You are on page 1of 63

‫معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‬

‫يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‬


‫من وجهة نظر الطالب و املعلمني‬
‫ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻟﺪﻯ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺨﺎﻟﻖ‪ ،‬ﺳﺎﻣﺢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻮﺽ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫إعداد‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‪ ،‬ﻧﺠﻮﻯ ﻛﺎﻣﻠ)ﻢ‪ .‬ﻣﺸﺎﺭﻙ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬

‫ﻣﺞ ‪ ,21‬ﻉ ‪1‬أ‪/‬سامح إبراهيم عوض اهلل عبد الخالق‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬


‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2013‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫مدرس مساعد‬ ‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪377 - 438‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪469936‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫بقسم المناهج و طرق التدريس بالمعهد‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪EduSearch‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬

‫إشراف‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻄﻼﺏ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/469936‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫أ‪ .‬د‪ /‬نجوى كامل عبد الرحيم‬ ‫أ‪ .‬د‪ /‬إلهام عبد الحميد فرج بالل‬

‫أستاذ الصحافة كلية اإلعالم‬ ‫أستاذ المناهج وطرق التدريس بالمعهد‬


‫جامعة القاهرة‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‬
‫يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫من وجهة نظر الطالب و املعلمني‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺨﺎﻟﻖ‪ ،‬ﺳﺎﻣﺢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻮﺽ ﺍﷲ‪ ،‬ﻭ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‪ ،‬ﻧﺠﻮﻯ ﻛﺎﻣﻞ‪ .(2013) .‬ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‬
‫ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻟﺪﻯ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ‪.‬ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺞ ‪,21‬‬
‫ﻉ ‪ .438 - 377 ،1‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪469936/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫إعداد‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺨﺎﻟﻖ‪ ،‬ﺳﺎﻣﺢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻮﺽ ﺍﷲ‪ ،‬ﻭ ﻧﺠﻮﻯ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‪" .‬ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻟﺪﻯ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ‪".‬ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔﻣﺞ ‪ ,21‬ﻉ ‪1‬‬
‫أ‪/‬سامح إبراهيم عوض اهلل عبد الخالق‬
‫)‪ .438 - 377 :(2013‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪469936/Record/com.mandumah.search//:http‬‬

‫مدرس مساعد‬

‫بقسم المناهج و طرق التدريس بالمعهد‬

‫إشراف‬

‫أ‪ .‬د‪ /‬نجوى كامل عبد الرحيم‬ ‫أ‪ .‬د‪ /‬إلهام عبد الحميد فرج بالل‬

‫أستاذ الصحافة كلية اإلعالم‬ ‫أستاذ المناهج وطرق التدريس بالمعهد‬


‫جامعة القاهرة‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‬
‫يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‬
‫من وجهة نظر الطالب و املعلمني‬

‫إعداد‬
‫أ‪/‬سامح إبراهيم عوض اهلل عبد الخالق‬

‫مدرس مساعد‬

‫بقسم المناهج و طرق التدريس بالمعهد‬

‫إشراف‬

‫أ‪ .‬د‪ /‬نجوى كامل عبد الرحيم‬ ‫أ‪ .‬د‪ /‬إلهام عبد الحميد فرج بالل‬

‫أستاذ الصحافة كلية اإلعالم‬ ‫أستاذ المناهج وطرق التدريس بالمعهد‬


‫جامعة القاهرة‬
‫‪973‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى‬


‫(*)‬
‫طالب املرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب واملعلمني‬

‫أ‪ /‬سامح إبراهيم عوض اهلل عبد الخالق‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد قضية التفكري اإلبداعي من القضايا املهمة اليت أصبحت تشغل اإلنسان‪ ،‬نظرا‬
‫ألمهيتها البالغة يف حل مشكالت احلياة املعاصرة‪ ،‬و قد زادت هذه األمهية يف عامل اليوم‬
‫املتغري‪ ،‬ذو الطفرة املعلوماتية و التقنية و التكنولوجية اهلائلة‪.‬‬
‫إن اإلنسان جيد نفسه يف مواجهة مع قوى مل يعهدها يف القرن املاضي‪ ،‬واليت منها قوة السرعة‬
‫و التعقيد و قوة الشك و الغموض والاليقني‪ ،‬وأن هذه السرعة اليت يتغري هبا العلم تتطلب‬
‫قدرة مماثلة يف التعلم و بنفس السرعة‪ ،‬أما زيادة تعقد أمناط احلياة و االقتصاد و اجملتمع‬
‫بكامله فتتطلب قدرة خاصة لتحليل املواقف وحل املشكالت بطريقة مبدعة‪.‬‬
‫(‪(Haman:2001‬‬
‫إن كل جمتمع يسعى إىل البقاء واحلفاظ على وجوده يف الساحة احلضارية هو يف حاجة‬
‫إىل إعمال عقول أفراده بالتفكري‪ ،‬وتشجعيهم على التدبر‪ ،‬وحفزهم على ممارسة التفكري‬
‫اإلبداعي كنشاط إنساين طبيعي يومي ال غىن عنه من أجل احلياة فهو كالتنفس والتغذية من‬
‫حيث األمهية للبقاء والوجود‪.‬‬
‫ونظرا الرتباط التفكري اإلبداعي الوثيق بالتقدم العلمي والتكنولوجي والتطوير‬
‫واإلصالح‪ ،‬فإنه أصبح مصدر قوة وسيادة على خمتلف األصعدة واملستويات االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية والعسكرية‪ .‬كما أصبح مدخال وعامال مهما يف حتقيق الرفاهية‬
‫لإلنسان من خالل اخرتاعاته ومنجزاته احلضارية والتكنولوجية‪.‬‬
‫ف نحن اآلن يف عصر جديد مهما تعلق بعضنا بأذيال املاضي‪ ،‬وأداروا عقوهلم حنوه‪،‬‬
‫ومهما مترتسوا خلف قوانينه ومقوالته‪ ،‬واحتموا حبكمه وأمثاله‪ ،‬ومتسكوا بتقاليده‪ ،‬فحسبنا من‬

‫(*) حبث مستل من أطروحة رسالة دكتوراه الستكمال متطلبات التشكيل‪.‬‬


‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪983‬‬

‫املاضي امسه‪ ،‬حسبنا أنه صار "ماضيا"‪ .‬والعصر الذي نعيشه هو عصر العوملة وما بعد‬
‫احلداثة‪ ،‬عصر املعرفة والاليقني‪ ،‬عصر العلم والنسبوية‪ ،‬عصر الرتابط الكوين وصدام‬
‫احلضارات‪ ،‬عصر االعرتاف باآلخر وإذابة هويته‪ ،‬عصر التحرر واهليمنة‪ ..‬إنه عصر‬
‫املتناقضات‪(.‬سامي نصار‪.)80:2991:‬‬
‫ومن هذ ا املنطلق أصبحت عملية تنمية مهارات التفكري اإلبداعي عملية استثمارية‪،‬‬
‫قوامها االستثمار يف اإلنسان‪ ،‬وعلى وجه اخلصوص االستثمار يف العقل اإلنساين بتنمية‬
‫قدراته ومهاراته‪ ،‬لالستفادة منه فيما بعد‪ ،‬وهو ما يطلق عليه االقتصاد املعريف‪" .‬كما أن تقدم‬
‫اجملتمعات يف الوقت احلاضر مرهون بثالثية العلم والتكنولوجيا والتنمية ومجيعها مرتبطة بتنمية‬
‫واستثمار العقل والفكر‪(.‬متام إمساعيل متام‪.)0:2999:‬‬
‫وحتتاج مهارات التفكري اإلبداعي إىل منهج يساعد على تنميتها من خالل حمتوى‬
‫جيد غين بالقضايا واملشكالت اليت تثري تفكري الطالب‪ ،‬واالسرتاتيجيات التعليمية التعلميه‬
‫املتنوعة اليت من الضروري أن تؤكد على ممارسة هذه املهارات‪ ،‬كما يؤكد على التدريب على‬
‫هذه املهارات من خالل األنشطة التعليمية املتنوعة‪ ،‬واملواقف التعليمية اهلادفة اليت تثري تفكري‬
‫الطالب وحتفزه على امتالك هذه املهارات وغري ذلك من مكونات املنهج اليت جيب أن تبىن‬
‫على أساس األهداف‪ ،‬واليت من أمهها تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫وبالنظر إىل الواقع احلايل جند أنه ال يزال الطابع السائد يف وضع املناهج الدراسية‬
‫والكتب املدرسية املقررة والسيما يف صفوف املرحلة األساسية واملرحلة الثانوية متأثرا‬
‫باالفرتاض الواسع االنتشار الذي مفاده أن عملية تراكم املعلومات واحلقائق ضرورية وكافية‬
‫لتنمية مهارات التفكري لدى الطالب‪ ،‬وينعكس هذا االفرتاض يف أساليب التعليم الصفي اليت‬
‫تركز على حشو عقول الطالب باملعلومات والقوانني والنظريات عن طريق التلقني أو احملاضرة‪،‬‬
‫كما ينعكس يف بناء االختبارات املدرسية والعامة والتدريبات املعرفية الصفية والبيئية اليت تنقل‬
‫الذاكرة وال تنمي مستويات التفكري العليا من حتليل وتقومي وغريها‪(.‬فتحي عبد الرمحن جروان‪:‬‬
‫‪.)892 : 2988‬‬

‫وال نكون مبالغني إذا قلنا أن التعليم بوضعه الراهن ينتج أجياال أقل مهارة وخربة‬
‫ومعرفة‪ ،‬ويسهم يف صياغة عقول تقليدية غري مبدعة تتسم بالنظرة اجلزئية‪ ،‬وتفتقد للرؤية‬
‫‪983‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫الشمولية واإلحساس العميق بالزمن‪ ،‬وبالتايل ال متتلك الوعي بروح العصر ومتطلباته‪(.‬إهلام‬
‫عبد احلميد‪.) 22 : 2989 ،‬‬
‫وقد شاع يف السنوات األخرية‪ ،‬التضاد بني ما يسمونه ثقافة الذاكرة يف مقابل ثقافة‬
‫اإلبداع‪ ،‬فالذاكرة عملية معرفية أساسية لإلنسان‪ ،‬ألن اإلنسان بال ذاكرة كاجملتمع بال تاريخ‪،‬‬
‫كائن أجوف‪ ،‬واألصح أن تكون املقابلة بني ثقافة االجرتار وثقافة االبتكار‪ ،‬فما حيدث هو‬
‫حمض اجرتار للمعرفة دون فهم أحيانا‪ ،‬وبالطبع بدون القدرة على حتليلها أو نقدها أو‬
‫باإلضافة إليها والتجديد فيها‪ ،‬وهذا يعىن ضرورة التحول اجلذري من هذه الثقافة االجرتارية‬
‫إىل ثقافة االبتكار واإلبداع‪( .‬أمحد حسني اللقاين‪ ،‬فارعة حسن حممد‪.)890: 2998 :‬‬
‫إن غياب اإلبداع واستناد التعليم واعتماده على التلقني‪ ،‬ترتب عليه إنتاج عقول‬
‫جامدة ال متتلك القدرة على التغيري‪ ،‬ومنفصلة عن واقعها وراضخة ملشكالهتا‪ ،‬وغري متفاعلة‬
‫معها‪ ،‬وتكون على هامش احلياة وليس بداخلها‪ ،‬ويتسم سلوك أصحاب تلك العقول‬
‫بالتناقض وعدم االتساق بني القول والفعل‪ ،‬وترديد األلفاظ دون الوعي هبا‪ ،‬وباختصار‪ ،‬هم‬
‫أشخاص مهجنون راضخون مت تطويعهم وقهرهم وإخضاعهم‪(.‬إهلام عبد احلميد‪:2999 ،‬‬
‫‪.) 42‬‬
‫"وبذلك أصبح من حق الطلبة على جمتمعهم وثقافة جمتمعهم تسليحهم هبذا التدريب‬
‫حىت ميكن هلم النمو والتطوير ليتالءموا وحاجات اجملتمع املعاصر وحتقيق التكيف السوي‬
‫لديهم‪ .‬بذلك أصبح من مهمات اجملتمع املعاصر تدريب أبنائه على مهارة التفكري وإتاحة‬
‫الفرص واملناسبات اليت تسمح هلم بذك "‪(.‬يوسف قطامي‪ ،‬أميمة حممد عمور‪: 2992 :‬‬
‫‪) 84‬‬
‫وتعترب الفلسفة من العلوم اإلنسانية اليت تلعب دورا كبريا يف جمال تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي مبا حتتويه من قضايا ومشكالت حياتية تتضمن آراء ومذاهب فلسفية خمتلفة‪،‬‬
‫يتدرب الطالب من خالهلا على إعمال العقل ومواجهة الواقع واستشراف اجملهول يف‬
‫املستقبل وذلك من خالل التزود بالقدر الكايف من املعرفة الفلسفية وما يصاحبها من مهارات‬
‫فكرية تسهم يف اكتشاف الطالب ملهارات أخرى قد ال يكونوا خربوها من قبل مثل مهارات‬
‫التفكري الناقد‪ ،‬اإلبداعي‪ ،‬املستقبلي‪ ،‬والفلسفي وغريها‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪983‬‬

‫فاملذاهب واآلراء الفلسفية ما هي إال حقائق ناقصة ومقدمات أولية‪ ،‬توصل إليها‬
‫املفكرون والفالسفة على مر العصور‪ ،‬وعندما تصل إىل الطالب فإهنا حتتاج منه إىل إعادة‬
‫نظر وتفكري‪ ،‬وخيال‪ ،‬ومغامرة‪ ،‬واستدالل‪ ،‬ومرونة يف الرتتيب والتنظيم‪ ،‬وتوسع واستفاضة‬
‫لعناصرها ومكوناهتا‪ ،‬وحساسية لعناصر الضعف والقوة فيها‪ ،‬ويتم هذا كله من خالل إقامة‬
‫حوار بينها وعقل الطالب‪ ،‬وتكون نتيجة هذا احلوار إنتاج إبداعي آلراء وأفكار جديدة ترتبط‬
‫بواقع الطالب الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫كما أن االختالف بني املفكرين والفالسفة حول القضايا واملشكالت الفلسفية‪ ،‬ما‬
‫هو إال ممارسة ملهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬فحني يتوصل فيلسوف إىل رأى أو‬
‫مذهب فلسفي يف قضية أو موضوع ما‪ ،‬مث يأيت فيلسوف آخر ليحلل هذا الرأي وينقده‪،‬‬
‫ويوسع فيه متلمسا نقاط الضعف‪ ،‬مث يقدم رأيا جديدا خمالفا للرأي األول‪ ،‬حىت لو وصف‬
‫هذا الرأي باملغامرة واخليال‪ ،‬فإنه يكون قد مارس إبداع فكري مبىن على آراء اآلخرين‪.‬‬
‫ويلتقي التفكري الفلسفي بالتفكري اإلبداعي يف كثري من الوجوه‪ ،‬ومنها الشك املنهجي‬
‫الذي يعىن عدم التسليم بكل ما يقال‪ ،‬أو عدم اإلميان بشيء قبل فحصه فحصا دقيقا‪،‬‬
‫واالستقالل أي االعتماد على سلطان العقل واملنطق‪ ،‬واملرونة مبعىن التخلي عن اآلراء‬
‫واستبداهلا بغريها مىت ثبت بطالهنا‪ ،‬باإلضافة إىل بعض اجلوانب األخرى كالنقد املوضوعي‪،‬‬
‫والتأليف بني اآلراء املتعارضة وتركيب أفكار جديدة‪ ،‬واملوازنة واالستدالل‪ ،‬والكشف عن‬
‫املغالطات الزائفة والتجرد من العاطفة واالنفعال‪ ،‬وهى كلها من املهارات اليت يشملها التفكري‬
‫اإلبداعي‪(.‬سامي الفطايري‪.)7 2: 8002 :‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يتضح مما سبق عرضه أن تنمية مهارات التفكري اإلبداعي تعترب أحد أهم األهداف‬
‫والغايات الرئيسة املرجوة من وراء تعليم وتعلم الفلسفة‪ ،‬غري أن لو ظللنا نسري يف هذا اخلط‬
‫الذي نسري عليه اآلن‪ ،‬اخلط الذي يتمثل يف النظر إىل تدريس األفكار والنظريات الفلسفية‬
‫من خالل منظور تقليدي يقوم على الرواية واحلكاية دون العناية بتدبرها واحلكم عليها ‪ -‬إذ‬
‫ال يليق بنا إطالقا أن نضع أنفسنا حني دراسة هذه األفكار موضع الببغاء ‪ -‬لن نستطيع‬
‫حتقيق األهداف املرجوة من تدريس مادة الفلسفة باملرحلة الثانوية "‪(.‬حممد سعيد أمحد‬
‫زيدان‪)24:8000:‬‬
‫ومن الضروري اإلشارة إىل مصادر املعوقات اليت ميكن أن حتول دون تنمية مهارات‬
‫التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬واليت منها‪:‬‬
‫‪989‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫‪ -8‬استخدام كتاب مدرسي حمدد (مقرر دراسي) كمصدر وحيد للمعرفة‪ ،‬مما جيعل الطالب‬
‫أمام معرفة جامدة بعكس املوقف التعليمي الذي تستخدم فيه مصادر متنوعة حيث‬
‫يتاح للطالب فرص املغامرة باالنطالق خبياهلم أثناء التعامل مع املواقف والقضايا‬
‫واملشكالت الفلسفية‪.‬‬
‫‪ -2‬اهتمام املعلم بن الكتاب املدرسي ومفرداته‪ ،‬وإلزام الطالب بذلك مما جيعلهم يقبلون‬
‫على أفكار الكتاب كما هي‪ ،‬وال يشعرون باحلاجة إىل التوسع فيها‪ ،‬أو إنتاج آراء‬
‫جيدة تتميز بالطالقة واملرونة‪ ،‬أو طرح أسئلة ذات معىن عنها‪.‬‬
‫‪ -4‬إمهال معلم الفلسفة للطرق واالسرتاتيجيات احلديثة يف تدريس الفلسفة‪ ،‬وما يصاحب‬
‫هذه الطرق من استخدام ملصادر تعلم متعددة‪ ،‬والقيام بأنشطة تعليمية من شأهنا تنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ -2‬رغبة الطالب يف جتنب االختالف مع أفكار وآراء املعلم‪ ،‬إذ إن مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي ال تتحقق بدون آراء ومواضيع وحقائق مفتوحة للخيال وللجدال واملناقشة‪،‬‬
‫وإبداء الرأي فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬اخلوف من االمتحانات ورغبة الطالب يف التفوق والنجاح الدراسي‪ ،‬أي رغبة الطالب‬
‫يف االنتقال من مرحلة إىل أخرى باحلصول على شهادة مرور (جناح)‪ ،‬والسبب يف‬
‫ذلك طبيعة االمتحانات التقليدية اليت هتدف إىل قياس احلفظ‪.‬‬
‫‪ -0‬العالقات غري الودية بني الطالب واملعلمني وإدارة املدرسة‪.‬‬
‫وبالرغم من أن هذه املعوقات حقيقية وجوهرية إال أهنا ليست كل شيء فهناك العديد‬
‫من املعوقات املرتبطة باملعلم واإلدارة التعليمية واملتعلم وغري ذلك من املعوقات اليت يرى‬
‫الباحث ضرورة حتديدها كخطوة من خطوات العالج‪ ،‬وسيحاول الباحث حصر املعوقات‬
‫اليت حتول دون تنمية مهارات التفكري اإلبداعي من خالل منهج الفلسفة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من كثرة الدراسات اليت تؤكد أمهية تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى‬
‫الطالب يف مجيع املراحل التعليمية‪ ،‬إال أن نتائج الدراسات تشري إىل وجود مشكلة يف هذا‬
‫الصدد؛ فقد أكدت عديد من الدراسات على ضعف وتدىن مهارات التفكري اإلبداعي يف‬
‫الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‪ ،‬كدراسة (سامي الفطايري‪ ،)8002 :‬دراسة (إهلام عبد‬
‫احلميد‪ ،)8000 :‬ودراسة (والء صالح الدين‪.) 2990 :‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪983‬‬

‫ولتدعيم شعور الباحث باملشكلة قام الباحث بعمل دراسة استطالعية حول معوقات‬
‫تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬وذلك عن طريق إجراء مقابلة مع بعض طالب‬
‫ومعلمي الفلسفة‪ ،‬حيث مت توجيه سؤال مفتوح هلم حول معوقات تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‪ ،‬وبعد حتليل نتائج املقابلة‪ ،‬اتضح للباحث‬
‫أن‪:‬‬
‫‪ % 09-8‬من املعلمني يؤكدون وجود معوقات كثرية تقف دون تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي يف الفلسفة لدى الطالب‪ ،‬وكان ترتيب هذه املعوقات من وجهة نظرهم‪:‬‬
‫(نظام الثانوية العامة‪-‬انشغال الطالب باحلفظ‪ -‬ميزانية املدرسة ‪ -‬خطة الدراسة‬
‫وضيق الوقت‪ -‬إدارة املدرسة‪.)...‬‬
‫‪ % 79 - 2‬من املعلمني ينظرون إىل تنمية مهارات التفكري اإلبداعي على أهنا هدف تربوي‬
‫وتعليمي مهم خاصة لطالب الفلسفة‪.‬‬

‫‪ % 19 -4‬من الطالب يؤكدون وجود معوقات كثرية تقف دون تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي يف الفلسفة لديهم‪ ،‬وكان ترتيب هذه املعوقات من وجهة نظرهم‪( :‬طرق‬
‫تدريس املعلم‪ -‬طبيعة مادة الفلسفة ‪ -‬نظام الثانوية العامة ‪ -‬إدارة املدرسة ‪ -‬ضيق‬
‫الوقت ‪.)...-‬‬
‫كما الحظ الباحث خالل إشرافه على طالب الرتبية العملية‪ ،‬وخالل خربته العملية يف جمال‬
‫تعليم املواد الفلسفية‪ ،‬واحتكاكه املباشر بالطالب يف املرحلة الثانوية وجود ضعف‬
‫وقصور يف مهارات التفكري اإلبداعي لديهم‪ ،‬مما انعكس واضحا يف سلوكياهتم وطرق‬
‫تعاملهم داخل املدرسة وخارجها‪ ،‬كما الحظ الباحث وجود قصور يف عملية تنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي أثناء تدريس الفلسفة‪ ،‬فلم يوليها املعلمون أي اهتمام أثناء‬
‫تناول حمتوى امل نهج الدراسي‪ ،‬باإلضافة إىل اعتمادهم على طرق تدريس تقليدية قائمة‬
‫على التلقني من جانب املعلم واحلفظ واالستظهار من جانب الطالب؛ لذلك كان‬
‫من الضروري الوقوف على األسباب اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪،‬‬
‫واملرتبطة مبنهج الفلسفة‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تأسيسا على م ا سبق تتحدد مشكلة البحث احلايل يف "وجود قصور وضعف يف‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي لدى طالب املرحلة الثانوية‪ :‬مما دفع الباحث إىل حماولة تعرف‬
‫‪983‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫العوامل واألسباب (املعوقات) اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى‬
‫طالب املرحلة الثانوية "‪.‬‬
‫ويمكن التعبير عن مشكلة البحث الحالي من خالل األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ -8‬ما معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية من وجهة‬
‫نظر الطالب؟‬
‫‪ -2‬ما معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية من وجهة‬
‫نظر املعلمني؟‬
‫‪ -4‬إىل أي مدى توجد فروق ذات داللة إحصائية بني وجهات نظر الطالب واملعلمني حول‬
‫معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداع يف الفلسفة؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫هدف البحث الحالي إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -8‬الكشف عن أهم املعوقات اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى طالب‬
‫املرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -2‬الكشف عن أهم املعوقات اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى طالب‬
‫املرحلة الثانوية من وجهة نظر معلمي الفلسفة‪.‬‬
‫‪ - 4‬تعرف داللة الفروق بني وجهة نظر الطالب واملعلمني حول معوقات تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫‪ -8‬تعترب معرفة العوامل اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى طالب املرحلة الثانوية‬
‫متطلبا تربويا وتعليميا ضروريا نتيجة التغريات االجتماعية والثقافية واالقتصادية اليت مير هبا‬
‫العامل واجملتمع املصري‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الكشف عن العوامل واألسباب اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى طالب‬
‫املرحلة الثانوية يعترب خطوة يف طريق العالج‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلفادة يف إعداد املعلمني وتدريبهم على كيفية تنمية مهارات التفكري اإلبداعي املرتبطة‬
‫بالفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‪.‬‬
‫‪ -2‬يفتح البحث اجملال ملزيد من البحوث والدراسات اليت ميكن أن حتاول إجياد حلول هلذه‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪983‬‬

