم ربما يوجد في تطبيقات غير إنسانية.
حاليا.
القدرة عمى تعمم المزيد أكثر أىمية مما نعرفو ً
الحاجة إلى االىتمام بالروبط بين المفاىيم والحقول المعرفية المختمفة من أجل التعمم
المستمر وىذه ميارة محورية.
المعرفة الدقيقة والحديثة ىي اليدف من كل تعمم يتم من خالل عممية االتصال.
غدا والقرار الصحيح اليوم قد صنع القرار ىو عممية تعمم أن ما نعرفو اليوم قد يتغير ً
خاطئا غدًا.
ً يكون
وفي عالم يتزايد فيو الوصول إلى المعمومات سيحتاج المتعمم إلى الميارات الالزمة
حيويا لمتعمُم وما
أمر ًلفحص ما ىو مالئم وما ىو غير مالئم؛ إذا فالنظرية االتصالية تعد ًا
يزال من المؤكد أن محاولة رؤية نظريات التعمم الراسخة في زماننا ىذا وىي السموكية
نظر لما توفره من أفكار وتفسيرات حول تفاعل والبنيوية والمعرفية أساسية بالنسبة لمتعمم ًا
المتعمم مع أقرانو والبيئة المحيطة بو وأن ىذا يشكل إمكانيات رائعة لمستقبل التعمم.
لقد استطاع سيمنز وزمالؤه تطبيق النظرية االتصالية في عمميات التعمم عندما بدأوا
في إنشاء أول برنامج تعمم عمى الشبكة ( )MOOCويترجم بإعتباره (برنامج واسع االنتشار
مفتوح عبر الشبكة)؛ حيث افترضوا أن ىذا النموذج لمتعمم المفتوح واسع االنتشار عبر
الشبكة سوف يجعل المشاركين يفيمون التأثير التواصمي لمتكنولوجيا في التدريس والتعمم.
فالشبكات والحالة ىذه شبكات مفتوحة ليس ليا حدود متصمة بنقاط تتضمن ( ُمدرب –
مكتبة وغيرىا وتفترض باختصار حدث،فعل ،أنشطة تفاعمية وتعمٌم ُموزع واسع االنتشار
مفتوح فيو شبكة متاحة لمجميع لمتعمم مدى الحياة).
واإلتصالية كمدخل يجادل من خالليا كل من سمينز ودونز وكريمر
) (Siemens,2005بشأن دور المعمم في عممية التعمم ويركزون عمى مشاركة األفراد في
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 22
التعمم وعمى انتشار المعمومات بين النقاط والشبكات مما يؤدي ألشكال جديدة في التعميم
حاليا ىو أنو ُميسر يمنح المتعممين البيئة
والتعمم .ومن المعروف أن الدور األساسي لممعمم ً
واالطار األولي لمتعمم ليكونوا معو محتوى التعمم؛ فالشبكة انسانية وبعد ذلك فإن دور
الميسر بالنسبة لممتعممين أن يساعدىم عمى بناء بيئتيم التعميمية الخاصة بيم واالرتباط ُ
بشبكات التعمم الناجحة ،ومن ثم فإن المأمول أن التعمم مدى الحياة سوف يمقى اىتمام
األفراد بصورة أوتوماتكية عن طريق الظيور ليم في صورة معمومات متوالية وقدرة ذاتية
عمى التأمل ولكن السؤال :من الذي سوف يعترف بنوعية المعرفة المقدمة لمتعمم من
خالل الشبكات؟ ومن الذي سوف يكون الخبير المختص بيذه العممية؟
وعمى أي حال فإنو يمكن القول بأنو الحاجة لممؤسسات الرسمية لدعم ىذا النوع من
التعمم خاصة وأن أي تعمم يعتمد عمى التواصل االجتماعي ويمكن بسيولة لكل المشتركين
أن ينفذوا إليو.
وىناك انتقادات شديدة لمدخل اإلتصالية ىذا في التدريس والتعمم وبعض ىذا النقد
يمكن أن ينظر إليو كممارسة لمتحسين أو كوسيمة جديدة لمتقويم وأيضا كعممية تأسيس
لنظام عمل تعاوني مع أعداد كبيرة ،ويعطي مزيداً من الخبرة في ىذه الحالة وبصورة أكثر
وضوحا تعتبر النظرية اإلتصالية ىي المحاولة األولي التي تطبق بصورة ثورية معاودة ً
إختبار مضمون التعمم بواسطة اإلنترنت واإلنفجار الجديد لممعمومات بواسطة التكنولوجيا.
