You are on page 1of 4

‫الشيخ مبروك العوادي‬

‫‪ 1329‬ـ ‪1417‬ﻫ ‪ 1911 /‬ـ ‪1996‬م‬


‫َمسيرته*‬ ‫فات في‬
‫ووق ٌ‬
‫َ‬ ‫ات من سيرته‬ ‫َّ‬
‫محط ٌ‬

‫الرحمن دويب | باحث في التُّ راث الجزائري‬


‫عبد َّ‬

‫ومن زمالئه في الدراسة بالجامع األعظم الشيخ الكامل بن محمد‬ ‫‪ /1‬محطات من سيرته ________________________________‬
‫الحناشي (سوق اهراس)‪.‬‬
‫في عزابة (‪1949-1948‬م)‬ ‫المحطة األولى‪:‬‬
‫مترجميه أنه بعد حصوله على شهادة العالمية من الجامع‬
‫ِ‬ ‫ذكر بعض‬ ‫المولد والنشأة‬
‫األعظم بتونس عاد إلى بلدته عزابة‪ ،‬ودرس بمسجدها العتيق سنة أو‬ ‫الشيخ مبروك بن الحاج مسعود عوادي‪.‬‬
‫سنتين‪ ،‬ث َّم ش َّد الرحال إلى القاهرة ليلتحق بكلية دار العلوم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫والدته هي السيدة مباركة العايب (رحمها الله تعالى)‪.‬‬
‫ولد سنة‪1911 :‬م بدوار غزالة‪ ،‬بلدية السبت‪ ،‬دائرة عزابة‪ ،‬التابعة في‬
‫المحطة الرابعة‪:‬‬ ‫التقسيم اإلداري الحالي لوالية سكيكدة‪.‬‬
‫في مصر ‪1962-1949‬م‬ ‫كانت بدايته في التحصيل بين كتاتيب القرية ومدارس المدينة‬
‫في القاهرة انتظم في سلك طلبة كلية دار العلوم‪.‬‬ ‫(‪ 1916‬ـ ‪1934‬م)‪.‬‬
‫وبها تحصل على الشهادة العليا في العلوم الشرعية‪.‬‬ ‫وبها حفظ القرآن ودرس مبادئ العلوم التي كان أقرانه على العادة‬
‫وهذه الكلية هي التي تخرج منها الشيخ حسن البنا (رحمه ال ّله)‪،‬‬ ‫يتعاهدون قراءتها‪.‬‬
‫واألستاذ سيد قطب (رحمه ال ّله)‪ ،‬وغيرهما من أعالم األمة وقادتها‪.‬‬
‫بين مصر وتونس (‪1962-1949‬م)‬ ‫المحطة الثانية‪:‬‬
‫وفي هذه المرحلة كان أيضا يتابع دروس جامع األزهر من غير أن‬ ‫في الزاوية الحمالوية ‪1937-1935‬م‬
‫الظاهر أنه انتظم في سلك طلبة الزاوية الحمالوية سنة‪1935 :‬م أو ينتظم في سلك الطلبة المسجَّ لين‪.‬‬
‫وفي القاهرة تعرف على الرئيس هواري بومدين والوزير مولود قاسم‬ ‫قبل ذلك بقليل‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتلمذ هناك على أعالم‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ السعيد بن مالك اليعالوي‪( ،‬رحمهما الله)‪.‬‬
‫والشيخ أحمد الخالدي البسكري‪ ،‬والشيخ قريبع الزيتوني التونسي‪ .‬وكانا يقيمان عنده في بيته بالقاهرة‪.‬‬
‫وبقي بهذه الزاوية إلى أن أت َّم بها البرنامج الذي كان مقررا في‬
‫مختلف العلوم الدينية واللغوية‪ ،‬من فقه وحديث وتفسير ولغة وغير المحطة الخامسة‪:‬‬
‫في الجزائر بعد االستقالل ‪1996-1962‬م‬ ‫ذلك من الفنون‪.‬‬
‫بعد االستقالل رجع إلى الجزائر وبقي في بلدته معتزال الناس‪ ،‬بعيدا‬ ‫تخرج من الزاوية سنة‪1937 :‬م‪.‬‬
‫وممن درس معه بهذه الزاوية الشيخ طاهر أيت علجت (حفظه ال ّله عن األضواء‪.‬‬
‫وفي عهدة الرئيس هواري بومدين جيء به إلى الجزائر العاصمة‬ ‫تعالى)‪.‬‬
‫سنة‪1970 :‬م‪ ،‬وبها تولى عدة مناصب‪.‬‬
‫عيّن موظفا بسلك وزارة األوقاف‪.‬‬ ‫المحطة الثالثة ‪:‬‬
‫وعضوا بمجلس اإلفتاء‪.‬‬ ‫في الزيتونة ‪1948-1938‬م‬
‫ثم عضوا بالمجلس اإلسالمي األعلى‪.‬‬ ‫التحق بجامع الزيتونة سنة‪1938 :‬م‪ ،‬ورسم بالسنة الثالثة‪.‬‬
‫وشغل منصب أستاذ بمعهد تكوين األئمة بمفتاح (البليدة)‪.‬‬ ‫تحصل على شهادة األهلية دورة جوان ‪1939‬م‪.‬‬
‫درس بالسنة األولى ثانوي سنة‪1939 :‬م‪ ،‬وأحرز على شهادة‬
‫(*) أصل هذا المقال مداخلة ألقيت في الملتقى العلمي الذي أقيم بالمركز‬ ‫التحصيل في أكتوبر سنة‪1944 :‬م‪.‬‬
‫الثقافي اإلسالمي لوالية سكيكدة تحت عنوان "أعالم جمعية العلماء‬ ‫نال شهادة العالمية في العلوم الشرعية دورة جوان ‪1948‬م‪،‬‬
‫المسلمين الجزائيين في سكيكدة" في مارس ‪.2018‬‬
‫وتحصل على الرتبة الرابعة‪.‬‬

