You are on page 1of 1577

‫وال يزال لها فصول‬

‫الكاتبه ‪ /‬فاطمه توتي‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫شبكة روايتي الثقافيه‬
‫ال احلل نشر روابط التحميل‬
‫( شلة يد السارق )‬
‫تجميع ‪ /‬اسطوره !‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المقدمة‬

‫بيني وبينك جدار من الكراهية اضفت له في كل يوم‬


‫لبنة جديدة لمدة ثمان سنوات‪................‬‬
‫رد عليها في ثقة‪:‬ساصنع من حبي جسرا اعبر اليه‬
‫واصل الى قلبك ‪.............‬‬
‫نظرت اليه نظرة تجمع بين السخرية والحنق‬
‫قائلة‪:‬وهل يحب من ال يملك قلبا‪.‬ربما تستطيع خداع‬
‫اي شخص عداي ان قصتنا انتهت في نفس اليوم‬
‫الذي بدات فيه واسدل الستار‪......................‬‬
‫في تصميم وبلهجة ثلجية قال‪:‬انا فقط من يكتب كلمة‬
‫النهاية وحتى االن لم افعل‪................‬‬

‫الفصل االول‬

‫يقود سيارته مع شعور بالضيق الشديد والسأم من كل‬


‫شئ ‪.‬كان عكس جميع البشر الذين يشعرون باللهفة‬
‫للعودة الى منازلهم للبحث عن بعض الراحة ؛بعد‬
‫عناء وتعب يوم من العمل الشاق‪.‬ولكن اقترابه من‬
‫المنزل ال يشعره اال باالختناق فال سبب هناك يجعله‬
‫متلهفا للعودة الى ذلك المكان البارد الخالي من‬
‫المشاعر االنسانية‪.‬ربما كان يملك هذا الشعور ولكن‬
‫ذلك كان منذ زمن بعيد‪.‬ذلك المكان الفخم الذي يعجب‬
‫به من يراه وربما يحسده عليه ‪.‬ال يشعر انه يختلف‬
‫عن المقابر في شئ‪.‬مرر يده بداخل شعره بعنف تقريبا‬
‫محاوال ابعاد هذه االفكار عن راسهوهو يقترب من‬
‫البوابة العمالقة فيما تعرف طاقم االمن على سيارته‬
‫فبادروا بفتح البوابة ملوحين له بتحية لم يهتم حتى‬
‫بردها‪.‬سارت السيارة لبعض الوقت عبر الحديقة‬
‫الواسعة ختى وصل الى الباب الداخلي للقصر ‪.‬وهناك‬
‫استقبلته مديرة المنزل وقالت في احترام‪:‬هل ستتناول‬
‫العشاء يا سيدي؟ رفض العرض فهو ال يشعر بالجوع‬
‫وتوجه الى جناحه الخاص‪،‬لتقابله مفاجأة لقد كانت‬
‫زوجته موجودة ومستغرقه في النوم خالفا لما‬
‫اعتادته من السهر في احدى المناسبات االجتماعية‬
‫التي ال تنتهي‪،‬خلع جاكت الحلة الرسمية التي يرتديها‬
‫وتوجه الى الحمام لعل دش بارد يغير من حالته‪.‬‬
‫‪..................................‬‬

‫في مكان اخر من العالم كانت هناك روح اخر تشعر‬


‫بالغربة في هذا العالم لقد تركت بلدها االصلي منذ‬
‫سنوات مع قرار بهجرة دائمة وعدم العودة لعلها‬
‫تبدأمن جديد‪،‬كان المكان من حولها صاخب جدا‪.‬كانت‬
‫في كازينو للرقص الجميع يتحركون وكأنه اصابهم‬
‫مس من الجنون جراء الموسيقى الصاخبة كانت‬
‫مندمجة مع ما يحدث ولكن عقلها في مكان اخر لم‬
‫تشعر بهذا من االفكار التي تعصف براسها‪.‬خرجت من‬
‫هذه االفكار مع اقتراب احد االشخاص محاوال الرقص‬
‫معاها ‪،‬اعطته نظرة صارمة وقالت ‪:‬ال‪.‬لم يهتم بما‬
‫قالت فقد غيبته الخمر عن الوعي واصبح غير مدرك‬
‫الفعاله‪ .‬واقترب منها مرة اخرى فامسكت بذراعه‬
‫وطبقت عليه احدى الحركات القتالية التي برعت فيها‬
‫فاصبح امامها على االرض وهو يصرخ ‪:‬اللعنة‪.‬‬
‫شعرت بسرور داخلي فهوايتها المفضلة هي هزيمة‬
‫الرجال ‪،‬انها تكره الرجال ولكن ليس معنى هذا‬
‫االبتعاد عنهم ولكن االقتراب منهم واالستمتاع‬
‫بتدميرهم‪.‬خرجت من المكان واستقلت سيارتها مبتعدة‬
‫‪................................‬‬

‫قابعة في غرفتها امامها العديد من الكتب واالوراق‬


‫والمراجع الضخمة مع لوحات الرسم ‪.‬واالقالم‬
‫الخاصة بالرسم الهندسي والكمبيوتر المحمول ‪.‬انها‬
‫تستغرق في المذاكرة الن لديها هدف لن تحيد عنه‬
‫وهو التفوق والحصول على الترتيب االول على‬
‫دفعتها ‪،‬ربما الفتيات في سنها تشغلهن العديد من‬
‫االهتمامات ‪،‬ويشعرن باالندهاش منها ‪.‬وربما‬
‫السخرية انها ال تهتم بالموضة وال بالحب والعالقات‬
‫العاطفية وال حتى في خيالها ‪.‬ان االمر ليس تعنت من‬
‫ناحيتها بقدر ما هو اقرار باالمر الواقع ‪.‬فقد قضى‬
‫واقعها حتى على مجرد االحالم المشروعة لفتاة في‬
‫سنها لذا عليها ان ترضى بقضاء هللا فهي مؤمنة‬
‫وتحاول االلتزام قدر استطاعتها ‪،‬وان تثبت نفسها في‬
‫الدراسة ولذا عادت الى كتبها مرة‬
‫اخرى‪..................................‬‬

‫جالسة في ذلك النادي االجتماعي الراقي الذي يضم‬


‫صفوة المجتمع حولها مجموعة من المتأنقات كا ما‬
‫يشغلهن هو احدث خطوط الموضة ‪،‬والشائعات كن‬
‫منسجمات كجوقة تم تمرينها على التناغم في نفس‬
‫التفاهات لحظة عادت بذاكرتها الى الخلف فمنذ عدة‬
‫سنوات لم تكن تنتمي الى هذا المكان‪،‬ولكنها كانت في‬
‫الجانب االخر مفعمة بالنشاط تمارس الرياضة تشترك‬
‫في االنشطة الخيرية ولكن ليس االن لقد مضى عهد‬
‫االوهام فالواقع فرض نفسه بقوة ‪،‬ولذا عليها ان‬
‫تعيش بما يفرضه واقعها ‪،‬انه والحمد هلل ليس مظلم‬
‫تماما فهناك ضوء كبير يبدد الظالم انه طفلها عمر‬
‫‪،‬قامت لتجده في تدريب الكاراتيه فالصغير الشقي‬
‫يحتاج الى افراغ طاقته حتى تقلل من الكوارث التي‬
‫يتسبب بها‪................................‬‬
‫انه اخاه من يتصل ‪.‬لم يستسلم لعدم رده على الهاتف‬
‫‪.‬لقد عاد من منوابته في المشفى الذي يعمل به مع‬
‫ساعات الصباح االولى وكان قد قضى معظم اليوم في‬
‫غرفة العمليات وها هو ال يستطيع الراحة لبضعة‬
‫ساعات بسبب الحاح اخيه‪،‬انه يظن انه يتجاهله النه‬
‫يعرف ما سيقوله وهو يرفضه ‪.‬وربما ذلك صحيح‬
‫ولكن ليس السبب المباشر في هذه اللحظة ‪،‬اضطر‬
‫لفتح الخط حتى ينهي الموضوع ‪.‬وصل اليه الصوت‬
‫الغاضب ‪:‬لماذا ال ترد مباشرة؟انت تعرف انني ال‬
‫اجبرك على شئ يا دكتور أحمد ‪،‬انت سترى وستقرر‬
‫بعدها‪.‬رد بحدة لم يكن يريد ان يتكلم بها ولكنه ال‬
‫يطيق ان يدفعه احد دون ارادته ‪:‬يا بشمهندس يوسف‬
‫انت تعلم انك تدفعني من اجل مصالحك الخاصة ‪،‬ومن‬
‫البداية أنا ابتعدت عن هذه االعمال وتخصصت في‬
‫الطب البتعد عن كل هذا وفي النهاية انت تريد من أن‬
‫أتزوج ألجل مصلحة الشركات وانت تعلم انني ارفض‬
‫ذلك بشدة‪.‬ثم لماذا ال تزوج معتز من هذه الفتاة هو‬
‫أيضا غير متزوج ‪.‬قال له بنفاذ صبر‪ :‬سوف انتظرك‬
‫في النادي بعد ساعة من األن وأضاف بحسم وهذا‬
‫كالم نهائي‪.‬وأغلق الخط ‪.‬قام من فوق فراشه متأففا‬
‫وهو يدعو هللا ان تكرهه الفتاة وال توافق عليه وتكون‬
‫هذه نهاية القصة‪.........................‬‬

‫كل هذه السنوات من األبعاد القصري ياهلل انه يشعر‬


‫بالقهر ‪.‬رغم أن هذه االعوام لم تضيع هباءا فهو منذ‬
‫قدم الى المانيا لم يضيع لحظة لقد اجاد اللغة واكمل‬
‫تخصصه في أفضل الجامعات وحصل على الماجستير‬
‫وهو االن يعمل في شركة كبيرة ويحضر الدكتوراة‪،‬لقد‬
‫كان عقاب السياسيين في الزمن القديم هو النفي عن‬
‫بالدهم شارك ذات المصير من قبله سعد زغلول‬
‫واحمد عرابي وحتى احمد شوقي ‪،‬انه االن يشعر‬
‫بنفس مشاعرهم لقد كان هاجسه منذ بداية مراهقته‬
‫السفر للخارج للدراسة ولكن اباه رفض ولكن تبعا لما‬
‫تلى ذلك من أحداث هو من أرسله الى الخارج وهاهو‬
‫يشعر بالحنين لوطنه والرغبة في العودة اليه وأن‬
‫تتاح له الفرصة لتبرئة نفسه واصالح ما تسبب به‬
‫دون قصد أو ارادة انه بالتاكيد عندما ينتهي من‬
‫الدكتوراة سيعود مهما كانت النتائج وسيتحمل كافة‬
‫العواقب‪...............‬‬
‫‪............................‬الفصل‬
‫الثاني‪...........................‬‬
‫‪ .‬استيقظت من نوم ثقيل بال أحالم بعد ليلتها الصاخبة‬
‫باالمس على صوت يهتف بها في حدة ‪:‬انجي انهضي‬
‫‪.‬امسك بذراعها يهزها في عنف عندما لم يجد رد فعل‬
‫من جانبها وهي لم تستفق بعد ‪،‬مستطردابلهجة‬
‫مشتعلة‪:‬أخبريني ماذا تريدين أن تفعلي بنفسك وبي؟‬
‫لقد فاض الكيل أال تعلمين خطورة ذهابك الى مثل هذه‬
‫األماكن‪ .‬توقف قليال مضيفا في لهجة تحمل تهديدا‬
‫حقيقيا‪:‬ربما على المسئول الحقيقي عنك أن يبدأفي‬
‫تحمل مسئوليته‪ .‬شعرت بالرعب والهلع انها المرة‬
‫األولى التي يفقد شقيقها عماد أعصابه ويهددها بهذه‬
‫الطريقة‪،‬من المؤكد أن هذا بسبب تأخرها ليلة أمس ‪،‬‬
‫يبدو أن الوضع تفاقم هذه المرة فدكتور عماد الهادئ‬
‫عادة والصبور دوما فقد أعصابه انه يهددها بأسوأ‬
‫كوابيسها ‪،‬انه بالتأكيد لن يفعل انه يخيفها فقط أليس‬
‫كذلك؟ البد لها أن تتجاوز هذا الموقف وبعدها ستجد‬
‫حال‪.‬ردت عليه بلهجة يختلط فيها الخوف مع التوسل‬
‫واالستعطاف ‪:‬ستكون هذه أخر مرة أعدك بذلك‪.‬كان‬
‫مازال واقفا وكانت هي قد اعتدلت من نومها وجلست‬
‫نظر اليها نظرة فاحصة فأخته الجميلة _بل‬
‫الفاتنة_بشرة خمرية بعينين زرقوان واسعتين وطابع‬
‫حسن في ذقنها _ال تشعر بعواقب أفعالها بل ربما‬
‫تعرف فهي تلقي نفسها في المخاطر تعذيبا لنفسها‬
‫وانتقاما من الشخص أخر والذي ال يدري حتى ما‬
‫تفعله ‪،‬ان جمالها هذا يجذب الرجال اليها كالفراشات‬
‫التي تحوم حول النار ‪،‬هي تظن نفسها قوية ولكن في‬
‫النهاية هي انثى ضعيفة ‪،‬لذا البد أن يكون حاسما‬
‫معها وال يتراجع في موقفه‪ ،‬لذا أكمل بلهجة حادة‪:‬‬
‫انها ليست المرة األولى التي تقولين فيها هذا ولكن ال‬
‫تفين بوعدك‪،‬أخبرين هل تريدين أن تتعرضي‬
‫لالغتصاب أو ربما القتل ‪ .‬ربما ‪،‬انك تظنين انك‬
‫تنتقمين منه عندما يكون شرفه معرضا لألنتهاك ‪ ،‬ان‬
‫هذا غباء ‪،‬الضرر سيقع عليك أوال اذا تم اغتصابك هل‬
‫ستتمكني من الحياة بعدها؟ كانت الدموع قد ملئت‬
‫عينيها مهددة باالنهمار ‪ ،‬لقد كان شقيقها بالنسبة لها‬
‫هو مصدر االمان ‪ ،‬وقف بجانبها في أسوأ الظروف‬
‫وهو لن يتخلى عنها األن بالتأكيد‪ .‬كانت دموعها هي‬
‫نقطة ضعفه لذا عندما راى الدموع جلس بجوارها‬
‫محتضنا اياها هو يعلم انها بالغ في الضغط عليها‬
‫ولكن هذا ضروري لمصلحتها ‪،‬همس بصوت رقيق‬
‫وهو ينظر اليها نظرة عميقة‪:‬انجي حبيبتي ليس هذا‬
‫هو الحل‪ ،‬أنا أريد مصلحتك ‪ .‬ثم من جهة أخرى أنت‬
‫اقتربت من انهاء دراستك فال داعي لألهمال ‪،‬هل‬
‫تريدين للبشرية أن تخسر الطبيبة التي ستنقذها من‬
‫آالمها‪ .‬مسحت دموعها بظهر كفها محاولة أن تقول‬
‫بلهجة مازحة بالتأكيد لن يحدث هذا ‪ .‬قال لها‪ :‬هيا‬
‫قومي لتعد األفطار فأنا أتضور جوعا وأريد أن أكل‬
‫افطارا مصريا ‪.‬وخرج من الغرفة ‪،‬هي تعرف أن عماد‬
‫ال يمكن أن يقسو عليها حقيقة وهي مدركة لمقدار‬
‫خطأها ‪،‬هي تشعر أنها مصابة بحالة من الفصام‬
‫تصاب بحاالت من الجنون ال تستطيع عندها السيطرة‬
‫على أفعالها! نهضت متوجهة الى الحمام ال نعاش‬
‫نفسها‪...................‬وصل الى النادي الذي تشترك‬
‫فيه عائلته انه من ارقى النوادي في البلد هكذا هو‬
‫شقيقه يرغب دائما في أن يوفر لهم األفضل ‪،‬على‬
‫الرغم من السنوات القليلة التي تفصل بينهما هو‬
‫يشعر أن يوسف والده ‪،‬لقد تحمل مسئولية العائلة منذ‬
‫وفاة والدهم ووالدتهم في حادث التصادم ‪،‬ربما في‬
‫الظاهر أن جدهم هو من تولى مسئوليتهم لكن الحقيقة‬
‫أن يوسف قام بالدور األكبر لذا فهو ضعيف أمامه ال‬
‫يستطيع أن يرفض له طلبا ‪ ،‬ولذا توجه الى المكان‬
‫الذي ذكره له شقيقه ليقابل عروسه الموعودة‪،‬الريب‬
‫أنها دمية أخرى المعة لها عينان من زجاج ‪،‬تخلوان‬
‫من الحياة ‪ ،‬ترتدي قناع من االصباغ ومستحضرات‬
‫التجميل تذكر مزحة قديمة (طالء حرب) هل ستنسجم‬
‫هذه مع طبيعة حياته؟ هل ستتقبل انشغاله الدائم؟‬
‫توقفت أفكاره مع وصوله الى المكان راى شقيقه‬
‫يجلس مع الرجل ولكن العروس غير موجودة حتى‬
‫االن‪.‬قام يوسف بالتعارف قائال ‪ :‬السيد كامل زهران‬
‫رجل االعمال المعروف ‪ ،‬شقيقي الدكتور أحمد‬
‫السعيد‪.‬متخصص في جراحة القلب ‪ .‬هز الرجل رأسه‬
‫واندفعت غريزة رجل األعمال فقال ‪:‬ما رأيك بانشاء‬
‫مستشفى استثماري انها تربح جيدا هذه االيام اليس‬
‫كذلك يا دكتور؟ رد أحمد ‪:‬انني ال أهتم بالناحية‬
‫األقتصادية كثيرا ‪ ،‬ما يهمني هو أن يصل العالج الى‬
‫كل انسان يحتاجه‪ .‬رد الرجل ‪ :‬ولكن أنت تعلم أن‬
‫األثرياء يرغبون بمزيد من الرفاهية حتى عند المرض‬
‫‪ .‬لم يرغب من أول تعارف بينه وبين الرجل أن‬
‫يسترسل في اظهار رأيه ‪ .‬ولكن شقيقه من تولى الرد‬
‫قائال ‪ :‬انه موضوع جدير بالتفكير ‪ .‬قطع حديثهم‬
‫العاصفة التي ظهرت فجأة مرتدية المالبس الخاصة‬
‫بالتنس وفي يدها حقيبة قامت برميها على الطاولة‬
‫وهي تلقي بنفسها بين ذراعي كاملة زهران هاتفة‬
‫اشتقت اليك يا أبي‪ .‬شعر الرجل باالحرج فابنته لم‬
‫تتخلى عن األفعال الطفولية وتتحلى ببعض العقل حتى‬
‫في هذا الموقف‪ ،‬هو بالطبع لم يخبرها عن حقيقة‬
‫المقابله النه كان من المستحيل أن توافق ‪ .‬كان يشعر‬
‫بالحرج الشديد حاول النطق بشئ ما وقال ‪ :‬ألم يكن‬
‫من األفضل أن تغيري مالبس التمرين؟ضحكت له في‬
‫براءة رآها الشخص الذي يجلس على المقعد المقابل‬
‫ضحكة خالبة قائلة ‪:‬سيحدث ذلك يا ابي عندما استمد‬
‫بعض الطاقة من الطعام فأنا لم أقوى حتى على السير‬
‫الى غرفة التبديل‪.‬متى سيأتي الطعام ؟ نظرت حولها‬
‫لتالحظ بعد فوات األوان وجود الرجلين التي شعرت‬
‫منذ اللحظة األولى أن أقل ما يقال عنهما ساحران‪.‬‬
‫انهما بالتأكيد ال ينتميان لهذا الكوكب هما بالتأكيد‬
‫أخوان فال يمكن انكار التشابه ولكن أحدهما أكبر مع‬
‫مالمح تظهر السلطة التي يملكها واالخر أصغر ببضع‬
‫سنوات وربما أكثر وسامة ولكن يشتركان في الشعر‬
‫األسود الكثيف والعينان الواسعة السوداء ولكن مع‬
‫اختالف في المالمح ‪ ،‬ربما لو لم يكن قلبها مشغوال‬
‫بالفعل لسقطت صريعة للهوى ‪.‬بدأوالدها في التعريف‬
‫بينهم عرفها باألكبر قائال ‪:‬بشمهندس يوسف السعيد‬
‫وباالخر دكتور أحمد السعيد ‪.‬فكرت ما هذه العائلة‬
‫المتفوقة طبيب ومهندس ! استفاقت من أفكارها‬
‫ووالدها يقول ابنتي فرح طالبة بالسنة النهائية في‬
‫كلية االداب‪........................‬عاد الى مقر ادارة‬
‫المجموعة تاركا شقيقه في النادي مع العاصفة التي‬
‫قابلوها فشقيقه الذي كان رافضا للحضور في البداية‬
‫لم يرغب في المغادرة بعد ذلك ‪ ،‬لقد الحظ أنه أعجب‬
‫بالفتاة كان هو قد رآها من قبل وأعجبته شخصيتها‬
‫وأراد أن تدخل حياة شقيقه الذي يعلم أنه لن يقوم‬
‫بايجاد زوجة لنفسه ‪ ،‬أكثر ما جذب انتباهه اليها أنها‬
‫الصورة المناقضة لزوجته في كل شئ ‪ ،‬مليئة‬
‫بالحيوية واالنطالق غير متكلفة تنطق بالحياة‪ ،‬قاطع‬
‫أفكاره دخول الشخص الوحيد القادر على الدخول بال‬
‫استئذان انه الضلع االخر في الزاوية حازم عبدهللا‬
‫صديقه الحميم والمدير التنفيذي وزوج ريهام شقيقته‬
‫احدى مشكالته المزمنة انها زوجة لصديقة باالسم‬
‫فقط هي ترفض العودة وهو ال يرغب بالطالق‬
‫والوضع معلق منذ سنوات ‪ ،‬لديه أمنية خفية أن‬
‫تنصلح األمور بينهما فهما قريبين الى قلبه ومن أجل‬
‫ابنهما عمر‪ .‬جلس حازم في الكرسي أمامه قائال ‪ :‬هيا‬
‫أخبرني عن ما حدث هل نجحت في دور الخاطبة‬
‫؟ضحك بصوت عال فحازم هو الوحيد الذي يسمح له‬
‫أن يحدثه ويمازحه بهذه الطريقة ‪ ،‬ورد عليه في‬
‫جدية ‪ :‬أنت تعلم أنه يحتاج لمن يدفعه فلم يكن سيقدم‬
‫على ذلك بنفسه ‪ ،‬وربما سيكون ذلك في صالحه ‪ .‬رد‬
‫حازم ‪ :‬أن أعلم مشاعرك الطيبة لكن في النهاية‬
‫التوفيق من عند هللا ‪ .‬رأى عيني حازم تغيمان فأدرك‬
‫أن تفكيره قد انتقل الى ريهام ‪ ،‬كان هو المسئول عن‬
‫زوجهما ‪ ،‬كانت حياته وقتها تمر بعاصفة عاتية وقد‬
‫طلب من صديقه وقتها وبصراحة تامة أن يتزوج‬
‫شقيقها ربما كانت البداية الخاطئة هي سبب ما تلى‬
‫من مشاكل بينهما والتي لم يعرف تفاصيلها حتى‬
‫االن‪........................‬أخيرا انتهت المحاضرة !!‬
‫قالت صديقتها في تذمر لتكمل بأداء تمثيلي وهي تلقي‬
‫برأسها على المنضدة ‪ :‬لقد كدت أموت سأما ‪ .‬ضحكت‬
‫سارة ضحكة رقيقة وهي تقول على العكس‪ :‬لقد‬
‫استمتعت كثيرا ‪ .‬ردت عليها ايمان ‪ :‬أكيد أنت الطالبة‬
‫الوحيدة التي تقول هذا‪ .‬اكملت سارة‪ :‬ربما عليك‬
‫االنتباه قليال حتى ال تشعري بكل هذا السأم‪ .‬قالت‬
‫صديقتها وهي تمتط شفتيها ‪ :‬أنا السبب فيما حدث لقد‬
‫جلبت ذلك لنفسي ‪ ،‬لقد ذاكرت في الثانوية العامة ألن‬
‫هذا ما يفعله الجميع ولم أعلم ما أوقعت فيه نفسي ‪،‬‬
‫لقد اضطررت بسبب مجموعي الكبير لدخول كلية‬
‫الهندسة ولكن يبدو أنني لن أخرج منها ‪ .‬ضحكت‬
‫صديقتهم والء قائلة‪ :‬أنت قلت هذا في العامين‬
‫الماضيين وفي النهاية كنت تنجحين ردت ايمان‬
‫بنزق‪:‬مجبرا أخاك ال بطل ‪ .‬أنا افعل ذلك ألني ال‬
‫أستطيع األبتعاد عنكم وحرمانكم مني ‪ .‬قاطعتهم سارة‬
‫‪ :‬هيا لنتمكن من أداء صالة الظهر قبل المحاضرة‬
‫التالية ‪ .‬عدن الى المدرج بعد الصالة وكانت‬
‫المحاضرة التالية قد بدأت بالفعل تقدمتهم سارة وهي‬
‫تقول في صوت رقيق موجهة حديثها للدكتور ‪ :‬معذرة‬
‫يا دكتور على التأخير ‪ ،‬هل تسمح لنا بالدخول ؟ كان‬
‫الدكتور حسام سليم األستاذ الشاب الوسيم حلم معظم‬
‫فتيات الجامعة ‪ ،‬ولكنه كان صارم جدا ال يسمح‬
‫بالتأخر عن محاضراته ‪ ،‬ولكن ما أوقفه عن الرفض‬
‫كان الصوت الرقيق الذي كلمه ‪،‬استدار بعدها ليرى‬
‫الهيئة المالئكية التي تصدره ‪ ،‬هل يستطيع أن يرفض‬
‫طلبا لهذه الحورية؟ كيف لم يرها قبل ذلك ؟ لقد حاضر‬
‫لهذه الدفعة من قبل ‪ ،‬كانت واقفة منتظرة رده ‪ ،‬ولذا‬
‫رد قائال تفضلي يا آنسة وأرجو أال يتكرر ذلك ‪ .‬ردت‬
‫بصوت رقيق ‪ :‬ان شاء هللا كان يريد أن يعرف اسمها‬
‫لذا عندما سأل سؤال اختارها لتجيب ولمفاجأته أجابت‬
‫اجابة ممتازة اذا فالحورية ذات العينان العسليتان‬
‫والمالمح الرقيقة متفوقه ‪.‬سألها قبل أن يسمح لها‬
‫بالجلوس ‪:‬ما اسمك يا آنسة ؟ ردت ‪ :‬سارة سليمان‬
‫سيف الدين السعيد ‪ .‬اذا فهذا هو اسمها الكامل هل‬
‫تنتمي لهذه العائلة الثرية ؟ تسائل بينه وبين نفسه‪ .‬ما‬
‫أن انتهت المحاضرة حتى الحظت سارة أن الفتيات‬
‫يرمقنها بنظرات قاتلة ‪ .‬حتى صديقاتها لم تصمتن‬
‫قالت لها والء ‪ :‬يبدو أنك حظيت بمعجب وبغيرة كل‬
‫بنات الدفعة ما عدانا بالطبع فنحن نتمنى لك كل الخير‬
‫‪ .‬ردت سارة ‪ :‬هنيئا لهن به أنا ال أهتم ‪،‬خارج التغطية‬
‫مثلما يقال ‪ .‬قالت ايمان بلهجة متعجبة انني أشعر‬
‫بالحيرة لموقفك هذا فتاة في سنك البد أن يكون لها‬
‫مشاعر أو حتى ردود أفعال ‪ ،‬أال تؤمنين بالحب؟ ردت‬
‫سارة شاردة أنا أؤمن به ‪ ،‬ولكن ما نفع غرس بذرة‬
‫في أرض غير صالحة؟ ردت ايمان ‪ :‬أحيانا ال أفهمك ‪.‬‬
‫وفكرت في نفسها ان سارة لها أصول ريفية وجدها‬
‫على قيد الحياة لربما تكون مرتبطة بخطوبة‬
‫اجبارية!!!!!!!!!!!!!!!‪........................‬لقد درس‬
‫الهندسة المعمارية وهو بارع في التصميم ولكن‬
‫المباني الحديثة ال تستهوية بقدر المباني القديمة ‪،‬‬
‫منذ الصغر كان مبهورا باآلثار الموجودة في بلده‬
‫مصر كان يحب زيارة األهرمات والمتاحف أكثر من‬
‫المالهي ‪،‬وحتى بعد سفره الى ألمانيا كان يقضي‬
‫أجازاته في ألمانيا أو اليونان أو أي بلد تحتوي على‬
‫اآلثار القديمة ‪ ،‬قاطع أفكاره صوت التليفون ونظر‬
‫ليرى صورة تحمل مالمح جميلة المرأة مبتسمة انها‬
‫صورة أمه ‪ ،‬الوحيدة التي وقفت الى جواره وأحسنت‬
‫الظن به ‪ ،‬جاء صوتها حامال معه كل الدفء والحب‬
‫‪:‬كيف حالك يا حبيبي لقد اشتقت اليك أريد أن أخذك‬
‫بين أحضاني وأشبع منك‪ .‬ابتلع ريقه محاوال مقاومة‬
‫الغصة التي تجمعت في حلقه وقال مهدئا لها ‪:‬قريبا‬
‫ان شاء هللا‪.‬قالت له باكية ‪ :‬أنا أعرف ما يستطيع أن‬
‫يفعله اذا وجدك ‪،‬سأذهب اليه وأقبل قدميه وأطلب منه‬
‫أن يعفو عنك لقد تعبت من ابتعاد أبنائي عني ‪ .‬قال لها‬
‫بحرقة شديدة‪ :‬ال تفعلي ذلك أرجوك يا أمي كرامتك‬
‫أغلى من حياتي ومن الدنيا كلها ‪ .‬ردت عليه بصوت‬
‫يقطع القلب ‪ :‬عندما ولدت وأنت طفل أدركت حين‬
‫أخذتك بين ذراعي أنه لم يعد لدي شئ أهم منك ال‬
‫كرامة وال اي شئ ‪.‬قال لها ‪ :‬اذا ادعي هللا فهو الذي‬
‫يقلب القلوب وبيده كل شئ‪ .‬ردت عليه في ايمان ‪:‬‬
‫ونعم باهلل ‪.‬اللهم يا مقلب القلوب ازل من قلب عبدك‬
‫حقده وعدائه لولدي‪.................‬‬
‫انتهى الفصل‬

‫الفصل الثالث‬

‫كان يقوم بجولة تفقدية للمرضى واالبتسامة ال تفارق‬


‫شفتيه فمنذ خلت تللك العاصفة حياته وهو يشعر بانه‬
‫تحول النسان آخر ‪،‬يرى الدنيا حوله وردية ‪،‬والسماء‬
‫صافيه يشعر باريجيها ال يفارق مخيلته ‪.‬لقد كانت‬
‫مفاجأة بكل المقاييس عكس ما تصور تماما ‪ ،‬عينانان‬
‫عاصفتان مشعتان بالحياة ‪ ،‬مرحة دون أدنى تكلف‬
‫‪،‬جمال طبيعي غير اصطناعيفهي ال تستخدم أي‬
‫مساحيق للتجميل ‪،‬كانت فرح اسم على مسمى فهي‬
‫تشيع الفرح والبهجة حولها عندما غادرهم شقيقه‬
‫ووالدها ظال يتحدثان ربما هذه أطول مدة قضاها في‬
‫الحديث منذ زمن بعيد‪،‬على ما يبدو أن عقدته الكالمية‬
‫قد انفكت على يديها ‪ .‬رجع بذاكرته الى حديثهما‬
‫سألها عن سبب دراستها لألدب ؟ قالت لهبجدية للمرة‬
‫االولى‪ :‬لقد احببت القراءة دائما لذا أردت أن أتعمق‬
‫في معرفة ما أحب بالدراسة أيضا ‪ ،‬بحكم دراستي في‬
‫مدرسة لغات كان اهتمامي االكبر باالدب االنجليزي‬
‫ولكن أحببت أيضا االدب العربي ‪ ،‬بمختلف جوانبه‬
‫وخاصة الشعر ‪ .‬وماذا عنك هل لديك اهتمامات أدبية؟‬
‫رد ضاحكا ‪:‬لن أدعي أنني أفعل ‪ ،‬ان التخصص في‬
‫الطب هو في الحقيقة دراسة التنتهي ‪ ،‬كل يوم تشرق‬
‫فيه الشمس هناك شئ جديد‪ ،‬وانا حاليا أدرس‬
‫الدكتوراة غير العمل بالمستشفى ‪ ،‬ولذا كما ترين‬
‫ولكن اذا نصحتيني بشئ أعجبك فربما أبدأ‬
‫بالقراءة‪.‬بما أن الشهر الكتاب حاليا في مصر هو أحمد‬
‫مراد فربما عليك أن تقرأ احدى رواياته ‪ .‬قال أحمد‬
‫بتركيز‪ :‬اذا انت تقرأين الروايات أيضا ‪.‬قالت فرح‬
‫مبتسمة‪ :‬أشعرح عندما اقرأ رواية أني اتقمص‬
‫شخصية االبطال أشعر بفرحهم وحزنهم اترقب ما‬
‫ينتظرونه وأنا احبس أنفاسي استفيد من تجاربهم ‪،‬‬
‫اكتسب خبرات جديدة أسافر الى كل دول العالم وأنا‬
‫في مكاني‪ .‬نظر اليها مبهورا من تفكيرها بهذه‬
‫الطريقة لطالما تصور ان هذه األشياء تافهه بال قيمة‬
‫ولكن هاهو يراها من منظور آخر ‪ .‬ساد الصمت‬
‫بينهما لتقطعه قائلة ‪:‬متى قررت أن تكون طبيبا ‪ .‬رد‬
‫عليها متأمال ‪:‬منذ كنت طفال في أحد أعياد ميالدي‬
‫أهديت الي أدوات طبيب سماعة وأشياء أخرى لقد‬
‫أرغمت الجميع على الفحص مستخدما أدواتي‬
‫ضححكت بخفة فيما أكمل هو ‪ :‬وعندما كبرت تمسكت‬
‫بالفكرة فلقد كنت مصمما على أال أعيش في جلباب‬
‫أبي وجدي ‪ ،‬وأي تخصص مرتبط بالهندسة أو‬
‫االعمال كان يعني أن أعمل في المجموعة‪ .‬لقد ذكر‬
‫أمامها أفكار لم يفصح عنها أمام أحد من قبل ‪،‬على‬
‫الرغم من كونه أول لقاء بينهما ‪ ،‬ولكن هل هو كذلك‬
‫حقا انه ال يشعر بهذا انه يشعر أنه يعرفها منذ‬
‫االبد!!!!وصل الى العنبر الخاص بالمرضى ‪ ،‬ان أكثر‬
‫ما يزعجه في هذا المستشفى الجامعي الحكومي هو‬
‫عدم االلتزام من المرضى وذويهم بعدم احضار طعام‬
‫من المنزل ان بعض المرضى يكونون في فترة النقاهة‬
‫من عمليات القلب الخطيرة ويجدهم ربما ياكلون‬
‫المحشي أو البط ويرد الزائر بان المريض البد أن‬
‫يتغذى بعد العملية!!!!!!!!!!!!توجه الى أحد المرضى‬
‫وقام باجراء الفحوصات ليطمئن على حالة الرجل‬
‫وهو يسجل البينات في كراسة المتابعة وقال له ‪ :‬كيف‬
‫حالك االن يا عم صالح ؟ردعليه الرجل ‪ :‬الحمد هلل‬
‫ولكن ما يزعجني حقا أن الممرضات ال يهتممن بي‬
‫وال يعطنني الطعام الكافي‪ .‬رد عليه ضاحكا ‪ :‬ولكن‬
‫هذه هي التعليمات وهذا الطعام كافي لحالتك ‪ ،‬تحمل‬
‫قليال يارجل حتى تشفى تماما‪..........................‬دخل‬
‫الجناح الخاص به ليتفاجئ بان زوجته موجودة‬
‫وتنتظره مرتدية قميص نوم مثير جدا!!!!!انه ال ينكر‬
‫انه معجب بها ‪ ،‬لقد كانت نهال دوما تحافظ على‬
‫رشاقتها وشديدة االهتمام ببشرتها وهو ال يجد عيبا‬
‫فيها من هذه الناحية لقد شعر ببعض السرور‬
‫مصحوبا بالدهشة لرؤيته هذا المنظر ‪ ،‬انه يعلم‬
‫بالتأكيد أن خلفه احد طلباتها التي ال تنتهي ‪ ،‬وبالنسبة‬
‫له ال توجد مشكلة فالمال ال يمثل عائق بالنسبة له‪،‬‬
‫وهو يدرك طبيعة زواجهما وفكر في سخرية ‪:‬ان‬
‫دوره هو الممول ‪ ،‬وهي تقوم بدور الزوج الفاتنة‬
‫والواجهة المالئمة لرجل االعمال الشهير وكالهما‬
‫مدرك لذلك هي راضية وهو مستسلم لالمر الواقع ‪.‬‬
‫اقترب منها واخذها بين ذراعية ليشم عطرها الغالي‬
‫من أفخم الماركات محاوال ان ينسى تعبه وأرهاقه‬
‫وأيضا أفكاره لقليل من الوقت ‪ ..‬خرج من الحمام‬
‫ليجدها تنتظره ‪ ،‬نظرت تجاهه مسبلة أهدابها ابتسم‬
‫في سخرية غير واضحة وهو يتوقع التاليربما ستطلب‬
‫سيارة جديدة او طقم من الماس ‪ .‬قالت له في غنج‪:‬‬
‫حبيبي لقد اشتقت الى تواجدنا سويا ولكن لالسف أنت‬
‫دائم االنشغال‪.‬رد عليها ‪ :‬أنت تعرفين حبيبتي أن االمر‬
‫ليس بيدي‪ .‬ردت وهي تمط شفتيها ‪ :‬أنا أعرف هذا يا‬
‫يوسف ‪ ،‬ولكنك ال تدرك مقدار السأم الذي أشعر به ‪.‬‬
‫أنا أريد بعض التغيير لهذا الروتين الممل صمتت قليال‬
‫وهو ينتظر التالي‪ .‬قالت أن بعض االصدقاء‬
‫سيسافرون الى باريس وأنا أرغب بالسفر معهم‬
‫‪.‬ضيق بين حاجبيه ‪:‬مرددا ‪:‬بعض األصدقاء؟ قالت ‪:‬‬
‫فيروز صديقتي ‪،‬أنت تعرفها ‪ .‬كان ال يشعر بالراحة‬
‫تجاه هذه المرأة وهو ال يبرغب أساسا في أي عالقة‬
‫تربط بينها وبين زوجته‪ .‬لذا رد بحدة‪:‬انسي هذا‬
‫الموضوع تماما أنا لن أسمح لك بالسفر وأنا غير‬
‫موجود معك وخاصة مع هذه المرأة‪ .‬عندما رأت‬
‫رفضه خلعت عنها قناع البراءة وتقول بصوت‬
‫كالفحيح ‪ :‬وماذا تقترح على أن أفعل ألشغل وقتي أنت‬
‫تعرف أن كل قريباتي وصديقاتي أصبحت حياتهن‬
‫تدور حول أطفالهن وماذا علي أن أفعل أنا أن أقم‬
‫بدور الحاضنة لهن؟ رد عليها بلهجة مخيفة وصوته‬
‫يخرج من بين أسنانه‪ :‬أنا لم أجبرك على البقاء أنت‬
‫من قبلت وحتى االن الباب ال يزال مفتوحا ‪،‬ولكن ليس‬
‫معنى بقاءك هو لي ذراعي أو الضغط علي لتنفيذ‬
‫جميع رغباتك أنت تعرفين أنه لم يخلق من يجبر‬
‫يوسف السعيد على شئ ‪ ،‬القرار بيدك وأيا كان فان‬
‫هذه هي الفرصة االخيرة ‪،‬اذا تطرقت الى هذا‬
‫الموضوع مجددا فان هذا يعني النهاية‪ .‬قالت محاولة‬
‫معالجة تهورها ‪ :‬حبيبي أنت تعلم بالتاكيد أنني لم‬
‫أقصد هذا أنت تعلم أنك أهم بالنسبة لي من أي شئ‬
‫في الدنيا‪.‬نظر أليها نظرة مخيفة وهو يرتدي مالبسه ‪،‬‬
‫ليخرج بعدها مسرعا دون أضافة أي كلمة‬
‫‪...............................‬‬
‫يتبع ‪...‬‬

‫استيقظت على يد صغيرة تهزها وصوت محبب يقول‬


‫لها ‪ :‬استيقظي ايتها الكسولة تأخرتي في النوم لقد‬
‫أشرقت الشمس عن أي شمس يتحدث هذا األبلة انه‬
‫يوم اجازتها بحق هللا ‪ ،‬ولكن رغم ذلك لم تستطع‬
‫التجاهل انه صوت حبيبها عمر الشقي الصغير ابن‬
‫ريهام شقيقتها ‪ ،‬انها تعيش مع ريهام وعمر وأحمد‬
‫شقيقها بعد انتقالهم من قصر العائلة بعد سيطرة نهال‬
‫زوجة يوسف عليه! يوسف رفض انتقالهم ولكنها‬
‫تحججت بقرب شقة أحمد من جامعتها وجاءت ريهام‬
‫معها الن أحمد كثيرا من االوقات يكون مناوبا في‬
‫المستشفى فال تبيت عندها وحيدة ‪ .‬استسلمت له رعم‬
‫تذمرها وقالت وهي تنجح في رفعه الى الفراش لتقوم‬
‫بدغدغته انتقاما وهو يضحك ضحكات متتالية ‪ :‬أين‬
‫أمك يا فتى؟ رد عليها بأنفاس متقطعة ‪ :‬انها‬
‫نائمةوقالت لي اذهب الى سارة ‪ .‬افلت من بين يديها‬
‫ليفر هاربا ‪ ،‬وسعت عينيها لترد عليه في غضب‬
‫مصطنع ‪ :‬من سارة هذه؟ أنا خالتك أيها الصغير ‪.‬‬
‫أخرج لسانه لها وهو يجري بسرعة هاتفا ‪ :‬بل أنت‬
‫سارة الثرثارة‪ .‬جرت خلفه ليحاول االختباء منها‬
‫فمدت يدها وهي تقول مستسلمة ‪ :‬ما رأيك بهدنة أيها‬
‫الصغير نغتسل خاللها وننظف أسناننا ونجد شئ‬
‫لنأكله ؟ مد يده مصافحا تأكيدأ للهدنة ‪ ،‬بعد أن قامت‬
‫بمساعدته على االعتسال وضعت أمامه فوق منضدة‬
‫المطبخ طبق من الحبوب المضاف اليه اللبن ‪ .‬لتسمع‬
‫صوت جرس الشقة يدق اقتربت من الباب وهي تقول‬
‫‪ :‬من؟ فلم يكن من المعتاد أن يأتي اليهم أحد في هذا‬
‫الوقت المبكر ‪ ،‬وأحمد يملك نسخة من المفاتيح‪.‬جاءها‬
‫الرد ‪ :‬أنا يوسف افتحي يا سارة ‪.‬شعرت ببعض القلق‬
‫بسبب مجئ اخوها المبكر ولكن طغى عليها الفرح‬
‫‪،‬فتحت الباب ليدخل يوسف وهو يقرأ التساؤل في‬
‫عينيها فرد على سؤالها الصامت محاوال اضافة بعض‬
‫المرح‪ :‬لقد فكرت بما اني أتضور جوعا فلن أجد‬
‫طعاما أفضل منذ الذي تعده طفلتي الحبيبة‪ .‬ردت‬
‫مبتسمة‪ :‬كن واثقا أنك وصلت الى المكان المناسب‬
‫وذهبت الى المطبخ ممتلئة بالحماسلتعد لشقيقها كل‬
‫ما يحب من افطار ‪ ،‬واتصلت باحمد الذي كان في‬
‫طريقه وطلبت منه احضار الفول والطعمية في طريقة‪.‬‬
‫فهي تعلم ان ريهام تمنع دخول هذه االشياء الى‬
‫القصر‪...............‬جلس يويف على الكنبة المريحة‬
‫ملقيا برأسه الى الخلف لتهاجمه ذكريات اليوم‬
‫الماضي من جديد لقد فتحت جرحه من جديد ‪ ،‬ام أن‬
‫الجرح لم يلتأم بعد كيف يلتأم وهو حتى ال يستطيع‬
‫ابعاد الموضوع عن عقله ويجد دائما ما يذكره به ‪،‬‬
‫لقد كان عجزه عن االنجاب نقطة ضعف قوية بالنسبة‬
‫له ‪ ،‬لم يخطر بباله في يوم من االيام انه قد يكون‬
‫عقيما ! كانت عائلته في كافة أجيالها عائلة خصبة‬
‫تنجب الكثير من االبناء والبنات ‪ ،‬وهو يتمتع بصحة‬
‫ممتازة ولياقة بدنية عالية ‪ ،‬رباه جده على الصلبة‬
‫وربما هذا عيب أكثر منه ميزة النه ال يستطيع االنحاء‬
‫أمام العواصف بل دائما يقف أمامها مواجها‪ .‬عندما‬
‫عرف بهذا للمرة االولى شهر بالذهول مصحوبا‬
‫بالقهر انه سيكون شجرة جافة ليس لها فروع لن‬
‫يكون له امتداد لن يناديه أحد ‪:‬أبي ؟ استغفر بصوت‬
‫مسموع وهو يناجي ربه اللهم صبرني على ما‬
‫ابتليتني به يا رب العالمين‪ .‬ان ايمانه هو الذي حافظ‬
‫على عقله وقواه على أن يتماسك ‪ ،‬ولكن رغم هذا‬
‫بقى االمر بالنسبة له جرحا لم يلتأم وزوجته ال تتورع‬
‫عن الضغط عليه في بعض االحيان ولكن هذه المرة قد‬
‫تجاوزت الحدود‪ .‬باالضافة الى االخرين فهم بين‬
‫مشفق وشامت وهو يشعر بالضب الشديد من كال‬
‫الشعورين ‪ .‬خرج من القصر وظل يقود سيارته حتى‬
‫تعب وقبل الفجر بساعة توجه الى المسجد النه يعلم‬
‫ان هناك راحته ظل يصلي ويدعو ربه في سجوده أن‬
‫يوفقه لما فيه خيره حتى أذن للفجر فصلى وظل في‬
‫المسجد حتى شروق الشمس ليغادر وقد امتألت نفسه‬
‫بالسكينة ‪،‬وهو يشعر بعدم الرغبه في العودة الى‬
‫القصر فتوجه الى شقة شقيقه ‪.............................‬‬
‫طلبت سارة من عمر أن يبتعد عن خاله والذي قد‬
‫استغرق في النوم فوق الكنبة ‪ ،‬شعرت بقلبها يتقطع‬
‫من أجله فهو لم يكن من النوع الذي يفصح عما‬
‫بداخله ولكن دائما يعاني في صمت‪ .‬لذا فكرت أن‬
‫تؤخر االفطار لبعض الوقت حتى يتمكن من االستمتاع‬
‫ببعض النوم ‪ .‬أشارت الى فمها ألحمد والذي دخل في‬
‫هذا الوقت ممسكا بحقيبة الطعام الذي طلبته وقالت له‬
‫‪ :‬اتركه ينام لبعض الوقت ‪ ،‬وافطر أنت اذا رغبت ‪.‬‬
‫ولكنه رد عليها النوم أهم ليدخل الى حجرته ويقول‬
‫لها بصوت خافت ايظيني قبل صالة الجمعة بنصف‬
‫ساعة ‪ .‬أومأت موافقة ودخلت الى حجرتها لتغير‬
‫مالبسها وتشير الى عمر أن ياتي معها خرجت به الى‬
‫الحديقة القريبة لتعطيهم فرصة للنوم ‪ ،‬ظال يلهوان‬
‫معا حتى وجدت أن الظهر قد تبقى عليه ساعة عادت‬
‫لتحضير االفطار المتأخر ‪ ،‬لتجد ريهام تدخل الى‬
‫المطبخ يظهر عليها آثار النوم وهي تقول هل صحيح‬
‫أن يوسف هنا ؟ ردت عليها سارة ‪ :‬منذ عدة ساعات‬
‫ايقظيه حتى يتناول االفطار ويلحق بالصالة ‪،‬بعد قليل‬
‫من الوقت وهوم يتناولون االفطار ‪ ،‬نظر يوسف الي‬
‫اشقائه وهم يفطرون لقد فشل حتى في أن يتواجد‬
‫معهم في نفس المنزل ‪ ،‬ولكن تجمعهم هذا يسعده‬
‫وكأنه يوم من االيام الخوالي وال ينقصهم اال معتز ذلك‬
‫النائي البعيد‪.............. .‬‬

‫تم تنزيل الفصل‬

‫‪...........................‬الفصل الرابع‪......................‬‬
‫‪ .‬تسللت االصوات المعتادة الى كل صباح الى اذنه‬
‫اصوات ضوضاء الورش واصوات االطفال الذين‬
‫يلعبون ويصرخون ‪ ،‬اصوات تبادل الحديث بين‬
‫النساء عبر النوافذ والشرفات ‪ ،‬صوت الراديو صادحا‬
‫باغنية بالسالمة فكر ساخرا كأن هناك من اليزال‬
‫يستمع الى هذه االشياء ليعلو صوت بائع الفول ‪ :‬فول‬
‫بليلة ليكمل السيمفونية المعتادة ‪ .‬نهض من فراشه‬
‫متمطيا في كسل فهو لم ينم اال في ساعات الصباح‬
‫االولى ‪ ،‬لقد ظل ساهرا مع بعض االصدقاء على‬
‫شاطئ البحر غير مهتمين ال بالبرد وال بالهواء‬
‫الشديد استخدموا بعض النار للتدفئة والحمد هلل ان‬
‫المطر لم يسقط ‪ ،‬النه ما ان تنتهي نوة التكاد االرض‬
‫تجف حتى تعقبها نوة اخرى ‪ ،‬كانت هذه هي االيام‬
‫المفضلة لديه وقد استعادت المدينة الساحلية الكبيرة‬
‫هدوئها بعد أن هجرها المصطفون واكتفت باهلها‪..‬‬
‫فكر ساخرا انها ليس أصال من أهلها ولكنه يعتبر‬
‫نفسه كذلك في هذه االيام ‪ .‬توجه الى الحمام ولم يكد‬
‫يخرج منه حتى تعالت الطرقات مصحوبة بصوت‬
‫صاخب ‪ :‬يا بشمهندس معتز ن يابشمهندس معتز‪.‬‬
‫توجه فاتحا الباب ليتندفع عاصفة الى الداخل متمثلة‬
‫في الفتى علي الذي يعمل في الورشة ليكمل بسرعة ‪:‬‬
‫لماذا تاخرت ان االسطى فوزي يشد في شعره ؟ وضع‬
‫ذراعه على كتف الفتى محاوال تهدئته ليقول له ‪:‬‬
‫تمهل يا فتى والتقط انفاسك ‪ ،‬انا مستعد وسانزل االن‬
‫‪ .‬نزال سويا الى الشارع ليرى المنظر المعتاد لقد كانت‬
‫جارته هيام تقف في الشرفة منتظرة خروجه لتوجه‬
‫له االبتسامة الصباحية المعتادة ‪ .‬قال للفتى ‪ :‬علي أنا‬
‫أتضور جوعا وغمز له اريد أفطارا معتبرا ‪ .‬ووضع‬
‫فييده بعض االوراق النقدية ليجري الفتى الى عربة‬
‫الفول ليحصل على االفطار‪ .‬توجه بعدها الى الورشة‬
‫القريبة من الميناءوالمختصة بصيانة السفن‬
‫والقوارب وحتى اليخوت ‪ ،‬ليجد العمال منهمكين في‬
‫اعمالهم ويقابله عم فوزي ويبادره بالقول ‪ :‬ما كل هذا‬
‫التأخير يابني ؟ لقد أتى سعيد الكاشف بنفسه هذه‬
‫المرة ليسأل عن اليخت الخاص به ولم أدري ماذا‬
‫أقول له‪،‬وانت حتى لم تعاينه؟ ضيق معتز ما بين‬
‫حاجبيه قائال ‪ :‬ولماذا لم تخبره بالحقيقة وهي ان‬
‫دوره لم يحن بعد؟‬
‫يا بني ان هذا ال يجد فبعض الناس ليسول مثل‬
‫االخرين ‪ .‬شعر معتز بالحنق فهو لم يترك عالمه‬
‫السابق ليستمر فيهذا الهراء الطبقي وقال للرجل‬
‫محاوال ان يهدأ من غضبه‪ :‬أنت تعلم أنه لم ياتي الينا‬
‫اال بعد فشل شركات الصيانة الكبرى ولذا عليه ان‬
‫ينتظر فهو من يحتاجنا ‪ .‬رد الرجل بعدم اقتناع ‪ :‬ولكنا‬
‫نحتاجه ايضا فالعائد سيكون كبير وسيكون دعايا‬
‫جيدة للورشة‪ .‬رد معتز بتصميم ‪ :‬حتى هذا ال يعني ان‬
‫ياخذ دور قارب صياد يعتمد عليه في تحصيل رزقه‬
‫وربما ال يكون لديه واوالده قوت يومهم ‪ ،‬لو كان‬
‫هدفي هو المال لقبلت بعروض الشركات الكبرى‬
‫والتي تعرض عليا مبالغ خيالية لاللتحاق بها ‪ ،‬وعلى‬
‫االقل اعمل بشهادتي ‪ .‬لقد كانت هذه هي هوايته منذ‬
‫طفولته المبكرة كان يقوم بتفكيك االجهزة مدعيا‬
‫تصليحها وحتى دراجته لم تنجو من ذلك ‪ ،‬ليتخصص‬
‫في النهاية في الهندسة الميكانيكية‪.‬‬

‫زفرت بسأم وهي تغادر لجنة االمتحانات بعد اتمام‬


‫اخر اختبارتها لقد طالت هذه االختبارت حتى ظنت‬
‫انها بال نهاية ‪ ،‬ربما النها السنة النهائية فهم يتفننون‬
‫في تعذيبهم ‪ ،‬خرجت من المبنى لتقابلها موجة من‬
‫الهواء البارد ان الجو في لندن هذه االيام غير محتمل‬
‫انها تراهن ان درجة الحرارة اقل من الصفر شدت‬
‫المعطف عليها استجالبا للدفء‪ ،‬انها ترتدي معف‬
‫اسود اللون اسفله بنطلون جينز اسود ايضا وكنزة‬
‫سوداء من الصوف ‪ ،‬انها تفضل اللون االسود خاصة‬
‫خالل االختبارات ‪ ،‬انها تعلم انها ستنجح ربما هي ال‬
‫تبالغ في المذاكرة ولكنها تعرف هدفها جيدا وتقوم بما‬
‫يلزم للوصول اليه‪ ،‬انها تتمنى ان ال تنتظركثيرا‬
‫وتخرج صديقاتيها بسرعة فهذا هو اخر يوم قبل‬
‫اجازة منتصف العام وعلى االقل عليها ان تسلم‬
‫عليهن قبل االنصراف ‪ .‬لنها ستسافر الى والديها في‬
‫يوركشاير حيث يعمالن في تلك المقاطعة لتقضي‬
‫معهما ومع الصغيرين االجازة ‪ ،‬ان والديها طبيبان‬
‫تخرج والدها عبد الرحمن محمد الحسيني ساله في‬
‫بعثة الى المملكة المتحدة الكمال دراسته العليا ليقابل‬
‫حينها والدتها سوزان سميث هناك ويقعان في الحب‬
‫ويقرران الزواج ‪ .‬الى هنا وتبدو كقصة حب مثالية‬
‫ولكن الواقع ليس هذه المثالية ‪ ،‬فوالدها لم يكن حرا‬
‫ولكن كان قد عقد قرانه على ابنة عمه زينب ابراهيم‬
‫الحسيني ‪ ،‬ظنا من والده انه يقيده بهذه الطريقة ‪،‬‬
‫ولكن والدها كان له راي اخر فبدال من ان يعود بعد‬
‫اربع سنوات ليتم زواجه على ابنة عمه التي تخرجت‬
‫في هذا العام ‪ ،‬عاد الى والده ومعه زوجته الطبيبة‬
‫الشقراء وابن في الثالثة من عمره ‪ ،‬شقيقها عماد‪.‬‬
‫ولكن جدها لم يستسلم لهذا واصر على اكمال زواجه‬
‫من ابنة عمه حتى ال يسبب لها فضيحة بعد اربع‬
‫سنوات من عقد القران ‪ ،‬ومع دموع جدتها واصرار‬
‫جدها وموافقة امها التي قدمت حبها له على غيرتها ‪،‬‬
‫بعد ان اقسم والده انه سيتبرأ منه لو لم يفعل ‪ .‬وتم‬
‫الزواج لتحظى بشقيقها الثاني محمد اطلقت زفرة‬
‫ملتهبه وهي تجبر افكارها على التوقف عند هذا الحد‬
‫‪ .‬لتجد ان نتالي وجوليا قد وصلن اليها وتقول نتالي‬
‫في دهشة‪ :‬لقد شعرت بالدهشة لخروجك فيما كنت ال‬
‫أزال اصارع ورقة االمتحانات‪....................‬ضحكت‬
‫انجي قائلة‪:‬اما انا فاكتفي بمصارعة البشر اما‬
‫بالنسبة لالوراق فانا اكتب ما اعرفه واتوجه بادب الى‬
‫الخارج‪.................‬ردت جوليا ‪ :‬لقد انتهينا اخيرا‬
‫ولذا اتركن هذا الكالم وهي الى الخارج لنحظى ببعض‬
‫المرح؟‪.‬واكملت بلهجة حالمة وربما ببعض‬
‫الحب‪....................‬ردت انجي ضاحكة ‪ :‬ايتها‬
‫الحمقاء الحالمة اال زلت تؤمنين بهذه االشياء ‪ ،‬انه‬
‫وسيلة يستخدمها الرجال لاليقاع بالنساء والوصول‬
‫الى اهدافهم الدنيئة‪..............‬ردت متحدية ‪:‬ان اكون‬
‫حمقاء افضل من اقضيحياتي دون الحصول على‬
‫افضل شئ في الحياة‪...................‬قالت نتالي النهاء‬
‫الجدال الذيتعلم انه ال ينتهي دائما بينهما ‪ ،‬اين‬
‫ستقضين اجازتك يا نجي؟‪ ...........‬ردت عليها ‪:‬‬
‫كالمعتاد عند طبيبي المفضلين‪................. .‬قالت لها‬
‫بملل‪:‬لماذا عليك ذلك ان الجميع يهربون من البرودة‬
‫هذه االيام الى الخارج ما رأيك في اليونان‬
‫مثال؟‪ ........................‬ردت جوليا ‪ :‬هذه فكرة‬
‫رائعة وربما عندها نقابل بعض اليونانيين‬
‫اللطفاء‪ ................‬قالت انجي امنى لكما االستمتاع‬
‫ولكني خارج ذلك‪ .........................‬ردت نتالي ‪ :‬اذا‬
‫فلتخرجي معنا اليوم وصدقا لن نتأخر‬
‫‪ .......................‬فكرت انجي انه ال بأس بالخروج‬
‫معهن فهي على كل حال لن تسافر قبل الغد ‪........‬لذا‬
‫ردت ‪ :‬اذا فلننطلق‪ ..................‬ذهبن في البداية الى‬
‫السينما وبعدها تناولن الطعام في مطعم بيتزا شهير ‪،‬‬
‫وفي النهاية للتسوق وتذكرت طلب االميرة سلمى التي‬
‫قالت لها ‪ :‬احضري لي في المرة القادمة فستان أميرة‬
‫‪ ،‬وضحكت وهي تفكر أن امها قد نجحت مع الصغيرة‬
‫في ما فشلت فيه معها هي ‪ ،‬بأن جعلتها انثى حقيقية‬
‫وليس مسترجلة كما تقول لها في تذمر‪.........‬وجدت‬
‫ضالتها في فستان منفوش وردي اللون يناسب اميرة‬
‫في السادسة من العمر ‪ ،‬وبقيت المهمة االصعب وهي‬
‫احضار هدية لتوأمها الرهيب كما تطلق عليه فسيف‬
‫هو النقيض التام لسلمى الرقيقة ربما ستعجبع بعض‬
‫سيارات السباق!!!‪!!!!!!!!!!!!!!1‬‬

‫كان يسير في الشارع ويبدو أن موجة البرد التي‬


‫تشمل أوروبا كلها بال نهاية ‪ ،‬كان رغم المعطف‬
‫الثقيل يشعر ان البرودة تتسلل اليه انه على عكس‬
‫اشقائه يشعر بالصعوبة في تحمل البرد فهو كان ياتي‬
‫الى أوروبا كزائر ولكنهما قضيا أغلب حياتهما فيها ‪،‬‬
‫او ربما بسبب نصفهما االنجليزي!!!!!!!!!!!!مع‬
‫اقترابه من شقته بدأ المطر في النزول وكأن هذا هو‬
‫ما ينقصه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!فتح باب الشقه وهو‬
‫يفكر في ان الجو ربما يكون أكثر برودة في انجلترا‪،‬‬
‫لقد كان والده يجعل اجازته الى مصر غالبا خالل‬
‫منتصف العام لالستمتاع بشمس بلده التي افتقدها‬
‫دون الحر الشديد الذي نسيه ولم يعرفه شقيقاه‬
‫وزوجة ابيه‪ ،‬وكانت له زيارة دائمة خالل اجازة نهاية‬
‫العام لمدة شهرين يقضيها معهم في انجلترا‬
‫‪...............‬ولكن هذا كان منذ مدة طويلة فهم االن‬
‫بالتأكيد ال يطيقون رؤيته حتى والده يكتفي بالحديث‬
‫معه ببضع كلمات مقتضبة عند الضرورة ‪ ،‬وانجي‬
‫طفلته التي كانت عند سفرها ال تتوقف عن االتصال به‬
‫وتأخذ رأيه في كل كبيرة وصغيرة لم يسمع صوتها‬
‫منذ سنوات‪...............‬شعر بالم شديد في قلبه لقد‬
‫جاء الى الدنيا ليجد ان له اخا كبيرا ‪ ،‬لم يكن يراه‬
‫كثيرا ولكنه يتذكره حتى في طفولته كان مثاال للهدوء‬
‫والتفوق يكمل اللوحة التي تضم الدكتور عبد الرحمن‬
‫والدكتوارة سوزان ‪ ،‬فيما يشعر هو انه ال ينتمي الى‬
‫هذا الثالثي الراقي ‪ ،‬ليفاجئ في احدى الزيارات بوالده‬
‫يحمل طفلة صغيرة في حجم الدمية ويعطيها لجده‬
‫الذي حملها بين ذراعيه مبتسما ‪ :‬بنتك دي يا عبد‬
‫الرحمن هيجوا بشوات يخطبوها مني وهي تنقي‬
‫وتختار ‪ ،‬ليجلس بجوار جده يتأملها لم تكن ملفوفة‬
‫ببطانية مثل باقي االطفال الذين ال يظهر منهم شيئا ‪،‬‬
‫كانت تلبس بدلة وردية ومعها طاقية فتحت عينيها‬
‫ليرى شيئا اذهله لقد كانت عينيها زرقوتان وكان‬
‫هناك شيئا يريده وهو رؤية شعرها االصفر فهذا شكل‬
‫الدمية ‪ ،‬تسلل خالعا عنها الطاقية ليجد شعرا أسود‬
‫ناعم ‪ ،‬انها دمية فاتنة كان يصر على حملها‬
‫فيشترطون عليه الجلوس أثناء ذلك واال يقف وهو‬
‫يحملها ولكنه مرة عندما لم يكن احدا بجواره تسلل‬
‫بها الى الخارج ليريها الصدقائه كان يشعر انها‬
‫تخصه هو ‪ ،‬تشبهه وال تشبه الثالثي الوقور ‪...‬حتى‬
‫أنها تملك طابع للحسن مثل الموجود في ذقنه ‪ ،‬لقد‬
‫كانت اجازتهما سويا ممتلئة بالجموح ‪ ،‬شاركته كل‬
‫ألعابه حتى مقالبه وخططه الشريرة ‪ ،‬كان هو من‬
‫علمها قيادة الدراجات وحتى الخيول والدراجات‬
‫النارية ‪ ،‬كان الشهران اللذان يقضيهما في انجلترا‬
‫يحوالن الحي الهادئ الى حاله من الجنون ‪ ،‬كان‬
‫يستطيع ان يخرج االنجليز من برودهم المعتاد ‪ ،‬لقد‬
‫تم االبالغ عنه من قبل الجيران بعدما تسبب في‬
‫احراق جزء من حديقتهم ‪.............. ،‬زفر زفرة‬
‫ملتهبة ربما عليه أن يحاول التواصل معهم ربما‬
‫سامحوه ‪ ،‬لو نجح في هذا ربما ينجح في المهمة‬
‫االصعب ‪.....................‬يتبع‬

‫لم تستطع االنتظار حتى نهاية الوقت المخصص‬


‫لالختبار فالقلق والتوتر الذي تشعر بهما لم يمكناها‬
‫من التركيز وهي حتى ال تدري ما الذي كتبته ‪ ،‬انهم‬
‫لم يخبروها في المنزل بشكل مباشر منتظرين انتهاء‬
‫اختبارتها ولكن الخبر انتشر في كل مكان فالجميع‬
‫يعلم االن أن يوسف السعيد قد تقدم لخطبتها لشقيقه‬
‫الدكتور أحمد السعيد‪....................‬كان والدها يبدو‬
‫كمن حصل على الجائزة الكبرى بعد طول انتظار‬
‫‪..............‬فيما تشعر بأن أمها تحلق من السعادة ‪،‬‬
‫فهي بالتأكيد لن تجد البنتها زوجا افضل منه اصال‬
‫وعائلة وماديا بالتأكيد ‪ ،‬كان يتفوق على أزواج ابناء‬
‫خاالتها وعماتها وهذا ما يسعد أمها أكثر‪...........‬وهم‬
‫في هذا ال ينتظرون موافقتها حتى فهذه الموافقة أمر‬
‫مسلم به من جهتهم ‪،‬لقد انتشر الخبر في العائلة وفي‬
‫النادي فأمها تتفاخر بالخطوبة أمام الجميع‬
‫‪..................‬زفرت انفاسها في قلق وهي تتلفت‬
‫حولها باحثة عن زياد حبيبها الذي تفتقده ‪.‬‬
‫‪..............‬انها تحتاج لدعمه ووقوفه بجوارها حتى‬
‫تستطيع المواجهة فيبدو أن الجميع قد تحالف‬
‫ضدها‪...............‬ظهر أمامها لتنظر اليه حالمة لقد‬
‫وقعت في حبه منذ لقائهما االول في الجامعه كانت‬
‫عيناه عسليتان مع شعر بني طويل وعضالته مفتولة‬
‫‪..............‬كان يجذب اليه االنظار وكل الفتيات‬
‫يتسابقن عليه لقد شعرت بانها محظوظة النه اختارها‬
‫هي‪............‬ان هذا ليس اول عريس يتقدم اليها‬
‫بالتاكيد ‪ ،‬ولكنها دائما كانت تجد عيبا او سببا للرفض‬
‫لكن يبدو انها لن تنجح في هذه المرة‪............‬فكرت‬
‫ان هذا ليس عدال ففي حين يملك أحمد كل شئ يبدو‬
‫زياد بجواره مثيرا للشفقه رغم ان ظروفه على االقل‬
‫أفضل ممن هم في عمره فوالده قد اشترى له شقه‬
‫باحد المدن الجديدة‪..............‬لكن االهم هو ما بينهما‬
‫من حب نظر اليها هامسا في حب ‪ :‬اشتقت اليك‬
‫‪ ................‬ردت عليه في لهجة غريبة ‪ :‬وانا أيضا‬

‫لكن هناك موضوع هام اريد الحديث معك عنه؟ ردفي‬


‫قلق ‪ :‬ال تقولي انه عريس جديد ؟‪ ..........‬ردت عليه‬
‫في قنوط ‪ :‬انه كذلك بالفعل ‪.........‬والمشكلة أني ال‬
‫أجد به عيبا الرفضه‪ .............‬رد عليها بعنف ‪:‬اذا‬
‫فلتوافقي على كامل االوصاف هذا وما الذي‬
‫يمنعك؟‪................‬ردت عليه في غيظ ‪:‬وهل هذا هو‬
‫ردك ‪ ،‬ان ما ذكرته امامك هو الحقيقة المجردة واريد‬
‫ان تفكري معي بحل ال ان تزيد االمر‬
‫علي‪.............‬رد عليها محاوال تعديل موقفه ‪ :‬انا‬
‫أسف ‪ ،‬وانا مستعد لفعل اي شئ حتى ال اخسرك ‪،‬‬
‫ساذهب الى والدك واطلب يدك‪..............‬ردت في‬
‫شرود ‪ :‬ربما هذا هو الحل علينا اظهار حبنا والدفاع‬
‫عنه بكل وسيلة ممكنة‪...........................‬‬

‫انتهى‬

‫‪........................‬الفصل‬
‫الخامس‪.........................‬‬
‫‪...‬توجهت فرح بعد مغادرتها للجامعة الى شركة‬
‫والدها لتكون المبادرة من قبلها ‪ ،‬فهي تعلم أنها اذا‬
‫ذهبت الى المنزل فان والدتها ستفاتحها في موضوع‬
‫خطبتها من الدكتور أحمد ‪ ،‬لذا فاالفضل ان تبدأ هي‬
‫‪....................‬دخلت عبر بهو االستقبال الواسع‬
‫حتى وصلت الى الطابق الخاص بوالدها ‪ ،‬حيث مكتب‬
‫السيدة نوال سكرتيرة والدها ‪ ،‬كانت تجمعها بالسيدة‬
‫عالقة مودة فهي سكرتيرة لوالدها منذ كانت طفلة ‪،‬‬
‫ولكنها اكتفت بتحية عابرة مما اثار دهشة السيدة التي‬
‫لم تعتد منها ذلك‪ ،‬ولكن حالتها لم تكن مواتية لتبادل‬
‫االحاديث‪....................‬دخلت الى المكتب الواسع‬
‫مقبلة والدها ‪ ،‬الذي استقبلها مبتسما وهو يقول ‪:‬‬
‫الحمد هلل انتهيت أخيرا من اختباراتك المزعجة ‪ ،‬هل‬
‫أجبت جيدا يا فتاة ؟‪ ............‬قالت وهي تحاول‬
‫السيطرة على انفعاالتها ‪ ،‬فربما يفيد بعد المزاح في‬
‫ذلك‪ :‬أنت تعلم سيد بابا أنني دائما أفعل ‪ ،‬ربما عليك‬
‫القلق على شخص آخر ‪.............. .‬ضخك والدها‬
‫وهو يعرف انها تقصد شقيقها حسام فهو ال يهتم‬
‫بالدراسة ‪ ،‬وربما يذهب الى اختباراته دون يفتح‬
‫كتابا‪............‬ولكنه اكمل ‪ :‬أنا بالتأكيد أقلق من هذه‬
‫الناحية ‪ ،‬ولكن ما يقلقني في هذه اللحظة هو المبلغ‬
‫الذي أشعر أنك أتيت لتطلبيه ‪............... .‬كانت تدرك‬
‫أن والدها يمزح فهو ال يبخل عليهم بأي شئ وينفذ كل‬
‫طلباتهم ‪ ،‬وربما أكثر من الالزم ‪ ،‬لذا قالت ‪:‬دع هذا‬
‫القلق ليوم آخر ‪ ،‬النني جئت ألحدثك في موضوع‬
‫مختلف‪...........‬رد والها مستفهما ‪ :‬موضوع آخر ؟‬
‫‪...........‬قالت بسرعة قبل أن تخونها شجاعتها ‪ :‬ان‬
‫زميل لي يريد التقدم لخطبتي‪........................‬رد‬
‫والدها مضيقا ما بين عينيه ‪ :‬ولكنك تقريبا‬
‫مخطوبة‪ ...........‬ردت بصوت خافت وقد بدأ القلق‬
‫يزيد بداخلها ‪ :‬مخطوبة لمن ؟ كيف يكون هذا وأنا ال‬
‫أعرف ‪..........‬قال والدها بهدوء ‪ :‬ألننا أجلنا هذا‬
‫حتى تنتهي امتحانتك حتى ال نشغلك عنها‪ ،..‬وانت‬
‫مخطوبة للدكتور أحمد السعيد ‪ ،‬أنت بالتأكيد تذكرينه‬
‫لقد قابلناه في النادي ‪ ............‬ردت عليه وقد فقدت‬
‫أعصابها وهل لمجرد أني رأيته مرة يصير خطيبي ‪،‬‬
‫انا حتى لم أقول رأيي ‪ ،‬ويبدو أن اللقاء لم يكن‬
‫عارضا ‪ ،‬لقد أتى ليعاين ويعطي رأيه ‪...................‬‬
‫رد والدها ‪ :‬وربما عندما رأك أعجب بك ‪ ،‬ولكن ليس‬
‫هذا جوهر الموضوع ‪.‬المهم أنه تقدم اليك عريس‬
‫ممتاز تفخر به كل العائالت ‪ ،‬وأنا شخصيا أوافق عليه‬
‫ولن أسمح لك برفضه جريا وراء أوهام ال طائل منها‬
‫‪............‬ردت في ذهول ‪ :‬أوهام ‪ ،‬أي أوهام ‪ ،‬أنا‬
‫أحب زياد وهو يحبني ومن حقنا أن نرتبط‬
‫‪ ....................‬رد والدها بصبر نافذ ‪ :‬ومتى سيكون‬
‫زميلك هذا جاهز للزواج انه مجرد طالب ليس له عمل‬
‫حتى ‪ ،‬ربما سيساعده أهله ‪،‬ما حالة عائلته‬
‫المادية؟‪....................‬ردت وهي تشعر أنها تخسر‬
‫معركتها ‪ :‬انهم أناس عاديون ‪ ،‬ولكن والده اشترى له‬
‫شقة في مدينة جديدة ‪...............‬قال والدها ‪ :‬أي‬
‫مدينة ‪ ،‬وكم مساحة الشقة؟ ‪ ..................‬ذكرت اسم‬
‫المدينة ومساحة الشقة في صوت منخفض فهي تشعر‬
‫أن الوضع يزداد سوءا ‪................‬لتفاجئ بوالدها‬
‫يصرخ بها‪ :‬انه مكان مقطوع شبه صحراء ‪ ،‬ثم ان‬
‫حجرتك أكبر من مساحة الشقة ‪..................‬ليقول‬
‫بعدها في لهجة حاسمة ‪ :‬أنت تفكرين االن أنني ألعب‬
‫دور الوالد الشرير الذي يريد التفريق بينك وبين‬
‫حبيبك ‪ ،‬ولكنك ستدركين فيما بعد أن هدفي االول‬
‫واالخيرهو سعادتك ‪ ،‬ثم ان الرجل الذي اخترته لك‬
‫يشهد الجميع باخالقه ‪ .........‬قام والدها ووضع يديه‬
‫فوق ذراعيها وهو يقول وافقي الجلي يا حبيبتي‬
‫وصدقيني لن‬
‫تندمي‪.............................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪................................‬كان سرير سارة يبدو وكأن‬
‫عاصفة من االوراق قد ضربته امسكت باحد المالزم‬
‫وهي تفكر انه لحسن الحظ أن هذه آخر مادة ‪ ،‬فلقد‬
‫نفدت طاقتها ولم يعد لديها قدرة على تحمل المزيد ‪،‬‬
‫فوجئت باندفاع ريهام الى داخل الحجرة وهي تقول‬
‫لها ‪ :‬لن أ عطلك يا سارة خمس دقائق فقط ‪.‬‬
‫‪..................‬أفسحت لها سارة مكانا لتجلس فيه‬
‫وهي تقول لها ‪ :‬ال بأس يا حبيبتي فأنا أحتاج لبعض‬
‫الراحة ‪............‬قالت ريهام فيشرود ‪ :‬لقد جئت‬
‫ألسألك عن موعد عودتك غدا ‪............ .‬ردت سارة‬
‫‪:‬أنت تعلمين أن غدا هو آخر أيام االختبارات وقد‬
‫اعتدنا على الخروج بعدها ‪ ،‬لذا فانني‬
‫سأتأخر‪ ..............‬قالت ريهام باحباط ‪ :‬اذا ال عليك يا‬
‫حبيبتي ‪ ،‬اخرجي واستمتعي وال تشغلي‬
‫بالك‪.................‬أمسكت سارة بيدها تمنعها عن‬
‫القيام ‪ :‬ولكني أريد أن أعرف ما يقلقك‬
‫‪.............‬ردت عليها شاردة ‪ :‬ان حازم سيأتي غدا‬
‫ألخذ عمر ‪......................‬ان شقيقتها حتى االن ال‬
‫تزال تهرب من مواجهة زوجها ‪ ،‬ربما المواجهة هي‬
‫الحل ‪.‬لذا قالت لها ‪ :‬كل ما عليك هو أن تجهزيه‬
‫وتخرجيه حين يطرق حازم الباب وسينتهي االمر‬
‫‪.......................‬شعرت أنها لن تستطيع الهرب هذه‬
‫المرة لذا قالت ‪ :‬سأفعل بالتأكيد‪................‬فكرت‬
‫سارة أن شقيقتها تحتاج لتدعيم ثقتها بنفسها في‬
‫البداية وربما هذا سيساعدها على أخذ قرارها فقالت‬
‫لها ‪ :‬ريهام ألم تفكريفي أن تعملي ‘ أنا أعرف أن‬
‫العمل سيشغل وقتك ويشعرك بالسعادة‬
‫‪ ....................‬ردت عليها ‪ :‬لقد فكرت أن أعمل‬
‫ولكن وجدت أنني سأضطر للعمل عند يوسف فأنا‬
‫خريجة فنون جميلة والعمل المناسب هو الديكورات‬
‫‪ ................‬ردت سارة مشجعة ‪ :‬وما المشكلة ؟انه‬
‫فقط سيعطيك الفرصة ‪ ،‬وبعد ذلك أنت من عليك التعب‬
‫والنجاح هل تظني أن يوسف سيسمح بافساد العمل ‪،‬‬
‫انه لن يجاملك بالتأكيد‪ ،.‬ام أن المشكلة انك ستقابلين‬
‫شخصا آخر وقتها ‪............‬وأكملت دون أن تمنحها‬
‫فرصة للرد ‪ :‬ربما عليك الكف عن الهرب ان‬
‫الموضوع بسيط اال وهو‪ :‬هل تحبينه حتى االن ؟ هل‬
‫هذا الحب كاف لك لتتمكني من مسامحته؟ فكري بعمق‬
‫وفي النهاية ان وجدت أن ذلك غير ممكن انفصلي‬
‫عنه وأكملي حياتك انك بحق هللا في الخامسة‬
‫والعشرون ‪ ،‬كثيرات في مثل عمرك لم تتزوجن حتى‬
‫االن ‪............‬نظرت ايها ريهام في حيرة هل كبرت‬
‫سارة الى هذه الدرجة وأصبحت تنظر لألمور بعمق ‪،‬‬
‫ولكن بالنسبة لها فاالمور ليست بهذه البساطة حتى‬
‫لو انفصلت عن حازم هل ستجد شخص يتزوجها من‬
‫أجل نفسها ؟ أم أن الموضوع سيكون مجرد صفقة‬
‫أخرى ‪.............‬نظرت سارة الى شقيقتها الشاردة‬
‫وهي تفكر في عضب أن الرجال هم سبب كل المعاناة‬
‫والمصائب‪..........................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪...........................‬كانت انجي تجلس بجوار‬
‫شقيقها عماد في سيارته فقد أصر أن يوصلها الى‬
‫محطة القطارات بعد أن رفض رفضا قاطعا ان تسافر‬
‫بالسيارة الن الجو كان مليئا بالغيوم الكثيفة التي تنذر‬
‫بسقوط االمطار وربما الثلوج ‪ ،‬لم تكد تصل الى هذه‬
‫النقطة في تفكيرها حتى وجدت الثلج وقد بدأ يضرب‬
‫مقدمة السيارة والذي لم يكن كثيرا حتى االن ولكن‬
‫متناثرا‪.................‬نظر اليها عماد وهو يقول ‪:‬‬
‫ساتصل بأبي ليستقبلك هناك‪......................‬ردت‬
‫عليه في دهشة ‪ :‬ال داعي لهذا ‪ ،‬انني لست طفلة في‬
‫الخامسة ال حظى بالتوصيل واالستقبال ‪ ،‬ال داعي‬
‫لتعطيل أبي ‪ ،‬عندما أصل سأستقل سيارة أجرة حتى‬
‫باب المنزل ‪.............‬نظر اليها عماد فيشك ولكنه لم‬
‫يعلق ‪...................‬حاولت أن تغير من الجو‬
‫المشحون قليال فقالت له مبتسمة ‪ :‬عليك أن تستغل‬
‫فترة سفري وتتعرف على فتاة جميلة ‪ ،‬فلم يتبقى اال‬
‫ترم واحد على تخرجي وعندها ستتخلص من المهمة‬
‫الثقيلة ‪..................‬رد عليها نافيا‪ :‬وهل تظنين أن‬
‫وجودك يمنعني عن ذلك ‪ ،‬ان هذا ليس صحيحا ‪ ،‬لو‬
‫كنت وجدت الحب في أي وقت فتأكدي انه لم يكن‬
‫سيمنعني شيئا ‪..................‬قالت له في شرود ‪:‬‬
‫وهل أنت حقا تبحث عن الحب ؟ ربما عليك ايجاد فتاة‬
‫مناسبة تختارها بعقلك وينتهي االمر‬
‫‪................‬شعر ببعض االحباط فعلى ما يبدو أن‬
‫انجي متمسكة برأيها وترفض‬
‫تغييره‪............................................‬‬
‫‪.................................................‬ب عد عدة‬
‫ساعات وصلت انجي الى منزل أسرتها كان المنزل‬
‫واسعا على الطراز االنجليزي التقليدي يرتفع طابقين‬
‫ويعلوه سقف من القرميد األحمر ‪ ،‬تحيط به حديقة‬
‫متوسطة الحجم ولكن في هذه اللحظة كانت النباتات‬
‫قد اختفت تحت الثلوج ‪ ،‬طرقت الباب لتجد السيدة‬
‫جونسون مدبرة المنزل أمامها ‪ ،‬دخلت بسرعة لتشعر‬
‫ببعض الدفء فالمنزل به تدفئة مركزية ألقت التحية‬
‫على السيدة جونسون ثم قبلتها بخبث فهي تعرف أن‬
‫السيدة ال تحب ذلك فهي ليست من النوع العاطفي ‪،‬‬
‫كانت السيدة ماري جونسون مثال نموذجي لمدبرة‬
‫المنزل االنجليزية التي تظهر في االفالم القديمة‬
‫بشعرها المعقود الى الخلف ومالمحها الصارمة‬
‫‪..........................‬قالت لها مبتسمة من فضلك‬
‫احتاج الى شراب ساخن فأنا أكاد اتجمد‬
‫‪...............‬خلعت قفازيها ومعطفها واعطتهم لها‬
‫لتجففهم وحركت رأسها ليتحرر شعرها واصال الى‬
‫منتصف ظهرها ‪ ،‬وفكرت مبتسمة ان السبب الوحيد‬
‫لتركها شعرها هو أمها فقد هددتها بالقتل ان تجرأت‬
‫وقصته‪.................‬وجدت جسما صغيرا يندفع اليها‬
‫لتجد سلمى تهتف ‪ :‬جيجي لقد أتيت أخيرا‬
‫‪................‬نزلت على ركبتيها وعانقتها‬
‫بشوق‪.............‬رفعت انجي رأسها لتجد سيف واقفا‬
‫ينظر اليهما وهو يقول بحنق ‪ :‬ألن تكفا عن تصرفات‬
‫الفتيات هذه ؟‪.................‬أمسكت انجي يد سلمى‬
‫واقتربت منه قائلة ‪ :‬وماذا تنتظر من فتاتين ايها‬
‫الذكي غير تصرفات الفتيات ؟ ‪ ...........‬رد عليها‬
‫رافعا احدى حاجبيه ‪ :‬ربما سلمى ‪ ،‬ولكن كنت اظن‬
‫انك لست فتاة تماما ‪ .....................‬شهقت في لهجة‬
‫مسرحية وهي تضرب صدرها بيدها وتهتف ‪:‬حتى‬
‫انت يا سيفو لم أكن أظن أنك ستصدمني صدمة‬
‫عمري هكذا‪.............‬نظر اليها بغضب وهويقول ‪:‬‬
‫ومن سيفو هذا ‪ ،‬لم يبقى اال حرف الدال ويصبح‬
‫اسمي (سيفود) أي طعاما بحريا ‪..............‬اندفعت‬
‫نحوه بسرعه وتحتضنه هاتفه ‪ :‬أجل أنت سيفود الذي‬
‫سيأخذ عناق وقبلة كبيرة ‪..............‬ظل يتخبط بين‬
‫ذراعيها وبعد أن تركته ظل يمسح وجهه بقوة حتى‬
‫أصبح أحمر اللون ‪ ................‬نظرت اليه ضاحكة‬
‫وهي تقول لسلمى في تواطأ ‪ :‬انظري لقد أصبحت‬
‫خدوده حمراء كالفتيات ‪...................‬انصرف‬
‫غاضبا وتركهما‪...............‬أمسكت سلمى بيديها‬
‫وهي تقول لها متحمسة ‪ :‬دعك منه االن سنصالحه‬
‫فيما بعد ‪ ،‬ولكن ماذا أحضرت لي ؟‬
‫‪.....................‬غمزت لها وهي تقول ‪ :‬عليك‬
‫التخميين يا صغيرة‪...................‬قالت وعيناها‬
‫تبرقان بالنجوم ‪ :‬هل أحضرت لي ثوب أميرة‬
‫‪...........‬قالت لها ‪ :‬بالتأكيد فاالميرة يجب أن ترتدي‬
‫ثوب أميرة ‪..................‬فتحت حقيبتها وأخرجت‬
‫الثوب لتنظر اليه سلمى بانبهاروهي تقول ‪ :‬انه‬
‫رائع‪............‬قبلتها وهي تقول لها ‪:‬بل أنت األروع يا‬
‫أميرة ‪....‬وقامت باخراج سيارات السباق لعلها تحصل‬
‫على رضاء سيف عندما يراهم‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪...........................‬كان يشعر بها تتسلل اليه وتمأل‬
‫رأتيه حتى يوشك على االختناق ‪ ،‬والعجيب أنه ليس‬
‫شئ سئ انها اجمل رائحة شمها في حياته‬
‫‪....................‬ولكن ما يشعره باالختناق حقا أنه ال‬
‫يستطيع أن يتذكر متى شم هذه الرائحة وال أين ومن‬
‫صاحبها ‪ ،‬بل بالتحديد من صاحبتها فهو متأكد انها‬
‫تنتمي ألنثى ‪.......................‬ورغم ذلك ال يستطيع‬
‫نسيانها ‪ ،‬ان هذا الحلم تكرر معه لمرات‬
‫‪.............‬وكلما تكرر كلما شعر بازدياد حاجته اليها ‪،‬‬
‫انها رائحة شديدة الجمال والتفرد ‪ ،‬يحتاجها كما‬
‫يحتاج الهواء الذي يتنفسه ‪ .‬لقد بات يشعر بالم‬
‫جسدي حقيقي لشدة هذا االحتياج‪....................‬ان‬
‫أحداث الحلم قد تتغير لكن محورها ال يتغير راى هذه‬
‫المرة (ان هناك فتاة ‪-‬أو ربما امرأة _ففي حلمه لم‬
‫يكن الوجه ظاهر ‪ ،‬ولكنه كان يأخذها بين ذراعيها‬
‫محتضنا أياها بقوة وكأن حياته تعتمد عليها ‪ ،‬في حين‬
‫أن العبير المنبعث منها لم يتغير عن كل‬
‫مرة‪.................‬لقد خطر بباله انها ربما تكون ألمه ‪،‬‬
‫ولكنه استبعد ذلك النه يذكر ان والدته كانت رائحتها‬
‫حميلة ومحببة للنفس ولكن مختلفة ‪...................‬‬
‫مط شفتيه محدثا نفسه لوكان ما رآه في حلمه هو‬
‫صورة ‪ ،‬كان يمكنه أن يرسمها أو يجعل الكمبيوتر‬
‫يقوم بذلك ‪.....................‬ولكن ماذا عن الرائحة ألم‬
‫يخترعوا شيئا لذلك ؟‪......................‬فكر ساخرا ‪:‬‬
‫لربما هذه أول عالمات الجنون ولقد بدأت تظهر عليك‬
‫يا يوسف‪..............................................‬‬
‫‪..................‬‬
‫‪..‬انتهى ‪---‬‬
‫‪----‬سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال اله اال أنت‬
‫استغفرك وأتوب اليك‬

‫‪.......................‬الفصل‬
‫السادس‪.................................‬‬

‫تردد صوت الجرس في أنحاء الشقة فاتجهت ريهام‬


‫نحو الباب يتبعها عمر ‪ .‬لم يعد هناك مجال للهرب‬
‫بالنسبة لها ‪ ،‬انها المرة األولى التيتقابل فيها حازم‬
‫بمفردها منذ انفصالهما ‪ ،‬كانا قد تقابال عدة مرة في‬
‫بعض المناسبات العائلية اكتفى خاللها بتحية عابرة ‪،‬‬
‫‪............‬انها تتمنى أن يفعل ذلك االن مجرد تحية‬
‫ويصطحب عمر مغادرا ليتركها بسالم ‪............‬فتحت‬
‫الباب وعمر بجوارها لقد حرصت على تجهيزه هو‬
‫وحقيبته قبل الموعد حتى ال يكون هناك سبب يدفع‬
‫حازم لالنتظار‪..........‬ألقى حازم التحية ونظر اليها‬
‫مقيما لقد كان يبدو عليها التوتر وتقف وكأنها تقول‬
‫غير مسموح بالدخول ‪ ،‬وربما هذا ما جعله يتجاوزها‬
‫ويتجه الى الداخل ويجلس على االريكة الموجودة‬
‫‪ .................‬اضطرت الى اغالق الباب والدخول‬
‫خلفه وهي تهتف داخلها اللعنة انه يتعمد‬
‫ذلك‪ ..............‬اقتربت من مكان جلوسه وعمر الى‬
‫جواره فنظر اليها حازم نظرة متحدية ‪.............‬حمل‬
‫عمر على رجليه وهو يقول ‪ :‬اشتقت اليك يا‬
‫رجل‪..................‬رد عليه عمر ‪ :‬وانا ايضا أبي لماذا‬
‫ال تأتي كل يوم ؟ ان مازن صديقي ياتي والده كل يوم‬
‫الى البيت‪ ................‬شعرت بااللم لتفكير ابنها لقد‬
‫كبر عمر واصبح يالحظ هذه االشياء ‪.............‬رفعت‬
‫عينيها لتجد حازم يحدق بها هل يلقي عليها‬
‫اللوم؟‪.............‬وعندما لم يجد ردا تجاوز هذه النقطة‬
‫ليسأله ‪ :‬ماذا أحضرت لي؟‪...............‬ليخرج حازم‬
‫شنطة بداخلها صندوق به لعبة كبيرة ويبدأ في‬
‫تشغيلها له‪..............‬هل سيقضي حازم اليوم هنا؟‬
‫‪............‬قالت له ‪ :‬سأحضر شيئا تشربه‬
‫‪...............‬رد عليها‪ :‬انني لست ضيفا يا ريهام ‪،‬‬
‫اجلسي وعندما أريد ساطلب منك ‪...............‬سألها ‪:‬‬
‫كيف حالك؟‪..................‬ردت محاولة استجماع‬
‫بعض القوة‪ :‬بخير ‪ .‬واردفت ‪ :‬لقد قررت أن اعمل‬
‫‪............‬فكر انه ربما يكون ذلك أفضل لها من الحياة‬
‫الفارغة خاصة وان عمر يذهب الى الروضة االن ‪،‬‬
‫فكر ربما من االفض‬

‫أن يمأل هو فراغها ‪ ،‬لقد مر وقت طويل منذ أزمتهما‬


‫معا ‪ ،‬وقد توصل الى قناعة أنه لن يستطيع تحريرها‬
‫ألنه لن يتمكن من رؤيتها تتزوج شخصا اخر ‪ ،‬ربما‬
‫يكون قد أساء اليها ‪ ،‬ولكن أين الحب الذي كانت‬
‫تدعيه؟ أال يوجد لديه رصيد يشفع له عندها‪ ،‬لقد حان‬
‫الوقت العادة التواصل بينهما ليتمكن من هدم هذه‬
‫الحواجز الواهية ‪ ..................‬لذا قال لها ‪ :‬ما رأيك‬
‫أن تخرجي معنا ؟ ‪ ............‬شعرت بالمفاجأة ولذا‬
‫سارعت بالقول ‪ :‬أنت ترى أنني غير مستعدة‬
‫‪............‬نظر اليها وقال ‪ :‬بل أنت جميلة جدا ‪ ،‬ولكن‬
‫ربما ليس للخروج لذا سأنتظر ختى تغيري مالبسك‬
‫بسرعة لشئ مريح ‪ .............‬كانت كفأر وقع في‬
‫المصيدة انها بالتاكيد لن تتحمل البقاء معه يوما كامال‬
‫‪ ،‬ان هذا سيعيد اليها ذكريات ويجعلها تفكر بأشياء لن‬
‫تفيد االن‪.................‬قالت ‪ :‬انا ال أريد ان أسبب لك‬
‫ازعاج يكفيك عمر ‪................‬نظر اليها نظرة‬
‫عميقة مبتسما ‪ :‬أنت تعلمين انك بالتأكيد لست مصدر‬
‫ازعاج وغمز بعينه مضيفا ‪:‬على االقل ليس االن‬
‫‪..........‬لقد اشتقت الى وجودك قال ذلك وهو يضع يده‬
‫فوق يدها فسحبت يدها بسرعة وكانها أصيبت بتيار‬
‫كهربائي ‪ ...............‬ابتسم ساخرا ليكمل ‪ :‬ألم‬
‫تشتاقي الي ؟ ‪ ...........‬وامسك يدها بقوة هذه المرة‬
‫‪ ...........‬لتقول له وقد احمر وجهها ‪ :‬ما الذي تحاول‬
‫أن تفعله ؟ ‪...........‬رد ضاحكا ‪ :‬أنا لم أبد أ‬
‫بعد‪............‬على كل حال أنت زوجتي ‪ ،‬أم قد‬
‫نسيتي‪............‬قامت بسرعة واتجهت الى المطبخ‬
‫لتجده واقفا عند الباب ينظر اليها وهي تعد‬
‫العصير‪............‬ضحك عليها وقال ‪ :‬عصير في البرد‬
‫!!!!!!!!!!!ان هذه حقا ريهام التي أعرفها الوقت‬
‫المضل للمثلجات عندها هو الشتاء‪............‬عادت‬
‫اليها الذكرى ‪ ،‬انه يتحدث عن هذه االيام قبل زوجهما‬
‫حتى بمدة طويلة لقد اعتقدت انها واقعة في حبه‬
‫وقتها ‪ ،‬كانت في السادسة عشرة وهو في الخامسة‬
‫والعشرون ‪........‬كان ينظر اليها ويعاملها كطفلة ‪،‬‬
‫ولكن هذا لم يوقفها لقد سيطرت عليها فكرة انها تحبه‬
‫وعليه ان يحبها بالمثل لذا طاردته بال رحمة كان‬
‫يجدها في تدريباته في النادي وحتى تختلق االسباب‬
‫للذهاب الى الشركة ‪.................‬حتى أنها صارحته‬
‫بحبها‪.........‬لكنه حاول احتواء الموقف ‘ وقال لها‬
‫انه كاخته الصغيرة وانها عندما تكبر ستجد الشاب‬
‫المناسب لها ‪..............‬جرحها ذلك بشدة مما جعلها‬
‫تقوم بتصرفات متهورة جامحة ظنا منها انها تنتقم‬
‫منه ‪ ،‬اصبحت تتعمد أن يراها مع الشباب كانت تراه‬
‫ينظر اليها بلوم وربما بتخذير ‪..........‬ولكنها لم تكن‬
‫تسمح له بان ينصحها ‪..................‬ظنت أن الجكاية‬
‫قد انتهت لتتفاجئ وهي في التاسعة عشرة من عمرها‬
‫بيوسف يخبرها أن حازم خطبها ليتم بعدها الزواج‬
‫بسرعة كبيرة‪..................‬خرجت وهي تحمل‬
‫العصير لتجدهما مندمجين في اللعب ‪ ،‬فكرت بألم أن‬
‫ابنها يحتاج أب مثل باقي االطفال ‪..................‬لم‬
‫يفتح حازم موضوع خروجها معهم مرة أخرى بل أخذ‬
‫عمر وخرج ‪..................................................‬‬

‫تجمعت سارة مع بعض صديقاتها أمام المدرج ‪ ،‬لقد‬


‫اتفقن على الخروج احتفاال بنهاية االمتحانات ‪،‬‬
‫خصوصا وأن الجو كان جيد دافئ تقريبا ‪ ،‬وامتال‬
‫المكان بالصخب فكل واحدة تعلن اقتراحاتها ورغم‬
‫ذلك لم يقررن حتى االن المكان الذي سيذهبن اليه‬
‫‪..............‬اقترب منهن دكتور حسام سليم فخفتت‬
‫االصوات مرة واحدة وتعلقت عيونهن عليه ‪ ،‬ألقى‬
‫التحية فيما عينيه تبخث عن شخص محدد ليجدها‬
‫واقفة تنظر الى االرض ‪..........................‬قال‬
‫متابعا الحديث‪ :‬كيف ابليتن في االختبارات ؟ لتتداخل‬
‫االصوات البعض يقول ‪ :‬الحمد هلل ‪......‬فيما اخريات‬
‫يقلن ‪ :‬كانت االمتحانات صعبة ‪............‬ابتسم وبعد‬
‫ذلك وجه الحديث الى سارة ‪ :‬وماذا عنك يا آنسة‬
‫سارة ‪ .‬هل ستحافظين على الترتيب االول هذا الترم‬
‫؟‪.............‬لتجيب في ثقة ‪ :‬ان شاء‬
‫هللا‪...............‬رفع حاجبه وهو يقول ربما الثقة‬
‫مؤشر جيد ‪..................‬ثم وكأنه حسم أمره قال لها‬
‫أريد أن أحدثك في أمر هام على انفراد ‪...........‬‬
‫رفعت سارة عينيها لتجد الدهشة وقد علت وجوه‬
‫صديقاتها ‪ .........‬ردت باحراج ‪ :‬يمكن لخضرتك أن‬
‫تقول ما تريده أمام الجميع ‪.............‬قال لها سأكلمك‬
‫هنا ولكن لنبتعد عنهن قليال ‪.............‬اضطرت للسير‬
‫خلفه ‪ ،‬وهي تفكر في الموضوع المحتمل ‪.........‬وقف‬
‫ليقول لها ‪:‬أنا مؤمن أن أفضل الطرق هو الطريق‬
‫المستقيم لذا سأدخل في الموضوع مباشرة‪ ،‬أنا أريد‬
‫التقدم لخطبتك ‪.............‬فكرت سارة ‪:‬انه شخص جيد‬
‫وربما يكون حلم معظم الفتيات هنا ‪ ،‬ولكن بالنسبة لها‬
‫ال مجال لذلك فهي خارج هذه األشياء‪............‬لذا‬
‫عليها التفكير بسرعة في رد مناسب ال يسبب‬
‫حساسية أو مشاكل ‪...........‬قاطع أفكارها وهو يكمل‬
‫‪:‬لقد رأيت التزامك ‪ ،‬باالضافة الى انتمائك ألسرة طيبة‬
‫لذا فكرت في التقدم اليك ‪................‬وانا االن اعطيك‬
‫فكرة مسبقة قبل أن أتقدم رسميا‬
‫بالتأكيد‪....................‬قاطعت سارة كالمة لتقول في‬
‫خجل ‪ :‬هذا شرف ألي بنت بالتأكيد ‪ ،‬ولكن اليمكنني‬
‫ذلك فأنا مخطوبة ‪...........‬فكرت أنا بالتأكيد ال أكذب‬
‫فأنا أكثر من ذلك حتى‪...................‬عقد حاجبيه قائال‬
‫‪ :‬ولكني سألت ولم يذكر أحد ذلك‪...................‬ردت‬
‫وهي تحاول انهاء الموضوع ‪ :‬ان الخطوبة غير‬
‫معلنة حتى االن ‪.‬يمكن أن تقول اتفاق‬
‫عائلي‪.................‬شعر وكأن ما بناه من أحالم في‬
‫الفترة السابقة قد تحطم فها هي امنياته تتسرب من‬
‫بين يديه ‪...................‬نظر اليها في أسف ‪ :‬يبدو‬
‫اني قد تأخرت‪..................‬وأضاف أتمنى لك كل‬
‫توفيق ‪..............‬عادت سارة الى المجموعة لتقرأ‬
‫الفضول القاتل في أعينهن ‪..........‬فقالت محاولة‬
‫احتواء الموضوع فهي التريد ان تذكر الموضوع حتى‬
‫ال يبدأن بالحديث والتساؤل عن خطيبها المزعوم‬
‫‪..............‬فقالت ان الدكتور كان يريد منها العمل‬
‫خالل االجازة للتدريب واخذ الخبرة لكنها اعتذرت له‬
‫خرجت لباقي اليوم ولكن ظلت أحداث الصباح‬
‫مسيطرة على تفكيرها ‪..................‬‬
‫كانت فيال كامل زهران تعج بالصخب فلقد حرصت‬
‫السيدة نادية زوجته على اظهار كل شئ في أفضل‬
‫صورة لذا فانها منذ الصباح الباكر جعلت الخادمات‬
‫يقمن بحملة لتنظيف وتلميع كل شئ فاليوم سيتم‬
‫التقدم رسميا لخطبة ابنتها فرح اول فرحتها كما يقال‬
‫انها تشعر بالسعادة وكأنها هي العروس أحضرت‬
‫لنفسها فستان فخم وفعلت المثل لفرح فهي تعرف‬
‫ذوق ابنتها والتي قالت لها ‪ :‬اشتري لي ما يعجبك يا‬
‫أمي فانا أثق في ذوقك واكتفت بالمشاهدة وأخذ موقف‬
‫سلبي من كل ما يحدث انها ال تعرف حقا كيف يعمل‬
‫عقل هذه الفتاه هل بالغت في تدليلها ختى أصبخت ال‬
‫تفهم كيف يسير العالم الحقيقي وتعيش حالة من‬
‫المثالية التي ال تصلح للواقع ولكن بالتأكيد ستقتنع في‬
‫النهاية والدليل ان الخطبة ستكون اليوم في المساء‬
‫دخل أخمد مع شقيقه يوسف وشقيقته ريهام ونهال‬
‫زوجة يوسف والتي لدهشته قد أصرت على الحضور‬
‫هو يعرف تفكيرها لقد اتخذت فرح كمنافسة وجاءت‬
‫للتقييم بعد الترحيب المعتاد دخلت فرح مرتدية‬
‫الفستان الذي أحضرته أمها لقد بدا مناسبا لها تماما‬
‫وأعطاها منظر أنثويا بامتياز انها ال تشك في ذوق‬
‫أمها فالسيدة نادية خبيرة في االزياء رفع أحمد عينيه‬
‫لفاجئ بعروسه وقد أصبحت مذهلة انها المرة االولى‬
‫التييراها ترتدي فستان وتضع مكياج ولكن مكياجها‬
‫كان رقيقا ومالئم وليس كثير كما ان شعرها قد تم‬
‫تسريحه بصورة رائعة قام ليسلم عليها مبتسما فيما‬
‫كانت عيون أخرى تنظر بعجرفة للعروس ولكن‬
‫بداخلها كانت تتميز غيظا فالعروس أجمل مما توقعت‬
‫ولكنها بالتأكيد ليست أجمل منها فكرت نهال ‪ :‬كما‬
‫يبدو أيضا أن الثراء في هذه العائلة حديث ويخفي‬
‫خلفه أصول متواضعة وبالتأكيد ليس مثل عائلتها‬
‫الشهيرة شعرت فرح بالتسلية فيبدو انها قد اكتسبت‬
‫خصومة نهال والتي لم تشعر بالراحة نحوها هي‬
‫ايضا ولكن على العكس منها بدت ريهام ودودة لفت‬
‫نظرها بعض الكلمات والتي تعبر عن بداية الطقوس‬
‫المعتادة للخطبة بدا الوضع نموذجي ولم تحدث أي‬
‫اختالفات فما تم عرضه من شبكة ومهر ومتأخر كانت‬
‫مبالغ ضخمة ربما أعلى من توقعات والدها ولكن ما‬
‫جعلها تجفل بشدة هو الحديث عن موعد الزفاف ففي‬
‫حين بدا العريس موافق على اتمام دراستها واالكتفاء‬
‫بالخطبة حتى هذا الوقت كان رأي والدها ان يتم‬
‫الزفاف دون انتظار هل يريد والدها أن يضعها أمام‬
‫االمر الوقع حتى ال تفكر في التمرد وحتى يخفي أمر‬
‫عدم موافقتها على العريس في النهاية تم االتفاق على‬
‫ان الزفاف سيتحدد حسب ميعاد حجز القاعة الحظت‬
‫نظرات أحمد اليها وكأنه يريد أن يسألها عن رأيها في‬
‫كل ما حدث ‪ ،‬وعن السرعة المذهلة التي تسير بها‬
‫األمور انها وللعجب ال تشعر بالضغينه نحوه فاالمور‬
‫بالنسبة له كالمعتاد شاب تقدم لخطبة فتاة غير‬
‫مرتبطة وتمت الموافقة الذنب بالتأكيد يقع على والدها‬
‫لقد خسرت معركتها ‪ ،‬لقد عرفت من زياد أنه ذهب‬
‫الى والده الذي هدده وأمره باالبتعاد عن ابنته حتى‬
‫انه هدده باسرته على ما يبدو ان االمور انحدرت الى‬
‫مستوى غير أخالقي ربما عليها أن تتخذ والدها قدوة‬
‫وتتبع نفس السياسة ان والدها يتعامل معها كتاجر‬
‫لديه بضاعة حدد ثمنها ويعطيها لمن يملك الثمن‬
‫وزياد بالتأكيد ال يملكه وان لم يكن أحمد سيأتي غيره‬
‫ممن يملكون الثمن لذا ربما عليها أن تغير من‬
‫مواصفات البضاعة وربما وقتها سيذهب والدها نفسه‬
‫الى زياد ‪ ،‬لقد رسمت الخطة طويلة االمد وبدأت في‬
‫التنفيذ نظرت الى أحمد متأملة وهي تقول في نفسها ‪:‬‬
‫أعذرني أعرف أنه ليس لك ذنب ولكني مضطرة لهذا‪..‬‬

‫كان يوسف يقترب من القرية حيث ولد أباه وتربى ‪،‬‬


‫وحيث يعيش جده وأعمامه وعماته حتى االن ‪،‬لقد‬
‫كان يحب هذا المكان منذ طفولته وكثير ما قضى‬
‫العديد من االيام ‪ .‬يمكنك ان تشعربالطبيعة الخالبة‬
‫خاصة وان النيل قريب من القرية ‪ .‬ان لديه أرض‬
‫زراعية مساحتها أكبر من القرية كلها ولكنها مختلفة‬
‫النها صحراء تم استصالحها على عكس القرية التي‬
‫تزرع منذ االف السنين والدليا االشجار العمالقة‬
‫شديدة االرتفاع والتي يزي عمرها عن مائة سنة ‪،‬‬
‫تذكر مبتسما ان من ضمن االشياء التي تمناها في‬
‫طفولته ولكن امه رفضت بشدة كان السباحة في‬
‫الترعة مع باقي االطفال‪................‬ظهر المنزل‬
‫أمامه في قلب الحقول نزل من السيارة ليرى جده‬
‫يجلس في الفرندا المكان المفضل له حيث يستطيع ان‬
‫يرى الحقول المترامية أمامه ويستمتع بالهواء العليل‬
‫‪..........‬صعد الدرجات القليلة وتوجه الى جده مقبال‬
‫رأسه ويده الذي نظر اليه في غضب وقال ‪ :‬أخيرا‬
‫تذكرت أن لك جدا ؟ واكمل ‪ :‬وأين أخوتك وزوجتك؟‬
‫بنت الحسب والنسب الزالت تشمئز من المكان لم‬
‫يعرف يوسف ماذا يقول فامام جده يشعر أنه عاد طفال‬
‫صغيرا فالحاج سيف الدين السعيد الزال محتفظا‬
‫بهيبته وشخصيته المسيطرة الذي اكتسبها من كونه‬
‫كبير القرية لقد كان جده من أثرياء المحافظة وكان‬
‫نائبا في البرلمان لعدة دورات متتالية ولكنه رفض بعد‬
‫وفاة ولده الترشح مرة أخرى واالن أصبخ زوج عمته‬
‫الحاج محمود حداد هو النائب لقد قلت زيارته لجده‬
‫فهو يعلم المسار الذي يتخذه الحديث كل مرة وهو لم‬
‫يعد يقوى على التحمل خرج من أفكاره على صوت‬
‫جده وهو يقول ‪ :‬يا أوالد حضروا الغداء وجد عمته‬
‫تدخل وتحتضنه وهي تقول له ‪ :‬طالت غيبتك يا بني‬
‫كيف حال أخوتك ؟ رد عليها مبتسما ‪ :‬أعذريني يا‬
‫عمتي أنا ال أجد وقتا ثم أكمل ليخبر جده عن السبب‬
‫الرئيسي لقدومه ‪ :‬لقد أتيت ألخبر جدي عن خطبة‬
‫أحمد شحب وجه عمته وقالت بسرعة ‪ :‬ألف مبروك‬
‫أتم هللا لكم بخير وخرجت من المكان بسرعة ليقول‬
‫جده في غضب ‪ :‬أتيت لتخبرني بعد أن خطبتم بالفعل‬
‫وكأني شخص غريب ! ألم يعد لديك كبير يا ابن‬
‫سليمان؟ ثم انك تعرف اني حجزت صفاء ابن عمتك‬
‫له قال يوسف محاوال امتصاص غضب جده ‪ :‬انت‬
‫تعلم ياجدي أن االمور ال تسير بهذه الطريقة في أيامنا‬
‫هذه وحتى الفتيات أصبحن يخترن أزواجهن اكمل‬
‫الجدة ‪ :‬هذا عندكم لقد جعلكم العيش في المدينة‬
‫تغيرون ثوبكم يا أوالد سليمان وأكمل بتصميم ‪ :‬اذا‬
‫فلتتزوجها أنت رد محاوال تمالك نفسه ‪ :‬ولكن أنا‬
‫متزوج بالفعل ان ابنة عمتي ال تستحق أن تكون‬
‫زوجة ثانية ليرد جده ‪ :‬وماذا فعل لك زواجك انها‬
‫حتى ال تستطيع منحك طفال ياهلل لقد وصل جده لنفس‬
‫النقطة قال محاوال تغيير الموضوع ‪ :‬نحن نريدك أن‬
‫تاتي لتغير جو عندنا وتشرفنا بحضورك في الزفاف‬
‫ليكمل الجد صارخا ‪ :‬وهل حددت الموعد أيضا ؟ قام‬
‫ليقبل راسه وهو يقول ‪ :‬سامحني يا جدي ولكن أنت‬
‫فوق رأسي ولكن قاطعه جده لقد انتهى الموضوع‬
‫ولكن ليكن في علمك أن سارة مخطوبة لخالد انه‬
‫وكيل نيابة وسيصبح قاضيا وأبوه هو نائب المنطقة‬
‫ولن تجد أفضل منه فكر يوسف وكأن هذا ما ينقصه‬
‫قال محاوال ارجاء االمر ‪ :‬ولكن دراسة سارة صعبة‬
‫لذا ال داعي لفتح الموضوع حاليا وربما يحاول ارضاء‬
‫جده بطريقة أخرى فالرجل مصمم على أن يزوج‬
‫أحفاده فالزال هناك معتز‬

‫انتهى‬

‫‪.....................‬الفصل السابع‬
‫‪..............................‬‬
‫وقفت انجي في الشرفة تتطلع حولها ‪،‬لقد غطت‬
‫الثلوج المنطقة تماما ‪ ،‬لم يعد هناك مع اللون االبيض‬
‫اال المنازل ‪............‬كان منظرا مذهال فاالرض بيضاء‬
‫نقية تبدو كعروس ترتدي فستان‬
‫زفافها‪..............‬سمعت صوت خطوات تقترب نحوها‬
‫لترى سيف يقف بجوارها وهو يقول ‪ :‬ان المنظر‬
‫مذهل ‪ .‬مارأيك أن ننزل لنلعب ؟ ‪................‬قالت له‬
‫مبتسمة ‪ :‬فكرة جيدة ‪ ،‬ثم غمزت بعينها قائلة ‪ :‬هل‬
‫تستطيع التزلج على الجليد ؟ ‪.........‬رد عليها وهو‬
‫يمط شفتيه ‪ :‬لألسف ال هل تستطيعي أنت ؟‬
‫‪............‬اومأت برأسها داللة على المعرفة‬
‫‪.................‬ليكمل بعدها ‪ :‬اذا عليك أن‬
‫تعلميني‪.................‬ردت في حماس ‪ :‬بالتأكيد سترى‬
‫أنه أكثر األشياء متعة‪............‬واندفعا للبحث عن‬
‫االحذية الخاصة بالتزلج لتجد بغيتها وتهتف به ‪:‬‬
‫وجدته هاهو حذائي وأنا صغيرة سيناسبك ‪ ،‬وهاهو‬
‫أخر كبير ‪...............‬هيا ارتدي معطفك وسأحضر أنا‬
‫ايضا معطفي ‪..............‬أومأ برأسه وجرى ليحضر‬
‫المعطف ‪.................‬عادت وقد أحضرت معطفها‬
‫لتراها واقفا مع سلمى وهو يقول ‪ :‬ال تكوني مفسدة‬
‫للمتعة ان جيجي ستعلمنا التزلج ‪..................‬هزت‬
‫سلمى رأسها برفض وهي تقول ‪ :‬انه يبدو مخيفا‬
‫ومن الممكن أن نسقط ‪...............‬قال من بين اسنانه‬
‫‪ :‬جبانة ‪..............‬قالت انجي في تحذير ‪ :‬من الخطأ‬
‫أن تقول هذا على أختك ‪...........‬اتركها ولنذهب نحن‬
‫‪..............‬استدار موافقا لتجري سلمى خلفهم قائلة ‪:‬‬
‫سأتي ألشاهدكم ‪..............‬ساعدتها في ارتداء‬
‫معطفها وهي تنظر اليها انها طفلة جميلة ربما تملك‬
‫عيون زرقاء مثلها هي وأمها ولكن مالمحها مختلفة‬
‫وعيناها هادئة ‪ ،‬بينما عيناها هي جامحة‪ ،‬ولون‬
‫الشعر مختلف ليس اشقر مثل أمها أو أسود مثلها ‪،‬‬
‫ولكن كستنائي‪ ........‬وسيف يبدو وكأن الجزء‬
‫االنجليزي لم يؤثر به بشعره االسود وعيناه‬
‫السودوان الواسعتان ‪.............‬انهما حتى مختلفان‬
‫في الشخصية أكثر ‪..........‬من يراهما لن يخمن أبدا‬
‫انهما تؤام ‪................‬خرجت وبدأت في التزلج‬
‫شاعرة أنها تستعيد أحساس مذهل انها تشعر وكأنها‬
‫تحلق في الفضاء‪............‬ارتدى سيف حذائة‬
‫وامسكت باحدى يديه وهي تشرح له كيف ينجح في‬
‫التزلج بمفرده وبمضي بعض الوقت كان قد استطاع‬
‫ان ينطلق بمفرده وهو يطلق صيحات السرور‬
‫‪............‬مما جعل سلمى تقول في غيرة ‪ :‬أريد أن‬
‫أجرب أنا أيضا ‪...................‬لتبدأ في تعليمها حتى‬
‫نجحت في التزلج حتى أنها في النهاية لم تكن راغبة‬
‫في الدخول الى المنزل‬
‫‪..............................‬توجهوا الى الداخل من الباب‬
‫المفتوح على المطبخ تجنبا لعاصفة السيدة جونسون‬
‫اذا سقط شيئا من مالبسهم ليفسد المفروشات‬
‫‪...............‬جلسوا حول المنضدة لتحضر لهم السيدة‬
‫السندويتشات والشيكوالته الساخنة ‪ ،‬انها طيبة رغم‬
‫مظهرها الصارم نظر اليها سيف في جدية وقال ‪:‬‬
‫جيجي هل تجيدين اللغة العربية ؟ ‪.............‬قالت ‪:‬‬
‫بالتأكيد انني اتكلم بها معك االن ‪..............‬كان‬
‫والدها قد حرص منذ صغرهم على مخاطبتهم داخل‬
‫المنزل باللغة العربية ‪ ،‬حتى ان امها قد تعلمت اللغة‬
‫العربية قبل مولدها حتى ‪ ،‬فكبروا وهم يتحدثون‬
‫اللغتين ‪............‬وقد فعلوا ذلكمع الصغيرين حتى‬
‫‪..............‬رد عليها ‪ :‬لست أقصد الحديث وانما‬
‫القراءة والكتابة‪................‬هزت راسها نافية وهي‬
‫تقول ‪ :‬ال لم نتعلمها في المدرسة ‪............‬رد عليها‬
‫بفخر ‪ :‬ولكني أتعلمها االن ‪............‬جذب انتباهها‬
‫لتقول له ‪ :‬حقا وأين ذلك ؟‪..................‬قال لها ‪ :‬في‬
‫المركز االسالمي أنا وسلمى نتعلم اللغة العربية‬
‫والقرآن ‪.................‬فكرت انه شئ جديد فوالدها لم‬
‫يفعل ذلك معها هي وعماد ‪ ،‬أحست بنفس شعور‬
‫سلمى منذ قليل انها بالتأكيد الغيرة من أن يتعلم سيف‬
‫شئ جديد وهي ال ‪............................‬سألته ‪ :‬هل‬
‫يمكن للكبار ان يشاركوا في أخذ الدروس ؟ ليرد ‪:‬‬
‫بالتأكيد ان هناك الكثير من الكبار يدرسون معنا عليك‬
‫االلتحاق بالدروس وال تقلقي سأشرح لك ما‬
‫فاتك‪............‬ردت في اخترام مبالغ فيه ‪ :‬سأكون‬
‫شاكرة لك طوال حياتي‪................‬هل أصبحت تجيد‬
‫القراءة ؟ ‪ :........................‬ال ليس تماما‬
‫‪...................‬استفسرت ‪ :‬كيف تتمكن من حفظ‬
‫القران؟ ‪ .................... :‬انني استخدم برنامج‬
‫المصحف المعلم ‪.....‬فكرت ان هذا الولد ذكي جدا‬
‫وربما يحتاج لنوع خاص من التعليم ‪.............‬‬

‫كان معتز منهمك في العمل ‪ ،‬على الرغم من أنه لم‬


‫يكن يشعر بالراحة فهو يفضل العمل في الهواء الطلق‬
‫‪ ،‬ولكنه اضطر للعمل داخل المرأب بسبب االمطار‬
‫الغزيرة في الخارج على مايبدو انها نوة قوية للغاية‬
‫‪...............‬كان يعمل بنفسه خاصة وان العطل في‬
‫يخت سعيد الكاشف معقد ‪ ،‬فلم يستطع ان يترك العمل‬
‫للعمال ويكتفي باالشراف ‪...............‬انه حقا اليدري‬
‫ما سر ارتطامه بهذه العائلة ‪ ،‬فبعد مشاكله مع احد‬
‫افرادها في القاهرة تحديدا رامز الكاشف ها هو‬
‫يضطر للتعامل مع احد أفراد العائلة مرة أخرى ‪ ،‬لقد‬
‫شك ان االمر متعمد لكنه جمع المعلومات عن سعيد‬
‫الكاشف ليجد انه غير راض عن تعامالت ابناء عمه‬
‫الموجودون هناك ‪.‬ثم من سيخمن ان معتز سليمان‬
‫الذي يعمل في مراب ويعيش في شقة متواضعة هو‬
‫نفسه معتز السعيد‪....................‬ولكن على كل‬
‫سينهي العمل ليخرج الرجل من حياته الى‬
‫االبد‪..............................‬قاطع انهماكه في العمل‬
‫صوت صادر من شخص قريب وعلى ما يبدو هو‬
‫صوت انثوي ‪ ،‬شعر بالدهشة فهذا المكان ال تأتي اليه‬
‫االناث ‪................‬اعتدل ليتمكن من رؤية الشخص‬
‫الموجود ‪.............‬ليعتريه بعض الشك فعلى الرغم‬
‫من الصوت اال ان الهيئة الموجودة أمامه كانت هيئة‬
‫شاب صغير ‪..............‬حذاء رياضي بنطلون جينز‬
‫وجاكت وكاب يغطي الرأس‪........................‬ليكمل‬
‫نفس الصوت ‪ :‬هل أنت االسطى معتز؟‬
‫‪..............‬ابتسم بسخرية قائال‪ :‬تحت أمر‬
‫حضرتك‪.................‬ليجد الواقف امامه يقول ‪ :‬أنا‬
‫شيرين الكاشف ‪ ،‬وقد أتيت ألسألك عن مدى التقدم‬
‫في اصالح اليخت ‪..‬فعندما اتصلت أخبروني أن العمل‬
‫لم ينتهي بعد ‪...............‬رد عليها ‪ :‬لالسف لم ينته‬
‫النه كان بحالة سيئة ولذا فكما ترين‬
‫‪................‬عقدت ما بين حاجبيها قائلة ‪ :‬وكم من‬
‫الوقت سيحتاج ؟ ‪..........‬ذكر لها تاريخا‬
‫‪............‬لتصرخ بعدها هاتفة ولكن هذا‬
‫مستحيل‪................‬رفع حاجبه مستنكرا ‪ :‬مستحيل‬
‫؟‪...........‬قالت بسرعة ‪ :‬أنا ال أستطيع االنتظار أنا‬
‫احتاجه بعد أسبوع بالضبط الني سأقيم فوقه حفل يوم‬
‫ميالدي‪.............‬فكر ساخرا هل تظن هذه المدللة أن‬
‫الكون يسير وفق هواها ‪ ،‬ثم من المجنون الذي يفكر‬
‫في اقامة حفل فوق يخت في هذا الوقت من العام‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!رد بلهجة حاسمة ‪ :‬أنا لن أستطيع أن‬
‫أفعل شيئا يا آنسة ‪................‬ردت بازعاج ‪ :‬يمكنني‬
‫أن أعطيك أي زيادة تطلبها ولن أخبر والدي ‪ ،‬ولكن‬
‫‪............‬قاطعها وهو يقول من بين أسنانه ال داعي‬
‫لهذا الكالم واألفضل أن تنصرفي االن ‪ ،‬فكما ترين‬
‫المكان مملؤ بالرجال ‪..............‬قالت في غيظ ‪ :‬من‬
‫تظن نفسك حتى تقوم بطردي ‪..........‬قاطعها مرة‬
‫أخرى في صرامة ‪ :‬أنا أملك المكان وانتهى االمر‬
‫‪.....................‬خرجت غاضبة لتندفع الى سيارتها‬
‫وتصل الى مقر عمل وتندفع كالعاصفة وهي تقول ‪:‬‬
‫لقد أساء هذا الوغد معاملتي ‪،‬عليك أن تعاقبه يا أبي‬
‫انه متعجرف وبغيض من يظن نفسه؟‪............‬قال‬
‫والدها ‪ :‬اهدئي أوال والتقطي أنفاسك من الذي‬
‫اغضبك الى هذه الدرجة؟‪.................‬قالت بغيظ ‪:‬‬
‫انه المعتوه الذي يصلح اليخت ‪...........‬قال والدها في‬
‫استنكار ‪ :‬هل ذهبت الى المرأب؟‪ ..............‬ردت ‪:‬‬
‫أجل لقد أردت أن أعرف متى سينتهي‪ ،.‬ولقد أهانني‬
‫وطردني من المكان‪................‬قال والدها ‪ :‬ان لديه‬
‫حق لقد كان ذهابك الى هناك خطأ منذ البداية‬
‫‪............‬قالت معترضة ‪ :‬ولكني أريد أن أقيم حفل‬
‫ميالدي فوقه لذا ‪.................‬قاطعها في صوت‬
‫حاسم ‪ :‬انسي الموضوع ان الجو غير مالئم لذا فكري‬
‫في مكان مناسب‪......................‬‬

‫كانت فرح تسير في خطتها بنجاح فها هي تقوم بدور‬


‫العروس على أكمل وجه ‪ ،‬تشتري المالبس والجهاز‬
‫وحتى أدوات الزينة ‪............‬ونظرا لرضى والدها‬
‫عنها فقد احضر لها من باريس حقيبة بها مالبس‬
‫للنوم من ارقى بيوت االزياء في باريس واالخرى بها‬
‫اغلى انواع البرفانات والمكياج ‪ ،‬اما بالنسبة لفستان‬
‫زفافها فقد اختارت التصميم وسيكون الفستان‬
‫المصمم على يد اشهر المصممين في العالم موجود‬
‫قبل الزفاف ‪....................‬واالن ستذهب مع والدها‬
‫ووالدتها لرؤية الفيال التي ستسكن فيها بعد انتهاء‬
‫مهندس الديكور منها‪................‬لقد كانت في منطقة‬
‫هادئة وراقية شعرت باالعجاب منذ دخلت الى الحديقة‬
‫‪ ،‬وفي الداخل شعرت بشئ مختلف لقد توقعت ان‬
‫الديكورات ستشبه الفنادق واالماكن الرسمية التي‬
‫تنشئها مجموعة السعيد ولكن فوجئت بجو حميمي‬
‫وكأن هناك من قرأ أفكارها ونفذها‬
‫‪........................‬وشئ آخر اعجبها بشدة لقد كان‬
‫يوج\د في الدور االول قاعة ضخمة بداخلها حما‬
‫سباحة بحجم معقول ‪.............‬لقد كانت تحب‬
‫السباحة ولطالما تمنت وجود حمام سباحة داخلي‬
‫لديهم حتى ال تكون مكشوفة عند السباحة‬
‫‪..................‬قال لها أحمد ‪ :‬ان السباحة هي رياضته‬
‫المفضلة وانه حصل على الميداليات فيها ‪ ،‬ولذا كان‬
‫أهم شئ بالنسبة له هو وجود مكان للسباحة ‪ .‬ثم‬
‫ضغط على احد االزرار لتجد السقف ينفتح ‪ ،‬لم تتمالك‬
‫نفسها لتقول في دهشة ‪ :‬مذهل انه بسقف‬
‫متحرك‪.................‬رد عليها سعيدا بتجاوبها ‪ :‬هو‬
‫أيضا يحتوي على نظام‬
‫تدفئة‪.............................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪............‬سارة اتصلي به االن ‪............‬قالت سارة‬
‫في عناد ‪ :‬ال ليس االن لم يمض الوقت الكافي بعد‬
‫‪..............‬كان أحمد قد أوكل لريهام مهمة ديكورات‬
‫الفيال التي سيعيش فيها بعد زواجه ‪ ،‬ولقد أعجب‬
‫الجميع بما نفذته ‪....................‬ريهام منذ البداية قد‬
‫طلبت منه عدم اخبار فرح عن أنها ستقوم بديكورات‬
‫وفرش الفيال لتعرف رأيها في النهاية دون أي مجاملة‬
‫‪...............‬وهي االن تنتظر مثل الطالب الذي ينتظر‬
‫نتيجة الثانوية العامة التي سيتوقف عليها مستقبله‬
‫‪................‬ان سارة تعتقد أن شيقتها موهبة بالفعل‬
‫ورغم ما تبديه االن من توت اال انها وقت العمل كانت‬
‫تمتاز بالثقة بالنفس دون اي تردد ‪ ،‬كما ظهرت لديها‬
‫الميول المعتادة لدي العائلة من تسلط واصدار لالوامر‬
‫لقد كان العمال يطيعونها دون اي تمرد‬
‫‪...............‬لقد طلب أحمد منها أن تذهب معهم لترى‬
‫رد فعل فرح بنفسها ولكنها تراجعت في النهاية لذا‬
‫فلتعاني من االنتظار ‪..........................‬كانت ريهام‬
‫ال تيتطيع الجلوس في مكان انها أولى خطواتها‬
‫العملية ‪ ،‬انها لم تصدق نفسها حين أوكل اليها أحمد‬
‫المهمة الكاملة في تصميم الديكور واختيار االثاث‬
‫والمفروشات ‪ ،‬لقد عرضت عليه ان يشاركها هو‬
‫وخطيبته في االختيار ولكن اخبرها ان الوقت ضيق‬
‫وهما مشغوالن ‪...........‬لذا كان عليها ان تستغل‬
‫الفرصة وتظهر أفضل ما لديها لتستحق هذه الثقة‬
‫‪..............‬لقد حسمت أمرها ستلتحق بالشركة بعد‬
‫الزفاف مباشرة ‪ ،‬وهذا النجاخ سيعطيها دفعة قوية‬
‫بالتأكيد ‪.............‬عاد أحمد يبدو عليه السرور‬
‫ليأخذها بين ذراعيه ويدور بها قائال ‪ :‬شكرا لك يا‬
‫حبيبتي ‪.‬لقد فعلتي أكثر مما كنت أحلم حتى‬
‫‪..............‬قالت بانفاس متقطعة دعنا منك ما يهمني‬
‫هو راي العروس هل اعجبتها ؟‪ .................‬رد‬
‫عليها ضاحكا ‪ :‬وهل رايها أهم من رأيي ‪............‬‬
‫قالت ‪ :‬بالتأكيد‪..........‬رد عليها في غيظ ‪ :‬لقد كانت‬
‫مبهورة ‪............................‬‬

