You are on page 1of 24

‫مجزوءة‪ :‬ديداكتيك مادة اللغة العربية‬

‫قراءة في كتاب "قضايا في التربية والديدكتيك" للدكتور أحمد زنيبر‬

‫إعداد‪:‬‬
‫فاطمة العساوي‬ ‫إشراف وتأطير‪:‬‬
‫فاطمة الزهراء رضواني‬ ‫الدكتور عبد الرزاق فراوزي‬
‫جميلة ايدحمان‬
‫مريم لمخنطر‬
‫هجر النشاط‬
‫فاطمة ورحو‬
‫نبذة عن صاحب الكتاب‬
‫الموسم التكويني‪2024/2023 :‬‬

‫أحمد زنيبر من مواليد مارس ‪ 1964‬بمدينة سال‬

‫خريج كلية األدب والعلوم اإلنسانية بالرباط‬ ‫‪‬‬

‫دكتوراه في األدب سنة ‪2002‬‬ ‫‪‬‬

‫أستاذ التعليم العالي مؤهل باملركز الجهوي ملهن التربية والتكوين بالرباط‬ ‫‪‬‬

‫من مؤلفاته‪:‬‬

‫أطياف مائية (شعر) سنة ‪2008‬‬ ‫‪‬‬

‫املعارضة الشعرية عتبات التناص في القصيدة املغربية سنة ‪2008‬‬ ‫‪‬‬

‫جمالية املكان في قصص إدريس الخوري سنة ‪2009‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمــة‪:‬‬

‫تكمن األهمي\ \\ة املعرفي\ \\ة لكت\ \\اب "قض\ \\ايا في التربي\ \\ة و الدي\ \\دكتيك" لص\ \\احبه أحم\ \\د زني\ \\بر في‬

‫عرض\\ه ملراح\\ل اإلص\\الح ال\\تربوي ب\\املغرب ال\\ذي يعت\\بر حس\\ب دكت\\ور أحم\\د زنب\\ير مطلب\\ا أساس\\يا‬

‫وحاجـة ملح \\ة تس \\عى إليه \\ا األمـم والش \\عوب وتنش \\دها املجتمع \\ات بش \\كل مستمـر‪ ،‬وذل \\ك من أج \\ل‬

‫احت \\واء إش \\كاالتها واستيعاب تح \\ديتها الطارئ \\ة تف \\اعال م \\ع م \\ا يف \\رزوه الواق \\ع من أح \\داث ووق \\ائع‬

‫تتجدد بتجدد الواقع‪.‬‬

‫وإذا كان اإلص\\الح مطلب\\ا أساس\\يا ف\\إن اإلص\\الح الحقيقي كم\\ا انتهى إلى ذل\\ك ال\\دكتور أحم\\د‬

‫زنب \\ير يب \\دأ بإص \\الح التربي \\ة و التعليم قطاع \\ا حيوي \\ا يستثمر في ال \\رأس املال البش \\ري‪ ،‬ال \\ذي يعت \\بر‬

‫ب\دوره األس\اس في تق\دم األمم أو تأخره\ا و للح\ديث عن موض\وعه أك\ثر قس\م ال\دكتور أحم\د زنب\ير‬

‫فص \\ول كتاب \\ه إلى س \\تة فص \\ول تط \\رق من خالله \\ا إلى اإلص \\الحات ال \\تي انخ \\رط فيه \\ا املغ \\رب و ال \\تي‬

‫اس \\تهدفت نظ \\ام التربيـة و التكوين بم \\ا في ذل \\ك منه \\اج اللغ \\ة العربي \\ة من \\ذ املرحل \\ة االبتدائي \\ة إلى‬

‫املرحل \\ة الثانوي \\ة م \\ع الوق \\وف على مكون \\ات اللغ \\ة العربي \\ة املدرج \\ة في كل س \\لك م \\ع الوق \\وف على‬

‫كيفية تدريس كل مكون لتجاوز االختالالت الحاصل في تدريس هذه املكونات و إليص\\ال محتوي\\ات‬

‫الكت\اب نهج الكت\اب رؤي\ة متبص\رة تتس\م بن\وع من الحس النق\دي الغ\رض منه\ا تس\ليط الض\وء على‬

‫واقع تدريس مكونات اللغة العربية حيث خضع الكتاب للتقسيم التالي‪:‬‬

‫مقدمة‬ ‫‪‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلصالح التربوي ومنظومة القيم‬ ‫‪‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب التربوي في الحكايات الشعبية‬ ‫‪‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬املنهاج التعليمي وتدبير النص الشعري‬ ‫‪‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الشفاهي والكتابي في درس التعبير واإلنشاء‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬وعي الكتابة وسؤال القراءة في درس املؤلفات‬ ‫‪‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬النصوص األدبية باملسالك العلمية والتكنولوجية‬ ‫‪‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلصالح التربوي ومنظومة القيم‬

‫شغلت مسألة اإلصالح التربوي وتطويره جل اهتمام ال\تربويين ‪ ،‬فاإلص\الح ال\تربوي ينطل\ق‬

‫من فلس \ \\فة تربوي \ \\ة ي \ \\راد له \ \\ا أن تتجس \ \\د على أرض الواق \ \\ع لتحق \ \\ق أه \ \\داف معين \ \\ة له \ \\ا منطلقه \ \\ا‬

‫وأه \\دافها ال \\تي تتناس \\ب م \\ع طبيع \\ة كل مجتم \\ع و املتتب \\ع للمس \\ار الت \\اريخي ال \\ذي قطعت \\ه منظوم \\ة‬

‫التربي \\ة و التكوين ب \\املغرب نج \\د أن ص \\يرورة التأس \\يس و اإلص \\الح ال \\تربوي م \\رت ع \\بر مراح \\ل و‬

‫محطات عديدة‪.‬‬

‫ما بعد الميثاق‬ ‫ما بعد االستعمار‬ ‫فترة االستعمار‬ ‫ما قبل االستعمار‬

‫لق\د كان التعليم الس\ائد ب\املغرب‪ ،‬إلى ح\دود مرحل\ة الحماي\ة‪ ،‬تعليم\ا ديني\ا تقلي\ديا يق\وم على‬

‫تحفي \\ظ الق \\رآن الك \\ريم لكن بع \\د حص \\ول املغ \\رب على االس \\تقالل ح \\اولت الدول \\ة املغربي \\ة إع \\ادة‬

‫االعتبار إلى املناهج و إعادة هيكلة املنظومة التعليمية و دلك عبر مجموعة من املحطات‬

‫مرحلة ما بعد االستقالل إلى حين صدور امليثاق الوطني‬

‫‪1955‬‬ ‫‪1957‬‬ ‫‪1958‬‬ ‫‪1959‬‬ ‫‪1964‬‬ ‫‪1999‬‬

‫‪1968‬‬

‫تشكيل‬ ‫تش‪111111‬كيل‬ ‫إحداث‬ ‫ت‬ ‫تشكيل‬


‫إنشاء‬ ‫سلسلة من‬
‫اللجنة‬ ‫اللجن‪1111111‬ة‬ ‫المجلس‬ ‫اللجنة‬
‫أول‬ ‫المناظرات‬
‫العليا‬ ‫الملكي‪11111‬ة‬ ‫األعلى‬ ‫الملكية‬
‫وزارة‬
‫إلصالح‬ ‫إلص‪111‬الح‬ ‫للتعليم‬ ‫الوطنية‬ ‫للتربية و‬
‫للتعليم‬
‫التعليم من‬ ‫التعليم‬ ‫( مناظرة‬ ‫التكوين‬
‫‪3‬‬ ‫لوضع‬
‫مخلفات‬ ‫معمورة ؛‬
‫افران)‬ ‫أسس‬
‫إصالح‬

‫أهم املبادئ التي ارتكز عليها التعليم‬

‫التوحيد‬

‫التعريب‬ ‫المبادئ‬ ‫التعميم‬


‫األربعة‬

‫المغربة‬

‫‪ 2000‬ص\\دور امليث\\اق الوط\\ني للتربي\\ة و التكوين ال\\ذي اعت\\بر بمثاب\\ة الق\\انون املنظم‬ ‫‪‬‬

‫للقطاع و بمثابثة خارطة طريق إلصالح املنظومة‪.‬‬

‫مرحلة ما بعد امليثاق الوطني الى اآلن‬

‫‪2002‬‬ ‫‪2008-2009‬‬ ‫‪2012-2009‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2030-2015‬‬ ‫‪2019‬‬

