You are on page 1of 17

‫الدكتور محمد بن لحسن‬

‫مسار مؤرخ وقبسات من سيرة‬


‫‪1‬‬
‫الحو عبيبي‬ ‫‪-‬‬
‫إدريس أقبوش‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬‬
‫محمدواحاسي‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -1‬محمد بن لحسن‬
‫محم د بن لحس ن (‪ ،1945‬مري رت) أس تاذ وم ؤرخ زي ان‪ ،‬يعت بر من‬
‫الباحثين األوائل ال ذين وض عوا اللبن ة األساس ية للبحث في ت اريخ زي ان‪،‬‬
‫كانت كتاباته بمثابة المرشد لما بعده من الدراسات التي أنجزت في ت اريخ‬
‫زيان‪.‬‬
‫‪ -2‬مسيرته‪:‬‬
‫ولد محمد بن لحسن سنة ‪1945‬م بقبيلة آيت بوعريف‬
‫بمري رت‪ .‬ت أتر بثقاف ة وال ده الديني ة ال ذي ك ان إم ام‬
‫مسجد بمريرت‪ ،‬لذلك كان لدي ه إلم ام بمب ادئ العل وم‬
‫الديني ة‪ .‬وه و م ا مه د ل ه الطري ق لمعرف ة الوق ائع‬
‫التاريخية‪.‬‬
‫تلقى تعليمه االبتدائي بمري رت‪ ،‬ثم انتق ل إلى خ نيفرة‬
‫حيث حص ل على ش هادة ال دروس اإلعدادي ة س نة ‪1962‬م‪ ،‬ثم التح ق‬
‫بمدرسة المعلمين بمكناس‪ ،‬ليتم تعيينه سنة ‪1963‬م أس تاذا للغ ة الفرنس ية‬
‫بمدينة إفران‪ .‬ولم تتوقف مسيرته الدراسية عند هذا الح د‪ ،‬فباإلض افة إلى‬
‫التزامات ه المهني ة ت ابع دراس اته في س لك البكالوري ا وأح رز عليه ا س نة‬
‫‪1965‬م بمكناس‪ .‬بعد ذلك التحق بالمدرسة العليا لألساتذة بالرباط فحص ل‬
‫على ش هادة اإلج ازة في الت اريخ والجغرافي ا س نة ‪1972‬م بكلي ة اآلداب‬
‫والعل وم اإلنس انية‪ .‬وفي س نة ‪1972‬م عين أس تاذا للت اريخ والجغرافي ا‬
‫‪ -1‬باحث في التاريخ المعاصر‪ ،‬كلية علوم التربية‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط‪.‬‬
‫‪ -2‬باحث في التاريخ المعاصر‪ ،‬األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس‪ -‬مكناس‪.‬‬
‫‪ - 3‬طالب باحث في سلك الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسال‪ ،‬جامعة محمد الخامس‬
‫بالرباط‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫بثانوي ة سجلماس ة بالراش يدية‪ .‬ثم اس تكمل دراس اته العلي ا بفرنس ا‪ ،‬حيث‬
‫حصل على دبلوم الدراسات العلي ا من جامع ة مونب ولي س نة ‪1987‬م في‬
‫موضوع "المقاوم‪%%‬ة المغربي‪%%‬ة في جب‪%%‬ال األطلس"‪ ،‬والدكتوراه الفرنس ية‬
‫في التاريخ المعاصر من نفس الجامعة سنة ‪1991‬م‪ ،‬في موضوع‪:‬‬
‫‪La résistance Marocaine à la pénétration française‬‬
‫)‪.dans le Moyen Atlas (1914- 1921‬‬
‫بدأ محم د بن لحس ن الحي اة األكاديمي ة أس تاذا للت اريخ بكلي ة اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية ببني مالل سنة ‪1991‬م‪ ،‬وفي س نة ‪1997‬م حص ل على‬
‫دكتوراه الدولة في التاريخ بعنوان "نظرية المقاوم‪%%‬ة من خالل مخطوط‪%%‬ة‬
‫كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر‪ :‬دراسة تنظيرية مع توثي‪%%‬ق‬
‫النص"‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بني مالل‪ ،‬التابع ة آن ذاك لجامع ة‬
‫القاضي عياض بمراكش‪ ،‬تحت إشراف األستاذ ال دكتور أحم د العم اري‪.‬‬
‫ومن ذ ذل ك ال وقت انش غل محم د بن لحس ن بقض ايا الت اريخ المغ ربي‬
‫المعاصر بصفة عامة وت اريخ زي ان بص فة خاص ة‪ .‬ويع د بن لحس ن من‬
‫الب احثين المؤم نين بالمبحث ة كمنهج لمعالج ة قض ايا وإش كاالت الت اريخ‬
‫الزياني الذي لم ينل حظه من الدراس ات التاريخي ة الوطني ة‪ ،‬وق د س اعده‬
‫إتقان ه للغ ة الفرنس ية في ف ك ش فرات الت اريخ الزي اني‪ ،‬والكش ف عن‬
‫الجوانب المخفية من تاريخه العري ق‪ .‬والض ير أن نع ترف أن ه تمكن إلى‬
‫حد ما من إدماج التاريخ الزياني ضمن التاريخ المغ ربي في إط ار البحث‬
‫المونوغرافي‪ ،‬والذي عبر عنه العروي ق ائال "ب‪%%‬دون مفه‪%%‬وم المبحث‪%%‬ة ال‬
‫يستقيم المنطقيا والعمليا مشروع التاريخ الشمولي"‪ .4‬إذن ال حاج ة إلى‬
‫التأكيد أمام هذا الموق ف على أن محم د بن لحس ن س اير ه ذا االتج اه في‬