‫املعوقات‪.‬‬
‫‪ -2‬رمبا يلفت هذا البحث انتباه كل من‪ :‬القائمني على بناء املناهج يف املنظمات الرتبوية‪،‬‬
‫والباحثني يف جمال املناهج وطرق التدريس‪ ،‬على ضرورة تضمني مهارات التفكري اإلبداعي‬
‫يف مناهجهم وبراجمهم‪.‬‬

‫حدود البحث‪:‬‬
‫يقتصر البحث احلايل على‪:‬‬
‫الحدود الموضوعية‪ :‬حتديد معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف منهج الفلسفة‬ ‫‪-8‬‬
‫فقط من وجهة نظر طالب املرحلة الثانوية ومعلمي الفلسفة‪.‬‬
‫الحدود الزمنية‪ :‬استغرق تطبيق أداة البحث مدة شهر‪ ،‬خالل العام الدراسي (‪-2982‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.)2984‬‬
‫الحدود المكانية‪ :‬جمموعة من مدارس حمافظة القاهرة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الحدود البشرية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬عدد ( ‪ ) 29‬طالبا من طالب املرحلة الثانوية الذين يدرسون مادة الفلسفة (الصف الثالث‬
‫الثانوي)‪.‬‬
‫‪ -‬عدد ( ‪ ) 29‬معلما من معلمي الفلسفة‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫استخدم الباحث يف هذا البحث املنهج الوصفي التحليلي لوصف وتشخي واقع املعوقات اليت‬
‫حتول دون تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‪ ،‬ويقوم هذا املنهج‬
‫على مجع البيانات هبدف اختبار الفروض واإلجابة عن األسئلة اليت تتعلق مبوضوع البحث‪.‬‬
‫أدوات البحث‪:‬‬
‫تتمثل أدوات البحث الحالي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -8‬قائمة معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ :‬أعد الباحث قائمة حلصر معوقات‬
‫تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى الطالب املرحلة الثانوية‪ .‬وقد مت اشتقاق‬
‫فقرات القائمة من‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسات والبحوث السابقة ذات الصلة بالتفكري اإلبداعي‪ ،‬وتدريس الفلسفة‪ ،‬وخصائ‬
‫طالب املرحلة الثانوية‪.‬‬
‫‪ -‬اقتباس بعض املعوقات من خالل اإلجابات اليت مت التوصل إليها من الدراسة االستطالعية‪.‬‬
‫‪987‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫وبعد حصر املعوقات وترتيبها يف حماور أخذت القائمة شكلها املبدئي ومت عرضها على جمموعة من‬
‫اخلرباء واحمل كمني يف جمال املناهج وطرق التدريس‪ ،‬وبعد تعديلها يف ضوء مقرتحاهتم وصلت‬
‫القائمة إىل شكلها النهائي كما هو موضح يف اجلدول التايل‪ :‬جدول(‪)8‬‬
‫جدول ( ‪) 0‬‬
‫قائمة معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫لدى طالب المرحلة الثانوية‬
‫المعوقات‬ ‫مسلسل‬
‫معوقات مرتبطة بأهداف تدريس الفلسفة‬ ‫‪0‬‬
‫معوقات مرتبطة بالكتاب املدرسي‬ ‫‪3‬‬
‫معوقات مرتبطة باملعلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫معوقات مرتبطة بإسرتاتيجيات وطرق تدريس الفلسفة‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫معوقات مرتبطة مبصادر وأنشطة تعليم وتعلم الفلسفة‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫معوقات مرتبطة بأساليب تقومي الفلسفة‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫معوقات مرتبطة بالطالب‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫معوقات مرتبطة بالبيئة الصفية واإلدارية‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪8‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ - 3‬استبانة معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪ :‬يف ضوء قائمة معوقات‬
‫تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى الطالب املرحلة الثانوية اليت توصل إليها‬
‫الباحث‪ ،‬قام الباحث بإعداد استبانة ملعرفة وجهة نظر الطالب واملعلمني حول معوقات تنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية‪.‬‬
‫وبعد ترتيب فقرات االستبانة يف حماور أخذت االستبانة شكلها املبدئي ومت عرضها على‬
‫جمموعة من اخلرباء واحملكمني يف جمال املناهج وطرق التدريس للتأكد من صدقها‪ ،‬وبعد‬
‫تعديلها يف ضوء مقرتحاهتم وصلت االستبانة إىل شكلها النهائي‬
‫ومت حساب ثبات االستبانة عن طريق توزيع االستبانة يف صورهتا النهائية على عينة عشوائية‬
‫ممثلة للمجتمع األصلي من طالب املرحلة الثانوية‪ ،‬ومعلمي الفلسفة (‪29‬طالبا‪29،‬معلما)‪ ،‬وبعد‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪988‬‬

‫أسبوعني مت توزيعها مرة ثانية على نفس العينة‪ ،‬وقد مت حساب الثبات باستخدام معامل (ألفاكرونباخ)‪،‬‬
‫واتضح أنه يساوي ( ‪ )9909‬وهو معامل يشري إىل مستوى ثبات عال جدا‪ ،‬كما يبني مدى صالحية‬
‫االستبانة للتطبيق‪.‬‬
‫وقد جاءت يف مثانية حماور كما هو موضح يف اجلدول التايل‪ :‬جدول ( ‪) 2‬‬
‫جدول ( ‪) 3‬‬
‫محاور استبانة معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫لدى طالب المرحلة الثانوية وعدد العبارات في كل محو‬

‫عدد العبارات‬ ‫المحور‬ ‫مسلسل‬


‫‪6‬‬ ‫معوقات مرتبطة بأهداف تدريس الفلسفة‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪07‬‬ ‫معوقات مرتبطة بالكتاب املدرسي‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪00‬‬ ‫معوقات مرتبطة باملعلم‪.‬‬ ‫‪00‬‬
‫‪01‬‬ ‫معوقات مرتبطة بإسرتاتيجيات وطرق تدريس الفلسفة‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪04‬‬ ‫معوقات مرتبطة مبصادر وأنشطة تعليم وتعلم الفلسفة‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪00‬‬ ‫معوقات مرتبطة بأساليب تقومي الفلسفة‪.‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪04‬‬ ‫معوقات مرتبطة بالطالب‪.‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪01‬‬ ‫معوقات مرتبطة بالبيئة الصفية واإلدارية‪.‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪92‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اجملموع‬
‫عينة البحث‪:‬‬
‫تكونت عينة البحث من الفئات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬فئة معلمي الفلسفة‪ ،‬وعدد أفرادها ( ‪ ) 29‬معلما‪.‬‬
‫‪ -‬فئة طالب املرحلة الثانوية الذين يدرسون مادة الفلسفة‪ ،‬وعدد أفرادها (‪ )29‬طالبا‪.‬‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫‪ -‬معوقات‪:‬يقصد هبا العوامل واملسببات اليت حتول دون حتقيق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى‬
‫طالب املرحلة الثانوية‪.‬‬
‫‪ -‬التفكري اإلبداعي‪:‬التفكري اإلبداعي نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية يف البحث عن‬
‫حلول أو التوصل إىل نواتج أصيلة مل تكن معروفة سابقا‪ .‬ويتميز التفكري اإلبداعي بالشمولية‬
‫‪983‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫والتعقيد‪ ،‬ألنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخالقية متداخلة تشكل حالة ذهنية‬
‫فريدة‪( .‬فتحي عبد الرمحن جروان‪)77-07 :‬‬
‫‪ -‬ويقصد بالتفكري اإلبداعي ىف البحث احلايل من وجهة نظر الباحث‪ :‬ممارسة الطالب جملموعة من‬
‫مهارات التفكري اليت يظهر تأثريها يف سلوكه بدرجة واضحة وشديدة نوعا ما‪ ،‬من خالل‬
‫خروجه على الن الفلسفي‪ ،‬وحترره من قيود اجلمود الذهين‪ ،‬حبيث يعمل عقله يف القضايا‬
‫واملشكالت الفلسفية اليت يتعرض هلا بصورة إجيابية‪ ،‬جتعله قادرا على طرح أفكار وبدائل‬
‫أصيلة وغري مألوفة‪ ،‬واإلتيان حبلول جديدة ملوقف املشكلة الفلسفية‪ ،‬وتتسم هذه احللول‬
‫بالطالقة واملرونة واألصالة واملغامرة والتوسع واحلساسية للمشكالت واخليال‪.‬‬
‫إجراءات البحث‪:‬‬
‫لإلجابة عن أسئلة البحث اتبع الباحث اإلجراءات التالية‪.‬‬
‫أولا‪ :‬لإلجابة عن السؤال األول اخلاص بتحديد معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف‬
‫الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب‪ ،‬قام الباحث بالتايل‪:‬‬
‫‪ -8‬مراجعة األدبيات الرتبوية والدراسات والبحوث السابقة اليت تناولت كل من ‪:‬مفهوم التفكري‪،‬‬
‫تعريف اإلبداع‪ ،‬تعريف التفكري اإلبداعي‪ ،‬أمهية تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪،‬‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬الفلسفة ومهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬العوامل املؤثرة يف التفكري‬
‫اإلبداعي‪ ،‬معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف املرحلة الثانوية‪.‬‬
‫‪ - 2‬إعداد قائمة أولية مبعوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة وقد تطلب ذلك‪:‬‬
‫ب ) حتديد مصادر اشتقاق القائمة‪.‬‬ ‫أ) حتديد اهلدف من القائمة‪.‬‬
‫ج) حتديد مفردات القائمة‪.‬‬
‫‪ -4‬عرض القائمة على جمموعة من اخلرباء واحملكمني الرتبويني للتأكد من صدقها ولتحكيمها‪.‬‬
‫‪ -2‬تعديل القائمة يف ضوء آراء وتوجيهات اخلرباء للوصول إىل الصورة النهائية هلا‪.‬‬
‫‪ - 2‬إعداد استبانة مبعوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة وقد تطلب ذلك‪:‬‬
‫ب‪ .‬حتديد مصادر اشتقاق االستبانة‪.‬‬ ‫أ‪ .‬حتديد اهلدف من االستبانة‪.‬‬
‫ج‪ .‬حتديد مفردات االستبانة‪.‬‬
‫‪ - 0‬عرض االستبانة على جمموعة من اخلرباء واحملكمني الرتبويني للتأكد من صدقها و لتحكيمها‪.‬‬
‫‪ - 7‬تعديل القائمة يف ضوء آراء وتوجيهات اخلرباء للوصول إىل الصورة النهائية هلا‪.‬‬
‫‪ - 1‬جتربة االستبانة استطالعيا على عينة من طالب املرحلة الثانوية العامة ‪ ،‬ومعلمي الفلسفة‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪933‬‬

‫ببعض املدارس الثانوية مبحافظة القاهرة‪ ،‬وذلك هبدف حساب الثبات‪.‬‬


‫‪ - 0‬تطبيق االستبانة على جمموعة من طالب املرحلة الثانوية‪ ،‬الذين يدرسون مادة الفلسفة‪ ،‬وعدد‬
‫أفرادها ( ‪ ) 29‬طالبا‪.‬‬
‫‪ -89‬رصد نتائج تطبيق االستبانة وحتليلها وتفسريها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬لإلجابة عن السؤال الثاين اخلاص بتحديد معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‬
‫لدى طالب املرحلة الثانوية من وجهة نظر املعلمني‪ ،‬قام الباحث بالتايل‪:‬‬
‫‪ -8‬تطبيق االستبانة على جمموعة من معلمي الفلسفة باملرحلة الثانوية‪ ،‬الذين يدرسون مادة‬
‫الفلسفة‪ ،‬وعدد أفرادها (‪ ) 29‬معلما‪.‬‬
‫‪-2‬رصد نتائج تطبيق االستبانة وحتليلها وتفسريها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬لإلجابة عن السؤال الثالث اخلاص بالكشف عن داللة الفروق بني وجهات نظر الطالب‬
‫واملعلمني حول معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬قام الباحث بالتايل‪:‬‬
‫مقارنة ثنائية بني وجهات نظر الطالب واملعلمني حول معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف‬
‫الفلسفة‪،‬باستخدام اختبار "ت" ‪ T-test‬يف املعاجلة اإلحصائية للبيانات‪ ،‬ألن هذا األسلوب يصلح‬
‫الختاذه مقياسا للداللة سواء يف العينات الصغرية أو الكبرية‪،‬كما يصلح لقياس داللة فرق املتوسطات‬
‫غري املرتبطة واملرتبطة للعينات املتساوية وغري املتساوية‪.‬‬
‫وقد استخدم الباحث احلالة الثانية حلساب قيمة (ت) وذلك حلساب داللة الفرق بني املتوسطني غري‬
‫املرتبطني جملموعتني متساويتني يف العدد (ن‪ =8‬ن‪ =2‬ن)‪( .‬صالح عبد املنعم حوطر‪)210 : 2990 :‬‬
‫وقد استخدم الباحث اختبار "ت" ‪ T-test‬يف هذه احلالة حلساب الفرق بني اجملموعتني (الطالب‪،‬‬
‫املعلمني) عند تطبيق االستبانة‪.‬‬
‫اإلطار النظري للبحث‪:‬‬
‫أولا‪ -‬مفهوم التفكير‪:‬‬
‫‪-8‬التفكري اللغوي‪ :‬التفكر يف اللغة العربية اسم التفكري‪ ،‬والفكر والفكر‪ :‬إعمال اخلاطر يف الشيء‪،‬‬
‫والفتح فيه أفصح من الكسر‪ ،‬والفكرة‪ :‬كالفكر وقد فكر يف الشيء وأفكر فيه وتفكر‪ ،‬وفكري‪:‬كثري‬
‫الفكر‪ ،‬ذكر املقري الفكر‪ :‬بالكسر تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب املعاين‪ ،‬وقال‪ :‬يل يف األمر(فكر)‬
‫أي نظر وروية‪ ،‬وقال (الفكر) ترتيب أمور يف الذهن يتوصل هبا إىل مطلوب يكون علما أو ظنا‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫ليس يل يف هذا األمر فكر‪ ،‬أي ليس يل فيه حاجة‪( .‬ابن منظور‪) 4228 :‬‬
‫‪933‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫ثانيا‪ -‬تعريف اإلبداع‪:‬‬


‫اإلبداع يف اللغة العربية مصدر الفعل "أبدع"‪ ،‬وأبدع الشيء أي اخرتعه‪ ،‬واستخرجه واستحدثه‬
‫على غري مثال سابق‪ ،‬واالبتداع هو اخلروج على أساليب القدماء باستحداث أساليب جديدة‪ .‬اإلبداع‬
‫لغة ابتداء الشيء أو صنعة على غري مثال سابق‪ ،‬ويف اللغة االجنليزية تشتق كلمة إبداع ( ‪Creativity‬‬
‫‪)or Creativeness‬من كلمة اخللق (‪،)Creation‬والفعل خيلق (‪ )Create‬أصله الالتيين‬
‫(‪ )Creare‬ومعناها خيرج إىل احلياة أو يصمم أو ينشئ أو خيرتع أو يكون سببا‪( .‬زيد اهلويدي‪114 :‬‬
‫‪.) 33 : 3‬‬
‫تعريف اإلبداع كمنظومة متكاملة من العناصر أو المكونات المترابطة‪:‬‬
‫ال يوجد تعريف واحد ملفهوم اإلبداع‪ ،‬وقد يرجع سبب ذلك إىل إن اإلبداع ظاهرة متعددة‬
‫اجلوانب‪ ،‬وكذلك إىل اختالف وجهات نظر الباحثني لإلبداع باختالف مدارسهم الفكرية ومنطلقاهتم‬
‫النظرية‪ .‬ركزت التعريفات الواردة لإلبداع يف البحوث والدراسات ذات الصلة على أربعة حماور أو مناحي‬
‫تتداخل وتتكامل معا لتؤلف‬
‫الظاهرة اإلبداعية‪ ،‬يشار إليها بصيغة خمتصرة ( ‪ )4p‬وهى كما بالشكل (‪:(8‬‬

‫شكل(‪)0‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪933‬‬

‫‪ -8‬تعريفااات محورهااا الشااخب المباادع بخصائصاار الشخصااية والمعرفيااة والتطوريااة‪ .‬ويتبناهااا‬


‫علماء نفس الشخصية‪ :‬ووفقا هلا فإن اإلبداع يتمثل يف الفرد املغامر‪ ،‬املستقل فكريا‪ ،‬املثاابر‪ ،‬املنفاتح‬
‫فكريا‪ ،‬واخلاارج عان مناط التفكاري العاادي الساائد يف اجملتماع‪ ،‬واملتباع لانمط جدياد مان التفكاري‪ ،‬ذلاك‬
‫الفرد الذي يتصف خبصائ واستعدادات وقدرات غري عادية‪ ،‬مقارنة باآلخرين‪.‬‬
‫حيث يعرف مسبسون (‪ )Simpson‬اإلبداع من خالل تعريفه للشاخ املبادع علاى أناه "املباادأة‬
‫ال اايت يب ااديها الف اارد يف قدرت ااه عل ااى ال ااتخل م اان النس ااق الع ااادي للتفك ااري بإتباع ااه منطا اا جدي اادا م اان‬
‫التفكري" (حممد محد الطيطي‪) 21 : 2992 :‬‬
‫‪-2‬تعريفات محورها الناتج اإلبداعي‪ :‬يتناول أصحاب هذا االجتاه تعريف اإلبداع على أساس‬
‫اجلانب املادي امللموس للعملية اإلبداعية من حيث طبيعة املنتج اإلبداعي وصفاته وأشكاله‬
‫وخصا ئصه املميزة‪ .‬وتضح من هذه التعريفات أن اإلبداع هو ظهور إنتاج جديد ملموس يعرب عن‬
‫احملصلة النهائية ملا أنتجه املبدع والذي البد أن يتوافر فيه جمموعة من اخلصائ كاألصالة أو اجلدة‬
‫والفائدة للمجتمع‪.‬‬
‫وىف ضوء ذلك تعرف (صفاء األعسر‪ )82 :2999 :‬اإلبداع بأنه‪ :‬العملية اخلاصة بتوليد منتج‬
‫فريد وجديد‪ ،‬هذا املنتج جيب أن يكون فريدا بالنسبة للمبدع ‪ ،‬كما جيب أن حيقق حمك القيمة‬
‫والفائدة واهلدف الذي وضعه املبدع‪.‬‬
‫ويعرفه (جمدي عزيز‪ )2-8 : 2990 :‬بأنه‪ :‬إنتاج اجلديد النادر املختلف املفيد فكرا وعمال‪ ،‬وهو‬
‫بذلك يعتمد على اإلجناز امللموس‪.‬‬
‫"أنه نشاط ذهين متعدد الوجوه يتضمن إنتاجا جديدا وأصيالُ وذا قيمة من قبل األشخاص‬
‫واجلماعات (حممود غامن‪.) 2992،‬‬
‫وبذلك فإن اإلبداع قد يتمثل يف الناتج أو املنتج النهائي سواء كان ماديا أو جمردا‪ ،‬شيئا حمسوسا‬
‫أو فكرة‪ ،‬ويتميز بأنه ذو قيمة مؤثرة يف الفرد واجملتمع‪ ،‬مثل‪ :‬لوحة فنية يف اجملال الفين‪ ،‬ابتكار تكنولوجي‬
‫يف اجملال العلمي‪ ،‬رؤية فلسفية ونظرية فكرية جديدة يف اجملال الفلسفي‪ ،‬منوذج تدريسي يف اجملال الرتبوي‬
‫والتعليمي‪ ،‬فهو منتج جديد نابع من تفاعل الفرد مع اخلربات واملواقف املختلفة‪.‬‬
‫‪-2‬تعريفات محورها المناخ اإلبداعي‪ :‬يركز أصحاب هذه التعريفات على أمهية البيئة اليت حيدث فيها‬
‫اإلبداع‪ .‬ويتبناها علماء االجتماع والرتبية‪ ،‬وقد دارت هذه التعريفات حول جمموعة العوامل والظروف‬
‫البيئية واملواقف املختلفة اليت إذا ما توفرت للفرد أسهمت يف ظهور اإلبداع وحتسينه‪ ،‬وتتمثل يف اجملتمع‬
‫واألسرة واملدرسة‪.‬‬
‫ويطلق على جمموعة العوامل والظروف العقلية واالنفعالية واالجتماعية احمليطة بالفرد‪ ،‬واليت تعمل‬
‫‪939‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫على تنشيط وتنمية إمكاناته وقدراته اإلبداعية‪ ،‬وتعني على دعم اجتاهاته اإلجيابية حنو األفكار اجلديدة‬
‫باملناخ اإلبداعي‪(.‬ممدوح عبد املنعم الكتاين‪ .)822:8009:‬فاإلبداع هو"إنتاج جديد نسبيا نابع عن‬
‫فردية الشخ من ناحية‪ ،‬ومن العالقة والتفاعل بني الفرد والناس واألحداث واملواد والظروف املرتبطة‬
‫حبياته من ناحية أخرى‪)Maria walker et at:1995:76( .‬‬
‫‪-4‬تعريفااات محورهااا العمليااة اإلبداعيااة‪ :‬يعاارف أصااحاب هااذا النااوع ماان التعريفااات اإلبااداع عاان طريااق‬
‫عملية اإلبداع ذاهتا ومراحلها وارتباطها حبل املشكالت ومعاجلة املعلومات وأمناط التفكري‪ .‬ويتبناها علمااء‬
‫الا اانفس املعرفيا ااون والرتبيا ااة‪ ،‬وتعا ااىن ها ااذه التعريفا ااات بعمليا ااات التفكا ااري اهلادفا ااة‪ ،‬ومنها ااا ما ااا أورده تا ااورانس‬
‫(‪ )Torrnace‬م اان أن اإلب ااداع ه ااو " عملي ااة يص اابح فيه ااا الف اارد امل ااتعلم حساس ااا للمش ااكالت‪ ،‬ويواج ااه‬
‫الاانق والتناااقض يف املعلومااات والعناصاار املفقااودة غااري الظاااهرة‪ ،‬فيحااددها ويبحااث عاان احللااول‪ ،‬ويقااوم‬
‫بالتخمينا ا ااات‪ ،‬ويص ا ا اايا الف ا ا ااروض ومييزه ا ا ااا‪ ،‬ويعي ا ا ااد اختباره ا ا ااا‪ ،‬مث يق ا ا اادم النت ا ا ااائج يف ش ا ا ااكلها النه ا ا ااائي "‬
‫(‪)Torrance:1993:6‬‬
‫ويتضااح ماان هااذا التعريااف العالقااة القويااة بااني التفكااري اإلبااداعي والتفكااري الناقااد‪ ،‬حيااث تساابق‬
‫املبادع‬ ‫مهارات التفكري الناقد مهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬لتمثل األساس الذي يبىن ويشايد علياه الشاخ‬
‫إنتاجه الفكري اجلديد‪.‬‬
‫يعاارف كاال ماان (يوسااف قطااامي وأميمااة عمااور‪ )827-820:2992:‬اإلبااداع بأنااه عمليااة ذهنيااة‬
‫يق ااوم فيهااا امل ااتعلم بإدخااال جمموع ااة اخل اربات واملعااارف وحض اانها يف احلاض اانة الذهني ااة‪ ،‬وإدخااال حمتوي ااات‬
‫معرفيااة خمتلفااة‪ ،‬حبيااث تتفاعاال هااذه اخل اربات واملعااارف يف كاال ماارة تاادخل معرفااة أو خااربة جدياادة إىل أن‬
‫تصل إىل حالة اندماج يف عقل املتعلم وتصبح بالتايل جزءا متكامال من شخصيته‪.‬‬
‫وملااا كاناات هااذه العمليااة غااري ظاااهرة ومعقاادة‪ ،‬حيااث جتاارى داخاال العقاال اإلنساااين‪ ،‬لااذا فااإن ماان‬
‫حاولوا تعريفها (عبد الرمحن العيسوى ‪( )212:8002 :‬ساناء علاى حمماد السايد وآخارون‪) 1 :8001 :‬‬
‫(أمل حممد ساليمان حمماد ‪ )41:2991:‬قاد قااموا بتبسايطها مان خاالل تقسايمها إىل مراحال وهاى ترجاع‬
‫يف األصل إىل منوذج ‪ Wallas‬للعملية اإلبداعية‪ ،‬وهذه املراحل هي‪:‬‬
‫‪ ‬مرحلة األعداد أو التحضير‪:‬قوام هاذه املرحلاة الاوعي بوجاود مشاكلة أو موقاف حماري مث دراساته‪،‬‬
‫ومجع معلومات ذات صلة به‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلاة الختماار أو الحتضاا ‪ :‬ويطلاق عليهاا مرحلاة الكماون‪ ،‬حياث حيااول الفارد فيهاا إعمااال‬
‫قدراتااه الداخليااة السااتيعاب املوقااف أو املشااكلة‪ ،‬واسااتدعاء خرباتااه السااابقة املرتبطااة‪ ،‬باحث اا عاان‬
‫عالقات تساعد على إجياد حلول جديدة‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪933‬‬