‫على ما يبدو ان سيف أن سيف سيصبح في المستقبل‬


‫قائدا وربما حتى رئيس ‪..........‬ان لديه تلك القدرة‬
‫على دفع من حوله في االتجاه الذي يريده‬
‫‪................‬فها هما انجي وسلمى تذهبان معه كل‬
‫يوم لتلقي دروس اللغة العربية بل ان انجي تقوم سرا‬
‫باالستماع الى دروس في اليوتيوب لتتمكن من‬
‫تعويض ما فاتها من دروس وتتمكن من اللحاق به‬
‫‪.................‬انها تشعر ان القراءة باللغة العربية شئ‬
‫معقد ‪..........‬فان طريقة نطق الكلمة بل معناها ايضا‬
‫يختلف تبعا للتشكيل الذي يعلوها ‪ ،‬فنفس الحروف‬
‫تشكل عدة كلمات وعدة معاني ‪ ،‬ولكن رغم ذلك فهي‬
‫لن تتراجع عن المنافسة أو تهرب‬
‫‪.....................‬كانت تقود السيارة فيما يجلس‬
‫بجوارها سيف وسلمى في الخلف كانوا عائدين من‬
‫الدرس ‪ ،‬الثلوج توقفت وتم رفعها من الطرق وأصبح‬
‫الجو أكثر دفئا‪....................‬ما ان نزلوا من السارة‬
‫حتى قالت بسرعة ‪ :‬المسابقة االن من يصل الى‬
‫المنزل أوال ‪...............‬ليندفع ثالثتهم في صخب‬
‫‪...............‬فتحت السيدة جونسون الباب بعد الطرق‬
‫العالي متذمرة ليكملوا اندفاعهم الى الى الداخل غير‬
‫مكترثين بما تتمتم به بصوت‬
‫منخفض‪...................‬بسبب هذا الصخب لم تتمكن‬
‫من سماع صوت والدها والشخص الذي يحدثه‬
‫‪..............‬ما أن وصلت الى الريسبشن حيث يجلسان‬
‫واتضحت أمامها صور ة الشخص الجالس ‪ ،‬حتى‬
‫توقفت متجمدة وكأن صاعقة قد ضربتها ‪،‬‬
‫‪..................‬انه هو ‪ .‬بعد كل هذه السنوات عاد مرة‬
‫أخرى ‪....‬زمرت سبع سنوات منذ اخر لقاء جمعهما ‪،‬‬
‫وبعدها لم يجرؤ على القدوم ومواجهتها‬
‫‪...............،‬ومن جهتها كانت قد نسيته أو تناسته ن‬
‫لقد ألمها هذا مث االلم الذييشعر به االنسان حين يبتر‬
‫أحد أعضائه الذي عاش معه طول عمره وظل يعتمد‬
‫عليه ‪ ،‬لقد أجبرت حتى أفكارها أال تقترب منه ‪،‬‬
‫سخرت من نفسها وكأن ذلك قد ساعدها حتى على‬
‫النسيان ‪..................‬قام من المقعد واقترب منها‬
‫نظرتها لم تتغير ولم يظهر لديها أي ردة فعل نفس‬
‫نفس النظرة المتجمدة ‪............‬فكرت ‪ :‬لقد تغير‬
‫بالتأكيد لم يعد نفس الشاب الصغير لقد تغيرت مالمحه‬
‫وأصبح أكثر عرضا وظهرت عضالته لقد كان يمارس‬
‫الرياضة ‪ ،‬ومالمحه اكتسبت مزيدا من النضج ‪ ،‬ولكنه‬
‫بالتأكيد وسيم ‪ ،‬انه يشبه والدها‬
‫كثيرا‪.................‬تسلل الى أذنها صوته يقول ك‬
‫انجي ‪ .‬ومد يده ليلمسها ‪...........‬ليرسل عقلها‬
‫برسالة تقول ك ابتعدي ‪...........‬استدارت بسرعة‬
‫متجهة الى السلم ‪..............‬تكلم بصوت متوسل ك‬
‫انجي أرجوك ‪......‬دقيقة واحدة أريد أن أطمئن عليك‬
‫‪................‬استدارت اليه بوجه ثائر ثم عقدت‬
‫ذراعيها ناظرة اليه باشمئزاز قائلة وعيونها تطلق‬
‫شررا ‪ :‬اطمئن يا أخي أنا ال أزال على قيد الحياة ‪،‬‬
‫وقريبا سأصبح طبيبة ‪ .‬يمكنك أن تريح ضميرك ان‬
‫كان متعبا‪.................‬قال بصوت متألم ‪ :‬أرجوك‬
‫سامحيني أنا لم أتخيل للحظة أن يحدث ذلك ‪ ،‬لقد كان‬
‫جنون ‪ .‬لو خطر ببالي للحظة أنه قد يفعل بك هذا لكنت‬
‫انتظرت ولو كان الثمن حياتي ‪................‬رفعت‬
‫يديها لتصفق ببطء ‪ :‬أهنئك على األداء انك بالتأكيد‬
‫محمد الذي كان يقول لي انني اغلى من حياته ‪ ،‬هل‬
‫انتهيت ؟ شكرا لهذا التوضيح ‪ ،‬ولكن رغم ذلك‬
‫فالواقع لم تتغير ‪ .‬لقد هربت أنت كفأر مذعور بعد‬
‫جريمتك ‪ ،‬ليقرر ذلك المجنون االنتقام عن طريقي أنا‬
‫‪ ،‬وها أنا االن بفضلكما أصبحت أكره ختى نفسي‬
‫‪.........................‬ال تقلق يا أخي أعدك انني حين‬
‫استطيع التصالح حتى مع نفسي ستكون أنت التالي‬
‫في القائمة ‪...............‬ثم استدارت صاعدة الساللم‬
‫لتغلق باب غرفتها خلفها في‬
‫عنف‪.......................‬استدار محمد ليجد والده وقد‬
‫أخفض رأسه عالمة اليأس ‪ .‬ويجد طفالن صغيران‬
‫يحدقان به نظر اليهما وهو يزفر نفسا ملتهبا ‪.‬‬
‫لتتوقف عيناه على الطفلة انها تشبه ‪ ،‬ليقفز الى‬
‫رأسه خاطر مجنون ليقول في حدة وهو يشير اليها ‪:‬‬
‫أبي انها تشبه ‪.................‬قاطعه والده ‪ :‬انها تشبه‬
‫عمتها ‪..............‬اتسعت عيناه في ذهول وعقله يقر‬
‫بالواقع ‪ ،‬ان االمور أصعب كثيرا مما تخيل‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال اله اال أنت‬


‫استغفرك وأتوب اليك‬

‫‪........‬الفصل الثامن‪............‬‬

‫دخلت انجي غرفتها لتلقي بنفسها فوق الفراش‬


‫وتنخرط في بكاء عنيف ‪ ،‬لقد تجدد ألمها وكأن ما‬
‫حدث لم تمر عليه سنوات بل كأنه حدث‬
‫للتو‪.........‬كانت المواجهة مع أخيها بعد كل تلك‬
‫السنوات القشة التي قسمت ظهر البعير لقد تأكدت‬
‫االن أنها لم تشف بعد ولكن جرحها كان في مرحلة‬
‫سكون وما أن تم الضغط عليه حتى بدأ ينزف من‬
‫جديد ان كل الذكريات في هذه اللحظة عادت لتهاجم‬
‫عقلها وتعبث به من جديد ‪ ،‬لقد حاولت طوال سنوات‬
‫أن تبدو كشخص طبيعي أمام عيون أسرتها المدققة‬
‫فهي لسوء الحظ وربما لحسنه عاشت مع ثالثة أطباء‬
‫‪ .‬يصعب خداعهم ‪........... .‬شعرت بألم شديد في‬
‫قلبها لتضع يدها فوقه وهي تشهق بقوة وتتأوه‬
‫‪..........‬خاولت اخفاض صوتها فهي ال تريد أن‬
‫يسمعوا صوتها ويصعدوا اليها ‪ ،‬انها في هذه اللحظة‬
‫لن تتحمل تجمعهم حولها ومحاولة تهدئتها ‪ .‬وربما‬
‫أصر هو ايضا على الصعود بالتأكيد هي ال تريد ذلك‪...‬‬
‫ان ما تحتاجه هو االختالء مع نفسها لتحقق قدر من‬
‫التوافق النفسي تتمكن به من االستمرار‪.........‬لقد‬
‫ظلت لسنوات تتخيل رد فعلها اذا رأته كان دائما‬
‫تتصور ان رد فعلها سيكون عنيف من الناحية‬
‫الجسدية وانها ستندفع اليه مفرغة غضبها في عنف‬
‫‪ ،‬ولكن ما خدث كان عكس ذلك لقد جمدتها رؤيته‬
‫ربما ألن ألمها كان أكبر من غضبها ‪ .‬انها متأكدة انها‬
‫حتى وهي في ذلك العمر كانت ستقدم مصلحته عليها‬
‫وسالمته على سالمتها لو خيروها ‪ .‬لقد كان أقرب‬
‫شخص الى قلبها ولكن ما زاد ألمها أنه هرب ‪ .‬لقد‬
‫كانت بعد أزمتها تشعر أن أكثر ما تحتاجه هو حضن‬
‫تبكي وتشكو اليه ‪........‬انها تعرف أن أمها ليست من‬
‫هذا النوع لقد تعملت معها كمريضة تحتاج الى عناية‬
‫طبية وبما أن الطب النفسي ليس تخصصها فلتذهب‬
‫بها الى المتخصصين ‪.........‬كما أن والدها كان ينظر‬
‫اليها نظرات غريبة كان يبدو كمذنب ال يستطيع‬
‫مواجهة ما اقترفه‪............‬كان تخليه عنها هو أكثر‬
‫ما يؤثر فيها ‪..............‬لذا قررت من ذلك الوقت أنها‬
‫ستعتمد على نفسها ولن تحتاج أي شخص مرة أخرى‬
‫‪.........‬كانت في ‪.‬طفولتها تمارس الرياضة المناسبة‬
‫لفتاة كالسباحة والتنس ‪ ،‬ولكنها منذ ست سنوات‬
‫بدأت في تعلم رياضات الدفاع عن النفس وقد حصلت‬
‫على الحزام االسود في الكاراتيه والتايكوندو‬
‫‪........‬لقد أقسمت انها ستدافع عن نفسها ولن تسمح‬
‫الي مخلوق أن يؤذيها ‪........................‬تسلل الى‬
‫أذنها صوت أمها تقول ‪ :‬انجي حبيبتي افتحي الباب‬
‫أريد أن أكلمك‪................................‬قررت في‬
‫البداية أن تتظاهر بالنوم لكنها اضطرت للرد حتى ال‬
‫تستمر أمها في االلحاح ‪ :‬ماما أنا بخير ال تقلقي‬
‫سأستريح قليال فقط ‪...........................‬ردت االم‬
‫بلهجة عملية ‪ :‬هل أنت متأكدة أن بابا قلق عليك‬
‫‪..............................‬انها تشعر بالتسلية من‬
‫تصرفات والدتها معظم االوقات _ لكن ليس‬
‫االن‪...........‬فالدكتورة سوزان عملية ألقصى الحدود‬
‫‪ ،‬ال تظهر القلق المعتاد من األمهات ‪...............‬انها‬
‫تذكر حين كانت تسافر الى مصر والقلق الذي كانت‬
‫تبديه زوجة والدها السابقة _تذكرت ومشاعر دافئة‬
‫تتسلل الى قلبها _ العمة فاطمة تجاهها هي ومحمد‬
‫‪.................‬بعد قليل من الوقت غلبها النوم لترى‬
‫كوابيسها القديمة كانت تجلس في غرفة واسعة فوق‬
‫السرير وهي منكمشة على نفسها ‪...............‬وفجأة‬
‫انطفئت األضواء مما جعلها تشعر بالخوف‬
‫‪...........‬ليتحول الخوف الى رعب وهي تسمع‬
‫خطوات أقدام فوق االرض ‪..................‬فكرت يجب‬
‫عليها الهرب وعدم االنتظار حتى يصل اليها صاحب‬
‫الخطوات ‪............‬ولكن شعرت أن جسدها ال‬
‫يساعدها وكأنه قد تجمد ‪.......‬حاولت الصراخ ولكن‬
‫صوتها أيضا لم يخرج ‪...................‬كان جسمها قد‬
‫أصبح ممتلئ بالعرق رغم البرودة وتتقلب في نومها‬
‫بشدة وعندما كادت أن تختنق استيقظت لتهرب‬
‫‪.........................................‬المحتوى االن غير‬
‫مخفي‬

‫رغم أن اليوم هو يوم الجمعة اال أن حازم اضطر‬


‫لالستيقاظ مبكرا فهو يعلم أن والديه يسعدان بتناوله‬
‫االفطار معهما كما يحب والده أن يذهب هو وعمر‬
‫معه لصالة الجمعة‪.........‬انها بالتأكيد غريزة انسانية‬
‫وهي الشعور بوجود امتداد لك ‪...............‬ان والده‬
‫االستاذ عبد هللا كامل كان مدرس للرياضيات بينما أمه‬
‫االستاذة سميرة كانت مدرسة للغة االنجليزية وهي‬
‫االن مديرة مدرسة ثانوية _لقد سافر والداه منذ‬
‫زواجهما وختى قبل مولده الى أحد الدول الخليجية‬
‫‪..........‬وظال هناك الى أنهى دراسته الثانوية وكان‬
‫عليه أن يعود ليلتحق بالجامعة ‪ .‬فانهى الوالدان‬
‫عملهما وعادت االسرة معه _كانت معرفته لبلده خالل‬
‫تلك الفترة محدودة تقتصر على الزيارة الثانوية في‬
‫فصل الصيف لزيارة العائلة ‪-‬حتى أن لهجته كانت‬
‫شبه خليجية ‪....................‬ان ما نفعهم حقا كان‬
‫خاله االستاذ رضا والذي عمل في تقسيم االراضي‬
‫والمقاوالت ‪...............‬وفي ذلك الوقت كان تعمير‬
‫الصحراء وبناء المدن الجديدة ‪.........‬هو من اقنع‬
‫والده أن ادخار النقود ليس بسليم الن قيمتها تقل وأن‬
‫أفضل طريقة الستثمار تحويشة العمر هو شراء‬
‫االرض والتي تزيد قيمتها بسرعة ‪ .‬وكان ينصحه‬
‫بالشراء كلما وجد بحاسته التجارية المستقبل المنتظر‬
‫لمنطقة ما ‪.............‬عبر سنوات اشترى والده‬
‫مساحة كبيرة على الطريق الصحراوي ليبني فوقها‬
‫مع بعض المستثمرين مدرسة دولية كبيرة يقوم‬
‫بادارتها االن_ومزرعة كبيرة في منطقة زراعية‬
‫حديثة ‪...........‬كما اشترى مساحة معقولة في‬
‫مشروع للعائالت في منطقة مجاورة للقاهرة ليبنى بعد‬
‫ذلك فوقها الفيال التي يعيش فيها االن والذي بنى‬
‫والده فيها دورا من أجله ولكنه ال يزال‬
‫خاويا‪........‬وأيضا قطعة من االرض في مدينة‬
‫صناعية كانت قيمتها قد ارتفعت قليال ولكنه باعها‬
‫حينما احتاج ابنه للمال‪....................‬انه حتى االن‬
‫يعيش في الشقة التي تزوج فيها ‪...........‬كان قد طلب‬
‫من والده عند زواجه تأجيل انتقاله الى الفيال حتى‬
‫تنهي ريهام دراستها الن الفيال كانت بعيدة جدا عن‬
‫كليتها ‪............‬ومع رحيلها بقي الوضع على ما هو‬
‫عليه‪.....................‬دخل حازم المنزل لتستقبله امه‬
‫مرحبة فيأخذ يدها ويقبلها قائال ‪ :‬كيف حالك ياست‬
‫الحبايب ‪................‬ردت أمه معاتبة ‪ :‬أنا بخير وأنت‬
‫تعلم ما يقلقني حقا‪...................‬هو يعرف أنها لن‬
‫تمل من تكرار نفس الموضوع ‪...............‬لذا حاول‬
‫أن يتظاهر بالمرح وهو يقول ‪ :‬ان من تشعرين بالقلق‬
‫عليه أصبح كبير وال يحتاج كل هذا القلق ‪ ،‬ربما عليك‬
‫يا أستاذة أن توفري بعض االهتمام لالستاذ عبد هللا‬
‫فقد الحظت أنه معجب بأحد الجارات لذا يطيل البقاء‬
‫في الشرفة ‪ ،‬ربما علينا أن نضبطه متلبسا‬
‫‪.............‬قال ذلك وهو يتجه الى الشرفة بالفعل حيث‬
‫مكان جلوس والده المفضل خالل هذه الساعات من‬
‫الصباح لالستمتاع بالشمس الذي ظهرت هذا اليوم‬
‫بعد غياب‪.................‬دخل ليسلم على والده الذي‬
‫ابتسم له وهو يقول ‪ :‬هل استوقفتك سيادة الناظرة من‬
‫أجل تلقي التعليمات كالمعتاد ‪...............‬ابتسم له‬
‫حازم ابتسامة متواطئة ولم يجرؤ على الرد حت ال‬
‫يحظى بالتوابع المعتادة ‪..............‬نظر والده حوله‬
‫متسائال ‪ :‬ألم تحضر عمر ؟ ‪..............‬كان حازم يعلم‬
‫أن والده سيتضايق لغياب عمر فالزيارة ال تكفي‬
‫والديه من االساس لذا رد ‪ :‬انه لألسف لم يأتي بسبب‬
‫انشغالهم في التحضير لزفاف أحمد ‪................‬ضيق‬
‫والده ما بين حاجبيه مفكرا ليقول بعدها ‪ :‬أحمد‬
‫الطبيب ؟ انه شاب ممتاز أتمنى له التوفيق ‪ ،‬وان يتم‬
‫هللا له بخير ‪...............‬كان والده يعرف أحمد وكل‬
‫العائلة فان الصداقة التي جمعته بيوسف كانت صداقة‬
‫عميقة ‪.............‬جعلت عالقة االسرتين قوية حتى‬
‫قبل زواجه ‪ ،‬خاصة عند وفاة الوالدين ‪...........‬كانت‬
‫أمه تشعر بالم شديد تجاههم ربما كان يوسف وقتها‬
‫كبير هو وأحمد ولكن االخرين كانوا ال يزالون أطفال‬
‫‪.........‬وزاد تعاطفها بدرجة كبيرة مع‬
‫البنتين‪..............‬ولذا لم يتردد والده عند تعرض‬
‫الشركة الزمة مالية بعد وفاة الوالد ‪.......‬أن يبيع‬
‫االرض عندما طلب منه حازم ليساعد صديقه‬
‫‪........‬كان هدف حازم وقتها أن يساعد صديقه في‬
‫عبور أزمته ‪............‬ولم يكن يفكر أن يوسف بعد‬
‫ذلك سيصر على رد االموال له ‪.............‬وفي النهاية‬
‫تم تحويل النقود وما حققته من أرباح الى أسهم في‬
‫الشركة ‪.......................‬تدخلت أمه في الحديث‬
‫قائلة ‪ :‬مبارك له ‪..........‬وكعادتها في تحويل اي‬
‫حوار الى نفس الموضوع أكملت ‪ :‬وماذا عنك‬
‫؟‪...............‬انه ال يملك ختى االن اجابة شافية فحاول‬
‫أن يراوغ قائال ‪ :‬ماذا عني أنا متزوج منذ ما يقرب‬
‫من ست سنوات ولدي ابن ‪.....................‬ردت‬
‫والدته بنفاذ صبر واستنكار ‪ :‬متزوج !!!!!!!!!!!لقد‬
‫تركتك ريهام حتى قبل أن تعرف أنها حامل ‪...‬وأكملت‬
‫بلهجة حزينة ‪ :‬يابني أنت ال تدرك كيف أكون قلقة‬
‫عليك وأنت بمفردك ‪ ،‬ماذا اذا مرضت ؟‪...........‬انني‬
‫حتى ال أدري كيف تأكل أو تحضر مالبسك ‪ ،‬هل تظن‬
‫أنه يعجبني حالك حينما تعود من العمل الشاق‬
‫لتخاطب الجدران ‪ ،‬ان من فيمثل عمرك أصبحوا‬
‫مستقرين مع زوجة وأبناء يملؤن عليهم حياتهم‬
‫‪..................‬قاطعها حازم هو يعلم ان لديها حق فيما‬
‫تقول ولكن ‪..........‬لذا قال ‪:‬أنا أعلم يا أمي أنك تحبين‬
‫ريهام فال داعي لهذا الضغط ‪ ،‬ثم ‪............‬لتقاطعه‬
‫قائلة ‪ :‬أنها أحبها كبناتي وهللا يشهد على ذلك ولكن‬
‫لوتركت أحد اخوتك زوجها نصف هذه المدة ختى فأنا‬
‫الذي سأزوجه عندها‪............‬على ما يبدو انه سقط‬
‫في المصيدة هذه المرة فوالدته تبدو مصممة زفر‬
‫بيأس لتكمل أمه ‪ :‬لقد وجدت لك عروسا ممتازة ‪،‬‬
‫وانا متأكدة أنهم سيوافقون حتى لو ظلت ريهام على‬
‫ذمتك‪...............‬نظر الى والده مستنجدا ليجده يهز‬
‫كتفيه عالمة على رفض التدخل فقال ‪ :‬ان ما يجعلني‬
‫أصبر على ريهام كل هذا الوقت هو انني أخطأت في‬
‫حقها بشدة ن لذا أرجوك امنحيني مزيدا من الوقت‬
‫‪...............‬قالت في لهجة حاسمة ‪ :‬أمامك شهر ثم‬
‫بعدها ‪...............‬قاطعها مستنكرا ‪ :‬هذا قليل بل ستة‬
‫أشهر قالت في النهاية ‪ :‬ثالثة أشهر وسأخطب لك‬
‫بعدها دون اخبارك حتى‬

‫دلفت نهال الى النادي مع ساعات الليل االولى لقد‬


‫تأخرت اليوم عن الوقت المعتاد ‪ ،‬النها قضت وقتا‬
‫طويال عند مصفف الشعر ‪ ،‬لقد غيرت قصة شعرها‬
‫ولونه أيضا وهي تشعر أنها متألقة وأصبحت جاهزة‬
‫للمنافسة القادمة ‪......‬انها تعرف انها أجمل منها‬
‫ولكن ما يقلقها هو فارق السن بينهما فبينما هي في‬
‫أواخر العشرينات ال تزال افتاة المدعوة فرح في‬
‫بدايتها ‪................‬ما أن وصلت الى المكان المعتاد‬
‫لتواجد شلتها حتى تعالت صيحات االستحسان ‪......‬ان‬
‫أول شئ يالحظونه هو هذه االشياء فهذا هو ما تدور‬
‫حياتهم حوله‪......‬شعرت بالسرور البالغ فقد حصلت‬
‫على االنطباع الذي انتظرته ‪ ،‬لقد اتاح لها الزواج من‬
‫يوسف السعيد المكانية االجتماعية والمادية التي‬
‫تمنتها فهي كل عام تبدل سيارتها باحدث موديل ‪ ،‬كما‬
‫تحصل على ما تريده من مجوهرات وأشهر‬
‫االزياءوتعيش حياتها كما يحلو _ان أسرتها عريقة‬
‫ولكن أحوالهم المادية لم تعد مثل السابق ولذا عليها‬
‫أن تحافظ على زواجها بكل قوتها ‪................‬قاطع‬
‫أفكارها رنين الها تف قرأت االسم لتمط شفتيها في‬
‫ازدراء وتطلق سبابا ‪ ،‬انها مضطرة أن ترد قمت من‬
‫مكانها مبتعدة فهي ال تريد أن يسمع الحوار أي‬
‫شخص ‪..................‬فتحت الخط قائلة ‪ :‬مرحبا‬
‫‪.............‬ليرد الصوت في الطرف االخر ‪ :‬مرحبا بك‬
‫سيدة نهال ‪ ،‬أريد أن أقابلك ألمر ضروري‬
‫‪.............‬شتمت في سرها ألن ينتهي هذا االمر هل‬
‫ستظل هذه المحتالة تبتزها الى االبد ‪..............‬لقد‬
‫طفح الكيل لقد نالت نشوى هذه ما اتفقا عليه وزيادة‬
‫ورلكن رغم ذلك لم تتوقف طلباتها ويبدو انها لن تفعل‬
‫‪.................‬انها تعرف هذا النوع من الفقراء عندما‬
‫يقعون على فريسة غنية ‪...............‬لقد دفعت الكثير‬
‫الحكام االمر ليس لنشوى فقط ولكن لغيرها أيضا‬
‫‪..........................‬لقد نفذت كل شئ بمفردها ولم‬
‫تستعن حتى بوالدها فهي لم تكن مستعدة للمخاطرة‬
‫فربما يرفض‪..........‬ال بد أن تجد طريقة اليقاف هذه‬
‫المحتالة عند حدها ‪ ،‬ولكنها مؤقتا ستضطر لمقابلتها‬
‫حتى تجد حال ‪......................‬اتفقت معها على ان‬
‫يتقابال في اليوم التالي في كافيتريا منعزلة فهي لن‬
‫تستطع احضارها الى النادي فربما يتعرف اليها أحد‬
‫‪.......................‬كان يوسف قد سافر خارج القاهرة‬
‫منذ الصباح لمتابعة اخر التطورات في القرية‬
‫السياحية ‪............‬لذا كان هذا وقت مناسب لالثنتين‬
‫السكرتيرة والزوجة ‪..................‬وصلت نشوى‬
‫لتجلس منتظرة نهال ‪ ،‬اقتربت بطلتها المميزة بطقم‬
‫على أحدث خطوط الموضة له تنورة قصيرة أسفلها‬
‫بوت يصل الى الرقبة ونظارة شمسية من أغلى‬
‫الماركات ‪ ..................‬جلست أمامها لتخلع نظارتها‬
‫وتنظر اليها قائلة ‪ :‬ماذا هناك يا نشوى ؟‪..........‬أال‬
‫ترين انه ليس لدي وقت الراك كلما خطر ذلك ببالك‬
‫‪................‬ردت نشوى دون اهتمام بتذمرها ‪ ،‬فهي‬
‫تراها بغيضة وهي تستحق بالتأكيد ما تفعله بها‬
‫‪:‬بدون مقدمات لقد سأمت من ركوب المواصالت وأنا‬
‫أختاج لسيارة متواضعة أذهب بها الى العمل‬
‫‪.................‬ردت نهال في سخرية ‪ :‬ان ال املك‬
‫معرض لبيع السيارات كما تعلمين‬
‫‪.................‬بادلتها نشوى السخرية قائلة ‪ :‬ولكني‬
‫أعلم أن قلبك الطيب لن ترضيه المعاناة التي اتعرض‬
‫لها كل يوم ‪....................‬البائسة لقد تجاوز طمعها‬
‫الحدود لذا قالت نهال في غضب‪ :‬ان قلبي الطيب قد‬
‫اكتفى بعد شراء الشقة لك ‪................‬قالت نشوى‬
‫مزيدة من ضغطها لتجعلها ترضخ ‪ :‬لقد اشتريت لي‬
‫شقة متواضعة ضمانا لبقاءك في القصر ‪ ،‬أي أنك‬
‫تلقين الى بالفتات ‪ ،‬وانت االن تضنين علي بسيارة‬
‫عادية بينما تركبين اغلى السيارات ‪..........‬ازداد‬
‫غضب نهال لقد اعطت لنشوى بنفسها السالح الذي‬
‫تهددها به االن قالت صارخة ‪ :‬هل تهددينني لقد أديت‬
‫لي خدمة وحصلت على ثمنها وضعي بعد ذلك كلمة‬
‫النهاية‪................‬يبدو ان هذه المرأة المفترسة لن‬
‫تستسلم بسهولة لذا فلتضع ورقتها الرابحة قالت ‪:‬‬
‫أنت التدرين ما هو شعور وأنا أرى يوسف كل يوم‬
‫وأشعر بألمه النه غير قادر على الحصول على الطفل‬
‫الذي يتمناه ‪ ،‬ربما يوما ما سيستيقظ ضميري و‬
‫يخبره بالحقيقة ‪...................‬قالت نهال من بين‬
‫أسنانها وهي تشعر برغبة حقيقية في القتل ‪ :‬ليكن في‬
‫علمك ستكون هذه هي المرة االخيرة ‪ ،‬وبعدها لو‬
‫تجرأتي على طلب قرش واحد فال تلومي اال‬
‫نفسك‪...................‬ثم أخرجت دفتر الشيكات وخطت‬
‫لها رقما وناولتها الشيك ‪...................‬لتمط نشوى‬
‫شفتيها قائلة ‪:‬انه بالكاد يكفي ولكن ال بأس به‬
‫‪.‬وضعته في حقيبتها وانصرفت تاركة نهال تتقطع من‬
‫الغيظ‪......‬‬

‫كان يسير في رواق الجامعة ببرلين ليستوقفه صوت‬


‫يأتي من خلفه مناديا ‪ :‬محمد‪...................‬ليلتفت‬
‫خلفه فيجد فهد صديقه السعودي يقترب منه ‪ ،‬فعند‬
‫الغربة يكون االشتراك في اللغة والدين هو أساس جيد‬
‫للصداقة ‪....................‬توقف أمامه ليصافخه في‬
‫مودة وهو يبتسم له قائال ‪ :‬أين كنت يا رجل أنا لم أرك‬
‫منذ عدة أيام ‪........‬هل كانت حقا مجرد أيام‬
‫!!!!!!!!!!!!!!انه يشعر كأن دهرا مضى منذ اخر مرة‬
‫كان هنا لقد كانت المواجهة صعبة يشعر أنها قد‬
‫استنزفته كان يشعر بأنه يحمل اثقال فوق استطاعته‬
‫لقد ظلت انجي في غرفتها ورفضت أن تغادرها لذا‬
‫اضطر ان يرحل لقد أبحت طفلته امرأة جميلة ولكنه‬
‫رأى خلف العينين الجامحتين طفله حزينة خائفة لقد‬
‫أراد أ يأخذها بين أخضانه ويزيل عنها الحزن‬
‫والخوف ‪.......................‬لقد تعرضت الى ما يفوق‬
‫عمرها بكثير ‪ ،‬انه متأكد أنها لن تشفى اال اذا شعرت‬
‫بانها أخذت حقها لقد كانت هكذا منذ الطفولة اذا‬
‫تعرض لها أحد أو ضربها البد أن تأخذ حقها حتى لو‬
‫كان الطرف االخر ضعف عمرها وحجمها‬
‫‪.................‬ولكن المشكلة أن الدين أصبح مزدوج _‬
‫كال الطرفين أصبح جانيا ومجنيا عليه _كما أن الخصم‬
‫ليس سهال أبدا ‪..............‬نفض رأسه ليحاول التركيز‬
‫على ما يقوله فهد ‪.............‬انه يسأله عن شيئا‬
‫يتعلق بالدراسة فبينما كان هو في مرحلة الدكتوراة‬
‫فان فهد يحضر الماجستير ‪..............‬مشيا سويا‬
‫لتستوقفهما هيلين الفتاة االلمانية قائلة ‪ :‬محمد ‪-‬فهد‬
‫كيف حالكما ؟ رد عليها مبتسما ‪ :‬بخير وأنت ؟ أن‬
‫الطالب قد اختفوا منذ اجازة منتصف العام ‪ ،‬يبدو ان‬
‫الجميع قد هرب من البرودة ‪ ،‬لماذا لم‬
‫تسافري؟‪..............‬ردت عليه في خبث ‪ :‬ربما الن‬
‫من أريده أن يصطحبني قد ظل هنا ‪..........‬ما رأيك أن‬
‫تصطحبني الى مصر ان بها آثار مذهلة البد‬
‫وستفيدني رؤيتها في الدراسة ‪ ،‬ومن االفضل أن‬
‫أراها بعيون خبير‪................‬رد عليها ضاحكا ‪ :‬يبدو‬
‫أنني لن أذهب قريبا وعليك أن تكتفي بالحجز مع‬
‫مكتب للسفر‪...........‬مطت شفتيها قائلة ‪ :‬يبدو أن‬
‫حظي سئ‪ ................‬يبدو أن هذه الشقراء معجبة‬
‫به انها تحاول منذ مدة طويلة التقرب اليه وهو‬
‫بالتأكيد لن يقوم بعالقة غير شرعية معها ‪ ،‬كما أنه‬
‫من ناحية أخرى لن يقع في الحب مثلما فعل والده ‪،‬‬
‫ان والئه الكامل ومشاعره لشخص واحد هو طفلته‬
‫التي ارتبط بها منذ سنوات ونقشت حبها فوق قلبه ‪،‬‬
‫انه يعلم انه أجرم في حقها وهو سيفعل المستحيل‬
‫لتعفو عنه ‪..............‬ولكن ان فشل في الحصول على‬
‫صفحها فسيعاقب نفسه بالحرمان طول عمره ‪ ،‬انه‬
‫يذكرها عندما يرىالفراشات ذهبية اللون فحبيبتها‬
‫مثلها في ألوانها وفي رقتها ‪.............‬منذ كانت طفلة‬
‫كانت النقيض لهم في كل شئ رقتها عكس جموحهم ‪.‬‬
‫هدوئها عكس صخبهم ‪.................‬فكر في سخرية‬
‫انه بالتأكيد كارثة تهدد كل من يقترب منه‬
‫‪.............‬لقد تسبب في أذى أحب الناس اليه‬
‫‪...............‬توجه الى الخارج مع فهد ليتناوال الغذاء‬
‫‪.....‬‬

‫انتهى‬

‫‪..............................‬الفصل التاسع‬
‫‪........................................‬‬
‫‪......‬تعالى صوت جرس الباب ليشعر معتز بالحيرة‬
‫فمن الذي سيأتيه في هذا الوقت المتأخر ‪..........‬فتح‬
‫الباب ليرى أمامه شخصا غاب عنه لسنوات ‪ .‬انه‬
‫أحمد !شعر أن الوقت قد تالشى وأن الزمن عاد‬
‫للخلف ‪..........‬ربما يكون هناك صور متعددة للعالقات‬
‫االنسانية ولكن تبقى رابطة الدم بالتأكيد هي األقوى‬
‫‪..........‬أن يكون هناك أشخاص تعرفهم منذ يوم‬
‫مولدك شاركوك في رحم أمك وكانوا حولك دائما‬
‫‪..........‬وترى أحدهم بعد كل هذا الوقت شئ مفرح‬
‫ومؤلم مبهج وصادم ‪............‬هتف بدون تصديق ‪:‬‬
‫أحمد ‪..................‬نظر اليه أحمد بابتسامته الهادئة‬
‫قائال ‪ :‬ألن تدعوني للدخول ‪.......‬واستطرد ‪ :‬ان الجو‬
‫في هذه المدينة بارد جدا لقد تجمدت ‪...........‬كان‬
‫ينظر اليه وهو ال يعي ما يقول ‪...........‬لذا دخل أحمد‬
‫مباشرة ألن أخاه ال يزال في ذهوله وأغلق الباب خلفه‬
‫‪.............‬جعل الصوت معتز يفيق من ذهوله ويندفع‬
‫معانقا أخاه بقوة كبيرة ليبادله عناقه وهو يشعر أن‬
‫حالته غير طبيعية ‪.........‬ابتلع غصة في حلقه وخاول‬
‫السيطرة على نفسه وهو يقول ‪ :‬اشتقت اليك يا شقيق‬
‫‪.............‬هز معتز رأسه وقال ‪:‬أنا ال أستطيع أن‬
‫أصف لك شعوري ‪...........‬نظر اليه أحمد معاتبا ‪ :‬ان‬
‫مكاننا لم يتغير منذ غادرت وكان من السهل عليك أن‬
‫تأتي ‪ ،‬بينما أنت لم تستقر في مكان ‪ ،‬وحتى بعد بقائك‬
‫هنا كان علينا أن نبتعد ونطمئن عليك من بعيد حتى ال‬
‫تهرب مرة أخرى ‪.....................‬قال معتز معترضا‬
‫‪ :‬أنا لم أكن أهرب ‪ ،‬لقد أردت أن ابتعد فقط الن‬
‫وجودي معكم لم يسبب اال الكوارث‬
‫‪....................‬رفع أحمد حاجبيه بعد م تصديق قائال‬
‫‪ :‬وبما تفسر اختفائك الدائم كلما عرفنا مكانك‬
‫‪................‬قال معتز ‪ :‬الن وصولوكم الى مكاني كان‬
‫ترجمة للنفوذ الذي يتمتع به شقيقنا العزيز‬
‫‪.............‬واكمل ساخرا ‪ :‬حتى ظني انني نجحت هذه‬
‫المرة كان مجرد وهم ‪ ،‬ربما لو كنت شاب عادي يقع‬
‫في المشاكل ويتلقى عقابه مثل االخرين لم أكن‬
‫ألتمادى حتى تصل مصائبي الى داخل بيتي وتضر‬
‫أقرب الناس لي ‪.............‬قال أحمد باستنكار ‪ :‬هل‬
‫تلوم يوسف النه كان يخلصك من المشاكل التى فعلتها‬
‫في مراهقتك ‪ ،‬ان هذا بالتأكيد ظلم ‪ ،‬هل كنت تريد منه‬
‫أن يتركك تسجن وأال يحميك من نطش االخرين‬
‫‪.......................‬قال معتز في تصميم ‪ :‬ربما وقتها‬
‫كان الضرر سيقع علي فقط ‪.......................‬أوقف‬
‫أحمد استغراقه بالحديث بقوله ‪ :‬من األفضل لك أن‬
‫تعيد تقييم األمور حتى التظلم غيرك وربما تظلم نفسك‬
‫أيضا ‪....................‬لقد كان معتز في السادسة عشر‬
‫عند وفاة والديهم في الحادث وقد مثل االمر بالنسبة‬
‫له صدمة عنيفة ظل صامتا لفترة قصية دون أي رد‬
‫فعل لينطلق بعدها وكأنه يتفنن في صنع المشاكل‬
‫والتصادم مع االخرين من يراه وقتها كان سيرجح أنه‬
‫كان يحاول االنتحار بطريقة غير مباشرة ‪ ،‬ومما جعل‬
‫األمور تستفحل أنه لم يكن وحده فقد وجد الصديق‬
‫الذي ماثله في الذكاء والتهور وكان بدوره يملك عقده‬
‫الخاصه ‪..............‬لقد بدا وكأن ال شئ يقف أمامهما‬
‫‪........‬مراهقان في قمة الذكاء والجنون الشجاعة‬
‫والتهور والتمرد على كل شئوأدى هذا الى اكتسابهما‬
‫كثير من االعداء اتصف بعضهم بالخطورة‬
‫‪................‬ولكنه ال يستطيع لوم يوسف على انقاذه‬
‫الدائم لمعتز فهو أيضا كان تحت نفس الظروف كان‬
‫في ذلك الوقت شاب صغير بالكاد انهى دراسته وذهب‬
‫مع أصدقائه في رحلة فاصلة بين فترة الدراسة‬
‫والعمل ليصدم بوفاة والديه فيعود ليجد نفسه أصبح‬
‫مسئوال عن أربع أشقاء وعن أعمال متشابكة ليس له‬
‫أي خبرة بها ‪..........‬وليس هناك بديل فال أحد من‬
‫أقاربهم يفهم شيئا في هذه االمور ‪.........‬وفي ظل‬
‫عدم خبرته وكثرة الطامعين والمنافسين الذين‬
‫استغلوا الفرصة واعتبروه فريسه سهلة ولقمة سائغة‬
‫ونجح في النهاية ولكن ذلك ترك بصمته على‬
‫شخصيته ‪..........‬أصبح يبالغ في حمايتهم كما أن‬
‫ردود أفعاله تجاه أي شئ يتعرض له اخوته أصبح‬
‫مبالغ فيها وعنيفة أحيانا كان هو يدرك ذلك على‬
‫عكس معتز ‪.................‬قال مغيرا مجرى الحديث‬
‫الذي لن ينتهي ‪ :‬لقد اتيت ألني لم أتخيل أن أحنفل‬
‫بزفافي دون وجودك‪...............‬قال معتز وقد تغيرت‬
‫حالته ربما هناك أشياء مبهجة حتى االن ‪ :‬مبارك لك‬
‫يا أخي متى سيكون الحفل ؟‪............‬قال أحمد وهو ال‬
‫يزال محتفظا بابتسامته ‪ :‬بعد ثالثة أيام ‪...........‬شعر‬
‫معتز بالسعادة فعلى ما يبدو أن أحمد أصبح مثل باقي‬
‫البشر يتزوج ويحب ويبدو أنه يحلق بين الغيوم لقد‬
‫كان أحمد طوال الوقت مثال للشاب النموذجي في كل‬
‫شئ متفوق هادئ مؤدب قال بسعادة حقيقية سأتي‬
‫بالتأكيد فأنا ال أستطيع تفويت زفافك يا‬
‫طبيب‪...........‬قال أحمد بتصميم ‪ :‬لن أغادر دونك‬
‫ستأتي معي وتساعديني في التجهيزات كما يفعل كل‬
‫األخوة ‪.............‬مط معتز شفتيه وقال هناك بعض‬
‫االمور العااقة مادمت مصر أنتظر معي انهيها غدا‬
‫صباحا وبعدها نغادر أومأ أحمد برأسه موافقا ودخل‬
‫الى حجرة النوم ليحظى ببعض الراحة قبل العودة‪..‬‬

‫وصلت فرح قبل الموعد المحدد بعدة دقائق ‪ ،‬لقد‬


‫اضطرت للخروج في هذا الوقت المبكر لتتمكن من‬
‫االفالت من الحصار المقام حولها حتى وقت الزفاف ‪،‬‬
‫انها لم تستطع االكتفاء بحديث الهاتف في مثل هذه‬
‫االمور الهامة ‪ ،‬لذا أصرت على أن تتقابل هي وزياد ‪،‬‬
‫لقد تعبت من كثرة التفكير في الفترة السابقة لقد‬
‫اتخذت قرارات عنيفة في البداية مثل الهرب أو‬
‫الزواج لتضعهم أمام االمر الواقع ولكن بعد عودة شئ‬
‫من التعقل الى رأسها تراجعت انها مغتاظة من أباها‬
‫وربما يستحق ذلك بعد التهديدات التي أطلقها لكن‬
‫المشكلة أن الضرر لن يقع عليه فقط ‪ ،‬ماذا عن‬
‫شقيقتها الصغيرة نغم بكل رقتها هل ستتحمل أن‬
‫تصبح منبوذة بسبب الفضيحة ‪...........‬وماذا عن‬
‫شيقها لربما لن يستطيع رفع رأسه أمام الناس ‪،‬‬
‫وربما يمتد االثر الى باقي بنات العائلة ‪.‬انها بالتأكيد‬
‫ليست أنانية لتقبل بهذا ‪..............‬وحتى بالنسبة لها‬
‫لربما يتبرأون منها وال يسمح لها باالقتراب منهم‬
‫وهذا ما ال تستطيع تحمله ‪.........‬كما أن أباها ربما‬
‫ينفذ تهديداته لزياد ‪.............‬فيصبحا منبوذان من كال‬
‫العائلتين ‪..............‬اذا فاألفضل أن تتجه للخطة‬
‫الثانية ‪ ،‬ولكن عليها االن اقناع زياد بها وهي متأكدة‬
‫أنها لن تعجبه وسيرفض بالتأكيد ولكن ما البديل‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!!!!!استفاقت من شرودها على صوت‬
‫اقتراب زياد ‪ .‬رفعت رأسها لتتفاجأ بهيئته الغريبة لقد‬
‫طالت لحيته وشكله مرهق ويبدو مختلفا عن زياد‬
‫المعتاد ‪.................‬جلس ليقول لها ‪ :‬كيف حالك‬
‫؟‪....................‬ردت عليه قائلة ‪ :‬الحمد هلل وأنت ‪،‬‬
‫يبدو عليك االرهاق ‪.................‬رد ساخرا ‪ :‬ربما‬
‫ألني ال استطيع النوم عندما يخطر ببالي أنك بعد‬
‫يومين ستكونين في أحضان رجل غيري‬
‫‪.....................‬قاطعته بحدة ‪ :‬زياد ‪................‬نظر‬
‫اليها والشرر ينطلق من عينيه ‪ :‬هل صدمتك الصورة‬
‫انه أقل ما يقال وما يحدث‪...................‬قالت بنفس‬
‫الحدة فها هو يقوم بدور الضحية ‪ :‬أنت تعرف اني‬
‫طلبت منك التفكير في أي حل ولكنك لم تفعل كما أني‬
‫أخبرتك أن مستعدة للمخاطرة والتضحية بأي شئ‬
‫ولكن ‪.......................‬صمتت متنهدة واكملت ‪ :‬ماذا‬
‫علي أن أفعل أخبرني ‪............‬زفر في يأس وقال ‪:‬‬
‫أنا حتى لم اتخرج بعد وحتى لوهربنا الى اي مدى‬
‫سنبتعد ‪......................‬اضطرت للكالم أخيرا رغم‬
‫توقعها للعاصفة القادمة ‪ :‬ساستمر في المسرحية‬
‫للنهاية سأكمل الزواج ‪ ،‬ولكنه بالتأكيد سيكون زواج‬
‫مع وقف التنفيذ ‪ ،‬حتى أحصل على الطالق ‪ .‬وحين‬
‫أكون مطلقة لن يستطيع أبي أن يتعنت في الشروط أنا‬
‫متأكدة أني سأكون وصمة عار يرغب في التخلص‬
‫منها الول شخص يمر ‪................‬قاطعها صارخا ‪:‬‬
‫ان ما تقولينه مجرد أوهام ‪ ،‬ليس هناك رجل يرى‬
‫زوجته أمامه خاصة لوكانت في جمالك ويبتعد عنها‬
‫أنت ال تعرفين كيف يفكر الرجال‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!! قالت هي هذا هو الحل الوحيد ‪ ،‬ثم‬
‫ماذا سيفعل أنا بالتأكيد لن أمنحه نفسي برضاي هل‬
‫تظن أنه سيغتصبني ‪ ،‬ال أظن ذلك انه يبدو كشخص‬
‫راق ومتحضر ‪...................‬كان يرغب في هذه‬
‫اللحظة أن يخنقها ولكنه اكتفى بالقول ‪ :‬أنت أدرى‬
‫فمن سيفهم خطيبك مثلك ‪..............‬انها تشعر‬
‫باالختناق فهاهو يزيد االمور عليها ظهرت الدموع في‬
‫عينيها مهددة باالنهمار مما جعله يقول ‪ :‬أنا أسف‬
‫ولكن انت ال تدركين شعوري وانا أفكر أنك ستحملين‬
‫اسم رجل اخر وتعيشين معه تحت سقف واحد ان هذا‬
‫يقتلني كما أني غير مقتنع بكالمك بالمرة‬
‫‪..................‬زفرت في يأس ‪ :‬اذا يبقى الحل االخير‬
‫هو ما فعله روميو وجوليت ‪.....................‬كان‬
‫مزاحا بمرارة البكاء واللطم انها لن تنتحر بالتأكيد‬
‫فهي لن تستبدل مشاكل الدنيا بنار االخرة‪.........‬‬

‫استيقظ أحمد على أصوات غير مألوفة بالنسبة اليه ‪،‬‬


‫ان عمله جعله يعتاد على النوم تحت أي ظروف ففي‬
‫أحيان كثيرة يبيت في المستشفى الذي ال تهدأ الحركة‬
‫فيه ليال أو نهارا ‪...............‬لكن بالتأكيد فان أصوات‬
‫المستشفى ال تتضمن صوت بائع الفول أو أصوات‬
‫بائعي الخضار والفاكهة انه ال يعرف كيف تحمل معتز‬
‫العيش هنا لسنوات !!!!!!!!!!!كانت حياتهم في‬
‫االغلب في المدينة واحيانا في الريف عند زيارة الجد‬
‫أو في مزرعتهم الخاصة ‪...............‬ولكن األحياء‬
‫الشعبية تعتبر تجربة جديدة بالنسبة له‬
‫‪...............‬وجد معتز أمامه يقول في مرح ‪:‬‬
‫استيقظت يا طبيب ‪.......‬لقد أعددت لك‬
‫االفطار‪..............‬ابتسم قائال ‪ :‬ما كل هذا الدالل‬
‫أخشى أن اعتاد ذلك ‪............‬ضحك معتز وقال ‪:‬‬
‫هذان اليومان فقط النك عريس وبعد ذلك ستحضر‬
‫أنت االفطار للعروسة هذا بالتأكيد اذا خاطرنا باحتمال‬
‫اصابتها بتسمم غذائي ‪....................‬جرى ضاحكا‬
‫وهو يبتعد عن الوسادة التي ألقاها أحمد عليه‬
‫‪........‬انه يعرف مدى فشل أحمد في المطبخ‬
‫‪..........‬تناوال االفطار لينزال سويا ليذهب أحمد معه‬
‫لمشاهدة ورشته الحبيبة ‪...........‬أوقفهما صوت ناعم‬
‫ينادي ‪ :‬يا بشمهندس معتز‪ ................‬التفتا ليجدا‬
‫هيام أمامهما تقول بابتسامة متألقة في رقة ‪ :‬كيف‬
‫حالك لم أرك أمس وشعرت بالقلق عليك‬
‫‪...............‬كان يشعر بالضيق فأحمد لن يترك‬
‫الفرصة ليضايقه أنا بخير ولكن عذرا فأنا متأخر‬
‫‪.............‬ظهر عليها بعض الحزن فيما أكمال سيرهما‬
‫ليقول أحمد بعدها ‪ :‬يبدو أن لديك معجبين‬
‫‪................‬قال له بثقة فخير طريقة للدفاع هي‬
‫الهجوم ‪ :‬أنت لم تر شيئا بعد ‪.............‬ضحك أحمد‬
‫بصوت عال وقال ‪ :‬يا للتواضع ‪................‬وصال‬
‫الى الورشة وعرفه بالعمال ثم قال مخاطبا أحد‬
‫الموجودين ‪ :‬من فضلك يا اسطى سليم اتصل بسعيد‬
‫الكاشف وأخبره أن اليخت جاهز واذا أراد أن أصحبه‬
‫في جولة يجب أن يأتي االن لـاني مضطر للسفر‬
‫لبضعة أيام ‪........‬تجول أحمد معه متعرفا على نشاط‬
‫الورشة وشعر بالعجاب فهم يستخدمون أدوات حديثة‬
‫في عملهم لقد أعجب خقا بما حققه أخاه انه يبدو االن‬
‫أكثر نضجا وفهما للحياة‪..........‬وجد الفتى علي يدخل‬
‫ويخبره أن الفتاة التي جاءت من قبل تنتظره في‬
‫الخارج ‪....................‬خرج بسرعة وهو يحدث‬
‫نفسه بغيظ لماذا جاءت مرة أخرى ‪ ،‬ولكنها على االقل‬
‫لم تندفع الى الداخل مثل المرة السابقة ‪ ،‬ولكن ما‬
‫يسري داخل الورشة يسري بالتأكيد خارجها فالمكان‬
‫كله خاص بالرجال ال مكان للفتيات فيه‬
‫‪..............‬وصل اليها لتبادره قائلة ‪ :‬لقد طلب مني‬
‫أبي أن أتي الصحبك في تجربة اليخت النه مشغول‬
‫جدا ‪................‬نظر اليها باستنكار ولكن انفجاره‬
‫توقف انه يشعر أنها مختلفة هذه المرة ربما نوعية‬
‫مال بسها لم تتغير بنطلون جاكت وكوتشي ( انه يشك‬
‫أنها تختار مال بسها من القسم الخاص بالرجال )‬
‫ولكن االختالف عدم وجود كاب فوق رأسها ليظهر‬
‫شعرها الذهبي في ضفيرة طويلة ‪...........‬انتبه ايضا‬
‫الى عينيها التي اظهرت الشمس لونهما انهما‬
‫خضروان تقريبا بلون الزيتون ‪...........‬ان الفتاة‬
‫العاصفة جميلة جدا ولكن صغيرة جدا أيضا انها‬
‫بالتأكيد مراهقة ‪..........‬قال لها باستسالم مصحوبا‬
‫بالضيق انتظريني لبعض الوقت ‪...............‬ثم نادى ‪:‬‬
‫علي ‪...........‬اقترب الفتى منه ليقول له ‪ :‬قف بجوار‬
‫االنسة حتى أعود وال تسمح ألحد بالحديث معها‬
‫‪.............‬شعرت شيرين بالغيظ الشديد على ما يبدو‬
‫ان هذا المستبد لن يتغير لقد شعرت كطفلة صغيرة‬
‫عادت اليها لعبتها المفضلة وعندما أراد والدها‬
‫االنتظار ختى يعود البغيض من سفره لم تتحمل‬
‫واخبرته أنها ستذهب هي للمعاينة رفض في البداية‬
‫ولكنه استسلم بعد الحاحها الشديد‬
‫‪........................‬انها تعلم ان اباها ال يرفض لها‬
‫طلب النها ابنته الوحيدة وليس له غيرها خاصة بعد‬
‫وفاة أمها منذ عامين ‪.................‬توجه معتز الى‬
‫الداخل وأمر العمال باخراج اليخت الى الميناء ‪ .‬وقال‬
‫الحمد ‪ :‬يبدو انك ستحصل على رحلة بحرية‬
‫‪..............‬خرجا معا ليرفع أحمد حاجبيه متسائال‬
‫حين رأى الفتاة التي تسير بجوارهم‬
‫‪...................‬قال معتز ‪ :‬االنسة شيرين ستأتي معنا‬
‫نيابة عن والدها لتطمئن على اليخت‬
‫‪.................‬شعرت بالدهشة ألنه يتذكر اسمها‬
‫وصلوا الى داخل اليخت ‪ ،‬لتتجه شيرين الى اليخت‬
‫وتبدأ بالعبث باالزرار ‪..................‬اندفع معتز اليها‬
‫صارخا ‪ :‬ماذا تفعلين ؟ هل تظنين انه أحد االلعاب‬
‫الخاصة بك !!!!!!!!!!!!!!ماذا االن لماذا يصرخ بها‬
‫هذا المعتوه لقد التزمت بالتعليمات ولم تدخل الى‬
‫ورشته الغالية وهي االن فوق امالكهم‬
‫‪................‬قالت معترضة ‪ :‬أنا أعلم أنه ليس لعبة‬
‫ولكني استطيع قيادته جيدا ‪..................‬حدق اليها‬
‫في ذهول ‪ :‬تقوديه !!!!!!!!!!!ال تقولي أنك من كنت‬
‫تقودينه حينما تحول الى ما يشبه علبة دهستها سيارة‬
‫!!!!!!!!!!!!!!قالت وقد بدأت تشعر بالخوف ‪ :‬بل انا‬
‫من كنت أقوده ‪...........‬انه يشعر بالرغبة في أن‬
‫يصرخ وربما أن يقطع شعره بسببها فقال ‪ :‬اذا عليك‬
‫أن تحمدي هللا على نجاتك وان ال تلمسي هذه االزرار‬
‫باقي حياتك ‪..........‬ثم هناك شئ اخر اخبريني كم‬
‫عمرك ؟‪.............‬اجابته في دهشة فلماذا يسأل عن‬
‫عمرها ‪ :‬ثمان عشر احتفلت بعيد ميالدي االسبوع‬
‫الماضي‪.............‬انها أكبر مما تبدو ولكن هذا ال‬
‫يمنع كونها طفلة ‪.................‬أي أنك وقتها لم‬
‫تكوني حتى بلغتي السن القانونية لقيادة السيارة حتى‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!!!!ان والها يدللها بصورة فظيعة‬
‫‪............‬انه يريد ان يهزها حتى تتحلى ببعض العقل‬
‫‪.................‬ثم يفعل نفس الشئ مع أباها حتى يكف‬
‫عن تدليلها وتنفيذ كل ما ترغب به انتهت الرحلة وهي‬
‫تشعر باالنبهار لقد عاد اليخت كأنه جديد كما أن هذا‬
‫المعتز يقود جيدا ‪ .‬وتعرفت على أخيه انه طبيب ‪ .‬انه‬
‫بالتأكيد فاشل فرغم تفوق أحمد يبدو أنه فشل واصبح‬
‫مجرد عامل ‪............‬كما انه مختلف عنه فأحمد‬
‫شديد التهذيب ليس مثل هذا الجلف الحظ أحمد أن بين‬
‫معتز وهذه الفتاة شرارات ربما تكون سالبة ولكن هذا‬
‫ال يعني أنها غير موجودة‬

‫لقد أصر الجد على اقامة جزء من الفرح في البلد لذا‬


‫سيذهبون هناك لالحتفال بليلة الحنة التي تعتبر حتى‬
‫أهم من يوم الزفاف وقد ألقى االوامر بأن يبيتوا في‬
‫منزله ألن االحتفال يبدأ من الفجر بدبح الذبائح والتي‬
‫ينبغي عليهم أن يحضروا ذبحها ‪.................‬استعد‬
‫الجميع لالنطالق فقد قال يوسف ال استثناءات فهو ال‬
‫يريد أن يثير غضب الجد اذا تخلف أحد منهم‬
‫‪............‬ولكن يبدو أن االستثناء الوحيد كان‬
‫للكونتيسة نهال ‪..........‬انها تعلم أن جدها لن يسأل‬
‫عنها فهو ال يطيقها ‪...............‬وكان البند الثاني من‬
‫التعليمات أن الفتيات سيذهبن معهم في السيارات كان‬
‫التجمع أمام العمارة التي بها الشقة التي يعيشون فيها‬
‫مع أحمد ‪...............‬تعالى رنين الهواتف انهم‬
‫بالتأكيد يريدون منهم النزول لقد أصبحوا جاهزين‬
‫تقريبا حرج أحمد من حجرته يلبس جاكت وبنطلون‬
‫‪...........‬ابتسمت سارة وهي تراه يحمل شنطة فوق‬
‫ذراعية انها تحتوي على الجالبية البيضاء التي‬
‫سيرتديها كما يفعل العرسان ‪............‬كما ان‬
‫الموضوع لن يقتصر عليه بل يشمل الجميع ولكن‬
‫لديهم الحرية في لون الجالبية ‪...............‬كان‬
‫يوسف معتادا عليها حتى انهم عندما يكونون في‬
‫االرض الخاصة بهم يخرج الى الصالة بالجالبية‬
‫ضحكت متذكرة منظر نهال وعيناها تكادان تخرجان‬
‫عندما رأته ‪.........‬وكذلك حازم زوج ريهام لقد عاش‬
‫في الخليج ولذا فالجالبية بالنسبة له شئ عادي ولكن‬
‫أحمد لم يلبسها من قبل ضحكت بتسلية ال بد أن تراه‬
‫بها ‪..............‬خرجت ريهام وهي مضطربة انها‬
‫تعرف ان جدها لن يسكت كعادته فهو يستنكر عدم‬
‫ارتدائها للحجاب وأيضا بالنسبة لعالقتها بحازم‬
‫بالتأكيد سيكون الوقت عصيب‪.................‬نزل‬
‫ثالثتهم ليجدوا سيارة يوسف وسيارة حازم‬
‫وبجوارهما سيارة غريبة ما أن رأوهم حتى خرج‬
‫الثالثة من السيارة وتتضح صورة الثالث انه معتز‬
‫!!!!!!!!!!!!!!لقد أخفى أحمد عنهما خبر عودته‬
‫وترك األمر للحظة األخيرة كانت احدهما تشعر‬
‫بالسعادة الشديدة لتندفع اليه وتحتضنه ‪........‬بينما‬
‫االخرى قد اكتسى وجهها بالشحوب وكأنها تواجه‬
‫اسوأ مخاوفها ‪...............‬ألقت ريهام نفسها بين‬
‫ذراعية وهي تشعر بسعادة بالغة انه معتز تقريبا‬
‫توأمها ‪ .‬فالفرق بينهما في العمر سنة واحدة لذا فان‬
‫تاريخهما المشترك حافل ‪............‬دخلت سارة دون‬
‫كالم الى سيارة يوسف لينظر يوسف اليها بحسرة‬
‫ويجلس في مقعد القيادة ‪.......‬شعر أحمد باالحراج من‬
‫حازم فأخته على ما يبدو تريد أن تركب مع معتز فيما‬
‫يمسك عمر بيد والده ‪..................‬خسم أحمد االمر‬
‫قائال ‪ :‬سأركب أنا مع معتز حتى ال أكون مثل العزول‬
‫‪.............‬شعرت ريهام بالغيظ منه ولكنها أخفضت‬
‫رأسها لتخفي مشاعرها وقفت بجوار السيارة مترددة‬
‫‪...............‬ليقول حازم ساخرا ‪ :‬أنت تعلمين أنني‬
‫أتشرف بالعمل سواق لحضرتك ولكن بوجود اخوتك‬
‫سيبدو االمر سيئا‪.................‬ركبت في المقعد‬
‫االمامي وعمر في الخلف ‪ :‬انطلقوا لتجد حازم يقول ‪:‬‬
‫لقد تشرفت سيارتي بركوبك فيها للمرة االولى هومي‬
‫‪...............‬رفعت عينيها في دهشة ‪.......‬انه اللقب‬
‫الذي كان يطلقه عليها وهي طفلة بينما كانوا يقولون‬
‫لها ريري كان يقول أن هومي أجمل‬
‫‪................‬وجدته يبتسم لها ثم قال ‪ :‬هل أنت خائفة‬
‫؟ أذكر أنك ال تكوني مرتاحة في وجود جدك‬
‫‪.....................‬انه حقا أكثر شخص يفهمها لذا ردت‬
‫‪ :‬أنا أحب جدي ولكن اشعر أنه حاد وال يراعي‬
‫المشاعر ربما بسبب سنه المتقدم أو تعوده على‬
‫السلطة طول عمره !!!!!!!!و أيضا بسبب أنه يتكلم‬
‫معي دائما عن ‪.............‬لم تكمل ‪.............‬ليكمل هو‬
‫كالمها ‪ :‬يحدثك عن وضعنا ‪...........‬أومات براسها‬
‫‪...............‬ليقول لها ‪ :‬وما رأيك أن نغير هذا الوضع‬
‫حتى ال يكون عنده دافع وقتها ‪...............‬شعرت‬
‫بالدم يغادرها فقالت ‪ :‬هل تريد أن‬
‫تطلقني؟‪..................‬رد بسرعة ‪ :‬ال بالتأكيد بل‬
‫أقصد أن نعيش سويا‪..................‬انها تتمنى ذلك‬
‫داخلها ان قلبها بأمرها أن توافقكلمة وماذا يحدث‬
‫بعدها ستعيش مع الشخص الذيأحبته طوال عمرها‬
‫‪.......‬ولكن صرخ عقلها لقد جرحك بشدة ولم يثق بك‬
‫بل اعتقد انك وشقيقك محتالين ‪ ،‬وما الذي يمنعه أن‬
‫يفعله ثانية ‪...............‬قالت في خفوت ‪ :‬ليس هذا‬
‫وقت الكالم عنا االن انه زفاف أحمد‬
‫‪..................‬أمسك بالمقود بشدة حتى يمنع نفسه‬
‫من هزها بقوة لتفهم أنه كان غبي وأنه ندم بشدة وأنه‬
‫سيحصل على فرصته الثانية رغما عنها حتى بالتأكيد‬
‫هو سيفعل ‪..................................................‬‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪....................................‬نظر يوسف الى سارة‬
‫الجالسة جواره ولكن يبدو أنها في عالم أخر‬
‫‪...........‬انها يعلم أن رؤيتها لمعتز قد أعادت الى‬
‫ذاكرتها كل الماضي دفعة واحدة صحيح أنه لم يسئ‬
‫اليها بشكل مباشر‪..............‬ولكن من فعل ذلك هو‬
‫نصفه الثاني (كما كانا يسميان نفسيهما ) لذا فرؤية‬
‫معتز كفيلة بايالمها كما أنه هو الذي أدخله الى‬
‫حياتهم ‪.......‬لذا فليتحمل ‪..............‬مع اقترابهم من‬
‫المحل الشهير أوقف سيارته وطلب االيس كريم فربما‬
‫يخفف عنها لطالما كان يقدمه لها عندما تبكي وهي‬
‫صغيرة ‪..............‬انه يتذكر عند وفاة والديهم انها‬
‫تناولت أطنان منه‬
‫‪...... ..................................................‬اقتربوا‬
‫من الدوار ليجدوا المنطقة المحيطة قد امتألن‬
‫بالمصابيح الملونة بأشكال مختلفة ‪..........‬كما أنهم‬
‫بدأوا بفرش الصوان الذي سيستقبلون فيه المهنئين‬
‫‪....................‬انه بالتأكيد جو مثالي لالحتفال ربما‬
‫يشعرهم بالسعادة أكثر من حفل الزفاف‬
‫الفخم‪.............................................‬‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال أله اال أنت‬


‫استغفرك وأتوب اليك‬

‫‪......................................‬الفصل‬
‫العاشر‪..................................‬‬
‫توقفت السيارات في المساحة الواسعة قبل منزل الجد‬
‫ولكنهم لم يدخلوا مباشرة فبينما تنحت الفتاتان جانبا‬
‫اضطر الرجال للتوقف عدة مرات للسالم على‬
‫المتواجدين والمهنئين الذين يعرفون بعضهم وال‬
‫يعرفون اكثرهم ‪..........‬في النهاية توجهوا الى‬
‫الداخل حيث يجلس جدهم اخر اليوم في المضيفة التي‬
‫ال تكاد تخلو من الزوار ‪ ،‬وجدوا هناك الحاج محمود‬
‫زوج عمتهم وخالد وفارس ابنائه ‪ ،‬كما كان يوجد‬
‫أبناء عم والدهم وبعض كبار البلد ‪ .‬الذين استأذنوا‬
‫بعد السالم بسبب وجود الفتيات ‪ ،‬أمسك الجد يد سارة‬
‫وأجلسها بجواره فدائما كانت هي المفضلة لديه قال‬
‫لها بلهجة حنونة ‪ :‬ال تطيلي الغياب يا بنيتي فانت‬
‫تعلمين أن رؤيتك ترد الي روحي فأنت تشبهينها كثيرا‬
‫‪..................‬بدا وكأنه يتطلع الى شئ بعيد ولكن‬
‫بعده كان زمنيا ‪..............‬لقد كان والدهم أيضا يقول‬
‫عنها أنها شبيهة جدتها بشعرها الكستنائي وعيونها‬
‫العسلية وحتى هدوئها مع بعد التقلب أحيانا‬
‫‪...........‬لذا كانت دائما هي حفيدة الحاج سيف‬
‫المفضلة فهي تذكره بحبيبته الراحلة ان االمر قد يبدو‬
‫غريبا فالحاج سيف بكل هذه الهيبة والتسلط أحيانا‬
‫كان عاشقا بكل معنى الكلمة ولم يكن هذا مجرد كالم‬
‫ولكن أثبته مرات فالجدة بعد انجاب والدهم ظلت‬
‫خمس عشرة سنة حتى انجاب عمتهم وقد كان الجميع‬
‫يلحون عليه ليتزوج بأخرى ليحظى بمزيد من االبناء‬
‫يكونون له عزوة ولكنه رفض األمر تماما وحتى بعد‬
‫وفاتها وكان هو ال يزال يتمتع بصحة جيدة رفض‬
‫الزواج بأخرى ‪................‬تكلم وهو ال يزال شاردا‬
‫ببصره ‪ :‬كانت تجمع شعرها في ضفيرتين وعندما‬
‫تسير في الشمس كان يبرق مثل سبائك الذهب‬
‫‪.............‬قطع تأمالته صوت ريهام التي استغلت‬
‫الفرصة لتقول ‪ :‬اذا فجدتي كانت تخرج بشعرها يبدو‬
‫أني أشبهها في هذا ‪................‬ضربها جدها فوق‬
‫رأسها بخفة ليقول ‪:‬كانت في الثانية عشرة وليست‬
‫امرأة أصبح ابنها ورائها ‪ ،‬ولكنها منذ دخلت بيتي لم‬
‫ير أحدا ظفرها ‪.........‬قال ذلك وهو ينظر الى حازم‬
‫في حدة ‪.........‬أحمر وحه ريهام بشدة فهي من جلبت‬
‫ذلك لنفسها فجدها ال يفوت فرصة كما أنه يتسم بحدة‬
‫الكالم ‪............‬قال معتز في مزاح لتغيير الموضوع ‪:‬‬
‫يبدو أنها كانت قصة حب كبيرة ‪.........‬لقد حاول أن‬
‫يخفف عن ريهام ليتلقى هو التقريع فيبدو أن جده كان‬
‫منتظرا مغادرة الناس ليعطيه نصيبه ‪........‬قال الجد ‪:‬‬
‫أين كنت طوال هذه المدة ‪ ،‬أليس لك أهل ما الذي‬
‫يجعلك تختفي مثل المتشردين ؟ قال بخفوت محاوال‬
‫انهاء الموضوع ‪ :‬كنت موجودا وها قد أتيت‬
‫‪.........‬واقترب منه مقبال رأسه قائال ‪ :‬سامحني على‬
‫غيبتي الطويلة ‪..............‬أشارت ريهام لسارة‬
‫لتنهض معها للسالم على عمتهم الموجودة بالداخل ‪،‬‬
‫وقالت ‪ :‬بعد اذنك ياجدي سنذهب للسالم على عمتي‬
‫‪..........‬أومأ موافقا وقال لها ‪ :‬اطلبي منهم اعداد‬
‫العشاء ‪................‬دخلت الفتاتان لتقابلهم عمتهم‬
‫وصفاء ابنتها وبعض قريباتهن بالعناق والمباركة‬
‫على زواج شقيقهن احتضنت سارة صفاء بشدة فهما‬
‫في نفس السن ولطالما كانتا صديقتين مقربتين‬
‫‪........‬عانقتها ريهام وقالت أنها ستدخل عمر الى‬
‫حجرة النوم فقد نام منذ وجودهم في السيارة‬
‫‪.........‬قالت سارة ‪ :‬اشتقت اليك صافي ‪...........‬كانت‬
‫صفاء تشعر باالبتهاج الحقيقي لرؤية بنات خالها ‪-‬‬
‫انها كانت تدرك أفكار أمها وانها كانت تريد تزويجها‬
‫ألحمد ولكنها لم تكن تكن له مشاعر خاصة ‪ ،‬كان‬
‫دائما هو ويوسف بالنسبة لها شخصيات غير حقيقية‬
‫يوسف بهيبته وشخصيته القريبة من جدها وأحمد‬
‫بهدوئه وكالمه القليل _كانا مثل المشاهير الذين‬
‫تعجب بهم ولكن من بعيد ‪ ،‬أما معتز بمرحه فكان‬
‫كشقيق ثالث لها ‪..............‬ردت على سارة بابتسامة‬
‫هادئة ‪ :‬أنا بخير واشتقت اليك جدا ‪...........‬ردت‬
‫سارة ‪ :‬ال يبدو ذلك لقد وعدتني أن تأتي لزيارتي مع‬
‫العم محمود حينما يكون في القاهرة ‪........‬قالت صفاء‬
‫باحراج ‪ :‬لقد رفضت أمي وقالت ال يصح أن أبقى مدة‬
‫طويلة في وجود أشقائك ‪.........‬قالت لعمتها معاتبة ‪:‬‬
‫اننا نعيش حاليا في شقة أحمد وهو غير متواجد في‬
‫أغلب األحيان ‪..........‬قالت عمتها ‪ :‬ال تحزني يا‬
‫حبيبتي سنأتي لزيارتكم جميعا في القريب بأذن هللا ‪،‬‬
‫الننا سنزل الى القاهرة لشراء جهاز صفاء ‪ .‬باركي‬
‫لها فقد خطبت والعقبى لك قريبا ‪...........‬تهلل وجه‬
‫سارة فرحا وهتفت ‪ :‬وحتى لم تكلفي نفسك ابالغي‬
‫هيا من يكون ؟ ما اسمه ؟ ما عمله ؟‪ .............‬كانت‬
‫ريهام قد عادت لتقاطعها ضاحكة ‪ :‬اهدئي قليال‬
‫وامنحيها فرصة لالجابة ‪........‬ردت صفاء في خجل ‪:‬‬
‫ان اسمه سامح وهو ضابط برتبة رائد وأبوه هو‬
‫الحاج فاروق المنشاوي ‪..........‬قالت ريهام بتمثيل ‪:‬‬
‫يجب أن نحذر منك يا فتاة خطيبك ضابط وأخوك وكيل‬
‫نيابة انك بالتأكيد خطيرة ‪........‬فكرت سارة ‪ :‬رغم‬
‫انها كانت تتمنى أن يتزوج أحمد من صفاء اال أن‬
‫القدر كان له رأي اخر فكل منهما قد وجد الشخص‬
‫المناسب له ‪..................................................‬‬
‫‪............................‬في المضيفة كان الجد يشعر‬
‫بالسعادة البالغة كانوا قد تناولوا العشاء والتف حوله‬
‫أحفاده الخمسه الذين ورثوا طوله ‪...........‬لقد كانت‬
‫سلمى ستسعد بهذا المشهد لقد كانت تطالبه ان يتزوج‬
‫مرة أخرى حتى ينجب عدة أبناء يكونون عزوة له‬
‫وها هو قد حصل على العزوة ولكن بعد رحيلها‬
‫‪.......‬انهم يملئون العين وسادسهم حازم زوج حفيدته‬
‫‪ ،‬الذي رغم أنه ال ينتمي للعائلة أو حتى للبلدة كما‬
‫تمنى ان تتزوج حفيدته تنفيذا للتقاليد ولكنه رجل‬
‫بحق فهو لم ينس وقوفه الى جوارهم في شدتهم‬
‫‪...............‬اخرج من جيبه ظرف كبير به نقود وقال‬
‫‪ :‬اقترب يا دكتور أحمد لتأخذ نقوطك ‪..........‬أخذها‬
‫أحمد منه وهو يشعر بالسعادة فرغم عدم احتياجه‬
‫للنقود اال ان القيمة المعنوية أكبر بالنسبة له‬
‫‪..........‬قال يوسف مستغال الفرصة ‪ :‬وأين نقوطي أنا‬
‫يا جدي ؟ ‪.........‬قال الجد مضيقا عينيه فقد كان يعلم‬
‫ما الذي يريده بالضبط ‪ :‬وعلى ماذا ستأخذ النقود هل‬
‫ستخبرني بحمل زوجتك ‪ ،‬أم ستبشرني بزواجك من‬
‫أخرى؟‪.........................‬لقد فتح الباب على نفسه‬
‫ولكنه لن يستسلم فما يريده مهما جدا بالنسبه اليه لقد‬
‫ورث من جده عشق الخيول وكان جده يملك منذ زمن‬
‫طويل مجموعة من الخيول العربية االصيلة النادرة و‬
‫كان يتطلع لليوم الذي ستلد فيه الفرسة أميرة من‬
‫الحصان سلطان وهاهي قد أنجبت مهرة ذهبية رائعة‬
‫‪.............‬وهو بالتأكيد سيحصل عليها لقد عرض‬
‫على جده المبلغ الذي يريده ولكنه رفض بشدة وقال‬
‫انها هدية ولن يأخذها اال صاحبها ‪.............‬قال‬
‫‪.:‬أنت تعرف ماذا أريد وهو بالتأكيد ليس النقود‬
‫‪..............‬رد الجد ‪ :‬لقد أخبرتك أن لها مالك سأهديها‬
‫اليه ‪..............‬قال يوسف باستنكار ‪:‬وهل هو أهم‬
‫عندك مني؟‪...............‬رد الجد بخبث ‪:‬‬
‫بالتأكيد‪.............‬رد بنفاذ صبر ‪ :‬اخبرني اذا من‬
‫يكون ؟‪...............‬قال الجد في تصميم ‪ :‬انه سيف‬
‫الصغير ‪.‬المهرة ستكون البنك يا يوسف ‪ ،‬انت تريدها‬
‫وأنا أريده والعدل هو اعطني ما أريد أعطيك ما تريد‬
‫‪..............‬شعر بطعنة في قلبه وكأنه هو من يرفض‬
‫قدوم هذا السيف !!!!!!!‪ .‬وهل سيهتم اذا حصل عليه‬
‫بامتالك المهرة ‪ .‬ربما سيتخلص عندها من هوسه‬
‫بالخيول ‪...............‬قال معتز بمشاغبة محاوال‬
‫التخفيف من ثقل الموقف ‪ :‬ومن أخبرك يا جدي أن‬
‫يوسف سيسمي ابنه على اسمك لقد أضعت فرصتك ‪،‬‬
‫أنت كنت كلما ولد أحدنا ترفض أن تسميه باسمك أو‬
‫اسم جدتي ‪.......‬وغمز بعينه مضيفا ‪ :‬هل كنت تخشى‬
‫اذا وجد سمي لكما ان يرحل االكبر ‪.............‬امسك‬
‫الجد عصاه وضرب معتز الذي لم يهرب في الوقت‬
‫المناسب ليقول متأوها ‪ :‬هل تغضب من الحق ؟‬
‫‪...........‬رفع الجد عصاه ليضربه مرة أخرى ولكنه‬
‫استطاع الهرب في الوقت المناسب ‪..........‬قال الجد ‪:‬‬
‫اصمت يا ولد لقد كنا مرتاحين من مشاغبتك في‬
‫الفترة الماضية اطلق الجالسون ضحكات مستمتعة‬
‫فلقد افتقدوا وجود معتز الصاخب منذ مدة طويلة‬

‫عادت من سهرتها في وقت متأخر مستغلة عدم وجود‬


‫زوجها في المنزل ‪ ،‬كانت خائفة من أن يصر على‬
‫ذهابها معهم فهي ال ترتاح في هذا الجو ‪.........‬ال‬
‫تطيق الجد بتسلطة ومعاملته السيئة لها وكراهيته‬
‫التي ال يحاول حتى اخفائها ‪..........‬كما انها ال تجد ما‬
‫يجمعها بهؤالء الناس فاهتمامتها تختلف عنهم تماما‬
‫فهم رغم الثراء الشديد اال انهم في النهاية مجرد‬
‫فالحين ‪ ،‬انها تتذكر حين كانت هناك تلك السيدة‬
‫العجوز التي ال تعرف وضعها في المنزل والتي‬
‫أصرت على أن تعلمها كيف تصنع الخبز ‪ ،‬باالضافة‬
‫الى الحشرات وأصوات الحيوانات بالتأكيد لم تكن‬
‫ستتحمل ‪..............‬انها تشعر بالراحة في غياب‬
‫يوسف فوجوده يوترها خاصة بعد فتح نشوى‬
‫للموضوع القديم لقد ظنت أن االمر قد انتهى لألبد‬
‫لتفاجئ بتلك المحتالة تعيده من جديد مما جعلها تشعر‬
‫أن أعصابها على حافة الهاوية‬
‫‪..........................‬ان موضوع الحمل واالنجاب لم‬
‫يكن يهمها بل على العكس كان يشعرها بالنفور‬
‫‪.................‬فهي غير مستعدة لتخريب جسمها وهي‬
‫لن تحتمل طفل يلتصق بها لطالما كانت تشعر بالخوف‬
‫من هذه الكائنات الصغيرة ‪..........‬لكنها فوجئت‬
‫بيوسف منذ بداية زواجهم يطلب منها أن تحمل ‪،‬‬
‫واضطرت للموافقة حتى ال تخسر كل شئ ‪ ،‬وعند‬
‫توقفها عن اخذ المانع وتأخر الحمل ذهبت وأجرت‬
‫الفحوصات دون أن تخبره لتجد أن لديها عيبا خلقيا‬
‫في تكوين الرحم يجعلها عاجزة عن االنجاب ‪ ،‬والنها‬
‫متأكدة أن قلبه ال يحمل لها مشاعر وسيلقي بها بعيدا‬
‫اذا علم وهي لن تقبل بذلك كان عليها أن تجد حال ‪.‬‬
‫وتوصلت الى ان الحل الوحيد هو أن يقتنع أن‬
‫المشكلة من عنده راودتها عندها فكرة وهي أن تجعل‬
‫المعمل يغير النتائج أو تدفع للطبيب ولكن هذا لم يكن‬
‫سينجح فهو قد يجري التحاليل في مكان أخر والطبيب‬
‫كان طبيب العائلة ولم يكن سيوافق وكان سيخبره‬
‫‪...............‬كانت واثقة أن جميع تعاملته كان يتم‬
‫ارسالها الى الشركة لذا كان الحل هو استبدال النتائج‬
‫كل مرة ‪..........‬كان االمر سهل فهي كانت تذهب‬
‫وتحلل في نفس المعمل فيعطونها الورقة وفوقها كود‬
‫المعمل وتستعين بعد ذلك بشخص خبير في التزوير‬
‫ليقوم بعمل نسخة من ورقة النتائج ويزور الكود‬
‫ولكن مع استبدال النتائج وكتابة أرقام تدل على أنه‬
‫عاجز بال أمل ‪.........‬وكانت تعطي الظرف لنشوى‬
‫التي تقوم بتبديله بالظرف االخر ‪...........‬حتى عند‬
‫سفره للقيام بالفحوصات في الخارج حصلت على‬
‫عينة من أوراق المعمل وكان سينتظر ليستلم النتائج‬
‫بنفسه ولكنها توسلت أمها أن تتظاهر بالمرض ويتم‬
‫حجزها بالمستشفى ليضطروا للرجوع ويتم ارسال‬
‫النتائج الى الشركة وقد نجح االمر معها تماما حتى‬
‫أصبح متأكد من عجزه لذا هي لن تسمح لتلك الحشرة‬
‫بالوقوف أمامها ‪..............‬‬

‫لم يكد يمر ساعتين على نومهم حتى تعالت االصوات‬


‫م ن جديد كانت الفتيات قد نمن في غرفة بينما اقتسم‬
‫الرجال غرفتين ‪.............‬مع تعالي صوت االذان بدا‬
‫وكأن وقت النوم قد انتهى قامت النساء للصالة في‬
‫المنزل بينما توجه الرجال الى المسجد أحمد يمسك‬
‫بذراع جده والذي كان رغم تجاوزه الثمانين يصر‬
‫على الصالة في المسجد كان يتمتع بصحة جيدة من‬
‫الناحية البدنية ‪.......‬اما بالنسبة للعقل فكان في حالة‬
‫ممتازة كان حتى االن يحفظ القران كامال عن ظهر‬
‫قلب فقد اعتاد على أن يصلي الفجر ويعود ليقرأ‬
‫القران منتظرا شروق الشمس وهو يستنشق هواء‬
‫الصباح النقي‪.............‬بعد عودتهم من الصالة كانت‬
‫الروائح الشهية تمأل المكان فأفضل ما تحصل عليه‬
‫هنا هو الخبز الطازج والذي يتم خبزه في فرن‬
‫مصنوع من الطين مبني فوق االرض ويتم اشعاله‬
‫بحرق جريد النخل وأوالح الذرة (الجزء الذي يتبقى‬
‫بعد اخذ حبوب الذرة ) فينتج أفضل طعم‬
‫‪...........‬جلسوا في الفراندا وقت الشروق لتناول اللبن‬
‫فيما خرج يوسف ومعتز لركوب الخيل‬
‫‪.............‬عادوا ليتفاجئوا بثالثة عجول ضخمة‬
‫مربوطة أمام الدوار ‪..............‬قال يوسف وهو يدخل‬
‫بدهشة ‪ :‬اليست ثالثة عجول كثيرة ؟‪.............‬قال‬
‫الجد ‪ :‬يوم زواج أحمد سليمان سيف الدين البد أن‬
‫تأكل البلدة كلها من الوليمة‪.............‬ثم قال بتسلط ‪:‬‬
‫هيا انهضوا وليبقى أحمد فقط هل ستتركون التجهيز‬
‫لألغراب!!!!!‪............‬قاموا لتغيير مالبسهم فقد‬
‫اعتادوا على المشاركة في أعياد األضحى والمناسبات‬
‫حتى أنهم تعلموا الذبح ومن كان منهم يخاف أو‬
‫يشمئز لم يكن يسلم من الجد ‪............‬فحتى وان كان‬
‫الجزار موجود فصاحب الذبيحة يذبحها بيده ويقوم‬
‫الجزار بالباقي كان هذا في الذبائح الكبيرة أما الخراف‬
‫والماعز كانوا يذبحونها ويسلخونها وكل‬
‫شئ‪.................‬قام الجزار بتقييد العجل األول‬
‫ليتبادلوا النظرات ليقول معتز فليبدأ الكبير أمسك‬
‫يوسف السكين مسميا باهلل وذبح العجل األول‬
‫‪.........‬كان الجد ينظر بفخر اليه الن االمر يمثل له‬
‫أحد أوجه الفخر والرجوله فاالبن أو الحفيد الذكر هو‬
‫من يتولى أمر ذبائح أسرته ‪.........‬عند الثاني نظروا‬
‫الى حازم ليضحك رافعا يديه ويقول جدكم يريدكم أنتم‬
‫‪..........‬تقدم معتز الى الثاني وفي النهاية ذبح خالد‬
‫الثالث‪............‬خرجت الفتيات للتجول في الحقول‬
‫واستغلت ريهام وجود حازم لتترك له معتز‬
‫‪..........‬كن يشعرن بالسعادة وسط الطبيعة لتقول‬
‫صفاء بحماس ‪ :‬الن تذهبن لرؤية المهرة الجديدة‬
‫؟‪............‬سرى الحماس بينهن فتوجهن الى االسطبل‬
‫ليجدن يوسف يقف جوارها متأمال ‪................‬التفت‬
‫حين سمع الصوت وقال ‪ :‬هل جئتن لترينها‬
‫‪.............‬قالت سارة في حماس ‪ :‬بالتأكيد انها مذهلة‬
‫لونها الذهبي لم أر له مثيال من قبل ‪................‬قالت‬
‫صفاء ‪ :‬لقد اسماها جدي ملك ‪...............‬التفت‬
‫يوسف بحدة فقد أعاد االسم له ذكرى بعيدة حرص‬
‫على ابعادها تماما من عقله ‪................‬ثم قال‬
‫مضيقا ما بين حاجبيه ‪ :‬ولماذا هذا االسم بالتحديد‬
‫؟‪..................‬شعرت صفاء بالخوف من لهجته‬
‫الحادة ‪ :‬ان امها أميرة وأباها سلطان لذا قال جدي‬
‫انها ال بد أن تكون ملكة ولكنا قلنا له أن ملك أشيك‬
‫‪..................‬انصرف وتركهن دون كلمة واحدة وهو‬
‫ال زال عاقدا حاجبيه وكأن هذا اليوم لن ينتهي دون‬
‫أن يسبب له مزيدا من األلم والصدمة والعذاب فما‬
‫أقسى أن يكون ضميرك هو من‬
‫يجلدك‪...............................‬حاولن استعادة بعض‬
‫من مرحهن السابق ليجدن بعدها شخص اخر يتقدم‬
‫ناحيتهن انه خالد ‪..............‬فكرت صفاء ان أخاها‬
‫المتيم بسارة منذ الطفولة جاء ليراها ‪.........‬سلم‬
‫عليهن لتكلمه بعدها ريهام بمودة فهو في نفس سنها‬
‫وكانت قد شاركته في الرضاعة من عمتها فعند‬
‫مولدها كان عمر معتز سنة واحدة وكانت أمها تجن‬
‫من الطفلين خاصة وانه كان يضربها دائما فكانت‬
‫تتركها كلما أتت الى البلدة مع عمتها التي كانت‬
‫أنجبت خالد قبلها بشهر ممما جعلها أخته في الرضاع‬
‫‪.............‬قالت له ‪ :‬مرحبا شرفت يا وكيل النائب‬
‫العام وغمزت قائلة ‪ :‬هل يسمح لك بمخالطة العامة‬
‫من أمثالنا ؟ ‪.............‬ضحك ضحكة عالية وهو يقول‬
‫‪ :‬ساضطر للتنازل قليال النكم من العائلة‬
‫‪...............‬قرصته في ذراعه وجرت ليقول لها ‪ :‬هذا‬
‫ممنوع يا فتاة اال تعلمين اني اتمتع بالحصانة‬
‫القضائية ‪............‬اقترب من سارة التي تنحت جانبا‬
‫وهو يقول ‪ :‬كيف حالك يا صغيرة ؟‪.....‬واكمل حين لم‬
‫ترد ‪ :‬لقد خطبت صديقتك وأصبح الدور عليك‬
‫‪...............‬قالت له ‪ :‬ربما لن ألتزم بالدور فال زال‬
‫أمامي عامان ونصف من الدراسة ‪...............‬قال لها‬
‫وهو يحاول ان يجعلها تتراجع عن هذه الحجج ‪ :‬هي‬
‫ستكمل دراستها ‪ ،‬وربما الشخص الذي يرغب في‬
‫خطبتك ليس لديه مشكلة في دراستك حتى لوبقيت في‬
‫جامعتك طوال النهار يكفيه أنه في الليل سيجمعه بك‬
‫سقف واحد‪................‬قالت في شرود ‪ :‬بالتأكيد‬
‫أحالم ووقت الحقيقة سيختلف األمر ‪..............‬قال‬
‫في خفوت ‪ :‬ما دمتي أنت حلمه الوحيد فيقينا‬
‫سيحرص على تحقيق كل أحالمك ‪..................‬لم‬
‫تسطع أن ترد فليت الواقع كان بمثل هذه السهولة لذا‬
‫فضلت الهرب لتسرع مبتعدة فيما ينظر هو الى أثرها‬
‫باحباط‪... ............................................‬مع قدوم‬
‫اولى ساعات الليل كان المكان يعج بالمهئين فيما‬
‫يقفون هم في البداية ليصافحوا الداخلين كان يرتدون‬
‫الجالليب أحمد بجالبيته البيضاء يجلس جوار جده‬
‫ليتقبال سويا التهاني ‪ ،‬حتى معتز الذي أراد التهرب‬
‫وجاء دون احضار جالبية جعل جده خالد يأتيه‬
‫بجالبية من عنده كانت الصواني المملؤة بالطعام ما‬
‫أن ترفع حتى يوضع غيره كما تم توزيع األطعمة في‬
‫وقت سابق على المنازل وخاصة الفقراء قال لهم الجد‬
‫‪ :‬شر وليمة هي التي يأكل منها األغنياء وال يأكل‬
‫منها الفقراء ‪............‬انهم دوما يتعلمون منه‬
‫‪...............‬انتهت الليلة ليغادروا استعدادا لليوم‬
‫الحافل في الغد بينما سيأتي الباقون ومعهم الجد الى‬
‫القاهرة في الغد ‪...............‬‬

‫كانت تشعر بالقلق عليها فما تفعله في االيام الماضية‬


‫يبدو مريبا فهي تهتم بالتزين عند خروجها ‪ ،‬كما أنها‬
‫تغيب لوقت طويل أيضا ‪ ،‬هي لم تمنعها حتى االن ألن‬
‫خروجها يكون خالل ساعات النهار‪.....‬ظهرت أمامها‬
‫محور أفكارها ويبدو أنها قد خالفت المعتاد فها هي‬
‫تريد الخروج مع دخول الظالم نظرت الدكتورة‬
‫سوزان الى ابنتها فهي ترتدي معطف ولكن يظهر‬
‫اسفله فستان سهرة كما أن الحذاء الذي ترتديه‬
‫والمكياج فوق وجهها يدل على أنها خارجة للسهر‬
‫‪............‬نظرت الى عينيها لترى لمعة غريبة‬
‫مفترسة انها لمعة عيون الصياد حين يقترب من‬
‫االطباق على فريسته ‪...............‬ياهلل ألن ينتهي كل‬
‫هذا لقد بدا وكأنها منذ المواجهه مع أخاها عادت الى‬
‫نقطة الصفر ‪.....................‬قالت انجي لها ‪ :‬أمي‬
‫سأخرج لبعض الوقت ‪ ،‬ال تقلقي لن أبيت في الخارج‬
‫؟‪...............‬قالت االم ‪ :‬لو أردت السهر بالخارج‬
‫فلنخرج سويا سأقنع أبيك ونخرج جميعا‬
‫‪...............‬قالت وهي تمط شفتيها ‪ :‬انا لست قاصرا‬
‫مامي سأخرج مع أصدقائي وسأعود كما أنا قبل‬
‫الثانية عشر وأضافت في سخرية ‪:‬مثل سندريال‬
‫تماما‪.............‬زفرت االم بيأس ‪ :‬احرصي على‬
‫نفسك وال داعي للتهور الن أحيانا تكون عواقبه‬
‫وخيمة ‪.................‬استدارت خارجة لتركب سيارتها‬
‫مفكرة حتى كالمها مع أمها لن يغير مزاجها فهي‬
‫بالتأكيد سعيدة جدا ‪............‬وصلت الى المطعم‬
‫لتتوجه الى الباب لتجده ينتظرها وهو ينظر اليها‬
‫ببالهه انه رجل مثل الباقين تستطيع أي أنثى تتمتع‬
‫ببعض الجمال والذكاء أن تديره حول اصبعها‬
‫‪..............‬عبروا الباب لتقوم بخلع معطفها ليراها‬
‫بفستانها االزرق الحريري الذي يصل للركبة ويظهر‬
‫ذراعيها ونحرها بدا وكأنه قد أصيب بحالة من الذهول‬
‫‪.‬وصال الى الطاولة التي سبق وحجزها ليقول لها ‪:‬‬
‫انك اليوم مذهلة بل أنت دائما مذهلة ‪.............‬ثم‬
‫أكمل ولكن لست أدري لما ال تسمحين لألمور بيننا أن‬
‫تتطور ؟‪.................‬قالت رافعة حاجبها ‪ :‬أنت تقصد‬
‫العالقة الجسدية ‪ ،‬ولكن أنت تقول أنك تحبيني والبد‬
‫لهذا الحب أن يعطيك القدرة على التحمل ‪...........‬قال‬
‫لها في احباط ‪ :‬انت ال تسمحين بأي شئ أشعر وكأنه‬
‫مكتوب عليك ممنوع اللمس ‪...........‬قالت مسبلة‬
‫أهدابها ‪ :‬عزيزي سام ليس األمر هكذا ولكن ال بد أن‬
‫نتأكد من مشاعرنا ‪...............‬قال لها في يأس ‪ :‬أنا‬
‫متاكد من مشاعري انجيل ‪ ،‬ما الذي يجعلك تتأكدين ؟‬
‫أنا اتقدم لخطبتك االن وسنذهب غدا لشراء الخواتم‬
‫‪.............‬برقت عينيها بشدة فقد وصلت الى هدفها‬
‫وحققت انتصارها فها هو ابله أخر يسقط صريع حبها‬
‫‪.................‬قالت وهي تنظر ألسفل كي ال يرى‬
‫عينيها أوك حبيبي نتقابل غدا ‪............‬كان سايمون‬
‫بالنك يعمل مديرا ألحد الفنادق وكان يتسم بالغرور‬
‫الشديد ‪ ،‬لذا كان هدف ممتع بالنسبة لها وها هو بعد‬
‫بضعة أيام يعرض عليها الزواج الذي لم يكن يفكر فيه‬
‫بالتأكيد خالل العقد القادم ‪...............‬انه يستحق ما‬
‫ستفعله به ‪..............‬كانت الموسيقى تعزف لحنا‬
‫أسبانيا شهيرا يصاحبه غناء باالسبانية قامت لتحتفل‬
‫بتحقيق هدفها رقصت على اللحن الذي تتقن جيدا‬
‫الرقص عليه فيما بادلها المطرب االسباني الشاب‬
‫الرقص ليثيرا انتباه الحضور الذين تحلقوا حولهما‬
‫نظرا للمهارة التي يتمتعان بها فيما شعر سيمون‬
‫بمزيد من االنبهار‪..............‬انتهت السهرة بطلبها‬
‫المغادرة أراد أن يودعها مقبال ولكنها أشارت اليه‬
‫بيدها قائلة ‪ :‬غدا حبيبي ‪............‬ليتنهد بصوت عالي‬
‫وهو يراها تركب سيارتها مبتعدة ‪..................‬ما ن‬
‫ابتعدت بقدر كاف حتى قامت باخراج الشريحة التي‬
‫اعطت رقمها له والقتها في الشارع فقد انتهت‬
‫مهمتها‪................‬لتقول ‪ :‬فلتودع انجيل روبنسون‬
‫‪.......‬وداعا سايمون بالنك ‪..‬لقد انتصرت في جولة‬
‫جديدة على هذا الجنس البائس ‪...........‬وقامت‬
‫باغالق قبضتها بقوة داللة على تحطم قلبه‪..‬‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن ال اله اال انت‬


‫استغفرك وأتوب اليك‪.............‬‬

‫‪..............................‬الفصل الحادي‬
‫عشر‪.................................‬‬

‫على الرغم من نومها المتأخر اال انها حرصت على‬


‫االستيقاظ مبكرا فهي تريد قضاء الوقت المتبقي من‬
‫االجازة مع التوأم _______لقد ضاع الكثير من‬
‫الوقت في الفترة الماضية ____________كانت‬
‫معنوياتها مرتفعة بعد ما فعلته باألمس ‪...........‬دخلت‬
‫الى الحجرة المخصصة لهما لكنها وجدتهما ال يزاالن‬
‫نائمين ‪ ،‬جلست بجوار سيف تداعب شعره ‪ ،‬انها‬
‫تستغل نومه لتشبع حاجتها للقرب منه فعند استيقاظه‬
‫يتمسك برجولة مبكرة ويكون معترض على تلقي‬
‫القبالت واالحضان ‪.....‬انحنت اليه لتطبع قبلة على‬
‫جبهته لتجده يفتح عينيه ويقول بصوت منخفض‬
‫مختلط بالنعاس والفرح ‪ :‬جيجي أنت هنا‬
‫؟‪.............‬قالت بصوت منخفض مع ابتسامة ‪:‬‬
‫سنقضي اليوم كله سويا‪.........‬نهض واقفا في نشاط‬
‫ليتوجه الى فراش سلمى ويقول لها ‪ :‬استيقظي يا‬
‫كسولة ان جيجي هنا ‪.........‬فتحت عينيها وهي تقول‬
‫في تذمر ‪ :‬لقد نمت لوقت قليل فقط ‪............‬قال لها‬
‫في تهديد ‪ :‬سنلعب ‪ ،‬وحتى قد نذهب الى الخارج‬
‫ولتظلي أنت نائمة ‪.......‬دفعها قوله الى القيام بسرعة‬
‫‪......‬قالت انجي‪ :‬من يغتسل أوال ويغسل أسنانه يكون‬
‫الفائز ‪ .‬جرى االثنان بسرعة للحصول على الفوز‬
‫‪............‬انها تشعر بقلبها يؤلمها كثيرا من أجلهما‬
‫فوالديها رغم الرعاية التامة لهما اال انهما ليسا‬
‫صغيرين كما أنهما دائما االنشغال ‪ ،‬هذا باألضافة الى‬
‫عدم التعبير عن المشاعر المصاحب ألمها كطبيعة لها‬
‫‪..........‬لقد قررت بعد انتهاء الترم المتبقي من‬
‫دراستها أن يكون تدريبها وحتى عملها بعد ذلك في‬
‫هذه المدينة حتى ال تبتعد عنهما ‪........‬بعد عدة دقائق‬
‫كان سيف قد أنهى مهامه ‪ ،‬وسلمى تخرج خلفه تقول‬
‫‪ :‬أنها التي فازت ولكن مالبسها غبية ال تريد أن تلبس‬
‫‪ ..........‬كانت تمسك كنزتها الصوفية في يدها‬
‫ساعدتها انجي على اللبس وهي تقول لها ‪ :‬هيا‬
‫لنمشط شعرك الجميل ماذا تريدين أن تفعلي به‬
‫؟‪............‬قالت لها في جدية ‪ :‬أنت لن تؤلميني‬
‫؟‪.............‬وضعت انجي يدها على صدرها بشكل‬
‫مائل وهي تقول ‪ :‬أقسم لك ‪..............‬قالت سلمى في‬
‫تفكير ‪ :‬أريد ضفيرة في كل جانب ‪............‬قالت انجي‬
‫‪ :‬فلنصنع قطتين للجميلة سلمى ‪..............‬قال سيف‬
‫في اغاظة ‪ :‬بل هما أذنا المعزة وع ‪............‬قالت‬
‫سلمى عاقدة حاجبيها ‪ :‬سيف اصمت‬
‫‪...................‬قالت انجي لتخفف حزنها ‪ :‬انه يغار‬
‫منك ياحلوتي النه ال يملك شعر جميل وطويل مثلك‬
‫‪..............‬قالت سلمى في فرح ‪:‬أنا وجيجي لدينا‬
‫شعر طويل وأنت ال ‪............‬رد عليهما بتقليل مما‬
‫يقوالن ‪ :‬أنا رجل ال يجب أن يكون لدي شعر طويل‬
‫انه ليس سببا لالغاظة ‪..........‬حقا انه رجلها الصغير‬
‫‪-‬انهما فعال مزيج ممتع رجل حقيقي وأنثى حقيقية‬
‫‪...‬انها ال تدري كيف تحمال بعضهما خالل أشهر‬
‫الحمل ؟‪.............‬انتهت من شعر سلمى ليقول سيف‬
‫بنفاد صبر ‪ :‬ان لدي لعبتا بازل كبيرتين هيا لنلعب‬
‫بهما ‪........‬نزلوا الى االسفل وقامت بفتح الغالف لتجد‬
‫مكتوب على العلبة مخصصة لسن اثنا عشر سنة أو‬
‫أكثر عقدت حاجبيها وهي تفتح العلبة لتجد أن عدد‬
‫القطع كبير جدا ربما أباها قد تعمد ذلك لتناسب‬
‫ذكائهما ‪.......‬فرغم ما تبديه سلمى من تصرفات فهي‬
‫ال تقل عنه ذكاءا‪..........‬بدأوا في تجميع الصورة‬
‫ليتمكنوا بعد وقت طويل من انهائها ‪...........‬قالت‬
‫سلمى بتذمر ‪ :‬لن نلعب االخرى االن انها مملة‬
‫‪...........‬رد عليها سيف في امتعاض ‪ :‬انها ليست‬
‫مملة ولكنها لالذكياء ‪ ،‬لذا انت ال تحبينها ‪.............‬‬
‫كادا أن يتشاجرا لتحسم انجي االمر قائلة ‪ :‬سنلعب‬
‫شيئا اخر االن ما رأيك يا سلمى ؟‪.........‬قالت سلمى‬
‫وعيونها متسعة ‪ :‬أريد أن نرقص ‪.........‬قالت ورائها‬
‫‪ :‬نرقص؟حسنا يا فتاة هاهو الالب لنجد أغنية جيدة‬
‫نرقص عليها ‪.................‬ثم لمعت عينيها وهي‬
‫تقول ‪ :‬ما رأيك أن اعلمك الرقص على الطريقة‬
‫المصرية ‪..............‬فتحت أغنية للمطرب الشعبي‬
‫الشهير وقامت ترقص وسلمى تقلد حركاتها بينما‬
‫سيف ينظر اليهما بدهشة ‪ :‬انهما حقا مجنونتان‬
‫‪............‬دخلت السيدة ماري جونسون لترى سبب‬
‫الضجة لتشاهد العرض أمامها في ذهول في النهاية‬
‫توقفتا وهما تضحكان بأصوات عالية ‪...............‬بعد‬
‫عدة ساعات لم يتوقفوا خاللها عن اللعب كان والداها‬
‫قد عاد من العمل ليتناولوا الغذاء ‪ ......‬وبعد ذلك قال‬
‫والدها وهو ينظر اليها ‪ :‬انجي أريدك في المكتب‬
‫‪............‬سارت خلفه في قلق ‪ ،‬بعد دخولها أغلق‬
‫الباب وأشار اليها بالجلوس و جلس هو أيضا ليقول‬
‫بعدها ‪ :‬سأدخل في الموضوع مباشرة ‪ :‬أين كنت‬
‫باألمس ‪..‬بالتحديد ماذا كنت تفعلين ؟ ‪............‬لم ترد‬
‫‪.‬ليضيف هو بعدها ‪ :‬بل ما الذي كنت تفعلينه في‬
‫الفترة األخيرة بعد قدومك الى هنا ببضعة أيام‬
‫؟‪.............‬قالت في ارتباك ‪ :‬أنت تعلم يا أبي أنني‬
‫كنت اخرج مع بعض األصدقاء ‪ ،‬فعلى كل حال أنا في‬
‫األجازة وعلي أن استمتع قليال ‪...............‬عقد‬
‫حاجبيه وقال في صوت منخفض ولكن ينذر بالشر ‪:‬‬
‫انجي اريد الصدق ‪............‬قالت وقد امتقع وجهها ‪:‬‬
‫أبي لم يحدث ما يقلقك ‪...........‬قال وقد اشتعلت عينيه‬
‫‪ :‬هل تظنين أن ما تفعلينه ال يقلقني ؟ أو أني‬
‫اجهلهه‪..........‬اخبريني الى أي شئ تريدين أن تصلي‬
‫‪...........‬ثم قال ما لم يقله من قبل ‪ :‬لقد عرضناك على‬
‫العديد من االطباء ولم يجدوا تفسيرا الفعالك‬
‫‪..............‬انهم فشلوا النها لم تتجاوب معهم لذا‬
‫اكتفوا بقول والديها واللذين افترضوا أشياء معينة لم‬
‫تكن هي الحقيقة لذا فالنتيجة ال شئ انها بالتأكيد لم‬
‫يكن لديها رهاب !!!!!!!!!!!!انها لم تخبر أحدا حتى‬
‫االن باحداث ذلكا اليومين ‪.............‬هل كانا يومين ؟‬
‫ال بل أقل من ذلك يوم وليلة تغيرت بعدهما حياتها الى‬
‫االبد ‪.........‬قالت بخفوت ‪ :‬ال تتضايق يا أبي أنا فتاة‬
‫طبيعية مثل أي فتاة أخرى ‪.‬من حقها أن تحب وأن‬
‫يبادلها االخرون الحب بماذا تتهمني ‪.‬؟‪.............‬قال‬
‫بنفس لهجتها ‪ :‬وهل ما تفعلينه يسمى حب ؟‪ .‬ثم هل‬
‫يسمح لك وضعك أو دينك بهذا ؟‪.........‬يبدو أنه لن‬
‫يتراجع هذه المرة ‪......‬لذا قالت بنفس اللهجة ‪ :‬انها‬
‫مجرد مشاعر فأنا بالتأكيد لن أتمادى ‪..........‬قال‬
‫والدها ‪ :‬ولكن هذا ال يعلمه الطرف االخر ‪ .‬أنت‬
‫تتعمدين تضليلهم ‪...........‬لم تسطع التحكم باعصابها‬
‫ليرتفع صوتها وهي تقول ‪ :‬وماذا سيحدث لهم هل‬
‫ستنجرح مشاعرهم ‪ ،‬هل سيتألمون بالتأكيد ال‬
‫‪...........‬قال والدها بحدة ‪ :‬ال تطلقي أحكاما جماعية‬
‫اننا بشر والبشر مختلفون ليس الن رجل جرحك‬
‫فباقي الرجال مثله ‪...........‬قالت ‪ :‬هل هو واحد وماذا‬
‫عن ابنك الغالي اال يعد رجال اذا فالمحصلة اثنان وليت‬
‫االمر كان مجرد جرح ليته‪.............‬قال محاوال تمالك‬
‫غضبه ليقول في لهجة اهدأ ‪ :‬وحتى اذا كان اثنان فان‬
‫هللا تعالى يقول ‪ ﴿:‬وال تزر وازرة وزر أخرى‬
‫﴾‪.............‬نظرت اليه بعدم فهم ليكمل موضحا ‪ :‬اي‬
‫أنه ال يحاسب شخص على فعل شخص اخر بل كل‬
‫انسان يتحمل نتيجة أخطائه ‪................‬قالت بلهجة‬
‫هسترية ‪ :‬ولكن هذا لم يحدث معي لقد دفعت ثمن فعل‬
‫انسان اخر واكملت وصوتها يتقطع ‪ :‬ثم أنت الذي‬
‫تمنعني من الذهاب اليه حتى استطيع استرداد حقي ‪،‬‬
‫انك تخفي جواز السفر الخاص بي ‪...........‬قال والدها‬
‫في حزم ‪ :‬هل تظني أن االمر سهل ‪ ،‬أنت ال تدركين‬
‫مع من تتعاملين ‪ ،‬ان ما سيحدث انك ستضري نفسك‬
‫أكثر ‪ ،‬لقد تفاقم االمر فالسلطة والقوة التي امتلكوها‬
‫وقتها أصبحت االن أضعافا‪...........‬قالت في شرود ‪:‬‬
‫علي أن أحاول على االقل ‪............‬رد عليها بجدية ‪:‬‬
‫ألم تفكري ما الذي قد تخسرينه خالل هذه المواجهة‬
‫؟‪.............‬شعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها‬
‫‪......‬فيما أضاف ‪ :‬دعي األمور فقط وتحلي ببعض‬
‫االيمان انك طبيبة اال ترين ما يتعرض له الناس يوميا‬
‫من حوادث قد تجعلهم يعجزون عن الحركة أو يفقدون‬
‫أحدا الحواس انه القدر تحملي قدرك ‪...............‬‬
‫خرجت من حجرة المكتب لتندفع الى الخارج حتى‬
‫وصلت الى البحيرة التي لم تكن تبعد كثيرا عن المنزل‬
‫‪ ،‬كان جزءا من الجليد الذي يغطي البحيرة قد انصهر‬
‫‪ ..‬لتظهر الثلوج فوق البحيرة كجزر صغيرة جلست‬
‫امامها شاردة وهي تضم ركبتيها الى جسمها غير‬
‫شاعرة بالهواء البارد ‪............‬بعد قليل من الوقت‬
‫وجدت يد صغيرة توضع على كتفها وصوت سيف‬
‫يقول ‪ :‬لقد اتيت ألبحث عنك ‪........‬التفتت اليه ‪،‬‬
‫ليقول لها ‪ :‬هل تبكين ‪.‬؟‪...........‬ردت عليه قائلة ‪:‬‬
‫أنت تعلم أنني ال أبكي أبدا ‪.........‬مد يده ليمسح‬
‫الدموع من فوق وجهها ‪ ،‬ادارته لتأخذه بين ذراعيها‬
‫ولم يعترض هذه المرة ‪.........‬لقد شعر باحتياجها اليه‬
‫‪.....‬وضع ذراعيه حولها ليحتويها بجسده الصغير‬
‫‪.............‬رغم صغر سنه اال ان حضنه هذا أشعرها‬
‫بالسكينة واالمن ‪.....‬‬

‫ارتدى أحمد حلة زفافه وتوجه الى األسفل فصوت‬


‫هاتفه لم يتوقف فالجميع ينتظرون بسيارتهم في‬
‫األسفل حتى يزفونه ‪ .‬انهم سيذهبون في البداية‬
‫ألحضار العروس من مكان التزيين ‪ ،‬اتجه الى‬
‫السيارة الحديثة موديل هذه السنة والتي نزلت الى‬
‫االسواق منذ شهر واحد يبدو أن يوسف تنازل له‬
‫اليوم عن احدث سيارته العزيزات‪..........‬عرف ذلك‬
‫النها كانت مزينة باألزهار ‪.........‬اقترب منها ليشير‬
‫له معتز بذراعه وهو ينحني الى األسفل ‪ :‬تفضل‬
‫سيدي سواق جنابك في انتظارك ‪..........‬ضحك أحمد‬
‫وهو يقول ‪ :‬لماذا لم تستعن بأحد السائقين ‪ ،‬أم أنك‬
‫أعجبك كالم فتاتك العاصفة وهي تناديك يا أسطى‬
‫؟‪............‬ضحك معتز ضحكة عالية قائال ‪ :‬دعك من‬
‫فتاتي االن فأنا على كل حال لم أكن ألفوت هذا الشرف‬
‫‪.............‬قال أحمد بلهجة عارفة ‪ :‬الشرف! أم تريد‬
‫أن تلعب دور العزول ‪ ..........‬قال في ابتسامة خبيثة ‪:‬‬
‫بل سألعب دور المحرم فنحن سنحضرها من مكان‬
‫التزيين قبل عقد القران ‪............‬قال أحمد ‪ :‬انطلق يا‬
‫سيادة المحرم فان السيارات التي تنتظر خلفنا تطلق‬
‫أصوات تصم اآلذان ‪................‬وصلوا أمام مكان‬
‫التزيين وتوجه أحمد الى الداخل فيما انتظره معتز‬
‫أمام الباب ‪...‬لتدخل سارة وريهام أيضا مع شقيقهما‬
‫كانت سارة ترتدي فستان على الطراز االسباني ضيق‬
‫من أعلى مع اتساع في الكم ويتسع الفستان من تحت‬
‫الصدر كان يتخلط به اللونان العسلي والذهبي وترتدي‬
‫حجاب مناسب له ‪ .........‬بينما ريهام كانت ترتدي‬
‫فستان احمر متوهج دون أكمام وتضع شاال من‬
‫الشيفون فوق ذراعيها ‪.............‬كانت فرح نظرتها‬
‫تائهه ومع دخول أحمد وجدت الفتيات يتهامسن ‪ :‬واو‬
‫انه وسيم جدا ‪........‬وتقول أخرى في هيام ‪ :‬اذا كان‬
‫األطباء هكذا في هذه االيام البد أن أمرض‬
‫‪...........‬بينما نغم شقيقتها تقول لها ‪ :‬أال تعرفين‬
‫الواقف بجوار الباب ؟ انه رائع احجزيه من أجلي يا‬
‫فرح ‪...........‬لتقول ابنة خالتها سمر ‪ :‬دعك منها يا‬
‫فرح انها ال تزال طفلة واحجزيه من أجلي أنا‬
‫‪.................‬ما الذي تقوله هؤالء الحمقوات‬
‫فليحصلن على االثنين ان أرادوا وهي مستعدة للتوقيع‬
‫على اقرار بالتنازل ‪.............‬وقعت أنظار أحمد عليها‬
‫لتتسلل اليه مشاعر جميلة ‪ ،‬ان هذه الفتاة الفاتنة‬
‫ترتدي ثوب العرس لتزف اليه ‪........‬اقترب منها دون‬
‫أن يشعر كيف ساقته قدماه اليها ‪ ،‬دون ان يتكلم مد‬
‫ذراعه اليها ‪ ،‬ليجدها تحدق اليه بنظرة خاوية ‪،‬‬
‫وجدت العيون تنظر اليهما وشقيقتها تربط على كتفها‬
‫منبهه فاضطرت للوقوف ووضعت يدها فوق كم‬
‫سترته ‪..........‬كان يشعر بيدها ترتعش فوق ذراعه‬
‫‪.‬نظر اليها بتأمل تقريبا ليست يدها فقط من ترتعش‬
‫ولكن جسمها كله ‪..‬يبدو أنها خائفة ومتوترة جدا‬
‫‪........‬انها مجرد طفلة فهي ال تكبر عن سارة طفلته‬
‫سوى بأقل من عامين ‪ .‬انها أصغر منه بثمانية أعوام‬
‫لذا عليه أن يتمالك نفسه ويجعلها‬
‫تهدأ‪..............‬اقترب فمه من اذنها هامسا ‪ :‬ال تخافي‬
‫لن ألتهمك االن فلقد تناولت غذائي بالفعل‬
‫‪.....................‬التفت اليه بدهشة هل يمزح معها‬
‫؟!!!!!!!!!!!! ابتسم غامزا لها ‪ :‬بشكل عام فان‬
‫المفضل لدي هو لحوم البشر ولكن ليس الليلة‬
‫فاطمئني ‪...........‬هل هذا هو الدكتور‬
‫الهادئ!!!!!!!!!!وصال الى السيارة لتركب في المقعد‬
‫الخلفي ويجلس بجوارها انطلقت السيارة لتسمع‬
‫صوت يأتي من االمام قائال في لهجة درامية ‪ :‬انني‬
‫لست السائق ‪ ،‬ولكن ماذا علي ان أفعل أمام تسلط‬
‫شقيقي االكبر ‪..............‬ضحك أحمد وقال لها ‪ :‬ال‬
‫تهتمي به انه بقود جيدا وهذا هو المهم ‪..........‬اكمل‬
‫معتز ‪ :‬ان الذي يقود جيدا هذا اسمه معتز ‪.......‬قالت‬
‫في خجل ‪ :‬مرحبا بك ‪.............‬هل نطقت أخيرا لقد‬
‫كلمت االبله ولم تكلمه هو وال بكلمة حتى االن‬
‫‪........‬لذا قال له في غيظ ‪ :‬اصمت وانتبه للطريق‬
‫أمامك ‪...............‬ال حظ محاوالتها في االلتصاق‬
‫بجوار باب السيارة حتى تبتعد عنه فهمس في أذنها ‪:‬‬
‫ان فستانك ضخم وانا بالكاد اجلس جوارك فاين‬
‫ستبتعدين وهو حاجز أكبر حتى من خط بارليف‬
‫‪...........‬نظرت اليه بدهشة ليفكر هل أصبحت أذناي‬
‫فوق رأسي أم ماذا ؟!!!!!!!!!!!!!!واكمل بلهجة‬
‫متأمرة ‪ :‬عليك أن تؤجلي خوفك حتى عقد القران‬
‫ولكن بعدها ‪...........‬صمت قليال ليكمل بلهجة بطيئة ‪:‬‬
‫احذرك ‪.............‬قد امسك يدك ثم غمز ‪ :‬والباقي‬
‫ستعرفينه في حينه ‪.......‬قرأ الخوف بعينيها وشعر‬
‫بتصلب جسدها فقال في جدية ‪ :‬ان ليلة الزفاف ال‬
‫تتكرر حتى اذا تزوج االنسان مرة أخرى فانها ال‬
‫تكون مثل االولى لذا عليك الشعور بالسعادة كأي‬
‫عروس ‪..................‬فكرت لماذا يقول ذلك هل يشك‬
‫بشئ ؟؟؟؟؟؟؟‪................‬اكمل حين وجدها تتمسك‬
‫بالصمت ‪ :‬أنا أعلم أننا لم نحظى بفترة خطوبة‬
‫نتعارف فيها مثل االخرين ‪.........‬لذا انسي انه حفل‬
‫زفاف فكري في أنك ذاهبة الى حفل خطوبتك ‪ ،‬وانا‬
‫اعدك انني سأظل خطيبك فقط الى ان تعتادي علي‬
‫‪...........‬رأى الشك في عينيها فأضاف ‪ :‬ال تخافي ان‬
‫أحمد السعيد ال يتراجع عن كلمته‪............‬ثم أكمل‬
‫بمشاغبة ‪ :‬ولكن االتفاق سيكون الغ اذا استمررتي‬
‫في صمتك هذا ‪ ،‬ارمي الخوف ورائك واستعدي‬
‫للمواجهة ‪.........‬دييل ؟‪.......‬أومأت برأسها فقد زال‬
‫هما كالجبال من فوق كاهلها حتى وان كان مؤقتا لذا‬
‫ردت قائلة ‪ :‬دييل ‪.............‬وصال الى الفندق الشهير‬
‫لتستقبلهما الفرقة الخاصة بالزفة ‪-‬فيما ترجل‬
‫االخرون من سياراتهم وتبعوهما ‪ .........‬توجها بعد‬
‫انتهاء الزفة الى القاعة ليجلسا في المكان الخاص‬
‫بعقد القران وجد أحمد جده جالسا فهو سيكون احد‬
‫الشاهدين ‘ اقترب منه ليحتضنه في تأثر والجد يقول‬
‫‪ :‬مبارك لك يا دكتور ال بد أن والديك سعيدين‬
‫االن‪..........‬استمروا في أجراء المراسم وكان والدها‬
‫هو الوكيل ‪............‬ومع قول الشيخ قولوا جميعا ‪:‬‬
‫بارك هللا لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير‬
‫‪........‬شعرت فرح كأنها فريسة علقت في الفخ‬
‫‪.........‬قام أحمد ووقف أمامها مادا يده اليها لتستفيق‬
‫من ذهولها وتمد يدها اليه وهي تقف ‪ ،‬ما أن تالمست‬
‫يديهما حتى شعرت بصدمة كهربائية تمر عبر جسدها‬
‫كله فارتجفت فيما تماسك هو وتوجه بها الى الكوشة‬
‫التي كانت عبارة عن كنبة كبيرة مزينة بتل أبض‬
‫وزهور بيضاء ‪...‬جلسا فوقها ليهمس في أذنها قائال ‪:‬‬
‫هل تعرفين ما الذي يقوله المدعوين‬
‫؟‪.................‬قالت هامسة ‪ :‬وهل تعرف أنت‬
‫؟‪............‬أشار الى سيدة جالسة تكلم أخرى بجوارها‬
‫‪ :‬انها تقول ان فستانك موديله قديم وانها رأته كثيرا‬
‫من قبل‪.........‬واكمل واالخرى التي في الخلف تقول ‪:‬‬
‫ان مكياجك ال يناسبك ويزيد من عمرك‬
‫‪..........‬واالخرى جهة اليسار تقول ‪ :‬ان القاعة ليست‬
‫راقية ‪............‬نظرت اليه في غضب باستنكار ‪ :‬انهم‬
‫بالتأكيد ال يقولون ذلك ففستاني ومكياجي رائعين‬
‫وكذلك القاعة ‪..........‬ضحك في انتصار فلقد تجاوبت‬
‫معه ‪ :‬اذا فانهم يحسدونك يا صغيرة ان عيونهم ال‬
‫تبتعد عنك نظرت الى حيث يشير لتجد العيون تنظر‬
‫جهتهم ولكن ليس اليها بل اليه انهن مجموعة اخرى‬
‫من الحمقاوات المبهورات ‪............‬قال لها ‪ :‬أرأيت ؟‬
‫‪......‬وجدته يجمع كفيه امام فمه متمتما بكالم غير‬
‫مسموع ثم يمسح بكفيه على راسها ‪.......‬تراجعت‬
‫بسبب لمسته لينظر اليها باستغراب وهو يقول ‪ :‬كنت‬
‫اقرأ القران ال منع عنك الحسد ‪.......‬انها تبدو‬
‫كالبلهاء أمامه بردة فعلها المبالغ فيها ‪........‬انقذها‬
‫من الحرج اقتراب أختها منهما وهي تقول ‪ :‬ال تكونا‬
‫ثقيال الدم وهيا لترقصا معنا ‪..........‬قاما معها ليتحلق‬
‫الشباب خولهما ويقرصوا على االغنيات الصاخبة ‪-‬‬
‫واحيانا كانت العروس تتحرك مع البنات بينما هو كان‬
‫يكتفي بالمشاهدة __ثم تم عزف موسيقى هادئة‬
‫تراجع معها الجميع الخلف ليقول البعض ‪ :‬ارقصا معا‬
‫‪ :‬وضعت يديها فوق كتفيه وبدأا يتحركان على االيقاع‬
‫‪.........‬قال أحمد بعدها ‪ :‬هذا يكفي ارقصوا‬
‫أنتم‪......‬وبعد ذلك أخذها مبتعدا ‪......‬كان أخوها‬
‫بالتأكيد مع اصدقائه هو بطل المناسبة ‪..............‬فيما‬
‫تجمع البعض في مكان هادئ من القاعة مكتفين‬
‫بالحديث بعد انتهائهم من استقبال المدعويين‬
‫‪.......‬بعد قليل توقف الصخب وبدا وكأن شئ غريب‬
‫يحدث لقد كانت فتاة واحدة فقط هي من ترقص‬
‫وبسبب رقصها المتقن اكتفى الباقون بالمشاهدة‬
‫‪...........‬ال حظ حازم ذلك مما أعاد الى ذهنه ذكرى‬
‫أخرى بعيدة ‪..........‬اقترب وهو يشعر بأن غضبه‬
‫سينفجر لقد وجد ما توقعه !!!!!!!!!!!لقد كانت‬
‫زوجته المصون هي من تقوم بدور الراقصة‬
‫‪.........................‬‬

‫كانت ترقص بفستانها االحمر وقد عقدت الشال حول‬


‫خصرها لتظهر كتفيها تماما ‪.........‬شعر بالدم يندفع‬
‫نحو رأسه فيما وصلت الى أذنه همسات بعد‬
‫المشاهدين والذي كان بعضها مبتذال للغاية لقد أراد‬
‫أن يدفعهم بعيدا ويسحبها من شعرها مبتعدا بها عن‬
‫أعينهم ‪ ،‬تراجع للحظة مفكرا ال داعي لتخريب الزفاف‬
‫‪ ،‬نظر حوله ليجد ضالته تقف وهي يبدو عليها الضيق‬
‫‪..........‬اقترب منها وهو يقول ‪ :‬سارة اجعلي شقيقتك‬
‫تتوقف حاال واحضريها لي ‪........‬كان صوته ينذر‬
‫بالخطورة وبغضب مكبوت ‪ .‬اندفعت بسرعة ليفسح‬
‫لها الواقفون المجال للعبور ‪،‬لقد كانت تشعر بالغضب‬
‫الشديد من تصرفات ريهام فما تفعله ال يجوز ‪،‬‬
‫امسكت بذراعها وهي تقول ‪ :‬هيا يا ريهام‬
‫‪..........‬قالت لها باعتراض دون أن تتوقف ‪ :‬ال انا لم‬
‫انته بعد ‪.......‬قالت بتصميم وهي تمسك بذراعها‬
‫وتسحبها بعيدا عن المجموعة ‪ :‬هذا يكفي ‪......‬وصلتا‬
‫الى مكان انتظار حازم لتتركهما سويا وهي ال تدري‬
‫ماذا سيحدث ان ريهام هذه ستصيبها بالجنون انها‬
‫تشعر أحيانا أن ال عقل لها ‪ ............‬بعدما تركتها‬
‫شقيقتها أمسك هو بذراعها ليجرها تقريبا الى الخارج‬
‫فيما كانت تقول معترضة ‪ :‬ال ‪ ...........‬حاولت تخليص‬
‫ذراعها منه وهي تقول له ‪ :‬لن اذهب معك الى اي‬
‫مكان ‪......‬قال في لهجة مخيفة ‪ :‬من االفضل لك أن‬
‫تتقي شري هيا ‪..........‬خرجا الى الحديقة المحيطة‬
‫بالفندق ليتوقفا في مكان بعيد نسبيا ليقول بعدها في‬
‫غضب شديد ‪ :‬ما الذي كنت تفعلينه ؟ ألن تكفي عن‬
‫هذا العبث ؟‪.............‬قالت محاولة اخفاء خوفها ‪ :‬ان‬
‫هذا ليس من شأنك أنه زفاف شقيقي وانا سعيدة‬
‫وارقص ما المشكلة ؟‪..........‬قال بغيظ شديد فهي‬
‫ستصيبه بالجنون ‪ :‬شأن من يكون اذا ؟ ألم تر نظرات‬
‫الرجال لك ؟‪ .......‬هل اسمعك بعد الكلمات السافلة‬
‫التي سمعتهم باذني وهم يقولونها ؟ ام ان هذا هو ما‬
‫تحاولين فعله أن تلفتي نظرهم اليك ؟‪..............‬تفجر‬
‫غضبها لتمد يدها محاولة أن تصفعه ولكنه كان اسرع‬
‫منها فالتقط يدها ‪.............‬لتقول في غضب يماثل‬
‫غضبه ‪ :‬انك لن تتغير نفس ظنك السئ بي ‪ ،‬نفس‬
‫خيالك المريض ‪............‬قال في حدة ‪ :‬ان الجميع‬
‫يفعلون وليس أنا فقط هذه هي نتيجة أفعالك المتهورة‬
‫‪.......‬ثم أكمل ‪ :‬ان رقصك بهذه الطريقة يمثل دعوة‬
‫لكل رجل موجود ‪ ،‬ولكن ليس أمامك خيارات أخرى‬
‫عداي ‪ ،‬وانا موجود جاهز وقادر‪..........‬تريدين رجل‬
‫هيا يا صغيرة ‪...........‬قال ذلك وهو يجذبها في عناق‬
‫غاضب يلتهم شفتيها بعنف مكبوت حاولت االفالت من‬
‫بين ذراعيه ولكنه لم يسمح بذلك ‪............‬بعد مضي‬
‫بعض الوقت بدأت تشعر بالضعف ‪ ،‬ليعود عقلها‬
‫ويحذرها هل ستعودين عبدة له تأتمرين بأمره‬
‫؟‪..........‬انه لم يثق بك من قبل وحتى االن ال يفعل‬
‫‪.........‬نجحت هذه المرة وابعدت نفسها عنه لتقول‬
‫بلهجة سامة ‪ :‬ان االوبشن الذي يتيح لك التأكد من‬
‫أخالقي متوافر لمرة واحدة وقد استنفذتها بالفعل‬
‫‪............‬رد عليها وقد بدأ الهدوء يعود اليه ‪ :‬ومن‬
‫قال لك انني احتاج ذلك ؟ ‪............‬نظرت اليه نظرة‬
‫تعني عدم التصديق لتقول له بسخرية ‪ :‬هل ستخبرني‬
‫انك شفيت وانك صدقت ان يوسف سليمان يعرض‬
‫عليك شقيقته دون ان تكون معيوبة لتستر عليها‬
‫‪ ..........‬ان أخي من فعل هذا فقد اعطاك ثقة ال‬
‫تستحقها ‪ ،‬فعقلك المريض لم يصدق بسهولة انك‬
‫أصبحت زوجا لريهام السعيد ‪.............‬حاول كتم‬
‫غضبه فان القطة أصبحت شرسة جدا ولكن عليه‬
‫التريث ليقول لها ‪ :‬ان الغضب يليق بك فقد جعلك‬
‫متوهجة وشديدة الجمال ‪............‬قالت بغيظ متعجبة‬
‫من أن كالمها السام لم يؤثر به ‪ :‬الى أين تحاول‬
‫الوصول يا حازم ؟‪.............‬مط شفتيه ليقول في‬
‫لهجة مغوية ‪ :‬الى شقتنا بالتأكيد فان ما أفكر فيه ال‬
‫تصلح له الحديقة ‪.........‬ثم غمز بعينه مضيفا ‪ :‬او ما‬
‫رأيك أن أحجز لنا حجرة في الفندق ؟‪............‬ثم أكمل‬
‫ببطء ‪ :‬لقد حملت بعمر ليلة زواج يوسف ما رأيك أن‬
‫نخلد ليلة زفاف أحمد بطفل أخر؟‪..........‬نظرت اليه‬
‫غير مصدقة ليكمل بنفس اللهجة ‪ :‬ولكن اعلمي انه‬
‫لو كان ولد فسنسميه عبد هللا على اسم أبي أنا لم‬
‫اعرتض على االسم المرة الماضية حتى ال تحزني‬
‫‪..........‬فتحت فمها ليقاطعها قائال ‪ :‬هل لديك شئ ضد‬
‫االسم ‪ ،‬انه حتى بنفس الحرف ‪ ،‬ام ان االعتراض‬
‫على النوع ‪ ،‬اعلمي انه ليس لدي اعتراض على‬
‫الفتيات خاصة اذا كانت ستشبهك ‪............‬انه‬
‫سيجعلها تجن ما هذا الذي يقوله ؟ قالت في حدة ‪ :‬انا‬
‫لن انجب منك أي أطفال اخرين يا حازم ثم أكملت‬
‫أريدك أن تطلقني وان كنت خائفا من يوسف اطمئن‬
‫فسأخبره أنني الذي أريد الطالق ‪.............‬ضحك‬
‫بصوت عال ليقول ‪ :‬هل تظني اني أخاف من يوسف‬
‫هومي ؟ اخبريه بهذا حتى يشعر بالتسلية قالت في‬
‫اعتراض ‪ :‬لماذا اذن تزوجتني ؟ قال في هدوء ‪ :‬هل‬
‫تريدين أن تعرفي لماذا تزوجتك اذا فلتأتي معي الى‬
‫بيتنا ألخبرك ابتعدت عن وهي تهز رأسها دون أي‬
‫كالم ‪.........‬ليقول بصوت مسموع اذهبي اليوم حتى‬
‫ال تكون سارة وحيدة ولكن لن يطول الوقت‬