‫البحث التاريخي‪ ،‬والذي يه دف إلى بن اء خط اب ت اريخي يس تمد أص وله‬
‫وآليات ه من ص ميم الواق ع‪ ،‬ألن الت اريخ ذاك رة نص نعها كم ا ق ال روالن‬
‫بارت‪ ،‬بل ونكتبه انطالق ا من المجتم ع نفس ه‪ ،‬أي من وثائق ه وتص وراته‬
‫ودالالته ورموزه‪.‬‬
‫وختاما فإن محمد بن لحسن لم يدخر جهدا في التنقيب وجمع الوثائق‬
‫وتصنيفها وتركيبها‪ ،‬وقد كانت جهوده لبنة أساسية من لبنات بناء الت اريخ‬
‫‪ -4‬عبد هللا العروي‪ ،‬مفهوم التاريخ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪،1992 ،‬‬
‫ص‪.190 ،‬‬
‫‪14‬‬
‫الزياني‪ ،‬كما أن أعمال ه الرائ دة س دت ثغ رة ك برى في الت اريخ الزي اني‬
‫وشكلت خارطة طريق للباحثين في مجال زيان‪.‬‬
‫‪ -3‬التدريس والتأطير والتأليف‬
‫خلف األستاذ ال دكتور محم د بن لحس ن‪ ،‬خالل مس اره العلمي وعلى‬
‫مدى ثالثة عقود‪ ،‬رصيدا من المنشورات والمقاالت والدراسات أغنى به ا‬
‫الخزانة التاريخية المغربية‪ ،‬عالوة على تدريس العديد من المواد وتك وين‬
‫وتأطير الطلبة الباحثين ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬العمل التربوي‪:‬‬
‫درس األستاذ الدكتور محمد بن لحس ن في بداي ة عمل ه بكلي ة اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية ببني مالل‪ ،‬حيث زاول فيها مه ام البحث والت دريس إلى‬
‫أن أحيل على التقاعد ‪.‬‬
‫‪ -‬مواد التدريس ‪:‬‬
‫أشرف األستاذ الدكتور محم د بن لحس ن على ت دريس مجموع ة من‬
‫المواد أثناء عمله في كلية األدب والعلوم اإلنسانية ببني مالل‪ ،‬ون ذكر من‬
‫بينها ‪:‬‬
‫‪ ‬المغرب خالل القرن العشرين‪.‬‬
‫‪ ‬المقاومة المسلحة والحركة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -3-2‬تأطير البحوث الجامعية ‪:‬‬
‫‪ -‬تأطير بحوث اإلجازة ‪:‬‬
‫أشرف األستاذ الدكتور محم د بن لحس ن على ت أطير بح وث طلب ة‬
‫اإلجازة في نظامها القديم‪ ،‬الممتد ألربع سنوات‪ ،‬في إط ار ش عبة الت اريخ‬
‫والجغرافيا‪ ،‬وواصل اإلشراف بعد اإلصالح الجامعي حيث أطر مجموعة‬
‫من بح وث اإلج ازة في إط ار مس لك الت اريخ والحض ارة‪ ،‬ونظ را للع دد‬
‫الهائل من هذه البحوث سنقتصرعلى إدراج عينة منها ‪:‬‬
‫‪ ‬اعباس جميلة وبرهومي الزهرة‪ ،‬أثار التدخل االس تعماري بمنطق ة ت ادال‬
‫ما بين ‪ ،1956 -1930‬السنة الجامعية‪.1994 –1993‬‬
‫‪ ‬شاعر مليكة وأيوب صالح‪ ،‬أثار التدخل العسكري في ت ادال ومنطق ة ب ني‬
‫مالل ‪،1913 -1912‬السنة الجامعية‪.1994 –1993‬‬
‫‪15‬‬
‫محمد رحموني والمصطفى رؤوف‪ ،‬الحركة الوطني ة بت ادال وأبي الجع د م ا‬ ‫‪‬‬
‫بين ‪،1956 –1944‬السنة الجامعية‪. 1997 -1996‬‬
‫عتيقة خزوا وحفيظة يوسفي‪ ،‬المعارك الكبرى خالل الحرب العالمية الثاني ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫السنة الجامعية‪1997 -1996‬‬
‫بوزيان سمير وأشعراوي إس ماعيل‪ ،‬المغ رب من خالل كت اب إدمون د دوتي‬ ‫‪‬‬
‫"مراكش"‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1999 – 1998‬‬
‫منص وري ثوري ة ومنص ف فتيح ة‪ ،‬المغ رب من خالل كت اب س يكونزاك‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،1901 -1899‬السنة الجامعية ‪.1999 – 1998‬‬
‫كريمة السباعي وأمال الخطابي‪ ،‬العمل المسلح م ابين ‪1951‬و‪ ،1956‬الس نة‬ ‫‪‬‬
‫الجامعية ‪2001 – 2000‬‬
‫محمد أزكاغ وعبد الق ادر أجعم وض‪ ،‬أش كال الت دخل األجن بي في المغ رب‬ ‫‪‬‬
‫والصين خالل القرن التاسع عشر ‪ :‬دراسة ومقارنة‪ ،‬السنة الجامعية ‪2000‬‬
‫– ‪. 2001‬‬
‫حسن فاض ل والحس ين بوكي وظ‪ ،‬مقاوم ة أيت س خمان وأيت حدي دو للغ زو‬ ‫‪‬‬
‫الفرنسي معركتا تازكزاوت‪ 1932‬و بادو ‪ ،1933‬السنة الجامعية ‪- 2001‬‬
‫‪. 2002‬‬
‫إسالم أيت حمو وحياة لفقيه‪ ،‬التنظيمات السرية في ب ني مالل‪ ،‬تادل ة‪ ،‬أزيالل‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1956 -1953‬من خالل رواي ات المق اومين‪ ،‬الس نة الجامعي ة ‪- 2002‬‬
‫‪. 2003‬‬