‫‪ ‬مرحلااة اإلش اراق أو الااومي ‪ :‬وفيهااا تشاارق الفكاارة فجااأة علااى ذهاان املباادع‪ ،‬كأهنااا قااد نظماات‬
‫تلقائيا دون ختطيط‪ ،‬وبالتايل يتضح كل ما كان غامضا منها‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلااة التحقااق‪ :‬وهااى املرحلااة األخاارية يف العمليااة اإلبداعيااة‪ ،‬وتتضاامن اختبااار الفكاارة اإلبداعيااة‬
‫جتريبيا وتقييمها للتأكد من صحتها ومناسبتها للموقف أو املشكلة‪.‬‬
‫العملياة اإلبداعيااة وعااددها وتسااميتها وحااىت ماان حياث تسلساالها يف احلاادوث‪،‬ولكاان ال ينكاار أحااد أن‬
‫هذه املراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها‪.‬‬
‫ويتضااح ممااا ساابق أن اإلبااداع هااو نتاااج التفاااعالت بااني احملاااور األربعااة السااابقة‪ ،‬فهااو نشاااط إنساااين ميارسااه‬
‫فرد ذو مسات معينة تساعده على التفكري واإلبداع‪ ،‬وتظهر نتائجه بوضوح يف حمايط واقعاه عنادما يناتج ماا‬
‫هو جديد غري مألوف‪ ،‬ويشرتط هلذا النشاط اإلبداعي قدر من املعرفة واخليال‪ ،‬والبيئة الداعمة لظهوره‪.‬‬
‫وميكاان تعريااف اإلبااداع بشااكل إجرائ اي يف هااذا البحااث علااى النحااو التااايل‪ :‬اإلبااداع ظاااهرة معقاادة متثاال‬
‫منظومااة متعااددة اجلوانااب واملكونااات‪ ،‬فهااو كاال متكاماال؛ يظهاار بظهااور ناااتج جديااد وأصاايل ومفيااد وذي‬
‫قيمااة ونفااع للفاارد واجملتمااع‪ ،‬ويكااون مصاادره شااخ ذو خصااائ وقاادرات واسااتعدادات معينااة‪ ،‬يساالك‬
‫وفقا جملموعة من العمليات العقلية الراقية‪ ،‬ويرقى وينماو إذا ماا وجاد هاذا الشاخ يف بيئاة داعماة حاضانة‬
‫حمفزة هلذه العمليات‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف التفكير اإلبداعي‪:‬‬
‫يعااد التفكااري اإلبااداعي ماان أرقااى أمناااط التفكااري‪ ،‬حيااث يتطلااب مهااارات ذهنيااة عاليااة الكفاااءة‬
‫والفاعلية خاصة يف إجياد احللول والتوصل إىل أفكار غري تقليدية‪.‬‬
‫التفك ااري اإلب ااداعي نش اااط عقل اي مرك ااب وه ااادف توجه ااه ورغب ااة قوي ااة يف البح ااث ع اان حل ااول أو‬
‫التوصل إىل نواتج أصيلة مل تكن معروفة سابقا‪ .‬ويتميز التفكري اإلبداعي بالشمولية والتعقيد‪ ،‬ألنه ينطوي‬
‫عل ا ااى عناص ا اار معرفي ا ااة وانفعالي ا ااة وأخالقي ا ااة متداخل ا ااة تش ا ااكل حال ا ااة ذهني ا ااة فري ا اادة‪(.‬فتحي عب ا ااد ال ا اارمحن‬
‫جروان‪)77-70:2988:‬‬
‫"وهااو تفكااري يتضاامن توليااد وتعااديل لففكااار‪ ،‬يهاادف إىل التوصاال إىل ن اواتج تتميااز باألصااالة‪ ،‬والطالقااة‪،‬‬
‫واملرونة‪ ،‬واإلفاضة‪ ،‬واحلساسية للمشاكالت‪ .‬والتفكاري اإلباداعي يعتماد علاى اخلاربة املعرفياة الساابقة للفارد‪،‬‬
‫وعلى قدرته يف عدم التقيد حبدود قواعد املنطق أو ما هو بديهي ومتوقاع مان قبال النااس "(عادنان يوساف‬
‫العتوم وآخرون‪)870:2997:‬‬
‫إن العق ااول البشا ارية ت ااركن إىل امل ااألوف يف ك اال شا ايء فتس ااري يف طريقه ااا املعت اااد املن ااري‪ ،‬وال خت اااطر‬
‫بتجربة السري يف طرق جديدة قد تكون أكثر إنارة وأيسر يف الوصول إىل الغاية‪.‬‬
‫‪933‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫‪ -‬ويقصااد بااالتفكير اإلبااداعي فااي البحااث الحااالي‪ :‬ممارسااة الطالااب جملموعااة ماان مهااارات التفكااري الاايت‬
‫الفلسافي‪ ،‬وحتارره‬ ‫يظهر تأثريها يف سلوكه بدرجاة واضاحة وشاديدة نوعاا ماا‪،‬من خاالل خروجاه علاى الان‬
‫ماان قيااود اجلمااود الااذهين‪ ،‬حبيااث يعماال عقلااه يف القضااايا واملشااكالت الفلساافية الاايت يتعاارض هلااا بصااورة‬
‫إجيابياة؛ جتعلاه قاادرا علاى طارح أفكاار وبادائل أصايلة وغاري مألوفاة‪ ،‬واإلتياان حبلاول جديادة ملوقاف املشاكلة‬
‫الفلس اافية‪ ،‬وتتس اام ه ااذه احلل ااول بالطالق ااة واملرون ااة واألص ااالة واملغ ااامرة والتوس ااع واحلساس ااية للمش ااكالت‬
‫واخليال‪.‬‬
‫"إن ااه عملي ااة يص اابح فيه ااا الش ااخ حساس اا للمش ااكالت‪ ،‬م ااع إدراك الثغا ارات واملعلوم ااات والبح ااث ع اان‬
‫الاادالئل للمعرفااة‪ ،‬ووضااع الف ااروض واختبااار صااحتها‪ ،‬مث إج اراء التعااديل علااى النت ااائج"‪"،‬إنااه القاادرة عل ااى‬
‫التخيال أو اخارتاع أشااياء جدياادة عاان طريااق التوليااف باني األفكااار وتعااديلها أو تغيريهااا‪ .‬وهااو منااط تفكااريي‬
‫مكون من عنصرين مها التفكري املتقارب الذي يتضمن إنتاج معلومات صحيحة وحماددة حتديادا مسابقا أو‬
‫متفق عليها حيث تتدىن احلرية يف هذا النشاط الذهين‪ ،‬أما التفكري التباعادي فهاو يساتخدم لتولياد وإنتااج‬
‫واس ااتلهام األفك ااار املختلف ااة واملعلوم ااات اجلدي اادة م اان معلوم ااات أو مش اااهدات معط اااة أي إنت اااج أش ااياء‬
‫جديدة اعتمادا على خرباهتم املعرفية‪(.‬ناديا السرور‪)882:2992‬‬
‫أهمية تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪:‬‬
‫إن تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة رمبا تعود بالفائدة على املتعلمني من عدة أوجه‪،‬‬
‫حيث يعتقد الباحث أهنا‪:‬‬
‫‪-8‬تؤدي إىل فهم أعمق للمتعلم لكل من األفكار والقضايا واملشكالت الفلسفية اليت يتعرض هلا‪.‬‬
‫‪ -2‬يستطيع املتعلم الذي ميارس مهارات التفكري اإلبداعي أن يوظف املعرفة احلالية يف إنتاج معارف‬
‫جديدة‪ ،‬وال يقتصر دور على احلفظ والرتديد فقط‪ ،‬فيتحول من مستهلك للمعرفة إىل منتج هلا‪.‬‬
‫‪- 4‬تقود املتعلم إىل االستقاللية يف التفكري وحترره من التبعية واجلمود والتمحور حول الذات‪.‬‬
‫‪ -2‬تشجع روح املغامرة واخليال والتساؤل والبحث عن احلقيقة وعدم التسليم باملذاهب الفلسفية دون‬
‫حتر كاف‪.‬‬
‫‪ -2‬جتعل من اخلربات املدرسية‪ ،‬خربات ذات معىن وتعزز من سعي املتعلم لتطبيقها وممارستها يف احلياة‬
‫الواقعية املعاشة‪.‬‬
‫‪ -0‬ترفع من املستوى التحصيلي للمتعلم يف معظم املناهج الدراسية‪ ،‬وليس منهج الفلسفة فحسب‪.‬‬
‫‪-7‬جتعل املتعلم حمورا للعملية التعليمية‪ ،‬وحتوله إىل مشارك متفاعل فيها بطريقة أكثر إجيابية‪.‬‬
‫‪- 1‬تثرى العملية التعليمية وجتعلها أكثر جاذبية وتشويق للمتعلم‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪933‬‬

‫‪- 0‬تعزز من قدرة املتعلم على تلمس احللول ملشكالته واختاذ القرارات املناسبة بشأهنا‪.‬‬
‫‪-89‬تزيد من ثقة املتعلم يف نفسه وترفع من مستوى تقديره لذاته‪.‬‬
‫إن احلاجة إىل تنمية التفكري الناقد واإلبداعي لدى املتعلمني أمر بالا األمهية‪ ،‬إذ حيقق املنفعة‬
‫الذاتية للمتعلم نفسه‪ ،‬واملنفعة االجتماعية العامة‪ .‬ويستلزم ذلك إعادة النظر يف الربامج واملناهج التعليمية‬
‫واالجتهاد يف تعديلها‪ ،‬فال تزال املسافة شاسعة بني املناهج وطرق تدريسها وبني ما نسعى إليه‪( .‬حسن‬
‫حيي‪)29:2997 :‬‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي‪:‬‬
‫على الرغم من تعدد تعريفات التفكري اإلبداعي عند الباحثني والدارسني‪ ،‬إال أن معظمهم‬
‫يتفقون على أنه يشمل ثالث مهارات رئيسة (الطالقة‪ ،‬املرونة‪ ،‬األصالة) (‪،)Torrance:8004‬‬
‫يضيف إليها البعض(حسن حسني زيتون‪( )02 : 2994:‬حسن شحاته‪ ،‬وزينب النجار ‪ 7 :2994:‬ا‬
‫‪( ) 2‬حممد جهاد مجل ‪ )29:2992:‬مهارات أخرى مثل (احلساسية للمشكالت‪ ،‬التوسع‪ ،‬اخليال‪،‬‬
‫املغامرة‪ )...‬وفيما يلي تفصيل ذلك‪:‬‬
‫‪-0‬الطالقة(‪ :)Fluency‬وهي بنك األفكار‪ ،‬وتعىن القدرة على إنتاج وتوليد أكرب عدد ممكن من‬
‫البدائل أو األفكار أو احللول أو املرتادفات أو االستعماالت أو التعبريات املناسبة عند التعرض ملشكلة ما‬
‫أو مواجهة موقف معني‪ ،‬على أن يتم ذلك اإلنتاج يف شكل تدفق سهل وسريع‪ ،‬وضمن فرتة زمنية‬
‫حمددة‪ ،‬وتتضمن هذه املهارة استخدام الفرد ملخزونه من املعارف واألفكار واخلربات يف توليد أفكار‬
‫جديدة‪ ،‬وقد مت التوصل إىل عدة أنواع للطالقة‪:‬‬
‫أ) الطالقة اللفظية أو طالقة الكلمات(‪ :)Verbal Fluency‬وتعىن القدرة على إنتاج أكرب عدد‬
‫معينة (ترتبط بالفكرة أو املوضوع سواء‬ ‫ممكن من األلفاظ أو الكلمات اليت تتوافر فيها خصائ‬
‫بالرتادف أو التضاد) وتتناسب مع املوقف‪.‬‬
‫ب) طالقة المعاني أو الطالقة الفكرية (‪ :)Ideational Fluency‬وتعين القدرة على إعطاء‬
‫وإنتاج أكرب عدد ممكن من املعاين أو احللول أو األفكار ملشكلة ما‪ ،‬أو العناوين لفقرة معينة‪ ،‬أو‬
‫االستعماالت لشيء ما يف فرتة زمنية حمددة‪.‬‬
‫ج) طالقة األشكال(‪ :)Figural Fluency‬وتعين القدرة على التعبري عن األفكار بالرسم السريع‬
‫لعدد من األشكال والرسوم املرتبطة هبا‪ ،‬اجلداول والرسوم البيانية‪ ،‬الرسومات الفنية‪ ،‬والتعبريات املوسيقية‪،‬‬
‫واألدوار التمثيلية‪ ،‬وغري ذلك من صور حتوير الفكرة األصلية‪ .‬أو تغيري األشكال بإضافات بسيطة‪.‬‬
‫‪-3‬المرونة (‪ :)Flexibility‬وتعين القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوع األفكار املتوقعة‬
‫عادة‪ ،‬وحتويل مسار التفكري مع تغري املثري أو حسب متطلبات املوقف‪ ،‬واملرونة عكس اجلمود الذهين‬
‫‪937‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫الذي يعىن تبىن أمناط ذهنية حمددة سلفا وغري قابلة للتغري حسب ما تستدعى احلاجة‪ ،‬إهنا قدرة على‬
‫إنتاج تنويعه (تشكيلة) من األفكار ذات الوجهات الذهنية املتباينة‪ .‬ومن أشكال املرونة‪:‬‬
‫‪ -‬المرونة التلقائية‪ :‬وتعين قدرة الفرد على إنتاج أكرب عدد ممكن من األفكار أو االجتاهات أو‬
‫االقرتاحات اليت ترتبط مبشكلة أو موقف‪.‬‬
‫‪ -‬والمرونة التكيفية‪ :‬وتعين القدرة على تكيف الفرد مع أوضاع املشكلة ومع الصور اليت تأخذها أو‬
‫تظهر هبا املشكلة‪ ،‬وكلما ازدادت لدى الفرد القدرة على تغيري استجاباته لكي يتالءم مع املواقف‬
‫اجلديدة تطورت لديه املرونة التكيفية‪ ،‬ومرونة إعادة التعريف أو التخلي عن مفهوم أو عالقة قدمية ملعاجلة‬
‫مشكلة جديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬األصالة (‪ :)Originality‬وتعىن اجلدة والتفرد والتميز يف االستجابة‪ ،‬والقدرة على إنتاج منتج‬
‫غري مسبوق‪ ،‬سواء كان املنتج مادة مكتوبة أو جمسمة أو مرئية‪ ،‬أو خدمة معينة‪ ،‬وأن يتميز بالبعد عن‬
‫املألوف والشائع‪ ،‬فالفكرة أصيلة إذا كانت غري متكررة أو غري مألوفة‪ ،‬وال ختضع لففكار الشائعة‪.‬‬
‫وهناك نوعان من حمكات األصالة يف رأي علماء اإلبداع مها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن تكون االستجابة أصيلة بالنسبة للفرد‪ .‬أي أنه يصل إليها ألول مرة يف حياته‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تكون االستجابة أصلية بالنسبة لبيئته‪(.‬املدرسة أو اجملتمع احمللي)‪.‬‬
‫‪ -4‬الحساسية للمشكالت (‪ :)Sensitivity to Problems‬وتعين القدرة على اكتشاف‬
‫املشكالت واملصاعب‪ ،‬ورؤية الكثري من القضايا‪ ،‬واكتشاف عناصر الضعف أو النق يف املعلومات‪ ،‬أو‬
‫يف البيئة أو املوقف‪ .‬وميثل اكتشاف املشكلة والتحقق من وجودها اخلطوة األوىل يف عملية البحث عن‬
‫حل هلا‪ ،‬ومن مث إضافة معرفة جديدة أو إدخال حتسينات وتعديالت على معارف أو أفكار أو منتجات‬
‫موجودة‪ ،‬وتتضمن هذه املهارة مالحظة األشياء غري العادية أو الشاذة أو احملرية يف حميط الفرد‪ ،‬أو إعادة‬
‫توظيفها واستخدامها يف مواقف جديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬التوسع واإلفاضة(‪:)Elaboration‬وتعىن القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة‪ ،‬أو‬
‫حل ملشكلة ما‪ ،‬وتتضمن هذه املهارة الوصول إىل افرتاضات تكميلية تؤدى بدورها إىل زيادة جديدة‬
‫واستكشاف لبدائل من شأهنا تعميق وتكامل الفكرة وجعلها أكثر فائدة‪.‬‬
‫ويتطلب ذلك هتيئة أنشطة صفية (مثل املناقشات داخل الصف) اليت تستثري تفكري الطلبة إلنتاج‬
‫األفكار اليت يعتمد كل منها على األخرى‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪938‬‬

‫الفلسفة ومهارات التفكير اإلبداعي‪:‬‬


‫يفرتض للمناهج الدراسية أن تعمل على إثراء حياة الطالب‪،‬وذلك من خالل حمتواها‪ ،‬ومصادرها‬
‫التعليمية التعليمية‪ ،‬وأنشطتها‪ ،‬وقيمها واالجتاهات اليت تنميها؛ مما ينعكس بدوره على إثراء اجملتمع الذي‬
‫يعيشون فيه‪.‬‬
‫ومنهج الفلسفة حيتوى على العديد من األفكار واملفاهيم واملهارات والقيم واالجتاهات اليت تعترب من‬
‫العناصر املهمة يف تنمية مهارات التفكري اإلبداعي للطالب مما يساعد على بناء الشخصية السوية هلم‪.‬‬
‫والفلسفة كلمة يونانية األصل‪ ،‬مركبة من مقطعني مها‪" :‬فيلو" مبعىن حب‪ ،‬و"صوفيا" مبعىن‬
‫احلكمة‪ ،‬فالفلسفة إذن هي حب احلكمة وال تعىن امتالكها‪ ،‬والفيلسوف هو حمب احلكمة‪ ،‬والباحث‬
‫عنها‪ ،‬واحلكمة هي املعرفة الكلية‪ ،‬أو هي أمسى درجات املعرفة واحلقيقة‪ ،‬ومن يسعى يف طلبها فإمنا قد‬
‫حاز شرف ومنزلة عالية‪ ،‬يقول اهلل تعاىل‪ (:‬ومن يا ْؤت ِ‬
‫الح ْكمة فاق ْد أُوتِي خ ْيا ارا كثِ ايرا)(البقرة‪)200:‬‬ ‫ُ‬
‫إن العالقة الوثيقة بني الفلسفة والتفكري تعود إىل كون الفلسفة علما ومنهجا تقوم على التفكري‪،‬‬
‫وهذا "إميانويل كانط " يؤكد على‪" :‬أنه ال ميكن تعلم الفلسفة فما ميكن تعلمه هو التفلسف"‪ ،‬وما‬
‫يقصده كانط أن مهمة املعلم ال تقتصر على تعليم الطالب األفكار واملذاهب الفلسفية اليت توصل إليها‬
‫املفكرون والفالسفة سواء السابقني أو املعاصرين‪ -‬على الرغم من أمهيتها كمحتوى يتضمن نصوص‬
‫ومواقف الفالسفة يف القضايا واملشكالت املختلفة‪-‬؛ بل عليه أن يهتم أكثر بتعليم وتدريب الطالب‬
‫على التفكري وممارسة مهاراته‪ ،‬واستثمار عقوهلم يف إنتاج أفكار جديدة ترقى إىل األفكار اليت يتناولوهنا‬
‫بالدراسة والتحليل والنقد‪.‬‬
‫"فمعرفة الفلسفة أو حىت االقرتاب من قضاياها تتيح للقارئ االطالع على تطور التفكري البشري‪ ،‬وتفتح‬
‫الباب ملعرفة أصول امليتافيزيقا واملنطق‪ ،‬وتنمي لديه ملكة البحث احلر والنقد‪ ،‬وتعوده على التفرقة بني‬
‫األفكار الفلسفية والدينية واألساطري"‪(.‬عبده مباشر‪)7 -0 :2992:‬‬
‫ولتنمية مهارات التفكري العليا ومن ضمنها مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب يف الصف‬
‫املدرسي‪ ،‬أوصى ليبمان( ‪ )Lipman 8008 :894 - 884‬بإدخال الفلسفة إىل املنهج املدرسي‪،‬‬
‫وذلك يف شكل قضايا وحوارات فلسفية تثري مهارات التفكري العليا عند الطالب وتدفعهم إىل التق‬
‫والتأمل‪.‬‬
‫ويرى (حممد عبد الرمحن‪ )84 :8001 .‬يف هذا الشأن‪ ،‬أن كل فرد هو فيلسوف‪ ،‬حيث يقول ما نصه‬
‫"أجل كلنا فيلسوف‪ .‬فالفلسفة بأوسع معانيها قدمية قدم اإلنسان‪ ،‬فهي موجودة فينا وجترى يف عروق‬
‫كل فرد منا‪ .‬فلكل منا فلسفة يف هذه احلياة‪ ،‬وكل إنسان فيلسوف بطبعه‪،‬على تفاوت يف ذلك‪.‬‬
‫‪933‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫فالفلسفة عنوان وجود اإلنسان ما دام له عقل حيكم‪ ،‬ومشاكل ملحة‪ ،‬وواقع متمرد غري مطواع"‪ .‬وصدق‬
‫من قال‪ .‬إن الفلسفة إمنا تولد من جديد على يد كل فيلسوف‪.‬‬
‫الفلسفة ليس فيها هناية حامسة‪ ،‬وإمنا فيها على الدوام بداية متجددة‪ ...‬إن الفضيلة األوىل‬
‫للفيلسوف هي وفاؤه للوجود‪ ،‬وإخالصه للحقيقة‪ ،‬فهو ال ميلك سوى أن يضع املشكلة‪ ،‬ويعيد النظر يف‬
‫احللول السابقة‪ ،‬تاركا جمال البحث مفتوحا دائما أبدا "‪ .‬زكريا إبراهيم‪)2 :8007 :‬‬
‫"وهكذا جتئ الفلسفة فتعلم اإلنسان أنه ال زال عليه أن ينظر‪ ،‬ويتعجب‪ ،‬ويتفتح‪ ،‬ويبحث‪،‬‬
‫ويرتدد‪ ،‬ويتعثر‪ ،‬ويتخبط‪ ،‬وخيترب‪ ،‬ويتساءل‪ ،‬ويستكشف‪ ،‬واثقا دائما أبدا من أنه لن يكون مثة حل هنائي‬
‫يتكفل بالقضاء على كل فلسفة "‪(.‬زكريا إبراهيم‪)889 :8007 :‬‬
‫العالقة بني الفلسفة والتفكري اإلبداعي إذن عالقة وثيقة‪ ،‬تتضح من خالل حاجة الفلسفة إىل‬
‫البحث عن احلكمة واحلقيقة بوصفهما اهلدف األمسى لكل فيلسوف‪ ،‬وهذا البحث ليس بالشيء السهل‬
‫اهلني‪ ،‬ولكنه يتجاوز يف صعوبته قدرة الفرد الواحد‪ ،‬وهلذا فهي يف حاجة إىل كل فكر إنسان من أجل‬
‫الوصول إىل غاياهتا‪ ،‬ويعتمد هذا على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي للجميع خصوصا دارسي‬
‫الفلسفة‪.‬‬