‫وصال الى الفيال الخاصة بهما ليودعهم الجميع عند‬


‫الباب دخلت مترددة لتجده يقف أمامها مبتسما بكسل‬
‫وهو يقول ‪ :‬لم استطع ان احملك أمام الباب الخارجي‬
‫حتى ال نصنع عرض خاص أمام المتواجدين لذا‬
‫‪.........‬صمت ثم أكمل ببطء ‪ :‬سأحملك على السلم‬
‫حتى باب غرفة النوم ‪..............‬تراجعت في خوف‬
‫وهي تشعر بنباضتها تتسارع ‪ :‬أنت لن تفعل ذلك‬
‫بالتأكيد ‪...........‬وجدت أن نظرته الكسولة لم تتغير‬
‫لتقول بعدها ‪ :‬انني ثقيلة جدا وأنت لن تستطيع أن‬
‫‪...........‬قاطعها ‪ :‬لن استطيع ماذا ؟ ان هذا تحدي‬
‫وأنا ال أقاوم أي تحدي ‪............‬قال ذلك وهو يرفعها‬
‫بسهولة ويسير بها تجاه السلم الواسع وهي مذهولة‬
‫حتى وصال الى باب مغلق دفعه بقدمه وانزلها في‬
‫الداخل ‪..........‬كانت تشعر بوجهها يحترق من الخجل‬
‫ما هذا الذي يحدث انها ال تدري حقا ‪............‬لم‬
‫تستفق من أفكارها لتجده يقول ‪ :‬هل تريديني ان‬
‫اساعدك في خلع الفستان ‪.........‬قالت في احتجاج ‪:‬‬
‫أحمد أنت قلت ‪............‬وجدته ينظر اليها في براءة‬
‫بينما يقول ‪ :‬ان األمر مهني بحت ‪ ،‬انا طبيب لذا‬
‫فالموضوع عادي ‪............‬وضعت يدها على ظهره‬
‫وهي تدفعه قائلة ‪ :‬شكرا لك على العرض ولكن االمر‬
‫بسيط وسأفعله بنفسه ‪............‬خرج وهو يمط شفتيه‬
‫قائال ‪ :‬لألسف ‪ ................‬بعد مضي بعض الوقت‬
‫كانت قد انتهت من تغيير مالبسها وازالت المكياج ‪،‬‬
‫وحصلت على حمام دافئ ‪...............‬لتفاجئ بطرقات‬
‫هادئة على الباب لتقول ‪ :‬اتفضل ‪.............‬دفع أحمد‬
‫الباب ليظهر أمامها وقد خلع مالبسه وارتدى بدال‬
‫منها ترينج رمادي ‪...........‬يبدو ان بينهما توارد‬
‫أفكار فهي أيضا قد ارتدت ترينج يختلط فيه اللونين‬
‫االحمر واالسود ‪ ،‬ان االمر مضحك انهما يبدوان‬
‫كشخصين متجهين للجري وليسا كعروسين‬
‫‪.............‬دخل لتجده قد عاد الى الجدية وهو يقول ‪:‬‬
‫توضأي يا فرح حتى نصلي ‪..................‬نظرت اليه‬
‫في تساؤل قائلة بحيرة ‪ :‬نصلي ماذا ؟‪...............‬قال‬
‫لها ‪ :‬انهما ركعتان سنة يبدأ بهما الزوجان حياتهما‬
‫حتى يبارك هللا لهما ‪............‬نظرت اليه في دهشة‬
‫انها أول مرة تسمع بهذا الموضوع ‪...............‬عندما‬
‫وجدها ال ترد قال لها ‪ :‬اليس لديك اسدال أو عبائة‬
‫خاصة بالصالة ؟‪.............‬نظرت اليه بضياع قائلة ‪:‬‬
‫ال لم أحضر ‪ ...‬سأنظر ربما أجد شئ مناسب بحثت‬
‫حتى وجدت عبائة مغربية كنت موضوعة ضمن‬
‫جهازها فاخرجتها ‪...........‬بقيت مشكلة واحدة انها‬
‫مشكلة الحجاب فهي بالتأكيد ال تملك واحد‬
‫‪............‬قال لها مستفهما ‪ :‬أليس لديك شئ مناسب‬
‫‪.‬؟يبدو انها ال تصلي من االساس‪...........‬هزت رأسها‬
‫نافية ‪ ..‬ليقول بعدها ‪ :‬انتظري ‪.............‬عاد بعد قليل‬
‫كانت قد توضأت ولبست العبائة ‪.........‬لتجده يحمل‬
‫أحد قمصانه قام بثنيه بشكل مائل ووضعه فوق رأسها‬
‫كان الكمان ينزالن على الجانبين ويعطي مظهرا‬
‫مضحكا ولكنه كان يفي بالغرض ‪...........‬قال لها ‪:‬‬
‫قفي جواري ولكن تأخري قليال ‪............‬قال ذلك وهو‬
‫يفرش المصلية أمامهما ‪...............‬بدأ الصالة‬
‫لتسمع بعدها صوته العذب وهو يقرأ الفران‪........‬‬
‫عندما انتهيا من الصالة وجدته يضع يده على رأسها‬
‫وهو يقول ‪ ( :‬اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها‬
‫عليه ‪ ،‬وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه )‬
‫‪............‬كانت تشعر بالذهول من كل ما يجري ان كل‬
‫ما يحدث غريب جدا عليها ‪ ،‬ولكنه مريح جدا‬
‫‪................‬قال أحمد ‪ :‬نامي االن فان أمامنا سفرا‬
‫شاقا بالغد ‪................‬قالت في حيرة ‪ :‬هل‬
‫سنسافر؟‪................‬قال لها ‪ :‬لقد كانت مفاجأة‬
‫حصلت على جواز سفرك من والدك ‪........‬أرجو أن‬
‫تكون مفاجأة جيدة ‪............‬أكمل حين لم ترد ‪:‬‬
‫سنسافر الى أسبانيا اتمنى أن تعجبك ‪............‬ردت‬
‫في شرود ‪ :‬بالتأكيد ‪...........‬اقترب منها مقبال جبينها‬
‫وهو يقول ‪ :‬الى اللقاء حتى الصباح يا صغيرة‬
‫‪...............‬التفت مغادرا الحجرة وهي تحدق في أثره‬

‫تمت‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت‬


‫أستغفرك وأتوب إليك ‪،‬‬

‫‪.....................‬الفصل الثاني عشر‪.............‬‬


‫‪..‬في ساعة متأخرة من هذه الليلة الصاخبة كان يشعر‬
‫بسعادة حقيقية لزواج شقيقه ‪ ،‬فرغم السنوات القليلة‬
‫التي تفصلهما اال انه كان يشعر دائما انه والده ‪-‬بل‬
‫والدهم جميعا ‪ .‬ولذا أراد أن يطيل من عمر هذا‬
‫الشعور وهو على يقين أنه اذا عاد الى القصر حيث‬
‫زوجته المصون فان شعوره سيتحول الى النقيض‬
‫تماما ‪.....‬لذا فاألفضل أن يتوجه الى مكان اخر ‪ ،‬كان‬
‫حازم ال يزال معه لذا نظر اليه قائال ‪ :‬ما رأيك يا رفيق‬
‫أن تأتي معي الى المزرعة ؟‪.....‬ال ريب انها احدى‬
‫نزوات يوسف المجنونة ‪ ،‬نظر اليه بدهشة ليرى هل‬
‫هو جاد في كالمه وقال ‪ :‬أي مزرعة التي سنذهب‬
‫اليها في هذا الوقت ؟‪.......‬قال له يوسف في مرح ‪ :‬ما‬
‫المشكلة سنكون هناك بعد أقل من ساعة ‪..‬ثم الى اين‬
‫تريد العودة ؟ هل ستعود الى شقتك لتخاطب‬
‫الجدران؟‪........‬نظر اليه رافعا حاجبه بغيظ هل يتشفى‬
‫فيه ؟!قال في حنق ‪ :‬ومن السبب في هذا أليست‬
‫شقيقتك الغالية ؟‪.......‬قهقه ضاحكا مستمتعا بغيظه ‪:‬‬
‫وماذا أفعل لك وأنت ال تستطيع تليين رأسها ‪ ،‬ماذا‬
‫حدث لحازم عبد هللا الشهير ؟ لقد كنت فتى الكلية‬
‫األول ‪.....‬نظر اليه وقد بدأت ابتسامته في الظهور ‪:‬‬
‫لقد تغلبت شقيقتك عليه ‪ ،‬واكمل بأغاظة ‪ :‬يا فتى‬
‫الكلية الثاني‪.....‬ضحك مرة أخرى قائال ‪ :‬وماذا كنت‬
‫أفعل وأنت كنت تسقطهم صرعى عينيك‬
‫الخضروين‪....‬قال ‪ :‬ربما علي استخدام أسلحة أخرى‬
‫مع االستاذة ريهام ‪ .‬ثم أكمل في جدية ‪ :‬ولكنك تعلم‬
‫أن والدي ينتظران زيارتي يوم الجمعة ‪.....‬قال له في‬
‫اصرار ‪ :‬قل لهم سأقضي اليوم مع صديقي اليتيم ولن‬
‫يعترضا ‪....‬ضحك قائال ‪ :‬ستصر أمي على حضورك‬
‫معي لتعوضك الحنان المفقود ‪ ،‬وربما تعرض عليك‬
‫عروسة ما ‪.....‬رفع يوسف يديه باستسالم هاتفا ‪ :‬ال ‪،‬‬
‫يكفيني جدي‪.‬ثم أردف ‪ :‬هيا ال تكن ثقيل الدم‬
‫‪.......‬سار حازم معه باستسالم ليستقل كل واحد منهما‬
‫سيارته ‪.......‬ما أن أصبحا خارج المدينة حتى قال‬
‫يوسف ‪ :‬سابقني حتى المزرعة يا رجل ‪.....‬قالها وهو‬
‫يزيد من سرعة سيارته ‪......‬قال حازم ‪ :‬ما الذي‬
‫يفعله هذا المجنون في هذا الظالم ؟‪ ....‬قالها فيما كان‬
‫يزيد من سرعته هو أيضا لتصل الى الحد األقصى من‬
‫السرعة ‪......‬كان ال يقل عنه مهارة وقد تبادال التقدم‬
‫عدة مرات ‪......‬وصال في زمن قياسي ينبأ عن مدى‬
‫السرعة التي قادا بها ‪.....‬وصال الى المزرعة وسارا‬
‫بمحاذاة السور لبعض الوقت قبل أن يبلغا البوابة‬
‫الضخمة في النهاية ‪ ،‬ليقوم الحراس بفتحها لهما‬
‫ليقفا بعض الوقت يتبادالن التحية مع الحراس ثم‬
‫يتوجهان الى الداخل عبر الممر الممهد الذي تتواجد‬
‫المصابيح على جانبيه ‪ ،‬في النهاية توقفا امام منزل‬
‫متوسط الحجم مكون من طابق واحد وتحطيه حديقة‬
‫جميلة بها أنواع مختلفة من األزهارلتكون لوحة‬
‫مبهرة ‪ ،‬دخال المنزل واتجه كل واحد منهما الى‬
‫الغرفة التي يضع فيها مالبسه‪ ،‬فقد كانا دائما التواجد‬
‫وخاصة يوسف لذا احتفظا بالمالبس ‪......‬خرجا وقد‬
‫استبدال مالبسهما بمالبس مريحة ليتوجه يوسف الى‬
‫الخارج ويلحق به حازم قائال ‪ :‬ألن تنام ؟‪ ......‬رد‬
‫عليه قائال ‪ :‬ال بالتأكيد ليس االن سانتظر حتى نصلي‬
‫الفجر ثم أنام ‪..‬توجها الى الخارج ‪ ،‬وبدأ يوسف بجمع‬
‫بعض االخشاب الستخدامها ألشعال النار ‪....‬نظر الى‬
‫حازم الذي وقف ينظر اليه ليقول له ‪ :‬كف عن التذمر‬
‫وهيا ساعدني‪....‬في النهاية قاما باشعال النار وتحلقا‬
‫حولها فيما انضم اليهم بعض العمال وظلوا يتبادلون‬
‫الحديث معهم في أمور تخص العمل وفي النهاية‬
‫قاموا ليتبق االثنان ‪....‬قال يوسف في سخرية ‪ :‬اتلم‬
‫المتعوس على خائب الرجا ‪...‬يبدو أن السنوات تمر‬
‫ولن نجد من يمنعنا عن التسكع أو حتى يؤنسنا في‬
‫تسكعنا ‪......‬رد حازم ضاحكا ‪ :‬عليك أن تحدد من أنا‬
‫المتعوس أم خائب الرجا ؟‪....‬رد عليه ساخرا ‪ :‬وهل‬
‫هذا ما يهمك ؟ على كل حال يقال أيضا (صاحبك من‬
‫بختك ) عليك أن تعدل حظك حتى ينعدل حظي‬
‫أيضا‪ .....‬قال له حازم بل سأبقى معك ألعد النجوم‬
‫ربما عليك أن تتخذ شقيقك صاحبا هذه الليلة ‪...‬ضحك‬
‫يوسف وهو يقول له ‪ :‬ارحمه من عينك الصفراء‬
‫‪.....‬قال حازم رافعا أحد حاجبيه ‪ :‬ان عيناي خضروان‬
‫‪ .‬وبالتأكيد باردة ‪......‬قال يوسف وقد بدا وكأن تفكيره‬
‫ذهب الى البعيد ‪ :‬اتمنى أن يحظى أحمد بالسعادة ألنه‬
‫أصبح لدي هاجس أن لعنة تحيط أفراد أسرتي‬
‫‪.......‬قال حازم في صدق وقد تأثر بهموم صديقه ‪ :‬أنا‬
‫أسف حقا كنت أتمنى أال أكون أحد أسباب مشكالتك‬
‫‪.......‬قال يوسف بنفس اللهجة ونظراته تتجه الى‬
‫البعيد ‪ :‬ال عليك لقد شاركت في األمر عندما جعلتها‬
‫تتزوج بعد عام فقط في الجامعة انها لم تكن ناضجة‬
‫بالقدر الكافي‪.....‬فكر حازم ربما كانت ستنجح لو‬
‫وجدت منه الدعم الكافي ‪....‬ظال جالسين حتى اقترب‬
‫الفجر ليقوما متجهين الى المسجد الصغير الذي بناه‬
‫يوسف داخل األرض ويستخدمه العمال والمهندس‬
‫الزراعي والدكتور البيطري الذي يتواجد بشكل متقطع‬
‫للعناية بالحيوانات‪.....‬انهوا صالتهم ليعودوا الى‬
‫المنزل ويتجه كل واحد منهم الى غرفته‪......‬لم تمر‬
‫سوى أربع ساعات ليقوم يوسف بعدها فقليل من‬
‫النوم يكفيه خاصة أثناء وجوده هنا ‪ ،‬قام في نشاط‬
‫ليستمتع بالشمس المشرقة والجو اللطيف مع منظر‬
‫األشجار والنباتات ‪....‬تجول بين االماكن المختلفة فكل‬
‫منطقة كانت خاصة بزراعة نوع من األشجار بينما‬
‫تنمو النباتات أسفلها وهناك مناطق خاصة بالنباتات‬
‫فقط ‪ ،‬في هذا الوقت من العام كانت األشجار المثمرة‬
‫هي أشجار الموالح والموز ‪......‬كان يسير أسفل‬
‫أشجار البرتقال واليوسفي بينما تصل رائحتها‬
‫المنعشة الى انفه فتشعره بمتعة بالغة ‪.....‬كان يمد يده‬
‫الى الشجرة ليقطف الثمرة التي تعجبه فلقد اعتادوا‬
‫على هذا منذ الطفولة ‪ ،‬فهذه الثمار التي تأكل من فوق‬
‫الشجرة مباشرة ليس لها مثيل أمسك بضعة ثمار‬
‫ليناولها للفتى الصغير الذي يعمل في المزرعة‬
‫ويرافقه في جولته قائال ‪ :‬اغسلها جيدا يا منصور‬
‫‪....‬لقد كانت ثمار هذه المزرعة رائجة جدا خاصة في‬
‫التصدير للخارج بسبب عدم استخدامهم ألي مواد‬
‫كيماوية وكان لهم عالمة تجارية خاصة بهم ‪...‬قابل‬
‫المهندس الزراعي الذي كان يتجول ليعاين المزرعة‬
‫قال له المهندس ‪ :‬ان المحصول أصبح جاهزا للقطف‬
‫لذا البد أن نبدأ فلقد أصبحت درجة نضجه‬
‫ممتازة‪.....‬أومأ له يوسف مطمئنا وهو يقول ‪ :‬ال تقلق‬
‫سيأتي العمال في الصباح ومعهم كل ما يلزم وتأتي‬
‫الشاحنات للتحميل‪....‬تركه ليكمل الجولة بعد ذلك مارا‬
‫بالجزء الخاص بزراعة الموز ‪....‬ثم يسير الى‬
‫المنطقة البعيدة نسبيا والتي يتم تربية الطيور‬
‫والحيوانات داخلها ‪ ،‬لقد جلب سالالت من أفضل‬
‫األبقار ‪.‬ولكنه يربي أيضا من النوع المحلي (البلدي)‬
‫فهو بالتأكيد أفضل في الطعم ‪.‬وصل في النهاية لمكانه‬
‫المفضل ( األسطبل )لقد تركه لنهاية الجولة ألنه كان‬
‫يعلم أنه لو بدأ به فلن يذهب الى أي مكان ‪..‬تجاوز‬
‫الباب ليجد العامل يضع الطعام أمام الخيول ‪ ،‬اقترب‬
‫من أحدها بلونه شديد السواد كان (رعد) حصانا‬
‫مميزا فسواده لم يكن يقتصر على اللون فقط ولكن‬
‫يمتد الى مزاجه العاصف ‪...‬لقد منع العمال من‬
‫محاولة ركوبه ألن ذلك قد يمثل خطورة ‪ ،‬فكان هو‬
‫الوحيد فقط الذي يركبه‪....‬نظر اليه الحصان بغضب‬
‫ليكلمه ضاحكا ‪ :‬لماذا أنت غاضب مني يافتى ‪ ،‬ربما‬
‫هي غلطتي من البداية أني اسميتك بهذا االسم‬
‫فاصبحت مخيفا مثله ‪ ،‬اعذرني سأسلم على باقي‬
‫العائلة ثم ننطلق سويا ‪...‬اقترب من الفرسه البيضاء‬
‫(بشاير ) ليقول لها مازحا ‪ :‬ماذا حدث لزوجك اليس‬
‫لك أي تأثير عليه ‪،‬؟ ‪...‬أخذ بعض من السكر ليطعمه‬
‫لها لتأكله باستمتاع‪....‬ثم تركها ليتوجه الى فرس‬
‫صغير له نفس لون رعد ولكنه يبدو أكثرهدوءا انه‬
‫(رماح )ابنهما ‪ ،‬قال له يحادثه بصوت منخفض كأن‬
‫بينهما سر ‪ :‬اعذرني يا صغيري لم أنجح في احضار‬
‫الفرسة التي وعدتك بها ‪ ،‬ان شروط جدي صعبة‬
‫‪..‬وصمت قليال ليكمل ‪ :‬لقد اسموها ملك ‪..‬ربما افضل‬
‫لك أن تبتعد عنها ‪...‬زفر نفسا ملتهبا فيما يكمل ‪ :‬على‬
‫ما يبدو انك مثل صاحبك ال تتالئمون مع المالئكة‬
‫‪..‬ثقي بي فعندما حصل هو على مالكه دمره بقسوة‬
‫ليبكيه بعد ذلك طول عمره‪.....‬هز رأسه محاوال ابعاد‬
‫األفكار التي تتزاحم فيه ‪ ،‬ثم نادى عامل األسطبل‬
‫قائال‪ :‬سمير ‪ ،‬اسرج لي رعد ‪..‬لبس الحذاء الخاص‬
‫بالركوب ليعتلي بعدها الجواد الذي تم تجهيزه ‪ ،‬ابدى‬
‫الجواد اعتراضه بأن هز رأسه بحركة عنيفة ورفع‬
‫قائمتيه األماميتين ‪ ،‬ولكنه امسكه بقوة وهو يهمس‬
‫في أذنه ‪ :‬اهدأ يا فتى انه أنا ‪...‬استسلم الجواد الجامح‬
‫عندما أدرك قوة راكبه ‪....‬ظل يعدو به على الطريق‬
‫الممهد بسرعة كبيرة لقد كان يشعر بمتعة ال تماثلها‬
‫أي متعة أخرى في العالم حين يكون على ظهر الجواد‬
‫‪ ،‬وصال الى منطقة يغطيها العشب عند أحد اطراف‬
‫المزرعة ‪ ،‬لينزل من فوقه ويتركه يأكل من العشب ‪،‬‬
‫فيما جلس هو مستندا الى أحد األشجار ‪...‬اندفعت‬
‫الذكريات الى رأسه رغما عنه ‪ ،‬لقد كان وقتها في‬
‫حالة من الغضب الجنوني ‪ ،‬كان يبدو وكأن شياطين‬
‫األرض قد تلبسته ‪ ،‬ورغم األصوات التي كانت تصدر‬
‫من داخله لتخبره أن ما يفعله خطأ اال أنه لم يستمع‬
‫لها ‪ ،‬كان يظن أنه اذا انتقم وجعلهم يشعرون بنفس‬
‫شعوره فان النار التي تستعر بداخله ستهدأ ‪ ،‬ولكنه‬
‫كان واهم ‪..‬لقد أدخل طرف برئ في المعادلة ‪....‬لقد‬
‫تعمد اال يراها حتى ال يتسرب اليه الضعف أو يشعر‬
‫بالشفقة تجاهها ‪ ،‬كان يعلم عمرها الصغير ‪ ،‬فظل‬
‫يخدع نفسه بقوله أن جدته كانت أقل منها في العمر‬
‫عند زواجها ‪ ،‬وحتى االن ال تزال العديد من الفتيات‬
‫في القرى يتزوجن في سن صغيرة ‪ ،‬ولكنه كان يدرك‬
‫الفرق فهن يكن مؤهالت لهذا من التربية ‪ ،‬وكونه أمر‬
‫مألوف فيستطعن تقبل األمر ‪ ،‬ولكن فتاة في وضعها‬
‫ما الذي سيؤهلها لهذا ؟!!!!‪.‬وأيضا لم يرد أن يراها‬
‫ألن عقله أخبره أن صورتها ستعذبه وستطارده بعد‬
‫ذلك ‪ ،‬لذا فانه ما أن دخل الحجرة التي كانت موجودة‬
‫بها حتى أغلق األضواء قبل أن يلتفت اليها ‪ ،‬ولكن‬
‫األمر كان ضربا من الوهم أيضا ‪.‬فهاهو لسنوات الزال‬
‫بكائها وكلماتها التي كانت تتردد خالل هذا البكاء ‪،‬‬
‫تطارده وتجلده في كل لحظة من حياته ‪ ،‬حتى في‬
‫نومه‪ ، ..‬كانت تقول بصوتها الباكي المذعور ( ال‬
‫أرجوك ال تفعل هذا ‪.. ،‬ال تلمسني بهذا الشكل لقد قالت‬
‫امي أن ال أدع أحدا يفعل ‪..‬ال أنت تؤذيني ) وعندما‬
‫انتهى كل شئ انخرطت في بكاء هستيري ‪ ،‬ليدرك بعد‬
‫فوات األوان بشاعة جريمته ‪ ،‬لقد أخذها بين ذراعية‬
‫محاوال تهدئتها ‪ ،‬ويبدو أنها لم تعد تدري ما يحدث‬
‫فقد استسلمت له ‪ ،‬كانت دموعها تغرق مالبسه وربما‬
‫كانت أيضا دموعه!!!!‪.‬وفي النهاية استسلمت للنوم ‪،‬‬
‫او فقدت الوعي ‪.‬ليقوم هو مغادرا الغرفة قبل أن ينبلج‬
‫الفجر ويظهر ضوئه أثر جريمته‪........‬‬

‫كانت تضع الالب توب الخاص بها امامها تنتقل من‬


‫موقع الخر ‪ ،‬حتى خطر شيئا على بالها لتكتب اسما‬
‫معينا على محرك البحث (جوجل سيرش) لتظهر‬
‫بعدها بعض الصور مع عناوين فوقها ‪ ،‬لم تكن تجيد‬
‫القراءة باللغة العربية لذا لم تهتم بما تحتويه العناوين‬
‫‪ ،‬كان الشئ الوحيد الذي تستطيع كتابته بالعربية هو‬
‫اسمه ‪ ،‬نظرت الى الصور لتجد امامها صورة حديثة‬
‫يبدو أنها التقطت خالل حفل زفاف ‪ ،‬قامت بتكبيرها‬
‫ليظهر لها شاب وسيم يقف الى جوار عروس جميلة‬
‫وبجوارهم من الجابين مجموعة من األشخاص نظرت‬
‫اليهم بتركيز حتى توقفت عيناها على الشخص‬
‫المقصود ‪ ،‬كان يضع يده على كتف المرأة الواقفة‬
‫بجواره ‪ ،‬انها تعرفها انها زوجته ‪ ،‬حقا ان الطيور‬
‫على أشكالها تقع ‪ ،‬فماذا سيتزوج ثعبان الكوبرا غير‬
‫أفعى سامة ؟!!!!عادت بنظرها اليه انه حقا ال يتغير‬
‫نفس النظرة المتعالية التي تجعلك تشعر انه فوق‬
‫مستوى البشر ‪ ،‬تظهر عليه ال مباالة بأي شئ ‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت تجعلك تشعر كأن هناك نمر رابض ينتظر‬
‫اللحظة المناسبة للهجوم قامت بالتركيز فوق صورته‬
‫لتفصلها عن االخرين ثم باستخدام الطابعة قامت بطبع‬
‫الصورة لتمسكها بعد ذلك متأملة بال مشاعر ‪ ،‬فتحت‬
‫أحد االدراج لتخرج الملف الموضوع تحت بعض‬
‫الكتب ‪ ،‬فتحت الملف ووضعت الصورة مع مجموعة‬
‫من الصور األخرى كلها لنفس الشخص ‪ ،‬كان اقدمها‬
‫عمره اربع سنوات ونصف ‪ ،‬لقد كانت المرة األولى‬
‫التي تراه فيها بعد عامين ونصف مما حدث واقل من‬
‫عامين بقليل على والدة طفليها ‪ ،‬حتى اسمه لم تعرفه‬
‫اال عندما قرأته على شهاداتا ميالد طفليها ‪...‬وبعد كل‬
‫هذا يوجهون اللوم اليها ‪ ،‬أليست بطولة منها انها لم‬
‫تصل الى الجنون التام ؟!‪.....‬كانت تجهل اسمه ولكنها‬
‫كانت تعرف اسماء أطفاله قبلها بسنوات ‪ .‬عادت‬
‫ذاكرتها الى ذلك الوقت حيث كان أخوها محمد يغيظها‬
‫بمزحة قديمة ‪ ،‬فلقد أراد جداها ان تسمى على اسم‬
‫جدتها الحاجة (سعدية)لكن أباها لحسن الحظ لم يوافق‬
‫‪ ،‬فكان محمد يغيظها قائال تصوري انجليزية اسمها‬
‫سعدية أنا ال أدري كيف كان األنجليز سينطقون االسم‬
‫؟! ‪....‬ثم قال لها ‪ :‬ان معتز صديقي اسم جداه هو‬
‫(سيف ) و (سلمى) وقد رفض الجد أن يتسموا هو‬
‫واخوته باسمائهما ‪.....‬ردت بامتعاض ‪ :‬وكأن أسماء‬
‫األجداد عقوبة ال تمنح لألحفاد اال اذا كانت مريعة‬
‫‪.....‬ضحك قائال ‪ :‬ولكن الحاج سيف رضي عنهم‬
‫أخيرا وأمر أخو معتز الكبير أن يسمي أطفاله‬
‫باالسمين‪.....‬لقد شعرت أن هذا حقهما ‪ ،‬وهي عازمة‬
‫على أال تفرط في أي حق لهما ولذا اطلقت عليهما‬
‫االسمين ‪.....‬أم شكله فقد خطر على ذهنها مرة أن هذا‬
‫الشخص قد يكون مشهور وتظهر صورة على الشبكة‬
‫العنكبوتية ‪ ،‬كان هذا قبل أن تبلغ الثامنة عشر بقليل ‪،‬‬
‫عندما وضعت االسم على محرك البحث فوجئت بكم‬
‫الصور االتي ظهرت أمامها ‪ ،‬لقد كانت ترسم له في‬
‫خيالها صورا مخيفة ‪ ،‬ولكنها كانت بداخلها تعلم أنه ال‬
‫يمكن أن يكون قبيحا والدليل هو طفالها الجميالن‬
‫واللذان لم يأخذا من مالمحها اال القليل وبالتأكيد قد‬
‫أخذوا الشبه منه ‪...... ،‬ولكن رغم ذلك فقد مثلت‬
‫رؤيتها لصوره للمرة األولى صدمة بالغة لها ‪،‬‬
‫فالوحش الذي حطمها كان أوسم رجل رأته في حياتها‬
‫‪ ،‬بل هو أكثر الرجال جاذبية بجسده العريض المفتول‬
‫العضالت وطوله الفارع ‪ ،‬ظلت تنظر اليه في ذهول‬
‫وهي تردد ‪:‬هذا ظلم كيف يكون هكذا ؟كيف ؟‪.....‬ظلت‬
‫تنظر الى الصور المتعددة ‪ ،‬لقد اختلف شكله قليال في‬
‫أول الصور عن اخرها ‪ ،‬ولكن التغيير كان يزيد من‬
‫جاذبيته ‪ ،‬سحقا انها تتغزل بالوغد ! ‪...‬نظرت الى‬
‫الصورة تكلمها قائلة ‪ :‬متى ستاتي الى المملكة‬
‫المتحدة يا عزيزي ‪ ،‬تعالى وال تخف فكل ما سأفعله‬
‫أني سأخلصك من نظرتك المتعالية وهذا الشعور انك‬
‫فوق مستوى البشر‪.............:....‬‬
‫عد عودتهم من صالة الجمعة توجهوا الى الشرفة‬
‫الخاصة بالمنزل ليتناولوا الغداء الشهي الذي أعدته‬
‫الخالة هنية ‪ ،‬بعد ذلك اتجه يوسف الى حجرته وضغط‬
‫رقما معينا على الهاتف ‪ ،‬ليقول عندما فتح الطرف‬
‫االخر الخط ‪ :‬صباحية مباركة يا عريس ‪......‬قال أحمد‬
‫من الجهة األخرى ‪ :‬صباح الخير ‪....‬رد ضاحكا ‪ :‬انه‬
‫لم يعد وقت الصباح لقد عدنا من صالة الجمعة ‪.....‬رد‬
‫أحمد قائال ‪ :‬أال تفوت شيئا لقد عدت أنا االخر من‬
‫الصالة للتو ‪....‬قال له ‪ :‬ال تغضب يا عريس وهيا‬
‫بدون لف ودوران طمني هل رفعت رأسنا ؟‪.......‬قال‬
‫أحمد بغيظ مكتوم ‪ :‬يوسف!!!!!كف عن تقمص‬
‫شخصية جدك ‪....‬ضحك هذه المرة ضحكة صاخبة‬
‫على ما يبدو أنه لن يخرج بمعلومة مفيدة من شقيقه‬
‫كالعادة لذا قال ‪:‬لو كنت أقوم بدور جدك كنت سأنتظر‬
‫في حديقة منزلك لنصف ساعة على األكثر وأنا أحمل‬
‫سالحي الحتفل بعدها بتفريغ رصاصته في الهواء‬
‫‪......‬قال أحمد بنفاذ صبر فعلى ما يبدو أن شقيقه‬
‫يتسلى على حسابه ‪ :‬أنت تعلم أن هذه األشياء لم تعد‬
‫تحدث هذه األيام حتى في البلدة ‪...‬قال باعتراض ‪:‬‬
‫ولكنها كانت تحدث في طفولتنا وقد رايتها بعيني‬
‫‪....‬رد عليه أحمد لينه الموضوع ‪ :‬على كل حال لست‬
‫فتاة لتقلق على ‪.....‬في نهاية المكالمة قال يوسف‬
‫متسائال ‪:‬من الذي سيقوم بايصالك الى المطار‬
‫؟‪.....‬اجاب ‪ :‬ان معتز سيوصلني فهو ال يزال موجودا‬
‫‪.....‬ليضيف يوسف ‪ :‬أنا ال أدري لماذا رفضت السفر‬
‫بالطائرة الخاصة ؟‪.....‬رد عليه ‪ :‬دعك من هذا‬
‫الموضوع فأنا أفضل السفر مثل باقي البشر ‪ ،‬وربما‬
‫تحتاجون الطائرة في امر طارئ‪......‬انهى المكالمة‬
‫معه ليصعد الى الطابق األعلى فلم يعد هناك اال القليل‬
‫من الوقت لذا سيوقظها اذا كانت نائمة ‪....‬طرق الباب‬
‫لكنه لم يتلق رد ‪ ،‬دخل الى الحجرة فلم يجدها بينما‬
‫سمع أصوات صادرة من الحمام ‪...‬استلقى على‬
‫السرير منتظرا خروجها يبدو أن عليه أن يمارس‬
‫المزيد من ضبط النفس فقد كان يفضل أن يجدها‬
‫جاهزة ‪...‬فكر بتسلية انه على كل حال ال يمانع في‬
‫عرض خاص ‪......‬وجد الباب يفتح لتخرج محور‬
‫افكاره مرتدية معطف الخمام الذي يصل الى ركبتيها‬
‫وفتحته الواسعة تظهر عنقها كما تناثر الشعر المبلول‬
‫على كتفيها ‪ ،‬كانت تمثل لوحة مثيرة ‪......‬وقعت‬
‫عيناها عليه وهو يتأملها ليتصاعد اللوم األحمر الى‬
‫خديها وتقول في ارتباك ‪:‬لم اكن أعلم انك هنا وفتحت‬
‫الدوالب في ارتباك لتخرج منه بعد األشياء وتقول‬
‫متلعثمة ‪ :‬دقائق واكون جاهزة ‪...‬قام واقفا وهو يقول‬
‫‪ :‬ال تتعجلي بسببي ‪......‬وغمز بعينه مضيفا ‪ :‬ان‬
‫معطف الحمام يبدو رائعا عليك قال ذلك وهو يتجه‬
‫بعينه اسفل فتحة العنق ‪.....‬ما هذا الذي يفعله انها‬
‫تشعر انه يلعب معها لعبة القط والفأر ولكن باحتراف‬
‫فهي التكاد تمسك عليه شيئا ‪....‬طبع قبلة خفيفة على‬
‫خدها وهو يستدير قائال ‪ :‬سأنزل ألبحث عن شيئا‬
‫نأكله حتى تنتهي ‪ ،‬شعرت كما أصبحت تشعر كلما‬
‫لمسها بصدمة كهربائية تشمل جسدها كله ‪ ،‬والعجيب‬
‫أن مالمسته لها ال تشعرها بالنفور ! فهذا الدكتور‬
‫يثير اعجابها بكل حاالته لقد كان رائعا في المالبس‬
‫الكاجول التي كان يرتديها عندما صعد االن ‪ .‬وكان‬
‫بالغ الجاذبية أمس بالتريننج ‪....‬انها تتخيل شكله في‬
‫مالبس األطباء ‪ ،‬ال ريب ان معدل النساء الالتي يزرن‬
‫المستشفى قد تزايد منذ عمل به ‪.‬وجدت صوت‬
‫بداخلها يقول لها ‪ ،‬هل ستضعفين ؟ هل ستصبحين‬
‫دمية يتحكمون بها ؟ ‪......‬يبدو أنه سيندم على الوعد‬
‫الذي قطعه على نفسه ‪ ،‬انه يتسائل متى ستنهي‬
‫الخطوبة البائسة التي اقترحها ؟‪...‬نزل ليفتح الثالجة‬
‫ليجد عدة صواني مغلفة بورق االلمونيوم ‪.‬فتح أحدها‬
‫ليجد بداخلها حمام محشو ‪...‬يبدو أن الجميع قد‬
‫حرص على طقوس الزفاف حتى حماته قد أحضرت‬
‫الطعام الرسمي للعروسين ‪ ،‬شغل الميكروويف ووضع‬
‫الصينية بداخله ‪ .‬ثم اخرج بعض الخضراوات حتى‬
‫يحدث نوعا من التكامل في الوجبة اخرج الصينيه‬
‫ليضعها فوق المنضدة ووضع بجوارها طبقين ليجدها‬
‫قد دخلت الى المطبخ ‪.....‬قال لها مبتسما ‪ :‬يبدو أننا‬
‫لن نموت جوعا فلقد وجدت في الثالجة الكثير من‬
‫الطعام ‪ ...‬حاولت التغلب على خجلها فلقد مضى وقت‬
‫طويل منذ تناولت الطعام اخر مرة ‪...‬اخذت أحد‬
‫الحمامات ووضعتها في الطبق لتكافح محاولة االكل‬
‫بطريقة الئقة ‪..‬انها لو رأت األحمق الذي جعل الحمام‬
‫هو وجبة العرسان ستلكمه بقوة ‪...‬انها وجبة ال‬
‫يستطيع االنسان أكلها بطريقة راقية ‪ ،‬كيف يعرضون‬
‫العروس التي ال زالت تشعر بالخجل من زوجها لهذا‬
‫األحراج ‪.....‬نظر الى وجهها المممتعض فقد بدا له‬
‫انها تتعارك مع الطعام ليضحك وهو يقول لها ‪ :‬كليها‬
‫بيدك وصدقا لن انظر اليك ‪...‬انه بالتاكيد يسخر منها ‪،‬‬
‫بعد نهاية المعاناة توجهت الى االعلى لتجهز حقيبتها‬
‫وترتدي مالبسها ‪ ،‬لتجده يناديها ‪ :‬انتظري يا فرح‬
‫‪....‬ناولها شنطة قامت بفتحها لتجد داخلها اسداال‬
‫خاصا بالصالة ‪..‬قالت له ‪ :‬شكرا لك ‪....‬نظر الي‬
‫مالمحها التي بدا عليها الخجل نظرة فاحصة ليقول‬
‫بعدها ‪ :‬فرح ان الصاله صلة بين االنسان وخالقه‬
‫يشعر فيها بالراحة حين يقف بين يدي مواله يدعوه‬
‫ويستغفره ويشكو له همه فاحرصي على أال تقطعيها‬
‫‪.....‬شعرت بتأثر شديد وحاولت منع دموعها ان أحمد‬
‫هذا يشعرها بدهشة بالغة ‪ ،‬لقد كانت تظن ان من‬
‫ينتمون الى هذه الطبقة ال يهتمون بامور الدين ‪،‬‬
‫الحظت ذلك على سارة أيضا فهي ملتزمة مثله‬
‫‪.....‬قالت له ‪ :‬حسنا سيكون أول شئ أضعه في‬
‫حقيبتي ‪.....‬دخلت الحجرة وهي تحمد هللا على انهم‬
‫ليسوا في الصيف الن مالبس الصيف الخاصة بها لن‬
‫تعجبه بالتأكيد‬

‫*عاد معتز من المطار الى الشقة ليجد ريهام وسارة‬


‫والصغير عمر يشاهدون الكارتون ‪.....‬أمسك بعمر‬
‫يرفعه الى األعلى وهو يقول له ‪ :‬برافو عليك يا فتى‬
‫عليك أن تظل مسيطرا دائما ‪ ،‬وتجعلهم يشاهدون ما‬
‫تريده ‪......‬قال له عمر ‪ :‬عليك انت أيضا أن تجلس‬
‫معنا يا ميزو لتشاهد (سبونج بوب )‪......‬قال له وهو‬
‫يدغدغه ‪ :‬من ميزو هذا ؟ يا ابن (زومي وهومي )‬
‫وضحك مكمال ‪:‬يا لهما من اسمين ‪.....‬بادلته ريهام‬
‫الضحك وهي تقول ‪ :‬هل ستنشر أسرارنا أمام الطفل‬
‫؟‪....‬قال رافعا حاجبه ‪ :‬هل هي اسرار ألم تعودي‬
‫هومي ؟‪....‬ثم أكمل ‪ :‬لم ال تأتون معي لقضاء عدة ايام‬
‫وربما عندها تشاهدون الوجه اآلخر للحياة يا بنات‬
‫سليمان السعيد ؟‪......‬ردت عليه ريهام قائلة ‪ :‬لألسف‬
‫ال استطيع فانا لن أخذ اجازة قبل أن ابدأ العمل ‪...‬ان‬
‫شقيقك سيطردني شر طردة ‪ ،‬يمكنك أن تسأل‬
‫سارة‪........‬قال لها بحزن ‪ :‬لقد توجهت الى حجرتها‬
‫ما أن دخلت ‪ .......‬الحظت حزنه فقالت محاولة‬
‫التخفيف عنه ‪ :‬أنت تعلم ما مرت به من ظروف‬
‫‪......‬نظر اليها بتجهم وهو يقول ‪ :‬لقد مرت سنوات‬
‫‪.‬هل ستظل تهرب مني هكذا الى األبد ‪.......‬ريهام‬
‫تعرف أن شخصية شقيقتها بالغة الوضوح واالستقامة‬
‫لذا ال تستطيع اظهار شئ مخالف لما تشعر به ‪ ..‬قالت‬
‫له ‪ :‬هذا الن الوضع ال يزال على ما هو عليه ولم تحل‬
‫المشكلة الى االن ‪،‬ربما عندما ينته كل شئ ستستطيع‬
‫تجاوز الماضي ‪......‬انه حتى االن ال يستطيع استيعاب‬
‫ما حدث لقد كان األمر محض جنون ‪ ،‬انه لم يالحظ‬
‫ابدا على صديقه ما يجعله يظن أنه يفكر بهذه الطريقة‬
‫‪ ،‬ثم انها كانت ال تزال في بداية المراهقة وال تملك ما‬
‫يجعل شاب يخاطر كل هذه المخاطرة ويتحمل هذه‬
‫الخسائر فيما بعد والذي كان من الممكن ان تتزايد‬
‫للحصول عليها ‪..‬كان احيانا يضغط على عقله لعله‬
‫يتذكر أي اشارة كان من الممكن أن تنبأ بما حدث‬
‫ولكن لم يجد شيئا ‪،‬كانا يتعامالن معها على أنها‬
‫الطفلة المزعجة التي تلتصق بهما وتريد أن تلعب‬
‫العاب الفتيان الكبار ‪ ،‬ثم انهما وقتها لم يكن لديهما‬
‫مانع من دين أو خلق للحصول على ما يريدان ‪ ،‬وكان‬
‫متاح لهما بسهولة نظرا لكثرة المعجبات ‪...‬انه بالفعل‬
‫سيجن سيجن ‪....‬انه يشعر بشوق كبير أن ياخذها بين‬
‫ذراعيه قبل أن يسافر‪ ،‬لذا عليه أن يحاول ‪...‬طرق‬
‫باب غرفتها ليدخل بعدها دون انتظار للرد‪..‬ما أن راته‬
‫داخل حجرتها حتى انتفض جسدها وقالت له بحدة ‪:‬‬
‫لماذا جئت ؟ ‪....‬قال لها وهو يجلس على أحد المقاعد‬
‫‪ :‬ال أظن انه يوجد ما يمنعني من شرع أو أخالق من‬
‫دخول غرفة شقيقتي ‪.......‬انها تعرف أن الجدال معه‬
‫ال طائل منه لذا قالت له‪ :‬انا أقول لك كلمة واحدة‬
‫واضحة اخرج االن من غرفتي ‪....‬قال لها ‪ :‬ما دمتي‬
‫قد اخترت الوضوح فانا سأسألك سؤال واحد قبل أن‬
‫اخرج ‪ :‬ما الذي تتهمنني به ؟‪....‬اكمل حين لم ترد ‪:‬‬
‫هل تظني أن لي دخل بما حدث لك ؟‪.....‬ردت بحدة ‪:‬‬
‫اجل ‪...‬نظر اليها في استنكار ‪ ،‬لتكمل ‪ :‬أنت الذي‬
‫ادخلت هذه القمامة الى حياتنا وبيتنا ‪ ،‬سوء اخالقك‬
‫هو الذي جعلك تصاحب هذه األشكال ‪.........‬تصاعد‬
‫غضبه بشكل كبير ليقول لها بلهجة سامة دون أي‬
‫مراعاة ‪ :‬لقد قطعت عالقتي بمن تسمينه قمامة منذ‬
‫زمن بعيد ‪ ،‬الشخص الوحيد الذي ال يزال له صلة به‬
‫هو أنت يا زوجة ( محمد عبد الرحمن ) صديقي‬
‫السابق ‪.....‬كانت ريهام قد دخلت الى الحجرة بعد‬
‫سماعها االصوات العالية لتشهق شهقة عالية وتضع‬
‫يدها على فمها من الصدمة ‪.....‬بينما اندفعت سارة في‬
‫البكاء ‪.....‬نظر اليهما بيأس ليخرج بعدها صافقا الباب‬
‫خلفه في عنف ‪*************............‬‬
‫انتهى‬

‫_سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال أنت‬


‫استغفرك وأتوب اليك ‪.‬‬

‫‪...........‬الفصل الثالث عشر ‪.............‬‬

‫كانت تجلس مع ابنتها امام جهاز الكمبيوتر يكلمان‬


‫ابنها البعيد ‪ ،‬ال تنكر أن رؤيتها له عبر الكاميرا‬
‫تخفف عنها الكثير من احساسها بافتقاده ‪ ،‬ولكن‬
‫بالتأكيد ليس مثل الشعور الذي تكاد تموت ألجله بان‬
‫تأخذه بين ذراعيها ‪ ،‬ان االبن يظل جزء من االم لمدة‬
‫تسعة شهور ال تشعر االم بعدها بالراحة اال حين‬
‫تضمه الى قلبها قبل صدرها ‪ ،‬لقد اصبح االن رجال‬
‫يمأل القلب قبل العين ‪ ،‬انها ال تنكر ان ما حدث رغم‬
‫انه ادى الى ابتعاده اال انه غيره كثيرا لألفضل ‪،‬‬
‫فاستمراره في حياته السابقه لم يكن سيؤدي به الى‬
‫أي تفوق بل على العكس كان من الممكن أن يوصله‬
‫الى الهاوية ‪ ،‬ان سعادتها به االن وهو على وشك‬
‫الحصول على الدكتوراة أصبحت ال توصف ‪ ،‬كما ان‬
‫احساسها بالذنب تجاهه قد قل كثيرا ‪ ،‬لم يكن لها رأي‬
‫في اتمام زواجها من ابن عمها دكتور عبد الرحمن‬
‫الحسيني فقد أصدر الوالد والعم األمر باتمام الزواج‬
‫رغم أنه كان متزوج من أخرى ‪ ،‬ولكن مع مرورة‬
‫السنوات أصبحت تدرك انها شئ على الهامش وليس‬
‫لها دور حقيقي بحياته ‪ ،‬حتى في االجازات التي كان‬
‫يقيضها معها كانت تشعر أن روحه بعيدة ‪ ،‬لقد بدا‬
‫كأنه مكتفيا بزوجته االنجليزية والتي كانت قد اعتنقت‬
‫االسالم ‪ ،‬كانت تشعر بجرح كبير لكرامتها ‪ ،‬لقد كانت‬
‫تفضل أن تكون زوجة لرجل بسيط هي محور حياته‬
‫على أن تكون زوجة على الهامش للدكتور الكبير ‪،‬‬
‫لكنها في البداية لم تسطع االفصاح ‪ ،‬ولكن يوم أتى‬
‫بطفلته معه شعرت ان األمر انتهى لذا طلبت الطالق‬
‫وأصرت عليه على الرغم من كل ما فعله والدها ‪ ،‬بعد‬
‫ذلك تقدم اليها الكثيرون ولكنها كانت ترفض من اجل‬
‫ابنها ‪ ،‬حتى بدأ الضغط الشديد عليها فهي ال ينبغي أن‬
‫تظل على هذا الوضع ‪ ،‬لذا وافقت في النهاية ولحسن‬
‫حظها كان زوجها رجل طيب ‪ ،‬كان عبد الحميد حسن‬
‫مطلق دون أوالد يعمل محاسبا في مصر للطيران‬
‫وأدى هذا الى انتقالها للقاهرة ‪ ،‬كان زوجها السابق ال‬
‫يبخل في االنفاق على ابنه محمد لذا فقد ألحقته بأفضل‬
‫مدارس اللغات ‪ ،‬وبعد ذلك طلب االشتراك في النادي‬
‫فاشركته في نادي من أفضل النوادي كانت تريد اال‬
‫يشعر بأنه أقل من اخوته ‪،‬وعندما كان في الثامنة من‬
‫عمره انجبت ابنتها شذا ‪ ،‬وبعدهابأربع سنوات انجبت‬
‫ابنها تامر ‪ ،‬كانت تشعر انه كلما مر الوقت يزيد‬
‫تباعده عنهم ومع انشغالها بالطفلين وبعملها كمدرسة‬
‫تفاقم األمر خاصة مع دخوله مرحلة المراهقة ‪ ،‬وبدأ‬
‫اهماله الشديد للدراسة ولكن ذكائه الكبير كان يساعده‬
‫على النجاح ‪ ،‬ليصل األمر لذروته عند بلوغه‬
‫السادسة عشر كان ذلك يشعرها بالحزن فأخاه الكبير‬
‫يدرس الطب وهي تتمنى أال يقل عنه ‪ ،‬ولكنه عاد‬
‫لمفاجئتها مرة أخرى فعندما كان في نهاية المرحلة‬
‫الثانوية أصبح يذاكر كثيرا حتى حصل في النهاية على‬
‫مجموع كبير أدخله كلية الهندسة ‪ ،‬ولكن هذه الفترة‬
‫الهادئة لم تستمر كثيرا فمع دخوله الجامعة ازدادت‬
‫األمور سوءا كان ال يتوقف عن اثارة المشاكل ويعود‬
‫دائما يبدو عليه اثار الشجار حتى انه تم استوقفه من‬
‫قبل الشرطة ‪ ،‬ولحسن الحظ فقد تمكن أخو صديقه من‬
‫اخراجه بسبب نفوذه الكبير ‪ ،‬لينته األمر بالمشكلة‬
‫التي ادت الى هروبه من البالد ‪ ،‬انها لم تنس حتى‬
‫االن ذلك اليوم لقد جاء يومها بعد الفجر بقليل كان‬
‫يبدو عليه الشحوب والتوتر وكأن هناك من يطارده ‪،‬‬
‫طلب للمرة االولى من زوجها مبلغ من المال وأخذ‬
‫جوازه االنجليزي (كان قد حصل على الجنسية عن‬
‫طريق والده الذي سبق وحصل عليها ) ليغادر على‬
‫أول طائرة مسافرة الى انجلترا ‪ ،‬لقد أثار هذا دهشتها‬
‫فوالده وأسرته كانوا متواجدين في مصر فلماذا يسافر‬
‫الى انجلترا؟ ولماذا لم يحصل على النقود من والده ؟‪،‬‬
‫وبعد ذلك سافر الى المانيا ‪..........‬انتبهت على صوت‬
‫ابنتها التي تقول ‪ :‬ماما لم ال تردين على محمد‬
‫؟‪......‬نظرت الى الشاشة لتجده يقول لها مبتسما ‪:‬‬
‫اللي واخد عقلك يهنأ به ‪...‬نظرت اليه في حب ‪ :‬أنت‬
‫فقط من تأخذ عقلي ‪....‬لتضع شذا يدها فوق خصرها‬
‫بحركة اعتراض طفولية وتمط شفتيها قائلة ‪ :‬ولماذا‬
‫هو فقط ؟‪......‬نظر اليها رافعا أحد حاجبية وهو يقول‬
‫‪ :‬اخبريني كيف ستحصلين على المجموع الذي‬
‫وعدتني به وأنت تجلسين كل هذا الوقت أمام النت‬
‫؟‪...‬قالت بامتعاض ‪ :‬انا استحق الني من جلست‬
‫لتحدثك ‪ ،‬الني اشتقت اليك كثيرا ‪...‬ثم أردفت هل‬
‫ستدرس حقا في الجامعة ؟ لوكنت ستفعل اعدك أني‬
‫سأدخل كلية الهندسة ألكون معك ‪......‬قال لها ‪ :‬أوال‬
‫كيف ستدخلينها دون مذاكرة ؟‪ ...‬ثانيا عندما أحصل‬
‫على الدكتوراة سوف أقدم طلب للعمل في الجامعة وقد‬
‫يقبلوني اذا كان تخصصي مطلوب وقد يرفضون‬
‫‪...‬ثالثا حتى لو دخلت أنت الكلية وأنا عملت بها من‬
‫يضمن لك أني سأدرس لك ؟‪......‬من األفضل أن‬
‫تضعي لنفسك هدف لتسعي اليه دون اشتراط أي شئ‬
‫اخر او أي احتماالت ‪....‬قالت في سخط ‪ :‬مفسد للمتعة‬
‫‪ ،‬اكرهك عندما تتقمص شخصية الناصح ‪....‬قالت أمه‬
‫‪ :‬دعك منها ‪،‬هل ستأتي حقا وتعمل في الجامعة‬
‫؟‪....‬رد ضاحكا ‪ :‬ماما ال تتعاملي مع األمر كأنه مسلم‬
‫به انه مجرد احتمال ‪.....‬قالت في اعتراض ‪ :‬وهل‬
‫سيجدون من هو أفضل منك ستكون دكتور حاصل‬
‫على الدكتوراة من ألمانيا وأنت في السادسة‬
‫والعشرون ‪....‬قال ضاحكا ‪ :‬القرد في عين أمه ‪...‬قالت‬
‫بابتسامة معترضة ‪ :‬أي قرد هذا ! ال تقل هذا على‬
‫ابنه انه مثل القمر ‪...‬ثم قالت في قلق ‪ :‬هل تظن أنهم‬
‫لن يتعرضوا لك ؟‪.....‬قال مطمئنا ‪ :‬ال أظن ذلك فلو‬
‫أراد أن يفعل ‪ ،‬كان سيستطيع التوصل الى مكاني من‬
‫قبل ‪ ...‬انه يعلم انه لن يفعل به شيئا االن تجنبا الثارة‬
‫أي شبهه ‪ ،‬لقد كان االتفاق الذي أخبره به والده أنها‬
‫حين تكون في السن المناسب سيعلنون خطبتهم ‪ ،‬وقد‬
‫يمثلون حتى عقد القران وبعد ذلك يقام حفل زفاف ‪.‬‬
‫والخطوة التالية التي سينتظرونها منه بالتأكيد هي‬
‫الطالق ‪..‬وهو ما لن يفعله بالتأكيد ‪ ،‬وهو يظن انه‬
‫حتى لوكان هناك نية لالنتقام فلن تكون قبل ذلك‬
‫‪***********************....................‬‬
‫******* ********لم يستطع العودة مرة أخرى‬
‫بعد ما حدث مع شقيقته ويما أنه قد جاء مع أحمد في‬
‫سيارته ‪ ،‬ذهب الى محطة القطار ليحجز تذكرة على‬
‫أول قطار مغادر ‪ ،‬كان الوقت شتاءا ولذا فقد حصل‬
‫على التذكرة بسهولة ‪.....‬عندما حان وقت تحرك‬
‫القطار دخل وجلس على كرسيه فيما كان جميع‬
‫الداخلين مشغولين بوضع حقائبهم في األماكن‬
‫المخصصة ‪ ،‬فعلى ما يبدو انه الوحيد الذي لم يكن‬
‫لديه واحدة ‪ ،‬انه لم يعد الحضار مالبسه فهو لن‬
‫يستطيع النظر في وجه سارة االن على األقل بعدما‬
‫جرحها بهذه الطريقة ‪ ،‬لقد كان تصرف طفولي مقيت‬
‫من جانبه ‪ ،‬يبدو أن النوم قد غلبه ليستفيق على‬
‫أصوات الضجة التي تصاحب نزول الناس ‪ ،‬خرج من‬
‫القطار ليستقل أول سيارة أجرة صادفته ويتوجه بعدها‬
‫الى شقته ‪ ،‬ان حاله االن يذكره بحالة عندما جاء‬
‫للمرة األولى ولكن االختالف انه يوجد مكان محدد‬
‫ليتجه اليه ‪ ،‬بينما كان وقتها مثل المشردين ‪ ،‬قام‬
‫بتغيير مالبسه ليقرربعد ذلك الخروج ‪ ،‬توجه الى‬
‫المطعم الذي اعتاد تناول الطعام فيه فعلى الرغم من‬
‫كونه مطعم شعبي اال انه كان يقدم أفضل األطعمة‬
‫‪..‬دخل ليوقفه صاحب المطعم قائال ‪ :‬أين كنت في‬
‫األيام الماضية يا بني ؟ ‪....‬انه يشعر بقرب هذا الرجل‬
‫من قلبه فهو يشعره بحنان واهتمام كبير لذا رد عليه‬
‫في ود ‪ :‬لقد سافرت لحضور زفاف شقيقي ‪........‬قال‬
‫الرجل مبتسما ‪ :‬العقبى لك ‪ ،‬نفرح بك قريبا بأذن هللا‬
‫‪....‬قال له ضاحكا ‪ :‬ال بالتأكيد ليس قريبا على كل حال‬
‫‪....‬قال له الرجل بلهجة تدل على خبرة طويلة بأمور‬
‫الحياة ‪ :‬ان الزواج قدر ‪ ،‬وال تدري لعل قدرك يكون‬
‫على بعد خطوات منك ‪....‬تناول طعامه ‪ ،‬ثم انصرف‬
‫وهو يحي الرجل والعاملين ‪....‬استمر في المشي بعد‬
‫ذلك بمحازاة البحر ‪ ،‬كان يستنشق الهواء العليل‬
‫القادم من البحر يحاول اغراق أفكاره باالمواج‬
‫المتراطمة ‪....‬ال يدري كم مر من الوقت وهو ال يزال‬
‫يسير ‪..‬نظر حوله ليرى أين ساقته قدماه ‪ ،‬لقد كانت‬
‫المنطقة المتواجد بها االن منطقة مختلفة عن التي بدأ‬
‫السير منها ‪ ،‬ظهر ذلك في المنازل التي ترآت له من‬
‫بعيد ‪ ،‬انها لم تكن منازل كانت مجموعة من الفيالت‬
‫الراقية ‪ ،‬لقد أتى الى هنا من قبل عندما كان يجمع‬
‫المعلومات عن سعيد الكاشف ‪ ،‬سار دون تفكير‬
‫المسافة المتبقية حتى وصل أمام الفيال التي تطل‬
‫مباشرة على الشاطئ ‪ ،‬كان يشعر وكأن هناك شيئا‬
‫يدفع دون ارادته الى المكان ‪.....‬وجد عندها فتاة‬
‫جالسة فوق الرمال تبكي بصوت‬
‫عال اقترب منها ‪ ،‬لم يكن شكلها واضح فقد كان‬
‫رأسها منحنيا واألضواء الموجودة على الشاطئ لم‬
‫تكن تكشف الكثير سألها ‪ :‬مابك ؟ هل ضايقك أحدا ما‬
‫؟‪.....‬شعرت أن الصوت الذي يكلمها يبدو مألوفا ‪ ،‬انه‬
‫هو ‪ ،‬ما الذي أتى به بالقرب من منزلها هل يتعقبها‬
‫؟!!!! لذا ردت بحدة ‪ :‬ال شأن لك بي ‪ ،‬اتركني في‬
‫حالي وانصرف ‪....‬هل هذا جزاء اهتمامه بها ‪ ،‬فلتبكي‬
‫أو تقتل نفسها حتى!!!!انها بالتأكيد هي ففيالتهم‬
‫قريبة ‪ ،‬هل عاد من السفر ليقابل المدللة في أول يوم‬
‫؟انها بلتأكيد تبكي لسبب تافه مثلها ‪ ،‬فما الذي يبكي‬
‫فتاة ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب مثلها ؟ ال ريب‬
‫أنها كسرت أحد اظافرها أو فقدت أحد احذيتها المريعة‬
‫‪ ..‬قال لها بغيظ ‪:‬اسف انني قاطعت بكائك ‪ ،‬سأتركك‬
‫حاال حتى تكملين السيمفونية للنهاية ‪ ..‬استدار ليغادر‬
‫لتوقفه قائلة وقد اشتعلت عيناها ‪ :‬هل تسخر مني أيها‬
‫الحقير ؟‪....‬قبض يده بقوة محاوال تمالك نفسه ‪ ،‬لقد‬
‫تجاوزت هذه الطفلة الحمقاء حدودها انها تسبه ! قال‬
‫من بين أسنانه ‪ :‬سأغادر االن الني لست معتادا على‬
‫ضرب الفتيات ‪..‬قالت صارخة ‪ :‬هل تهددني ؟ انك لن‬
‫تجرؤ من تظن نفسك ؟ ‪....‬يبدو أن هذه الفتاة ال تملك‬
‫أي شعور بحفظ الذات ‪ ،‬حاول تمالك نفسه مرة اخرى‬
‫بصعوبة وقال باغاظة ‪ :‬أنا الشخص الذي سيغسل‬
‫فمك بالماء والصابون لينظفه من ألفاظك القذرة ‪،‬‬
‫وبعدها ساقوم بتربيتك من البداية ‪.....‬قالت في جنون‬
‫‪ :‬أيها البائس انك مجرد ميكانيكي حقير تمتلء مالبسه‬
‫بالشحم والزيوت ‪ ،‬ويجب أن تذهب الى طبيب ليعالجك‬
‫من ارتفاع مستوى الغرور في الدم دون داعي‬
‫‪.....‬أمسك بها من ذراعيها ليرفعها عن األرض وهو‬
‫يقول لها بشكل مباشر وبصوت صارم ‪ :‬أنت من‬
‫جلبت هذا لنفسك ‪ ،‬لذا عليك تذكر كالمي هذا ‪ ،‬يوما‬
‫ما لن تتفوهي بأي لفظ ال يعجبني ‪ ،‬وسوف تنتظري‬
‫موافقتي على كل خطوة قبل أن تخطيها ‪ ،‬وسيكون‬
‫اول اهتماماتك هي أرضائي ‪.......‬ابتعد بعد ذلك لتشعر‬
‫بألم كبير في ذراعيها لقد أرعبها كالمه ‪ ،‬لقد بدا‬
‫وكأنه يقرأ عليها تعويذة واجبة النفاذ ‪ ،‬اال انها هزت‬
‫رأسها لتطرد عنها هذه األفكار لتصرخ به ‪ :‬اوهام ان‬
‫ما تقوله محض أوهام فأنا أبعد عنك من نجوم السماء‬
‫‪***************************............‬‬
‫**لقد كان يريد البقاء في المزرعة طول فترة نهاية‬
‫االسبوع ‪ ،‬فعلى الرغم من مغادرة حازم باالمس اال‬
‫أنه فضل البقاء والذهاب منها الى العمل مباشرة ‪،‬‬
‫ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه لقد استجد امر‬
‫طارئ دفعه للمغادرة ‪ ،‬فهناك وفد اقتصادي قدم‬
‫كمندوب لالتحاد األوروبي بصورة مفاجئة ‪ ،‬وهو يريد‬
‫أن يجتمع بهم ولقد تم الترتيب لالجتماع بالفعل ‪ ،‬كان‬
‫قد قام منذ عدة سنوات بانشاء مصنع ضخم للرخام‬
‫والسيراميك ‪ ،‬لتلبية احتياجاتهم التي ال تتوقف من‬
‫هذه المواد في انشاء االبنية ‪ ،‬ومع الوقت تم عرض‬
‫الفائض من االنتاج في السوق المحلي ‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫العربي واالفريقي ‪ ،‬وهو يرى أن ما ينتجونه بخاماته‬
‫الممتازة وتصميماته المبهرة أصبح مؤهل لغزو‬
‫السوق األوروبي ‪ ،‬ولذا فانه سيعقد معهم هذا‬
‫االجتماع الغير رسمي في البداية ‪ .......‬وصل الى‬
‫القصر واتجه مباشرة الى الجناح الخاص به ليجد‬
‫نهال هناك ‪ ،‬لقد أخبرها في وقت مبكر عن أنها‬
‫ستصاحبه حتى ال تخرج مثل كل يوم ‪ ،‬وجدها قد‬
‫غطت وجهها بماسك أبيض ألقى عليها التحية ليتجه‬
‫الى الحمام مباشرة ‪....‬انها تتعجب حقا من زوجها‬
‫فرجل في مثل ثرائه بدال من أن يستمتع بالخروج الى‬
‫أفخم األماكن يكون المكان المفضل له هو المزرعة ‪،‬‬
‫وخاصة الخيول العزيزة على قلبه ‪ ،‬انها تخاف‬
‫وتشمئز منها !!!!!!انها تالحظ انه متضايق النه جاء‬
‫وترك مزرعته الغالية ‪ ،‬ليذهب الى سهرة في هذا‬
‫المكان المذهل ‪ ،‬أزالت المسك عن وجهها وجلست‬
‫أمام المرآة لوضع الزينة ‪ ،‬لقد كانت محترفة تضع‬
‫األلوان المناسبة بمهارة شديدة تبرز جمالها من‬
‫خاللها ‪...‬كان يوسف قد خرج وارتدى مالبسه‬
‫الرسمية ‪ ،‬ليتغير بعض دقائق الى رجل االعمال‬
‫المحنك ‪ ،‬انها تشعر بالنشوى البالغة حين تتأبط‬
‫ذراعه وتجد انظار النساء تتجه اليها بحسد ‪ ،‬فهو‬
‫يجمع بين الوسامة والثراء ‪ ،‬لقد كان زواجها منه أهم‬
‫انتصارتها على االطالق ‪ ،‬فهي نجحت فيما حاولته‬
‫الكثيرات قبلها ولكنهن فشلن ‪ ،‬كان يبدو لها شديد‬
‫الغموض والتباعد وكان يليق به اللقب الذي أطلق‬
‫عليه ( الرجل الحديدي) انها تشعر حتى االن ان هناك‬
‫درع يحيط به ويجعل من الصعب الوصول اليه ‪،‬‬
‫ولكنها بالتأكيد نجحت في اختراق هذا الدرع ‪ ،‬أو‬
‫باالصح هو سمح لها بهذا ‪ ،‬ولكن في النهاية النتيجة‬
‫واحدة فقد وصلت الى هدفها ‪......‬بعد انتهائها من‬
‫وضع المكياج ارتدت الفستان الذي طلبته خصيصا من‬
‫باريس ‪ ،‬ليصرخ بها يوسف ‪ :‬ماهذا ؟‪..‬لقد كانت‬
‫ترتدي فستان أسود به خطوط ذهبية يرتفع الى أعلى‬
‫الركبة مع فتحة عنق منخفضة تظهر عنقها وجزء‬
‫من صدرها بينما تلبس عقد من الماس على نحرها‬
‫‪...‬تسلل اليها الخوف لتقول ‪ :‬انه رائع ‪ ،‬أال يعجبك‬
‫؟‪...‬أجاب بسخرية ‪ :‬انه بال شك رائع ولكن لغرفة‬
‫النوم هل تظني أنك ستخرجين هكذا ؟ قالت نافية ‪ :‬بل‬
‫سأرتدي المعطف فالجو بارد ‪....‬أكمل بسخرية‬
‫صارمة ‪ :‬ثم تنزعي المعطف هناك ‪ ،‬هل تظني أني‬
‫أصطحبك معي لتسهيل شئ ما ؟‪.....‬احتقن وجهها‬
‫لتقول في ضيق ‪ :‬يوسف ال داعي لهذه التلميحات ‪،‬‬
‫انه فستان من _وذكرت ماركة شهيرة _ ولم تصنع‬
‫منه اال بضعة قطع ولقد كلف ثروة وتريدني أن ألبسه‬
‫في غرفة النوم ‪.....‬قال بنفاذ صبر ‪ :‬بما أنني دفعت‬
‫هذه الثروة فأنا الذي يقرر ‪ ،‬هي البسي شئ محترم ال‬
‫يظهرك مثل ‪.....‬قطع الكلمة المتوقعة وكأن أخالقه لم‬
‫تسمح له أن يطلقها على زوجته ‪.... ،‬توجهت الى‬
‫الدوالب في غيظ لتخرج فستان بنفس اللون ليالئم‬
‫المكياج وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة عن الفالحين‬
‫الذين ال زال الطين يعلق بهم ‪....‬وصلوا الى المكان‬
‫ليزيد غضبها الى الحد األقصى فقد كانت نشوى‬
‫تنتظرهم بالخارج أمام سيارتها الجديدة ‪ ،‬لقد اشترت‬
‫البائسة السيارة باموالها !!!!!قالت له هامسة ‪ :‬لماذا‬
‫أحضرتني معك اذا كانت السيدة نشوى موجودة‬
‫؟‪.....‬أجابها في خفوت ‪ :‬انها ليست زوجتي لقد جاءت‬
‫لتأدية عملها فقط ‪....‬وصلوا الى المكان ليجلسوا الى‬
‫المنضدة الكبيرة وتبعهم الوفد الذي كان يضم جنسيات‬
‫مختلفة بين انجليز وفرنسيين وألمان ‪....‬تكلم معهم‬
‫بطالقة باللغتين االنجليزية والفرنسية ‪ ،‬وكانت نهال‬
‫تفعل المثل ‪ ،‬فلقد درست في الجامعة االمريكية ‪ ،‬كانت‬
‫ترضيه في هذا الجانب فهي سيدة مجتمع من الدرجة‬
‫األولى تجيد حضور األجتماعات واعداد الحفالت‬
‫‪،‬كانت منسجمة مع الحضور بصورة كبيرة ‪ ،‬بينما‬
‫اكتفت نشوى بتدوين بعض المالحظات ‪....‬كان التوتر‬
‫بينهما محسوس ولوكانت النظرات تقتل فان ما‬
‫توجهه نهال لها من نظرات كان ال بد وان أوقعها‬
‫صريعة في الحال ‪....‬في نهاية السهرة اتفقوا على ان‬
‫الوفد سيذهب في اليوم التالي الى المصنع لمشاهدة‬
‫المنتجات قبل رحيلهم ‪......‬فيما سيسافر هو بعد ذلك‬
‫الكمال االتفاق وتوقيع العقود‬
‫‪***************............‬استيقظ أحمد وهو‬
‫يشعر بالراحة لقد كان اليوم الماضي مرهقا جدا‬
‫بالنسبة اليه بعد ليلة لم ينم فيها اال القليل ورحلة‬
‫طيران استمرت لست ساعات ‪ ،‬وصلوا الى المطار‬
‫ليجدوا سيارة في انتظارهم ‪ ،‬لقد كان يوسف هو من‬
‫رتب للرحلة لذا علم أحمد أن األمر سيكون مثالي ربما‬
‫أكثر من الالزم ‪....‬استقلوا السيارة ليصلوا الى فندق‬
‫يوروستارز مدريد تاور هو فندق عصري ذو ‪ 5‬نجوم‬
‫ال يبعد سوى عشر دقائق بالسيارة من وسط‬
‫المدينة‪.‬جميع الغرف في الفندق مزودة بنوافذ كبيرة‬
‫مما يتيح لك التمتع بإطاللة على المدينة والجبال‬
‫وباسيو دي ال كاستيالنا (واحد من أطول وأوسع‬
‫الشوارع في مدريد)‪ ،‬كان قد حجز لهم جناح في وقت‬
‫سابق ‪....‬ما ان دخلوا وشاهدوه اندفعت فرح لتقول‬
‫‪:‬انه ال يحتوي الى على غرفة نوم واحدة ‪....‬اكمل هو‬
‫بتسلية ‪ :‬وسرير واحد ولكن انظري انه عمالق‬
‫‪...‬نظرت اليه في شك ‪ ،‬لتقول بعدها بنبرة شديدة‬
‫الرقة ‪ :‬أحمد أنت جنتل مان ولن تضعني في هذا‬
‫الموقف المحرج ‪.‬ستنام على األريكة أليس‬
‫كذلك؟‪.....‬نظر اليها ببراءة ليقول ‪ :‬أي موقف ؟‬
‫حبيبتي نحن زوجان ‪ ،‬وانا وعدتك اني لن أكمل‬
‫زواجنا االن لماذا ال تثقين بي ؟! انني اتساءل ربما‬
‫تكون هذه خطوة خاطئة النه سيظل هناك حاجز بيننا‬
‫طالما بقي الوضع هكذا ‪ ،‬ثم اكمل وهو يقترب منها ‪:‬‬
‫يقولون ( وقوع القضاء وال انتظاره ) ‪ .‬تراجعت الى‬
‫الخلف وهي تقول باستسالم ‪ :‬ال بأس سأنام على‬
‫السرير ولكن يوجد مخدتان ‪ ..‬قالتها وهي تتقدم نحو‬
‫السرير وتأخذ المخدة الطويلة وتضعها في المنتصف‬
‫‪......‬قال بسخرية ‪ :‬هل وضعت سور الصين العظيم‬
‫بيننا هيا االن لننام الني متعب جدا ‪.....‬ورغم قوله هذا‬
‫اال انه لم يتمكن من النوم اال بعد وقت طويل بينما‬
‫استغرقت هي في النوم مباشرة ‪......‬شعر بانها قريبة‬
‫جدا منه من رائحتها التي تشبه رائحة الزهور ‪ ،‬التفت‬
‫ليجدها قد اجتازت السور الذي بنته وأصبحت تشاركه‬
‫في النصف الخاص به ‪ ،‬كان شعرها االسود الطويل قد‬
‫غطى جزء من وجهها مد يده بخفه ليبعده عنها ‪ ،‬كان‬
‫منظرها جميل جدا وهي نائمة كطفلة تنام هانئة ‪ ،‬انه‬
‫يشعر انها تكون على طبيعتها معه ثم كأن شئ ما‬
‫يتسلل الى عقلها ليجعلها تتباعد في اللحظة التالية ‪،‬‬
‫فكر بتسلية ‪ :‬هل نومها خفيف ؟ قال ذلك وهو يمد يده‬
‫بخفة ليتتبع خطوط وجهها ؟ ثم ليفعل بعدها نفس‬
‫الشئ بشفتيه ‪.......‬بدأت تتململ ليبتعد هو قليال ‪.....،‬‬
‫فتحت عينيها لتجده ينظر اليها من مسافة قريبة‪.‬‬
‫عادت ذكريات االمس اليها لتقول له في اتهام ‪ :‬لقد‬
‫تعديت الجزء الخاص بك و أتيت الى الخاص بي‬
‫‪.....‬رفع حاجبه ليقول ساخرا ‪ :‬هل أنا من فعل ذلك‬
‫؟انظري جيدا ‪....‬التفتت لتجد انها هي من أتت اليه‬
‫أحمر وجهها لتقول له ‪ :‬لقد كنت أحلم أني اتسلق‬
‫الجبال وبالتأكيد كنت أظن أن المخدة جبل ما ‪.....‬قهقه‬
‫ضاحكا بصوت عال من هذه الكذبة الغريبة ‪...‬قال لها‬
‫‪ :‬دعك من هذا وهي استعدي سننزل لتناول االفطار ثم‬
‫نذهب بعدها الى اماكن مذهلة ‪.....‬بعد قليل من الوقت‬
‫كانا قد استعدا لينزال بعد ذلك الى المطعم الخاص‬
‫بالفندق ويتناوال األفطار ‪...‬قال لها ‪ :‬من أين تحصلين‬
‫على رائحة الزهور ؟‪....‬نظرت اليه بدهشة ليكمل قائال‬
‫‪ :‬لقد كنت أشعر بأنها تمأل انفي طول الليل ‪....‬الوقح‬
‫انه يذكرها بأنها كانت تقريبا بين أحضانه طول الليل ‪،‬‬
‫ولكنها أجابت بتحدي ‪:‬انها رائحة الشامبو ‪ ،‬انه‬
‫فرنسي عندما نعود سوف أعطيك بعضا منه ‪.....‬غمز‬
‫بعينه ليكمل بعدها ‪ :‬انه أعجبني بالفعل ولكن لك‬
‫وليس لي ‪...‬ان رائحة الربيع المنبعثة منه تالئم فتاة‬
‫طويلة الشعر تجري فيما تنبعث منها الرائحة وشعرها‬
‫يتطاير خلفها ‪.....‬قالت محاولة اخفاء خجلها ‪ :‬ما هذا‬
‫دكتور وشاعر انني ال أكاد أصدق ‪...‬قال بلهجة موحية‬
‫‪ :‬ربما أفاجئك فال زال هناك الكثير من المواهب‬
‫‪..‬قالها وهو يمر بعينيه فوقها بكسل بطئ‪.........‬خرجا‬
‫بعد ذلك ‪ ،‬كان الجو بارد ولكنهما ارتدا مالبس ثقيلة‬
‫في البداية توجهوا الى القصر الملكي ‪-‬انه احد أجمل‬
‫وأكبر القصور الملكية في أوروبا‪ ،‬وأحد أجمل األماكن‬
‫التي تستحق الزيارة في مدريد بني على الطراز‬
‫المعماري اإليطالي عام (‪1111‬م) في عهد الملك‬
‫فيليب الخامس ويحتوي القصر على أكثر من (‪0222‬‬
‫غرفة) تمكنوا من أخذ جولة على معظم الصاالت‬
‫والغرف الملكية‪ ،‬باالضافة لزيارتهم متحف القصر‬
‫والتجول في الحدائق المحيطة به والمعروفة باسم‬
‫(‪ )Campo del Moro‬ويستخدم القصر حالياً في‬
‫المناسبات الرسمية فقط حيث تعيش األسرة المالكة‬
‫األسبانية في قصر آخر بالقرب من مدريد‪..........‬مع‬
‫اقتراب وقت الظهر اخذها أحمد للمركز االسالمي تم‬
‫افتتاح المركز في عام (‪1990‬م) وبني على مساحة‬
‫(‪10222‬متر مربع)‪ ،‬وقد تم إنشائه بتبرع من خادم‬
‫الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وكان‬
‫ذلك بعد أن تنازلت بلدية مدريد في أواخر عقد‬
‫الثمانينات من القرن الماضي عن قطعة األرض‬
‫للجالية اإلسالمية في إسبانيا وقد تبرع ـ رحمه هللا ـ‬
‫بتكاليف البناء التي تجاوزت (‪ 02‬مليون دوالر) وذلك‬
‫لجعل هذا الصرح داراً لإلسالم والمسلمين في إسبانيا‬
‫بعد أن عاشت سنوات طويلة تتطلع ألن يكون لها‬
‫مكان الئق تقيم الصلوات فيه ويضم المركز أول‬
‫مدرسة عربية إسالمية مع مكتبة وقاعات للمعارض‬
‫وقاعة كبرى للمحاضرات وقد شهد المركز أنشطة ال‬
‫حصر لها ثقافية ودينية وملتقيات للحوار مع مختلف‬
‫المعتقدات والثقافات ويهتم المركز بمد جسور التقارب‬
‫والود والتفاهم بين الجالية اإلسالمية وأهل إسبانيا‬
‫وتقديم العون األدبي والديني والثقافي والمالي‬
‫للجمعيات اإلسالمية كما يقوم بالنشاط الديني‪،‬‬
‫الثقافي‪ ،‬التربوي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬الرياضي ‪ ،‬والتعاون‬
‫مع المؤسسات الثقافية اإلسبانية ويستقبل المركز‬
‫المسلمين وأبناء الجالية العربية الموجودين في‬
‫إسبانيا ويقدم الكثير من الخدمات ويعمل اآلن من أجل‬
‫تحسين صورة اإلسالم في الغرب ويمكن الوصول‬
‫للمركز عن طريق المترو باتجاه محطة‬
‫(‪.)Ventas‬بعد أن أدوا الصالة قابلوا بعض‬
‫الموجودين هناك كانوا ينتمون لجنسيات مختلفة ‪.‬‬
‫البعض عرب أو لهم أصول عربية والبعض من‬
‫االجانب أو األسبان انفسهم وقد اعتنقوا االسالم‬
‫‪.........‬كانت تشعر انها تدخل معه الى عالم مختلف‬
‫فرغم انها سافرت عدة مرات الى الكثير من البالد اال‬
‫انها المرة األولى التي تزور فيها مركز اسالمي‬
‫‪......‬قال لها بعد ذلك انا اتضور جوعا لذا سنذهب الى‬
‫سوق(ميركادو دي سان ميغيل)نظرت اليه بدهشة‬
‫ليجيبها قائال ‪:‬انها افضل مكان يمكنك ان تتناولي فيه‬
‫االطعمة االسبانية ‪.....‬دخال الى المكان‬
‫كان عبارة عن قوائم من الحديد اقيمت عليها واجهات‬
‫زجاجية يقع خلفها‬
‫منتجات تتراوح من األسماك والمحار المملح إلى‬
‫المعكرونة الطازجة و الكعك‪.‬اختار كل واحد ما أعجبه‬
‫والذي كان شهيا جدا ‪...‬في نهاية اليوم عادا الى‬
‫الفندق وكان هناك رابط جديد خفي يجمع بينهما ‪.......‬‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت‬


‫أستغفرك وأتوب إليك ‪،‬‬

‫‪.........‬الفصل الرابع عشر‪............‬‬


‫توجهت ريهام في الصباح الباكر الى المقر الرئيسي‬
‫للمجموعة ‪ ،‬انها لم تأت للمكان منذ سنوات كان ذلك‬
‫وقت تعلقها بحازم فكانت تختلق االسباب لتأتي وتراه‬
‫‪ ،‬انها تتمنى مع كل التوسعات التي حدثت بعد ذلك‬
‫واعادة توزيع العاملين في المجموعة أال ترى أحدا‬
‫يعرفها ‪ ،‬دخلت عبر الواجهة الزجاجية الفخمة‬
‫لتتوقف بعد ذلك أمام االستقبال ليسمح لها بالدخول‬
‫بعد أن قالت اسمها كانت قد اكتفت بقول (ريهام‬
‫سليمان)ولكن على ما يبدو انه كان لديهم خبر‬
‫بقدومها ‪ ،‬استقلت المصعد الكهربائي لتتجه مباشرة‬
‫الى الدور الخاص برئاسة المجموعة حيث يوجد‬
‫مكتب رئيس مجلس االدارة ‪ ،‬انها تعلم أن يوسف ال‬
‫يستقر في مكان فهو يتنقل بين مواقع العمل‬
‫والمصانع المختلفة واالجتماعات الخارجية ‪ ،‬ولكن‬
‫في هذا الوقت المبكر بالتأكيد سيكون متواجدا ‪،‬‬
‫توقفت عند مكتب السكرتيرة والتي كانت غير معروفة‬
‫لها انها تعرف نشوى النها شاهدتها من قبل ‪ ،‬بالتأكيد‬
‫ليس هذا مهما فهناك الكثيرات ‪ ،‬القت عليها التحية‬
‫لتخبرها أن لديها موعدا مع الرئيس ‪ ،‬طلبت منها‬
‫االنتظار لتجري اتصاال ثم تطلب منها الدخول ‪ ،‬قامت‬
‫وهي تأخذ نفسا عميقا فرغم ان الرئيس هو شقيقها‬
‫اال انها تشعر بالرهبة والتوتر ‪ ،‬ربما يكون هذا‬
‫احساس طبيعي نظرا لما هي مقبلة عليه ‪ ،‬حاولت‬
‫تعديل مالبسها لقد حاولت ان تختار أشياء عملية‬
‫تصلح للعمل جاكت اسفله بنطلون من الجينز وتحته‬
‫حذاء منخفض وعقصت شعرها من الخلف في ذيل‬
‫حصان ‪ ،‬قالت لنفسها تشجعي يا فتاة انت لست داخلة‬
‫الجراء اختبار انها وظيفة مضمونة )‪ ،‬دفعت الباب‬
‫لتدخل بعدها ويعود الباب الى مكانه ‪ ،‬اتجهت عيناها‬
‫الى الجالس خلف المكتب الضخم لتشعر بمزيج من‬
‫الذهول والغيظ ‪ ،‬انها بالتأكيد ستقتل يوسف عندما‬
‫تراه لقد غدر بها ‪ ،‬كان حازم هو الموجود ‪ ،‬اقتربت‬
‫ببطء وهي تنظر السفل وتقول في خفوت صباح الخير‬
‫) ‪...‬نظر اليها بتمعن انها تبدو كمن رأى شبحا ‪ ،‬كان‬
‫يوسف قد توجه الى المصنع مباشرة الستقبال الوفد ‪،‬‬
‫وكان هو من يقوم بدور المدير لكن على ما يبدو فان‬
‫هذا لم يعجب زوجته ‪....‬لقد رأى اللون يختفي من‬
‫وجهها ما ان وقع بصرها عليه ‪ ،‬نظر اليها بتفحص‬
‫فرغم انها ترتدي مالبس بسيطة اال انها كانت تظهر‬
‫قوامها الرائع ‪ ،‬ان من ينظر اليها لن يتوقع ابدا انها‬
‫قد حملت طفال ‪ ،‬يبدو ان القادم سيكون صعبا ولكن‬
‫انتظري يا ريهام لقد أتيت بقدميك الى منطقتي‬
‫الخاصة ‪.....‬رد بصوت واثق ‪( :‬صباح الخير ‪ ،‬اجلسي‬
‫يا ريهام )‪.......‬نظرت اليه وهي تجلس انها لم تنس‬
‫ما حدث بينهما منذ بضعة أيام في زفاف أحمد ‪،‬‬
‫ولكنها تريد النجاح لذا فلتنحي كل شئ جانبا ‪ ،‬لقد بدا‬
‫مالئما جدا في المكان الذي يجلس عليه انه يملك‬
‫الشخصية القيادية بالفطرة ‪ ،‬كما انه وهو يرتدي‬
‫المالبس الرسمية يبدو جذابا جدا ال ريب أن‬
‫الموظفات يختلقن االسباب للمجئ الى مكتبه ‪ ،‬انها‬
‫بالتأكيد التهتم ‪......‬تنحنح لتستفيق من شرودها ‪،‬‬
‫اخرجت الملف المحتوي على أوراقها من الحقيبة ثم‬
‫ناولته له ‪ ،‬قام باخراج االوراق والحظت انه يمسك‬
‫شهادة تخرجها ‪ ،‬تبا وكانه ال يعرف ما بها ‪....‬انه‬
‫يعرف من مالمح وجهها وانعقاد حاجبيها‪ ،‬البد وان‬
‫يكون تشتمه في سرها ‪ ،‬ولكن ال بأس ‪ ،‬عليه ان يرى‬
‫مدى تحملها قال لها جيد لقد أحضرت األوراق‬
‫المطلوبة ‪ ،‬تقدير جيد جدا ال بأس بهذا ‪ ،‬ولكن هل‬
‫تظني أنك تستحقين الوظيفة ؟)‪.......‬عقدت حاجبيها‬
‫وقالت باستنكار ماذا؟) ‪.....‬على ما يبدو أن السيد‬
‫حازم يريد تصعيب األمور عليها ‪.....‬اكمل بثبات أنت‬
‫تخرجتي منذ عامين ورغم ذلك ليس هناك أي خبرة ‪،‬‬
‫كما أنك لم تحصلي على أي كورسات أو دورات‬
‫)‪.....‬سكت قليال وهو يتطلع الى وجهها الذي احتقن‬
‫ليكمل بعدها ‪( :‬أال ترين أن شخصا آخر قد أتعب نفسه‬
‫أحق بالوظيفة منك ؟)‪.....‬لقد أصبح االمر غير محتمل‬
‫‪ ،‬وضعت ساقا فوق األخرى في بطء لتقول بعدها في‬
‫تحدي يمكنك أن تقول أنني سأحصل عليها عن طريق‬
‫الواسطة ‪ ،‬فأخي هو رئيس مجلس االدارة ‪ ،‬وزوجي‬
‫هو المدير العام )‪....‬قهقه ضاحكا لتنظر اليه في دهشة‬
‫‪ ،‬الحقير كان يتعمد استفزازها ‪.....‬قال بعد ذلك بصوت‬
‫منخفض ولكن يحمل معاني كثيرةمرحبا بك يا زوجتي‬
‫العزيزة)‪.......‬وصل اليهما صوت الباب لتدخل‬
‫السكرتيرة وتضع بعض االوراق ‪.....‬قال لها لتنتبه‬
‫اليه هل هناك احتمال ألي انقطاع عن العمل نتيجة‬
‫ظروف خاصة ؟) ‪.....‬انها بوجود السكرتيرة ال يمكنها‬
‫التجاوز وما يطرحه بالتأكيد سؤال معتاد قالت بثقة‬
‫التقلق ال يوجد ‪ ،‬وليس هناك احتمال لوجود شئ)‪....‬‬
‫نظر اليها بتحدي وكأن هذه النظرة تحمل العديد من‬
‫الوعود ‪ ،‬أو التوعد ليقول ليس عليك الجزم‬
‫فالمستقبل ال يعلمه اال هللا ) ‪....‬انه يتالعب لقد أرادت‬
‫هي التأكيد على نقطة بعينها ولكن هو يصطاد في‬
‫الماء العكر نظرت اليه بشراسة لتراه يشير بشكل‬
‫ملحوظ الى السكرتيرة ‪ ،‬لقد كانت مها تنظر بدهشة‬
‫لما يحدث ‪ ،‬فحازم عبدهللا كان معروفا عنه انه صارم‬
‫جدا فكيف يبدو هكذا مع هذه المهندسة الجديدة‬
‫‪....‬خرجت من أفكارها على صوته وهو يقول‬
‫المهندسة ريهام ستعمل معنا في قسم الديكور أرجو‬
‫أن ترشديها لمكانه ) ‪.....‬خرجت ريهام معها ليستقال‬
‫المصعد الى االسفل لطابقين ‪ ،‬توجهتا بعد ذلك الى‬
‫مجموعة من المكاتب المتجاورة التي يوجد بينها‬
‫حواجز منخفضة كان المكان ينبض بالحياة اجهز‬
‫كمبيوتر يظهر عليها تصميمات لوحات بها رسوم‬
‫وحتى كان هناك بعض العينات ‪ ،‬عرفتها على‬
‫المهندس حسين رئيس القسم كان يبدو في‬
‫الخمسينات ‪ ،‬ثم وجدت فتاة تبدو أصغر منها قليال‬
‫قامت من مكانها لتتجه اليهم وتقول مرحبا مها من‬
‫هذه ؟)‪.....‬قالت مها اهدئي قليال وال ترعبي الفتاة ‪،‬‬
‫انها ريهام المهندسة الجديدة ) وجدتها تقترب منها‬
‫لتتفاجئ بها تعانقها وهي تقول بحماس لقد كنت‬
‫انتظرك منذ دهر فهذا المكتب ال يحتوي اال على‬
‫الرجال الذين كدت أموت سأما بسببهم )‪.....‬قالت لها‬
‫مرحبا بك ‪ ،‬ولكن على ما يبدو أن أحدا لم يأت بعد )‬
‫‪....‬ضحكت بصوت عال لتقول لم يأتوا!!!!!!لقد أتوا‬
‫وذهبوا الى المواقع )‪.....‬مطت شفتيها بعد ذلك لتقول‬
‫ال أريد أن أخيفك ولكن المهندس حازم يسوقنا كالعبيد‬
‫) نظرت اليها عاقدة حاجبيها ولسان حالها يقول ‪:‬كل‬
‫هذا من اليوم األول أنا من جلبت ذلك لنفسي‬

‫كانت الشقة تبدو خاوية لقد اعتادت على وجود ريهام‬


‫ولكن اليوم مختلف فريهام قد ذهبت الى العمل وبعد‬
‫ذلك أوصلت عمر الى الروضة لتظل بعد ذلك وحدها‬
‫انها دائما تحاول اشغال عقلها لتمنعه من التفكير في‬
‫أشياء غير مرغوب فيها تحاول التمسك بواجهة‬
‫هادئة أمام اآلخرين ولكن هذا مجرد غطاء خارجي‬
‫انها تشعر بنفسها كشخص تعرض لحادث سبب له‬
‫اعاقة دائمة ولكن االختالف أن اصابتها غير ظاهرة‬
‫وال يمكنها اظهارها بل عليها دائما أن ترثي نفسها في‬
‫صمت أن تبكي بغير دموع فهي تعيش في مجتمع ال‬
‫يرحم يحول الضحية الى شخص منبوذ ولكن هذه‬
‫الواجهة تحملها ضغوطا ثقيلة تشعر أحيانا بعدم‬
‫القدرة على حملها انها في بعض األوقات تريد أن‬
‫تصرخ بأعلى صوتها قائلة أنا ال أصلح للزواج ) او‬
‫ان تعلق الفتة فوق صدرها مكتوب عليها (ممنوع‬
‫اقتراب أي خاطب ) انها رغم ان سنوات عمرها لم‬
‫تصل الى الحادية والعشرين اال انها حظيت برقم‬
‫قياسي من الخطاب ال تمر عدة أيام اال وتسمع بخطبة‬
‫تلميحا أو تصريحا في الجامعة في النادي وحتى في‬
‫دار التحفيظ الملحقة بالمسجد والتي تذهب اليها‬
‫للحفظ انها ال تختلط بالرجال ولكن هذا ال يحدث فرقا‬
‫فكل من تبحث عن عروس البنها او شقيقها أو شقيق‬
‫زوجها أو لقريب بعيد أو حتى البن البواب تجد فيها‬
‫ضالتها انها بالتأكيد ببشرتها البيضاء وعيونها‬
‫العسلية مثار جذب للشعب المصري كله الذي يحب‬
‫هذه المواصفات هذا باألضافة الى شخصيتها الهادئة‬
‫كل هذا يمكن التعامل معه ببعض اللباقة ولكن األخطر‬
‫هو موضوع خالد فهي قلقة من تصميم جدها ان‬
‫الموضوع ال بد سيسبب المشاكل وهذا ما ال تريده‬
‫فهي تحب عمتها وابنائها وكذلك جدها لو كانت‬
‫الظروف طبيعية فانها بال شك كانت ستوافق فهو‬
‫شاب محترم وعلى خلق كما أن بينهما ألفة كبيره منذ‬
‫الصغر وهي تعلم انه يحبها وربما كانت وقتها ستحبه‬
‫انه تشعر دائما بالنقص وال ريب أن هذا الشعور‬
‫سيستمر وربما يزداد فهي بعد بعض الوقت طال أو‬
‫قصر ستصبح مطلقة وحتى بعد ذلك ال تدري هل‬
‫ستتحمل اقتراب رجل منها ؟ ان أي فتاة تعتبر الجمال‬
‫نعمة ولكن في حالتها ال فهذا الجمال يجعلها هدف ال‬
‫هتمام غير مرغوب فيه لقد حرصت طوال زفاف أحمد‬
‫على االمساك بيد عمر لتعطي انطباع انه ابنها وحتى‬
‫هذا لم يمنع الخطوبات عنها لقد سمعت باذنها‬
‫االستفسار عن من تكون الفتاة الجميلة المحجبة ربما‬
‫يمكنها كتابة مدونة كالمدونة االخرى الشهيرة ولكن‬
‫العنوان هذه المرة سيكون (أنا مش عاوزة اتجوز) ان‬
‫لعنة اصدقاء االشقاء قد اصابتها هي واختها على‬
‫السواء ولكن ريهام لحسن حظها كان اختيارها لرجل‬
‫ناضج فقلل كثيرا من طيشها ولكن هي كانت مجرد‬
‫فتاة تتأرجح بين الطفولة والمراهقة لم يكن يعجبها ما‬
‫تفعله شيققتها التي كان جل اهتمامها المالبس الملفتة‬
‫والمكياج الصارخ ومصاحبة اناس كانوا يشعرونها‬
‫بالسأم الشديد بكل هذه التفاهه لذا كانت تلتصق بمعتز‬
‫والذي كان يعجبها كل ما يفعله ويشعرها بالمتعة‬
‫واالثارة ولكن داخل نفس الصورة كان يظهر معه‬
‫شخص آخر يجمع بينهما نفس االطار لقد بدا وقتها‬
‫كأنه أحد أفراد العائلة ولم يكن هناك تحفظ تجاهه من‬
‫أحد فوالده رجل معروف وطيب السمعة ‪،‬وحتى‬
‫اخطائه لم يكن من الممكن أخذها ضده فشقيقها كان‬
‫مشترك فيها كانا ضمن فريق التجديف الخاص‬
‫بالنادي وقد اعجبتها هذه الرياضة وكانت تحرص‬
‫على مشاهدتهما خاصة في حالة وجود بطولة في أحد‬
‫أيام اجازة منتصف العام وكان اليوم السابق ليوم‬
‫بطولة الجمهورية وكانت المنافسات تجرى داخل‬
‫(نهر النيل ) أصرت وقتها أن تبيت مع معتز في‬
‫شقتهم القديمة والتي كان يستخدمها دائما لقربها من‬
‫مكان التدريب ذهبت يومها الى التدريب النهائي‬
‫وشجعتهم بكل حماس بعد ذلك أوصلها معتز الى‬
‫الشقة وخرج مرة أخرى لم تهتم فهي ال تخاف من‬
‫الجلوس وحدها كانت تشاهد التلفزيون عندما سمعت‬
‫صوت المفتاح يدور في الباب ظنت أن شقيقها قد عاد‬
‫ولكن القادم لم يكن معتز بل كان محمد حتى هذا لم‬
‫يقلقها فهي تعلم انه يبيت أحيانا مع معتز لذا كل ما‬
‫عليها فعله هو أن تقول له غادر بالتأكيد معتز نسي‬
‫أن يخبره عن وجودها قالت له مخرجة لسانها باغاظة‬
‫عد الى منزلكم يا فتي فال يوجد مكان لك فأنا من‬
‫ستنام هنا الليلة ) لم تسمع منه ردا نظرت اليه بدهشة‬
‫كان ال يزال واقفا وتبدو نظراته وكأنها قد تجمدت‬
‫نادته بصوت مرتفع محمد ايه ) نظر اليها بعيون‬
‫غريبة وكأنه ال يراها عقدت حاجبيها لتقول بعد ذلك‬
‫ساخرة هل تمثل دور االنسان االلي ؟ أم هل أنت تحت‬
‫التنويم المغناطيسي ؟) ثم قالت وكانها تستعرض‬
‫معلوماتها في هذا المجال ربما أنت من الذين يسيرون‬
‫وهم نائمون) نفس الوضع ال يوجد أي رد فعل عندها‬
‫بدأ الخوف يتسلل اليها انه يبدو مخيفا تراجعت تحاول‬
‫الوصول الى غرفتها لتختبئ وتتصل بشقيقها ليأت‬
‫سريعا ‪......‬لكنه تحرك في هذه اللحظة وامسك بها‬
‫‪.....‬صرخت وهي تدفعه قائلة لماذا تمسك بي هل‬
‫جننت ؟)‪....‬لم يتركها لذا استمرت في دفعه ومحاولة‬
‫ابعاد نفسها ‪ ،‬ولكنه قام بحملها ليدخل بها الى الغرفة‬
‫التي تحتوي على سريرين صغيرين ‪ ،‬لم تكن وقتها‬
‫تعلم ما الذي سيحدث ‪ ،‬كانت ال تزال جاهلة بكل شئ‬
‫يخص هذه المواضيع ‪ ،‬ولكنها أدركت بغريزتها أن‬
‫هذا خطأ وال بد أن توقفه ‪ ،‬لذا ظلت تقاوم بكل قوتها‬
‫ترفسه وتخدشه باظافرها وتعضه ولكن على ما يبدو‬
‫انه لم يكن يشعر بشئ حتى انه لم يصدر صوتا يدل‬
‫على االلم ‪ ،‬ألقاها فوق السرير ثم اقترب منها لتقول‬
‫له ببكاء لقد كنت دائما تقول اني مثل شقيقتك )‪ .....‬ال‬
‫يوجد أي رد فعل ‪،‬لذا استمرت في المقاومة تحاول‬
‫ابعاده لكن ال فائدة ‪ ،‬اخيرا هربت لتفقد وعيها ‪.......‬لم‬
‫تدر كم مر من الوقت حين عاد اليها الوعي ‪ ،‬لم تتذكر‬
‫شئ للوهلة األولى ولكن جسمها كله كان يؤلمها ‪،‬‬
‫نظرت حولها لتجده نائما فوق السرير اآلخر لتتذكر‬
‫عندها كل ما حدث نظرت لنفسها ‪ ،‬كانت مالبسها‬
‫ممزقة انخفضت عينيها الى مكان فوق السرير‬
‫لتشهق بفزع عندما رأت بقعة من الدم تغطية ‪ ،‬لم تكن‬
‫تعرف وقتها بالتحديد معنى هذا ‪،‬ولكن رغم ذلك‬
‫شعرت بالرعب لتندفع بعدها في بكاء مرتفع ‪....‬يبدو‬
‫ان صوتها ايقظه لقد لمحته وسط بكائها يحاول القيام‬
‫مترنحا وهو يضع يده فوق رأسه ‪ ،‬ثم يدير عينيه في‬
‫المكان ‪ ،‬ازداد صراخها مع استيقاظه ‪ ،‬يبدو ان‬
‫الصوت العالي جعله يالحظ وجودها فادار عينيه اليها‬
‫ليرى منظرها المريع ونفس الشئ الذي سبق ورأته‬
‫ليقول ‪ :‬ما هذا ‪ ،‬سارة ما الذي حدث ؟‪......‬نظرت اليه‬
‫باشمئزاز وصراخها يتعالي ‪ ،‬هل يحاول االنكار‬
‫‪......‬لم ترد ليندفع بعدها الى الخارج بسرعة وكأن‬
‫الشياطين تطارده ‪........‬بعد ذلك بفترة عرفت ما حدث‬
‫‪ ،‬لقد ظنت ان يوسف ربما قتله ‪ ،‬ولكنها علمت انه‬
‫زوجها منه ‪ ،‬وانه ال أحد غير اخوتها قد علم بهذا ‪،‬‬
‫قال لها يوسف ال تقلقي ‪ ،‬لن اسمح ان يصيبك أي‬
‫أذى مرة أخرى ‪ ،‬بعد بضعة سنوات سنعلن زواجكما‬
‫أمام الجميع )‪........‬شعر بانكماشها ليجيبها ثقي بي‬
‫أنا لن أسمح له أن يلمسك مرة أخرى ‪ ،‬انه اجراء‬
‫شكلي وبعدها سيطلقك رغما عنه‬

‫عاد الى المجموعة بعد نهاية جولته مع الوفد ‪ ،‬كان‬


‫يشعر بسعادة كبيرة لقد الحظ اعجاب الجميع بما رأوه‬
‫‪ ،‬وانبهارهم بالتصميمات ‪ ،‬كذلك ما أجروه من‬
‫اختبارات اثبت مالئمة الخامات للمواصفات المطلوبة‬
‫‪ ،‬انه سيسافر بعد شهر تقريبا الى عدة دول اوروبية (‬
‫فرنسا ‪ ،‬انجلترا ‪ ،‬سويسرا ‪ ،‬بلجيكا ) فرغم انتماء‬
‫هذه الدول لالتحاد االوروبي فان كل دولة لها عقودها‬
‫الخاصة التي تتضمن الكميات المطلوبة وطريقة‬
‫الشحن وغير ذلك من التفاصيل ‪ ،‬كان دائما يتجنب‬
‫الذهاب الى انجلترا ‪ ،‬المرة الوحيدة التي ذهب فيها‬
‫الى هناك بعد ما حدث كان يمنع نفسه بالقوة من‬
‫الذهاب اليها ‪،‬لم يكن يعلم تحديدا سبب هذه الرغبة في‬
‫الذهاب الى هناك أو ما الذي يتوقعه ‪ ،‬او حتى ماذا‬
‫ينوي أن يفعل ‪ ،‬ولكنه كان يشعر كما لو كان هناك‬
‫مغناطيس يجذبه الى المكان ‪ ،‬كان يسخر من نفسه‬
‫ويقول ‪ ( :‬الشرطة ربما تقبض عليك لمحاولتك‬
‫التعرض لقاصر دون السن القانوني )‪.....‬اما االن‬
‫فاالمر مختلف بالتأكيد ‪ ،‬فعمرها االن قارب الثالثة‬
‫والعشرون ‪.......‬لقد حاول الالف المرت تخيل كيف‬
‫تبدو ‪ ،‬كان يعرف اخاها وأباها انهما متشابهان‬
‫ويتمتعا بقدر ال بأس به من الوسامة ‪ ،‬فهل تشبههما‬
‫؟‪.....‬ان كل ما احاط بلقائه بها لم يمكنه من التركيز‬
‫على شئ حتى رائحتها لم ينتبه اليها وقتها ‪ ،‬ولكن‬
‫على ما يبدو فان عقله الباطن قد احتفظ بها ليعيدها‬
‫الى احالمه مرة أخرى ‪،‬كان أحيانا يحاول االدعاء ان‬
‫الرائحة ربما ال تكون لها وانها المرأة اخرى ‪ ،‬لكنه‬
‫يعلم داخله انها تخصها ‪....‬لقد حاول بعدها أن يبعد‬
‫نفسه عن كل هذا فلم يكن من المالئم ان يمأل عقله‬
‫بأوهام دون ان يكون هناك أمل ألي مستقبل ‪....‬لذا‬
‫قرر أن يتزوج ليعيش حياة جديدة ولعل وجود امرأة‬
‫في حياته تبعد عنه طيف فتاة رغم كونها زوجته الى‬
‫انها بعيدة جدا عنه‪ ،‬ولكنها كانت أقوى من أي شئ‬
‫كانت تزور أحالمه طاردة زوجته تماما ‪ ،‬تمأل رائحتها‬
‫كيانه بينما ال يكاد يشعر بعطور زوجته الغالية التي‬
‫تالصقه‪...................‬وصل الى المكتب ليجد حازم‬
‫جالسا ‪ ،‬جلس على الكرسي المقابل له ‪..‬ليبادر حازم‬
‫بسؤاله مالمحك غير مطمئنة ‪ ،‬ما الذي حدث ؟)‬
‫‪......‬ابتسم قائال على العكس لقد سار كل شئ على ما‬
‫يرام )‪.....‬نظر اليه حازم بتفحص ان وجهه ال ييشير‬
‫الى اي نجاح لذا قال له يوسف هيا اخبرني ما الذي‬
‫يزعجك؟ أليس هذا هو ما تسعى اليه منذ‬
‫فترة؟)‪.....‬قال له بوجوم ان علي السفر الى عدة دول‬
‫منها انجلترا) ‪....‬قاطعه ليقول بغيظ انني ال اعلم ماذا‬
‫لديك ضد هذه الدولة ‪ ،‬انك دائما تتجنب السفر اليها‬
‫)‪......‬ثم رفع احد حاجبيه ليقول في دهشة هل لديك‬
‫حبيبة خفية هناك )‪......‬رد عليه بسخرية كف عن‬
‫استخدام ذكائك علي ‪ ،‬لو كان لدي حبيبة هناك كنت‬
‫سأذهب كثيرا وليس العكس) ‪......‬اكمل حازم بنفس‬
‫اللهجة هذا اذا كان الحب متبادل ‪ ،‬ولكن ربما تكون‬
‫جرح قديم )‪......‬حاول يوسف ان يسيطر على اعصابه‬
‫ليقول بعدها مغيرا الموضوع دعك مني ‪،‬واخبرني هل‬
‫جاء حبك الضائع اليوم ؟‪.....‬البأس انه لن يضغط‬
‫عليه كثيرا االن ولكنه بالتأكيد سيعرف لذا أجاب‬
‫مستجيبا لمحاولتهلقد جاءت وهي هنا منذ الصباح ‪،‬‬
‫انني امنع نفسي بالقوة عن النزول لقسم الديكور‬
‫)‪........‬ضحك يوسف ليقول بعدها عليك محاولة‬
‫استغالل الفرصة بشكل جيد )‪......‬تنهد ليقول بعدها‬
‫بالتأكيد سأحاول ) رغم ان هذا ال يبدو له سهال فهي‬
‫تصعب االمور جدا ‪...‬انه يتمنى السعادة لصديقة‬
‫وشقيقته فحرمانه من هذه السعادة يجعله يتمناها‬
‫لغيره ‪ ،‬انه يتساءل هل سيراها قبل الطالق ‪ ،‬ان ان‬
‫قدره ان يظل مطاردا لباقي عمره بطيف ال يعرف مال‬
‫محه حتى‪............................‬‬

‫انها في لندن مرة أخرى ان ما يشعرها ببعض الراحة‬


‫انها ستكون المرة األخيرة لقد شعرت بألم شديد وقت‬
‫مغادرتها المنزل ‪،‬فسلمى لم تسهل عليها األمر بل‬
‫ظلت تبكي سيف تماسك ولم يبك واكتفى بالصمت‬
‫ولكنها تعلم انه كان حزينا هناك رابط دائما ما يربط‬
‫بينها وبينهما اذا مرض احدهما او تألم تشعر هي بهذا‬
‫وهي تعلم انهما كذلك مرتبطان بها بقوة انها لم‬
‫تخبرهما صراحة انها امهما رغم انها تتمنى هذا النها‬
‫تتوق ان تسمعهما ينادينها (ماما ) انها تشعر بقلبها‬
‫يتحرك من مكانه حين تسمعهما يناديان أمها بهذه‬
‫الكلمة ولكنها ال تستطيع فاذا كانت هي األم فأين األب‬
‫انها تعلم انهما لن يصمتا زفرت نفسا حارا وهي تدخل‬
‫المفتاح في باب الشقة محاولة ايقاف أفكارها ما أن‬
‫دخلت حتى صرخت تبا ) على ما يبدو انه منذ سفرها‬
‫لم يحاول أحد تنظيف أي شئ لقد اتصلت بنفسها قبل‬
‫المغادرة بشركة خاصة بالتنظيف لتولي االمر ‪.‬فهي‬
‫تعلم ان عماد الينظر حتى حوله ليالحظ ان المكان‬
‫بحاجة للتنظيف وبالتأكيد لم يكن موجودا حين أتى‬
‫الشخ ص الذي أرسلته الشركة انه ال تطيق التواجد في‬
‫مكان غير نظيف لذا دخلت الى حجرتها والتي على ما‬
‫يبدو انها نجت من هذه الفوضى واكتفت ببعض‬
‫األتربة غيرت مالبسها لترتدي ترينج قديم انها تريد‬
‫التنظيف على الطريقة المصرية ولكن لألسف ليس‬
‫لديها أي جالبيات ولكن ستفعل شيئا مالئم امسكت‬
‫بايشارب وربطته فوق رأسها بالطريقة الخاصة‬
‫للتنظيف ‪ ،‬ثم بعد ذلك قامت بازاحة الكراسي عن‬
‫السجادة الموجودة في الريسبشن ورفعتها لتضعها في‬
‫الشرفة انها ستجمع كل السجاجيد أوال ثم ستقوم‬
‫بتنفيضها مرة واحدة حتى ال تتيح الفرصة للجيران‬
‫الذين قد يتصلون بالشرطة نظرا لما ستسببه من‬
‫ازعاج ‪ ،‬لذا فانها ستخفي جريمتها بسرعة ‪....‬ولكن‬
‫المشكلة ال تتمثل فقط في حضور (الشرطة ) بسبب‬
‫االزعاج ولكن من الممكن ان تأتي جمعية (حماية‬
‫البيئة ) نظرا لما ستسببه سجاجيدها من تلوث‬
‫‪......‬امسكت بالمنفضة مستعيدة شخصيتها المصرية‬
‫وهي تهلك السجاجيد تنفيضا ‪.....‬بعد ذلك قامت‬
‫بالكنس وتنظيف الحوائط ‪ ،‬لتنه بعد ذلك االمر بمسح‬
‫االرضية وخشب االثاث خالل ذلك جمعت المالبس‬
‫ووضعتها في الغسالة ‪ ،‬ووضعت االطباق والكوبيات‬
‫في غسالة االطباق ‪ ،‬تنهدت بعد ذلك براحة وهي‬
‫تنهي فرش االرض واألسرة ‪......‬ان الدور االن عليها‬
‫انها تحتاج حمام طويل لتزيل عنها آثار المعركة‬
‫‪.......‬مألت البانيو ووضعت بداخله سائل االستحمام ‪،‬‬
‫لقد قل كثيرا هوسها بالنظافة فمنذ سنوات كانت ال‬
‫تكف عن االستحمام رغم برودة الجو الشديدة ‪ ،‬عندما‬
‫عادت الى المنزل بعدما تركها كانت تشعر ان رائحته‬
‫وآثار لمساته تظهر فوق جسمها انها ال تدري ما‬
‫المدة التي قضتها يومها في االستحمام ‪ ،‬لقد كادت‬
‫تدمي جسمها من كثرة التنظيف ولكن رغم ذلك كان‬
‫هذا االحساس مستمر لتصاب بعدها بهاجس يدفعها‬
‫لالستحمام دائما ‪ ،‬كان ذلك صحيحا فما تركه داخلها‬
‫لم يكن مجرد لمسه فوق الجلد ولكن (وسما )وسمها‬
‫به وسيظل فوقها لباقي عمرها ‪ ،‬كانت قد نأت بنفسها‬
‫عن كل ما حولها انها حتى لم تبك أمامهم ‪ ،‬لقد ظنت‬
‫ان ما ذرفته من دموع ليلتها قد انهى كل الحصة التي‬
‫كانت تمتلكها ‪ ،‬لقد ذهبوا بها الى بعض االطباء‬
‫النفسيين لكنها لم تتعاون ‪.......‬حتى كونها حامل‬
‫عرفته بنفسها لم تظهر لديها األعراض التي تأتي‬
‫دائما في األفالم ‪ ،‬ولكن ما كانت تشعر به هو رغبة‬
‫في حك صدرها لقد كان الدم ينزل جراء كثرة‬
‫الحك‪....‬وايضا كانت تشعر ان حجمه يزداد ‪ ،‬ولم تنتبه‬
‫اال بعد ثالثة أشهر الى أن دورتها توقفت ‪ ،‬كتبت هذه‬
‫المعلومات على موقع طبي في النت لتظهر لها‬
‫النتيجة انها ربما تكون أعراض للحمل وان عليها‬
‫التأكيد عن طريق اجراء تحليل ‪ ،‬لقد شعرت بالصدمة‬
‫وربما الذهول ‪ ،‬انها بالتأكيد غبية فما حدث لها هو‬
‫بالتأكيد الطريقة التي يحدث بها الحمل ‪ ،‬لقد شعرت‬
‫وقتها بكره عام تجاه كل البشر الذين يفعلون هذه‬
‫األشياء والدليل ماليين األطفال ‪ ،‬ان حكمها بعد ذلك‬
‫تغير فانه وان كان هذا هو المحور الرئيسي فان ما‬
‫يحيطه من أشياء ثانوية هو ما يمثل الفرق ‪ ،‬احيانا‬
‫يكون عن طريق الرضا المتبادل ‪ ،‬او حتى الرغبة‬
‫المشتركة ‪ ،‬بل انهم في بعض الحاالت يفعلونه تحت‬
‫وهم الحب ‪ ،‬ان ادراكها لحملها كان نقطة فارقة أخرى‬
‫في حياتها ‪ ،‬كانت تنظر الى الطفل المتواجد بداخلها‬
‫كأحد اآلثار الذي تركها الوغد وال بد من ازالتها ‪،‬‬
‫ولكن عندها كان الوقت قد تأخر هذا الى جانب‬
‫الخطورة نظرا لسنها الصغيرة ‪ ،‬لذا كان عليها ان‬
‫تستمر ‪ ،‬عندها كادت ان تصل الى حالة من االكتئاب‬
‫كرهت حتى نفسها ‪ ،‬فكان الحل من عقلها أن تلجأ الى‬
‫االنكار وان تعيش وكأنه ليس هناك شئ داخلها ‪ ،‬حتى‬
‫بطنها الكبير لم تكن تنظر اليه ‪ ،‬كان والداها يشتريان‬
‫لها المالبس الواسعة دون ان تالحظ ‪ ،‬لقد حاولت مرة‬
‫ان تحشر جسمها بالقوة في أحد المالبس لتظل تصرخ‬
‫بعدها حين فشلت ‪ ،‬لم يخبرها أحد انها حامل بتوأم ‪،‬‬
‫تم حجزها في نهاية الحمل ليقوم األطباء بضبط‬
‫معدالتها قبل اجراء العملية ‪ ،‬لقد ولدت بعملية‬
‫قيصرية النهم خافوا على رحمها الذي كان ال يزال‬
‫ضعيفا من أن يتضرر ‪ ،‬وكذلك النها ستلد توأم‬
‫‪.......‬استفاقت من البنج وقتها لتشعر بألم فظيع وظلت‬
‫تبكي أليام دون توقف ‪ ،‬لقد فقدت حتى هذه الحيلة‬
‫النفسية التي استخدمتها طيلة الحمل لكن االن ‪،‬‬
‫أصبحت مخاوفها كائن حي بل كائنان ‪ ،‬رفضت‬
‫رؤيتهما في البداية حتى عادوا الى المنزل كانت تشعر‬
‫وقتها بالم شديد زاد عليه ألم صدرها وقد امتأل باللبن‬
‫‪ ،‬وكذلك صوت بكاء ال يتوقف ‪ ،‬كانت تبكي كلما‬
‫سمعت صوت أحدهم من الغرفة األخرى ‪ ،‬لتجد نفسها‬
‫دون ان تشعر تحاول السير الى الغرفة األخرى حتى‬
‫وصلت الى السريرين الصغيرين لتنظر اليهما ‪،‬‬
‫وجدت طفالن صغيران جدا أحدهما له شعر أسود‬
‫ناعم فتح عينان سودوان ينظر اليها بهما ‪ ،‬بينما‬
‫األخرى نائمة ‪ ،‬نظر اليها قليال ثم بدأ في البكاء ‪،‬‬
‫حاولت بصعوبة لمسه وكأنها تخاف أن يلدعها ‪ ،‬ثم‬
‫أخذت تربت فوقه ولكنه لم يصمت ‪،‬أمسكت به ورفعته‬
‫الى صدرها ليسكت ‪ ،‬صمت قليال ليعود بعدها للبكاء ‪،‬‬
‫شعرت انه جائع لتنتبه عندها الى انها كانت ترى‬
‫االمهات يرضعن األطفال ‪ ،‬حاولت ارضاعه ‪ ،‬كان‬
‫يرضع وكأنه يقول لها ‪ ،‬لقد فهمت أخيرا ما أريده‬
‫‪.....‬كانت دموعها تتساقط فوقه انها لم تستطع ان‬
‫تكره بل عشقته بكل قوتها هو والصغيرة األخرى‬
‫زرقاء العينين التي يبدو وكأنها قد شعرت بأن أخاها‬
‫قد ارتاح أخيرا وشعر بالسعادة لتطلب هي األخرى‬
‫نصيبها ‪.........‬كان الماء الذي وضعته في المغطس‬
‫قد برد قليال قامت منه وهي تتأمل جسمها ‪ ،‬انه يبدو‬
‫وهي بمالبسها جسد فتاة ‪ ،‬فممارستها للرياضة جعلت‬
‫كل أثر للحمل يختفي ولكن أسفل المالبس تظهر‬
‫الحقيقة ‪( ،‬لقد وسمها به )أثر العملية القيصرية ظاهر‬
‫كما أن صدرها والذي تغير شكله نتيجة الرضاعة‬
‫بالتأكيد ال يخص فتاة ‪..................‬‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬
‫‪...............‬الجزء االول من الفصل الخامس‬
‫عشر‪...............‬‬

‫لقد مر على زواجه اسبوع والوضع اليزال كما هو ‪،‬‬


‫لقد بدأ صبره ينفذ والمشكلة انه كلما حاول التقدم في‬
‫عالقتهما تذكره بوعده لها ‪ ،‬االسبوع ربما ال يكون‬
‫مدة كبيرة ولكنه يشعر ان دهرا قد مر النهما تقريبا ال‬
‫يفترقان سواء ليال او نهارا ‪ ،‬انه يشعر انه زارا‬
‫أماكن سياحية أكثر من التي زارها األسبان أنفسهم ‪،‬‬
‫ما أن يطلع النهار حتى يتجوالن من مكان آلخر زارا‬
‫تقريبا كل المتاحف والمناطق االثرية وحتى الحدائق ‪،‬‬
‫كان يشعر بأنها تعبت من كثرة المشي والتنقل بين‬
‫االماكن المختلفة ‪ ،‬ولكنها لم تشتك ولم تعترض ‪،‬‬
‫فعلى ما يبدو أن تعب الخروج كان أفضل لها من‬
‫اهتمامه الذي على ما يبدو غير مرغوب فيه ‪ ،‬انه ال‬
‫يريد التسرع في الحكم ويحاول التماس االعذار لها ‪،‬‬
‫ولكن الوضع يبدو مريبا فهي تكون منفتحة جدا معه‬
‫طالما كانا في الخارج تبادله الحديث وحتى المزاح‬
‫‪،‬لكن ما ان يعودا الى الفندق حتى تعاود االنغالق على‬
‫نفسها مرة أخرى ‪ ،‬حتى ان التوتر يكون كثيفا لدرجة‬
‫يشعر معها بانه يمكن ان يقطع بسكين ‪ ،‬احيانا ما ن‬
‫يلمسها يشعر باجفالها ومرات أخرى تتجاوب معه في‬
‫البداية لكنها سرعان ما تنسحب وكأن هناك شئ‬
‫يصدر من عقلها يبعدها ‪ ،‬توصل عقله الى عدة‬
‫استنتاجات ولكنه رغم ذلك ال يريد التسرع في اصدار‬
‫الحكم فربما تكون اوهام واألمر ال يتعدى خجال تجاه‬
‫زوج غير معتادة عليه ‪...... ،‬لقد قررا اليوم اال يخرجا‬
‫في الصباح وأن يدخرا جهدهما حتى المساء ‪ ،‬لقد‬
‫وصلوا الى برشلونة أمس وتمكنوا من زيارة بعض‬
‫األماكن ولكن على الجولة الكبرى أن تنتظر للغد ‪،‬‬
‫نظر اليها وهي نائمة على السرير اآلخر الموجود في‬
‫الحجرة ‪ ،‬فلحسن حظها وسوء حظه فانهما وجدا‬
‫غرفة النوم تحتوي على سريرين ‪ ،‬عندما كان ينامان‬
‫فوق نفس السرير كان يشعر بنوع من السرور لقربها‬
‫منه والتجائها أحيانا الى أحضانه ‪ ،‬ولكن في نفس‬
‫الوقت كان يشعر بتراجع مقاومته ‪ ،‬انه يحاول الى‬
‫النهاية التمسك بمبادئه فهو بالتأكيد لن يجبر امرأة‬
‫على أن تبادله الحب حتى وان كانت زوجته ‪ ،‬فكر‬
‫ساخرا ان اخوته لو عرفوا انه حتى االن زوج باالسم‬
‫فقط فلن تنتهي سخريتهم الى األبد ‪.......‬جلس على‬
‫طرف سريرها ليوقظها ‪ ،‬ال تزال نائمة بعمق ‪ ،‬انها‬
‫نتيجة ما يقومان به من مجهود ما ان تضع رأسها‬
‫فوق الوسادة حتى تستسلم للنوم ‪ ،‬لكن على ما يبدو‬
‫انه ال يتأثر كثيرا بهذا المجهود ‪ ،‬فهو ال ينام اال بعد‬
‫معاناة ‪ ،‬نادى بصوت خافت فرح هيا استيقظي )‬
‫‪......‬نادى مرة اخرى وهو يهز ذراعها برفق ‪ ،‬فتحت‬
‫عينيها ونظرت اليه بابتسامة خالبة كان خداها‬
‫محمران من أثر النوم وشعرها الحالك السواد متناثر‬
‫حولها مانحا لها منظرا مذهال ‪........‬نظرت اليه وهي‬
‫تقول صباح الخير )‪......‬انها تشعر بسعادة كبيرة ال‬
‫تعرف سببها لقد كانت تحلم بأشياء جميلة ‪ ،‬وان كانت‬
‫ال تستطيع تذكر ما حدث في الحلم ولكنه ترك تأثيرا‬
‫جيدا عليها ‪...........‬نظرت اليه انه ‪.....‬ال تستطيع‬
‫وصف شعورها نحوه في كلمات ولكن ربما اذا كانت‬
‫الظروف مختلفة كانت أحبته ‪ ،‬انها تشعر انه أفضل‬
‫من أن يكون حقيقه وربما هي لهذا ال تستحقه‬
‫‪.......‬انها ال تريد االستسالم النها حينها ستشعر‬
‫بالهزيمة ‪ ،‬حتى ولو أحبته فما فائدة ان تحبه لتكره‬
‫نفسها بعدها النها ستستسلم لكونها مجرد دمية‬
‫يحركونها وفقا الهوائهم ‪ ،‬مجرد كائن عديم االرادة‬
‫يوضع حيث يريد صاحبه ‪ ،‬ال تريد ان تتحول المرأة‬
‫أخرى ضمن السرب المنهزم ‪ ،‬لقد رأت طول عمرها‬
‫ضعف أمها تجاه أباها وسيطرته عليها دون رحمة ‪،‬‬
‫حتى أصبحت كائن غير مرئي‪ ،‬لذا عليها أن تقاوم بكل‬
‫قوتها حتى ولو كانت المعركة ضدها شخصيا ‪ ،‬ان‬
‫ادراكها أصبح متزايد ناحية أن حبها لزياد هو رمز‬
‫أكثر من كونه حبا حتى الموت ‪ ،‬انه راية تقاتل تحتها‬
‫‪ ،‬لذا ستستمر للنهاية حتى لوتخل عنها زياد فالهدف‬
‫يستحق فليس هناك أهم من الحرية ‪.........‬خرجت من‬
‫الحمام وقد استقرت هذه الفكرة في رأسها ‪ ...‬تسللت‬
‫الى أذنها صوت ضحكات أحمد ليكمل بعدها ‪ ( :‬لست‬
‫أدري ما الذي تظنه ريهام وحازم انهما يتصرفان‬
‫كمراهقان في طور التعارف وليس كزوجان مضى‬
‫على زوجهما ست سنوات ولديهما طفل )‪.......‬صمت‬
‫مستمعا الى الطرف اآلخر ليقول بعدها ال تتهميه بانه‬
‫من أصابها بالجنون فنحن نعلم انها مجنونة منذ زمن‬
‫بعيد )‪.......‬صمت قليال ليقول بعدها بجدية يبدو انه‬
‫على شخص ما أن يمسك بيد أذنها وباليد األخرى أذنه‬
‫ويقول لهما بحسم ( اتفقا او افترقا))‪......‬شردت في‬
‫معنى جملته األخيرة (اتفقا أو افترقا)انه يفكر كجراح‬
‫وقد تعلم ان هناك مرحلة ال يصلح معها المسكنات او‬
‫العالج ‪ ،‬والبد من تدخل المشرط اما لألصالح أو البتر‬
‫‪......‬جلست على الكرسي أمام المرآة حتى تسرح‬
‫شعرها ‪ ،‬يبدو انه قد انهى المكالمة فقد راته في‬
‫المرآة واقفا خلفها ‪ ،‬أخذ الفرشاة من يدها ليقول‬
‫بعدها سوف اسرح لك شعرك )‪....‬انتابتها حالة من‬
‫الخجل الشديد فهي تشعر ان هذا االمر البسيط يحتوي‬
‫على حميمية كبيرة ‪......،‬اعترضت قائلة ليس عليك‬
‫ذلك أنا سأسرجه بنفسي )‪ .....‬نظر الى صورتها في‬
‫المرآة قائال ال تقلقي قأنا اتمتع بخبرة كبيرة‬
‫)‪......‬حاولت التغلب على خجلها وهي تشغر بضربات‬
‫الفرشاة المنتظمة ‪،‬لتقول له بسخرية ومن أين حصلت‬
‫على هذه الخبرة يا دكتور ؟ هل سبق وعملت في هذا‬
‫المجال ‪ ،‬ام انك تتطوع لتصفيف شعر مريضاتك؟‬
‫)‪.....‬ضحك بصوت مرتفع ليقول بعدهاأنت تعلمين‬
‫مقدارحبي لمساعدة اآلخرين ‪......‬ثم غمز بعينه ليكمل‬
‫بعدها ولكن ان كان هذا يشعرك بالغيرة اعدك بانني‬
‫سأتوقف )‪.....‬قالت له وهي تعض شفتها يمكنك ان‬
‫تستمر في فعل الخير وال تقلق من ناحيتي)‪.....‬تنهد‬
‫بعدها ليقول بصوت شارد الحقيقة ابسط من ذلك لقد‬
‫سرحت شعر سارة لمئات المرات) ‪......‬صمت ليكمل‬
‫بعدها بصوت ظهر فيه الحزن لقد توفي والدانا‬
‫وعمرها اقل من عشر سنوات ‪ ،‬لذا يمكنك أن تقولي‬
‫أن هذه أصبحت مهمتي )‪.....‬قال محاوال اضفاء بعض‬
‫المرح هل تريدين ان اصنع لك ضفيرة ؟او ربما‬
‫تريدين سنبلة ؟)‪.....‬ان كل لحظة تمر بها معه‬
‫تؤثرفيها فان كانت سارة في العاشرة عند وفاة‬
‫والديهم فهو كان عندها ربما في التاسعة عشر او‬
‫العشرين على االكثر اي في مثل عمر شيققها الذي‬
‫ليس لديه اي شعور بالمسئولية ‪ ،‬وال يصبر اطالقا‬
‫على شيقتهم الصغيرة ‪ ،‬بينما هو كان يهتم بالطفلة‬
‫بشكل يومي كم هو شخصية غريبة ‪....‬انتبهت من‬
‫شرودها على قوله هيا قرري) ‪...‬اجابته بسؤالها‬
‫وهذه السنبلة كيف تعلمتها انا ال اعرف كيف تصنع‬
‫)‪.....‬ضحك وقال لقد ظلت تشرح لي الشكل واجرب‬
‫على الدمية حتى نجحت في النهاية )‪.....‬قالت له‬
‫بتفكير ساختار الضفيرة )‪......‬رد عليها بتفكير هل‬
‫معنى هذا انك ال تحبين المخاطرة ) ‪....‬ردت عليه‬
‫بخبث بل يعني انك تخليت عن وظيفة الكوافير لتقوم‬
‫بدور الطبيب النفسي)‪....‬ضحك وهو يكاد ينتهي من‬
‫عمل ضفيرتها ليقول لها بل يعني انك تجعليني اكتشف‬
‫اشياء جديدة عن نفسي ‪ ،‬واالن ما رأيك ؟)قالها وهو‬
‫قد انتهى من عمل ضفيرة جميلة ومتقنة في منتصف‬
‫شعرها ‪.....‬تناوال بعدها االفطار فيما كانت تسأله عن‬
‫أخوته لقد شعرت بفضول شديد جهتهم ‪.....‬قالت له‬
‫انني أشعر انك وسارة متشابهان )‪......‬كان يعلم انها‬
‫تتكلم عن الطباع ولكن ال بأس بقليل من المناورة لذا‬
‫قال لها انك هكذا تظلمينها ‪ ،‬انها جميلة جدا ‪ ،‬انتظري‬
‫لتريها دون الحجاب بشعرها الذي يماثل بلونه عيونها‬
‫العسلية ) ‪......‬امسكت لسانها في اللحظة االخيرة ‪،‬‬
‫لقد كادت أن تقول له انه شديد الوسامة ‪ ،‬لذا غيرت‬
‫الكالم لتقول يبدو انك تفضل الشقراوات ذوات العيون‬
‫الملونة )‪.......‬قالتها وهي تمط شفتيها كطفلة متذمرة‬
‫فقال لها وهو يلمس شفتها باصبعه بخفة انا في هذه‬
‫اللحظة أفضل فتاة ذات شعر أسود طويل وعينان‬
‫جميلتان تبتسمان فتنشر التفاؤل حولها ‪ ،‬وتمط‬
‫شفتيها بحنق )‪...‬استمر بعدها في تتبع مالمحها وكانه‬
‫يرسم لوحة لها في ذاكرته ‪ ،‬اقترب بوجهه منها ليقبل‬
‫جانب فمها برقة ‪ ،‬ثم يقوم بنثر قبالت رقيقة‬
‫كالفراشات فوق وجهها ‪ ،‬ليعود بعد ذلك الى شفتيها ‪،‬‬
‫شعرت بفقدان توازنها ‪ ،‬كان كل جزء فيها يشعر‬
‫بسعادة شديدة لهذا القرب ‪ ،‬وكان قلبها ينتفض‬
‫كعصفور صغير اتيحت له الفرصة ليحلق أخيرا ‪،‬‬
‫شعرت برائحته الرجولية التي يختلط بها عطره‬
‫المنعش بمزيج رائع تتسلل داخلها موقفة كل األفكار‬
‫الغير مرغوب فيها ‪ ،‬لم تنتبه وهو يرفعها بين ذراعيه‬
‫ليضعها فوق السرير برقة شديدة ‪ ،‬كانت تشعر مع كل‬
‫لحظة تمر انها تذوب أكثر وانها وصلت الى حيث‬
‫تنتمي بعد طول عناء‪.....‬كان يشعر بانه يحلق فوق‬
‫السحاب ‪ ،‬انه يشعر ان الحاجز الذي بينهما قد زال‬
‫فها هي للمرة االولى ال تذكره بوعده أو تنتفض‬
‫مبتعدة ‪ ،‬كانت ترتدي احدى الترينجات التي اعتاد‬
‫رؤيتها بها كان يشعر انها في معسكر رياضي وليس‬
‫في شهر العسل ‪ ،‬لكن على ما يبدو كان لهذا التريننج‬
‫ميزة فهو سهل الخلع ‪ ،‬رماه بعيدا لتظهر تحته‬
‫مالبسها الداخلية بدأ بلمس بشرتها ليشعربتغير من‬
‫جهتها وكأنها استفاقت من حالة الخدر التي‬
‫اجتاحتها‪......‬نبهتها مالمسته لبشرتها العارية الى‬
‫انها اصبحت شبه عارية وانه على وشك امتالكها‬
‫الكامل ‪ ،‬لقد اصبحت قاب قوسين من فقدان احترامها‬
‫لنفسها ‪ ،‬من ان تصبح نعجة اخرى داخل القطيع‬
‫‪....‬ترآت لها صورتان واحده لوالدها واألخرى لزياد ‪،‬‬
‫شعر بالتغيرالكبير الذي حل بها فبعد تجاوبها الكبير‬
‫معه وانصهارها داخل الدائرة السحرية التي جمعتهما‬
‫وجدها تتجمد تماما ‪ ،‬ابتعد قليال ليتمكن من رؤية‬
‫وجهها ‪.....‬شعر وكأن هناك معركة تظهر فوقه ‪،‬‬
‫‪.....‬ما ان شعرت بابتعاده حتى استغلت الفرصة‬
‫لتجري الى الحمام وتغلق الباب خلفها ‪.......‬قام من‬
‫فوق السرير وقد اجتاحته حالة من الغضب الشديد لقد‬
‫زادت شكوكه تجاهها كثيرا ‪ ،‬بالتأكيد لم تتعرض‬
‫لالغتصاب فاالعراض ال تظهر عليها ‪ ،‬هل اخطأت لذا‬
‫فهي تتراجع خوفا من ان يكتشف هذا ‪.....‬ارتدى‬
‫مالبسه بسرعة ليخرج بعدها مباشرة ‪ ،‬انه ال يضمن‬
‫ردة فعله اذا خرجت من الحمام وهو موجود‬
‫‪.....‬خرجت من الحمام بعد مدة طويلة لتجده قد اختفى‬
‫‪ ،‬انها متأكدة انه غاضب جدا لكنها ال تدري ما الحل‬
‫لماذا لم تكن حياتها بسيطة دون تعقيد ؟!!!!!نظرت‬
‫الى الفراش الذي كانا فوقه منذ قليل كان متجعدا ‪،‬‬
‫انحنت لتلتقط الترينج الخاص بها من فوق االرض ‪،‬‬
‫وامسكت بعدها التشيرت الخاص به والذي قد القى‬
‫نفس المصير امسكت به بين يديها وهي تضمه الى‬
‫صدرها وكأنها تقدم اعتذارا حتى هي نفسها ال تفهمه‬
‫الى صاحبه‬