‫حديد سعيد وأكريش عبد هللا‪ ،‬القصيبة من العمل السياس ي إلى العم ل المس لح‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1956 – 1930‬من خالل ش هادات معتقلي أغب الو نك ردوس‪ ،‬الس نة‬
‫الجامعية‪. 2003 - 2002‬‬
‫محمد بويقران‪ ،‬دراسة في بعض المصادر الكولونيالية نموذج ‪ :‬فوانو وكي وم‬ ‫‪‬‬
‫وبيروني‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2004 - 2003‬‬
‫عبد الغني العالجي وحسن بولعرض‪ ،‬العمل الوطني والكفاح المسلح بك ل من‬ ‫‪‬‬
‫منطق تي "أيت عت اب" و"أب زو " ( ‪ ) 1956 -1930‬من خالل الرواي ة‬
‫الشفاهية‪ ،‬السنة الجامعية‪. 2004–2003‬‬
‫لحمر سميرة العرباوي أمال أيت حمو فاتحة‪ ،‬العمل الوطني والمس لح بس وق‬ ‫‪‬‬
‫الس بت و أوالد عي اد و أوالد موس ى وس يدي ج ابر ‪ ، 1956-1944‬من‬
‫‪16‬‬
‫خالل شهادات المقاومين ‪ :‬نم وذج س عيد بونعيالتالس نة الجامعية‪- 2004‬‬
‫‪. 2005‬‬
‫‪ ‬إلهام بنسعود مليكة وحمني‪ ،‬العمل الوطني والمسلح بإقليم السراغنة ‪- 1944‬‬
‫‪ 1956‬من خالل شهادات المقاومين‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2005 - 2004‬‬
‫‪ ‬وفاء المتل بي وزكي ة بن عيطون ة‪ ،‬العم ل الوط ني والمس لح بمنطق ة خريبكة‬
‫‪ 1956 - 1944‬من خالل شهادات المقاومين‪ ،‬السنة الجامعية ‪- 2004‬‬
‫‪. 2005‬‬
‫‪ ‬لوغليمي وديع ناهد‪ ،‬محمد الخامس والمنفى‪ ،‬السنة الجامعية ‪2006 - 2005‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬تأطير الدكتوراه ‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد مهدرها‪ ،‬الحركة الريسونية من اإلخالل باألمن إلى المقاومة‬
‫المسلحة‪ ،‬نوقشت سنة ‪. 2007‬‬
‫‪ -‬مساهمته عضوا من أعضاء لجنة مناقشة األطروحات الجامعية ‪:‬‬
‫‪ -‬محم د ح واش‪ ،‬خط اب التض امن اإلس المي في ض وء حمل ة ن ابليون‬
‫بونابرت على مصر والشام وموقف المغرب منها‪ ،‬نوقشت سنة ‪.2004‬‬
‫‪ -‬عالل الخ ديمي‪ ،‬الحرك ة الحفيظي ة أو المغ رب قبي ل ف رض الحماي ة‬
‫الفرنسية‪ :‬الوضعية الداخلية وتحديات العالقات الخارجية ‪،1912 -1894‬‬
‫نوقشت سنة ‪. 2002‬‬
‫‪ -‬الملكي المالكي‪ ،‬تاريخ حياة االستقرار في األطلس المتوس ط في الق رون‬
‫الثالثة األخيرة (‪ ،)1930 – 1800‬نوقشت سنة ‪. 2002‬‬
‫‪ -4‬اإلنتاج العلمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المؤلفات‪:‬‬
‫‪ -‬معركة الهري(‪13‬نونبر‪ ،)1914‬ص‪%%‬فحات من الجه‪%%‬اد الوط‪%%‬ني‪ ،‬مطبعة‬
‫أنفوبرانت‪ ،‬فاس‪ ،‬الطبعة األولى‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬كب‪%%‬اء العن‪%%‬بر من عظم‪%%‬اء زي‪%%‬ان وأطلس ال‪%%‬بربر‪ ،‬منش ورات المندوبي ة‬
‫السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬الرباط ‪.2004 ،‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬األم‪%%%‬ازيغ أض‪%%%‬واء جدي‪%%%‬دة على المس‪%%%‬يرة الحض‪%%%‬ارية ع‪%%%‬بر الت‪%%%‬اريخ‪،‬‬
‫منشورات الرباط نيت‪. 2015 ،‬‬
‫‪- Moha ou Hamou Zayani L’âme de la résistance‬‬
‫‪Marocaine à la pénétration militaire française dans‬‬
‫‪le Moyen Atlas 1908- 1921, imp, info- print, Fès,‬‬
‫‪2000.‬‬
‫‪- La Conquête Spirituelle des colonisés, Le cas des‬‬
‫‪Imazighènes du Moyen Atlas 1914- 1934,‬‬
‫‪Imprimerie Net Maroc, Rabat, 2012.‬‬
‫ب_ المقاالت‪:‬‬
‫‪" -‬الت دخل االس تعماري الفرنس ي في األطلس المتوس ط معركت ا تاق ا‬
‫إيش يعان والبق ريت نموذج ا ‪1921 -1914‬م"‪ ،‬ض من ن‪%%‬دوة المقاوم‪%%‬ة‬
‫المس‪%%‬لحة والحرك‪%%‬ة الوطني‪%%‬ة ب‪%%‬األطلس المتوسط‪ ،‬منش ورات المندوبي ة‬
‫السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحري ر‪ ،‬مطبع ة ب ني ازناس ن‪،‬‬
‫سال‪ ، 2001،‬صص‪.148 -141 ،‬‬
‫‪ " -‬نظ ام الغ زو الفرنس ي في األطلس المتوس ط زي ان نموذج ا (‪-1914‬‬
‫‪ ،")1921‬التاريخ العربي‪ ،‬العدد الس ادس والعش رون‪ ،2003 ،‬ص ص‪،‬‬
‫‪.312 -299‬‬