‫صدور‬ ‫تنزيل‬ ‫تنزيل‬ ‫تحديث‬ ‫الشروع في تنفيد‬ ‫إص‪111111111‬دار‬


‫الكتاب‬ ‫المخطط‬ ‫المجلس‬ ‫المجلس‬ ‫مشاريع الرؤية‬ ‫الق‪111111111‬انون‬
‫األبيض‬ ‫اإلستعجالي‬ ‫األعلى‬ ‫األعلى‬ ‫اإلستراتيجية‬ ‫اإلطار ‪"51‬‬
‫الذي كان‬ ‫لتجاوز‬ ‫للتربية و‬ ‫للتربية و‬ ‫التى أصدرها‬ ‫‪ 17‬الخ‪11‬اص‬
‫الغرض‬ ‫االختالالت‬ ‫التكوين‬ ‫التكوين و‬ ‫الميثاق المجلس‬ ‫بمنظوم‪1111111‬ة‬
‫منه‬ ‫التي عرفها‬ ‫و البحث‬ ‫البحث‬ ‫األعلى للتربية و‬ ‫التربي‪1111111111‬ة‬
‫مراجعة‬ ‫تنزيل الميثاق‬ ‫العلمي‬ ‫العلمي ‪4‬‬ ‫التكوين‬ ‫والتكوين‬
‫المناهج‬ ‫الوطني‬
‫عشرية وطني‪11‬ة ( اعتب‪11‬ار‬
‫التعلم قضية وطني‪11‬ة بع‪11‬د‬
‫الوحدة الترابية‬

‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬

‫االصالح التربوي و منظومة القيم‬

‫يعت\ \ \\بر اإلص\ \ \\الح مطلب\ \ \\ا أساس \ \\يا وحاج\ \ \\ة ملح \ \\ة تس \ \\عى إليه\ \ \\ا األمم و الش \ \\عوب و تنش \ \\دها‬

‫املجتمع\ات بش\كل مس\تمر ‪ ،‬وذل\ك من أج\ل احن\وا اش\كالتها و تح\ديتها الطارئ\ة تف\اعال م\ع م\ا يف\رزه‬

‫الواقع من أحداث ووقائع تتجدد بتجدد الواقع و أهله ‪.‬‬

‫من ه\\دا املنطل\ق نج\د املغ\رب ق\د انخ\رط في جمل\ة من اإلص\الحات اس\تهدفت نظ\ام التربي\ة و‬

‫التعليم خالل محط \\ات عدي \\دة و ب \\دل الجه \\د من أج \\ل اإلص \\الح وإع \\ادة اإلص \\الح يبقي اإلص \\الح‬

‫حلق\\ة من سلس\\لة مركب\\ة يستعصى الفص\\ل بينه\\ا حيث تحت\\وي على س\\ياقات كث\\يرة تش\\مل بالدرج\\ة‬

‫األولى املتعلم و كل ما يرتبط به األستاذ واملجتمع هده األقطاب الثالثة هي املتحكم\\ة بش\كل والقيم‬

‫أو منظوم \\ة القيم هي إح \\دى األب \\واب املهم \\ة ال \\تي ترتب \\ط به \\ذه األقط \\اب الثالث \\ة وت \\ؤثر فيه \\ا‪ ،‬كم \\ا‬

‫تش \\كل الدعام \\ة األساس \\ية إلص \\الح التعليم والبواب \\ة الرئيس \\ة ال \\تي يجب أن ن \\دخل من خالله \\ا إلى‬

‫هذا اإلصالح‪ ،‬من أجل بلوغ عمقه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تحت شعار "األسرة‬
‫المتعلم‬ ‫و المدرسة من أجل‬
‫ترسيخ السلوك‬
‫المدني‬
‫أقطاب‬
‫المدرسة‬ ‫اإلصالح‬ ‫المجتمع‬
‫التربوي‬

‫المعرفة‬

‫يشكل ترسيخ القيم في سلوك النشء خيارا استراتيجيا لتجديد املدرسة‪ ،‬ولقيامها بوظائفه \\ا‬

‫على الوج\ \\ه األمث\ \\ل‪ .‬فمن املعل\ \\وم أن م\ \\دخل القيم يعت\ \\بر من املداخل األساس\ \\ية للمنه\ \\اج الدراسي‬

‫املغربي‪ ،‬ذلك أن جميع الوثائق التربوية الرسمية تؤكد على ضرورة نه\\وض نظ\\ام التربي\\ة والتكوين‬

‫بوظائفه تجاه األفراد بمنحهم فرصة اكتساب القيم التي تؤهلهم لالندماج في الحياة العملية‪.‬‬

‫مداخل المنهاج الدراسي‬

‫مدخل القيم‬ ‫مدخل الكفايات‬ ‫مدخل التربية‬


‫على االختيار‬

‫قيم العقيدة اإلسالمية‬ ‫إعطاء معنى للتعلمات‬ ‫تأهيل املتعلم الكتساب‬


‫قيم الهوية الحضارية‬ ‫وضمان نجاعة أكثر‬ ‫القدرة على اتخاذ الفرار‬
‫ومبادئها الثقافية‬ ‫تحقيق التكافل و التداخل‬ ‫والتصرف السليم بناء على‬
‫قيم املواطنة‬ ‫تفكيره الشخصي وتحليله‬
‫بين املواد‬
‫قيم حقوق اإلنسان ومبادئها‬ ‫تنمية الوعي بالواجبات‬
‫الكونية‬ ‫والحقوق‬
‫الرويات املدرجة في بعض املستويات الدراسية وأهميتها في اإلصالح التربوي‬

‫‪6‬‬
‫* تحليل األبعاد في رواية اللص والكالب نموذجا‪:‬‬

‫املظاهر االجتماعية‪:‬‬

‫تتكش \\ف العالق \\ة بين رواي \\ة اللص والكالب واملجتم \\ع من خالل تص \\ويرها واقع \\ا اجتماعي \\ا‬

‫متناقض\\ا أفرزت\ه التح\\والت السياس\ية في خمسينيات الق\\رن ‪ 20‬تختص\\ره فئت\\ان‪ ،‬فئ\\ة األغني\\اء ال\تي‬

‫يمثله \\ا رؤوف عل \\وان وال \\تي تمتل \\ك كل شيء‪ ،‬وفئ \\ة الفق \\راء ال \\تي يمثله \\ا س \\عيد مه \\ران وال \\تي تفتق \\ر‬

‫ألبس\ \\ط متطلب\ \\ات العيش الك\ \\ريم‪ ،‬وه\ \\و تن\ \\اقض اجتم\ \\اعي س\ \\يؤدي إلى ظه\ \\ور أم\ \\راض اجتماعي\ \\ة‬

‫خط\\يرة‪ ،‬كالس\\رقة ال\\تي اعتبره\\ا س\\عيد مه\\ران وس\\يلة إلع\\ادة ح\\ق الفق\\راء واملت\\اجرة في املخ\\درات‬

‫والتي يمارسها املعلم طرزان‪ ،‬ناهيك عن الدعارة التي تمارسها نور‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الخطاب التربوّي في الحكايات الشعبية‬

‫‪7‬‬
‫يعت\\بر ال\\تراث الالم\\ادي‪ ،‬تراث\\ا يعكس ثقاف\\ة األم\\ة وشخص\\يتها الوطني\\ة وي\\برز طابعه\\ا الق\\ومي‬

‫األصيل في مجالي الحضارة والثقافة‪ ،‬وضمنه املوروث السردي الذي يتميز بتنوع املوض\\وعات ال\\تي‬

‫ترتبط بقضايا االنسان وهموم املجتمع ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املفاهيم املقاربة‬

‫تشكل الحكاية الشعبية جزء ال يتجزء من الذاكرة واملوروت الثقافي الحضاري للمجتمع‪ ،‬إلى‬

‫ج\\انب األنم\\اط التعبيري\\ة األخ\\رى كاملت\\ل واألس\\طورة والخراف\\ة فهي عم\\ل إنس\\اني ع\\ام غ\\ير ف\\ردي‪،‬‬

‫يش \\عر ب \\ه الجمي \\ع ويفهم \\ه الجمي \\ع كم \\ا أنه \\ا عم \\ل مجه \\ول املؤل \\ف س \\رعان م \\ا تناولت \\ه الجماع \\ة‬

