Professional Documents
Culture Documents
درس الصبر و اليقين
درس الصبر و اليقين
الوضعية المشكلة:
ذهبت رفقة أمك لزيارة جارتكم فاطمة التي توفي زوجها لمواساتها في مصابها ،فقالت" :إنني فقدت كل شيء في هذه الدنيا،
فمن سيتكلف بأوالدي بعد وفاته ".قالت أمك" :عليك بالصبر يا فاطمة واجعلي يقينك في هللا ،فهو الرازق والمعز وحده".
فردت عليها ":بماذا سينفعني الصبر واليقين؟ فالحياة بعده جحيم ".فقالت أمك" :الصبر واليقين أساس تباث اإليمان" فأردت
التدخل في النقاش بغية مساعدة أمك من أجل إقناع جارتكم "فاطمة".
اإلشكال المطروح:
عدم تمثل فاطمة لقيمتي اليقين والصبر.
كفايات الدرس:
أن يكون المتعلم قادرا على --1:تحديد مفهومي الصبر واليقين وتجلياتهما -2إبراز عالقة الصبر باليقين في اإليمان والعمل.
-3استنتاج أن الصبر واليقين أساس تباث اإليمان.
معالجة النصوص الشرعية
َ۟ ف َوأَخِ ي ِه إِذَ اَنت ُ ْم َٰ َجهلُ َۖ
ونَ ( )89قَالُ ٓواْ أَنَّكَ َألَنتَ ِ عل ِْمت ُم َّما فَعَ ْلت ُم بِيُوسُ َ
النص األول :قال تعالى في سورة يوسف ( قَا َل هَ ْل َ
َ َ للَ۬ا َ َۖ َ
َۖ
س ِنينَ (.)90 للَ۬ا ََل ي ُِضي ُع أَجْ َر اَ ْل ُمحْ ِ
ص ِب ْر فَ ِإنَّ َ َّ َ علَ ْينَا ٓ ِإنَّهُۥ َمنْ َّيت ِ
َّق َو َي ْ ف َو َٰهَذَآ أَخِ َۖ
ے قَ ْد َمنَّ َ َّ ُ س ُ س َۖ ُ
ف قَا َل أَنَا يُو ُ يُو ُ
النص الثاني :عن الحسن رضي هللا عنه أن أبا بكر رضي هللا عنه خطب الناس ،فقال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:
"يا أيها الناس ،إن الناس لم يعطوا في الدنيا خيرا من اليقين والمعافاة ،فسلوهما هللا عز وجل" مسند أحمد.
شرح المفردات :قد من :أنعم
مضمون النص األول :تبين اآليتان الكريمتان عاقبة صبر سيدنا يوسف عليه السالم على المحن التي تعرض لها وهي نيله
األجر والتمكين.
مضمون النص الثاني:حث الرسول صلى هللا على طلب اليقين والعافية من هللا تعالى دليل على قيمتهما في الحياة.
تحليل كفايات الدرس:
-1الصبر واليقين :المفهوم والتجليات:
* الصبر :مفهومه وتجلياته:
مفهومه :لغة صبر من رضي وتجلد وتحمل ،وانتظر في ثبات واطمئنان .اصطالحا :خلق يصدر عن قدرة العبد على الجلد
و تحمل الشدائد واالبتالءات في ثبات ويقين وهدوء واطمئنان دون شكوى أو جزع.
تجلياته:
-1الصبر على طاعة هللا :وبخاصة العبادات التي تصعب على النفوس بسبب الكسل كالصالة ،أو بسبب البخل كالزكاة ،أو
بسببهما جميعا كالحج.
-2الصبر عن معصية هللا :مجاهدة النفس عن الوقوع فيما يغضب هللا تعالى ،وبخاصة إذا تيسرت أسباب المعصية ،وأفضل
صورة عملية لهذا النوع من الصبر الثقيل على النفس والصعب عليها ،موقف نبي هللا يوسف عليه السالم مع إمرأة العزيز.
-3الصبر على ابتالء هللا وامتحانه :بأنواع المصائب من أمراض ،ونقص في األموال واألنفس ،وهذا مما ال كسب فيه
لإلنسان.
*اليقين :المفهوم و التجليات:
مفهوم اليقين :لغة :ثبت ووضح وتحقق .واصطالحا :العلم الحق الثابت الراسخ في القلب رسوخ اعتقاد جازم ال يخالطه شط
وال ظن.
تجليات اليقين :التوكل على هللا تعالى والتعلق به -حسن الظن باهلل تعالى-الرضا بحكم هللا تعالى-الثبات على الحق والعزم
عليه -التصديق بكل ما أخبرنا به هللا تعالى تصديقا جازما-عدم خشية أحد غير هللا تعالى -سؤال هللا وحده دون غيره.