‫العوامل املؤثرة يف التفكري اإلبداعي‪:‬‬


‫اختلف العلماء يف وصف العوامل اليت ميكن أن تؤثر يف التفكري اإلبداعي‪ ،‬فمنهم من يرى أن هذه‬
‫العوامل تنحصر يف الصفات الوراثية للفرد‪ ،‬ومنهم من يراها تعود يف األساس إىل البيئة اليت يعيش فيها‬
‫الفرد وتؤثر يف منط تفكري وحياته‪.‬‬
‫‪ -‬الصفات الوراثية‪:‬‬
‫كانت النظريات التقليدية ترى أن املبدعني واملتميزين يولدون هكذا وال يصنعون‪ -‬أي أن‬
‫العوامل الوراثية وحدها هي املسئولة عن املهارات والقدرات اإلبداعية وال دخل للبيئة أو التعليم‪ -‬وهذا‬
‫يعىن التسليم باألمر الواقع فال أمل يف حتويل أي فرد من إنسان عادى إىل مبدع متميز‪ ،‬أما النظريات‬
‫احلديثة فهي تقرر إمكانية حتسني وتطوير مهارات العقل اإلبداعية حىت ولو مل يولد الفرد مبدعا‪.‬‬
‫وقد وصل األمر ببعض العلماء إىل إنكار مسئولية الوراثة متاما عن املهارات والقدرات‬
‫اإلبداعية‪"،‬فعندما وضع ذلك التساؤل حول اإلسهام الوراثي يف مقابل اإلسهام البيئي أمام أندريس‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫إريكسون(‪ -)Anders Ericsson‬وهو عامل نفس من جامعة والية فلوريدا األمريكية قضى األعوام‬
‫العشرين املاضية يف دراسة العباقرة واملبدعني يف جماالت كالغوص‪ ،‬والرتفيه‪ ،‬واآلداب‪ -‬أكد بقناعة تامة‬
‫على عدم وجود مكونات وراثية متيز هؤالء العباقرة‪ ،‬حيث كان جوهر التميز من وجهة نظره يف‪ :‬أن متتد‬
‫بقدراتك إىل أقصى حدودها‪ ،‬وأن تزيد من حتكمك يف أدائك "‪( .‬ريتشارد ريستاك‪ 9 :‬ا ‪) 20 : 29‬‬
‫وبتقصي أوضاع أولئك الذين اعتربوا علماء ومبدعني وفنانني وعباقرة‪ ،‬يكتشف أن املعرفة‬
‫والنجاح يف التحصيل الدراسي مل يكن هو الفيصل أو الشرط األساسي هلذا اإلبداع أو تلك العبقرية‪".‬‬
‫فآينشتاين مثال؛ والذي اعترب أعظم علماء عصر‪ ،‬مل يكن فيزيائي ورياضي دماغه حمشوة باألرقام‬
‫واملعادالت‪ .‬بل إن السجالت تشري إىل أنه رسب يف الرياضيات املدرسية وكاد أن يطرد من الكلية‬
‫بسبب أحالم اليقظة‪....‬وحسب أقوال آينشتاين نفسه أنه مل يكتشف نظريته يف النسبية وهو جالس‬
‫وراء مكتبه بل وهو مستلق على تله خضراء يف يوم صيفي مجيل‪ .‬بينما كان ينظر بعينيه نصف‬
‫املغمضتني تراقصت الشمس عرب رموشه‪ ،‬متكسرة إىل آالف األشعة الشمسية الصغرية‪ .‬فكر بالقيام‬
‫برحلة حول العامل على منت شعاع مشسي‪ .‬أخذه خياله إىل حيث أخربه تدريبه الرمسي يف جمال الفيزياء‬
‫بأنه جيب أن ال يكون هناك‪ .‬ونتيجة لتأثره هبذه الرحلة اخليالية عاد إىل لوحه ومعادالته منطلقا من‬
‫قناعته بأن خياله أكثر صحة من تعليمه الرمسي‪ ،‬فتوصل إىل رياضيات جديدة تفسر صدق ما أخربه به‬
‫عقله "‪(.‬توين بوزان‪)28 :8000 :‬‬
‫‪ -‬البيئة الجتماعية‪:‬‬
‫يف التفكري اإلبداعي سواء بالنمو والزيادة أو باحلد‬ ‫تؤثر البيئة اليت يعيش فيه الشخ‬
‫والنقصان‪ ،‬فالبيئة االجتماعية اليت متارس أساليب تنشئة قاسية صارمة على أبنائها‪،‬من قمع وتسلط‬
‫وشدة وعنف وسخرية‪ ،‬وتغيب احلوار واملناقشة‪ ،‬وجتربهم على إتباع خطى اآلباء ألهنا الوحيدة الصحيحة‬
‫من وجهة نظر القائمني عليها‪ ،‬حتد من ممارسة األشخاص ملهارات التفكري اإلبداعي‪ .‬وباملثل فإن البيئة‬
‫االجتماعية اليت هتمل أبنائها‪ ،‬هتمل يف نفس الوقت الرعاية واالهتمام ببذور التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫إن الرتبية األسرية اليت تقوم على القسوة والشدة أحيانا‪ ،‬واإلمهال أحيانا أخرى‪ ،‬يرتتب عليها‬
‫الشعور بالعجز وفقدان الثقة ومشاعر اخلوف والقلق‪ ،‬والشعور بالعدوانية‪ ،‬وغريها من العوامل املسؤولة‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫عن التخلي عن قيم التجديد واإلبداع وتبين قيم الالمباالة السلبية"‪( .‬عبد اللطيف حممد خليفة‪2992 :‬‬
‫‪) 40 :‬‬
‫"إن الطفل يتعلم التفكري قبل التحاقه باملدرسة بزمن طويل‪ ،‬وتبقى وظيفة املدرسة يف هتيئة‬
‫الظروف املواتية لنمو مهاراته واليت تؤثر تأثريا فاعال يف بناء شخصية الفرد‪ ،‬يستدل عليها من خالل‬
‫قدرته على التجريد والتعميم والتصنيف والقدرة على اختاذ القرار‪ ،‬والتفكري الناقد‪ ،‬وحل‬
‫املشكالت"‪(.‬حممد جهاد مجل‪) 04 :2992:‬‬
‫وهناك من يرى "إنه ال يوجد حل قاطع ملشكلة الوراثة‪،‬والبيئة‪ ،‬فاجلينات ال متارس تأثريها إال يف‬
‫بيئة معينة‪ .‬ومهما كان إسهام الوراثة قويا‪ ،‬تظل البيئة هي املتحكمة يف منو املوهبة وتطورها‪ ،‬فال يظهر‬
‫ما موهوب ومبدع يف جمال املوسيقى مثال‪ ،‬إال إذا وجد نفسه بني آخرين يقدرون قيمة املوسيقى‬ ‫شخ‬
‫ويدعمون املبدعني يف ذلك اجملال "‪(.‬ريتشارد ريستاك‪) 41 :2989:‬‬
‫"إن دماغ اإلنسان يشبه عمالقا نائما‪ ،‬وقد أظهرت األحباث السيكولوجية والرتبوية وأحباث‬
‫الكيمياء والفيزياء والرياضيات؛ أن قدرات العقل الكامنة أكرب بكثري مما ميكن ختيله‪ .‬وحىت املقولة القدمية‬
‫اليت تفيد بأننا نستخدم ‪ %8‬فقط من دماغنا قد تكون خطأ حيث أتضح اآلن أننا نستخدم أقل من‬
‫ذلك بكثري‪ ،‬أي أن كمية هائلة من قدراتنا العقلية الكامنة ال تزال تنتظر أن تنمى وتتطور"‪( .‬توىن بوزان‪:‬‬
‫‪) 7 :8000‬‬
‫ويصنف (سعيد عبد العزيز‪ ) 2990 .‬العوامل املؤثرة يف التفكري اإلبداعي إىل‪:‬‬
‫‪ -8‬الصفات الشخصية للفرد‪ :‬مثل املرونة املبادرة واحلساسية والدافعية واملزاجية واالستقاللية وتأكيد‬
‫الذات‪.‬‬
‫‪ - 3‬المحاكاة‪ :‬وهو عامل سليب ألن تقليد اآلخرين حتد من قدرة الفرد على اإلبداع بينما االستقاللية‬
‫عن اآلخرين تسهم يف تطوير السلوك اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ - 2‬الرقابة‪ :‬حيث حتد طرق التنشئة االجتماعية القاسية من قدرات األفراد على التفكري اإلبداعي‪،‬‬
‫فالسخرية والتسلط والقمع حيد من قدرهتم على التعبري عن أفكارهم بعكس غريهم ممن لديهم الفرص‬
‫ألن يعيشوا يف أسرة تشجع االستقاللية واملرونة وحرية التعبري وتقدم هلم الدفء والدعم املعنوي‬
‫والعاطفي‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫‪ - 4‬أساليب التربية و التعليم‪ :‬إن أساليب التعليم اليت تعتمد على التلقني وحشو أدمغة الطالب‬
‫باملعلومات ال تفسح أمام الطالب اجملال للتفكري اإلبداعي املنتج‪ ،‬بينما األساليب الرتبوية غري املقيدة‬
‫تفسح اجملال للتفكري احلر‪.‬‬
‫منهج الفلسفة الحالي ومعوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي‪:‬‬
‫أشارت العديد من الدراسات والبحوث السابقة اليت تناولت دور املناهج يف تنمية أمناط التفكري‬
‫املختلفة‪ ،‬وخاصة التفكري اإلبداعي‪ ،‬إىل وجود معوقات كثرية ومتنوعة تقف يف طريق تنمية مهارات‬
‫التفكري اإلبداعي يف املؤسسة التعليمية‪ ،‬وهلذا وجب حتديد هذه املعوقات كخطوة أوىل وأساسية قبل‬
‫تطبيق أي برنامج تعليمي أو تدرييب يستهدف تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫حيث يشري (عبد الغفار‪ ) 74 :8007:‬إىل أن هناك جمموعة من املعوقات املدرسية اليت تقف‬
‫حائال دون تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -8‬عدم كفاية الوقت احملدد للنشاط املدرسي يف أغلب املدارس‪ ،‬فال تتاح الفرص الكافية ملمارسة‬
‫الطالب األنشطة املثرية إلبداعاهتم‪.‬‬
‫‪ - 2‬التقيد باخلطة الزمنية لتوزيع املنهج‪ ،‬وعدم اخلروج عنها‪.‬‬
‫‪ - 4‬اعتماد املناهج الدراسية على احلفظ واالستظهار وليس على التفكري واملالحظة واالستنتاج‪.‬‬
‫‪ - 2‬غالبا ما تكون املناهج معدة مقدما من وجهة نظر خرباء كل مادة دراسية‪ ،‬ومرتبة حسب ما يرونه‬
‫من وجهة نظرهم‪.‬‬
‫‪ - 2‬عدم إعطاء قدر كاف من الثقافة العامة يف شيت موضوعات املنهج‪ ،‬ونادرا ما هتتم املناهج الدراسية‬
‫باجلانب التطبيقي والتجارب املعملية‪.‬‬
‫‪ - 0‬تقليدية أساليب التقومي املتبعة واقتصارها على تقييم حفظ الطالب للمادة الدراسية‪ ،‬وندرة تقييمها‬
‫جلوانب التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ - 7‬طول املناهج الدراسية‪ ،‬وعدم ترابطها‪ ،‬وازدحامها مبعلومات غري مرتبطة مبشكالت البيئة‪.‬‬
‫‪ - 1‬ندرة تعرض املناهج الدراسية لتاريخ العلماء وجمهوداهتم وجتارهبم العلمية‪.‬‬
‫‪ - 0‬استخدام متارين الكتاب املدرسي اخلالية من األفكار اجلديدة (اإلبداعية)‪.‬‬
‫‪ -89‬استخدام امللخصات وحتفيظها للتالميذ مما يعودهم على احلفظ وإمهال الكتب الدراسية‬
‫‪ - 88‬خلو معظم الكتب الدراسية على اختالف ختصصاهتا من اجلمع بني إجابتني أو أكثر‪،‬بل يكتفي‬
‫بوضع إجابة واحدة مفروضة على الطالب‪.‬‬
‫‪339‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫‪-82‬ندرة إشباع املناهج الدراسية حلاجات ورغبات الطالب وميوهلم اإلبداعية‪.‬‬


‫ومن املعوقات التي تقف يف طريق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف‬
‫الفلسفة‪:‬‬
‫‪ -‬معوقات ترتبط بأهداف تدريس منهج الفلسفة‪:‬‬
‫´من أبرز شعارات الرتبية احلديثة‪ .‬أن الرتبية الناجحة هي تلك العملية اليت تعلم اإلنسان كيف يفكر‪ ،‬ال‬
‫أن تسقط عليها أفكار اآلخرين" (يوسف قطامي‪ ،)874 :2990 :‬وهبذا يصبح اهلدف األساسي من‬
‫التعليم هو التفكري‪،‬وقد ازداد هذا األمر إحلاحا بعد أن أظهرت بعض الدراسات يف جمال آليات عمل‬
‫الدماغ أن العقل البشرى مل يستثمر منه حىت اآلن إال حنو ‪ ، %82‬وأن االستفادة من باقي إمكانياته‬
‫الكامنة حتتاج إىل شروط تربوية وثقافية واجتماعية‪ ،‬البد من توفريها وإال من السهل أن ينصاع العقل إىل‬
‫العادة واأللفة والتطابق واملسايرة"‪(.‬صالح الدين عرفه حممود‪)820 :2990 :‬‬
‫وقد حددت وزرة الرتبية والتعليم ضمن أهداف تدريس مادة الفلسفة يف املرحلة الثانوية العامة‬
‫ما يلي ‪ :‬تأكيد حرية التفكري وارتباطها بالتسامح العقلي وعدم التعصب الفكري‪ ،‬التعود على اختاذ‬
‫املواقف جتاه املشكالت والتعبري عن الرأي الشخصي والتعقيب على آراء الغري بوجهة النظر املدعمة‬
‫باألدلة املمكنة واملقبولة‪( .‬وزارة الرتبية والتعليم‪)2992:‬‬
‫ولقد أصبحت تنمية قدرات التفكري عامة والتفكري اإلبداعي خاصة لدى الطالب‪ ،‬أحد‬
‫األهداف الرتبوية املهمة اليت تسعى األمم إىل حتقيقها من خالل براجمها الرتبوية "‪( .‬بسام عبد اهلل طه‬
‫إبراهيم‪) 0 :2990:‬‬
‫غري أن النظرة الفاحصة تشري إىل وجود تناقض بني األهداف املعلنة على املستوى التنظريي التخطيطي‬
‫‪ -‬كتطوير قدرة الطالب على التفكري وتنمية مهارات التفكري اإلبداعي كهدف تربوي يوضع يف مقدمة‬
‫أولويات الرتبويني واملعلمني‪ -‬واملستوى التنفيذي على أرض الواقع‪ ،‬فاملعلم يضع ضمن أهداف درسه‬
‫تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬لكن أثناء تنفيذ الدرس ال يقوم سوى بالتلقني راجيا أن يتذكر الطالب‬
‫ما ألقاه عليهم أثناء احلصة ورمبا يفهموه‪.‬‬
‫إنه اصطدام بني الواقع واملأمول‪ ،‬ألن النظام الرتبوي والقائمني عليه ال يوفرون اخلربات الكافية‬
‫لتنمية التفكري اإلبداعي‪ .‬إن من ينظر إىل املدرسة الثانوية‪ ،‬سوف جيد ما سبق وأكثر‪ ،‬فقد جعل نظام‬
‫الثانوية العامة من الدراسة الثانوية منافسة للحصول على أعلى الدرجات‪ ،‬نتيجة للحفظ والتكرار‬
‫والشحن والتفريا من كتاب املدرسة إىل ورقة اإلجابة يف امتحان هناية العام‪ ،‬ويسود هذه املنافسة جوا من‬
‫الرهبة واخلوف والتبعية للمعلم الذي يعمل يف الليل مدرسا خاصا‪ ،‬ليساعد الطالب يف احلصول على‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫أفضل اإلجابات لفسئلة اليت بات يتوقعها ويفتخر مبعرفتها‪ ،‬لقد أصبحت هذه الدرجات هي املعيار‬
‫الوحيد ملدى جناح العملية التعليمية يف حتقيق أهدافها‪ ،‬والسؤال هل غاية الرتبية والتعليم يف املدرسة‬
‫الثانوية هي ختريج عقول قادرة على احلفظ والصم فقط ‪ -‬وهذا جزء من اجلانب املعريف‪ -‬مع إمهال باقي‬
‫أجزائه وباقي اجلوانب اإلنسانية األخرى؟!‬
‫‪ -‬معوقات ترتبط بمحتوى منهج الفلسفة‪:‬‬
‫حتتوى الفلسفة على كثري من القضايا واملشكالت اليت تعد جماال خصبا لتنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي‪ ،‬غري أن الرتكيز على احملتوى املعريف للفلسفة كمحور للتعليم وليس الطالب جيعل الطالب يشعر‬
‫بامللل والفتور نتيجة إمهال عقله وتنشيط تفكريه؛ مما يؤدى إىل تكوين اجتاهات سلبية حنو مادة الفلسفة‬
‫والتفكري فيها‪ ،‬كما أن عدم الربط بني الفلسفة اليت يتم تدريسها داخل املدرسة والواقع الذي يعيش فيه‬
‫الطالب؛ يؤدى بدوره إىل عزل الفلسفة وحصرها على صفحات الكتاب الذي حيتويها‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ما سبق فإن منهج الفلسفة‪ -‬ذاته ‪ -‬يتجاهل الظروف االجتماعية اليت نشأت فيه‬
‫املذاهب الفلسفية‪ ،‬ويتسم بتعدد موضوعاته‪ -‬مع عدم توفري الوقت الكايف‪ -‬األمر الذي ال يتيح للمتعلم‬
‫فرص املناقشة واحلوار والعصف الذهين والطالقة باإلضافة إىل عدم الرؤية التكاملية الشمولية يف عرض‬
‫موضوعات الكتاب املدرسي‪ ،‬مع عدم االهتمام باملشكالت الكربى من خالل املذاهب الفلسفية‬
‫املنهج املسئول عن تنمية‬ ‫القدمية واملعاصرة‪ .‬وبذلك يبتعد منهج الفلسفة باملرحلة الثانوية عن خصائ‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي لدى املتعلمني‪(.‬سامي الفطايري‪)70 :8002:‬‬
‫‪ -‬إستراتيجيات وطرق تعليم وتعلم الفلسفة‪:‬‬
‫إن األساليب التقليدية املستخدمة يف التدريس واليت هتمل استخدام تقنيات التعليم والتعلم‬
‫احلديثة‪ ،‬وهتمل دور الطالب كفاعل وتركز فقط على كونه مفعول به‪ ،‬تؤدي إىل إمهال تنشيط وتنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب يف هذه املرحلة املهمة اليت تبدأ فيها السمات الشخصية يف‬
‫الظهور‪.‬‬
‫فاألساليب والطرق التعليمية الىت تعتمد على التلقني من جانب املعلم ‪ ،‬واحلفظ واالستظهار‬
‫من جانب املتعلم ‪ ،‬تعمل على وأد التفكري اإلبداعى ىف مهده ‪،‬وحتول املتعلم إىل تابع أصيل ىف القطيع‪،‬‬
‫يعجز عن إنتاج حلول ابداعية ملا يواجهة من مواقف ومشكالت‪ ،‬بينما األساليب والطرق التعليمية الىت‬
‫تقوم على احلوار واملناقشة وتتيح الفرصة للمتعلم ليبدى رأيه‪ ،‬ويعرب عن فكره‪ ،‬فهى تفسح اجملال للتفكري‬
‫اإلبداعى لكى ينمو وينطلق باملتعلم ىف مساء اإلبداع‪.‬‬
‫ويشري (حممد زيدان‪ )820 :8000 :‬يف هذا الصدد إىل أن كتاب الفلسفة احلايل قد صيا بالصورة اليت‬
‫تالئم طريقة اإللقاء أو احملاضرة‪ ،‬وهى الطريقة السائدة يف تدريس الفلسفة باملدارس الثانوية‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫وإذا مل يستخدم املعلم إسرتاتيجيات وطرق تدريسية تعتمد على التفكري عموما‪ ،‬واإلبداعي‬
‫خصوصا فإنه يصبح جزءا من املشكلة وعائق من املعوقات وعقبة يف سبيل تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي لدى طالبه؛ فعادة ما يتعرض املعلمون ملواقف يضطرون فيها تشكيل وصنع مواقف تعليمية‬
‫جديدة لتحاكي املواقف اليت ظهرت فيها القضايا‪ ،‬واملشكالت الفلسفية اليت يقومون بتدريسها‬
‫للطالب‪.‬‬
‫‪ -‬معلم الفلسفة‪:‬‬
‫إن التعلم حيدث بشكل فعال عندما حيرص املعلم على إقامة عالقات قوية مع طالبه‪ ،‬فهذه‬
‫العالقات من شأهنا تشجيع النمو االنفعايل للطالب ‪،‬مما يعين زيادة ثقة الطالب بنفسه مما يدفعه إىل‬
‫ممارسة التفكري اإلبداعي بال خوف والتعبري عما يدور بعقله‪ ،‬مما يؤدى إىل تشجيع النمو العقلي وزيادة‬
‫التحصيل الدراسي‪.‬‬
‫غري أن معلم الفلسفة يلجأ يف بعض األحيان إىل مقاومة األفكار اجلديدة وحماولة احلفاظ قدر اإلمكان‬
‫على الوضع الراهن؛ خوفا من أن يقابل من األفكار واملواقف ما ال يستطيع التعامل معه ألنه مل يألفه من‬
‫قبل‪ ،‬وبالتايل ينهر الطالب الذي خيرج عن حمتوى املنهج أو يقدم رأى خيالف املنصوص عليه‪ ،‬معلال‬
‫ذلك بالقول‪:‬هل ميكن لطالب املرحلة الثانوية أن يقدم فكر أرقى وأبدع من ذلك الذي قدمه الفالسفة‬
‫واملفكرون السابقون على مر العصور كأفالطون وأرسطو وديكارت‪...‬؟‪ ،‬وبالتايل فهو يرى أنه ليس يف‬
‫اإلمكان أبدع مما كان!!‬
‫إن معلم الفلسفة املاهر هو الذي يقوم باستغالل مظاهر نشاط الطالب ‪،‬ويبتكر الوسائل اليت‬
‫تغرى هؤالء الطالب باملشاركة يف األنشطة؛ هبدف توظيف هذا النشاط يف دعم التحصيل الدراسي‪،‬‬
‫إضافة إىل ممارسة التفلسف داخل الفصل وخارجه‪( .‬حممد زيدان‪)82 :2989:‬‬
‫وقد أظهرت نتائج دراسة (إهلام عبد احلميد ‪) 8000:‬سيادة الديكتاتورية عند معلمي الفلسفة‬
‫عينة الدراسة من خالل رفضهم للتفاعل واملشاركة بينهم وبني الطالب طالب املرحلة الثانوية وذلك من‬
‫خالل استخدام بطاقة مالحظة لسلوك املعلم داخل الفصل‪ ،‬كما كشفت الدراسة من خالل نتائج‬
‫حتليل مضمون كتاب الفلسفة يف ضوء منهج اإلبداع أنه يفتقد الرؤية اإلبداعية‪ ،‬كما كشفت الدراسة‬
‫عن سيادة النزعة التقليدية وعدم اخلروج عن املألوف ورفض التعدد الفكري ورفض اخليال عند معظم‬
‫أفراد العينة من طالب املرحلة الثانوية وذلك من خالل مقياس االجتاه حنو اإلبداع‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫وهذا ما كشفت عنه دراسة رجندان ( ‪ )Rajendan: 8000‬اليت تؤكد على ضرورة تأهيل‬
‫املعلم باملعلومات واملهارات واالجتاهات الالزمة لتنمية مهارات التفكري الناقد واإلبداعي وحل‬
‫املشكالت‪ ،‬داخل الفصول الدراسية‪ ،‬حيث توصلت الدراسة إىل أن املعلمني غري مؤهلني إلثارة اإلبداع‬
‫واالبتكار داخل الفصل‪ ،‬كما أوصت الدراسة بضرورة تشجيع املعلمني الطالب للمشاركة داخل الفصل‪،‬‬
‫وضرورة استخدام اسرتاتيجيات تدريس تساعد على تنمية مهارات التفكري العليا وعدم االقتصار على‬
‫اإللقاء وتلقني املعلومات وصبها يف عقول الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬طالب المرحلة الثانوية‪:‬‬
‫قد يرجع السبب وراء ضعف القدرة على التفكري اإلبداعي يف الفلسفة إىل طالب املرحلة‬
‫معينة ‪ -‬خالل مرحلة املراهقة‪ -‬إذا مل يتم التعامل‬ ‫الثانوية نفسه‪ ،‬ذلك الطالب الذي يتسم خبصائ‬
‫معها حبذر كان رفض الفلسفة وتكوين اجتاه سالب حنوها هو أول رد فعل من جانب الطالب‪ ،‬وبالتايل‬
‫فإنه لن يكلف نفسه مشقة التفكري اإلبداعي يف قضاياها ومشكالهتا‪.‬‬
‫لقد اعتاد الطالب احلفظ والتذكر حملتوى الفلسفة‪ ،‬كسبيل إلحراز درجات مرتفعة فيها‪ ،‬غري أنه‬
‫إذا ما توفر له املناخ الفيزيقي للتساؤل واملناقشة فقد ينطلق بفكره إىل أسئلة قد يعجز املعلم ذاته عن‬
‫إجياد حلول هلا‪ ،‬وهذا يعىن أن إتاحة الفرصة أمام املتعلم لالنطالق بفكر إلنتاج أفكار فلسفية جديدة‬
‫ميكن أن ينمى لديه كثري من املهارات اإلبداعية اليت أصبحت مطلبا ملحا اليوم ‪ ،‬غري أن حتديد‬
‫املعلومات وتركيزها يف الكتاب املدرسي أصبح عائقا للتفكري أمام املعلم بصفة عامة ولإلبداع بصفة‬
‫خاصة‪( .‬سامي الفطايري‪)70 : 8002:‬‬
‫األمر‪ -‬إذن‪ -‬يقتضى إقحام الطالب يف مواقف حياتية تقابلهم يف احلياة االجتماعية‪ ،‬وتتفرع‬
‫من املشكالت الفلسفية الكربى‪ ،‬ويطالبون فيها بالتفكري وإبداء الرأي واحلكم عليها‪ ،‬هبدف تعليمهم‬
‫كيف يفكرون بأنفسهم‪( .‬حممد زيدان‪)887 :8000 :‬‬
‫ويعد مفهوم "املطاوعة " (‪ - )Plasticity‬والذي يشري إيل قدرة املخ على التغري‪ -‬مفهوما مهما وحموريا‬
‫يف فهم مخ الطالب يف هذه املرحلة‪ .‬حيث كان علماء األعصاب‪ ،‬حىت وقت قريب‪ ،‬يعتقدون أن‬
‫مطاوعة املخ تنتهي بشكل كبري يف هناية مرحلة املراهقة أو بداية مرحلة الرشد‪ ،‬ويصبح املخ بعدها ثابتا‬
‫‪337‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫يف البنية والوظيفة‪ .‬وكان هذا هو االفرتاض السائد الذي مت التحول عنه عندما ظهر عدم صحته"‬
‫(ريتشارد ريستاك‪)87 :2989 :‬‬
‫وقد يكو ضمن أسباب ضعف مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة عند طالب المرحلة الثانوية‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تدين مستوى دافعية الطالب للتفكري وللتعلم واإلجناز‪.‬‬
‫‪ -‬اخنفاض املثابرة والطموح‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام فقط بالتحصيل الدراسي للمقررات واالقتصار على احلفظ واالستظهار‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الثقة بالنفس واخلوف من الفشل يف طرح أي رأى أو فكرة جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬التبعية والنمطية يف معاجلة األمور وتناول القضايا واملشكالت‪ ،‬فيتبع الطالب ما هو سائد يف جمتمعه‪.‬‬
‫‪ -‬االستغراق يف قضايا ومشكالت غري ذات قيمة‪ ،‬وعدم الوعي واليقظة خبطورة إمهال التفكري‪ ،‬واهلروب‬
‫من مواجهة املواقف واملشكالت اليت تبدو غامضة أو معقدة لتفادى حدوث نتائج غري سارة‪.‬‬
‫"إن نزوع الناس إىل إمهال التفكري يف األمر حىت أصبح غري قابل للشك هو السبب يف نصف‬
‫ما يرتكبون من األخطاء‪ ،‬ولقد أحسن بعض الكتاب املعاصرين ما ما شاء يف قوله أن الرأي الثابت‬
‫املستقر عرضه لالستغراق يف سبات عميق"‪(.‬جون ستيوارت ميل‪)00 :8000 :‬‬
‫‪ -‬مصادر وأنشطة تعليم وتعلم الفلسفة‪:‬‬
‫لتنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة يلزم تنويع مصادر التعلم خالل املواقف التدريسية‪،‬‬
‫إذ حتتاج الفلسفة إىل عدم االكتفاء بالكتاب املدرسي كمصدر وحيد للمعرفة‪ ،‬بل يتعني تعويد املتعلم‬
‫البحث عن مصادر متعددة‪ ،‬قد يوفر له املعلم بعضا منها‪ ،‬كخرائط املفاهيم واألشكال التوضيحية‪،‬‬
‫واملراجع‪ ،‬وتقدمي القضايا واملشكالت‪ ،‬وإثارة املناقشات‪(.‬سامي الفطايرى‪) 78 : 8002 :‬‬
‫كما أظهرت نتائج دراسة (حممد زيدان‪ ) 800 :8001 :‬أن منهج الفلسفة احلايل يتجاهل‬
‫األنشطة التعليمية متاما سواء يف التدريس أو التقومي‪ ،‬مما أدى إىل انصرف بعض الطالب عن املشاركة يف‬
‫أنشطة التفلسف‪ ،‬واحلجة الىت يقدمها هؤالء أهنم يوجهون كل اهتمامهم إىل التحصيل الدراسي‪ ،‬هبدف‬
‫احلصول علي اكرب جمموع من الدرجات يؤهلهم لاللتحاق بالكليات اجلامعية املنشودة‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪338‬‬

