You are on page 1of 24

‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪252 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة دراس ـ ـ ـ ـات‬

‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬


‫بشمال أفريقيا‬
‫‪The hunting of wild animals through‬‬
‫‪the mosaics in north Africa‬‬
‫أ‪ .‬سليم سعيدي‬
‫قسم التاريخ‪ ،‬جامعة ‪ 80‬ماي ‪ 5491‬قاملة‬
‫البريد االلكتروني‪ djamaa@live.com :‬تاريخ‬
‫القبول‪:8854/81/82‬‬ ‫تاريخ إالرسال‪:8850/81/85‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫مارس سكان املغرب القديم نشاط الصيد منذ عصور ما قبل التاريخ لعدة‬
‫أسباب‪ :‬منها تامين قوته من اللحم والدفاع عن النفس من أخطارها‬
‫وحماية حقوله من عبثها بمحاصيله ‪ ،‬ومع مرور الزمن أصبح‬
‫صيد الحيوانات املفترسة هواية وتسلية يمارسها أالمراء وأالثرياء‪ ،‬وخالل‬
‫االحتالل الروماني صار صيد بعض الحيوانات كاألسود نشاطا منظما وحكرا‬
‫على أالباطرة لقتلها أو لتزويد املالعب املدرجة املحلية أو الرومانية‪ ،‬وهذا‬
‫ما‬
‫تؤكده مشاهد الفسيفساء املتناثرة في املنطقة ( فسيفساء كويكول‪ ،‬بونة‪،‬‬
‫قرطاج)‪ ،...‬والتي يمكن من خاللها أن نستطيع أن نستنتج عدة معطيات منها‬
‫أنواع الصيد ( رجاال أو ركبانا) وأالسلحة املستعملة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الصيد؛ الحيوانات املفترسة؛ الفسيفساء؛ املالعب‬
‫املدرجة؛ شمال أفريقيا‪.‬‬
‫‪Summary :‬‬
‫‪The old Maghreb citizens practiced hunting action since‬‬
‫‪prehistoric ages for many reasons, for example, insuring their‬‬

‫‪1‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫‪with the passage of the time, hunting the wild animals became‬‬
‫‪hobby and entertainment was practiced by princes and riches.‬‬
‫‪During Romanian occupation, hunting some animals like lions‬‬
‫‪became an organized practice and it was monopolized by‬‬
‫‪emperors to kill them or to provide circus and local stadiums.‬‬
‫‪This later has been proved by scattered mosaics sights in the‬‬
‫‪region ( mosaics of Cuicul, Bône, Carthage …) through which‬‬
‫‪we can deduce many data such as, kinds of hunt ( footmen or‬‬
‫‪passengers ) and weapons used by.‬‬
‫‪Key words: hunting, wild animals, the mosaic, north‬‬
‫‪Africa, Amphitheatre.‬‬

‫‪djamaa@live.com‬‬ ‫املرسل ‪ :‬سليم سعيدي‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫ُ‬
‫تع د مشاهد الفسيفساء من أهم املصادر امالدية التي تساعد الباحثين‬
‫على معرفة مختلف مناحي الحياة اليومية للمغاربة القدامى من‪c c‬ذ أن ظهر هذا‬
‫الفن في منطقة املغرب القديم أي منذ الق ‪c‬رن الث ‪c‬اني للميالد بفض‪c‬ل الروم‪c‬ان وك‪ c‬ذلك‬
‫بعض أالفارقة أنفسهم الذين أبدعوا فيها وساهموا في تطورها‪ ،‬ومن هن ‪c‬ا ك‪c‬انت‬
‫الفسيفس ‪c‬اء م ‪c‬رآة عاكس ‪c‬ة للمجتم ‪c‬ع وحاول الفن‪cc‬انون من خالله ‪c‬ا التعب ‪ c‬ير عن‬
‫بعض مظاهر الحي ‪c‬اة الريفي ‪c‬ة كصيد الحيوان ‪c‬ات املفترس‪ c‬ة ال ‪c‬تي ت ‪c‬ع ج به‪cc‬ا املنطق‪c‬ة‪،‬‬
‫وكذلك استلهام بعض الصور وأالفكار أالسطورية من الثقافة‬
‫الهلنستية‪ ،‬ومن هنا سنحاول في هذا املقال إالجابة عن التساؤالت آالتية‪:‬‬
‫ما أالسباب التي دفعت املغاربة القدامى إلى ممارسة صيد الحيوانات؟ وما هي‬
‫أهم الحيوانات املفترسة التي عاشت في املنطقة؟ وما هي أهم الوسائل والحيل التي‬
‫لجأ إليها السكان في صيد هذه الحيوانات؟ وما هي أهم لوحات‬
‫الفسيفساء إالفريقية املع برة عن ذلك؟‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪252 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة دراس ـ ـ ـ ـات‬

‫دوافع الصيد‪:‬‬
‫ال شك أن ممارسة الصيد بأنواعه يعتبر أقدم النشاطات التي قام بها‬
‫إالنسان منذ ظهوره على أالرض‪ ،‬وإن كان الدافع أالساس ي من وراء ذلك هو‬
‫الحصول على الغذاء خصوصا خالل العصر الحجري القديم الذي لم‬
‫يتوصل في‪cc‬ه إالنس ‪c‬ان بعد ملمارس‪ c‬ة الزراع ‪c‬ة‪ ،‬فهن‪c c‬اك دواف‪c c‬ع أخرى جاءت بع‪cc‬د‬
‫االستقرار منها حماية نفسه من الحيوانات املفترسة ومن الحيوانات ال ‪c‬تي ت ‪c‬د مر‬
‫حقوله وبساتينه خالل العصر الحجري الحديث والفترة القديمة‪ ،‬السيما وأن‬
‫منطقة شمال أفريقيا كانت حسب املصادر الكالسيكية ‪ - 5‬وحتى خالل‬
‫بدايات العصر الحديث‪ 8-‬تع ج بالحيوانات املفترسة من أسود وفهود ود بة‬
‫وضباع‪...‬‬
‫وقد ساهم في هذا التنوع والكثرة عدة عوامل منها‪ :‬الظروف الطبيعية من‬
‫بت اين في التضاريس واملناخ وشساعة مساحتها‪ ،‬وقد كانت قبل االحتالل الروماني‬
‫كثيرة في بعض املناطق إلى حد أنها كانت تمنع الناس من أن يعيشوا‬
‫بها ويشتغلوا فيها بأمان‪ ،3‬إذ شكلت هذه الضواري خطرا على السكان‪،9‬‬
‫لدرجة أن جعل ساليست منه ‪c‬ا أحد أس ‪c‬باب م‪c‬وت إالنس‪c‬ان في منطق‪c‬ة ش ‪c‬مال‬
‫أفريقيا قديما فضال عن السالح والشيخوخة‪ ،1‬كما كانت ته‪cc‬اجم امالش ‪c‬ية على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬وجعلت من تربيتها في بعض الجهات أمرا مستحيال‪ ،‬ولهذا‬
‫دأبوا على صيدها للتخلص منها ومن أخطارها‪ 6.‬وثمة‬
‫وظيفة أخرى زادت أهميتها مع مرور الزمن وتمثلت في ممارسة‬
‫الص‪cc‬يد كرياضة وتس ‪c‬لية‪ ،‬ووس ‪c‬يلة إل ‪c‬براز الرجول‪ c‬ة والش‪c‬جاعة وإثباته ‪c‬ا لآلخرين‪،2‬‬
‫وعلى الرغم من خطورتها‪ ،‬فقد وجد املغاربة القدماء سواء من قبل أالمراء‬
‫وامللوك أو عامة الشعب‪ ،‬متعة في ممارسة صيد لت ك الضواري في الهواء‬