‫‪ -‬إصدارات المندوبية الس امية لق دماء المق اومين و أعض اء جيش التحري ر‪:‬‬
‫دراس ة تص نيفية (عالل رك وك؛ محم د بن لحس ن )‪ ،‬منش ورات المندوبي ة‬
‫السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬العدد ‪.2005 ،7‬‬
‫‪" -‬المقاوم ة ب األطلس المتوس ط بقي ادة موح ا وحم و الزي اني (‪-1907‬‬
‫‪ ،")1921‬موس‪%%%‬وعة الحرك‪%%%‬ة الوطني‪%%%‬ة والمقاوم‪%%%‬ة وجيش التحري‪%%%‬ر‬
‫ب‪%%%‬المغرب‪ ،‬المجل د األول‪ ،‬الكف اح الوط ني في مواجه ة االس تعمار‪،‬‬
‫منشورات المندوبية السامية لق دماء المق اومين وأعض اء جيش التحري ر‪،‬‬
‫مطبعة عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،2005 ،‬صص‪.133 -128 ،‬‬
‫‪" -‬األسواق بخنيفرة"‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬الجزء ‪ ،2000 ،11‬ص ‪-3835‬‬
‫‪.3836‬‬
‫‪18‬‬
‫‪" -‬المكي أمه اوش"‪ ،‬موس‪%%%‬وعة الحرك‪%%%‬ة الوطني‪%%%‬ة والمقاوم‪%%%‬ة وجيش‬
‫التحرير بالمغرب‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬أعالم المقاومة المسلحة األولى‪ ،‬المجل د‬
‫الث اني‪ ،‬منش ورات المندوبي ة الس امية لق دماء المق اومين وأعض اء جيش‬
‫التحرير‪ ،‬مطبعة عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،2008 ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪" -‬علي أمه اوش"‪ ،‬موس‪%%%‬وعة الحرك‪%%%‬ة الوطني‪%%%‬ة والمقاوم‪%%%‬ة وجيش‬
‫التحرير بالمغرب‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬أعالم المقاومة المسلحة األولى‪ ،‬المجل د‬
‫الث اني‪ ،‬منش ورات المندوبي ة الس امية لق دماء المق اومين وأعض اء جيش‬
‫التحرير‪ ،‬مطبعة عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،2008 ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪" -‬موحا وحمو الزياني"‪ ،‬موسوعة الحركة الوطني‪%%‬ة والمقاوم‪%%‬ة وجيش‬
‫التحرير بالمغرب‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬أعالم المقاومة المسلحة األولى‪ ،‬المجل د‬
‫الث اني‪ ،‬منش ورات المندوبي ة الس امية لق دماء المق اومين وأعض اء جيش‬
‫التحرير‪ ،‬مطبعة عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،2008 ،‬ص ‪.386‬‬
‫‪" -‬موح ا وس عيد ال ويراوي"‪ ،‬موس‪%%‬وعة الحرك‪%%‬ة الوطني‪%%‬ة والمقاوم‪%%‬ة‬
‫وجيش التحرير بالمغرب‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬أعالم المقاومة المسلحة األولى‪،‬‬
‫المجلد الثاني‪ ،‬منش ورات المندوبي ة الس امية لق دماء المق اومين وأعض اء‬
‫جيش التحرير‪ ،‬مطبعة عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،2008 ،‬ص ‪.488‬‬
‫والمالحظ من خالل هذه المؤلفات أن األستاذ محمد بن لحسن ك رس‬
‫قسطا كبيرا من حياته لدراسة تاريخ زيان وحضارته‪ .‬ويج د ذل ك ت بريره‬
‫في االنتم اء الجغ رافي‪ ،‬وإتقان ه لع دة لغ ات ومنه ا األمازيغي ة والعربي ة‬
‫والفرنسية‪ .‬وقد ساهم ه ذا التن وع اللغ وي ب دون ش ك في ح ل الكث ير من‬
‫األلغاز التاريخية المستعصية‪ ،‬بل شكل ح افزا للمزي د من البحث والتنقيب‬
‫والتأويل التاريخي‪ .‬ولم نقدم هن ا إال نم اذج مم ا كتب ه األس تاذ‪ .‬وال يفوتن ا‬
‫أيضا‪ ،‬أن نشير إلى ميزة أخ رى أث ارت انتباهن ا بش كل خ اص‪ ،‬وال ش ك‬
‫ستثير كل من قرأ أعمال الباحث‪ ،‬وهي أن األستاذ محمد بن لحسن متمكن‬
‫من اللغة التي يكتب بها سواء الفرنسية أو العربية‪.‬‬
‫إن المتأمل في مسار األستاذ ال دكتور محم د بن لحس ن‪ ،‬ال يمل ك إال‬
‫أن يق ف إكب ارا وتق ديرا لشخص يته الف ذة وتألق ه المس تمر‪ .‬ون ذكر أيض ا‬
‫لألستاذ الدكتور محمد بن لحسن تعاون ه كعض و موف ق ونص وح وخ دوم‬
‫وفاعل باللجنة العلمية االستشارية المنضوية تحت لواء المندوبية الس امية‬
‫‪19‬‬
‫لق دماء المق اومين وأعض اء جيش التحري ر‪ ،‬وأيض ا عضوا نش يطا‬
‫بالجمعية المغربية للبحث التاريخي‪.‬‬
‫ومهما قيل في حق الرجل فإننا ال نستطيع أن نوفيه حقه وال اإلحاطة‬