‫بالتع\ \\ديل والتغي\ \\ير والح\ \\ذف أو الزي\ \\ادة والنقص\ \\ان فق\ \\د تص\ \\ادف الحكاي\ \\ة نفس\ \\ها ت\ \\روى بط\ \\رق‬

‫وأس\ \\اليب مختلف\ \\ة ‪،‬مايفي\ \\د أن الحكاي\ \\ة الش\ \\عبية نص م\ \\رن قاب\ \\ل لإلنص\ \\هار في ع\ \\والم مجتمعي\ \\ة‬

‫مختلفة وكل حكاية تقدم صورة عن وعي مجتمعها السابق من خالل التعريف بثقافتها‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬في الفضاء النصي للمجموعة‬

‫تقع مجموعة يسري ش\اكر "حكاي\ات من الفلكل\ور املغ\ربي " في ع\دة أج\زاء متسلس\لة موجه\ة‬

‫لفئ \\ات مجتمعي \\ة عريض \\ة ‪ ،‬وتض \\م ع \\دد من الحكاي \\ات ال \\تي أنتقيت بعناي \\ة وب \\الرغم من إنتمائه \\ا‬

‫للم \\وروث الش \\فهي املرتب \\ط باللهج \\ة العامي \\ة‪،‬ف \\إن الكاتب ص \\اغها بلغ \\ة فص \\يحة‪،‬م \\ع إدم \\اج بعض‬

‫العب \ \\ارات بلهجته \ \\ا األص \ \\ل وش \ \\رحها ويه \ \\دف من خالل ذل \ \\ك إلى ج \ \\ذب إنتب \ \\اه وتفاع \ \\ل الق \ \\ارئ ‪،‬‬

‫واندماج\\ه م\\ع املس\\موع واملق\\روء والتج\\اوب م\\ع مجري\\ات الحكاي\\ة‪،‬ألن الحكاي\\ة الش\\عبية تأخ\\د على‬

‫عاتقها تقريب املتلقي من واقع التاريخ القديم للشعوب‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬مظاهر الحس التربوي في الحكاية الشعبية‬

‫‪8‬‬
‫تض\\م مجموع\\ة "حكاي\\ات من الفلكل\\ور املغ\\ربي" مجموع\\ة من الخراف\\ات والقص\\ص الش\\عبية‬

‫ال\ \\تي تص\ \\ور مواق\ \\ف وح\ \\االت إنس\ \\انية تزخ\ \\ر بقيم األمان\ \\ة والتض\ \\امن والك\ \\رم والحب في مقاب\ \\ل‬

‫الخيان\\ة والخ\\داغ والطم\\ع‪ ،‬وبم\\ا طبيع\\ة النص الس\\ردي تق\\وم على التنائي\\ات الض\\دية في مجموع\\ة‬

‫يسري شاكر يمكن أن نعرض بعض الحكايات الشعبية انطالقا من تمثلها الثنائي للموضوعات ‪.‬‬

‫‪ .1‬ثنائية الصدق والنفاق‬

‫تروي حكاية"ال تكثر من األصدقاء" قص\ة ت\اجر رزق بول\د تعب على تربيت\ه ‪،‬لكن ه\\ذا األخ\ير‬

‫إبتلي بك \\ترة األص \\دقاء وغ \\ره م \\ا كان يس \\مع منهم من م \\ديح ح \\اول األب نصحه لكن دون فائ \\دة وملا‬

‫أحس األب ب \\دنو أجل \\ه إق \\ترح على إبن \\ه خط \\ة اإلختب \\ار اص \\دقائه ‪،‬وذل \\ك ب \\أن ي \\دعوهم إلى ال \\بيت‬

‫ويخبرهم بأن ضيف أبيه مات سائال أياهم السرية والكتمان ‪،‬لكنهم أفشوا سره وأخبروا السلطان‬

‫وال\\ذي تأك\\د بع\\د بحث\\ه أنه\\ا مج\\رد خط\\ة م\\دبرة من ط\\رف األب كي يع\\رف اإلبن أن ك\\ثرة االص\\دقاء‬

‫ت\\ورت املض\\رة أحيان\\ا وأن ال مع\\نى للص\\داقة دون ص\\دق فالحكاي\\ة ت\\برز أن الص\\داقة رهين\\ة باإلبان\\ة‬

‫الفعلية عن الصدق‪.‬‬

‫‪ .2‬ثنائية الوفاء والغدر‬

‫حكاي \\ة بعن \\وان "أص \\دقاء الحط \\اب وع \\دوه " يت \\داخل فيه \\ا البع \\د اإلنس \\اني والحي \\واني ‪،‬فهي‬

‫تحكي قص\ \\ة حط\ \\اب ص \\نع معروف\ \\ا م \\ع اإلنس \\ان والحي\ \\وان لكن اإلنس \\ان قاب \\ل املع\ \\روف بالغ\ \\در‬

‫ونك \\ران الجمي \\ل عكس الحي \\وان ال \\ذي كان وفي \\ا للعه \\د ولم يتخلى عن الحط \\اب عن \\د الحاج \\ة كم \\ا‬

‫فعل اإلنسان‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .3‬ثنائية العدل والظلم‬

‫ت\\دور حكاي\\ة "حكاي\\ة جح\\ا قاضي الف\\ئران " ح\\ول ش\\اب إحت\\ال على حج\\ا وأخ\\د مال\\ه ‪،‬فتوج\\ه‬

‫جح \ \\ا إلى القض \ \\اء ال \ \\ذي لم يكن منص \ \\فا ألن الش \ \\اب أرشى القاضي ال \ \\ذي من املف \ \\رتض أن يكون‬

‫منصفا وعادال ‪،‬فتعرض حجا للض\لم م\رتين ففي الحكاي\ة إش\ارة بليغ\ة إلى إنتش\ار الظلم والرش\وة‬

‫بين الناس منذ القدم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬وظائف الحكاية الشعبية في املجال التربوي‬

‫إن الحس التربوي في خطاب الحكاية الشعبية‪،‬ال يقتص\\ر على تكوين شخص\\ية القاص\ر فق\\ط‬

‫ب \ \\ل الراش \ \\د ايض \ \\ا ألن تنمي \ \\ة املخيل \ \\ة والق \ \\درات العقلي \ \\ة أولى وظ \ \\ائف الحكاي \ \\ة الش \ \\عبية‪،‬حيت‬

‫إعتم \ \\دت املنظوم \ \\ة التربوي \ \\ة على تب \ \\ني ه \ \\ذا البع \ \\د التعليمي من خالل الترك \ \\يز على م \ \\داخل القيم‬

‫والكفايات إستنادا إلى مح\اور ذات مض\امين ثقافي\ة وفني\ة ونقدي\ة‪ ،‬وبم\ا أن الحكاي\ة الش\عبية تنب\ني‬

‫على التش \\ويق وإخ \\تراق الالوعي ف \\إن س \\المة وبس \\اطة اللغ \\ة أداة منهجي \\ة لتمري \\ر املواق \\ف والقيم‬

‫ال\تي تجس\دها الشخص\يات‪ ،‬ويتجلى الحس ال\تربوي في "حكاي\ات من الفلكل\ور املغ\ربي " في مجموع\ة‬

‫من الوظ\\ائف كالوظيف\\ة التوجيهي\\ة من خالل النصح واإلرش\\اد والوظيف\\ة التواص\\لية ال\\تي تتمت\\ل في‬

‫رص \ \\د العالق\ \ \\ات اإلنس \ \\انية والوظيف\ \ \\ة اللغوي \ \\ة من خالل توظي\ \ \\ف الكاتب للغ\ \ \\ة فص\ \ \\حى سلس \ \\ة‬

‫باإلضافة إلى وظائف أخرى تثقيفية ترتبط بترسخ مافي الحكاية الشعبية من عبر وقيم إنسانية‪.‬‬

‫وختام \ \ \\ا نخلص إلى ان يس \ \ \\ري ش \ \ \\اكر من خالل مدونت \ \ \\ه"حكاي \ \ \\ات من الفلكل \ \ \\ور املغ \ \ \\ربي"‬

‫اس\\تطاع رب\\ط الجس\\ور بين املاضي والحاض\\ر في ق\\الب ترب\\وي يتم\\يز ب\\التنوع والتع\\دد باإلض\\افة الى‬

‫العبر التي تمزج بين الواقع والخيال‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬املنهاج التعليمي وتدبير النص الشعري‬

‫يع\\الج ه\\ذا املح\\ور املوس\\وم ب"املنه\\اج التعليمي وت\\دبير النص الش\\عري" من كت\\اب "قض\\ايا في‬