‫‪3‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫الطلق بالجرأة والحيل الخادعة‪ ،‬فقد خصص مثال يوغرطة ‪ (550-581‬ق‪.‬م)‬


‫وقتا كثيرا للصيد وكان دائما أالول من رفاقه الذين يقتلون أالسود وغيرها من‬
‫الحيوانات املتوحشة أالخرى‪ ، 0‬كما كان أالثرياء خالل العصر الروماني‬
‫يمارسون رياضة الصيد والقنص بشغف سواء في الغابات أو داخل املالعب‬
‫املدرجة حيث يقض ي صاحب الضيعة وقته في مالحقة الضواري وقتالها وهذا‬
‫‪4‬‬
‫ما تمثله مجموعة ثرية من لوحات الفسيفساء‪.‬‬
‫تجارة الحيوانات املفترسة‪:‬‬
‫من املعروف أن منطقة شمال إفريقيا قديما كانت أهم منطقة تصدر‬
‫ُ‬
‫الحيوانات املفترسة للرومان السيما بعد سنة ‪ 528‬ق‪.‬م وهي السنة التي ألغي‬
‫الذي منع بموجبه مجلس الشيوخ الروماني استيراد‬ ‫فيها ذلك القانون‬
‫الحيوانات الوحشية إلى روما من طرف نقيب العامة اوفيديوس ‪ ،Aufidius‬وبدء‬
‫من هذا التاريخ ازدهرت تجارة الحيوانات خصوصا املفترسة منها نحوها‬
‫من أجل تزويد ألعاب السيرك وتزويد حدائق الحيوانات التي كان يمتلكها‬
‫أالباطرة وأالثرياء‪ ،‬وهذا لثراها بمثل تلك الحيوانات من جهة وقربها الجغرافي‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬ويبدو من خالل املصادر الكالسيك ية أن أول تصدير‬
‫للحيوانات املفترسة من نوميديا كان سنة ‪ 564‬ق‪.‬م وتمثل في شحنة تت كون‬
‫من ‪ 63‬فهدا و‪ 98‬دبا و‪ 98‬فيال‪ ،‬ومنح إاليديل دوميتيوس اهانوباربوس‬
‫لسيرك ماكسيميوس في أحد العروض الشعبية في سنة ‪ 10‬ق‪.‬م مئة دب من‬
‫نوميديا رفقة صيادين أفريقيين‪58.‬‬
‫ومن العوامل أالخرى التي ساهمت في ازدهار تجارة الحيوانات املفترسة‬
‫املستوردة من املغرب القديم هي العالقات املمتازة والتحالفات التي أبرمت‬
‫بين القادة الرومان وامللوك النوميد ين واملور ين‪ ،‬كتلك الصداقة التي‬
‫ق‪.‬م) وبوخوس (‪18-558‬‬ ‫جمعت بين القائد الروماني سوال ‪(530-60‬‬
‫أالول‬
‫ق‪.‬م) ملك موريطانيا بعد تحالفهما ضد يوغرطة (‪ 589-550‬ق‪.‬م)‪ ،‬حيث‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫ز وده بمائة أسد‪ ،‬وفي عرض آخر سنة ‪ 91‬ق‪.‬م جلب من منطقة شمال‬
‫أفريقيا القديمة ‪ 988‬أسد و ُعرضت في الحلبة ضد ‪ 188‬جندي من املشاة‪ ،‬أما‬
‫بومبي فقد ق دم في عرض شعبي سنة ‪ 11‬ق‪.‬م بمناسبة انتخابه قنصال‬
‫للمرة الثانية ‪ 958‬فهدا و‪ 688‬أسد‪ 55.‬ومما‬
‫يدل على اهتمام وولع هذا أالخير بهذه أاللعاب أن سافر شخصيا‬
‫إلى منطقة املغرب القديم وربط عالقات مع وكالء نقل الحيوانات‬
‫إالفريقية‪ ،58‬ومن جهته عقد يوليوس قيصر ‪ (585-99‬ق‪.‬م) تحالفا مع امللك‬
‫بوخوس الثاني ‪ 33 (94-‬ق‪.‬م) وامللك بوغود ‪ (30-94‬ق‪.‬م) خالل حربه ضد‬
‫البومبيين وحليفهم امللك يوبا أالول (م‪.‬ق‪ ،)68-96‬وقد ز وده ب ـ ‪988‬‬
‫أسد‬
‫لالحتفال بمناسبة انتصاره سنة ‪ 96‬ق‪.‬م‪ ،‬ومن املمكن يمكن أن يكون بعض‬
‫‪53.‬‬
‫من لت ك أالسود قد دفعها له أعداؤه املهزومون كضريبة فرضت عليهم‬
‫وتجدر إالشارة هنا أن صيد الحيوانات الضارية خالل االحتالل الروماني‬
‫كان نشاطا منظما‪ ،‬فبالنسبة لصيد أالسود مثال كان احتكارا لألباطرة‬
‫الرومان‪ ،‬الذين كانوا يكلفون الجيش بصيدها ونقلها لروما لتزويد ألعاب‬
‫املسارح املدرجة‪ ،‬وبل‪c c‬غ بهم الشغف أن توجهوا بحمالتهم إلى عب‪c c‬ور الص ‪c‬حراء‬
‫للعودة بالحيوانات الغريبة والتوغل جنوب خط الليمس بمائ‪cc‬ة كلم كما تش ‪cc‬ير إلى ذل‪cc‬ك‬
‫بعض النق ‪c‬وش ال ‪c‬تي ع‪cc‬ثر عليه ‪c‬ا بمنطق ‪c‬ة أالطلس الصحراوي وتحتف ‪c‬ظ لن ‪c‬ا ب‪c c‬ذكرى‬
‫حمالت البحث عن الحيوانات املفترسة وصيدها‪ ،‬منها نقش عثر‬
‫عليه قرب مدينة البيض‪ ،59‬وكذلك نقش أقناب ‪ Agueneb‬بجبل عمور‬
‫‪51‬‬
‫سنة ‪529‬م‬
‫ويؤكد مرسوم إالمبراطور كاركال ‪ (855-852‬م) املنقوش على لوحة‬
‫برونزية واملو جه لسكان بانازا بموريطانيا الطنجية مدى اهتمام أالباطرة‬
‫الرومان بصفة شخصية بجلب الحيوانات املفترسة وخصوصا أالسود منها‬

‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫املغرب القديم‪ ،‬وقد س ماها في مرسومه "بالحيوانات السماوية "‬