‫مجلة العصر‬ ‫‪80‬‬


‫وكان مقيما بمقر نظارة الشؤون الدينية المحاذية لمسجد كتشاوة‬
‫في غرفة صغيرة‪.‬‬

‫‪ /2‬وقفات في مسيرته ________________________________‬

‫الوقفة األولى‪:‬‬
‫مظهر انقباض العلماء وعزلتهم‪ ،‬أسبابه وآثاره على المجتمع‪:‬‬
‫عاش الشيخ العوادي بعيدا عن األضواء‪ ،‬منقبضا عن الناس‪ ،‬منطويا‬
‫على نفسه‪ ،‬خاصة في آخر محطات حياته‪.‬‬
‫فما هو سبب هذه العزلة وهذا االنقباض ؟؟‬
‫وما هي آثار هذا المنهج على المجتمع إذا كان اإلصالح معقودا‬
‫بنواصي مَ ن اختار هذا المسلك خيارا لنجاته ؟‬

‫الوقفة الثانية‪:‬‬
‫ظاهرية الشيخ العوادي‪:‬‬
‫اشتهر الشيخ العوادي بانتسابه الفقهي للمذهب الظاهري‪ ،‬رغم‬
‫أنه درس في بداية طلبه مقررات الفقه المالكي (الزاوية الحمالوية‬
‫والجامع الزيتوني)‪ .‬وهذا المذهب الفقهي أتباعه في كل عصر ومصر‬
‫يعدون على األصابع‪.‬‬
‫فما هو سبب انتسابه لهذا المذهب ؟؟‬
‫الوقفة الخامسة ‪:‬‬ ‫؟‬ ‫استفتاه‬ ‫وهل كان الشيخ يلتزمه مع كل من‬
‫مكتبة الشيخ العوادي (رحمه ال ّله تعالى)‪:‬‬
‫خلف الشيخ مبروك العوادي مكتبة ثريَّة بالكتب‪ ،‬وقبل وفاته حبَّسها‬
‫على المسجد الكبير بمدينة عزابة‪ ،‬وذلك وفا ًء ألبناء بلدته‪ ،‬وتعبيرا‬
‫على قوة انتمائه لهذه البلدة التي نشأ بها‪.‬‬
‫وعدد الكتب الموجود بها يفوق ‪ 3300‬عنوانا‪.‬‬