‫التربي \\ة والدي \\دكتيك" لل \\دكتور أحم \\د زني \\بر قض \\ية مرتبط \\ة باملنه \\اج وت \\دبير ال \\برامج التعليمي \\ة م \\ع‬

‫الترك\ \\يز على مه\ \\ارة الق\ \\راءة والنص الش\ \\عري‪ ،‬وق\ \\د ب\ \\دأ ه \ \\ذا املح\ \\ور ب\ \\البرامج واألوراش الك\ \\برى‬

‫اإلصالحية التي رامت إصالح املنظومة التربوية باملغرب انطالقا من إنج\\از مش\روع امليث\\اق الوط\ني‬

‫للتربي \\ة والتكوين في س \\نة ‪ 1999‬قص \\د تحس \\ين ج \\ودة التعلم وتحس \\ين ال \\برامج واملن \\اهج وتح \\يين‬

‫العالق \ \\ة بين املدرس \ \\ة املغربي \ \\ة ومحيطه \ \\ا االجتم \ \\اعي والثق \ \\افي‪ ،‬كم \ \\ا استحض \ \\ر الكاتب ال \ \\دالالت‬

‫والش\ \\عارات ال\ \\تي ترف\ \\ع بداي\ \\ة كل س\ \\نة أو موس\ \\م دراسي متمثل\ \\ة في تح\ \\يين الرواب\ \\ط الثمين\ \\ة بين‬

‫األقط\\اب الثالث\\ة‪ :‬املدرس\\ة واألس\\رة واملجتم\\ع‪ ،‬وتح\\يين ال\\برامج الدراس\\ية بم\\ا فيه\\ا منه\\اج م\\ادة اللغ\\ة‬

‫العربية‪.‬‬

‫وقد بين الدكتور أحمد زني\بر الف\رق بين املنه\اج والبرن\امج موضحا مع\نى كل واح\د منهم\ا على‬

‫ح\\دة‪ ،‬ليخلص إلى طبيع\\ة املادة الدراس\\ية وص\\لتها باملنه\\اج التعليمي‪ .‬لكن ترك\\يزه انص\\ب على ق\\راءة‬

‫النص الشعري الذي ضمته مادة اللغة العربية إذ يعد من بين املداخل املتعددة لرص\\د التص\\ورات‬

‫الك\\برى ال\\تي يتبناه\\ا واض\\عو املنه\\اج ويحرص\\ون على تمثيله\\ا وف\\ق آلي\\ات ت\\دبيرها‪ ،‬وفي ه\\ذا الس\\ياق‬

‫ط\\رح ع\\دة تس\\اؤالت وإش\\كاالت ح\\اول اإلجاب\\ة عنه\\ا‪ ،‬من بينه\\ا‪ :‬االستفس\\ار عن م\\دى انسجام ه\\ذه‬

‫التص\\ورات ال\\تي توج\\د عن\\ده والرؤي\\ة املوج\\ودة عن\\د الدول\\ة أو واض\\عي املنه\\اج‪ ،‬إلى أي ح\\د تنسجم‬

‫مع الرؤية الشمولية لإلصالح؟ وعلى مدى تجاوب املتعلم املغربي م\ع ه\\ذه املنتوج\\ات الجدي\دة؟ ثم‬

‫كيف يتدبر املنهاج آفاق هذه العملية التربوية والبيداغوجية؟‬

‫‪11‬‬
‫في محور وس\مه الكاتب ب"املنه\اج التعليمي واملخط\ط البي\داغوجي"‪ ،‬اس\تعرض مراح\ل تط\ور‬

‫الكت\\اب املدرسي على مس\\توى اإلع\\داد واإلنج\\از ص\\درت على إث\\ر ذل\\ك العدي\\د من الكتب املدرس\\ية‬

‫في م \\ادة اللغ \\ة العربي \\ة واخت \\يرت له \\ا مجموع \\ة من األس \\ماء من قبي \\ل‪ :‬مرش \\دي‪ ،‬كت \\ابي‪ ،‬في رح \\اب‪،‬‬

‫املفي\ \ \\د‪...‬إلخ‪ ،‬مبين\ \ \\ا أهمي\ \ \\ة الكت\ \ \\اب املدرسي كمحط\ \ \\ة تدبيري\ \ \\ة رئيس\ \ \\ة لتنزي\ \ \\ل محتوي\ \ \\ات املنه\ \ \\اج‬

‫الدراسي‪ ،‬وأداة إجرائي \\ة من خالله \\ا تتجس \\د عملي \\ة النق \\ل الدي \\دكتيكي للم \\واد املدرس \\ة‪ .‬وق \\د بين‬

‫أهمي \\ة مكون الق \\راءة في ال \\برامج الدراس \\ية من خالل ع \\دد الس \\اعات ال \\تي حظي به \\ا باعتب \\ار ه \\ذا‬

‫املكون حاضنا لجملة من النصوص الوظيفية والسماعية واملسترس\لة والنص\وص الش\عرية‪ ،‬م\برزا‬

‫أن حض \\ور النص الش \\عري ض \\من مكون الق \\راءة ل \\ه أس \\بابه؛ ففي الش \\عر فسحة للتأم \\ل ومس \\اءلة‬

‫للواقع واستشراف للمستقبل‪ ،‬كما أنه يشد املتعلمين إلى تجارب الشعراء وأساليب حياتهم‪.‬‬

‫يتألف مكون القراءة من عدة نصوص مختارة‪ ،‬غير أن النصوص النثرية تهيمن على نظيرته\\ا‬

‫الشعرية‪ ،‬األمر الذي حذا بالكاتب إلى ط\رح س\ؤال عن م\بررات ه\ذا االختي\ار وعن طبيع\ة التص\ور‬

‫ال\ \\ذي يتقي\ \\د ب\ \\ه املنه\ \\اج التعليمي لت\ \\برير رؤيت\ \\ه التربوي\ \\ة وعن حجم ه\ \\ذه النص\ \\وص املطبوع\ \\ة في‬

‫الكتب املدرس\ية خصوص\ا املرحل\ة االبتدائي\ة ال\تي تع\د حاس\مة في عملي\ة التعلم واكتس\اب املع\ارف‬

‫الجدي \\دة‪ .‬وألن النص الش \\عري أدرج ض \\من مكون الق \\راءة‪ ،‬فق \\د رك \\ز املنه \\اج التعليمي على بع \\ده‬

‫ال\\وظيفي‪ ،‬ل\\ذا يص\\بح الش\\عر محف\\زا على الق\\راءة ل\\دى املتعلم الص\\غير‪ .‬وف\\ق ه\\ذا التص\\ور ال\\تربوي‬

‫الجدي\\د‪ ،‬أق\\ام املنه\\اج أسس\\ه الديدكتيكي\\ة من أج\\ل إنج\\اح درس ق\\رائي في الش\\عر يجم\\ع بين املتع\\ة‬

‫والفائ \\دة‪ ،‬إذ م \\ع كل نص ش \\عري ي \\رتقي ذوق التلمي \\ذ وينفتح فك \\ره وتس \\مو لغت \\ه‪ ،‬وه \\ذا م \\ا يطمح‬

‫إليه منهاج اللغة العربية من خالل تفعيل قراءة منهجية تراعي املرحلة العمرية لكل فئة مستهدفة‪.‬‬

‫وأك \\د الكاتب على دور املدرس في العملي \\ة التعليمي \\ة التعلمي \\ة‪ ،‬حيث إن اس \\تعماله لتقني \\ات‬

‫التنش\\يط الفع\\ال ب\\دل التلقين تس\\هم في نج\\اح برن\\امج اإلص\\الح‪ ،‬وق\\د خلص إلى أن الش\\عر ج\\زء من‬

‫‪12‬‬
‫املنه\\اج التعليمي وض\\رورة جمالي\\ة وإنس\\انية يتفاع\\ل خالله\\ا املدرس واملتعلم بم\\ا تحمل\\ه النص\\وص‬

‫من أبعاد وظيفية تعيد االعتبار للذات واإلنسان‪.‬‬

‫أم\\ا في املح\\ور الث\\اني ال\\ذي عنون\\ه الكاتب ب"النص الق\\رائي والبع\\د ال\\وظيفي"‪ ،‬فق\\د أك\\د أن‬

‫هن\ \\اك تنوع\ \\ا في الكتب املدرس\ \\ية املبرمج\ \\ة في التعليم االبت\ \\دائي ملادة اللغ\ \\ة العربي\ \\ة على مس\ \\توى‬