‫انه ومنذ عودته في حالة شرود دائمة كان عقله‬


‫يذهب دون ارادة منه مسترجعا اللقاء مع اشقائه بعد‬
‫سنوات من االنقطاع ويعود دائما الى ما حدث بينه‬
‫وبين سارة لقد كان الشعور بالذنب يخنقه انه لم‬
‫يسامح نفسه حتى االن على ما سبق وها هو يكبل‬
‫نفسه بذنب جديد انه حتى االن ال يعرف كيف يصلح‬
‫ماحدث وحتى ال يفهم كيف حدث ذلك ولماذا‬
‫؟!!!الجميع فسر الموضوع على ان شاب فاقد لوعيه‬
‫من تأثير شئ يتعاطه قد اغتصب فتاة بسبب هذا ولكن‬
‫الموضوع بالنسبة له غامض فهو يعرفه أكثر منهم‬
‫وعلى يقين انه لم يكن يتعاطى أي مخدرات أو خمور‬
‫انه ال يزعم ان سجلهما كان نظيف تماما لقد تناوال‬
‫أحيانا بعض األشياء ولكن لم يدمنا وبالتأكيد ليس في‬
‫ذلك الوقت ‪ ،‬كانت بطولة الجمهورية في اليوم التالي‬
‫وهناك فحص للدم للتأكد من عدم استخدام منشطات‬
‫وبالتالي فأي انسان لديه ذرة عقل لن يفعل شئ سيتم‬
‫اثباته عليه في اليوم التالي‪......‬كان قد ترك شقيقته‬
‫في الشقة وخرج منتويا العودة بسرعة حتى ال يتركها‬
‫وحيدة وحتى يأخذ قدرا كافيا من النوم يجعله نشيطا‬
‫في اليوم التالي ‪ ،‬لكنه تفاجأ بشخص يتصل به من‬
‫موبايل محمد ليخبره انه مصاب وعليه ان يذهب له ‪،‬‬
‫لم يتردد وال لحظة ليقود سيارته حتى وصل الى‬
‫المكان الذي وصفه له هذا الشخص ‪ ،‬كان داخل‬
‫منطقة صحراوية نظر حوله فلم يجد أحدا لذا ترجل‬
‫من السيارة وبدأيشعر بالقلق نتيجة لعدم وجود أي‬
‫انسان شعر بحركة خلفه لذا حاول االلتفات لكن ضربه‬
‫قوية فوق رأسه أفقدته الوعي ليستفيق بعدها وقد‬
‫أشرقت الشمس ولدهشته كانت السيارة موجودة‬
‫وليس هناك أي شئ مفقود اال مفتاح الشقة ‪ ،‬كان‬
‫رأسه يؤلمه جراء الضربة القوية لذا فكر بالعودة الى‬
‫الشقة ليرتاح قليال قبل الذهاب الى النادي ‪.....‬طرق‬
‫الباب ليجد ان من فتح الباب هو يوسف وقد ظهرت‬
‫الشياطين على وجهه أمسكه من الجاكت ليجره الى‬
‫الداخل ويصفق الباب خلفه ‪ ،‬ليضربه بعد ذلك وهو‬
‫يصرخ فيه بكلمات كثيرة دون توقف أين كنت يا‬
‫حيوان ؟ كيف تترك شقيقتك وحدها ؟ لقد أخبرتني‬
‫أمس انك سترعاها ‪...‬أين ذهب صديقك السافل ؟ كيف‬
‫تعطيه المفتاح وأنت تعلم أن شقيقتك في الشقة ‪ ،‬لقد‬
‫وصل اهمالك وغبائك الى حد غير محتمل ) ‪......‬انه‬
‫رغم كل ما فعله من قبل فان يوسف لم يضربه حتى‬
‫وهو أصغر سنا واآلن يكاد يقتله ‪ ،‬لقد شاهد نوبات‬
‫عنف سابقة له من قبل وكان يفرغها في غرفة‬
‫الرياضة ‪ ،‬كان لديه النماذج الخاصة بتدريب المالكمة‬
‫يظل يلكم بها ويركلها ‪ ،‬احيانا يمزقها وأحيانا يسبب‬
‫لنفسه جروحا ويسيل الدم من جسمه ‪ ،‬وهو حتى األن‬
‫ال يفهم لما أصبح هو هدفا لكل هذا العنف ‪.....‬وجد‬
‫أحمد يحاول االمساك به ودفعه بعيدا وهو يقول له (‬
‫توقف انك ستقتله )‪...‬نظر اليه نظرة قاتلة ‪ ،‬ليقول‬
‫بعدها (ان هذا ما يستحقه ) أحضر أحمد بعض أدوات‬
‫االسعاف وحاول تضميد بعض الجروح التي أصابته‬
‫‪....‬لم يكد ينته حتى عاد يوسف وهو ممسك بقلم‬
‫وورقة وقال له اكتب كل العناوين التي يحتمل أن أجد‬
‫فيها هذا الحيوان ؟) ‪....‬نظر الى أحمد في ذهول لم‬
‫يكن حتى هذه اللحظة يدرك ما حدث وما سبب كل هذا‬
‫‪،‬كان كل جزء في جسمه يئن من األلم لقد دخل في‬
‫شجارات ال يعلم عددها ‪ ،‬ولكنه لم يضرب بهذا العنف‬
‫من قبل ‪ ،‬كان أحمد يفحصه بينما غادر يوسف المكان‬
‫لذا سأل أحمد بصوت خافت ما الذي حدث‬
‫؟!!!!)‪.....‬نظر أحمد لوجهه لحظة ثم قذفه بما حدث‬
‫قائاللقد اغتصب محمد سارة الليلة الماضية‬
‫)‪.......‬صرخ بذهول ماذا ؟ كيف ؟ هذا مستحيل ‪ ،‬لماذا‬
‫يفعل هذا بطفلة ؟ كيف علم اني غير موجود ‪ ،‬أنا لم‬
‫أعطه مفتاح الشقة ) كان يهذي بكلمات حتى هو نفسه‬
‫غير مدرك لها‪ ........‬في هذه اللحظة كان يوسف قد‬
‫عاد وعيناه تقذف شررا ليقول له هل كتبت العناوين‬
‫؟)‪......‬امسك بالورقة ليسجل فوقها عنوان منزل‬
‫والده وعنوان والدته وحتى العنوان في بلدهم‬
‫‪.....‬القى يوسف التعليمات عبر الهاتف فتوجه الى كل‬
‫عنوان مجموعه من رجاله ‪....‬بمضي بعض الوقت‬
‫عرف انه غير موجود في أي عنوان من الثالثة‬
‫‪.....‬عاد ليسأله بتحفز فكر جيدا أين يمكنه أن‬
‫يختبأ؟)‪.....‬انه يظن انه سيبتعد الى أقصى مكان يمكنه‬
‫الوصول اليه لذا قال له ان لديه الجنسية البريطانية‬
‫وال يحتاج تأشيرة ربما يكون قد سافر الى‬
‫هناك)‪......‬دون ان يرد عليه امسك بالهاتف وبدا انه‬
‫يطلب من احد المسئولين في المطار معرفة اذا كان قد‬
‫سافر ‪ ،‬بعد قليل جائته مكالمة تؤكد له سفره ‪ ،‬ظل‬
‫شقيقه يتوعد بعدها قائالسأصل اليه وان كان قد غادر‬
‫الكرة األرضية كلها )‪...‬ثم نظر الى أحمد وقال له‬
‫اعتن بها ‪ ،‬وال تجعل هذا الحيوان يخرج حتى أعود )‬
‫‪........‬سأله أحمد في قلق الى أين ستذهب‬
‫)‪.......‬اجابه في شرود الى والده ألرى ماذا لديه )‬
‫وغادر بعدها بسرعه مع تعالى الطرقات على الباب‬
‫والذي اتضح انها تخص الحرس الشخصي ‪ ،‬كان‬
‫شقيقه قد تأهب للمعركة ‪........‬لم ير محمد من يومها‬
‫انه يتمنى أن يراه ليسأله لماذا خنتني ؟ لماذا أفقدتني‬
‫من يومها ثقتي بكل البشر ‪ ،‬لماذا حكمت علينا بفعلك‬
‫هذا أن نفترق الى األبد بعد أن كنا شخص واحد ‪،‬‬
‫لماذا فعلت هذا بمن كنت تردد أن وجودها يعوضك‬
‫عن غياب شقيقتك؟لماذا ؟ لماذا ؟)‪..........‬وصل الى‬
‫مكان الورشة حيث يوجد الميناء شاهد نفس الشئ‬
‫الذي لم يتغير مكانه منذ سفره ‪ ،‬هو تعمد عدم طرح‬
‫أي سؤال حتى ال يفتح على نفسه بابا آخر ‪ ،‬كانت‬
‫عيناه على اليخت ليجيب األسطى سليم على السؤال‬
‫الذي لم يطرحه قائال لقد مرض الرجل فجأه بعد سفرك‬
‫مباشرة ولذا فلم يأت أحد ألخذ اليخت من المرسى‬
‫)‪ ....‬نظر اليه عاقدا حاجبيه وأفكاره تعود الى الفتاة‬
‫الباكية ن لقد كانت تبكي خوفا على والدها وهو من‬
‫ظل يشاكسها وكأنه مركز الكون وكل شئ يتعلق به ‪،‬‬
‫سأل الرجل واالحساس بالذنب يتصاعد داخله (ما‬
‫حالته ؟) اجابه فيما يصدر صوتا يعبر عن التعاطف‬
‫انه في العناية المركزة ولقد سمعت أن حالته متدهورة‬
‫‪ ،‬انه مصاب بالسرطان ولم يكتشف ذلك اال في‬
‫المرحلة األخيرة ) صمت معتز ليكمل هو حديثه انني‬
‫اشفق على ابنته فلو مات ستصبح وحيدة تماما‬
‫)‪......‬نظر اليه معتز بانزعاج ليسأله بعدها أليس‬
‫لديها أم أو اخوة أو أقارب ؟)‪......‬أجابه وقد وجدها‬
‫فرصة للخوض في حديث طويل لقد ماتت أمها منذ‬
‫فترة وليس لديها أشقاء ‪ ،‬لها أقارب فقط وعلى ما‬
‫سمعت فسمعتهم غير جيدة )‪ .......‬تردد في ذهنه اسم‬
‫رامز الكاشف ووالده محسن الكاشف ‪ ،‬كان يشعر‬
‫بتعاطف شديد معها فهو ال يزال يذكر احساسه عند‬
‫فقد والديه ‪ ،‬هذا رغم كونه شاب وليس فتاة ورغم‬
‫وجود اشقائه معه ورغم ان اقاربهم لم يكن لديهم‬
‫اطماع في شئ يخصهم ‪ ،‬بالتأكيد وضعها أسوأ منهم‬
‫بكثير ‪......‬وجد قدميه تسيران دون ارادة منه متوجهه‬
‫الى المستشفى الذي علم ان سعيد الكاشف بداخله ‪ ،‬لم‬
‫يعلم سبب ذهابه بالتحديد ربما اراد ان يشعرها بدعمه‬
‫‪ ،‬او حتى ان يرى هل هي متماسكة ام ماذا حدث لها ‪،‬‬
‫او ان يتأكد من حالة والدها بنفسه اليعلم تحديدا‬
‫‪.....‬وقف بجوار الباب وهو متردد في الدخول ولكن‬
‫كان أحد االطباء خارجا من الغرفة فظن انه ينتظر‬
‫خروجه فقال له يمكنك الدخول االن )‪.....‬اضطر‬
‫للدخول ليرى الرجل الذي كان مستيقظا ولكن بدا على‬
‫وحهه الشحوب الشديد ‪ ،‬وكأن عمره قد قفز عدة‬
‫سنوات خالل هذه الفترة الوجيزة ‪ ،‬شعر بقبضة باردة‬
‫تمسك قلبه فعلى ما يبدو ان الكالم الذي سمعه كان‬
‫صحيحا ‪....‬اضطر للكالم فقالكيف حالك يا سيد سعيد ‪،‬‬
‫لقد أتيت لالطمئنان عليك ) ‪.....‬نظر اليه الرجل وهو‬
‫يعقد حاجبيه وكأنه يحاول تذكرمن يكون ‪ ،‬لتنفرج‬
‫بعدها مالمحه ويقول أنت المهندس معتز ‪ ،‬اجلس يا‬
‫بني كيف حالك ) ‪ ......‬جلس على الكرسي أمامه وهو‬
‫يشعر بالحرج الشديد فباي صفة هو موجود االن‬
‫‪....‬قال بعدها باحراج لم اعلم بمرضك اال اليوم ‪،‬‬
‫اعذرني الني لم ات قبل ذلك ) ابتسم له ابتسامة‬
‫شاحبة ليقول بعدها انا راض بقضاء هللا والحمد هلل‬
‫على كل حال ) شرد بعدها قليال ليكمل وكأنه يحدث‬
‫نفسه اتمنى فقط أن اطمئن عليها قبل موتي )‪......‬لقد‬
‫علم من المقصودة بالكالم ‪ ،‬انها الطفلة الشقراء ‪،‬لم‬
‫يكن لديه رد مناسب رغم شعوره الكبير بالتعاطف مع‬
‫الوضع ‪.‬في هذه الحظة ظهرت المعنية بالكالم التفتت‬
‫فرأى وجهها الذي يبدو وكأنه قد كبر فجأة ‪ ،‬لقد‬
‫انتهت طفولتها لتبدأ مرحلة جديدة يتمنى ان ال تكون‬
‫صعبة ‪ ،‬المالمح الصاخبة قد سكنها الحزن والهدوء‬
‫والقلق من القادم ‪ ،‬اقتربت من فراش والدها فقبلته‬
‫وحاولت التظاهر بالمرح قائلة‪( :‬بابا لقد اصبحت‬
‫بخير حال ‪ ،‬هي معي غادر هذه المستشفى وهيا نعود‬
‫الى منزلنا )‪ ......‬قال لها بصوت حنون سيحدث هذا‬
‫قريبا ال تقلقي )‪....‬جلست جوار والدها وعلى ما يبدو‬
‫انها انتبهت للتو لوجوده ‪ ،‬لينطق وجهها بالكالم الذي‬
‫حاولت منع لسانها من قوله لماذا أتيت ‪ ،‬بأي صفة‬
‫أنت موجود؟!!!!!!!)‪........‬كان يشعر انه لوال وضع‬
‫والدها لقامت لتتشاجر معه ‪ ،‬ولكن ما عجزت عن‬
‫قوله كانت عيناها تقذفانه بها ‪ ،‬حقا لو ان العيون تقتل‬
‫لكان االن مضرجا في دمائه ‪....‬رفع عينيه ليجد‬
‫والدها يتبادل النظر بينهما وكأن الشحنات المتطايرة‬
‫قد وصلت اليه ‪...‬وقف متوجها الى حيث ينام سعيد‬
‫الكاشف ليقول له اذا احتجت أي شئ ال تتردد في طلبه‬
‫مني)‪....‬قالها متجاهال النظرات التي تحدق به بعدم‬
‫تصديق تعجبا من تدخله السافر ‪.....‬بعد ذلك استدار‬
‫ليغادر المستشفى وبداخله شعور متزايد أن هناك شئ‬
‫غير معتاد يظهر في األفق ‪...............‬‬

‫الجزء ‪ 0‬من الفصل الخامس عشر‪..................‬‬

‫ما أن فتح باب الشقة حتى تسللت الى انفه الروائح‬


‫الشهية ‪ ،‬لقد كان يفتقد وجودها كثيرا خالل المدة التي‬
‫غابتها في منزل والديهم ‪ ،‬كان وقتها ال يشعر باي‬
‫رغبة في العودة الى الشقة ‪ ،‬لكن وجودها يقلب‬
‫الوضع تماما ‪......‬لطالما كانت شقيقته مثيرة للدهشة‬
‫نموذج انساني ال يمكن التنبؤ به وال حتى فهمه‬
‫بسهولة ‪ ،‬من يراها للوهلة االولى يظن انها أكثر‬
‫الفتيات رقة وهي تكون كذلك اذا أرادت ‪ ،‬وبالسهولة‬
‫نفسها تتحول الى الصخب او الى الشراسة وربما الى‬
‫البؤس او الى السعادة التامة ‪ ،‬أحيانا تكون ست بيت‬
‫من أفضل طراز ‪ ،‬واحيانا تكون العناية بالمنزل اكثر‬
‫شئ تكرهه‪......‬انه سعيد النها ومنذ عودتها تتقمص‬
‫الشخصية االولى وتعد له أفضل االطعمة ‪ ،‬قد يبدو هذا‬
‫غريبا الي شخص يعرفهم فدائما لديهم مدبرة منزل‬
‫ومساعدات لها ‪ ،‬وامه معلوماتها عن المطبخ صفر ‪،‬‬
‫وعلى النقيض فاخته المسترجلة طباخة ماهرة ‪ ،‬لقد‬
‫كانت من صغرها تحب تعلم كل جديد وألن التنظيف‬
‫والطبخ كان بالنسبة لهم منطقة محظورة فقد‬
‫استهواها االمر دائما كما يقال الممنوع مرغوب ‪،‬‬
‫واالعجب هو ان من علمها هي العمة زينب أم محمد‬
‫شقيقهم ‪ ،‬فشقيقته كانت ترابط عندهم طول فترة‬
‫االجازة ‪ ،‬كانت تعتبر مشاركتها في الكنس والمسح‬
‫وتعلم الطبخ مغامرة رائعة ‪ ،‬ولقد تعلمت بالفعل العديد‬
‫من االصناف ‪ ،‬وكاحدى النزوات التي تصيبها التحقت‬
‫بدورة للطبخ منذ عدة سنوات تعلمت خاللها اطعمة‬
‫من مختلف الدول االوروبية ‪ ،‬كان يشعر انه الشخص‬
‫الوحيد المستفيد من هذه المهارات فالسيدة جونسون‬
‫مدبرة المنزل ال تسمح الحد بالتدخل في منطقتها لذا‬
‫فان انجي تجرب عليه هو الوصفات ‪....... ،‬دخل الى‬
‫المطبخ ليجدها منهمكة في الطبخ ‪ ،‬التفتت اليه‬
‫مبتسمة لتقول له لم يبق اال القليل ‪ ،‬غير مالبسك‬
‫واياك ان تستسلم للنوم دقائق وسيكون كل شئ جاهز‬
‫)‪.......‬نظر اليها بابتسامة يشوبها الخجل فهو عندما‬
‫يعود من احد المناوبات يكون شبه نائم وكثيرا ما‬
‫يستسلم للنوم تاركا الطعام حتى يستيقظ‪ ،‬قال بمزاح‬
‫الروائح رائعة وانا اتضور جوعا وبالتأكيد لن أنام‬
‫وأفوت هذا الطعام )‪....‬نظرت اليه بشك وهي تقول له‬
‫وهي تتبع اتجاه نظراته لن تتذوق اي شئ االن ‪،‬هيا‬
‫اذهب الى حجرتك )‪......‬نظر اليها وهو يقول بسخط‬
‫متسلطة )‪......‬فتحت الميكروويف وقامت باخراج احد‬
‫الصواني وكلمتها قائلة يبدو شكلك جيد ‪ ،‬سنرى بعد‬
‫قليل كيف يكون طعمك )‪......‬انها تشعر بالسعادة وهي‬
‫تعد الطعام ‪ ،‬فلطالما شعرت باالستياء من الصورة‬
‫التقليدية الباردة لمنزلهم ‪ ،‬كان المطلوب منهم ان‬
‫يكونوا اطفال هادئين منظمين وال يحركوا اي شئ من‬
‫مكانه ‪ ،‬االم في عملها ومدبرة المنزل مسئولة عن كل‬
‫شئ ‪ ،‬كانت تشعر انها تعيش في فندق ورغم كونها‬
‫في منزلها اال انها تفتقد الحرية ‪ ،‬لذا كان من المثير‬
‫لها ان تحصل على الحرية وان كانت حرية متعبة ‪ ،‬ان‬
‫امها ال تصدق حتى االن انها تستطيع فعل اي شئ‬
‫!!!!!!!!على االقل هي قد حققت احد امنيات امها‬
‫واصبحت طبيبة ‪ ،‬كانت في طفولتها ترفض تماما ان‬
‫تصبح طبيبة وعندما دخل محمد كلية الهندسة والنها‬
‫دائما تأخذ نفس الجانب معه قررت ان تصبح مهندسة‬
‫‪ ،‬لتعود بعد ذلك وتكره كل ما يخص الهندسة ‪ ،‬فاالخ‬
‫المنبوذ والزوج الحقير كانا مهندسين ‪ ،‬وفي النهاية‬
‫درست الطب ‪ ،‬لحسن حظها لم تكره الدراسة فعلى ما‬
‫يبدو ان جيناتها بها عامل جعلها متآلفة مع دراستها ‪،‬‬
‫ولكن كان قرارها دائما ان الدراسة وحتى العمل بعد‬
‫ذلك هو جانب من الحياة وال ينبغي ان يسيطر على‬
‫الجوانب االخرى ‪......‬وضعت الطعام الذي اصبح‬
‫جاهزا فوق المنضدة ثم توجهت الى حجرة عماد في‬
‫البداية طرقت الباب ولكن لم تتلق رد ‪ ،‬دفعت الباب‬
‫لتجده وكما توقعت نائم على السرير ‪ ،‬اال انه وكنوع‬
‫من التقدم قد غير مالبسه ‪ ،‬انها ال تعلم كيف سيعيش‬
‫وحيدا بعد عدة اشهر ‪ ،‬ربما عليها ان تجد له زوجه‬
‫النه على ما يبدو لن يفعل ‪....‬اخذت تهزه قائلة ‪:‬‬
‫(عماد ‪ ،‬عماد استيقظ لتأكل ثم عد للنوم )‪ .......‬فتح‬
‫عينيه ونظر اليها بتشويش وهو يحاول ان يحافظ‬
‫عليها مفتوحة وقال ملك ‪ ،‬سأنام قليال وبعدها سآكل‬
‫)‪......‬صدمة ‪ ،‬ما شعرت به عند سماعها الكلمة كان‬
‫صدمة هائلة انها لم تسمع هذا االسم منذ سنوات ‪،‬‬
‫ولم يعد يطلقه عليها أحد ‪ ،‬لقد نطق شقيقها دون‬
‫وعي ما حرصت على منعهم من قوله‬
‫لسنوات‪(.......‬ملك)كان سبب تسميتها لالسم ان‬
‫والدتها عندما رأتها للمرة االولى هتفت قائلة ‪she is‬‬
‫‪ )an angel‬والذي اعجب اباها فسماها باالوراق‬
‫الرسمية ملك ليكون لها اسم عربي ‪ ،‬بينما كانت امها‬
‫واقاربها االنجليز واصدقائها يسمونها انجيل ‪ ،‬ولكن‬
‫المصريين التزموا بملك ‪ ،‬لم يكن ذلك يمثل مشكلة‬
‫بالنسبة لها ‪ ،‬وكانت تشعر بنوع من المرح حين يقول‬
‫من يعرفها للمرة االولى انها اسم على مسمى انهم‬
‫بالتأكيد كانوا يتراجعون عن هذا الوهم بعد مضي قليل‬
‫من الوقت ‪........‬ولكنها كرهت االسم منذ ان سمعته‬
‫منه عادت ذاكرتها الى مكان وزمان مختلفين ‪......‬لقد‬
‫كانت تشعر انه يحاصرها بجسد ضخم وصلب‬
‫‪،‬يحيطها بذراعيه ويحتضنها لم تكن تقاوم او حتى‬
‫تتحرك كانت طاقتها قد نفدت ‪ ،‬ولم يكن هناك داع‬
‫للمقاومة لقد انتهى االمر ‪ ،‬كانت في البداية ال تسمع‬
‫ما يقوله فقد غطى صوت بكائها على كل شئ ‪ ،‬ولكن‬
‫مع تعبها وانخفاض صوت بكائها ‪ ،‬بدا صوته يتسلل‬
‫اليها ‪ ،‬كان يقول اش اش ملك اهدئي ال بأس لقد‬
‫انتهى األمر ‪ ،‬ملك ليس هناك مشكلة أنا زوجك‬
‫‪....‬اهدئي يا مالكي )‪.......‬منافق ‪ ،‬بالتأكيد منافق كيف‬
‫تكون مالكه أو حتى زوجته وهي ال تعرفه ‪ ،‬لقد كانت‬
‫فريسته ‪ ،‬ضحيته ‪ ،‬وسيلة لتفريغ غضبه ‪ ،‬اي شئ اال‬
‫زوجته فأي زواج هذا الذي يتم تحت التهديد واالكراه‬
‫دون رضا وقبول او حتى معرفة سابقة ‪......‬كان أول‬
‫شئ نطقته بعد عودتها ال أريد ان يناديني أي شخص‬
‫بهذا االسم مرة أخرى اسمي من اآلن هو انجيل فقط‬
‫)‪......‬كان لديها حق بالتأكيد فحتى بعد كل هذه‬
‫السنوات ما ان سمعته من شقيقها حتى احست‬
‫بالصدمة وشعرت بصوته ال يزال داخل أذنها‬

‫كانت جالسة في مطعم قريب من عملها مع اماني‬


‫زميلتها في قسم الديكور وفتاة اخرى من قسم‬
‫التصميم اسمها اسماء ‪،‬وفتاة من الحسابات اسمها‬
‫رضوى ‪ ،‬كن يتناولن الغذاء خالل فترة الراحة ‪،‬‬
‫بمضي اسبوع عليها كانت قد اعتادت على جو العمل‬
‫بل وبدأت تستمتع به ‪ ،‬ان ما كان يقلقها في البداية لم‬
‫يحدث منه شئ فحازم تقريبا لم تطأ قدمه داخل قسم‬
‫الديكورات ‪ ،‬ولكن هذا ال يعني انه نسي وجودها او‬
‫توقف عن حركاته المعتادة ‪ ،‬بل على العكس انها‬
‫تشعر دائما انه حولها ويعلم عنها كل صغيرة وكبيرة‬
‫ويحدد ما عليها فعله من عمل بل وحتى يشاهد ما‬
‫فعلته ‪.......‬وعلى العكس من ذلك بدا وكأن شقيقها قد‬
‫هجر المكان تاركا كل شئ لحازم فهي حتى االن لم‬
‫تلتقه وحتى لم تسمع ضمن األخبار المتداولة انه‬
‫متواجد ‪ ،‬لكنها بشكل عام تشعر بالسعادة فهي تشعر‬
‫ان لها قيمة حقيقية كما انها تفعل ما احبته طول‬
‫عمرها ‪.......‬انتبهت الى حديث البنات ما ان وجدت‬
‫اسمه يتكرر بينهم ‪ ،‬كانت رضوى تقول وهي تتنهد‬
‫لالسف لم أره منذ عدة أيام فهو ال يأت الى قسم‬
‫الحسابات كثيرا)‪.......‬ما هذا ؟هل الفتاة واقعة في‬
‫الحب ؟ من يا ترى سعيد الحظ ؟‪.......‬سألت بفضول‬
‫من هذا يا فتاة ؟ هيا قولي بسرعة )‪.....‬لم ترد ولكن‬
‫اماني قالت سأخبرها ‪ ،‬لقد أصبحت ريهام ضمن‬
‫العصبة‪.........‬انه المهندس حازم ) ‪.....‬نظرت اليها‬
‫بدهشة ‪ ،‬على ما يبدو أن لحازم معجبة سرية ‪ ،‬ولكن‬
‫اال يعلمون انه متزوج ‪.....‬وجدت أسماء تقول لها انه‬
‫متسلط ‪،‬انت معجبة به لوسامته ولما يبدو عليه من‬
‫غموض ‪ ،‬ولكن لوكنت مهندسة وعملك يتطلب‬
‫التعامل المباشر له لكنت عرفت كم هو طاغية‬
‫)‪.......‬بادرتها رضوى قائلة وما المشكلة ان هذا يزيد‬
‫اعجابي به فهو رجل بحق ‪.....،‬وعلى االقل لست‬
‫معجبة مثلك بالرجل الحديدي الذي هو بالتأكيد أكثر‬
‫طغيانا كما انه متزوج)‪......‬كانت ريهام تشعر بالتسلية‬
‫المصحوبة بالدهشة وشئ اخر ال تعرف ما هو تحديدا‬
‫‪ ،‬فعلى ما يبدو ان حازم ويوسف يثيران ضجة‬
‫كالمعتاد ‪ ،‬ولكن بينما يبدو انهم يعرفون بزواج‬
‫يوسف فان زواج حازم غير معروف وجدت اسماء‬
‫ترد قائلة انه مجرد اعجاب وليس حب فأنا ال أنسج‬
‫حوله الخياالت ‪ ،‬انا معجبة به كما أعجب بممثل أو‬
‫شخصية مشهورة ‪ ،‬نقطة وانتهى السطر)‪.......‬نظرت‬
‫ريهام بينهما وحاولت التخفيف من الموقف لتقول‬
‫وماذا عنك يا أماني ‪ ،‬أليس لديك معجب سري في‬
‫مكان ما ؟)‪........‬نظرت الى وجه الفتاة الذي أحمر‬
‫كثيرا فعلى ما يبدو ان االمر يتخطى مجرد االعجاب او‬
‫الحب من طرف واحد ‪ ،‬هل هو معهم في العمل ربما‬
‫عليها ان تتبع االشارات جيد ‪......‬قالت أماني بخجل‬
‫أنا ال أفكر بهذه األشياء حاليا )‪.......‬وجدت ست‬
‫عيون تحدق بها لتتطوع أماني بالسؤال أنا ال أسمعك‬
‫تتحدثين على الهاتف اال مع شقيقتك او شقيقك ‪ ،‬لذا‬
‫يبدو أنك خارج التغطية ولكن صدقيني لقد الحظت‬
‫نظرات معينة من شخص يبدو انه معجب)‪......‬نظرت‬
‫اليها بدهشة انها ال تحتاج لمثل هذا التعقيد انها ال‬
‫تضمن حازم فرغم كونهما منفصلين اال انه ال يتهاون‬
‫في هذه االمور ‪ ،‬ويصبح عند أي بادرة كالثور‬
‫الهائج‪ ........‬انتهوا من غدائهم ليعودوا بعدها سيرا‬
‫على االقدام فالمطعم كان قريبا ‪ ،‬كان الوقت‬
‫المخصص للراحة قد أوشك على االنتهاء لذا شاهدوا‬
‫االخرين عائدين ‪....‬استوقفهم احد االشخاص انه‬
‫ماهر احد المهندسين المدنيين ‪ ،‬والذين يكون‬
‫تواجدهم في المقر نادر ‪ ،‬وجدته ينظر الى أماني‬
‫بطريقة معينة فعلى ما يبدو هو الشخص المهم ‪،‬‬
‫نظرت الى اماني لتجد الفتاة الدائمة المرح والتي ال‬
‫تتوقف عن الكالم قد احمر وجهها واصبحت ال تنطق‬
‫‪ ،‬بادلته التحية وكانت تضحك لشئ يقوله ‪....‬في هذه‬
‫اللحظة كان هناك شخص قادم من الجهة االخرى‬
‫والذي ما أن رآه الباقون حتى سارعوا باالبتعاد‬
‫ليتوجه كل واحد الى مكان عمله قبل ان يتلقى كلمة ال‬
‫لزوم لها ‪.....‬شعرت ورغم براءة الموقف انه تم‬
‫ضبطها بالجرم المشهود ‪ ،‬تصاعد هذا االحساس‬
‫بداخلها ما ان نظرت الى عينيه اللذان تحول اللون‬
‫االخضر داخلهما الى نار صفراء ‪ ،‬وهو ينظر بين‬
‫الثالثة الواقفون ‪ ،‬رجل وفتاة يضحكان بينما الثالثة‬
‫صامتة ‪.......‬وصل اليها صوته الصارم أريدكم في‬
‫مكتبي حاال )‪ .....‬قالها ليتجه بعد ذلك الى المصعد‬
‫الخاص بالمدراء‪ ،‬بينما استقل ثالثتهم المصعد اآلخر‬
‫وجدت ماهر يقول في نزق انه يبالغ لقد كنا في فترة‬
‫الراحة كما انه ال يوجد ما يشين )‪....‬لم تستطع الرد‬
‫انها تشعر انها لو لم تكن معهم فان حازم لم يكن‬
‫سيالحظ من االساس ‪......‬دخلت للمرة الثانية عند‬
‫سكرتيرته الخاصة ولكنها هذه المرة ليست وحيدة ‪.‬ما‬
‫ان وصلوا حتى أشارت لهم السكرتيرة بالدخول‬
‫‪....‬مثل المرة السابقة كان جالسا على كرسي المكتب‬
‫وكأنه ملك جالسا فوق عرشه بكل اريحية وثقة ‪،‬انها‬
‫لم تعد تتخيل جلوس يوسف في هذا المكان ‪ ،‬نظرت‬
‫الى يديه والى اصابعه المتشابكة والتي تشير الى‬
‫الغضب ‪...‬نظر اليهم بتفحص ليقول بعدها ماهر أنت‬
‫لست جديد معنا وتعلم ان ما رأيته ال يليق ‪،‬‬
‫فاالستقبال الذي يدخل من خالله كل العمالء ليس‬
‫المكان المناسب لتبادل النكات)‪.....‬نظر اليه ماهر‬
‫بتجهم ورد قائال ان االمر لم يتجاوز دقائق ‪،‬وعلى كل‬
‫حال لم يكن هناك اي نكات ) ‪....‬ادار حازم رأسه الى‬
‫أماني ليجدها قد أخفضت رأسها فيما احمر وجهها‬
‫خجال فقال لها ارجو اال يتكرر ذلك )‪....‬وصلت عينيه‬
‫الى الشخص الثالث لينظر الى ريهام التي تبادله النظر‬
‫بشكل ثابت ليقول لها وماذا عنك يا بشمهندسة ريهام‬
‫؟) لم تكد ترفع رأسها لتتكلم حتى تفاجأت بمن بدأ‬
‫بالدفاع عنها ‪ ،‬كان ماهر قد بدأ يقول ارجو اال تلوم‬
‫االنسة ريهام واماني فانا من اوقفهما ) رفعت رأسها‬
‫لترى وجه زوجها والذي كان يبدو غريبا ‪ ،‬لقد ضاق‬
‫حاجباه وبدا وكأنه يريد ضرب الرجل وكأنه قد سبه‬
‫بأبشع االلفاظ كادت تنفجر بالضحك وكان صعبا عليها‬
‫جدا ان تكبت ضحكها وجدته يحاول التماسك ليقول‬
‫وهو يشير اليهما يمكنكما ان تنصرفا) ثم وكأنه يضغط‬
‫على الكلمات بقوة قال اتركا االنسة ريهام قليال فانا‬
‫احتاجها ) ما ان خرجا حتى انطلقت في الضحك نظر‬
‫اليها رافعا حاجبيه ليقول بعدها ما الذي يضحك يا‬
‫آنسة ) قالها وكأنه يوجه اليها شتيمة ما نظرت اليه‬
‫بابتسامة خبيثة ان شكلك كان غريب) نظر اليها وقد‬
‫بدأت ابتسامته في الظهور ليقول بعدها بصوت خافت‬
‫بيقول آنسة مضيعا كل ما بذلته من جهد ‪.....‬ثم ان‬
‫تظلي آنسة بعد كل هذا الوقت من زواجنا هو عيب‬
‫كبير في حقي)‪......‬قالها بطريقة مقصودة جعلتها‬
‫تحمر خجال فيما كان هو يدور حول المكتب ليصل الى‬
‫حيث تجلس ويقول لها ربما يكون الوقت الطويل قد‬
‫انساك كل جهودي السابقة ‪ ،‬لذا فانه يتوجب علي ان‬
‫اذكرك)‪....‬انهى كلماته ليمسكها من ذراعيها ويوقفها‬
‫أمامه ليبدأ في تقبيلها ‪ ،‬كان قد قبلها قبل أسبوع ولكن‬
‫قبلته هذه المرة كانت مختلفة كثيرا ‪ ،‬شديدة الرقة مثل‬
‫أجنحة الفراشات ‪ ،‬كانت رائحته المألوفة تحيط بها‬
‫فتشعر كأنها عادت الى وطنها مرة أخرى بعد طول‬
‫غياب‪.....‬شعرت انها لم تعد واقفة على االرض فقد‬
‫تحولت ساقاها الى شبه سائل حاولت التقاط انفسها‬
‫ولكنه منعها فيما كان مستمرا في عناقها ‪ ،‬لم تدر كم‬
‫مر من الوقت بينما هيا تشعر وكانها تصعد ال فوق‬
‫السحاب كان هو من تركها ليعود سريعا الى مكتبه‬
‫ويجلس خلفه فيما كانت تحدق فيه بذهول لتنتبه بعد‬
‫ذلك الى صوت الخطوات القريبة وتجد السكرتيرة‬
‫واقفة جوارها ‪ ،‬القت تحية سريعة ثم خرجت مبتعدة‬
‫وهي ال تدرك حقا ما حدث‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك وأتوب اليك‬

‫‪.....‬الفصل السادس عشر‪..............‬‬

‫كانت تشعر بالقلق الشديد ‪ ،‬لقد خرج منذ الصباح ولم‬


‫يعد حتى االن والليل قد اقترب ‪ ،‬انها مضطربة جدا‬
‫وتشعر بتوجس من القادم ‪ ،‬انها ال تدري حتى ما‬
‫تتوقعه منه عند عودته ‪ ،‬لقد أوصلته بغبائها الى‬
‫أقصى درجات االحتمال ‪ ،‬وحتى االن بسبب هذا القلق‬
‫ال تستطيع اتخاذ قرار عن كيفية تعاملها معه بعد ذلك‬
‫‪ ،‬هل دقت ساعة الحقيقة وعليها مصارحته أم ستظل‬
‫تدفن رأسها في الرمال محاولة تأخير المواجهة‬
‫الحتمية الى اخر وقت ممكن ‪ ،‬ان قلقها قد اخذ جانبين‬
‫جانب عليه بسبب طول غيابه ‪ ،‬وجانب منه فهي ال‬
‫تدري هل سيكون فاقد للسيطرة ام متمسك بهدوئه‬
‫غاضب ام ال‪......‬انها غبية غبية فهي السبب فيما‬
‫حدث هي التي نسيت نفسها معه وسارت وراء‬
‫المشاعر التي يثيرها داخلها حتى كادت تخسر كل شئ‬
‫‪ ،‬ترآى لها وجه المبتسم رائحته الخاصة انفاسه وهي‬
‫تختلط بانفاسها لتجعلها تذهب في دوامة سحرية لذيذة‬
‫مرة أخرى ‪...‬استفاقت من افكارها على صوت اغالق‬
‫الباب نظرت اليه في قلق انه يبدو بخير وجهه غير‬
‫مقرؤ هادئ محتفظا بسيطرته كالمعتاد قال لها وهو‬
‫يجلس ( السالم عليكم )‪...‬ردت عليه بخفوت ( وعليكم‬
‫السالم )‪....‬نظر اليها بتفحص البد انها قد استطاعت‬
‫التمتع ببعض الراحة اثناء غيابه ‪...‬لقد ظل يسير لمدة‬
‫طويلة دون هدف محدد ‪ ،‬لقد انتابته رغبة في القتل‬
‫حين تصور ان شكوكه قد تكون صحيحه وانها خدعته‬
‫واخفت عنه هذا ‪ ،‬انه بالتأكيد سيقتلها اذا اكتشف انها‬
‫كانت لرجل قبله ‪ ،‬وقتها لن يصمد قناع التحضر الذي‬
‫يرتديه ‪......‬انه سيصبر للمرة االخيرة حتى ال يظلمها‬
‫‪ ،‬ولكن حتى الصبر له حدود وهو لن يتجاوزها بكل‬
‫تأكيد ‪ ،‬ال بد قبل عودتهم للوطن أن يكون قد حسم‬
‫األمر ‪ ،‬فهو يعلم كم الفضول الذي سيقابلهم عندما‬
‫يعودون وهو لن يعرض نفسه لالحراج ‪.....‬زفر نفسا‬
‫حار فيما يؤكد لنفسه قائال ( بضعة أيام وسيظهر كل‬
‫شئ تأكدي يا فرح انها الهدنة االخيرة )‪.....‬نظر اليها‬
‫ببطء وسألها ‪( :‬هل تناولت غداءك ؟)‪....‬ازرددت‬
‫ريقها فيما تحاول استجماع شجاعتها لتجيبه ( لقد‬
‫كنت أشعر بالقلق عليك ولم أفكر بالطعام ) ‪.....‬مط‬
‫شفتيه بسخرية ليجيبها ال تقلقي يا زوجتي العزيزة‬
‫فانا لن ألجأ لالنتحار بسبب رفضك لي ) ‪.....‬شعرت‬
‫بالصدمة وكأنها قد تم قذفها بحجر ليرتطم برأسها‬
‫مسببا لها ألما شديدا ‪ ،‬أليست هذه الحقيقة فلما‬
‫شعرت بالصدمة عند صياغتها في كلمات ‪...‬انها تظنه‬
‫أحمق حتى يصدق هذا االدعاء بالقلق عليه ‪ ،‬انه يريد‬
‫ان يعرف ما الذي يخفيه هذا العقل بالتأكيد‬
‫سيعرف‪......‬قال لها ( ارتدي مالبس ثقيلة سنتناول‬
‫غداء متأخر ثم سنخرج بعد ذلك ) ‪....‬اتجهت الى‬
‫الدوالب واخرجت كنزة صوفية ومعطف طويل‬
‫وبنطلون ثقيل وزوج من القفازات انها تحرص على‬
‫االلتزام الحرفي بما قال تجنبا الي مشاكل محتملة ‪،‬‬
‫ارتدت مالبسها وخرجت الى غرفة االستقبال وجدته‬
‫جالسا ينتظرها ‪ ،‬سألها (هل صليت ؟)‪.....‬اجابته (‬
‫أجل الحمد هلل ) ‪......‬انها اصبحت ملتزمة في الصالة‬
‫انها تدين له بهذا فحفاظها على الصالة جعلها تشعر‬
‫بتغيير حقيقي داخلها وجعلها اكثر راحة وهدوء‬
‫‪.......‬أومأ برأسه دون رد وقال لها (هيا) ‪.....‬سار‬
‫امامها مما جعلها تشعر بالضيق انها المرة االولى‬
‫التي يسيران فيها سويا وال يمسك بيدها أو يعطيها‬
‫ذراعه لتمسك بها ‪.......‬نهرت نفسها قائلة (اهدئي يا‬
‫فتاة انك عديمة الحياء‪ ،‬أال تملكين ذرة من األدب‬
‫تصدين الرجل في الصباح وتتحرقين في المساء‬
‫لالمساك بيده!!!!!!!)‪....‬وصال الى المطعم وتناوال‬
‫الغداء فيما كان ال يزال معتصما بصمته ‪ ،‬كالهما لم‬
‫يأكال الى القليل وبدا الوجوم محيطا بالمكان ‪.......‬كان‬
‫هذا الوضع يشعرها بانقباض في القلب ‪ ،‬انها كالطفل‬
‫المنبوذ الذي اخطأ ويتم عقابه عن طريق تجاهله ‪،‬‬
‫وفي نفس الوقت ليس لديها الشجاعة التي تجعلها‬
‫تبادر بفتح حوار انها تشعر انه سيقلب اي كلمة‬
‫تقولها ويفسرها على طريقته ‪ ،‬انها تشعر ان األلفة‬
‫التي نمت بينهما في الفترة السابقة قد تبخرت ‪ ،‬عادت‬
‫لتنهر نفسها من جديد ‪( :‬هل تظنين انه سيظل يعطي‬
‫وأنت تأخذين الى االبد !!!!!!!!!!)‪....‬توجهوا الى‬
‫الخارج ليستقلوا بعدها احدى سيارات االجرة فيما‬
‫كانت تشعر ان المدينة تبدو مختلفة وكأن هناك مزيج‬
‫بين الترقب والتألق واالنتظار لشئ مهم بمضي بعض‬
‫الوقت بدا وكأن الصورة تتضح أكثر لقد لجأت‬
‫للتخمين لمعرفة أين سيذهبون انها لن تسأله على كل‬
‫حال ‪.........‬كان الكثير من الشباب بل والفتيات‬
‫يرتدون مالبس موحدة تبدو كمالبس فريق رياضي ‪،‬‬
‫صوت االغاني يتعالي مصحوبا بصوت الهتافات‬
‫الخاصة بالتشجيع ‪.........‬هل ما تظنه صحيح ؟هل هم‬
‫ذاهبون لمشاهدة مباراة في كرة القدم مع اقترابهم من‬
‫االستاد الضخم تأكدت لديها الصورة ‪.....‬علت االستاد‬
‫لوحة مكتوب عليها (كامب نو) االستاد الخاص بنادي‬
‫برشلونة احد اكبر فرق كرة القدم في العالم انها ال‬
‫تتابع كرة القدم ولكن يتسلل الى اذنها بعد الحوارات‬
‫خاصة وان اخاها حسام مدمن لها ‪ ،‬لم تفكر ابدا في‬
‫يوم من االيام انها قد تذهب الى االستاد لمشاهدة كرة‬
‫القدم !!!!!!كان قد حجز تذاكر المباراة منذ مدة ‪،‬‬
‫عندما قرر السفر الى اسبانيا وعرف ان خالل هذا‬
‫الوقت ستقام مباراة ( لاير مدريد ‪،‬وبرشلونة)المباراة‬
‫االهم طول العام ‪.....‬كان يشعر بحماس شديد حاول‬
‫معه ان يتناسى احداث اليوم ‪ ،‬انه سيحاول االستمتاع‬
‫قدر استطاعته ‪ ،‬واول شئ سيجعله سعيدا هو بعض‬
‫العبث ‪ ،‬وقف امام البوابة الضخمة وقام بالتقاط‬
‫صورة لنفسه يظهر في خلفيتها االستاد (سيلفي) قام‬
‫بعد ذلك بارسال الصورة الى عدة ارقام ‪ ،‬لم تمر‬
‫ثواني حتى وجد رنين الهاتف يتعالى ‪ ،‬كان معتز يقول‬
‫له (هل سترى المباراة في االستاد )‪......‬لقد اعجبها‬
‫ما رأت لذا قامت بالمثل وارسلت الصورة الى اخيها‬
‫وابن خالتها هيثم ال ريب انهم سيجنون من الغيرة ‪،‬‬
‫فتحت هاتفها لتسمع شقيقها يهتف بها (هل انت هناك‬
‫حقا ‪،‬اننا في النادي سنشاهد المباراة في الشاشة‬
‫الكبيرة التي وضعتها االدارة )‪......‬قالت له في اغاظة‬
‫(عليكم االكتفاء بالشاشة ايها المساكين )‪......‬رد‬
‫عليها في حنق (عليك حفظ كل شئ لتحكيه لي‬
‫)‪......‬ضحكت وهي تقول (ما الذي ساحكيه لك انني ال‬
‫اعلم اسماء الالعبين )‪....‬يبدو انه اطلق سبابا ليقول‬
‫بعد ها ( كان من االفضل ان أذهب بدال منك ايتها‬
‫الحمقاء ) ‪.....‬استمرت في ضحكها قائلة (بالتاكيد كان‬
‫عليك المجئ لشهر العسل بدال مني)‪......‬سمعت احمد‬
‫يناديها فاغلقت الخط ‪.....‬جلسوا في اماكنهم لتبدأ‬
‫المباراة بعد فترة ‪ ،‬سألته بصوت عال حتى يتمكن من‬
‫سماعها (ما الفريق الذي تشجعه؟)‪......‬رد عليها‬
‫بصوت عال ايضا (لاير مدريد ‪ ،‬انهم يرتدون اللون‬
‫االبيض)‪......‬وجدت نفسها تشجع نفس الفريق ‪ ،‬بعد‬
‫قليل من الوقت بدأت الثلوج تتساقط ‪ ،‬انها المرة‬
‫االولى التي تثلج فيها منذ قدومهم ‪ ،‬على ما يبدو ان‬
‫الشتاء يرفض ان يرحل دون ترك بصمة قوية‬

‫******************************‬

‫كان يجلس في الشرفه يضع امامه الالب الخاص به‬


‫يطلع على اخر المستجدات االقتصادية في العالم ‪،‬‬
‫ويجري بعض االتصاالت ‪ ،‬وجد صورة تصل الى‬
‫هاتفه فتحها ليجد صورة ألحمد امام (الكامب نو )‬
‫ارتسمت ضحكه على وجهه لقد ذهب شقيقه خالل‬
‫شهر عسله الى االستاد ليشاهد مباراة !!!!!!!انه يعلم‬
‫ان االمراء والرؤساء ومشاهير الممثلين يحرصون‬
‫على حضور هذه المباريات الهامة ويلتقطون صورهم‬
‫‪ ،‬ولكنه بالتأكيد لم يكن سيترك شهر عسله ويذهب‬
‫لمباراة ‪...... ،‬عاد بذاكرته الى شهر عسله هو ونهال‬
‫كان جيد ولكنه كان يشعر انه يبحث عن شئ ولكنه لم‬
‫يجده ‪ ،‬ولكن بشكل عام كان الوضع معقول لم تكن‬
‫شخصية زوجته قد ظهرت على حقيقتها وقتها ‪.....‬هز‬
‫رأسه مفكرا ربما كان سيفعل مثل شقيقه!!!!!!!ولكن‬
‫هل هذا يعني ان وضع أحمد ليس على ما يرام ربما‬
‫ليس عليه التسرع في الحكم فما هي اال ايام ويعودون‬
‫وسيتضح كل شئ ‪ ،‬ان أحمد سيعود بعد اسبوع‬
‫ليسافر هو بعد عودته باقل من اسبوع اخر‬
‫‪........‬وصلت افكاره الى نفس النقطة مرة اخرى‬
‫‪...‬سفره‪...‬لقد كان يسافر بشكل دائم ولم يستوقفه هذا‬
‫للحظة نهر نفسه قائال اهدا يا رجل فمن غير المحتمل‬
‫ان تقابل احدا ان انجلترا بلد كبيرة ‪ ،‬وحتى لوحدث‬
‫هذا ما الذي يخيفك ؟)‪.....‬انه يعلم ان االمر ليس‬
‫متعلقا بها فقط ‪ ،‬بل بوالدها أيضا فالمواجهة بينهما لم‬
‫تكن جيدة على االطالق ‪ ،‬كان االمر اشبه بمهزلة ‪،‬‬
‫هو باعصابه الثائرة كآتون مشتعل لم يستطع التعامل‬
‫مع الرجل الثلجي الذي اصبح اشبه باالنجليز الذين‬
‫عاش معهم طويال ‪ .......،‬عادت به ذاكرته الى ذلك‬
‫اليوم البعيد توجه مع رجاله الى الفيال التي يعيش‬
‫فيها الدكتور عبد الرحمن خالل تواجده في الوطن ‪ ،‬تم‬
‫ادخالهم الى غرفة الضيوف ليدخل بعد ذلك رجل بدا‬
‫في اواخر االربيعينات يبدو عليه الهدوء والوقار ‪،‬‬
‫طلب عندها من رجاله االنتظار في الخارج فالكالم‬
‫الذي سيقوله ينبغي أال يعرفه احد ‪......،‬كان واقفا‬
‫يبدو التوتر في كل خلية من جسمه أشار له الرجل‬
‫بالجلوس قائال تفضل اجلس )‪.....‬جلس محاوال التحلي‬
‫باقصى قدر من ضبط النفس وقال أنا يوسف سليمان‬
‫)‪.....‬لم يظهر اي شئ على مالمح الرجل لذا اكمل انا‬
‫شقيق معتز ربما تكون سمعت اسمه من قبل من‬
‫محمد ) ‪.....‬عقد الرجل حاجبيه مفكرا ليقول بعدها‬
‫معتز السعيد ‪ ،‬انا عرف انه صديقه الحميم ) ‪.....‬نظر‬
‫اليه وكأنه يطلب منه الشرح ‪ ،‬لم يستطع صياغة‬
‫الجملة الذي تعبر عن الحقيقة المريعة فصمت ليتطوع‬
‫الرجل بالكالم قائال هل حدث شئ هل هناك‬
‫مشكلة؟)‪.....‬اجابة محاوال عدم االجابة مباشرة لقد‬
‫علمت بالتأكيد بسفر ابنك المفاجئ أليس كذلك‬
‫‪.......‬سكت ثم اكمل قائال ‪:‬هل علمت سبب هذا‬
‫السفر؟)‪....‬هز الرجل رأسه نافيا ‪ ،‬ليجيب هو بعدها‬
‫بغضب مكبوت بالتأكيد هو لم يخبرك عن‬
‫جريمته)‪......‬عقد الرجل حاجبيه وهو يقول باستنكار‬
‫جريمة أي جريمة؟!)‪.....‬قال له وقد بدأ القناع الذي‬
‫حاول التمسك به يهرب منه لقد اغتصب ابنك شقيقتي‬
‫الطفلة )‪.......‬هتف الرجل به فيما يبدو انه ردة فعل‬
‫قوية من جانبه ما الذي تقوله ما هذا‬
‫الهراء؟!!!!!)‪......‬صرخ به هراء ‪ ،‬هل تظن أني‬
‫سأدعي شيئا مشينا مثل هذا ؟!!!!!)هل يظن هذا‬
‫المعتوه انه يختلق امرا مثل هذا ‪ ،‬قبض كفيه بشدة‬
‫فهو ال يريد ضرب رجل في عمر قريب من عمر والده‬
‫‪......‬قال له بحدة يمكنك االتصال بابنك لتتأكد)‪.....‬لم‬
‫ينزل عينيه من فوق وجهه وهو يضغط الرقم على‬
‫الهاتف ليسمع صوته يقول مباشرة محمد هل ما‬
‫يقوله يوسف السعيد صحيح ‪،‬هل ‪......).......‬يبدو ان‬
‫الرد جاءه قبل ان يكمل العبارة فقد صمت قليال ‪....‬ثم‬
‫عاد يصرخ في الطرف اآلخر أي جنون دفعك لهذا‬
‫‪......‬لم تكن في وعيك ان هذا ليس عذر بالتأكيد‬
‫)‪......‬يبدو ان الخط انقطع ‪ ،‬عاد الرجل يلتفت اليه‬
‫وهو يقول ما الذي تقترحه بالتحديد لحل هذه المشكلة‬
‫؟)‪.......‬نظر اليه نظرة تنفث لهبا وهو يقول أريده ‪،‬‬
‫ان الشرف ال يغسله اال الدم ‪.....).......‬نظر اليه الرجل‬
‫ببرود ليقول كن منطقيا ‪ ،‬انت ال تظن اني سأحضر لك‬
‫ابني لتقتله )‪......‬صرخ به ان خوفك هذا متأخر‬
‫‪،‬خوفك عليه يعني ان تحسن تربيته من البداية ‪ ،‬ال‬
‫تظن اني احتاج ان تحضره يمكنني الوصول اليه‬
‫بنفسي)‪......‬ردعليه بنفس الهدوء ما الذي ستستفيده‬
‫ان قتلته ان الحل العملي هو ان نزوجهما )‪......‬نظر‬
‫اليه بحنق وقال هل تعلم ما الذي يعنيه تزويج اختي‬
‫الطفلة بابنك المراهق ‪ ،‬يعني اننا نعلن امام جميع‬
‫الناس ان هناك فضيحة قد حدثت وان الذي يحدث هو‬
‫مدارة لهذه الفضيحة )‪......‬رد بثبات نكتب العقد‬
‫ضمان لحقها ثم نعلن الزواج بعد عدة سنوات‬
‫)‪......‬عقد حاجبيه وقال وكيف سيتم هذا هل ستجعله‬
‫يعود )‪......‬رد بنفس اللهجة الباردة ان لدي توكيل‬
‫منه ‪ ،‬ساكون وكيال عنه في العقد )‪......‬هل لديه حلول‬
‫لكل شئ بهذه البساطة ‪ ،‬نظر اليه بوحشية وقال اذا يا‬
‫دكتور فاعتقادك ان عالج االغتصاب هو تزويج‬
‫الضحية من المغتصب ليهرب بجريمته ؟!!!!!!!)‬
‫‪......‬نظر اليه نظرة كان يشعر بانها تحتوي على نوع‬
‫من االشمئزاز ليضيف بعدها انا ال اتكلم عن معتقداتي‬
‫‪ ،‬ولكنه حل مناسب للمشكلة )‪.........‬ان برود الرجل‬
‫يقتله ‪ ،‬ترى هل كان سيتكلم بنفس الطريقة اذا كان‬
‫الوضع معكوس والضحية هي ابنته (ابنته) وكأن‬
‫شرارة كبيرة قد تصاعدت من قلب النيران التي‬
‫تلتهمه لتضئ عقله ‪ ،‬انه يكره وضعه االن ‪.....‬هو ال‬
‫يحب ان يكون مجرد رد فعل ولكن الدور المفضل له‬
‫ان يهاجم ‪........‬نظر الى الرجل ليقول في هدوء ‪ ،‬ال‬
‫يظهر النيران التي كانت تهدد باكتساح كل شئ‬
‫سأكون هنا غدا عصرا لنعقد الزواج )‪.....‬ثم اضاف‬
‫بصوت غير مسموع ربما سيكون حظي جيد ويصبحا‬
‫زواجين )‪........‬خرج بسرعة فيما تبعه الرجال‬
‫المنتظرون ليقول الحدهم صابر ‪،‬اريد كل معلومة حتى‬
‫لو كانت صغيرة عن هذا الرجل )‪.........‬أومأ صابر‬
‫برأسه وقال تحت امر سيادتك ساعتين ويكون الملف‬
‫أمامك )‪......‬كان هذا ما حدث فبعد ساعتين كان يجلس‬
‫خلف مكتبه والملف امامه ‪ ،‬تصفحه ثم وضع خط‬
‫تحت شئ معين (ملك عبد الرحمن محمد‬
‫الحسيني)‪..........................................‬‬
‫‪.........‬في الصباح التالي وصلته رسالة لقد حققنا‬
‫الهدف والجائزة موجودة في المكان‬
‫المطلوب)‪....‬ضحك بصوت عال لقد كان رجاله‬
‫يعيشون دور المافيا ويستخدمون لغة الشفرة ‪........،‬‬
‫بعد العصر توجه الى نفس المكان الذي ذهب اليه‬
‫باالمس فيال الدكتور عبد الرحمن الحسيني ‪ ،‬نفس‬
‫االشخاص ولكن االختالف كان في المواقف ‪ ،‬ما ان‬
‫نظر الى وجه الرجل حتى شعر بنشوى بالغة ان‬
‫الرجل الثلجي اصبح صورة للغضب المختلط‬
‫بالشحوب ‪ ،‬اندفع اليه ليمسكه من الجاكت الذي‬
‫يرتديه وهو يصرخ اين ابنتي ‪......،‬ماذا فعلت بها‬
‫)‪......‬لم يهتم بطريقة امساك الرجل له ولكنه قال‬
‫بتسلية لست اعمل بالشرطة يا دكتور البحث عنها انا‬
‫مجرد مهندس)‪...‬قال الرجل بحدة كف عن االنكار‬
‫وادعاء الغباء انا اعلم انها موجودة لديك)‪.......‬نظر‬
‫اليه بسخرية ليقول بعدها بنزق ال تقلق يا دكتور انها‬
‫في الحفظ والصون ‪ ،‬فنحن سنصبح انسباء ‪ ،‬وانا‬
‫بالتأكيد لن أؤذي زوجتي )‪.......‬بدا وكأن الرجل‬
‫يهزي وهو يردد زوجتك !!!!زوجتك !!!!ومن قال‬
‫اني سأزوجها لك )‪.......‬مط شفتيه ليقول هذا يعود لك‬
‫‪،‬ولكن انا على كل حال مستعد ل‪........)........‬قطع‬
‫الكلمة مفسحا المجال للرجل الكمال المعنى الناقص‬
‫‪........‬شعر بشئ يهوى على وجهه لكمة لكن ليست‬
‫قوية ‪ ،‬ليصرخ الرجل بعدها هل اغتصبتها ؟!!!!كيف‬
‫تفعل ذلك انها طفلة !!!!)‪ .......‬نظر اليه بدون‬
‫مشاعر وهو يقول ان ملك اكبر من سارة بعامين‬
‫‪....‬سكت ليكمل بعدها بغل ‪:‬انت من وصف العالج‬
‫امس يا دكتور وانا بالتأكيد لن اتخطى طبيب في‬
‫مكانتك )‪.....‬نظر اليه الرجل بتشتت وكأنه يعود‬
‫بذاكرته الى ما سبق وقاله ‪ ،‬ليقول بعدها باستسالم‬
‫سنكتب العقدين ‪ ،‬وستسري نفس الشروط ) ‪.........‬ثم‬
‫نظر اليه بتوسل وقال أين هي االن ‪ ،‬أريد أن‬
‫أراها)‪......‬قال له بجمود رافضا أي تعاطف قد يتسلل‬
‫اليه انها في منطقة بعيدة ‪ ،‬غدا صباحا ستكون عندك‬
‫)‪......‬كان الشيخ الذي يعقد الزواجين يشعر ان هذا‬
‫اغرب ما مر به ‪ ،‬ثالثة من االزواج قصر ‪ ،‬الرجل‬
‫االصغر يزوج نفسه وشقيقته ‪ ،‬واالكبر يزوج ابنه‬
‫وابنته ‪......‬بعد رحيل الشيخ نظر اليه الرجل وقال لن‬
‫أنس وبالتأكيد لن أسامحك )‪......‬نظر اليه بخواء‬
‫ليقول بعدها ال اظن ان أحدا منا سينسى )‪.......‬لم يكن‬
‫قد لمسها بعد لقد أراد وبتعمد ايصال الفكرة للرجل‬
‫ليشعر ببعض احساسه ‪ ،‬وليضطر لعقد الزواج ‪ ،‬لقد‬
‫حسه شيطانه على ان يحصل عليها قبل الزواج ولكنه‬
‫لم يفعلها النه (يعلم ان هذا حرام) ربما تكون ملك قد‬
‫ابلغتهم انها لم يلمسها اال ليال ولكن حتى هذا ال يظنه‬
‫سيخفف شعور الرجل نحوه ‪ ،‬وبالتأكيد هو لن يكون‬
‫موضع ترحيب‬

‫قد علم ان انجي قد غادرت منزل والدهم الى لندن‬


‫بسبب بداية الدراسة ‪ ،‬كان يمنع نفسه بالقوة من‬
‫العودة اال هناك حتى ال يصدمها بمواجهة جديدة قد‬
‫تجعل حاالتها أكثر سوءا ‪ ،‬لذا فانه عاد االن لقد أراد‬
‫رؤية الصغيرين اللذين لمحهما في المرة السابقة‬
‫(طفال شقيقته ) انه يشعر نحوهما بمشاعر قوية ‪ ،‬لقد‬
‫وقع في حبهما من اللحظة األولى ربما النهما جزء‬
‫من شقيقته الغالية التي تسبب بأذيتها دون قصد ‪،‬‬
‫ربما ألن احساسه بالذنب قد زادت رقعته فبعد ان كان‬
‫االحساس يقتصر على الفتاتان ( ملك وسارة ) امتد‬
‫ليشمل فردان آخران طفالن في عمر البراءة (سيف‬
‫وسلمى ) ان أخته بالتأكيد مجنونة انه يشعر انها‬
‫تمعن في تعذيب نفسها واال فلماذا سمتهما بهذان‬
‫االسمان !!!!!!!!!في المرة السابقة ما ان وقعت‬
‫عيناه على الطفلة حتى قفز الى ذهنه للمرة األولى‬
‫خاطر مجنون انها ابنته ‪ ،‬ان شبهها بسارة اليخطئه‬
‫أحد خاصة هو وقد رآها وهي في نفس عمر الطفلة ‪،‬‬
‫ان االمر بالتأكيد جنون هل يظن انه اذا كان له طفلة‬
‫فانهم سيرسلونها الى والده وسيخفي والده الموضوع‬
‫عنه ‪ ،‬ولكنه حمد هللا ان هذا كان محض وهم ‪ ،‬على‬
‫األقل اطفال انجي شرعيين ‪ ،‬وانجي كان عمرها أكبر‬
‫‪......‬ولكن من جهة اخرى فان الطفلة بها شبه من‬
‫شقيقته بعينيها الزرقوان وبعض السمات ‪ ،‬ربما اذا‬
‫أراد فنان ان يرسم صورة تخليدا للمأساة فانها‬
‫ستكون صورة لسلمى فقد جمعت بشكل فريد بين‬
‫الضحيتين في قالب واحد ‪ ،‬بينما كان سيف نموذج‬
‫أصلي لذكور عائلة السعيد ‪......‬ان الوضع بالتأكيد قد‬
‫ازداد تعقيد فهو يعلم ان أي رجل لن يسامح في اخفاء‬
‫وجود ابنائه عنه طوال هذه المدة ‪ ،‬وبالتأكيد سيكون‬
‫الوضع أصعب مع شخصية مثل يوسف ‪ ،‬انه ال يدري‬
‫مشاعره بالتحديد ناحية يوسف سليمان ‪،‬ولكنه كان‬
‫يحترمه بشدة كان يبدو له كمثل اعلى بكل قوته‬
‫وتخطيه للصعوبات ورعايته ألشقائه وحتى معاملته‬
‫له لقد خلصه هو ومعتز من كثير من المشاكل وهو‬
‫يدرك ان ما حدث منه كان ضربة موجعة فلقد شوه‬
‫البناء الذي تعب في صنعه واالعتناء به ‪ ،‬وربما هو‬
‫يعذره في رد فعله ولكن ليس تماما النه ادخل طرف‬
‫برئ تماما بتعمد في الموضوع ‪ ،‬وما يزيد األمور‬
‫سوءا ان شقيقته لم تتجاوز ما حدث حتى االن‪......‬لو‬
‫كان الوضع مختلف كان سيشعر بسعادة ال حدود لها‬
‫لزواج شقيقته من يوسف انه رجل بمعنى الكلمة‬
‫وربما يالئمها ‪ ،‬ولكن في ظل هذا الوضع المعقد ال‬
‫يدري‪ ،‬انه أكيد من مشاعر انجي ‪ ،‬هي تريد االنتقام‬
‫منذ طفولتها وهي مقاتلة شرسة لم تكن تعطي اي‬
‫شخص الفرصة ليؤذيها وحتى ان فعل لم تكن تستسلم‬
‫حتى ترد له ما فعل ‪ ،‬ولكن هذه المرة ليست تحدي‬
‫بين االطفال بل اصبح لعب بين الكبار وهو يدعو هللا‬
‫ااال يحدث االسوأ‪........‬دخل المنزل وتوجه الى حجرة‬
‫الصغيرين اللذان بدا منهمكين في حل الواجبات نظر‬
‫ليجد سلمى تلون بينما كان سيف يبدو وكأنه يحل‬
‫بعض المسائل الخاصة بالرياضة ‪ ،‬انتبها لوجود‬
‫ليرفع سيف رأسه ويقول له مرحبا) ‪....‬ابتسم له وهو‬
‫يقول مرحبا بك ‪ ،‬هل تذكرني)‪.......‬أومأ برأسه ليقول‬
‫بعدها أنت محمد شقيق انجي وعماد ‪ ،‬وقد كانت‬
‫تتشاجر معك في المرة السابقة )‪......‬نظر اليه بتركيز‬
‫‪ ،‬ان الطفل على ما يبدو ذكي وصريح ‪......‬قال له‬
‫بابتسامة أنت بالتأكيد تتشاجر مع سلمى أحيانا ‪ ،‬تعلم‬
‫ان هذا يحدث بين االخوة )‪.......‬مط شفتيه ورد عليه‬
‫أجل ليس هناك مشكلة )ابتسم بعدها ليعبر عن تجاوزه‬
‫األمر‪ .....‬كانت سلمى قد اقتربت منه ان لديه رغبة‬
‫قوية في احتضانها ‪ ،‬انه يشعر انه لو فعل فسيعوض‬
‫عن احتضان الفتاتان االخرتان اللتان قد اشتقا اليهما‬
‫‪.......‬مدت يدها لتسلم عليه وتقول برقة كيف حالك‬
‫؟)‪.....‬امسك بيدها مبتسما وقال بخير ‪ ،‬وأنت هل‬
‫تذاكرين جيدا ) ‪.......‬نظرت اليه وقبل ان تجيب تكفل‬
‫سيف بالرد ليقول انها سخيفة تضيع الوقت في الرسم‬
‫والتلوين )‪.....‬نظر اليه وهو يشعر ان عليه ان يتكلم‬
‫معه كشخص كبير وقال ولماذا تظن ان الرسم شئ‬
‫سخيف ‪ ،‬انه موهبة رائعة وقد يصبح عمال ذا قيمة‬
‫كبيرة ‪ ،‬انا مثال تخصصت في الهندسة المعمارية‬
‫ومعظم عملي عبارة عن التصميم والرسم )‪......‬نظر‬
‫اليه وكأنه يفكر في هذا الكالم ورد وهو يمط شفتيه‬
‫قائال ربما ‪ ،‬ولكن ليس عليها ان تضيع كل وقتها فيه‬
‫)‪........‬نظرت اليه بغيظ وهي تقول انه كاذب انا‬
‫انهيت واجباتي أوال ) ‪......‬كان التبرم يبدو في عينيها‬
‫مما جعله يضحك ثم مد يده الى وجهها وهو يقول ال‬
‫داع للحزن يا صغيرة )‪ ......‬لم يستطع ان يقاوم اكثر‬
‫فأخذها بين ذراعيه يحتضنها ‪ ،‬شعر انها هي االخرى‬
‫تحتضنه ‪..‬ان الطفلة تفتقد للحنان ‪ ،‬ال يعلم هل هذا‬
‫بشكل عام ‪ ،‬هل شقيقته ترفض وجود الطفالن!!!!!أم‬
‫ان االمر يقتصر على االب فقط ‪......‬ان عليه ان يتكلم‬
‫مع والده ‪....‬كان يجلس مع والده بعد عودته من‬
‫العمل ‪ ،‬بدا مرتاحا عن المرة السابقة ربما ألنه ال‬
‫يتوقع قدوم انجي ‪....‬حاول استجماع شجاعته ليفتح‬
‫الموضوع قائال هل يوسف يعلم بوجود‬
‫الطفلين؟)‪.......‬نظر اليه والده بحده وهو يقول‬
‫بالـتأكيد ال ‪ ،‬أال يكفي ما حدث هل كنت تريدني ان‬
‫أعطيه الطفلين لتموت أختك كمدا )‪......‬قال له‬
‫باعتراض ولكن هذا ال يصح ‪ ،‬ان لهما حقوق وهما‬
‫بالتأكيد يحتاجان لوجود أب في حياتهما )‪........‬قالها‬
‫وهو ينظر الى والده بطريقة معينه وكأنه يلومه على‬
‫وضعه الخاص ‪.......‬ولكن على ما يبدو ان والده‬
‫اختار التجاهل ليقول بعدها باستنكاروهل تظن أن‬
‫وجود أب مثل هذا يعد خيارا أفضل لهما !!!!!ثم اننا‬
‫ال نقصر من جهتهما )‪......‬حاول عدم التراجع ليقول‬
‫له ان الناحية المادية ليست الجانب األهم ‪ ،‬ثم ان‬
‫يوسف ليس شخصا سيئا بل اظنه شخصا رائع‬
‫)‪........‬نظر اليه في ذهول ليقول تظنه شخصا رائع‬
‫!!!!!من تحاول ان تخدع لقد ألتقيت به بنفسي ‪ ،‬وهو‬
‫مجرد مجرم خاطف مغتصب )‪......‬قال بهدوء انا ال‬
‫استطيع الحكم على انسان حتى أضع نفسي مكانه ‪،‬‬
‫وهو بالتأكيد ورغم فداحة ما فعله لديه عذر )‬
‫‪......‬تخلى والده عن هدوئه الدائم ليقول له بحدة ما‬
‫الذي تريده بالتحديد ‪،‬هل تريد ان تقدم شقيقتك‬
‫وطفليها قربانا للسيد العظيم للوصول الى‬
‫شقيقته!!!!!!)‪......‬ان والده قد أساء فهمه ويتهمه‬
‫ببيع شقيقته ولكن هذا لن يجعله يتراجع‪.....‬لذا نظر‬
‫اليه بتصميم وقال أنا لن أنكر اني أريد الوصول الى‬
‫سارة ولكن هذا سيكون بجهدي الخاص دون ادخال‬
‫اي اطراف اخرى ‪.......‬وصدقني هذا الوضع ال يمكن‬
‫أن يستمر لألبد )‪.......‬انه يعلم أن والده في وضع ال‬
‫يحسد عليه وربما ما يمنعه من االنفجار فيه والصراخ‬
‫انه المتسبب في كل هذا هو الشعور بالذنب الذي‬
‫يشعر به ناحيته‬
‫من يرى ما يحدث في الحجرة لن يتصور أن شئ كهذا‬
‫من الممكن أن يحدث في حجرة لمريض بهذا الوضع‬
‫‪........‬كان الشخص الواقف ينظر بحقد وتشفي الى‬
‫الشخص النائم على السرير يعاني المرض ‪ ،‬ويبدو ان‬
‫مجرد النظر لم يكفيه ليقول له بغل هانحن ذا وبعد كل‬
‫هذه السنوات نعود لنلتقي مرة أخرى يمكنك ان تتأكد‬
‫يا ابن عمي العزيز ان االنسان ال يستطيع االبتعاد عن‬
‫عائلته لألبد )‪.....‬اكمل بنفس اللهجة يمكنك أن تطمئن‬
‫فليس هناك شخص تستطيع ائتمانه على أموالك‬
‫وا بنتك أكثر من ابن عمك ‪ ،‬صدقني ساعتبرها ابنتي ‪،‬‬
‫ولماذا اعتبرها فقط يمكنني ان أزوجها لرامز فتصبح‬
‫ابنتي بالفعل )‪.......‬لقد كان يواجه أسوأ كوابيسه فها‬
‫هو ابن عمه محسن الكاشف قد جاء ليجهز عليه ‪،‬‬
‫وكأن ليس لديه حتى ذرة رحمه ليدعه يموت في سالم‬
‫‪ ،‬لم ينس له رفضه ألعماله المشبوهه من تجارة‬
‫مخدرات وسالح وتهريب لآلثار ‪ ،‬لقد حاول مرة‬
‫االيقاع بهم ليريح الناس من شرهم ولكن فشل االمر‬
‫ليزداد الرجل حقدا عليه ‪.......‬بعدها نأى بنفسه بعيدا‬
‫وترك لهم العاصمة لينتقل بعد ذلك الى المدينة‬
‫الساحلية ويحاول البدء بعيدا عن شرهم ‪.....،‬انه لم‬
‫يفعل ما قد يفعله شخصا آخر في مكانه ويكتب كل‬
‫امالكه باسم ابنته ‪ ،‬لكن ترك األمر لحكم هللا بان يكون‬
‫لها النصف وهو بالتأكيد سيكون أكثر من كاف لها ‪،‬‬
‫ولكنه على يقين ان ابن عمه لن يكتف بحقه الشرعي‬
‫بل سيطمع في نصيب الفتاة بل وفي الفتاة نفسها ‪،‬‬
‫وهاهو يصرح بها ‪ ،‬هل ستكون ابنته فريسه لرامز‬
‫بكل ما فيه انه يعلم انه أكثر اجراما من والده‬
‫وفضائحه في كل المجاالت ال حدود لها ‪ ،‬كما ان‬
‫عالقاته الغير شرعية تفوح رائحتها حتى تزكم‬
‫االنوف ‪.....‬نظر اليه نظرة حاول ان يجعلها ثابته‬
‫ليقول له هل تظن اني نادم ‪ ،‬انني بالتأكيد وفي وضعي‬
‫هذا وقد اصبحت على وشك لقاء ربي في قمة السعادة‬
‫انني لم ألوث نفسي بأموال حرام أحاسب على كل‬
‫قرش فيها ‪ ،‬وحتى تهديدك لي بابنتي ال يزعجني فلقد‬
‫كنت طول عمري حريص على ان اتقى ربي ‪ ،‬وانا‬
‫على يقين انه سيحفظها لي )‪.....‬نظر اليه الرجل‬
‫بسخرية ليقول بعدها اتمنى لو كانت هناك وسيلة‬
‫لالتصال بك بعد الموت حتى ابلغك بنفسي ما‬
‫سيحدث)‪.......‬ثم نظر اليه بغل وهو يقول الى اللقاء يا‬
‫سعيد ‪ ،‬او ربما من األفضل أن أقول الوداع ) قالها‬
‫واستدار مغادرا‪.......‬حاول سعيد الكاشف استجماع‬
‫بعض القوة ليمسك جهازه المحمول ويكلم شخص‬
‫معين قائال هل انتهيت مما طلبته منك )‪....‬رد عليه‬
‫الطرف االخر ليقول بعدها أريد المعلومات امامي‬
‫فورا)‪.....‬مضى بعض الوقت ثم جاء ه الملف‬
‫المطلوب ‪.........‬فتحه ليجد االسم ‪ :‬معتز سليمان‬
‫سيف الدين السعيد ‪......‬ان االسم يبدو مألوفا‬
‫‪.....‬اكمل بعدها العمر ‪ 02:‬سنه ‪......‬المؤهل ‪:‬‬
‫بكالوريوس هندسة قسم ميكانيكا ‪ .......‬يعيش في‬
‫المحافظة منذ اربع سنوات ‪.......‬شقيق يوسف السعيد‬
‫رئيس مجلس ادارة مجموعة‬
‫السعيد‪........................‬لم يكمل القراءة فعلى ما‬
‫يبدو ان حدسه كان صحيحا ‪ ،‬فالشاب لم يبدو له‬
‫كشاب بسيط بل بدا وكأن هناك نوع من السلطة‬
‫الفطرية تحيط به ‪......‬كما ان هناك نقطة ايجابية‬
‫اخرى في الموضوع فقد الحظ تأثر ابنته به ‪ ،‬كما انه‬
‫بكل االموال التي لديهم لن يطمع باموال ابنته ‪ ،‬واالهم‬
‫ان سمعتهم ال غبار عليها ‪ ...‬وكذلك اذا تفاقمت األمور‬
‫فانه سيحظى بدعم شقيقه ‪.........‬ولكن يبقى السؤال‬
‫‪:‬هل سيوافق؟‪............‬انه يتمنى ان يحدث هذا فهو‬
‫كالغريق الذي يتعلق بقشة تظهر امامه‬
‫‪..............................‬‬

‫**********************‬
‫انتهى ‪---‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك ‪..‬‬

‫‪.............‬الفصل السابع عشر‪................‬‬

‫رغم انه أول اسبوع في هذا الترم اال انه كان ممتأل‬
‫للغاية ‪ ،‬انهم ال يستطيعون التقاط انفاسهم بين‬
‫محاضرة واخرى ‪ ،‬لحسن الحظ كان لديهم مؤقتا‬
‫ساعتان فارغتان ألنه لم ينزل جدول محاضرات هذه‬
‫المادة بعد ‪ ،‬كانت تجلس مع صديقاتها على مقعد في‬
‫احد الحدائق المحيطة بالجامعة ‪ ،‬لقد شعرت بالسعادة‬
‫لعودتها الى الدراسة مرة أخرى فبعد عمل ريهام كانت‬
‫تقضي كثيرا من الوقت بمفردها مما جعلها أكثر‬
‫عرضة للعودة للذكريات السيئة انها حتى في الوقت‬
‫البسيط الفارغ تجد عقلها يضج بها ‪ ،‬لقد حاولت دائما‬
‫تنحية الماضي جانبا ولكن هذه االيام تجده يلح بشكل‬
‫غريب على عقلها ربما بسبب زيادة عروض الزواج ‪،‬‬
‫وما يقلقها جدا ان يكون هذا حدسا وان لديها نوع من‬
‫الحاسة السادسة باقتراب خطر ما ‪ ،‬تنهدت بصوت‬
‫مسموع لتستفيق بعدها على صوت والء صديقتها‬
‫وهي تقول (انتن ممالت ال يوجد في حياة اي واحدة‬
‫منكن تطورات أو احداث مثيرة ‪ ،‬هاهي االجازة قد‬
‫انتهت دون ان ترجع اي واحدة منكن بعريس في يدها‬
‫)‪............‬ضحكت سارة وهي تقول لها (هل هذا هو‬
‫مفهومك الوحيد عن التطورات واالحداث المثيرة‬
‫)‪.......‬نظرت اليها بحنق وهي تقول ( انه المفهوم‬
‫الوحيد عند الفتيات في سننا)‪........‬ردت عليها ( ربما‬
‫كان عليك االبتعاد عن دراسة الهندسة ‪ ،‬فان البنت‬
‫التي تدخلها يتم التعامل معها على انها رجل‬
‫)‪.....‬مطت شفتيها في حنق لتقول لها (مفسدة للمتعة‬
‫‪ ،‬انت حتى تئدين احالمي المستقبلية المشروعة)‬
‫‪....‬نظرت بعدها الى ندى صديقتهم لتقول لها بفضول‬
‫(لماذا انت صامتة هكذا اشعر انك تخفين امر ما )‬
‫‪.......‬قالت لها عليك ان تصمتي وعندما يكون هناك‬
‫شئ ما سأخبرك )‪...........‬كما يقال اذكر العفريت فما‬
‫ان اتموا حديثهم حتى تعالى صوت هاتفها لتجده يضئ‬
‫باسم صفاء‪ ،‬ان صفاء صديقة طفولتها واختها الثانية‬
‫‪ ،‬ودائما ما يتحدثان عبر الهاتف ولكن في االونة‬
‫االخيرة تشعر انهما كلما تكلما حتى ولو لم تطرقا الى‬
‫موضوع خالد شقيقها فان الموضوع عالق دائما‬
‫مخيما بظالله فوقهما ‪........‬فتحت الخط ليصلها‬
‫صوت صفاء (كيف حال مهندستنا الجميلة‬
‫)‪........‬ردت عليها بمرح ( اكافح من اجل ان استحق‬
‫اللقب ) ‪........‬ثم اردفت ( كيف حال خطيبك الوسيم ؟‬
‫هل يطبق عليك القانون ام ان هناك تجاوزات‬
‫لالقارب)‪.......‬سمعت ضحكتها الخجولة لتغير‬
‫الموضوع بعدها قائلة (ان امي قررت اني نأتي غدا‬
‫للتسوق قبل ان يزيد انشغالي في الدراسة )‪.......‬قالت‬
‫سارة بسعادة (اذا ستأتين اخير)‪...‬قالت صفاء ( لسنا‬
‫انا وامي فقط من سنأتي عليك ان تحذري)‪.......‬قالت‬
‫لها (سيأتي العم محمود معكم )‪.......‬ردت عليها‬
‫صفاء (ال تكوني سخيفة والدي دائما في العاصمة‬
‫انني اتكلم عن شخص آخر ‪......‬شعرت سارة‬
‫باالضطراب هل سيأتي خالد معهم ؟‪......‬ردت صفاء‬
‫حين وجدتها صامتة (ان جدي هو من سيأتي معنا ‪،‬‬
‫فقد طلب الطبيب منه اجراء بعض الفحوصات وسيأتي‬
‫للعاصمة الجرائها )‪......‬شعرت سارة بالقلق هل جدها‬
‫مريض؟ ‪2‬لذا قالت لها باهتمام (لماذا ؟مما يشكو؟‬
‫)‪......‬قالت صفاء بهدوء (ال تقلقي انها فحوصات‬
‫روتينية )‪.......‬تكلمت معها قليال لينهيا المكالمة بعد‬
‫ذلك وهي مستغرقة بافكارها ‪ ،‬ان جدها بالتأكيد‬
‫سينزل عند يوسف وربما يفاجئهم بالزيارة فهو‬
‫يتعامل على انه ذاهب الى منزله وال يحتاج الى االذن‬
‫‪ ،‬من الجيد ان صفاء اخبرتها وعليها تنبيه يوسف‬
‫ليستعد الستقبالهم ‪ ،‬ويردع زوجته عن اي تهور او‬
‫فعل ال يليق‪......‬سمعت صوت يوسف يقول لها (كيف‬
‫حال مهندسة عائلة السعيد الجميلة؟ هل انتظمت في‬
‫الدراسة؟ )‪.....‬قالت له بمرح (انت تعلم انني اقف امام‬
‫باب الكلية منذ الليلة السابقة لبداية الفصل‬
‫الدراسي)‪.....‬ضحك قائال (في هذه النقطة تشبهين‬
‫أحمد ‪ ،‬انتما دائما مثاال للتفوق)‪.......‬قالت له ( انني ال‬
‫اتذكر حين كنت تذاكر حتى استطيع الحكم )‪.......‬قال‬
‫لها بامتعاض (انت تجرحين مشاعري المرهفه‬
‫بتذكيري كم انا عجوز ) ‪......‬قالت ضاحكة (يمكنك ان‬
‫تأتي الى الجامعه وسترى كيف تتشاجر الفتيات‬
‫عليك)‪.....‬ضحك ضحكة صاخبة واجاب (اذا فالحافظ‬
‫على ابتعادي منعا لالشتباك المحتمل )‪.....‬قالت له‬
‫(هل علمت ان جدي وعمتي وابنتها سيأتون غدا الى‬
‫العاصمة)‪......‬عقد حاجبيه وهو يقول لها (من‬
‫اخبرك؟)‪.......‬اجابته (صفاء اخبرتني ان جدي سيأتي‬
‫الجراء بعض الفحوصات وستأتي هي وعمتي لشراء‬
‫جهازها)‪....‬قال بصوت قلق (فحوصات‬
‫لماذا؟)‪......‬ردت عليه ( لقد قالت لي انها فحوصات‬
‫روتينية )‪.......‬رد بشرود قائال (ال بأس ‪....‬صمت‬
‫قليال ليقول بعدها لقد تركت لك انت وريهام حرية‬
‫البقاء بالشقة ولكن بوجود جدك فان الوضع سيكون‬
‫صعب وهو لن يجعل االمر يمر لذا سأتي الليلة ألخذكم‬
‫)‪....‬ردت عليه بتوتر (حسنا ساخبر ريهام‬
‫وسنستعد)‪......‬انه يشعر انهم مثل مؤسسة حكومية‬
‫تحاول على اخفاء اوجه النقص فيها حين يـأتي‬
‫التفتيش والذي يمثله في حالتهم الجد ‪.......‬انه يتمنى‬
‫ان يكون جده قد اقتنع بتأجيل موضوع سارة في‬
‫الوقت الحالي ‪ ،‬انه يكره هذا النوع من الضغوط رغم‬
‫انه يعشق جده منذ طفولته اال انه يشعر انه يمسك‬
‫بمدية لها نصالن حادان ودائما ما يغرزهما في جسده‬
‫بقسوة دون قصد منه ‪.......‬وكال الموضوعان ال‬
‫يستطيع االفصاح عنه ‪ ،‬انهما يمسان رجولته‬
‫بجانبيها المادي والمعنوي ‪......‬اتصل بالسائق‬
‫واخبره ان يذهب في الصباح الحضارهم ‪.......‬عاد‬
‫الى المنزل ليتوجه الى جناحهم حيث توجد نهال دخل‬
‫ليجدها لم تغادر الفراش قال لها بتهكم (صباح‬
‫الخير)‪......‬ردت عليه والنوم يبدو على صوتها‬
‫(يوسف صباح الخير)‪.....‬نظر اليها وهو يقول‬
‫(سيأتي جدي وعمتي وابتها وسارة وريهام‬
‫ويبقضون معنا بضعة ايام )‪....‬اجابته بتذمر (ولماذا‬
‫لم تدع اهل البلد جميعا ؟!!)‪......‬نظر اليها بحدة‬
‫ولكنها لم تتراجع فهي التطيق تواجدهم وخاصة هذا‬
‫الجد السليط اللسان والعمة وابنتها القرويتان ‪....‬قال‬
‫لها بلهجة صارمة (ستفعلين ما تقوم به اي زوجة‬
‫محترمة في مكانك ستحسنين مقابلتهم وتشعريهم‬
‫بالترحيب الشديد واياك ان يشعروا باي ضيق من‬
‫ناحيتك)‪.....‬اجابته بنزق (ربما من االفضل ان اذهب‬
‫لمنزل والدي حتى يغادروا )‪....‬نظر اليها بشراسة لقد‬
‫باتت هذه المرأة تشعره باالشمئزاز ‪ ،‬ال يدري ما‬
‫اساس كل هذا الصلف والغرور اللذان تشعر‬
‫بهما‪....‬قاال لها بلهجة حاسمة بدت لها مرعبة‬
‫(ستبقين في المنزل وستحسنين استقبال اهل زوجك‬
‫وستتحملين برحابة صدر اي كلمة او فعل يقوم به‬
‫جدي‪...‬نقطة وانتهى السطر)‪......‬يبدو ان عقلها لم‬
‫يستطع االستيعاب لتكمل في غرورك (لست ادري لم‬
‫تستمر في عالقاتك مع هؤالء الفالحين اي رجل في‬
‫وضعك عليه ان يرتقي بمستوى معارفه )‪.....‬امسك‬
‫بذراعها في حدة وهو يقول (تقولين رجل في وضعي‬
‫اي وضع ؟! ان طين االرض ال يزال عالق في اظافري‬
‫‪ ،‬االسمنت والرمل اللذان نستعملهما في البناء ال تزال‬
‫اثارهما فوق مالبسي!!!انني لست تاجر للممنوعات‬
‫او االسلحة الفاسدة ولست اعتمد على وسيلة للثراء‬
‫السريع ‪ ،‬ان القصر الذي تعيشين فيه والمال الذي‬
‫تنفقينه دون حساب هو نتاج تعب هؤالء وشعوري‬
‫نحوهم هو التقدير واالمتنان‪ ،‬وانا ال اشعر باي تكبر‬
‫تجاه اي انسان ‪ ،‬واهلي بالتحديد خط احمر عليك‬
‫احترامهم ووضعهم فوق رأسك)‪.......‬شعرت بالسأم‬
‫فها هو يلقي عليها خطبة عصماء لمجرد انها‬
‫اعترضت على وجود العائلة المالكة ‪......‬حاولت‬
‫التراجع لتقول بعدها باستسالم (ال تقلق سأحسن‬
‫استقبالهم )‪.....‬نظر اليها بتمعن وهو يقول (اتمنى‬
‫ذلك ألجلك اوال)‪.......‬انه يهددها تأففت مفكرة لماذا‬
‫كان عليها اختياره لتتزوج منه بالتأكيد كان هناك‬
‫اثرياء اكثر لطفا ورقيا !!!!!!!! خرج من المكان‬
‫صافقا الباب خلفه ليجد السيدة زهرة مدبرة المنزل‬
‫والتي اقترب عمرها من الخمسين‪ ،‬انها الشخص‬
‫الوحيد الذي يريحه في هذا المنزل قال لها (سيأتي‬
‫جدي وعمتي واخوتي لقضاء عدة أيام من فضلك‬
‫جهزي ما يلزم لهم )‪......‬سار دون انتظار الرد لتنظر‬
‫زهرة في اثره نظرة تجمع بين التعجب واالعجاب‬
‫الحب والشفقة انها تعمل عندهم منذ كان طفل وقد‬
‫مرت حياتهم امامها ‪ ،‬انها تشعر دائما بانه غير سعيد‬
‫‪ ،‬ان الحمقاء المغرورة التي تزوجها ال تالئمه وهي ال‬
‫تدري ما الذي يدفعه للبقاء معها انها حتى لم تمنحه‬
‫اطفاال !!!!!!!!ان جميع العاملين في القصر ال‬
‫يشعرون بالراحة حال وجودها ولحسن حظهم فهي ال‬
‫تبقى اال قليال‬
‫د احب دائما تصليح االشياء وربما تخريبها وهو‬
‫يشعر بالسعادة حين يمارس هذا العمل ‪ ،‬والشئ اآلخر‬
‫الذي أحبه ربما اكثر هو الماء ولذا كان يمارس‬
‫التجديف وتفوق فيه كان يتدرب في النهر وأحيانا كان‬
‫يذهب مع فريقه لبعض المدن الساحلية ولكن عندما‬
‫اصبح لديه الحرية في اختيار المكان الذي يعيش فيه‬
‫اختار هذه المدينة الساحلية ‪ ،‬ربما يكون ترك‬
‫التجديف بشكل احترافي ولكنه لم يتركه كهواية وليس‬
‫التجديف فقط وانما االبحار بشكل عام يبحر بالقارب‬
‫ذي المجدافين او القارب الشراعي او حتى زورق‬
‫حتى عمله اختار ان يكون في اصالح ما يحب ‪ ،‬ربما‬
‫يوما ما سينتقل من االكتفاء بالتصليح الى البناء‬
‫سيبني القوارب والسفن وسيضع تصميماتها بنفسه‬
‫‪،‬فكر ضاحكا ان جيناته ال زالت تتالعب به فهاهي‬
‫الرغبة في التصميم والبناء تحركه ‪.... ،‬واالمر االخر‬
‫هو الشقة التي يعيش فيها وسيارته القديمة انه يشعر‬
‫بانه شديد االرتباط بهما لكونهما نتيجة لمجهوده ‪ ،‬لقد‬
‫اصبح يملك ما يكفي من مال لشراء شقة في منطقة‬
‫راقية وكذلك سيارة جديدة ولكنه متردد في القيام بهذه‬
‫الخطوة ربما النه اصبح يشعر باالنتماء وااللفة مع‬
‫هذا الحي الشعبي حتى في التعبير عن المشاعر يشعر‬
‫باالختالف فهيام المعجبة به يشعر انها خارجة من‬
‫فيلم قديم متبعة نفس االساليب واالستراتيجيات التي‬
‫ذهب زمانها انه اليريد هذا التعلق من جانبها النه يعلم‬
‫انه ال مستقبل لهما وفي نفس الوقت يخاف ان‬
‫يجرحها ‪ ،‬وكأن ذكر فتاة قد جلب الى رأسه صورة‬
‫الفتاة االخرى ‪ ،‬انها مختلفة كليا عن هيام فهيام انثى‬
‫مكتملة متفجرة االنوثة تسعى اليه ‪ ،‬بينما االخرى ال‬
‫تزيد عن طفلة نحيلة خضراء العينين سليطة اللسان‬
‫افسدها الدالل ولكن رغم ذلك تشغل تفكيره ‪ ،‬هل‬
‫اليزال والدها في حالة سيئة ؟ أال زالت تبكي ؟من‬
‫الذي يبقى معها خالل الليل ؟‪..‬انه ال يعرف لماذا يفكر‬
‫عقله بهذه األشياء طوال الوقت ؟انها حتى ال تترك‬
‫احالمه لقد حلم باالمس ان هناك من يطاردها وهي‬
‫تصرخ وتحاول الهرب وال تجد من تلجأ اليه ‪ ،‬ان هذا‬
‫الحلم يسيطر على عقله منذ رآه هز رأسه ومرر‬
‫أصابعه خالل شعره محاوال ان يحصل على بعض‬
‫صفاء الذهن ‪ ،‬لقد انتهى من تصليح احد قوارب‬
‫الصيد وسيتم سحبه االن الى الميناء لتجربته ‪ ،‬ركب‬
‫القارب وقام بتشغيله لينطلق ناثرا الماء حوله في‬
‫مشهد منعش وممتع ‪ ،‬لقد اقترب الربيع ولذا فان الجو‬
‫يميل لالعتدال واالمواج لم تعد مرتفعة مثل السابق ‪،‬‬
‫لذا فاالبحار ممتع جدا ‪....‬بمرور بعض الوقت عاد الى‬
‫المرسى ‪ ،‬اوقف القارب ليجد االسطى سليم يشير له‬
‫بأن هناك شخص ينتظره ‪ ،‬تقدم الى حيث يجلس‬
‫الرجل على احد الكراسي ان الرجل يبدو في‬
‫االربيعينات ذو مالمح وقوره ويرتدي مالبس شديدة‬
‫األناقة‪.........‬عرفه بنفسه قائال (سالم كمال المحامي )‬
‫‪........‬تساءل محامي ما الذي يريده منه ؟ ان الرجل‬
‫يبدو في سن كبير ويرتدي مالبس انيقة ويبدو‬
‫كمحامي معروف ‪ ،‬فلماذا يتكفل عناء الحضور بنفسه‬
‫‪ ،‬اشار اليه الرجل بالجلوس الى الكرسي المجاور له‬
‫‪......‬قال له ( سادخل في الموضوع مباشرة ‪ ،‬انني‬
‫محامي السيد سعيد الكاشف وقد كلفني بالحضور اليك‬
‫) ‪......‬شعر بالدهشة فما الذي يريده منه سعيد‬
‫الكاشف ويجعله يرسل له هذا الرجل بنفسه!!!!!!قال‬
‫له في ثقة (خير ان شاء هللا هل هناك شئ معين‬
‫يحتاجني فيه )‪......‬نظر اليه الرجل بتفحص تعبر كانت‬
‫نظرته تعبر عن شخص لديه خبرة بالبشر ‪ ،‬وكان‬
‫ينتظر ردة فعل الشخص الموجود امامه ليقول بعدها (‬
‫انه يريدك ان تذهب اليه في المستشفى من اجل شئ‬
‫مهم )‪......‬نظر اليه بتوجس (هل يمكنني ان اعرف‬
‫السبب االن ؟)‪.......‬قال الرجل وعيناه لم تفارقه‬
‫(ستعرف عندما تذهب اليه ولكن المهم االن ان يكون‬
‫ذلك بسرعة)‪..‬انه يشعر بالفضول الشديد لذا سيذهب‬
‫مع الرجل ‪ ،‬ومن ناحية اخرى لم يكن سيتجاهل رغبة‬
‫رجل مريض لذا قال(بضع دقائق اغير مالبسي‬
‫وساذهب بعدها معك )‪.......‬وصلوا الى حيث ذهب في‬
‫المرة السابقة وكذلك فان احساسه لم يتغير فها هو‬
‫يشعر بنفس القلق والتوجس ‪ ،‬ان حالة الرجل يبدو‬
‫انها قد ازدادت سوءا ‪ ،‬هل حقا سيموت ‪ ،‬ان هذا شئ‬
‫ال يعلمه احد فاالعمار بيد هللا ‪......‬جلس الى الكرسي‬
‫المجاور للسرير حيث اشار اليه الرجل بضعف ‪ ،‬انه‬
‫يشعر بشئ يهز اعماقه لقد كان نفسالشخص يحدثه‬
‫منذ حوالي شهرين وكان يبدو في اتم صحة ‪......‬انتبه‬
‫من شروده على صوت سعيد الكاشف يقول له (ربما‬
‫ما ساقوله لك سيشعرك بالدهشة العارمة ‘ النه ليس‬
‫بيننا عالقة وثيقة حتى اننا لم نلتق اال منذ وقت بسيط‬
‫‪ ،‬ولكن انا ساترك لك الحرية الكاملة في اتحاذ القرار‬
‫‪ ،‬ولكن انا اريدك حتى خالل هذه الدهشة ان تضع في‬
‫اعتبارك ان كالمي هذا تحكمه الظروف شديدة‬
‫الصعوبة التي امر بها ‪ ،‬وربما لو كان الوضع مختلف‬
‫فاني لم اكن سأفعلها ) ‪.....‬صمت قليال ليكمل بعد ذلك‬
‫( لقد اكتشف االطباء اصابتي بمرض خطير ولالسف‬
‫فان هذا االكتشاف كان في مرحلة متأخرة لذا فقد فات‬
‫اوان العالج) ‪.....‬كان سيحاول قول بعض الكلمات‬
‫التي قد تخفف عنه ولكنه اشار اليه فتراجع ليكمل‬
‫الرجل بعدها ( انت تعرف ابنتي لقد التقيت بها عدة‬
‫مرات ‪ ،‬انها ابنتي الوحيدة ولقد فقدت امها منذ حوالي‬
‫عامين ‪ ،‬ان امها لم تكن من هذا البلد لذا فانها ال تملك‬
‫اقارب من جهة امها ‪ ،‬وكذلك الوضع بالنسبة‬
‫القاربي‪ ،‬هناك مشاكل يصعب حلها ‪ ،‬لذا فانني اشعر‬
‫اني اتركها لتواجه الدنيا وحيدة ‪ ،‬انها بال خبرة في اي‬
‫شئ انها حاليا في الصف الثالث الثانوي ‪ ،‬وحتى لو‬
‫تجاوزنا موضوع الخبرة فانها قاصر ولن تستطيع‬
‫تسيير اي شئ بشكل قانوني ‪ ،‬ومن ناحية اخرى وهي‬
‫االهم بالنسبة لي انه ال يمكنني ان اتركها وحيدة في‬
‫عالم ال يرحم مثل هذا لتكون لقمة سائغة لضعاف‬
‫النفوس)‪......‬سكت قليال فهو على ما يبدو سيجعل‬
‫الحديث ياخذ منحى مختلف ‪ ،‬انه يشعر بالحزن الشديد‬
‫من اجل الفتاة ‪ ،‬انها مجرد طفلة سيكون عليها بعد‬
‫قليل التعامل مع واقع قاسي وعالم ال يرحم ‪ ،‬وصل‬
‫اليه صوت الرجل الذي عاد ليكمل ( ولقد فكرت ان‬
‫الحل الوحيد المتاح امامي هو ان ازوجها ‪ ،‬فزواجها‬
‫سيجعلها تحت رعاية رجل وفي نفس الوقت سيكون‬
‫زوجها وصيا عليها ويستطيع تسيير االعمال)‪.....‬ها‬
‫ما يهذي به صحيح هل يحدثه الرجل عن هذا االمر‬
‫الخاص ما شأنه هو بهذا ؟ خطر له خاطر ربما يكون‬
‫جنوني هل يريد منه ان يتزوج ابنته ؟ هل ستصبح‬
‫الطفلة الشقراء المجنونة زوجته!!!!!!لم ينتظر قليال‬
‫حتى جاءه الرد ( لقد اخترتك انت لهذا ‪ ،‬لقد اخبرتك‬
‫منذ البداية انك ستشعر بالدهشة ‪ ،‬ولكن يمكنك ان‬
‫تقول انه حدس قوي ‪ ،‬لقد شعرت منذ لقاءنا للمرة‬
‫االولى باصلك الطيب وعرفت ايضا نزاهة تعاملك ‪،‬‬
‫وهناك شئ اخر دفعني لذلك انني اشعر انك الشخص‬
‫االول الذي جعل شيرين تلتزم بما يقول ‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫جمعت المعلومات حولك فعرفت خلفيتك العائلية‬
‫)‪......‬استدار اليه في حدة فاكمل الرجل (لن انكر ان‬
‫هذا احد االسباب التي شجعتني فانت بالتأكيد لن تكون‬
‫طامعا فيها ‪ ،‬واالن االمر كله في يديك انها الرغبة‬
‫االخيرة لرجل في الحياة رأى فيك شخصا جيد يستطيع‬
‫ائتمانه على اغلى شئ عنده ‪ ،‬انا اعلم انها مسئولية‬
‫غير متوقعة القيها على كاهلك ولكن عذري انه ليس‬
‫لدي حلول اخرى ‪ ،‬ساعطيك بعض الوقت لتفكر جيدا‬
‫‪ ،‬ولكن اتمنى اال يطول تفكيرك فقد يقضي هللا امره‬
‫)‪.......‬كان يحدق فيه بذهول ‪ ،‬ثم في النهاية حاول‬
‫استجماع نفسه ليقول (ساحاول اتخاذ قرار باقرب‬
‫وقت ممكن )‪.....‬غادر بعد ذلك وهو ال يكاد يشعر‬
‫بنفسه‬

‫على غير عادتها في الحرص الدائم على عدم التغيب‬


‫عن الجامعة اال لعذر قاهر تغيبت هذا اليوم ‪ ،‬كان‬
‫يوسف قد طلب منها ذلك حتى تكون موجودة عند‬
‫وصول جدها وعمتها حتى تستقبلهم وحتى تحاول‬
‫منع اي اشباك محتمل مع نهال ‪ ،‬لقد طلبت من ريهام‬
‫ان تتغيب عن العمل وتظل معها لكنها رفضت بشدة ‪،‬‬
‫ان شقيقتها تبدو كمن يعمل في منطقة عسكرية فهي‬
‫حريصة جدا على االلتزام بالمواعيد وترفض بشدة‬
‫التغيب ‪ ،‬ربما يكون هذا شئ عادي ولكنه غريب‬
‫بالنسبة لشقيقتها فشقيقتها عادة رمز للتسيب وعدم‬
‫االلتزام بالمواعيد ‪.....‬كانت تجلس في المنطقة التي‬
‫يوجد فيها حوض السباحة انه كبير جدا وذا تصميم‬
‫رائع وكذلك المكان كله انها تشعر ان يوسف بنى هذا‬
‫القصر كانعكاس لنجاحه وربما جعله على هذه‬
‫الصورة المبهرة حتى يكون دعايا للشركة ‪ ،‬وقد يظن‬
‫البعض انه نوع من التفاخر من جانبه ‪ ،‬ولكنها ترى‬
‫االمور غير ذلك لقد حرص على تحقيق كافة امنياتهم‬
‫وهو يبنيه فكل شئ فيه يعبر عن احدى اهتماماتهم ‪،‬‬
‫كان لديه احالمه الخاصه بان يعيشوا جميعا فيه ‪ ،‬انها‬
‫حين تسير في الحديقة الجميلة تشعر وكانه حقق‬
‫حلمها الخاص فجمع لها كل ما تحبه من ازهار ‪،‬‬
‫وحمام السباحة تشعر انه من اجل احمد العاشق لها‬
‫‪.......‬حتى انه خصص قاعة تطل على منظر رائع‬
‫واضاءته مناسبة جدا لتستخدمها ريهام في الرسم ‪،‬‬
‫وبالتأكيد خص نفسه بقاعة الرياضة والتي يفرغ فيها‬
‫غضبه انها تظن لو ان الجدران تنطق الشتكت منه‪،‬‬
‫وربما ليس الجدران فقط ولكن حازم ايضا والذي‬
‫يشاركه التدريبات بالتأكيد بارادته الحرة وربما ليفرغ‬
‫غضبه التي تسببه له شقيقتها ‪....‬وصلت الى اذنها‬
‫اصوات سيارات قادمة سارت حتى الممر الممهد لسير‬
‫السيارات لتجد سياراتان تتوقفان نزل من احدها خالد‬
‫وصفاء ‪ ،‬اقتربت من السيارة االخرى والتي عرفتها‬
‫انها بالتأكيد السيارة التي ارسلها يوسف الحضار جده‬
‫وقفت تنتظر خروج جدها لتحتضنه وهو يقول (مرحبا‬
‫بالغالية بنت الغالي )‪.....‬امسكت بمرفقه لتسير معه‬
‫حتى الداخل ‪........‬نظرت الى عمتها قائلة (سأسلم‬
‫عليك فيما بعد عمتي عندما أوصل جدي الوسيم الى‬
‫الداخل )‪ ......‬جلس الحاج سيف لترفع عينيها بعد ذلك‬
‫فتجد خالد ينظر اليها ‪ ،‬لتخفض عيناها مرة اخرى‬
‫وهي تشعر باالحراج من الطريقة التي ينظر بها اليها‬
‫‪ ،‬كانت تشعر بان عينيه توجهان لها االسئلة التي لم‬
‫يستطع لسانه ان يطرحها بسبب الموجودين ‪ ،‬كانوا‬
‫يجلسون في احد جلسات الرسبشن الواسع ‪ ،‬وضعت‬
‫السيدة زهرة بعض المشروبات لتوزعها سارة عليهم‬
‫كانت تشعر باالحراج وهي تمد يدها بالكوب الى خالد‬
‫الذي لم يمسكه مباشرة بل نظر الى يدها ‪ ،‬ثم لمس‬
‫الكوب دون يمسكه جيدا لتضطر هي لالستمرار في‬
‫امساكه ووجهها يشتعل احمرارا ‪ ،‬حمدت هللا الن‬
‫صوت يوسف تعالى وهو يدخل مرحبا فعلى ما يبدو قد‬
‫عاد من العمل بمجرد ان علم بوصولهم مما جعل خالد‬
‫يأخذ الكوب ‪.......،‬دخل لينحني بعد ذلك محتضنا جده‬
‫ومقبال يده ثم يحتضن عمته ويسلم على خالد ويلقي‬
‫تحية على صفاء التي احمر وجهها واخفضت راسها‬
‫‪ ،‬هل تخاف هذه الطفلة منه ربما النه صرخ فيها اخر‬
‫مرة حين كان تعلمهم باسم المهرة!!!!!!!!كان الرجال‬
‫يتبادلون الحديث عن بعض المواضيع الخاصة‬
‫بالسياسة فامسكت سارة بيد صفاء وهي تقوم وتقول‬
‫لها ( انا اعلم انهم لن يتوقفوا قريبا فهيا الريكم الجناح‬
‫حتى تغيروا مالبسكم)‪....‬سارت صفاء خلفها انها‬
‫ليست المرة االولى التي تزور فيها المكان ولكنها‬
‫رغم ذلك ال تزال تشعر بانه كبير جدا ‪ ،‬دخلوا الحجرة‬
‫لتفتح صفاء حقيبتها وتخرج منها (شنطة هدايا‬
‫)وتقول لسارة (هذه امانة طلب مني شخص ما ان‬
‫اوصلها لك) ‪.....‬امسكت الشنطة وفتحتها لتجد‬
‫بداخلها دمية شديدة الجمال ترتدي ثوب العروسة‬
‫االبيض ‪ ،‬نظرت اليها بوجل وكأنها ستلسعها ‪ ،‬ثم‬
‫نظرت الى صفاء لتقول لها ( من الذي طلب منك ان‬
‫تقدميها لي)‪........‬نظرت اليها واستجمعت شجاعتها‬
‫لتقول لها ( انه خالد بالتأكيد ‪ ،‬وانت تعرفين قصده‬
‫يعطيك عروسه حتى يصل شعوره لك فتعطينه‬
‫عروسه التي يتمنى)‪.....‬كانت تتوجع بصمت ‪ ،‬تصرخ‬
‫دون صوت ‪ ،‬تتأوه بصوت مسموع فقط لقلبها ‪،‬‬
‫اااااااااه انا اخشى عليك من الجرح يا ابن عمتي‬
‫ولكني رغما عني سافعل ‪ ،‬لماذا تحبني هكذا!!!!!انت‬
‫تظن اني اهال لثوب الزفاف االبيض ولكني لست‬
‫كذلك!ربما سارتديه يوما ما ولكن اعذرني فلن يكون ‪،‬‬
‫سيكون ارتدائي له محض كذب وادعاء لبراءة‬
‫مسلوبة منذ زمن ‪ ،‬تزوير امام الناس الذين‬
‫سيتواجدون ‪ ،‬لكن الجالس جواري يومها البد ان‬
‫يكون الشخص الوحيد الذي يعلم الحقيقة ليصلح ما‬
‫اقترفته يداه ‪ ،‬ربما هذا في عرفهم ولكن داخلي اعرف‬
‫ان الجرح غير قابل لالصالح ‪..... ،‬انني ادرك انك‬
‫ستغضب وستحزن ولكن عذري انه ليس ذنبي ايضا‬
‫‪.......‬قالت بشحوب (انها جميلة جدا وربما كان‬
‫يتوجب عليه ان يعطيها لك فانت االن العروس‬
‫‪.......‬حاولت ان تغير الموضوع فسالتها وبمناسبة‬
‫الثوب االبيض هل اخترت ثوب زفافك؟)‪...........‬يبدو‬
‫انها قد وصلت الى موضوعها المفضل فانطلقت في‬
‫الحديث تصف الثوب وبعد ذلك استمرت في وصف كل‬
‫جهازها ‪ ،‬شعرت سارة بالراحة فهي لم تكن في وضع‬
‫تتمكن فيه من الحديث ‪.............‬خرجن بعد ذلك‬
‫للتسوق ومعهما عمتها عندما عدن كانت ريهام قد‬
‫عادت ومعها عمر ن ويوسف والذي اصر على‬
‫اصطحاب جده الى المستشفى كان ايضا قد عادا ‪،‬‬
‫ومع دخول المساء جاء زوج عمتهم الحاج محمود‬
‫وخالد ايضا وكذلك جاء حازم ‪ ،‬فهم يحرصون على‬
‫وجوده خاصة وجدهم موجود ‪.......‬جلسوا الى المائدة‬
‫الضخمة والتي قد امتألت باالصناف الشهية التي‬
‫ابدعت السيدة زهرة في عملها ‪ ،‬التي كانت تشعر‬
‫بالحماس الكبير لوجودهم فهي عادة ما ينتابها‬
‫االحباط النها ال تستطيع اظهار مواهبها فيوسف‬
‫ونهال نادرا ما يتناوال الطعام في المنزل‪ ....‬اخيرا‬
‫ظهرت نهال اقتربت ريهام من سارة لتهمس في اذنها‬
‫(ظهرت الكونتيسة نهال اخيرا ‪ ،‬هل تظن نفسها‬
‫ستحضر عشاءا في القصر الرئاسي حتى تحتاج كل‬
‫هذا التأنق ؟!!!!!)حاولت اخفاء ابتسامتها انها ال‬
‫تشعر بالراحة مع ريهام ولكن بينما هي تحاول اخفاء‬
‫هذا فان ريهام ال تتورع ابدا عن اظهار مشاعرها‬
‫نحوها‪.....‬رات نظرات حازم تتجه نحوهما وكأنه‬
‫يعرف ما الذي تقوالنه ‪....‬قامت نهال بالسالم على‬
‫الضيوف وبعد ذلك جلست على الكرسي المجاور‬
‫ليوسف ‪ ،‬نظرت الى الطعام باشمئزاز انها تشعر انها‬
‫ستصاب بسكتة قلبية من هذا الذي سيتناول كل هذه‬
‫المحاشي واللحوم المختلفة ‪ ،‬انها بالتأكيد لن تمد يدها‬
‫حتى ‪ ،‬نظرت نحوهم لتجدهم منهمكين بتناول الطعام‬
‫حتى زوجها يفعل مثلهم انها تعلم انه يأكل ما قد‬
‫تعتبره كثيرا ولكن االكل ال يظهر عليه فهو يبدا يومه‬
‫بالركض او السبحة باالضافة الى الرياضات العنيفة‬
‫التي تمارسها ولكن ماذا عن الباقين !!!!يبدو ان‬
‫تعبير االشمئزاز قد ظهر جليا على وجهها وقد رآه‬
‫الحاج سيف والذي قال لها بلهجة متسلطة اشعرتها‬
‫ببعض الخوف (اال يعجبك الطعام ؟!ربما كان عليك ان‬
‫تعدي الطعام لضيوفك كما كانت اي سيدة تعرف‬
‫الواجب ستفعل )‪......‬انها ال تدري ماذا يريد منها هذا‬
‫العجوز انه يبدو دائما كما لو كان يتقصدها قالت‬
‫محاولة التماسك (انه جيد ‪ ،‬ولكن ال يمكنني تناوله‬
‫الني التزم بالريجيم وهو غير مناسب لي )‪.....‬نظر‬
‫اليها باستهجان ليقول بعدها (تقومين بعمل ريجيم انك‬
‫تبدين وكانك خارجة من مجاعة!!شحب وجهها لهذا‬
‫النقد الالذع ‪ ،‬ولكنه لم يكتف ليكمل بعدها ( ربما يكون‬
‫هذا هو السبب الذي يجعلك ال تنجبين هل تخافين ان‬
‫يزداد وزنك)‪........‬ان هذا كثير كانت ستحاول استرداد‬
‫كرامتها التي اهدرها العجوز لتتفوه باالكاذيب التي‬
‫اتقنتها حتى صدقتها هي نفسها ‪....‬لكنها تراجعت في‬
‫اللحظة االخيرة عندما رأت يوسف ينظر اليها بتحذي‬
‫لذا آثرت الصمت ‪.......‬استمر الجو المشحون مخيما‬
‫بعد ذلك حتى انتهوا من تناول طعامهم ‪ ،‬توجهت‬
‫السيدة زهرة ومعها الفتاتان اللتان تساعدانها الى‬
‫المائدة رأت المتبقي من الطعام لتشعر بالضيق لقد‬
‫كانت قريبة وكان شعورها ان الطعام اعجبهم حتى‬
‫نزلت نهال لتتغير االجواء بعد ذلك وال يأكلون اال‬
‫القليل ‪ ،‬همست في سرها ( منك هلل يا نهال )‪......‬كان‬
‫يجلسون ليقول الجد (كيف حال أحمد ؟)‪......‬استغل‬
‫يوسف الفرصة ليحاول تغيير الجو ويقول لجده‬
‫(ساجعلك تكلمه )‪..‬ابتعد قليال وقام باجراء االتصال‬
‫ليقول ( كيف حالك )‪......‬تلقى الرد ليقول بعدها بنبرة‬
‫مقصودة (اعتذر ان كنت قاطعت شيئا هاما )‪....‬ربما‬
‫يبدو السؤال بريئا ولكن احمد قد فهم ما خلفه ‪...‬لذا‬
‫اجابه (الشئ الوحيد الذي قاطعته هو الكمادات التي‬
‫كنت اقوم بعملها لزوجتي التي اصابها البرد نتيجة‬
‫تساقط الثلوج فوقنا بينما كنا نشاهد‬
‫المباراة)‪.....‬ضحك بصوت عال لتتجه العيون اليه‬
‫ليقول بعدها بصوت خافت (شكرا على التقرير‬
‫المفصل ‪ ،‬واالن كلم جدك حتى تعود الكمال‬
‫مهمتك)‪......‬اعطى الهاتف لجده الذي كلم شقيقه ‪ ،‬بعد‬
‫انتهاء المكالمة تنحتح الحاج محمود فيما يبدو انه‬
‫محاولة لبدء الكالمحول موضوع هام ‪ ،‬نظروا اليه في‬
‫حين كانت تبدو على العمة مالمح المعرفة كانت تبدو‬
‫على خالد مالمح الهفة والترقب ‪ ،‬وسارة القلق‬
‫ويوسف التوجس‪ ،‬بينما بدا وان االخرين غير‬
‫منتبهين ‪......‬قال العم محمود (انا اعلم اننا اهل ولقد‬
‫تشرفت بمصاهرتي للحاج سيف وهذه نعمة ال أزال‬
‫احمد هللا عليها حتى االن ‪ ،‬وهذا شجعني على ان‬
‫اوثق الصلة اكثر ينسب جديد ‪ ،‬انا اطلب منك يا حاج‬
‫سيف وبالتأكيد يا باشمهندس يوسف يد ابنتي سارة‬
‫البني خالد )‪....‬كان يشعر وان ضجيج عال يضرب في‬
‫رأسه ‪ ،‬هل هذا التصرف من جانب زوج عمته فعال ‪،‬‬
‫ام ان جده لم يهتم بكالمه عن تأجيل الحديث في‬
‫الموضوع حتى تنتهي دراستها ‪ ،‬ثم ذهبت عينيه الى‬
‫شقيقته ليجد ان اللون قد اختفى من وجهها وان‬
‫الشحوب يعلوه‪......‬يبدو ان ما يحدث سيجعله يسارع‬
‫بتنفيذ المحتوم الذي طال تأجيله ‪ ،‬ولكن عليه االن ان‬
‫يتهرب من اعطاء اي كلمة او قطع اي وعد ‪.....‬نظر‬
‫الى جده والذي لحسن الحظ لم يبادر بالموافقة ولكن‬
‫نظر اليه وهو يوجه اليه رسالة مفادها اياك ان‬
‫تعترض‪.......‬نظر الى زوج عمته وقال (ان هذا شرف‬
‫بالغ يا عمي وانا بالتأكيد لن اجد افضل من خالد لها ‪،‬‬
‫ولكن انت تعرف انها تدرس الهندسة وهي دراسة‬
‫عملية ال تستطيع ان تجمع بينها وبين شئ‬
‫أخر)‪......‬رد الرجل باعتراض(ولكن نحن لن نعطلها‬
‫فانا ساجهز لهم شقة في العاصمة جوار جامعتها ‪،‬‬
‫وساجعل خالد يتعهد لك بانه لن يمنعها عن الدراسة‬
‫او يعطلها ‪ ،‬حتى االنجاب يمكنهم ان يؤجلوه حتى‬
‫تنتهي دراستها )‪......‬كان سيبدو شديد التعنت اذا‬
‫اصر على اغالق الموضوع نهائيا مع كل ما يقوله‬
‫الرجل ‪ ،‬لذا عليه ان يستغل قدراه كرجل اعمال‬
‫ويحاول ان يكسب بعض الوقت لذا قال (على االقل لن‬
‫نتخذ اي خطوة حتى نهاية العام ) ‪......‬كان الجد‬
‫سيعترض ‪ ،‬ولكن خالد من تكلم النه شعر ان هناك‬
‫امل وان كان بعيد بعض الشئ ولكن يكفيه حاليا ليهدأ‬
‫ولو قليال‪ ،‬لذا قال (انني اوافق واعدك انني لن احاول‬
‫التواصل معها باي طريقة)‬

‫جلسوا قليال ثم بدا الحاضرين باالنصراف ‪ ،‬قام حازم‬


‫واقفا وهو يقول(انا مضطر للرحيل الن لدي عمل‬
‫مبكرا ) لم يكد يتم الجملة حتى نظر الجد الى ريهام‬
‫وهو يقول لها ( هيا انصرفي مع زوجك)‪.....‬شعرت‬
‫وكأن هناك شيئا ضربها فوق رأسها ما هذا الذي‬
‫يقوله جدها ‪ ،‬اال يعلم انها ال تعيش معاه ‪ ،‬ام ان‬
‫العجوز الماكر يقوم ببعض التالعب ظنا منه ان هذا‬
‫يصلح االمور وجدت الصوت يعلو مرة اخرى وجدها‬
‫يقول لها بحدة (هيا لم تقفين هكذا ؟)‪......‬سارت‬
‫وحازم يمشي وراءها ممسكا بعمر ‪ ،‬هل جاءته‬
‫الفرصة جاهزة ليمسك بهذه الجنية التي تتعمد االفالت‬
‫منه دائما ‪ ،‬انه يشعر بانه يريد العودة ليقبل الرجل ‪،‬‬
‫كانوا قد وصلوا الى سيارته لتقف متصلبة وهي تقول‬
‫له (ساركب سيارتي واذهب الى الشقة ) ‪......‬وقف‬
‫امامها ليقول (انا لن اسمح لك بالمبيت‬
‫وحدك)‪.....‬قالت باعتراض (ان عمر معي ) ‪.....‬قال‬
‫لها بسخرية (وما الذي سيضيفه وجود االستاذ‬
‫عمر!!!!ثانيا انت لن تقودي سيارتك في مثل هذا‬
‫الوقت ‪ ،‬الوضع حاليا انك ستركبين معي وليس هناك‬
‫مشكلة الى اين سنتوجه ‪ ،‬فاالمر متروك لك اما ان‬
‫تأتي معي او اذهب وابيت معك في شقة احمد‬
‫)‪......‬زفرت بسخط وهي تدخل سيارته ثم تغلق الباب‬
‫خلفها في عنف(ساذهب معك الني لن اجعلك تبيت في‬
‫شقة شقيقي دون اذنه)‪......‬نظر اليها بسخرية ولكنه‬
‫لم يعلق فهذا هو ما يفضله ‪ ،‬قاد السيارة وهو يشعر‬
‫بمشاعر مختلطة تتحرك داخله انها ستدخل شقتهم‬
‫للمرة االولى بعد خمس سنوات ‪ ،‬هو يشعر بشوق‬
‫كبير ناحيتها ‪ ،‬ان االمر ليس مجرد احتياجه النثى‬
‫وهذا ال ينكره فهو رجل طبيعي ‪ ،‬ولكن احتياجه لها‬
‫تحديدا ‪ ،‬انه يعلم ان روحه تحتاج لنصفه الثاني‬
‫ليشعر بانه قد اكتمل ‪ ،‬يحتاج ان يضمها الى صدره‬
‫ليشعر بقلبه يرتوي بعد كل هذا الجفاف ‪ ،‬يعلم ان‬
‫االمر لن يكون سهل ‪ ،‬انه يشعر بها جواره مشتعلة ‪،‬‬
‫يشعر بنظراتها الحادة تخترق جانب رأسه ولو كانت‬
‫النظرات تقتل لكان االن جثة هامدة ‪ ،‬وصلوا الى‬
‫العمارة حيث شقته فقام بايقاف السيارة ‪ ،‬ليفتح بعد‬
‫ذلك الباب الخلفي ويحمل عمر الذي قد استغرق في‬
‫النوم ‪.....‬لم تكن قد خرجت فوقف جوار الباب ليقول‬
‫لها (هيا يا ريهام لقد وصلنا )‪ .....‬خرجت لتسير وراءه‬
‫توقفوا امام المصعد ليضغط على الزر الخاص بتحديد‬
‫الطابق الموجود ‪ ،‬انها تشعر وان الزمن قد عاد بها‬
‫فها هما يقفان في نفس المصعد ‪ ،‬ولكن هناك اختالف‬
‫كان كالهما اكبر سنا ‪ ،‬وهناك اختالف اخر انها‬
‫الطريقة التي ينظر بها اليها ‪ ،‬كان وقتها يتجنب النظر‬
‫اليها وحتى اذا نظر اليها كان يوجه اليها نظرة لم‬
‫تسطع فهمها لتدرك في النهاية انها كانت نظرة تعبر‬
‫عن االشمئزاز‪........‬خرجوا من المصعد ليقفا بعد ذلك‬
‫امام الشقة ‪ ،‬قام بنقل عمر الى كتفه االخر حتى يتمكن‬
‫من فتح الباب ‪......‬سمعت صوت المفتاح يدور في‬
‫الباب لتشعر بعد ذلك بشئ يطبق على صدرها والشقة‬
‫تظهر امامها لقد عادت الى نفس المكان الذي شهد‬
‫فشلها واذاللها لم تدرك انها اصبحت بالفعل بالداخل‬
‫اال وهي تنقل نظرها في انحاء المكان انه يبدو وكأن‬
‫شئ لم يتغير فيه والمكان نظيف جدا ‪ ،‬انها تعلم‬
‫حرصه الدائم على النظافة والترتيب ‪ ،‬عاد وليس معه‬
‫عمر والذي على ما يبدو قد وضعه في الفراش‬
‫‪......‬شعرت بيده تمسك معصمها برقة ليقول لها بعد‬
‫ذلك وهو يجلسها فوق االريكة ( استرخي يا ريهام ال‬
‫داعي لكل هذا التوتر ما الذي تخافين منه ‪ ،‬انت‬
‫تعلمين اني لن افعل شئ دونا عن ارادتك ‪ ،‬هل‬
‫تخشين من نفسك ام ماذا ؟)‪......‬نظرت اليه بشرود‬
‫وكأنها ال تراه امامها ‪ ،‬ان وجودهما في هذا المكان‬
‫مرة اخرى يجعل مشاعرها متأرجحة بين حنين‬
‫وخوف ‪ ،‬بين رغبة في نسيان الماضي وبين ذعر من‬
‫ان يتكرر)‪......‬كان يجلس جوارها وكأنه ينتظر منها‬
‫ردا لم يحصل عليه ‪.......‬وجدت يده تمتد اسفل ذقنها‬
‫ليقوم برفع وجهها اليه وهو يقول (انظري الي يا‬
‫ريهام ماذا ترين؟)‪.....‬قالت (ارى حازم )‪.....‬عاد‬
‫لينظر اليها وهو يقول (وما الذي يمثله لك هذ الوجه‬
‫؟‪ ،‬ما المشاعر الذي يتيرها داخلك بالتحديد ؟) لم‬
‫تستطع الرد ‪.....‬فتكفل هو وهو يضع اصبعه فوق‬
‫جبهتها (عليك ان تجعلي هذا يصل الى عقلك ‪ ،‬انا‬
‫زوجك الذي يعشقك والذي عليك ان تعتبريه مصدر‬
‫لألمان و االطمئنان ‪ ،‬وان تثقي جيدا انني ال اكرر‬
‫نفس الغلطة مرتين)‪.....‬كانت تنظر اليه بذهول ‪ ،‬ولم‬
‫تعترض بعد ذلك واصابعه تمر فوق وجهها وكانه‬
‫يحاول تذكر كل جزء من مالمحها ‪ ،‬ثم يترك المهمة‬
‫لشفتيه بينما نزلت يديه لتضمها الى صدره ‪ ،‬ما بدا‬
‫كقبل رقيقة تحول بعد ذلك لقبل متلهفة وعناق متملك‬
‫كان يضمها اليه وكأنه يريد ان يلصقها به حتى ال‬
‫تستطيع االبتعاد بعد ذلك ‪ ،‬لم تكن تدرك ما الذي‬
‫يندفعان اليه ‪ ،‬ولكن بدا وكأن ما انتظرته لمدة طويلة‬
‫قد تحقق اخيرا ‪ ،‬كانت قد اصبحت نائمة فوق االريكة‬
‫بينما هو مستمر في لمسها وتقبيلها ‪.......‬وصل الى‬
‫اذنها صوت من بعيد انه يبدو كصوت هاتف حاولت‬
‫دفعه وهي تقول حازم ان هاتفك يرن لم يبد عليه انه‬
‫يسمع شيئا ولكن كأن صوت الهاتف نبهها هي لتفيق‬
‫من غيبوبتها وتدفعه لتتمكن من الهرب وتغلق الباب‬
‫خلفها وتجلس وهي تسند ظهرها الى الباب ‪.....‬وصل‬
‫الى اذنها صوته الغاضب وهو يقول بخفوت حتى ال‬
‫يستيقظ عمر (ريهام اخرجي ‪ ،‬ان ما تفعلينه غير‬
‫معقول)‪.....‬لم ترد فاكمل بعدها ( لقد كنا منسجمين‬
‫جدا ما الذي جعلك تهربين هكذا )‪(........‬افتحي الباب‬
‫ان ما تفعلينه هو لعب بالنار ‪ ،‬انت ال تعلمين خطورة‬
‫ان تثيري مشاعر رجل الى هذا الحد ثم تهربين في‬
‫النهاية)‪......‬قالت في النهاية بحقد (ربما عليك ان‬
‫تجرب قليال كيف كان شعوري لمدة عام وانت تتعامل‬
‫معي كحشرة غير مرئية لك ‪ ،‬كل ليلة كنت ارتدي‬
‫مالبسي كعروس واستعد دون يأس ولكن العريس لم‬
‫يكن يريد ‪ ،‬كان يكتفي بنظرة مليئة باالشمئزاز‬
‫ويتركها لينام في الحجرة االخرى بينما هي منبوذة‬
‫ووحيدة ‪ ،‬لقد اشتريت عدد قياسي من قمصان النوم‬
‫لعل احداها تثير اعجابك )‪......‬بدا صوتها مختلط‬
‫بالبكاء ومع الكلمات التي قالتها تعبيرا عن جرحها‬
‫الذي يبدو انه لم يشف بعد جعله هذا يهدأ وهو يقول‬
‫لها ( انا اعلم اني جرحتك ‪ ،‬ولقد تقبلت عقابك لي بكل‬
‫رضا ولم اتذمر ‪ ،‬ولكن مر وقت طويل وانا ال استطيع‬
‫ان اصبر اكثر من هذا )‪.......‬وكأن ما قاله قد ازال‬
‫عنها حالة الخنوع لتقول له في شراسة ( ومن الذي‬
‫طالبك بهذا الصبر ‪ ،‬تزوج او افعل ما تريده انا لن‬
‫اعترض )‪.....‬اجابها بهدوء ( ولكن انا اعترض ‪،‬‬
‫قلبي يعترض ان تكون هناك امراءة غيرك في حياتي‬
‫‪ ،‬عيني تعترض ان ترى غيرك ‪ ،‬صدري يرفض ان‬
‫يضم سواك)‪......‬قالت له ببرود (هذه مشكلتك الخاصة‬
‫عليك التفاهم مع نفسك)‪.....‬قال لها (هل ستظلين‬
‫مختبأة خلف الباب انت تعلمين انه لوال وجود عمر‬
‫كنت ساكسره)‪.......‬ردت عليه بسخريه (اذا شكرا‬
‫لوجود عمر)‪.....‬ثم اردفت (تصبح على خير) توجه‬
‫الى الغرفة االخرى وهو يتمنى ان يكون ليه نموذج‬
‫للمالكمة ليفرغ فيه غضبه ‪ ،‬ربما عليه ان يكتفي‬
‫بحمام بارد‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪.....................‬الجزء االول من الفصل الثامن‬