‫دورات المجمع الفقهي اإلسالمي التي شارك فيها‪:‬‬


‫دورات المجمع الفقهي اإلسالمي التي شارك فيها هي‪:‬‬
‫·الدورة الثالثة ‪1400‬ﻫ‪1980/‬م‪،‬‬
‫·الرابعة ‪1401‬ﻫ‪1981/‬م‪،‬‬
‫·الثامنة ‪1405‬ﻫ‪1985/‬م‪،‬‬ ‫الوقفة الثالثة ‪:‬‬
‫·الثانية عشرة ‪1410‬ﻫ‪1990/‬م‪،‬‬ ‫عُ ضوية الشيخ العوادي في المجمع الفقهي اإلسالمي‪:‬‬
‫انتسب الشيخ للمجمع الفقهي اإلسالمي الذي يضم خيرة علماء األمة ·الرابعة عشرة ‪1415‬ﻫ‪1995/‬م‪.‬‬
‫اإلسالمية من كل وطن إسالمي سنة‪1980 :‬م‪.‬‬
‫وشارك أعضاءَه في خمس دورات‪ ،‬أسهم فيها بعرض آرائه ممثال أسماء بعض العلماء الذين كان الشيخ العوادي يجتمع معهم‬
‫في المجمع الفقهي اإلسالمي‬ ‫للمذهب الظاهري‪.‬‬
‫وكان إمضاؤه في القرارات موافقا‪ ،‬وفي بعضها كان متوقفا‪ ،‬وفي ·الشيخ حسنين محمد مخلوف‬
‫بعض األحيان كان يمضي باسمه على القرار ويرسم تحت اإلمضاء ·الشيخ محمد محمود الصواف‬
‫·الشيخ عبد العزيز ابن باز‬ ‫كلمة‪ :‬غير موافق‪.‬‬
‫·الدكتور مصطفى أحمد الزرقاء‬
‫·الشيخ محمد الشاذلي النيفر‬ ‫الوقفة الرابعة ‪:‬‬
‫·الشيخ محمد سالم ولد عدُّود‬ ‫إسهامه الشيخ العوادي في اتفاقيات إيفيان‪:‬‬
‫ذكر بعض المهتمين بتتبع أخبار الشيخ أن أرضية اتفاقيات إيفيان ·الشيخ أبو الحسن الندوي‬
‫التي تم تدوينها من طرف مصطفى بلوصيف بخطه وذلك قبل ·الشيخ بكر عبد ال ّله أبو زيد‬
‫الذهاب إلى المفاوضات‪ ،‬عُ رضت على الرائد علي بن منجلي (عضو ·اللواء محمد شيت خطاب‬
‫قيادة األركان بغار دِ يماوْ) بتونس‪ ،‬فاتصل الرائد‪ ،‬بالشيخ العوادي ·الشيخ صالح الفوزان‬
‫لقراءتها وتحليل أبعادها السياسية‪ ،‬وإلبداء رأيه فيها‪ ،‬فقال له الشيخ‪· :‬الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجة‬
‫·الشيخ يوسف القرضاوي‬ ‫" إنها تبعية ثانية لفرنسا"‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫مجلة العصر‬


‫أنموذج عن إِمضاءات أعضاء المجمع الفقهي اإلسالمي وفيه‬ ‫قرارات المجمع الفقهي اإلسالمي‬
‫إِمضاء الشيخ العوادي _________________________________‬ ‫الدورة الثالثة ‪1400‬ﻫ‪1980/‬م‬
‫·بشأن مسئولية األولياء واألوصياء عمن تحت واليتهم ورعايتهم‪،‬‬
‫وعن تصرفات من تحت واليتهم ورعايتهم‪.‬‬
‫·حول المسئولية عن أضرار األشياء من حيوان وبناء وكل ما‬
‫تتطلب حراسته عناية خاصة‪.‬‬
‫·بشأن حكم المسعى بعد التوسعة السعودية هل تبقى له األحكام‬
‫السابقة أم يدخل حكمه ضمن حكم المسجد‪.‬‬
‫·بشأن حكم شراء أسهم الشركات والمصارف إذا كان في بعض‬
‫معامالتها ربا‪.‬‬
‫·بشأن موضوع هل يجوز تحديد ربح رب المال في شركة‬
‫المضاربة بمقدار معين من المال؟‬
‫·بشأن مدى مسئولية المضارب ومجالس اإلدارة عما يحدث من‬
‫الخسارة‪.‬‬
‫·بشأن موضوع عملية اليانصيب‪.‬‬
‫·بشأن ضوابط كشف العورة أثناء عالج المريض‬