إن التحوالت الحادثة في البحث حول الذكاء األصطناعي ( ،)AIونمو المعرفة المتزايد
وكذلك أيضا فالمطموب البحث حول نماذج نماذج جديدة لمتعمم والتي تتنافس وتتالئم مع
األفراد الذين يتعممون ويعممون أنفسيم والبدائل التي يحتاجون إلييا من أجل التعمم في زمان
المعرفة وىذا بدروه ينقمنا إلى العودة مرة أخرى إلى الييتاجوجي وأىمية ىذا النموذج في
التعمٌم وكيف أنو يستجيب لمتطمبات العصر بكل مافيو من تغيرات .فقد جذب ىذا النموذج
الجديد لمتعميم والتعمم في العصر الحالي أنظار كثير من الباحثين والميتمين بتطوير التعميم
واتاحة التعمم المستمر مدى الحياة ،فمن المؤكد اآلن أن الواقع المحيط بنا يدفع لتأمل
التغيرات المتالحقة الشديدة السرعة والتي يالزميا إبداع مستمر ومتجدد في إنتاج المعرفة
وانفجار معموماتي ىائل يزيد من حاجة األفراد إلى تنمية مياراتيم باستمرار خاصة مع
التحوالت والتغيرات المستمرة في سوق العمل ومتطمبات الحياة اليومية ما يفرض ضرورة
إحداث مواءمات مستمرة مع ىذه التغيرات ،كما وقد أتاحت التكنولوجيا بوسائطيا المتعددة
23 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
في العصر الحالي عممية التعمم المحقق لمذات فأصبح من الممكن أمام الكثيرين االستمرار
بعيدا عن أسوار المؤسسات الرسمية.في عمميات تعمُم منظمة ً
في نفس الوقت وفرت المجتمعات االفتراضية عبر الشبكات أيضاً أنماطاً متنوعة
ومصادر مختمفة شجعت ظيور أنماط لمتعمم تعتمد عمى التكنولوجيا بشكل أساسي منيا(
التعمم عن بعد /التعمم االلكتروني /بيئات التعمم االفتراضية) ،وغيرىا مما يستند إلى مفيوم
الييتاجوجي حيث تبدأ مبادرة التعمم من المتعمم نفسو كما يكون مسئوًال عن قيادة تعممو
وتقييم أدائو وغيرىا من متطمبات عممية التعمم.
تصميم نموذج التعميم والتعمم القائم عمى الييتاجوجي:
حين يستقر رأي المتعمم عمى أن يخوض تجربتو التعميمية الذاتية فإن ىناك عدة
اعتبارات البد وأن يتوقف أماميا .فالنموذج الييتاجوجي لمتعمم إنما يتميز أوالً وخاصة
بأنو متمركز حول المتعمم ذاتو بمعنى أن المتعمم ي ّكون مادتو المتعممو ويصمم عناصر
الخبرة التعميمية التي يريدىا ويرغب في تعمميا كما يمي):(Blaschke,2014
-التعاقد بين المتعمم والمعمم :يعد تصميم عقد تعمم محدد من قبل المتعمم ىو الخطوة
معا لتحديد احتياجات التعمم والنتائج
األولى خالل ىذه المرحمة فيعمل المتعمم والمعمم ً
المرجوة؛ ىنا المتعمم في تصميمو ألىدافو التعممية فعميو البحث عن إجابات لالسئمة
التالية:
oما الذي يريد تعممو؟
oما أىداف المحتوى التعميمي المطموب؟
oما النتائج التي يتوقعيا من تجربة التعمم؟
ممكنا إال إذا كان المنيج الدراسي أو المحتوى
ً -محتوى مرن :ال يكون التطبيق الجيد
الذي تم االتفاق عميو يتسم بالمرونة ،ويأخذ في االعتبار أسئمة المتعمم ودوافعو وكيفية
تغير تفكيره نتيجة لما تعممو ،كما ُيمكن المتعمم من إنشاء المحتوى الخاص بو بحيث
يتالءم مع احتياجاتو الفردية .وقد يُطمب من المتعمم بناء خطتو عمى أساس مجموعة
نيائيا فمديو الحرية في تحديد ماذا
ً من أىداف التعمُم المحددة ،لكن ىذا ليس شرطاً
وكيف يتعمم ،ويمكن أن يساعد ىذا عمى شعور المتعمم بالتمكين ويشجعو عمى مزيد
من المشاركة.
ميما من جميع األساليب التعميمية ،بما في ذلك نموذج -تقييم مرن :يعتبر التقييم جزًءا ً
الييتاجوجي ومع ذلك ،في ىذا النمط من التعمم ،يقوم المتعمم بتصميم التقييمات
التعمُـــم لتحقـيق الـــذات -الييتاجـوجـي -نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة 24
ال من الخضوع إلختبارات قياسية ،ويسيم ذلك في بناء بيئة آمنة لممتعمم الخاصة بو بد ً
ُمشجعة عمى التعمم بعمق.
من الميم أن تتضمن التقييمات التي يصمميا المتعمم طرًقا لقياس فيمو لممحتوى
والميارات التي اكتسبيا ،ألنو في نياية العممية سيتم تقييمو لتحديد ما إذا كانت النتائج
المتفق عمييا قد تحققت أم ال.