‫عشر‪.............‬‬

‫اخيرا انتهت هذه الليلة الطويلة زفر نفسا حارا وهو‬


‫يتأفف من كل ما حدث لقد شعر انه محاصر وهو يكره‬
‫هذا الشعور ‪ ،‬لطالما استطاع التعامل مع رجال‬
‫االعمال وواجه بقوة ما تعرض له من منافسة شريفة‬
‫واحيانا غير شريفة ‪ ،‬والتي وصلت الى المكائد‬
‫والمؤامرات حتى حصل على لقب الرجل الحديدي ‪،‬‬
‫ولكن عائلته كانت دائما نقطة ضعفه انه ال يستطيع‬
‫معاملتهم بحدة او بقسوة ولهذا دائما ما يلجأ الى‬
‫المناورة ‪ ،‬ولكن ما حدث قبل قليل جعله عاجز حتى‬
‫عن فعل ذلك ‪ ،‬حتى هذا التأجيل كان محاولة لكسب‬
‫بعض الوقت وهو يدرك انه قد ال يعني تجنب المشكلة‬
‫التي بدأت تلوح في األفق ‪ ،‬فهو على يقين ان الضرر‬
‫سيحدث ‪ ،‬لقد تجنب خالل السنوات الماضية تتبع اي‬
‫خبر عن عائلة الحسيني النه لم يشأ ان يصل اليه ما‬
‫قد يثير غضبه ويجعله يقوم بخطوات غير محسوبة ‪،‬‬
‫وربما يكون االحساس بالذنب هو ما كان يكبله عن‬
‫اي شئ ‪ ،‬بقيت مشكلة هي ما الذي اصبح عليه‬
‫المدعو زوج اخته بعد هذه السنوات لقد كان يدرس‬
‫الهندسة مع معتز ‪ ،‬هل اكمل دراسته ؟ هل يعمل ؟ ام‬
‫استمر في تهوره واصبح فاشال اخر ‪ ،‬انه يعلم انه ال‬
‫يزال خارج البالد ولكن ال يعلم تحديدا ما الذي يفعله‬
‫!!! سيتحول االمر عندما يبدأ الى معركة حقيقية‬
‫وربما سيخفف حدة ما سيحدث ان يكون العريس الذي‬
‫سيفضله على ابن عمته شخص الئق ‪ ،‬ربما بعض‬
‫السباحة ستهدأ اعصابه قليال ‪ ،‬سبح لعدة دورات في‬
‫حوض السباحة بسرعة وقوة حتى بدأ يشعر‬
‫باالسترخاء بعد خروجه وقبل ان يتوجه للنوم قرر ان‬
‫يذهب لالطمئنان عليها ‪ ،‬انه يشعر ان وجودها في‬
‫منزله شئ ضروري بالنسبة له ‪ ،‬انها طفلته الصغيرة‬
‫لطالما شعر بها كمصدر للسكينة والراحة له ‪ ،‬ابتسم‬
‫وهو يتذكر ما فعله جده مع ريهام انه يأمل ان يكون‬
‫لهذه الخطوة غير المتوقعة آثار ايجابية ‪ ،‬وعندها‬
‫بالتأكيد ستأتي سارة الى منزله وتقيم معه ‪ ،‬وصل الى‬
‫الغرفة حيث تتواجد طرق الباب طرقات منخفضة لئال‬
‫يزعحها اذا كانت نائمة ‪.......‬تعرفت على الطرقات‬
‫المميزة لشقيقها انه يريد ان يطمئن عليها بعد ما‬
‫حدث ‪ ،‬انها تدرك انها لم تكن وحدها من تعاني هذه‬
‫الليلة بل هو ايضا ‪ ،‬تعلم ان جرحهما مشترك ورغم‬
‫انها تشعر بالرعب من القادم اال انها البد ان تتحلى‬
‫بالشجاعة حتى يتمكنوا من انهاء تلك الصفحة‬
‫واغالقها الى االبد ‪.....‬اجابته قائلة (تفضل انا‬
‫مستيقظة ) ‪....‬دلف الى الحجرة ليجدها جالسة فوق‬
‫السرير وهي ترتدي بيجامة وردية ابتسم لطالما كان‬
‫هذا لونها المفضل دائما ‪ ،‬حتى حجرتها لونها وردي‬
‫ويتداخل الوردي في كل شئ ‪ ،‬تركت شعرها الطويل‬
‫منثورا على كتفيها لتظهر كطفلة جميلة ‪ ،‬دائما جميلة‬
‫ولكن حزينة يشعر ان الحزن اصبح مصاحبا لها دائما‬
‫‪ ،‬في البداية عانت فقد الوالدين ‪ ،‬ولم تمض سنوات‬
‫حتى تعرضت لما هو ابشع ‪ ،‬انه احيانا يظل يفكر‬
‫ويفكر حتى يشعر بالصداع ليعرف اين اخطأ يشعر ان‬
‫ضربات القدر عليه شديدة حتى انه ال يستطيع التقاط‬
‫انفاسه ‪ ،‬لقد انعم هللا عليه بالكثير وهو ال ينكر هذا‬
‫ولكن المؤلم حقا ان ما اصابه من ضربات ال يأخذ‬
‫وقته وينته ولكن يشعر ان تأثيره ممتد ‪ ،‬سنوات‬
‫واخته امامه ال يستطيع ان يجعلها تبرأ ‪ ،‬سنوات‬
‫وشعوره بالذنب ال يخف بل يزداد ‪ ،‬ليأت بعد هاتان‬
‫الصدمتان صدمة اخرى انه عاجز عن االنجاب وكأن‬
‫رسالة اتته مفادها ان رجولتك التي تبجحت بها‬
‫وتجبرت بها على طفلة ضعيفة هي ال شئ انها حتى‬
‫رجولة منقوصة ال تثمر ‪.......‬جلس جوارها فاقتربت‬
‫منه وكأنها تلتمس منه الدعم والمواساة فلف ذراعيه‬
‫حولها وشدها الى صدره وقال لها بخفوت (ال عليك يا‬
‫صغيرة ال يهمك اي شئ اتركي كل شئ لي وباذن هللا‬
‫لن يحدث ما يسيئك)‪.......‬كانت تسند رأسها الى‬
‫صدره فتشعر باالمان وعدم الخوف ‪ ،‬تشعر انها‬
‫عادت طفلة صغيرة ال يهمها شئ ‪ ،‬لطالما كان صدره‬
‫الواسع بعضالته القوية ملجأها ‪ ،‬انها تذكر حتى قبل‬
‫وفاة امها انه كان ملجأها ‪،‬عندما ولدت كان في الثالثة‬
‫عشر ولكن بعد ان اصبحت واعية ‪ ،‬لم تكن تدرك جيدا‬
‫من يكون هذا الشخص الطويل الذي يجلب لها االشياء‬
‫‪ ،‬لم يكن يعطيها المنظر التقليدي لالشقاء الذين‬
‫يكونون قريبين في الحجم وفي العمر يتبادلون اللعب‬
‫وحتى الضرب‪ ،‬ولكنه كان بمثابة اب ثان لها تشتكي‬
‫له اذا ضربتها ريهام او ضربها معتز تطلب منه ما‬
‫تريد وال ينسى اطالقا ان يحضر لها ما تطلب ‪ ،‬وبعد‬
‫وفاة والديها زاد دوره لقد ظلت لعام كامل ال تنام اال‬
‫اذا ظل معها حتى تستغرق في نومها ‪ ،‬ثم عادت لنفس‬
‫الوضع بعد ما حدث لها ‪.........‬نظرت الى عينيه‬
‫تستمد منهما القوة واالمان لتقول له (ان اثق بك ‪،‬‬
‫اعلم انك دائما ستحميني ولن تجعل اي شئ يؤذيني او‬
‫يقترب مني )‪.......‬زفر باختناق وهمس في اذنها (جيد‬
‫انك ال زلت تثقين رغم فشلي في المرة االولى‬
‫)‪.......‬قالت باعتراض (ليس ذنبك بالتأكيد )‪.......‬هز‬
‫رأسه نفيا وهو يقول (بل انا المسئول عن كل ما‬
‫يحدث لك كان على ان اقدم مصلحتك على رغباتك ‪،‬‬
‫ولكن انه قدر وال يوجد انسان قادر على‬
‫تجنبه)‪.......‬قالت بتأمل ( انا أؤمن بهذا ورغم ما‬
‫حدث ادرك كما كان هللا رحيما بي الني فقدت وعي ‪،‬‬
‫انا حتى ظللت لفترة غير مدركة البعاد ما حدث ادراك‬
‫كامل )‪........‬شعرت بجسده يتصلب ‪ ،‬بالتأكيد هذا‬
‫غباء منها ان تذكر له تفاصيل تعلم انها تجرحه‪......‬لم‬
‫تكن تدرك ان ما اصابه هو ان الذكرى جلبت معها‬
‫ذكرى اخرى ‪ ،‬فتاة تبكي ورغم هذا البكاء اال انه لم‬
‫يهتم بل صمم ان يكمل حتى النهاية وفي حين فقدت‬
‫سارة وعيها فان مالكه كانت واعية لكل شئ ‪ ،‬ان ما‬
‫حدث لشقيقته ال تزال أثاره واضحة عليها تعذبها‬
‫وتجعلها غير قادرة على الحياة بصورة طبيعية هذا‬
‫وهي لم تشعر بشئ ‪ ،‬بل مجرد ادراكها لما حدث‬
‫جعلها تعاني ‪ ،‬اذا ما الذي اصبحت عليه االخرى ‪ ،‬زاد‬
‫من احتضان سارة وكأنه بهذا يكفر عن ذنبه محاوال‬
‫التعويض عن ذنب انسان آخر ‪ ،‬هل وجدت طفلته‬
‫االخرى من خفف عنها ؟ هل تجد من يحتضنها‬
‫ويخفف ألمها ؟ هل سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه ان‬
‫يعرف ؟! ان يحتضنها مرة أخرى ‪ ،‬ان يطلب منها ان‬
‫تسامحه ‪......‬ربما يكون كل ما يشعربه هو محض‬
‫تهويل من ضميره المثقل بالذنب وتكون قد تجاوزت‬
‫ما حدث لها ‪ ،‬حقا ال يدري ولكن على كل حال من‬
‫االفضل له ان ال يقترب منها ان يدع الجروح مغلقة ‪،‬‬
‫انه حتى ال يدري ان كان والدها سيطالبه باشهار‬
‫لزواجهما وحفل زفاف كما سيحدث مع سارة ‪ ،‬ربما‬
‫عندما يعلم الرجل انه متزوج فانه سيرفض حتى هذا ‪،‬‬
‫سيكون هذا في صالحه فحتى اذا تزللت كل الصعوبات‬
‫واصبح معها اخيرا فما الذي سيعطيه لها بعد سبع‬
‫سنوات واكثر من االلم ؟!!!ما الرصيد الذي يملكه‬
‫ليجعل امرأة اخرى ترضى بالحرمان من االمومة‬
‫لتبقى معه ؟!!!!!!ان رصيده لديها بالسالب فهو مدين‬
‫لها ‪......‬وصل الى اذنه صوت سارة وهي تقول‬
‫(يوسف أين ذهبت ؟)‪.....‬نظر اليها بنصف ابتسامة‬
‫وهو يقول (الى انجلترا)‪....‬ضحكت بخفوت وهي تقول‬
‫(وما الذي يجعل عقلك يذهب الى هناك خاصة في‬
‫الشتاء ؟)‪.....‬قرص خدها بلطف ليقول بعدها (ان‬
‫العقل يذهب الى االشخاص وليس الى االماكن واحوال‬
‫الطقس فيها )‪.....‬عقدت حاجبيها بدهشة وهي تقول‬
‫(وهل هناك اشخاص يهمونك هناك؟)‪...‬ثم اكملت حين‬
‫قفز خاطر الى ذهنها(انه هناك اليس كذلك انه يملك‬
‫جنسية البلد )‪.....‬لقد خمنت شقيقته شئ قريب من‬
‫الحقيقة ‪ ،‬هز رأسه نفيا ليقول (انه ليس هناك انه في‬
‫المانيا)‪.....‬المانيا !!وما الذي يفعله هناك البد ان‬
‫وجوده في بلد اوروبي منفتح يسهل له الحصول على‬
‫ما يريد دون الحاجة لالغتصاب ‪.......‬قبلها على‬
‫جبينها ليقف بعد ذلك ويقول لها قبل ان يغادر (هيا‬
‫نامي حتى تستطيعي االستيقاظ مبكرا من اجل كليتك‬
‫ودعي عنك كل االفكار السيئة )‪......‬ابتسمت له وهي‬
‫تقول (بالتأكيد سأنام )‪....‬انها تشعر ان وجوده يخفف‬
‫عنها وكانه يمتص عنها كل خوف وتوتر وفي نفس‬
‫الوقت يمنحها ثقة ال حدود لها‬

‫استيقظت من نومها على صوت يقول ( ريهام هيا‬


‫استيقظي)‪....‬ان الصوت يختلف عن الصوت الذي‬
‫اعتادت ان تستيقظ على سماعه‪ ،‬فهذا الصوت ليس‬
‫صوت سارة بالتاكيد ‪ ،‬فتحت عينيها لتنظر بعد ذلك‬
‫حولها ان المكان ايضا مختلف ‪ ،‬عادت اليها احداث‬
‫االمس ‪ ،‬تذكرت انها نائمة في شقة حازم ‪.....‬وصل‬
‫الى اذنها صوته النافذ الصبر وهو يقول (هل‬
‫استيقظتي؟)‪......‬ال بد ان ترد حتى يبتعد لذا اجابته‬
‫(اجل ) ‪.....‬عاد يقول ( استعدي بسرعة حتى ال‬
‫نتأخر)‪.....‬اجابته وهي تبدأ بايقاظ عمر فهي ستضطر‬
‫ان تخرج الى الحمام وتريده ان يكون معها منعا الي‬
‫افعال او اقوال قد تصدر عن حازم ‪.....‬فتح عمر عينيه‬
‫وهو يتلفت حوله ويقول (أين نحن ؟)‪...‬قالت له ( هيا‬
‫يا فتى حتى ال تتأخر عن مدرستك )‪....‬خرجت من‬
‫الحجرة وفي يدها عمر الذي لم يستفق بعد لحسن‬
‫حظها لم تجده في طريقها ساعدت عمر على‬
‫االغتسال واخرجته من الحمام لتهتم بنفسها بعد ذلك ‪،‬‬
‫ان لديها مالبس هنا ولكن هل تناسبها ؟!!!!!على كل‬
‫حال ستضطر للعودة لمنزل شقيقها حتى تلبس عمر‬
‫اليونيفورم الخاص به وتأخذ حقيبته المدرسية لذا‬
‫فلتظل بمالبسها وتغيرها هناك‪......‬وجدت حازم في‬
‫الرسبشن عندما خرجت وقد ارتدى مالبسه ‪ ،‬نظر‬
‫اليها بغموض قائال( لقد اعددت االفطار هيا لتأكلي‬
‫)‪.....‬كان يعطي عمر ساندويتش ولدهشتها اخذه وبدأ‬
‫في االكل ‪ ،‬انه يعذبها دائما حين يأكل وخاصة في‬
‫الصباح!!!!!اقتربت وصنعت لنفسها هيا االخرى‬
‫ساندويتش وبدأت باكله هذا بالتأكيد اسلم لها من‬
‫االعتراض ‪.....‬البد ان تتكلم معه ‪ ،‬ان الكالم‬
‫هوالطريقة الوحيدة اليصال االفكار ‪ ،‬قالت له بصوت‬
‫منخفض (اريدك ان توصلنا الى منزل يوسف)‪......‬‬
‫نظر اليها باستفهام متوقعا منها ان تكمل ‪ ،‬فقالت(‬
‫ساذهب الغير مالبسي انا وعمر ونحضر‬
‫حقيبته)‪.......‬قال لها باقتضاب ( هيا )‪......‬وصلوا امام‬
‫الباب الداخلي فقالت له (ليس عليك االنتظار حتى ال‬
‫تتأخر ساستخدم سيارتي للوصول الى الشركة‬
‫)‪ ....‬انها بالتأكيد ال تريد ان تعطي للعاملين هناك ما‬
‫يتحدثون عنه ‪ ،‬ومن ناحية اخرى ال تريد ان تقضي‬
‫معه المسافة الباقية بعد ايصال عمر لوحدهما‪.....‬ما‬
‫ان نزلوا من السيارة حتى استدار مغادرا دون اضافة‬
‫اي كلمة‪........‬انه بالتأكيد ال يريد ان يتحدث معها‬
‫‪،‬فهو بعد ليلة طويلة من االرق ال يضمن نفسه ‪ ،‬ان‬
‫وجودها القريب منه وخاصة بعد تقاربهما الحميم‬
‫امس لم يجعله يستطيع الراحة ‪ ،‬لقد كادا أن ‪.......‬لوال‬
‫رنين الهاتف والعجيب انها كانت امه اكثر الناس‬
‫حرصا على استقراره وعودته الى زوجته ‪ ،‬جاء‬
‫اتصالها ليفسد ما كاد ان يحدث بينهما ‪ ،‬انها كالعادة‬
‫التستطيع النوم حتى تطمئن على ابنها الذي يعيش‬
‫بمفرده ‪ ،‬لم يقل لها عن تواجد ريهام وحازم حتى ال‬
‫تعقد االمال ‪........‬ومن ناحية اخرى كان يريد ان ينهى‬
‫المكالمة بسرعة حتى يكمل ما كان يفعله ضحك على‬
‫نفسه ‪ ،‬لقد كانت مجرد لحظة ضعف من ناحيتها وقد‬
‫ضاعت ‪......‬وصل الى مقر الشركة واعطى مفاتيح‬
‫السيارة للعامل ليقوم بركنها وبعد ذلك دخل الى مكان‬
‫االستقبال ليجد بعض االشخاص واقفين يتبادلون‬
‫الحديث والمزاح ‪ ،‬دخل بخطوات بطيئة وما ان‬
‫شاهدوه حتى هدأت اصواتهم ‪.......‬نظر اليهم بصرامة‬
‫ثم قال (لقد نبهت قبل ذلك ان االستقبال الخاص‬
‫بالشركة ليس نادي اجتماعي ‪ ،‬ولكن على ما يبدو فان‬
‫الحديث الشفوي ال يعجب البعض وال يعبأون بتنفيذه‬
‫)‪......‬تكلم المهندس رؤوف والذي كان احد الواقفين‬
‫ردا على قوله (ان الميعاد الرسمي لم يحن بعد ‪ ،‬وفي‬
‫هذا الوقت المبكر ال يكون هناك عمالء‪ ،‬لذا فان االمر‬
‫ال يمثل مشكلة )‪...........‬رد عليه بحنق(انا من يقرر‬
‫اين تكون المشكلة ‪ ،‬وما القيه من تعليمات يجب‬
‫عليكم االلتزام به في اي وقت طالما كنتم على ارض‬
‫الشركة مفهوم ‪ ،‬والمرة المقبلة سيكون هناك عقوبة‬
‫فعلية )‪.......‬قالها واستدار متوجها الى مصعد‬
‫المدراء‪.......‬ليرتفع بعدها احد االصوات قائال(يا فتاح‬
‫يا عليم ‪ ،‬ما به هل كان في شجار في هذه الساعة من‬
‫الصباح )‪.......‬ليرد عليه آخر في سخرية(ربما تكون‬
‫زوجته حرمته من المصروف )‪........‬ما هذا اليوم ‪،‬‬
‫منذ وطئت اقدامها ارض الشركة في الصباح وهي ال‬
‫تدري ما يحدث جميع العاملين في حالة سخط وتذمر ‪،‬‬
‫الجميع منهمك في العمل تجنبا الي انتقادات محتملة‬
‫فال احد منهم يود ان يكون هو الضحية التالية ‪ ،‬حتى‬
‫في الدور الخاص بهم بدا المكتب وكأنه مهجور ‪،‬‬
‫فليس هناك غيرها هي واماني بينما الجميع حتى مدير‬
‫القسم المهندس حسين تم ارسالهم الى المواقع‬
‫الميدانية المختلفة ‪ ،‬ان البعض قد يتضايق من النزول‬
‫الى المواقع ولكن بالنسبة لها تشعر بالضيق من‬
‫الزامها بالتواجد في المكتب ‪ ،‬انها تود ان تنزل الى‬
‫العمل الحقيقي ‪ ،‬ان التصميمات التي تعدها تشعر انها‬
‫ناقصة فرؤية الصور بالتأكيد ليست كافية لتحديد ما‬
‫الذي يحتاجه المكان ‪ ،‬انها تشعر انه يوجد عالقة بين‬
‫االنسان والمكان ‪،‬وكأن المكان يخبرها كيف يريد ان‬
‫يصبح ما الديكورات التي يحتاجها ‪ ،‬ربما في يوم آخر‬
‫ستطلب من حازم ان يسمح لها بالنزول الى المواقع‬
‫‪......‬دخلت السكرتيرة لتخبرهم ان المهندس حازم‬
‫يريد رؤية بعض التصميمات والعينات التي اختاروها‬
‫‪ ،‬نظرت بتوجس الى اماني التي شحب وجهها انها‬
‫بالتأكيد ال تريد ان تذهب اليه بقدميها كانت اماني‬
‫تستمع الى ما تقوله السكرتيرة ‪ ،‬لتقف بعدها كالذاهب‬
‫الى قضائه وتقول (سأذهب اليه ان التصميمات التي‬
‫يريدها ضمن عملي )‪.......‬قالتها وهي تمسك بجهاز‬
‫الكمبيوتر المحمول الخاص بها وببعض الملفات في‬
‫يدها االخرى وتغادر لتبقى ريهام وحيدة تدعو لها ان‬
‫تمر المحنة على خير‪......‬عاد المهندس حسين رئيس‬
‫القسم اوال وبعد ذلك عادت ايمان ووجهها محمر وما‬
‫ان جلست فوق مكتبها حتى اندفعت في بكاء عاصف ‪،‬‬
‫اقتربت منها ريهام وهي تربت على كتفيها وتقول‬
‫مهدئة (ماذا حدث ؟ما الذي قاله لك ؟ ماذا فعل‬
‫)‪......‬حاولت التقاط انفاسها لتقول بعد ذلك ( انه ال‬
‫يطاق لم يعجبه اي شئ من عملي لقد قال ان على ان‬
‫اتعلم منذ البداية )‪......‬حاولت تهدئتها بعد عودتها‬
‫مرة اخرى للبكاء وقالت لها (دعك منه ‪ ،‬انه يفعل هذا‬
‫مع الجميع اليوم ‪ ،‬فال تأخذي بكالمه)‪......‬في هذا‬
‫الوقت كان زمالؤهم قد عادوا والذين ما ان رأوا حالة‬
‫اماني حت استفسروا عن السبب ليعرفوا ما حدث‬
‫‪.....‬ليقول هيثم زميلهم بعدها (لو سألتموني عن‬
‫السبب سأخبركم انه بالتأكيد قد تشاجر مع زوجته‬
‫)‪......‬نظرت ريهام اليه بدهشة ولم تنطق بكلمة ‪ ،‬ولك‬
‫من تكلم هي اماني والذي يبدو ان ما سمعته جعلها‬
‫تتوقف عن البكاء وتقول ( انه ليس متزوج ايها‬
‫الذكي ) ‪......‬كانوا يتبادلون النظرات ‪ ،‬ليتحدث بعدها‬
‫االستاذ حسين رئيس القسم ويقول ( انه متزوج منذ‬
‫مدة ‪ ،‬ان زوجته هي شقيقة المهندس يوسف )‬
‫‪......‬نظر الجميع بدهشة ولم يالحظوا شحوب ريهام‬
‫واكمل المهندس حسين كالمه وقال ( ربما لم تعرفوا‬
‫ذلك النكم عملتم هنا بعد زواجه )‪.....‬وكانهم تخطوا‬
‫مرحلة الدهشة ليقول هيثم بعدها ( الم اقل لكم ‪ ،‬ال بد‬
‫ان سمو االميرة زوجته قد نكدت عليه حتى ينقلب‬
‫هكذا علينا )‪......‬واكملت اماني بعدها ( عندك حق‬
‫انها بالتأكيد احدى المغرورات المتأنقات ‪ ،‬وتتعامل‬
‫معه بتكبر)‪......‬نظرت ريهام الى نفسها هل هي‬
‫مغرورة متأنقة ‪ ،‬نظرت الى مالبسها التي ورغم‬
‫كونها من ماركة جيدة اال انه ال يوجد بها اي مبالغة‬
‫وماذا ايضا متكبرة فكرت اماني انها ال بد ان تبلغ‬
‫رضوى بما لديها من معلومات حتى تتوقف عن‬
‫اوهامها بينما كانت ريهام تدعو هللا ان يمر باقي اليوم‬
‫على خير وليست المشكلة في اليوم فقط مع تواجد‬
‫جدها في العاصمة‬

‫يتبع باقي الفصل الثامن عشر عندما ييسر هللا ذلك‬

‫الجزء الثاني من الفصل الثامن عشر‬

‫لقد قررت ان تزوج شقيقها عماد ‪ ،‬والخطوة التالية‬


‫التخاذ القرار هي البدء في تنفيذه في البداية ستبحث‬
‫له عن فتاة مصرية ‪ ،‬فان لم تجد ستبحث عن فتاة‬
‫عربية ان هذا افضل بالتأكيد حتى يكون هناك اشتراك‬
‫في العادات والتقاليد والدين وتجنبا لكثير من المشاكل‬
‫‪ ،‬ربما يكون هذا تصرف غريب من ناحيتها الن امهما‬
‫انجليزية وهي بالتأكيد لن تخبر امها بهذا التحيز من‬
‫جانبها ‪ ،‬ربما لو وقع شقيقها في حب فتاة اجنبية‬
‫فليس هناك مشكلة ولكن اذا كانت هي المعنية باالمر‬
‫فستبحث تبعا الفكارها ‪ ،‬انها لم تخبره بما تنتوي فعله‬
‫ولكن ال بأس فهو على كل حال يتعامل معها كفاقدة‬
‫للعقل وما ستفعله لن يزيد االمور سوءا ‪ ،‬لقد قررت‬
‫ان تذهب الى الحفل الذي تقيمه السفارة المصرية في‬
‫لندن فربما تجد بغيتها انها لن تبالغ في الزينة بل‬
‫ستضع القليل حتى تبدو بمظهر وقور يناسب المهمة‬
‫التي ستذهب اليها ‪ ،‬ارتدت فستان باللون الفضي‬
‫الشاحب له كمان وحذاء من نفس اللون وجمعت‬
‫شعرها الى خلف رأسها وتركت قليل من الخصالت‬
‫يتفلت كان المظهر النهائي يجعلها تجمع بين الجمال‬
‫الصارخ والبراءة ‪ ،‬علقت حقيبتها فوق كتفها وارتدت‬
‫المعطف لتنطلق بعد ذلك في مهمتها ‪ ،‬وصلت هناك‬
‫لتخرج الدعوة التي حصلت عليها عن طريق احد‬
‫معارفها ‪.......‬دخلت الى القاعة المقام فيها الحفل‬
‫وهي تتنقل بنظرها بين المدعوين بعد عدة دقائق من‬
‫النظر شعرت انها اتت الى المكان الخطأ فالمدعويين‬
‫ما بين رجال او نساء متزوجات او اكبر سنا من‬
‫المطلوب ‪ ،‬يبدو انها الفتاة الوحيدة المتواجدة حتى‬
‫هي ليست فتاة فعال ‪ ،‬كانت تقف في احد االركان حين‬
‫وجدته يقترب منه كان ينظر اليها بنظرة تعرفها جيدا‬
‫انها نظرة االعجاب ولكن تختلف عن المعتاد فهي‬
‫ربما مجردة من الشهوانية ‪ ،‬ربما يرجع ذلك لمظهرها‬
‫المختلف هذا اليوم عما اعتادته حين تذهب للصيد ‪،‬‬
‫اجل انها تصطاد ويكون الفريسةرجل ما ‪ ،‬هذا الشاب‬
‫يبدو صغير السن ‪ ،‬فريسة اخرى تأت الى الفخ‬
‫بقدميها ‪ ،‬ولكن الغريب انها هذه المرة لم تنصب الفخ‬
‫‪ ،‬واالغرب ان هذا الشاب ال يثير لديها الغريزة‬
‫المعتادة ‪.......‬وصل اليها صوته يقول بانجليزية ولكن‬
‫بلهجة مختلفة (مرحبا ‪ ،‬انا مالك رفعت‬
‫مصري)‪.......‬ما لفت انتباهها هي جنسيته ‪ ،‬رفعت‬
‫عينيها اليه ‪ ،‬ان الشاب الوسيم مصري ‪ ،‬واسمه مالك‬
‫قريب من اسمها القديم ‪ ،‬ربما هذه اشارة لو كانت ال‬
‫تزال ملك ربما وقتها كان سيعجبها مالك هذا ولكن‬
‫االن ‪....‬؟ نظرت الى يده الممدودة من اجل ان‬
‫يصافحها ‪ ،‬يبدو انه مصر اذا ال بأس ببعض اللياقة‬
‫غير المعتادة مع هذا الجنس من جهتها ‪ ،‬مدت يدها‬
‫اليه وهي تقول (انجي عبد الرحمن ‪ ،‬انجليزية‬
‫)‪.......‬رفع حاجبه بدهشة وهو يقول (انجليزية‬
‫؟!)‪......‬اومأت برأسها لتقول بعدها ( جنسيتي‬
‫انجليزية وولدت وعشت هنا منذ مولدي )‪......‬اكمل‬
‫بتصميم (مصرية االب ؟)‪.....‬ضحكت بخفة (اذا كان‬
‫ذلك يسعدك)‪.....‬علق بذكاء (وهل هذا‬
‫يضايقك؟)‪....‬انها تعجبه شعر بذلك منذ رأها في‬
‫البداية اعجبه شكلها يشعرانها فاتنة ‪ ،‬اختلط فيها‬
‫سحر الشرق والغرب لتكون النتيجة النهائية مذهلة ‪،‬‬
‫وثانيا رغم قلة الكالم الذي تباداله اال انه يشعر بشئ‬
‫قوي يجذبه لها ‪.......‬ابتسمت بتسلية وقالت (انه شئ‬
‫ال يهمني من االساس حتى اقرر مشاعري‬
‫تجاهه)‪......‬نظر اليها بتمعن ثم قال (هل ساصدمك اذا‬
‫اخبرتك انني معجب بك؟)‪.......‬فوجئ برد فعلها الذي‬
‫كان ضحكة صاخبة لتقول بعدها (لن يفاجئني بالتأكيد‬
‫فانا ارى النجوم تلمع في عينيك)‪......‬اذا كانت‬
‫ضحكتها قد فاجأته فان ردها قد صدمه انها بالتأكيد‬
‫ليست فتاة سهلة يبدو ان الوجه المالئكي ليس كل‬
‫الحقيقة ‪.......‬قال لها ببعض االحراج (هل انا واضح‬
‫جدا؟)‪......‬ردت بابتسامة فقط (بل انا من لدي خبرة‬
‫كبيرة)‪......‬عقد حاجبيه ليردد بعضها كالمها باستنكار‬
‫(خبرة كبيرة!!!كم عمرك؟)‪.....‬ردت عليه وشعورها‬
‫بالتسلية يزداد ان هذا الشاب نموذج مختلف ‪ ،‬انها‬
‫تتعامل معه بوضوح من اجل مصلحته (ال تسأل‬
‫امراءة عن عمرها ‪ ،‬ولكن ساعترف من اجلك ‪ ،‬عدة‬
‫اشهر وابلغ الثالثة والعشرون )‪......‬قال بتفكير (اي ال‬
‫زلت تدرسين لماذا اشعر بان كالمك يسبب لي‬
‫االنقباض)‪.....‬ردت عليه وقد تغير مزاجها (ان الخبرة‬
‫ال تحسب بالعمر بل يمكنك ان تقول انني بدأت‬
‫مبكرا)‪......‬بدأت تشعر ان الكالم يسير الى جهة ال‬
‫ترغب بها لذا اخذت تتجول بعينيها بين الحضور لتقف‬
‫على احد االشخاص والذي كان يجلس على احد‬
‫الكراسي يتحدث مع شخص اخر اشقر ‪ ،‬ولكنه لفت‬
‫نظرها النه يشبهه ليس في المالمح فهذا رمادي‬
‫العينين وسيم ايضا لكن بطريقة باردة ولكن نفس‬
‫القوة الجسدية وتقريبا نفس العمر ‪ ،‬دائما رؤية‬
‫االشخاص الذين يشبهون زوجها توقظ فيها نفس‬
‫الشعور وكأنها سمكة قرش شمت رائحة‬
‫الدماء‪....‬تسلل الى اذنها صوت مالك الواقف جوارها‬
‫والذي ينظر الى نفس جهة نظرها وهو يقول (هل‬
‫يعجبك ؟)‪.....‬قالت له دون ان تلتفت (من تقصد‬
‫؟)‪.....‬اشاح بوجهه تجته الشخص الذي تنظر اليه‬
‫ليقول لها بعد ذلك( انه مراد رفعت شقيقي انه في‬
‫الثالثة والثالثون كبير جدا بالنسبة لك كما انه متزوج‬
‫)‪......‬ضحكت ضحكة عالية وهي تقول (هل تظن اني‬
‫ابحث عن زوج؟)‪....‬لم تنتظر الرد لتكمل بعدها ( هل‬
‫تظن ان عشر سنوات كثير ؟)‪......‬اجابها قائال‬
‫(بالتأكيد )‪.....‬نظرت اليه بتفكير ثم قالت (كم‬
‫عمرك؟)‪.....‬اجابها (خمس وعشرون سنة)‪....‬مطت‬
‫شفتيها وقالت (اذا انت في الخامسة والعشرون‬
‫وتشعر بالغيرة من شقيقك الكبير)‪.......‬نظر اليها بغيظ‬
‫وقال (انا ال اشعر بالغيرة ولكن اردت فقط‬
‫تحذيرك)‪.....‬قالت له (شكرا الهتمامك )‪........‬قالتها‬
‫وهي تتجه مباشرة نحو شقيقه الذي كان قد انهى‬
‫الحوار مع الشخص االخر انها المرة االولى التي‬
‫ستتعامل فيها مع شخص مصري‪ ،‬هل هو رجل اعمال‬
‫؟ هل يعرف زوجها ؟ ربما ‪ ،‬ولكن هذا بالتأكيد لن‬
‫يمنعها بل يشعرها بمتعة واثارة كبيرين ‪ ،‬ان الرجل‬
‫يبدو مخيفا ولكن هذا يحمسها اكثر انها بالتأكيد ال‬
‫تخاف اي رجل ‪ ،‬ظهرت في عينيها نظرة لو شاهدها‬
‫مالك لكان عليه ان يحذر شقيقه بدل من ان يحذرها‬
‫هي‬

‫انها مضطربة تشعربالتشتت وعدم اليقين من اي شئ‬


‫‪ ،‬انه آخر يوم لهم في اسبانيا فالدراسة قد بدأت منذ‬
‫اسبوع ولذا عليهم االكتفاء باسبوعين ان هذا افضل‬
‫بالتأكيد بالنسبة لها فاعصابها لن تتحمل دقيقة اخرى‬
‫من هذا الجو المشحون بالتوتر ‪ ،‬انه لم يحاول التقرب‬
‫منها مرة اخرى ربما اصابتها بالمرض كانت شئ في‬
‫مصلحتها ‪ ،‬خالل مرضها قام بدوره كطبيب على اكمل‬
‫وجه ‪ ،‬واعتنى بها كما لم يفعل احد من قبل ولكن كل‬
‫هذا ببرود تام وبشكل مهني بحت وكانها احد المرضى‬
‫الذكور ‪ ،‬ليس هناك احتكاك مباشر وال لمسة اكثر من‬
‫الالزم ‪ ،‬لقد تعافت منذ حوالي يومين ولكن لم يخرجا‬
‫اال لمدة ساعتين على االكثر للتمشية او تناول الغذاء‬
‫‪ ،‬انها اخر ليلة لهما وفي الصباح سيستقالن طائرة‬
‫العودة كانوا في اخر المدن التي سيزورنها (غرناطة‬
‫) ذهبوا اليوم لمكان واحد وهو قصر الحمراء اخر‬
‫معاقل الملوك المسلمين في االندلس ‪ ،‬كان تشعر‬
‫باهتمام احمد الكبير بالمكان وتأثره ببلد كان فيها‬
‫ازهى العصور االسالمية لتغرب بعدها شمس االسالم‬
‫من المنطقة ‪......‬قامت بتغيير مالبس الخروج لترتدي‬
‫بدال منها احد الترينجات المعتادة ‪ ،‬انها تشعر ان االمر‬
‫اصبح مبتذال ربما لو كان لديها مالبس للنوم غيرها‬
‫الرتدتها انه ال ينظر حتى اليها فلما كل هذا التحفظ في‬
‫ارتداء المالبس ‪ ،‬كان احمد قد اعتاد على الذهاب‬
‫للحجرة االخرى لتغيير مالبسه وقد ظهر االن وهو‬
‫مرتدي لتريننج مثلها ‪......‬جلس على االريكة ليصل‬
‫الى اذتها بعد ذلك صوته وهو يقول لها مشيرا الى‬
‫الكرسي الموجود امامه (فرح تعالي اجلسي‬
‫هنا)‪......‬ال تدري لما شعرت بنوع غريب من القلق‬
‫يسيطر عليها وكأنها ذاهبة لتنفيذ حكم ما ‪ ،‬ولكن ليس‬
‫امامها اال الطاعة ‪ ،‬سارت حتى وصلت الى حيث اشار‬
‫وجلست ‪ ،‬نظر اليها بتمعن ثم زفر نفسا بصوت‬
‫مسموع ليقول بعدها ( فرح لقد مر اسبوعان على‬
‫زواجنا ‪ ،‬وانا خالل هذه المدة قد حاولت التحلي‬
‫بالصبر قدر ما استطيع ‪ ،‬ولكن كما تعلمين فان هذا‬
‫اخر يوم لنا هنا ولذا علينا حسم بعض‬
‫االمور)‪.......‬صمت قليال فيما كانت تشعر بان الدم‬
‫ينسحب من جسدها وكأنها على وشك االغماء ‪ ،‬هل‬
‫دقت ساعة الحقيقة ‪ ،‬على ما يبدو ان طريق الهرب قد‬
‫انتهى وان المواجهة حانت انها ال تعلم حقا ما كل هذا‬
‫الرعب الذي انتابها ‪ ،‬ولكن ان هدوئه الشديد هذا يؤثر‬
‫بها اكثر مما لو كان شخص عصبي ‪.....‬عاد ليكمل‬
‫قائال وهو ينظر اليها بسخرية (انت تعلمين كم‬
‫الفضول الذي سيقابلنا عندما نعود وانا لن اجعل‬
‫نفسي عرضة ألي احراج او انتقاد )‪.....‬سارعت بالرد‬
‫قائلة (اقسم لك انني لن اخبر احد بأي شئ‬
‫بيننا)‪......‬فوجئت بضحكته العالية التي جعلتها تجفل‬
‫ليقول بعدها ( ومن قال لك انني اريدك ان تصمتي او‬
‫ان تكذبي ألجلي ‪ ،‬انا احب ان انهي اموري بنفسي‬
‫)‪.....‬على ما يبدو انه مصر هذه المرة وال سبيل‬
‫للمناورة اذا فال حل اال الصراحة ‪ ،‬لذا قالت له (هل‬
‫ستفعل ذلك دونا عن ارادتي )‪......‬كانت عينيه تبرقان‬
‫وهو ينظر اليها بتركيز ليقول بعدها (هذا تحديدا ما‬
‫أريد معرفته ‪ ،‬ما الذي يجعلك ال تريدين ؟)‪......‬‬
‫صمتت محاولة استجماع شجاعتها ‪ ،‬ليقول (هل‬
‫االجابة صعبة الى هذه الدرجة ‪ ،‬ام ربما هي مخزية‬
‫)‪......‬رفعت عينيها اليه بصدمة وهي تكرر خلفه‬
‫(مخزية؟)‪......‬قال لها بثبات (اعذريني ان تسرب الي‬
‫الشك فان ما تفعلينه غير مبرر)‪......‬انها ال تدري اذا‬
‫كان ما تقوله سيحسن صورتها ام سيجعل االمور‬
‫اسوأ ولكن بما انها بدأت فلن تستطيع التراجع ‪ ،‬لذا‬
‫قالت وهي تحاول التهرب من عينيه (انا لم اكن‬
‫موافقة على الزواج ‪ ،‬ولكنني اضطررت للقبول نتيجة‬
‫ما تعرضت له من ضغوط)‪.....‬توقفت وهي تنظر الى‬
‫وجهه ولكن مالمحه كانت غير مقرؤة ‪ ،‬وقال بهدوء‬
‫_ضغوط !اي ضغوط انت بالتأكيد ال تظنين اننا قد‬
‫هددناكم بشئ من اجل اتمام الزواج) ‪......‬هزت رأسها‬
‫نفيا لتقول بعدها ان الضغوط كانت من عائلتي علي‬
‫)‪......‬نظر اليها بتركيز وقال من االفضل ان تشرحي‬
‫كل شئ من البداية )‪.....‬اومأت برأسها ثم قالت (لقد‬
‫كنت مرتبطة بزميل لي من الجامعة ولكن والدي لم‬
‫يوافق عليه بدعوى انه غير مالئم اجتماعيا وماديا ‪،‬‬
‫ولم يكتف بذلك بل انه هدده باسرته اذا تجرأ على‬
‫االقتراب مني )‪.......‬ما زال هادئا ولكن نظراته قد‬
‫اصبحت مشتعلة ما رأته في عينيه ارعبها ‪ ،‬نظر اليها‬
‫باحتقار وكأن هذا ما أصبحت تمثله من قيمة لديه ثم‬
‫قال لها من بين اسنانه ( وما دوري انا في كل هذا ‪،‬‬
‫لماذا لم تخبريني بهذا منذ البداية او على االقل خالل‬
‫فترة الخطوبة ‪ ،‬وكنت سانسحب بهدوء )‪......‬نظرت‬
‫اليه وشعورها بالذنب مع الخوف يتصاعد ‪ ،‬لتكمل‬
‫بصراحة ( النه ان لم يكن انت كان سيكون اي شخص‬
‫غيرك ‪ ،‬وانا اعتذر لك )‪......‬رفع احد حاجبيه ليقول‬
‫بعدها (امممممممم تعتذرين ‪ ،‬انني اتسائل هل هي‬
‫نهاية الحكاية ؟ لماذا مثال لم تستسلمي للوضع‬
‫وتنسين كل ما سبق ووقتها لم اكن ساعرف شيئا‬
‫وسيكون وضعك افضل بالتأكيد )‪......‬اشاربسبابته الى‬
‫رأسها ليقول بعدها (ام ان هذا العقل كان لديه خطة‬
‫بديلة )‪.....‬انها تشعر انها جالسة على جهازكشف‬
‫الكذب او منومة مغناطيسيا ان االسلوب الذي يتبعه‬
‫يجعلها غير قادرة على التهرب او الكذب قالت وهي‬
‫تخفض عينيها (النني سأطلب منك ان تطلقني‬
‫)‪......‬قال بخفوت مرعب(اطلقك لتعودي لحبيبك ؟‬
‫وماذا ايضا هل وعدتيه انك ستعودين له كما انت‬
‫عذراء؟ ام انني اخطأت الفهم )‪......‬شحب وجهها‬
‫حين سمعت الكلمة مع اضطرابها من هدوئه غير‬
‫المبرر بدا وكأنه يتكلم معها عن حالة الطقس ‪ ،‬لم‬
‫تستطع الرد ولكن الجواب كان ظاهر على وجهها ‪،‬‬
‫كانت تنظر اليه لتتفاجأ بمالمحه وقد تبدلت تماما ثم‬
‫قام من مكانه وامسك بذراعيها ليرفعها من مكانها‬
‫شهقت برعب وهي ترى الغضب المجنون يعلو وجهه‬
‫‪ ،‬لم تكن تشعر بسبب حالة الخوف التي مألتها بالم‬
‫ذراعيها ‪ ،‬قال لها بصوت رغم انخفاضه اال انه كان‬
‫مرعب (اذا فهذه هي القصة زوجتي التي كنت اظنها‬
‫طفلة بريئة هي في الحقيقة مجرد متآمرة ‪ ،‬ترسم‬
‫الخطط وال تعبأ بغير نفسها ‪ ،‬وما دوري انا في‬
‫مسرحيتك هذه هل انا مجرد كومبرس سيؤدي دوره‬
‫المحدود ويرحل بعدها في صمت ‪ ،‬ام ربما تخيلت‬
‫انني ساعيد احداث ذلك الفيلم العربي القديم وابارك‬
‫حبك وامنحه الفرصة بعد تعنت والدك وللمفارقه كان‬
‫الزوج ايضا طبيب )‪.....‬سكت للحظة ثم اردف‬
‫(اسمعي كالمي وافهميه جيدا ‪ ،‬انا ال اهتم بكل هذا‬
‫الهراء والزواج عندي هو ميثاق اقوى من اي شئ‬
‫آخر ‪ ،‬وصدقيني ساطلقك وليس هذا نزوال على‬
‫رغبتك ولكن النه ال يشرفني ان ترتبط بامرأة من‬
‫نوعك ‪ ،‬ولكن على حبيبك ان يثبت صدق حبه بان‬
‫يتحمل كونك كنت لرجل آخر قبله ‪ ،‬فانا بالتأكيد لن‬
‫اكون الخاسر الوحيد في هذه المهزلة )‪......‬قالها وهو‬
‫يرفعها ثم يلقي بها فوق الفراش ‪......‬انه بالتأكيد ليس‬
‫أحمد الذي عرفته خالل الفترة الماضية لقد انقلب الى‬
‫شخص آخر تحول كل غضبه الى عنف جسدي كان‬
‫ينتهك جسدها دون رحمه ‪ ،‬لم يكن حتى دافعه رغبة‬
‫جسدية بل مجرد انتقام بحت ‪ ،‬لقد فهمت اخيرا عبارة‬
‫يتصرف كاالسد الجريح ‪ ،‬فعلى ما يبدو ان غباءها قد‬
‫جعله انسان آخر ‪ ،‬كانت تبكي من االلم الذي طال كل‬
‫جزء من جسدها في هذه اللحظة ‪ ،‬لم تكن تقاومه فما‬
‫الذي كانت ستفعله امام قوته الجسدية والتي تضاعفت‬
‫بغضبة كانت تتلقى عقابها بصمت اال من دموعها‬
‫وشهقاتها التي تعالت نتيجة لأللم والخوف وانتظارا‬
‫للمحتوم ‪..........‬انها المرة االولى في حياته التي‬
‫يشعر فيها بهذا الشعوركان االمر مزيج من الغضب‬
‫والكرامة المجروحة والرجولة المهدورة زوجته التي‬
‫تحمل اسمه لديها مشاعر نحو رجل آخر ‪ ،‬وليتها‬
‫مشاعرخفية ال بل معروفة ‪،‬لقد تواطأ الجميع على‬
‫اخفائها عنه ‪ ،‬بل انها رسمت مخططها دون اي‬
‫اعتبار لوجوده بل وصلت في عالقتها مع رجل آخر‬
‫الى الحديث وقطع الوعود عن اشياء خاصة بين‬
‫الزوجين ‪ ،‬انه يشعر برغبة في القتل ولوال خوفه من‬
‫هللا لربما فعل ‪ ،‬لقد كان لديه احالم مثل اي رجل‬
‫يتزوج باالستقرار واالسرة وبناء حياة مشتركة ليجد‬
‫كل هذا يتحطم في لحظة امام عينيه ‪......‬لم يكن يدري‬
‫ما الذي يفعله ولكن فجأه بدا وكأنه عاد الى وعيه‬
‫ليجد شهقاتها تصم اذنيه نظر الى جسدها وقد اصبح‬
‫ذا الوان متعددة كدمات زرقاءوخدوش هل هو من فعل‬
‫هذا ؟!!!!انه يغتصبها !تراجع كالملسوع ‪ .‬مهما كان‬
‫ما حدث فهو لن ينحدر الى هذا المستوى ‪ ،‬انه يعلم‬
‫انها مخطأه في حقه بل ومجرمة وتستحق اكثر من‬
‫هذا ‪ ،‬ولكن هو لن يقوم بهذا العمل ان كانت‬
‫تريدالطالق فليكن لها هذا وهو سيتجاوز كل هذا‬
‫بالتأكيد سيفعل ‪....‬سار جهة الحمام وهو يستغفر هللا ‪،‬‬
‫هذا افضل القد ادرك نفسه قبل فوات االوان‬
‫‪..........‬انها ال تصدق ان المحنة انتهت لقد توقف في‬
‫لحظة ما بعد ان وصلت لدرجة اليأس لدرجة انها‬
‫كانت تتمنى ان ينتهي مما يفعله بسرعة فقط ليتوقف‬
‫النها وصلت الى درجة مزرية نظرت الى نفسها وهي‬
‫تقريبا عارية لم تستطع الوقوف بسبب االلم الذي‬
‫تشعر به لذا اكتفت بسحب الغطاء لتستر نفسها فهي‬
‫ال تريد ان يخرج من الحمام ليجدها هكذا ‪......‬وقف‬
‫تحت الدوش لمدة طويلة يحاول تنظيم افكاره وتمالك‬
‫نفسه خرج بعدها ليجد بكاءها قد هدأ وغطت نفسها ‪،‬‬
‫نظر اليها فلم ترفع عينها جهته لذا تكلم وقال‬
‫(ساطلقك كما تريدين ولكن عندما نصل مصر فالبد ان‬
‫يكون هناك رابط بيننا حتى اصحبك في العودة‬
‫الوصلك من حيث اتيت بك ‪.....‬نظرت اليه مجفلة هل‬
‫سيطلقها االن ؟ بالتأكيد ال تريد ذلك ماذا سيقال عليها‬
‫اذا عادت من شهر عسلها مطلقة ‪ ،‬عليها ان تتكلم‬
‫ترجوه ان يؤجل ذلك ‪ ،‬قالت بصوت يبدو فيه أثر‬
‫البكاء (اعلم انني مخطأة ‪ ،‬واسأت اليك كثيرا ولكن لي‬
‫رجاء اخير )‪....‬نظر اليها بتصلب دون ان يرد لتكمل‬
‫بعدها قائلة (ان تؤجل الطالق لبعض الوقت)‪.....‬نظر‬
‫اليها بحدة لتقول بعدها ودموعها تسيل (ليس من‬
‫اجلي فقط ولكن جميع عائلتي ستتضرر من هذا‬
‫)‪......‬قال بجمود ( وما الوقت الذي تريدينه ) نظرت‬
‫اليه بامل لتقول (شهران او ثالثة)‪......‬قال لها ببرود‬
‫(ساطلقك في نهاية الترم ‪ ،‬ولكن اي كلمة اقولها‬
‫سيتوجب عليك تنفيذها واي اخالل سيكون االتفاق‬
‫الغ)ربما سيتمكن خالل هذا الوقت من اعادة تربيتها‬
‫مرة اخرى‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪........‬الفصل التاسع عشر‪................‬‬


‫جلست فوق المقعد المقابل له لتشعر ان الشجاعة‬
‫التي كانت تتحلى بها قد تبخرت بالكامل لقد بدا عن‬
‫قرب اكثر قوة وضخامة وللعجب ارعابا لها ليس هذا‬
‫النه ابدى اي رد فعل بل هو شئ فطري شعرت انه‬
‫يشع من ه ربما من االفضل ان تفر بنفسها قبل ان يقع‬
‫ما ال تحمد عقباه لقد الحظ وجودها منذ دخلت تقريبا‬
‫انها شئ ال يمكن اغفاله جمال يجمع كل التناقدات لقد‬
‫اعجبته كما حدث لشقيقه ولكن الفرق انه ميز بخبرته‬
‫ما لم يستطع مالك تمييزه فخلف الواجهة المالئكية‬
‫توجد مشعوذة تلقي تعاويذ ال فكاك منها ‪ ،‬لقد قابل‬
‫مثيلتها من قبل وها هو عالق في سحر اسود رمته به‬
‫ال هو قادر على ان يتجاوزه وال حتى ان ينجو بنفسه‬
‫ولكنه بالتأكيد اصبح خبيرا في هذا الصنف لذا ال بأس‬
‫من بعض االلعاب ‪ ،‬لم يتفاجأ عندما وجدها تتقدم‬
‫لتجلس امامه دون حتى ان تستأذن ولكنه شعر بتسلية‬
‫كبيرة لم يشعر بها منذ زمن رفعت اليه عينيها انهما‬
‫قصة مختلفة في لحظة بصفاء بحيرة عذبة ولحظة‬
‫اخرى هادرتان كمحيط متالطم االمواج شعر بشئ‬
‫داخله لم يتحرك منذ مدة ‪ ،‬حذر نفسه اهدأ يا مراد انك‬
‫لن تقع في نفس الفخ مرتان اغلق افكاره حينما تسلل‬
‫اليه صوتها الرقيق ببحة مغوية (مرحبا سيد مراد ‪،‬‬
‫لقد اثار شقيقك فضولي عندما حذرني من االقتراب‬
‫منك صمتت للحظات قبل ان تغمز بعينها قائلة (هل‬
‫تتحول الى الكونت دراكوال عندما يحل الظالم ) لم‬
‫تتغير مالمحه ولكنه اضطرب للحظة انه نفس اللقب‬
‫التي كانت تطلقه عليه االخرى كانت تقول ان عينيه‬
‫الرماديتان بكل البرود اللتان تحتويه تشبهان عينا‬
‫مصاصي الدماء وكأنهما خاليتان من الحياة ولكن‬
‫بالنسبة للفتاة التي امامه هل تعي ابعاد اللعبة التي‬
‫تنسجها ان براءة وجهها تتناقض مع جموح عينيها‬
‫اللتان تعطيان االف الوعود ولكن شئ داخله يؤكد له‬
‫انها وعود كاذبة رد عليها بجفاء (كان من االفضل لك‬
‫االستماع لنصيحته ) مغرور ولكنها لن تستسلم قالت‬
‫بضحكة خافتة (ما هذا يا سيد مراد انت تحاول اخافتي‬
‫ولكني ال اخاف بسهولة) نظرت اليه بتحدي ليشعر انه‬
‫وجد ضالته ان فتاة شديدة الجمال قوية وذكية ستكون‬
‫مالئمة تماما لما يريد ولكن عليه ان يعرف كل شئ‬
‫عنها اوال بالتأكيد دون اثارة انتباهها قال لها بهدوء‬
‫(ما رأيك ان نتعارف من البداية بشكل الئق ) نظرت‬
‫اليه بتحدي وقالت (ال بأس) قال بشبه ابتسامة (مراد‬
‫رفعت درست الصيدلة وادير شركة النتاج واستيراد‬
‫االدوية ومواد التجميل ) مد يده اليها لتشعر وكأنها‬
‫ستلدغها يد ضخمة وقوية بها بعض الشعر االسود‬
‫مدت يدها وهي تحاول استجماع انفاسها لتقول بتوتر‬
‫شعرت به يضربها ما ان لمست يده يدها انها المرة‬
‫االولى التي تشعر بها بهذا الشكل صدمة كهربائية‬
‫ضربت ذراعها ‪ ،‬ورغم انها مجرد مصافحه هي‬
‫معتادة على اكثر منها في التحية اال انها جعلتها تشعر‬
‫بشئ مريع وكأنها تبادل هذا الرجل شئ حسي وانها‬
‫خائنة ‪ ،‬نفضت راسها باضطراب لما عليها ان تشعر‬
‫بهذا انها ليست مدينة الحد بالوفاء ‪ ،‬ولكنها تشعر‬
‫وكانها تسير فوق الرمال المتحركة ولو انغرست‬
‫قدمها فستخسر نفسها ايضا ‪ ،‬قالت باضطراب (انجي‬
‫عبد الرحمن ادرس في السنة النهائية في كلية الطب‬
‫)‪......‬رفع حاجبه فيما يمكن ان تعتبره رد فعل من‬
‫جانبه ‪ ،‬ضاقت عيناها وهي تقول (هل تفاجأت‬
‫؟)‪.....‬ان الفتاة ال تفوت اي شئ هل تعاني من‬
‫اضطهاد ذكوري من نوع ما ؟!لوى شفتيه ليقول دون‬
‫لياقة (نادرا ما وجدت عقل يقبع خلف رأس جميل‬
‫)‪.....‬انه متبجح اهانة مختلطة بمدح من نوع ما ‪،‬‬
‫يظن بعنجهية ان النساء اقل من بني جنسه ‪ ،‬ردت‬
‫عليه بنزق (هذا من حيث اتيت فقط يا سيد ‪ ،‬ولكن هنا‬
‫المرأة تتساوى مع الرجل في كل شئ)‪.....‬لقد اظهرت‬
‫القطة مخالبها سريعا ‪ ،‬ال انها ليست قطة بالتأكيد بل‬
‫نمرة شرسة ‪.....‬قال لها بصوت عميق فيه لمحة من‬
‫السخرية ( ما اعرفه اننا اتينا من نفس المكان ونحن‬
‫موجودان على ارض نفس البلد بوجودنا في السفارة‬
‫‪ ،‬وال تقولي لي ان وجودك هنا يجعلك بمنأى عن‬
‫التقيد بعادات بلدك االصلي حتى ان حاولت التفلت‬
‫)‪......‬لقد اصابها بضربة مباشرة لقد اسرتها احدى‬
‫القيود االتية من ذلك البلد قيد االنتقام وها هي ستظل‬
‫اسيرة له حتى تثأر لنفسها ‪،‬انه رجل مزعج آخر ‪،‬‬
‫انها ال تستطيع السيطرة على اعصابها وطريقته لم‬
‫تتح لها اللعب معه لعبة االغواء المعتادة فلماذا تظل‬
‫جالسة ‪ ،‬انها تشعر انه يعري روحها وكأنه يسبر‬
‫اغوارها ويستخرج منها ما يشاء ‪ ،‬نظرت الى وجهه‬
‫الذي يعتليه الجمود المعتاد انه يثير اعصابها دون‬
‫تهتز منه شعره!!! ان وجودها بين اناس من بلد‬
‫والدها االصلي غير مريح على االطالق لقد كان غباء‬
‫منها ان تأت من االساس ‪ ،‬قامت من فوق المقعد‬
‫لتجده يقول لها باستفزاز (هل ستنسحبين بهذه‬
‫السرعة ؟)‪.....‬نظرت اليه بعينان ملتهبتان وهي تقول‬
‫(ال احب اضاعة وقتي فيما ال يفيد)‪.......‬نظر اليها‬
‫بسخرية وقال (وما الذي تفضلين قضاء وقته فيه‬
‫بالتحديد؟)‪.....‬قالها وعينيه تمر عليها متفحصة بتمعن‬
‫‪ ،‬لقد نظر اليها رجال من قبل وكانت ترتدي ما هو اقل‬
‫من المالبس ‪ ،‬ولكن هذا يشعرها بالضيق من نظراته‬
‫انه رجل شرقي اخر ينظر الى النساء كجواري في‬
‫سوق النخاسة يعاين البضاعة قبل ان يقرر في النهاية‬
‫‪ ،‬ردت بوقاحة (انقاذ العالم من امثالك من المتبجحين‬
‫)‪.......‬لدهشتها ضحك بصوت عال قائال (انك حقا ال‬
‫تقدرين بثمن ) ‪......‬اللعين يبدو وكأنه قرأ افكارها‬
‫وهو هو يذكر كلمة ثمن ‪ ،‬اشارت اليه بسبابتها في‬
‫ثورة قائلة (ثمن ‪ ،‬فكر ذكوري متعفن اخر المرأة‬
‫لديكم مجرد شئ يشترى او يستخدم كتسوية)‪......‬ان‬
‫هذه الثورة غير طبيعية ان شئ قد فاته بالتأكيد ‪ ،‬قال‬
‫لها من مكان قريب فانتبهت انه غادر مقعده (تعالي‬
‫معي الى الشرفة حتى تهدأي قليال )‪.......‬ازاحت يده‬
‫عنها رافضة ان تسير معه وقالت( بل ساغادر‬
‫)‪..........‬لقد كان يسير معها تناهى اليها صوته يقول‬
‫(ال داعي لكل هذا الغضب ان ال اقصد ما تبادر الى‬
‫ذهنك)‪.......‬نظرت اليه وقالت(وما الذي تعرفه عما‬
‫تبادر الى ذهني ؟)‪......‬قال لها بهدوء (انني اريد منك‬
‫شئ غيرشريف )‪.....‬شعرت بالصدمة هل يمزح لقد‬
‫فكرت بالجواري ولكن بشكل عام ولكن هذا المجنون ـ‬
‫كانت تشير بيدها ال تستطيع تكوين شتيمة مالئمة‬
‫لتقول في النهاية (ايها الحقير المثير لالشمئزاز‬
‫)‪......‬اشار بيده الى فمها ليقول ( يكفي هذا ‪ ،‬كلمة‬
‫اخرى ساحاسبك عليها)‪.....‬ان هذا المجنون قد خرج‬
‫من اسوأ كوابيسها بالتأكيد ‪ ،‬قال لها ليصدمها مرة‬
‫اخرى (ساتزوجك ولكن اريد ان اعرف هل انت ؟‪)....‬‬
‫‪......‬في هذه المرة كان ما اعتراها جنون مطبق انه ال‬
‫يطلب منها الزواج انه يخبرها ‪ ،‬هذا على الرغم من‬
‫كونه متزوج ‪ ،‬وهو بكل تبجح يريد ان يعرف سجلها‬
‫الماضي ‪.......‬قالت بصوت كالفحيح (يمكنني ان اخمن‬
‫الباقي ‪ ،‬هل تريد ان تعرف اذا كنت خالية من‬
‫االمراض ام هل انا شريفة ‪ ،‬وربما هل انا‬
‫عذراء)‪..........‬نظر اليها دون ان يرف له جفن ليقول‬
‫بعدها (وما الفرق؟)‪......‬قالت بسخرية (دعني اوضح‬
‫لك الفرق سيدي ‪ ،‬هل المرأة المتزوجة التي لم‬
‫يعاشرها اال زوجها شريفة ام ال ؟)‪..........‬نظر اليها‬
‫بتمعن ‪ ،‬ما الذي تقصده تحديدا فليجاريها حتى النهاية‬
‫‪ ،‬قال لها (شريفة بالتأكيد)‪.........‬قالت بخفوت (يمكنك‬
‫ان تقول انني كذلك )‪......‬يبدو وكأنه لم يصدق ‪ ،‬انها‬
‫لم تدر لما ذكرت له كونها متزوجة انها المرة االولى‬
‫التي تنطقها بلسانها ‪ ،‬ولكن هذا افضل بالتأكيد لتبعد‬
‫خطره عنها‪.......‬اذا فالفتاة صحح لنفسه المرأة‬
‫متزوجة ‪ ،‬اذا ال فكاك لقد ظن انه سيجد الخالص‬
‫ولكن البأس ‪ ،‬على ما يبدو ان الغبي زوجها يجعلها‬
‫غير سعيدة ولكن من هو ليتبجح فهذا بالتحديد حاله‬
‫اذا فهو غبي آخر ‪،‬شاهدها تسير مبتعدة هل ما تفعله‬
‫هو نوع من االنتقام من زوجها الذي يهملها ‪ ،‬ربما‬
‫‪.‬انه يجب ان يعرف ماذا تفعل زوجته هي االخرى‬

‫وصال الى الصالة الخاصة بالسفر كان تسير وراءه‬


‫تحاول ان تنفذ اي كلمة يقولها من اول مرة ‪ ،‬لقد‬
‫مرت الليلة االخيرة عليها كالجحيم لم تذق فيها طعم‬
‫النوم من االلم الذي انتشر في جسدها ومن االفكار‬
‫التي تكاد تفجررأسها هل ما فعلته صحيح ؟ هل‬
‫اصبحت قاب قوسين او ادنى من تحقيق ما تمنته‬
‫لسنوات هل ستتزوج اخيرا بزياد ؟ لماذا اذا ال تشعر‬
‫بالسعادة المفترضة ؟ لماذا يجسم كل هذا الضيق فوق‬
‫صدرها ؟ لماذا تشعر بالخجل الشديد من ان تتقابل‬
‫عينها بعين احمد (احمد )زوجها حتى امد قريب ‪ ،‬انه‬
‫انسان جيد بل رائع ربما افضل انسان قابلته في‬
‫حياتها ‪،‬وهي قد جرحته جرح كبير‪ ،‬قد يكون هذا‬
‫افضل بالنسبة له فهو يستحق من هي افضل منها‬
‫بالتأكيد ‪.......‬فتاة اخرى محظوظة ستحظى بكل هذا‬
‫الحنان والنقاء والصدق والرجولة ‪ ،‬انها تعلم ان اي‬
‫رجل اخر كان سيغتصبها دون شفقة ولكن ليس هو ‪،‬‬
‫انها ال تعلم لما جرحها بل مزقها اال اشالء قوله انه ال‬
‫يشرفه االرتباط بها ‪ ،‬انه اقل ما يقال ال تدري ما الذي‬
‫سيحصل في الفترة المقبلة وما ابعاد الشرط الذى‬
‫وافقت عليه من الطاعة التامة ‪ ،‬هل سيذلها ؟ حتى لو‬
‫فعل عليها ان تتحمل ما سيفرضه عليها من عقاب انه‬
‫اقل شئ حتى ينفذ طلبها ‪.......‬شردت بفكرها الى جهة‬
‫اخرى ان احمد لم يعاشرها معاشرة كاملة ولكن فعل‬
‫اشياء اخرى اشعرتها بانها امرأة وكانت تتجاوب‬
‫معها ‪ ،‬لقد قال لها على حبيبك ان يتحمل انه ليس‬
‫الرجل االول بالنسبة لك وكان ينوي ان يحصل هو‬
‫على عذريتها ولكنه لم يكمل ‪ ،‬ولكن حتى لو تزوجت‬
‫زياد بعد ذلك ال تظن انها ستشعرانه الرجل االول في‬
‫حياتها لقد اصبح هناك رابط يجمع بينها وبين احمد ال‬
‫تظن انها قد تنساه بسهولة ‪..........‬قال لها (هيا‬
‫)‪.......‬انتبهت الى صوته فعلى ما يبدو قد انتهت‬
‫االجراءات وسيتوجهان الى الطائرة ‪......‬اسبوعان‬
‫فقط هو الزمن الفاصل بين الذهاب والعودة ولكن‬
‫االختالف كبير على االقل بالنسبة له فالرجل الذاهب‬
‫لقضاء شهر عسله مع عروس ال يدعي انه كان واقع‬
‫في حبها ولكن على االقل منجذب لها لديه آمال‬
‫واحالم عن السعادة واالستقرار والمشاركة وربما في‬
‫يوم ما طفل او طفلة تمأل حياته سعادة قد تغير لم يعد‬
‫موجود من االساس ‪ ،‬عاد خالي الوفاض من رحلته ‪،‬‬
‫هل خطأه انه كان مستقيما اكثر من الالزم ؟ هل كل‬
‫الفتيات في سن الزواج قد تم حجزهن مسبقا ؟ هل‬
‫كان عليه ان يعلق احدى الفتيات به منذ البداية ؟‬
‫‪.......‬اسندت رأسها الى المقعد ان الرحلة ستسغرق‬
‫بضع ساعات ومع الوضع بينهما فال مجال لتبادل اي‬
‫حدث عليها ان تكتفي بافكارها ‪ ،‬تذكرت الوضع الذي‬
‫لم يمر عليه سوى اسبوعان في رحلة الذهاب كان‬
‫الحال مختلف بينهما‪ ،‬فرغم احساسها الكبير بالخجل‬
‫منه وقتها وبالقلق ايضا اال انه كان بمزاحه وحواره‬
‫مصرا على اشراكها معه لتمر الرحلة دون ان تشعر‬
‫بها ولكن االن ‪ ،‬نظرت بطرف عينها اليه لتجده يضع‬
‫الحاسب المحمول الخاص به امامه كان على ما يبدو‬
‫يقرأ صفحة باللغة االنجليزية ‪ ،‬ولكن رغم تخصصها‬
‫في اللغة اال انها تشعر انها التفهم مما امامها اال‬
‫القليل فالكالم عبارة عن مقال طبي ملئ بالمصطلحات‬
‫الغريبة ‪ ،‬مطت شفتها بسخرية انه متفوق عليها في‬
‫مختلف النواحي حتى تخصصها يبعد فيه عنها اميال‬
‫من المعرفة ‪.........‬استيقظت على صوته المنخفض‬
‫وهو يقول (فرح هيا لقد شارفنا على الوصول‬
‫)‪........‬نظرت حولها دون فهم لتتذكر انهما في‬
‫الطائرة اتجهت الى الحمام محاولة تعديل مظهرها‬
‫عادت من الحمام لتجد النداء يرتفع بضرورة ربط‬
‫االحزمة انها تواجه مشكلة دائما في هذا الشأن ‪ ،‬نظر‬
‫اليها بنفاذ صبر ليقوم بعد ذلك بربط حزامها ثم يلتفت‬
‫مرة اخرى ‪ ،‬انها ال تعلم هل سيكون هناك احد في‬
‫انتظارهم ام ال ‪ ،‬ولكن عليها ان تحضر نفسها لتبدو‬
‫سعيدة كما يفترض بعروس‪ ،‬هل تطلب منه هو ايضا‬
‫التظاهر ؟ ال ان هذا سيكون كثير ربما هو سيتصرف‬
‫من نفسه ‪ ،‬خرجوا بعد انتهاء االجراءات لتجد ان من‬
‫في انتظارهم هو احد السائقين الذين يعملون لديهم‬
‫هذا بالتأكيد اسلم عاقبة ‪.........‬وصلوا الى المنزل‬
‫الذي تدخله للمرة الثالثة فقط ‪ ،‬اخذ حقيبته متجها الى‬
‫الحجرة التي كان يتواجد فيها في المرة السابقة دون‬
‫ان يوجه اليها كلمة ‪ ،‬سحبت حقيبتها هي ايضا لتتجه‬
‫الى غرفتها السابقة فتحت الحقيبة واخرجت منها‬
‫اسدال الصالة ثم اتجهت الى الحمام من اجل ان تاخذ‬
‫حماما منعشا وتتوضأ انها ستظل مدينة له طول‬
‫عمرها النه كان السبب في تجدد عالقتها مع ربها‬
‫وحرصها على الصالة ‪ ،‬نظرت الى جسمها كانت‬
‫الكدمات قد تحولت الى الوان مختلفة انها وقتها لم‬
‫تكن تشعربالم كبير ربما الن ذعرها قد تفوق على‬
‫شعورها بااللم ‪ ،‬بعد انتهائها من الصالة لم تدر ماذا‬
‫تفعل هل تنزل وتحاول اعداد بعض الطعام ‪......‬لم‬
‫تستمر في التفكير طويال فقد تناهى الى اذنها صوت‬
‫اغالق الباب فعلى ما يبدو انه قد خرج ‪ ،‬نزلت لتتجول‬
‫في انحاء المنزل انه جميل بالفعل انها تتمنى لو‬
‫تستطيع السباحة قليال ولكن ليس االن فربما يعود‬
‫سريعا ‪ ،‬اتجهت الى المطبخ وقامت بعمل ساندوتش‬
‫فهي لم تأكل في الطائرة ‪ ،‬هل تتصل بامها وتجعلهم‬
‫يرسلون سيارتها لتذهب بها الى الجامعة في الغد ام‬
‫ان هذا تصرف غير الئق وعليها ترك السيارة بما انها‬
‫اصبحت متزوجة فلتنتظر وترى ‪ ،‬وصل الى اذنها‬
‫صوت جرس الباب ربما جاء احد لزيارتهم فان موعد‬
‫الطائرة معروف للجميع ‪ ،‬فتحت الباب لتجد عاصفة‬
‫تقفز وتحتضنها انها نغم شقيقتها الصغيرة كانت تتكلم‬
‫بسرعة جعلتها تضحك وهي تقول له(اهدئي ) تمكنت‬
‫اخيرا من فهم قولها (كيف حالك يا عروس‪ ،‬اخبريني‬
‫هل الزواج جيد ؟ ام ربما خدوك المتوردة هي تأثير‬
‫زوجك الوسيم )‪.......‬قرصتها من خدها وهي تقول (ال‬
‫زلت صغيرة على هذا الكالم ‪ ،‬ثم ما شأنك بزوجي‬
‫ايتها االنسة )‪........‬ضحكت بصوت عال وهي تقول‬
‫(لن اقترب من امالكك الحصرية فروحة ولكنه مجرد‬
‫اعجاب برئ )‪(.........‬امالكها الحصرية )‪ ،‬انها كلمة‬
‫مؤثرة شعرت بصداها داخلها ولكن ما تردد هو‬
‫الخواء هل هو ندم على انه كان ‪ ،‬او ندم على انه لم‬
‫ولن يستمر ؟‬

‫سارت في رواق الدور الخاص بهم لتصل الى المصعد‬


‫متجهه الى الدور حيث يوجد مكتب رئيس مجلس‬
‫االدارة لقد انقضى اسبوعان على بدأها العمل وهي‬
‫تشعر ان عملها بال جدوى وكأنهم يلهونها كطفلة‬
‫بلعبة تشغلها ‪ ،‬لم يتم تنفيذ اي تصميم لها فعلى ما‬
‫يبدو ان السيد العظيم حازم عبد هللا غير معجب بما‬
‫تفعله ‪ ،‬ربما لديه حق فحتى هيا نفسها غير مقتنعة‬
‫بما تفعله ‪ ،‬فان عملها ال يصلح ان يكون نظري بل‬
‫عليها العمل من الموقع والتفاعل مع كل شئ ولكن‬
‫هذا ممنوع لقد فكرت خالل االجازة ان تتسلل الى‬
‫مواقع الشركة خفية لتتمكن من معاينتها مادام‬
‫اليسمح لها بذلك خالل اوقات العمل ولكنها تراجعت‬
‫فقد يقبض الحراس عليها وربما يسلمونها للشرطة ‪،‬‬
‫لذا فستذهب اليه وتصمم على ان يسمح لها بالخروج‬
‫مثل باقي المهندسين ‪..........‬افف انها مها السكرتيرة‬
‫انها ال تحمل ضدها شيئا ولكنها تشعر بعدم الراحة من‬
‫القيود ‪ ،‬القت عليها التحية ثم قالت لها باقتضاب(اريد‬
‫مقابلة السيد حازم ) ‪.......‬نظرت اليها بشكل لم يرحها‬
‫لتقول بعدها (انه ليس بمفرده )‪.......‬كادت عيناها‬
‫تخرجان من محجرهما هل هو احد العمالء ام ربما‬
‫يقوم السيد بالداخل بفعل ال يليق !! والسكرتيرة‬
‫كالعادة هي من تقوم بالتموية قالت لها (هل يمكنني‬
‫ان اعرف من معه ؟)‪.......‬ردت بوقاحة (ال يمكنك ‪،‬‬
‫عليك االنصراف االن وتعالي في وقت‬
‫الحق)‪.......‬نظرت اليها والشرر يتطاير من عينيها‬
‫لتندفع بعدها الى الباب وتفتحة والسكرتيرة في اثرها‬
‫تحاول منعها ‪ ،‬نظرت الى الداخل لتجد حازم يجلس‬
‫على كرسي امام مائدة االجتماعات وعلى كرسي اخر‬
‫يجلس يوسف ‪ ،‬شعرت باالحمرار يتصاعد الى وجهها‬
‫لتسمع بعد ذلك مها وهي تقول (اسفة سيد يوسف‬
‫وسيد حازم لقد اندفعت االنسة ولم استطع‬
‫ايقافها)‪ ......‬سمعت حازم يقول (انصرفي انت يا مها‬
‫ودعي المهندسة ريهام )‪.......‬قالها وهو يشدد على‬
‫كلمة المهندسة ‪،‬لتخرج مها بعدها بينما اندفع يوسف‬
‫في قهقه عالية بينما نظر اليه حازم بغيظ ‪.......‬قام‬
‫يوسف مقتربا منها ليحتضنها ويقبلها على خدها ثم‬
‫قال لها (ماذا هناك هومي ؟ لماذا اندفعت الى المكتب‬
‫كعاصففة الصحراء؟)‪......‬قالت له باحراج (انها لم‬
‫تخبرني من الموجود في المكتب فاحسست بالريبة‬
‫)‪......‬ضحك مرة اخرى وقال ( وما الذي ظننته ؟هل‬
‫ظننت انه يقوم بما ال يليق فوق ارض الشركة‬
‫)‪........‬اخفضت عينها باحراج ليقول لها يوسف ( ان‬
‫لك تأثير مريع لم يمض اال اسبوعان على وجودك‬
‫والرجل اصبح على مشارف الجنون )‪.........‬نظرت‬
‫الى حازم والذي ال يزال صامتا بينما ينظر اليها بتمعن‬
‫ثم قال(اذا فانت تشكين بي !ام تغارين ؟ اال يبدو هذا‬
‫مناقضا لتصرفاتك )‪.......‬اكمل بجدية (ان اقول لك‬
‫امام شقيقك انني لن الجأ الى الحرام على اي حال‬
‫)‪.......‬ما الذي يقصده هل سيتزوج حقا ؟ انها هي من‬
‫طلب منه هذا ‪،‬شعرت باالحراج لتقول بعدها (انا اسفة‬
‫ال اظن اني فكرت بعقلي )‪.......‬اذا فالمجنونة تحبه‬
‫وتغار عليه ولكن ما الذي يدور في هذا العقل‬
‫‪.......‬قالت ليوسف محاولة تغيير الموضوع ( ها انت‬
‫اخيرا هنا لقد ظننت انك تنازلت لحازم عن الشركة‬
‫)‪......‬قال لها مبتسما (حازم ال يزال مهندسا والمقر‬
‫هنا يعتبر مبنى اداري لشركة المقاوالت لذا فهو‬
‫موجود هنا ‪ ،‬بينما نسيت انا الهندسة واصبحت رجل‬
‫اعمال لذا فانا اتجول بين الفروع المختلفة)‪......‬قال‬
‫لها حازم بتساؤل (هل يضايقك وجودي هنا‬
‫؟)‪.....‬رفعت يديها مدعية البراءة وهي تقول (ال‬
‫بالتأكيد )‪...‬ظهرت ابتسامة جانبية على وجهه فهو‬
‫يعرف انها كاذبة ‪،‬خرج بعد ذلك وفي يده احد الملفات‬
‫ليتركهما سويا‪. ......‬قال يوسف (ما الذي حدث في‬
‫الليلة التي ارسلك جدك معه ؟)‪.......‬قالت له بخفوت‬
‫وهي تشعر باالحراج (لماذا تسأل ؟)‪........‬قال وهو‬
‫يحدق بها (النه من يومها متغير وفي اليوم التالي كان‬
‫يتشاجر مع طوب االرض)‪......‬نظرت اليه وقد احمر‬
‫وجهها وقالت(لقد نمت جوار عمر طول‬
‫الليل)‪......‬تنهد تنهيدة طويلة وقال (حقا !لهذا فان‬
‫الرجل قد اوشك على االنفجار بالتأكيد)‪.......‬نظرت‬
‫اليه بحدة وقالت (انت غير قابل الصالح ‪،‬كيف تكلمني‬
‫في هذه االشياء انا شقيقتك )‪..........‬نظر اليها بجدية‬
‫وصرامة ثم قال (ومن الذي يفترض ان يكلمك ؟ انا‬
‫اقولها لك يا ريهام يكفي هذا عليك ان تعيشي مع‬
‫زوجك بصورة طبيعية ‪ ،‬مهما كان خطأه فقد مرت‬
‫خمس سنوات وهذا يكفي)‪.......‬هل يضغط عليها‬
‫شقيقها ؟ قالت له بلوم (مرة اخرى تضحي بي من‬
‫اجل صديقك )‪.......‬لم يصدر منه اي رد فعل ولكن‬
‫نبرة صوته كانت مرعبة وهو يقول ( هل انا اضحي‬
‫بك ؟!لقد ظننت دائما اني احاول ان اعطيك كل ما‬
‫تريدين ‪ ،‬ان حبك له لم يكن خافيا على‬
‫احد)‪.......‬صمت قليال ليقول بعدها بنفس اللهجة‬
‫(وحتى االن لو كنت ال تريدينه لما جعلتي الوضع‬
‫مفتوحا حتى هذه اللحظة ‪ ،‬لقد اضاع خمس سنوات‬
‫في انتظارك وهو في قمة صحته واحتياجه المرأة‬
‫جواره ‪ ،‬واسمعي كلمتي االخيرة يا ريهام ان امامك‬
‫الفترة التي ساسافر خاللها لتعدي نفسك نفسيا ومن‬
‫كل الجوانب االخرى للعودة الى زوجك وهذا كالم‬
‫نهائي وساضع في حسابك المبلغ الالزم ‪......‬صمت‬
‫قليال ليكمل بعدها بلهجة مقصودة ‪:‬الضحي بك مرة‬
‫اخرى)‪.......‬غادر بعد ذلك ليتركها متخبطة لقد جرحته‬
‫وهو اتخذ قراره ولن يتراجع انها اكثر من تعرف‬
‫معنى لهجته هذه‪.......‬عاد حازم ليجدها شاردة فقال‬
‫بلهجة عملية( ما السبب الذي جعلك تأتي الى‬
‫مكتبي؟)‪ .......‬قالت وهي تحاول التذكر (انا اريد ان‬
‫اذهب الى مواقع العمل حتى اتمكن من تأدية عملي‬
‫جيدا ) نظر اليها بتمعن ليقول (لقد اخبرتك ان هذا‬
‫غير ممكن )‪.......‬قالت تساومه (زيارة واحدة حتى)‬
‫قال اخيرا (عندما اذهب ساخذك معي ) نظرت اليه ولم‬
‫تنطق ان خروجها معه سيكون غير مريح ومثيرا‬
‫للشبهه ولكن ما البديل استدارت وغادرت المكتب‬
‫دون ان تنظر الى مها التي كانت ترمقها بنظرات‬
‫غريبة؟‬

‫لقد اتخذ قراره سيوافق ان يتزوج من شيرين الكاشف‬


‫ليريح الرجل المريض ‪ ،‬ربما يكون احد االسباب انه‬
‫جرب اليتم ويعرف صعوبته وخاصة انه سيكون‬
‫اصعب على فتاة صغيرة وحيدة ‪ ،‬وقد يكون السبب انه‬
‫منذ رأها اول مرة يشعر برابط ما يجمع بينهما ‪،‬ولكن‬
‫السبب الرئيسي هو شقيقه يوسف ‪ ،‬لقد اراد ان يختبر‬
‫نفسه ليرى هل سيستطيع تحمل المسئولية مثلما فعل‬
‫‪ ،‬رغم ان الظروف مختلفة فهو االن اكبر سنا من‬
‫يوسف وقتها كما ان المسئولية هي فتاة واحدة كبيرة‬
‫نسبيا وليس اربعة اصغرهم طفلة ‪ ،‬ولكنه يشعر ان‬
‫هذا سيكون ردا للدين الذي يدين به تجاه شقيقه وان‬
‫كان لشخص اخر ‪ ،‬لقد فكر ان يتصل بشقيقه ليأخذ‬
‫رأيه ولكنه تراجع فهو ليس طفل يحتاج اخذ رأي ولي‬
‫امره في كل شئ ‪....‬اين عليه االن ان يذهب الى مكتب‬
‫المحامي ام المستشفى؟‪.....‬توجه الى المستشفى فهو‬
‫ليس بحاجة الى وسيط ‪ ،‬دلف الى الحجرة التي سبق‬
‫وان دخلها مرتان من قبل وان كان هو الذي يصبح‬
‫في حالة مختلفة كل مرة وهو يتمنى ان تكون حالته‬
‫االن هي اليقين الكامل فالمسئولية التي سيلزم نفسه‬
‫بها ال تحتاج منه الى اي تردد ‪ ،‬دخل الحجرة ليجد‬
‫سعيد الكاشف فوق سريره ولكنه هذه المرة لم يكن‬
‫وحيد فشرين ابنته معه خطيبته (اجل خطيبته ) الم‬
‫يخطبه والدها لها وهو قد قرر الموافقة اذا فهما‬
‫تقريبا مخطوبان ‪ ،‬كانت تجلس بجوار والدها فوق‬
‫السرير حالها لم يتغير الحزن والضياع يمأل عينيها‬
‫الزيتونيتان وتعقص شعرها في ذيل حصان بينما‬
‫ترتدي تيشرت اوالدي اسفله بنطلون جنس يظهران‬
‫قامتها النحيفة ‪ ،‬انها بالتأكيد جميلة ولكن كطفلة‬
‫وليس كامرأة ‪ ،‬انها في السنة النهائية في المدرسة‬
‫الثانوية اي حتى االن لم تخلع اليونيفورم الكحلي ‪،‬‬
‫ترى هل سيكون عليه ان يجهز لها ساندويتشات‬
‫المدرسة ؟ او ربما ان يحل معها الواجبات!!!! ولكن‬
‫هذا ال يمنع ان لديه شعور قوي تجاهها انه في هذه‬
‫اللحظة يريد ان يضمها الى صدره يغرزها بين اضلعه‬
‫حتى يشعرها باالمان وعدم الخوف من اي مجهول ‪،‬‬
‫يخبرها ان ال تقلق فهو سيكون والدها واخاها وكل‬
‫شئ بالنسبة لها ‪ ،‬انه يعرف نظرة الضياع التي تمأل‬
‫عينيها فهو قد عرفها كان هناك في هذه المنطقة ‪ ،‬ان‬
‫يفقد االنسان هويته وانتمائه بفقد من اوجدوه في‬
‫الدنيا‪.......‬تقدم ومد يده ليصافح الرجل الذي مد اليه‬
‫يدا ضعيفه فيما ربت فوق كفه بيده االخرى وكأنه‬
‫يشكره ‪......‬قال له (مرحبا يا بني‪ ،‬كيف‬
‫حالك؟)‪......‬رفعت عينيها تتأمل القادم انه هو المدعو‬
‫معتز ما الذي يربط بينه وبين والدها انها تشعر ان‬
‫بينهما الفة كبيرة ‪ ،‬حتى ان والدها يقول له‬
‫بني!!!!!!سمعت رده (بخير والحمد هلل وكيف حالك‬
‫انت عماه)‪.......‬جلس على كرس جوار السرير ولكن‬
‫في الجهة االخرى وليس في جهتها نظرت الى عينا‬
‫والدها وهي تشعر بلمعة فرح داخلها عند نطقه للكلمة‬
‫وكأنها تعني لوالدها شيئا كبيرا!!!! رد والدها (الحمد‬
‫هلل على كل حال ‪ ،‬هل توصلت الى قرار؟)‪.......‬قال‬
‫بثقة (اجل انا موافق‪......).‬نظر اليه الرجل بنظرة‬
‫تجمع بين االمتنان والفرح ‪ ،‬بينما حدقت هي به‬
‫بدهشة ما الذي يجمع بينه وبين والدها حتى يوافق‬
‫عليه!!!!!!!!!اشار والدها الى مكان جواره ولكن في‬
‫الجهة االخرى من السرير وقال لها (شيرين حبيبتي‬
‫تعالي اجلسي هنا ) انها تشعر باالحراج الن بانتقالها‬
‫الى الجهة االخرى ستكون مجاورة لهذا المعتز ‪،‬‬
‫ولكن عليها االنصياع ‪ ،‬جلست حيث اشار والدها‬
‫والذي امسك بيدها قائال (حبيبتي انت تعلمين انني ال‬
‫ارغب اال في مصلحتك وانت قد وعدتني انك ستطيعين‬
‫اي كلمة اقولها )‪.......‬اومأت برأسها فيما فكر معتز‬
‫الذي يشاهد ما يحدث ان والدها لم يخبرها بعد‬
‫‪.......‬وجدها تقول (انا سافعل اي شئ حتى تعود لي‬
‫سالما)‪......‬قال لها بثبات (هذا شئ بيد هللا ولكن انا‬
‫اريد ان اطمئن عليك على كل حال ) ‪......‬كانت الدموع‬
‫تتساقط من عينيها ليعود اليه شعوره بالرغبة في‬
‫احتضانها والتخفيف عنها‪.......‬وصل اليه صوت‬
‫والدها وهو يقول (انا اريد منك الموافقة على الزواج‬
‫من معتز)‪......‬توقفت دموعها وهي تحدق في والدها‬
‫بذهول قائلة (اتزوج !من معتز من؟)‪.....‬اشار والدها‬
‫برأسه الى حيث يجلس لتقول بصوت اكثر ارتفاعا لم‬
‫تقل دهشته (لماذا اتزوج االن ؟انا لن اتزوج اال بعد‬
‫سنوات ‪ .‬ولماذا اتزوج من شخص ال اكاد اعرفه ولم‬
‫اقابله اال عدة مرات وهو حتى ال يعجبني)‪......‬اذا فهو‬
‫معتز السعيد ال يعجب البرنسيسة مدللة اباها ‪،‬ابتسم‬
‫بسخرية ال تتناسب مع الموقف ولكن المشكلة في‬
‫لسانها والذي سيكون اكثر اهتمامته هو تعديل‬
‫المحتوى اللفظي له‪.........‬وجد والدها يقول بهدوء(ال‬
‫داعي لهذا الكالم انه شخص جيد وعليك ان تثقي في‬
‫والدك ويوما ما ستعرفين مدى صحة اختياري ‪ ،‬ثم ان‬
‫الظروف هي التي تدفع االنسان الى تغيير خططه في‬
‫الحياة ‪ ،‬فانا لم اكن افكر في ان ازوجك قبل سنوات‬
‫افرح برؤيتك في فستانك االبيض واوصلك الى‬
‫عريسك )‪......‬عادت دموعها تتساقط لتقول بعدها‬
‫(سافعل كل ما تريد شريطة ان تتعافى )‪......‬نظر اليها‬
‫محذرا وقال (لقد اتفقنا ان من واجبنا ان نؤمن بقدر‬
‫هللا ونرضى به ‪ ،‬واالن اذهبي واحصلي على شئ‬
‫تأكليه من الكافتيريا فانت لم تاكلي منذ الصباح‬
‫)‪.......‬اومأت برأسها بشرود فيما حملتها قدماها على‬
‫غير هدى ‪ ،‬هل هي ستتزوج من هذا الشخص ؟ انها‬
‫ال تدري عنه اي شئ ‪ ،‬انها ال تدري حتى مدى تعليمه‬
‫او اين يعيش ‪ ،‬هل سيذهب بها لتعيش في مكان‬
‫غريب ‪ ،‬ام سيعيش معهم في منزلهم ‪ ،‬هل يتوقع منها‬
‫زواج حقيقي وان يكون بينهما عالقة جسدية هذا‬
‫مستحيل ؟!!!!!!! بعد خروجها بدأ سعيد الكاشف‬
‫يحدثه عن اعماله وممتلكاته واين توجد ‪ ،‬لقد ترك‬
‫للورثة االخرين حقوقهم المتمثلة في نصف ما يملك‬
‫بشكل مستقل عن ميراث ابنته تجنبا الي مشاكل ‪ ،‬ظل‬
‫يحدثه عن اشياء يعرف بعضها واالخر ال ‪ ،‬خرج من‬
‫عنده وسؤال يلح عليه (هل هو قادر حقا على تحمل‬
‫هذه المسئولية ؟ينبغي ان يكون كذلك ينبغي)‬

‫سبحان ك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪.............‬الفصل العشرون‪.......‬‬
‫‪....‬عادت الى الشقة حيث تعيش مع سارة وعمر ‪،‬‬
‫كانوا قد عادوا اليها في نفس يوم رحيل جدهم‬
‫والعائلة والتي لم تستغرق زيارتهم اال يومين وليلة‬
‫واحدة ‪ ،‬ان هذا لم يعجب يوسف انها تعلم امتعاضه‬
‫من بقائهم وحدهم بعد زواج احمد‪ ،‬ريب انه االن‬
‫ينوي اعادة سارة للعيش معه بعد ان اصر الفرمان‬
‫الخاص بعودتها الى حازم ‪ ،‬لحسن الحظ ان سارة‬
‫اليوم قد عادت مبكرا من كليتها واعدت الغداء فهي‬
‫غيرقادرة على الوقوف والطبخ انها مرهقة جدا قد‬
‫يكون ارهاقها العقلي اكبر من ارهاقها الجسدي ولكنه‬
‫بال شك يؤثر عليها كثيرا ‪ ،‬انها في معظم االحيان‬
‫تضطر لتحضير الطعام بعد عودتها من العمل ‪ ،‬ويبدو‬
‫ان حتى مساعدة سارة المحدودة لن تستمر طويال‬
‫فسرعان ما سينتظم جدول محاضراتها ولن تعود‬
‫باكرا فياي يوم‪.......‬انها تعلم ان زيارة العائلةوما‬
‫صاحبها من احداث قد اثرت كثيرا على شقيقتها‬
‫فهاهي سارة من يومها دائمة الشرود انها تعلم ان ما‬
‫حدث لشقيقتها في طفولتها من الصعب ان تتقبله اي‬
‫فتاة انها تظن ان سارة تتصف بكثير من الشجاعة‬
‫لتتمكن من الصمود‪....‬دخلت الى المطبخ لتجد عمر‬
‫جالسا فوق المنضدة يلعب باالشياء الخاصة بالسالطة‬
‫في محاولة من سارة اللهائه ‪........‬التفتت سارة اليها‬
‫وقالت (هياغيري مالبسك فقد اوشكت على االنتهاء‬
‫وانا اتضور جوعا )‪ .......‬اجلست تتناول طعامها‬
‫وتحاول في نفس الوقت اطعام عمر الذي ال يكف عن‬
‫المشاكسة انها تعرف ابنها جيدا ان الشئ الوحيد‬
‫الذييردعه هو السلطة الذكورية فهو يكون منضبطا‬
‫اثناء وجود والده او احد اخواله ‪ ،‬ان ذلك سيكون احد‬
‫االيجابيات اذا عادت الى حازم ‪......‬نظرت الى سارة‬
‫لتجد نفس النظرة الشاردة تعلو وجهها قالت لها‬
‫بلطف (سارة حبيبتي اين ذهبت؟)‪......‬ابتسمت‬
‫ابتسامتها الخالبة التي لم تستطع اخفاء الحزن من‬
‫عينيها ‪ ،‬ان طبيعة شقيقتها الشفافة تجعل عينيها‬
‫دائما مرآة لما يدور في عقلها قالت لها (الى الجامعة‬
‫بالتأكيد ‪،‬لقد بدأت المعمعة مبكرا)‪.......‬حاولت اجراء‬
‫حوار معها علها تجذبها من حالتها قالت لها متسائلة‬
‫(هل تظني ان علينا ان نذهب اليوم لزيارة احمد وفرح‬
‫ام من االفضل ان ننتظر لبعض الوقت )‪...........‬نظرت‬
‫اليها باهتمام لتقول بعدها في خجل (لنأجل الزيارة‬
‫اليوم فهما ال يزاالن عروسان وربما يودان الراحة‬
‫بعد تعب السفر )‪.......‬اومأت برأسها لتقوم بعدها‬
‫بجمع االطباق وغسلها ‪ ،‬خرجت من المطبخ لتجد‬
‫عمر في حجرة سارة يقوم بحل واجباته بينما سارة‬
‫تذاكر دخلت الى حجرتها واستلقت على السرير طلبا‬
‫لبعض الراحة ‪........‬ولكن انى لها هذه الراحة وتعبها‬
‫من داخل عقلها عادت االفكار لتعصف برأسها مرة‬
‫اخرى ‪ ،‬لقد قرر يوسف ان تعود لزوجها ‪ ،‬بنفس‬
‫الطريقة التي فعلها جدها قبل ايام ال تدري هل‬
‫تفكيرهما بهذه الطريقة له عالقة بالحيوانات‬
‫التييربيها كال منهما في مزرعته ‪ ،‬فالحل بالنسبة لهما‬
‫اجمع الذكر واالنثى في حظيرة واحدة وحتما سيتفقا‬
‫!!!!!!!ان صبر الجميع نحوها قد نفذ انهم يحسبون‬
‫االمر بالزمن ولكن المشكلة ان بعض الجروح ال تبرأ‬
‫مهما مضى من زمن اذا لم يتم عالجها ‪ ،‬حتى زوجها‬
‫ظن ان تجاهل االمر لفترة سيصلحه ‪ ،‬ال يعني هذا ان‬
‫لديها تصور معين عن الكيفية التي سيبرأ بها جرحها‬
‫!!ولكن من ناحية اخرى هو لم يبذل اي جهد ‪ ،‬لقد‬
‫قرر بنفسه العقوبة التي يستحقها وهي الحرمان من‬
‫زوجته وابنه ان هذا غباء!ان ابتعاده قد ضاعف‬
‫الجرح النه كان عقاب لها هي االخرى ولطفلها ايضا‬
‫‪ ،‬ان احدا منهم لم يفهم صرختها الصامتة ‪ ،‬ربما هي‬
‫من كانت تبالغ!عاد عقلها الى وقت سابق الى خمس‬
‫سنوات مضت ‪ ،‬كان قد مضى على زواجهما عشرة‬
‫اشهر بذلت خاللها كل ما استطاعته من جهد وطبقت‬
‫افكار كانت تخجل من مجرد التفكير فيها من قبل‬
‫بحثت حتى على النت عن افكار تستطيع من خاللها‬
‫جذب زوجها اال ان النتيجة دائما كانت واحدة‬
‫الفشل!وصلت في تلك الليلة الى ما يشبه االنفجار‬
‫كانت بالنسبة لها ليلة الحسم ال بد على االقل ان تفهم‬
‫‪.....‬ارتدت فستان قصير قرمزي اللون له حماالتان‬
‫رفيعتان وصدر منخفض نسبيا وتزينت جيدا ‪،‬‬
‫انتظرت عودته في الريسبشن دخل وهو يمسك‬
‫بسترته باحد اصابعه فوق كتفه القى عليها نظرة‬
‫خاوية جمعت بين الالمباالة واالشمئزاز وكانه يرسل‬
‫اليها بنفس الرسالة الشئ تفعلينه سيؤثر بي!!!توجه‬
‫بعد ذلك الى غرفته دون ان يوجه اليها كلمة‪ ....‬تفجر‬
‫الغضب داخلها مقترنا باالحباط ليس من رد فعله‬
‫الحالي ولكن كبت استمر لعشر شهور تنسحب خاللها‬
‫ذليلة اندفعت خلفه وفتحت باب حجرته لتجده يغير‬
‫مالبسه وال يستره اال السروال ‪ ،‬لم يوقفها هذا بل‬
‫اندفعت الى الداخل وصرخت به (اريد ان اسألك سؤاال‬
‫واحد)‪..........‬رأت التساؤل في عينيه وكأنه ينتظر‬
‫منها ان تكمل لذ اضافت (أال اعجبك‪.‬؟)‪....‬ضيق ما‬
‫بين حاجبيه ليقول بعدها (ما الذي يجعلك تطرحين هذا‬
‫السؤال؟)‪.......‬وضعت ذراعيها فوق صدرها في وضع‬
‫معكوس وهي تنظر الى وجهه الذي يبدو نافذ الصبر‬
‫ولكن هذا لم يثيها من ان تكمل بسخرية(اهتمامك‬
‫الشديد بي !)‪.........‬نظر اليها باحتقار فعلى ما يبدو‬
‫ان االميرة تريد من الجميع االنحناء ويضايقها جدا ان‬
‫يكون هناك استثناء قال بضيق(ما الذي تريدينه‬
‫بالتحديد يا ريهام؟) ‪.......‬قالت بحدة (اريد ان اعرف‬
‫لما تتجاهلني ؟ لماذا اشعر انك تشمئز مني وتحتقرني‬
‫؟)‪..........‬عندما لم يجب واستمر الصمت يحلق في‬
‫المكان كسحابة كئيبة حاولت استجماع شجاعتها‬
‫لتقول اخر شئ قد تقوله في اي ظروف اخرى (حازم‬
‫هل تعاني من شئ ما ؟)‪.........‬نظر اليها بدهشة‬
‫واستنكار وهو يردد قولها (اعاني!ما الذي تقصدينه‬
‫)‪.........‬نظرت الى االرض بخجل وهي تضغط كفيها‬
‫في توتر لتقول في النهاية (هل لديك مشاكل في قدرتك‬
‫كرجل )‪........‬اللعنة ان الغبية تظن انه معرض عنها‬
‫الن رجولته ناقصة ‪ ،‬انه يريد في هذه اللحظة ان يظل‬
‫يهزها حتى تفقد الوعي اقترب منها بخفة فلم تشعر به‬
‫اال عندما امسك ذراعها بقسوة فلقد طفح به الكيل قال‬
‫لها (هل تتهمنني اني عاجز كرجل الني ارفض‬
‫الحصول على شئ مستعمل سبقني اليه غيري‬
‫؟)‪.........‬شحب وجهها انه يظن بل يتهمها انها بال‬
‫اخالق عاهرة تقوم بعالقات غيرشرعية حدقت فيه‬
‫بذهول وهي تصرخ (مستعمل ؟!هل تقول عني اني‬
‫شئ مستعمل؟)‪.....‬كان وجهه ينضح بالحقد وهو يقول‬
‫(هل جرحتك الكلمة ؟هل قول الحقيقة قاس الى هذا‬
‫الحد ؟ ما الذي كنت تريدني ان افعله ؟ ان اوفر لك‬
‫رغباتك واتظاهر اني لم االحظ شيئا ؟ام ربما ان اكف‬
‫عن رجعيتي واعتقادي ان زوجتي يجب ان تكون‬
‫عذراء؟ لقد قررت من البداية انني لن اتخلى عن‬
‫صديقي واساعده على تخطي افعاله شقيقته المتهورة‬
‫نقطة وانتهى السطر )‪........‬حاولت افالت ذراعها من‬
‫يده ولكنه كان ممسك به بقوة فوالذية لذا صرخت في‬
‫وجهه قائلة( دعني ال اريد منك شيئا ‪ ،‬ال اريد ان ارى‬
‫وجهك مرة اخرى)‪........‬لم يستجب الى طلبها بل فعل‬
‫العكس جذبها نحوه قائال(ال يا حلوتي ال يمكنني ان‬
‫ادعك تشكين ولو للحظة واحدة في‬
‫قدراتي)‪.......‬وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه ليلقي‬
‫بعد ذلك بها فوق الفراش الذي شعت منه الرائحة‬
‫الخاصة بها ‪ ،‬انها لم تتصور للحظة واحدة هذا‬
‫السيناريو البائس ‪ ،‬زوجها يلقي عليها التهم انها‬
‫تعرف ان غبائها وطيشها هو الذي جعله يظن هذه‬
‫الظنون بها ‪ ،‬ولكن هل هكذا ايضا يظن بها يوسف ؟‬
‫هل يظن ان شقيقته فرطت في شرافها ؟ انها ال تعتقد‬
‫ذلك الن يوسف الذي تعرفه كان سيقتلها ال ان يطلب‬
‫من صديقه التستر عليها ‪......‬كان وجهه قريبا منها‬
‫يقبلها ‪ ،‬ال لم تكن قبلة بل كانت عقاب قهر مكبوت‬
‫انها لن تستسلم لهذا الحيوان السئ الظن بالتأكيد‬
‫‪....‬شعرت بعد ذلك بتمزق فستانها بين يديه اخذت‬
‫تتلوى محاولة االبتعاد عنه اال انها فشلت كانت تركله‬
‫وتصرخ به ان يبتعد ولكن الجدوى‪.......‬في ظل ما‬
‫يحدث فكرت لماذا تدافع عن نفسها بهذه االستماتة‬
‫انها ال تظن ان احد على ظهر االرض يعتقد انها ال‬
‫تزال كما هي ‪.....‬فلتدعه يكمل ما يريد سيكون هذا‬
‫افضل انتقام منه عندما يتضح له اي وغد حقير سئ‬
‫الظن كان ‪ ،‬استسلمت لما يفعله مما جعله هو ايضا‬
‫يهدأ ‪ ،‬ال تدعي ان ما حدث هو تبادل للحب ولكن كان‬
‫نهاية حتمية لتوتر ثقيل خيم على االجواءطوال فترة‬
‫زواجهما ‪ ،‬محاولة اثبات براءة ونفي تهم من كال‬
‫الجانبين ‪.......‬في لحظة ما شعرت بالم حاد جعلها‬
‫تطلق صرخة عالية انتفض هو بعدها مبتعدا عنها‬
‫كالملسوع استمر بكائها ‪ ،‬فيما جلس هو على طرف‬
‫السرير يزفر انفاسه بعنف ‪.........‬وجدته يقترب منها‬
‫واضعا الغطاء فوقها ثم يجلس جوارها يربت على‬
‫شعرها قائال(ريهام حبيبتي انا اسف انا مجرد غبي‬
‫ظن نفسه يفهم كل شئ ليتضح في النهاية انه مجرد‬
‫احمق اخر)‪..........‬سكت قليال ليضيف بعدها (انا‬
‫اعتذر لك رغم ظني ان هذا لن يكون كافيا ابدا ‪ ،‬لقد‬
‫جمعت واحد زائد واحد فكانت النتيجة ثالثة‬
‫)‪.........‬استمرت في صمتها بينما كانت شهقاتها‬
‫تخف مما جعله يكمل (انا اعلم انك تحبينني ودليل‬
‫الحب هو التسامح وانا سانتظر هذه اللحظة واعلم انك‬
‫لن تخذليني )‪.......‬اتجه بعدها ناحية الحمام الخارجي‬
‫تاركا لها الحمام الخاص بالحجرة قامت بعدها مباشرة‬
‫فهي ال تريد ان يعود ليجدها كما هي‪.........‬كانت‬
‫قررت بينها وبين نفسها انها لن تستمر معه بعد ما‬
‫حدث ولكن االمر بيدها كانت ستتركه تلك الليلة ولكنها‬
‫لم ترد ان تفسد زواج شقيقها الذي كان بعد شهر‬
‫قررت انها ستتركه ما ان يسافر شقيقها لقضاء شهر‬
‫العسل‪.........‬منذ تلك الحظة كانت االدوار قد انقلبت‬
‫كان يعود الى المنزل مبكرا يتكلممعها ويحضر لها‬
‫مختلف انواع الهدايا وخاصة الشيكوالته التي تحبها ‪،‬‬
‫وكان يعيش ايضا دور العريس الجديد وكأن فرحه‬
‫ببرائتها فاق ما ظنه مشكلة مؤقته بينهما ‪.......‬بعد ان‬
‫كا ن يرفض النظر اليها وهي ترتدي قمة الثياب اثارة‬
‫لم يكن يكف عن تأملها وهي تختار ابشع ثيابها ‪ ،‬ولم‬
‫تكن المرة الوحيدة كانا فيها معا هي المرة االولى‬
‫ولكن فعلها بعد ذلك مرات عديدة لم تكن تعترض‬
‫ولكنها لم تكن تتجاوب ولكن يبدو انه كان يريد فرض‬
‫امرا واقعا ويظن انها ستلين مع الوقت ‪........‬كانت‬
‫اخر ليلة يقضيها معها هي ليلة زواج يوسف حيث‬
‫حملت بحازم كالهما عرفا ذلك فقد كانت المرة‬
‫الوحيدة التي كان فيها سويا بعد انتهاء دورتها‬
‫الشهرية ‪.........‬عندما ذهبت في اليوم التالي الى‬
‫كليتها لتعود منها الى شقة احمد جن جنونه لم يصدق‬
‫انها تركته لقد ظن انها تجاوزت سوء ظنه وعدم ثقته‬
‫ولكنها لم تكن قد فعلت فقد ظنت ان عدم الثقة سيظل‬
‫بينهما دائما ‪.......‬ترك لها بعض الوقت كما قالت الى‬
‫انه بعد معرفته حملها صمم على عودتها الى انها‬
‫رفضت ولم يرد احدهم الضغط عليها وهي‬
‫حامل‪.......‬وكانت المحاولة االخيرة بعد والدتها والتي‬
‫تظن انه فقد االمل بعدها ‪.......‬ليتجدد الموضوع في‬
‫هذه الفترة ويبدو ان ال مهرب لها هذه المرة‬
‫كانت ترتدي مالبسها استعدادا للذهاب الى كليتها انها‬
‫تشعر ان عمرا قد مر منذ اخر مرة كانت هناك وقت‬
‫امتحانات منتصف العام ‪ ،‬ان هذا سيكون شئ جيد‬
‫لالبتعاد عن اجواء المنزل المتوترة انها حتى االن ال‬
‫تدري كيف ستذهب فهي ال تسأل احمد بل تنتظر ما‬
‫يقرره ارتدت حقيبتها بوضع معكوس فوق البلوزة‬
‫الكتان ذات الالكمام فالجو اليزال باردا واسفل منها‬
‫بنطلون من الجينز الضيق نزلت الى االسفل لتقع‬
‫عينيها على احمد الذي يشرب قهوته هل ينتظرها‬
‫؟!‪.‬ال حظت انه ينظر اليها من اعلى الى اسفل ثم قال‬
‫لها بخشونة (الى اين ستذهبين؟)‪.......‬شعرت بالتوتر‬
‫ولكنها تنفست بعمق وههي تعد في سرها لتقول بعد‬
‫ذلك (الى الكلية فكما تعلم بدأت الدراسة منذ‬
‫كنا‪)....‬كانت ستقول في شهر العسل ولكنها توقفت في‬
‫اللحظة المناسبة قبل ان تكمل ‪.....‬نظر اليها بسخرية‬
‫لتفهم انه توقع الكلمة التي تراجعت عنها ‪.....‬كان ال‬
‫يزال يمعن النظر فيها ليس باعجاب او حتى رغبة‬
‫ولكن بتقييم قال بعدها (انت لن تذهبي هكذا‬
‫)‪......‬حدقت اليه بدهشة لتقول (هكذا كيف؟)‪......‬اكمل‬
‫بهدوء وهو يقرأ الضيق والترقب الذي اعتلى‬
‫مالمحها (بهذه المالبس)‪......‬ارتفع صوتها وهي‬
‫تقول (وما مشكلة مالبسي انها محتشمة تماما‬
‫)‪.......‬نظر اليها باستخفاف وقال محتشمة! انها‬
‫ضيقة للغاية )‪.......‬انها تريد ان ينتهي االمر فقط لذا‬
‫قالت (ساصعد الغيرها)‪......‬هز رأسه نفيا وقال (كل‬
‫مالبسك ال تصلح )‪.....‬لقد فاض الكيل قالت من بين‬
‫اسنانها (انت لم تعترض من قبل على مالبسي ام ربما‬
‫تعاقبني على‪......).....‬نظر اليها بتحذير ثم قال (انا لم‬
‫اعترض عليها من قبل ال النها تعجبني بل النني كنت‬
‫اظنك فتاة حساسة ال داعي الثقالها باالوامر المتعددة‬
‫مرة واحدة وكل ما كنت انتويه ان اعطيك بعض‬
‫الوقت حتى تتكيفي ‪ ،‬ولكن ‪......‬مط شفتيه ثم اكمل‬
‫وبما ان ظني كان خطأ اظن ال ضرورة الي وقت‬
‫اضافي )‪........‬قالت من بين اسنانها (وما تعريفك‬
‫للمالبس المالئمة بالتحديد ؟)‪.......‬نظر اليها بكسل ثم‬
‫قال ( مالبس غير ضيقة وليس من ضمنها البناطيل‬
‫بالتأكيد ويعلوها حجاب مالئم)‪.........‬صرخت فيه‬
‫بذهول وهي تردد(حجاب !حجاب !انت تريد ان‬
‫ترغمني على لبس الحجاب )‪......‬نظر اليها بصرامة‬
‫وقال ( اياك ان يعلو صوتك مرة اخرى ‪ ،‬وان كنت‬
‫تقولين ارغمك فاجل انا افعل ان الحجاب فرض وعليك‬
‫االلتزام به )‪......‬هزت راسها وقالت (سافعل عندما‬
‫اكون مستعدة وليس تنفيذ الوامرك ‪ ،‬ثم انني من‬
‫ساحاسب ال انت )‪.......‬قال لها نافيا (بل ساحاسب انا‬
‫ايضا ما دمت زوجتي ساكون مسئوال عنك‬
‫)‪........‬قالت له بلوم ( ولكنك لم تفعل هذا عندما طلبت‬
‫مني ان اصلي لقد نصحتني فقط )‪.......‬نظر اليها‬
‫بتمعن ثم قال (رغم ان الصالة هي عماد الدين واهم‬
‫اركانه اال اني ال استطيع ارغامك عليها بل على ان‬
‫انصحك‪ ،‬فان تركك لها يقع ضرره عليك فقط اما‬
‫التبرج فان ضرره يشمل المجتمع باكمله‬
‫)‪........‬نظرت اليه بعدم فهم ثم قالت (انا غير موافقة‬
‫حتى االن )‪........‬نظر اليها بهدوء (هل هذا يعني ان‬
‫اتفاقنا الغ)‪.......‬شحب وجهها لتقول بعدها (اعلم اني‬
‫افعلها مرغمة)‪.......‬مط شفتيه وقال (كما‬
‫تريدين)‪.......‬رفع بعد ذلك هاتفه ليصل اليها صوته‬
‫وهو يقول (سارة لقد قررت فرح ان ترتدي الحجاب ‪،‬‬
‫وهي فور اتخاذها القرار رفضت الخروج دونه لذا‬
‫فانني ساتعبك واطلب منك ان تحضري لها طقم‬
‫مالبس كامل لتذهب به الى الكلية )هي قررت ! ام‬
‫ارغمت انه يجمل الصورة لشقيقته‪.......‬انهى المكالمة‬
‫لينظر الى الجالسة امامه تتميز غيظا وهي تقضم‬
‫اظافرها نظر اليها بتسلية وقال (كف عن هذه العادة‬
‫الطفولية السيئة)‪......‬عاندته ولم تتوقف انها بالتأكيد‬
‫ل ن تطيع هذا المتسلط لم يبق اال ان يخبرها كم مرة‬
‫عليها ان تتنفس في الدقيقة‪.......‬بعد مضي بعض‬
‫الوقت حضرت سارة ومعها المطلوب فستان دون‬
‫اكمام تعلوه سترة من الجينز وحجاب به ورود رقيقة‬
‫يتماشى مع الطقم انه يبدو جيد ‪ ،‬لقد كان يعجبها‬
‫اختيار سارة لمالبسها ‪......‬سمعت صوت سارة‬
‫الرقيق يقول لها (انه طقم جديد)‪.......‬نظرت اليها في‬
‫خجل قائلة (ساعيده اليك فور ان اغسله)‪.......‬وجدتها‬
‫تقول لها (انه هدية مني لك بمناسبة‬
‫حجابك)‪........‬قالت لها (شكرا لك ولكن ‪......).‬وجدتها‬
‫تقاطعه قائلة(لقد اصبحت شقيقتي وهذا شئ ال يذكر‬
‫بين االخوة)‪........‬اومأت برأسها مفكرة تقدمين الى‬
‫هدية بمناسبة تسلط شقيقك ‪.......‬ارتدت الثوب‬
‫وساعدتها سلرة في ضبط الحجاب وادهشتها بعد ذلك‬
‫النتيجة النهائية لقد بدا اللبس مالئما لها تماما‬
‫واعطاها الحجاب هالة مالئكية‪ ،‬خرجت من الحجرة‬
‫وهي تشعر بالخجل الى حيثينتظر احمد لينظر اليها‬
‫بتقييم وبدا راض عن النتيجة‪.......‬قالت له سارة ال‬
‫تهتم بوجودي وهي بارك لزوجتك )‪......‬ابتسم لها‬
‫وقال (لقد تأخرنا االن وسأبارك لها كما يجب عند‬
‫عودتنا )‪.......‬صمت قليال ثم قال (سارة هل ستكوني‬
‫مشغولة مساءا؟)‪.....‬نظرت اليه باستفهام ليقول بعدها‬
‫(اريدك ان تصاحبينا في الذهاب لشراء مالبس لفرح‬
‫فانت تعرفين االماكن الجيدة للبس المحجبات)‪.......‬تبا‬
‫انه يخطط ويتحدث وكأنها غير موجودة وماذا ان كان‬
‫لديها هي خطط اخرى لم تسمع رد سارة التي سبقتهم‬
‫وركبت سيارتها ‪ ،‬ركبت هي جواره ليقضيا الطريق‬
‫فيصمت لم يقطعه اال قوله ساتصل بك العلم متى‬
‫ستنتهي اخر محاضرة التي واخذك)‪.......‬اومأت اليه‬
‫بااليجاب وهي تعود الى المكان الذي ال يزال كما هو‬
‫ولكن هي فقط من تغير ‪.......‬وصلت الى حيث المكان‬
‫المعتاد لصديقاتها الالتي فوجئن بوجودها ليعلقن‬
‫تعليقات مختلفة ما بين تهنئة على الزواج ودهشة من‬
‫الحجاب الغير متوقع الذي لم يظهر عليها من قبل اي‬
‫نية في ارتدائه‪.....‬قالت في نفسها وال انا كنت اعلم انا‬
‫ايضا تفاجئت!!!!!!!!!!!!!!!!في المساء عادت سارة‬
‫بعد انتهائها من جولة التسوق مع احمد وفرح الى‬
‫حيث ريهام التي لم تكن رأتها حتى الصباح انها ال‬
‫تدري حقا ما الذي يحدث بين احمد وزوجته ولكنها‬
‫تشعر ان بينهما سراع قوي لالرادات ولكن من‬
‫الواضح ان فرح تضطر لالستسالم في النهاية ‪ ،‬انها‬
‫تعلم احمد جيدا فخلف الواجهة الهادئة شديدة التهذيب‬
‫الذي قد ينخدع البعض بها يوجد رأس عنيد من‬
‫الصعب ان يتراجع ولكنها في النهاية تأمل ان تستقر‬
‫االمور بينهما الى افضل حال‪........‬دخلت الى حيث‬
‫ريهام لتقول لها (هل عرفت لقد تحجبت فرح فور‬
‫عودتها الى البلد)‪........‬نظرت اليها ريهام بدهشة‬
‫وهي تقول(لقد عرفت دائما ان شقيقك الصامت هذا ال‬
‫يستهان به)‪.......‬نظرت اليها بدهشة وقالت (ولما‬
‫تقولي ان احمد السبب ربما هي من قررت)‪......‬رفعت‬
‫ريهام حاجبها بدهشة وقالت (لن اصدق هذا ابدا ‪،‬‬
‫انها بركات الشيخ احمد بالتأكيد)‪.......‬قالت لها (انا‬
‫اعلم ان احمد متدين ولكن هذا ال يعني ان يجبر‬
‫زوجته على الحجاب‪ ،‬انظري ان يوسف لم‬
‫يفعل)‪.......‬ضحكت ريهام بصوت عال لمدة حتى ان‬
‫سارة قالت لها بتذمر (لم اقل شئ مضحك الى هذا‬
‫الحد )‪.......‬اوقفت ضحكها وقالت (ليس بسبب ما قلته‬
‫ولكن الني تخيلت ريهام محجبة ‪ ،‬اظن انها قد تقتل‬
‫نفسها اوال ‪،‬ثم من ناحية اخرى يوسف اساسا غير‬
‫متدين)‪......‬قالت سارة باعتراض (ال تقولي هذا انه‬
‫يحرص على الصالة وال اظنه يوما قد اكتسب اي مال‬
‫حرام )‪.......‬اومأت ريهام موافقة وقالت (اعلم هذا انه‬
‫يحرص على االسس ربما بحكم التعود ولكن ال يهتم‬
‫بباقي الجوانب ‪ ،‬ال اظن انه حتى ال ينتبه الى لبس‬
‫زوجته اال اذا كان فاضح يمكنك ان تقولي انه ال يعبأ‬
‫بها من االساس ‪ ،‬ربما لوكان يحبها ويغار عليها كان‬
‫سيفعل اكثر من احمد )‪.......‬شعرت وكانها قد اثارت‬
‫شجونها فشقيقها الذي يتحمل عنهم كل همومهم‬
‫يستحق ان يحظى بمثل هذا الشعور قالت في لهجة‬
‫حالمة (هل تظني ان يوسف يحب في يوم من‬
‫االيام)‪.......‬اجابتها ضاحكة(ربما هذا سيكون لسوء‬
‫حظ مسكينة ما )‪.......‬نظرت اليها سارة باعتراض‬
‫وقالت (ال تقولي عنه هذا انه سيجعل حبيبته اسعد‬
‫مخلوقة في الدنيا ‪ ،‬لوطلبت احد نجوم السماء فانه‬
‫سيحضرها لها)‪.......‬قالت ريهام باصرار(تقولين هذا‬
‫بسبب حبك له ‪ ،‬ربما سيحضر لها النجمة ولكن ليضئ‬
‫به القمقم الذي سيضعها فيه)‪......‬نظرت اليها بغيظ‬
‫وقالت (التي ستوقعها في الحب من المستحيل ان‬
‫تكون امرأة ضعيفة اساسا لترضى بما تقولين) مطت‬
‫ريهام شفتيها وقالت (اذا سيقتل احدهما االخر في‬
‫النهاية )‪.......‬رمنها سارة بالوسادة القريبةمنها‬
‫وقالت (انت كتلة من االحباط) مطت شفتها بالمثل‬
‫قائلة (انا اتمنى ان يجدها على االقل هذا سيكون‬
‫افضل من ان يظل عالقا مع نهال لالبد‬