‫وقد كشفت نتائج دراسة كوملن(‪ )Coleman:2001‬عن ضرورة صياغة املنهج وحمتوى الربامج‬
‫التدريسية بشكل يتناسب مع حاجات الطالب واهتماماهتم‪ ،‬وذلك من أجل تنمية مهارات التفكري‬
‫العليا املتمثلة يف مهارات التفكري اإلبداعي ومهارات التفكري الناقد لديهم‪ ،‬وقد توصلت هذه الدراسة إىل‬
‫أن الربنامج الدراسي القائم على التكنولوجيا التعليمية كان له اثر اجيايب يف تنمية مهارات التفكري العليا‬
‫لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬معوقات ترتبط بالمدرسة الثانوية‪:‬‬
‫"ان الدور الذي تلعبه املدرسة يف الوقت احلايل‪ ،‬يتجه إىل ما ميكن تسميته با (ثقافة الذاكرة) وليس‬
‫(ثقافة اإلبداع)‪.‬وثقافة الذاكرة تقوم على احلفظ واالستظهار‪ ،‬ومعيارها هو التقليد‪ ،‬أما ثقافة اإلبداع‪،‬‬
‫فتقوم علي اجلدل واحلوار ومعيارها هو االبتكار" فمن املؤكد أن املواطنني عندما يتشكلون يف املدرسة‬
‫بعيدا عن حرية الرأي واجلدل والنقاش‪ ،‬وعندما ينتشئون علي ثقافة الذاكرة ال على ثقافة اإلبداع‪،‬فإن‬
‫الطريق يكون ممهدا أحسن متهيدا كي يقع اجملتمع فرصة تسلط جمتمعات أخرى ليس بالضرورة عن طريق‬
‫القوة العسكرية اليت أصبحت وسيلة تقليدية مكشوفة‪،‬وإمنا عن طريق ما هو أدهى وأمر‪،‬عن طريق التبعية‬
‫يف أي صورة من صورها سواء السياسية أو الثقافية أو االقتصادية‪،‬وإن كانت كل واحدة من هذه الصور‬
‫البد أن تؤدي إىل غريها(سعيد إمساعيل‪.)892-894 :8010:‬‬
‫إن من يراقب واقع املدرسة الثانوية و خصوصا داخل احلجرة الدراسية سوف يالحظ من أول‬
‫وهلة شيوع جو من عدم الدميقراطية‪ ،‬فاملعلم هو صاحب الكلمة األويل واألخرية‪ ،‬ميثل حمورا و مرتكزا‬
‫أساسيا ووحيدا للعملية التعليمية‪ ،‬فيحتكر معظم وقت احلصة يف اإللقاء‪ ،‬وال يتيح للطالب أي فرصة‬
‫للتعبري عما يفكرون من خالل طرحهم لفسئلة أو دخوهلم يف مناقشات مفتوحة‪ ،‬ويكتفي بتقدمي أفكار‬
‫و حلول جاهزة للقضايا و املشكالت اليت قد يتطرق إليه الطالب‪ ،‬فاملعلم ذاته مل يتدرب أو يتعود على‬
‫روح اإلبداع‪.‬‬
‫إن السياق االجتماعي الذي يتم من خالله التعليم يف مداسنا هو سياق اإليداع وليس اإلبداع‪.‬‬
‫قاهرة مناهضة لإلبداع‪.‬تقنع الطالب قهرا‬ ‫ومن أهم خصائصه احلفظ و النقل و التلقني‪ ،‬وهي خصائ‬
‫أن حيفظ و حيافظ على ما يتلقاه يف العملية التعليمية‪(.‬صفاء عبد العزيز‪.) 494 :8002:‬‬
‫إن تنمية مهارات التفكري اإلبداعي أصبحت أمرا حيويا؛ خاصة يف العامل املعاصر‪ ،‬الذي‬
‫يتصف بالتغريات السريعة‪ ،‬و املنافسة‪ ،‬وتزايد املعلومات اليت تتطلب إعمال العقل فيها باستمرار‪ ،‬لكن‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫معظم الطالب جيدون صعوبة يف التفكري اإلبداعي ألنه نادرا ما يتم تنمية هذه النوع من التفكري داخل‬
‫املدارس‪)Langrehr:2001:22(.‬‬
‫‪-‬معوقات ترتبط بأساليب تقويم الفلسفة‪:‬‬
‫تؤثر أساليب تقومي مادة الفلسفة تأثريا كبريا على اكتساب و تنمية مهارة التفكري اإلبداعي يف‬
‫الفلسفة لطالب املرحلة الثانوية‪ ،‬فمعظم أسئلة املعلم من النوع الذي يتطلب مهارات تفكري متدنية‬
‫تتوقف عند استظهار املفاهيم و األفكار املوجودة بالكتاب املدرسي‪ ،‬وغالبا ما يعتمد النظام التعليمي و‬
‫الرتبوي يف تقومي الطالب على اختبارات حتصيلية قوامها أسئلة تتطلب مهارات معرفية متدنية‪ ،‬كالتذكر‬
‫الفهم‪ ،‬وهتمل باقي املهارات املعرفية العليا و اجلوانب الوجدانية و السلوكية‪.‬‬
‫كما أن إجابات الطالب عن األسئلة املرتبطة بالقضايا و املشكالت الفلسفية تأتى من خالل‬
‫ما يردده املعلم من معلومات فلسفية مت اقتباسها من الكتاب املدرسي فقط‪،‬وحفظها الطالب عن ظهر‬
‫قلب دون فهم هلا أو إعمال للعقل فيها‪،‬وهذا يتناقض مع األهداف املوضوعة لتدريس منهج الفلسفة‪،‬‬
‫على تأكيد حرية التفكري وارتباطها بالتسامح العقلي وعدم التعصب الفكري‪،‬والتعود على‬ ‫اليت تن‬
‫اختاذ املواقف جتاه املشكالت والتعبري عن الرأي الشخصي و التعقيب على آراء الغري بوجهة النظر‬
‫املدعمة باألدلة املمكنة واملقبولة‪(.‬وزارة الرتبية والتعليم‪)2992:‬‬

‫‪-‬نتائج البحث‪:‬‬
‫لإلجابة عن سؤالي البحث األول والثاني وهما‪:‬‬
‫‪ -8‬ما معوقات تنمية مهارات التفكاري اإلباداعي يف الفلسافة لادى طاالب املرحلاة الثانوياة مان وجهاة نظار‬
‫الطالب؟‬
‫‪ -2‬ما معوقات تنمية مهارات التفكاري اإلباداعي يف الفلسافة لادى طاالب املرحلاة الثانوياة مان وجهاة نظار‬
‫املعلمني؟‬
‫قاام الباحااث بتحلياال اسااتجابات عينااة البحااث ماان الطااالب واملعلمااني عاان االسااتبانة أداة البحااث‬
‫ومت التوصل للنتائج التالية‪:‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫أولا‪ :‬بالنساابة اراء الطااالب و المعلمااين حااول المعوقااات المرتبطااة بأهااداف تاادريس الفلساافة التااي‬
‫تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪:‬‬
‫جدول(‪)2‬‬
‫النسب المئوية اراء الطالب و المعلمين حول المعوقات المرتبطة‬
‫بأهداف تدريس الفلسفة التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫تؤثر درجة‬ ‫تؤثر درجة‬ ‫م‬
‫تؤثر درجة كبيرة‬ ‫المعوقات‬
‫صغيرة‬ ‫متوسطة‬
‫طالب معلمين طالب معلمين طالب معلمين‬
‫‪ 8‬يوجد تناقض بني األهاداف‬
‫املعلنة لتادريس الفلسافة مان‬
‫‪%89 %89‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫أج ا ا ا ا ا اال تنمي ا ا ا ا ا ااة مه ا ا ا ا ا ااارات ‪%29 %12 %79‬‬
‫التفكا ا ا ا ا ا ا ااري‪ ،‬واإلج ا ا ا ا ا ا ا اراءات‬
‫التنفيذية على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ 2‬يوجااد انفصااال بااني أهااداف‬
‫تا ا ا اادريس الفلسا ا ا اافة وبا ا ا اااقي‬
‫‪%49‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫عناصر املانهج؛ مان حمتاوى‪%02 %09 ،‬‬
‫وطا ا اارق وأنشا ا ااطة تعليميا ا ااة‪،‬‬
‫وأساليب تقوميية‪.‬‬
‫‪ 4‬ع ا ا ا ا اادم توض ا ا ا ا اايح أه ا ا ا ا ااداف‬
‫تاادريس الفلساافة للط ااالب‪،‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%82 %29 %77 %01‬‬
‫يفق اادهم الرغب ااة يف التفك ااري‬
‫اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ 2‬ها ا اادف الطا ا ااالب احلقيقا ا ااي‬
‫وراء دراس ا ا ااة الفلس ا ا اافة ه ا ا ااو‬
‫احلص ا ا ا ا ا ااول عل ا ا ا ا ا ااى أعل ا ا ا ا ا ااى‬
‫‪%-- %--‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%02 %01‬‬
‫الا ا ا ا ا ا ا ا اادرجات يف شا ا ا ا ا ا ا ا ااهادة‬
‫الثانوية العاماة‪ ،‬ولايس تنمياة‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫تؤثر درجة‬ ‫تؤثر درجة‬ ‫م‬


‫تؤثر درجة كبيرة‬ ‫المعوقات‬
‫صغيرة‬ ‫متوسطة‬
‫طالب معلمين طالب معلمين طالب معلمين‬
‫‪ 2‬يع ا ا ا ا ااد حتدي ا ا ا ا ااد األه ا ا ا ا ااداف‬
‫اإلجرائي ااة ل اادروس الفلس اافة‬
‫إج ا ا ا اراء روتيا ا ا ااين يقا ا ا ااوم با ا ا ااه‬
‫‪%84 %82 %29 %82 %07 %79‬‬
‫املعلا اام‪ ،‬وال ي ا ارتبط بأداءاتا ااه‬
‫التدريس ا ااية لتنمي ا ااة التفك ا ا اري‬
‫اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ 0‬غموض األهاداف التعليمياة‬
‫‪%2‬‬ ‫فيم ا ا ا ا ا ااا يتعل ا ا ا ا ا ااق ب ا ا ا ا ا ااالتفكري ‪%89 %89 %29 %17 %79‬‬
‫اإلبداعي‪.‬‬
‫يتض ااح م اان اجل اادول (‪ )4‬أن النس ااب املئوي ااة آلراء الط ااالب واملعلم ااني ح ااول املعوق ااات املرتبط ااة بأه ااداف‬
‫تدريس الفلسفة اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة كانت كالتايل‪:‬‬

‫‪ ‬جااء يف املرتبااة األوىل مان وجهااة نظاار الطاالب الفقاارة ( ‪") 2‬هاادف الطاالب احلقيقااي وراء دراسااة‬
‫الفلس اافة ه ااو احلص ااول عل ااى أعل ااى ال اادرجات يف ش ااهادة الثانوي ااة العام ااة‪ ،‬ول اايس تنمي ااة مه ااارات‬
‫التفكااري اإلبااداعي‪ ".‬حيااث حصاالت علااي ‪ %01‬كااأعلى نساابة تااأثري‪ .‬وقااد جاااء يف املرتبااة األوىل‬
‫من وجهة نظر املعلمني نفس الفقرة (‪ )2‬حيث حصلت على ‪ % 02‬كأعلى نسبة تأثري‪.‬‬

‫‪ ‬جاء يف املرتبة األخرية من وجهة نظر الطالب الفقارة (‪")4‬عادم توضايح أهاداف تادريس الفلسافة‬
‫للطالب‪ ،‬يفقدهم الرغبة يف التفكري اإلباداعي‪ ".‬حياث حصالت علاى ‪ %01‬كأقال نسابة تاأثري‪.‬‬
‫بينما جاء يف املرتبة األخارية مان وجهاة نظار املعلماني الفقارة (‪ ")2‬يعاد حتدياد األهاداف اإلجرائياة‬
‫لدروس الفلسفة إجراء روتيين يقوم به املعلم‪ ،‬وال يرتبط بأداءاته التدريسية‪ ".‬حيث حصلت علاى‬
‫‪ % 07‬كأقل نسبة تأثري‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫كمااا يتضااح ماان اجلاادول السااابق ارتفاااع النسااب املئويااة آلراء الطااالب واملعلمااني حااول املعوقااات‬
‫املرتبطة بأهداف تدريس الفلسفة اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسافة‪ ،‬مماا يشاري إىل أن‬
‫أهداف تدريس الفلسفة بشكلها احلايل ال تسهم يف تنمية مهارات التفكري اإلبداعي مان خاالل عالقتهاا‬
‫بباقي عناصر املنهج وكل من املعلم والطالب‪ ،‬وأهنا تشكل معوقا جليا‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع دراساة كال‬
‫من (إهلام مبد احلميد‪( )8000 :‬حممد زيدان‪.)8001:‬‬

‫ثانياا‪ .‬بالنساابة اراء الطااالب والمعلمااين حااول المعوقااات المرتبطااة بكتاااب الفلساافة المدرسااي التااي‬
‫تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪:‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫النسب المنوية اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة بكتاب الفلسفة المدرسي التي‬
‫تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬

‫تؤثر بدرجة‬ ‫المعوقات‬ ‫م‬


‫تؤثر بدرجة قليلة‬ ‫تؤثر بدرجة كبيرة‬
‫متوسطة‬
‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫طالب معلمين‬
‫يركااز الكتاااب علااى ساارد األفكااار واملااذاهب الفلس اافية دون أن‬ ‫‪8‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%19 %72‬‬
‫يتناول تطبيقات هذه األفكار واملذاهب يف احلياة الواقعية‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫ال يعكس الكتاب األهداف التعليمية املنشودة ملنهج الفلسفة‪%12 %29 .‬‬ ‫‪2‬‬
‫ميااارس الكتاااب نااوع ماان التوجيااه الفكااري املباشاار وغااري املباشاار‬ ‫‪4‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%02 %79‬‬
‫لعقول الطالب‪.‬‬
‫افتقااار الكتاااب لفنشااطة واألساائلة الاايت تقاايس مهااارات التفكااري‬ ‫‪2‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%71 %14‬‬
‫اإلبداعي‪.‬‬
‫عدم مناسبة صياغة موضوعات الكتاب مليول الطالب تصرفهم‬ ‫‪2‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%09 %09‬‬
‫عن ممارسة التفكري فيها‪.‬‬
‫يتنا اااول الكتا اااب قض ا ااايا ومشا ااكالت فلس ا اافية عاما ااة ال ت ا ارتبط‬ ‫‪0‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%--‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%72 %02‬‬
‫باجملتمع املصري الذي يعيش فيه الطالب‪.‬‬
‫طااول املقاارر وقصاار الوقاات مبااا ال ياارتك جماااال للح اوار واملناقشااة‬ ‫‪7‬‬
‫‪%29‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%29 %71‬‬
‫الذي حيتاجه التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫يعا اارض الكتا اااب االخا ااتالف الفكا ااري وتعا اادد اآلراء علا ااى أهنا ااا ‪%12 %72‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪339‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫تؤثر بدرجة‬ ‫المعوقات‬ ‫م‬


‫تؤثر بدرجة قليلة‬ ‫تؤثر بدرجة كبيرة‬
‫متوسطة‬
‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫طالب معلمين‬
‫ظاااهرة غااري صااحية يف اجملتمااع‪ ،‬مثاال عرضااه لالخااتالف الفكااري‬
‫بني الفرق اإلسالمية‪ ،‬وممثلي كل من مذهب احلرية واجلربية‪.‬‬
‫خيل ا ااو الكت ا اااب م ا اان املواق ا ااف ال ا اايت ت ا اادعو الط ا ااالب إىل التأم ا اال‬ ‫‪0‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%--‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%19 %04‬‬
‫والتخيل واملغامرة الفكرية‪.‬‬
‫االعتم ا اااد عل ا ااى كت ا اااب واح ا ااد حيجا ا ام فك ا اار الطال ا ااب بعك ا ااس‬ ‫‪89‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%02 %09‬‬
‫االعتماد على مصادر تعليمية متعددة‪.‬‬
‫ياادعم الكتاااب فكاارة الاارفض الفكااري لاابعض الفلساافات مثاال‪:‬‬ ‫‪88‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%79 %19‬‬
‫السوفسطائيني‪ ،‬املعتزلة‪.‬‬
‫يقا اادم الكتا اااب بعا ااض اآلراء اجلا اااهزة للطا ااالب‪ ،‬وحيا اارمهم ما اان‬ ‫‪82‬‬
‫‪%88‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%72 %09‬‬
‫تكوين رأي خاص هبم‪.‬‬
‫يدعو الكتاب للثبات على الفكر وعادم جتدياده أو املروناة فياه‪،‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫مثاال علااى ذلااك رفضاه الشااك ومتثيلااه إيااه باااملرض "علااى لسااان ‪%18‬‬
‫الغزايل"‪.‬‬
‫الوسائل التعليمياة املوجاودة بالكتااب املدرساي غاري كافياة لتنمياة‬ ‫‪82‬‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%--‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%14 %02‬‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي وليست متنوعة‪.‬‬
‫الطا ااالب يف املرحلا ااة الثانويا ااة‬ ‫عا اادم مراعا اااة الكتا اااب خلصا ااائ‬ ‫‪82‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%--‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%22 %01‬‬
‫وحاجاهتم‪.‬‬
‫ال تسا اااعد القضا ااايا واملشا ااكالت الا اايت يطرحها ااا الكتا اااب علا ااى‬ ‫‪80‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%21 %12‬‬
‫ممارسة مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫طريقااة إعااداد الكتاااب وإخراجااه ال تساااعد علااى تنميااة مهااارات‬ ‫‪87‬‬
‫‪%88‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%72 %79‬‬
‫التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫يتضح من اجلدول ( ‪ ) 2‬أن النسب املئوية آلراء الطالب واملعلمني حول املعوقات املرتبطة بكتاب‬
‫الفلسفة املدرسي اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة كانت كالتايل‪:‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األويل من وجهة نظر الطالب الفقرة (‪" )82‬عدم مراعاة الكتاب خلصائ‬
‫الطالب يف املرحلة الثانوية وحاجاهتم " حيث حصلت على ‪ % 01‬كأعلى نسبة تأثري‪ .‬بينما‬
‫جاء يف املرتبة األوىل من وجهة نظر املعلمني الفقرة (‪" )89‬االعتماد على كتاب واحد حيجم‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫فكر الطالب بعكس االعتماد على مصادر تعليمية متعددة" حيث حصلت على ‪% 02‬‬
‫كأعلى نسبة تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األخرية من وجهة نظر الطالب الفقرة ( ‪") 2‬ال يعكس الكتاب األهداف‬
‫التعليمية املنشودة ملنهج الفلسفة " حيث حصلت على ‪ % 29‬كأقل نسبة تأثري‪ .‬بينما جاء‬
‫يف املرتبة األخرية من وجهة نظر املعلمني الفقرة (‪" )80‬ال تساعد القضايا واملشكالت اليت‬
‫يطرحها الكتاب على ممارسة مهارات التفكري اإلبداعي‪ ".‬حيث حصلت على ‪ % 21‬كأقل‬
‫نسبة تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬كما يتضح من اجلدول السابق ارتفاع النسب املئوية آلراء الطالب واملعلمني حول املعوقات‬
‫املرتبطة بكتاب الفلسفة املدرسي اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬مما‬
‫يشري إىل أن كتاب الفلسفة املدرسي بشكله احلايل ال يسهم يف تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي‪ ،‬وأنه يشكل معوقا جليا‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (حممد زيدان‪00 : 2992 :‬‬
‫) اليت تؤكد أن طريقة العرض اإلخباري للمشكالت والقضايا اليت يتناوهلا الكتاب جتعل من‬
‫الطالب "نسخة من اجلبس" كما يقول كانط‪ ،‬تكتفي بالرتديد وتعجز عن اإلضافة واإلبداع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بالنسبة اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة بمعلم الفلسفة التي تعوق‬
‫تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪:‬‬
‫جدول(‪)5‬‬
‫النسب المئوية اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة‬
‫بمعلم الفلسفة المدرسي التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫تؤثر بدرجة‬ ‫تؤثر بدرجة‬
‫تؤثر بدرجة متوسطة‬
‫قليلة‬ ‫كبيرة‬ ‫المعوقات‬ ‫م‬
‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫معلمين طالب‬ ‫طالب‬
‫‪%49‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫عدم وعي املعلم مبهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪%4‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫ع ا اادم تلق ا ااي املعلم ا ااني ل ا اادورات تدريبي ا ااة ح ا ااول مه ا ااارات التفك ا ااري‬ ‫‪2‬‬
‫اإلبداعي‬
‫‪%20‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%84‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫اجتاه ا ا ااات املعلم ا ا ااني الس ا ا االبية اجت ا ا اااه الت ا ا اادريس املا ا ا ارتبط ب ا ا ااالتفكري‬ ‫‪4‬‬
‫اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%29‬‬ ‫‪%--‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪%07‬‬ ‫ميل املعلمني إىل النمطية يف التدريس‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪%29‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫دكتاتورية املعلم ورفضه ألفكار وآراء الطالب‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫عدم الثقة بقدرة الطالب على إنتاج أفكار جديدة‬ ‫‪0‬‬
‫‪%28‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫ع ا اادم الرغب ا ااة يف ب ا ااذل جمه ا ااود مض ا اااعف عن ا ااد اإلع ا ااداد لل ا اادروس‬ ‫‪7‬‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫وتنفيذها لتنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب‬