‫بشخص يته العلمي ة الف ذة وإنجازات ه‪ ،‬ويكفي الق ول إن ه أح د أعالم البحث‬
‫التاريخي المغربي ويتمتع بالموسوعية‪ ،‬ولعل أعماله يمكن أن تكون خ ير‬
‫دليل على مكانته العلمية‪ .‬ناهيك عن إس هاماته المعت برة في ت أطير أجي ال‬
‫من الباحثين الذين انتفعوا بعلمه‪ .‬وله ذا ت أتي ه ذه الس يرة عنوان ا للتق دير‬
‫والعرفان واالع تراف بالجه د والعط اء والم ودة والوف اء لص احب الفك ر‬
‫والمعرفة األستاذ محمد بن لحسن‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪5‬‬
‫شهادة األستاذ الدكتور عالل الخديمي‬ ‫‪‬‬

‫ك ان لق ائي األول باألس تاذ ال دكتور محم د بن لحس ن خالل ن دوات‬


‫علمي ة‪ ،‬ي دور موض وعها الغ الب ح ول جه اد المغارب ة ض د االحتالل‬
‫األجنبي‪ ،‬الذي تكالب على المغ رب م ع مطل ع الق رن العش رين‪ ،‬وتك رر‬
‫اللقاء عدة مرات‪ ،‬إحداها كانت بمناسبة مناقشة أطروحتي حول "الحرك ة‬
‫الحفيظية" سنة ‪ ،2002‬التي ساهم فيها األستاذ بن لحس ن‪ ،‬عض وا ض من‬
‫لجنة علمية مكونة من خمسة أساتذة أجالء‪.‬‬
‫ومن ذ الوهل ة األولى حص ل التف اهم والتق ارب بينن ا‪ ،‬حيث كن ا نحن‬
‫اإلثن ان نتج اذب ونتب ادل أط راف الح ديث ـ خالل مش اركتنا في تلك‬
‫الندوات ـ في مواضيع تهم اختيار األبحاث ذات القيمة المض افة‪ ،‬والمنهج‬
‫الذي يستحسن اتباعه‪ ،‬من طرف المهتمين ب البحث الت اريخي‪ ،‬وبخاص ة‬
‫م ا تعل ق من ه بموض وع حرك ة الجه اد والمقاوم ة‪ ،‬في جه ات البالد‬
‫المغربية‪ ،‬سهلها وجبله ا وص حرائها‪ .‬ولق د لمس ت في األس تاذ بن لحس ن‬
‫اإلنسان المتحلي باألخالق الحميدة الفاض لة‪ ،‬الع ارف بقيم ة أه ل الفض ل‬
‫والنزاهة‪ ،‬والمربي المتواضع المتصف بخصال الصدق والتسامح وك ان‬
‫ـ أحيان ا – يغلب علي ه الحي اء ‪ -‬والحي اء من اإليم ان – ح تى ليك اد من‬
‫تواض عه يت وارى الق وم‪ ،‬وعن األض واء‪ ،‬غ ير ملتفت ل بروق المغري ات‬
‫الزائلة‪ .‬إن هذا السلوك الذي تم يزه األخالق العالي ة‪ ،‬والنزاه ة الفكري ة‪،‬‬
‫والصفاء الروحي‪ ،‬ال نكاد نجده إال عند الص وفي المل تزم بمب ادئ الق رآن‬
‫والسنة النبوية الصحيحة‪.‬‬
‫ومن الناحية العلمي ة فق د أنج ز األس تاذ محم د بن الحس ن دراس ات‬
‫عديدة‪ ،‬تتمحور حول مقاومة المغاربة لالحتالل األجن بي وس اهم به ا في‬
‫عدة ندوات‪ ،‬وهي منشورة ض من تل ك الن دوات‪ ،‬كم ا ص در ل ه مؤلف ات‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ - 5‬أستاذ التاريخ المعاصر بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ـ "معركة لهري (‪ 13‬نون بر ‪ ،)1914‬ص فحات من الجه اد الوط ني‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪-Moha ou Hamou Zayani l’âme de la résistance‬‬
‫‪marocaine à la pénétration française dans le moyen‬‬
‫‪atlas. 2003‬‬
‫ت برز أبح اث محم د بن لحس ن دور المب ادئ اإلس المية في ت أطير‬
‫حرك ة الجه اد والمقاوم ة‪ ،‬خاص ة بقبائ ل األطلس المتوس ط‪ ،‬ال تي ينتمي‬
‫إليه ا‪ .‬ويتم يز خطاب ه وأس لوبه بنفس م ؤرخ يحم ل هم ال دفاع عن القيم‬
‫الوطني ة واإلس المية‪ ،‬في مواجه ة عوام ل التغ ريب واالس تالب‪ ،‬ال تي‬
‫غرسها االستعمار‪ ،‬يوم كان يجتهد في ضرب الوح دة الوطني ة للمغارب ة‪.‬‬
‫ويب دو أن تحقيق ه لمخط وط " كب‪%%‬اء العن‪%%‬بر من عظم‪%%‬اء زي‪%%‬ان وأطلس‬
‫البربر" لمؤلفه القاضي أحم د المنص وري‪ ،‬ي دخل في ه ذا اإلط ار( طب ع‬
‫سنة ‪ )2004‬فالمؤلف أحمد المنصوري خريج القرويين‪ ،‬يوم ك انت خلي ة‬
‫نشيطة للحركة السلفية‪ ،‬اجتهد في مؤلفه إلبراز المقومات اإلسالمية‪ ،‬التي‬
‫م يزت ص مود قبائ ل األطلس وزعمائه ا في مواجه ة هج وم جيش‬
‫االحتالل‪ ،‬باعتب اره هجوم ا اس تعماريا‪ ،‬إن ك ان م دفوعا بعوام ل مادي ة‬
‫استغاللية‪ ،‬فإنه كان يحم ل ش وائب ص ليبية‪ ،‬األم ر ال ذي تأك د وب ان من‬
‫سلوك نظام الحماي ة‪ ،‬في سياس ته االس تغاللية‪ ،‬من جه ة ‪ ،‬وس لوكه تج اه‬