‫من منطقة‬
‫)‪ ،3‬إذ طلب منهم تقديمها للرومان مقابل إعفائهم من دفع‬ ‫(انظر التعليق‬
‫الضرائب املتأخرة عليهم‪ 56.‬ومن جهة أخرى تبرز لنا فسيفساء بونة‬
‫بيازا أرمرينا بصقلية واللتان تعودان للقرن الرابع ميالدي صيد‬ ‫وفسيفساء‬
‫الحيوانات الوحشية كاألسود والفهود والنمور (انظر التعليق )‪ 9‬والخنازير‬
‫والفيلة والنعام‪ ...‬ونقلها وهي حية داخل أقفاص تختلف حسب حجم‬
‫ُ‬
‫وخطورة الحيوان وبعد ذلك تو ج ه نحو املرافئ لنقلها عبر املراكب‬
‫وتصديرها‬
‫لروما وبعض أالقاليم الرومانية أالخرى (انظر الشكل‪5)52.‬‬

‫الشكل ‪ (5):‬صيد الحيوانات املفترسة ونقلها عبر أالقفاص‬


‫‪Bertrandy François op.cit, p 237‬‬
‫وخالل العصر الروماني صار أالمراء وأالثرياء وأالباطرة الرومان وحتى املغاربة‬
‫كثيرا ما ينزلون شخصيا إلى حلبات املالعب املدرجة أو بإشراف‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫ورعاي ‪c c‬ة منهم‪ ،‬أو يقص ‪c‬دون ض‪cc‬يعات ومس ‪c‬احات خاص‪cc‬ة ك‪cc‬انوا يمتلكونه‪cc‬ا بمنطق‪cc‬ة‬
‫املغرب الق ‪c‬ديم ن ‪c‬ذكر منه ‪c‬ا على سبيل املث ‪c‬ال أمالك أس ‪c‬رة الف ‪c‬اليري ‪VALERII‬‬
‫قرب تاقاست (سوق أهراس) وأمالك س‪cc‬وماك ‪ SYMMAQUE‬بموريطاني‪c c‬ا‬
‫القيص‪cc‬رية ال‪cc‬تي يتم فيه‪cc‬ا الص‪cc‬يد بانتظ‪cc‬ام ويأخذ ص ‪c‬فة الحمالت العس‪c‬كرية ملا يتطلب‪cc‬ه من‬
‫تجهيزات وخدم تعكس سعة عيش هذه الطبقة من خالل لباسها ووس‪c c‬ائلها مما‬
‫يدل على العظمة املادية ملنظميها ورفعة شأنهم ومدى تحديهم‬
‫لألخطار الجسام التي تصاحب هذا النوع من النشاطات‪ ،‬ويعود السبب في‬
‫شغف أالباطرة بمثل هذه أاللعاب لكونها ترمز لقوتهم‪ ،‬فعندما يقض ي إالمبراطور‬
‫بنفسه أو عن طريق أحد أعوانه على الحيوانات املفترسة‬
‫املستوردة من أقطار إالمبراطورية فذلك يعني أنه سيمتلك قوة أعدائه‪،‬‬
‫وكذلك تشبها بالبطل أالسطوري هرقل مر وض الحيوانات املفترسة‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫ومن أالمثلة الدالة على ذلك أن نظم إالمبراطور سبتيموس سيفيروس‬


‫‪ 855 (543-‬م) بمناسبة الذكرى العاشرة العتالئه العرش ألعابا ضخمة‪ ،‬فقد‬
‫صنع قفصا على شكل سفينة بإمكانه احتواء ‪ 988‬حيوان يمكن إطالقها‬
‫دفعة واحدة‪ ،‬وملا فتح باب القفص اندفعت منه الدببة واللبؤات والنمور‬
‫وأالسود والنعام والحمير الوحشية والثيران الوحشية‪ ،‬وسار على منواله ابنه كاليغوال‬
‫‪95 (32-‬م) الذي كان يحب املصارعة وقتال الحيوانات املفترسة وقد‬
‫نزل بنفسه لحلبات املصارعة ‪ 231‬مرة كما يذكر ديون كاسيوس وقتل‬
‫بمفرده خمسة أفراس نهر في مرة واحدة‪ ،‬كما قتل خالل في بعض العروض‬
‫فيلين ووحيدي قرن وزرافة‪.‬‬
‫‪ 54‬واستمرت عملية صيد الحيوانات املفترسة طيلة العصر الروماني وحتى العصر‬
‫الوندالي‪ ،‬ولم تكن روما فقط املستفيدة من لت ك أاللعاب بل حتى‬

‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫بعض املدن إالفريقية كقرطاج وتيزدروس (الجم) بتونس وتاقاست (سوق‬


‫‪88‬‬
‫أهراس) حيث كان يعيش القديس أوغسطين وشاهد معركة دببة‪.‬‬
‫والسؤال الذي يطرح هنا‪ :‬من يتكلف بنقل وتصدير الحيوانات إلى الضفة‬
‫أالخرى من املتوسط؟‬
‫بعد صيد الحيوانات املفترسة توضع داخل أقفاص خاصة لتو جه مباشرة‬
‫إلى املوانئ إالفريقية القريبة كقرطاج وبونة ولبتيس ماغنا‪ ،‬ومنها تشحن‬
‫داخل سفن وتراعى خاللها شروط سالمتها وتنقل خالل أاليام التي يكون فيها‬
‫املناخ معتدال حتى ال تموت في الطريق ال سيما وأنها قد تستغرق يومين‬
‫‪85‬‬
‫كاملين أو أكثر حتى تصل إلى أوستي ‪ Ostie‬ميناء روما القديم‪.‬‬
‫وظهرت خالل العصر إالمبراطوري شركات خاصة لهذه النوعية من‬
‫التجارة وكان لها أعوان بضفتي البحر املتوسط من طاقم السفينة وعمال‬
‫يعتنون بصيانة الحيوانات وإطعامها على متن السفن‪ ،‬وهذا ما تؤكده‬
‫فسيفساء أوستي‪ ،‬وقد اكتشفت بميناء هذا أالخير قرب املسرح ساحة كبيرة يحيط‬
‫بها رواق وغرف صغيرة كانت تستعمل كمكاتب لعدة مؤسسات‪ ،‬منها‬
‫تسع شركات افريقية تمثل‪ :‬هيبو دياريتوس (بنزرت) وقرطاج وسيدي داود‪88.‬‬
‫طرق الصيد‬
‫لقد اختلفت طرق صيد الحيوانات املفترسة باختالف أالسباب التي دعت‬
‫لذلك وحسب طبيعة املكان‪ ،‬فقد تمت هذه العمليات على أالقدام في حاالت‬
‫الدفاع عن النفس وعن محاصيلهم الزراعية باستعمال الحراب والرماح‬
‫والسهام لقتلها والتخلص من مخاطرها‪ ،‬أو يمتطون صهوات خيولهم‬
‫هم‬
‫حسب أالسلوب امللكي الفارس ي املعروف في صيد الضواري‪ ،‬وكذلك استخدام‬
‫الشباك ووضع الفخاخ كالصناديق للحصول عليها حية للمتاجرة بها إذ كانت‬
‫مطلوبة بكثرة لتمويل عروض املالعب املدرجة سواء محليا أو خارجيا‬
‫بروما‪ ،83‬فللغرض أالخير نرى على فسيفساء هيبون ريجيوس (عنابة) (انظر‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫الشكل)‪ 9‬كيفية صيد الحيوانات املفترسة كاألسود والفهود مثال وهي حية‬
‫لنقله‪ c‬ا لروم ‪c‬ا حيث تص ور لن‪c c‬ا جن‪c c‬ودا وهم يمتط ‪c‬ون ص ‪c‬هوات خي‪c c‬ولهم في‬
‫الجب‪c c‬ل ويط‪c‬اردون ثالث ‪c c‬ة فه ‪c‬ود وأس ‪c‬د ولب‪c c‬ؤة محص ‪c‬ورين داخ‪c‬ل س ‪c‬ياج ش ‪c‬بكة‬
‫ويدفعونها نحو صناديق كبيرة بها نعاج أو ماعز تل ستخدم كطعم يجذب إليه الحيوان‬
‫املف ‪c‬ترس للقفص‪ ،‬ون‪ c‬رى في أالسفل صيادا واقف ‪c‬ا وملتفت ‪c‬ا نحو اليمين ورجل ‪c‬ه اليم‪c‬نى‬
‫مثنية أما رجله اليسرى فممددة ويحمل في ي ‪c‬ده اليمنى حرب‪ c‬تين وفي يده ا يل س‪c‬رى‬
‫ترسا مستدير الشكل وذو ل‪c c‬ون برتق ‪c‬الي ون ‪ c‬رى صيادين آخرين راجلين يش ‪c‬كلون‬
‫ج ‪c‬دارا بتروس‪cc‬هم الكب‪c c‬يرة ويخيف‪cc‬ون تل‪c c‬ك الحيوان‪cc‬ات بمش‪cc‬اعلهم الكب ‪cc‬يرة وامللتهب‪c c‬ة‬
‫ويدفعونها نحو شباك مخفية ما بين أالحراش‪ ،‬ويدل إشراف الجند‬
‫مخصصة‬ ‫على عمليات الصيد في فسيفساء بونة أن الحيوانات املقتنصة‬
‫للمالعب املدرجة‪89.‬‬

‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫الشكل‪ (8):‬صيد الحيوانات املفترسة بفسيفساء هيبون ريجيوس (عنابة)‬


‫‪Bertrandy François,op.cit, p237‬‬
‫ومن أهم الوسائل التي استعان بها إالنسان في عمليات الصيد نذكر‪5- :‬‬
‫الكالب‪ :‬كان الكلب أول الحيوانات التي استعان بها إالنسان في صيد الطرائد‬
‫كاألرانب والغزالن منذ العصر الحجري الوسيط‪ ،‬كما استعملت‬
‫الكالب في مساعدة الصيادين في صيد أالسود والخنازير‪ ،‬ومن أهم أنواعها‬
‫كان الكلب السلوقي وهو كلب رشيق الجسم طويل القوائم دقيق الخطم‬
‫طويل الذيل صغير أالذنين‪ ،‬يمتاز بسرعته الكبيرة‪ ، 81‬تع مم استعماله مع‬
‫نهاية العصر الحجري الحديث‪ ،‬وكثيرا ما برز على الفن الصخري ولوحات‬
‫الفسيفساء‪ ،86‬من أهم أاللواح التي برز عليها نذكر‪ :‬فسيفساء أودنا‬
‫وتيزدروس (الجم) وألتبروس (املدينة بتونس) وقرطاج تبربومايوس (هنشير‬
‫القصبات بتونس) وسيرتا (قسنطينة‪8- )82.‬‬
‫الخيول‪ :‬استعان إالنسان في صيد بعض الحيوانات كاألسود والخنازير والفهود وهو‬
‫يمتطي حصانه على الطريقة الفارسية وهي طريقة معروفة لدى الهلنستيين‪ ،‬كما‬
‫عرف في منطقة شمال أفريقيا من طرف السادة والنبالء في‬
‫الغابات واملسارح املدرجة‪ ،‬وهذا ما تشير إليه فسيفساء لبتيس ماغنا (لبدة)‪،‬‬
‫ونشير هنا أن الفارس يتسلح بالرمح أو النبال ويكون حذرا خاصة إذا كان‬
‫الحيوان املطارد مفترسا وتزداد ضراوته إذا أصيب‪ 80.‬ومن أهم اللوحات التي‬
‫برز عليها نذكر‪ :‬فسيفساء هيبون ريجيوس (عنابة) وأودنا (أوطينة بتونس)‬
‫وكويكول (جميلة) وقرطاج (انظر الشكل‪3)84.‬‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫الشكل ‪ (3):‬الصيد على متن الحصان (فسيفساء قرطاج)‬


‫‪Blanchrd-Lemée Mkchèle et autres, op.cit, p 181‬‬

‫هي من الوسائل التي‬


‫‪ 3-‬الصيد بالشبكة‪La chasse au filet :‬‬
‫اس ‪c‬تعملها إالنس ‪c‬ان من‪cc‬ذ عص ‪c‬ور م ‪c‬ا قب‪c c‬ل الت‪c c‬اريخ لص ‪c‬يد بعض الطرائ ‪c c‬د وح‪ c‬تى‬
‫الحيوانات املفترسة كما يشير إلى ذلك بعض مشاهد النقوش الصخرية بالطاس‪cc‬يلي‬
‫ناجر وأالكاكوس‪ ،‬وبعض لوحات الفسيفساء حيث يق‪cc‬وم الص‪c‬يادون تب وجي ‪c‬ه‬
‫الحيوانات املراد صيدها نحو الشباك وهم مسلحون ب ‪c‬الهراوات ويس‪c‬تعينون‬
‫بالكالب وتكون الشبكة واس ‪c‬عة وأحيان‪cc‬ا قصيرة وتخفى ما بين أالش ‪c‬جار وتنص ‪c‬ب في‬
‫شكل الحرف الالتيني ‪ ، U‬ومازالت هذه الطريقة مستعملة لحد آالن لدى بعض‬
‫الشعوب‪ ،‬وقد برزت على فسيفساء هيبون‬
‫ريجيوس (عنابة) وواد العثمانية وقرطاج‪38.‬‬
‫‪ 9-‬الفخاخ ‪ : fosses-pièges‬وتتمثل هذه الطريقة في إعداد حفر‬
‫وملا يقع فيها الحيوان املفترس توضع على رأسه غطاء‬ ‫باألغصان‬ ‫وتغطيتها‬

‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫ويتم إدخاله إلى القفص‪ ،‬وهذا من أجل عرضه في املسارح املدرجة‪ ،‬وبما أن‬
‫‪35‬‬
‫هذه الطريقة محفوفة باملخاطر ف ُيكلف بها جنود أو صيادين أكثر خبرة‪.‬‬
‫أهم الحيوانات املفترسة املصطادة في شمال أفريقيا قديما‪:‬‬
‫أ‪ -‬أالسود‪ :‬من خالل اطالعنا على عدد من ألواح الفسيفساء يتضح لنا أن‬
‫الغرض من صيدها إما القضاء عليها‬ ‫في الطبيعة وكان‬ ‫بعضها قد جرى‬
‫لخطرها أو من أجل صيدها واستعمالها في املسارح املدرجة من أجل‬
‫الفرجة‪ ،‬أما بعض املشاهد تشير إلى أن الصيد قد جرى داخل املالعب املدرجة‬
‫وهذا‬
‫بالتأكيد بغرض تسلية الجماهير‪.‬‬
‫فللغرض أالول ( التصدير ) تصور فسيفساء صيد أالسود بقرطاج‬
‫قفصا خشبيا كبيرا مدعما بقضبان حديدية مفتوحا به لوحة متحركة وموض‪ c‬وع‬
‫أمام ‪c‬ه جدي مرب ‪ c‬وط بحب‪c c‬ل اس ‪c‬تخدم كطعم الس‪ c‬تدراج أالس‪ c‬د نح‪c‬و القفص‬
‫وعن بعد يختبئ صياد وهو ينتظر لسحب الحبل فينغلق القفص‬
‫على أالسد‪ ،‬وقد استخدمت هذه الطريقة كثيرا للقبض على الحيوانات‬
‫املفترسة‪ ،‬والغرض من الصيد هنا هو استعمالها في املسارح املدرجة من أجل‬
‫‪38.‬‬
‫الفرجة‬
‫وتصور لنا فسيفساء كويكول (جميلة) بعض مظاهر الحياة الريفية في‬
‫املغرب القديم‪ ،‬منها فارس يصطاد خنزيرا بواسطة رمح‪ ،‬وبالقرب منه أيل‬
‫هارب‪ ،‬وصياد يحمل في يده اليسرى أرنبا‪ ،‬وفي مشهد آخر بنفس الفسيفساء‬
‫تت م عملية مصارعة أربعة أسود ‪ :‬اثنان يلتفتان نحو اليسار في وضعية تأهب‪،‬‬
‫وأسد آخر يقفز باتجاه رجل مسلح برمح وساقه منحني ‪c‬ة على مستوى الركب ‪c‬ة‪،‬‬
‫وأس‪cc‬د راب‪c c‬ع ت ‪c‬الف ال‪c‬رأس في الجه‪c‬ة العلوي ‪ c‬ة على اليمين‪ ،‬وك‪ c‬ذلك لب‪cc‬ؤة ميت ‪c‬ة ب‪c c‬رمح‬
‫اخترق جسمها‪ ،‬ونرى كذلك نمرا يلتفت نحو الخلف‪ ،‬ويبدو أن هذه املشاهد‬
‫قد تمت داخل حلبة امللعب املدرج بدليل وجود أسوار املدينة في الخلف‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫والغرض من عمليات الصيد ومصارعة الحيوانات املفترس هنا تسلية‬


‫الجماهير الحاضرة(‪33.‬انظر الشكل‪9).‬‬

‫الشكل‪ (9):‬مصارعة حيوانات مفترسة بفسيفساء كويكول (جميلة)‬


‫‪Lassus Jean, op.cit, p201‬‬
‫في فسيفساء تيالبت (هنشير لب عيد بوسط غرب تونس) فقد جرت‬ ‫أما‬
‫داخل مسرح مدرج حيث يبرز وسط الحلبة رجل يصارع أسدا هائجا وهو‬
‫واقف على رجليه الخلفيتين ويغرس في جسمه رمحا والدم ينزف بغزارة على‬
‫أالرض‪ ،‬وهذا يشير إلى جندي أو مصارع متخ صص مثل هذه أالعمال‬
‫في‬ ‫‪39.‬‬
‫البطولية‬

‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫مشاهد الفسيفساء‬
‫ثلت بكثرة على‬ ‫ب‪ -‬الفهود‪ :‬أما الفهود فقد‬
‫ُم‬
‫إالفريقية ويبدو أن اصطيادها كان أكثر من أالسود من أجل أن تعرض ف ي‬
‫املسارح املدرجة في روما‪ ،‬وهذا ما تشير إليه بعض إالحصائيات‪ ،‬إذ قدم‬
‫بومبي ‪ 958‬فهدا وقدم يوليوس قيصر(‪ 99-585‬م‪.‬ق) سنة م‪.‬ق ‪ 69‬بأحد‬
‫املسارح املدرجة الكثير من الحيوانات من بينها ‪ 688‬فهد‪ ،‬أما بروبوس ‪(826-‬‬
‫‪808‬م) فقد قدم في أحد العروض مائة فهد‪ ،‬أما أغسطس ‪(38‬ق‪.‬م‪-59‬م)‬
‫فقد عرض ‪ 988‬فهدا‪ ،‬ونستنتج من هذه أالرقام مدى ثراء منطقة شمال‬
‫أفريقيا قديما بالحيوانات املفترسة وعلى مدى إقبال الرومان على الحصول‬
‫عليها سواء عن طريق استيرادها‪ ،‬أو الحصول عليها كهدية من امللوك‬
‫النوميد ين واملوريطانيين‪ ،‬أو صيدها بواسطة فرق عسكرية رومانية خاصة‬
‫بذلك‪ ،‬ولهذا فقد ُجسدت الفهود كثيرا على الفسيفساء إالفريقية منها على‬
‫فسيفساء ك ‪c‬ل من قرطاج وأودن‪cc‬ا (أوطين‪cc‬ة) وت ‪ c‬يزدروس (الجم) وس‪ c‬ميرات (قرب‬
‫سوسة)‪ ،‬وحضوره يؤكد أنه كان عنصرا مميزا في أاللعاب املدرجة‪ 31‬خاص‪cc‬ة‬

‫أنه يق دم له أالشخاص املحكوم عليهم باإلعدام وهذا ما نراه على بفسيفساء‬


‫تيزدروس (الجم) بتونس وفسيفساء زليتن (شرق مدينة لبدة ) لب يبيا (انظر‬
‫الشكل)‪ ،1‬حيث نشاهد في هذه أالخيرة شخصين مقيدين من الخلف بعمود على‬
‫عربة صغيرة ذات عجلتين ويبدو من سحنتهما الداكنة أنهما من قبائل‬
‫جنوب ليبيا عقابا لهم بعد هجومهم على مركز الفيلق أالغسطي‬ ‫الغرامنت‬
‫بعد امليالد لب بدة الكبرى‪ ،‬كما كان ُيرمى باملسيحيين‬ ‫الثالث سنة ‪28‬‬
‫للحيوانات الضارية باملسارح املدرجة وسط صيحات الجماهير الحاضرة مثلما‬
‫فعل عدة أباطرة كجيتا ‪(855‬م) بمناسبة ذكرى اعتالئه العرش حيث تم‬
‫تقديم خمسة أسرى مسيحيين بامللعب املدرج بقرطاج‪ ،‬وقد استهجن رجال‬
‫الدين املسيحيين كتروتلتيان ‪ Tertullien‬هذه املشاهد الدموية‪.36‬‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫الشكل ‪ (1):‬تقديم محكوم عليه باإلعدام للحيوانات املفترسة بفسيفساء‬


‫زليتن‬
‫‪Ben Mansour Seyda et autres, op.cit, p23‬‬
‫ُ‬
‫و تص ور لنا فسيفساء أودنا ثالثة صيادين على صهوات خيولهم‬
‫ومسلحين بالحراب ويحيطون بفهد مجروح نب بل على جنبه أاليسر وواحد من‬
‫بينهم مسلح برمح‪ ،‬وربما أراد الفنان من هذا املشهد أن بي ين لنا قتل الفهود‬
‫التي كانت تفترس املواش ي‪ ،32‬ونرى من خالل فسيفساء سميرات أربعة‬
‫مصارعين يقاتلون أربعة فهود حيث تجري املصارعة تحت رعاية إاللهين‬
‫الرومانيين‪ :‬ديانا إلهة الصيد وديو ين سيوس إله الخمر ونرى الدم ينزف من‬
‫بعضها(‪.‬انظر الشكل‪. 6)30‬‬

‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫الشكل‪ (6):‬مصارعة فهود (فسيفساء سميرات)‬


‫‪Ben Mansour Seyda et autres , op.cit, p157‬‬
‫ج‪ -‬الدببة‪ :‬كما كان الدب من بين الحيوانات التي تجلبها روما من منطقة‬
‫شمال أفريقيا لتزويد املسارح املدرجة منذ القرن الثاني ق‪.‬م فقد أدخل‬
‫القنصل الروماني ‪ .Scipion Cornelius P‬سنة ‪ 564‬ق‪.‬م بفضل عالقته‬
‫الوطي‪cc‬دة م‪c‬ع املل‪cc‬وك النومي ‪c‬ديين كماسينيس‪cc‬ا ‪ (883-590‬ق‪.‬م) وابن ‪c‬ه ماسيبس ‪c‬ا ‪-550‬‬
‫‪ (590‬ق‪.‬م) ع‪cc‬دة حيوان ‪c c‬ات من منطق‪cc‬ة املغ ‪cc‬رب الق‪c c‬ديم لعرض‪ c‬ها في املس‪c c‬ارح‬
‫املدرجة من بينها أربعين دبا‪ ،‬أما االيديل ‪ Ahenobarbus Domitius‬فقد‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫ق دم في أحد العروض سنة ‪ 65‬ق‪.‬م مئة دب نوميدي رفقة‬


‫صياديها‬
‫أالثيو يب ين‪ ،34‬ويذكر املؤرخ الروماني ديون كاسيوس أن أالمبرطور سبتيموس‬
‫ُ‬
‫سيفيروس ‪ (543-855‬م) نظم ألعابا كبيرة بمناسبة اعتالئه العرش قتلت فيه‬
‫الكثير من الحيوانات من بينها الدببة‪ ،98‬كما أشار إليه القديس أغسطين‬
‫‪(938-319‬م) بأنه من بين الحيوانات املعروضة في ألعاب مدينته تاقاست‬
‫(سوق أهراس) التي كانت غاباتها غنية بالدببة النوميدية‪ 95.‬وقد‬
‫كان الدب من أكثر الحيوانات تمثيال على مشاهد الفسيفساء‬
‫إالفريقية املرتبطة باملسارح املدرجة حيث ظهرت من خاللها الدببة كحيوانات‬
‫مدجنة تقوم باألعمال البهلوانية أو في صراع عنيف ضد حيوانات أخرى أو‬
‫ضد مصارعين‪ ،‬مثلما نرى ذلك على فسيفساء كوربة قرب مدينة سوسة‬
‫في فسيفساء تبربومايوس (هنشير‬ ‫(انظر الشكل)‪ ،98 2‬ونشاه أيضا‬
‫د‬
‫القصبات) تب ونس صورة دب وهو يقفز في أالولى نحو اليسار محاطا بأشرطة‬
‫ملونة ويقف في الثانية على قائمتيه الخلفيتين كأنه يجابه حيوانا آخر‬
‫ويستعد ملهاجمة مصارع‪ ،93‬غير أنه نادرا ما ص ور وهو ُيصطاد داخل‬
‫وسطه‬
‫الطبيعي‪ ،‬ومن املشاهد أالخيرة نرى بفسيفساء خنقة الحجاج معروضة‬
‫بمتحف باردو بتونس دبين اثنين بوسط مشجر واحد يمش ي وأالخر يعدو‬
‫آخ يرم بأحبولة ليمسك بأحد‬ ‫واحد الصيادين مسلح بحربة وصياد‬
‫ر ي‬ ‫‪99‬‬
‫الدبين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫الشكل ‪ (2):‬دببة متصارعة بفسيفساء كوربة‬


‫بلكامل بضاوية‪ ،‬املرجع‪188،‬‬
‫خاتمـ ـة‪.‬‬
‫تي ضح لنا بعد دراسة بعض لوحات الفسيفساء بمنطقة املغرب القديم‪،‬‬
‫أن صيد الحيوانات املفترسة بعد أن كان نشاطا فرديا الهدف منه قتلها‬
‫والقضاء عليها لتعرضها لحياة السكان وحيواناته أالليفة‪ ،‬صار الصيد بمرور‬
‫الزمن السيما خالل العهد الروماني الهدف منه هو التسلية والترفيه عن‬
‫النفس وإبراز الشجاعة والقوة التي لم تقتصر على أالثرياء والنبالء بل تعداه‬
‫للحكام خصوصا داخل حلبات املالعب املدرجة في داخل املدن إالفريقية‬
‫(قرطاج‪ ،‬زليتن‪ ،‬سوسة‪ ،‬جميلة‪ ،‬شرشال)‪ ...‬وكذلك في املدن االيطالية‪ ،‬لهذا‬
‫كانت الحيوانات املفترسة من أه الشحنات التي تصدرها منطقة املغرب‬
‫م‬
‫القديم للرومان والتي أشرف على رعايتها أالباطرة الرومان بأنفسهم في بعض‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫املناسبات كاالحتفاالت بانتصاراتهم وتوليهم الحكم وهذا ما تؤكده لنا‬


‫فسيفساء بيازا ارمرينا وفسيفساء التبيروس ‪( Althiburos‬املدينة) بتونس‪،‬‬
‫للحيوانات البرية بشكل عام‬ ‫نتيجة للصيد املكثف‬ ‫ونشير في أالخير أنه‬
‫واملفترسة بشكل خاص طيلة قرون فقد ساهم في تناقص وحيش أفريقيا‬
‫الشمالية إلى أن انقرضت نهائيا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أ ‪ .‬سل ي م‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