‫‪%4‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫زيادة العبء التدريسي على املعلم مباا ال يادع جمااال لتنمياة مهاارات‬ ‫‪1‬‬
‫التفكري اإلبداعي لدى الطالب‪.‬‬
‫‪%42‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫الكت ا اااب املدرس ا ااي أو معارض ا ااة‬ ‫ي ا اارفض املعل ا اام اخل ا ااروج ع ا اان نا ا ا‬ ‫‪0‬‬
‫املألوف‪.‬‬
‫‪%28‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪%08‬‬ ‫يرفض املعلم االختالف والتعدد الفكري‪.‬‬ ‫‪89‬‬
‫‪%20‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫يقابل املعلم إجابات الطالب غري النمطية بتهكم وسخرية‪.‬‬ ‫‪88‬‬
‫يتضااح ماان اجلاادول السااابق (‪ )2‬أن النسااب املئويااة آلراء الطااالب واملعلمااني حااول املعوقااات‬
‫املرتبطة مبعلم الفلسفة اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة كانت كالتايل‪:‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األوىل من وجهة نظر الطالب الفقرة (‪" )2‬ميل املعلمني إىل النمطية‬
‫يف التدريس‪ ".‬حيث حصلت على ‪ %07‬كأعلى نسبة تأثري‪ .‬بينما جاء يف املرتبة‬
‫األوىل من وجهة نظر املعلمني الفقرة (‪" )2‬عدم تلقي املعلمني لدورات تدريبية‬
‫حول مهارات التفكري اإلبداعي‪ ".‬حيث حصلت على ‪ % 09‬كأعلى نسبة تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األخرية من وجهة نظر الطالب الفقرة (‪" )1‬زيادة العبء التدريسي‬
‫على املعلم مبا ال يدع جماال لتنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب‪ ".‬حيث‬
‫حصلت على ‪ %22‬كأقل نسبة تأثري‪ .‬بينما جاء يف املرتبة األخرية من وجهة نظر‬
‫املعلمني الفقرة (‪" )88‬يقابل املعلم إجابات الطالب غري النمطية بتهكم‬
‫وسخرية‪ ".‬حيث حصلت على ‪ %42‬كأقل نسبة تأثري‪.‬‬
‫كما يتضح من اجلدول السابق ارتفاع النسب املئوية آلراء الطالب واملعلمني حول‬
‫املعوقات املرتبطة مبعلم الفلسفة اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬مما‬
‫يشري إىل أن معلم الفلسفة بوضعه احلايل ال يسهم يف تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬وأنه‬
‫يشكل معوقا جليا‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع ما أورده (جمدي عبد الكرمي‪ )2994 :‬من أن‬
‫هناك الكثري مما يستطيع املعلم أن يقدمه لتعزيز مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب من‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫خالل هتيئة املناخ املناسب لتشجيع اإلبداع‪ ،‬واالستماع هلؤالء الطالب واحرتام أفكارهم‪،‬‬
‫وإتاحة الوقت الكايف هلم للتفكري‪ ،‬وإتباع سلوك صفي منظم وفق خطة معدة سلفا‪ ،‬وإتباع‬
‫مشروعات تتطلب أعمال أصلية وجديدة‪ ،‬وتقدمي فرص للتعلم والتفكري بدون خوف من‬
‫التقومي أو االمتحانات‪ ،‬وتقدمي فرص للتعلم الذايت‪ ،‬وجعل هؤالء الطالب مسرورين عندما‬
‫يتقدمون بأعمال مبتكرة‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬بالنسبة اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة باستراتيجيات وطرق تعليم‬
‫وتعلم الفلسفة التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪:‬‬
‫جدول (‪)6‬‬
‫النسب المئوية اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة باستراتيجيات‬
‫وطرق تعليم وتعلم الفلسفة التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫تؤثر درجة قليلة‬ ‫تؤثر بدرجة متوسطة‬ ‫تؤثر درجة كبيرة‬ ‫المعوقات‬ ‫م‬
‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬
‫‪%82‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫سيادة الطرق واألساليب التقليدية يف تدريس‬ ‫‪0‬‬
‫الفلسفة كاإللقاء واحملاضرة‪.‬‬
‫‪%81‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%08‬‬ ‫شعور الطالب بامللل والفتور نتيجة استخدام‬ ‫‪3‬‬
‫املعلم لطريقة تدريس واحدة ال تتناسب مع‬
‫استعداداهتم وحاجاهتم‪.‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫استخدام معلم الفلسفة اسرتاتيجيات تعليمية‬ ‫‪2‬‬
‫تتمحور حول املادة وليس الطالب‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%71‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫ال ترتبط اسرتاتيجيات وطرق تعليم وتعلم‬ ‫‪4‬‬
‫الفلسفة املتبعة بالظروف اليت يعيش فيها‬
‫الطالب‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫عدم إملام املعلم بطرق واسرتاتيجيات التدريس‬ ‫‪5‬‬
‫احلديثة اليت تعمل على تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫نادرا ما يصمم املعلم مواقف وخربات تعليمية‬ ‫‪6‬‬
‫حتاكي املواقف اليت ظهرت فيها القضايا‬
‫‪337‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫تؤثر درجة قليلة‬ ‫تؤثر بدرجة متوسطة‬ ‫تؤثر درجة كبيرة‬ ‫المعوقات‬ ‫م‬
‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬
‫واملشكالت الفلسفية اليت يقوم بتدريسها‬
‫للطالب‪.‬‬
‫‪%82‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%74‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫يرفض املعلم استخدام احلوار واملناقشة يف‬ ‫‪7‬‬
‫تدريس الفلسفة نظرا لضيق الوقت‪.‬‬
‫‪%24‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%84‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫اخلوف من طرح الطالب أفكار جديدة‬ ‫‪8‬‬
‫خارج حدود الدرس ومعلوماته‪.‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫خوف املعلم من الفوضى وعدم حفظ النظام‬ ‫‪9‬‬
‫يف حالة املناقشات‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%--‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪%04‬‬ ‫اهتمام املعلم بشرح القضية أو املشكلة‬ ‫‪89‬‬
‫الفلسفية أكثر من االهتمام بتنمية مهارات‬
‫التفكري اإلبداعي لدى الطالب‬
‫يتضااح ماان اجلاادول السااابق (‪ )0‬أن النسااب املئويااة آلراء الطااالب واملعلمااني‬
‫حااول املعوقااات املرتبطااة باسارتاتيجيات وطاارق تعلاايم وتعلاام الفلساافة الاايت تعااوق تنميااة‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة كانت كالتايل‪:‬‬
‫‪ ‬جاااء يف املرتبااة األوىل ماان وجهااة نظاار الطااالب الفقاارة (‪" )8‬ساايادة الطاارق‬
‫واألسا ا اااليب التقليديا ا ااة يف تا ا اادريس الفلسا ا اافة كاإللقا ا اااء واحملاضا ا اارة‪ ".‬حيا ا ااث‬
‫حصاالت عل ااى ‪ %02‬كااأعلى نس اابة ت ااأثري‪ .‬بينم ااا جاااء يف املرتب ااة األوىل م اان‬
‫وجهااة نظاار املعلمااني الفقاارة (‪" )89‬اهتمااام املعلاام بشاارح القضااية أو املشااكلة‬
‫الفلس ا اافية أكث ا اار م ا اان االهتم ا ااام بتنمي ا ااة مه ا ااارات التفك ا ااري اإلب ا ااداعي ل ا اادى‬
‫الطالب‪ ".‬حيث حصلت على ‪ %02‬كأعلى نسبة تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األخرية من وجهة نظر الطالب الفقرة (‪" )0‬خاوف املعلام مان‬
‫الفوض ااى وع اادم حف ااظ النظ ااام يف حال ااة املناقش ااات‪ ".‬حي ااث حص االت عل ااى‬
‫‪ %72‬كأق اال نسا اابة ت ااأثري‪ .‬بينما ااا ج اااء يف املرتبا ااة األخ اارية ما اان وجه ااة نظا اار‬
‫املعلمااني الفقاارة (‪ ")2‬شااعور الطااالب بامللاال والفتااور نتيجااة اسااتخدام املعلاام‬
‫لطريقا ااة تا اادريس واحا اادة ال تتناسا ااب ما ااع اسا ااتعداداهتم وحاجا اااهتم‪ ".‬حيا ااث‬
‫حصلت على ‪ %20‬كأقل نسبة تأثري‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪338‬‬

‫كماا يتضاح ماان اجلادول السااابق ارتفااع النساب املئويااة آلراء الطاالب واملعلمااني حاول املعوقااات‬
‫املرتبط ااة باسا ارتاتيجيات وط اارق تعل اايم وتعل اام الفلس اافة ال اايت تع ااوق تنمي ااة مه ااارات التفك ااري اإلب ااداعي يف‬
‫الفلسفة‪ ،‬مما يشري إىل أن اسارتاتيجيات وطارق تعلايم وتعلام الفلسافة بوضاعها احلاايل ال تساهم يف تنمياة‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬وأهنا تشكل معوقا جلياا‪ .‬وتتفاق هاذه النتيجاة ماع دراساة كال مان (إهلاام عباد‬
‫احلمي ااد‪ )42 :2999 :‬ال اايت تؤك ااد إن التعل اايم ال ااذي يس ااتند عل ااى التلق ااني ه ااو يف احلقيق ااة ض ااد ثقاف ااة‬
‫اإلب ااداع‪ ،‬ودراس ااة (س ااامي الفط ااايري‪ )78 :8002 :‬ال اايت تؤك ااد عل ااى ض اارورة اس ااتخدام املعل اام من ا ااذج‬
‫واس ا ارتاتيجيات متك اان امل ااتعلم م اان التعام اال م ااع املف اااهيم اجمل ااردة م اان خ ااالل تبس اايط تعلمه ااا‪ ،‬وح ااذف‬
‫التفاصيل غري الضرورية‪ ،‬وعليه أن يهتم بالطرق اليت تعمال علاى تنمياة التفكاري التباعادي‪ ،‬مثال "املواقاف‬
‫مفتوحااة النهايااات" والطاارق الاايت تنمااي التخياال‪ ،‬واالفارتاض‪ ،‬واملرونااة يف التفكااري‪ ،‬ماان خااالل البحااث عاان‬
‫عالقات جديدة بني األفكار الفلسفية والتوصل إىل تطبيقات جديدة‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬بالنسبة اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة بمصادر وأنشطة تعليم‬
‫وتعلم الفلسفة التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪:‬‬
‫جدول (‪)7‬‬
‫النسب المئوية اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة بمصادر وأنشطة تعليم وتعلم‬
‫الفلسفة التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫تؤثر بدرجة قليلة‬ ‫تؤثر بدرجة متوسطة‬ ‫تؤثر بدرجة كبيرة‬
‫المعوقات‬ ‫م‬
‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%84‬‬ ‫‪%79‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫اكتفاء املعلم باالعتماد على مصادر تعليمية‬ ‫‪8‬‬
‫شكلية وتقليدية‪.‬‬
‫‪%81‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫ال يشجع املعلم الطالب على القيام بأي أنشطة‬ ‫‪2‬‬
‫تعليمية ترقى مبهارات التفكري اإلبداعي عندهم‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫اهلدف األساسي الستخدام املعلم الوسائل‬ ‫‪4‬‬
‫التعليمية هو تيسري احلفظ واالستظهار‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%71‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫رفض املعلم استخدام تقنيات املعلومات‬ ‫‪2‬‬
‫واالتصاالت يف تدريس الفلسفة باعتبارها‬
‫مضيعة للوقت‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪%08‬‬ ‫أولياء األمور يرفضون أن يشرتك أبنائهم يف أي‬ ‫‪2‬‬
‫نشاط تعليمي خارج حدود املدرسة‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫تؤثر بدرجة قليلة‬ ‫تؤثر بدرجة متوسطة‬ ‫تؤثر بدرجة كبيرة‬


‫المعوقات‬ ‫م‬
‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬ ‫معلمين‬ ‫طالب‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫طبيعة القضايا واملشكالت الفلسفة اجملردة‪،‬‬ ‫‪0‬‬
‫جعلت من الصعب إجياد مصادر ووسائل‬
‫تعليمية مناسبة لتدريسها‪.‬‬
‫‪%4‬‬ ‫‪%88‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%84‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫ال يوجد خطة زمنية حمددة لقيام الطالب‬ ‫‪7‬‬
‫باألنشطة التعليمية اليت من شأهنا تنمية مهارات‬
‫التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪%71‬‬ ‫انصراف الطالب عن املشاركة يف أنشطة‬ ‫‪1‬‬
‫التفلسف‪ ،‬حبجة توجيه كل االهتمام للتحصيل‬
‫الدراسي‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫صعوبة توفري األنشطة التعليمية املرتبطة بقضايا‬ ‫‪0‬‬
‫الفلسفة ومشكالهتا‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%04‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫ندرة اإلمكانات الالزمة ملمارسة األنشطة‬ ‫‪89‬‬
‫التعليمية يف املدرسة‪ ،‬من حيث الوقت واملكان‬
‫واألدوات‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫عدم ختصي ميزانية مناسبة لتنفيذ األنشطة‬ ‫‪88‬‬
‫التعليمية داخل وخارج املدرسة‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%09‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫اعتماد الطالب على الدروس اخلصوصية كبديل‬ ‫‪82‬‬
‫عن املدرسة‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫الكتاب املدرسي ال يشجع على استخدام‬ ‫‪84‬‬
‫األنشطة التعليمية‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%79‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫ندرة الكتب واملراجع الفلسفية يف مكتبة املدرسة‬ ‫‪82‬‬

‫يتضااح ماان اجلاادول السااابق رقاام ( ‪ ) 7‬أن النسااب املئويااة آلراء الطااالب واملعلمااني حااول املعوقااات املرتبطااة‬
‫مبصااادر وأنشااطه تعلاايم وتعلاام الفلساافة الاايت تعااوق تنميااة مهااارات التفكااري اإلب اداعي يف الفلساافة كاناات‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫‪ ‬ج اااء يف املرتب ااة األوىل م اان وجه ااة نظ اار الط ااالب الفق اارة (‪ " )2‬رف ااض املعل اام اس ااتخدام تقني ااات‬
‫املعلومات واالتصاالت يف تدريس الفلسافة باعتبارهاا مضايعه للوقات‪ ".‬حياث حصالت علاى ‪02‬‬
‫‪ %‬كااأعلى نساابه تااأثري‪ .‬بينمااا جاااء يف املرتبااة األوىل ماان وجهااه نظاار املعلماني الفقاارة (‪" )89‬ناادرة‬
‫اإلمكاناات الالزماة ملمارساه األنشاطة التعليماة يف املدرساة‪ ،‬مان حاث الوقات واملكااان واألدوات‪".‬‬
‫حيث حصلت على ‪ % 04‬كأعلى نسبه تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬ج اااء يف املرتب ااة األخ اارية م اان وجه ااة نظ اار الط ااالب الفق اارة (‪")0‬ص ااعوبة ت ااوفري األنش ااطة التعليمي ااة‬
‫املرتبطة بقضايا الفلسفة ومشكالهتا‪" .‬حيث حصلت على ‪ % 72‬كأقل نسبة تاأثري‪ .‬بينماا جااء‬
‫يف املرتباة األخارية مان وجهاه نظار املعلماني الفقارة (‪")2‬ال يشاجع املعلام الطاالب علاى القياام باأي‬
‫أنشطة تعليمية ترقى‪.‬‬
‫كمااا يتضااح ماان اجلاادول السااابق ارتفاااع النسااب املئويااة آلراء الطااالب واملعلمااني حااول املعوق اات املرتبط اة‬
‫مبصااادر وأنشااطة تعلاايم وتعلاام الفلساافة الايت تعااوق تنميااة مهااارات التفكاري اإلبااداعي يف الفلساافة‪ ،‬ممااا يشااري‬
‫إىل ناادرة اسااتخدام املصااادر واألنشااطة التعليميااة يف تاادريس الفلساافة‪ ،‬وأن مصااادر وأنشااطه تعلاايم وتعلاام‬
‫الفلساافة بشااكلها احلااايل ال تسااهم يف تنميااة مهااارات التفكااري اإلبااداعي‪ ،‬وأهناا تشااكل معوقااا جليااا‪ .‬وتتفااق‬
‫هااذه النتيجااة مااع دراسااة (إهلااام عبااد احلمي اد‪ )422 :2991 :‬الاايت كشاافت عاان وجااود معوقااات ت ارتبط‬
‫باسااتخدام األنشااطة التعليميااة يف املاادارس املص ارية‪ ،‬وأن هااذه املعوقااات حتتاااج إىل جهااود مكثفااة ماان قباال‬
‫املؤسسااة التعليمي اة واملعلاام بشااكل خاااص‪ ،‬حيااث أن األماار ي ارتبط باإلمكانااات املاديااة واملفاااهيم الثقافيااة‬
‫وكالمها حيتاج لتدخل قصدي من قبل صانعي القرار وأيضا املعلم املستنري‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫سادساا‪ :‬بالنساابة اراء الطااالب والمعلمااين حااول المعوقااات المرتبطااة بأساااليب تقااويم الفلساافة التااي‬
‫تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪:‬‬
‫جدول (‪)8‬‬
‫النسب المئوية اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة بأساليب تقويم‬
‫الفلسفة التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫تؤثر بدرجة‬ ‫تؤثر بدرجة‬
‫تؤثر بدرجة قليلة‬
‫متوسطة‬ ‫كبيرة‬ ‫م‬
‫المعوقات‬
‫طالب معلمين طالب معلمين طالب معلمين‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫تركز أساليب تقومي الفلسفة احلالية على األسئلة اليت تقيس حفظ الطاالب ‪%82 %81 %19 %72‬‬ ‫‪8‬‬
‫ملا لقنه هلم املعلم‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫ال تعكا ااس أسا اائلة تقا ااومي الفلسا اافة احلاليا ااة األسا اائلة احلقيقيا ااة الا اايت يسا ااأهلا ‪%2 %12 %02‬‬ ‫‪2‬‬
‫الطالب يف حياهتم‪ ،‬مبعىن أهنا مصطنعة للدراسة فحسب‪.‬‬
‫‪%4‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫تك ا ارار أس اائلة تقا ااومي الفلس اافة بشا ااكل منط ااي مم ااا يتا اايح للط ااالب الا ااتكهن ‪%0 %02 %08‬‬ ‫‪4‬‬
‫بإجاباهتا ويقضي على إبداع إجابات جديدة‪.‬‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%2 %17 %02‬‬ ‫اقتصار تقومي مادة الفلسفة على امتحان آخر العام‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫ال متثاال أس اائلة تقااومي الفلس اافة احلاليااة األه ااداف احلقيقيااة املرج ااوة لت اادريس ‪%1 %02 %09‬‬ ‫‪2‬‬
‫الفلسفة‪.‬‬
‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫ال متيز أساليب تقومي الفلسفة املتبعة بني مستويات الطالب يف التفكري‪%2 %10 %02 .‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪%7‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫تركز أساليب تقومي الفلسفة املتبعة على ثقافة الذاكرة وليس ثقافة اإلباداع‪%4 %82 %09 %71 ،‬‬ ‫‪7‬‬
‫حيث هتمل األسئلة اإلبداعية‪.‬‬
‫‪%4‬‬ ‫‪%89 %89 %82 %17 %72‬‬ ‫انتشار ظاهرة الغش بني الطالب يف امتحان آخر العام‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪%4‬‬ ‫انتشار امللخصات ومناذج األسئلة املتوقعاة يف االمتحاناات‪ ،‬الايت حتفاظ مان ‪%89 %82 %29 %12 %79‬‬ ‫‪0‬‬
‫أجل النجاح‪.‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪ 89‬عاادم العنايااة بتقااومي األنشااطة التعليميااة الاايت يقااوم هبااا الطااالب [‪ ،‬والاايت ماان ‪%88 %24 %02 %72‬‬
‫شأهنا تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%82‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%0 %79 %09‬‬ ‫‪ 88‬عدم إشراك الطالب يف عملية تقييم نفسه‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫يتض ااح ما ان اجل اادول الس ااابق ( ‪ ) 1‬أن النس ااب املئوي ااة آلراء الط ااالب واملعلم ااني ح ااول املعوق ااات املرتبط ااة‬
‫بأساليب تقومي الفلسفة اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة كانت كالتايل‪:‬‬
‫‪ ‬جاااء يف املرتب ااة األوىل م اان وجهااة نظ اار الط ااالب الفق اارة ( ‪" ) 2‬ال تعك ااس أس اائلة تق ااومي الفلس اافة‬
‫احلالي ا ااة األس ا اائلة احلقيقي ا ااة ال ا اايت يس ا ااأهلا الط ا ااالب يف حي ا اااهتم‪ ،‬مبع ا ااىن أهن ا ااا مص ا ااطنعة للدراس ا ااة‬
‫فحسب‪".‬حيث حصلت على ‪ % 02‬كأعلى نسبة تأثري‪ .‬بينماا جااء يف املرتباة األوىل مان وجهاة‬
‫نظر املعلماني الفقارة ( ‪ ") 4‬تكارار أسائلة تقاومي الفلسافة بشاكل منطاي مماا يتايح للطاالب الاتكهن‬
‫بإجاباهت ااا ويقض ااى عل ااى إب ااداع إجاب ااات جدي اادة‪ ".‬حي ااث حص االت عل ااى ‪ % 02‬ك ااأعلى نس اابة‬
‫تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬جاااء يف املرتبااة األخاارية ماان وجهااة نظاار الطااالب الفقاارة ( ‪") 0‬انتشااار امللخصااات ومناااذج األساائلة‬
‫املتوقعااة يف االمتحانااات‪ ،‬الاايت حتفااظ ماان أجاال النجاااح‪ ".‬حي ااث حص االت عل ااى ‪ % 79‬كأقاال‬
‫نساابة ت ااأثري‪ .‬بينمااا جاااء يف املرتبااة األخاارية ماان وجهااة نظاار املعلمااني الفقاارة (‪" )89‬عاادم العنايااة‬
‫بتق ااومي األنش ااطة التعليمي ااة ال اايت يق ااوم هب ااا الط ااالب‪ ،‬و ال اايت م اان ش ااأهنا تنمي ااة مه ااارات التفك ااري‬
‫اإلبداعي‪ ".‬حيث حصلت على ‪ % 02‬كأقل نسبة تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬كمااا يتضااح ماان اجلاادول السااابق ارتفاااع النسااب املئويااة آلراء الطااالب واملعلمااني حااول املعوقااات‬
‫املرتبطة بأساليب تقومي الفلسفة اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬مماا يشاري‬
‫إىل أن أساااليب تقااومي الفلساافة بشااكلها احلااايل ال يسااهم يف تنميااة مهااارات التفكااري اإلبااداعي‪،‬‬
‫وأهنااا تشااكل معوقااا جليااا‪ .‬وتتفااق هااذه النتيجااة مااع دراسااة (عبااد اهلل سااليمان‪)822 :8002 :‬‬
‫الاايت كشاافت عاان انتشااار ظاااهرة (الغااش) يف االمتحانااات‪ ،‬الاايت جعلاات بعااض الطااالب يقومااون‬
‫باالعتداء على املعلمني إذا ما منعهوهم من الغش‪ ،‬كما أثبتت الدراسة أن أسباب الغاش الرئيساة‬
‫ترج ااع إىل‪ :‬خ ااوف الط ااالب م اان التأني ااب عن ااد الرس ااوب‪ ،‬ع اادم فه اام الط ااالب للم ااادة الدراس ااية‬
‫ونسيان بعض عناصر موضوعاهتا‪ ،‬التغيب خالل الدراسة‪.‬‬
‫‪339‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫سااابعا‪ :‬بالنساابة اراء الطااالب والمعلمااين حااول المعوقااات المرتبطااة بطالااب المرحلااة الثانويااة التااي‬
‫تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪:‬‬
‫جدول ( ‪) 9‬‬
‫النسب المنوية اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة‬
‫بطالب المرحلة الثانوية التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫تؤثر بدرجة‬ ‫تؤثر بدرجة‬
‫تؤثر بدرجة كبيرة‬
‫قليلة‬ ‫متوسطة‬ ‫المعوقات‬ ‫م‬
‫طالب معلمين طالب معلمين‬ ‫طالب معلمين‬
‫‪%2 %29 %82‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫ع ا اادم ثق ا ااة الط ا ااالب بق ا اادرهتم عل ا ااى اإلب ا ااداع يف ‪%19 %22‬‬ ‫‪8‬‬
‫الفلسفة‪ ،‬وخوفهم من الفشل‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫االعتقااد الساائد باأن مجياع ماا يف كتااب الفلساافة ‪%12 %09‬‬ ‫‪2‬‬
‫آراء صحيحة‪ ،‬وليس يف اإلمكان أبدع مما كان‪.‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫فرض الطالب لقيود ذاتياة علاى تفكاريه اإلباداعي ‪%14 %77‬‬ ‫‪4‬‬
‫جتنبا للوقوع يف املشكالت‪.‬‬
‫‪%84 %89 %29‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫رغبااة الطالااب يف كسااب رضااى املعلاام ماان خااالل ‪%07 %18‬‬ ‫‪2‬‬
‫موافقتهم على أرائه‪.‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫وقا ااوع الطا ااالب حتا اات تا ااأثري اخلا ااوف ما اان ع ا اادم ‪%10 %08‬‬ ‫‪2‬‬
‫احلصول علاى أعلاى الادرجات يف االمتحاان ياوأد‬
‫اإلبداع عندهم‪.‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%2 %82‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫خج اال الط ااالب وخ ااوفهم م اان الس ااخرية والنق ااد ‪%77 %02‬‬ ‫‪0‬‬
‫واالستخفاف بآرائهم‪.‬‬
‫‪%0 %42‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫تسرع الطالب يف إصدار األحكام على الفلسافة ‪%10 %29‬‬ ‫‪7‬‬
‫وقضاياها‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫تعا ااود الطا ااالب عل ا ااى طريقا ااة احلفا ااظ واس ا اارتجاع ‪%04 %22‬‬ ‫‪1‬‬
‫املعلومات وإمهال التفكري‪.‬‬
‫‪%89 %29 %82‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫املخزون الثقايف للطالب يتضمن اجتاهاات سالبية ‪%71 %22‬‬ ‫‪0‬‬
‫حنو الفلسفة واإلبداع‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫تؤثر بدرجة‬ ‫تؤثر بدرجة‬