‫وحدة المغاربة ‪ ،‬من جه أخرى وهذا ما الحظه المحقق‪.‬‬
‫وبالجملة‪ ،‬فإن األس تاذ محم د بن لحس ن يعت بر من العلم اء الع املين‬
‫المتحملين لمس ؤولية األمان ة؛ أمان ة أدا ال واجب بنزاه ة ونك ران ذات؛‬
‫يشرفني أن أساهم به ذه الش هادة المتواض عة في حق ه‪ ،‬وه و يس تحق ه ذا‬
‫التكريم من أهل الوفا واالعتراف بالجميل‪.‬‬
‫حفظه هللا ومد في عمره وأحسن خاتمته‬

‫‪22‬‬
‫‪6‬‬
‫شهادة األستاذ الدكتور الفقيه اإلدريسي‬ ‫‪‬‬

‫شهادة من وحي ذاكرة مشتركة‪.‬‬


‫ق د يك ون أحيان ا من الص عوبة بمك ان اخ تزال الح ديث في كلم ات‬
‫عجلى عن مكن ون عالق ة جمعت ك بش خص نقش حض وره في ذاكرت ك‬
‫ووجدانك بطعم ام تزجت في ه ص ورة الزمي ل ال ودود في حق ل الت دريس‬
‫والبحث بصورة األخ األكبرالمتسامح الصبور‪ .‬فاألستاذ محم د بن لحس ن‬
‫كما عرفت ه ألك ثر من عق دين موص ولين زمني ا ه و إنس ان اجتمعت في ه‬
‫خصال وفضائل شتى قلما تجتمع في امرئ لم يتذوق بشغف إكسير الحياة‬
‫ولم يسلك في سبيل نيل شرف المراتب وتحصيل ثمراتها أصعب الدروب‬
‫وأضناها عبورا‪.‬‬
‫فه و رج ل طيب المعش ر‪ ،‬ص ادق الس ريرة والم زاج‪ ،‬مخلص في‬
‫عمله وأدائه‪ ،‬جاد في عطائه واجته اده‪ ،‬عط وف على طلبت ه‪ ،‬ال ي رد لهم‬
‫طلبا وال يعاتب أحدا حتى وإن أخل ف الموع د ولم يل تزم أحيان ا بمقتض ى‬
‫ميث اق العم ل وأخالقي ات البحث‪ .‬ت راه في ج ل األوق ات منش غال بهم وم‬
‫البحث وأسئلته المشرعة في كل اتجاه حتى إنه إذا جالس أحدا من زمالئ ه‬
‫في ردهات الكلية أو خارجها فإن مدار ح واره ال يك ون في األغلب األعم‬
‫إال حول موضوع استشكل عليه علميا أو كت اب أو أطروح ة ش غلت بال ه‬
‫ولم يحالفه الحظ لالطالع على فحوى متونها‪.‬‬
‫وبحكم تق ديره ل واجب المس ؤولية وإيمان ه الراس خ بالمب ادئ ال تي‬
‫تربى عليها صغيرا واهتدى بهديها كب يرا‪ ،‬ف إن م ا ك ان يتبن اه أحيان ا من‬
‫مواقف حادة أو يقدم ه من ط روح نقدي ة وه و يمث ل زمالءه األس اتذة في‬
‫هياكل المؤسسة أو الجامعة ك ان يج ر علي ه في غ ير م ا مناس بة مت اعب‬
‫وكل ف لم تكن في ك ل األح وال لتفت في عض ده أو تن ال من إرادت ه‬
‫‪.‬أستاذ التاريخ الحديث بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بني مالل‪ ،‬جامعة السلطان موالي سليمان ‪-‬‬
‫‪6‬‬

‫‪23‬‬
‫وتص ميمه في أداء مهمت ه ب أكبر ق در ممكن من التيق ظ والنجاع ة‬
‫والمردودية‪.‬‬
‫وألن مش واره الج امعي لم يكن إال تتويج ا لمس ار مه ني وترب وي‬
‫حافل في التعليم الثانوي قضى فيه زهرة شبابه مدرسا ومربيا ثم بعد ذل ك‬
‫مسؤوال على رأس اإلدارة التربوية بثانوية موحا وحم و التأهيلي ة بمدين ة‬
‫ب ني مالل‪ ،‬ف إن انخراط ه في رحل ة التك وين والبحث العلمي في رح اب‬
‫الجامعة بعد كل هذا المسار من العطاء في مهنة األنوار واآلم ال‪ ،‬ليؤك د‪،‬‬
‫دون ش ك‪ ،‬أن الرج ل لم تكن عالقت ه بال درس الج امعي‪ ،‬كمنص ة للبحث‬
‫وكرهان للمعرفة‪ ،‬محكومة بدوافع مادية أو نزوات نرجس ية‪ ،‬كم ا ص رنا‬
‫نلحظ ذلك اليوم‪ ،‬ولألسف الشديد‪ ،‬في فضائنا الجامعي الوطني‪ ،‬بل ك انت‬
‫عالقة وجدانية تحكمها في المقام األول الرغبة الجامح ة في توس يع آف اق‬
‫البحث والمعرفة واكتساب الكفاي ات المنهجي ة واألداتي ة الالزم ة لمقارب ة‬
‫مختلف القضايا واإلشكاالت الفكرية المتداولة في حقل العلوم االجتماعي ة‬
‫بعامة وفي حقل التاريخ على نحو خاص‪.‬‬
‫وتبع ا ل ذلك وانس جاما م ع ه ذا االختي ار العلمي واألخالقي ال ذي‬
‫ارتضاه لنفسه منذ اتصاله‪ ،‬أول األمر‪ ،‬بالجامعة‪ ،‬وارتباطه ال وظيفي‪ ،‬في‬
‫طور ثان‪ ،‬بمؤسساتها التربوية والعلمية‪ ،‬لم يحد األس تاذ محم د بن لحس ن‬
‫عن ذات القناع ات الفكري ة والتوجه ات المنهجي ة ال تي أط رت وعي ه‬
‫المع رفي والقيمي والنفس ي ووجهت رؤيت ه في مج ال الكتاب ة التاريخي ة‬
‫وطرق التعامل مع شواهد األرشيف وطنيا كان أو أجنبيا وقراءته ا ق راءة‬