‫الحواش ي‪:‬‬
‫‪ 1-‬هيرودوت‪ ،‬تاريخ هيرودوت‪ ،‬الكتاب الرابع‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد إالله املالح‪ ،‬مراجعة‪ :‬أحمد‬
‫السقاف وحمد بن صراي‪ ،‬املجمع الثقافي‪ ،‬أبوظبي‪ ،8885 ،‬ص‪ 365.‬ديون‬
‫مصطفى غطيس‪ ،‬كلية‬ ‫كاسيوس‪ ،‬التاريخ الروماني‪ ،‬الجزء العاشر‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫آالداب‪ ،‬تطوان‪ ،8853 ،‬ص ص‪581_586.‬‬
‫‪- Pline l’Ancien, histoire naturelle, éditions et choix d’Hubert Zehnacker,‬‬
‫‪collection folio classique, Gallimard, paris, 1999, p111, Strabon,‬‬
‫‪Géographie, éditions traduit par Tardieu Amédée, Paris,1880, L.‬‬
‫‪Hachette, XVII,4,5,7.‬‬
‫_‪ 8‬ويبدو أن أالسود قد تواجدت بكثرة في املنطقة خالل العصر الحديث حسب الحسن‬
‫الوزان ويذكر أنها كانت ال تفترس الحيوانات فحسب بل حتى إالنسان‪ ،‬فكثيرا ما‬
‫تجرؤ في بعض أالماكن على مهاجمة مائتي فارس وتقتل منهم خمسة أو ستة رجال‪،‬‬
‫وهو شخصيا نجا منها مرتين كما يذكر ذلك‪ ،‬للمزيد انظر‪ :‬الحسن الوزان‪ ،‬وصف‬
‫إفريقيا‪ ،‬تر‪ :‬محمد حجي ومحمد أالخضر ‪ ،‬ج‪ ،8‬ط‪ ،8‬دار الغرب إالسالمي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ص‪.8615403‬‬
‫‪1- Paul Corbier, Marc Griesheimer, L’Afrique romaine 146 av. J.-C.- 439‬‬
‫‪ap. J.-C , Ellipses, Paris, 2005, p 81.‬‬
‫‪ 9-‬يذكر لب ين الكبير انه خالل الحرب البونية الثانية عندما حاصر الرومان بعض مدن‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬قام القائد الروماني سيبيون بقتل أسود وصلبها عن‪cc‬د مدخل املدين‪cc‬ة‬
‫حتى تخش ى بقي‪c c‬ة أالس‪ c‬ود من نفس املص ‪c‬ير وال تق‪cc‬ترب منهم‪ ،‬وربم ‪c‬ا يري ‪ c‬د س‪cc‬يبيون‬
‫تب صرفه هذا أن بي عث للقرطاجيين رسالة مفادها شجاعة وصالبة‬
‫الجيش الروماني‪ ،‬انظر‪p op.cit, l’Ancien, Pline .113 :‬‬
‫‪ - 1‬ساليست‪ ،‬الحرب اليوغرطية‪ ،‬تر‪ :‬محمد املبروك الدويب‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫بنغازي‪ ،‬بنغازي‪ ،8880 ،‬ص‪35.‬‬
‫‪ 6-‬استيفان قزال‪ ،‬تاريخ شمال إفريقيا القديم‪ ،‬ج ‪ ،5‬مطبوعات أكاديمية اململكة‬
‫املغربية‪ ،‬الرباط‪ ،8882 ،‬ص‪584.‬‬
‫_‪ - 2‬ف‪ .‬فون زودن‪ ،‬مدخل إلى حضارات الشرق القديم‪ ،‬تر‪ :‬فاروق إسماعيل‪ ،‬دار‬
‫املدى‪ ،‬دمشق‪ ،8883 ،‬ص‪585.‬‬

‫‪2‬‬
2 229- ‫ ص‬،(9102) 01 :‫ الع ــدد‬/ 6 ‫املجلد‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

56.‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ ساليست‬0_


،8880 ،‫ تونس‬،‫ كتاب الحرية‬،5‫ ط‬،‫ التربية والثقافة في قرطاج‬،‫ محمد حسين فنطر‬4_
.585‫ص‬
10- François Bertrandy, Remarques sur le commerce des bêtes sauvages
entre l’Afrique du Nord et l’Italie, Mélanges de l’Ecole francise de
Rome, Antiquité, Année 1987, Volume 99, n 1, p p 212-213.
- Elizabeth Deniaux, L’importation d’animaux d’Afrique a l’époque
républicaine et les relations de clientèle, L’Africa romana, Atti del
convegno di studio, Djerba, 10-13 dicember 1998, Volume secondo, p
1300- 1303.
11- Paul Corbier, Marc Griesheimer, op.cit , pp228-229.
12- Elizabeth Deniaux, op.cit,p 1301.
13- Paul Corbier, Marc Griesheimer, op.cit , pp228-229.
14- Charles Gilbert Picard, La civilisation romaine L’Afrique romaine, Plon,
paris, 1959, p 258.
15- G. Camps, « Africanae », », in 2 | Ad – Ağuh-n-Tahlé, Aix-en-Provence,
Edisud (« Volumes », no 2) , 1985
16- Thouvenot Rymond, les lions de Caracalla, in revue des études
anciennes, tome52, 1950, , n°3-4, p278.
17- François Bertrandy, op.cit, pp220-222.
‫ الكتاب‬،‫ مظاهر اقتصادية من خالل فسيفساء الشمال إالفريقي‬،‫ البضاوية لب كامل‬50_
881-831.‫ ص ص‬،883،‫ الرباط‬،‫ مطبعة فيديبرانت‬،5 ‫ ط‬،‫أالول‬
581-586. ‫ ص ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ ديون كاسيوس‬54-
20- Thouvenot Rymond, les lions de Caracalla, in revue des études
anciennes, tome52, 1950 ,n°3-4, p278.
21- François Bertrandy, op.cit, pp227-229.
‫ الشركات التونسية‬،‫ الفسيفساء التونسية من خالل الفسيفساء‬.،‫ املنجي النيفر‬22_
96.‫ ص‬،5464 ‫ تونس‬،‫للتوزيع‬
،‫ الحيوانات الوحشية من خالل الفسيفساء إالفريقية الرومانية‬،‫ تغريد علي شعبان‬83_
546.‫ ص‬،8885 ،‫ جامعة تونس أالولى‬،‫رسالة دكتوراه‬
24- Naima ABDELOUAHAB, la capture des fauves sur une mosaïque
d’Hippone, (identités et culture dans l’Algérie antique), publications
des universités de Rouen et du Havre 2005, pp206-207.
886.‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ تغريد علي شعبان‬81_

2
‫ سل ي م‬. ‫أ‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

62 -Thérèse PRECHEUR-CANONGE, la vie rurale en Afrique romaine


d’Après les Mosaïques, presses universitaires de France, Paris, p72.
835_836.‫ ص ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ البضاوية لب كامل‬27_
28- Aymard Jacques, Essai sur les Chasses romaines des origines à la fin du
siècle des Antonins (Cynegetica), éditions Bocard, Paris, 1951, pp406-
407.
29- Thérèse PRECHEUR-CANONGE, op.cit , pp89-90.
30- Le Quellec Jean-Laïc et autres (2010). « La chasse au filet sur les
peintures rupestres du Sahara central et dans l’Antiquité», Cahiers de
l’AARS , N° 14, pp255-258.
31- Aymard Jacques, op.cit, p406.
32- Mahjoubi Amar, Découverte d’une nouvelle mosaïque de chasse a
Carthage, Comptes-rendus des séances de l’Académie des inscriptions
et belle-lettres, Année 1967, Volume 111, n°2 , p 264-267.
33- Lassus Jean. La salle à sept absides de Djemila-Cuicul. In: Antiquités
africaines, 5,1971. P202.
34- Seyda Ben Mansour et autres, la Mosaïque en Tunisie, éditions de
Méditerranée Tunis 2009, p 160.
35- Yacoub Mohamed ,pièces maitresses des musées de Tunisie, éditions
carthacom, Tunis,1994, p238.
36- Mahjoubi Amar, villes et structures urbaines de la province romaine
d’Afrique, centre de publication universitaire, Tunis. 2000, pp161-
162.
37- Thérèse PRECHEUR-CANONGE, op.cit , p90.
38- Yacoub Mohamed, op.cit, p253.
39- Elizabeth Deniaux, op.cit, pp 1300-1303.
586.‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬، ‫ ديون كاسيوس‬98_
11- Gabriel.la faune de l’Afrique du nord et Sahara d’apres Hérodote,
Espacio, Tiempo y Forma, Serie2, H, Antigua, t. l, 1988, , p210.
524.‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ البضاوية لب كامل‬42_
881.‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ تغريد علي شعبان‬93-
44- Thérèse PRECHEUR-CANONGE, op.cit , p84.