‫قرارات المجمع الفقهي اإلسالمي‬


‫الدورة الرابعة ‪1401‬ﻫ‪1981/‬م‬

‫وفاته (رحمه ال ّله تعالى) _______________________________‬ ‫·بشان العمل بالرؤية في إثبات األهلة ال بالحساب الفلكي‪.‬‬
‫·حول طبع بحث (اإلسالم والحرب الجماعية) المقدم من اللواء‬
‫توفي الشيخ مبروك العوادي يوم األحد ‪ 27‬أكتوبر ‪1996‬م بالجزائر‬ ‫الركن محمود شيت خطاب‪.‬‬
‫العاصمة‪ ،‬ودفن بمقبرة القطار‪.‬‬ ‫·حكم تزوج الكافر للمسلمة وتزوج المسلم للكافرة‪.‬‬
‫وألقى كلمة التأبين عند دفنه الشيخ عمار مطاطلة‪.‬‬ ‫·بحث (انتشار أم الخبائث‪-‬الداء والدواء) والمقدم من اللواء الركن‬
‫رحمه ال ّله وأسكنه ال ّله فسيح جنانه‪.‬‬ ‫محمود شيت خطاب‪.‬‬
‫·حد الرجم في اإلسالم‪.‬‬
‫كلمات من تأبين الشيخ مطاطلة للشيخ العوادي‬ ‫ّ‬
‫·حول رسالة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الموجهة إلى‬
‫"إن الشيخ المبروك لم يطلب بعلمه ماال وال جاها وال سلطانا‪ ،‬وكان‬ ‫العلماء والحكام والقضاة في شأن رؤية الهالل‪.‬‬
‫في إمكانه ذلك‪ ،‬ولكنه كان يطلب بعلمه رضا ربه‪ ،‬يتلو كتابه آناء‬ ‫·في بيان توحيد األهلة من عدمه‪.‬‬
‫الليل وأطراف النهار‪.‬‬
‫لم يكن ليبخل بعلمه على من سأله‪ ،‬ولم يتظاهر به رياء وسمعة‪،‬‬
‫بل كانت سمته البارزة التواضع‪ ،‬طالبا الرفعة عند ال ّله ال عند سواه‪،‬‬ ‫نماذج من آرائه على قرارات المجمع الفقهي‬
‫‪1.‬بشأن موضوع كتابة آية أو آيات من القرآن الكريم على صورة فأغناه ال ّله عن الناس‪.‬‬
‫اختار العزلة ألنه رأى فيها النجاة‪ ،‬وفر بدينه إلى ربه فعاش عزيزا‬ ‫طائر أو غيره‪.‬‬
‫كريما‪ ،‬راضيا بما أعطاه ال ّله‪.‬‬ ‫‪2.‬بشأن التلقيح االصطناعي وأطفال األنابيب‪.‬‬
‫فوداعا يا مبروك‪ ،‬لقد بعت دنياك بآخرتك‪ ،‬فربح بيعك"‪.‬‬ ‫‪3.‬بشأن موضوع إسقاط الجنين المشوه خلقيًا‪.‬‬
‫‪4.‬بشان حكم المسعى بعد التوسعة السعودية هل تبقى له األحكام‬
‫السابقة أم يدخل حكمه ضمن حكم المسجد‪.‬‬
‫‪5.‬بشان التلقيح الصناعي بين الزوجين‪.‬‬

‫مجلة العصر‬ ‫‪82‬‬


‫ملخص كتابنا‬

‫العلماء الجزائريون المدرسون‬


‫في المسجد النبوي‬
‫من العهد المملوكي إلى يومنا هذا‬
‫دراسة بيبليوغرافية ‪ -‬نشر عالم المعرفة ‪2017‬‬

‫د‪ .‬يحيى بكلي‬

‫الكتاب محصلة خمس سنوات من‬


‫البحث حصرا وتوثيقا ألربع وعشرين‬
‫عالما من علماء الجزائر أو من أصول‬
‫جزائرية‪ ،‬ساهموا جميعً ا في الحركة‬
‫العلمية بالمدينة المنورة مدينة النبي‬
‫صلى ال ّله عليه وآله وسلم‪ ،‬من خالل‬
‫تدريسهم بالمسجد النبوي الشريف‬ ‫وختاما جاء في كتاب (رحلة قرن) من عمر‬
‫باعتبارها من أنشط وأعظم منارات‬ ‫العالّمة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت‬
‫العلم في العالم اإلسالمي‪.‬‬ ‫حفظه ال ّله وبارك في عمره (ص‪:)406-404‬‬