‫علمي ة تنتص ر‪ ،‬قبال وبع دا‪ ،‬للحقيق ة التاريخي ة كم ا ت وحي به ا س لطة‬
‫المرجعية الوثائقية ومحموالتها ال كما تريد لها أن تكون سلطة الخطاب ات‬
‫العلموية المتحيزة المشحونة دوما أدلوجة وعاطفة وذاتية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ولن أكون مجانبا للحقيقة إن قلت في هذا الس ياق‪ ،‬إن األس تاذ محم د‬
‫بن لحسن يعد من المؤرخين المغاربة القالئل الذين كرسوا قلمهم وجهدهم‬
‫الفك ري والمع رفي على امت داد العق ود الثالث ة األخ يرة للمرافع ة فكري ا‬
‫ووف ق منهج ت اريخي ت وثيقي تأص يلي عن "الهوي ة اإلس المية للمجتم ع‬
‫األمازيغي" ال تي جع ل منه ا قض يته المركزي ة األولى في معظم كتابات ه‬
‫التي ألفها إما باللغة العربية أو باللغ ة الفرنس ية‪ .‬وأعتق د أن اختي اره له ذه‬
‫القضية المجتمعي ة والتاريخي ة الحساس ة بك ل م ا ت راكم بش أنها من زخم‬
‫أدبي وسياسي وإيديولوجي كثيف في عهد الحماي ة الفرنس ية ك أفق رحب‬
‫ومخصوص للتفكير والمس اءلة وتجدي د النظ رمن زاوي ة تاريخي ة بحث ة‪،‬‬
‫كان وسيبقى‪ ،‬في تق ديري الخ اص‪ ،‬اختي ارا علمي ا ومنهجي ا على ج انب‬
‫كبير من التبصر والحكمة والنباهة‪ ،‬ألن ورقة "المسألة األمازيغي ة" كم ا‬
‫وظفت في زمن االس تعمار الفرنس ي البغيض للمغ رب لتق ويض رك ائز‬
‫الوحدة الوطني ة وتمزي ق ن واظم النس يج المجتمعي من خالل العم ل على‬
‫فصل المكون األمازيغي عن أصوله الحض ارية اإلس المية المتج ذرة في‬
‫عمق التاريخ في أفق دمجه في المنظومة الالتينية المسيحية كما حاول أن‬
‫يمأس س ذل ك مهندس و وثيق ة الظه ير ال بربري المش ؤومة‪ ،‬فهي ال ت زال‬
‫تمثل‪ ،‬حتى اليوم‪ ،‬ورق ة ن اجزة ومكتمل ة يع اد توظيفه ا من جدي د وتحت‬
‫عن اوين مض للة وخادع ة من قب ل بعض الق وى االس تعمارية التقليدي ة‬
‫وصنائعها للضغط على صناع القرار في المغرب لالس تجابة الختياراته ا‬
‫وإمالءاتها ال تي تس تهدف في الجوهرالهيمن ة على المق درات االقتص ادية‬
‫الوطنية وتفكيك بنيات المجتمع من الداخل من خالل السعي حثيثا لتجريده‬
‫من مقومات هويته الديني ة والحض ارية الجامع ة ومنظوم ة قيم ه الثقافي ة‬
‫والرمزية المشتركة‪ ،‬وذلك عبر اس تعمال موض وعة "ال دفاع عن حق وق‬
‫اإلنسان األمازيغي" ت ارة‪ ،‬أو من خالل الت دخل المباش ر عبربواب ة "دعم‬

‫‪25‬‬
‫مبادرات التنمية البشرية في المناطق الجبلية األكثر فق را وهشاش ة" ت ارة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وإذا كان األستاذ محمد بن لحسن قد استلهم معالم المنهج اإلس المي‬
‫الذي تبناه في قراءته لألحداث والتط ورات التاريخي ة من خالل األعم ال‬
‫البحثي ة ال تي كرس ها لدراس ة تجرب ة المقاوم ة الزياني ة في األطلس‬
‫المتوسط‪ ،‬فإنه ق د دل ل على إجرائي ة ه ذا المنهج ونجاعت ه التفس يرية من‬
‫خالل ق رائن ومس وغات كث يرة ترتب ط‪ ،‬من جه ة‪ ،‬بالخلفي ة الص ليبية‬
‫المسيحية التي كانت تستند إليها أغلب ال دول األوربي ة االس تعمارية ال تي‬
‫اجت احت ال تراب المغ ربي في ف ترات تاريخي ة مختلف ة وم ا ك ان يراف ق‬
‫ت دخلها على أرض الواق ع من اس تهداف ممنهج ومنظم لك ل المؤسس ات‬
‫والتعبيرات الدينية والثقافي ة للمجتم ع المغ ربي المس لم باعتباره ا ص مام‬
‫أمان وحدته االجتماعية والمذهبية وعم اد هويت ه الحض ارية والتاريخي ة‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬بالدور الذي اضطلعت ب ه النخب المثقف ة المغربي ة من‬
‫فقه اء وعلم اء ومتص وفة ع بر الت اريخ في مج ال التعبئ ة االجتماعي ة‬
‫والتح ريض على فرض ية الجه اد دفاع ا عن األرض والع رض وال دين‬
‫مستغلة في ذلك المكانة المقدسة التي تحتلها الرموز الديني ة والروحي ة في‬
‫تش كيل وإع ادة بن اء ال وعي الجمعي للمجتم ع وتجدي د وتنش يط ذاكرت ه‬
‫التاريخية باضطراد‪.‬‬
‫وأي ا تكن الرك ائز والم بررات ال تي اس تند إليه ا األس تاذ محم د بن‬
‫لحسن في الدفاع عن وجاهة قناعته المنهجي ة وج دوى مرافعت ه الفكري ة‪،‬‬