نظر لطبيعتو المستقمة ،يمكن أن يتسبب التعمم في فصل دراسي يرتكز عمى تعمم تعاونيً :ا
معتادا عمى تحملً الييتاجوجي في حدوث صراع داخمي لممتعمم ،خاص ًة إذا لم يكن
معا
مسؤولية تعممو ،ولتيسير االنتقال إلى الييتاجوجي يمكن تشجيع المتعممين عمى العمل ً
لمتشارك في المعرفة وجيًا لوجو أو من بعد لتحقيق ىدف مشترك ،فيمكنيم حل المشكالت
ودعم تعمميم من خالل مشاركة المعمومات والخبرات والمفاىيم والتجربة ككل ،وتعد
الجمسات التعاونية فرصة لممتعممين لمتعمم بعضيم من بعض ،وكذلك التفكير في كيفية
تطبيق مياراتيم.
موقع الييتاجوجي من التعمم عن بعد:
يتضمن التعمم عن بعد بعض المميزات التي تجعمو متسق مع الييتاجوجي وأىميا:
حاليا عمى األلياف الضوئية -االعتماد عمى التكنولوجيا الرقمية :فالتعمم عن بعد يعتمد ً
والشبكات والمنصات وىذا يعتبر من المتطمبات األساسية لو ومع كل تطورات تحدث
في ىذه التكنولوجيا فإن التعمم عن بعد يستخدميا عن طريق المعممون الذين يعتبرون
أن ىذه التكنولوجيا الرقمية الجديدة ساىمت وتسيم في انتشار التعمم عن بعد ألكبر عدد
ممكن من الراغبين في التعمُم .الييتاجوجي كنموذج لمتعمُم ليس قاص ًار عمى التعميم
العالي أو تعميم ما بعد المدرسة أو التعميم المدمج فقط ،فالفرص المتاحة أمام ىذا
النموذج تجعل منو منطمقا لصيغ جديدة من التعمُم تعتمد عمى إدارة المتعمم لذاتو
وتحقيقو ألىدافو بصورة مستقمة وتنميتو ألفكاره بثقة وتعتبر التكنولوجيا الرقمية في
ىذه الحالة وسيمة لتطبيق نموذج الييتاجوجي وتحقيق انتشاره.
صمم وتتطور وأتيح من أجل المتعمم -المتعمم :وكما ىو معروف فإن التعمم من بعد ُ
الكبير والذي عادة ما يعتبر من المشغولين في أعماليم والذي تضيف إليو خبرات
متدادا ليذا فإن
الحياة كثير من النضج أكثر مما تفعل المؤسسة التعميمية مع تالميذىا وا ً
الي يتاجوجي كنموذج يعتمد عميو التعمم عن بعد في الزمان الحالي آخذ في االتساع
ليتالءم مع احتياجات المتعممين في جميع مراحل العمر دون ما تفرقة.
25 العموم التربوية /العدد األول –ج /3يناير 2222
مراجع مختارة
Argyris, C., & Schön, D. (1978). Organizational learning: A theory
of action perspective .
Blaschke, L., Heutagogy and Lifelong Learning: A Review of
Heutagogical Practice and Self-Determined Learning, the
international review of research in open and distance learning ,
Vol 13 | No Research Articles, January, 2012 p.59, available
at https://files.eric.ed.gov/fulltext/EJ979639.pdf
Blaschke, L., Chris Kenyon & Stewart Hase (Eds2014.) Experiences
in Self-determined Learning
Blaschke, L., Heutagogy and Lifelong Learning: A Review of
Heutagogical Practice and Self-Determined Learning, the
international review of research in open and distance learning ,
Vol 13 | No 1 Research Articles January 2012 p.59, available
at https://files.eric.ed.gov/fulltext/EJ979639.pdf
Brian, D., (1987). The Orthogonal Relationship between Pedagogy
and Andragogy. Australian Journal of Adult Education, v27
n3 p4-8 Nov 1987. (ERIC(Document Reproduction Service
No. EJ378404).
Bull,B.(2013,April 23), A primer on three “gogies” #Pedagogy#
Andragogy-Heutagogy -Etale- Ideas that Matter.
Conner, M. L. (1996), Learning: The Critical Technology® A
whitepaper on adult education in the information age, Wave
Technologies International, Inc.
Eberle, J. H. (2013), Heutagogy: Practical applications for all ages.
In S. Hase & C. Kenyon (Eds.)
Faure (Ed.), Learning to be: The world of education today and
tomorrow (p. 116). UNESCO Paris, 1972.
Freire, P. (1970, Pedagogy of the oppressed, Continuum .New York.
Hase.S & Kenyon. C,(2000), From andragogy to Heutagogy,
available
at:https://www.researchgate.net/publication/301339522_From
_andragogy_to_heutagogy
نموذج لمتعمُم المستمر مدى الحياة- الييتاجـوجـي-التعمُـــم لتحقـيق الـــذات 28