:‫قائمة املصادر واملراجع‬


،5 ‫ ج‬،‫ محمد التازي سعود‬:‫ ترجمة‬،‫ تاريخ شمال إفريقيا القديم‬،‫ استيفان قزال‬-
8882. ،‫ الرباط‬،‫مطبوعات أكاديمية اململكة املغربية‬

2
‫املجلد ‪ / 6‬الع ــدد‪ ،(9102) 01 :‬ص ‪2 229-‬‬ ‫مجـ ـ ـلة‬

‫استيفان قزال‪ ،‬تاريخ شمال إفريقيا القديم‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد التازي سعود‪ ،‬ج ‪،5‬‬
‫مطبوعات أكاديمية اململكة املغربية‪ ،‬الرباط‪8882. ،‬‬
‫‪ -‬البضاوية لب كامل‪ ،‬مظاهر اقتصادية من خالل فسيفساء الشمال إالفريقي‪ ،‬الكتاب‬
‫أالول‪ ،‬ط‪ ،5‬مطبعة فيديبرانت‪ ،‬الرباط‪8883. ،‬‬
‫‪ -‬تغريد علي شعبان‪ ،‬الحيوانات الوحشية من خالل الفسيفساء إالفريقية الرومانية‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة تونس أالولى‪ :‬تونس‪8885. ،‬‬
‫‪ -‬الحسن الوزان‪ ،‬وصف إفريقيا‪ .‬تر‪ :‬محمد حجي ومحمد أالخضر‪،‬ج‪ ،8‬ط‪ ،8‬دار الغرب‬
‫إالسالمي‪ ،‬بيروت‪5403. ،‬‬
‫‪ -‬ديون كاسيوس‪ ،‬التاريخ الروماني‪ .‬الجزء العاشر‪ ،‬ترجمة‪ :‬مصطفى غطيس‪ ،‬كلية‬
‫آالداب‪ ،‬تطوان‪8853،‬‬
‫‪ -‬ساليست غايوس كريسبوس‪ ،‬الحرب اليوغرطية‪ .‬تر‪ :‬محمد املبروك الدويب‪،‬‬
‫منشورات جامعة بنغازي‪ ،‬بنغازي‪8880. ،‬‬
‫‪ -‬فون زودن‪ ،‬مدخل إلى حضارات الشرق القديم‪ .‬تر‪ :‬فاروق إسماعيل‪ ،‬دار املدى‪،‬‬
‫دمشق‪8883. ،‬‬
‫‪ -‬محمد حسين فنطر‪ ،‬التربية والثقافة في قرطاج‪ ،‬ط‪ ،5‬كتاب الحرية‪ ،‬تونس‪8880. ،‬‬
‫الفسيفساء التونسية من خالل الفسيفساء‪ ،‬الشركات التونسية‬ ‫‪ -‬املنجي النيفر‪،‬‬
‫للتوزيع‪ ،‬تونس‪5464. ،‬‬
‫‪ -‬هيرودوت‪ ،‬تاريخ هيرودوت‪ ،‬الكتاب الخامس‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد إالله املالح‪ ،‬مراجعة‪ :‬أحمد‬
‫السقاف وحمد بن صراي‪ ،‬املجمع الثقافي‪ ،‬أبوظبي‪8885. ،‬‬
‫‪- Abdelouahab Naima , « la capture des fauves sur une mosaïque‬‬
‫‪d’Hippone» , )identités et culture dans l’Algérie antique(, publications‬‬
‫‪des universités de Rouen et du Havre.2005, pp 305-319.‬‬
‫‪- Aymard Jacques, Essai sur les Chasses romaines des origines à la fin‬‬
‫‪du siècle des Antonins (Cynegetica), éditions Bocard, 1951, Paris.‬‬
‫‪- Ben Mansour Seyda, et autres, la Mosaïque en Tunisie, éditions de‬‬
‫‪Méditerranée, Tunis.2009.‬‬
‫‪- Bertrandy François, «Remarques sur le commerce des bêtes‬‬
‫‪sauvages entre l’Afrique du Nord et l’Italie», Mélanges de l’Ecole‬‬
‫‪française de Rome, Antiquité, , Volume 99, n 1. 1987, pp211-241.‬‬

‫‪2‬‬
‫ سل ي م‬. ‫أ‬ ‫صيد الحيوانات املفترسة من خالل الفسيفساء‬

- Blanchrd-Lemée Michèle et autres, sols de la Tunisie romaine,


éditions Cérès,1998, Tunis.
- Camps Gabriel « Africanae », in E.B, volume 2, Aix-en-Provence,
Edisud, 1985, Pp217-222.
- Camps Gabriel. «la faune de l’Afrique du nord et Sahara d’après
Hérodote», Espacio, Tiempo y Forma, Serie2, H, Antigua, t. l.
1988,pp 209-220.
- Deniaux Elizabeth, « L’importation d’animaux d’Afrique a l’époque
républicaine et les relations de clientèle », L’Africa romana, Atti del
convegno di studio, Djerba, 10-13, Volume secondo, 1998, p 1300-
1303.
- Guey Julien, « Les éléphants de Caracalla (216 après J.-C.) ». In:
Revue des Études Anciennes. Tome 49, n°3-4, 1947, pp. 248-273.
- Lassus Jean, «La salle à sept absides de Djemila-Cuicul». In:
Antiquités africaines, 5. 1971,Pp193-207
- Le Quellec Jean-Laïc et autres, « La chasse au filet sur les peintures
rupestres du Sahara central et dans l’Antiquité», Cahiers de l’AARS ,
N° 14, 2010, pp255-258.
- Mahjoubi Amar, «Découverte d’une nouvelle mosaïque de chasse a
Carthage», Comptes-rendus des séances de l’Académie des
inscriptions et belle-lettres, Volume 111, n°2. 1967, Pp264-278.
- Mahjoubi Amar, villes et structures urbaines de la province romaine
d’Afrique, centre de publication universitaire, Tunis, 2000.
- Paul Corbier, Marc Griesheimer, L’Afrique romaine 146 av. J.-C.-
439 ap. J.-C. Ellipses, Paris. 2005.
- Picard Charles Gilbert ,La civilisation romaine de L’Afrique
romaine, Plon, paris, 1959.
- Pline l’Ancien, histoire naturelle, éditions et choix d’Hubert
Zehnacker, collection folio classique, Gallimard, paris , 1999.
- Précheur-Canonge Thérèse, la vie rurale en Afrique romaine d’Après
les Mosaïques, presses universitaires de France, Paris, 1962.
- Strabon, Géographie, éditions traduit par Tardieu Amédée, Paris , L.
Hachette, 1880.
- Thouvenot Rymond , «les lions de Caracalla», in revue des études
anciennes, tome52, n°3-4, 1950, pp278-287.
- Yacoub Mohamed, pièces maitresses des musées de Tunisie,
éditions carthacom, Tunis, 1994.

You might also like