‫يسعى الكتاب إلى تقديم ثالثة‬ ‫"الشيخ الزاهد مبروك العوّادي‪ .. :‬هذا الشيخ‬
‫إضافات للحقل المعرفي‪:‬‬ ‫الذي بلغ من العلم درجة ّ‬
‫أهلته ليمثل الجزائر‬
‫األولى‪ :‬جرد وتوثيق قائمة العلماء‬ ‫في مجمع الفقه اإلسالمي لعدّة سنوات‪ ،‬أصله‬
‫الجزائريين المدرسين في المسجد‬ ‫من مدينة ع ّزابة‪ ،‬وتع ّرف عليه الشيخ في زاوية‬
‫النبوي عبر التاريخ‪ .‬منهم من هم‬ ‫بلحمالوي بالعثمانية‪ ،‬ومكثا بها سويا مدّة ‪3‬‬
‫مشاهير عند أهل االختصاص أمثال‬ ‫سنوات ينهالن العلم عن أساتذة أجلة"‪.‬‬
‫المشايخ‪ :‬حمدان الونيسي والبشير‬
‫اإلبراهيمي وابن باديس والطيب‬ ‫و قال عنه‪" :‬إنّه يمتاز بغزارة العلم واالنطواء‬
‫العقبي وعمار لزعر وحميدة بن الطيب وأبو بكر جابر الجزائري‪ .‬ولكن فيهم آخرين‬ ‫واالنزواء عن الدنيا‪ ،‬خرج من الجزائر قاصدا‬
‫يجهل أنهم د ّرسوا أصال في المسجد النبوي مثل‪ :‬أحمد المقري التلمساني‪ ،‬وأبو عصيدة‬ ‫مصر وقد امتأل وضابه علما وفقها‪ ،‬التقى‬
‫البجائي‪ ،‬وصادق العقبي‪ ،‬ومحمد العربي بن التباني‪ ،‬وأبو مهدي الثعالبي‪ ،‬والشيخ‬ ‫هناك بالرئيس هواري بومدين فآواه في بيته‪،‬‬
‫اطفيش‪..‬‬ ‫كما تع ّرف هناك بالوزير مولود قاسم‪ ،‬فكان‬
‫و من جملة أولئك من يعد اكتشافا ألول مرة‪ ،‬حيث باتوا مجهولين حتى لدى االخصائيين‬ ‫يوجههما‪ ،‬ويرعى شؤونهما هناك‪ ،‬فلما رجع‬
‫مثل‪ :‬إبراهيم بن رجب التلمساني‪ ،‬وأحمد محمد بن عبد القادر الجزائرلي‪ ،‬وابنيْه‬ ‫بعد االستقالل إلى الجزائر‪ ،‬انزوى وانطوى‬
‫أحمد وعبد القادر؛ والشيخ نعمان بن دحمان‪...‬‬ ‫من غير أن يعلم به أحد‪ ،‬فسمع بخبره السيد‬
‫الثانية‪ :‬الحصر الببليوغرافي لهؤالء العلماء‪ .‬أي اإلحالة على المؤلفات التي كتبت عن كل‬ ‫ونصبه مستشارا في‬ ‫ّ‬ ‫قاسم‪ ،‬فاستقدمه‬
‫واحد منهم‪ ،‬بحيث إذا أراد القارئ الباحث االستزادة عن سيرة ذلك العالم‪ ،‬فإننا نقترح عليه‬ ‫الوزارة‪ ،‬وكان علمه أكبر من منصبه‪ ،‬وحدثت‬
‫جملة عناوين مؤلفات جاء فيها تفصيل أو إشارة لذلك العالم مع ذكر الجزء والصفحة‪.‬‬ ‫الشيخ عن معرفتي بالشيخ (رحمه ال ّله)‬
‫الثالثة‪ :‬اقتراح مجموعة أسئلة في آخر ترجمة كل عالم من أولئك العلماء‪ ،‬وهي جوانب‬ ‫ففرح وأخبرته عن بعض أحواله‪ ،‬وأنّه أوصى‬
‫تبيّن لنا من مطالعاتنا أنها الزالت غامضة في سيرة ذلك العالم أو ذاك‪ .‬وتلك األسئلة هي‬ ‫بمكتبته العامرة أن تصير وقفا لمسجد مدينة‬
‫بمثابة عناوين ألطروحات ورسائل جامعية مقترحة على طالب العلم الباحثين في التاريخ‬ ‫ع ّزابة بعد وفاته‪ ،‬كما أخبرنا الشيخ الطاهر‬
‫واألدب‪.‬‬ ‫بأن الشيخ العوادي كان على مذهب الظاهرية‬ ‫ّ‬
‫وأخيرا يستهدف الكتاب بالدرجة األولى الق ّراء الشباب وطالب العلم‪ ،‬ثم المحققين في‬ ‫ّ‬
‫في الفقه‪ ،‬وأنه كان يتقن المذاهب األخرى‬
‫التراث الجزائري العصاميين منهم واألكاديميين‪ .‬ويليهم بعد ذلك المهتمون بالتراث‬ ‫كذلك‪ ،‬فرحم ال ّله الفقيد ‪ ،‬فلقد عاش غريبا‬
‫الفكري والثقافي للجزائر على وجه الخصوص‪ ،‬وبقية عموم القراء الذين تستهويهم كتب‬ ‫ومات غريبا كما عاش‪ ،‬وال من يقدّر علمه‬
‫السير والتراجم‪.‬‬ ‫ومنزلته"‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫مجلة العصر‬

You might also like