‫إن بقائه في انجلترا لن يستمر اكثر من اثنا عشرة‬


‫ساعة وقد انهى اجتماعات العمل بالفعل وانتهى كل‬
‫شئ على افضل ما يكون ‪..‬لكن يبقى الشئ االهم له‬
‫قبل ان يغادر هذه البالد تلك الزيارة التي ظل يهرب‬
‫منها لسنوات ال سباب خاصة به ‪ ،‬ولكن االمر االن‬
‫اصبح يتعلق بجوانب اخرى خاصة بعد زيارة جده‬
‫واقاربه االخيرة ‪......‬لقد انتهت الهدنة بشكل اجباري‬
‫لذا عليه ان يحسم بعض االمور وهو لن يلجأ الى‬
‫اللف والدوران بل سيذهب مباشرة الى الرجل الذي‬
‫عقد اتفاقه معه مهما كانت المشاعر السلبية التي‬
‫تلوح في االفق ‪ ،‬لقد عرف عنوانه من وقتها ولكنه لم‬
‫يستخدمه حتى االن فقد اجبر نفسه على االبتعاد طوال‬
‫تلك السنوات ‪.........‬ان الجو شديد البرودة رغم‬
‫انكسار حدة الشتاء لكن الجو كان ابرد من اي طقس‬
‫مر به في بلده ‪ ،‬لكن هذا لم يمنعه من الحصول على‬
‫حمام منعش كما انه قام بحلق لحيته للمرة الثانيه‬
‫خالل هذا اليوم ‪.....‬ابتسم لنفسه بسخرية مالذي تفعله‬
‫يا يوسف ربما لن تلتقيها حتى !هل تظن نفسك ذاهب‬
‫لكي تخطب ؟!ربما سنتتهي المواجهة الى مشاجرة‬
‫اخرى ‪.....‬خرج من حمام الجناح الذي ينزل فيه داخل‬
‫الفندق الشهير في لندن ‪ ،‬وجد زوجته جالسة تقلب‬
‫في التلفاز بملل لقد التصقت به وصممت على السفر‬
‫معه ظنا منها انهما سيقضيان الوقت في الخروج وهو‬
‫احضرها ليس تأثرا بالحاحها ولكن كعقاب لها فهو‬
‫يعلم ان وقته محدود ولن يقضي في اي بلد اكثر من‬
‫يوم واحد سيقضي وقته خالله في العمل فقط‬
‫‪......‬وقف امام المرآة يعقد ربطة عنقه باهتمام ثم قام‬
‫بعد ذلك بالتعطر ليرتديبعد ذلك سترتة الحلة الرمادية‬
‫االنيقة ‪ ،‬هل كان من االفضل ان يرتدي واحدة‬
‫سوداء؟!ال هذه كافية نظر الى النتيجة النهائية بتقييم‬
‫شعر خالله بالرضا عن مظهره ‪........‬كانت نهال تنظر‬
‫اليه بتمعن عبر المرآة كانها تحاول قراءة افكاره ‪،‬‬
‫انها ال تنكر انه دائم االهتمام بنفسه ويحصل دائما‬
‫على االفضل كما ال تنكر انه وسيم وجذاب وتشعر‬
‫بالزهو حين ترى الحسد في عيون النساء حين تسير‬
‫جواره لكنها تشعر انه يبالغ االن في هذا االهتمام‪ ،‬هل‬
‫سيتركها بمفردها ويذهب هو لالستمتاع ؟ لقد كانت‬
‫تعلم قبل ان تأتي انه سيكون مشغوال ولكنها جاءت‬
‫النها تعلم ان اخر مكان سيذهب اليه هو فرنسا وربما‬
‫وقتها تستطيع اقناعه من اجل اطالة المدة‪.......‬لقد‬
‫خرجت في الصباح واشترت بعض االشياء ولكنها‬
‫قررت عدم الخروج مرة اخرى حتى تتمكن من النوم‬
‫النهم سيسافرون ليال ‪......‬التقت عيناها بعيناه فلم‬
‫تجد اال نظرة ال مبالية مما جعلها تقول له ( الى اين‬
‫انت ذاهب؟)‪.......‬ابتسم بسخرية هل تهتم حقا ؟‪...‬ام‬
‫ربما غريزتها االنثوية قد ارشدتها الى ما يسعى اليه‬
‫!‪.‬انه ال يظن ذلك فطوال تواجده معها لم يكن معها حقا‬
‫قال باستهزاء(الى امرأة اخرى بالتأكيد)‪......‬هل‬
‫سيفعل هذا حقا ويخبرها بنفسه انها ال تشعر بالدهشة‬
‫فلو كان هناك شخص ال يهمه شئ فهو زوجها‬
‫بالتأكيد ‪،‬رددت كلماته(امرأة اخرى‪......)......‬نظر‬
‫اليها بسخرية وقال (نهال هل صدمتك ! انت بالتأكيد‬
‫لن تدعي بانك تغارين علي)‪.........‬انها تشعر بانه‬
‫يتالعب بها ‪ ،‬انه بالتأكيد لن يفعل هذا ليس النه يحبها‬
‫بل بسبب اخالقه ‪،‬نظرت اليه بجمود وقالت (انا اعرف‬
‫انك ال تقوم بهذه االشياء فانت لن تقوم بعالقة غير‬
‫شرعية)‪...........‬نظر اليها بتقييم من اعلى الى اسقل‬
‫ثم قال (يفاجئني ان هذا رأيك بي ‪ ،‬ولكن من الذي‬
‫تحدث عن شئ غير شرعي ‪ ،‬لقد قلت بانني ذاهب الى‬
‫امرأة وليس الى عاهرة‪ ،‬الم يخطر ببالك انها قد تكون‬
‫زوجتي؟)‪............‬شعرت بالدماء تندفع الى رأسها ‪،‬‬
‫هل يوسف متزوج حقا ؟!انها ليست متأكدة هو لم‬
‫يقلها صراحة انها تشعر‪....‬ولكن مهال ان هذه كارثة‬
‫فهو ان كان متزوجا حقا ربما ستتضح الحقيقة ويعلم‬
‫انها كانت تخدعه لسنوات وهي توهمه انه عقيم‬
‫ستكون هذه مصيبة ربما سيقتلها ‪ .‬انها لم تجرب‬
‫عنفه من قبل ولكنها تعلم انه كامن دائما خلف هذه‬
‫الواجهة التي قد تبدو متحضرة ‪ ،‬حاولت استجماع‬
‫شجاعتها وهي تقنع نفسها اوال لتقول (زوجة في‬
‫انجلترا التي لم تطأها قدماك الكثر من خمس سنوات‬
‫منذ زواجنا انه شئ ال يمكنني تصديقه‬
‫؟!)‪.........‬وكأن ما نطقت به اقنعها هي ايضا ليظهر‬
‫التحدي على وجهها ‪ ،‬لدهشتها وجدته يضحك بصوت‬
‫عال ويقول مشيرا الى رأسها (ان هذا الذكاء المبالغ‬
‫فيه مفاجئ بالتأكيد يا نهال )‪........‬انه يسخر منها هي‬
‫متأكدة اكمل بعدها ( ربما في وقت اخر اكون اقل‬
‫انشغاال فاستطيع الوصول الى مدى عبقريتك ولكن‬
‫ليس االن )‪.........‬قالها واستدار مغادرا الجناح‬
‫باكمله‪ ..........................................‬ان المقاطعة‬
‫التي يعيش فيها صهرة بعيدة نسبيا اذا فقد استقل‬
‫طائرته الخاصة توفيرا للوقت ‪ ،‬بعد وصوله الى‬
‫المطار استقل السيارة المنتظرة رافضا اصطحاب‬
‫الحرس معه انه ال يتوقع ما قد يحدث لكنه يريد ان‬
‫يبدو بمظهر مختلف عما كان عليه في المرة السابقة‬
‫يريدها زيارة ودية وليست اغارة على بيت الرجل‬
‫‪...........‬انه لم يحصل على موعد مسبق ولكن في‬
‫هذه الساعة البد وانه قد عاد من عمله ‪ ،‬نزل من‬
‫السيارة ليسير بعد ذلك عبر الممر الذي يخترق‬
‫الحديقة ويؤدي الى باب المنزل انه منزل انجليزي‬
‫راقي محاط بحديقة ذات مساحة معقولة على الطراز‬
‫الفكتوري ‪......‬ربما كانت ملك تلعب في هذه الحديقة‬
‫وهي طفلة !شعر بشئ يهتز داخله لقد عاشت في هذا‬
‫المكان طول حياتها هل اصبح قريبا منها الى هذه‬
‫الدرجة‪.......‬طرق جرس الباب ونظر الى الشئ الذي‬
‫يظهر عن بعد انها بحيرة ربما الجهة االخرى من‬
‫المنزل تطل عليها ‪ ،‬وقع نظره على طفالن يلعبان‬
‫جوار البحيرة لم يكونا واضحين بسبب بعد المسافة‬
‫ولكنه شعر بنغزة في قلبه اقوى في حتى من تلك التي‬
‫يشعر بها اذا رأى اطفاال اجبر نفسه على االلتفات‬
‫وهو يستغفر ربه ان ما يفعله يزيد المه ال اكثر‬
‫‪........‬فتح الباب ليجد امرأة ال يظهر عليها سن محدد‬
‫ذات مظهر جامد متحفظ تحدث اليها قائال (هل الدكتور‬
‫عبد الرحمن موجود؟)‪.........‬اجابته باقتضاب (اجل‬
‫هل لديك موعد مسبق معه؟)‪..........‬قال لها بنبرة‬
‫امرة سادخل النتظره فيما تخبرينه عن‬
‫وجودي)‪......‬قالها وتوجه الى الداخل فيما حدقت في‬
‫اثره بدهشة ما هذا انه حتى ال يملك التهذيب الكاف‬
‫لالنتظار وهو حتى ليس لديه موعد ما هذه الوقاحة‬
‫؟!ربما عليها ان تطرده القى اليها نظرة تحذيرية‬
‫وكأنه فهم ما تنوية التدري ما الذي منعها في هذه‬
‫اللحظة من المضي فيما انتوته هل هي السلطة‬
‫الفطرية التي تشع منه او القوة التي تظهر في كل‬
‫جزء فيه‪....‬انزلت عينها في اشارة الى االستسالم قال‬
‫لها بغرور ( اخبري الدكتور ان يوسف سليمان في‬
‫انتظاره )‪..........‬اذا فهو عربي اخر انها ال تحمل‬
‫شيئا ضدهم فالرجل الذي عملت لديه لسنوات لم يظهر‬
‫خاللها اال التهذيب هو منهم ولكن هذا‪!!......‬سمع‬
‫خطواتها تبتعد بينما اخذت عيناه تتجوالن في المكان‬
‫انه منزل انيق عصري ال يناقض ذلك اال مديرة المنزل‬
‫التي يبدو وانها خرجت من احد االفالم االنجليزية‬
‫القديمة حيث القصور ذات الجدران العالية المليئة‬
‫بالتحف والتماثيل ‪.......‬انتبه الى صوت خطوات اقدام‬
‫تقترب استدار ليجد الرجل الذي لم يره منذ اكثر من‬
‫سبع سنوات الدكتور عبد الرحمن الحسيني ان مظهره‬
‫لم يتغير كثيرا ربما زاد الشعر االبيض يرتدي نظارته‬
‫الطبية ولكن نفس الهدوء والوقار والبرود ‪ ،‬ليس‬
‫البرود بالتأكيد فقد اختفى ليحل محله االحتقار ‪ ،‬لم‬
‫يلق عليه اي تحية ايضا على ما يبدو ان اللقاء‬
‫سيكون ثقيال جدا وصل اليه صوته يقول (من االفضل‬
‫ان ندخل مكتبي )‪......‬سار خلفه ليدخال الى حجرة‬
‫متوسطة الحجم تحتوي على مكتب انيق وعل‬
‫حوائطها يتواجد الكثير من الكتب ‪ ،‬نظر اليها انها‬
‫باللغة االنجليزية ومعظمها مراجع طبية ولكن هناك‬
‫جانب مختلف حيث يتواجد الكثير من الروايات‬
‫ودواوين الشعر لم يتصور انها قد تخص الدكتور فهو‬
‫ال يبدو من النوع المهتم باالدب ربما تخص ملك او‬
‫امها التي ال يعرفها ‪ ،‬كيف سيعرف االم وهو ال يعرف‬
‫االبنة ؟!‪....‬جلس مقابال للرجل الذي جلس وراء‬
‫مكتبه كان ينظر اليه بتفحص وكأنه يقيمه !‪......‬هذا‬
‫حقا ما كان يفكر فيه ان الذي يجلس امامه هو زوج‬
‫ابنته انه ال يشكو بالتأكيد من عيب فيمظهره بل هو‬
‫اقرب الى الكمال ‪ ،‬ولكنه يشعر نحوه بعدم الراحة‬
‫ليس بسبب ما فعله فهذا الشعور هو الذي انتابه منذ‬
‫وقعت عيناه عليه للمرة االولى ‪ ،‬ان هذا يجعله‬
‫متحفزا انه االن وهو في الثالثينيات يبدو اكثر قوة‬
‫وخطورة واكثر ثقة ‪......‬رغم ان عمره ال يزيد عن‬
‫عماد ابنه اال قليال ولكن الجالس امامه ال يشعره بهذا‬
‫الشعور ابدا ‪.....‬لوال انه يريد ان يتخطى هذا الموقف‬
‫دون خسائر لطرده منذ البداية ‪ ،‬سيجلس معه بكل‬
‫هدوء حتى ال يشك فيشئ يجعله يبحث خلفهم‬
‫‪............‬وجده يتحدث اليه قائال (سادخل في‬
‫الموضوع مباشرة ‪.......‬ان االتفاق الذي تم بيننا منذ‬
‫سنوات اريد تنفيذه االن )‪........‬نظر اليه بهدوء وقال‬
‫(متى بالتحديد؟)‪.........‬رد في ثقة (عند بدء االجازة‬
‫الصيفية الني ال اريد ان يعطل شقيقتي اي شئ عن‬
‫دراستها ‪ ،‬وفي نفس الوقت ال استطيع االنتظار حتى‬
‫تخرجها بسبب بعض المستجدات ‪ ،‬ربما سينتهي كل‬
‫شئ قبل العام الدراسي الجديد)‪............‬صمت قليال‬
‫ثم قال (انا لم اتتبع اي معلومات حولكم طوال الفترة‬
‫السابقة لذا فانا اريد ان اعرف منك الوضع الحالي‬
‫البنك حاليا ‪.....‬هل اكمل دراسته ؟)‪........‬لم تتغير‬
‫اللهجة الهادئة للرجل ولكن اختلط بها بعض الفخر‬
‫وهو يقول (لقد انهاها كما انه حصل الماجستير وكذلك‬
‫الدكتوراة منذ ايام ‪ ،‬ومنذ تخرجه وهو يعمل في شركة‬
‫كبيرة في المانيا)‪............‬هل هذا حقيقي بالتأكيد‬
‫حقيقي رغم كونه غير معقول فرجل كالدكتور عبد‬
‫الرحمن لن يكذب بالتأكيد ‪........‬نظر اليه دون‬
‫تعبيرقائال (هذا جيد جدا )‪........‬اكمل االخر (ال تقلق يا‬
‫سيد يوسف ان ابني سيكون الئق تماما وسيقدم كل ما‬
‫تقتضيع العادات والتقاليد للعروس)‪.........‬اومأ برأسه‬
‫في شرود لقد انتهى الموضوع االول ولكن تبقى‬
‫الموضوع االخر لذا رفع رأسه محاوال عدم اظهار اي‬
‫ضعف وقال (من جانبي فانا ملتزم بدوري في االتفاق‬
‫‪.........‬نظر اليه الرجل والذي يبدو ان هذا الموضوع‬
‫يجعله يفقد بروده المعتاد وقال باستنكار وعيناه‬
‫مشتعلتان (اي جانب هذا الذي ستنفذه ؟ هل ستتزوج‬
‫ابنتي في العلن ؟ وعلى اي وضع سيتم االمر على‬
‫انها زوجة ثانية ؟ وهل ستقبل زوجتك ام انك ال تهتم؟‬
‫هل تظن اني ساوافق على هذا ؟ معذرة سيد يوسف‬
‫ما اريده منك بالتحديد هو ان تطلقها فقط وال شئ اخر‬
‫‪ ،‬انا ال يهمني رأي احد فنحن هنا في مجتمع ال يحرقه‬
‫الفضول تجاه احد ‪ ،‬وحتى في وطني هناك لن يعرفوا‬
‫سوى ان ابنتي تزوجتك ثم طلقت وال شئ‬
‫اخر)‪...........‬هل يعني هذا انه لن يراها مرة اخرى‬
‫هل هذه هي النهاية ؟‪......‬ال ال يمكنك ذلك ‪ ،‬نظر الى‬
‫الرجل فجأة ليقول (هل هي هنا ؟ اريد ان أراها‬
‫)‪.......‬نظر اليه بوحشية قائال (ترى من ؟ انت لن‬
‫تراها مرة اخرى يكفي ما حدث في المرة االولى ‪ ،‬انها‬
‫حتى االن لم تتجاوزه)‪........‬نظر اليه بغضب شديد‬
‫تصاعد داخله غضب من نفسه اوال انه بات على يقين‬
‫ان مخاوفه كانت امر واقع لقد ظلت لسنوات تعاني‬
‫بسببه ‪ ،‬ولكنه رغم ذلك يريد ان يراها ربما يكون‬
‫شفائها على يديهانه مدين لها بهذا ‪...‬قال من بين‬
‫اسنانه (هل تمنعني عن رؤية زوجتي؟)‪........‬رد عليه‬
‫بسرعة (زوجتك؟ هل لديك الوقاحة الكافية لقول هذا‬
‫بعد ما حدث وبعد الطريقة التي جعلت بها هذا الزواج‬
‫يتم؟ الم تشعر باالحتقار من نفسك وانت رجل تغتصب‬
‫طفله ؟)‪......‬ربما يكون قد رددها لنفسه االف المرا ‪،‬‬
‫ربما صوت ضميره المثقل ظل يرددها طوال الوقت ‪،‬‬
‫ولكن ان يسمعها من شخص اخر بتلك اللهجة‬
‫المحتقرة فان ذلك كان غير محتمل ‪.........‬قام من‬
‫مكانه بحدة قائال (على االقل انا لم المسها اال بعد ان‬
‫اصبحت زوجتي بالفعل على عكس ما فعله‬
‫ابنك)‪........‬قال له الرجل بنفس االحتقار (وهل هذا‬
‫يشكل فرق ؟ تخطفها في الصباح لتعود في المساء‬
‫وتقول لها انت زوجتي اسمح لي ان اغتصبك حتى‬
‫اخفف غضبي واحقق انتقامي ‪ ،‬هل تظن ان كلمتك‬
‫كانت تعني لها شيئا ؟)‪.........‬ال هذا اصبح غير‬
‫محتمل بالمرة صرخ به وقد فقد اعصابه(لم يكن‬
‫اغتصاب انا لم استخدم معها اي ذرة من‬
‫العنف)‪.......‬رد عليه بصوت هادر ليبدوا كمجنونان‬
‫فقدا عقلهما (دعك من هذا التالعب وما الذي قد تفعله‬
‫فتاة صغيرة اما م رجل في قوتك وجسدك الذي يبدو‬
‫مثل اجسام المصارعين ؟)‪............‬تنفس ببطء عدة‬
‫مرات محاوال تهدئة نفسه فهذا الجدال العقيم لن ينته‬
‫على اي حال قال بهدوء(ولمنها االن لم تعد صغيرة‬
‫لقد اصبحت شابة ناضجة )‪.........‬نظر اليه بمرارة‬
‫قائال (بل ال تزال تلك الفتاة الصغيرة التي اختطفتها ‪،‬‬
‫انها ال تزال عالقة في تلك الليلة الى االن ‪ ،‬وانا لن‬
‫ادخلها بارادتي الى هذا الجحيم ثانية )‪.......‬ربما يكون‬
‫هو الوحيد القادر على اخراجها كما ادخلها ‪ ،‬قال‬
‫ببرود (فليكن دون ارداتك يا دكتور )‪........‬قالها‬
‫وغادر المنزل باكمله رفع رأسه وهو يفتح باب‬
‫سيارته ليجد الطفالن مازاال عند البحيرة صحح لنفسه‬
‫انهما ليس طفالن بل طفل وطفلة ذات شعر كستنائي‬
‫طويل ‪ ،‬ما ان ركب السيارة حتى فتح هاتفه الجوال‬
‫وقال ( أريد ان اعرف مكان ابنة الدكتور عبد الرحمن‬
‫الحسيني ) استمع الى الجانب االخر ثم قال (عنها فقط‬
‫اين توجد حاليا بالتحديد)‪.......‬اغلق الهاتف وفي‬
‫عينيه نظرة شرسة بوحشية (فليكن دون ارادتك يا‬
‫دكتور‪........‬ان هذا الشخص ال يحتالج الى من يثيره‬
‫بل هو من يجعل االخرون يشتعلون مثله ان اللقاءات‬
‫التي جمعتهما يمكنه ان يقول بكل امانه انها اكثر‬
‫اللحظات التي ثارت فيها اعصابه عبر حياته باكملها ‪،‬‬
‫رفع هاتفه ليقول مباشرة (عماد ال تعود انت او انجي‬
‫الى شقتك )‪.......‬ال لال تأخذه معك بل اتركها عند‬
‫خالتك )‪.......‬اقفل الخط فربما هذا سيمنحه بعض‬
‫الوقت‬

‫**انها ال تستطيع حتى االن فهم ما حدث لقد اتصل‬


‫بها عماد واخبرها اال تعود الى شقته بل الى منزل‬
‫خالتها الموجود في لندن ‪ ،‬انها تحب خالتها اليزابيث‬
‫بالتأكيد ولكن وجود ابناها المراهق وابنتها المراهقة‬
‫ايضا بصخبهما ال يشعرها بالراحة وكذلك زوجها انها‬
‫ال تمسك عليه شئ ولكنه ال يريحها ‪ ،‬لقد تشاركت مع‬
‫الفتاة حجرتهاانها تعلم ان ماجي فعلتها مضطرة ولكن‬
‫هذا ال يهمها ‪ ،‬انها اليوم في اجازة الن عماد ايضا‬
‫طلب منها عدم الذهاب الى الكلية ‪........‬فتحت‬
‫الكمبيوتر المحمول لتسطلع بعض المستجدات وترسل‬
‫رساله الى ناتلي صديقاتها تطلب منها ارسال‬
‫المحاضرات لها عبر البريد االلكتروني‪.........‬انهت‬
‫ذلك ليخطر شئ على بالها (مراد رفعت )يمكنها ان‬
‫تعرف عنه بعض المعلومات رأت بعض الصور له‬
‫ومعلومات ال تختلف عما سبق واخبرها عنه انه حتى‬
‫االن ال يزال موجودا في لندن ‪.......‬انتهى فضولها‬
‫بسرعة فهو بالتأكيد ال يهمها كثرا فلتبحث عن‬
‫معلومات جديدة عن زوجها اللدود افضل ‪.......‬كتبت‬
‫االسم لتجد العديد من العناوين الجديدة اكثر من واحد‬
‫باللغة االنجليزية كما انها بتاريخ حديث االمس واليوم‬
‫بدأت بقراءة احد المواضيع لتحدق فيه بذهول لقد كان‬
‫هنا !!!!!!! في لندن بالتحديد يوم امس ولقد غادر‬
‫فجر اليوم دون ان تعلم‪.......‬الهذا السبب جعلها عماد‬
‫ال تعود الى شقته ؟ هل كانوا يعرفون؟ هل تآمروا من‬
‫اجل ابعادها ؟‪..........‬صرخت بصوت عال‬
‫(الااااااااااااااااا)‪...........‬ثم امسكت بجهاز الكمبيوتر‬
‫والقته ليرتطم بالحائط محدثا دويا عاليا وهي‬
‫تصرخ( انك عديم الفائدة اذا فان ما تستحقه ان تتحطم‬
‫)‪.........‬كانت تمسك باالشياء حولها تحطمها دون‬
‫وعي وهي تقول (اللعنة كلهم خاننوني وقفوا ضدي ‪،‬‬
‫هل يخشون علي ان قابلته اذا فليكن هناك سبب‬
‫حقيقي لذلك‪..........‬فتحت دوالب ماجي ونظرت الى‬
‫مالبسها ان ابنة خالتها المراهقة كان لديها مالبس‬
‫ربما تبدو على جسد الفتاة المراهق عادية ولكن‬
‫عليها لن تكون كذلك امسكت فستان اسود قصير به‬
‫خيوط ذهبية لتقول في حقد (هذا سيفي‬
‫بالغرض)‪..........‬لبسته لتجده يصل الى منتصف‬
‫فخذها كما ان فتحة عنقه المنخفضة كانت تظهر‬
‫الكثير ‪.........‬امسكت بعد ذلك ادوات المكياج الخاصة‬
‫بماجي لتضع كحل ثقيل فوق عينيها وتطلي شفتيها‬
‫بروج احمر فاقع لقد بدت بدت مثل عاهرة‬
‫!!!!‪..........‬ارتدت معطفها وتسللت من المنزل الذي‬
‫يبدو انه خاو فلو كان هناك احد موجود كان سيالحظ‬
‫اصوات التحطيم بالتأكيد‪.......‬سارت الى مكان لم‬
‫تذهب اليه من قبل انها تشعر بانها ذاهبة لالنتحار‬
‫ربما هذا هو الشئ الوحيد الذي سيريحها ان تتخلص‬
‫من هذا العالم ‪ ........‬دخلت الى الملهى الليلي الحقير‬
‫الذي بدا وكانه يعج بالحثالة فتيات ساقطات ورجال‬
‫يسعين الى اجسادهن مثل الكالب المسعورة توجهت‬
‫الى البار الموجود لتطلب شئ معين ثم تشربه بسرعة‬
‫انها المرة االولى في حياتها التي تذوق الخمر ولكنهم‬
‫يزعمون انها تضيع العقل ان كانت كذلك فهي ترحب‬
‫بها ‪......‬بعد عدة اكواب اصبح كل شئ امامها مشوشا‬
‫كان هناك شخص قريب منها شعرت بالنفور تجاهه‬
‫ولكن لم يكن لديها قوة البعاده شعرت بعدها بانها ال‬
‫تشعر بشئ بل كانها تسقط الى هوة سحيقة لم تدري‬
‫كم استمر هذا السقوط اال انها استفاقت في النهاية‬
‫لتجد نفسها فوق سرير فخم داخل حجرة واسعة تبدو‬
‫كحجرة في احد الفنادق شعرت بالم شديد فر رأسها‬
‫وصداع فتاك عاد اليها ما حدث في الليلة السابقة لقد‬
‫شربت الخمر وهذا الصداع هو ااحد العراض الجانبية‬
‫الالحقة‪.......‬ابعدت الغطاء ونظرت الى نفسها لتجد‬
‫انها لم تعد ترتدي فستان ابن خالتها بل ما بدا كمعطف‬
‫حمام رجالي ‪ ،‬اللعنة ماذا حدث كيف اتت الى هذا‬
‫المكان حاولت العودة بالذاكرة الى االمس لترى‬
‫صورة تندفع الى رأسها لقد كانت هناك بشكلها‬
‫المبتذل ويبدو ان ما شربته قد غيبها عن الوعي‬
‫لتتذكر اخرشئ وهو رجل جوارها تحاول ان يبعده‬
‫‪.......‬هل حقق ما اراد ؟ هل تحقق ما كان الجميع‬
‫يحذره منها وانها في النهاية ستسقط سقوطا مدويا‬
‫في النهاية ؟ ان اللعبة الذي تتبجح بلعبها ستصيبها‬
‫في النهاية؟ هل استغل رجل جسدها للمرة الثانية‬
‫وهذه المرة في الحرام ؟ هل خانت زوجها‬
‫؟‪.........‬كانت دموعها تتساقط دون توقف نظرت الى‬
‫دموعها بحقد وهي تنفس بغل (هل تظنين ان الدموع‬
‫ستطهرك ايتها الزانية ‪...‬زانية‬
‫‪.....‬زانية‪.......).......‬اندفعت من فوق السرير لتتجه‬
‫نحو المرأه الكبيرة وتنظر الى نفسها لقد كانت زينتها‬
‫سائلة على وجهها لتعطيها بجدارة لقب عاهرة‬
‫‪.......‬كانت عينيها تتجوالن بهستريا حتى غثرت على‬
‫مرادها انها االداة الحادة الخاصة بفتح الخطابات‬
‫امسكتها موجهه اياها جهة صدرها رفعت يدها‬
‫محاولة غرسها في قلبها وهي تصرخ بهستريا (زانية‬
‫زانية وتستحقين الموت)‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪................‬الفصل الحادي‬
‫والعشرون‪......................‬‬
‫‪....‬تتناول الغداء خالل االستراحة مع المجموعة‬
‫المعتادة ايمان ورضوى التيمنذ ايام تعاني من حالة‬
‫مزاجية سيئة بسبب اكتشافها ان السيد حازم عبد هللا‬
‫متزوج وان مشاعرها تجاهه ذهبت هدرا ‪ ،‬انها ال‬
‫تدري ماذا عليها ان تقول بالضبط لتواسي الفتاة‬
‫البائسة التي تحب زوجها!!!!!!!!!كانت تعبث‬
‫بالشوكة في الطعام الموجود امامها انها ال تدري ماذا‬
‫سيكون شعور الجميع نحوها حين تنكشف الحقيقة‬
‫هي في البداية طلبت منهم اخفاء من تكون لتتيح‬
‫لنفسها ان تكون مثل الجميع ليس لها اي مزايا تعتمد‬
‫على جهدها الخاص من اجل النجاح وال يكون هناك‬
‫اي حساسية من االخرين في تعاملهم معها ‪ ،‬ولكن‬
‫الكواليس الموجودة جعلت موقفها صعب هل‬
‫ستستطيع رضوى ان تنظر لوجهها مرة اخرى عندما‬
‫تعلم انها كانت تحب وتتغزل في زوجها امامها بالتأكيد‬
‫ال !!انها ال تشعر باي ضغينة نحوها بل تتعاطف معها‬
‫فحب رئيس العمل او االستاذ او اي نموذج فوقي هو‬
‫شئ معتاد وفي النهاية ال يكون حتى حب حقيقي‬
‫‪......‬كانت رضوى تقول (انا من كنت غبية لماذا‬
‫سيظل شخص في وسامته وحالته المادية دون زواج‬
‫حتى هذا الوقت ‪ ،‬كان علي ان افهم ان عالقته وثيقة‬
‫بعائلة السعيد ليحتل هذا المنصب )‪..........‬كانت ايمان‬
‫تشعر بالتعاطف نحوها فقد كانت كمن شيد قصورا‬
‫فوق الرمال فاتت موجة لتهدمها في غمضة عين ‪،‬‬
‫ولكن من ناحية اخرى هي ال تتهم السيد حازم بشئ‬
‫فهو لم يصدر عنه اي شئ بل هو ينأى بنفسه طول‬
‫الوقت عن الجانب النسائي في الشركة وال يتحدث‬
‫معهن اال فيما يخص العمل ‪ ،‬قالت لها بجدية (لست‬
‫وحدك من لم يخمن الوضع ولكن كلنا كنا كذلك‬
‫‪،‬وعليك االن ان تنسي ما حدث وتعودي اقوى من‬
‫االول ‪ ،‬سيكون هذا في صالحك اوال ‪ ،‬وصدقيني هذا‬
‫افضل ما حدث انت ال تدركين حقا ما هو قادر على‬
‫فعله لقد جعلني انهار ذلك اليوم )‪........‬زفرت بصوت‬
‫مسموع ثم قالت (انا احاول لقد ادركت غبائي اخيرا‬
‫وبالتأكيد ساتجاوز االمر )‪.......‬نظرت اماني الى‬
‫ريهام وقالت (انت لم تتكلمي منذ جلسنا اال تهتمين‬
‫بالموضوع ام ان هناك شئ اخر يشغلك‬
‫)‪..........‬غمزت بعينيها ثم قالت (ان معجبك اصبح‬
‫يحوم بالقرب ثم ان مدحت شخص جيد ربما عليك ان‬
‫تفكري في االمر جديا )‪..........‬انها تريد ان تضحك‬
‫دون توقف ان معجبيها هي وزوجها ال يتوقفون ربما‬
‫عليها ان تترك حازم وتغير اسمها وستحصل وقتها‬
‫على اخر ال يهتم حقا بمن تكون او ماهي عائلتها‬
‫وتعيش مغامرتها الخاصة ‪......‬ولكن ماذا تفعل‬
‫بعمر؟! انها لن تستطيع تركه بالتأكيد ربما عليها‬
‫تغيير اسمه هو ايضا ‪.......‬رفعت عينها لتجد ايمان ال‬
‫تزال منتظرة فاضطرت لالجابة قائلة( ان ال اهتم باي‬
‫معجبين يمكنك ان تخبري المهندس مدحت اني حاليا‬
‫اهتم بعملي فقط )‪..........‬رفعت اماني كتفيها وقالت‬
‫(انه لم يطلب مني ان اسألك التكفل‬
‫باخباره)‪........‬عادوا الى مبني الشركة لتجد المهندس‬
‫مدحت يستوقفها قبل الدخول كما يقال اذكر العفريت ‪،‬‬
‫التفتت حولها انها ال تعلم اين حازم وحتى ان كان غير‬
‫موجود هي ال تريد اثارة االقاويل حولها وجدته يقول‬
‫(انسة ريهام انا معجب بك )‪.........‬ارادت مقاطعته‬
‫لكنه اشار اليها فيما يكمل حديثه (انا ال اريدك ان‬
‫تفهمي تقربي منك بشكل خاطئ فاني اريد ان يكون‬
‫ارتباطنا رسمي )‪......‬كادت تصرخ هل يطلب يدها‬
‫وفي هذا المكان !!!!قبل ان تحاول ايجاد الرد‬
‫المناسب رأته يخرج من سيارته ‪ ،‬ان مدحت هذا‬
‫بالتأكيد اغبى شخص رأته في حياتها فهو يقف ليفاتح‬
‫احد الموظفات امام البوابة وقت انتهاء الراحة في‬
‫موضوع ارتباط وكأنه يقوم بتقديم عرض مجاني‬
‫للجميع ‪....‬شعرت بالدماء تنسحب من جسمها انها‬
‫حتما ال تريد فضيحة وحازم غير مضمون كان يتقدم‬
‫نحوهما بمالمح غامضة تكلم ببرود مخاطبا مدحت‬
‫( مدحت هل هناك سبب ما لهذا التواجد امام باب‬
‫الشركة ؟)‪......‬اخفض مدحت رأسه في خجل وقال‬
‫(انه موضوع شخصي كنت اكلم فيه المهندسة ريهام‬
‫)‪........‬موضوع شخصي بين هذا االحمق وزوجته انه‬
‫يرى الشياطين تتقافز امامه ولكن الهدوء افضل حاليا‬
‫! قال بفتور محاوال التحكم بغضبه انه بالتأكيد سيعلن‬
‫زواجهما ولكن بطريقة الئقة فهو ال يريد التسبب‬
‫بفضيحة امام باب الشركة (يمكنك ان تؤجل موضوعك‬
‫فيما بعد فانا اريد المهندسة في شئ طارئ‬
‫حاليا)‪.........‬قالها وسار ليدخل عبر الباب ومنه الى‬
‫المصعد وهي تسير خلفه دون ان يهتم بتوجيه كلمة‬
‫لها دخلت الحجرة الواسعة فاغلق الباب بعدها وجلس‬
‫خلف المكتب لينظر اليها بتفحص بارد ثم قال ( لقد‬
‫اخبرتني انك تريدين النزول الى المواقع‪....‬استعدي‬
‫غدا سامر على شقتك الصطحبك معي الى القرية‬
‫السياحية التي نعمل فيها )‪...........‬لقد ظنت انه‬
‫احضرها ليحقق معها بشأن ما رأه في االسفل ولكن‬
‫ها هو يتجاهل الموضوع ويخبرها انه سيحقق لها ما‬
‫كانت تتمناه منذ بدأت العمل ‪.......‬قالت له بتساؤل‬
‫(لماذا ال اتي بسيارتي)‪.......‬نظر اليها باستنكار‬
‫وكأنها تهذي ثم قال بنفس البرود (هل ستقطعين كل‬
‫هذه المسافة وجدك انك حتى ال تعرفين‬
‫الطريق)‪........‬نظرت اليه باحباط ان لديه حق بالتأكيد‬
‫‪ ،‬ربما هي المتوجسة اكثر من الالزم فما المشكلة ان‬
‫تركب سيارته لبضعة ساعات !!!!!!!!!قالت له‬
‫(ساكون جاهزه في الوقت المحدد )‪........‬وجدته بعد‬
‫ذلك ينظر الى اوراقفي يديه وكأنه ينهي المقابلة‬
‫‪.........‬تبا انه يتجاهلها بشكل فج منذ تلك الليلة هل‬
‫يعاقبها هل عدم استسالمها له ‪........‬لقد اعتادت في‬
‫الفترة االخيرة على مالحقته لها طول الوقت ليس‬
‫بشكل فعلي ولكن دائما كانت تشعربه يراقب خطواته‬
‫يعرف مستجداتها ويحاول استغالل اي فرصة ليتقرب‬
‫منها هل اصابه الملل ؟ هل اخبره يوسف بخططه‬
‫تجاههما ؟ هل شعر بالنفور منها بعد ان رماها‬
‫شقيقها له مرة اخرى او ربما ال يعلم بما قاله يوسف‬
‫لها هي تظن انه قد تأثر بما حدث وربما قد انجرحت‬
‫كرامته ‪ ،‬هل عليها ان تعتذر له تحاول ان تتقرب منه‬
‫ما الذي اخذ تفكيرها الى هذه الوجهه ‪ .....‬انك كما‬
‫انت دائما يا ريهام نقطة ضعفك هي حازم ‪ ،‬كانه‬
‫الترموتر الذي تقيم عبره حياتها مجرد رؤيتها للرضا‬
‫على وجهه يجعلها ايضا تشعر بالرضا سعادته‬
‫تسعدها وحزنه يحزنها ‪........‬كما ان حالته النفسية‬
‫السيئة حاليا منعكسه عليها هي ايضاوجدت نفسها‬
‫امام المكتب الخاص بها ان عليها انهاء عملها قبل‬
‫السفر في الغد ‪ ،‬لقد نسيت ان تسأله ما المدة التي‬
‫سيستغرقها سفرهم هل سيضطرون للمبيت؟‬

‫وصل اليها صوت خالتها (انجي ارجوك افتحي الباب‬


‫اريد ان اكلمك فقط ‪.......).‬سكتت قليال ثم قالت (انني‬
‫لن اكلمك حتى ولكن خذي بعض الطعام عليك ان‬
‫تتناولي شيئا ما ‪ ،‬انت لم تذوقي شيئا منذ‬
‫االمس)‪..........‬لم تجب مما جعل خالتها تقول‬
‫(سيتوجب علي االتصال بامك واخبارها حتى‬
‫يتصرفون)‪..............‬ال انها ال تستطيع في هذه‬
‫اللحظات مقابلة او مواجهة اي شخص من عائلتها ‪،‬‬
‫ال بد ان تأخذ بعض الوقت لتستجمع نفسها وتحاول‬
‫الخروج مما هي فيه انهم سيضغطون عليها وليت هذا‬
‫الضغط سيتبعه االحتواء الذي تحتاجه ال بل سيكون‬
‫االمر مجرد استجواب ‪ ،‬ربما عليها اظهار بعض‬
‫التجاوب مع خالتها حتى تتركها وشأنها ‪ ،‬اجبرت‬
‫ساقيها على التحرك فهي منذ الليلة قبل السابقة ال‬
‫تشعر بجسدها ربما يكون هذا ما تستحقه !فتحت‬
‫الباب لتجد خالتها امامها امسكت الصينية منها دون‬
‫كالم لتجدها تندفع خلفها الى الحجرة وتنظر اليها‬
‫متفحصة ثم تقول لها (انجل عزيزتي هل انت بخير‬
‫منذ عدت امس بعد قضائك الليل خارجا وانا ال اشعر‬
‫انك كذلك على االطالق)‪..........‬رفعت عينيها اليها‬
‫ربما عليها ان تحاول تطمينها قالت في خفوت (ال‬
‫تقلقي خالتي انا متضايقة قليال فقط )‪........‬نظرت‬
‫اليها بعدم تصديق وبدا وكأنها تريد قول شئ ما‬
‫لتتراجع بعدها وتقول (اذا تناولت كل الطعام ساتركك‬
‫في سالم واخرج )‪ .......‬حاولت ان تأكل رغم انها‬
‫كانت تغص بالطعام ولكن اذا كانت خالتها مصرة‬
‫وستتركها بعدها فليكن ‪ ،‬خرجت خالتها بعد ذلك مغلقة‬
‫الباب خلفها ‪.........‬جلست فوق السريروهي تضم‬
‫ركبتيها بذراعيها وتخفض رأسها فوقهما‪.........‬لقد‬
‫نجت من الموت في اللحظة االخيرة ‪.....‬كما نجت من‬
‫الخزي والعار في اللحظة االخيرة ‪..........‬تلك‬
‫اللحظات كانت االسوأ في حياتها وكانت هذه المرة من‬
‫صنع يديها لقد ظلت تلعب بالنار لمرات عديدة ظنا‬
‫منها انها لن تصيبها ‪.......‬كانت طول الوقت على شفا‬
‫جرف ولكن غرورها كان يقنعها انها لن تسقط‬
‫‪.........‬لقد كانت تظن ان اسوأ لحظات حياتها كانت‬
‫تلك التي كانت فيها معه ‪ ،‬ولكنها اكتشفت االن انها لم‬
‫تكن االسوأ ‪........‬ربما ‪..‬ربما عليها ان تعذره او حتى‬
‫تشكره النه فعل ما فعله بها تحت غطاء شرعي فحتما‬
‫كان ما حدث لشقيقته اسوأ ‪ ،‬انها المرة االولى التي‬
‫تفكر فيها بهذه الطريقة فطوال الوقت كان تفكيرها‬
‫متمحورا حول ذاتها دون اي شعور نحو االطراف‬
‫االخرى للقصة ‪ ،‬ربما هو ليس سئ كما تتخيل فغيره‬
‫في ذلك المجتمع كان من الممكن ان يقتل الضحية‬
‫دون ذرة شفقه او رحمة ‪ ،‬مساويا بينها وبين المجرم‬
‫ولكن على ما يبدو هو ليس بتلك الدرجة من التخلف‬
‫‪............‬لقد حاولت انكار ونفي اي صفة جيدة عنه‬
‫طوال الوقت ولكنها وقتها وحتى مع كل هذا الخوف‬
‫والرعب فقد شعرت ‪......‬شعرت انه شخص يفعل شئ‬
‫ال يريده !!!!!!!!ال ان ما يحدث لن يجعلها تنقله من‬
‫دور الشيطان الى المالك ‪......‬ولكن ربما عليها هي ان‬
‫تتجاوز ما حدث تلك الليلة البعيدة ‪ ،‬يكفيها ما حدث‬
‫خالل السنوات السابقة ‪ ،‬انها تريد ان تحاول اعادة‬
‫تقييم لنفسها وصياغة حياتها بشكل مختلف ‪ ،‬ليس‬
‫بتغيير اسمها في ردة فعل طفولية سابقة ولكن ان‬
‫تغير حياتها ونفسها وترتب اولوياتها انها اقل من‬
‫ثالثة اشهر وستنهى دراستها بعدها ستعود لسلمى‬
‫وسيف ليس كشخصية مبهمة ذات دور هامشي ولكن‬
‫كأم !ام حقيقية تعوضهم عن تقصيرها في حقهم‬
‫لسنوات ‪......‬لقد كانت تكذب على نفسها حين كانت‬
‫تدعي ان مشاعرها تجاههم لم تتأثر بمن يكون والدهم‬
‫أوبالطريقة التي جاءوا بها ‪ ،‬بل تأثرت بشدة‬
‫وعاقبتهم دون ذنب ‪ ،‬لقد نفتهم من حياتها لسنوات‬
‫دون ذنب ‪......‬ربما ذنبهم الوحيد هو والدهم النذل‬
‫ووالدتهم المجنونة! اجل مجنونة سارت وراء اوهام‬
‫!!!!اغلقت على نفسها في تلك الحجرة المظلمة ولم‬
‫تستطع ان ترى النور بعدها رغم انه كان مبهر ‪،‬‬
‫متمثال في طفالن جميالن ذكيان صحتهما جيدة‬
‫‪....‬تجعل رؤيتهما االرض تزهر والشمس‬
‫تشرق‪..............‬لقد منحها هللا منحة من قلب محنتها‬
‫وهي لم ترها ولم تدركها ! ربما الجلهما فقط قد نجت‬
‫واتيحت لها فرصة ثانية‪...........‬عادت ذاكرتها الى‬
‫الليلة قبل السابقة لقد اوشكت ان تضع تلك االداة في‬
‫صدرها ولكن يد قوية امسكت بيدها من الخلف ظلت‬
‫تصارع في هستيريا سيطرت عليها ولكن الشخص‬
‫امامها لم يتح لها الفرصة لتفعل ما تريد‪.......‬التفتت‬
‫نحوه بعنف لتراه بعدها‪..‬لقد كان مالك ذلك الشاب‬
‫المصري الذي رأته في السفارة قبلها بايام نظرت‬
‫بعين غشيتها الدموع لتجد انه لم يكن الوحيد في تلك‬
‫الحجرة بل كان هناك اخر معه كان شقيقه مراد‬
‫‪.......‬بعقلها المشوش ذاك لم تستطع تخمين ما حدث ‪،‬‬
‫هل كانا من عثرا عليها ؟ كيف ذلك ؟!ما الذي يجعل‬
‫ايا منهما يذهب الى ذلك المكان؟!نظرت اليه بذهول‬
‫لتجده يقول لها (اهدئي انجي ال داعي لما تفعليه لم‬
‫يحدث شئ)‪..........‬حدقت اليه محاولة تبين مدى‬
‫صدق كالمه هل ما يقوله صحيح وجدت مالمحه تؤكد‬
‫قوله ‪......‬انتقلت من وجهه الى وجه مراد لتجده ينظر‬
‫اليها باحتقار امتزج بشراسة وكأنه يرفض انقاذ مالك‬
‫لها ‪ ،‬او كأنه يريد ان يعاقبها بنفسه!‪.........‬نظرت الى‬
‫مالك برجاء صامت ان يفهمها ‪ ،‬ان يطمئنها انها لم‬
‫تحترق بالكامل ‪.......‬نظر اليها بهدوء وقال (تعالي‬
‫لتجلسي اوال )‪.......‬اطاعت كالمه لتجده يتصل بخدمة‬
‫الغرف ويطلب قهوة ‪ ،‬فيما انصرف مراد ممتعض‬
‫المالمح ‪.......‬التفت جهتها وقال (انا لم يكن لي دور‬
‫يذكر فيما حدث ‪ ،‬ولكن ما فهمته ان مراد كان قد طلب‬
‫من احد حراسه تتبعك )‪.........‬نظر اليها بسخرية‬
‫وقال (يبدو انني لم اكن الشخص الوحيد الذي اعجب‬
‫بك تلك الليلة !)‪........‬نظر اليها وكأنه يحاول التعايش‬
‫مع ما قاله ثم اكمل (اخبره الحارس ليلة امس انك‬
‫ذهبت الى حانة وانك في حالة غير واعية وقد‬
‫تتعرضين الي شئ ‪ ،‬هو من طلب من الحارس‬
‫احضارك الى هنا )‪........‬نظرت اليه بريبة ثم قالت‬
‫(وماذا حدث بعدها من الذي غير مالبسي‬
‫؟)‪........‬نظر اليها ثم ضحك باستهزاء و قال (انت ال‬
‫تطلقين على ذلك الشئ الذي كنت ترتدينه لقب مالبس‬
‫بالتأكيد!)‪........‬اخفضت وجهها وشعرت به يلتهب‬
‫خجال ثم تابعت (ولكن تخليصي منه يجعل االمر‬
‫اسوأ)‪.......‬قال وقد رأى ما تعاني منه انه رغم كل ما‬
‫شاهده بعينه من دالئل يشعر ان هناك امر خطأ ان‬
‫المرأة التي امامه ليست كما تبدو (لقد اخبره مراد‬
‫ليلتها انها متزوجة فعلى ما يبدو انه شعر انه احس‬
‫بشئ نحوها )او كما تحاول ان تفعل انها تدمر نفسها‬
‫ال اكثر ‪ ،‬انها لو كانت معتادة فعال على العبث مع‬
‫الرجال لما تأثرت بتلك الطريقة حتى تحاول قتل نفسها‬
‫(لم اكن انا من نال شرف خلعه عنك لقد كانت‬
‫السكرتيرة انها تقيم معنا هنا في الفندق )‪........‬انها‬
‫تريد ان ترحل فربما هذا الشاب شخص لطيف ولكنه‬
‫كان شاهدا على ذلها وخزيها ‪ ،‬كما ان اللطف يبعد‬
‫كثيرا عن شقيقه الكبير الذي ينظر اليها بكل احتقار‬
‫رفعت عينيها اليه ثم قالت (انه جميل ساظل مدينة به‬
‫لكم طوال حياتي‪........‬صمتت قليال ثم قالت ابلغ السيد‬
‫مراد شكري ‪.......)........‬صمتت عندما وجدته امامها‬
‫ينظر اليها بنفس الشراسة ثم قال (تشكريني على اي‬
‫شئ بالضبط ؟!لقد ظننت حين رأيتك في المرة االولى‬
‫انك نموذج مختلف جمال صاعق مع قوة مبهرة مع‬
‫ذكاءشديد ولكني اكتشفت ليلة امس اني كنت مغفل‬
‫كبير انخدعت بشئ غير حقيقي )‪.......‬صمت قليال‬
‫وعندما همت بالنطق اشار لها بيده عالمة على انه ال‬
‫يريدها ان تتحدث ثم اكمل هو (ما رأيته امس كان شئ‬
‫من اثنان اما انك عاهرة !واما امرأة ذات شخصية‬
‫مهزوزة وعقل فارغ ‪......‬هل لديك ذرة عقل لتلقي‬
‫نفسك فريسة لمجموعة من الحثالة ؟هل تفهمي ان‬
‫اقل شئ كان من الممكن حدوثه هو اقامة حفلة‬
‫اغتصاب جماعي على شرفك ؟)‪........‬بدأت شفتها‬
‫باالرتعاش وكالمه يصل الى عقلها مجسدا الصورة‬
‫التي يتحدث عنها انها ال تجد حتى قدرة على الرد فهو‬
‫صادق في كل كلمة قالها وهي تستحق اكثر من ذلك‬
‫‪.......‬ان لديها حدس قوي انه لوال وجود مالك ‪ ،‬او لو‬
‫كان لمراد رفعت سلطة حقيقية عليها لكان عاملها‬
‫باسلوب مختلف او لعاقبها بقسوة !!!!!!! ربما كان‬
‫هذا ما سيفعله زوجها ايضا ‪.......‬ال بالتأكيد فمراد‬
‫البارد الذي ال سلطة له عليها وال تمثل له شئ قد ثار‬
‫لهذه ‪ ،‬يوسف بالتأكيد لم يكن سينتظر حتى تستيقظ‬
‫في الصباح التالي محاولة قتل نفسها بل كان سيحمل‬
‫عنها هذا العبأ منذ اللحظة االولى ‪..........‬انه ليسوهم‬
‫فهي تدرك انه شخص مشتعل يؤثر فيه الغضب بدرجة‬
‫كبيرة‪........‬رفعت عيناها وهي تنظر تجاهه لتقول (انا‬
‫ال اعترض على اي كلمة قلتها فانا استحق ما هو اكثر‬
‫‪ ،‬ولكن اعدك انني لن افعل ثانية ما قد يعرضني الي‬
‫خطر) نظر اليها مقيما بتفحص ثم سألها مباشرة (ما‬
‫سبب الجنون الذي انتابك ليلة امس )‪.........‬انه ال‬
‫يعلم اي تفاصيل عنها ولكن بعض موقفه معه فان‬
‫بعض الحقيقة افضل من الكذب‪ ،‬نظرت الىه ثم قالت‬
‫(لقد كان هنا ولم يهتم بان يراني انا كنت انتظر‬
‫تواجده بفارغ الصبر) انها بالتأكيد لم تكذب ولكن ما‬
‫سيفهمه هو عكس قصدها سيظنها تنتظره بدافع الحب‬
‫والشوق ال بدافع الحقد والكراهية ولكن ال بأس فالحب‬
‫كما الكره كالهما مدمر!!!!!!!اتى زوجها ولم يراها‬
‫وهللا وحده يعلم كم انقطع عنها انه غبي ان يتجاهل‬
‫امرأة مثلها ‪ ،‬والتي يبدو ان حبها له مدمر بالتـأكيد‬
‫قال بجدية (يجب ان تفهمي انه هو الخاسر ولست انت‬
‫لذا اخلعي عنك رداء االستسالم ولتكن هذه هي نهاية‬
‫اي تصرف غيرالئق) كان مالك صامت طوال الوقت‬
‫ينتظر ما ستسفر عنه المحادثة ان لعبة المشاعر هذه‬
‫معقدة ربما يكون هذا فعال افضل الحلول ان تكون غير‬
‫متاحة لكليهما تنحنح ليلفت نظرهما ثم قال ساطلب‬
‫من ربا السكرتيرة ان تعيرك احد االثواب حتى تتمكني‬
‫من المغادرة ) نظرت اليه شاكرة فهي فعال كانت تفكر‬
‫كيف ستغادر كما انها شاكرة له من ناحية اخرى النه‬
‫انهى حديث مراد لها نظر اليها مراد ليقول بعدها‬
‫(ساترك لك الحجرة لتتمكني من ارتداء ثيابك ثم بعد‬
‫ذلك سيوصلك السائ ق الى حيث ترغبين) التفت‬
‫لتناديه بعدها (لحظة واحدة هل يمكنني ان اسألك‬
‫سؤاال؟) رد بثقة (بالتأكيد ) قالت مباشرة (لماذا كان‬
‫جعلت احد رجالك يتعقبني؟) قال وهو يمط شفتيه‬
‫(ربما الني لحظتها لم اصدق كالمك او يمكن ان تقولي‬
‫اني تجولت الى مالك ينقذ الفتيات المعذبات ) ربما في‬
‫ظروف اخرى كانت ستضحك لجملته االخيرة ولكن‬
‫ليس االن فمراد رفعت بالتأكيد ابعد ما يكون عن‬
‫شخصية المالك ولكن ربما كان لحظتها كذلك بالفعل‬

‫القت رأسها فوق المدرج باعياء قائلة (اخيرا انتهت‬


‫المحنة )‪............‬نظرت سارة اليها بدهشة وقالت(‬
‫والء انها المحاضرة االولى فقط وال يزال هناك ثالثة‬
‫غيرها!)‪............‬مطت والء شفتها بامتعاض قائلة‬
‫(كفي عن كونك بطنية مبللة !!!!! واسمحي لي ان‬
‫اعبر عن مشاعري يراحة ‪ ،‬من حقي ان اتعب بعد‬
‫خمس دقائق فقط من هذه اللوغرتمات )‪........‬كانت‬
‫ايمان هي من تكلمت وقالت (انا معك انها حقا ليست‬
‫مجرد ساعتان وانما محنة طويلة ‪ ،‬ربما سنتمكن من‬
‫عبورها اذا كانت هاتان الساعتان راحة)‪.......‬رفعت‬
‫سارة احد حاجبيها وقالت (انت تدركين ان اي تعطيل‬
‫سيقع ضرره علينا في النهاية خاصة وان المادة التي‬
‫لم ناخذ حتى االن وال محاضرة واحدة فيها مادة‬
‫صعبة)‪.........‬قالت والء بال مباالة (انا على كل‬
‫االحوال ال اذاكر اال في النهاية لذا ليس هناك‬
‫فرق)‪.......‬قالت سارة بتذمر (لست ادري لما جعلتكما‬
‫صديقتاي من االساس!)‪........‬انه المعتاد بينهم‬
‫وخاصة والء التي ال تهتم اساسا بالدراسة ولحقت بها‬
‫ايمان بعد خطوبتها ‪.......‬كانت تمسك دفتر‬
‫المحاضرات الخاص بها وتدون بعض المالحظات‬
‫لتنشغل عنهما‪.........‬ان معظم زمالئهم لم يغادروا‬
‫المدرج وينتظرون حتى يأتي وقت المحاضرة فربما‬
‫يتكرمون عليهم باستاذ يدرس لهم ‪ ،‬تناهى الى اذنها‬
‫صوت يقول (سارة هل يمكنني ان اكلمك )‪.........‬انه‬
‫سامر ذلك الشخص الذي يبدأ اسمه بنفس الحرفان‬
‫اللذان يبدأ بهما اسمها (السين وااللف )مما يجعله‬
‫معها في نفس لجنة االمتحانات وهو ظن ان ذلك‬
‫يمنحه ميزة ما او يمكن اعتباره كصلة تجمعهما كما‬
‫ان كون والده رجل اعمال كشقيقها زاد هذه الصلة في‬
‫نظره!!!!!!!!!!!!!ومحاولته التقرب منها تجعلها‬
‫هدفا للحسد من جانب العديدات فاالستاذ سامر يبدو‬
‫كهدف جيد للكثيرات ‪ ،‬قالت بهدوء (ان كان هناك شئ‬
‫يخص الدراسة)‪...........‬نظر اليها بخيبة امل ‪ ،‬انها‬
‫يعلم مدى خجلها وانها ليس لها عالقة باي من‬
‫الزمالء الشباب وهذا يخفف من احساسه بالنبذ ‪،‬‬
‫ولكنه معجب بها بجملها وادبها وحتى ان والده اخبره‬
‫صراحة ان يحاول ان يتقرب منها فهي ستكون زوجة‬
‫ممتازة من كل النواحي ‪ ،‬انه يفهم ان ما يهم والده هو‬
‫الناحية المادية واالجتماعية وهو ال يمانع فهي تعجبه‬
‫ايضا ولكن المشكلة انها ال تعطيه اي فرصة قال‬
‫باحباط (بالتأكيد ‪ ،‬انا اريد ان استعير منك محاضرات‬
‫وذكر اسم احد المواد )‪............‬انه ال يهتم‬
‫بالمحاضرات اساسا ويكتفي بمذاكرة بعض المالزم‬
‫والملخصات ولكن بما انه الشئ الوحيد الذي يستطيع‬
‫الحديث معها به فال بأس‪...........‬قالت باقتضاب (انها‬
‫ليست معي االن ساحضرها لك في الغد )‪..........‬قال‬
‫(ال بأس يمكننا ان نلتقي غدا في الكافتريا الخذها منك‬
‫)‪........‬رفعت عينيها في دهشة وقالت (اسفة ولكني ال‬
‫اجلس مع اي شاب ليس لي به اي عالقة المحاضرات‬
‫يمكنك اخذها في المدرج )‪...........‬تبا وكأن‬
‫المحاضرات اللعينة ذات اهمية من االساس قال بخيبة‬
‫امل (اذا سأخذها في المدرج)‪...........‬وكأن هذا ما‬
‫ينقصها شاب ثري عابس !!! اال تكفيه كل الفتيات‬
‫الالتي تحمن حول؟!!!!!!شعرت وكأن الجو داخل‬
‫المدرج اصبح مختلفا فاالصوات قد خفتت فيما اتجعت‬
‫االنظار الى االمام وبدأ الواقفون في العودة الى‬
‫اماكنهم بينما من كان ينظر الى الخلف قد استدار مرة‬
‫اخرى ‪ ،‬اتجهت انظارها الى حيث ينظر الجميع فيما‬
‫تناهت الى اذنيها بعض الهمسات (انه بالتأكيد ليس‬
‫الدكتور )‪(........‬ان سنه صغير جدا )‪(.........‬ربما هو‬
‫احد المعيدين )‪(..........‬كيف يكون احد المعيدين وال‬
‫نعرفه اننا نعرفهم جميعا )‪........‬صوت اخر (انه‬
‫وسيم جدا )‪(.......‬انظري الى حلته انها تبدو من احد‬
‫الماركات العالمية )‪(.........‬انظري اليه نه يبدو كبطل‬
‫رياضي ‪ ،‬ربما هي احد الندوات التي يستضيفون فيها‬
‫احد المشاهير)‪.........‬كانت تشعر بالصدمة وبالدوار‬
‫كأن االرض تميد بها وال تستقر ‪ ،‬انه بالتأكيد هو ان‬
‫مالمحه لم تتغير ربما اكثر نضجا ‪ ،‬نفس الطول‬
‫الفارع ولكن اصبح اعرض وكأنه اكتسب الكثير من‬
‫العضالت ‪ ،‬هل يمكنها ان تصرخ ؟ّ!!!!أيمكنها ان‬
‫تجري خارج المدرج؟!!انهم سيصفونها بالجنون‬
‫ولكن هذا ال يهم !!!!ربما عليها ان تتمنى ان تختفي‬
‫من المكان هل هذا ممكن؟!!!!!!بالتأكيد ممكن فالذي‬
‫يجعل الشخص الذي يقف في المدرج امامها يتحول‬
‫خالل سبع سنوات من مراهق عابس فاسق الى استاذ‬
‫جامعة حاصل على شهادة الدكتوراة سيجعلها بالتأكيد‬
‫قادرة على االختفاء!!!!!!!!!!!وصل اليها الصوت‬
‫العميق الواثق قائال (دكتور محمد عبد الرحمن‬
‫سادرس لكم ‪.......)........‬ان كان هناك اي احتمال‬
‫ضئيل للشك فقد زال االن فها هو يخبرهم باسمه‬
‫وكأنه شيئا يفتخر به تلفتت حولها لتجد الصمت يخيم‬
‫على المكان هل انصاع حقا هؤالء الجالسون للشاب‬
‫الموجود امامهم اين ذهب شغبهم المعتاد !!!!!أهو‬
‫شئ في شخصيته اجبرهم على الصمت واالستماع‬
‫ربما الفتيات الغبيات مأخوذات بمظهره ‪ ،‬هذا شئ‬
‫متوقع فهنا ينبهرن باي رجل يعتلي تلك المنصة في‬
‫الثالثينيات او حتى االربعينيات فماذا سيكون حالهم‬
‫مع شاب في السادسة والعشرون ‪......‬ولكن ماذا عن‬
‫زمالئهم الشباب ما سبب انصياعهم ‪ ،‬هل لديه اسلوب‬
‫مميز في الشرح انها ال تعرف حقا فطوال الدقائق‬
‫الماضية ال تستطيع التركيز باى كلمة يقولها ‪....‬انها‬
‫تشعر ان حاسة السمع لديها معطلة فما تسمعه االن‬
‫هو صفير عالي يمنعها من االستماع الي كلمة ربما‬
‫هي على وشك فقدان الوعي!!!!!!!انها لم تتوقع ابدا‬
‫انها ستراه قبل يوم زفافهما المزعوم ربما لالدعاء‬
‫امام العائلة انهما خطبا فقط ‪ ،‬لذا فانها االن غير قادرة‬
‫على استيعاب ما حدث ‪......‬لحسن حظها انها تجلس‬
‫في الخلف لذا فهو لن يتمكن من رؤيتها ‪ ،‬هل يعلم‬
‫انها احد الطالبات هنا؟ هل التحق بالعمل هنا سعيا‬
‫ورائها ؟ لماذا قد يفعل ذلك ؟ ربما انها لم تعد قادرة‬
‫على بناء اي استنتاجات او تخمينات !!!!!!اخيرا‬
‫انتهت المحنة فاستاذهم الفاضل لم يتنازل حتى عن‬
‫دقيقة واحدة من وقت محاضرته والعجيب ان احدا لم‬
‫يتذمر او يعترض كما يفعلون عادة ‪......‬لماذا لم يخرج‬
‫حتى االن ‪ ،‬من الواضح ان زميالتها المبجالت قد‬
‫بدأت محاولتهن للفت نظر السيد الفاضل ‪ ،‬حتى ميرنا‬
‫التي ال تهتم اطالقا بالدراسة واقفة جواره فيما يبدو‬
‫على انه استفسار من جانبها عن احد االشياء ومن‬
‫ايضا سها وجومانا و‪....‬و‪....‬و‪(.....‬سارة اين ذهبت‬
‫)‪.....‬انها والء تكلمها (كنت اسألك عن رأيك في‬
‫الدكتور الجديد)‪......‬لم تنتظر رأيها بل اسرعت هيا‬
‫بالتغني بمآثر الدكتور المبجل ‪ ،‬فعلى ما يبدو ان هاتان‬
‫الساعتان لم تكونا لوغرتمات بالنسبة لالنسة والء‬
‫كما لم تسببا لها الملل المعتاد ‪........‬انظروا من ايضا‬
‫يتحدث انها االخت ايمان المخطوبة (انا لست ادري‬
‫لما تسرعت ووافقت على الخطوبة )‪........‬اجابتها‬
‫والء (ال تكوني طماعة وما الذي يعيب حسين خطيبك‬
‫حتى تنظري الى شخص آخر ؟!دعي الفرصة لنا‬
‫معشر السناجل )‪........‬يا سالم هل حقا ما مر بها‬
‫حقيقة اليس احد الكوابيس الهزلية‬
‫المعتادة!!!!!!!!!‪......‬منذ دخوله الى المدرج حاول ان‬
‫يراها انه بالتأكيد لم يكن يمعن النظر بشكل مكشوف ‪،‬‬
‫فليس من الالئق ان يحدق االستاذ في طالباته‬
‫‪.......‬لقد حاول ان ينظم الموضوع فكان يركز نظره‬
‫فقط على الفتيات ذوات الشعر الكستنائي ولكنه مني‬
‫بالفشل ‪ .......‬فكر انها ربما قد غيرت لونه ولكن‬
‫النتيجة لم تتغير ‪ ،‬وها قد انتهى وقت المحاضرة‬
‫ليلتف حوله جمع كبير اغلبه من العنصر النسائي في‬
‫تساؤالت غير منتهية ‪ ،‬هل سيضيع فرصته االولى‬
‫برؤيتها والتي انتظرها لسنوات ‪......‬شعر وكأن هناك‬
‫شئ يجذبه للنظر الى الخلف فيما بدأ الطالب بمغادرة‬
‫المدرج فاصبح الجالسون في الخلف اكثر وضوحا‬
‫‪......‬انها هي !محجبة ‪...‬يا للغباء !لماذا لم يفكر انها‬
‫كذلك شعر باحساس من السرور يغمره وكأنه وصل‬
‫الى هدفه بعد طول انتظار ‪....‬لقد اصبحت اكثر جماال‬
‫وحجابها يعطيها هالة مالئكية مذهلة ومالمح وجهها‬
‫اصبحت اكثر انوثة‪.....‬هل ستظل جالسة انه يريد ان‬
‫يراها بعد ان تقف ليرى صورتها الكاملة ‪......‬ولحسن‬
‫حظه كان هذا ما حدث ‪ ،‬انه ورغم المسافة الكبيرة‬
‫التي تفصلهما ال يمكنه انكار قوامها المثالي كما يظهر‬
‫طولها ‪ ،‬لقد اصبحت اكثر طوال ان هذا ليس مفاجأ له‬
‫فبالتأكيد العوامل الوراثية كانت ترجح انها ستكون‬
‫طويلة رغم ان هذا لم يكن شئ مؤكد تماما فريهام‬
‫مثال على ما يذكر كانت متوسطة الطول ‪......‬ان هذا‬
‫يكفيه لهذه المرة‪.......‬انه لم يكن يتوقع باي حال انه‬
‫سيستطيع العمل ان وجد مكان قبل العام الدراسي‬
‫القادم ولكن لحسن حظه كانوا يعانون من نقص في‬
‫تخصصه وساعده ايضا معرفة والده برئيس الجامعة‬
‫‪.......‬ربما ما حدث يعتبر اشارة ايجابية على ان‬
‫النجاح سيحالفه‬

‫كان الشيخ يقول ( بالرفاء والبنين )‪ .......‬ترك اليد‬


‫الضعيفة للرجل الذي تزوج ابنته منذ لحظات لقد كان‬
‫يشعر خالل الدقائق التي كانت يده تمسك يد سعيد‬
‫الكاشف وكأن ما حدث كان عبارة عن انتقال‬
‫للمسئولية من شخص الخر ‪ ،‬وكأن هناك شحنة‬
‫تسري من يد االب الى يد الزوج محملة بشئ مادي‬
‫‪.......‬لقد اصبح متزوجا كم يبدو هذا غريبا‬
‫!!!!واالغرب هو مكان الزواج وكيفيته لم ينقض‬
‫شهر منذ حضر زفاف احمد شقيقه والذي التزم‬
‫الجميع فيه بكل المراسم التقليدية بينما زفافه اقتصر‬
‫على عقد داخل حجرة في مستشفى !!!!ولذا يبدو له‬
‫االمر غير حقيقي وكأن المراسم التي تصاحب الزواج‬
‫تكون مؤهلة لتقبل االنسان لوضعه الجديد كزوج‬
‫‪.......‬وكذلك تقبل العروس لنفسها‬
‫كزوجة‪...........‬رفع رأسه الى االعلى لتقع عيناه على‬
‫من اصبحت زوجته منذ دقائق كتم ضحكة كادت تفلت‬
‫منه بينما كان يواسي نفسه ساخرا (عوض على‬
‫عوض الصابرين يا رب)‪........‬ان زوجته المصونة لم‬
‫تجد غير هذا اليوم لتسرح شعرها على صورة قطتان‬
‫(ذيال حصان )واحد في كل جانب اال يكفي كونها‬
‫صغيرة بالفعل حتى تبدو االن بشعرها هذا مع البلوزة‬
‫الوردية المرسوم فوقها (هاللو كيتي ) والبنطلون‬
‫الباجي ‪ ،‬واحد الكوتشيات الخاصة بها والذي كان‬
‫وردي اللون ايضا طفلة في الثانية عشر‪ ،‬كيف‬
‫سيقدمها الى الناس ‪ ،‬ما الذي سيخبر به جيرانه‬
‫عندما يدخالن الشقة لو قال انها زوجته فانهم بال شك‬
‫سيتهمونه باالنحراف ‪ ،‬اللعنة انه ال يدري سبب‬
‫اصرارها على االحذية المنخفضة من االساس !!!انها‬
‫اصال قصيرة !!!!!!ربما متوسطة الطول ولكن‬
‫بالنسبة له قصيرة ‪.......‬التفت الى والدها الذي كان‬
‫يقول له (انني اشعر بالراحة اخيرا)‪........‬ابتسم له‬
‫بمودة ان واجبه االن ان يطمئن الرجل ‪ ،‬وواجبه بعد‬
‫ذلك ان يفي بالوعد الذي قطعه له قال (اتمنى ان اكون‬
‫عند حسن حظك )‪.......‬رد بلهجة هادئة(انا اعرف انك‬
‫ستكون يمكنك ان تقول انها بصيرة )‪..........‬ابتسم‬
‫ولم يعلق ‪..........‬بعد قليل انصرفا فيما ترك المحامي‬
‫مع والد زوجته ‪........‬كانت تسير جواره ‪ ،‬حتى‬
‫مشيها ليس منضبطا وكأنه تلعب لعبة ما خالل المشي‬
‫هل تتبع البالط الموجود على االرضية ‪ ،‬هل عليه ان‬
‫يمسك يدها خالل سيرهما ؟! وصال الى الحديقة ليسير‬
‫متوجها الى حيث سيارته ‪.......‬رفعت عيناها جهته‬
‫هل هذه سيارته حقا ؟! انها سيارة حديثة وغالية هل‬
‫دفع والدها ثمنها ؟ ربما يكون قد تزوجها مقابل مبلغ‬
‫من المال !!!!!!!فتحت الباب الخلفي لتجد يدها تمسك‬
‫بيدها فيما اعاد اغالق الباب وفتح لها الباب االمامي‬
‫قائال بسخرية(انا لست سائقك الخاص يا برنسيسة‬
‫!)‪.......‬تبا يبدو انها ستصبح عادة ان يتولى هو‬
‫منصب السائق خالل توصيل العرسان !ولكن بما انه‬
‫هذه المرة هو العريس فعلى العروس ان تجلس‬
‫جواره‪......‬انه لم يخبر اخوته بزواجه لقد فكر ان يكلم‬
‫يوسف ولكنه وجده بالخارج فتراجع عن قراره ‪ ،‬ولم‬
‫يتوصل ايضا الى قرار بخصوص االتصال باحمد ‪ ،‬ان‬
‫وضعه ال يشبه اي زواج معتاد ليس بسبب مرض‬
‫حماه فقط ولكن الن حماه لم يرد اعالن االمر حتى ال‬
‫تبدأ المشاكل مبكرا لذا ربما يكون هذا افضل‬
‫‪........‬بعد مضي بعض الوقت على تحركهما شعرت‬
‫شيرين ان الطريق الذي يسيران فيه غير مألوف‬
‫‪......‬نظرت اليه وكأنها تستفهمه ثم قالت (اين سنذهب‬
‫انه ليس طريق منزلنا ؟)‪.........‬التفت اليه ثم قال‬
‫بتفكه(ولماذا سنذهب الى منزلكم ؟ نحن ذاهبان ال‬
‫شقتي)‪..........‬حدقت فيه بعدم فهم ‪ ،‬ثم التفتت لتنظر‬
‫من شباك السيارة كان يسيران بمحاذاة الميناء‬
‫لينحرف بعد ذلك الى منطقة شعبية حيث المنازل‬
‫المتقاربة والورش واناس يجلسون امام احد المقاهي‬
‫!!!!!!!!!هل جن انها لن تعيش في مثل هذا المكان‬
‫بالتأكيد !!!!!!لم تكد تفتح فمها لتعبر عن رفضها‬
‫حتى وجدت السيارة تتوقف فيما وصل اليها صوته‬
‫يقول (لقد وصلنا ‪.......‬سكت قليال ثم اكمل قائال‬
‫مرحبا بك يا زوجتي العزيزة )‪........‬مد يده ليمسك‬
‫بيدها فنظرت اليه بدهشة انها المرة االولى التي‬
‫يلمسها فيها وقد اشعرها هذا بالخجل الشديد كما ان‬
‫هناك الكثير من الناس حولهما وقد اشعرها امساكه‬
‫لها بالخجل ‪.........‬انه يعلم انها تدخل عالم جديد تماما‬
‫بالنسبة لها لذا فقد امسك بيدها ليشعرها بالدعم‬
‫وليعطيها من قوته ‪ ،‬رغم كل ما لديه من اعتراض‬
‫حول اخبار الناس بزواجهما اال انه مضطر ان يفعل‬
‫ذلك فالناس في االحياء الشعبية يهتمون ببعضهم‬
‫ويمألهم الفضول لذا فالحقيقة هي االفضل‪.........‬كان‬
‫العم مدبولي القهوجي يشير اليه بالسالم وهو يعلم ان‬
‫الرجل يحركه فضوله اقترب منه مسلما ثم قال (هذه‬
‫شيرين زوجتي ‪ ،‬ارجو ان تشعر بنفس شعوري‬
‫بالمودة تجاه اهل الحي )‪........‬قال الرجل بحماس‬
‫(بالتأكيد ستفعل سنكون اهلها منذ اليوم)‪.........‬شكره‬
‫وابتعد وهو ال يزال ممسكا بيدها ان هذا يكفي فهو‬
‫يعلم ان العم مدبولي سيتكفل بنشر الخبر بين الجميع‬
‫‪........‬دخال الى المنزل ليصعدا السلم بعدها فتح باب‬
‫الشقة وهو يشير بيده بطريقة مسرحية قائال (نورتي‬
‫بيتك يا عروس)‪.........‬بيتها ! هل يسمي عشة‬
‫الدجاج هذه بيت انها ال تنكر نظافة المكان ولكنه‬
‫غريب بالحوائط القديمة المرتفعة واساسه الذي ميز‬
‫االحياء الشعبية في زمن سابق حتى الشبابيك كانت‬
‫من االرابيسك والكراسي ايضا يتداخل فيها الشغل‬
‫اليدوي القديم ‪..........‬ولكن انها تفضل المنازل‬
‫العصرية التي تتداخل االجهزة الكهربائية في كل‬
‫اجزائها ويتميز اثاثها بالعصرية‪..........‬نظرت اليه‬
‫بحنق انها لن تتحمل المزيد فبداية بهذا الزواج‬
‫المهزلة ثم معاملته لها باستخفاف ليأتي بها في‬
‫النهاية الى هذا المكان العجيب ‪ ،‬قالت بشراسة (انت‬
‫بالتأكيد ال تظن انني ساعيش في هذه الشقة ‪ ،‬او في‬
‫هذا الحي !)‪.........‬قالتها باحتقار جعله يتراجع عن‬
‫كل محاولته القناع نفسه بضرورة التعامل معها بلين‬
‫نظرا للظروف التي تمر بها رد عليها من بين اسنانه‬
‫(معذرة سمو االميرة فالوقت كان ضيق لذا لم اتمكن‬
‫من تجهيز القصر الملكي الالئق بسموك‬
‫)‪..........‬نظرت اليه بشراسة ذكرته مع لمعان عينيها‬
‫الخضروتان بقطة ضايقها في طفولته مما جعلها‬
‫تعضه (ال داعي لكل هذا يكفي ان تأخذني الى منزل‬
‫والدي انه فارغ على كل حال )‪...........‬ان ذلك غير‬
‫ممكن فالمنزل مكان غير آمن النه معروف لمن‬
‫يترصدها ‪ ،‬وهو ما ال يستطيع اخبارها به فهو ال يريد‬
‫اخافتها لذا فاالفضل ان يكمل معها بنفس العناد قال‬
‫لها بهدوء(ان هذا منزل زوجك لذا عليك العيش فيه‬
‫واالعتياد عليه وال شئ آخر )‪........‬قالت بصوت‬
‫مرتفع (مجنون! انت بالتأكيد مجنون اذا ظننت انك‬
‫ستجعلني التزم بما تقول )‪...........‬قال لها بتوعد (بما‬
‫انك توصلت الى حقيقتي يا مدللة ابيك لذا فلن يفاجئك‬
‫ما سافعله)‪.........‬قالها ليقترب بعدها منها ثم يحملها‬
‫فوق كتفه فيما كانت تحاول تخليص نفسها وهي تسبه‬
‫(ايها اال حمق ايها البائس انزلني انزلني )‪.........‬انها‬
‫قطة ترفس وتعض مثل القطط ووزنها بالتأكيد ال يزيد‬
‫كثيرا عن وزن قطة !!!!كانت تتلوى وتركله بقدمها‬
‫ولكنه لم يهتم ‪ ،‬وصل الى جوار السرير ليلقيها فوقه‬
‫مرة واحدة مما جعلها تصرخ ( ايها الوغد لقد آلمتني‬
‫)‪...........‬نظر اليها بتشف وقال (ربما يجعلك هذا‬
‫تسمعين الكالم مباشرة ايها القطة )‪.........‬ترك الغرفة‬
‫مغلقا الباب خلفه لتسمع بعدها صوت المفتاح يدور‬
‫في الباب مما جعلها تنهض بسرعة محاولة جذب‬
‫الباب لتفشل ‪...‬ظلت تطرق الباب الى انه لم يهتم‬
‫لتصرخ بعدها وتظل تشتمه لمدة طويلة كان يشعر‬
‫بالصداع من الطرقات ومن صوتها ليحدث نفسه قائال‬
‫(ليلة زفاف ال تنسى يا معتز )‬

‫كان يصرخ بمحدثه قائال (هل يعني هذا انها تبخرت ‪،‬‬
‫ربما كان خطأي من البداية ان اعتمدت عليكم‬
‫)‪............‬صمت ليستمع الى الطرف االخر ويقول‬
‫بعدها بحنق (وما الذي استفدته من توصلكم انها كانت‬
‫بمنزل خالتها بعد مغادرتها له)‪(..........‬ال تتصل بي‬
‫ثانية اال اذا توصلت الى جديد)‪..........‬لقد مضت عدة‬
‫ايام منذ بدأ في البحث عنها انهى خاللها جولته وهو‬
‫االن في فرنسا وقد انهى عمله بالفعل ولكنه انتظر‬
‫ليكون قريبا اذا توصلوا الى مكانها ‪...........‬انه باق‬
‫هنا ولم يرجع الى انجلترا النه ال يضمن نفسه خاصة‬
‫بعد المواجهة االخيرة مع والدها ‪....‬لقد كان يتابع‬
‫خطوات رجاله دقيقة بدقيقة توصلوا في البداية انها‬
‫تعيش في لندن مع شقيقها عماد بسبب الدراسة ‪،‬‬
‫ولكن لم تكن ال هي وال شقيقها في تلك الشقة‬
‫‪.......‬وعندما توصلوا في النهاية الى وجودها عند‬
‫خالتها كانت قد رحلت‪........‬قد يكون الصبر هو الحل‬
‫فطالما يشعرون ببحثه خلفهم ستستمر لعبة االختباء‬
‫ربما عليه ان يتوقف حتى تستقر االمور وينسون ما‬
‫حدث وهو على ثقة انه عندها سيجدها بسهولة‬
‫‪........‬هل عليه ان يعود الى بلده ويتناسى الموضوع‬
‫لبعض الوقت؟ ال بد ان يتخذ قرارا سريعا حتى‬
‫يستطيع ترتيب اموره‪..........‬عاد الى جناحهم في ذلك‬
‫الفندق الباريسي ان نهال ال زالت ملتصقة به وهي في‬
‫قمة سعادتها النه اطال بقائه في فرنسا انه يعلم ان‬
‫وجوده هنا سيكلفه الكثير من االموال ال ريب انها االن‬
‫في جوالت ال تنتهي من الشراء!!!!!!!!!!!ربما هذا‬
‫افضل اللهائها انه ال يطيق اي كلمة منها او من‬
‫غيرها فاعصابه على المحك منذ تلك المواجهة‬
‫‪....‬عقله ال يتوقف عن استرجاع الحوار كلمة كلمة ‪،‬‬
‫كما انه منشغل ايضا بالبحث وكل هذا يضغط عليه‬
‫بشدة ربما سيفيده يوم من االسترخاء ‪.........‬خرج‬
‫من الحمام بعد الحصول على دش دافئ ليرتدي بعدها‬
‫بنطلون جينز وقميص تعلوه سترة دون ربطة عنق‬
‫بالتأكيد ‪ ،‬الجو في باريس افضل كثيرا من لندن لذا‬
‫فليس هناك داعي للمزيد من الثياب‪.........‬كان في‬
‫المصعد عندما رن هاتفه ثانية ان االتصال من الشركة‬
‫يتعلق باالعمال لم يكد يخرج من المصعد متجها نحو‬
‫االستقبال حتى اوقفه شيئا ارتطم به بقوة جعلت‬
‫الهاتف يسقط من يده ويرطم باالرض شتم بغيظ‬
‫كلمات نابية بلغته االصليه ثم انحنى ليلتقط الهاتف من‬
‫االرض ليرى ما حل به ‪ ،‬في نفس اللحظة وجد يد‬
‫اخرى تسبقه وتلتقط الهاتف ثم تعتدل وفيما هو يعتدل‬
‫وقعت عيناه عليها ‪.......‬شعر بصدمة كهربائية تمر‬
‫عبر جسده كله ما ان التقت عيناه بتلك العينان‬
‫الزرقوان ‪ ،‬لم ترحمه بل تضاعفت قوتها وعيناه تمر‬
‫فوق شفتاها ثم جسمها الرائع المكتمل االنوثة‬
‫وشعرها اسود غجري انه يشعر انه طويل رغم كون‬
‫هذا غير واضح تماما النها ترفعه بماسك للشعر‬
‫‪ .....‬عادت عيناه لتستقرا فوق عيناها مرة اخرى انهما‬
‫آسرتان وكأن حولهما مجال مغناطيسي يجعل االنسان‬
‫غير قادر على االفالت منه ‪...... ،‬لم يدر كم مر من‬
‫الوقت وهو ينظر اليها كاالبله ربما لحظات وربما‬
‫ساعات انه ال يعلم فقط ال يعلم !!!!!!فقد كان في بعد‬
‫زماني ومكاني مختلف تماما ال تحكمه بالتأكيد قيود‬
‫هذا العالم ‪ ،‬كانت تمسك هاتفه بيدها حتى يدها قصة‬
‫اخرى لم يرى بالتأكيد ارق منها انه يشعر بااللم الم‬
‫حقيقي في جسده !!!! وربما في قلبه وعقله هل هذا ما‬
‫يسمونه بالحب من اول نظرة ؟!!!!!بالتأكيد ليس هو‬
‫من يقع في هذا الفخ ‪ ،‬انه ال يؤمن بتلك االوهام ‪،‬‬
‫ويحدث هذا له بعد ان اصبح في الرابعة والثالثون‬
‫بعيدا تماما عن مراهقته وبداية شبابه ‪ ،‬ال هذا غير‬
‫ممكن ‪.....‬هل هو حقا غير ممكن اذا ما هذا الذي‬
‫انتابك نحو امرأه لمجرد ان وقعت عينيك عليها دون‬
‫حتى ان تعرف بلدها او لغتها او دينها او حتى وضعها‬
‫!!!!!هز رأسه محاوال ان يبعد عنه هذه االفكار‬
‫‪........‬وصل اليه صوتها قائلة بالفرنسية (انا اسفة يا‬
‫سيد لم اقصد ان اتسبب بهذا )‪........‬صدمة اخرى‬
‫اجتاحته قبل حتى ان يأخذ انفاسه من الصدمة االولى‬
‫اليس لديها ذرة من الرحمة !!!!!!صوتها كان مختلف‬
‫ليس شديد الرقة ولكن مؤثر يصل الى االعماق كما ان‬
‫هناك شئ حولها بدا مألوف ال يستطيع التوصل اليه‬
‫ولكن مألوف!!!!!!!الشئ مألوف حول هذه الساحرة‬
‫بالتأكيد ‪ ،‬لم يدر لما وصفها بالساحرة ولكنه يشعر‬
‫انها كذلك هذا الجمال ليس لبشر او مالئكة بل يخص‬
‫ساحرة تخطف العقول والقلوب ‪ ،‬هل القت عليه بعضا‬
‫من سحرها ‪...........‬مد يده ليأخذ الهاتف من يدها‬
‫لتصيبه الصدمة الثالثة عندما لمست يده يداها ‪ ،‬ابعد‬
‫يده بسرعة من يبعد يده عن جمرة مشتعلة ليجدها‬
‫تنظر اليه بدهشة او ربما ببعض الحبور قال محاوال‬
‫الرد ليتمكن من الخروج من الدائرة المدمرة حولها‬
‫(ليس هناك مشكلة ‪ ،‬شكرا لك)‪.........‬قالها وسار الى‬
‫حيث كان ينتوي الذهاب من البداية‬

‫تمت‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل الثاني والعشرون‬

‫قال محاوال الرد ليتمكن من الخروج من الدائرة‬


‫المدمرة حولها (ليس هناك مشكلة ‪ ،‬شكرا لك) قالها‬
‫وسار الى حيث كان ينتوي الذهاب من‬
‫البداية‪..........‬نظرت الى ظهره المبتعد لتهمس‬
‫لنفسها (ليس بهذه السرعة يا زوجي العزيز) لقد‬
‫استطاعت الخروج من الحالة التي انتابتها بعد‬
‫الموقف الصعب الذي مرت به كان قرارها انها لن‬
‫تظل في تلك الدوامة الى االبد ولكن هذا لم يعن‬
‫بالتأكيد عدم تسوية الحسابات القديمة انها مدركة انه‬
‫يتوجب عليها فعلها حتى تنعم بالراحة ‪ ،‬بحثت لتعلم‬
‫انه ال يزال في اوروبا وان وجهته االخيرة هي فرنسا‬
‫‪ ،‬لذا كان االمر في غاية البساطة متمثال في رحلة‬
‫قطار ‪......‬علمت انه مقيم في باريس وكما توصلت‬
‫ايضا السم الفندق الذي ينزل فيه ‪ ،‬كانت زوجته معه‬
‫لكن ال بأس انها ال تعلم متى ستتكرر الفرصة لذا فهي‬
‫مضطرة للتعامل مع اي وضع ‪ ،‬انها تنتظر نزوله منذ‬
‫الصباح ولكن كان من نزل اوال هي زوجته هذا افضل‬
‫فوجود عائق في المرة االولى لن يكون جيدا ‪.......‬لقد‬
‫ظلت طوال الوقت تقنع نفسها باهمية التماسك وعدم‬
‫اظهار اي مشاعر سلبية عند رؤيته حتى تنجح فيما‬
‫تسع اليه ولكن مع مرور الوقت كان توترها يزداد‬
‫حتى باتت على وشك االنفجار ليظهر لحظتها خارجا‬
‫من المصعد ‪ ،‬كانت تجلس على احد مقاعد الريسبشن‬
‫بحيث يكون المصعد ظاهرا امامها ما أن رأته حتى‬
‫اصبح جسدها كله يعاني من االرتجاف انها المرة‬
‫االولى التي تراه فيها مباشرة وجها لوجه كما يقال ‪،‬‬
‫ان هذا يعتبر شئ غير معقول وربما لن يصدقها احد‬
‫اذا قالت انها المرة االولى التي ترى فيها زوجها ابو‬
‫طفليها !!!!!!!سيتهمونها حتما بالجنون ربما يكون‬
‫الواقع اغرب من الخيال ولكن الناس ال تصدق ذلك‬
‫حتى تعاني من قسوته شخصيا ‪.......‬لقد كان ما حدث‬
‫شيئا شديد القسوة بالنسبة لها ولكن في هذه اللحظات‬
‫تحديدا سينقلب السحر على الساحر فما تعرفه‬
‫سيجعلها في مركز القوة بينما سيكون هو الحلقة‬
‫االضعف عضت شفتها السفلى بعنف وهي تضغط‬
‫بيدها على ذراعي المقعد محدثة نفسها (كفي عن‬
‫االرتجاف يا فتاة وكوني على قدر الموقف انه هو من‬
‫يجب عليه ان يخافك ال انت )‪.......‬قامت من فوق‬
‫المقعد وقد تمكنت من السيطرة على نفسها ‪....‬كان‬
‫قادما تجاهها وهو يسير بتمهل منشغال بالحديث في‬
‫الهاتف ‪ ......‬لم تكن قد اتخذت قرارا نهائيا بشأن‬
‫الطريقة التي ستتعرف بها عليه لكن رؤيتها له كانت‬
‫مستفزة كان مختلفا عن الصور فعادة صوره تكون‬
‫خالل لقاءات رسمية او مؤتمرات ‪ ،‬ولكن هذه المرة‬
‫كان يرتدي بنطلون من الجينز وسترة اسفلها قميص‬
‫ليظهر طوله وعضالته ‪ ،‬شعره االسود كان مصففا‬
‫جيدا وبدا وسيم جدا ‪.‬ممسكا بهاتف من احدث االنواع‬
‫انتابتها رغبة طفولية في تحطيم ذلك الهاتف الذي‬
‫شغله عن رؤيتها وبدا انه سيتجاوزها الى الخارج‬
‫‪........‬لذا تحركت من مكانها مندفعة تجاهه بقوة‬
‫يتركز اغلبها جهة يده الممسكة بالهاتف وصل صوته‬
‫الى اذنها حانقا ناطقا بالفاظ مشينة بالعربية ‪ ،‬هل هو‬
‫ايضا سئ االخالق ؟!حاولت تنظيم انفاسها فمالمستها‬
‫له كان وقعها شديدا عليها ‪....‬ثم انحنت بسرعة فيما‬
‫كان هو يفعل المثل ‪....‬مثل االمر لها نوع من التحدي‬
‫لذا صممت على انها من سيصل الى الهاتف اوال‬
‫‪،،،،‬امسكته بيدها وهي تحاول االعتدال مرة اخرى‬
‫فيما كان هو ايضا يقف لتجد نفسها تنظر مباشرة الى‬
‫وجهه كان عاقدا حاجبيه وال يزال الغضب واضحا‬
‫على وجهه ليتغير تعبيره بعدها بلحظات الى الذهول‬
‫‪......‬هل تأثر بها ؟ يبدو انه سيكون اسهل مما توقعت‬
‫! كان ال يزال ناظرا اليها في شرود ‪.....‬ربما عليها ان‬
‫تتحدث وبما انهم في فرنسا ومن المفترض انه‬
‫مجهول بالنسبة لها لذا فلتتحدث بالفرنسية ولكنها ال‬
‫تعلم اذا كان يجيدها ام ال ولكن فلتجرب قالت بخفوت‬
‫(انا اسفة يا سيد لم اقصد ان اتسبب‬
‫بهذا)‪.........‬شعرت به يتوتر ربما ليس بشكل واضح‬
‫ولكنها الحظت توتره ‪..........‬هل من المحتمل انه‬
‫تعرف على صوتها ‪ ،‬ولكن هذا شئ مستبعد فصوتها‬
‫مختلف بالتأكيد عن صوت تلك المراهقة اصبح اكثر‬
‫انوثة وعمقا كما ان اللغة مختلفة ‪ ،‬وهي ال تبكي االن‬
‫!!!!ال انه بالتأكيد لم يتذكره ‪.......‬مدت يدها اليه‬
‫بالهاتف والذي القت اليه نظرة لتجده سليم لألسف‬
‫!!!!لم تتحقق رغبتها الطفولية بتدمير احد ممتلكاته‬
‫!!!!!!! تعمدت ان تلمس يده وهي تناوله الهاتف كانت‬
‫تحبس انفاسها ‪ ،‬انها تشعر ان عدم التنفس يوقف‬
‫الحواس هذا ليس علميا بالتأكيد وقد ثبت فشله‬
‫لحظتها فقد شعرت فور مالمسة يده ان صاعقة‬
‫ضربت جسدها باكمله ‪.......‬ان هذا بالتأكيد ليس‬
‫نتيجة جاذبية متبادلة بينهما او بسبب كمياء مشتركة‬
‫تجمعهما ولكن السبب الرئيسي بالتأكيد هو النفور‬
‫اليس كذلك؟!بالتأكيد ولكن حبس انفاسها كان له فائدة‬
‫اخرى فقد منعها من االبتعاد او الصراخ ‪.......‬ولكن‬
‫لدهشتها كان هو من فعل فقد ابعد يده بحدة ما ان‬
‫لمسته ‪ ،‬شعرت بلذة كبيرة ان يكون تأثره بها بهذه‬
‫القوة انعكست على عيناها في صورة فرحة لم تسطع‬
‫اخفائها ‪......‬ليرد بعدها في نفس اللحظة وهو يبتعد‬
‫بفرنسية سليمة (ليس هناك مشكلة ‪ ،‬شكرا‬
‫لك)‪......‬لقد سمعت صوته حين كان يتحدث بالهاتف‬
‫وكذلك وهو يشتم ولكن كان الوقع مختلفا هذه المرة‬
‫وهو يحدثها مباشرة !!!!!!سيستدير ‪....‬بالتأكيد‬
‫سيفعل ‪...‬انت بالتأكيد لن تحرجني بمحاولة مكشوفة‬
‫للتعرف عليك بعد هذا االصطدام المروع ‪.....‬وقفت‬
‫مكانها لتجده قد فعل ما توقعته ‪...... ،‬لقد شعر بشئ‬
‫يحرك جسده دون ارادة منه لاللتفات مجددا للنقطة‬
‫الذي تركها منذ لحظات وكأن شئ داخله قد ادرك قبل‬
‫عقله ان هناك صلة قوية تجمعه بتلك المخلوقة وانه‬
‫سيخسر كثيرا اذا تجاهل ذلك الشعور الطاغي داخله ‪.‬‬
‫او كأنه كان ال بد له ان ينظر اليها ثانية ليتأكد هل ما‬
‫شعر به خالل تلك اللحظات كان حقيقة ام مجرد وهم‬
‫‪.......‬لكن نظرته ثانية اليها لم تزده اال تخبطا فمن‬
‫الواضح ان االمر ليس بوهم مطلقا بل محض حقيقه‬
‫انها جميلة جدا بل مذهلة هناك شئ يشيع منها يجذبه‬
‫اليها وكأنها مغناطيس عمالق وهو ليس اال قطعة‬
‫حديد مجبرة على االلتصاق دون اي ارادة ‪.......‬وجد‬
‫نفسه يقف امامها مرة اخرى ال يدري كيف تم ذلك‬
‫ربما هي من مشى اليه ‪.....‬ال !فهما في نفس المكان‬
‫حيث تركها اذا فهو من عاد اليها ثانية ‪......‬ماذا عليه‬
‫ان يقول االن ؟!اراحته من هذا العبء وهي تخاطبه‬
‫قائلة (هل سقط منك شيئا اخر يا سيد )‪........‬وجد‬
‫نفسه يقول لها مالئا فراغ اسمه (يوسف ‪ .‬اسمي هو‬
‫يوسف سليمان )‪........‬كان ينطق اسمه بثقة ممزوجة‬
‫بالفخر‪ ..‬تبا هل يظن نفسه احد الملوك او المشاهير‬
‫اذا سيد يوسف فال بأس ببعض التسلية قالت (تشرفت‬
‫بمعرفتك ولكن انت لم تجبني )‪.......‬قاطعها وقال (لم‬
‫افقد شيئا ‪ ،‬ولكن كنت اتسائل هل كنت خارجة من‬
‫الفندق؟)‪........‬نظرت اليه محاولة اظهار بعض التردد‬
‫لتقول بعدها (اجل فعلى ما يبدو ان وجودي هنا بال‬
‫فائدة )‪.....‬نظر اليها مستفهما لقد الفت سبب يشرح‬
‫وجودها اذا سألها وبما انها ال تملك ما يكفي من المال‬
‫لالقامة في هذا الفندق الغالي لذا كان عليها ايجاد‬
‫سبب مناسب للتواجد (لقد طلب مني القيام ببحث حول‬
‫الفنادق التصميم االدارة المطاعم الترفيه ‪ ،‬بمعنى‬
‫بحث شامل ‪ ،‬ولكن لم اجد اي تعاون )‪.......‬قالتها‬
‫بامتعاض وهي تمط شفتيها وتغضن وجهها كا الطفال‬
‫مما جعله ينظر نحوها بتسلية ويقول على نفس وتيرة‬
‫اتخاذ قرارت دون تفكير منذ ان وقع نظره عليها‬
‫(ربما يمكنني ان افيدك حول نقطة البناء فقد قمت‬
‫ببناء بضع فنادق)‪.........‬يس لقد وقع في الفخ وهاهو‬
‫يتطوع لمساعدتها ‪ ،‬اذا فانت لم تسطع مقاومة لعب‬
‫دور الفارس الشهم والذي يتطوع النقاذ اي امرأة‬
‫حائرة ‪ ،‬قالت ببراءة وقد علت وجهها نظرة االمتنان‬
‫وعدم التصديق(هل تعني ذلك حقا !ساظل شاكرة لك‬
‫الى االبد )‪..........‬هذا جيد انه يريد ان يقضي معها‬
‫بعض الوقت حتى يتمكن من فهم ما اصابه وها قد‬
‫جاءت الفرصة سريعا قال لها (لقد كنت حارجا من‬
‫اجل الغداء تعالي معي وسوف اخبرك بما‬
‫تريدين)‪..........‬قالها وهو يسير بالفعل مما جعلها‬
‫تتحرك لتلحق به ‪ ،‬لقد اختارت منظرا مالئما‬
‫للشخصية التي تتقمصها كانت ترتدي سترة ضيقة‬
‫باللون االزرق اسفلها سروال من الجينز وحذاء‬
‫منخفض وترتدي حقيبة للظهر بها اقالم ودفاتر‬
‫وكاميرا لقد كانت تظن دائما انها طويلة ولكن وهي‬
‫تسير جواره كان رأسها بالكاد يصل الى ذقنه ‪ ،‬كما‬
‫انها كانت تجري تقريبا لتتمكن من مالحقة خطواته أال‬
‫يملك اي لياقة ليبطء قليال من اجل امراءة يبدو معجبا‬
‫بها ؟!! ما الذي يفعله اذا مع الالتي يكرههن ال بد انه‬
‫يدهسهن بسيارته كانوا قد وصلوا الى سيارته بالفعل‬
‫مرسيدس سوداء موديل العام الحالي ‪.......‬اللعنة حتى‬
‫وهو لن يبقى اال اليام يحرص على استخدام مثل هذه‬
‫السيارة ! ان سيارتها التي اقتنتها منذ كانت في‬
‫الثامنة عشر فور ان تمكنت من استخراج رخصة‬
‫تبدو جوارها كالخردة جلست جواره مفكرة انه ربما‬
‫عليها ان تحاول التركيز في شئ اخر حتى تتمكن من‬
‫الثبات حتى يصالن الى المكان الذي يريده النها ان‬
‫نظرت جهته وشعرت بقربه الشديد منها فستهرب‬
‫بالتأكيد ‪.........‬لم تتح لها الفرصة لتفعل لقد كان‬
‫يسألها عن شئ ما نظرت اليه بعدم فهم ليكرر السؤال‬
‫مرة اخرى (انت لم تخبريني ماهو اسمك ؟)‪.......‬حمدا‬
‫هلل انها سبق وفكرت في االسم قالت (ديليب) نظر‬
‫اليها بدهشة وقال (ماذا ؟) رددت وهي تكتم ضحكتها‬
‫انها لن تتخلى عن اسمها ولكنها ترجمته الى لغة‬
‫اليمكن ان يعرفها قالت مرة اخرى (ديليب ‪ ،‬انه اسم‬
‫هندي) نظر اليها باستغراب وقال (ال تقولي انك هندية‬
‫)‪.......‬هزت رأسها نفيا وقالت (نصف فرنسية نصف‬
‫انجليزية ولكن والدي كان يعمل هناك لفترة لذا جاء‬
‫االسم هكذا )‪........‬اكملت بعدها (وماذا عنك ان االسم‬
‫يبدو غريبا ؟)‪........‬قال باعتزاز (مصري واسمي‬
‫منتشر لديكم انه اسم النبي يوسف عليه السالم ويتم‬
‫تحريفه في بالدكم الى جوزيف )‪.......‬اومأت برأسها‬
‫لتجده يكمل بعدها (ربما من االفضل ان نتحدث‬
‫باالنجليزية ما دمتي تجيدنها )‪.......‬نظرت اليه بدهشة‬
‫وقالت بصدق (ولكن فرنسيتك جيدة )‪......‬قال‬
‫بابتسامة (ولكن اقل الفة )‪.......‬اومأت برأسها لتشرد‬
‫بعدها مفكرة لقد ارادت ان تخبره كونها فرنسية فقط‬
‫فربما يتمكن من التفكير ليصل الى حقيقتها ان ذكرت‬
‫كونها انجليزية ‪ ،‬ولكنها تراجعت الن لهجتها ليست‬
‫كاهل هذه البلد وربما يالحظ هذا لذا قالت له انها‬
‫نصف انجليزية ‪.......‬اذا فهي تملك اسم هندي ربما‬
‫يكون االسم قد اعطاها قوة سحرية خارقة‬

‫استغرق سفرهم اكثر من اربع ساعات بدت لها بال‬


‫نهاية خاصة وقد استمر حازم في مزاجه الالمبالي‬
‫انها تعرف انها غبية فان كانت صادقة فيما تدعيه كان‬
‫تجاهله لها سيريحها ولكن تجاهله لها يضايقها‬
‫ويزعجها ويشعرها بالبؤس وصلوا بعد ذلك ليتركها‬
‫فيما كان يتجول هو داخل االماكن المختلفة يلقي‬
‫بالتعليمات هنا وهناك ‪.........‬ينظر بتدقيق الى كل شئ‬
‫ليرى مدى اتقان العمل ‪ ،‬هل كانت تتوقع انه سيسليها‬
‫!!!!!!!ربما عليها ان تشغل نفسها بدأت بالتجول‬
‫داخل القرية التي لم تظهر معالمها بعد ولكن‬
‫لمتخصصة استطاعت ان تتعرف الى منطقة حيث‬
‫الفنادق ومنطقة اخرى للشاليهات والفيالت لمن يبحث‬
‫عن الخصوصية ‪.......‬كان العمل ال يسير بترتيب‬
‫معين فهناك اماكن في طور البناء وغيرها في‬
‫التشطيبات ‪ ،‬كما كان هناك عدة شاليهات تم االنتهاء‬
‫منها ولفت نظرها ايضا احد الشاليهات والذي كان قد‬
‫فرش بالفعل ‪.......‬ربما يتم استخدامه لالقامة ولكنه‬
‫بالتأكيد لن يكفي احد ‪.......‬في النهاية قررت ان‬
‫تتمشى على البحر رفعت ساقي بنطالها وبدات في‬
‫التمشي بجوار البحر والذي كان يصيبها الرذاذ‬
‫المتطاير من امواجه ‪.......‬انها تشعر بالجوع اين‬
‫يمكنها ان تجد طعاما في هذا المكان ؟‪ ،‬وعلى ما يبدو‬
‫فان حازم قد نسي وجودها معه ‪........‬فلتنتظر قليال‬
‫وترى فربما يتذكرها جلست فوق الرمال انها لحسن‬
‫الحظ قد احضرت بعد المالبس لذا فليس هناك مشكلة‬
‫ان افسدت مالبسها الحالية ‪..........‬كانت قد بنت قلعة‬
‫بالرمال استخدمت في تصميمها بعد البوص‬
‫الموجودعلى الشاطئ وكذلك القواقع واالصداف‬
‫لطالما كانت ماهرة في البناء على الرمال‬
‫‪.......‬اخرجت هاتفها لتصور قلعتها حتى تريها لعمر‬
‫وسارة ‪.....‬سمعته من خلفها يقول (عمل متقن ولكن‬
‫كم من الوقت سيبقى ؟)‪........‬نظرت اليه وقالت (انا‬
‫بنيته للمتعة وليس للبقاء )‪........‬نظر اليها بطريقة‬
‫نافذة وقال (ربما هذه بالتحديد هي مشكلتك يا ريهام ‪،‬‬
‫تتعلقين بالشئ وتبذلي كل شئ من اجله وعندما‬
‫تفقدين متعة الحصول عليه سرعان ما تلقينه باهمال‬
‫غير مهتمة بمصيره)‪.......‬نظرت الى عينيه انها تعلم‬
‫انه يقصد نفسه ‪ ،‬ولكن ليتك تعلم فقط ليتك تعلم ‪،‬‬
‫ولكن هل حصلت عليك حقا ؟ قالت بتوتر (هذا بالنسبة‬
‫لألشياء ولكن ليس بالنسبة للناس )‪.......‬نظر اليها‬
‫بسخرية وقال (هل يمكنك ادعاء ذلك بامانة‬
‫؟)‪........‬ردت عليه بتحدي وهي تنظر اليه كان يبدو‬
‫هو ايضا متوترا ولكنها لم تكن لتستسلم لذا قالت‬
‫(اجل بكل امانة ‪ ،‬والدليل انني لم افعلها ثانية‬
‫)‪........‬رد عليها بملل(ما الذي لم تفعليه ثانية‬
‫بالتحديد؟)‪........‬قالت بجمود وهي تحاول ايقاف‬
‫جسدها عن االرتعاش (لو كان هدفي هو المتعة من‬
‫االيقاع بالرجال فلم اكن ساتوقف عندك )‪........‬قبل ان‬
‫تدرك حتى كان يسحبها من ذراعيها موقفا اياها ليقول‬
‫بغل (ربما ما منعك هو بقية من بعض اخالق ‪ ،‬او‬
‫صفات جيدة تسري بدمك)‪........‬كانت قريبة منه‬
‫ملتصقة به تقريبا تشعر بعنفه المكبوت ولكن الرعب‬
‫لم يكن االحساس الذي اجتاحها بل التعب لما ال تصل‬
‫الى بر امان معه ؟ لما ال تستسلم ثم ينتهي االمر فقط‬
‫هكذا ؟ ان ما عليها ان تفعله في هذه اللحظة بالتحديد‬
‫هو ان تتعلق به وتخبره انها تعبت انها تشعر بالغربة‬
‫وااللم كلما كانت بعيدة عنه انها تشعر بالهجر والنبذ‬
‫كلما تجاهلها انها تريد فقط ان ترتاح ‪ ،‬تريد فقط ان‬
‫يحبها ويهتم بها تريد فقط ان يفهمها ويشعرها بانه‬
‫يثق بها !!!!!!!! ولكن هل ستفعلها انها اغبى من ان‬
‫تفعل ان هاجس الكبرياء والكرامة سيظل يالحقها الى‬
‫االبد ‪ ،‬حررت نفسها منه ثم سارت مبتعدة فهي تشعر‬
‫ان دموعها على وشك السقوط وهو ما ال تريد ان‬
‫يشاهده ‪......‬ناداها (توقفي يا ريهام لقد اتيت ال‬
‫صطحبك للغداء)‪..........‬توقفت محاولة تنظيم انفاسها‬
‫سارت الى جواره دون كالم حتى وصال الى السيارة‬
‫ليأخذها بعد ذلك الى مطعم داخل المدينة القريبة نسبيا‬
‫قالت له وهما ينزالن (ان الحضور الى المدينة من‬
‫اجل الوجبات لن يكون شيئا سهال بالنسبة للنزالء‬
‫)‪.........‬رد عليها بلهجة عملية (لن يضطروا لذلك‬
‫فبالضافة الى مطعم الفندق ستكون هناك مجموعة من‬
‫المطاعم داخل القرية )‪.......‬كانا قد وصال الى‬
‫مائدتهما وجلسا في موقع يتيح لهما النظر الى البحر‬
‫فعادت تقول (هل المطاعم ستكون خاصة بالشركة‬
‫؟)‪........‬رد عليها موضحا (ال ‪ ،‬نحن سنبيع كافة‬
‫المنشئات لمن يرغب فدورنا ليس االدارة على كل‬
‫حال )‪........‬اومأت برأسها بينما احضر النادل القائمة‬
‫واعطاها لها فاختارت ما تريده لتجد حازم ينظر‬
‫جهتها ويقول للنادل نفس الطلب ‪ ،‬لم تستغرب من هذا‬
‫فقد اختارت بالفعل اطعمته البحرية المفضلة لذا فهي‬
‫المقلدة بالتأكيد مع خروجهم من المطعم كانت الشمس‬
‫قد اوشكت على المغيب ‪ ،‬فوجدته يقول لها (قبل ان‬
‫نعود ساذهب الصلي المغرب )‪.........‬رفعت عينيها‬
‫اليه وقالت (الى اين سنعود بالتحديد ؟)‪........‬قال لها‬
‫(الى الموقع بالتأكيد )‪.......‬قالت باعتراض (ولكن‬
‫‪.........)....‬قاطعها وقال (ليس هناك وقت للحديث‬
‫حتى ال تفوتني الجماعة انتظريني في نفس المكان بعد‬
‫االنتهاء)‪.........‬توجهت الى القسم الخاص بالنساء‬
‫فوجدت لحسن حظها مجموعة من االسداالت صلت ثم‬
‫خرجت لتنتظره ‪ ،‬تأخر لبعض الوقت ليظهر بعد ذلك‬
‫فقالت له بضيق (ما سبب تأخرك ؟)‪........‬قال‬
‫بهدوء(لقد صليت العشاءبعد انتهاء الجماعة‬
‫)‪............‬نظرت اليه بدهشة فقال لها (جمع تقديم‬
‫فنحن على سفر )‪.......‬اومأت برأسها لقد كانت منذ‬
‫ايام تصنف درجة تدين شقيقيها ولكنها لم تذكر حازم‬
‫‪ ،‬اين سيكون موقعه في التصنيف ؟ ‪......‬انها تعلم ان‬
‫لديه ثقافة دينيه كبيرة ففي تلك البلد حيث تلقى تعليمه‬
‫يهتمون بالمواد الشرعية ‪.........‬سارت معه حتى‬
‫السيارة ثم قالت ما ان اغلق الباب ( لماذا سنعود الى‬
‫الموقع مرة اخرى ؟ ان الوقت قد تأخر ومن االفضل‬
‫ان نسافر)‪............‬نظر اليها بهدوء وقال (اننا لن‬
‫نسافر الليلة يا ريهام ان عملي هنا لم ينته بعد لذا‬
‫سنبيت )‪.........‬قالت باعتراض(ولكن سارة وعمر‬
‫)‪.........‬قال بهدوء ( ساتصل باحمد ليهتم باالمر‬
‫)‪......‬رفع هاتفه بالفعل واجرى المكالمة ‪ ،‬ثم عاد‬
‫يقول لها (ال تقلقي سيهتم احمد بهما )‪.......‬كنت‬
‫تعض شفتيها بتوتر انها التعرف ما الذي ينتويه هل‬
‫حقا ان البقاء بسبب العمل ؟‪........‬ركن السيارة بجوار‬
‫ذلك الشالية الذي لفت نظرها في الصباح كونه هو‬
‫الوحيد المفروش ‪ ،‬خرج بعدها وسار جهته فيما ظلت‬
‫واقفة مكانها مما جعله ينظر اليها بسخرية ويقول‬
‫(ماذا هناك يا ريهام هل تنتوين المبيت في‬
‫العراء؟)‪..........‬نظرت اليه بحنق وقالت (انا لن ادخل‬
‫معك )‪.......‬وضع مفتاح السيارة في جيبه وقال (كما‬
‫يحلو لك )‪.......‬هل سيتركها وحدها ‪ ،‬تلفتت حولها لم‬
‫يكن هناك اي مخلوق بالقرب فمع حلول الظالم بدا‬
‫وان الجميع قد غادر ‪.......‬ان هذا المكان يبدو مخيفا‬
‫ليس به كشافات اضاءة وربما تأتي الحيوانات‬
‫المفترسة اليه شعرت بالرعب فسارت خلفه وتوجهت‬
‫الى الداخل بينما قام هو باغالق الباب بالمفتاح ليضعه‬
‫هو االخر في جيبه بينما نظر اليها مبتسما وهو يقول‬
‫بنية واضحة (مرحبا بك يا زوجتي العزيزة‪.......‬سكت‬
‫قليال ثم اكمل بلهجة مقصودة لقد تأكدت بنفسي انه ال‬
‫مفاتيح في باب اي حجرة)‪.......‬نظرت اليه محاولة‬
‫قراءة معالم وجهه لتقول بعدها ( حازم انت بالتأكيد لن‬
‫تفعل هذا )‪.......‬نظر اليها بسخرية ثم قال (ما الذي لن‬
‫افعله بالتحديد حبيبتي ؟)‪.......‬قالها وهو يقترب منها‬
‫ثم يرفعها مرة واحدة بين ذراعيه متوجها الى حجرة‬
‫النوم الوحيدة داخل الشاليه ثم يلقي بها برفق فوق‬
‫السرير ويقول (كل ما سافعله اني ساكمل ما سبق‬
‫وتوقف)‪.......‬كان بالفعل قد حل ربطة عنقه وخلع‬
‫سترتة وبعد ذلك قميصه ثم استلقى جوارها لتحاول‬
‫هي القيام فارجعها الى الخلف بحركة لطيفة ثم همس‬
‫في اذنها (ال مجال هذه المرة ألي هروب‬
‫حبيبتي)‪.........‬قالت محاولة احكام كذبتها (انا ال‬
‫يمكنني ذلك فلدي عذر)‪.......‬وجدته لدهشتها يقهقه‬
‫ضاحكا ويقول بصوت منخفض (كاذبة لقد رأيتك‬
‫بعيني تدخلين المسجد فكيف ذلك ؟!)‪........‬صمتت‬
‫وهي تضع اصبعها في فمها وتعضه فامسك به‬
‫واخرجه ثم قال لها وهو يقبله (وما ذنب االصبع‬
‫المسكين لتفعلي به هذا ؟)‪........‬لقد كانت تشعر به‬
‫يجذبها الى دوماته ولم تتمكن هذه المرة من االفالت ‪،‬‬
‫بدأ معها برقة ثم وكأنه فقد السيطرة ليتحول االمر الى‬
‫الجنون قبالت مجنونة همسات مشتعلة ‪ ،‬ثم في لحظة‬
‫ما كانت قد اصبحت داخل نفس الحلقة تتجاوب معه بل‬
‫وتشاركه جنونه ‪........‬بمضي بعض الوقت كان قد‬
‫استسلم للنوم بينما يأخذها بين ذراعيه كانت تشعر‬
‫بالعار لقد استسلمت له ليس هذا فحسب بل كانت‬
‫جريئة في تجاوبها وهو ما لم تفعله من قبل هل هذا‬
‫النها كبرت عن تلك الفتاة الصغيرة الخجولة ام ربما‬
‫بسبب الحرمان الطويل ؟!قبل ان تستغرق في النوم‬
‫قررت انها لن تقبل بالهزيمة وحتى لن تظهر له‬
‫ضعفها بل ستقاتل حتى النهاية‬
‫واقفة امام الحوض في المطبخ لتغسل االطباق‬
‫والمالعق وماذا ايضا بعض الحلل و كسرونة اللبن‬
‫انها تكرهها رغم كونها السبب في صعوبة غسلها‬
‫فكلما قامت بغلي اللبن فار منها مما يجعل الغسل‬
‫صعبا للغاية ‪ ،‬وكان هذا شئ آخر عليها ان تتحمله‬
‫فسيادة الدكتور ال يشرب اللبن المعلب بل ان اللبن‬
‫يأتي لهم من المزرعة ثم على الجارية المتمثلة في‬
‫شخصها ان تغليه يوميا ليس هذا فحسب بل ان عليها‬
‫ايضا ان تقوم بالطبخ فالسيد الموقر ال يأكل الطعام‬
‫الجاهز اال مرة واحدة في االسبوع الن تناول الطعام‬
‫الغير صحي اكثر من مرة يمثل خطر على الصحة ‪ ،‬تبا‬
‫وكأن هذا حقيقي انها منذ سنوات ال تأكل اال في‬
‫الخارج سواء كانت في الكلية او في النادي وال يحدث‬
‫لها شيئا ‪ ،‬اما بالنسبة للتنظيف فهي ال يمكنها ان‬
‫تظلمه فهناك امراءة تأتي مرتان في االسبوع وهي‬
‫عليها فقط ان تراقبها ‪ ،‬الن وجهة نظر السيد انها ال‬
‫تزال جديدة وال يمكنهم الثقة بها ‪ ،‬اما في باقي ايام‬
‫االسبوع فعليها هي ان ترتب وتمسح االتربة ‪،‬‬
‫والعجيب ان ملك النظافة ال يفعل اي شئ لنفسه حتى‬
‫سريره يتركه دون ترتيب ‪ ،‬ومالبسه يتركها في‬
‫غرفته وهي من عليها ان تذهب بها الى حجرة‬
‫الغسيل ‪ ،‬كما انه ال يلبس اي شئ اال مرة واحدة ‪،‬‬
‫وعليها ان تضع الغسيل في الغسالة ثم تقوم بنشره‬
‫وبعد ذلك يأتي المكوجي الخذه وتقوم هي باعادته الى‬
‫دوالب السيد ‪.......‬انها بالتأكيد شاكرة له النه لم‬
‫يصمم على رأيه فلقد رفض في البداية ارسال‬
‫المالبس الى المكوجي وقال ان عليها هي فعل ذلك ‪،‬‬
‫ولو صمم كانت بالتأكيد ستقضي باقي حياتها في الكي‬
‫مالبس الخروج ومعطف االطباء وحتى مالبس المنزل‬
‫يرغب في كيها ‪......‬وهي بالتأكيد فاشلة في هذا‬
‫المجال مثل غيره من كل اعمال المنزل ‪.......‬حتى‬
‫الطبخ تشعر انه محض عقاب فهو ال يكاد يتناول شئ‬
‫من ابتكارتها لقد كانت جاهلة بنسبة ‪ %122‬ولكنها‬
‫اضطرت لتعلم بعض االصناف البسيطة فهو للحقيقة‬
‫غير متطلب فقط ارز وخضار ولحوم وسلطة‬
‫‪.....‬وتكون النتيجة النهائية هو اكتفائه بالسلطة وربما‬
‫احيانا قطعة لحم مع خبز فاالرز اما محترق او زائد‬
‫في الطهي والخضار مالح او اي شئ آخر انها ال‬
‫تستطيع ان تخمن ما الذي ينتويه بخصوص هذا‬
‫الموضوع فمن الواضح ان امها الجاهلة بدورها لم‬
‫تفدها بشئ وقد قال شئ غامض بخصوص انه‬
‫سيذهب بها الى من يعلمها كل شئ على اصوله‬
‫‪.......‬كانت تحاول وضع االطباق مكانها لتغسل بعد‬
‫ذلك الحوض والموقد والذي كان عقوبة يومية بسبب‬
‫اللبن الذي يفور فوقه او اي طعام آخر ‪.........‬كانت‬
‫منهمكة في التنظيف فلم تنتبه الى ذلك الشخص الذي‬
‫دخل المطبخ كان شكلها غريبا بذلك الشئ الذي تربط‬
‫به شعرها وبنطلونها المرفوع ومريلة المطبخ التي‬
‫ترتديها وبدا وكأنها تكلم نفسها بطريقة غريبة وتنطق‬
‫كلمات غير مفهومة !!!!!!قال بهدوء‬
‫(فرح)‪.......‬تفاجأت بالصوت مما جعلها تلتفت في‬
‫رعب عاقدة حاجبيها وتقول (احمد لقد‬
‫افزعتني)‪........‬نظر اليها بسخرية وقال (ربما اذا‬
‫توقفت عن الحديث مع نفسك النتبهت لصوت من‬
‫يدخل )‪......‬لم تجب لذا قال لها (ان ريهام في عمل لذا‬
‫ساذهب الحضار عمر وسارة للمبيت عندنا ‪ ،‬جهزي‬
‫لهم احد حجرات النوم في االسفل ‪........‬سكت قليال ثم‬
‫اكمل غيري مالبسك ومشطي شعرك حتى ال يصيبهم‬
‫الرعب ثم ان عمر لن يصمت بالتأكيد)‪........‬كان يتكلم‬
‫بتسلية مما جعلها تشتم في سرها (الوغد!) ‪ ،‬وكأن‬
‫منظر المجانين هذا ليس هو السبب فيه انها تخرج‬
‫الى كليتها في الصباح لتعود فور انتهاء المحاضرات‬
‫في الساعة الثانية ‪ ،‬اه لقد رفض احضار سيارتها من‬
‫عند والدها ولكنه اشترى لها سيارة اخرى ‪ ،‬هذا احد‬
‫جمايله التي ال يمكنها حتى ان تعدها!!!!!!!تعود‬
‫بعدها الى المنزل تظل تنظف وتتطبخ وتغسل النه لو‬
‫عاد في الخامسة ليجد شئ ناقص فانه ال يصمت ‪،‬‬
‫حذروا هل يتركها في حالها بعدها ال بالتأكيد‬
‫!!!!!!!انه يحضر الحاسب المحمول الخاص به‬
‫واحيانا بعض االوراق او الكتب ويجلس على احد‬
‫كراسي السفرة بينما يراقبها وهي تذاكر ! انها المرة‬
‫االولى في حياتها التي تبدأ المذاكرة في هذا الوقت من‬
‫العام ‪ ،‬كما انها من ناحية اخرى ال يمكنها ان تخدعه‬
‫مثلما كانت تفعل مع امها حين كانت صغيرة ال بالتأكيد‬
‫فهو يسألها عما تذاكره بالتحديد وبعد مرور فترة يأخذ‬
‫منها الكتاب او الملزمة ويوجه اليها بعض االسئلة لذا‬
‫فال مهرب‪.......‬كما انه يشعرها بانها غبية جدا فما‬
‫تستغرق ساعات في فهمه يقرأه بسرعة ثم يعود‬
‫فيسألها فيه ثم يشرح لها ما لم تكن قد فهمته ‪.......‬لذا‬
‫فانها ما ان تلقي بجسدها على الفراش تغرق في نوم‬
‫بال احالم وربما هذا افضل لها على كل حال!!!!!انهت‬
‫عملها ثم جهزت الحجرة كما طلب منها لتندفع بعدها‬
‫صاعدة على السلم لتأخذ دش سريع وترتدي مالبسها‬
‫بسرعة وتمشط شعرها كذلك ‪ ،‬عندما نزلت كانت‬
‫سارة تجلس في الصالون ومعها احمد بينما عمر كان‬
‫يتجول في المكان وصلت اليه وقامت باحتضانه بينما‬
‫حاول التفلت من بين ذراعيها ‪......‬كان احمد ينظر‬
‫اليهما مبتسما هل هو راض عن تصرف عمر في‬
‫ابتعاده عنها !!!!!!امسكت عمر وهي تطبع قبله قوية‬
‫على كل خد من خديه وتنظر جهة خاله بتحدي ‪،‬‬
‫ضحك بعدها بخفوت بينما ذهبت افكارها الى طفولته‬
‫هو هل كان شقيا مثل عمر ام كان طفال هادئا ‪.....‬انها‬
‫ال تستطيع تخيله مسببا للمشاكل وربما ابنائه‬
‫سيكونون مثله وهو الشئ الذي لن تستطيع معرفته‬
‫بالتأكيد ‪.........‬تخيلت طفل صغير يشبهه او ربما‬
‫سيكون شبيها بزوجته القادمة!!!!رأت سارة تقف‬
‫لتسلم عليها فاقتربت منها وعانقتها ‪ ،‬لقد احبتها جدا‬
‫واحد االشياء التي ستخسرها عند انفصالهما هو‬
‫صداقتها لهذه المالك ‪.....‬جلست على المقعد المجاور‬
‫لها وقالت (ربما علي ان اتمنى ان تغيب ريهام عدة‬
‫ايام لتظلي معي )‪........‬رفعت سارة عينيها اليها‬
‫وقالت (انا ايضا سعيدة بوجودي معكم واتمنى ان ال‬
‫يسبب وجودنا اي ضيق لكم خاصة وانكم ال زلتم‬
‫رسميا في شهر العسل )‪........‬اي شهر عسل الذي‬
‫تتصوره ‪ ،‬انه لم يبدأ حتى لينته بعد ذلك لقد نكدت‬
‫عليه في البداية ثم هاهو يحولها الى فليبنيه دون‬
‫مرتب في اقل من ايام ‪......‬كان احمد هو من رد‬
‫مخلصا اياها من عناء التفكير في رد مناسب وقال‬
‫(يمكنك اعتبار انه انتهى بما اني عدت الى العمل‬
‫وفرح الى الكلية )‪.......‬قام هو وقال (بما ان ثالثتكم‬
‫لديه دراسة عليكم ان تذاكروا ولو انهيتم مذاكرتكم‬
‫خالل ساعتين سأخذكم للعشاء في الخارج )‪.......‬ربما‬
‫عليها ان تتمنى تواجدهما لالبد حتى تستمر هذه‬
‫المعاملة ‪ ،‬خرج الثالثة الى الريسبشن لتخرج سارة‬
‫الكتب التي احضرتها وكذلك عمر واحضرت هي ايضا‬
‫احد الكتب وجلس احمد يعمل ‪ ،‬ليكونوا خليط عجيب‬
‫طب وهندسة وأدب ورياض اطفال قرأت محاضرتها‬
‫لتجلس بعد ذلك تساعد عمر الذي يبدو وانه يتقبل‬
‫مساعدتها مرغما هل اصبحت منبوذة من الجنس‬
‫االخر في هذا المكان؟‬

‫قال لها بصرامة (كلمة واحدة فقط انت لن تخرجي‬


‫معي يا نهال )‪.......‬قالت في حنق (ولكن انت ترفض‬
‫خروجي وحدي مساءا)‪........‬قال وهو يعقد ربطة‬
‫عنقه (كما انني هذه الليلة ارفض خروجك معي ايضا‬
‫‪ ،‬ربما من االفضل ان تعودي انت الى الوطن وسألحق‬
‫بك بعد ذلك )‪.........‬قالت باستسالم (سافعل ما تريد‬
‫)‪.......‬استقل سيارته ليتوجه الى عنوان الشقة الذي‬
‫اعطته له زرقاء العينين ذات االسم الغريب ماذا كان‬
‫(ديليب!)‪..........................‬انها تقيم في شقة احدى‬
‫صديقاتها في باريس وعلى ما يبدو انها حققت ما‬
‫كانت تهدف اليه فالسيد يوسف لم ينتظر للغد ليقابلها‬
‫مرة اخرى بل صمم على ان يلتقيا ثانية في المساء‬
‫عادت بذاكرتها الى عصر اليوم لقد اخذها الى احد‬
‫المطاعم في باريس وهناك قام بما وعدها به ولحسن‬
‫حظها انها كانت مستعدة جيدا اخرجت دفتر واقالم اخذ‬
‫يرسم خطوطا متقنة حتى ظهر لديها ما يمكن اعتباره‬
‫صورة تخطيطية لفندق بعد ذلك اخذ يشرح لها كيف‬
‫يتم اختيار اماكن المداخل والمخارج وفتحات التهوية‬
‫والمصاعد والنوافذ والشرفات ‪ ،‬كان شرحه واضح‬
‫وما لفت نظرها بصورة اكبر هو كيف بدا وهو في‬
‫حالة تركيز ‪ ،‬وكأنه صورة كبيرة لسيف نفس انعقاد‬
‫الحاجبين والنظرة الفاحصة المقيمة وحتى طريقة‬
‫االمساك بالقلم لقد شعرت وقتها بقلبها يتخبط بين‬
‫ضلوعها ! هل تشكل الوراثة كل هذه القوة في تشكيل‬
‫االنسان؟!ليس هذا فحسب فان كان سيف قد اكتسب‬
‫منه المظهر واالسلوب فان سلمى قد اكتسبت ما‬
‫خلفهما وهي الموهبة نفسها انها بالتأكيد ستكون‬
‫فنانة في يوم من االيام ‪.......‬تناوال الغداء بعدها‬
‫وعندما احضر النادل الفاتورة قالت له (اريد ان‬
‫اعرف المبلغ الذي يخصني )‪.....‬الكلمة التي يمكنها‬
‫ان تصف نظرته اليها بها هي شزرا ‪ ،‬وكأن ما تقوله‬
‫ال يستحق التعليق حتى !هل عليه ان يطعمها ؟ ولكنه‬
‫ال يدفع لها هي بل لمجرد امرأة اعجبته ربما على هذا‬
‫ان يشعرها بالغضب !!!!!ولكن هذا كان في حالة ان‬
‫كنت كائن مرأي له وجود او اعتبار في حياته من‬
‫االساس ‪.......‬هناك شيئان الحظتهما حتى االن انه‬
‫انصرف بعد الغداء وانزلها الى المكان الذي طلبته‬
‫لتجده بعدها يدخل الى مسجد كبير وكان هذا متزامنا‬
‫مع وقت صالة العصر هل يصلي ؟‪.......‬والشئ الثاني‬
‫انه لم يحاول حتى لمسها !!!ما الذي يعنيه هذا ؟ ال‬
‫تعرف ولكن بما انه مهتم فعليها ان تستمر للنهاية‬
‫ارتدت فستان نحاسي اللون دون اكمام ويصل الى‬
‫الركبتين مع مكياج رقيق وتركت شعرها منسدال اذا‬
‫كان المظهر الجاد كطالبة لم يؤثر كما يجب ربما هذا‬
‫سيؤثر ‪ ،‬ارتدت بعدها قالدة من الذهب مع الياقوت‬
‫االزرق المتناغم مع لون عينيها بعدها امسكت‬
‫بعطرها المفضل وتعطرت ثم ارتدت حذائها المرتفع‬
‫نسبيا لتنظر بعدها الى نفسها برضا ‪.......‬سمعت‬
‫صوت الجرس فهمست لنفسها (في الموعد المحدد‬
‫)‪......‬توجهت الى الباب وفتحته لتلتقي عيناها بعينيه‬
‫كان ينظر اليها من اعلى الى اسفل بتمهل بينما تحبس‬
‫انفاسها وكأنها تنتظر تقييما ما !!!!!!لم يتكلم بينما‬
‫الحظت هي شئيايمسكه في يده انها باقة من االزهار‬
‫الوردية ‪.......‬يبدو ان انطباعه عنها انها فتاة رقيقة‬
‫‪ ......‬مدت يدها اليه مع افضل ابتسامتها لتقول برقة‬
‫(هل هذه لي ؟)‪......‬كان يقف امام الباب في حالة من‬
‫الترقب لم يعرفها من قبل انه حتى االن لم يستوعب‬
‫جيدا ما يحدث له وما يريده فقط هو الفهم !ان يفهم‬
‫سر هذا االنجذاب الشديد ! سر هذه الرجفة التي يشعر‬
‫بها اذا نظر اليها !انها جميلة بل فاتنة هو ال ينكر هذا‬
‫ولكنه بالتأكيد رأى من قبل من تضاهيها جماال ! ربما‬
‫هو ذلك الرابط الغير مرئي الذي يشعر بانه يربطها‬
‫بها ‪ ،‬هل هي نصفه الثاني الذي فقده ولن يشعر‬
‫بالراحة اال اذا التحم به ثانية ؟! هل هي المرأة التي‬
‫خلقت من ضلعه فيشعر بالرغبة لضمها لتكمل مكانها‬
‫الناقص ؟ ! ‪.......‬طرق الجرس لتفتح له الباب وتقف‬
‫امامه هل كان يعتقد في الصباح انها شديدة الجمال !‬
‫اذا فقد كان مخطئ اال اذا كان عليه االن ان يصفها‬
‫بكلمة اخرى ال توجد في قاموسه من االساس ‪.....‬في‬
‫الصباح لم يكن يظهر منها شيئا ام االن فالذراعان‬
‫بالكامل ظاهران وكذلك الساقان بينما يلفها فستان‬
‫نحاسي اللون يظهر قوامها الرائع كما يظهرلون‬
‫بشرتها الذي بالتأكيد ليس ابيض شاحب ولكن ذا لون‬
‫اكثر دفئا ! كانت تقول له وهي تشير الى االزهار التي‬
‫في يده (هل هذه لي ؟)‪.......‬انتبه لما تقول فناولها لها‬
‫وهو يقول (بالتأكيد ‪.....‬ثم اكمل بالعربية الورد للورد‬
‫)‪.......‬ابتسامة اخرى لماذا يشعر ان ابتسامتها ذات‬
‫شفرات حادة تنغرس في قلبه وتسبب له الما مضنيا‬
‫!!!!!!شئ آخر يحيره لماذا يتأمل بها بمثل هذه‬
‫الراحة دون اي احساس بالذنب ‪ ،‬لقد تربى على خليط‬
‫من الدين المختلط بالقيم يجعل نظره لمفاتن امرأة‬
‫غريبة شيئا مرفوضا ! ولكن العجيب ان ضميره‬
‫متوقف في هذه اللحظات ‪ ،‬ضيق بين حاجبيه وقال‬
‫بتساؤل (هل ستخرجين هكذا ؟)‪.......‬ابتسامة اخرى‬
‫قالت بعدها ( بالتأكيد ال سارتدي المعطف )‪.......‬لم‬
‫يعجبه الرد لذا اكمل (ولكنك ستخلعينه حيث سنذهب‬
‫)‪........‬ما هذا هل يتالعب بها !هل اكتشف من تكون‬
‫حقا ويشعر بالغيرة عليها !لماذا سيشعر بالغيرة تجاه‬
‫امرأة اجنبية وما ترتديه في هذه اللحظة يبدو محتشما‬
‫جدا بعرف اهل هذه البالد؟!!!!قالت وهي ترفع‬
‫حاجبها (بالطبع سافعل )‪.......‬لم يعلق ولكن استمر‬
‫عاقدا لحاجبيه ‪.......‬وما شأنه هو بما تلبسه !هل له‬
‫سلطة عليها من االساس لماذا يشعر بان امتياز‬
‫رؤيتها بهذا الشكل يجب ان يكون حصريا له‬
‫!!!!!!!!فتح لها السيارة والتي كانت مختلفة عن‬
‫سيارة الصباح (بورش حمراء)‪.......‬الوغد كثير‬
‫االموال وهي التي ال تطلب من والدها اي اموال اال‬
‫عند الضرورة بسبب ما ينفقه على طفليها وهاهو‬
‫ابوهم ينفق امواله دون حساب ربما عليها ان تغير‬
‫خطتها معه الى عملية نصب تحصل خاللها على بعض‬
‫امواله والتي بالتأكيد لن تكون حرام اليس كذلك انه‬
‫حقهم ؟!!!!!!!وصلوا الى احد المطاعم الراقية والتي‬
‫تكلف الوجبة فيها ثروة والحجز يجب ان يكون مسبقا‬
‫نظرا السم الشيف المشهور ‪.......‬نظرت اليه وسألته‬
‫(هل انت موجود في باريس في عطلة؟)‪........‬ربما‬
‫هذا هو ما عليه ان يفعله بالتحديد لقد انهى صفقة‬
‫ناجحة وهو ايضا لم يأخذ اجازة طويلة منذ مدة ال‬
‫يستطيع تحديدها ‪ ،‬اذا فليبقى في فرنسا لبعض الوقت‬
‫ما الذي يمنعه ؟!وبالنسبة لنهال يكفي هذا ‪.‬تذكر شيئا‬
‫آخر وماذا عن انجلترا؟ سيصدر اوامره بالتوقف عن‬
‫البحث في الوقت الحالي وعليه حاليا ان يهتم‬
‫بالمعضلة الموجودة امامه ‪ ،‬رد على سؤالها وقال‬
‫(لقد اتيت من اجل العمل ولكنه انتهى باالمس وبداية‬
‫من اليوم انا في عطلة بالفعل )‪.......‬عادت تسأل (هل‬
‫اتيت بمفردك؟ )‪.‬انها تريد ان تعرف هل سيقول‬
‫الحقيقة ام ال‪.......‬قال بثقة (ان زوجتيي معي‬
‫)‪.......‬قالت وهي تحاول رسم مالمح الصدمة على‬
‫وجهها (زوجتك !ثم اكملت وهل تتركك تخرج‬
‫بمفردك)‪......‬رد قائال (بل ارادت القدوم وانا منعتها‬
‫‪....‬ثم غمز بعينه وقال ان الوضع لم يكن ليصبح‬
‫مريحا اذا جاءت هي االخرى)‪.......‬ردت عليه‬
‫بسخرية (ولما ال كان سيبدو منظرا مؤثرا عندما‬
‫تجلس وامرأتان معك وكأنك شهريار هذا‬
‫الزمان)‪........‬واو ان القطة تعض لقد ظلت طوال‬
‫الوقت في كال المرتان التى قابلها خاللهما محافظة‬
‫على هدوئها وابتسامتها المالئكية ‪ ،‬وهذا كان يشعره‬
‫ان هناك شيئا خطء وكأن هذا الهدوء هو مجرد قناع‬
‫اما االن وهي تسخر منه وعيناها تلمعان بشراسة كان‬
‫على يقين ان هذا هو الوجه الحقيقي !!!!!!!!!!!قال‬
‫لها بمجاراة (وما الذي لديك ضد شهريار بالتحديد‬
‫؟)‪.......‬اندفعت في شراسة لتقول ( وما الذي من‬
‫الممكن ان يكون لدي ضد القاتل االكبر للنساء في‬
‫التاريخ ‪ ،‬ربما كونك عربي يشعرك باالعجاب بمثل‬
‫هذه النوعيات )‪..........‬قال لها (انها محض خيال‬
‫وشهريار هذا ال يمكن ان يكون مسلم فديننا يحرم‬
‫القتل دون ذنب ‪ ،‬كما انه ال يمكن ان يكون عربي‬
‫فالعرب كانت نخوتهم ستمنعم من تقديم فتياتهم‬
‫قرابين الرواء ظمأ مهووس نحو القتل )‪........‬قالت‬
‫باعتراض (حقا ! وماذا عن الجواري واالربع زوجات‬
‫؟)‪........‬هل اصبح في سياق الدفاع عن امتهان‬
‫النساء قال لها(موضوع الجواري كان في حقبة‬
‫تاريخية سابقة لالسالم وكان في كل بالد العالم‬
‫واالسالم عندما اتى حاول الحد منه بمختلف الوسائل‬
‫فجعل العتق قربى هلل كما جعله كفاره للكثير من‬
‫الذنوب ‪ .‬وجعل الجارية التي تنجب من سيدها حرة‬
‫النها اصبحت ام ولده ‪ ،‬ربما عليك القراءة حول‬
‫الموضوع ‪.......‬قال بعد ذلك هل كل ما يهمك االن هو‬
‫اقراري بحقوق المرأة ؟ )‪.........‬لقد خرجت عن اطار‬
‫الشخصية التيرسمتها لقد ارادت ان تعيش دور‬
‫البلهاء حتى النهاية ولكن لسانها وموضوع المرأة‬
‫الذي يمثل لها اهم القضايا جعالها تحيد عما ارادته‬
‫عليها ان تخفف من الحرب الكالمية ‪ ،‬قالت بمشاكسة‬
‫(انا اتصور لو اننا نعيش في الماضي انك عندها‬
‫ستكون ملك محارب)‪......‬ضحك بصوت عال مما‬
‫جعلها تنظر اليه بدهشة ان ضحكته رائعة وتشيع جو‬
‫من البهجة ‪،‬وقال (يؤسفني ان اخيب ظنك ان اجدادي‬
‫كانوا دائما فالحين )‪........‬قالت باستغراب (ال تقل‬
‫انهم كانوا مجرد اجراء ؟) قال بصدق (بل من المالك‬
‫االعيان تقريبا ولكن لم يقتربوا من الحكم‬
‫)‪.........‬قالت بتصميم ( ولكنك كنت ستفعلها دعنا منك‬
‫االن ما الدور الذي تظن اني كنت سالعبه عندها في‬
‫حياتك زوجة ام جارية؟)‪........‬نظر اليها وكأنه يسبر‬
‫اغوارها ليقول بلهجة قاطعة (بل اميرة وقعت في‬
‫االسر وتقاتل آسرها بكل شراسه ‪ ،‬ولكنه يشعر باكبر‬
‫متعة اثناء ترويضها ‪ ،‬ويقع في حبها في النهاية‬
‫)‪...........‬شحب وجهها بشدة هل قدرها دائما ان‬
‫تكون أسيرة لديه ؟ حتى خياله يأبى ان يخرجها من‬
‫هذا الدور ‪ ،‬قالت ببرود (وهل تتوقع انها ستحبه ؟ ام‬
‫ستقتله بحبه لها ؟) نظر اليها مرة اخرى بتقييم ليقول‬
‫بعدها (في الحب كما في الحرب ال رابح ) ال رابح‬
‫!!!!!!ولكن هذا ال ينطبق عليهما بكل تأكيد فهما ليسا‬
‫في حالة حب !!!!!!!!!ربما في حالة حرب ولكن حتى‬
‫االن من طرف واحد‬