‫تؤثر بدرجة كبيرة‬
‫قليلة‬ ‫متوسطة‬ ‫المعوقات‬ ‫م‬
‫طالب معلمين طالب معلمين‬ ‫طالب معلمين‬
‫‪%8 %40‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪ 89‬ت اادين مس ااتوى دافعي ااة الط ااالب لل ااتعلم عموم ااا‪%08 %24 ،‬‬
‫وللتفكري اإلبداعي خصوصا‪.‬‬
‫‪%2 %28‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪ 88‬تع ا ااود الط ا ااالب عل ا ااى االنقي ا اااد لا ا ا راء واحلل ا ااول ‪%09 %09‬‬
‫اجلاهزة للمشكالت الفلسفية‪.‬‬
‫‪%1 %82 %82‬‬ ‫‪%88‬‬ ‫‪ 82‬عدم استمتاع الطاالب باملناقشاات وتباادل اآلراء ‪%19 %72‬‬
‫الفلسفية‪.‬‬
‫‪%2 %22 %82‬‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪%12 %02‬‬ ‫‪ 84‬عدم إملام الطالب مبهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%4 %28‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪ 82‬الغيا ا اااب املتكا ا اارر للطا ا ااالب وبا ا اادون عا ا ااذر عا ا اان ‪%02 %22‬‬
‫احلضور إىل املدرسة‪.‬‬
‫يتضح من اجلدول السابق (‪ )0‬أن النسب املئوية آلراء الطالب واملعلمني حول املعوقات‬
‫املرتبطة بطالب املرحلة الثانوية اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة كانت‬
‫كالتايل‪.‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األوىل من وجهة نظر الطالب الفقرة ( ‪") 0‬خجل الطالب‬
‫وخوفهم من السخرية والنقد واالستخفاف بآرائهم‪ ".‬حيث حصلت على ‪02‬‬
‫‪ %‬كأعلى نسبة تأثري‪ .‬بينما جاء يف املرتبة األوىل من وجهة نظر املعلمني الفقرة (‬
‫‪ ")82‬الغياب املتكرر للطالب وبدون عذر عن احلضور إىل املدرسة‪ ".‬حيث‬
‫حصلت على ‪ %02‬كأعلى نسبة تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األخرية من وجهة نظر الطالب الفقرة (‪ ")89‬تدىن مستوى دافعية‬
‫الطالب للتعلم عموما‪ ،‬وللتفكري اإلبداعي خصوصا‪" .‬حيث حصلت على ‪24‬‬
‫‪ %‬كأقل نسبة تأثري‪ .‬بينما جاء يف املرتبة األخرية من وجهة نظر املعلمني الفقرة (‬
‫‪")2‬رغبة الطالب يف كسب رضا املعلم من خالل موافقتهم على آرائه‪ ".‬حيث‬
‫حصلت على ‪ % 07‬كأقل نسبة تأثري‪.‬‬
‫كمااا يتضااح م اان اجلاادول السااابق ارتف اااع النسااب املئوي ااة آلراء الط ااالب واملعلم ااني حااول املعوق ااات‬
‫املرتبطة بطالب املرحلة الثانوية اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬مما يشري إىل‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫أن واقااع الطااالب يف املرحلااة الثانويااة ال يسااهم يف تنميااة مهااارات التفكااري اإلبااداعي‪ ،‬وأنااه يشااكل‬
‫معوقاا جلياا‪ .‬وتتفاق هاذه النتيجاة ماع دراساة (إهلاام عباد احلمياد‪ ) 47 :2999:‬الايت تؤكاد أناه ماان‬
‫معوق ااات اإلب ااداع وج ااود خم اازون م اان ال ا ارتاث الثق ااايف واحملرم ااات الثقافي ااة ال اايت تق ااف ض ااد مس اارية‬
‫اإلب ااداع‪،‬ومتنع إط ااالق العن ااان للمب اادعني‪ ،‬ف اااجلمود الفك ااري املتمث اال يف التقلي ااد األعم ااى والتمس ااك‬
‫بالقوال ااب الذهني ااة اجل اااهزة‪ ،‬وغي اااب العق اال وهيمن ااة العاطف ااة وأس االوب االنفع ااال وافتق اااد العقالنيا اة‬
‫واحلاوار‪ ،‬والتمسااك حبرفيااة النصااوص ‪ ،‬وضاايق األفااق‪ ،‬ورفااض التأوياال‪،‬وتكفري كاال جمتهااد ومعااارض‪،‬‬
‫وتربياار املعطيااات ماان خااالل متثيلهااا وحتويلهااا إىل مقاوالت باادال ماان حتليلهااا إىل عناصاارها األوليااة مث‬
‫ترتيبها‪.‬‬
‫كمااا يؤكااد (حممااد محااد الطيطااى‪ )884 :2992 :‬أن التفكااري ياازرع وينم اي ويااريب ويعلاام‪،‬‬
‫والباد مان رعاياة الفارد املاتعلم وإكساابه املعاارف واملعلوماات واملهاارات والعاادات‪ ،‬الايت تشاكل لديااه‬
‫اخللفية العلمية الالزمة اليت تتفاعل مع ذاته‪ ،‬وتقوده إىل البحث عن معلومات أخرى أبعاد وأعماق‪،‬‬
‫مس ااتخدما خربات ااه ومهارات ااه‪ ،‬متف اااعال م ااع بيئت ااه بك اال م ااا فيه ااا م اان متغا اريات ومعطي ااات وأنش ااطة‬
‫وظ اااهرات‪ ،‬مول اادا منه ااا معرف ااة جدي اادة تظه اار بأش ااكال متنوع ااة تع اارب ع اان اإلبداعي ااة مث اال‪ ،‬ح اال‬
‫املشكالت‪ ،‬أو رسم خطة‪ ،‬أو كتابة ن ‪ ،‬أو بناء نظرية‪ ،‬أو توليد عادد كباري مان االفكاار‪ ،‬تكاوين‬
‫أفكار جديدة‪"....‬‬

‫ثامنا‪ :‬بالنسبة اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة بالبيئة الصفية واإلدارية التي تعاوق‬
‫تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‪:‬‬
‫جدول (‪)01‬‬
‫النسب المئوية اراء الطالب والمعلمين حول المعوقات المرتبطة‬
‫بالبيئة الصفية واإلدارية التي تعوق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة‬
‫تؤثر بدرجة كبيرة تؤثر بدرجة متوسطة تؤثر بدرجة قليلة‬
‫م‬
‫طالب معلمين‬ ‫معلمين‬ ‫طالب معلمين طالب‬ ‫المعوقات‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%0 %82 %10‬‬ ‫ازدحااام الفص ااول بااالطالب مم ااا يقلاال ماان فاارص املناقش ااة ‪%19‬‬ ‫‪8‬‬
‫واحلوار‪.‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%2 %82 %17‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫قصر وقت احلصة مما ال يرتك جماال لإلبداع‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪333‬‬

‫تؤثر بدرجة كبيرة تؤثر بدرجة متوسطة تؤثر بدرجة قليلة‬


‫م‬
‫طالب معلمين‬ ‫معلمين‬ ‫طالب معلمين طالب‬ ‫المعوقات‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%0 %02‬‬ ‫السا ااياق االجتما اااعي داخا اال املدرسا ااة يتضا اامن نا ااوع ما اان ‪%11‬‬ ‫‪4‬‬
‫التهديا ااد حيا ااد ما اان ممارسا ااة مها ااارات التفكا ااري اإلبا ااداعي‪.‬‬
‫(تعليقات سلبية ساخرة‪ ،‬هتكم‪ ،‬نقد هدام‪ ،‬إحباط‪)...‬‬
‫‪%80‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%0 %79‬‬ ‫عدم مناسابة الظاروف الفيزيقياة داخال الفصال حبياث تاؤثر ‪%10‬‬ ‫‪2‬‬
‫على ممارسة مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%89‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%49 %88 %09‬‬ ‫نق ا مشاااعر الثقااة واألمااان بااني املعلاام والطااالب ممااا ال ‪%10‬‬ ‫‪2‬‬
‫يسمح هلم باإلبداع‪.‬‬
‫‪%88‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%0 %72‬‬ ‫طريقا ااة تنسا اايق املقاعا ااد داخا اال الفصا اال ال تسا اااعد علا ااى ‪%12‬‬ ‫‪0‬‬
‫ممارسة مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%40 %82‬‬ ‫‪%80 %84 %21‬‬ ‫نقا ا ا خ ا ااربة النظ ا ااام اإلداري باملدرس ا ااة بأه ا ااداف تنمي ا ااة ‪%72‬‬ ‫‪7‬‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%88 %89‬‬ ‫‪%21 %89 %08‬‬ ‫وج ااود اإلدارة البريوقراطي ااة ذات االجتاه ااات الس االبية حن ااو ‪%19‬‬ ‫‪1‬‬
‫اإلبداع والتطوير‪ ،‬واليت ترفض األفكار اجلديدة‪.‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪%2 %77‬‬ ‫ال توج ااد خط ااة زمني ااة داخ اال اجل اادول املدرس ااي ملمارس ااة ‪%02‬‬ ‫‪0‬‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪%81 %29‬‬ ‫‪%87 %89 %02‬‬ ‫‪ 89‬الفج ا ا ااوة ب ا ا ااني املمارس ا ا ااات الص ا ا اافية اإلداري ا ا ااة باملدرس ا ا ااة ‪%79‬‬
‫ومتطلبات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫يتضح من اجلدول السابق (‪ ) 89‬أن النسب املئوية آلراء الطالب واملعلمني حول املعوقات املرتبطة‬
‫بالبيئة الصفية واإلدارية اليت تعوق تنميه مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة كانت كالتايل‪.‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األوىل من وجهه نظر الطالب الفقرة (‪" )0‬ال توجد خطة زمنية داخل اجلدول‬
‫املدرسي ملمارسه مهارات التفكري اإلبداعي‪" .‬حيث حصلت على ‪ %02‬كأعلى نسبه‬
‫تأثري‪ .‬بينما جاء يف املرتبة األوىل من وجهه نظر املعلمني الفقرة (‪" )8‬ازدحام الفصول‬
‫بالطالب مما يقلل من فرص املناقشة واحلوار‪".‬حيث حصلت على ‪ % 10‬كأعلى نسبه‬
‫تأثري‪.‬‬
‫‪ ‬جاء يف املرتبة األخرية من وجهه نظر الطالب الفقرة (‪" )89‬الفجوة بني املمارسات الصفية‬
‫اإلدارية باملدرسة ومتطلبات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي"‪ .‬حيث حصلت علي ‪%79‬‬
‫‪337‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫كأقل نسبة تأثري‪ .‬بينما جاء يف املرتبة األخرية من وجهه نظر املعلمني الفقرة(‪" )7‬نق خربة‬
‫النظام اإلداري باملدرسة بأهداف تنمية مهارات الفكر اإلبداعي‪".‬حيث حصلت على ‪21‬‬
‫‪ %‬كأقل نسبة تأثري‪.‬‬
‫كما يتضح من اجلدول السابق ارتفاع النسب املئوية آلراء الطالب واملعلمني حول املعوقات‬
‫املرتبطة بالبيئة الصفية واإلدارية اليت تعوق تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬مما يشري إىل أن‬
‫البيئة الصفية و اإلدارية بشكلها احلايل ال تسهم يف تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪،‬وأهنا تشكل معوقا‬
‫جليا‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (إهلام عبد احلميد‪ )494:2991:‬اليت تؤكد أن املناخ الصفي يتسم‬
‫بالتسلط والقهر والقمع إزاء أي طالب خيرج عن املألوف يف تفكريه أو سلوكه‪،‬كان يكون كثري احلركة‪ ،‬أو‬
‫كثري االعرتاض أو كثري األسئلة والتعقيبات‪،‬ذلك ألنه يصبح يف نظر املعلمني مصدرا لإلزعاج والشغب‪،‬‬
‫وبذلك فإن العديد من الطالب لديهم اجتاهات سلبية حنو املدرسة و حنو بعض من العلمني‪،‬كما أهنم‬
‫يشعرون بفرحة عندما تنتهي احلص الدراسية لشعورهم بامللل وعدم الرغبة يف استمرار اليوم الدراسي‪.‬‬
‫ولتحديد أكثر احملاور تأثريا يف إعاقة تنمية مهارات التفكري اإلبداعي فقد مت حساب املتوسطات‬
‫احلسابية الستجابة الطالب واملعلمني كما هو موضح يف اجلدول ( ‪.) 88‬‬
‫جدول (‪)00‬‬
‫المتوسطات الحسابية لستجابات الطالب والمعلمين لدرجات التأثير الثالث للمحاور الثمانية‬
‫لمعوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي‬
‫قليلة التأثير‬ ‫متوسطة التأثير‬ ‫شديدة التأثير‬ ‫درجات التأثير‬
‫المعلمين المتوسط الطالب المعلمين المتوسط‬ ‫الطالب‬ ‫الطالب المعلمين المتوسط‬ ‫المحاور‬
‫‪7907‬‬ ‫‪89987‬‬ ‫‪2987‬‬ ‫‪092‬‬ ‫‪1944‬‬ ‫‪89907‬‬ ‫‪02922‬‬ ‫‪02914‬‬ ‫‪00‬‬ ‫أهداف تدريس الفلسفة‬
‫‪092‬‬ ‫‪89924‬‬ ‫‪1927 82902‬‬ ‫‪81992‬‬ ‫‪88922‬‬ ‫‪72912‬‬ ‫‪78928 19920‬‬ ‫الكتاب املدرسي‬
‫‪80922‬‬ ‫‪22922‬‬ ‫‪7940 81981‬‬ ‫‪22990‬‬ ‫‪82927‬‬ ‫‪02940‬‬ ‫‪22940 71940‬‬ ‫املعلم‬
‫‪198‬‬ ‫‪8890‬‬ ‫‪294 88942‬‬ ‫‪8292‬‬ ‫‪792‬‬ ‫‪19922‬‬ ‫‪7290‬‬ ‫‪1192‬‬ ‫إسرتاتيجيات وطرق تدريس الفلسفة‬
‫‪090‬‬ ‫‪7922‬‬ ‫‪0 82971‬‬ ‫‪8292‬‬ ‫‪89997‬‬ ‫‪19909‬‬ ‫‪77920 14904‬‬ ‫مصادر وأنشطة تعليم وتعلم‬
‫الفلسفة‬
‫‪0981‬‬ ‫‪7981‬‬ ‫‪2981‬‬ ‫‪0910‬‬ ‫‪1974‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪14902‬‬ ‫‪1298‬‬ ‫‪14912‬‬ ‫أساليب تقومي الفلسفة‬
‫‪82910‬‬ ‫‪7982 81902 88900‬‬ ‫‪0924‬‬ ‫‪8292‬‬ ‫‪72908‬‬ ‫‪14904 02920‬‬ ‫الطالب‬
‫‪89982‬‬ ‫‪8494‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8490‬‬ ‫‪8792‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪7092‬‬ ‫‪0092‬‬ ‫‪1290‬‬ ‫البيئة الصفية واإلدارية‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪338‬‬

‫يتضح من اجلدول (‪ )88‬التايل‪:‬‬


‫‪ -‬أن أعلى متوسط استجابات للطالب واملعلمني يف احملاور املرتبطة باملعوقات قد وقع يف درجة‬
‫شديدة التأثري‪.‬‬
‫‪ -‬حصلت املعوقات املرتبطة بإسرتاتيجيات وطرق تدريس الفلسفة على أعلى متوسط عند الطالب‬
‫من حيث شدة التأثري يف تنمية مهارات التفكري اإلبداعي؛ حيث حصلت على متوسط(‪،2‬‬
‫‪ ،)11‬يف حني حصلت املعوقات املرتبطة بالطالب على أقل متوسط عند الطالب من حيث شدة‬
‫التأثري يف تنمية مهارات التفكري اإلبداعي؛حيث حصلت على متوسط(‪ .)02920‬وتشري هذه‬
‫النتيجة إىل أن إسرتاتيجيات وطرق تدرس الفلسفة تشكل أكرب معوق من معوقات تنمية مهارات‬
‫التفكري اإلبداعي‪ ،‬من وجهة نظر الطالب‪ ،‬يف حني تشكل املعوقات املرتبطة بالطالب املعوقات‬
‫األقل تأثريا من باقي املعوقات‪.‬‬
‫‪ -‬حصلت املعوقات املرتبطة بأساليب تقومي الفلسفة على أعلى متوسط عند املعلمني من حيث شدة‬
‫التأثري يف تنمية مهارات التفكري اإلبداعي؛ حيث حصلت على متوسط(‪،)1298‬يف حني‬
‫حصلت املعوقات املرتبطة باملعلم على أقل متوسط عند املعلمني من حيث شدة التأثري يف تنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي؛ حيث حصلت على متوسط(‪ .)22940‬وتشري هذه النتيجة إىل أن‬
‫أساليب تقومي الفلسفة تشكل أكرب معوق من معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬من‬
‫وجهة نظر املعلمني‪ ،‬يف حني تشكل املعوقات املرتبطة باملعلم املعوقات األقل تأثريا من باقي‬
‫املعوقات‪.‬‬

‫النتائج اخلاصة بالسؤال الثالث‪:‬‬


‫لإلجابة عن السؤال الثالث اخلاص بالكشف عن داللة الفرق بني وجهات نظر الطالب واملعلمني‬
‫حول معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪ ،‬قام الباحث بالتايل‪:‬‬
‫مقارنة ثنائية بني وجهات نظر الطالب واملعلمني حول معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‬
‫يف الفلسفة‪ ،‬باستخدام اختبار "ت"‪ ،T-test‬وقد استخدم الباحث احلالة الثانية حلساب قيمة (ت)‬
‫وذلك حلساب داللة الفرق بني املتوسطني غري املرتبطني جملموعتني متساويتني يف العدد (ن‪ =8‬ن‪ =2‬ن)‬
‫وقد استخدم الباحث اختبار(ت)"‪T-test‬يف هذه احلالة حلساب الفرق بني اجملموعتني( الطالب‪،‬‬
‫املعلمني) عند تطبيق االستبانة‪ .‬واجلدول رقم (‪ )82‬يوضح داللة الفرق بني آراء الطالب واملعلمني حول‬
‫‪333‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬


‫جدول (‪)03‬‬
‫دللة الفرق بين آراء الطالب والمعلمين حول معوقات تنمية‬
‫مهارات التفكير اإلبداعي‬
‫الفرق في‬ ‫قيمة ‪T‬‬ ‫درجات‬ ‫النحراف‬ ‫المتوسط‬
‫العدد‬
‫صالح‬ ‫المحسوبة‬ ‫الحرية‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫قيمة "ت" غري‬ ‫‪01‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪71902‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الطالب‬
‫‪8987‬‬
‫دالة إحصائيا‬ ‫‪20901‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪29‬‬ ‫املعلمني‬
‫يتضح من اجلدول (‪ )82‬أن املتوسط احلسايب للمعوقات لدى الطالب بلا (‪ )71902‬باحنراف‬
‫معياري قدره (‪ ،)20‬بينما املتوسط احلسايب للمعوقات لدى املعلمني بلا (‪ )72‬باحنراف معياري‬
‫قدر(‪ .)20901‬ولتحديد ما إذا كان هناك فرق دال إحصائيا فقد استعان الباحث باختبار (ت)‬
‫وقد أشارت النتائج إىل أن قيمة (ت) احملسوبة تساوى (‪ )8987‬وقيمة (ت) اجلدولية عند‬
‫درجات حرية ( ‪ ) 01‬ملستوى (‪)9992‬تساوى(‪ ،)8900‬وملستوى (‪ )9998‬تساوى (‪،)2904‬‬
‫وهذا يعىن أن قيمة (ت) احملسوبة أقل من قيمة (ت) اجلدولية‪ ،‬وهذا يعين أن قيمة (ت) غري دالة‬
‫إحصائيا‪ ،‬وبذلك فإنه ال يوجد فرق ذا داللة إحصائية بني آراء الطالب واملعلمني حول معوقات‬
‫تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬

‫مناقشة النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬إن تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف املدرسة الثانوية ليس باألمر املستحيل ولكن ميكن حتقيقه‬
‫طاملا مت متهيد الطريق ملمارسة التفكري بإزالة املعوقات اليت حتول دون حتقيق ذلك‪.‬؛ فيمكن تنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة باملرحلة الثانوية داخل الفصل لكي ينتقل األثر إىل احلياة‬
‫(تفعيل التفكري) من خالل عدد من العوامل املتضافرة اليت تعمل معا من أجل حتفيز وتشجيع العقل‬
‫على العمل وإطالق العنان لقدرته املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬إن استخدام طرق خمتلفة يف التدريس ينمي لدى الطالب مهارات التفكري اإلبداعي اليت جتعلهم‬
‫يستفيدون مما تعلموه يف املدرسة وتطبيقه عمليا يف مواجهة املواقف احلياتية املختلفة‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪393‬‬