‫التأليف التربوي؛ إذ يتجزأ هذا البرنامج إلى س\ت وح\دات ترتب\ط كل واح\دة ببرن\امج معين‪ ،‬كم\ا أن‬

‫اعتم \ \\اد م \ \\دخل الكفاي \ \\ات إلى ج \ \\انب م \ \\دخل القيم يع \ \\د أهم تجدي \ \\د في مراجع \ \\ة املنه \ \\اج وال \ \\برامج‬

‫التربوي \\ة‪ .‬وللتق \\رب من ع \\الم الكت \\اب املدرسي وص \\لته بمنه \\اج اللغ \\ة العربي \\ة‪ ،‬اخت \\ار الكاتب عين \\ة‬

‫موزعة على ستة مستويات دراس\ية في التعليم االبت\دائي بغي\ة النظ\ر في طبيع\ة النص\وص الش\عرية‬

‫التي تتضمنها‪.‬‬

‫توص \\ل إلى التن\ \\وع امللح \\وظ على مس \\توى الش \\كل‪ ،‬وعلى مس \\توى الجدي \\د ال \\ذي تحمل \\ه من‬

‫حيث التص\\ور البي\\داغوجي؛ إذ اق\\ترحت طرائ\\ق منهجي\\ة مناس\\بة ملخاطب\\ة ذهن وس\\لوك متعلم ه\\ذه‬

‫املرحل \\ة‪ ،‬مق \\دما ج \\داول إحص \\ائية توض \\يحية ملختل \\ف املس \\تويات املدروس \\ة‪ ،‬كم \\ا توص \\ل إلى أن‬

‫املنه \ \\اج ال \ \\تربوي اعتم \ \\د مب \ \\دأ التناس \ \\ب والتق \ \\ارب املج \ \\الي بين املس \ \\تويات‪ ،‬فتم توزيع النص \ \\وص‬
‫ًة‬
‫الش \\عرية وفق \\ا ل \\ذلك م \\بررا أن البع \\د الش \\عري حاض \\ر في ه \\ذه النص \\وص لغ \ ومع \\انَي وإيقاًع ا م \\ا‬

‫يع \\زز انج \\ذاب املتعلم‪ .‬وق \\د أك \\د الكاتب أيض \\ا على دور املدرس ف \\اعال ومنش\\طا تربوي\\ا؛ إذ يس\\عى ‪-‬‬

‫وهو يقدم النص الشعري‪ -‬إلى التركيز على خطوات إجرائية تستند إلى ما تقترحه القراءة املنهجي\\ة‬

‫في مكون القراءة بالنسبة لكل مستوى‪.‬‬

‫وق\\د أك\\د الكاتب ‪-‬في خت\\ام ه\\ذا الفص\\ل‪ -‬أن ت\\دريس النص الش\\عري ال يس\\تقيم دون اح\\ترام‬

‫الخط \\وات املنهجي \\ة ال \\تي أش \\ار إليه \\ا باعتباره \\ا منبه \\ات ومحف \\زات تجع \\ل املتعلم يتفاع \\ل إيجاب \\ا م \\ع‬

‫النص‪ ،‬مبينا أنه رغم الجهود املبذول\ة في ت\دريس النص الش\عري باملرحل\ة االبتدائي\ة‪ ،‬م\ازال هن\اك‬

‫‪13‬‬
‫ع \\دة عوائ \\ق تق\ \\ف أم \\ام التجدي \\د‪ ،‬ومنه\ \\ا الق\ \\راءة التقليدي \\ة له\ \\ذا الص\ \\نف من النص\ \\وص‪ ،‬داعي\ \\ا‬

‫الجه \\ات املعني \\ة إلى التح \\رك من أج \\ل تق \\ويم املنه \\اج الس \\ابق وط \\رح ب \\دائل وتع \\ديالت متناس \\بة م \\ع‬

‫تحوالت العصر الراهن ومتماشية بشكل تسلسلي مع متطلبات كل سنة دراسية‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬الشفاهي والكتابي في درس التعبير واإلنشاء‬

‫ارتب \\ط تجوي \\د املنظوم \\ة التربوي \\ة بم \\دى تجوي \\د فع \\ل الت \\دريس‪ ،‬من خالل أقطاب \\ه الثالث \\ة‪،‬‬

‫املدرس واملتعلم ثم محت\\وى الت\\دريس‪ .‬فكلم\\ا كان تص\\ور ال\\درس في ذهن املدرس جي\\دا وت\\دبيره ل\\ه‬

‫يس \ \\تدعي اس \ \\تراتيجية مض\ \ \\بوطة ت \ \\راعي صحة املعلوم \ \\ات و س \ \\المة األداء‪ ،‬كلم\ \ \\ا تحققت الغاي \ \\ة‬

‫التربوية املنشودة‪.‬فاملدرس الناجح من حول فضاء الدرس إلى ورش مفتوح على اإلب\داع واالبتكار‪،‬‬

‫و س\\ار في اتج\\اه م\\ا تقتض\\يه الطرائ\\ق البيداغوجي\\ة الحديث\\ة ال\\تي ت\\ولي العناي\\ة بالتلمي\\ذ‪/‬املتعلم أوال‪.‬‬

‫فلم يع\\د مقب\\وال أن يظ\\ل املدرس مهيمن\\ا على العملي\\ة التعليمي\\ة التعلمي\\ة داخ\\ل الفص\\ل الدراسي‪،‬‬

‫ب\\ل أص\\بح معني\\ا بفك\\رة التنش\\يط من خالل توزيع األدوار بين املتعلمين‪ .‬ويتعل\\ق األم\\ر هن\\ا بت\\دريس‬

‫املواد‪ ،‬ومنها مادة اللغة العربية‪.‬‬

‫فكي\ \\ف يس\ \\تقيم ت\ \\دريس مكون التعب\ \\ير واإلنش\ \\اء في ظ\ \\ل م\ \\ا يطرح\ \\ه من إش\ \\كاالت تربوي\ \\ة‬

‫وبيداغوجية؟‬

‫فقد تطرق ه\دا الفص\ل إلى ثل\ة من املف\اهيم األولي\ة كتعري\ف االدي\داكتيك وأنواع\ه‪ ،‬ثم أهم‬

‫الركائز ال \ \\تي يتأس \ \\س عليه \ \\ا املثلث البي \ \\داغوجي‪ ،‬ال \ \\تي تتجلى في املدرس و املتعلم واملعرف \ \\ة‪ ،‬ه \ \\ده‬

‫األقط\\اب الثالث\\ة ال\\تي تكون فيم\\ا بينه\\ا عالق\\ة تواص\\لية أفقي\\ة وعمودي\\ة في آن واح\\د‪ ،‬بمع\\نى آخ\\ر؛‬

‫يكون الحوار من املدرس في اتجاه التلميذ أو العكس من التلميذ إلى املدرس‪ ،‬أو من تلميذ آلخر‪ ،‬و‬

‫‪14‬‬
‫نتيجة للتداخل الذي يقع بين املستويين تصبح العملية ككل شبكة للتواصل ال تعرف الثبات وإنم\\ا‬

‫الحركية والحوار(مدرس‪-‬متعلم‪/‬متعلم‪-‬مدرس‪/‬متعلم‪-‬متعلم)‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك يذهب الكاتب إلى تعريف مفه\وم التعب\ير‪ ،‬إذ اس\تعان في تعريف\ه اللغ\وي بلس\ان‬

‫الع\ \\رب البن املنظ\ \\ور حيث ي \\رد في\ \\ه‪ :‬ع \\بر عم\ \\ا في نفس \\ه أع \\رب و بين‪.‬و االس \\م الع\ \\برة‪ ،‬والعب\ \\ارة‬

‫والعب\ارة‪ .‬وع\بر عن فالن‪ :‬تكلم عن\ه‪ ،‬واللس\ان يع\بر عم\ا في الض\مير‪ .‬أم\ا للمفه\وم االص\طالحي للف\ظ‬

‫التعبير‪،‬فمرتبط بالفعل التربوي واإلبداعي‪ .‬إنه وفق ه\\دا التص\ور نش\اط أساسي في ته\ذيب املتعلم‪،‬‬

‫و تطبعه بحب الفن وامليل عن أشكاله واإلفصاح عن مواهبه‪.‬‬

‫ليتط \\رق بع \\د دل \\ك إلى مفه \\وم اللغ \\وي لإلنش \\اء حيث نق \\رأ‪ :‬أنش \\أ يحكي ح \\ديثا‪ :‬جع \\ل‪ .‬وأنش \\أ‬