‫انتهى*سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬
‫الفصل الثالث والعشرون‬
‫اغلقت باب الشقة خلفها ثم اخذت تدور حول نفسها‬
‫عدة مرات لتستلقي بعدها فوق االريكة دائخة وهي‬
‫تضحك لقد كانت معه معظم اليوم وحتى وقت متأخر‬
‫من الليل وهي فخورة بنفسها بكل تأكيد فقد التزمت‬
‫بضبط النفس ولم يظهر عليها اي شئ وهو بكل تأكيد‬
‫سيسقط قريبا لقد فاجأها من عدة جوانب لقد كانت‬
‫دائما تتخيله شخص بال اخالق اال انها االن ال تظن انه‬
‫كذلك لقد تعاملت مع كثير من الرجال وكان منهم‬
‫مسلمون اال انه االفضل حتى االن كانت خالل تعاملتها‬
‫تضع قاعدة ممنوع اللمس وفي المرة الوحيدة التي لم‬
‫يكن يتوجب عليها ذلك كان هو من امتنع ربما هذا‬
‫افضل الن التعامل عن بعد هو ما مكنها من ضبط‬
‫اعصابها لكن اقترابه كان من الممكن ان يعيد اليها‬
‫ذكرياتها السيئة خصوصا ومعظم تلك الذكريات يدور‬
‫حول الجانب الجسدي ولكن من ناحية اخرى كانت‬
‫رغبته الجسدية فيها ستسهل لها االمور ولكن هذا‬
‫ليس دليل على عدم رغبته بها بل على انه قادر على‬
‫التحكم بنفسه بصورة كبيرة عليها ان تفكر جيدا في‬
‫الخطوات المقبلة هل سيكون عليها زيادة االغراء ام‬
‫ماذا ؟ من ناحية اخرى عامل الوقت يمثل مشكلة‬
‫كبيرة فهي بالكاد اقنعت والدها بابتعادها وما ساعدها‬
‫اكثر انه ناسب خططه في اختفائها لبعض الوقت‬
‫والتي ال تدري سببه حتى االن لقد ظنت انه رغب‬
‫بذلك خالل تواجد يوسف في انجلترا فقط ولكنها ال‬
‫تدري حقا على كل حال عليها ان تستغل كل لحظة‬
‫متاحة لها قامت من فوق االريكة بسرعة واتوجهت‬
‫الى حيث وضعت باقة االزهار امسكتها بيدها‬
‫وخاطبتها قائلة (اممممممممممم ماذا افعل بك هل‬
‫امزقك ؟) ضحكت ثم قالت وهي تلمس االزهار‬
‫الوردية برقة (ال تخافي لن أؤذيك فرغم ان الذي‬
‫احضرك هو الوغد ولكن هذا ال يمنع كونك جميلة جدا‬
‫) (ربما يملك ذوقا جيدا او ربما هي امواله التي تتيح‬
‫له شراء ما يريد ولكن على كل حال هذه هي البداية‬
‫فقط الني ساخذ منه كل حقوقي وحقوق اطفالي ولكن‬
‫علي االنتظار لبعض الوقت حتى ينضج على نار‬
‫هادئة) قامت واحضرت فازة من الكريستال وضعت‬
‫بها بعض الماء والسكر حتى تطيل من عمر الورود‬
‫استلقت فوق السرير وهي تتذكر احداث اليوم هل كان‬
‫يوم واحد فقط ؟ المرتان التي التقيا فيها اخذها فيهما‬
‫الى احد المطاعم ربما عليها ان تمسك زمام االمور‬
‫قليال فالجلوس في المطاعم يتطلب حالة رسمية معينة‬
‫ال تسمح بالمرونة المطلوبة ربما عليها خطفه الى‬
‫مكان نائي حيث تتمكن من االيقاع به هذه بالتأكيد‬
‫تخيالت فهو بالتأكيد سيكون المسيطر لقد اخبرها انه‬
‫سيتصل بها في الغد فلتنتظر وترى ماذا سيحدث‬
‫خرجت من سيارته وصعدت الى الشقة التي تقيم فيها‬
‫من جهته لم يعرض عليها ان يقوم بتوصيلها الى‬
‫االعلى فهذا اسلم عاقبة لقد كان طول عمره غير‬
‫ضعيف امام النساء دائما قادرا على التحكم في زمام‬
‫االمور لم يقترب في اي لحظة من اللحظات من‬
‫السقوط في فخ اي امرأه حتى زواجه من نهال كان‬
‫معتمدا تماما على العقل وخالل فترة الخطوبة لم يكن‬
‫لديه اي رغبة في التجاوز رغم معرفته بانها لن‬
‫تعترض حتى شعوره تجاه ملك كان يتركز في اغلبه‬
‫على احساس عميق بالذنب وفضول تجاه زوجة يشعر‬
‫انه ال يستطيع االقتراب منها وهو ما يخالف طبيعته‬
‫الرافضة الي قيود ولكن الوضع هذه المرة مختلف انه‬
‫لم يقابلها اال اليوم لم يمر سوى اثنا عشر ساعة على‬
‫المرة االولى التي وقعت عيناه فيها عليها ذا ما سر‬
‫هذا االحساس الهادر داخله هل يعقل ان هذه مجرد‬
‫رغبة نتيجة جاذبية جسدية معينة او توافق شعر‬
‫بوجوده بينهما ؟‪ ،‬لماذا احتاج ابعاد يديه عنها كل هذه‬
‫القوة الجبارة ليمنع نفسه ‪ ،‬لماذا لم تتوقف الصور‬
‫عن مالحقة عقله ورغم هذا لم يشعر انه ينظر اليها‬
‫نظرة متدنية بل العكس هو الصحيح انه حتى في هذه‬
‫اللحظة يشعر انه شئ خاطئ ان يتركها وحيدة في تلك‬
‫الشقة ‪،‬على كل حال هو لن يرتاح حتى يعلم السر‬
‫وراء كل هذا دخل بهدوء حتى ال تستيقظ نهال فهو‬
‫ليس في حاجة لمزيد من التحقيق او التذمر استلقى‬
‫على الجانب االخر من السرير لينام بعد قليل ليجد‬
‫الصورة التي لم تفارق عقله او عينيه طول اليوم‬
‫تتسلل الى احالمه نفس حلمه المعتاد فتاة تجري‬
‫امامه واليرى اال ظهرها يصل اليها ويتمكن من‬
‫االمساك بها ثم يحتضنها بقوة غير راغب في تركها‬
‫وكأن حياتها تعتمد على وجودها بينما تتسلل الى انفه‬
‫رائحتها ولكن كان هناك شيئا مختلف هذه المرة‬
‫فالحلم لم ينته دون ان يرى وجهها لقد رفع وجهها‬
‫ونظر اليها فوجدها تنظر اليه بعنيها الزرقوتان‬
‫الواسعتان مبتسمة لقد كانت نفس الفتاة ذات االسم‬
‫الهندي ديليب‬

‫استيقظت على صوت الماء مع بعض االصوات‬


‫االخرى الصادرة من الحمام ‪ ،‬نظرت حولها لتجد‬
‫الظالم ال يزال مخيما على المكان عادت ذاكرتها اليها‬
‫بكل احداث الليلة السابقة انها في احد شاليهات القرية‬
‫مع حازم نظرت الى نفسها لتجد الغطاء يعلوها ولكن‬
‫اسفل الغطاء كانت عارية‪......‬قامت بسرعة محاولة‬
‫ارتداء مالبسها قبل ان يخرج من الحمام فيراها هكذا‬
‫!!!!!!!هذا على اعتبار انه نسي ما حدث قبل عدة‬
‫ساعات ولكن بكل تأكيد سيكون موقفها ضعيف دون‬
‫مالبسها ‪ ،‬خرج من الحمام يرتدي السروال فقط بينما‬
‫صدره عاريا ويجفف رأسه بالمنشفة ‪......‬ان عضالته‬
‫اصبحت مختلفة عنها منذ خمس سنوات يبدو انها‬
‫بركات شقيقها العزيز الذي يضع في كل مكان اجهزة‬
‫رياضية ‪.....‬انها تبدو حمقاء بالتأكيد وهي ال تستطيع‬
‫رفع عينيها عنه ازال المنشفة ليالحظ انها مستيقظة‬
‫قال لها مبتسما (صباح الخير‬
‫حبيبتي)‪........‬هههههههه عليها ان تضحك اليس‬
‫كذلك اه لقد قال تلك الكلمة كثيرا في الليلة الفائته‬
‫ويبدو انها علقت بلسانه ‪ ،‬يبدو ان السيد حازم في‬
‫مزاج جيد هذا الصباح ويتوقع ان تنتقل اليها العدوى‬
‫قالت ببرود (صباح الخير)‪.......‬توجهت الى حقيبتها‬
‫والتي ال تعلم كيف وصلت الى الشالية واخرجت‬
‫مالبس نظيفة ثم توجهت الى الحمام ‪ ،‬عندما خرجت‬
‫لم يكن في الغرفة صلت الفجر وصالة العشاء التي‬
‫فاتتها ‪ ،‬عندما خرجت انتبهت الى االصوات الصادرة‬
‫من المطبخ كان حازم واقفا امام الموقد يحضر طعام‬
‫ما ‪.....‬انها تقدر له ما يقدمه من مساعدة وان كان‬
‫هذا كان يضايقها في وقت سابق النه لم يكن يطلب‬
‫منها شيئا ‪ ،‬وتشعر بالشكر تجاه هذا التعاون في‬
‫الوقت الحالي بعد السنوات التي عاشتها مع احمد‬
‫والذي يستحق بجدارة الدرجة صفر في اعمال المنزل‬
‫ال ريب انه يشعر المسكينة فرح بالجنون ‪......‬التفت‬
‫اليها وقال (افطار بسيط الن المكونات الموجودة‬
‫ليست كثيرة)‪.......‬قالت بنزق (ما يفاجئني حقا هو‬
‫وجود طعام وليس كونه بسيط)‪..........‬قال لها محافظا‬
‫على ابتسامته (ال تظني اني خططت ان اميتك جوعا‬
‫هومي !)‪.......‬قالت بسخرية (خططت ونفذت بكل‬
‫نجاح أليس كذلك )‪........‬ضحك وقال (ال تكوني‬
‫شريرة ‪ ،‬ثم انني انتظرت رضاك طويال وهو ما لم‬
‫يحدث لالسف )‪..........‬قالت بحنق (لذا فقد احضرتني‬
‫رغما عني )‪.......‬اغلق الموقد ثم وضع الطعام فوق‬
‫المائدة وقال (هيا لتأكلي ودعك من الحديث حاليا‬
‫)‪.......‬جلست بسخط وحاولت االكل بينما بدا وكأن‬
‫هناك هدنة ما خالل تناول الطعام ‪..........‬جمعت‬
‫االطباق وقامت بغسلها كان النهار قد بدأ ولكن ال يزال‬
‫الوقت مبكرا ان العمال يأتون الى الموقع في السابعة‬
‫ربما سيكون لديها وقت للسباحة‪.......‬كانت تمسك‬
‫الحذاء عندما ظهر حازم مرة اخرى وسألها (الى اين‬
‫انت ذاهبة ؟)‪.......‬هل عليها ابالغه بكافة تحركاتها‬
‫؟!الى اين ستذهب بحق هللا في هذا الفراغ؟‪.‬قالت بغيظ‬
‫(للسباحة)‪.....‬نظر اليها كمن ينظر الى شخص مجنون‬
‫وقال (ان البحر لم ينظف بعد والنزول فيه سيكون‬
‫خطير )‪.......‬قالت من بين اسنانها (اذا ساخرج‬
‫التمشى ‪ .‬هل لديك اعتراض على التمشية‬
‫)‪........‬ضيق بين حاجبيه وقال بصرامة (ال تتحدثي‬
‫بهذه الطريقة معي )‪........‬قالت بتحدي (وانت ال‬
‫داعي ان تستجوبني قبل كل خطوة ‪ ،‬التظن ان ماحدث‬
‫امس جعل شئ يتغير ‪ ،‬ان الوضع ال يزال كما كان لذا‬
‫عليك االهتمام بامورك فقط)‪........‬اقترب منه دون‬
‫صوت وهو يقول بهدوء(اذا ال شئ تغير ‪! ،‬لقد كنت‬
‫هناك وما رأيته انك كنت اكثر حماسا مني‬
‫)‪...........‬احمر وجهها خجال بسبب احراجه لها مما‬
‫جعلها تقول (انها مجرد عالقة جسدية وال شئ آخر‬
‫)‪.......‬قال بتصميم وهو يرفعها من االرض ويحملها‬
‫على كتفه (بما ان الموضوع ال يمثل شيئ بالنسبة لك‬
‫فلن تعترضي على تكراره مرة اخرى)‪.......‬كانت‬
‫تشتم(ايها الوغد ايها اللعين )‪........‬وتحاول ضربه‬
‫بيديها مما جعله يمسكهما معا باحدى يديه ثم القاها‬
‫فوق الفراش ‪ ،‬حاولت القيام ولكنه اعادها مرة اخرى‬
‫وثبتها بجسده وهو يمسك يديها فوق رأسها‬
‫‪......‬نظرت الى عينيه بشراسة مما جعله يضحك‬
‫باستمتاع ويقول (صدقيني ان قتالك ممتع حقا‬
‫)‪........‬يبدو ان كل غضبها واعتراضها ال يمثل له اال‬
‫تسلية انك تبلين جيدا يا فتاة !!!!!!‪ ،‬هل يظن انه هكذا‬
‫قد جعلها عاجزة عن القتال اذا عليه ان يراجع نفسه‬
‫‪......‬ارخت جسدها مدعية االستسالم وتركته يقبلها‬
‫لتفاجأه بعدها بعضة قوية لشفته السفلى ‪ ،‬جعلته‬
‫يطلق لفظا نابيا وهو يمسح الدم عنها ولكن رغم ذلك‬
‫لم يتركها ‪ ،‬ولم يرحمها بالحصول على ما يريد‬
‫واالبتعاد لقد حرص على ان تتجاوب معه !!!!!!!ان‬
‫يرضيها مثلما يرضي نفسه تماما وكأنه يسحب منها‬
‫سالح االدعاء بانها كانت رافضة ‪.........‬هل كانت‬
‫صادقة في ادعائها ان العالقة الجسدية بينهما ال معنى‬
‫لها بالتأكيد ال فلطالما شعرت اثناء وجودها معه ان ما‬
‫يحدث بينهما شئ مميز وليس انعكاس لغريزة فقط‬
‫ولكنه كان تقارب بينهما اندماج لروحيهما معا وكأن‬
‫النقص الموجود لدى كل واحد منهما ال يكمله اال‬
‫وجود االخر ‪...........‬عاد الى الحجرة مرتديا مالبسه‬
‫التي لم تكن رسمية هذه المرة سويت شيرت وبنطلون‬
‫جينز ‪ ،‬اعتدلت محاولة تغطية نفسها جيدا وقالت له‬
‫بحدة (ما الذي سيقوله العمال عندما يجدوننا خارجين‬
‫من نفس الشالية ؟ )‪.......‬كان ينظر اليها بسخرية مما‬
‫جعلها تضيف في حنق انت السبب في تعطيلي عن‬
‫الخروج قبل عودتهم )‪........‬لم تفارقه االبتسامة‬
‫الساخرة وقال (اعلم اني انا السبب في تعطيلك سموك‬
‫‪ ،‬ما مشكلتك بالتحديد ؟ ما المكان الذي يفترض ان‬
‫تكون فيه زوجتي عندما تسافر معي ؟!)‪.......‬قالت‬
‫بحدة (ولكنهم ال يعلمون اني زوجتك )‪........‬قال‬
‫بهدوء (وهو ما يمكن عالجه بكل بساطة ساقدمك‬
‫اليهم قائال زوجتي المهندسة ريهام نقطة وانتهى‬
‫الموضوع)‪........‬قالت بصدمة (ولكن اخبار كهذه‬
‫ستنتقل الى المقر في القاهرة !)‪........‬نظر اليها‬
‫بشراسة (وما المشكلة في ذلك هل تريدين اخفاء‬
‫الحقيقة عن معجبيك)‪.........‬صرخت بحنق (ها انت ذا‬
‫لن تتغير ابدا ستظل هذه نظرتك لي الى االبد‬
‫)‪........‬قال بغضب مماثل (على اساس انني ادعي هذا‬
‫او اتخيله ‪ ،‬لقد رأيت بنفسي ذلك الحقير الذي كان‬
‫واقفا معك امام باب الشركة )‪ ......‬صرخت في ثورة‬
‫(ولكن هذا ال يعني اني قد فعلت ما يشجعه او اني‬
‫اردت هذا من االساس)‪.......‬قال بجمود (وهذا ما أريد‬
‫ايقافه ‪ ،‬فعندما يعلم الجميع كونك زوجتي سيتوقف اي‬
‫عبث)‪............‬ردت بتحدي (ال لن اخبر احد ان هذا‬
‫سيكون محرج جدا وسينظرون الي بطريقة اكرهها‬
‫)‪........‬قال بسخرية (نفس الحرص على المظهر‬
‫اللعين والكبرياء التافهة البد ان تدور الدنيا حول‬
‫الليدي ريهام ‪ ،‬سنرى يا ريهام ستكوني في النهاية‬
‫من يتوسل لي حتى اخبر الجميع عن زواجنا‬
‫)‪........‬قالها وقام من الحجرة مغادرا ‪ ،‬لتمسك‬
‫الوسادة وتلقيها خلفه ولكنها لم تصبه فصرخت قائلة‬
‫(في احالمك فقط ايها المغرور)‬

‫تعالى صوت رنين منبه الهاتف امسكت به محاولة‬


‫اغالقه حتى يتوقف الرنين بينما تبحث عن زر‬
‫االغالق تذكرت اليمكنني تجاهله نهضت في ترنح‬
‫محدثة نفسها (مرحبا بيوم جديد في حياتي المشرقة‬
‫!) سارت حتى الحمام محاولة ترتيب افكارها اوال دش‬
‫سريع حتى استفيق ثانيا الصالة قبل الشروق وبعدها‬
‫سافكر في القادم ‪.........‬خلعت اسدال الصالة ان‬
‫الشمس لم تشرق حتى االن تأوهت وبنفس عادتها‬
‫الحديثة في الكالم مع نفسها قالت (انتهى زمن الدلع‬
‫وبدأ زمن آخر حيث استيقظ مع الطيور وبائعي اللبن‬
‫)‪ ......‬اخرجت بيجامة جديدة انثوية لم ترتديها من قبل‬
‫ولكن مع وجود سارة عليها ان تبدو كعروس ‪،‬‬
‫امسكت المشط وبدأت في تصفيف شعرها عاد الى‬
‫ذاكرتها ذلك اليوم الذي بدا لها بعيد جدا حيث صفف‬
‫لها احمد شعرها ارتسمت ابتسامة على شفتيها دون‬
‫ان تشعر‪........‬مضى شهر تقريبا ولكنها تشعر ان ذلك‬
‫كان في زمن آخر وما قبله ابعد ‪......‬انها ال تذكر حتى‬
‫كيف كانت قبل زواجها ‪ ،‬انها ترى زياد في الكلية‬
‫ولكنها لم تقترب منه وال مرة وهو ايضا لم يفعل وكأن‬
‫هناك اتفاق غير منطوق بينهما على االلتزام باالبتعاد‬
‫‪ ،‬حتى هو عندما تنظر اليه االن تجده مختلفا عن‬
‫السابق مالمحه التي كانت تراها ساحرة تبدو االن‬
‫طفولية شعره البني وعيناه الملونتان تبدوان االن‬
‫غير جذبتان كالسابق بل ال تمثل رجولة حقيقية حتى‬
‫انها االن تشعر ان طوله القريب منها اقل مما ينبغي‬
‫وكأن رفع رأسها لألعلى حتى تتشنج عنقها هو الحالة‬
‫المثالية!!!!!!!!هذا بالنسبة للشكل اما بالنسبة‬
‫للشخصية فالوضع اسوأ تشعر انه متردد وخالل‬
‫عالقتهما كان ضعيف امام طلباتها ‪ ،‬ال يملك ما يكفي‬
‫من الحزم ‪.........‬ان الرجل ينبغي ان يكون واثق من‬
‫نفسه حازما في تصرفاته يدفع الجميع الى االمتثال لما‬
‫يريد دون حتى ان يعلو صوته مثل أحمد ‪ ،‬لقد اصيبت‬
‫بالجنون ففي حين انها ال تكف عن التذمر من افعاله‬
‫هاهي معجبة بها ‪ ،‬ما المرحلة التالية بالتأكيد ان تحبه‬
‫لتستحق بجدارة لقب حمقاء ‪ ،‬هل هذا مايريده ان‬
‫يجعلها تحبه بعد ان افسدت ما بينهما ؟ ان هذا‬
‫بالتأكيد سيكون أقسى عقاب لها ‪ ،‬ال بالتأكيد لن تسقط‬
‫في هذا الفخ ‪ ،‬ثم لماذا ستحب هذا المتسلط؟!نزلت‬
‫لتتجه مباشرة الى المطبخ وجدت سارة قد سبقتها‬
‫وعلى ما يبدو تجهز االفطار قالت في خجل (صباح‬
‫الخير )‪........‬ردت عليها بابتسامتها الجميلة (صباح‬
‫النور ‪ ،‬هل نمت جيدا )‪......‬اقتربت منها قائلة (وانا‬
‫من كنت اظن نفسي مستيقظة مبكرا!اسفة الني جعلتك‬
‫تتعبين )‪........‬قالت لها بهدوء(ليس هناك تعب انها‬
‫اشياء بسيطة)‪........‬نظرت حولها لتجد االصناف التي‬
‫اقتربت من االنتهاءوالمكان المرتب دون اي فوضى‬
‫واللبن الذي تم غليه دون ان يفور ‪ ،‬ان االمور تبدو‬
‫بسيطة بالفعل ‪ ،‬لماذا تنعكس االوضاع عندما تعمل‬
‫هي ويتحول كل شئ الى كارثة ‪ ،‬بكل تأكيد ان العيب‬
‫فيها ‪......‬لم تنتبه الى شئ قالته سارة مما جعله تعيده‬
‫قائلة (هل استيقظ احمد ان الطعام البارد لن‬
‫يعجبه)‪.......‬قالت بتوتر (ساصعد الرى ما يفعله‬
‫واطلب منه النزول )‪......‬قالت لها (لقد انتهيت‬
‫ساساعد عمر في ارتداء مالبسه حتى‬
‫تنزلون)‪.......‬كانت تقف امام باب حجرته مترددة هل‬
‫سيصل صوت طرق الباب الى سارة ان هذا لن يكون‬
‫تصرف صحيح فبالتأكيد المرأه ال تطرق باب غرفة‬
‫زوجها ‪ ،‬استجمعت شجاعتها لتدخل مباشرة ‪،‬ما ان‬
‫دخلت حتى قال لها بحدة (كيف تدخلين هكذا‬
‫؟)‪.........‬يبدو انه خرج للتو من الحمام فكل ما كان‬
‫يرتديه هو فوطة تستر نصفه االسفل بينما صدره‬
‫عاريا ان عضالته غير مبالغ فيها ولكنها موجودة‬
‫بطريقة ساحرة فهو ال يمارس رياضات عنيفه بل‬
‫السباحة دائما واحيانا التنس ‪....‬اخفضت عيناها‬
‫بخجل وقالت (انا آسفة ولكن لم يكن من المناسب ان‬
‫اطرق الباب وسارة موجودة)‪........‬قال لها بنفاذ صبر‬
‫(لماذا اتيت من االساس)‪.......‬قالت بتوتر (ان االفطار‬
‫جاهز ولقد صعدت الخبرك)‪........‬قال لها بنزق (وها‬
‫قد اخبرتني انصرفي االن)‪........‬لم تتحرك من مكانها‬
‫‪،‬فقد كانت مترددة وتشعر بالخجل من ان تطلب منه‬
‫بعض النقود من اجل الكتب ‪ ،‬ان لديها رصيد في البنك‬
‫ولكن هو حذرها من ان تصرف اي نقود من اموالها‬
‫الخاصة ‪.......‬عندما وجدها لم تخرج قال بسخرية (انا‬
‫لن اخجل من ارتداء مالبسي امامك ولكن ماذا عنك‬
‫؟)‪........‬اصبح وجهها مثل الطماطم عندما فهمت‬
‫كالمه لتستدير مغادرة بسرعة بينما ينظر في أثرها‬
‫بجمود ‪.....................‬على مائدة االفطار بدا وكأنه‬
‫عاد ليأكل جيدا للمرة االولى منذ عودتهما لقد شعر‬
‫منذ ان رأى منظر الطعام دون حتى ان يتذوقه ان‬
‫الفضل بالتأكيد ال يعود لزوجته ‪......‬قام من مكانه‬
‫وهو يقول (تسلم يديك يا سارة)‪.......‬نظرت اليه‬
‫بابتسامة وقالت ( ولماذا تقول سارة فقط)‪........‬رد‬
‫بابتسامة أخرى (يمكنك ان تقولي ان لدي خبرة في‬
‫التمييز بين الطعام ولقد عرفت انك من صنعه ‪،‬‬
‫وحينما تطبخ فرح فاني اشكرها بطريقتي‬
‫)‪.........‬ابتسمت سارة بخجل لتشعر هي ايضا بالخجل‬
‫عندما تصورت ما فهمته سارة !!!!!انه يشكرها‬
‫بطريقته بالتأكيد بما يناسب انجازاتها المبهرة ‪ ،‬قال‬
‫احمد لسارة (ساوصل عمر الى مدرسته حتى ال‬
‫تتأخري )‪........‬نظر جهتها بتقييم وكأنه البد ان ينظر‬
‫يوميا كيف ستخرج هل يظن انها اذا خرجت بعده دون‬
‫ان يراها ستلبس مالبسها القديمة !!!!!!!!كانت‬
‫ترتدي فستان نبيتي تزينه ورود صغيرة الحجم بلون‬
‫فاتح ويعلوه جاكت لون روز وحجاب لونه وردي من‬
‫الستان‪....‬وصل اليها صوته يقول (سارة هيا حتى ال‬
‫تتأخري)‪.........‬لم تكن تريد الذهاب الى الكلية حاليا‬
‫فهي ال تريد حضور المحاضرة االولى والتي ستكون‬
‫للدكتور المبجل محمد عبد الرحمن ‪ ،‬ولكن ان اخبارها‬
‫له بهذا سيثير التساؤالت لديه فليس من عادتها‬
‫التغيب مهما كانت االسباب وهي لم تخبر احد حتى‬
‫االن انه قد عاد من السفر واصبح استاذا لها‬
‫‪........‬سارت جواره دون كالم ستذهب الى الكلية‬
‫وتنتظر خارج المدرج حتى تنتهي المحاضرة أليس‬
‫هذا ما يفعله الجميع‬

‫لقد قرر البقاء في وطنه ليس هناك مجال لهروب آخر‬


‫ربما يشعر بالقلق تجاه رد فعل متأخر من ناحية‬
‫يوسف على االرجح سيكون بعد ان يطلق سارة حتى‬
‫ال يحدث ما يؤثر على الخطة المرسومة مسبقا‬
‫‪.......‬هذا ما يتوقعه من جهة يوسف ولكن من جهته‬
‫هو لن يطلقها ويتوقع رد فعل عنيف تجاه هذا القرار ‪،‬‬
‫لذا جعل لقائه بها يتم على هذا النحو انه يعلم ان االمر‬
‫ليس ذكاء فقط من جانبه ولكن للقدر دور فيه فهي قد‬
‫اختارت نفس تخصصه ‪ ،‬انه يعمل على ان تكون‬
‫رؤيتها له امر واقع ال تستطيع الهروب منه حتى تعتاد‬
‫على وجوده هذا في المرحلة االولى فهو لن يضغط‬
‫عليها باي صورة من الصور ولكن فقط يريد كسر‬
‫حاجز رهبتها تجاهه ‪......‬لقد احضر كل امواله معه‬
‫اشترى السيارة وفيال متوسطة الحجم قريبة من فيال‬
‫شقيقها احمد ‪ ،‬ولكنه حتى االن لم يبدأ في تشطيبها او‬
‫فرشها بل يؤجل ذلك كما ان لديه مبلغ آخر سيعمل به‬
‫على تأثيث مكتب يختص بالعمل في االماكن االثرية‬
‫فترميم تلك االماكن واعادتها الى وضعها االصلي‬
‫يحتاج خبرة كبيرة ومهارة خاصة ‪ ،‬ولطالما استهواه‬
‫هذا االمر كما سيكون عليه شراء شبكة تليق بها‬
‫وحتى لو انتهت امواله فليس هناك مشكلة فوالده ال‬
‫يزال يرسل بانتظام االموال في حساب خاص به حتى‬
‫بعد ان اخبره انه اصبح قادر على تحمل مسئولية‬
‫نفسه ‪ ،‬وهو لم يقترب من هذه االموال منذ سنوات‬
‫!!!!!!!!انه االن يعيش في شقة مفروشة في مكان‬
‫قريب من عمله الجامعي لقد اعترضت والدته كثيرا‬
‫على هذا وطلبت منه ان ينتقل للعيش معهم خاصة‬
‫وهي لم تره منذ سنوات ولكنه رفض بحسم انه لم يعد‬
‫ذلك الطفل وال حتى المراهق المشتت بين المنازل‬
‫المختلفة لقد اصبح رجال عاش في الغربة اكثر من‬
‫سبع سنوات وتعلم جيدا االعتماد على نفسه ‪ ،‬ومن‬
‫جهة اخرى فهو ال يزال يشعر بينهم انه ضيف رغم‬
‫وجود امه وشقيقه وشقيقته وزوج والدته ايضا رجل‬
‫جيد ولكنه ال يستطيع منع نفسه من ان يشعربالضيق‬
‫وبالغيرة على امه عندما تكون مع ذلك‬
‫الرجل!!!!!!!!ان هدفه هو تكوين اسرة خاصة به‬
‫منزل يشعر بانتمائه اليه ‪..‬اشترى المنزل بالفعل ولكن‬
‫صاحبته هي من ستختار كل شئ فيه ‪.......‬والتي رغم‬
‫كونها زوجته اال انها تبدو بعيدة مثل نجوم السماء‬
‫‪.......‬لقد اخبره والده ان يوسف زاره وقرر ان يكون‬
‫الزفاف بعد نهاية العام الدراسي ربما هذا مؤشر جيد‬
‫‪ ،‬وربما سئ سيتوقف ذلك على ما يستطيع تحقيقه‬
‫خالل الوقت المتبقي !!!!!هل يعني هذا انه سيرى‬
‫معتز ام سيمتنع عن الحضور ‪ ،‬انه ال ينكر انه افتقده‬
‫بشدة ‪.....‬خاصة خالل الفترة االولى ‪......‬كان يشعر‬
‫كشخص فقد جزء من جسده وال بد ان يأخذ وقت‬
‫طويل لتجاوز هذا الفقد ‪.......‬الغبي هل صدق فعال انه‬
‫من الممكن ان يسئ اليه بهذه الطريقة متعمدا ‪ ،‬اللعنة‬
‫اال يفكرون ؟ هل لو اراد اغتصاب فتاة من اجل‬
‫االستمتاع كان سيفكر بالصغيرة سارة ‪ ،‬حتى لو كان‬
‫الهدف هو ايذاء معتز وعائلته كانت ريهام بالتأكيد‬
‫ستكون هدفا افضل على االقل لم تكن طفلة‬
‫‪........‬ولكن من ناحية اخرى كان االمر سيكون مهزلة‬
‫لو تزوجها ‪ ،‬فلم يكن يشعر تجاه االميرة ريهام‬
‫المغرورة اال باالمتعاض ‪.......‬بنظرتها تلك التي تنظر‬
‫اليه باحتقار ليس هو فحسب بل الى معتز ايضا‬
‫‪.......‬وكأنها تقول ما هذه الكائنات الفوضوية‬
‫المقرفة‪.......‬ان كان لقائه بمعتز غير مؤكد فان لقائه‬
‫بيوسف مؤكد ‪ ،‬هل سيضربه ربما ؟ انه يقدر مشاعره‬
‫فهو ايضا يشعر بنفس الرغبة تجاهه وربما اقوى‬
‫الجل ما فعله بملك ‪ ،‬ام سيكون عليه اخباره عن سيف‬
‫وسلمى انه ومنذ ان وطأت قدمه ارض الوطن لديه‬
‫رغبة ملحة في ان يذهب اليه ويخبره ‪ ،‬انه حقه فلو‬
‫كان هو مكانه لرغب في هذا كما انه حقهما فهو اكثر‬
‫من يستطيع الشعور بهذا فغياب االب ال يعوض ‪ ،‬حتى‬
‫ما يخشاه والده فانه غير مقنع بالنسبة اليه ‪ ،‬هو يعلم‬
‫انه لن يحرم ملك من اطفالها ‪ ،‬وحتى لو اضطرت‬
‫للعيش معه من اجلهما فان هذا سيكون في صالحها‬
‫‪........‬انه ال يدري لما يفكر والده فيها كفتاة مقهورة‬
‫ال حول لها وال قوة ان هذا بالتأكيد غير حقيقي ‪ ،‬لو‬
‫تواجدت مع يوسف فانه وقتها سيقلق عليه ال عليها‬
‫!!!!!!!!!! لقد عاد من الركض الصباحي المعتاد منذ‬
‫كان في المانيا يستيقظ مبكرا ويركض لمدة ساعة‬
‫ويذهب في المساء الى صالة خاصة بااللعاب‬
‫الرياضية يقضي بها ساعتين ‪ ،‬انه ومنذ سفره لم يعد‬
‫لرياضة التجديف مطلقا تساءل هل استمر معتز‬
‫بممارستها ؟ ربما ‪.......‬نظر الى الساعة ليجد ان‬
‫المحاضرة االولى لم يبق عليها اال ساعة وبما انه‬
‫سيدرس خاللها عليه ان يرتدي مالبسه ‪.......‬لحسن‬
‫حظه انه قد احضر مجموعة من المالبس الرسمية‬
‫النه لو ارتدى مالبسه المعتادة لم يكن الطلبة‬
‫سيصدقون انه استاذهم ‪.......‬لقد كان عميد الكلية‬
‫ايضا مندهشا وهو يطالع اوراقه ويرى عمره قال له‬
‫انه سيكون اصغر استاذ في تاريخ الجامعة ‪.......‬انه‬
‫منذ صغره لم يكن عليه بذل اي مجهود في االستيعاب‬
‫او المذاكرة بل كان يكتفي بمطالعة الكتب ليلة االختبار‬
‫‪....‬حتى السنة الوحيدة التي ذاكر خاللها كان من‬
‫االوائل على مستوى الجمهورية ابتسم وهو يتذكر‬
‫حنق معتز الذي رغم مجموعه الكبير لم يكن ضمن‬
‫االوائل فلقد قل عنه بدرجتين في اللغة االنجليزية‬
‫‪......‬قال له وقتها بزهو (انا انجليزي يا فتى وحتما‬
‫ساتفوق عليك في لغتي االم )‪........‬ضربه بيده على‬
‫رأسه وقال بسخرية (انجليزي من وجه بحري‬
‫)‪......‬لذا ونتيجة هذا الذكاء فقد انهى دراسته‬
‫الجامعية والدراسات العليا دون مشاكل وفي الحد‬
‫الزمني االدنى ‪..........‬ركن سيارته في المكان‬
‫المخصص لالساتذة ‪ ،‬ثم توجه الى المدرج والذي كان‬
‫ممتلئا عن آخره ‪.......‬يبدو ان تأثيره جيد فقد نبه الى‬
‫ضرورة االلتزام بالمواعيد وهاهم قد التزموا بكالمه‬
‫‪......‬وضع حقيبته واوراقه وحاسبه المحمول ثم رفع‬
‫رأسه الى االعلى ملقيا عليهم التحية ‪ ،‬ساد الهدوء‬
‫المكان والتزم الجميع باماكنهم مما جعل مجال الرؤية‬
‫يتضح امامه نظر الى حيث كانت تجلس في المرة‬
‫السابقة ولكنها لم تكن موجودة ‪......‬الحظ وجود نفس‬
‫الفتيات الالتي كن جوارها في المرة السابقة في نفس‬
‫المكان هل انفصلت عنهن ام انها لم تحضر من‬
‫االساس‪........‬بمضي بعض الوقت كان قد تأكد من‬
‫عدم وجودها ‪.........‬اذا فقد هربت يا فتاة ! قال لنفسه‬
‫بتأكيد(هذه المرة فقط )‪........................‬انها المرة‬
‫االولى في حياتها التي تهرب فيها من احد‬
‫المحاضرات لذا فانها ال تعرف حتى كيف تضيع الوقت‬
‫انها على كل حال ال تستطيع التركيز او استيعاب اي‬
‫كلمة ليس خالل هاتان الساعتان فقط ولكن منذ رأته‬
‫في المرة السابقة ‪.........‬هل افسد حياتها كفتاة ‪،‬‬
‫ليعود ويفسد دراستها والتي كانت تضع فيها كل‬
‫طموحاتها !!!!!انها ال تدري كيف تحملت انتهاء‬
‫المحاضرة دون ان تقوم باي تصرف مجنون دون ان‬
‫تقوم وتضربه وتنزع القناع الموجود فوق وجهه‬
‫ليرى الجميع حقيقته ‪......‬دون ان تصرخ قائلة انه‬
‫يخدعكم انه ليس استاذ او دكتور انه مجرد حقير‬
‫سافل ال قيمة له ‪......‬ولكن يبدو وكأن هناك شئ‬
‫صادر عنه منعها عن هذا التصرف كما جعل الجميع‬
‫يعجبون به ‪ ،‬ولو قالت اي شئ كانوا سيتهمونها‬
‫بالجنون ويبرئون سموه ‪.....‬انها خالل تلك االيام لم‬
‫تستطع النوم حتى ‪......‬ما ان تغمض عينيها حتى تراه‬
‫يضحك عليها بسخرية او ترى زمالئها يحيطون بها‬
‫وهم يهتفون مجنونة‪.......‬انها حتى لم تجد من‬
‫يشاركها االنتظار فعلى غير العادة يبدو وان الحميع قد‬
‫حرص على الحضور ‪.........‬اخرجت احد الدفاتر وقلم‬
‫رصاص وهي تحاول تفريغ توترها في الرسم وجدت‬
‫نفسها قد رسمت صورة نظرت جيدا جهتها لترى‬
‫وجهه ينظر اليها وكأنه يقول لها لن تستطيعي الهرب‬
‫مني فساخرج لك من كل مكان ‪ ،‬امسكت الورقة‬
‫وقامت بتمزيقها بكل غل وهي تقول بخفوت (اخرج‬
‫من عقلي ‪ ،‬اعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪ ،‬اعوذ‬
‫بكلمات هللا التامات من شر ما خلق )‪.........‬كانت‬
‫تجلس على احد المقاعد الموجودة في الحديقة‬
‫المقابلة للمدرج لتتمكن فور انتهاء المحاضرة من‬
‫الدخول للحاق بالمحاضرة الثانية ‪........‬يبدو ان‬
‫المحاضرة قد انتهت فقد الحظت خروج بعض الطلبة ‪،‬‬
‫وكان احدهم يقترب منها ‪ ،‬تبا انه سامر السمج ما‬
‫الذي يريده االن اقترب منها فشعرت بالخجل مما‬
‫جعلها تقوم من مكانها فوقف جوارها قائال(لقد قلقت‬
‫عندما الحظت غيابك عن المحاضرة هل تشعرين‬
‫بالتعب ؟)‪.......‬كانت تفكر في رد عندما الحظت خروج‬
‫الدكتور وحوله بعض الطلبة رأته يرفع رأسه لتلتقي‬
‫عيناه بعينيها ‪ ،‬لم تنزل عينيها من مواجهته بل نظرت‬
‫اليه بغل قابله بابتسامة ساخرة تغيرت الى غضب‬
‫عندما الحظ الواقف جوارها يحدثها ‪.......‬فليغضب او‬
‫يضرب رأسه في الحائط ان ليس له شأن بمن يحدثها‬
‫قالت باقتضاب (انا بخير تأخرت فقط فلم اتمكن من‬
‫الدخول)‪.......‬لم تسمع رده بينما تتجه الى المدرج‬
‫وهي ترمق ذلك الواقف بنظرة تحدي وكأنها تقول‬
‫بخروجك انتهى سبب امتناعي عن الدخول‬
‫‪...........‬وصلت الى المكان المعتاد لتقابلها ايمان‬
‫قائلة (انني ال افهم حتى االن لماذا لم‬
‫تدخلي)‪.......‬قالت لها بحنق (انا حرة ليس لدي مزاج‬
‫للحضور)‪.......‬قالت والء (انظروا من يتحدث ان‬
‫امرك محير حقا فانت ال تتركين اي محاضرة ولو‬
‫تافهه ثم تمتنعين االن عن حضور مادة مهمة استاذها‬
‫رائع)‪.......‬قالت ببرود (رائع بالنسبة لكم)‪........‬كانت‬
‫ايمان من تكلم لتقول (صدقا ما الذي لديك ضده؟‬
‫)‪........‬قالت بقرف (ال يروق لي ال يعجبني هكذا فقط‬
‫)‪.......‬قالت لها كمن يقرر امر واقع (على كل حال‬
‫ستكون هذه المرة االخيرة التي ستفعلين فيها هذا‬
‫)‪........‬قالت بحدة (ومن سيجبرني على الحضور ؟‬
‫هل هي انت )‪.........‬اجابتها بسخرية (بل درجاتك‬
‫الغالية‪...‬لقد اخبرنا ان وضع الدرجات سبدأ من‬
‫المحاضرة القادمة وان االختيار سيكون عشوائي غير‬
‫خاضع الي ترتيب ابجدي او اي شئ ‪ ،‬يعني توقعي‬
‫اسئلة شفوية او طلب تصميم مفاجئ او حتى اختبار‬
‫تحريري اي شئ)‪.........‬اذا فانت تقصدني ايها‬
‫االستاذ !!!!!!!بالتأكيد فهو على الرغم من كونه لم‬
‫يوجه كلمة واحدة اليها اال انها تشعر انه يوجه اليها‬
‫الرسائل دون اي مواربة ‪......‬حدثت نفسها اجمعي‬
‫شجاعتك يا فتاة واحرصي على دراستك فهي اهم‬
‫لديك من اي شئ ولن يعيقك عنها اي شخص قالت‬
‫بجمود (ايمان اريد منك هذه المحاضرةوالمحاضرة‬
‫السابقة ) ناولتها دفترها وقالت (تفضلي ) فتحت‬
‫الدفتر وبدأت في نقل المحاضرة وهي تذكر نفسها (لن‬
‫يعقيك اي شئ عن الدراسة)‬

‫وضعت الوسادة فوق رأسها محاولة حجب االصوات‬


‫القادمة من الشارع انها حتما ستصاب الجنون اذا‬
‫ظلت في هذا المكان ليوم واحد اضافي انها ال تستطيع‬
‫الحصول على ابسط الحقوق االنسانية وهي حق النوم‬
‫‪ ،‬فمع اول خيوط الصباح تبدأ السمفونية المعتادة‬
‫امهات توقظ االطفال للذهاب الى المدرسة صوت‬
‫المطعم مع تشغيل ماكينة صنع الطعمية اصوات‬
‫الورش ‪ ،‬اصوات االغاني الصادحة مع اصوات اخرى‬
‫للقرآن واصوات البواخر القادمة او المغادرة للميناء‬
‫القريب نسبيا والتي ال تتوقف ‪........‬ان افضل حل‬
‫بالنسبة لها هو ان تقتل هذا الوغد الذي يجبرها على‬
‫البقاء لقد صدق حقا انه زوجها وهاهو يحكم ويتأمر‬
‫عليها ولكنها لن تكون ابنة ابيها اذا جعلته يهنأ بهذا‬
‫‪.......‬قامت من فوق السرير مستسلمة لعدم امكانية‬
‫العودة الى النوم ‪ ،‬اغتسلت ثم امسكت فرشاة الشعر‬
‫وذهبت لتبحث عنه لم تجده فعلى ما يبدو انه ال يزال‬
‫نائما والدليل هو باب الحجرة المغلق ‪.......‬انه بالتأكيد‬
‫معتاد على النوم في مثل هذه الضوضاء فقد ولد في‬
‫قلبها ولكنها لن تدعه يهنأ بالنوم بينما هي‬
‫مستيقظة‪........‬طرقت باب الحجرة بشدة لتجد صوته‬
‫يصلها قائال (من يطرق الباب؟)‪........‬االحمق وكأن‬
‫هناك احد غيرهما ‪.....‬فتحت الباب بحدة ثم قامت‬
‫باشعال النور ‪.....‬وضع يديه على عينيه محاوال‬
‫حمايتهما وهو يصرخ بها (ما الذي تفعلينه ايتها‬
‫الغبية؟)‪.........‬ردت بسخرية (اوقظك يا احمق‬
‫)‪........‬قفز من فوق الفراش بحدة ليصل اليها ويمسك‬
‫بذراعها قائال (لقد حذرتك من قبل من هذ‬
‫اللسان؟)‪.......‬قالت بتحدي(وانا لم التزم بالتعليمات‬
‫هي ارني ما الذي ستفعله )‪......‬قالتها وهي تنظر اليه‬
‫باستخفاف من اعلى الى اسفل لتالحظ للمرة االولى‬
‫انه ال يرتدي اال السروال بينما نصفه االعلى دون‬
‫مالبس احمر وجهها خجال وقالت له بحدة (كيف‬
‫تجلس هكذا دون مالبسك ؟)‪.......‬لقد غيرت‬
‫الموضوع مرة واحدة ‪ ،‬ربما هذا افضل قال لها‬
‫بدهشة (اجلس دون مالبس !!!!!ان لم اكن جالسا بل‬
‫نائم في سريري وانت من اقتحمت غرفتي كالعاصفة‬
‫)‪..........‬لم ترد بل غيرت الموضوع وقالت (هيا ارتد‬
‫مالبسك وتعال لتمشط لي شعري )‪.........‬نظر اليها‬
‫بذهول وقال (ماذا ؟ امشط لك شعرك !ال بالتأكيد انا‬
‫لست الدادة الخاصة بك )‪........‬ردت بتحدي (بما انك‬
‫من يمنعني من العودة الى منزلي ومربيتي اذا عليك‬
‫تمشيط شعري )‪.......‬اللعنة وماذا عليه ان يفعل بعد‬
‫قليل هل سيتوجب عليه تغيير الحفاظات !!!!!!!ان‬
‫هذا ما ينقصه انها جاهلة بكل شئ في الدنيا تأفف‬
‫متوجها الى الحمام ‪ ،‬خرج ليجدها واقفة في الشرفة‬
‫بينما تقوم باخراج لسانها لطفلة في حوالي السابعة‬
‫تقف في الشرفة المقابلة ‪ ،‬شتم في سره فبما انه‬
‫مسئول في الوقت الحالي عن طفله عليه بكل تأكيد ان‬
‫ال يشتم بصوت عال‪........‬وقف جوارها ليجد الفتاة‬
‫االخرى والتي اسمها مي تقول لها باغاظة (ساخبر‬
‫والدك انك شتمتني )‪.......‬ردت عليها قائلة (انت ال‬
‫تعرفين مكان والدي )‪..........‬وجد مي توجه اليه‬
‫الكالم وتقول له (عمو معتز ان ابنتك قد‬
‫شتمتني)‪..........‬ابتسم ابتسامة بلهاء وقال (ال تقلقي‬
‫يا مي ساعاقبها من اجلك )اذا فالطفلة االخرى تظنه‬
‫والدها !‪........‬بينما يسحبها ليخرجها من الشرفة‬
‫كانت تقول (هي من بدأت)‪........‬هل عليه ان يشد‬
‫شعره ربما !أو ان يلطم قال بهدوء (شيري حبيبتي‬
‫انها طفلة صغيرة ليس عليك ان تساوي عقلك بعقلها‬
‫)‪........‬نظرت اليه في حنق وقالت (اوك هيا سرح‬
‫شعري )‪ .......‬جلست امامه بينما حاول تمشيط شعرها‬
‫االشقر الطويل انه لم يرى في بلده شقره طبيعية بهذا‬
‫اللون ‪ ،‬يبدو ان شئ اوجعها فصرخت (انتبه)‪.......‬في‬
‫المرة التالية صرخت به (ايها الغبي لقد مزقت شعري‬
‫)‪........‬رمى المشط وقال لها (اعتمدي على نفسك‬
‫ايها الذكية )‪......‬تركها حتى ال يقتلها في هذه‬
‫اللحظات ‪...‬كان في المطبخ عندما وجدها خلفه وقد‬
‫ربطت شعرها على شكل ذيل حصان نظرت الى ما‬
‫يفعله وقالت له (انا جائعة )‪.........‬نظر اليها وقال‬
‫(ضعي بعض االطباق فوق المائدة حتى نأكل‬
‫)‪......‬وضع لها بعض الطعام تذوقت قطعة صغيرة منه‬
‫كتجربة اال انه لحسن الحظ كان جيدا وبما انها تتضور‬
‫جوعا فقد اجهزت على الطبق نظر اليها بلطف وقال‬
‫(هل اضع لك المزيد ؟)‪........‬اومأت برأسها دون كالم‬
‫‪.......‬انه احيانا يشعر انه حقا والدها نظرة الضعف‬
‫والضياع التي تعلو وجهها تشعره برغبة قوية في‬
‫حمايتها واحتوائها قال لها بهدوء(سنذهب االن الى‬
‫منزلكم الحضار كتبك ومالبس المدرسة )‪.........‬قالت‬
‫بتصميم (انس هذا لن اذهب الى المدرسة هذا العام‬
‫)‪.......‬قال لها بجدية (ولماذا ؟ انت لم يفتك الى القليل‬
‫فقد حصلتي معظم المواد وما فاتك خالل مرض والدك‬
‫يمكن تعويضه بسهولة )‪........‬قالت بنزق (ال تتحدث‬
‫عن شئ ال تعرفه من قال لك انه يسهل تعويضة انت‬
‫التعلم كم العقد التي ندرسها خاصة في الكيمياء‬
‫والفيزياء والرياضة)‪........‬نظر اليها بسخرية وقال‬
‫(رغم اني تجاوزتها منذ بضع سنوات اال انني اعلم ان‬
‫حرفا لم يتغير من المناهج حتى االن ‪ ،‬وانت التي‬
‫تبالغين في تصوير صعوبتها)‪........‬نظرت ايه بدهشة‬
‫وقالت (هل درست المرحلة الثانوية )‪........‬ما هذه‬
‫الحمقاء هل تظن انهم يدخلون كلية الهندسة بعد‬
‫المرحلة االعدادية ام ماذا قال بسخرية (وهل تظني ان‬
‫التحقت بالجامعة مباشرة )‪.........‬يبدو انها لن تتنازل‬
‫عن نظرتها البلهاء بسهولة قالت بنفس التعبير (هل‬
‫دخلت الجامعة؟)‪..........‬حتى تزداد دهشتها ضحك‬
‫ضحكة مرتفعة وقال (درست الثانوي قسم علم رياضة‬
‫ثم التحقت بكلية الهندسة وتخصصت في الميكانيكا‬
‫)‪.......‬قالت بذهول (اذا فانت مهندس‪ ،‬ولكن هذا ال‬
‫يظهر عليك اطالقا )‪.......‬قال بسخط (وما الذي يبدو‬
‫علي بالتحديد هل ابدو لك كبلطجي ام‬
‫كمهرج؟)‪ .......‬قالت بنفس الصراحة المستفزة (بل‬
‫عامل بمعنى اسطى )‪.......‬نظر لنفسه ان مالبسه‬
‫جيدة وهو غالبا ال يلبس شئ رخيص معظم مالبسه‬
‫شبابية حديثة ولكن ليست ذات الوان مبهرجة او‬
‫رخيصة اذا لماذا تقول الحمقاء هذا الكالم ‪......‬نظر‬
‫اليها بنفاذ صبر وقال (دعك مني واالن ارتدي مالبسك‬
‫لنخرج )‪........‬قالت باعتراض (توصلني فقط الى‬
‫والدي ولكن لن احضر اي كتب ) قالتها ودخلت‬
‫الحجرة صافقة الباب خلفها البد ان الباب المسكين‬
‫يصرخ الما بسببها خرجت بعد قليل ترتدي بلوزة‬
‫وبنطلون وحذاء منخفض اال تملك اي فساتين‬
‫؟‪......‬او حتى بلوزة بها قدر من االنوثة ‪....‬اي انوثة‬
‫يا معتز التي تفكر بها انسى كل هذا انه عمل انساني‬
‫فحسب خرج فيما سارت خلفه ببطء تبا هل تلعب هذه‬
‫المرة لعبة الحجلة‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫لفصل اهداء الى ‪ ebtii‬الجميلة الغائبة عن الرواية‬


‫الحاضرة في قلبي‪.................‬الفصل الرابع‬
‫والعشرون ‪.............‬شعرت بشئ يتسلل الى عقلها‬
‫يبعد عنها سلطان النوم الذي لم ترتكن اليه اال مع‬
‫ساعات الصباح االولى شتمت (من الغبي الذي يصر‬
‫على ايقاظي )‪........‬حاولت التركيز على االسم الظاهر‬
‫على الشاشة لترى اسما يظهر مع الرقم الذي لم‬
‫تضعه على الهاتف الى باالسم حتى رقمه مميز من‬
‫فئة ارقام االعالنات والمشاهير (الوغد ) لقد استجابت‬
‫الى نزوتها في كتابة هذا اللقب مصاحبا لرقمه ولكنها‬
‫ستغيره فربما يحدث ما يجعله ينظر الى االرقام في‬
‫هاتفها ‪ ،‬ماذا عليها ان تلقبه ربما ابوسيف ‪......‬او‬
‫زوجي ‪.......‬او حبيبي قالت بحنق (حبتك عقربة‬
‫)‪......‬فلتفكر فيما بعد عليها االن ان ترد على الهاتف‬
‫الذي ال يزال مستمرا في الرنين بالحاح ‪.........‬فتحت‬
‫الخط لتجده يقول بصوته الواثق( صباح الخير‬
‫)‪........‬الزال سماعها لصوته يثير فيه نفس الرجفة‬
‫حاولت تنظيم انفاسها قبل ان ترد عليه بصوت هامس‬
‫به بحة من تأثير النوم (صباح النور )‪............‬قال‬
‫بعدها بصوت خافت(ما هذا أال زلت نائمة ايتها‬
‫الكسولة؟)‪.........‬هل يمازحها ؟ قالت بجرأة (عليك ان‬
‫تعذرني فقد نمت متأخرا الني قضيت الليل كله افكر‬
‫بك)‪.......‬قال بصوت خافت جذاب (اما انا فقد نمت‬
‫مبكرا ولكنك لم تفارقي احالمي )‪........‬هل كان حقا‬
‫يحلم بها ؟ شعرت بنشوى بالغة فقالت بصوت رقيق‬
‫(أين انت االن ؟)‪..........‬اجابها بصوت متقصد (اسفل‬
‫عمارتك بالتحديد اتطلع الى نافذة غرفتك)‪......‬اذا فهو‬
‫هنا ‪ ،‬قالت بصوت انثوي بامتياز (ما دمت هنا اصعد‬
‫حتى استعد)‪.........‬كان االصح هو الرفض وهذا‬
‫بالتأكيد ما كان سيفعله في وضع آخر بل انه من‬
‫االساس لم يكن سيالحق اي امرأة بهذه الطريقة ولكن‬
‫لدهشته وجد نفسه يقول (ساصعد بالتأكيد‬
‫)‪.......‬قفزت من فوق الفراش متجهة الى الحمام وفي‬
‫زمن قياسي كانت قد غسلت وجهها واسنانها‬
‫وامسكت بالفرشاة محاولة ضبط شكل شعرها ثم‬
‫نظرت الى قميص النوم الحريري االزرق القصير‬
‫بحمالته الرفيعة وغمزت بعينها وقالت (ال بأس‬
‫بك)‪.......‬اسرعت لتفتح الباب الذي تعالى صوت‬
‫جرسه فتفاجأت به يدفعها للداخل وهو يحجب مجال‬
‫الرؤية بجسده ثم يغلق الباب بسرعة ‪ ،‬نظرت اليه‬
‫بدهشة وقالت (ماذا حدث؟ لماذا دفعتني الى الداخل‬
‫هكذا ؟)‪...........‬لقد خرج من سيارته وتوجه الى حيث‬
‫الطابق الذي تعيش فيه ليجدها بعد لحظات تفتح له‬
‫الباب بقميص نوم اقل ما يقال عنه مثير جدا ‪ ،‬لكنه‬
‫وللوهلة االولى التي لمح فيها المنظر امامه لم يفكر‬
‫بامعان النظر وامتاع نفسه بالعرض المتاح ‪ ،‬أوحتى‬
‫على النقيض بان يغض بصره ويمتنع عن النظر الى‬
‫ما لم يسبق ان استمتع بالنظر اليه في الحرام ‪ ،‬بل‬
‫شعور ثالث مختلف غيرة قاتلة وقرار مباغت جعل‬
‫عقله يرسل اشارة في نفس اللحظة الى جسمه بان‬
‫يتصرف بسرعة حتى ال يتيح الي عابر مصادفة ان‬
‫يلمح هذا المنظر!!!!!!!!لتصله جملتها ‪ ،‬للوهلة‬
‫االولى كان سيصرخ بها غاضبا وسيعاقبها على فتحها‬
‫الباب وهي على تلك الصورة ‪.....‬لكن عقله اوقفه‬
‫بينما لم يختفي االشتعال الغاضب من عينيه وهو يقول‬
‫ببرود (الني ال أريد ان يراك احد على هذه الصورة‬
‫)‪.............‬هل التمعت عيناها بالسخرية ؟ هل ستلقي‬
‫خطبة عصماء عن الحرية الغربية المزعومة والتعنت‬
‫العربي الذي فات زمانه؟‪......‬نظرت الى عينيه وقرأت‬
‫فيهما ما يحاول اخفائه فتحت هذا المظهر البارد هناك‬
‫رجل يشعر بغيرة مجنونة ‪ ،‬انها على كل حال ال تظن‬
‫انه عرف حقيقتها فمثله ال يحتاج للعب او عدم‬
‫الوضوح ‪ ،‬انها على يقين انه لو عرفها فسيخبرها‬
‫وبالتأكيد لن يمنع نفسه عنها ‪ ،‬انها تدرك انه رغب‬
‫بها منذ اللحظة االولى ‪..........‬ولكن ما سر غيرته‬
‫تجاهها هل هي نوع من الحاسة السادسة او احساس‬
‫فطري يجذبه كرجل لها النها حالله ‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت يثير لديه الحمية من ان يراها احد في هذا‬
‫الوضع ؟!ال تدري هل هذه هي الحقيقة ؟‪..........‬بدا‬
‫وكأنها قد شردت لتقول بعدها (تفضل واجلس دقائق‬
‫وسأكون جاهزة )‪.......‬توجه جالسا الى حيث اشارت‬
‫‪ ،‬وعلى ما يبدو ان عقله بعد ان اطمئن الى ان الباب‬
‫اصبح مغلقا توجه الى جهة اخرى ‪ ،‬انه بالتأكيد يملك‬
‫ارادة حديدية النه ال زال محافظا على رباطة جأشه ‪،‬‬
‫النه لم يستجب للدعوة التى وعلى ما يبدو مفتوحة ‪،‬‬
‫انها بهذا المنظر تغري القديس منتهى الجمال‬
‫واالنوثة اجتمع مع قمة االثارة انه لم يصب من قبل‬
‫بارتفاع ضغط الدم ولكنه يشعر في هذه اللحظات انه‬
‫يعاني اعراضه ‪ ،‬استغفر في سره وهو يحاول تشتيت‬
‫انتباهه عن النظر الى تلك الفتنة المجسدة قال ناهرا‬
‫نفسه (انتبه يا يوسف فلطالما كانت حواء هي من‬
‫يخرج آدم من الجنة)‪..........‬تذكر علبة الشيكوالته‬
‫التي احضرها لها فمد يده بها وقال (تفضلي اتمنى ان‬
‫تعجبك )‪........‬ارتسمت ابتسامة على شفتيه ابتسامة‬
‫للمنظرالذي رآه فانه ما ان مد يده بالعلبة حتى تحولت‬
‫مالمحها الى مالمح طفلة سعيدة ‪ ،‬كان ذلك قمة‬
‫التناقض ولكن بصورة فاتنة حينما تختلط االنوثة‬
‫بالطفولة البراءة بالذكاء قالت بسعادة حقيقية (شكرا‬
‫لك)‪........‬يبدو أنه أخطأ في أعطائه لها في هذه‬
‫اللحظات فبدل من ان تواصل طريقها لتغيير مالبسها‬
‫وترحمه من وصلة التعذيب امسكت بالعلبة وجلست‬
‫على نفس االريكة جواره ‪.....‬ليس جواره مباشرة‬
‫ولكن على بعد بضعة سنتيمترات نظر بدهشة الى ما‬
‫تفعله ‪ ،‬فتحت علبة الشيكوالته ثم بدأت تأكل منها ما‬
‫ان تنهي واحدة حتى تبدأ في االخرى قال لها‬
‫باستغراب (كثر اكل الشيكوالته خطء يكفي هذا االن‬
‫)‪.........‬نظرت اليه بحنق وقالت (ال تكن مثل امي‬
‫وتمنعني من اكلها)‪.........‬قالتها وهي تمط شفتيها ‪،‬‬
‫مما جعله يقول لها باغاظة (انت ال تأكليها انت‬
‫تفترسيها )‪.......‬تصرف أخر غير متوقع فتحت واحدة‬
‫هذه المرة ولكن لم تأكلها بل وضعتها في فمه ‪ ،‬كان‬
‫شكله مضحك وهو ينظر جهتها بذهول مما جعلها‬
‫تبتسم وهي تغمز له بعينها قائلة (اال‬
‫تعجبك؟)‪........‬انه ال يذكر بالتحديد اخر مرة قام فيها‬
‫احد باطعامه !!!!!انه ال يحب هذه االشياء أليس كذلك‬
‫؟ لماذا اذا يشعر ان هذه افضل قطعة شيكوال تناولها‬
‫في حياته؟! رفعت يداها اليه وقالت مبتسمه وهي‬
‫تفتحها امامه (اني يدي نظيفة ‪ ،‬ليس هناك داع‬
‫الشمئزازك هذا )‪......‬قال وقد علت جبهته تقطيبة (ان‬
‫اخر شئ اشعر به حال يا هو االشمئزاز‬
‫!!!!!!!!االفضل اال يستفيض في شرح شعوره فهو‬
‫تحديدا غير قادر على فهم نفسه االسلم في هذه‬
‫اللحظة هو تغيير الموضوع قال ‪ :‬دعك مني االن‬
‫واخبريني ما الذي تحبينه ايضا باالضافة الى‬
‫الشيكوالته ؟)‪.........‬اتسعت عيناها في تعبير غريب‬
‫وقالت(كعكة الشيكوالته انت ال تستطيع تصور منظري‬
‫انا و‪........‬سكتت قليال ثم قالت واشقائي حينما‬
‫نتناولها نحتاج وقتها لشرطة الحفاظ على االتيكيت )‬
‫ضحك للصورة ثم قال (لديك اخوة صغار) ردت‬
‫باقتضاب (اجل ) ثم غادرت الى حجرتها وكأنها ال‬
‫تريد االسترسال في الموضوع غبية ما الذي جعلها‬
‫تتحدث عنهما لقد كاد لسانها يفلت باسمهما اقتربت‬
‫من الحمام وهي تخلع القميص وقبل ان تلقيه جوار‬
‫الحمام التمعت عينها وقالت بخفوت(فألترك لك ما‬
‫تفكر فيه ) ثم القته بحيث يكون ظاهرا للجالس في‬
‫الصالة ولكنه كان داخل الحجرة تبا ما الذي غير‬
‫الطفلة التي كانت تجلس جواره منذ لحظات لتقوم بهذا‬
‫التصرف المغو ربما الشائن لتعلمه انها كانت عارية‬
‫دون حتى ان يفصل بينهما باب تململ في جلسته‬
‫وحدث نفسه (ما الذي يجعلك تستمر في هذه المهزلة‬
‫؟ يبدو انها ومنذ صعودك تتعمد اثارتك الى اقصى حد‬
‫) تأفف وهو يستغفر مرة اخرى وصلت الجملة الى‬
‫اذنه (الى اين سنذهب بالتحديد الرتدي مالبس مناسبة‬
‫) رفع رأسه ليجدها واقفة بمعطف الحمام وتلف‬
‫شعرها بفوطة وتعلو عينيها نظرة بريئة قال بنفاذ‬
‫صبر (برج ايفل ارتد مالبس غير رسمية ) نظرت اليه‬
‫لم يكن يرتدي مالبس رسميه بنطلون من الجينز‬
‫االسود يعلوه سويت شرت اظهر عضالته البارزة‬
‫عادت الى الحجرة ليسمع صوت دوالب يفتح بينما ال‬
‫يزال الباب مفتوح توجه الى الشرفة ليبتعد عن المكان‬
‫الى اقصى مدى متاح داخل الشقة شعر بها واقفة‬
‫جواره بينما ينظر الى االسفل استدار اليها كانت‬
‫ترتدي بلوزة حمراء على الطراز االسباني اسفلها‬
‫بنطلون من الجينز وترفع شعرها الذي تنسدل منه‬
‫الخصالت وترتدي في اذنيها حلق كبير مستدير بينما‬
‫يعلو شفتيها روج احمر صارخ ‪ ،‬حتى وهي ترتدي ما‬
‫يبدو كلبس محتشم نسبيا فانها لم تتخل عن لمسة‬
‫االغواء!!!!!!!!زفر بنفاذ صبر وهو يقول بصوت‬
‫مسموع (استغفر هللا العظيم ) فهمت العبارة ‪ ،‬ولكنها‬
‫قالت له بتساؤل (ما معنى عبارتك السابقة ؟) قال‬
‫وهو يرفع حاجبه (كنت ادعو هللا ان يغفر لي ذنبي )‬
‫قالت ببراءة (وهل اقترفت ذنبا االن ؟) قال بسخرية‬
‫من نفسه اوال (وجودي معك االن وحدنا هو ذنب رجل‬
‫وامراءة وحدهما فالثالث بالتأكيد هو الشيطان )‬
‫ضحكت ضحكة صاخبة حتى طفرت الدموع من‬
‫عينيها انه يظن ان هناك شيطان يغويه بها مدت يدها‬
‫تمسح الدموع وهي تقول (صدقني ال يوجد اي‬
‫شياطين هنا االن ) تضايق من استخفافها بالموضوع‬
‫وضحكها ليقول بحدة (ال تسخري من كالم هو حقيقة‬
‫‪ ،‬وال تظني ان االنسان لديه قوة وحصانة تجاه‬
‫الضعف البشري‪ ،‬في النهاية طاقته تنتهي) قالت‬
‫بجدية (انا اسفة على انزعاجك من ضحكي ‪ ،‬ولكن‬
‫يمكنك ان تقول اني كنت اضحك من نفسي اوال )انها‬
‫تعلم انه لن يتجاوز وكانت تتعمد الضغط عليه الى‬
‫اقصى حد ولو تصورت للحظة واحدة انه قد يضعف‬
‫لما جرؤت على اي تصرف من تلك التصرفات انها‬
‫حتى االن ال تعرف ما الذي سيحدث لها ان تقرب منها‬
‫بشكل حميم اذا اخذها بين ذراعيه كتلك الليلة البعيدة‬
‫اذا مألت انفاسه خالياها اذا حاول امتالكها ال تجرؤ‬
‫حتى على التفكير على االغلب ستعود تلك الفتاة‬
‫المذعورة انها المرة االولى التي تلعب فيها بالنار‬
‫وهي على يقين انها لن تحرقها وحتى اذا احرقتها فلن‬
‫تقتلها بل ربما ستطهرها وستعالجها فالعالج بالكي‬
‫لطالما كان هو الحل النهائي تنهد تنهيده عميقة وقال‬
‫( واالن هيا الى االسفل) قالها ليخرج من باب الشقة‬
‫فيما كانت تتبعه اال انه ولدهشتها قد ابطأ من خطواته‬
‫لتناسبها‬

‫* كان يحاول التركيز في عمله اال انه لم يستطع فكل‬


‫بضعة دقائق ينظر الى هاتفه مرة اخرى ليرى هل‬
‫عليه التحرك ام ال ‪......‬لقد ذهب معها بالفعل الى‬
‫المستشفى عند والدها ولقد اخبر والدها بينما كانت‬
‫خارج الحجرة ان يطلب منها مواصلة الدراسة ‪.....‬انه‬
‫يريدها ان تنهي المرحلة الثانوية خالل القليل من‬
‫الشهور وتدخل الجامعة النه سيكون من الالئق اكثر‬
‫ان يعرفها الى الناس باعتبارها طالبة جامعية اما‬
‫موضوع طالبة المدرسة هذا فهو مبالغ فيه ‪.....‬عاد‬
‫الى عمله لتتصل به بعدها وتخبره انها ذاهبة الى احد‬
‫الدروس وان عليه ان يأتي الصطحابها عند موعد‬
‫االنتهاء‪......‬اذا فقد نجح والدها في اقناعها ‪....‬ما فكر‬
‫فيه هو كيف ستتمكن من الذهاب هل ستقود السيارة؟‬
‫كان قد شعر بالراحة حينما علم ان والدها منعها من‬
‫القيادة بعد احد كوارثها المعتادة ارتسمت ابتسامة‬
‫على شفتيه وهو يتذكر اليوم الذي كانت ستقود فيه‬
‫اليخت ‪ ،‬انها اكثر الفتيات التي قابلهن في حياته‬
‫ازعاجا ‪ ،‬ذهب بذاكرته الى فتيات اخريات في حياته‬
‫ريهام ترى كيف حالها االن هل تمكن حازم من تظبيط‬
‫رأسها ان هذا حقا هو ما تحتاجه ان تتجاوز الفجوة‬
‫الزمنية في عقلها لتدرك انها ام وزوجة مسئولة ‪ ،‬ان‬
‫يشعر باالشتياق اليها رفع هاتفه وضغط الرقم ليأتيه‬
‫صوتها حانقا ‪ ،‬ال ريب انها في احد نوبات جنونها‬
‫(اهال معتز كيف حالك ؟)‪.......‬قال بهدوء (اهال‬
‫بشقيقتي الصغيرة )‪........‬ردت بغيظ (انها سنة تلك‬
‫التي تذلني بها ثم انه نظرا للوضع الحالي ان في‬
‫مكانة اكثر احتراما منك زوجة وام )‪........‬قال‬
‫بسخرية (مع وقف التنفيذ )‪........‬احمر وجهها خجال‬
‫انه بالتأكيد لو كان يمكنه رؤيتها في هذه اللحظة‬
‫لعرف ان التنفيذ لم يعد متوقفا !قالت بهدوء حاولت‬
‫ان يكون مقنعا (انت لن تلعب معي دور المصلح‬
‫االجتماعي ‪ ،‬يكفيني شقيقك المتسلط واالخر حكيم‬
‫زمانه )‪........‬وصلت ضحكته اليها ليقول بعدها (يبدو‬
‫انك تعانين كثيرا منهما )‪ ........‬قالت بتبرم (ليس هما‬
‫فقط ولكن جدك ايضا)‪.......‬شعر بشئ من الحنين‬
‫واالسماء تذكر امامه قال لها (بما ان القوى العظمى‬
‫لم تؤثر بك علي انا ان احاول فكما يقال يوضع سره‬
‫في اصغر خلقه)‪..........‬قالت بضحكة خرجت رغما‬
‫عنها (انهم لم ينتهوا فشقيقك المتسلط ينوي اعادتي‬
‫الى بيت زوجي رغما عني )‪.......‬قال بجدية (اخيرا‬
‫سيفعلها )‪.......‬شعر بالم في اذنه وهي تقول له‬
‫صارخة (حتى انت )‪.......‬لتغلق بعدها الخط ‪........‬لقد‬
‫ظلم شيرين بالتأكيد فهي على االقل ال تزال صغيرة‬
‫بينما شقيقته الكبيرة اكثر جنونا منها ‪........‬ان سارة‬
‫كانت دائما اعقل من ريهام ‪ ،‬هل باستطاعته ان‬
‫يحدثها هي ايضا بالتأكيد ال ‪ ،‬انه يشعر انه يريد ان‬
‫يخبر احد اخوته انه تزوج ربما عليه ان يبدأ باحمد‬
‫‪...........‬نظر الى الساعة عليه ان يتحرك االن ليحضر‬
‫اميرته (مدللة اباها) وبما انه االن قد تقلد هذه‬
‫الوظيفة فعبء تدليلها عليه وحده بكل تأكيد‬
‫‪........‬وصل الى العنوان الذي اخبرته به فوجدها‬
‫واقفة مع بضع فتيات في سنها ‪ ،‬اقترب منهن وقال‬
‫لهن (كيف حالكن ؟)‪.......‬لم يهتم بردهن ليضيف‬
‫بعدها (شيري هيا االن )‪......‬لم تكلف نفسها عناء‬
‫الرد بل بدت مشغولة مع احد الفتيات والتي كانت‬
‫تقول لها بصوت خافت ولكنه وصل اليه (من يكون‬
‫هذا المز شيري؟)‪.......‬نظرت اليه باستخفاف لتقول‬
‫بعدها للفتيات (انه سائقي الجديد ‪ ،‬بابا منعني عن‬
‫القيادة لذا احضره لي )‪..........‬اذا فهو سائق‬
‫البرنسيسة !!!!ماذا والدها احضره لها وكأنه دمية‬
‫يتم شرائها للفتيات المدالالت ‪ ،‬ماذا عليه ان يفعل في‬
‫طويلة اللسان هذه اللحظة ربما ان يجذبها من شعرها‬
‫ليمزقه هذه المرة بالفعل ‪.....‬ربما الحل هو وضع‬
‫شطة حراقة في فمها حتى تكف عما تقوله ‪.......‬تعالى‬
‫صوت فتاة اخرى انها نفس الفتاة المعجبة به وهي‬
‫تقول (شيري اعيره لي لبعض الوقت )‪.......‬كانت‬
‫كارثته تنظر اليه بتقييم (انتظري قليال وساتنزل لك‬
‫عنه الى االبد )‪.......‬ضحكت االخرى والتي مدت يدها‬
‫اليه بابتسامة حمقاء وهي تسبل روموشها قائلة (انا‬
‫ميرنا صديقة شيري)‪........‬مد يده وسلم عليها ليجدها‬
‫تقول له غامزة بعينها (سعدت بالتعرف عليك‬
‫)‪.......‬كانت الفتيات االخريات تنظرن اليه باعجاب‬
‫مما جعله يسحبها من يدها الى السيارة لتقول له‬
‫بتأفف (كيف تمسكني هكذا ؟ما الذي سيقلنه االن‬
‫وانت تجرني خلفك ؟)‪.......‬قال من بين اسنانه في‬
‫غيظ (سيقلن ان السائق قد تجاوز حدوده ‪ ،‬واصمتي‬
‫االن حتى ال افعل ما يجعلهن يقلن ان السائق يمسك‬
‫عليك زلة تجعله يفعل ما يريد)‪........‬قالت بشجاعة‬
‫(اياك ان تجرؤ حتى على لمسي )‪........‬نظر اليها‬
‫بسخرية وقال (هل غريزة حفظ الذات منعدمة‬
‫لديك؟)‪........‬حدقت فيه بذهول وصمتت فعلى ما يبدو‬
‫انه جاد في تهديده !!!!!!!!!!!اوقف السيارة امام احد‬
‫المطاعم التي تطل على البحر وخرج لتخرج بعده‬
‫وتقول له وهي تتلفت حولها (ان هذا المطعم غال هل‬
‫لديك ما يكفي من النقود ؟)‪.......‬قال بصبر (بالتأكيد‬
‫واال لم كنت سأتي)‪.......‬سارت خلفه وهي تفكر كم‬
‫المبلغ الذي اعطاه والدها له ؟ انها ال تصدق حتى‬
‫كونه مهندس فان كان كذلك فما الذي سيجعله يعمل‬
‫في هذا المكان؟‪........‬تناولت باستمتاع الطعام المقدم‬
‫امامها فلطالما كان مطعم "زفير" بموقعه الذي يشعر‬
‫االنسان انه في قلب البحر وجوه الساحر الذي يعبق‬
‫به منذ عشرات السنين هو مكانها المفضل كما ان‬
‫اطعمته البحرية ال تقارن ‪ ،‬تختلط االطعمة المصرية‬
‫باليونانية فالمالك االول كان يوناني عاش في المدينة‬
‫وعشقها ‪.........‬قالت له بصدق وببادرة تهذيب اولى‬
‫(شكرا لك على احضاري الى هذا المكان‬
‫)‪.......‬واضافت برقة (في المرة القادمة التي تنوي‬
‫احضاري هنا اخبرني التأنق)‪.........‬ارتسمت ابتسامة‬
‫على شفتيه وهو يحدق اليها في دهشة اذا فالطفلة‬
‫العاصفة تستطيع التحول الى انثى رقيقة قال بهدوء ال‬
‫يخلو من المشاكسة (بالتأكيد سافعل فان احد امنيات‬
‫حياتي ان أراك متأنقة)‪.........‬ردت عليه بابتسامة‬
‫ساحرة وقالت (انا اريد ان اتمشى على البحر‬
‫)‪.......‬قام ليمسك بيدها في رقة لتنهض وهو يقول‬
‫بينما ينحني بطريقة مسرحية (انت تأمرين سيدتي‬
‫)‪........‬تركت يدها في يده حتى وصال الى الشاطئ‬
‫فجلست فوق الرمال وجلس جوارها ليمد يده الى‬
‫شعرها ويسحب ربطته ويقول في رقة (هكذا افضل‬
‫)‪........‬لم تعترض ولكنها امسكت بيده وقالت (انهض‬
‫)‪........‬كانا يجريان على الشاطئ واالمواج ترتطم‬
‫بهما في جو ساحر عجيب اشعره وكأنه عاد طفال‬
‫صغيرا ‪....‬في النهاية رمت نفسها فوق الرمال محاولة‬
‫التقاط انفاسها ‪.......‬بدت له بشعرها الطويل االشقر‬
‫الذي تنسدل بعض خصالته على وجهها وعينيها‬
‫الزيتونيتان كحورية القى بها البحر فوق الشاطئ او‬
‫كعروس بحر ينقصها الذيل المعتاد ‪.......‬استند بكوعه‬
‫على االرض ثم اقترب منها وطبع قبلة رقيقة فوق‬
‫شفتيها ‪........‬لمست شفتاها باصبعها وهي تنظر اليه‬
‫في ذهول ‪ ،‬ولدهشته لم تصدر الرد الغاضب المتوقع‬
‫ولكن اخفضت رأسها في خجل وقامت بسرعة وهي‬
‫تنظف مالبسها من الرمال وسارت الى حيث كانت‬
‫السيارة متوقفة‬

‫لقد استطاع بنجاح ان يشعرها بالخطأ وبالخجل من‬


‫تصرفاتها ليكون فشلها مزدوجا ‪ ،‬فعلى ما يبدو ان‬
‫ِمشهد االغواء الفاضح الذي اهدرت فيه كرامتها لم‬
‫يثر فيه اال احساسا باالشمئزاز تجاهها وانطباعا‬
‫بالدونية ‪ ،‬كانت تضرب بطرف حذائها االرض على‬
‫نحو رتيب وهي تكرر لنفسها (ارفعي رأسك يا فتاة‬
‫وكوني على قدر معركتك ‪ ،‬فعلى ما يبدو ان الخصم‬
‫ليس سهال على االطالق )‪.......‬هل تغير الخطة‬
‫باكملها ماذا عليها ان تفعل ربما ان تضربه حتى‬
‫تخرج كل حنقها منه نظرت اليه فاقدة االمل ‪ ،‬خاصة‬
‫وان مالبسه اليوم قد اظهرت عضالته المفتولة‬
‫‪.......‬اذا ال بد من تفكير آخر ربما عليها ان تسقيه‬
‫شيئا ذا لون اصفر (اجل ال بد ان يكون اصفر اللون‬
‫كما المعتاد ‪ ،‬ام ان اللون االصفر خاص بااليقاع‬
‫بالفتيات)‪.....‬ثم تنزع مالبسه فيقتنع انه قد وقع في‬
‫المحظور ربما عندها سيظل يتعذب الى االبد بما انه‬
‫بهذا الحرص على عدم ارتكاب الحرام أو قد يقتل‬
‫نفسه كما كانت ستفعل ‪ ،‬اال انه قد يبدأ بقتلها اوال‬
‫‪.....‬خطة فاشلة اخرى ‪ ،‬منذ خروجهما من الشقة‬
‫وهي تتظاهر بالندم ‪.......‬فبالتأكيد عليها ان تتبرأ من‬
‫افعالها الشائنة التي سببت امتعاضه ‪.......‬كانت ال‬
‫تزال مخفضه رأسها في تعبير مجسد لالحساس‬
‫بالذنب ‪............‬لقد اظهر حنقه وغضبه من‬
‫تصرفاتها ‪ ،‬كان هذا الغضب موجها نحوها ولكن ليس‬
‫فقط نحوها بل نحو نفسه النه تأثر بما فعلته النه شعر‬
‫بالضعف تجاهها ‪ ،‬بالضعف والتأثر ولكن ليس النفور‬
‫او االشمئزاز لذا كان عليه ان يعاقبها ويعاقب نفسه‬
‫‪.......‬انه بالتأكيد المذنب االول فهذا االهتمام الذي‬
‫يبديه له تفسير واحد في هذا المجتمع وهو الرغبة‬
‫الجسدية وهي قد ظنت انها فهمت وابدت التجاوب‬
‫المتوقع ‪ ،‬والذي قد يكون اقل من المتوقع ربما عليه‬
‫ان يكون شاكرا لها انها لم تقم باغواء جسدي مباشر‬
‫واكتفت بالتلميح!!!!!!!!!!!!انه رغم كل ما يحيطها‬
‫يشعر انها تمتلك تحفظ او ربما خجل من نوع ما ربما‬
‫تكون بريئة !!!!!!هل يقنع نفسه باالوهام !!هل هناك‬
‫فتاة بمثل جمالها تعيش في اوروبا لتصل الى العشرين‬
‫دون مانع ديني او خلقي وال تزال بريئة ؟ قال بهدوء‬
‫(ديليب هل ستظلين صامتة طول اليوم‬
‫؟)‪...........‬اكمل حين لم ترد(لقد انتهى الموضوع‬
‫)‪......‬رفعت رأسها محمرة الخدين وهي تقول (هل‬
‫سامحتني حقا ؟)‪.......‬اومأ برأسه وقال (أجل‬
‫)‪......‬قامت من مكانها لتمسك بيده فيما بدا كفعل‬
‫عفوي وهي تقول ( هيا )‪........‬نظر الى يدها الصغيرة‬
‫التي تمسك بيده ثم سحب يده برقة وهو يقول (هذا‬
‫ايضا غير جائز)‪.......‬تبا لماذا مجرد امساكها بيده‬
‫يدفع بداخله هذه االمواج الهادرة من المشاعر ‪ ،‬هل‬
‫هي جاذبية جسدية يختبرها للمرة االولى ؟ هل هو‬
‫الشيطان يزين له الخطأ ويجعله بكل هذا البريق‬
‫والتألق ؟‪........‬كانت افكارها صاخبة وهي تحدث‬
‫نفسها وبعدين يا شيخ يوسف هل ستظل هكذا ال‬
‫تسمح باي تجاوز ولو بسيط ؟ الى اين سيصل بنا كل‬
‫هذا ؟ يبدو ان الخطة المعتادة باالغواء ستمنى بالفشل‬
‫الذريع ‪........‬هل عليها ان تجعله يحبها ؟برقت عينها‬
‫بشدة وهي تحدث نفسها (اجل هذا ما يجب ان يحدث‬
‫)‪......‬ولكن هل ستكون قادرة على التنفيذ ؟ ربما لديها‬
‫بداية جيدة تتمثل في انجذابه اليها وعليها ان تكمل‬
‫حتى النهاية!!!!!!!ان التحدي االن ان تعيده الى‬
‫مزاجه الجيد ‪......‬رفعت يدها باشارة للبراءة (آسفة‬
‫خطأ غير مقصود )‪........‬ثم ضمت يدها وقربتهما من‬
‫فمها وهي تقول (سامحني يا سيدي !)‪........‬عقد‬
‫حاجبيه وقال بمزاح (سافكر )‪.......‬حافظت على‬
‫مظهرها المتوسل مما جعله يقول بمزاح (صدر القرار‬
‫بالعفو)‪ ........‬بعدها تغير الجو بينهما فقد اخذا يتنقالن‬
‫في طوابق البرج يشاهدا باريس عبر النظارة المعظمة‬
‫ويتكلمان فيما حرصت على ان يكون مواضيع غير‬
‫شائكة كما تمسكت بشخصية مختلفة عن شخصيتها‬
‫الحقيقية الالذعة والشخصية التي تقمصتها معه في‬
‫البداية الى شخصية وسطى مرحة احيانا شديدة الذكاء‬
‫دائما وبريئة حين تلقي بعض االشارات التي كانت‬
‫تحاول اال تكون فجة وصال الى احد المطاعم‬
‫الموجودة ليتناوال الغداء ‪ ،‬لتفاجأ بعدها بالفرقة التي‬
‫بدأت بعزف احد الحانها المفضلة بينما بدأ بعض‬
‫الشباب الموجودون بالتجمع والرقص ‪ ،‬دون شعور‬
‫منها قامت وانضمت للمجموعة لترقص بسعادة ‪ ،‬لم‬
‫تمر لحظات حتى وجدت يد كالفوالذ تمسك ذراعها‬
‫بينما يوسف ينظر اليها بغضب ويقول لها بصوت‬
‫رغم انخفاضه الى انه كان مرعبا (هيا )‪.......‬كانت‬
‫ستعترض ولكنها تذكرت ما تريده فتراجعت عن‬
‫االعتراض من ناحية اخرى كانت االنظار قد بدأت‬
‫تتجه نحوهما واحد الشباب يقول (اتركها وشانها‬
‫لماذا تأخذها بالقوة)‪..........‬بدا وكأنه ينظر الى حشرة‬
‫غير مرئية وهو يقول للشاب بغلظة (اهتم بشئونك‬
‫فقط )‪.......‬يبدو ان الشاب يريد الشجار معه بينما كان‬
‫هو ينظر في هذه اللحظة بتسلية اكثر منها غضب‬
‫وكأن الشجار سيمتعه لتقول هي منهية الموضوع‬
‫بينما كانت عيون اخرين بدأت تنظر (انا ذاهبة معه‬
‫بارادتي )‪..........‬عادت لتجلس على المائدة بينما نظر‬
‫اليها بتفحص ليقول بعدها (هل انت حزينة الني منعتك‬
‫من الرقص؟ )‪........‬هزت رأسها بالنفي وهي تقول‬
‫(ليس شئ مهم )‪.........‬قام من فوق المقعد ثم اختفى‬
‫لبعض الوقت ليبدأ الناس المتواجدون في الخروج‬
‫حتى الفرقة قد اخلت المنصة ‪ ،‬ليس كل الناس ولكن‬
‫الرجال فقط ‪ ،‬عاد ليجلس جوارها وقبل ان تقول اي‬
‫شئ كان نفس اللحن قد بدأ يعلو مرة اخرى ولكن من‬
‫مكان قريب وكأنه خارج الجدران نظرت لتجد باب‬
‫المطعم قد اغلق والمكان قد خلى تماما من اي وجود‬
‫ذكوري اال الذي يقول لها (قومي وارقصي كما‬
‫تشائين )‪........‬نظرت اليه بعدم تصديق ‪ ،‬بينما قام‬
‫بخفة من فوق الكرسي ليقترب من اذنها هامسا (كنت‬
‫اتمنى ان اتابع العرض ‪ ،‬ولكن بما اني تركت لك‬
‫الفتيات حتى ال ترقصي وحيدة لذا سارحل‬
‫ايضا)‪.......‬نظرت في أثره بذهول بينما الباب يغلق‬
‫‪........‬هزت رأسها هل اخلى القاعة لتتمكن من فعل ما‬
‫تريده فقط !!!!!!اتجهت الى المنصة والتي امتألت‬
‫بالفتيات بدأت في الرقص مثلهن ولكن وهي تشعر‬
‫بشعور لم تحسه من قبل ‪........‬لقد قالت له انها تظنه‬
‫ملك ‪ ،‬هو عارض قولها ولكن على ما يبدو انه كان‬
‫محض حقيقه وهي في هذه اللحظات ملكته التي يحقق‬
‫امنياتها ‪.............‬عادت الى مكانها لتجده بعد قليل‬
‫عاد ايضا ثم همس برقة (هل استمتعت‬
‫؟)‪...........‬قالت بصدق وعيناها تتألقان (كما لم افعل‬
‫في حياتي ‪......‬ثم اكملت ليس بسبب الرقص فقط‬
‫ولكن النك جعلتني اشعر كملكة حقيقية‬
‫)‪............‬ابتسم بتسامح ‪ ،‬لتخطر فكرة اخرى برأسها‬
‫ما المبلغ الذي دفعه ليحققوا له ما أراد ؟‪.......‬نظرت‬
‫اليه عاقدة حاجبيها ‪.......‬قبل ان تتكلم كان يقول (ما‬
‫سر انعقاد حاجبيك مرة اخرى؟)‪.......‬قالت بجدية (أنا‬
‫أريد ان اعرف ما المبلغ الذي دفعته الخالء المكان‬
‫بهذه الصورة ؟)‪........‬نظر اليها مبتسما وقال (هل‬
‫ستعيديه لي ؟)‪.......‬قالت بجدية (انا اتكلم بجدية ‪،‬‬
‫وصدقا اريد ان اعلم )‪.........‬نطق رقما جعلها تنظر‬
‫اليه بذهول وهي تقول (ان االمر لم يكن يستحق ‪،‬‬
‫لكان من االفضل ان تتبرع بها الشخاص‬
‫يحتاجون)‪.........‬وضع يده في جيبه ليخرج ما بدا لها‬
‫كدفتر شيكات ثم يكتب شئ ما ويقول لها (ما الجهة‬
‫التي تريدين مني ان اتبرع لها ؟)‪........‬هل هو جاد‬
‫قالت عن جهة كانت تشعر بالتعاطف نحوها كما‬
‫يؤرقها مشاكلها (الالجئين في‪ .....‬وذكرت اسم بلد‬
‫عربي )‪.........‬كتب الجهة ولكن قبل ان يناولها الشيك‬
‫اضاف صفرا ‪......‬امسكت بالشيك لقد كان عشرة‬
‫اضعاف المبلغ الذي دفعه‪.......‬قالت (انا لم اقصد ان‬
‫احرجك )‪.......‬نظر اليها مبتسما وقال (انت لم‬
‫تحرجيني انها طريقتي المعتادة بعد القيام باحد‬
‫نزواتي التي تتطلب الكثير من االموال ربما للتخفيف‬
‫من الشعور بالذنب او حتى ال اظن اني مسرف وحتى‬
‫يكون السرافي نتائج ايجابية )‪........‬قالت باستنكار‬
‫(نزوات؟!)‪.......‬اشار الى رأسها وقال (ليس ذلك‬
‫النوع من النزوات التي ينسجها رأسك ‪ ،‬ان نزواتي‬
‫تتمثل في السيارات والخيول ‪.‬ال اقاوم اي سيارة‬
‫حديثة او متطورة تقريبا املك كل االنواع ‪ ،‬اما‬
‫بالنسبة للخيول فهي هوس وراثي )‪.........‬اكمل‬
‫وكأنه يعود الى شئ قديم (يمكنك ان تقولي اني قد‬
‫تخليت عن الدراجات النارية)‪........‬تصورته مرتديا‬
‫سترة من الجلد يقود دراجة نارية بسرعة كبيرة ‪ ،‬كان‬
‫المنظر شيه واقعي حتى انها تخيلت نفسها تركب‬
‫خلفها وهي تمسكه بشدة حتى ال تقع ‪.......‬ارتسمت‬
‫ابتسامة على شفتيها وهي تقول (شئ‬
‫مؤسف!)‪..........‬ضحك وقال (ال اظن انها تناسب‬
‫سني االن )‪...........‬نظرت اليه باستغراب ‪ ،‬انه يمزح‬
‫بالتأكيد ان عمره اربع وثالثون عاما ولكن بالتأكيد في‬
‫قمة الرجولة والقوة والجاذبية ‪.....‬تصورت عناوين‬
‫الصحف المليونير الشاب الوسيم هل هو مليونير؟ لم‬
‫تستطع ايقاف لسانها وهي تقول (كم لديك من مال‬
‫بالتحديد ؟)‪........‬نظر اليها بدهشة ثم ضحك وقال‬
‫(كما ال يمكنك سؤال المرأة عن عمرها كذلك ال يمكن‬
‫سؤال الرجل عن امواله )‪.........‬قالت بتحدي (اثنان‬
‫وعشرون ونصف)‪.......‬نظر بتساؤل صامت جعلها‬
‫تعيد كالمها قائلة (عمري هو اثنان وعشرون عاما‬
‫ونصف )‪.........‬ضحك بخفوت وقال (هل يتوجب علي‬
‫اذا االعتراف؟)‪.......‬اومأت برأسها وقالت (اجل ‪،‬‬
‫على االقل اخبرني بقيمة اخر خانة )‪.........‬قال رافعا‬
‫احد حاجبيه (يمكنك ان تقولي انها تعدت الخانة‬
‫العاشرة )‪.......‬قالت بدهشة بالغة (تجاوزت خانة‬
‫المليار!!!‪......‬ال تقل لي انك تعيش في قصر ولديك‬
‫طائرة خاصة ؟)‪.........‬نظر اليها بتسلية وقال (وهل‬
‫هي جريمة فظيعة؟!)‪........‬رددت في سرها عدة‬
‫مرات (ما شاء هللا اللهم بارك )‪........‬انها ال ترغب ان‬
‫تصيبه بعين بكل تأكيد ! ما بالها تبدو كالمتشردين‬
‫انها لم تعاني من اي فقر طول حياتها بل عاشت في‬
‫منزل واسع غال الثمن ارتادت افضل المدارس‬
‫والجامعات حصلت على ما ارادته من المالبس‬
‫والديها لم يكونا فقيرين فهما طبيبان مشهوران يطلبا‬
‫باالسم الجراء العمليات ولكن هذا القدر من‬
‫الثراءكانت تظنه شئ غير واقعي !!!!انها تشعر في‬
‫هذه اللحظة بشعور مريع بالذنب تجاه طفليها ليس‬
‫بسبب حرمانهما من التمتع بالمزايا التي توفرها نقود‬
‫والديهما فحسب ولكن النها تحرمهما من التربية على‬
‫يد هذا الرجل الذي على الرغم من كل عيوبه اال انها‬
‫ال تستطيع التقليل من نزاهته او الطعن في شخصيته‬
‫‪.......‬انتبهت على صوته يقول لها (أين ذهبت‬
‫؟)‪........‬نظرت اليه مبتسمة وقالت (ربما الى طائرتك‬
‫الخاصة فلطالما تمنيت ان اركب واحدة )‪........‬قال‬
‫بهدوء (سيكون لك ذلك)‬

‫**لقد ظلت طوال يوم االمس داخل الشاليه لقد اتبع‬


‫حازم معها سياسة العند وهي بكل تأكيد لن تستسلم ‪،‬‬
‫ظن انها ستخرج خلفه فيراها العمال وتفضح نفسها‬
‫عندما يشاهدوها وهي تخرج من نفس الشاليه الذي‬
‫كان المدير يقضي ليلته فيه ‪ ،‬لذا حبست نفسها اليوم‬
‫كله ولحسن حظها وجدت في الثالجة بعض انواع‬
‫الجبن وبعض الخبز اكلتها شاكرة حسن حظها‬
‫‪.......‬وكان حظها جيدا ايضا فلم يقترب احد ناحية‬
‫الشاليه واال لوجدوه مغلقا من الداخل ‪.......‬وكأن ما‬
‫حدث باالمس واليوم صباحا لم يكن كافيا حتى يكلمها‬
‫معتز متقمصا هو ايضا دور الشخص العاقل ‪ ،‬وكأنها‬
‫اصبحت مجنونة العائلة الوحيدة لقد كانت تشعر بعدم‬
‫غرابتها عندما كانت تجد من يشاركها الجنون بل‬
‫يتفوق عليها ايضا ولكن هاهو معتز الندل يتخلى عنها‬
‫وكأنه قد نضج فجأه ‪......‬ان منظرها االن سيصبح‬
‫اسوأ وما يزيد الطين بلة هي سارة الصغيرة العاقلة‬
‫وكأن جينات الجنون التي تمتلكها امهم قد اجهزت هي‬
‫عليها فلم تجد سارة اال العقل المحض!!!!!!!!شعرت‬
‫بالمفتاح يدور في الباب ليدخل حازم بنفس االبتسامة‬
‫الساخرة (افضل شئ يتمناه االنسان في العالم ان يعود‬
‫من عمله الشاق ليجد زوجته بانتظاره لتخفف عنه‬
‫)‪.........‬قالها وهو يقترب منها ببطء مما جعلها تتخلى‬
‫عن شكلها الغاضب الوقور لتجري بسرعة وتغلق‬
‫الباب وتقف خلفه ‪ ،‬وهي تشتمه ف يسرها على‬
‫اخفائه للمفاتيح ‪.......‬وصلت اليها ضحكته العالية‬
‫وهو يقول (ليس االن هومي ‪........‬صمت ثم قال‬
‫بصوت خافت ولهجة موحية ‪ ،‬ربما بعد دش منعش‬
‫يخلصني من أثار االسمنت)‪........‬كان قلبها يدق‬
‫بسرعة كبيرة هل هو جاد ؟‪........‬مضى بعد الوقت‬
‫فوجدته يقول (ارتدي مالبسك الننا سنسافر بعد قليل‬
‫)‪........‬اذا فقد كان يتالعب بها !!!!!!بدأت بارتداء‬
‫مالبسها بحدة ‪....‬هل هي غاضبة النه فقد اهتمامه بها‬
‫واكتفى منها ؟ خرجت من الحجرة وفي يدها حقيبتها‬
‫لتجده ايضا قد استعد ‪........‬سارت خلفه حتى السيارة‬
‫على ما يبدو ان الجميع قد انصرفوا ‪.......‬سارا لبعض‬
‫الوقت ليتوقف بعدها امام ما بدا وكأنه كافيتريا قال‬
‫لها (هيا لنأكل فانت لم تأكلي شيئا ذا قيمة منذ الصباح‬
‫)‪........‬نزلت خلفه ربما حازم اكثر شخص مناسب لها‬
‫على وجه االرض فهو ينتبه الى كل التفاصيل كما انه‬
‫يعاملها بتسامح كبير معظم االحيان ‪.......‬قطبت‬
‫جبينها ان هذا عكس شخصيته تماما كرب عمل صارم‬
‫متطلب ‪......‬هل يخصها وحدها بهذه المعاملة ؟ هل‬
‫يعني هذا انه يكن لها المشاعر ؟ انه يطلق عليها‬
‫الفاظ التحبب دائما عندما يكونا معا ولكنها طالما‬
‫تصورت انها كلمات غير مقصودة يقولها لتناسب‬
‫حالة معينة من المشاعر في لحظة ما ‪........‬انهيا‬
‫طعامهما ليعودا الى السيارة ‪ ،‬تسلل اليها صوته قائال‬
‫(ريهام لقد اوشكنا على الوصول هيا‬
‫استيقظي)‪.......‬الوصول يبدو انها نامت باقي المسافة‬
‫فليومين متتاليين كانت تستيقظ فجرا‪.......‬شعرت‬
‫برقبتها متشنجة من وضع النوم الخاطئ ‪ ،‬حاولت‬
‫تحريكها يمينا ويسارا كان ينظر اليها بتعبير غير‬
‫مقروء ‪ ،‬لقد منع نفسه بالكاد عنها ولكن كان عليه ان‬
‫يفعل هذا ‪ ،‬انه سيقوم مضطرا ببعض اللعب الخشن‬
‫معها حتى يضيق عليها الخناق ‪.......‬انه يعرف ابعاد‬
‫شخصيتها وان انتصار سهل من جانبه لن ينهي‬
‫المشكلة ‪......‬لذا ال بد ان يكون انتصاره صاخبا مدويا‬
‫حتى ال تجد اي فرصة للتراجع ‪......‬وصال الى حيث‬
‫شقتها ليتركها تخرج دون اي كلمة ‪.......‬لقد اوصلها‬
‫هنا مباشرة دون اي محاولة الخذها الى شقته بعد ما‬
‫حدث !!!!! بالتأكيد فعل لقد انتقل الى مستوى آخر وقد‬
‫فهمت معنى كالمه انه لن يطلب مرة اخرى بل‬
‫سينتظر منها ان تطلب العودة ‪........‬وهو لن ينتظر‬
‫في صمت بل سيضغط عليها ويحاصرها‬
‫!!!!!!!!صعدت لتجد عمر قد نام توجهت الى سريره‬
‫وقبلته انها تشعر انها قد غابت عنه لمدة طويلة‬
‫وليس نهاران وليلة!!!!انها متعلقة جدا به هل هذا‬
‫النه طفلها الوحيد؟ ‪.‬طفلها الوحيد !ربما لن يظل هكذا‬
‫‪.....‬فتحت الموبايل لتقرأ التاريخ ثم حاولت تذكر‬
‫تاريخ معين ‪.......‬تبا انها لم تدخل الفترة االمنة بعد‬
‫اذا فهناك احتمال ان تكون قد حملت قفز الى ذهنها‬
‫صورة طفلة خضراء العينين ‪.....‬لقد فشلت في‬
‫الحصول على لون العينين االخضر في عمر ولكن‬
‫طفلتها بالتأكيد ستكون خضراء العينين‬
‫(تبا)‪.......‬نطقتها من بين اسنانها ما الذي تفعلينه يا‬
‫حمقاء ان هذا لو حدث سيجعلك تتوسلين اليه للعودة‬
‫كما قال متبجحا ‪.......‬انها لن تفكر فيوسف والذي قد‬
‫تأخر عن ميعاد عودته قد ينفذ تهديداته ويعيدها اليه‬
‫حتى قبل ان تكتشف حملها من عدمه !!!!!!!!ان‬
‫سارة قد اخبرتها ان حازم كلمها في الصباح واخبرها‬
‫انهما سيعودان الليلة وانه يمكنها ان تعود الى الشقة‬
‫اذا فقد قرر العودة دون ان يهتم‬
‫باخبارها‪......................‬اوقفت سيارتها في الموقف‬
‫الخاص بالشركة لقد اتت متأخرة فبعد ليلة من النوم‬
‫المريع او الالنوم لم تستطع ان تأتي في ميعادها‬
‫‪.......‬القت التحية على افراد االمن الموجودون حول‬
‫البوابة ردوا تحيتها ولكنها شعرت باختالف في‬
‫النظرة التي يوجهونها اليها والتي لم تكن نظرة عابرة‬
‫او ودودة كل المعتاد وانما نظرة‬
‫فضولية!!!!تجاوزتهم ولكنها شعرت برغبة ملحة في‬
‫النظر الى الخلف فادارت رأسها لتجدهم يتبادلون‬
‫حديثا خافتا كانت شبه موقنة انه عنها زفرت بحدة‬
‫لتتجه الى االستقبال وتجد نفس الشئ من الموظفات‬
‫كما بدا ان بعض الموظفين الذين تصادف وجودهم في‬
‫االستقبال ينظرون اليها بطريقة مريبة ‪ ،‬كما وجدت‬
‫شيئا أخر أثار استغرابها اماني تقف باكية وهي تنظر‬
‫اليها وكأنها تريد قتلها ‪.......‬نظرت الى هاله موظفة‬
‫االستقبال وقالت لها( صباح الخير ) وتجاوزتها‬
‫متجهه الى المصعد لتجدها تناديه قائلة (باشمهندسة‬
‫ريهام هناك شئ عليك استالمه )‪......‬عادت اليها مرة‬
‫اخرى لتجدها تشير الى باقة ضخمة من االزهار‬
‫الحمراء تقبع فوق المكتب وتقول لها بلهجة مقصودة‬
‫(هذه لك )‪.......‬نظرت نحوها باستغراب وقالت (لي أنا‬
‫)‪.......‬اخرجت لها كارت انيق مكتوب فوقه بحروف‬
‫واثقة تعرفها جيدا (لقد كان هذان اليومان افضل ايام‬
‫حياتي شكرا لك‬
‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل الخامس والعشرون‬

‫نظرت الى هاله موظفة االستقبال وقالت لها( صباح‬


‫الخير ) وتجاوزتها متجهه الى المصعد لتجدها تناديها‬
‫قائلة (باشمهندسة ريهام هناك شئ عليك استالمه‬
‫)‪......‬عادت اليها مرة اخرى لتجدها تشير الى باقة‬
‫ضخمة من االزهار الحمراء تقبع فوق المكتب وتقول‬
‫لها بلهجة مقصودة (هذه لك )‪.......‬نظرت نحوها‬
‫باستغراب وقالت (لي أنا )‪.......‬اخرجت لها كارت‬
‫انيق مكتوب فوقه بحروف واثقة تعرفها جيدا (لقد‬
‫كان هذان اليومان افضل ايام حياتي شكرا لك‬
‫!!!!!!!!!!!!!)‪.....‬اتسعت عيناها في ذهول لتشعر‬
‫انهما يكادان يخرجان من محجريهما ‪ ،‬نظرت مرة‬
‫اخرى الى الكارت وهي تحاول معرفة اذا كان ما قرأته‬
‫منذ لحظات حقيقي ام من نسيج خيالها ‪ ،‬لم يكن الكالم‬
‫خياال بل محض حقيقة ‪ ،‬ضغطت الكارت بين اصابعها‬
‫بعنف وهي تتخيل نفسها تفعل ذلك في صاحبه لم‬
‫تنظر نظرة اخرى للخلف ولكن اتجهت مباشرة الى‬
‫المصعد ‪......‬ليس المصعد الذي كانت ستقصده منذ‬
‫دقائق ولكن هذه المرة كان مصعد المدراء !!!!! كان‬
‫اللون الذي يملء عقلها في تلك اللحظات هو اللون‬
‫االحمر لون دم حازم الذي سيسيل على يديها‬
‫!!!!الحقير تعمد بوروده الغبية وخطه الذي يعرفه‬
‫الجميع ان يسبب لها فضيحة !!!!!كانت تمسك بباب‬
‫المصعد عندما وجدت هالة ورائها ممسكة بباقة‬
‫االزهار وهي تقول (لقد نسيت اخذ ورودك )‪........‬هل‬
‫تأخذها منها وتمزقها او تدوس عليها بقدميها كادت‬
‫تمسكها بالفعل ولكنها تراجعت لتقول لها (احتفظي بها‬
‫ان المكان الذي كانت فيه هو افضل مكان!)‪.......‬هل‬
‫يظن انه اخافها ؟ اذا عليه ان يعيد التفكير جيدا ‪ ،‬ان‬
‫ريهام سليمان لن تكون لقمة سائغة الحد خاصة لهذا‬
‫المتبجح ‪.......‬اوقفت المصعد لتتجه بعدها مباشرة الى‬
‫مكتبه بينما مها تحاول ايقافها اال انها تجاهلتها ‪،‬‬
‫دخلت بينما مها كانت في اثرها تقول (لقد حاولت‬
‫منعها ولكن‪........)........‬قاطعها حازم والذي كان‬
‫جالسا خلف المكتب قائال وبريق االستمتاع في عينيه‬
‫(ال عليك مها لقد كنت انتظرها )‪.......‬قالها وعمز‬
‫بعينه ليحمر وجه السكرتيرة بينما كانت تنقل نظرها‬
‫بينهما ‪ ،‬انه يظهر للجميع ان هناك شئ بينهما وبما‬
‫انها رفضت اخبارهم ان الشئ الذي يجمعهما هو‬
‫الزواج فقد تركهم هو للتخمين والذي بكل تأكيد‬
‫سيتجه نحو االسوأ ‪ ،‬فمن سيحسن الظن بها سيعتقد‬
‫انها تحاول خطف رجل من زوجته ‪ ،‬بينما االخرون‬
‫سيظنون ان هناك عالقة غير شرعية تجمعهما‬
‫!!!!!!!!انسحبت مها لتجد نفسها ال تستطيع النطق بل‬
‫الزالت حالة عدم التصديق تسيطر عليها ‪.......‬كان‬
‫ينظر اليها بتسلية واستخفاف ليقول بعدها (اتمنى ان‬
‫تكون االزهار اعجبتك !)‪........‬استجمعت غضبها‬
‫لتقول له بشراسة (انها رائعة جدا واظن انها حققت‬
‫هدفها بجدارة )‪.......‬ابتسم بسخرية ليقول (شكرا لك‬
‫على تطميني فقد كانت غالية الثمن )‪........‬نظرت اليه‬
‫بحنق لتقول (لقد استحقت كل قرش فيها ‪ ،‬سيرتي‬
‫اصبحت على كل لسان والجميع ينظرون الي باحتقار‬
‫وماذا ايضا اصبح كبريائي اللعين في الوحل‬
‫)‪...........‬كانت عيناه تلمعان باالنتصار ليقول بعدها‬
‫بهدوء (ال تكوني درامية هومي انت تعرفين االتفاق ‪،‬‬
‫قولي االن ارجوك حبيبي ان تخبرهم اني زوجتك‬
‫وعندها سينتهي كل شئ )‪......‬قالت بحدة (ان كنت‬
‫تظن انني سافعل ما تريده فانت واهم ‪ ،‬وال تعرف مع‬
‫من تتعامل انا لن اتوسل اليك ولو توقفت حياتي على‬
‫هذا التوسل )‪.........‬قالتها لتقوم مندفعة الى الخارج‬
‫وقد زاد غضبها ‪....‬حدق في اثرها قائال (ال نزال في‬
‫البداية عزيزتي ‪ ،‬والفائز هو صاحب النفس االطول يا‬
‫صغيرة!!!!!!!)‪.........‬اتجهت الى مكتبها لتجد‬
‫الصمت يخيم على المكان بدا وان الجميع يتجنبون‬
‫النظر اليها ‪،‬او االقتراب منها وكأنها مصابة بمرض‬
‫معد حتى التحية التي القتها لم تدر ان كان احدا قد رد‬
‫عليها ام ال !!!!!!! جلست على مكتبها تحاول اداء‬
‫عملها دون تركيز ‪ ،‬لقد ظلت طوال الوقت تلح على‬
‫ضرورة زيارتها للمواقع وها قد فعلت لينتهي بها‬
‫االمر مختبأه داخل الشالية وقد حققت بسذاجتها اكبر‬
‫مساعدة في تنفيذ مخططاته ‪ ،‬انها حتى لم تقم بجولة‬
‫كاملة في المكان ‪......‬بدأت برسم بعض الخطوط‬
‫لتحاول بعد ذلك اختيار الوان رأتها مناسبة للمكان‬
‫والخامات المالئمة نظرت باستغراب الى النتيجة‬
‫النهائية ‪ ،‬لقد انعكس مزاجها العاصف على عملها‬
‫معظم االلوان كانت بين درجات االحمر‬
‫واالسود!!!!!!!!شعرت بحركة حولها فعلى ما يبدو‬
‫ان موعد االستراحة قد حان ‪ ،‬قامت من فوق كرسيها‬
‫لتجد اماني والتي كانت دائما تنتظر ان تصطحبها قد‬
‫اوشكت على الخروج متجاهلة لها ‪......‬نادت بصوت‬
‫متردد (اماني )‪.......‬التفتت اليها وفي عينيها نظرة ال‬
‫يمكنها ان تخطأها نظرة اشمئزاز ‪ ،‬اقتربت منها‬
‫وقالت (اماني ‪ ،‬لماذا لم تنتظري حتى ننزل سويا‬
‫)‪..........‬تغيرت الشخصية المرحة لتقول لها بحدة‬
‫(ريهام انت حرة في تصرفاتك ولكن علي ان احمي‬
‫نفسي من اي كالم قد يطالني بسبب صداقتنا‬
‫)‪.........‬نظرت اليها بغموض لتقول بعدها (ما التهمة‬
‫التي توجهينها لي ؟) عادت اماني وجلست فوق احد‬
‫الكراسي لتجلس هي على الكرسي المقابل بينما‬
‫قالت(لقد قررت بعد ما حدث ان اقطع عالقتي بك ولكن‬
‫ربما تكوني غير فاهمة لفداحة ما حدث لذا ساشرح‬
‫لك للمرة االخيرة) سكتت للحظات وكأنها ترتب‬
‫افكارها ثم اكملت (الجميع يتحدثون منذ اليوم الذي‬
‫سافرت فيه مع المهندس حازم فقد انتقلت االخبار من‬
‫هناك انك سافرت في سيارته في سابقة هي االولى‬
‫فالمعروف ان المهندسات عملهن فقط في المدينة وال‬
‫يسافرن في اليوم التالي كان الكالم على انك قد بقيت‬
‫معه في نفس الشاليه ليكتمل كل شئ بباقة االزهار‬
‫التي يشكرك فيها لذا لم يعد هناك مجال للتساؤل )‬
‫نظرت اليها ريهام بقسوة وقالت (ان كان ما يظنه‬
‫الجميع صحيح هل كنا سنفعلها بهذه الطريقة الفجة‬
‫العقل يقول اننا كنا سنخفي كل شئ ولن نستعرض‬
‫بهذه الطريقة ) رفعت اماني حاجبها وقالت (وما‬
‫تفسير ما حدث هل هناك شخص نسج هذه االشاعات‬
‫حولكما ؟ وماذا ايضا اجبر المهندس حازم على كتابة‬
‫الكارت هذا غير معقول ؟!) نصيحة مني يا ريهام انت‬
‫تلعبين بالنار ليس هناك أمل لك مع حازم عبدهللا انه‬
‫مرتبط بزواج قائم على المصالح المشتركة في المقام‬
‫االول فال تخدعي نفسك وتظني انه سيتنازل عن نسب‬
‫الرئيس من اجلك اقصى ما يمكن ان يقدمه لك هو‬
‫زواج في السر والذي قد يكون غير ممكن نظرا‬
‫النتشار االمر ) نظرت اليها بتمعن لتقول (صدقيني يا‬
‫اماني ان الحقيقة ابعد كثيرا من كل تخيالتك وربما‬
‫يوما ما ستفهمين ) نظرت اليها محاولة سبر اغوارها‬
‫لتقول بعدها (انا احبك وكل ما اريده هو اال تؤذي‬
‫نفسك واالن مادمتي واثقة من نفسك هيا انهضي‬
‫لنخرج فليس عليك االختباء ) وقفت وهي تقول (ما‬
‫يهمني في هذه اللحظة هو ثقتك بي يا صديقتي )‬
‫اومأت برأسها لتقول وقد عاد اليها مرحها ( بالتأكيد‬
‫ايتها الغبية اثق بك !) كانا يسيران معا لتجد روضة‬
‫تتجه وقد بدا عليها الغضب الى الجهة االخرى وكأنها‬
‫ال تريد ان تلمحها شخصا آخر كان يقف في االستقبال‬
‫ينظر اليها بتسلية وعيناه تنتقل الى باقة االزهار التي‬
‫ال تزال قابعة في مكانها مرت جواره وهي ترفع‬
‫رأسها بكبرياءابتسم وهو يقول (مرحبا اماني وريهام‬
‫) ردت اماني (مرحبا بك) اما هي فلم تكلف نفسها‬
‫عناء الرد وهي تتجاوزه لتصل ضحكته الى اذنيها‬
‫الوغد يتسلى على حسابها كانت اماني تقول (انا حقا‬
‫ال ادري ما الذي يحدث بينكما هناك شحنات تكاد‬
‫تحرق المكان ولكن ليست كما يزعمون انها شحنات‬
‫حرب وليست شحنات حب) ااااااااااااااه لو تعلمين يا‬
‫اماني ما بيننا انه اكثر تعقيدا مما يمكن وصفه‬
‫بالكلمات‬
‫لقد اخبرها انهما ذاهبان لقضاء االجازة في بيت جده‬
‫‪ ،‬انها ال تستطيع المعارضة وفي نفس الوقت ليس‬
‫لديها اي تصور عما هي بصدد الذهاب اليه ‪ ،‬انها ال‬
‫تعلم خلفيته هو كما تراه شخص عاش في المدينة كل‬
‫عمره وذهب الى افضل المدارس والجامعات ‪ ،‬من‬
‫ناحية اخرى التظن ان خلفيته تنتمي الى مكان فقير او‬
‫سوقي ولكن بالتأكيد المكان بعيد فقد اخبرها بعد‬
‫عودته ان عليها االستعداد النهما سيسافران مساءا‬
‫وذكر كلمة السفر اذا فالمكان بعيد في محافظة اخرى‬
‫بالتأكيد ‪ ،‬لقد رأت جده في حفل زفافهما كان احد‬
‫شاهدي العقد وكان يبدو رجال مهيبا بجالبيته والعباية‬
‫التي تعلوها ‪ ،‬اذا فهو يتمسك بالتقاليد هل سيذهبون‬
‫الى الوجه البحري ام الى الصعيد هي ال تدري ‪ ،‬ربما‬
‫يكون الوجه البحري اخف وطأة وبماذا ستفيد‬
‫مفاضلتها سيبقيان هناك ليومين ماذا عليها ان تأخذ‬
‫وما الذي يجب ان ترتديه داخل منزل الجد هل ستفي‬
‫بيجامتها او ترينجاتها بالغرض بالتأكيد ال عليها اذا‬
‫اخذ بعض العبايات مع الحجاب المناسب اللوانها‬
‫‪......‬نزلت الى االسفل وحقيبتها بيدها وفي االخرى‬
‫الهاند باج بداخلها المالبس نظر اليها بالتقييم المعتاد‬
‫ثم قال (ليس هناك داعي الخذ حقيبتين اخرجي‬
‫مالبسك الضعها في حقيبتي)‪........‬لم تنفذ ما قاله‬
‫فاخذ حقيبتها بنفاذ صبر ليخرج المالبس منها بينما‬
‫اشتعل وجهها احمرارا واخفضت رأسها خجال ‪ ،‬لقد‬
‫تأخرت في تنفيذ ما اراد النها شعرت بالخجل من‬
‫اخراج مالبسها والتي من ضمنها مالبس داخلية‬
‫امامه ‪ ،‬ليقوم هو في النهاية باخراجها بيده ‪ ،‬رفعت‬
‫رأسها لتجد نظرة مشمئزة تعلو وجهه بينما ينظر‬
‫اليها قائال (ضعي مالبسك بنفسك)‪.......‬تبا ما الذي‬
‫جعله يقدم هذا االقتراح وكأن حقيبتها كانت ستجعل‬
‫المكان مزدحما ‪ ،‬استغفر في سره ما الذي يفعله في‬
‫نفسه من االساس لماذا لم يتركها وشأنها خالل المدة‬
‫التي ستقضيها في بيته ؟ لماذا يحرص على اصالح ما‬
‫بها من أخطاء ؟ هل اصبح مهوسا بالكمال وال يطيق‬
‫اي نقص في اي شئ داخل محيطه ؟ ولكن هل هي‬
‫اساسا داخل هذا المحيط ؟ الم يقم بابعادها منذ اللحظة‬
‫التي رفضته فيها ؟ لماذا يشغل رأسه بأي شئ يخصها‬
‫اذا ؟ لماذا يشعر بغيرة قاتلة اذا تبادر الى ذهته انها‬
‫تكلم حبيبها او تلتقي به في الكلية ؟ اهذا بسبب انها ال‬
‫تزال زوجته وان كان فقط على الورق ؟ انه ال يعرف‬
‫لماذا شعر ببعض التأثر حين رأى أشيائها الخاصة ؟‬
‫ان الكثير من هذه االشياء معروض في كافة االماكن‬
‫‪......‬لقد اخبر نفسه مرارا ان ما حدث بينهما لم يؤثر‬
‫عليه اال بشكل سطحي ولم يصل بأي شكل الى عمقه‬
‫النه لم يكن يحمل لها مشاعر من االساس بل كانت‬
‫مجرد اختيار مناسب شعر تجاهه ببعض االنجذاب‬
‫وظن فيها خالصا من حياته الرتيبة ‪ ،‬ليجد انه اخطأ‬
‫في حساباته ‪ ،‬لكن من ناحية اخرى يشعر ان وجودها‬
‫معه في نفس المنزل يعطي المكان نوع من الحياة‬
‫والتآلف وان كان يقتصر على القاء االوامر من جانبه‬
‫والتذمر الصامت من جانبها ‪ ،‬ولكن رغم كل شئ‬
‫افضل من الوحدة ‪.......‬لقد اخبرها انها تثير اشمئزازه‬
‫وكان في تلك اللحظات بعد اعترافها الصادم يشعر‬
‫بهذا ولكن االن ال يدري ان كان شعوره تغير ليتجه‬
‫اليها كأنثى فقط ام ان هناك آثار ال تزال عالقة بسبب‬
‫ما حدث ‪....‬انه حتى ال يدري كيف سيتصرف اذا‬
‫اخبرته في يوم من االيام انها كانت واهمة في‬
‫تصوارتها حول قصة الحب المزعومة التي اخبرته‬
‫بها هل عليه ان يسامحها ام ان يرفض ؟ سخر من‬
‫نفسه تصور سابق الوانه وغالبا لن يحدث‪ ،‬هل هذا‬
‫ما يتمناه داخله ؟ ال بالتأكيد انه اساسا لم يكن يريد‬
‫الزواج ‪ ،‬وربما ما حدث هو اشارة الى ان االفضل له‬
‫هو االهتمام بعمله وبالعلم ‪.......‬لماذا اذا سيأخذها الى‬
‫بيت جده مع ما يحمله هذا من داللة على انه يرغب‬
‫في تعميق المعرفة بينهما وزيادة التواصل ال يدري‬
‫‪.....‬انه يعلم ان نهال زوجة شقيقه ال تطيق الذهاب‬
‫الى هناك لذا قرر ان تذهب فرح معه كأحد حلقات‬
‫سيناريو العقاب المزعوم ‪ ،‬كما ان لديه فضول مريب‬
‫لرؤية كيف ستتصرف في ذلك المحيط ان ردود‬
‫أفعالها ستشرح اشياء كثيرة عنها ‪........‬كان الظالم‬
‫قد حل عندما وصال الى المنزل ‪.......‬خرج من السيارة‬
‫ليجدها جالسة وكأنها مترددة في النزول ‪ ،‬قال لها‬
‫بحزم (هيا يا فرح لماذا لم تنزلي؟)‪..........‬انها‬
‫مرعوبة هذا هو احساسها لقد دخلوا الى هذه‬
‫المحافظة والتي كانت لحسن حظها احد محافظات‬
‫الوجه البحري وليس الصعيد كما كانت تخشى ‪ ،‬ولكن‬
‫االن لم يعد هذا يجدي فمع دخولهم الى القرية‬
‫المتاخمة للنيل باشجارها المعمرة العمالقة واالراضي‬
‫الزراعية الشاسعة شعرت انها قد انتقلت الى عالم‬
‫آخر ‪ ،‬وزاد هذا االحساس لدى توقفهم امام المنزل‬
‫والذي رغم قدمه فقد ظهر من اتساعه وطريقة بنائه‬
‫انه يخص اناس سادوا هذا المجتمع ‪ ،‬هل كان مقر‬
‫لعمدة القرية ام من هو اعلى شأنا ‪.......‬شعر بنفاذ‬
‫صبر نتيجة لعدم تحركها مما جعله يمسك يدها‬
‫ويسحبها معه الى الداخل ‪.........‬كان المكان يبدو‬
‫هادئا اليس هناك احد نادى بصوت عال (يا أهل الدار‬
‫)‪........‬بعد لحظات خرجت اليه الخالة عزيزة والتي ال‬
‫يستطيع معرفة كم عمرها تحديدا انها موجودة في هذا‬
‫المنزل قبل ان يولد كانت تساعد جدته مع بعض‬
‫اخريات يأتين في المناسبات وبقيت بعد وفاة جدته ‪،‬‬
‫انه يعلم ان عمته تتواجد في منزل جده باستمرار‬
‫ولكن هناك اوقات تذهب الى منزلها ‪......‬امسكت به‬
‫الخالة عزيزة محتضنه كالعادة ليسألها بعدها (اين‬
‫جدي ؟)‪......‬قالت بمودة وهي تتركه لتعيد الكرة‬
‫محتضنه فرح (لقد دخل الى حجرته بعد عودته من‬
‫صالة العشاء)‪.......‬كانت قد ظهرت فتاة تعمل ايضا‬
‫في المنزل ‪ ،‬لتقف بخجل حين رأتهم لتقول لها الخالة‬
‫عزيزة (تعالي يا سعاد سلمي على الدكتور احمد‬
‫وعروسته )‪........‬القت عليه تحية خجولة ثم صافحت‬
‫بعدها فرح بنفس الخجل ‪.........‬قال لها (سنسلم على‬
‫جدي اوال )‪.......‬اجابته قائلة (ساجهز حجرتكما حتى‬
‫تنتهيا من السالم )‪.......‬حجرتهما هكذا سمعتها اذا‬
‫فهي ستضطر ان تشاركه نفس الحجرة وكذلك السرير‬
‫لليلتين متتاليتين ‪ ،‬انها بالتأكيد ليست المرة االولى‬
‫التي تفعل ‪.....‬ولكنها المرة االولى بعد اعترافها لذا‬
‫سيكون الوضع صعبا جدا ‪........‬يبدو انه قد تذكر شيئا‬
‫فقد وقف مرة اخرى ليقول للخالة عزيزة (هل‬
‫يمكننني ان اطلب منك شيئا خالتي ؟)‪.......‬اجابته‬
‫ببشاشه (بكل تأكيد بني )‪........‬قال وابتسامة متآمرة‬
‫تعلو شفتيه (انت ال تدرين كم المعاناة التي عشتها في‬
‫االيام السابقة بسبب طعام فرح )‪.......‬مط شفتيه في‬
‫اشارة معبرة لتضرب المرأة صدرها بيدها قائلة (يا‬
‫حبيبي يا ابني )‪.......‬ثم نظرت اليها بتأنيب لتقول‬
‫(بنات هذه االيام يتزوجن دون ان يتعلمن شئ‬
‫)‪......‬قال بجدية من وصل الى الهدف (لذا فقد قلت‬
‫لنفسي اني لن اجد افضل من الخالة عزيزة لتقوم‬
‫بتعليمها )‪.......‬اشارت باصبعها الى عينيها لتقول‬
‫بعدها (من عيوني يا بني ساعلمها كل شئ)‪.........‬هل‬
‫كل هذا الحوار الدائر بينهما كان بخصوصها ؟ هل‬
‫يريد من هذه المرأة ان تعلمها حقا ؟ ولماذا اختارها‬
‫تحديدا ؟ لماذا لم يطلب من سارة او ريهام مثال‬
‫تعليمها ؟‪ .........‬لم تدري ما الذي قاله بعدها لتنتبه‬
‫على صوته وهو يقول (تعالي معي الى حجرة‬
‫جدي)‪..........‬طرق الباب ليصلهما الصوت الذي يدل‬
‫على شخص تعود على السلطة والقاء االوامر‬
‫والترحيب ايضا قائال دون تردد (تفضل )‪.........‬فتح‬
‫احمد الباب ليظهر الجد الجالس فوق سريره وفي يده‬
‫المسبحة لتبدو الفرحة الحقيقية في عينيه عند رؤيته‬
‫لحفيده فيفتح ذراعيه قائال (اهال بالغالي ابن الغالي‬
‫)‪.......‬حضن هو االخر جده فيما تبعته الى الداخل كان‬
‫الجد يقول له (حمدا هلل على سالمتك يا عريس)‬
‫شعرت بانظاره تتجه اليها بتقييم وعلى ما يبدو فقد‬
‫رأى ما ارضاه ليقول لها (تفضلي يا عروسه كيف‬
‫حالك؟) سلمت عليه لتجلس بعدها الى جوار احمد‬
‫الذي كان يتبادل الحديث مع جده لتجد الجد يقول (ان‬
‫شاء هللا تفرحني قريبا بابنائك يكفي امتناع شقيقك )‬
‫شعرت بالدم ينسحب من جسدها أي ابناء الذي ينتظر‬
‫الجد حصولهم عليهم ‪ ،‬التقت عيناه بعين احمد لترى‬
‫البرود التام وهو يقول (ان شاء هللا يا جدي ادع لي )‬
‫رأت الجد يرفع يديه ويقول داعيا (رزقك هللا انت‬
‫واخوتك بالذرية الصالحة عاجال غير آجل ان شاء هللا‬
‫) لعل هللا يستجيب ويرزقه الذرية الصالحة عندما‬
‫تطلق سراحه من قيدها غير المرغوب فيه ليتزوج‬
‫باخرى تسعده‬