-2عالقة الصبر باليقين في اإليمان والعمل:
كلما زادت مراتب اإليمان التصديقي القلبي إال وتمظهر ذلك سلوكا وعمال ،وأعلى درجات اإليمان القلبي التصديقي هو
اليقين الذي يتحول إلى أجل األعمال الصالحة أال و هو الصبر بمختلف تجلياته :الصبر على طاعة هللا ،الصبر عن معصية
هللا ،الصبر على الشدائد واالبتالءات .نستنتج أن :اليقين باعتباره أعلى درجات اإليمان القلبي يؤدي إلى الصبر باعتباره
من أجل األعمال .أي أن الصبر ثمرة من ثمار اليقين ومظهر من مظاهره ،وقال علماؤنا بالصبر واليقين تنال اإلمامة في
ونَ ())24صب َُرو َۖاْ َوكَانُواْ بِـا َٰيَتِنَا يُوقِنُ َۖ
الدين.قال هللا تعالى في سورة السجدةَ (:و َجعَ ْلنَا مِ ْن ُه ُمۥٓ أَئِ َّم ٗة يَ ْهدُونَ بِأ َ ْم ِرنَا لَ َّما َ
َٔ
-3الصبر واليقين أساس ثبات اإليمان
بالصبر واليقين أساس تباث اإليمان ،ألن اليقين يدل على تباث اإليمان في بعده القلبي التصديقي فيتعلق القلب بالخالق
عزوجل مصدقا إياه تعالى بشكل جازم ،والصبر يدل على تباث اإليمان في بعده العملي السلوكي باإلقبال على
الطا عات(الصبر على طاعة هللا) وترك المحرمات (الصبر عن معصية هللا) وتقبل االبتالءات والمحن دون شكوى (الصبر
على الشدائد) ،فالتحلي باليقين والصبر دال على قوة اإليمان وتباثه.
استخالص القيم
القيم المستنبطة من هذا الدرس والتي يمكن توظيفها في إطار تحقيق القسط :اليقين -اإليمان -التصديق-الصبر-التقوى-العفة-
الرضا بقضاء هللا و قدره-االستقامة-الوفاء باألمانة-
عالقة المدخل بالدرس:
القسط يقتضي احترام جميع الحقوق بما فيها حق النفس المتمثل في تزكيتها بخلقي الصبر واليقين.
عالقة الدرس بسورة يوسف:
علَ َٰي َما ت َِص ُف َۖ َ َۖ
ونَ ()18 ستَعَا ُن َ للَ۬ا ا ُ ْل ُم ْ صب ْٞر جَمِ يلَ َۖٞو َّ ُ س َّولَتْ لَكُ ُمۥٓ أَنفُسُكُ ُمۥٓ أَ ْمر ٗا فَ َ قوله تعالى( :قَا َل بَ ْل َ
ونَ ()67 علَ ْي ِه فَ ْليَت ََو َّك ِل َاِ ْل ُمت ََو ِكلُ َۖعلَ ْي ِه ت ََو َّك ْل َۖتُ َو َ ِل َ قوله تعالى ( :ا ِِن َاِ ْل ُح ْك ُم إِ ََّل ِ َۖ ِ
َ َۖ
يعا اِنَّهُۥ هُ َو َاَ ْلعَلِي ُم ا ُ ْل َحكِي َۖ ُم)83
للَ۬ا أَنْ يَّاتِيَنِے بهم جَمِ َۖ
ِِْ
ع َ َ
سي َ َّ ُ يل َ صب ْٞر جَمِ َۖ س َّولَتْ لَكُ ُمۥٓ أَنفُسُكُ ُمۥٓ أَ ْمر ٗا فَ َ قوله تعالى (:قَا َل بَ ْل َ
للَ۬ا إِ ََّل َاَ ْلقَ ْو ُم َا ُ ْل َٰ َكف ُِر َۖ
ح َ ِ َّ ِ ح َ ِ َّ َۖ ِ
للَ۬ا إِنَّهُۥ ََل يَاْيْـَٔ ُ
ونَ )87 س مِ ن َّر ْو ِ قوله تعالىَ (:و ََل تَاْيْـَٔسُواْ مِ ن َّر ْو ِ
ينَ ()90 سنِ َۖ للَ۬ا ََل ي ُِضي ُع أَجْ َر َاَ ْل ُمحْ ِ َ
ص ِب ْر َف ِإنَّ َ َّ َ َّق َويَ ْ قوله تعالىِ (:إنَّهُۥ َمنْ يَّت ِ