‫يفع \\ل ك \\ذا و يق \\ول ك \\ذا‪ :‬ابت \\دأ وأقب \\ل‪ .‬وفالن ينشئ األح \\اديث أي يض \\عها‪ .‬ومن \\ه نفهم أن اإلنش \\اء‬

‫مرتبط بالقول والكتابة ومتصل باإلبداع واالبتكار‪.‬‬

‫لينتق\\ل الكاتب إلى الح\\ديث عن العالق\\ة بين لفظ\\تي التعب\\ير واإلنش\\اء في كونهم\\ا وجهين لعمل\\ة‬

‫تواص \\لية واح \\دة‪ .‬ف \\التعبير حاج \\ة إنس \\انية تالزم الف \\رد‪ ،‬في مس \\اره االجتم \\اعي واللغ \\وي املتع \\دد‪،‬‬

‫واإلنشاء تحقيق فعلي لهده الحاجة‪ .‬لذلك من الطبيعي أن يردف التعبير باإلنشاء‪.‬‬

‫وفي األخ\ \\ير أدرج الكاتب املكان\ \\ة الهام\ \\ة ال\ \\تي يمت\ \\از به\ \\ا التعب\ \\ير و اإلنش\ \\اء بالس\ \\لك الث\ \\انوي‬

‫اإلع \\دادي والت \\أهيلي‪ ،‬باعتب \\اره مكون \\ا رئيس \\ا في منه \\اج اللغ \\ة العربي \\ة‪ .‬فه \\و ج \\امع ملا تف \\رق في ب \\اقي‬

‫املكونات‪ ،‬كالقراءة والنحو والصرف والتحويل واإلمالء وغيرها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬وعي الكتابة وسؤال القراءة في درس املؤلفات‬

‫يع \ \\د درس املؤلف \ \\ات‪ ،‬مكون \ \\ا دي \ \\دكتيكيا‪ ،‬يه \ \\دف إلى تحقي \ \\ق الكفاي \ \\ات اللغوي \ \\ة واملنهجي \ \\ة‬

‫والتواصلية‪ .‬وقد تم اختیار رواية "رجوع إلى الطفولة" للكاتب\ة ليلى أب\و زي\د كس\يرة ذاتي\ة مغربي\ة‪،‬‬

‫اس \\تطاعت بتميزه \\ا ككتاب \\ة س \\ردية من جه \\ة‪ ،‬وكس \\يرة ذاتي \\ة من جه \\ة أخ \\رى‪ ،‬أن تتالءم م \\ع وعي‬

‫املتعلم أي تالمي \\ذ الس \\نة اإلش \\هادية من التعليم الث \\انوي اإلع \\دادي‪ ،‬وإش \\راكهم في عملي \\ة الق \\راءة‬

‫والفهم واإلدراك والتخيل الذاتي‪ ،‬قصد تحقيق الوعي بالكتابة ومدى تمثل سؤال القراءة ‪.‬‬

‫ما هو التخيل الذاتي وعالقته بصوت املؤلف ؟‬ ‫‪‬‬

‫هل رواية "رجوع إلى الطفولة "رواية تربوية؟‬ ‫‪‬‬

‫وما عالقة التخيل بالوعي بالكتابة وسؤال القراءة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬التخيل الذاتي بصوت املؤلف‬

‫يع\ \ \\د التخي\ \ \\ل ال\ \ \\ذاتي‪ ،‬نم\ \ \\ط من أنم\ \ \\اط الكتاب\ \ \\ة ال\ \ \\تي يعتم\ \ \\دها املؤل\ \ \\ف في س\ \ \\رد تجربت\ \ \\ه‬

‫الشخص\ \\ية‪ ،‬بأش\ \\كال مختلف\ \\ة وراء دواف\ \\ع اجتماعي\ \\ة معين\ \\ة‪ ،‬وبحض\ \\ور الحس االنتق\ \\ائي للوق\ \\ائع‬

‫واألح \ \ \\داث‪ ،‬ويتجلى التخي \ \ \\ل ال \ \ \\ذاتي ع \ \ \\بر اللغ \ \ \\ة النثري \ \ \\ة وطبيع \ \ \\ة املوض \ \ \\وع املخص \ \ \\ص للحي \ \ \\اة‬

‫الشخص\\ية‪ ،‬وم\\دى تط\\ابق وض\\عية املؤل\\ف والس\\ارد والشخص\\ية الرئيس\\ية‪ ،‬وأيض\\ا ظ\\روف الكاتب‬

‫وزمن الكتابة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .2‬نحو رواية تربوية‬

‫تمكنت رواي \ \\ة ليلى أب \ \\و زي \ \\د "رج ـ ــوع إلى الطفول ـ ــة"‪ ،‬أن تجع \ \\ل املتعلم يب \ \\دأ من املالحظ \ \\ة‬

‫والفهم‪ ،‬ليج\\د نفس\\ه يتعم\\ق في منهجي\\ة التحلي\\ل ليص\\ل إلى ال\\تركيب أو الخالص\\ة‪ ،‬مم\\ا ي\\ؤدي ب\\ه إلى‬

‫بل\\وغ ال\\وعي بتحلي\\ل الخط\\اب‪ .‬فنج\\د أن ه\\ذه الرواي\\ة ق\\د اس\\توفت الش\\روط الالزم\\ة‪ ،‬وهي تعمي\\ق‬

‫املعرف \\ة الس \\ردية‪ ،‬واكتس \\اب خط \\ة قرائي \\ة‪ ،‬واح \\ترام املع \\ايير الفني \\ة واألخالقي \\ة‪ ،‬ل \\ذا يمكن أن‬

‫نطلق عليها رواية تربوية‪.‬‬

‫‪ .3‬التخيل الذاتي والوعي بالكتابة‬

‫تش \\كل رواي \\ة "رج ــوع إلى الطفول ــة" لحظ \\ة إبداعي \\ة لليلى أب \\و زي \\د‪ ،‬يلج الق \\ارئ إلى عوامله \\ا‬

‫الواقعي \\ة واملتخيل \\ة في آن‪ .‬فروايته \\ا ه \\و عم \\ل ين \\درج في إط \\ار تخي \\ل ذاتي ِص ْر ف‪ .‬وق \\د اس \\تعانت‬

‫باالنزياح والتخيي\ل‪ ،‬ألنه\ا كانت واعي\ة بالكتاب\ة ورغبته\ا الدفين\ة في البحث عن الحري\ة والتعب\ير عن‬

‫ال\\ذات‪ ،‬وأيض\\ا رقاب\\ة األن\\ا واملجتم\\ع‪ .‬فاس\\تطاعت ه\\ذه الرواي\\ة‪ ،‬أن تكون مغري\\ة ومغربي\\ة بامتي\\از‪،‬‬

‫وذل \\ك لتخيالته \\ا الذاتي \\ة ال \\تي ش \\ملت مف \\اهيم الس \\لطة والحري \\ة واملقاوم \\ة الوطني \\ة الديمقراطي \\ة‬

‫وقيم املجتمع املغربي‪ ،‬ومحيط الكاتبة وأسرتها‪ ،‬والدفاع عن املرأة املغربية والعربية‪.‬‬

‫‪ .4‬التخيل الذاتي وسؤال القراءة‬

‫ُت‬
‫دَّر س رواي\\ة "رجــوع إلى الطفولــة" وف\\ق من\\اهج اللغ\\ة العربي\\ة‪ ،‬لكونه\\ا م\\ادة تربوي\\ة لتالمي\\ذ‬

‫الس \\نة الثالث \\ة من س \\لك التعليم الث \\انوي اإلع \\دادي‪ ،‬ض \\من درس املؤلف \\ات‪ ،‬كون أن ه \\ذه الرواي \\ة‬

‫تع \\زز النش \\اط الق \\رائي‪ ،‬وي \\دعم التفاع \\ل والتواص \\ل م \\ع النص \\وص األدبي \\ة‪ ،‬وتالئم م \\ا ن \\ادت ب \\ه‬

‫املذكرات الوزاري\ة‪ ،‬فهي تتماشى م\ع الق\راءة املنهجي\ة‪ ،‬ال\تي تجم\ع بين الق\راءة التوجيهي\ة‪ ،‬والق\راءة‬

