Professional Documents
Culture Documents
بحث السعادة
بحث السعادة
عدة أسباب لتحقيق السعادة الحقيقة :نفسك قد يكون هناك الكثير من األسباب واألشياء التي
ُتسّبب السعادة ،ولكن أهّمها هو الشخص نفسه ،فالسعادة تنبع من الداخل واإلنسان هو
الوحيد المسؤول عن مشاعره ،وبناًءعل ذلك عليه أن يتقّبل نفسه كما هي ،بل وأن يحبها بال
شروط أيضًا ،وكذلك على اإلنسان أن ال ُيبّخ س من قدر نفسه ،وأن يكون متفائًال ،وممتنًا
لألشياء الجميلة في حياته ،وينظر دائمًا لنصف الكأس الممتلئ وليس الفارغ ]١[،وفي ما
يأتي بعض النصائح المهمة ليكون اإلنسان سعيدًا من الداخل ]٢[:فعل الشيء الذي يحبه
فعًال :يجب أن يبحث اإلنسان في أعماقه عن الشيء الذي ُيسعده ،وأن يسأل نفسه دائمًا إن
كان هذا الشيء هو فعًال ما يريده هو ،أم أّن المجتمع يريده له .عدم الخجل من األشياء التي
يحبهاُ :يراهن اإلنسان بسعادته عندما يتأثر بمحيطه ويشعر بالخجل من فعل األشياء التي
يحبها ،لذا عليه أن يدافع عّما يحب وأن يقف وراء رغباته الحقيقية حتى يحققها .عدم
التعامل مع الحياة بجدية أكثر من الالزم :يواجه اإلنسان تعقيدات كثيرة في الحياة ،ولكن
الحياة فانية ،وهذه حقيقة يجب على اإلنسان تذكرها دائمًا ،وبذلك يمكن أن يعيش يومه
بحكمة ،ويستمتع بكل الظروف التي يمر بها ،فإن كانت جيدة فهي تسعده ،وإن كانت صعبة
فهي ستمضي .االعتدال في حب النفس :على الشخص أال يكون أنانيًا ،لكن ليس على
اإلطالق ،بحيث يوازن بين حّبه لنفسه وبين العطاء ،وأن يقوم بأعمال ألسباب أخرى غير
المكاسب الشخصية ،ألّن العطاء ُيعّز ز الرضى عن النفس ويعطي السعادة .االمتنان لكل ما
يملكه :ينظر اإلنسان عادة إلى ما يملكه ويقّيم حياته وسعادته بناًء عليه ،وذلك لن ُيشعره
بالسعادة ،بل سينظر دائمًا إلى أشياء خارجية ليثبت نفسه ،لذلك عليه أن يتّذ كر أّن الشيء
الذي يملكه ،قد يكون حلمًا لشخص آخر ،حيث أّن االمتنان هو الدافع ليرقى اإلنسان بنفسه
شخصيًا وروحيًا .النجاح النجاح هو أن يستطيع اإلنسان أن يضع أهدافًا ويحققها ،وغالبًا ما
تكون الرحلة نحو تحقيق الهدف ،هي الباعث على الرضى والسعادة ،حيث أّن األشخاص
السعداء هم أكثر نجاحًا من غيرهم ]١[،وُينصح الناس عادًة بكتابة أهدافهم ،والتخطيط لها،
ووضعها في مكان ينظرون إليه كل يوم حتى ال َي فقدوا التركيز الالزم لتحقيقها ]٣[.الدين
والروحانيات كشفت دراسة ُأجِر يت في عام ،2009أّن وجود غاية من الحياة ممنوحة من
قوى روحية داخليةُ ،تحّسن وتساعد على الشعور بالسعادة والقناعة ،حيث إّن كل األديان
ُتعّلم مبادئ اإلنسانية ،وُتعّز ز قيم التسامح ،والتأمل ،وعمل الخير ،ومساعدة اآلخرين]١[،
وهذه األخالق تحقق السعادة للشخص من خالل ما يأتي ]١[:تقدير الشخص لنفسه .الشعور
بالسالم الداخلي .الشعور باالنتماء واالمتنان .وفي هذا السياق هناك نصيحة مهمة ،وهي أن
ُيعّو د اإلنسان نفسه أن َي تذّك ر يوميًا عند االستيقاظ أسبابًا يشعر باالمتنان ألجلها ،مثل
أشخاص مهمين في حياته ،أو أماكن زارها ،أو أماكن يرغب بزيارتها ،أو أي عمل قام به
وأشعره بالمتعة والسعادة ]٣[.العائلة واألصدقاء يقول دانيال جلبرت ()Daniel Gilbert
خبير السعادة في جامعة هارفارد ،أّن قضاء وقت جيد مع العائلة واألصدقاء يحقق سعادة
حقيقية ،ويزرع شعورًا داخلّي ًا بالراحة والفرح ،وأّن كل األشياء التي تجعل الناس سعداء،
هي في الحقيقة وسائل ُتمّك نهم من قضاء وقت أطول مع العائلة واألصدقاء ]١[،ومن هذه
الممارسات التي تبعث على السعادة ما يأتي ]١[:حديث وّد ي حول طاولة العشاء مع العائلة.