‫‪ -‬مما تقدم يتبني تعدد معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة لدى الطالب‪،‬ما بني‬
‫معوقات مرتبطة بكل من‪:‬أهداف تدريس الفلسفة‪ ،‬حمتوى منهج الفلسفة‪ ،‬معلم الفلسفة‪،‬‬
‫اسرتاتيجيات وطرق تعليم الفلسفة‪ ،‬مصادر وأنشطة تعلم الفلسفة‪ ،‬أساليب تقومي الفلسفة‪ ،‬البيئة‬
‫الصفية واإلدارية باملدرسة‪ ،‬كما ترتبط بعض املعوقات بالطالب ذاته ومنها‪ :‬عدم الثقة بالنفس‬
‫والشعور بالنق ‪،‬املصاحب لبعض التعليقات السلبية ل خرين‪ ،‬واخلوف من املعلم وتعليقات‬
‫الزمالء‪ ،‬واخلوف من الفشل‪ ،‬واخلجل‪ ،‬والتشاؤم‪ ،‬والتبعية ل خرين‪ ،‬واخلضوع لواقع خال من‬
‫الطموحات‪ ،‬وااللتزام باخلطط والقوانني واإلجراءات اجلامدة‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت املعوقات املرتبطة بأساليب تقومي الفلسفة يف املرتبة األوىل من حيت شدة إعاقتها لتنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي(‪ )14902‬مما يدل على عدم اختيار أدوات التقومي وتصميمها حبيث‬
‫تساعد على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت املعوقات املرتبطة مبصادر وأنشطة تعليم وتعلم الفلسفة يف املرتبة الثانية من حيث شدة‬
‫إعاقتها لتنمية مهارات التفكري اإلبداعي(‪ )19909‬مما يدل على عدم االعتماد على مصادر تعليمية‬
‫وأنشطة تعليمية حديثة حبيث تساعد على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت املعوقات املرتبطة باسرتاتيجيات وطرق تعليم وتعلم الفلسفة يف املرتبة الثالثة من حيث شدة‬
‫تأثريها يف إعاقة تنمية مهارات التفكري اإلبداعي (‪،)19922‬مما يدل على عدم االعتماد على‬
‫استخدام معلم الفلسفة إلسرتاتيجيات وطرق تعليم وتعلم مناسبة حبيث تساعد على تنمية مهارات‬
‫التفكري اإلبداعي لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت املعوقات املرتبطة بالبيئة الصفية واإلدارية باملدرسة يف املرتبة الرابعة من حيث شدة تأثريها يف‬
‫إعاقة تنمية مهارات التفكري اإلبداعي (‪ ،)7092‬مما يدل على عدم تنظيم البيئة الصفية واإلدارية‬
‫باملدرسة حبيث تساعد على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت املعوقات املرتبطة بكتاب الفلسفة املقرر على الطالب يف املرتبة اخلامسة من حيث شدة‬
‫تأثريها على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي (‪ ،)72912‬مما يدل على عدم احتواء الكتاب على‬
‫موضوعات وأسئلة وأنشطة تنمي مهارات التفكري اإلبداعي‪ ،‬وعدم تنظيم واختيار حمتوى الكتاب‬
‫بالشكل املناسب حبيث يساعد على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى الطالب‪.‬‬
‫‪393‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫‪ -‬جاءت املعوقات املرتبطة بالطالب يف املرتبة السادسة من حيث شدة تأثريها على تنمية مهارات‬
‫التفكري اإلبداعي (‪ ،)72908‬مما يدل على عدم وعى الطالب وإمهاهلم تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي ألسباب يرجع بعضها إىل عوامل داخلية عندهم‪ ،‬والبعض األخر إىل ظروف خارجية‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت املعوقات املرتبطة بأهداف تدريس الفلسفة للطالب يف املرتبة السابعة من حيث شدة تأثريها‬
‫على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي (‪ ،)02922‬مما يدل على عدم التوافق بني املأمول والواقع يف‬
‫تدريس الفلسفة‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت املعوقات املرتبطة مبعلم الفلسفة يف املرتبة الثامنة واألخرية من حيث شدة تأثريها على تنمية‬
‫الدورات‬ ‫إعداد املعلمني ونق‬ ‫مهارات التفكري اإلبداعي (‪ ،) 02940‬مما يدل على نق‬
‫التدريبية املقدمة هلم يف هذا اجملال‪ .‬وقد يكون حلصول هذا احملور على املرتبة األخرية من حيث‬
‫شدة تأثريه‪ ،‬عالقة مبدى موضوعية املعلمني عينة الدراسة حيث يظهر تفاوت بني نسبة‬
‫استجابات املعلمني ونسبة استجابات الطالب يف هذا احملور على وجه اخلصوص وقد يكون من‬
‫املنطقي أن نضع يف االعتبار عدم قدرة اإلنسان على احلكم مبوضوعية على نفسه يف حني جند أن‬
‫التفاوت مل يظهر بشدة يف باقي احملاور‪.‬‬
‫‪ -‬إن عدم االختالف بني أفراد العينة يف معوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي بشكل كبري يؤكد‬
‫أن هذه املعوقات اليت حصرها الباحث؛تعد بالفعل من أهم معوقات تنمية مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ -‬إن عدم وعى الطالب واملعلمني والنظم اإلدارية مبهارات التفكري اإلبداعي يعد سببا جوهريا يف‬
‫عدم االهتمام بتنميتها ألن اإلنسان عدو ما جيهل‪.‬‬
‫‪ -‬تتفق هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة‪( :‬عبد اهلل سليمان‪( ،)8002:‬سامي الفطايري‪:‬‬
‫‪( ،)8002‬إهلام عبد احلميد‪( )8000:‬حممد زيدان‪( ،)8001:‬إهلام عبد احلميد‪،)2999:‬‬
‫(حممد زيدان‪( ،)2992:‬جمدي عبد الكرمي‪( ،)2994:‬حممد محد الطيطي‪( ،)2992:‬والء‬
‫صالح الدين‪( ،)2990:‬إهلام عبد احلميد‪.)2991:‬‬
‫‪ -‬يتضح مما سبق أمهية الفلسفة كمنهج دراسي إذا ما أحسن إعداده وتقدميه إىل الطالب يف تنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي لديهم‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪393‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫في ضوء النتائج التي أسفر عنها البحث‪ ،‬فإ الباحث يوصي بما يلي‪:‬‬
‫‪ -8‬على القائمني على وضع مناهج املواد الفلسفية وتدرسيها‪ ،‬ضرورة مراجعة كتب الفلسفة باملرحلة‬
‫الثانوية يف ضوء القضايا واملشكالت الفلسفية املعاصرة اليت ترتبط بواقعهم املعاش‪ ،‬لتوفري‬
‫اخلربات الرتبوية والتعليمية اليت تعمل على استثارة وحتفيز وإثراء فكر الطالب اإلبداعي‪ ،‬وعرض‬
‫احملتوى على هيئة قضايا فلسفية ومواقف تعليمية تعطى للطالب فرصة ممارسة مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي بشكل نشط‪.‬‬
‫‪ - 2‬على معلم الفلسفة أن يعمل على التوصل إىل تطبيقات مبتكرة لففكار الفلسفية اليت يقدمها‬
‫للطالب‪ ،‬عن طريق استخدام متكامل ومرتابط لربامج وأساليب وطرق تعليمية فعالة‪ ،‬تفي‬
‫حباجات الطالب وتراعى خصائصهم وميوهلم وختدم اجملتمع الذي يعشون فيه‪.‬‬
‫‪-4‬خلق بيئة صفية حمفزة وداعمة لتنمية مهارات التفكري اإلبداعي وتشجيع الطالب على‬
‫ممارسته؛ويتم ذلك بتعديل مهام النظم اإلدارية حبيث تصبح عامال من العوامل اليت تساعد إىل‬
‫تبين االجتاهات احلديثة بالتدريس‪ ،‬وتشجع املعلم على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى‬
‫الطالب‪.‬‬
‫‪ -2‬توضيح مفهوم التفكري اإلبداعي للطالب وتدريبهم على مهاراته واسرتاتيجياته‪ ،‬من خالل وضع‬
‫اسرتاتيجيات وبرامج مناسبة لتنمية التفكري اإلبداعي لدى الطالب وخباصة يف جمال الفلسفة‪،‬‬
‫حبيث ينصب اهتمام هذه اإلسرتاتيجيات والربامج على التعلم الذايت‪ ،‬واملناقشات الفلسفية‬
‫اجلماعية‪ ،‬وإبداء وجهات النظر حول القضايا واملشكالت الواردة بالكتاب املدرسي‪ ،‬وإثارة‬
‫التفكري اإلبداعي بالتعود على تناول القضايا واملشكالت الفلسفية مبا يتطلب اخليال واجلدة‬
‫واملرونة‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد دورات وبرامج تدريبية للمعلمني أثاء اخلدمة لتمكينهم من التعرف على مفهوم التفكري‬
‫معوقات تدريسه‪.‬‬ ‫اإلبداعي ومهارته واسرتاتيجياته وطرق تدريسه وتشخي‬
‫‪ -0‬الرتكيز على اسرتاتيجيات وطرق التدريس اليت هتتم بتنمية وتعليم مهارات التفكري اإلبداعي؛ مثل‬
‫املناقشة واحلوار والعصف الذهين وحل املشكالت ومسرحة املنهج ومتثيل األدوار‪.‬‬
‫‪399‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫‪ -7‬ضرورة تطوير أساليب تقومي الفلسفة‪ ،‬بتضمني اختباراهتا األسئلة اليت تقيس مهارات التفكري‬
‫اإلبداعي‪ ،‬ذلك النوع من األسئلة الذي يتطلب إبداء وجهات النظر حول القضايا واألفكار‬
‫واملذاهب الفلسفية مبنتهى احلرية‪ ،‬كما يتطلب التأمل والتخيل يف مواقف مفتوحة النهايات‪،‬‬
‫ويطلب من الطالب حماولة التوصل إىل النتائج واحللول املتوقعة‪ ،‬على أن يتم تصحيح إجابات‬
‫الطالب بنفس املعايري اليت تصحح هبا اختبارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪- 1‬ضرورة عمل برامج عالجية يف ضوء املعوقات اليت مت حتديدها‪.‬‬

‫البحوث املقرتحة‪:‬‬
‫‪ -8‬برنامج مقرتح لتنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقومي األداءات التدريسية ملعلم الفلسفة يف ضوء مناذج تنمية مهارات التفكري اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ - 4‬برنامج مقرتح لتدريب معلمي الفلسفة على تنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى طالهبم‪.‬‬
‫‪ - 2‬برنامج عالجي ملعوقات تنمية مهارات التفكري اإلبداعي يف الفلسفة‪.‬‬
‫ه‪-‬معوقات تنمية مهارات التفكري العليا يف الفلسفة لدى طالب املرحلة الثانوي‬

‫املراجع‬
‫أول‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬
‫ابن منظور(د‪.‬ت)‪ :‬لسان العرب‪ ،‬اجلزء اخلامس‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد اهلل على الكبري‪ ،‬حممد أمحد‬
‫حسب اهلل‪ ،‬هاشم حممد الشاذيل (القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب)‪.‬‬
‫أمحد حسني اللقاين‪ ،‬فارعة حسن حممد(‪ :)2998‬مناهج التعليم بني الواقع واملستقبل‬
‫(القاهرة‪:‬عامل الكتب)‪.‬‬
‫إهلام عبد احلميد فرج بالل(‪ :)8000‬التعليم بني ثقافة الذاكرة والنقد واإلبداع‪ ،‬رؤية حول‬
‫اإلبداع يف املناهج الدراسية (القاهرة‪ :‬مؤمتر رابطة الرتبية احلديثة‪ ،‬العدد اخلامس‬
‫عشر)‪.‬‬
‫___________ (‪ :)2999‬رؤية نقدية يف مناهج املواد الفلسفية واالجتماعية‪ ،‬تقدمي‪:‬‬
‫حامد عمار (القاهرة‪ :‬مركز احملروسة للنشر)‪.‬‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪393‬‬

‫___________ (‪ :)2991‬قضايا معاصرة يف املناهج التعليمية (القاهرة‪ :‬مركز احملروسة‬


‫للنشر)‪.‬‬
‫___________ (‪ :)2989‬املناهج وطرائق التعليم والتعلم‪ ،‬منظور ثقايف‪ ،‬تقدمي‪ :‬حامد‬
‫عمار (القاهرة‪ :‬مركز احملروسة للنشر)‪.‬‬
‫أمل حممد سليمان حممد(‪ :)2991‬تنمية الطالب املبدع يف املدرسة الثانوية (القاهرة‪ :‬دار‬
‫فرحة للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫بسام عبد اهلل طه إبراهيم(‪ :)2990‬التعلم املبىن على املشكالت احلياتية وتنمية التفكري‬
‫(عمان‪ :‬دار املسرية للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫متام إمساعيل متام(‪ : )2999‬آفاق جديدة يف تطوير مناهج التعليم يف ضوء حتديات القرن‬
‫احلادي والعشرين (املنيا‪ :‬دار اهلدى للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫توين بوزان (‪ :)8000‬العقل واستخدام طاقته القصوى‪ .‬ترمجة‪ :‬إهلام اخلوري (دمشق‪ :‬دار احلصاد)‪.‬‬
‫جون ستيوارت ميل( ‪ :)8000‬احلرية‪ ،‬ترمجة‪ :‬طه السباعي(القاهرة‪:‬اهليئة املصرية العامة للكتاب)‪.‬‬
‫حسن بن عايل أمحد حيى(‪" :)2997‬رؤى حول الرتبية واإلعالم وأدوار املناهج لتنمية التفكري يف‬
‫مضامني اإلعالم لتحقيق الرتبية اإلعالمية"‪ ،‬ورقة عمل (حلقة نقاش) مقدمة للمؤمتر الدويل‬
‫األول للرتبية اإلعالمية بالفرتة من ‪2997 / 2 /7 -82‬م ضمن حمور املناهج الدراسية‬
‫وعالقتها بالرتبية اإلعالمية‪ ،‬كلية املعلمني يف حمافظة جدة‪.‬‬

‫حسن حسني زيتون(‪ :)2994‬اسرتاتيجيات التدريس رؤية معاصرة لطرق التعليم والتعلم‬
‫(القاهرة‪ :‬عامل الكتب)‪.‬‬
‫حسن شحاته‪ ،‬وزينب النجار(‪ :)2994‬معجم املصطلحات الرتبوية والنفسية (القاهرة‪ :‬الدار‬
‫املصرية البنانية)‪.‬‬
‫ريتشارد ريستاك(‪ :)2989‬املخ اجلديد‪:‬كيف يعيد العصر اجلديد صياغة العقل؟‪ ،‬ترمجة‪ :‬عزة‬
‫هاشم أمحد‪ ،‬مراجعة وتقدمي‪ :‬فيصل عبد القادر يونس (القاهرة‪ :‬اهلينة املصرية العامة‬
‫للكتاب)‪.‬‬
‫زكريا إبراهيم(‪ :)8007‬مشكلة اإلنسان (القاهرة‪ :‬مكتبة مصر‪ ،‬ط‪.)2‬‬
‫‪393‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫___________ (‪ :)8007‬مشكلة الفلسفة (القاهرة‪ :‬مكتبة مصر‪ ،‬ط ‪.)4‬‬


‫زيد اهلويدي (‪ :)2992‬اإلبداع‪:‬ماهيته‪ -‬اكتشافه ‪ -‬تنميته ( العني‪ :‬اإلمارات العربية املتحدة‪،‬‬
‫دار الكتاب اجلامعي)‪.‬‬
‫سامي حممد على الفطايري ( ‪" :)8002‬إسرتاتيجية مقرتحة لتنمية اإلبداع يف الفلسفة‬
‫باملرحلة الثانوية"‪ ،‬جملة كلية الرتبية‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬العدد ‪. 22‬‬
‫سامي حممد نصار(‪ :)2991‬قضايا تربوية يف عصر العوملة وما بعد احلداثة‪ ،‬تقدمي‪ :‬حامد‬
‫عمار (القاهرة‪ :‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬ط ‪.)2‬‬
‫سعيد إمساعيل على( ‪ :)8010‬مهوم التعليم املصري (القاهرة‪ :‬عامل الكتب)‪.‬‬
‫سعيد عبد العزيز (‪ :)2990‬تعليم التفكري ومهاراته (عمان‪ :‬األردن دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ط‪.)2‬‬
‫سناء على حممد السيد‪ ،‬مصطفي حسانني احلاوي‪ ،‬حممد عز الدين البنهاوي (‪:)8001‬‬
‫سيكولوجية اإلبداع (القاهرة‪ :‬مطبعة املوسكي)‪.‬‬
‫صفاء األعسر( ‪ :) 2999‬اإلبداع وحل املشكالت ( القاهرة‪ :‬دار قباء للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫صفاء عبد العزيز (‪":)8002‬حنو رؤية اجتماعية لإلبداع ومكوناته وشروطه الرتبوية" جملة كلية‬
‫الرتبية‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬العدد ‪ ، 22‬اجلزء األول‪.‬‬
‫صالح الدين عرفه حممود(‪ :)2990‬مفهومات املنهج الدراسي والتنمية املتكاملة يف جمتمع‬
‫املعرفة‪ ،‬رؤى تربوية لتنمية جدارات اإلنسان العريب وتقدمه يف بيئة متغرية (القاهرة‪:‬‬
‫عامل الكتب)‪.‬‬
‫صالح عبد املنعم حوطر(‪ :)2990‬اإلحصاء التطبيقي للعلوم االجتماعية والنفسية‪( .‬جامعة‬
‫حلوان‪ :‬كلية الرتبية)‪.‬‬
‫عبد الرمحن العيسوى(‪ :)8002‬سيكولوجية اإلبداع‪..‬دراسة يف السمات اإلبداعية (لبنان‪ :‬دار‬
‫النهضة العربية)‪.‬‬
‫عبد السالم عبد الغفار(‪:)8007‬التفوق العقلي و االبتكار(القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية)‪.‬‬
‫عبد اللطيف حممد خليفة(‪ :)2992‬التغري يف نسق القيم لدى الشباب اجلامعي‪ :‬مظاهره‬
‫العلوم التربوية‪ /‬العدد األول‪ /‬يناير ‪3102‬‬ ‫‪393‬‬

‫وأسبابه‪( ،‬ورقة حبث مقدمة إىل مؤمتر‪ :‬ثقافة الشباب اجلامعي وقيمه يف عامل متغري‪،‬‬
‫كلية الرتبية‪ ،‬جامعة الزرقاء‪ ،‬األردن‪2992/ 7 /20-27 ،‬م)‪.‬‬
‫عبد اهلل سليمان إبراهيم( ‪":) 8002‬الغش يف االمتحانات وعالقته ببعض املتغريات النفسية‬
‫وأساليب التعليم "‪( .‬القاهرة‪ :‬دراسات تربوية‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬اجلزء ‪.)02‬‬
‫عبده مباشر(‪ :)2992‬على شاطئ الفلسفة (القاهرة‪ :‬اهليئة املصرية العامة للكتاب)‪.‬‬
‫عدنان يوسف العتوم‪ ،‬عبد الناصر ذياب اجلراح‪ ،‬موفق بشارة (‪ :)2997‬تنمية مهارات‬
‫التفكري مناذج نظرية وتطبيقات عملية‪( .‬عمان‪ :‬دار املسرية)‪.‬‬
‫فتحي عبد الرمحن جروان(‪ :)2988‬تعليم التفكري "مفاهيم وتطبيقات"‪( :‬عمان‪ :‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.)2‬‬
‫جمدي عبد الكرمي حبيب(‪ :)2994‬اجتاهات حديثة يف تعليم التفكري‪..‬اسرتاتيجيات مستقبلية‬
‫لفلفية اجلديدة (القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪).‬‬
‫جمدي عزيز إبراهيم(‪ :)2990‬معجم مصطلحات ومفاهيم التعليم والتعلم (القاهرة‪ :‬عامل الكتب)‪.‬‬
‫حممد جهاد مجل(‪ :)2992‬تنمية مهارات التفكري االبداعى من خالل املناهج الدراسية ( العني‪:‬‬
‫اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬دار الكتاب اجلامعي)‪.‬‬
‫حممد محد الطيطى(‪ :)2992‬تنمية قدرات التفكري اإلبداعي(عمان‪ :‬دار املسرية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪.)2‬‬
‫حممد سعيد أمحد زيدان(‪ :)8001‬تعليم التفلسف‪...‬دراسات نظرية ومناذج تطبيقية‪( .‬القاهرة‪:‬‬
‫سفري لإلعالم والنشر)‪.‬‬
‫___________(‪ :)8000‬تنمية التفكري الفلسفي دراسة تربوية ‪( -‬القاهرة‪ :‬سفري لإلعالم‬
‫والنشر)‪.‬‬
‫___________)‪ :)2989‬املقال الصحفي مدخل لتعليم التفلسف‪..‬مقاالت حليم تادرس الصحفية‬
‫منوذجا(القاهرة‪ :‬سفري لإلعالم والنشر)‪.‬‬
‫حممد عبد الرمحن مرحبا(‪ :)8001‬املسألة الفلسفية ( بريوت‪ :‬منشورات عويدات‪ ،‬ط ‪.) 2‬‬
‫حممود حممد غامن (‪ :)2992‬التفكري عند األطفال (عمان ‪ -‬األردن‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫‪397‬‬ ‫معوقات تنمية مهارات التفكير اإلبداعي في الفلسفة لدى طالب‬
‫المرحلة الثانوية من وجهة نظر الطالب والمعلمين‬

‫ممدوح عبد املنعم الكتاىن(‪ :)8009‬األسس النفسية لالبتكار ‪ ..‬أساليب تنميته(الكويت‪ :‬دار‬
‫الفالح للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫ناديا هايل السرور(‪ : )8001‬تربية املتميزين واملوهوبني(عمان‪ :‬األردن‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع)‪.‬‬
‫وزارة الرتبية والتعليم (‪ :)2992‬املناهج والتوجيهات العامة ‪ ..‬املرحلة الثانوية (التعليم العام)‪.‬‬
‫(القاهرة‪ :‬اإلدارة العامة للتعليم الثانوي)‪.‬‬
‫والء حممد صالح الدين(‪":)2990‬فعالية بعض األنشطة اإلثرائية يف تدريس الفلسفة لتنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي لدى طالب املرحلة الثانوية "(رسالة ماجيستري غري منشورة‪،‬‬
‫كلية الرتبية‪ ،‬جامعة حلوان)‪.‬‬
‫يوسف قطامي‪ ،‬رياض الشديفات(‪ :)2990‬أسئلة التفكري اإلبداعي (برنامج تطبيقي) (عمان‪:‬‬
‫دار املسرية للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫يوسف قطامي‪ ،‬أميمة حممد عمور(‪ :)2992‬عادات العقل والتفكري‪ ..‬النظرية والتطبيق (عمان‪:‬‬
‫دار الفكر للنشر والتوزيع)‪.‬‬
3102 ‫ يناير‬/‫ العدد األول‬/‫العلوم التربوية‬ 398

:‫ المراجع األجنبية‬-‫ثانيا‬
A. Marie Walker, Richard Koestner, Andrew Hum(1995): Personality
Correlates of Depressive Style in Autobiographies of Creative
Achievers. The Journal of Creative Behavior. Vol. 29,
Issue 2, p 76, June 1995.
Coleman, Connie(2001): Developing Higher-Order Thinking Skills
through the Use of Technology. ERIC (ED459702), 12/ 2001.
Hamman, L.(2001): Metacognitive awareness assessment in
sefregulated learning and performance measures in an
introductory psychology cours (journal of educational
research). 2001, Vol. (32), No.1.
Langrehr, Jon(2001): Teaching Students to Think (Bloomington,
Indiana, National Educational Service, 2001), p 22.
Lipman, M (1991): Strengthening Reasoning and Judgment
through Philosophy.in: Learning to Think, Thinking to
Learn, (Maclure, S. & Davis, P. (Eds.) UK pergamon press
plc. Oxford, p 103-113.
Nagappan, Rajendan(1999): Teaching Higher-Order Thinking Skills
in Language Class Rooms: The Need for Transformation of
Teaching Practice, DAI, V.50, N.10, April, 1999-pp 34-91.
Torrance, E. p.(1993): The Nature of Creativity as Manifest Testing
in R.J.Stemberg (Ed.).The Nature of Creativity.New York:
Press Syndicate of the University of Cambridge.

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like