‫التحليلية‪ ،‬والقراءة التركيبية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ت \\تزاوج الق \\راءة املنهجي \\ة بين العم \\ودي واألفقي‪ ،‬إلدم \\اج الق \\ارىء في س \\يرورة الق \\راءة للمتن‬

‫املسترس \\ل‪ ،‬وه \\ذا م \\اأدى إلى قابلي \\ة التخي \\ل ال \\ذاتي لفع \\ل الق \\راءة والفهم والتحلي \\ل والنق \\د وإنت \\اج‬

‫املعنى لدى املتعلم‪ ،‬الشيء الذي يحقق للمتعلم أهم الكفايات التربوية املطلوب\ة كالكفاي\ة الثقافي\\ة‪،‬‬

‫والكفاية التواصلية‪ ،‬والكفاية املنهجية‪ ،‬ثم الكفاية اإلستراتيجية‪.‬‬

‫فاملزاوج\\ة بين اإلق\\راء والق\\راءة ه\\و بع\\د دي\\داكتيكي‪ ،‬يه\\دف إلى تمكين املتعلم من فهم النص‬

‫في سياقه األدبي والتاريخي‪ ،‬وجعله يحقق جزءا كبيرا من االستقاللية والتعليم الذاتي‪.‬‬

‫وختام \\ا ل \\ذلك‪ ،‬اس \\تطاعت ليلى أب \\و زي \\د من خالل روايته \\ا "رج ــوع إلى الطفول ــة "‪ ،‬أن تق \\دم‬

‫عمال إب\\داعيا وفني\\ا تربوي\\ا ينب\\ني على تخي\\ل ذاتي‪ ،‬تق\\رأ في\\ه الكاتب\\ة ذاته\\ا ووجوده\\ا وهويته\\ا ورغبته\\ا‬

‫في الب \\وح‪ ،‬معتم \\دة على مرجعي \\ات ثقافي \\ة واجتماعي \\ة وديني \\ة ووطني \\ة وتراثي \\ة‪ ،‬هادف \\ة إلى تمري \\ر‬

‫رسائل تربوية إلى الوعي بالكتابة وسؤال القراءة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬النصوص األدبية باملسالك العلمية والتكنولوجية‬

‫تع \\د مرحل \\ة الثانوي \\ة من التعليم املدرسي مرحل \\ة انتقالي \\ة تجس \\د لحظ \\ة العب \\ور من س \\ياق‬

‫تعليمي إلى آخ \\ر يقتضي تجدي \\د الخلفي \\ات املعرفي \\ة وتنويع املرجعي \\ات البيداغوجي \\ة ‪،‬ف \\العودة إلى‬

‫مضامين املقررات الدراسية بمختلف املسالك العلمية واألدبية يؤكد هذه النقلة النوعية‪.‬‬

‫لق\د احت\ل تعليم م\ادة اللغ\ة العربي\ة الص\دارة في املج\ال التعليمي‪ ،‬باعتب\اره املرتك\ز األساسي‬

‫لت\\دريس بقي\\ة املواد األخ\\رى‪ ،‬والح\ديث عن تعليم اللغ\\ة العربي\\ة موص\ول بالح\ديث عن النص\\وص‬

‫األدبي\\ة ال\\تي تمث\\ل املنطل\\ق الرئيسي ال\\ذي يطب\\ق علي\\ه م\\ا ج\\اء في املنه\\اج املدرسي‪ .‬ف\\إذا كان حض\\ور‬

‫م \\ادة اللغ \\ة العربي \\ة م \\بررا في مختل \\ف املس \\الك األدبي \\ة‪ ،‬ف \\إن حض \\ورها باملس \\الك العلمي \\ة يط \\رح‬

‫تس\\اؤالت منهجي\\ة عن طبيع\\ة ه\\ذا الحض\\ور وكيفي\\ة ت\\دبيره‪ .‬فكي\\ف إذن تم التعام\\ل م\\ع م\\ادة اللغ\\ة‬

‫العربي\ة بوص\فها لغ\ة للت\دريس؟ وإلى أي ح\د اس\تجاب مكون النص\وص األدبي\ة لتطلع\ات التالمي\ذ‪،‬‬

‫ذوي التوجه العلمي التكنولوجي؟‬

‫الكتاب املدرسي وتعزيز اللغة العربية‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫يش\\كل الكت\\اب املدرسي مرجع\\ا رئيس\\ا لتمري\\ر املنه\\اج ال\\تربوي املق\\ترح‪ ،‬فه\\و وثيق\\ة تربوي\\ة ال‬

‫غ\ \\نى عنه \ \\ا‪ ،‬تخ \ \\تزل مض \ \\امين املنظوم\ \\ة التربوي\ \\ة وترس\ \\م للمتعلم خريط \ \\ة طري\ \\ق تيس\ \\ر اندماج \ \\ه‬

‫وتواص\\له م\\ع املنتج ال\\تربوي‪ ،‬فالكت\\اب املدرسي لم يع\\د مج\\رد أداة مش\\تركة بين األس\\تاذ والتلمي\\ذ‬

‫فقط‪ ،‬بل أصبح يحمل رؤية اجتماعية وسياسية‪ .‬وتبعا لهذه األهمية ‪ ،‬فقد عرف الكت\\اب املدرسي‬

‫بالس\\لك الث\\انوي الت\\أهيلي ‪،‬من\\ذ س\\نوات تغي\\يرا على مس\\توى الت\\أليف واإلع\\داد والبرمج\\ة‪ ،‬انخ\\رط‬

‫فيه \ \\ا مجموع \ \\ة من الف \ \\اعلين واملهتمين بالش \ \\أن التعليمي‪ .‬وفي س \ \\ياق ت \ \\دريس م \ \\ادة اللغ \ \\ة العربي \ \\ة‬

‫باملس\\الك العلمي\\ة اس\\توقفتنا املداخل التوجيهي\\ة ال\\تي اعتم\\دها مؤلف\\و الكتب‪ ،‬وكله\\ا م\\داخل تؤك\\د‬

‫أهمية املادة ومكانتها في تجسيد الهوية وترسيخ القيم ودعم الكفايات‪.‬‬

‫وألن الش \\عبة العلمي \\ة والتقني \\ة املهني \\ة غ \\ير الش \\عبية األدبي \\ة ‪،‬ف \\إن حص \\ص اللغ \\ة العربي \\ة‬

‫بهم \\ا ‪ ،‬يختل \\ف ب \\اختالف األه \\داف واملق \\اص‪ .‬فس \\قف اللغ \\ة العربي \\ة باملس \\الك العلمي \\ة بمس \\توياتها‬

‫الدراس \\ية الثالث \\ة ال يتج \\اوز الس \\اعتين في األس \\بوع وه \\و زمن ال يفي ب \\املطلوب‪ ،‬إذا تم استحض \\ار‬

‫طبيعة الدروس وطرائق التدريس‪ .‬وقد تم ت\دريس مكون\ات اللغ\ة العربي\ة باعتم\اد األط\ر املرجعي\ة‬

‫الخاص \\ة بكل مكون على ح \\دة‪ .‬وق \\د ش \\كل مكون النص \\وص لحظ \\ة تربوي \\ة مهم \\ة تس \\عى إلى تق \\ريب‬

‫التلمي \\ذ من أهم الظ \\واهر والقض \\ايا الراهن \\ة ال \\تي تمس مجتمع \\ه ومحيط \\ه‪ ،‬كم \\ا تمس شخصيته‪،‬‬

‫بوص \\فه ف \\ردا من املجتم \\ع‪ .‬وال ش \\ك أن م \\ا اق \\ترح من نص \\وص أدبي \\ة باملس \\تويات الثالث \\ة‪ ،‬يكش \\ف‬

‫س \\عي ال \\وزارة إلى تط \\وير املنه \\اج التعليمي وب \\ذل كل الجه \\ود من أج \\ل الرتق \\اء بذائق \\ة التلمي \\ذ ذي‬

‫التوجه العلمي‪.‬‬

‫الكتاب املدرسي وبرمجة النصوص األدبية‪:‬‬

‫حرص\ \\ت ‪ ،‬املق\ \\ررات الدراس\ \\ية الخاص\ \\ة بالس\ \\لك الث\ \\انوي عل\ \\وم‪ ،‬على تفعي\ \\ل م\ \\ا تض\ \\منته‬

‫الق \ \\راءة املنهجي \ \\ة للنص \ \\وص األدبي \ \\ة املبرمج \ \\ة‪ .‬كم \ \\ا عم \ \\دت على ت \ \\دبير مجموع \ \\ة من األنش \ \\طة‬