لعب الورق مع أفراد من العائلة .مرافقتة العائلة أو األصدقاء إلى الحديقة .إضفاء اإلبتسامة
على وجوه أفراد العائلة واألصدقاء .الترتيب ألعياد ميالد األصدقاء أو أفراد العائلة.
االجتهاد ليفتخر بهم آبائهم وأمهاتهم في أي مرحلة عمرية من حياتهم .نمط حياة صحي إّن
تناول الفاكهة ،والخضروات الطازجة ،التي تحتوي على مواد كيميائية نباتية ومضادات
المزاجية للشخص ،وهذه الناقالت العصبية ُتفَر ز أيضًا عند ممارسة الرياضة ،وعليه فإّن
التمرين يوميًا يحافظ على شكل اإلنسان وُيحّسن ثقته بنفسه وتقديره لذاته ،أّما معظم الطعام
الذي نتناوله فيحتوي على مواد كيميائية تتفاعل مع خاليا الدماغ ،وُتوّلد هرمونات السعادة،
وهذا ُيفّس ر لماذا يسمح أخصائيو التغذية لألشخاص الذين يّت بعون نظام غذائي قاسي ،بيوم
راحة واحد في األسبوع بحيث يأكلون ما يرغبون ،إّن األطعمة الغنية بالدهون مثل المقالي،
والشوكوالتة وغيرها ،لها تأثير نفسي إيجابي إذا ُأخِذت باعتدال فقط ]١[.االنتباه والوعي أن
يفعل اإلنسان األشياء بانتباه ووعي ،أي بعد تفكير وتقدير وصبر وأن يهتم بتفاصيلها،
وليس على الشخص أن يفعل أو يفكر بأكثر من شيء في وقت واحد ،بل عليه أن يفعل
األشياء بتمهل ،وأن يتّذ وق ويستشعر كل لحظة فيها ،وهناك الكثير من األشياء التي يمكن
أن يفعلها الشخص بوعي مثل المشي ،واألكل ،والتأمل ،والصالة ،ومراقبة التنفس،
وغيرها ]٣[.التمسك بالجيد وترك السيء يمّر يشعر الشخص أحيانًا أن أفكاره تسيطرعليه،
وأّن ه أسيرًا لها ،خاصًة إذا كانت سلبية مثل الغضب ،واإلحباط ،واالكتئاب ،والعصبية،
فبالتالي على اإلنسان أن ُيدّر ب نفسه باستمرار على التخلص منها ،وأال يسمح لها أن تتحكم
به ،عن طريق التركيز على األفكار اإليجابية والحديث عنها ،فمثًال إذا مّر على الشخص
وقت سيء في العمل ،يجب عليه أن ال يعطي هذه المشاعر أكبر من حجمها ،وإّال تحولت
الدقائق السيئة إلى يوم سيء بالكامل ]٣[،وللوصول إلى هذه القدرة ُينصح باآلتي]٤[:
التخلص من المشاعر واألفعال والكلمات السيئة التي ُت سبب المعاناة له ولغيره .تبّن ي أفكار
وأفعال وكلمات إيجابية تسبب السعادة له ولغيره .التواصل مع الطبيعة ،ألّن ها تبعث على
السعادة ،والسالم الداخلي ،والتعاطف ،والحكمة وممارسة التأمل .بذل الجهد في محاربة
العادات السيئة السلبية وتبني اإليجابية .التعاطف أساس السعادة الحقيقية يجب أن تستند
السعادة الحقيقية إلى أساس حقيقي ووجودي ،لذلك فإّن اإلنسان يحتاج إلى أن يبتعد بتفكيره
عن االعتقاد بأّن السعادة تنتج عن تلبية رغبات مؤقتة ،وأن يّت جه بتفكيره إلى معنى أكثر
شمولية ،وهو أّن السعادة تنتج من القيم الثابثتة التي تبقى وال تزول بزوال الُمسّبب المباشر،
ومن هذه المعاني التعاطف ومساعدة الغير ،فالتعاطف هو إزالة مسببات المعاناة من حياة
الشخص الذي يقدم المساعدة وأيضًا الشخص الذي يتلقاها ،وألّن المعاناة هي حالة وجودية،