‫فإنه‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬قد استطاع أن ي برهن‪ ،‬لمن ه و في حاج ة إلى بره ان‪ ،‬أن‬
‫المجتمع األمازيغي وعلى امتداد جبهات األطلس ما كان ليحق ق م ا حقق ه‬
‫من مالحم بطولي ة ع ز نظيره ا في س جالت ت اريخ المقاوم ة الش عبية‬
‫األممية ضد آلة الغزو والعدوان الفرنس ية في الس نوات األولى من الق رن‬
‫العشرين لو لم يكن متشبعا‪ ،‬قلبا وقالب ا‪ ،‬بعقيدت ه اإلس المية الس محة ال تي‬
‫‪26‬‬
‫كانت تجري في مختلف مفاصل حيات ه اليومي ة مج رى ال دم في ش رايين‬
‫جسم اإلنسان عبر التاريخ‪.‬‬
‫وح تى يس تمر في مس يرة العط اء وفع ل الكتاب ة على ال درب ال ذي‬
‫اختاره سبيال للتعبير عن بنات أفكاره ومواقفه‪ ،‬أسأل هللا عز وجل أن يم د‬
‫في عمره وأن يمتعه بموفور الصحة والهناء حتى يكمل مش روعه العلمي‬
‫الطموح لتكتمل أك ثر ف أكثر ص ورة المش هد الت اريخي لمنطق ة زي ان في‬
‫زمن المقاوم ة والكف اح المس لح كم ا في زمن النش اط السياس ي للحرك ة‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪7‬‬
‫شهادة األستاذ الدكتور محمد حواش‬ ‫‪‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم وصلى هللا وسلم على رسوله األعظم الكريم‪.‬‬

‫أما بعد‪ ،‬فهذه شهادة حق في حق من جمعتني به رابط ة الج وار في‬


‫السكن والتلم ذة والزمال ة في البحث والت دريس في‪  ‬كلي ة اآلداب والعل وم‬
‫اإلنسانية ببني مالل منذ حوالي ثالثين سنة مض ت‪ .‬أقص د‪  ‬ب ذلك األس تاذ‬
‫الدكتور محم د بن لحس ن أط ال هللا في عم ره ومتع ه بالص حة والعافي ة‪.‬‬
‫تعرفت عليه أول مرة في سكنه الوظيفي بثانوية موحا وحم و ال تي ت ولى‬
‫إدارتها دهرا‪ .‬وجدته حينها منكبا على جمع شتات أطروحت ه لني ل ش هادة‬
‫الدكتوراه في التاريخ‪ .‬وقد تحقق له ذلك عن جدارة واس تحقاق مم ا منح ه‬
‫فرصة االلتحاق بشعبة التاريخ في نفس الكلي ة‪ .‬فتحق ق ل ه م ا ك ان يري ده‬
‫ويصبو إليه حينما تحلل من أعباء اإلدارة وتفرغ لمهنة البحث والتدريس‪،‬‬
‫وكان فعال أهال لها وأحق بها‪  .‬ثم عرفته أكثر وتحققت من صحبته الطيبة‬
‫وصداقته حينما أصبحت جارا له في سكنه الخصوصي بحي داركم‪  .‬وق د‬
‫رسخت في ذهني‪ ،‬من ذ ذل ك الت اريخ‪ ،‬وعلى غ ير الع ادة‪ ،‬ص ورة أس تاذ‬
‫باحث اليتخلف عن تلبية نداء الصالة في المس جد باس تمرار دون كل ل أو‬
‫ملل‪ .‬ولعله كان يحتفي بذلك الطقس اليومي ويحتف ل ب ذكرى وال ده الفقي ه‬
‫والمعلم‪ .‬نرجو هللا ان يتقبل منا ومنه صالح األعمال‪ .‬‬
‫أم ا عن عمل ه بكلي ة اآلداب‪ ،‬فق د ش هد ل ه الجمي ع‪ ،‬طلب ة وأس اتذة‪،‬‬
‫بالحنكة والكفاءة في الميدانين التربوي والعلمي‪ .‬كان يسكنه هاجس علمي‬
‫قوي في إعادة كتابة ت اريخ المقاوم ة ورد االعتب ار لرموزه ا س يما منهم‬
‫القائد الجس ور موح ا أو حم و الزي اني ال ذي ملك قلب ه ووجدان ه بمواقف ه‬
‫البطولية الشجاعة في وجه "ايرومين"‪ .‬وق د ظه ر ذل ك بجالء‪  ‬في تأليف ه‬
‫‪ -‬أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بني مالل‪ ،‬جامعة السلطان موالي سليمان‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪28‬‬
‫ومس اهماته العلمي ة داخ ل الكلي ة وخارجه ا‪ .‬أذك ر من ذل ك تحقيق ه‬
‫لمخطوط ة غميس ة ح ول المقاوم ة وإص داره كتاب ا يحكي قص ة ال زعيم‬
‫الوطني المتميز‪ ،‬موحا أو حمو الزياني‪ .‬ومما عرف عن سيدي محم د بن‬
‫لحسن أكثر تشبثه‪  ‬ب"الخط التحريري" لش يخه وم ؤطره ال دكتور أحم د‬
‫العماري بخصوص مراجعاته لمنهجية كتابة التاريخ المغربي واإلسالمي‬
‫عموما سعيا من ه للتح رر مم ا يس ميه ب"المدرس ة الالتيني ة" في الكتاب ة‬
‫التاريخية‪ .‬وقد توجت عالقتي بالدكتور سيدي محمد بن لحس ن بمش اركته‬
‫في اللجن ة العلمي ة ال تي ت ولت تق ويم ومناقش ة أطروح تي لني ل دكت وراه‬
‫الدول ة س نة ‪ .2004‬فج زاه هللا عن ا خ ير الج زاء في ال دنيا واآلخ رة‪ .‬‬
‫والسالم‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like