‫‪20‬‬
‫التعليمي\\ة في ارتباطه\\ا بالفئ\\ة املتعلم\\ة‪ .‬وذل\\ك باعتم\\اد" نظ\\ام ال\\دورات واملج\\زوءات باعتباره\\ا رؤي\\ة‬

‫جدي \ \\دة تؤه \ \\ل املتعلم للتكوين الج \ \\امعي ال \ \\ذي يعتم \ \\د ب \ \\دوره نظ \ \\ام الدراس \ \\ة املج \ \\زوءات‪ .‬وتبع \ \\ا‬

‫لذلك ‪،‬تض\من مكون النص\وص األدبي\ة مخت\ارات من النم\اذج النثري\ة والش\عرية‪ ،‬روعي فيه\ا التن\وع‬

‫والتع\\دد بم\\ا يمنح للمتلقي‪/‬التلمي\\ذ إمكاني\\ة اختب\\ار املدارك واستثمار معرف\\ه في وض\\عيات مندمج\\ة‬

‫مختلف \\ة‪ .‬وم \\ع تن \\وع املح \\اور املتص \\لة بكل مج \\زوءة‪ ،‬تن \\وعت النص \\وص وتن \\وعت معه \\ا املقارب \\ات‬

‫التربوية‪.‬‬

‫وفي ه\\ذا الس\\ياق نكتفي بالح\\ديث عن الش\\عر كم\\ا استحض\\ره برن\\امج اللغ\\ة العربي\\ة للس\\نة‬

‫األولى باكالوري\\ا‪ ،‬مس\\لك العل\\وم والتكنولوجي\\ات واملس\\لك املنهي الص\\ناعي‪ ،‬ويتعل\\ق األم\\ر ب\\املجزوءة‬

‫الثاني \\ة من ال \\دورة الثاني \\ة حيث خصص \\ت لتمري \\ر مجموع \\ة من القيم اإلنس \\انية ال \\تي يحف \\ل به \\ا‬

‫الش\\عر الع\\ربي‪ ،‬منه\\ا التض\\امن والتس\\امح والجم\\ال‪ ،‬بحيث وجه\\ة عناي\\ة التلمي\\ذ ‪ ،‬في ه\\ذه املج\\زوءة‬

‫إلى تمث\ \\ل لغ\ \\ة الش\ \\اعر وتأم\ \\ل معاني\ \\ه ح\ \\تى يتمكن من فهم الخط\ \\اب الش\ \\عري واستيعاب القيم\ \\ة‬

‫اإلنسانية املتضمنة‪.‬‬

‫في االنتقاء الشعري‪:‬‬

‫بع \\د النظ \\ر في الكتب املدرس \\ية الخاص \\ة بالس \\نة األولى مس \\لك العل \\وم‪ ،‬نالح \\ظ ب \\أن مؤلفيه \\ا‬

‫عم\\دوا إلى اختي\\ار نص\\وص بعينه\\ا تنسجم م\ع طبيع\\ة املج\\زوءة املتعلق\\ة ب\القيم اإلنس\انية‪ .‬كم\\ا تبن\\وا‬

‫إج\ \\راءات منهجي\ \\ة تت\ \\ولى ق\ \\راءة النص وتفكيك\ \\ه‪ ،‬في محاول\ \\ة للفهم واإلدراك‪ .‬و يالح\ \\ظ أيض\ \\ا أن‬

‫أغلب النص\\وص الش\\عرية املبرمج\\ة بالكت\\اب املدرسي تنتمي للش\\عر الع\\ربي العم\\ودي ‪.‬وك\\ذلك نج\\د‬

‫املؤلفين تص \\رفوا في النص \\وص املنتق \\اة‪ ،‬ت \\ارة بالزي \\ادة وت \\ارة أخ \\رى بالتع \\ديل أو الح \\ذف‪ ،‬مثلم \\ا‬

‫نوعوا في أسماء الشعراء‪ ،‬وانتماءاتهم الجغرافية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫باإلضافة إلى أن هذه النصوص انتخبت من مصادر متنوع\ة ‪ ،‬عالوة على كون العن\اوين ال\تي‬

‫اختيرت للنصوص تتماهى مع محور املجزوءات الثالث(التضامن والتسامح والجمال)‪.‬‬

‫في اإلقراء النصي‪:‬‬

‫يق \\ترح املنه \\اج ال \\تربوي إلق \\راء النص \\وص األدبي \\ة‪ ،‬وض \\منها إق \\راء النص الش \\عري‪ ،‬إج \\راءات‬

‫متنوعة تستند إلى م\ا يع\رف ب\القراءة املنهجي\ة‪ .‬وتتمث\ل في مجموع\ة من األنش\طة الديدكتيكي\ة ال\تي‬

‫يطبعه\\ا الت\\درج والش\مول والتكام\ل‪ .‬ومن ثم\\ة فنج\\اح اإلق\\راء رهين بم\\دى مراع\اة األس\تاذ لق\\درات‬

‫التلمي\\ذ وم\\دى انخراط\\ه في العملي\\ة التعلمي\\ة‪ ،‬إنص\\اتا ومش\\اركة وتجاوب\\ا‪ ،‬فاملنه\\اج الدراسي بالس\\نة‬

‫األولى باكالوري\\ا مس\\لك العل\\وم ‪ ،‬يق\\ترح نص\\ا ش\\عريا واح\\دا يتض\\من إح\\دى القيم من القيم الثالث\\ة‬

‫املس \ \\تهدفة‪ .‬عالوة على نص \ \\ين أح \ \\دهما للتط \ \\بيق واآلخ \ \\ر لل \ \\دعم والتق \ \\ويم واملالح \ \\ظ أن مراح \ \\ل‬

‫الق\\راءة املنهجي\\ة ال تختل\\ف من مق\\رر دراسي آلخ\\ر وتتجس\\د مراحله\\ا في أنش\\طة املالحظ\\ة والفهم‬

‫والتحلي\\ل وال\\تركيب والتق\\ويم‪ .‬هك\\ذا يس\\تقيم إق\\راء النص الش\\عري بالس\\نة األولى باكالوري\\ا عل\\وم‬

‫من خالل ضبط املقاطع البيداغوجية‪.‬‬

‫وختام\ \\ا يحظى مكون النص\ \\وص بالس\ \\لك الث\ \\انوي الت\ \\أهيلي‪ ،‬أولى باكالوري\ \\ا مس\ \\الك العل\ \\وم‬

‫والتكنولوجي \ \\ا ‪،‬بأهمي \ \\ة بالغ \ \\ة ألن \ \\ه يس \ \\تهدف التلمي \ \\ذ‪ ،‬ومن خالل \ \\ه املجتم \ \\ع ‪ ،‬كي يتشبث ب \ \\القيم‬

‫الروحية وبالخصال الحميدة‪ ،‬من جهة ويتمكن من أدوات إجرائية لقراءة النص الشعري وتذوقه‬

‫من جه \\ة ثاني \\ة‪ .‬وألج \\ل ذل \\ك اخت \\يرت نص \\وص متنوع \\ة لش \\عراء ع \\رب ينتم \\ون لبل \\دان مختلف \\ة‬

‫استطاعوا نقل تجاربهم اإلنس\انية إب\داعيا‪ ،‬ع\بر وس\يط لغ\وي وباس\تراتيجية هادف\ة‪ .‬ويختم الكاتب‬

‫ه \\ذا الفص \\ل بط \\رح تس \\اؤالت من قبي \\ل ‪:‬ألم يحن ال \\وقت لتع \\ديل املنه \\اج وتجدي \\د النص \\وص بم \\ا‬

‫يتالءم والتح\\والت الراهن\\ة؟ أال يمكن معالج\\ة الن\\واقص ال\\تي مس\\ت املنظوم\\ة التربوي\\ة والح\\د من‬

‫تس\ \\رب الض\ \\يق واملل\ \\ل إلى ص\ \\فوف املتعلمين؟ وكي\ \\ف نحاف\ \\ظ على حماس\ \\ة التلمي\ \\ذ‪ ،‬ذي التوج\ \\ه‬

‫‪22‬‬
‫العلمي‪ ،‬في االهتم \\ام بم \\ادة اللغ \\ة العربي \\ة‪ ،‬في ظ \\ل الفت \\ور الق \\رائي ال \\ذي اع \\ترى الكث \\ير وخيم على‬

‫الفصول الدراسية‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like