بمعنى أنها موجودة ومالزمة للحياة ،فإّن ها تستحق أن تكون األساس الذي ُتبنى عليه السعادة
مع ما في هذا المفهوم من تناقض ،فعندما يتعاطف اإلنسان مع غيره ،يرى أّن معاناة
اآلخرين َت قل ،وهذا يّو لد شعورًا بالدفء لدى الشخص ،ويساعده على التواصل مع
اآلخرين ،ويؤدي في النهاية إلى أن يكون العالم أكثر تسامحًا ورحمة ،وبالتالي أكثر سعادة،
[ ]٥وُينصح بتخصيص 100ساعة سنويًا ،أو ساعتين أسبوعيًا لمساعدة اآلخرين كافية
إلثراء حياة الشخص كما ُيقّد رها الخبراء ]٦[.االبتسامة يبتسم اإلنسان عندما يشعر
بالسعادة ،ولكّن الحقيقة أّن ه يصبح سعيدًا إذا ابتسم أيضًا؛ فالشعور بالسعادة يجعل الشخص
يبتسم والذي بدورِه ُيحفز الدماغ على إفراز هرمون الدوبامين ( )Dopamineوالذي
يجعله أكثر سعادة ،وهذا ال يعني أن يزّيف الشخص ابتسامته ،وأن يبتسم دائمًا دون معنى،
بل عليه مثال عندما يشعر باإلحباط أن يجرب أن يبتسم ويرى النتيجة ،أو مثًال ُيمكن أن
يبتسم لنفسه كل صباح في المرآه ،ويرى انعكاس ذلك على يومه ]٧[.التمارين الرياضية
ُت ساعد التمارين الرياضية المنتظمة على تخفيف التوتر ،والضغط ،وأعراض االكتئاب،
وُتعّز ز من تقدير الذات ،والشعور بالسعادة ،والفكرة هنا أّن ه ليس مطلوبًا أن ُيرهق الشخص
نفسه بالتمرين لوقت طويل ،كأن يتدرب ليصبح عّداًء في الماراثون (إال إذا كان هذا ما
ُيشعره بالسعادة) ،وذلك ألّن المبالغة في اإلجهاد البدني قد ينعكس سلبًا على الشخص،
ويودي به إلى اإلحباط والمعاناة ]٧[،والنصيحة هنا أن يقوم الشخص بعمل التمارين
المناسبة له ،والتي يستمتع بالقيام بها باستمرار لمدة 150دقيقة أسبوعيًا (وهو الوقت
إفراز هرمونات الدماغ ،وتجعل الشخص سعيدًا ،وتساعده على النوم بطريقة أفضل،
وتحافظ على سالمة القلب ]٨[.مواجهة ضغوط الحياة يوجد العديد من الضغوطات في
الحياة التي ُتسّبب الشعور بالتوتر ،وتقول أخّصائية علم النفس في جامعة ستانفورد كيلي
تجنبها ،على اإلنسان أن يتّذ كر أّن كل شخص في هذه الحياة لديه ضغوطات من نوع
معين ،وال يوجد سبب ليعتقد الشخص أّن ه الوحيد الذي ُيعاني في هذه الحياة ،بالتالي عليه أن
يؤمن بأّن ه أقوى مّما يظن ،وعليه بذل الجهد لمواجهة المواقف الصعبة ،حيث أّن ه ُك ّلما
سارع في المواجهة ،كلما تحرر من معاناته أسرع ]٧[.يجب على الشخص مراقبة
مستويات التوتر لديه ،وإذا كان يواجه ضغوطًا كثيرة في حياته ،فعليه أن يجد طرقًا
للتخفيف منها ،كأن يتعلم بعض المهارات التي تساعده على إدارة حياته بفاعلية أكبر ،ومن
أهم هذه المهارات مهارة إدارة الوقت؛ فالّت حكم بالوقت يخفف الضغط ،واستثماره بشكل
جيد يساعد على إنجاز المهمات ،ويتيح لإلنسان وقتًا لنفسه وهواياته ،وهذا يصنع تغييرًا
بمستويات الضغط لديه ،مثًال ممارسة تقنيات التنفس تساعد بشكل كبير في تخفيف التوتر