‫***انه صباح يوم الجمعة وبدال من ان تستريح كما‬


‫يفعل الجميع او حتى تذاكر دروسها الفائته هاهي‬
‫تقوم بتجهيز البرنس عمر ابن الليدي ريهام حتى‬
‫تأخذه الى النادي من اجل تمرين السباحة ‪ ،‬فريهام قد‬
‫اخبرتها عندما استيقظت لتصلي الفجر انها لم تنم بعد‬
‫وان عليها ان تبتعد عنها هي وعمر حتى تستيقظ ‪،‬‬
‫وان عليها ان تأخذه الى التمرين الهام ‪،‬ارتدت‬
‫مالبسها هي ايضا وبما انها ذاهبة الى النادي اختارت‬
‫حذاء رياضي ‪.........‬اغلقت باب الشقة وقالت لعمر‬
‫(هيا يا فتى بما ان الهدف هو الرياضة فال داعي‬
‫الستخدام المصعد فلننزل سيرا على االقدام‬
‫)‪.......‬وصال الى النادي قبل موعد التدريب ‪ ،‬كان‬
‫الجو ربيعي ولكن ال زال يحمل بعض البرودة خاصة‬
‫في ساعات الصباح ‪ ،‬ترك عمر يدها واتجه نحو‬
‫مجموعة من االطفال المتجمعين بالقرب من حمام‬
‫السباحة ‪.....‬سارت خلفه ليقول عندما احس بقربها‬
‫(انت لن تقفي جوارنا دعيني مع اصدقائي وعندما‬
‫ينتهي التمرين ساعود اليك )‪.......‬كانت نبرته حازمة‬
‫وهو يوجه اوامره اليها ‪ ،‬لذا ردت بغيظ (تعصب‬
‫ذكوري واستقالل تام منذ الرابعة ‪ ،‬ان جينات التسلط‬
‫قوية لديك يا فتى )‪.......‬رفع احد حاجبيه ليقول في‬
‫لهجة مهددة (سرسور اذهب واجلسي على احد‬
‫الكراسي كما يفعل الجميع )‪........‬نفذت اوامر السيد‬
‫عمر لتجلس بعدها في ملل تحاول مراقبته من وقت‬
‫الخر ‪ ،‬ربما كان عليها احضارشيئا ما لتذاكره بدال من‬
‫اضاعة الوقت ‪......‬كانت تنظر حولها يبدو ان‬
‫المتواجدين في محيط حوض السباحة في الوقت‬
‫الحالي هم امهات االطفال فقط ‪ ،‬فكرت ان تتمشى قليال‬
‫فالمدرب قد اتى ولن ينتهي التمرين قبل ساعتين‬
‫‪.......‬قامت من مكانها واتجهت ناحية منطقة تبدو‬
‫كحديقة باالشجار والزهور التي تنتشر فيها‬
‫‪.......‬وصل اليها رنين الهاتف نظرت اليه لتجد ان‬
‫المتصل هو حازم همست بصوت منخفض(واخرتها‬
‫معاك يا ريهام انت وزوجك وابنك )‪...........‬فتحت‬
‫الخط ليصل اليها صوته قائال (اسف يا سارة ولكن‬
‫هاتف ريهام مغلق لذا كان علي االتصال بك‬
‫)‪........‬قالت في رقة (ليس هناك مشكلة ‪ ،‬ريهام لم‬
‫تنم اال في وقت متأخر لذا فقد اغلقت هاتفها‬
‫)‪.........‬اذا فزوجته المصون قد انتابها االرق بعد‬
‫احداث االيام الماضية ‪ ،‬هذا ما تستحقه بكل تأكيد لقد‬
‫سأم من عنادها ‪ ،‬وادرك انه كان مخطأ في المراعاة‬
‫الزائدة من ناحيته ‪ ،‬لذا عليها ان تتحمل ما اقحمت‬
‫نفسها فيه ‪........‬رد قائال(هل انتم في الشقة ؟‬
‫)‪.......‬يبدو انه يريد اخذ عمر قالت بهدوء(نحن في‬
‫النادي من اجل تدريب السباحة )‪.......‬قال بحسم‬
‫(سوف اتي لكم بعد قليل )‪........‬انهت المكالمة‬
‫لتستمر في السير ‪ ،‬كانت قد تجاوزت الحديقة‬
‫واتجهت الى منطقة المالعب لترى من بعيد بعض‬
‫الشباب والفتيات يركضون في التراك المحيط بالملعب‬
‫‪ ،‬انها تحب الرياضة ولكن التزامها يمنعها من‬
‫ممارسة اي رياضة في تجمعات مختلطة ‪ ،‬ولكنها‬
‫تستغل فرصة وجودها في المزرعة لفعل كل ما تريده‬
‫‪ ،‬ربما هذا اقل من المطلوب ولكن ما باليد حيلة‬
‫‪........‬كانت تنظر دون تركيز الى االشخاص الراكضين‬
‫انهم ليسوا في سباق ولكن كل شخص يتمرن على‬
‫حسب قدراته ‪.....‬شعرت بنغزة في قلبها عندما وقعت‬
‫عيناها على شخص مألوف ‪ ،‬ربما كانت خياالتها‬
‫المضطربة هي من صورت وجوده نظرت مرة اخرى‬
‫بتركيز لتتأكد انه حقيقة امامها وانه كان يركض في‬
‫المقدمة بسرعة كبيرة ‪ ،‬بينما ظهرت عضالته‬
‫المفتولة تحت التشيرت الذي يرتديه والتي كانت‬
‫تختفي اسفل السترة الرسمية ‪........‬تبا هل يالحقها ام‬
‫ان االمر مجرد مصادفة !!انهم مشتركون في هذا‬
‫النادي منذ سنوات وهو ايضا كان مشتركا فيه اذا‬
‫فربما يكون وجوده امر طبيعي ‪ ،‬قررت ان تغادر‬
‫المكان باكمله وتذهب الى حيث عمر لتنتظر انتهاء‬
‫التمرين مثل الجميع قبل ان تلتفت رأت عيناه تنظران‬
‫اليها بنفس الطريقة الساخرة وكأنه يقول بصوت غير‬
‫منطوق (جبانة وال زلت تهربين )‪......‬قبل ان تتخلص‬
‫من نظرته وجدت فتاة ترتدي زي رياضي وتربط‬
‫شعرها االشقر بشريط يرجعه الى الخلف تقف جواره‬
‫وتقول له شيئا ليبادلها الضحك ويسيران سويا شتمت‬
‫في سرها (وما المتوقع من فاسق مثلك! )‪...........‬لقد‬
‫جدد عضويته في نفس النادي بعد عودته وهو يأتي‬
‫بصفة مستمرة للركض وللتمرن خاصة وانه ال يذهب‬
‫للجامعة اال اربع ايام في االسبوع ولعدة ساعات فقط ‪،‬‬
‫وبما انه لم يبدأ في مشروعه بعد لذا فان لديه الكثير‬
‫من اوقات الفراغ ‪ ،‬هو لم ير احدا منهم من قبل ولكن‬
‫امنية ما روادته قبل مجيئه هذا اليوم انه قد يراها‬
‫خاصة وان اليوم اجازة ‪.......‬وهاهي امنيته تتحقق‬
‫لتأتي بقدميها اليه دون حتى ان يتعب نفسه في البحث‬
‫عنها ‪........‬نظر اليها بسخرية مستمتعا بنظرة‬
‫التحدي التي بادلته بها ‪ ،‬ان هذا هو ما يريده منها ان‬
‫تكون قوية في مواجهته ‪ ،‬الن ضعفها او ارتعابها‬
‫سيكون قاتال بالنسبة له !سيكون عليه ان يبحث عنها‬
‫هذه المرة ام هل ستغادر مباشرة عليه ان يعرف‬
‫؟‪......‬وجد فتاة شقراء ال يعرف حتى اسمها تقترب‬
‫لتقول له شيئا بدا كنكتة ما لذا اضطر للضحك مجامال‬
‫‪ ،‬رفع رأسه الى نفس الجهة مرة اخرى ليجدها قد‬
‫اختفت ‪...........‬عادت لتجلس بالقرب من حوض‬
‫السباحة لتجد حازم قد أتى بعدها بدقائق القى عليها‬
‫التحية ثم جلس على احد الكراسي لينظر جهة‬
‫الحوض مركزا ليتمكن من التعرف الى عمر بين‬
‫االطفال االخرين ‪.......‬عمر كان من اجمل االشياء‬
‫التي حدثت في حياته ‪ ،‬لقد ظل غير قادر على تصديق‬
‫انها قد تركته ‪ ،‬كان يظن انهما قد تصالحا وانها قد‬
‫تجاوزت ظنه السئ وما بدا لها انه شكوك غير مبررة‬
‫واتهام جائر في الصميم ‪........‬لم يكن تهورها او‬
‫تعمدها اثارة غيرته بعد تجاهله لها هو السبب الوحيد‬
‫او حتى السبب القوي بل كان مجرد قرينة باهته لقد‬
‫ظل مغتاظا من افعالها وغبائها ولكن لم يخطر بباله‬
‫وال لحظة واحدة انها قد تتجاوز لتصل الى قاع‬
‫الهاوية ‪......‬ولكن دليله كان شئ ماديا بدا له قاطعا‬
‫‪.....‬كان قد استمع عن طريق الخطأ ليوسف وهو في‬
‫قمة ثورته يتحدث مع شخص على الجهة االخرى انه‬
‫لن يتهاون في حق شقيقته وانه سيقتل الكلب الذي‬
‫افقدها شرفها ‪.......‬كلمات مباشرة ال تفسير ثاني لها‬
‫‪ ،‬وقد تصور بكل تأكيد ان المعني هو ريهام ذات‬
‫الثمانية عشر عام وهل هناك اي احتمال آخر؟! وظل‬
‫صديقه على طبعه الحاد ونزقه الشهر يشعر به يكاد‬
‫يموت كمدا وغضبا ‪........‬ثم أتى عرضه له بأن‬
‫يتزوج شقيقته قائال له في مزاح (لقد ترك والدي في‬
‫عنقي اربعة اشقاء ولن اجد غيرك من اثق به الطلب‬
‫منه ان يخفف المسئولية عني )‪..........‬لقد شعر‬
‫وقتها دون اي تردد ان عليه ان يستجيب ويحمل عنه‬
‫حمله الثقيل الذي ارقه لعام كامل ‪ ،‬ان المطلوب منه‬
‫ان يتزوجها لمدة معقولة ويطلقها بعدها وبهذا يتم‬
‫احتواء الموضوع ‪.........‬ليرى ان كل شئ لم يكن‬
‫صحيح وحتى االن ال يستطيع تفسير معنى ما سمعه‬
‫فمن المستبعد ان يكون الكالم على سارة التي كانت‬
‫وقتها طفلة ‪........‬انه يقنع نفسه احيانا ان خياله هو‬
‫الذي صور له ما حدث ‪ ،‬او انه ربما يكون لديهم‬
‫شقيقه اخرى مجهولة!!!!!!!!!!!لذا فان معرفته‬
‫بحملها لعمر كان القشة التي انقذته من فقدان االمل‬
‫وحافظت على عقله من الجنون ‪ ،‬فمع ادراكه الكامل‬
‫وقتها انه يحبها بل يعشقها‪ .......‬تلك المجنونة التي‬
‫هي نقيضه في كل شئ ولكن رابط قوي كان دائما ما‬
‫يجمعهما ‪ ،‬وعمر كان الرابط الذي سيجمع بينهما‬
‫لالبد ‪.........‬استفاق من افكاره على منظر سارة التي‬
‫بدا عليها الشرود وربما الملل قال لها (سأخذ عمر‬
‫معي الى منزل والدي بعد انتهاء مرانه)‪.......‬اومأت‬
‫برأسها ‪ ،‬عاد ليسألها (هل ريهام بخير )‪........‬نظرت‬
‫اليه محاولة قراءة افكاره ‪ ،‬انها تعلم منذ رأت اختها‬
‫بعد عودتها من السفر ان هناك شئ ما يدور بين‬
‫هذين االثنين‪........‬ان حازم بالنسبة لها شخص كبير‬
‫يجب احترامه اوال النه في عمر يوسف وهو ايضا‬
‫صديقه وثانيا النه يملك شخصية قوية يشعر االنسان‬
‫باحترام تلقائي لها ‪ ،‬انها ال تدري كيف تستطيع ريهام‬
‫معارضته من االساس ‪ ،‬لذا عليها ان تتناسى رغبتها‬
‫في الكالم الذي قد يعتبر وقحا حول سبب عدم حسمه‬
‫لالمور ‪ ،‬لذا اكتفت بالرد (بخير ‪ ،‬ثائرة مجنونة ال‬
‫تكف عن الكالم مع نفسها )‪.......‬ضحك بخفة ليقول‬
‫بعدها (اذا هي بخير )‪.......‬طلب حازم لهم االفطار‬
‫كانت تأكل وهي تشعر بالخجل ‪ ،‬انتبهت بعدها على‬
‫الشخص الجالس على منضدة بعيدة نسبيا يتناول هو‬
‫ايضا افطاره في هدوء ‪ ،‬هل عليها ان تخبر حازم انه‬
‫يالحقها ؟ وما الذي ستخبره به بالتحديد ؟ هناك‬
‫احتمال اال يكون يعرفه من االساس حتى كصديق‬
‫لمعتز ؟ من ناحية اخرى هو لم يوجه اليها كلمة حتى‬
‫االن ‪ ،‬كانت تكمل اكلها في غيظ وهي تسترق النظرات‬
‫اليه‪..................‬لقد وجدها بعدما قام ببعض التجول‬
‫في النادي ولكنها كانت جالسة مع رجل اخر مما سبب‬
‫له احساس مريع بالغيرة والغضب ولكنه حاول ان‬
‫يهدأ نفسه فتعرف في النهاية على الرجل الموجود انه‬
‫حازم عبدهللا صديق يوسف الحميم والذي رأه عدة‬
‫مرات وعرف فيما بعد انه تزوج ريهام شقيقتها اذا‬
‫فهو زوج اختها ولكن هذا ال يعني ان عليها الجلوس‬
‫معه حتى ان اختها غير موجودة لم يمض الكثير من‬
‫الوقت حتى شاهد طفل صغير يندفع تجاههما فتقوم‬
‫سارة بلفة في الفوطة ثم يأخذه حازم ليغير مالبسه‬
‫لتجلس بعدها وحيدة هل عليه ان يقوم ويكلمها ؟ ان‬
‫هذا ما يتمناه ولكن لم يحن اوانه بعد لذا عليه ان‬
‫ينتظر‬

‫*****يوم اخر يقضيه معها هو يوم يحسب من ايام‬


‫عمره بكل تأكيد ‪ ،‬لقد بدا باالمس انها قد التزمت‬
‫بالتعليمات كانت مستعدة قبل وصوله التقته باالسفل‬
‫مرتدية مالبس معقولة دون مكياج صارخ وكانت‬
‫طوال اليوم كنسمة رقيقة اال انها لم تتخلص من بعد‬
‫مشاغبتها وجنونها واللذان اصبحا ايضا محببان اليه‬
‫‪ ،‬لو كان يملك موهبة رسم االشخاص لكان رسم‬
‫صورتها بالوان صارخة فزرقة عينيها مع احمرار‬
‫شفتيها وشعرها االسود الوان قوية ال يقدر اي‬
‫شخص على عدم مالحظة وجودها بل تلفت انظار‬
‫الجميع وهو ادرك ذلك بنفسه فعادة يجد الشخص‬
‫الذي ينظر اليها مرة يعود بانظاره للمرة الثانية وكأنه‬
‫يخشى ان يكون هناك شيئا قد فاته ‪ ،‬وهو ما يضايقه‬
‫ويجعله يرغب في اخفائها عن انظار الجميع‬
‫‪.........‬اما بالنسبة لشخصيتها فهي اكثر بروزا تأبى‬
‫ان تعبر دون ترك اثرا قويا في االنسان ‪ ،‬لقد اخبرته‬
‫انها اليوم من سيختار المكان هو لم يعترض ويشعر‬
‫ببعض الفضول لمعرفة اختيارها ‪ ،‬ربما سيكون شيئا‬
‫جيدا ان يترك دفة القيادة قليال حتى يحصل على بعض‬
‫الراحة‪.......‬وصال الى المكان الذي تريده كان بالفعل‬
‫بقعه ساحرة من بقاع الريفي الفرنسي تطل على نهر‬
‫السين مكونة مع الجو الربيعي مزيج ساحر ‪ ،‬وجدها‬
‫تمسك حقيبة بدت كبيرة وهي تقول له بابتسامة خالبة‬
‫(لقد اعددت خطتي جيدا ‪ ،‬ولكن لن ادعوك الي احد‬
‫المطاعم كما تفعل انت ‪..........‬سكتت لتعود بعض‬
‫لحظات وتكمل ثرثرتها ‪.‬اساسا ليس هناك مطاعم في‬
‫المنطقة ‪ ،‬لذا احضرت الطعام معي )‪.........‬قال لها‬
‫بهدوء (جيد يعجبني االشخاص الذين يحسنون‬
‫التخطيط )‪.........‬رفعت حاجبها لتقول بلهجة ماكرة‬
‫(ال تقلق علي من هذه الجهة )‪........‬قال بفضول (ال‬
‫تقولي انك ايضا من اعد الطعام ؟)‪........‬قالت بثقة‬
‫(بل انا من طبخ جميع االصناف )‪..........‬تطبخ !لم‬
‫يتصورها هكذا اي اشياء اخرى تخفيها ربما تستطيع‬
‫المشي على الحبل!‪(..........‬اذا عليك ان تتقبلي رأيي‬
‫دون اي تجميل )‪.........‬ردت بثقة (بكل‬
‫تأكيد)‪..........‬اخرجت ما يشبه مفرش وفرشته على‬
‫االرض لتقوم بعدها باخراج مجموعة من االصناف‬
‫الفرنسية التي اعدتها بتركيز لتحصل في النهاية على‬
‫نتيجة رائعة وكذلك حلوى فرنسية ‪ ،‬لقد فكرت في‬
‫طهو بعض االصناف المصرية ولكنها تراجعت حتى ال‬
‫تنكشف‪..........‬بدأ بتذوق الطعام فيما كانت تنظر اليه‬
‫بتلهف وكأن رأيه سيعني لها الكثير ‪........‬لدهشته‬
‫كان الطعم جيد جدا يماثل الى حد كبير عمل المحترفين‬
‫ربما هذا يعود الى دراستها للفنادف !!!!!!قال بصدق‬
‫(رائع يمكنني بكل امانة ان اقول لك شكرا شيف‬
‫)‪.........‬رفعت رأسها بغرور وكأنها تحتاج للمزيد ‪،‬‬
‫لتأتي مهارتها في الطبخ فتضيفه قالت بسرور (رأي‬
‫اعتز به سيدي)‪.........‬بدأت هي ايضا بتناول الطعام‬
‫شيئا آخر يثير استغرابه ان شهيتها المفتوحة تتناقض‬
‫مع جسمها المثالي ‪ ،‬ان نهال تقريبا ال تأكل دائما‬
‫منخرطة في حمية ما لذا فانها نحيفة اما ‪.......‬اوقف‬
‫افكاره ‪ ،‬ليقول لها بلهجة متقصدة (عندما قلت انك‬
‫اعددت طعاما تصورته سيكون هنديا )‪.........‬ردت‬
‫بذكاء (وماذا ايضا من االشياء الهندية تريدني ان‬
‫افعله ؟ هل تريدني ان ارقص لك رقصة هندية‬
‫؟‪......‬ثم غمزت بعينها وقالت بخفوت او ربما ان‬
‫ارتدي ساري هندي )‪...........‬قال بهدوء (ال داعي‬
‫للوقاحة )‪........‬مطت شفتها السفلى اعتراضا وهي‬
‫تقول (اي وقاحة لقد قضيت عليها كلها‬
‫!!!!)‪.......‬قالتها بتأنيب ‪ ،‬لتجده يضحك وهو يقول‬
‫(وما حاجتك اليها االن ؟)‪........‬قالت باقرار (بما انها‬
‫ال تؤثر فليس هناك حاجة لها )‪........‬جمعت باقي‬
‫الطعام ووضعته في الحقيبة واخرجت شئ آخر كاميرا‬
‫حديثة ‪.......‬نظر اليها وقال (هل تريديني ان التقط لك‬
‫بعض الصور )‪..........‬هزت رأسها نفيا لتقول‬
‫وعيناها تلمعان (بل انا من سلتقط لك بعض الصور‬
‫ايها الوسيم )‪.......‬ابتسم بدهشة ليقول (من الوسيم‬
‫؟)‪.........‬قالت مازحة (انت بالتأكيد وصدقني لن‬
‫استخدم صورك في حمالت دعائية )‪........‬ضحك‬
‫بخفة ليقول بعدها (انت تبالغين ‪ ،‬عندها ستصيبهم‬
‫الخسائر الفادحة)‪ .....‬قالت وعيناها تبرقان بشقاوة‬
‫(خذها كلمة مني ستتهافت كافة النساء على الشراء‬
‫من اجل االحتفاظ بصورتك!!!)‪.......‬ما الذي تفعله‬
‫هذه الجنية انها تقوم بقلب االدوار بجرأة غير معتادة‬
‫‪ ،‬واالغرب هو تقبله لما تقوله وتفعله ‪ ،‬تجاوب معها‬
‫مستمعا الى االوامر التي كانت توجهها له عند اخذ‬
‫اللقطات ‪....‬بعد عدة صور رفع يده قائال (هذا يكفي‬
‫دورك االن )‪......‬نظرت اليه في حنق لتقول (كنت اريد‬
‫المزيد من الصور )‪.......‬قال بحزم هادئ (يكفي ما‬
‫التقطيه ‪ ،‬واالن قفي امام الماء )‪......‬يبدو ان‬
‫المجنونة محبة للكاميرا فمن كانت تعترض في البداية‬
‫لم تكتف من التقاط صورها ‪.......‬وجدها تمسك‬
‫بالكاميرا وتقول له (لم يتبق اال القليل )‪ ........‬ثم‬
‫وضعت يدها في ذراعه وقامت بالتقاط صورة لهما‬
‫سويا في وضع (سيلفي )‪......‬رغم ان يدها كانت فوق‬
‫القماش اال انه شعر بتأثير لمستها يخترقه ويصل الى‬
‫جلده ‪ ،‬بعد عدة لقطات ابتعد وقال (هذا يكفي‬
‫)‪.......‬كانت الكاميرا تلتقط الصور وتطبعها بصورة‬
‫فورية ‪.....‬قام بمشاهدة الصور واختار من بينها عدة‬
‫صور وضعها في جيب سترته وقال (سأخذ هؤالء‬
‫وانت يمكنك أخذ الباقي )‪......‬أومأت موافقة فما‬
‫ارادته حقا هو الحصول على صوره فالصور‬
‫الفوتغرافية ستكون حتما افضل من تلك التي تطبعها‬
‫على طابعة الكومبيوتر ‪.......‬نظر الى ساعته ثم قال‬
‫(ساقوم الصلي )‪.......‬شاهدته بتعجب ‪ ،‬كان قد صلى‬
‫الجمعة في المسجد الكبير قبل خروجهم وها هو قد‬
‫انتبه لوقت العصر ‪ ،‬ال تعلم كيف تمكن من تحديد‬
‫القبلة ولكنها رأته قد بدأ بالفعل ‪......‬ان والديها‬
‫حريصان على الصالة وكذلك عماد وكثيرا ما أنبها‬
‫والدها على عدم صالتها ‪ ،‬وكذلك الصغيران يحرص‬
‫والدها على ان يتعلما ربما هو ال يريد ان يكرر‬
‫قصوره تجاهها معهما ‪.....‬اال انها لم تكن تستجيب لقد‬
‫شعرت انها بكل تجاوزاتها وروحها المشوهه غير‬
‫مؤهلة الن تصلي وتقف امام هللا ‪ ،‬ولكن االن تشعر‬
‫بشعور مريع من الغيرة والغضب فها هو الجاني يقف‬
‫بكل خشوع ليؤدي ما فرضه هللا دون ادنى خجل ‪،‬‬
‫ربما النها بما فعلته بنفسها اصبحت ذنوبها اكبر ‪،‬‬
‫وكأن شخص اصيب بجرح شوهه فقام هو باالمساك‬
‫بمدية ليكمل بها باقي التشويه بدال من ان يعالج‬
‫الجزء المجروح!!!!!!!!!!فرغ من صالته وعاد‬
‫ليجدها غير منتبهه اطالقا وكأنها قد انتقلت الى عالم‬
‫آخر ‪.....‬انتبهت لوجوده لتقول بهدوء (ما رأيك في‬
‫رحلة نهرية )‪.......‬قال بتهذيب تمثيلي (انه يومك‬
‫سيدتي وانا تحت امرك)‪......‬قالت مقلدة لهجته‬
‫الحازمة (اذا هيا بنا وال داعي الضاعة‬
‫الوقت)‪.......‬ضحك بخفوت ليسيرا معا الى حيث ما بدا‬
‫كمرسى قوارب كانت ستتجه الى صاحب القارب‬
‫لالتفاق ولكنه اوقفها باشارة من يده قائال (دعي ذلك‬
‫لي )‪.......‬اختار قارب بمجدافين كما انه رفض ان‬
‫يصطحبهما صاحب القارب ‪ ،‬ليقوم هو بمهمة‬
‫التجديف خلع سترته ‪ ،‬ليظهر القميص االبيض اسفلها‬
‫عضالته ‪ ،‬والتي كانت تبرز اكثرمع الحركات المتتابعة‬
‫لذراعيه خالل التجديف ‪ ،‬كانت تنظر اليه ببالهة ‪،‬‬
‫لتحذر نفسها قائلة (غبية هل ستكونين من سيقع في‬
‫الحب ال هو !!!!)‪.........‬مدت يدها الى الماء وهي‬
‫تقوم بنثره لتتفرق الفطرات في مختلف االتجاهات‬
‫معطية احساس رائع باالنتعاش ‪ ،‬ثم قامت ببطء لتقف‬
‫على حافة المركب وهي تفرد ذراعيها في كال‬
‫االتجاهين وتغمض عينيها بينما تشعر انها ستطير‬
‫‪.......‬يبدو انها قد طارت بالفعل فقد شعرت وكأنها‬
‫معلقة في الهواء بينما ذراعان قويان تضماها‬
‫وتنزالها برفق الى االسفل كانت تنظر اليه بذهول‬
‫بينما كان يشتم وهو يقول (غبية لقد كدت تسقطين‬
‫ولم تستجيبي لطلبي لك بالنزول )‪.......‬لم تهتم بما‬
‫يقول بل استجابت لمشاعرها التي كانت مزيج من‬
‫االرتعاب وهي تتصور نفسها تسقط واالحساس‬
‫باالمان وهي بين ذراعيه رغبت وقتها فقط ان يصمت‬
‫وشئ اخر اال يبتعد كان سيتراجع ولكنه وجدها تقترب‬
‫منه اكثر وتضع ذراعيها حول عنقه وهي تضمه اليها‬
‫اراد ان يبعدها ولكن ما منعه هو ذلك الشئ الذي‬
‫وصل الى انفه ليمأل رئتيه رائحتها ‪ ،‬تلك الرائحة التي‬
‫ظلت تطارده لسنوات في نومه وصحوه ليستمد منها‬
‫الحياة ‪ ،‬لقد شعر انه يعيش احد احالمه فقام بما كان‬
‫يفعله دائما خالل تلك االحالم جذبها الى صدره متأوها‬
‫بالم حقيقي وكأنه مسافر وصل الى غايته بعد عناء‬
‫بالغ ومشقة هائلة !!!!!!!!‪ ،‬وكأنه شخص يحتضر‬
‫ليتم انعاشه في اللحظه االخيرة باالكسجين النقي‬
‫!!!!!!!!وكأنه طفل ظل تائها وعاد في هذه اللحظات‬
‫الى احضان امه‬
‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل السادس والعشرون‬

‫(غبية لقد كدت تسقطين ولم تستجيبي لطلبي لك‬


‫بالنزول )‪.......‬لم تهتم بما يقول بل استجابت‬
‫لمشاعرها التي كانت مزيج من االرتعاب وهي تتصور‬
‫نفسها تسقط واالحساس باالمان وهي بين ذراعيه‬
‫رغبت وقتها فقط ان يصمت وشئ اخر اال يبتعد كان‬
‫سيتراجع ولكنه وجدها تقترب منه اكثر وتضع‬
‫ذراعيها حول عنقه وهي تضمه اليها اراد ان يبعدها‬
‫ولكن ما منعه هو ذلك الشئ الذي وصل الى انفه ليمأل‬
‫رئتيه رائحتها ‪ ،‬تلك الرائحة التي ظلت تطارده‬
‫لسنوات في نومه وصحوه ليستمد منها الحياة ‪ ،‬لقد‬
‫شعر انه يعيش احد احالمه فقام بما كان يفعله دائما‬
‫خالل تلك االحالم جذبها الى صدره متأوها بالم حقيقي‬
‫وكأنه مسافر وصل الى غايته بعد عناء بالغ ومشقة‬
‫هائلة !!!!!!!!‪ ،‬وكأنه شخص يحتضر ليتم انعاشه في‬
‫اللحظه االخيرة باالكسجين النقي !!!!!!!!وكأنه طفل‬
‫ظل تائها وعاد في هذه اللحظات الى احضان‬
‫امه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!‪..‬ال يدري كم استمر على‬
‫هذا الوضع لحظات ام ساعات ‪ ،‬كل ما ادركه انه قد‬
‫رسى على مرفأ آمن وال يريد ان يفارقه كان في حالة‬
‫انفصال تام عن الواقع وكأنه داخل احد احالمه كان‬
‫يضمها اكثر الى صدره وكأنه يريدها ان تصبح جزء‬
‫منه او كأنها كانت بالفعل جزء منه ولكنه انفصل عنه‬
‫ليظل من لحظتها تائها يبحث عما فقده ‪ ،‬لم يكن يريد‬
‫اكثر من ذلك ولم يفعل ما هو اكثر لم يحاول رفع‬
‫وجهها ليقبلها ولم يحاول ان يمد يده ليلمسها ‪ ،‬شئ‬
‫ما اخرجه عن دائرته السحرية لم يدر للوهلة االولى‬
‫مصدره ‪ ،‬ولكن بعدها انتبه لقد كان هذا الشئ يصدر‬
‫من قلب البقعة السحرية ‪ ،‬كان جسدها يرتجف بشده‬
‫رفع وجهها اليه لتفاجئه دموعها المنهمرة بال توقف‬
‫‪ ،‬كان يشعر بتخبط شديد من داخله ما الذي اخافها ؟‬
‫لقد بدا خالل االيام السابقة ان هذا ما تسعى اليه ماذا‬
‫االن؟‪....‬مد يده ليمسح دموعها ولكنها تجمدت‬
‫فضغطها بشدة وتراجع الى الخلف كشخص مهزوم‬
‫لقد كاد يسقط كادت كل مبادئه ان تتالشى وهو حتى ال‬
‫يمكن ان يمنح نفسه شرف التراجع فلم يكن هو من‬
‫تراجع ‪.....‬ربما كان سيواصل ان وجد منها التشجيع‬
‫‪......‬وحتى بعدها لم ينتبه الى خطأه بل كان يريد ان‬
‫يفهم سبب خوفها ‪......‬اتخذ قررا حاسما ستكون هذه‬
‫هي المرة االخيرة التي يراها فيها ‪ ،‬وعليه ان يسافر‬
‫في اقرب وقت!!!!!!!!!كانت هي من بدأت وهللا يعلم‬
‫انها قد فعلتها بتلقائية وليس كأي مرة سابقة ارادت‬
‫ان تشعر باالمان والذي بدا لها لحظتها بين ذراعيه‬
‫شعرت وقتها ان هذا ما كانت تسعى اليه طول الوقت ‪،‬‬
‫لتشعر ان هناك شئ ما تبدل فبدل ان كانت هي من‬
‫تحتضنه اصبح هو من يفعل حتى شعرت ان اضالعها‬
‫تكاد تتداخل ‪.....‬انه يحتوي جسمها بالكامل ‪....‬ان‬
‫انفاسه تكاد تحرقها ‪.....‬لتشعر بالرعب وكأن الزمان‬
‫والمكان قد تبدال انها عادت تلك الطفلة المذعورة بين‬
‫ذراعي ذلك العمالق ‪ ،‬لتفقد السيطرة على نفسها فيبدأ‬
‫جسمها باالرتعاش وتندفع في البكاء ‪.....‬لم يكن قد‬
‫فعل ما يخيفها لقد اكتفى باحتضانها ولكن حتى هذا‬
‫كان اصعب من ان تتحمله ‪....‬وجدته يرفع وجهها اليه‬
‫ويمد اصابعه وكأنه سيمسح دموعها ثم يتراجع الى‬
‫الخلف قبل ان يفعلها ‪ .......‬حاولت السيطرة على‬
‫ارتجافها وجلست مكانها وهي تنظر بشرود الى الماء‬
‫المحيط بهما ‪......‬لقد ظنت نفسها اصبحت امرأة قادرة‬
‫على االغواء ولم يعد هناك شئ يجعلها تتراجع‬
‫لتتفاجئ في اللحظة الحاسمة انها ال تزال طفلة‬
‫مذعورة ليست قادرة على تحمل عناق غير مكتمل‬
‫‪.....‬ربما االفضل لها ان تنسحب قبل ان يكتشف كل‬
‫شئ ‪.....‬هل هي معاقة هل كانت كل تصرفاتها‬
‫المتهورة تجاه الرجال محاولة منها الخفاء اعاقتها ‪،‬‬
‫الم تعد قادرة على التواصل مع رجل والشعور بنفسها‬
‫كأنثى ؟!!!!هل هذا النها معه ؟‪.....‬ام النها المرة‬
‫االولى هي ال تدري ال تدري؟ ‪.....‬شعرت ان القارب‬
‫عاد للحركة نظرت جهته فوجدته يجدف وهو يحمل‬
‫نظرة شاردة الى اين ذهب هو ايضا ‪ ،‬شعرت بيد‬
‫باردة تقبض على قلبها ‪ ،‬هل بتصرفها الغبي جعلته‬
‫يتذكر ؟ جعلته يربط بينها وبين تلك الطفلة المذعورة‬
‫‪...‬وجدت دموعها قد عادت لالنهمار مرة اخرى ‪ ،‬لفت‬
‫ذراعيها حولها وهي تشعر بالبرودة هل اصبح الجو‬
‫ابرد ام ان مشاعرها التي تعرت قد انعكست على‬
‫جسدها ؟‪.......‬متى سينتهي كل هذا لقد ظنت ان دائها‬
‫فيه وكذلك دوائها منه ولكنها لم تصل لشئ‪......‬انها‬
‫تشعر من نظرتها اليه انه اصبح متباعدا كشخص‬
‫يكتب كلمة النهاية ‪ ،‬هل كره لحظة الضعف التي مرت‬
‫به بسببها ؟ هل سيكون قراره هو االبتعاد ؟ والسؤال‬
‫االهم هل عليها ان تستسلم دون تحقيق شئ يذكر ؟‬
‫انها لن تقرر في هذه اللحظات المضطربة ستفكر اوال‬
‫توقفت سيارته امام العمارة حيث الشقة التي تقيم بها‬
‫ودون حتى ان ينظر اليها قال (الوداع ديليب‬
‫)‪.....‬اغلقت باب السيارة وصعدت وبعدها اغلقت باب‬
‫الشقة خلفها لترمي نفسها بعدها فوق السرير وتندفع‬
‫في بكاء عاصف‬

‫سارت بهدوء محاولة التسلل دون ان ينتبها اليها لقد‬


‫اتفقت مع صفاء على ان تهربها من منزل الجد ‪ ،‬انها‬
‫تريد ان تذهب مع صفاء الى الوحدة الصحية القريبة‬
‫فأحمد هناك منذ ان صلى الجمعة وتناول الغداء فلقد‬
‫اعلن الخطيب عن وجوده في البلده وانه سيقوم‬
‫باستقبال الحاالت مجانا وسيكون ذلك في الوحدة‬
‫الصحية ‪......‬شعرت برغبة ملحة داخلها في ان تذهب‬
‫وتراه وهو يعمل ‪ ،‬سيكون من حسن حظها ان تراه‬
‫مرتديا مالبس االطباء ‪......‬لقد حظيت ببعض العناية‬
‫منه حينما كانا في اسبانيا واصابتها نزلة البرد ‪،‬‬
‫شعرت به وهو يقوم بعمل الكمادات لها وكذلك وهو‬
‫يرفعها ليعطيها الدواء وحتى يطعمها كان دائم الصبر‬
‫غير متذمر ابدا ‪ ،‬انها تتخيل شكله في غرفة العمليات‬
‫يحاول التخفيف من الم انسان يعطيه امل جديد في‬
‫الحياة‪.....‬نجحتا في الخروج دون ان تنتبه الخالة‬
‫عزيزة وام خالد والتي هي عمة احمد وقد طلبت منها‬
‫ان تناديها ايضا عمتي ‪ ،‬لقد اتت في الصباح لتخبرها‬
‫الخالة عزيزة عما طلبه احمد منها فيكونا معا كماشة‬
‫عليها ‪ ،‬لتصبح بين شقي الرحى ‪......‬لقد دخلت الى‬
‫الحجرة التي تم تجهيزها لهما بينما كان احمد الزال‬
‫جالسا مع جده غيرت مالبسها لتستلقى بعدها على‬
‫احد جانبي السرير وعلى ما يبدو فان خوفها لم يكن‬
‫له اساس من الصحة ‪ ،‬فقد نامت سريعا كانت‬
‫مستيقظة من الفجر وذهبت الى الجامعة لينتهي اليوم‬
‫برحلة في السيارة مما جعل االرهاق يبلغ منتهاه في‬
‫جسدها ‪.......‬لم تستيقظ اال على صوت احمد وهو‬
‫يوقظها لتصلي الفجر ‪.....‬بدا وان كل من في المنزل‬
‫قد استيقظوا لتخبرها الخالة عزيزة والتي قد اخذت‬
‫طلب احمد بمنتهى الجدية ان عليها ان تذهب معها ‪،‬‬
‫ارتدت عبائة منزلية ذات اكمام وسارت خلفها الى‬
‫مكان في آخر المنزل به بناء حجري عجيب به فتحة‬
‫مرتفعة في المنتصف وفتحة سفلية في الجانب ويحيط‬
‫به العديد من االشياء ما بدا وكأنه سعف نخيل جاف‬
‫وبعض االخشاب الجافة وكذلك اناء واسع من الفخار‬
‫‪ ،‬وكيس كبير الحجم مكتوب فوق (دقيق )‪.....‬كانت‬
‫سعاد ايضا موجودة ‪......‬انتظرت الكالم الذي يوضح‬
‫ما يحدث ولم تتأخر عليها الخالة عزيزة والتي‬
‫بادرتها بقولها (سنخبز اوال )‪.......‬ماذا ؟ سيخبزون ؟‬
‫يصنعون الخبز ؟ وما المشكلة في الخبز الجاهز ؟ هل‬
‫هناك احد على وجه االرض ال زال يخبز في المنزل ؟‬
‫تبا وبماذا سيفيدها تعلم صنع الخبز ؟ هل يتوقع منها‬
‫(سي السيد احمد عبد الجواد )سليمان سابقا ان تخبز‬
‫؟‪......‬اشارت الى ما يشبه كرسي خشب منخفض‬
‫وقالت لها (اجلسي )‪......‬امسكت باالناء الفخاري ثم‬
‫وضعت به الكثير من الدقيق مع بعض الماء وشئ‬
‫رائحته نفاذة والقليل من الملح او ربما السكر وقالت‬
‫لها (هيا اعجني )‪.....‬نظرت اليها بغباء لتقول لها‬
‫بلهجة حادة (شمري اكمامك اوال)‪.......‬نفذت االوامر‬
‫‪.......‬لتقترب الخالة عزيزة من االناء وتضع ذراعيها‬
‫داخل العجين ثم تقوم برفعهما وخفضهما بطريقة‬
‫متتالية بينما يبدو وان العجين يتمازج بطريقة ما ‪،‬‬
‫رفعت ذراعيها لتقول بعدها (افعلي كما كنت افعل‬
‫)‪ .......‬ماذا هل عليها ان تضع ذراعيها هكذا ثم ماذا‬
‫؟‪.....‬اجفلت على صوت المرأة المتسلط وهيا تقول لها‬
‫(هيا ليس لدينا وقت لتلكؤك )‪.......‬وضعت ذراعيها‬
‫مضطرة وهي تحاول تقليد الحركات ولكنها لم تحظى‬
‫بالقبول وهي ترشدها الى الطريقة السليمة ‪ ،‬في‬
‫النهاية وصلت الى تقنية يبدو انها ارضت المرأة التي‬
‫كانت تقول (هيا بقوة اكبر)‪.......‬قوة اكبر انها تشعر‬
‫وكأنها ستسقط مغشيا عليها هذا العمل يؤلم عضالت‬
‫ذراعيها بشدة خاصة وانها لم تمارس اي رياضة منذ‬
‫زواجها ‪......‬انتهت المحنة لتدخل في اخرى جديدة‬
‫وهي مرحلة الخبز والتي تتضمن تقطيع العجين ثم‬
‫فرده بواسطة شئ خشبي مستدير ذا يد مستطيلة‬
‫(المطرحة )‪......‬ثم القائه داخل الفرن والذي قد‬
‫ارتفعت حرارته بعد اشعال االخشاب داخله ‪......‬ثم‬
‫اخراجه من الفرن بعد نضجه ‪ ،‬ما نجحت فيه قليال هو‬
‫المرحلة االولى وهي التقطيع اما الفرد وااللقاء داخل‬
‫الفرن فقد بديا وكأنهما يحتاجان تنقية بالغة التعقيد‬
‫‪.......‬كانوا قد انتهوا عندما ارادت مغادرة المكان‬
‫للحصول على دش ينعشها ‪ ،‬لتجد المرأة تقول لها‬
‫باستنكار(هل سيفطرون بالخبز فقط ‪ ،‬هيا لنعد االفطار‬
‫)‪.......‬بعدما انتهوا طلبت منها حمل الصينية الى حيث‬
‫يجلس احمد وجده في الفرندا بينما تظهر الحقول‬
‫امامهما لفت نظرها المنظر الساحر للشمس المنعكسة‬
‫على الحقول الخضراء المزدهرة بفعل الربيع‬
‫‪.......‬وضعت الصينية على المنضدة ‪ ،‬في الفيلم القديم‬
‫كانت النساء ينتظرن حتى انتهاء سي السيد ثم يأكلن‬
‫بعدها اذا عليها االنصراف ‪ ،‬التفتت مغادرة لتجد الجد‬
‫يقول لها (تعالي يا بنيتي اجلسي جوار زوجك‬
‫وافطري)‪......‬جلست على الكرسي المجاور له في‬
‫خجل بينما كان يتناول الطعام بهدوء وهو يتحدث مع‬
‫جده مبتسما بدا مرتاحا للغاية في هذا المحيط سمعت‬
‫الجد يقول لها بمودة (ال داعي للخجل يا فرح فقد‬
‫صرت جدك انت ايضا )‪......‬شعرت بسرور ينتابها الن‬
‫هذا الرجل والذي تشعر بتميز شخصيته يعرف اسمها‬
‫‪........‬ما السر في هذه الفتاة ما الذي يجعلهم ينجذبون‬
‫اليها ؟ لقد اختارها يوسف له في البداية ؟ ثم ها هو‬
‫جده يبدو معجبا بها ‪ ،‬هل تخدعهم بمالمحها البريئة ؟‬
‫ام ماذا ؟‪........‬ما ان انتهوا من االفطار حتى ظهرت‬
‫الخالة عزيزة مرة اخرى لتقول لها (هيا لنقوم بامساك‬
‫البط )‪........‬سارت خلفها وهي تفكر هل يصطادون‬
‫البط؟‪.......‬وصلوا الى مكان واسع به الكثير من البط‬
‫لتقول الخالة لها (هيا امسكي معي ‪ ،‬سنمسك ثالث‬
‫بطات)‪......‬تراجعت الى الخلف مذعورة هل عليها ان‬
‫تمسك هذه الكائنات التي تجري في كل االتجاهات ‪،‬‬
‫كانت الخالة تنطق بكالم يبدو كانتقاد للبنات الخائبات‬
‫الالتي ال يعرفن شئ ‪ ،‬بعدها تقدمت سعاد لتقوم‬
‫بالمطاردة واستطاعت امساك االولى وناولتها للخالة‬
‫وبعدها الثانية لتفاجئ بالخالة تناولها واحدة وتقول‬
‫لها (قومي بامساكها)‪ ........‬شعرت بالرعب وهي‬
‫تتحرك بين يديها لذا قامت بافالتها والهرب من المكان‬
‫والكلمات الساخطة تتبعها ‪ ،‬كانت المرحلة التالية هي‬
‫ازالة الريش ‪ ،‬انها ال تعلم ما الذي تمر به الطيور‬
‫حتى تصل اليها ولكن هاهي ترى كل شئ بعينها ‪،‬‬
‫ظلت جالسة بعيدا بينما اندمجت االخريتان في العمل‬
‫والخالة عزيزة تقول (ابقي قابليني لو اتعلمتي‬
‫حاجة)‪.....‬انها تريد تعلم طهو بعض االطعمة وليس‬
‫التوصل الى البدايات بحق هللا انه ليس درس في‬
‫تاريخ الخبز او الطيور قبل الوصول الى ثالجة المنزل‬
‫‪.....‬يبدو ان الصنف االخر كان المحشي والثالث هو‬
‫الملوخية ‪......‬وخالل مرحلة االعداد بدا وان هناك من‬
‫سينقذها فقد اتت عمة زوجها وابنتها فتاة لطيفة‬
‫اسمها صفاء من يراها يظنها شقيقة سارة ‪ ،‬كانت‬
‫تنظر الى عمليات السلق وتجهيز الخلطة التي سيتم‬
‫حشوها بتركيز ‪ ،‬فهي تحب المحشي وبالنسبة لها هو‬
‫شئ يستحق ان تتعلمه ‪ ،‬كانوا قد جلسوا للف المحشي‬
‫وبدأت مرحلة تعليمها ‪ ،‬استطاعت التوصل الى تقنية‬
‫اللف ولكن انتاجها كان ال يعجب الخالة عزيزة فهو‬
‫من وجهة نظرها ليس ملفوف جيدا وستخرج الخلطة‬
‫من داخله خالل عملية النضج ‪ ،‬كانت سعيدة جدا‬
‫عندما استطاعت ان في النهاية ان تلف باتقان‬
‫ويحظى عملها على بما بدا كبعض الرضا من الخالة‬
‫عزيزة ‪.....‬كانت العمة تنظر اليها مبتسمة ثم قالت لها‬
‫بصوت خفيض (اصعدي وسلمي على زوجك قبل ان‬
‫يخرج للصالة )‪......‬نظرت اليها بابتسامة خجولة ثم‬
‫صعدت الى الحجرة المخصصة لهما طرقت الباب‬
‫ليصل اليها صوته العميق (ادخل )‪......‬كان واقفا امام‬
‫المرآة يصفف شعره بينما كان يرتدي جالبية رجالية‬
‫لونها رمادي ‪ ،‬كانت تظن ان الشئ الوحيد الذي لم‬
‫تره به هو معطف االطباء ولكن هاهو يفاجئها وقفت‬
‫تنظر اليه بانبهار فقد بدا شديد الجاذبية ‪ ،‬هاهو جانب‬
‫اخر عنه لم تكن تعرفه انها تظن ان ثقته بنفسه‬
‫وكبريائه الشديد هو ما يجعله مأل النظر والعين مهما‬
‫ارتدى !!!!!!!!قال لها بمزاح (لقد اختفيت لفترة‬
‫طويلة اين حبستك الخالة عزيزة ؟)‪.......‬مطت شفتها‬
‫بتذمر وهي تقول له (ال تذكرني ‪ ،‬لقد احتجزتني في‬
‫احد عنابر التعذيب )‪......‬ضحك بخفوت وقال (هيا‬
‫اخبريني ما انواع التعذيب التي مارستها عليك حتى‬
‫ارى مدى شرعيتها )‪.......‬قالت (التعذيب كان للبطات‬
‫المسكينة ‪ ،‬التي ذبحت ونزع ريشها ثم وضعت فوق‬
‫النار لتسلق وفي النهاية في الفرن لتحمر )‪.......‬نظر‬
‫اليها بتواطأ ثم قال (هل تظني ان علينا االبالغ ‪ ،‬ام‬
‫ربما نشارك في الجريمة ونأكل معهم )‪.........‬رفعت‬
‫حاجبها في ادعاء بالتفكير لتقول بعدها (بما انهم‬
‫صنعوا معها المحشي والملوخية فساضطر آسفة‬
‫للمشاركة) ‪.......‬ضحك بخفة ‪ ،‬وماذا ايضا ان‬
‫تصرفاتها واندماجها السهل في هذا المحيط قد فاجأه‬
‫‪،‬لم يكن يتصور انها ستصمد طوال هذه الساعات وفي‬
‫نفس الوقت هي ال تبدي اي استقالل تجاه الموجودين‬
‫‪.....‬انه يشعر ان داخلها جيد اليزال محتفظا بقدر كبير‬
‫من البراءة والتلقائية ‪ ،‬ربت بيده على حجابها وهو‬
‫يقول (سأعود بعد الصالة مباشرة لتناول الغداء‬
‫وبعدها ساقوم بالكشف على بعض‬
‫الحاالت)‪.......‬نظرت اليه بدهشة انه لم يلمسها‬
‫مباشرة ولكن بدا وكأن لمسه لحجابها هو تواصل من‬
‫نوع ما ‪،‬قالت محاولة الخروج من دهشتها (هل لديك‬
‫عيادة هنا ؟)‪......‬قال بجدية (لالسف ال ساستقبل‬
‫الحاالت في الوحدة الصحية ‪ ،‬ربما في مرحلة الحقة‬
‫عندما انتهي من الدكتوراة ويكون لدي وقت اكبر‬
‫ساتي بصف منتظمة وربما افتح عيادة )‪......‬جانب‬
‫آخر منه يظهر لها انه شخص ال يهتم بالمال بل‬
‫االولوية لديه لرسالته في التخفيف من آالم‬
‫الناس‪.......‬غادر الحجرة بينما اتجهت شاردة الى‬
‫الحمام انها تشعر بحاجة شديدة للتخلص من آثار‬
‫الخبز والطبخ السابقة ‪ ،‬ظهرت بسمة على وجهها لقد‬
‫بدا هو بجالبيته وهي بعبايتها كثنائي ريفي‬
‫بامتياز‪.........‬الحت على صفاء ان تذهب معها الى‬
‫الوحدة ‪ ،‬لم توافق في البداية ولكن بعد بعض االلحاح‬
‫وافقت وهاهما تتسلالن الى الداخل ‪ ،‬كان المكان‬
‫مزدحما فهمست لصفاء (هل كل هؤالء لديهم مشاكل‬
‫في القلب ؟)‪.........‬ردت عليها بهمسة اخرى (يمكنك‬
‫ان تقولي ان الناس هنا ال تؤمن بالتخصص فبين‬
‫هؤالء ستجدي مختلف االمراض وحتى سيكون هناك‬
‫من ال يشك من شئ وانما جاء لمجرد الفضول او‬
‫الحصول على شئ مجاني )‪.........‬في هذه اللحظة‬
‫انفتحت الغرفة المغلقة ليظهر هو في الداخل بينما‬
‫يوجد شخص ينادي اسما ليدخل صاحبه بعدها ويغلق‬
‫الباب مرة اخرى ‪........‬قالت لصفاء (هيا بنا‬
‫)‪........‬نظرت اليها بدهشة وهي تقول هل اكتفيتي‬
‫؟)‪........‬اومأت برأسها وهي تسير الى الخارج ‪ ،‬لقد‬
‫رأته في معطف االطباء وهذا يكفي حاليا‬

‫التكملة غدا باذن هللا‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الجزء الثاني من الفصل السادس والعشرون‬


‫انه يشعر ان هناك شئ مريب يحدث منذ قدم الى منزل‬
‫والديه قبل صالة الجمعة !!!!!!!!‪ ،‬حملة نظافة تقود‬
‫والدته توجيهها مع تلك المرأة التي تأتي للتنظيف‬
‫فيما ظهرت شقيقته مروة بعد قدومه بقليل ‪ ،‬ليعود من‬
‫الصالة فيجد شقيقته اسراء ايضا قد اتت ‪ ،‬لتظل‬
‫االثنتان في المطبخ مع والدته وتبدأ الروائح الشهية‬
‫في الظهور ‪ ،‬كان جالسا مع والده في مكانه المفضل‬
‫في الشرفة بينما يراقب من وقت آلخر ابنه عمر الذي‬
‫يلعب مع ابناء شقيقتاه ‪ ،‬كان يبدو مستمتعا للغاية ‪،‬‬
‫انه يعلم ان ابنه يحب القدوم معه ليلعب في الحديقة‬
‫وحيث يوجد االطفال ‪ ،‬ربما عليه ان ينهي االعمال‬
‫الباقية في الدور الخاص به ليعيشوا في الفيال بعد‬
‫عودة ريهام اليه ‪...........‬انها افضل لتربية االطفال‬
‫من شقته ‪ ،‬فكر مبتسما في انه قد يكون هناك طفال‬
‫آخر قد بدأ يتكون ‪ ،‬هو يعلم انها لن تستسلم بسهولة‬
‫ومن ناحيته سيواصل الضغط بكل قوته ‪ ،‬لقد ظل‬
‫لسنوات وكأنه في حالة بيات شتوي اال انه بات مدركا‬
‫االن ان التيقظ قد عاد له كامال خاصة بعد رحلتهما معا‬
‫‪ ،‬انه كشخص ظل صائما لفترة طويلة ثم افطر على‬
‫بعض العصير المنعش اال ان هذا قد جعل شهيته‬
‫تستيقظ بصورة كبيرة‪ ،‬ليس من الناحية الجسدية فقط‬
‫ولكن من كل النواحي وجودها معه ينعشه ويسعد‬
‫حياته ويجعله يشعر باالكتمال‪.......‬وصل اليه صوت‬
‫والده يقول (يا اوالد الم يجهز الطعام‬
‫بعد؟)‪........‬دخلت امه لتجيبه قائله وشئ ما يعلو‬
‫وجهها كأنه نوع من الترقب لشئ ما (انتظر يا رجل‬
‫نحن لن نأكل قبل حضور الضيوف)‪.......‬زفر بسأم‬
‫ليقول (انا ال اعرف سر اصرارك على حضورهم‬
‫)‪.......‬مطت شفتيها بنفاذ صبر وقالت (قلت لك ابتعد‬
‫فقط عن الموضوع)‪........‬قالتها وخرجت ليشعر ان‬
‫هناك مؤامرة ما تحيكها والدته وعلى ما يبدو فان‬
‫والده رافضا لها ‪ ،‬هل االمر يتعلق به باي صورة ‪،‬‬
‫لقد اعطته والدته مهلة ثالثة اشهر لم تنته بعد اذا‬
‫ماذا يدور في الخفاء ؟ زفر بضيق محدثا نفسه‬
‫فلننتظر ونرى ‪ ،‬ربما عليه ان يشغل نفسه بشئ ما‬
‫‪......‬كان منير زوج اسراء قد جاء فقال له (ما رأيك‬
‫في مباراة لكرة القدم )‪.........‬أومأ برأسه موافقا‬
‫لينزال الى الحديقة ويقسما الفرقة كان في فريقه مازن‬
‫ابن شقيقته وفي فريق منير كان مهند ابنه بينما عمر‬
‫ومنة ابنة شقيقته كانا يجريان خلفهم ‪.......‬يبدو ان‬
‫هناك جماهير قد اتت لتشاهد رأى داليا اصغر شقيقاته‬
‫واقفة في الشرفة وعلى ما يبدو تشجع فريقه ‪ ،‬ثم‬
‫وصل الى اذنه صوت والدته وهي تصرخ في مروة‬
‫واسراء اللتان تركتا الطهو واتيتا للمشاهدة‬
‫‪.......‬اسراء تشجع فريق زوجها وابنها بينما مروة‬
‫تشجع فريقه والذي كان ابنها فيه‪.........‬شعر بعدها‬
‫ان االصوات هدأت بينما اتجهت االنظار الى البوابة‬
‫التي يبدو وان الضيوف قد وصلوا اليها ‪ ،‬لتنزل‬
‫والدته وترحب بهم ‪ ،‬كان هناك امرأة اصغر سنا من‬
‫والدته وفي صحبتها ابنتها الشابة ربما في منتصف‬
‫العشرينات او اكثر قليال ترتدي بلوزة وبنطلون واسع‬
‫وهناك حجاب يغطي شعرها ‪ ،‬بيضاء البشرة ذات‬
‫عينان عسليتان ‪........‬لقد وضحت ابعاد المؤامرة لقد‬
‫احضرت والدته له عروسة دليفري!!!!!!!ربما يكون‬
‫ظالما لها وتكون غير مدركة البعاد ما يحدث وقد‬
‫جاءت فقط من اجل مجاملة اجتماعية ‪........‬فما الذي‬
‫سيغري شابة مثلها في رجل متزوج ولديه طفل‬
‫!!!!!!من ناحية اخرى هو يشعر ان امه تقاتل‬
‫بضراوة فقد احضرت له فتاة جميلة ومحتشمة تبدو‬
‫هادئة وماذا ايضا ربما سيكتشف خالل الدقائق‬
‫المقبلة!!!!!!!كانوا قد جلسوا في الريسبشن سلم‬
‫عليهم ثم اعتذر بأنه سيتغيب دقائق ‪.....‬توجه الى‬
‫حجرته التي يوجد بها بعض مالبسه وتعتني والدته‬
‫بها على الدوم وتحافظ عليها نظيفة دائما‪......‬انهى‬
‫حمامه وغير مالبسه ليعود الى حيث يجلسون‬
‫‪.......‬عرفته والدته على الفتاة (دكتورة غادة خريجة‬
‫كلية الصيدلة وهي تعمل حاليا في شركة لالدوية‬
‫)‪......‬ابتسم بلطف لتكمل والدته التعارف قائلة بفخر‬
‫(ابني المهندس حازم مدير شركة السعيد‬
‫الهندسية)‪......‬كانت الفتاة تبتسم في خجل وهي تقول‬
‫(تشرفنا )‪.......‬اي لعبة سخيفة تلك التي تقحمه فيها‬
‫امه هل عليه ان يجلس كشاب ابله يسترق النظرات‬
‫ويلقي االبتسامات الخجولة ‪ ،‬ثم ما ذنب الفتاة‬
‫المسكينة التي ربما تكون جاهلة بما يحدث ربما‬
‫سيكون صادما لها ان يخبرها االن ولكن بالتأكيد كلما‬
‫كان هذا مبكرا سيكون افضل نادى على عمر والذي‬
‫كان جالسا على االرض مشغوال باحد االلعاب (عمر‬
‫حبيبي تعالى )‪......‬اتجه عمر اليه متذمرا النه ابعده‬
‫عن لعبته ثم وقف بجواره فقدمه اليهم (عمر ابني‬
‫)‪.....‬رفعت غادة عينيها في دهشة وهي تردد (ابنك‬
‫)‪......‬اومأ برأسه ثم قال (ربما عندما تأتون في المرة‬
‫القادمة ستتعرفون على ريهام زوجتي)‪........‬بدا وان‬
‫التوتر قد عم المكان بعد هذه اللحظة حيث اصرت‬
‫والدته على ان يتناولوا الغداء غير انهم لم يأكلوا اال‬
‫القليل ليصمموا بعدها على الرحيل مباشرة ‪......‬ما ان‬
‫عادت والدته من توصيلهم حتى التفتت اليه بسرعة‬
‫لتقول بحدة (ها أنت تفسد ما افعله الجلك )‪.......‬قال‬
‫بهدوء (وما الذي تفعلينه من اجلي انت اوهمت الفتاة‬
‫انني غير مرتبط )‪.......‬قالت بغيظ (أنا لم اوهمهم انا‬
‫اخبرت امها ثم اتفقنا على عدم اخبرها باالمر حتى‬
‫تتعرف عليك وتعجب بك ‪ ،‬ثم انت تعمدت ان تصلها‬
‫الصورة انك وريهام غير منفصلين )‪.....‬قال بنفاذ‬
‫صبر (لقد منحتني مهلة ثالثة اشهر لم تنته بعد‬
‫)‪.......‬نظرت اليه بغضب (الزواج هو الذي اجلته‬
‫لثالثة اشهر وليس مجرد تعارف افسدته انت في‬
‫لحظاته االولى ‪..‬ثم اكملت في غضب انا لن استسلم‬
‫والمرة القادمة ستكون الفتاة تعرف كل شئ حتى ال‬
‫تصدمها بنفسك )‪......‬ارجع شعره الى الخلف في‬
‫انزعاج ربما لن تجد امه وقتا لمحاولة اخرى ‪ ،‬نظر‬
‫امامه ليجد منير زوج شقيقته ينظر اليه بشفقة ‪،‬‬
‫فابتسم له‬

‫*انتهت نوبة بكائها فاتجهت الى الحمام وملئت‬


‫المغطس بالماء الدافئ لتلقي نفسها فيه وتجلس‬
‫باسترخاء محاولة التفكير بعمق ‪.......‬شعرت برجفة‬
‫تسري خاللها وهي تتذكر وقت آخر حيث كانت تظل‬
‫تدعك جسمها بعنف لساعات طويلة ‪ ،‬هل كان هناك‬
‫احتمال ان يكمل هذه المرة ما بدأه ان لم تكن هي قد‬
‫انهارت ؟ ترى ماذا كان شعورها سيكون ؟ من ناحية‬
‫اخرى ورغم انها ال تتصور ان تكون معه في هذه‬
‫الصورة ورغم الرعب الذي انتابها ‪ ،‬فانها ال تستطيع‬
‫تخيل ان تكون لرجل اخر سواه !!!!!!اذا فما هو حل‬
‫هذه المعضلة ؟‪.....‬انها تشعر برغبة ملحة في ان‬
‫تذهب اليه وتخبره من تكون وانها زوجته وليس‬
‫هناك شيئا خطأ في ان يحدث اي شئ بينهما لتتأكد‬
‫فقط‪ ......‬لتتأكد هل ستتمكن من تخطي الحاجز ام ال ؟‬
‫هل اعاقتها عارضة ام دائمة ؟‪.......‬نزلت بعض‬
‫الدموع من عينيها وفكرة غريبة تطرأ على ذهنها ماذا‬
‫لو كان لقائهما هذه المرة هو اللقاء االول وكل ما‬
‫حدث بينهما كان حقيقي ال ريب انها كانت ستحبه ‪،‬‬
‫فكل ما ظهر منه هو شئ رائع وقد خلب لبها ‪ ،‬حتى‬
‫حيرته تجاهها كانت تعجبها ‪ ،‬رغم ظنه في عدم وجود‬
‫شئ بينهما اال انه كان ال يستطيع السيطرة على‬
‫غيرته تجاهها‪...‬ابتسمت حين تذكرت اعتراضه على‬
‫مالبسها وتلك النظرة التي كانت تظهر في عينيه اذا‬
‫الحظ احد ينظر اليها ‪،‬وحينما اخلى لها المطعم‬
‫لترقص وهي قد تأثرت بشعوره واحترمته لذا لم تعد‬
‫تبالغ في مالبسها وليس النه امرها بهذا ‪...‬انها تعلم‬
‫انها حتى عندما تسافر لن تفعل ما ال يرضيه ولن‬
‫ترتدي مرة اخرى مالبس فاضحة ‪.......‬هناك رابط‬
‫قوي تشعر بانه يجمعهما معا ‪.......‬انها تدرك انه كان‬
‫الرجل الصحيح في التوقيت الخطأ ‪ ،‬وحتى رغم كونها‬
‫ال تستطيع تجاوز ما سبق والذي ظل خانقا لروحها‬
‫لسنوات طويلة ‪ ،‬وال تدعي حبا قد يبدو مرضيا ولكن‬
‫حتى كراهيتها له تعني انها تبالي به ويظل حاضرا‬
‫بقوة ومؤثرا في حياتها ‪ ،‬انه الشخص الوحيد الذي‬
‫شعرت بانها ال تستطيع مخالفة ما يقوله وان عليها‬
‫االستجابة لكل تصرفاته كما ان اعجابه بها عنى لها‬
‫الكثير !!!!!!‪......‬اذا ماهي الطريقة المثلى للتعامل؟‬
‫انها على كل حال ال تستطيع ان تتركه يرحل هكذا‬
‫‪......‬انها تشعر انها مرحلة الحسم ومن جهة اخرى ال‬
‫تستطيع ان تغامر وتكشف امامه كل شئ ‪.......‬هي ال‬
‫تستطيع تصور رد فعله عندما يعلم عن سيف وسلمى‬
‫‪ ،‬رجل مثله لن يقبل بانه تم تجاهله لسنوات بهذه‬
‫الصورة ‪ ،‬فكرت بحنق هو الذي بدأ التجاهل ربما‬
‫تكون قد شعرت بلحظة تعاطف معه وهي تتخيل‬
‫موقفة بعد ما حدث الخته ‪ ،‬وربما يكون قد فعل ما‬
‫فعله معها مضطرا لكن االقسى عليها كان الصورة‬
‫التي فعلها بها لماذا لم يجعلها تتعرف اليه او يمهد لها‬
‫في البداية ؟!!!!!! ثم لماذا اختفى بعدها ليتم اعادتها‬
‫كغرض تم رميه بعد ان فقد الغاية من وجوده ؟!!!!!ثم‬
‫لماذا لم يكلف نفسه عناء السؤال هل نتج شئ عما‬
‫فعله بها ؟ ذهب عقلها الى شئ آخر ماذا لو كان سأل‬
‫وعلم هل كان سيأخذها لتعيش معه ام سيأخذ الطفالن‬
‫بعد والدتهما ؟ ربما كان سيتركهم ويعود لزيارتهم من‬
‫فترة الخرى ‪.......‬كلها اسئلة بال فائدة االن فالواقع‬
‫انه لم يسأل ولم يهتم اذا فالذنب ذنبه فقط‬
‫‪........‬نهضت من الحوض وارتدت معطف الحمام ثم‬
‫عادت الى الغرفة الجراء مكالمة هامة ‪......‬وصل‬
‫اليها الصوت المحبب قائال (مرحبا جيجي أين كنت ؟‬
‫لماذا لم تتصلي منذ فترة طويلة ؟)‪......‬قالت بسعادة‬
‫(اهال بك حبيبي وانا آسفة الني تأخرت في االتصال‬
‫وانا حاليا في باريس )‪......‬لقد كنت مشغولة مع‬
‫والدك فكرت بصمت ‪ ،‬هتف بصوت مرتفع (واو‬
‫باريس !!!!ايتها الخائنة كان عليك ان تأخذيني معك‬
‫)‪.......‬قالت ضاحكة (انت فقط ؟ ام ربما تريد ان يأتي‬
‫شخصا آخر )‪.......‬قال بلهجة متآمرة (ال تفكري‬
‫للحظة واحدة انني كنت ساقترح ان تصاحبني تلك‬
‫الحمقاءزرقاء العينين )‪.....‬قالت بتأنيب (انا حمقاء‬
‫)‪......‬قال بضحكة صاخبة (لست اقصدك ‪ ،‬فعلى كل‬
‫حال انت من سيأخذني لذا كنت ساتحمل وجودك‬
‫)‪......‬قالت بحنق مصطنع (اذا فليظل كل واحد في‬
‫مكانه )‪.......‬اجابها بدراما (وتتركيني عالقا معها لالبد‬
‫)‪......‬قالت بلهجة ضاحكة (انت معها منذ اول يوم في‬
‫حياتك التي سبقت الوالدة )‪.......‬قال بقنوط (اذا عليك‬
‫ان تدركي مأساتي )‪.......‬قالت بجدية (وربما مأساة‬
‫المسكينة سلمى ‪ ،‬انها ليست حمقاء او غبية انها‬
‫طفلة طبيعية بينما انت هو المختلف )‪........‬قال‬
‫بهدوء (الفتاة الطبيعية تريد ان تكلمك ودعي المختلف‬
‫قليال )‪.......‬وصل اليها الصوت الرقيق المملؤ بسعادة‬
‫جعلت قلبها ينتفض (جيجي حبيبتي اشتقت اليك كثيرا‬
‫)‪.......‬قالت بمحبة (وانا ايضا حبيبتي اموت شوقا‬
‫اليك ‪ ،‬كيف احوال دراستك ؟)‪......‬قالت بجدية (جيدة‬
‫لقد حصلت في االمالء على درجة تسعة وظل سيف‬
‫يقول عني غبية ‪ ،‬بينما حصل هو على عشر درجات‬
‫)‪......‬شعرت بالضيق ان هذا الولد يحتاج الى التوقف‬
‫عن نعت شقيقته بااللفاظ ‪ ،‬ماذا عليها ان تفعل هل‬
‫تهدده لقد سبق ونبهته الى خطأ ذلك ‪ ،‬هل عليها ان‬
‫تنبهه االن او ربما ان تكلم والدها ليحاول التعامل مع‬
‫الموضوع ‪ ،‬قفز الى ذهنها صورة شخص تظن ان‬
‫كلمة واحدة منه ستكون بمثابة قانون ال يستطيع‬
‫اقوى االشخاص تجاوزه ‪ ،‬وبالتأكيد ابنها سيلتزم‬
‫‪.......‬انهت المكالمة وصورة واحدة تمأل عقلها‬
‫‪...‬صورة يوسف مع طفليها ‪........‬‬

‫*كانا في المستشفى هو وشيرين فقد تدهورت‬


‫باالمس حالة والدها ليدخل في غيبوبة ويتم نقله الى‬
‫حجرة العناية المركزة ومن وقتها لم تتحسن حالته‬
‫‪........‬بدا وكأنها قد عادت الى حالة التباعد والشرود‬
‫التي كانت عليه في اول ايام مرض والدها ‪ ،‬عندما‬
‫جاءوا باالمس الى المستشفى وعلمت بحالته ظلت‬
‫تبكي بال توقف مما جعله يأخذها بين ذراعيه محتضنا‬
‫وهو يحاول تهدئتها ‪.....‬ليعودا الى الشقة بعد الحاح‬
‫طويل من جانبه ويعودا مرة اخرى في الصباح الباكر‬
‫‪،‬انه يحاول من وقت الخر الضغط عليها من اجل‬
‫تناول شئ ما حتى ال تمرض ‪.......‬من جانبها يبدو‬
‫انها تقبلت وجوده كشخص يمكنها االعتماد عليه في‬
‫وحدتها هذه ‪......‬ال يدري هل يعني هذا انها اصبحت‬
‫تثق به ام ربما النه ال يوجد غيره ‪......‬كانا يجلسان‬
‫فوق الكراسي الموجودة في االستقبال بينما تقوم هي‬
‫كل فترة لتقرأ االجهزة المتصلة بجسم والدها عبر‬
‫الزجاج العازل وكأنها تطمئن انه ال يزال على قيد‬
‫الحياة ‪.......‬تراءت له هيئة مجموعة من الرجال‬
‫قادمون ناحيتهم لتتضح له الصورة مع اقترابهم‬
‫‪.......‬كان يعرف شخص واحد منهم رغم ان هذه‬
‫المعرفة ال تبشر باي خير ‪......‬رامز الكاشف ‪،‬‬
‫واالخرون كانوا مجموعة الحرس الخاص التي‬
‫تصاحب هذا الشخص في اي مكان ‪ ،‬فعادة هذه‬
‫النوعية من البشر ال تستطيع السير دون كالب‬
‫حراسة فهم مدركون ان الخطر يحيط بهم في مختلف‬
‫االماكن فهناك ثأر بينهم وبين عشرات االشخاص‬
‫‪........‬معرفته هذه لم يكن مصدرها مجرد االستماع‬
‫للشائعات او االخبار المتداولة ولكن نتجت عن تجربة‬
‫حقيقية ‪ ،‬او اصطدام مروع مر بحياته ‪........‬وقتها لم‬
‫يكن اال مراهق مغتر بنفسه طائش وجد في افتعال‬
‫المشاكل وكثرة الشجارات منفذا للتخفيف عن غضبه‬
‫من كل االشخاص واالشياء‪........‬وكان معه مساند‬
‫على طول الخط ‪ ،‬كان يرى رامز في النادي ولم يكن‬
‫بينهما عالقة مباشرة حتى تعرفا عليه بعدها كشخص‬
‫مسئول عن امدادهم بالمزاج ‪ ،‬لفظ كان يطلق على‬
‫انواع من المخدرات الخفيفة التي كانا يأخذانها اال ان‬
‫المشكلة الحقيقية بدأت عندما زاد طمعا بهما فاراد ان‬
‫يبيعهما انواع اغلى ثمنا بكثير وتعاطيها يعني االدمان‬
‫الكامل ‪ ،‬وعندما رفضا وامتنعا عن كل االنواع اصبح‬
‫يظهر لهما ما اطلق عليه وقتها العين‬
‫الحمراء!!!!!!!!! في اي مكان يذهبان اليه يجدان احد‬
‫رجاله او بعضهم يفتعلون معهما المشكالت لينتهي‬
‫االمر بمشاجرة وربما االقتياد الى السجن ‪.....‬وفي‬
‫احد المرات تشاجرا معه شخصيا واستطاعا هزيمته ‪،‬‬
‫وادركا حينها انه اكثر خطورة مما توقعا فقد بعث من‬
‫يحاول قتله مستخدما سالحا ابيض اال ان االمر اقتصر‬
‫على اصابته في ذراعه ‪ ،‬في المرة التالية التي رآه‬
‫فيها كان معه محمد وقد قال لهما متوعدا (ال تظنا انها‬
‫النهاية ‪ ،‬وحتى يكون االنتقام افضل ساجعل كال منكما‬
‫يقتل االخر )‪.......‬وكانت اخر مرة يلتقيه بسبب ما تلى‬
‫ذلك من احداث ومغادرته للمدينة ‪.......‬وجده يقترب‬
‫وعلى ما يبدو لم يتعرف اليه بعد ولكنه اقترب من‬
‫شيرين وهو يحاول تقبيل خدها قائال بسخرية (مرحبا‬
‫بابنة العم )‪.......‬ابتعدت عنه متجنبة قبلته في نفس‬
‫اللحظة التي كان قد وصل اليها ليقف امامها مكونا‬
‫حاجزا بينها وبين السافل الواقف ‪.....‬نظر اليه‬
‫بشراسة ثم ضيق حاجبيه ليقول بعدها بسخرية‬
‫(انظروا من وجدت اخيرا الفتى المدلل معتز‬
‫سليمان!)‪........‬قال له بتحدي (اياك ان تقترب منها‬
‫ثانية )‪.......‬نظر اليه من اعلى الى اسفل قائال (وهل‬
‫تظن ايها النكرة انك ستمنعني عن خطيبتي‬
‫؟)‪.......‬قال له بصرامة شرسة(ليس لك خطيبة هنا‬
‫من تتحدث عنها هي زوجتي االن)‪........‬هل فعلها‬
‫العجوز قبل ان يموت ليحرمه من االموال‬
‫!!!!!!!اقترب منه بغضب عاصف ليمسكه من الجاكت‬
‫الذي يرتديه وهو يصرخ (زوجة من ما الذي تقوله‬
‫؟)‪.......‬ابعد يداه عنه بعنف (ما اقوله للمرة االخيرة‬
‫ابتعد من هنا واياك ان تعود) قال بصوت هادر (وهل‬
‫تظن انك اخفتني ؟ ضحك بعدها بغل وهو يقول ولم‬
‫يجدوا غيرك لحماية الحمى الم يعلموا انك لم تستطع‬
‫حماية اختك من قبل وحتى بعدها هربت كفأر مذعور‬
‫دون ان تقتل االبله االخر ) عندما امسك به في المرة‬
‫االولى لم يقم بمجاراته الن المستشفى مكان ال يليق‬
‫بالشجار ولكن بعد كالم الحقير كان قد فقد اعصابه‬
‫تماما ليندفع اليه مهاجما بلكمة صاعقة رمته على‬
‫االرض وهو يصرخ (ما الذي تقوله ايها الوغد الحقير‬
‫؟!!!!!!)كان يشعر بالجنون كيف عرف ذلك المأفون‬
‫بما حدث!!!!!!وجد الحراس يحيطون به فيما اقترب‬
‫منهم امن المستشفى ‪ ،‬ليقف رامز مرة اخرى ويقول‬
‫بغل (كان عليك ان تحمد هللا انك نجوت من يدي المرة‬
‫الماضية ‪ ،‬ولكن باقترابك هذا من حدودي فقد كتبت‬
‫شهادة وفاتك بيدك وابنة عمي ساستعيدها ) سكت‬
‫قليال ثم اضاف بلهجة ماجنة (ان البراءة ال زالت‬
‫تنطق منها وانا اعلم اني سأكون اول رجل في حياتها‬
‫) كان يشعر بثورة عاتية تتفجر منه ‪ ،‬فرغم انه لم‬
‫يفكر بهذه االمور عند زواجه منه اال ان تعبير هذا‬
‫الحقير انه سيحصل عليها وكذلك تخمينه الصحيح انه‬
‫لم يقترب منها قد جعل الدماء تغلي في عروقه وجده‬
‫يضحك بطريقة ماجنة ليقول بعدها بنفس المجون (لقد‬
‫كنت ادرك دائما من شدة التصاقكما انت واالبله االخر‬
‫انكما سكت قليال ليقول بلهجة موحية ‪:‬استغفر هللا‬
‫العظيم )ويردد نفس الضحكة الماجنة غادر بعدها فيما‬
‫هو يحدق في أثره بذهول بينما الدماء تضرب في‬
‫رأسه الحيوان يتهمه بالشذوذ سار مبتعدا قليال وهو‬
‫يفكر انها لن تكون المرة االخيرة التي سيظهر فيها‬
‫الوغد خاصة وان حماه ربما يموت قريبا ووقتها‬
‫سيشحذون كل اسلحتهم طلب الرقم ليأتيه صوت‬
‫شقيقه (السالم عليكم كيف حالك يا معتز ؟) رد عليه‬
‫ثم سأله بعدها (يوسف هل انت في مصر حاليا؟ ) أتاه‬
‫الرد (بل في فرنسا ولكن يمكنك اخباري بما تشاء )‬
‫قال بهدوء (بل سانتظر عودتك ) الكالم سيكون طويل‬
‫ولن يصلح له الهاتف بكل تأكيد قال له (لن اتأخر يوم‬
‫او اثنان على االكثر باذن هللا) اغلق الخط فيما يتخذ‬
‫عقله قرار آخر ينبغي ان يتمم زواجه الليلة ‪ ،‬فهو ال‬
‫يدري ما قد يحصل في الغد !!!!!‬

‫انتهى ‪.........‬سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله‬


‫اال انت استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل السابع والعشرون‬

‫لقد اتخذ قرارا حاسما بانه سيتمم زواجهم هذه الليلة‬


‫ليس من اجل غيظه من كالم قريبها السافل او تبجحه‬
‫بكونه لم يلمسها او حتى اشارته السافلة على انه غير‬
‫مؤهل لذلك ‪ ،‬ولكن من اجلها هي ومن اجل الوعد‬
‫الذي قطعه لوالدها بحمايتها فاشخاص مثل هؤالء قد‬
‫يتخذون من عدم اكتمال الزواج ذريعة لفسخة وقد‬
‫يشهرون به ‪ ،‬هو ال يتخيل ان يترك هذه الطفلة‬
‫البريئة بين يدي هذا المجرم ويدي ابوه الذي يفوقه‬
‫اجراما ‪ ،‬وكالم االطباء عن حالة والدها غير مطمئن‬
‫فهو تقريبا ميت اكلينيكيا ‪ ،‬وربما في الغد يكون قد‬
‫لقي ربه وهو يشعر ان موت الرجل هو نقطة انطالق‬
‫هؤالء السفلة ‪.........‬ما عليه ان يفكر فيه في الوقت‬
‫الحالي هو كيفية توصيل الموضوع اليها هو يعلم ان‬
‫داخلها اكثر براءة من اي فتاة في عمرها ‪........‬هي‬
‫فتاة تربت دون ام ويظهر في كل تصرفاتها انها ال‬
‫تزال طفلة والمرجح لديه انها حتى ال تدري معنى‬
‫العالقة الحميمة ‪ ،‬ثم هو ال يريد ان يحرمها من فرحة‬
‫العروس وارتداء فستان الزفاف االبيض وهو شئ‬
‫غير مالئم بالمرة في ظل تأخر حالة والدها ‪ ،‬ولكن‬
‫على كل حال هو يدرك في قرارة نفسه ان مصلحتها‬
‫كانت اولى اهتمامات والدها لذا سيحاول قدر‬
‫استطاعته ان يمنحها بعض السعادة ‪ ،‬اتصل باحمد‬
‫ليجده في زيارة لجده وهو ال يريد اثارة اي بلبلة لذا‬
‫اكتفى بالسالم عليه ‪ ،‬وبما ان يوسف مسافر لم يتبق‬
‫اال سارة وريهام ‪ ،‬اتصل بريهام لتقول له بمرح‬
‫(مرحبا ايها الغريب )‪.........‬رد تحيتها ثم قال بجدية‬
‫(ريهام ساطلب منك شئ واتمنى ان تنفذيه دون أسئلة‬
‫)‪.........‬شعرت بانه جاد لذا قالت بصدق (بالتأكيد‬
‫)‪.........‬قال بنفس االسلوب الجاد الغير معتاد منه‬
‫(اريدك ان تأتي انت وسارة الي حاال )‪........‬قالت‬
‫باعتراض (ولكن الوقت تقريبا ليال ولن نتمكن من‬
‫السفر وحدنا)‪........‬قاطعها (ان المغرب لم يؤذن بعد‬
‫والمسافة ستقطعونها خالل ساعتين وعلى كل حال‬
‫ساطلب من حازم ان يأتي معكم )‪.........‬قالها واغلق‬
‫الخط لتقول بسخط (تبا حتى يوم االجازة لن استطيع‬
‫التخلص منه )‪...........‬توجهت الى سارة ثم قالت لها‬
‫(حازم سيأتي ارتدي مالبسك لتخرجي معنا)‪........‬انها‬
‫لن تخبرها بذهابهم الى معتز حاليا ‪.......‬نظرت اليها‬
‫بدهشة لتقول بعدها (ليس لدي وقت االيكفي الوقت‬
‫الذي اضعته في النادي صباحا ‪ ،‬ثم لماذا تريدني ان‬
‫اذهب معكما ال تقولي انكما تحتاجان‬
‫لمحرم)‪........‬قالت بنفاذ صبر (ال داعي لكثرة الحديث‬
‫وهي نفذي ما قلته) ‪........‬يبدو ان الجميع يتآمر على‬
‫افشالها هذا الترم ‪.........‬فبعد صدمة رؤيتها لمحمد ها‬
‫هي شقيقتها تستغلها اسوأ استغالل ‪......‬قامت لتبحث‬
‫عن شئ ترتديه‪..........‬اتصل بحازم واخبره بشكل‬
‫مختصر وانه سيشرح له كل شئ عند وصولهم هناك‬
‫وهو ايضا لم يتأخر في الموافقة ‪..........‬عليه االن‬
‫اعداد مكان الئق !!!!!!!!تذكر شيئا ما اليخت لقد‬
‫كانت تتمنى اقامة حفل فوقه واالن مع الجو الربيعي‬
‫سيكون جيد ‪......‬اتصل باصدقائه واخبرهم عن‬
‫المفتاح الموجود في الورشة وطلب منهم تزينه لحفل‬
‫زفاف وكذلك ان يأخذوا سيارته ويزينوها ‪ ،‬واالتفاق‬
‫مع مطعم وحلواني ليتم توصيل االطعمة الى اليخت ‪،‬‬
‫كان يهددهم ان كل هذا ال بد ان ينتهي خالل ساعتين ‪،‬‬
‫يبقى المعازيم اصدقائه وربما بعض اهل الحي‬
‫والعمال لديه وصديقاتها سيحاول ان يجعلها تدعوهم‬
‫‪...........‬ويبقى االهم وهو اقناع العروس وتجهيزها‬
‫للعرس!!!!!!!!!!‪.........‬عاد ليجدها جالسة على نفس‬
‫الكرسي ويبدو انها انتبهت لخطواته فرفعت رأسها‬
‫لتقول له (هل تعرف رامز؟)‪........‬اومأ برأسه ثم قال‬
‫(كان ذلك منذ سنوات يمكنك ان تقولي اننا كنا اعداء‬
‫)‪.......‬قالت باقرار (يبدو انه سيظل كذلك بالنسبة لك‬
‫وربما ستزداد العداوة )‪.......‬قال بابتسامة (ال تهتمي‬
‫انه ليس شيئا جديدا )‪.......‬قالت بخفوت (اخشى ان‬
‫يؤذيك )‪........‬امسك بذقنها ليرفع وجهها وينظر اليه‬
‫قائال (كل ما يحدث مقدر وهو ال يستطيع فعل شئ لم‬
‫يقدره هللا)هل تخاف عليه هذا جيد !‪.........‬لم ترد فقال‬
‫لها (هيا لنغادر وسنعود في الصباح )‪........‬قالت‬
‫معترضة (ال‪ ،‬اريد ان ابيت هنا )‪..........‬نظر الى‬
‫عينيها ليقول بلهجة مقنعة (شيري حبيبتي ان والدك‬
‫لم يكن سيقبل ان تجهدي نفسك هكذا ‪ ،‬عليك ان تفعلي‬
‫ما يحبه )‪.........‬يبدو ان هذه كلمة السر القناعها فقد‬
‫استجابت وقامت واقفة ‪.........‬عليه االن ان يذهب بها‬
‫الى الكوافير ‪......‬قال بعد ان ركبا السيارة (انا اريد ان‬
‫تغيري جو لذا فاننا سنذهب الليلة الى حفل فوق احد‬
‫اليخوت )‪.........‬نظرت اليه بدهشة وقالت (كيف اترك‬
‫والدي مريض واذهب الى حفل ؟)‪........‬قال لها‬
‫مستغال نفس المفتاح (صدقيني سيكون هذا مفيد لك‬
‫الستعادة نشاطك ثم ان الغد سيكون افضل باذن هللا ‪،‬‬
‫وانا ساخبره باني اخذتك هناك)‪.........‬نزلت باستسالم‬
‫ليدخلها الى كوافير راقي ثم يتحدث الى المديرة عما‬
‫يريده تحديدا وانه خالل ساعة سيكون قد احضر‬
‫الفستان ‪.........‬توجه الى مول كبير حيث احد‬
‫المحالت المشهورة واختار فستان زفاف من الدانتيل‬
‫والتل له اكمام من الدانتيل يبدو رقيقا ومناسبا لعمرها‬
‫‪....‬وتاج من االزهار البيضاء وطرحة من التل توضع‬
‫في شعرها من الخلف ‪......‬يبقى الحذاء ربما هو‬
‫يستطيع تحديد مقاس الفستان ولكن ماذا عن الحذاء‬
‫هل عليه التخمين ؟!!!!!اتصل بها لترد عليه بينما‬
‫يظهر صوت ضوضاء جوارها قال (ما مقاس حذائك‬
‫؟)‪.......‬قالت بدهشة (هل ستشتري لي حذاء‬
‫؟)‪........‬قال بنفاذ صبر (وهل تريدين الحضور‬
‫بالكوتشي ؟!!!)‪....‬جاء صوتها متذمرا وهي تقول‬
‫(وماذا لديك ضد احذيتي ؟)‪........‬قال بصوت حاول ان‬
‫يجعله هادئا (ليس لدي شئ ضدها ويمكنك رمي‬
‫الحذاء الذي ساشتريه في الغد واالن قولي‬
‫)‪........‬قالت بنفاذ صبر (سبعة وثالثون‬
‫)‪..........‬اغلق الخط قبل ان يسمع باقي تذمرها ولكن‬
‫من ناحية اخرى يبدو جيدا انها عادت الى االعتراض‬
‫بعد حالة االكتئاب التي كانت تعاني منها ‪........‬يبقى‬
‫االن ان يحصل على حلة زفافه ‪......‬ذهب الى محل‬
‫شهير ليخرج وفي يده حلة سوداء وحذاء اسود‬
‫‪.........‬االن عليه ان يذهب ليوصل لها الفستان‬
‫والحذاء ثم يسلم السيارة الى عمرو صديقه ليتولى‬
‫تزينها ثم يعود الى شقته لتجهيز نفسه ‪ ،‬لقد قسم‬
‫المهام بين اصدقائه حتى ال تحدث اي مشكلة فواحد‬
‫مسئول عن احضار الطعام واخر عن الحلوى واثنان‬
‫احضرا المسئولون عن وضع الكهرباء التي ستزين‬
‫اليخت ‪ ،‬وكذلك الفراشة التي ستوضع ‪.......‬شيئا آخر‬
‫عليه ان يفعله وهو حجز جناحان في فندق راقي واحد‬
‫له وللعروس واالخر لشقيقاته ‪.......‬اعطى لحازم‬
‫عنوان الكوافير حتى ال يحدث المزيد من اضاعة‬
‫الوقت ‪.......‬مضت ساعة كان خاللها قد اعد نفسه‬
‫واصبح راضيا عما فعله لتعلو الطرقات ويدخل‬
‫اصدقائه في مثيرين عاصفة ‪........‬كانوا قد احضروا‬
‫كاميرا وأخذوا يصوروه ‪.........‬نزلوا بعدها ليجد‬
‫سيارته وقد تم تزينها بلمبات صغيرة وازهار من‬
‫االمام والخلف وخلف سيارته وقفت عدة سيارات‬
‫اخرى ‪ ،‬كان عمرو صديقه هو من يقود سيارته‬
‫‪.......‬تذكر زفاف احمد ‪ ،‬كان يتمنى ان يكون متواجدا‬
‫وكذلك يوسف ولكن الظروف حكمت ‪.......‬سارت‬
‫الزفة التي تعالت منها االصوات والكالكسات حتى‬
‫توقفوا امام الكوافير وجد حازم واقفا جوار السيارة‬
‫‪........‬نزل ليعانقه ويقول له (معتز سليمان ستظل‬
‫اكبر مصدر للمفاجآت في حياتنا )‪........‬ضحك بصوت‬
‫عال ليقول له (عليك ان تشكرني يا رجل فانا ابعد‬
‫عنكم الملل)‪........‬نظر حوله فوجد السيارة فارغة‬
‫فسأله (اين ريهام وسارة ؟)‪........‬قال له بمرح (في‬
‫الداخل انت تعرف ريهام لم تستطع االنتظار دون رؤية‬
‫العروس!!!!!)‪........‬في الداخل كانت ريهام وسارة‬
‫اللتان لم تستوعبا حتى االن ما يحدث موجودتان‬
‫وعمر خلفهما تنظران الى عروس شقيقهما ‪ ،‬فتاة‬
‫شقراء شديدة الجمال اقرب الى الطفلة ترفض ارتداء‬
‫فستان الزفاف والطرحة ‪......‬وتؤكد انها ليست‬
‫عروس او شئ من هذا القبيل ‪.......‬مع سيل من‬
‫الشتائم عن الغبي المتخلف الذي خدعها واحضرها‬
‫الى مكان المجانين هذا ‪.......‬دخل ليجدها واقفة فوق‬
‫الكرسي رافضة للكالم مع اي شخص والجميع‬
‫عاجزون عن التصرف ‪ ،‬كان يريد الترحيب بشقيقاته‬
‫ولكن فليحل هذه المشكلة اوال !!!!!!!!!اقترب منها‬
‫وهو يقول مهدئا (شيري ما الذي تفعلينه‬
‫؟)‪.....‬اشارت اليه بطريقة درامية وهي تقول (انت‬
‫خدعتني لم تخبرني انك ستقيم حفل زفاف )‪........‬قال‬
‫بهدوء مقنع (لماذا تقولين انها خدعة انها مفاجأة‬
‫)‪.......‬قالت باعتراض (انا اساسا ال اريد ان اكون‬
‫زوجتك فلماذا تقيم لي حفال للزفاف ؟)‪......‬انها‬
‫ستفضحة او فضحته بالفعل قال لها بصوت خافت‬
‫(شيري انت زوجتي بالفعل والدك زوجك لي ولن‬
‫تسعده بالتأكيد تصرفاتك )‪......‬قالت باعتراض (وهل‬
‫سيسعده عدم حضور زفافي )‪........‬ان يكره هذا‬
‫االسلوب ولكنه مضطر ‪ ،‬قال بحنان (نحن سنصور‬
‫الحفل ليشاهده فانت تعلمين انه غير قادر على‬
‫الحضور وبالتأكيد رؤيته لك عروس سعيدة‬
‫ستسعده)‪.......‬يبدو انها قد اقتنعت لذا قال لها (االن‬
‫هي ارتدي الفستان حتى يضعوا لك التاج‬
‫)‪.........‬امسكت الفستان بيدها وانصرفت الى حجرة‬
‫التبديل كان الصمت يعم المكان خالل حوارهما وكأن‬
‫الجميع يشاهد مسرحية مثيرة ‪ ،‬لتعلو االصوات فور‬
‫انصرافها كانت ريهام تقول لسارة ضاحكة (من اين‬
‫اختطف شقيقك هذه الفتاة من روضة اطفال ؟‬
‫!!!!!!!!!) ‪.........‬اجابتها سارة ضاحكة (انها احدى‬
‫مفاجآت معتز!!!!!!!!)‪..........‬اقترب منهما ليقول‬
‫بمرح مختلط باالسى (كفا عن النميمة لن اسامحكما‬
‫على حديثكما عني )‪.........‬قالت له ريهام بمرح‬
‫ضاحك(انها رائعة ولكن الم تفكر في التبني عوضا‬
‫عن الزواج ؟!!!!!!!)‪........‬نظر اليها بغيظ وقال (ان‬
‫فرق العمر بيني وبينها اقل من ثماني سنوات ‪....‬اقل‬
‫من الفرق بينك وبين زوجك كما انها بلغت الثامنة‬
‫عشر منذ شهرين ) رفعت يدها في ادعاء للبراءة‬
‫لتقول بعدها (ما دمت ترى ذلك) نظر جوارها ليقول‬
‫(وما رأيك يا سارة ؟)‪.....‬كان اخر حديث بينهما هو‬
‫الذي ذكرها فيه بالماضي لذا ال يدري ان كانت سترد‬
‫ام ال ؟ وجدها تقول (ال استطيع الحكم على الوضع‬
‫دون معرفة تفاصيله ولكن ما فهمته ان والدها مريض‬
‫وفي حالة خطرة لذا هناك بعض االوقات يكون على‬
‫االنسان تقبل اوضاع قد تبدو غريبة النها الحل‬
‫الوحيد)‪........‬نظر اليها بدهشة متفاجئا من تحليلها‬
‫العميق لشئ ال تعرف تفاصيله ليقول بعدها (عندك‬
‫حق )‪.......‬خرجت العروس ليحدق الجميع بها بدهشة‬
‫فقد اظهرها الثوب الرقيق كمالك رائع ‪ ،‬نظر معتز الى‬
‫قدمها مبتسما حيث ظهر طرف الحذاء اسفل الثوب ‪،‬‬
‫لقد تحققت احدى امنياته بان يراها ترتدي شيئا غير‬
‫الكوتشي ‪........‬قامت مصففة الشعر بوضع تاج‬
‫االزهار المستدير فوق شعرها الذي لفته مثبتة‬
‫الطرحة في اسفله لتكتمل الصورة المبهرة‪........‬كانت‬
‫تنظر الى صورتها في المرآة باعجاب طفولي وكأنها‬
‫ال تصدق انها هي مد ذراعه لتضع يدها فيها بينما‬
‫تعالت الزغاريد خلفهما‬
‫******لقد اقلقه اتصال معتز به هل عاد الثارة‬
‫المشاكل مرة اخرى ؟‪ ..............‬ماذا عليه ان يفعل‬
‫هل عليه السفر مباشرة فربما يكون الوضع ملحا ؟‪،‬‬
‫لقد اخبره انه سينتظر عودته من ناحية اخرى هناك‬
‫فكرة مجنونة خطرت بعقله ‪ ،‬ولكنه كلما قلب االمور‬
‫في عقله يجدها اصبحت اكثر منطقية‬
‫!!!!!!!!!!!فتاته الغامضة وظهورها بهذه الطريقة‬
‫ومشاعره المتخبطة تجاهها ثم اتت رائحتها ورد‬
‫فعلها تجاه احتضانه لها لتكتمل الصورة ‪ ،‬ان عليه ان‬
‫يتأكد ليعرف مدى صدق هذا التخمين ‪............،‬‬
‫اتصل بشخص موجود في لندن ليجد الشخص في‬
‫الجهة االخرى يسلم عليه ‪.......‬ليقول بصوت واثق‬
‫( عصام اسمعني جيدا واتمنى هذه المرة ان تنجح‬
‫)‪........‬قال باهتمام (اجل ساحرص على ان احسن‬
‫صورتي هذه المرة )‪............‬قال موضحا (هل تذكر‬
‫الشقة التي كنت تقوم بمراقبتها ‪......‬اريد منك ان‬
‫تدخلها ‪......‬يجب ان يكون ذلك عندما تكون خالية‬
‫‪........‬اريدك ان تدخل حجرة الفتاة وخالل ذلك ستقوم‬
‫بفتح كاميرا الالب وتريني اي اوراق رسمية تخصها‬
‫او اي صور لفتاة في بداية العشرينات ‪ ،‬هل فهمت‬
‫؟)‪........‬قال (اجل ‪ ،‬ساذهب الى هناك فورا واذا كانت‬
‫الشقة خالية سانفذ على الفور وان كان هناك احد‬
‫بالداخل ساخبرك )‪........‬اغلق الخط وهو ينتظر‬
‫شاعرا بمشاعر شتى توتر وترقب ‪......‬في لحظات‬
‫يشعر بيقين ليعود في لحظات اخرى ويتحول الى شك‬
‫‪ .........‬مضت نصف ساعة ليعيد عصام االتصال به‬
‫قائال (لقد وصلت الى هناك ووجدت الشقة خالية‬
‫‪........‬ساتصرف حتى اتمكن من الدخول بهدوء)‬
‫‪............‬مضت عدة دقائق بدت له كالدهر قبل ان‬
‫يعيد عصام االتصال به قائال(انا االن في الداخل سافتح‬
‫الالب)‪.......‬فتح هو ايضا الالب الخاص به لتأتيه‬
‫صورة جزء من الحجرة فيما بدا وان عصام يبحث‬
‫عما طلبه منه ‪ ،‬كان يشعر بأن اعصابه مشدودة‬
‫كالوتر !!!!!!!!‪........‬كان عصام يفتح االدراج وينظر‬
‫بين الكتب والتي كانت جميعها باالنجليزية وتعلو‬
‫بعضها صور الجزاء من جسم االنسان مما يدل على‬
‫انها خاصة بدراسة الطب ‪ ،‬فتح احد االدراج ليجد ما‬
‫بدا وكأنه بطاقة لدخول الجامعة وهناك صورة تعلوها‬
‫‪........‬وصل صوته الى يوسف وهو يقول (لقد وجدت‬
‫شيئا ما )‪.........‬اقترب من الشاشة وهو يضع البطاقة‬
‫امام الكاميرا ‪........‬ليجد عينا الجالس في الجهة‬
‫االخرى تتسعان ببريق مصدوم مستمع وهو يقول (يا‬
‫بنت ‪......‬ليقطعها قبل ان ينطق السباب ويكمل الدكتور‬
‫!!!!!!!!!)‪.........‬قال له بلهجة آمرة حازمه (صوره‬
‫وارسل الصورة لي)‪.........‬فعل ما طلبه ليقول له‬
‫بعدها (ابحث فربما تجد شيئا آخر ‪ ،‬قرأ محتويات‬
‫البطاقة االسم (انجل عبد الرحمن الحسيني‬
‫)‪(........‬طالبة في الفرقة السادسة )‪........‬ويعلو‬
‫البطاقة اسم الكلية (كلية الطب جامعة لندن )‪.......‬اذا‬
‫فهي تدرس الطب ‪ ،‬يبدو ان هذه المهنة قد اطورت‬
‫لتضم الفاتنات !!!!!!ثم في الجانب صورة الفاتنة‬
‫ديليب زرقاء العينين !!!!!!!!لقد صدق حدثه‬
‫‪........‬ولكن بعد ان ظلت تالعبه وتستغفله اليام ‪،‬‬
‫ولكن منذ هذه اللحظة سيري الطفلة كيف يكون اللعب‬
‫!!!!!!!!‪......‬وجد عصام يقترب من الشاشة مبتسما‬
‫ليقول بعدها ضاحكا (لقد وجدت شيئا سيهمك بالتأكيد‬
‫‪ ،‬صور كثيرة كلها لنفس الرجل)‪.........‬غضب شديد‬
‫عصف به للحظات وهو يتخيل اهتمامها برجل ما‬
‫وجمعها لصوره ‪ ،‬قبل ان يظهر امام الشاشة ملف‬
‫مملؤا بصور تم طبعها من الحاسب ولدهشته كانت كل‬
‫الصور له ‪........‬صور تظهره خالل مناسبات مختلفة‬
‫قام بحضورها عبر السنوات الماضية يبدو ان مالكه‬
‫كانت مهتمه به ‪ ،‬ابتسم ليقول بعدها لعصام (أليس‬
‫هناك شيئا آخر مهما ؟)‪.........‬فكر عصام ان الصور‬
‫الكثيرة لطفالن عبر سنوات عمرهما لن تكون مهمة‬
‫ليوسف السعيد فهو لم يطلب منه االصور الفتاة ‪ ،‬قال‬
‫بتأكيد (ليس هناك شيئا آخر )‪..........‬قال له بحزم (اذا‬
‫اعد كل شئ لمكانه واخرج قبل ان يعود احد‬
‫)‪.........‬اومأ برأسه موافقا وهو يقول (حسنا‬
‫)‪.........‬اغلق جهازه ليمسك بعدها الصورة التي قام‬
‫بطبعها مقلدا لها !!!!!!!!!‪........‬ليضحك ضحكات‬
‫صاخبة ويقول محدثا نفسه (لقد وجدت من استطاع‬
‫ان يخدعك يا يوسف!!!!!!!! )‪......‬قال بعدها بغيظ‬
‫(كنت اموت من اجل لمسها وامنع نفسي بالقوة ‪،‬‬
‫بينما لدي كل الحق في ذلك!!!!!!!! )‪ ......‬عادت الى‬
‫عقله مشاهد متعددة ‪ ،‬هو لم يستطع الربط من البداية‬
‫النها كانت مخالفة للصورة التي رسمها عقله لها ‪،‬‬
‫وخاصة بعد كالم والدها ‪ ،‬ربما توقع صورة هادئة‬
‫مشابهة لسارة متحفظة في التعامل مع الناس خجولة‬
‫‪.......‬لتظهر له هذه الجنية الجامحة المتوقدة ذكاءا‬
‫وجرأة ‪......‬قفزت الى رأسه صورتها بالقميص‬
‫االزرق القصير الذي القته امامه بوقاحة مسببة له‬
‫ارتفاعا في الضغط ‪......‬همس وعيناه تبرقان بتصميم‬
‫(المرة القادمة التي سترتديه فيها ساكون انا من‬
‫ينزعه عنك الرميه بعيدا )‪.........‬انه ورغم غيظه من‬
‫كونها استطاعت خداعه اال انه يشعر بسعادة لم يسبق‬
‫له ان شعر بها ‪ ،‬ان تكون زائرة احالمه التي تعلق بها‬
‫لسنوات هي نفسها مالكه التي قتله شعوره بالذنب‬
‫تجاهها هي نفسها جنيته التي استطاعت خالل ايام‬
‫تخطي جميع حصونه لتصل الى قلبه انه يعترف بكل‬
‫صدق (انه يحبها بل يعشقها !!!!!!!!!)‪.........‬جمالها‬
‫الصاعق عيناها الزرقوتان الجميلتان اللتان تجمعان‬
‫كل التناقضات من الهدوء التام الى العواصف الثائرة ‪،‬‬
‫شعرها االسود الحالك الطويل ‪،‬وتلك الشفتان اللتان‬
‫عذبتاه اليام ‪ ،‬حتى طابع الحسن الذي يشق ذقنها‬
‫يكمل اللوحة المبهرة ‪.......‬وقبل كل ذلك روحها‬
‫المتمردة بشقاوتها واحيانا طفولتها وتألقها وتمردها‬
‫وحتى اغوائها الفج ‪ ،‬ثم تلك الرائحة المميزة العميقة‬
‫التي أبت ان تفارقه دون ان تتركها له ليتعذب بها ‪،‬‬
‫!!!!!!!!!لقد ظل لسنوات يظنها مالك لتظهر له في‬
‫النهاية الحقيقة انها ساحرة من الجن تعلمت الشعوذة‬
‫على اصولها لتلقي في النهاية بالتعاويذ التي تدك‬
‫حصون اعتى الرجال !!!!!!!‪...‬انه يريدها في هذه‬
‫اللحظة تحديدا جسده يئن بالرغبة في الحصول عليها‬
‫وهو يظن انه لن يكتفي منها !!!!!!!‪........‬ولكنه لن‬
‫يستطيع فلقد قرر انه لن يخبرها بتوصله الى الحقيقة‬
‫‪ ،‬فلقد قرأ ما بين السطور وعلم انها رغم كل هذه‬
‫القوة والذكاء والتي تعد جزء من شخصيتها فهي ال‬
‫تزال تعاني مما فعله بها والدليل انها جاءت خلفه‬
‫وحاولت االيقاع به ‪..........‬وشيئا آخر ليس هناك‬
‫ادنى شك في صحته فلقد رأه بنفسه وهي بين ذراعيه‬
‫انه وخلف هذه الواجهة من الثقة والالمباالة هناك‬
‫طفلة مذعورة تتذكر ما فعله بها منذ سنوات‬
‫‪.........‬انه لن يكشف لها شيئا في الوقت الحالي بل‬
‫سيمنحها الفرصة ليكتشف ما تخطط له وربما‬
‫اشعارها بانتصار ما عليه فربما سيكون هذا اقرب‬
‫طريق يجعلها تتعافى ‪........‬اما من ناحية الخوف من‬
‫االتصال الجسدي فعليه ان يجعلها تتجاوزه وسيصبر‬
‫حتى يتم ذلك فهذا اقل ما يجب ان يفعله!!!!!!!!!نظر‬
‫الى صورتها ليقول لها (اسف حبيبتي لقد جئت الى‬
‫بقدميك ‪ ،‬الجد فيك كل ما اردت بل واكثر لذا ال مجال‬
‫للتراجع ‪ ،‬سامحيني على ما مضى ‪......‬واغفري لي‬
‫اني ساحرمك ان تكوني ام فانا ال اتخيل ان اتركك‬
‫لرجل آخر !!!!!!!!)‪.........‬قفز شيئا ما الى ذهنه لقد‬
‫قالت ان ديليب هذا اسم هندي ‪ ،‬فتح الالب مرة اخرى‬
‫ليدخل برنامج خاص بالترجمة ويكتب االسم لتأتيه‬
‫ترجمته االنجليزية (انجل )‪.......‬لينطلق مرة اخرى‬
‫في الضحك يعني هي في انجلترا انجل ‪،‬وفي الهندي‬
‫ديليب ‪،‬و في مصر ملك!!!!!!!!‪.....‬انها حتى لم تكلف‬
‫نفسها عناء اختيار اسم جديد ‪........‬ما باله يكلم نفسه‬
‫ويضحك هكذا هل القت عليه تعويذة للجنون ؟‬
‫‪........‬تذكر شيئا آخر الصور التي التقطها لها لقد‬
‫كانت في جيب سترته اين السترة االن؟ لم يجدها ‪،‬‬
‫يبدو انها في المغسلة ‪......‬ليس هناك مشكلة‬
‫سيصورها االف من الصور غيرها ‪......‬انه يريد ان‬
‫يذهب الى الشقة في هذه اللحظة ليراها ولكن هذا‬
‫سيكون خطر لقد تمكن بالكاد ان يبتعد عنها وهو‬
‫يظنها غريبة ال تحل له ‪.......‬واالن بعد ان علم انها‬
‫زوجته سيكون ذهابه الى هناك في هذا الليل بالغ‬
‫الخطورة ‪ ،‬فلينتظر حتى الصباح ‪........‬تذكر شيئا ما‬
‫اين نهال حتى االن ؟‪....‬انه هو المخطأ النه استجاب‬
‫اللحاحها في البقاء ‪......‬امسك الهاتف ليتصل بها‬
‫فاخبرته انها في طريق العودة ‪......‬تأفف بتذمر وهو‬
‫يضع الهاتف مكانه ويتجه الى الحمام للحصول على‬
‫دش منعش‪................!!!!!!!!!!!!!!!!!!............‬‬

‫**رغم ان التجهيز للحفل تم في وقت قياسي اال ان‬


‫النتيجة النهائية كانت جيدة للغاية وكان اليخت ممتلئا‬
‫بالضيوف معظمهم من الشباب الذين جعلوا الجو‬
‫صاخبا جدا ‪ ،‬خاصة مع اغاني المهرجانات التي‬
‫تعالت لتجعل الجميع يرقصون في نفس الوقت ‪،‬‬
‫والعروسان لم يكونا يختلفا عن الضيوف فقد اندمجوا‬
‫في الرقص المتواصل ‪......‬كان يشعر بالسعادة النه‬
‫احضر صديقاتها الى الحفل ‪ ،‬كانا يجلسان فوق‬
‫الكوشة التي تم اعدادها لهما عندما دخلت تلك الفتاة‬
‫التي كانت معجبة به لتشهق بصوت مرتفع (شيري‬
‫هل ستتزوجين السائق ؟!!!!!!!!)وجد ان االنظار‬
‫تتجه اليهما فعلى ما يبدو ان الجميع قد سمع‬
‫االستنكار العالي ‪ ،‬وجدها تمط شفتيها لتجيبها (لقد‬
‫اضطررت الى ذلك حبيبتي ‪ ،‬التقلقي ساتخلص منه‬
‫قريبا )‪.........‬اذا فالطفلة تنوي التخلص منه !!!!!انها‬
‫حتى لم تصحح لصديقتها حقيقة وضعه!!!!!!!بعد ذلك‬
‫اصبح هناك حلقة اخرى خاصة بالفتيات في منتصفها‬
‫العروس وصديقاتها وحولهن الفتيات الالتي حضرن‬
‫بينما صحبه الشباب الى حلقه خاصة بهم ‪........‬لقد‬
‫احضر اصدقائه تورتة كبيرة لذا فان عليهما تقطيعها‬
‫وجدها جانبه وقد ناولها احدهم السكينة وعندما امسك‬
‫بيدها كالمعتاد وجدها تقول باعتراض (ابعد ايدك انا‬
‫استطيع ان اقطعها وحدي )‪.........‬يا ليل !!ما هو‬
‫موقعه في هذا المكان بالتحديد ؟ اليس عريس الغفلة‬
‫وهذا ما يفعلونه !!!!!ضغط يدها بقوة وهو يهمس في‬
‫اذنها (اخرسي يا شيرين وكفي عن اثارة الفضائح‬
‫)‪.......‬نظرت اليه بحنق ليكمال الفقرة بعد ذلك‬
‫‪.......‬ويجد انغام هادئة تتصاعد من الدي جى هل عليه‬
‫ان يراقصها سلو !!!!!!ربنا يستر !!!!!! تم اخالء‬
‫المنتصف لهما فاقترب منها وقال (ضعي يديك فوق‬
‫كتفي )‪.......‬قالت متأففة (انا ال احب هذه الرقصة‬
‫)‪.........‬همس لها بغيظ (شيري اسمعي الكالم واجعلي‬
‫الليلة تفوت )‪........‬يبدو ان ساعة الصفر قد اقتربت‬
‫فمع تقدم ساعات الليل بدأت البرودة تشتد فوق اليخت‬
‫‪ ،‬والمعظم لديهم اطفال لذا كان ال بد من المغادرة‬
‫‪.......‬قبل ان يركب سيارته متجها الى الفندق اقترب‬
‫من حازم وقال له (الوقت االن متأخر لذا سيكون‬
‫السفر غير مالئم ‪......‬اكمل بعدها لقد حجزت لكم‬
‫جناح في الفندق الذي سانزل فيه )‪......‬رد حازم‬
‫(معتز ال داعي لهذا )‪.......‬قال بابتسامة (لقد حجزته‬
‫بالفعل وعلى كل حال يوم السبت اجازة اقضوه هنا‬
‫وغادروا في المساء )‪.......‬يبدو انه كان يفكر ليقول‬
‫له في النهاية (ال بأس سنذهب معك )‪.......‬دخل‬
‫السيارة حيث ريهام في المقعد االمامي وسارة وعمر‬
‫في الخلفي ‪ ،‬قال (سنبيت هنا الليلة )‪........‬قالت ريهام‬
‫باعتراض (ولكن نحن لم نستعد )‪.......‬اجابها وقد‬
‫انطلقوا بالفعل (سيكون مرهقا السفر والعودة في‬
‫نفس اليوم )‪.......‬هل وقعت في نفس الفخ مرة اخرى‬
‫في اقل من اسبوع!!!!!!!خالل رحلتهم الماضية‬
‫اضطروا ايضا للمبيت ‪.....‬تبا ولكن مهال يا حازم لن‬
‫اعطيك الفرصة هذه المرة لتالعب آخر !!!!!!!وصلوا‬
‫الى الفندق في زفة اخرى ‪ ،‬اال انه وبسبب خلو‬
‫الشوارع في هذا الوقت لم تكتفي السيارات التي‬
‫تتبعهم باطالق الكالكسات ‪ ،‬ولكن انخرطوا في‬
‫استعراضات بالسيارات (خمسات وستات )‪.......‬وحتى‬
‫سيارة العروسان ظلت تفعل مثلهم فعمرو صديقه لم‬
‫يفوت الفرصة وبدا ان العروس مستمتعة جدا بما‬
‫يحدث !!!!!!حتى حازم ايضا قد اشترك في االلعاب‬
‫وشقيقاته كانت ايضا مستمتعات ‪.......‬معظم السيارات‬
‫المارة كانت تشاركهم في اطالق الكالكسات وحتى‬
‫التكاتك !!!!!!يبدو وانهم في النهاية قد حصلوا على‬
‫حفل زفاف ال ينسى ‪.........‬وصلوا الى الجناح الخاص‬
‫بهما لقد اختاره بحجرة نوم واحدة حتى ال تستطيع‬
‫الهرب ‪ ،‬بينما الجناح االخر بحجرتين وعليهم ان‬
‫يتصرفوا !!!!!!!!!فتح الباب ليرفعها بعدها بين‬
‫ذراعية لتقول له بحنق (ماذا تفعل ايها االبله‬
‫؟)‪.........‬رد بغيظ ( انا المخطأ النني قمت بحمل طفلة‬
‫حمقاء حتى اشعرها انها عروس!!!!!!)‪......‬ثم رماها‬
‫فوق السرير لتقوم وتقف فوق السرير وهي تقول‬
‫(لماذا رميتني هكذا هل تظنني شوال بطاطس‬
‫؟!)‪.......‬اقترب ناحيتها بينما يفك ربطة عنقه ليقول‬
‫وهو يرفع حاجبه (بل اظنك لسان تم تركيب جسم‬
‫فوقه ‪ ،‬وقد ابتليت به)‪.......‬اشارت له باصبعها وهي‬
‫تقول (ال يعجبك لساني اه ‪ ،‬انت كلك ال تعجبني‬
‫!!!!!!!)‪......‬اقترب منها بتهديد وقال (اذا فان ال‬
‫اعجبك ‪ ،‬أي عروس تلك التي تصدم زوجها بهذا‬
‫القول ليلة زفافهما !!!!!!!!)‪.......‬قالت باستنكار (ال‬
‫تقل هذه الكلمة مرة اخرى )‪......‬القى السترة على‬
‫الكرسي المجاور ليجلس بعدها على السرير وهو‬
‫يقول بسخرية (انا لن اقولها فقط بل سافعلها ايضا‬
‫)‪.......‬نظرت اليه بدهشة وقالت (وكيف ستفعلها‬
‫؟)‪.......‬قربها منه ليضع يديه حولها ثم يقول (سأريك‬
‫حاال )‪.......‬مرر اصبعه على خطوط وجهها بينما‬
‫تنظر اليه بذهول ليقرب وجهه منها ويقبلها قبالت‬
‫رقيقة على كل جزء في وجهها ‪.......‬كان الذهول ال‬
‫يزال مرتسما على وجهها مما مثل حالة جيدة افضل‬
‫من الصراخ او الشتم او االعتراض !!!!!!بدأ يقبلها‬
‫على فمها برقة في البداية ثم بعمق اكبر‬
‫‪.............‬عندما فتح سوستة الفستان ومد يده السفله‬
‫يبدو انها قد عادت للوعي مرة اخرى لتصدر منها‬
‫شهقة عنيفة مستنكرة ‪...........‬بمضي بعض الوقت ال‬
‫يمكنه ان يصف ما كانت تفعله بالتحديد تبكي بعض‬
‫الوقت ثم تشتمه لبعض الوقت ثم تهدده بعدها‬
‫‪.......‬ولكن ما كان يطمئنه ان بكائها كان مثل الذي‬
‫قامت به يوم اغلق عليها الحجرة وليس مثل ذلك‬
‫البكاء الذي تطلقه عندما يحدث شئ لوالدها والذي‬
‫يقطع قلبه !!!!!!!!!لقد حاول قدر استطاعته اال‬
‫يؤلمها وهو ما حدث ‪ ،‬لحظات فقط ارتعش جسمها‬
‫خاللها بشدة ثم هدأ‪.......‬في مرحلة ما بدأت تعترض‬
‫ولكنه لم يكن سيعطيها الفرصة !!!!!!فقد بدا له‬
‫الشرح النظري صعب جدا وخاصة لهذه الجاهلة في‬
‫كل شئ طويلة اللسان ‪ ،‬لذا كان ال بد من الشرح‬
‫العملي مباشرة ‪......‬مضت نوبة البكاء ليتعالى بعدها‬
‫صوتها بالسباب (انت قليل االدب ‪ ،‬انت‬
‫‪........‬ااااااااااااه ‪ ،‬لقد ‪..........‬اااااااااااااااااه )‪.......‬انه‬
‫يمسك نفسه عن الضحك بالقوة فعلى ما يبدو ان‬
‫لسانها الطويل قد عجز اخيرا عن ايجاد الكلمات‬
‫لوصف فعله الشائن ‪ ،‬ان زوجته الطفلة مسلية جدا‬
‫!!!!!!!!!‪......‬لقد ظن انه سيقوم باحتضانها ويهدئها‬
‫ولكنها لم تتح له اي فرصة بل اندفعت في هيجانها‬
‫الخاص ‪.......‬سيل آخر من الشتائم (ايها الحقير‬
‫ساخبر والدي ‪ ،‬سيدرك حقيقتك عندما يعلم ما فعلته‬
‫بي اثناء مرضه )‪......‬سكتت لتنطق بعدها باحد‬
‫افكارها الجبارة (ساذهب في الصباح الى ناظرة‬
‫مدرستي واخبرها بما فعلته ‪ ،‬لقد كانت تنصحنا دائما‬
‫اال ندع احد يلمسنا وانت لمست ‪........‬اااااااااااااااه بل‬
‫اكثر ‪ ،‬انت حيوان حقير !!!!!!!)‪......‬اخذت انفاسها‬
‫ليخرج عقلها فكرة اشد عبقرية (بل ساذهب الى قسم‬
‫البوليس وابلغ عنك ‪ ،‬ال بد انهم سيقومون باعدامك‬
‫)‪.......‬نظر اليها بتسلية (وما البالغ الذي ستقدمينه‬
‫لهم ‪ ،‬ماذا ستقولين ؟)‪........‬قالت بحنق (ساقول انك‬
‫‪.....‬انك ‪......‬برقت عيناها وهي تجد الكلمة تحرشت‬
‫بي بل اغتصبتني ‪......‬صمتت للحظات ثم قالت وهي‬
‫ترفع حاجبها ان ما فعلته بي هو ما يطلقون عليه‬
‫اغتصاب اليس كذلك؟‪.......).......‬هل عليه ان يجيبها‬
‫؟ قال مصطنعا الجدية (هل تعرفين هذه الكلمات‬
‫شيري ؟‪......‬لكن ال تنسي ان تقولي اني زوجك‬
‫)‪.....‬يبدو ان دموعها قد جفت فصمتت اخيرا‬
‫‪.....‬تركها وقام واستحم ‪ ،‬ثم مأل حوض االستحمام لها‬
‫ووضع به شور برائحة الورود ‪.‬اقترب منها وقال‬
‫(شيري قومي واستحمي) ناولها معطف االستحمام‬
‫وادار وجهه للجهة االخرى فالوقت غير مناسب‬
‫لمشكلة جديدة ‪......‬قبل ان تصل الى الباب قال لها‬
‫بجدية (هل تعرفين كيفية االغتسال ؟)‪.......‬نظرت اليه‬
‫وقالت ( بالتأكيد استطيع االستحمام )‪.......‬قال بهدوء‬
‫(انا اقصد االغتسال بعد ‪......).....‬قطع العبارة فعلى‬
‫االرجح هي ال تعرف معناها ‪ ،‬قال (مثل االغتسال بعد‬
‫انتهاء الدورة الشهرية )‪.......‬قالت ووجهها يحمر‬
‫خجال (انا استحم فقط )‪......‬قال لها‬
‫(اجلسي)‪......‬واشار الى كرسي مجاور ‪ ،‬ثم اخذ‬
‫يشرح لها كيفية القيام باالمر ‪......‬دخلت الحمام وهو‬
‫يتنهد لقد انهى الخطوة االولى بنجاح ‪ ،‬ويتمنى ان‬
‫يعبر الباقي ايضا ‪ ،‬فتح الدوالب وقام باخراج مالئات‬
‫نظيفة لينزع االخرى عن الفراش ‪ ،‬ان طفلته لن تقوم‬
‫بذلك بكل تأكيد ومن ناحية أخرى هو لن يترك للعمال‬
‫ما يتحدثون عنه!!!!!!!!!!!!‬

‫*******استيقظ ليجد رجل صغيرة فوقه انها رجل‬


‫االستاذ عمر الذي ظل طوال الليل يشبعه ركال ‪ ،‬ان‬
‫ابنه هذا ميئوس منه ال بد ان ينام وحيدا حفاظا على‬
‫راحة الجنس البشري ‪ ،‬لقد دخلوا الجناح امس لتدخل‬
‫زوجته الى الحجرة خلف شقيقتها بينما تقول له‬
‫وعيناها تلمعان (الحجرة االخرى لكما )‪........‬توجه‬
‫الى الحجرة التي تقصدها لينزع حذاء ابناه ويقوم‬
‫بوضعه فوق السرير ثم ينضم اليه ‪........‬لقد كان هذا‬
‫السفر مفاجئ له وربما لم يخطر بباله استغالل الوضع‬
‫النه كان ينوي الرحيل مباشرة ‪ ،‬ولكن نظرتها‬
‫المتحدية له باالمس ال يمكن ان يمررها ‪ ،‬انها تظن‬
‫انها انتصرت في هذه الجولة ولكن بما ان الوقت لم‬
‫ينته بعد فالزال الموضوع بين يديه خرج من الحجرة‬
‫بعدما ارتدى مالبسه ليجد سارة جالسة في الشرفة‬
‫الملحقة بالصالة الخارجية جلس على احد الكراسي‬
‫وهو يلقي عليها التحية ‪......‬ثم قال (هل استيقظت‬
‫ريهام ؟)‪.......‬ردت عليه بالنفي ‪....‬فقال لها وهو يقوم‬
‫من فوق كرسيه (ساجهز عمر خذيه وانزال لتتنزها‬
‫حتى ال يضيع الوقت المتبقي )‪.......‬ثم غادر الشرفة ‪،‬‬
‫ما الذي ينويه حازم هل ينوي شيئا ما لذا يريد‬
‫ابعادهما؟ ان ريهام ستقتلها اذا ساعدته ‪.......‬خالل‬
‫دقائق وقبل ان تتخذ اي قرار كان عمر واقفا امامها‬
‫مرتديا مالبسه وهو يقول لها (هيا يا سارة اريد‬
‫الذهاب الى البحر )‪......‬قالت في سرها (اصل سارة‬
‫هي اللي خلفتك ونسيتك !!!!!)‪.........‬امسكت بيده‬
‫بينما حازم يراقبهما حتى اغلقا الباب خلفهما ‪ ،‬ليقوم‬
‫بعدها وعيناه تلمعان ‪ ،‬فتح باب الحجرة بهدوء ونظر‬
‫فوق الفراش فلم يجدها يبدو انها في الحمام ‪ ،‬تقدم‬
‫الى السرير واستلقى عليه ليجد مجلة فوق المنضدة‬
‫فتحها واخذ يقلب فيها ‪.....‬ليصل اليه بعد دقائق صوت‬
‫انفتاح باب الحمام ويصله صوتها (ما الذي تفعله هنا‬
‫؟)‪......‬كانت ترتدي معطف الحمام وتلف شعرها‬
‫بفوطة ‪......‬اعتدل في جلسته ليقول لها بلهجة بريئة‬
‫(انتظرك حبيبتي بالتأكيد ‪........‬ثم اكمل وابتسامة‬
‫خبثة تعلو شفتيه لقد سبقنا سارة وعمر الى البحر ‪،‬‬
‫وقد انتظرتك الخبرك حتى ال تبحثي عنهما‬
‫)‪........‬قالت بغيظ (واالفيال تطير!! ‪......‬واالن هيا يا‬
‫حازم انتظر في الخارج حتى ارتدي مالبس )‪.......‬كان‬
‫ينظر اليها ببطء ليقول بعدها (وما الداعي للسرعة‬
‫صدقيني ان منظرك هكذا رائع )‪.......‬هتفت بغيظ‬
‫(حازم !!!)‪.......‬وقف بخفة مقتربا منها ليقول‬
‫(هومي انت تعرفين ما اريده )‪.......‬قالت بحدة (وهو‬
‫ما لن تحصل عليه هل تظن انك بعد ما فعلته بي‬
‫ساستسلم لك بسهولة ؟)‪.........‬قال بال مباالة (لقد‬
‫قررت انني لن انتظر مرة اخرى شيئا يبدو انك ال‬
‫تريدين منحه برضاك ‪ ،‬لذا فالوضع حاليا هو ان آخذ‬
‫ما أريد )‪...........‬لقد رفضت النزول معه الى البحر‬
‫وتركته ينزل بمفرده الى سارة وعمر ‪.......‬سمعت‬
‫صوت طرقات على الباب فاتجهت اليه وفتحته لتجد‬
‫معتز امامها يقول (صباح الخير )‪.......‬دخل وجلس‬
‫لتقول له مازحة (صباحية مباركة يا عريس‬
‫)‪........‬نظر اليها وقال مبتسما (هللا يبارك فيك‬
‫)‪.......‬كان يرمقها متفحصا وكأنه بصدد الحديث عن‬
‫شيئا مهما قال بهدوء (ريهام ارجو ان تستمعي الي‬
‫جيدا كامرأة متزوجة ناضجة دون سخرية مما سأقوله‬
‫ثم تتصرفي بعدها بعقل فعلى ما يبدو انه ال يوجد‬
‫شخص غيرك ليقوم بالمهمة )‪.......‬قالت بمزاح (اذا‬
‫فانت تلجأ الي مضطرا )‪.....‬اومأ برأسه وقال (اجل‬
‫)‪........‬قالت بجدية (ثق بي سافعل ما تريد‬
‫)‪......‬تنحنح ثم قال (لقد رأيت شيرين امس انها ليست‬
‫ناضجة بل ال تزال بداخلها طفلة ‪...........‬صمت ثم‬
‫اكمل هي ال تستوعب معنى الزواج من االساس ثم ان‬
‫امها متوفاة منذ سنوات )‪.......‬كالمه عن الفتاة قد‬
‫ذكرها بنفسها ولكن هي كانت على النقيض فشيرين‬
‫مراهقة ال تزال تعيش في الطفولة بينما هي كانت‬
‫مراهقة تحاول التظاهر بانها امرأة ‪.......‬عاد ليواصل‬
‫كالمه (انها تريد ان تبلغ عني بسبب ما حدث بيننا‬
‫)‪........‬نظرت اليه بدهشة لترتفع ضحكاتها المندهشة‬
‫وهي تقول بسخرية لم تستطع منعها (وما الذي حدث‬
‫تحديدا لترغب في االبالغ عنك؟)‪.........‬قال محرجا‬
‫لها (ساطلب من حازم اخبارك )‪........‬ان شقيقها ال‬
‫يعلم ان حازم كان يخبرها منذ قليل دون حتى ان يطلب‬
‫منه ‪.......‬قال متسائال (اين هم ؟)‪......‬ردت (ذهبوا‬
‫للتنزه على البحر )‪......‬اومأ برأسه ثم قال (أريدك ان‬
‫تفهميها ان ما حدث شئ طبيعي )‪........‬قالت بجدية‬
‫(اال تظن ان االمر متأخر قليال مادامت ال تعلم شيئا‬
‫لماذا تسرعت ‪ ،‬كان من االفضل ان اشرح لها مسبقا‬
‫)‪........‬قال بغموض (يمكنك ان تقولي ان الضرورة‬
‫تحكم وعلى كل حال ليس هناك فائدة من تمني الفائت‬
‫)‪........‬قالت له (هيا اذا وسأحاول قدر‬
‫استطاعتي)‪........‬دخال حجرة النوم لتجد الفتاة جالسة‬
‫تشاهد التلفزيون وقفت وسلمت عليها ثم قالت وهي‬
‫تنظر الى معتز (لماذا اتيت ؟ لقد اخبرتك أال تدخل‬
‫الحجرة مرة اخرى واني خاصمتك )‪..........‬قال‬
‫محدثا ريهام (ساذهب واطلب االفطار)‪.......‬خرج‬
‫مغلقا الباب خلفه فجلست شيرين لتقول ريهام لها (هل‬
‫ضايقك ؟)‪........‬نظرت اليها شارحة (اجل انت ال‬
‫تتصورين ما الذي فعله بي لقد كنت اظنه محترما‬
‫ولكن ظهرت حقيقته ‪ ،‬لقد فعل اشياء مزرية ومقرفة‬
‫انه ‪.......).........‬يبدو ان الحالة ميئوس منها فليكن‬
‫هللا في عون شقيقها !!!!!!قالت ريهام (شيري‬
‫حبيبتي ان ما حدث ليس كما تقولين انه شئ طبيعي‬
‫لدى االنسان ‪ ،‬وهو يكون سئ فقط اذا كان بشكل غير‬
‫شرعي لكن اذا كان بين الزوجين فليس هناك مشكلة‬
‫)‪........‬نظرت اليها ببالهة لتقول بعدها (هل تقولين‬
‫ان كل المتزوجين يفعلون هذا ؟) أومأت برأسها قائلة‬
‫(اجل ) لتصدمها االخرى بقولها وهي تنظر اليها‬
‫باذراء (هل انت وزوجك ايضا؟) تبا ما شأن هذه‬
‫الحمقاء وزوجها االحمق بها هي وزوجها ال ريب‬
‫انهم سينجبون مجموعة من المتخلفين اوال من‬
‫الجينات وثانيا من التربية الرهيبة التي سيتعرضون‬
‫لها !!!!!!!!!احمر وجهها وهي تقول (لذا شيري‬
‫حبيبتي لن يستمع اليك احد اذا ابلغتي بل سيسخرون‬
‫منك ) يبدو انها قلبت االمر في رأسها لتقول بعدها‬
‫( اخبريه انني لن ابلغ عنه هذه المرة شريطة اال‬
‫يفعلها ثانية ابدا)‬
‫***استيقظ من نومه متمطيا بكسل لقد نام هذه الليلة‬
‫بشكل جيد ‪ ،‬فبعد اكتشافه المذهل واعترافه لنفسه‬
‫اصبح في حالة عجيبة لم يشعر بها من قبل ‪ ،‬يمكنه‬
‫ان يقول بصدق انه عرف معنى السعادة التي يتحدث‬
‫عنها الشعراء !!!!!!!!! معنى الشوق الذي ظن دائما‬
‫انه محض خيال !!!!!معنى الحب الذي يغمر كل ذرة‬
‫في الروح !!!!!!!!معنى ان يكون هناك شخص آخر‬
‫تهفو اليه الروح في كل لحظة !!!!!!!!‪.........‬رغم ما‬
‫تلى ذلك بعد عودة نهال اال ان شعوره لم يتغير ‪ ،‬لقد‬
‫عادت من الخارج ليجدها بعدها قد جهزت نفسها‬
‫بعناية قميص نوم نحاسي مثير ‪ ،‬لم يفعل شئ اال ان‬
‫ذكره بذلك الفستان التي كانت مالكه ترتديه في اليوم‬
‫االول حين خرجا مساءا ‪ ،‬كان مدمرا وكان يشعره‬
‫بغيرة قاتله وهو يظهر ذراعيها وساقيها بالكامل‬
‫‪.......‬انها تحتاج موقف حاسم تجاه مالبسها تلك ‪ ،‬ان‬
‫جمال وجهها يكفي ليجعل االخرين يحدقون بها ‪ ،‬وال‬
‫ينقصه اال اظهار مفاتنها االخرى ‪ ،‬لتجعله يحترق‬
‫غيره وتجعل االخرين يحترقون شوقا‬
‫!!!!!!!‪........‬عادت عيناه الى نهال لقد اعتنت ايضا‬
‫بزينة وجهها مكياج مناسب للون القميص ‪ ،‬قيم‬
‫بحيادية جميلة ومثيرة ولكن بطريقة باردة ‪ ،‬مثل طبق‬
‫بارد يقضي على الجوع ولكن ال يشعر االنسان‬
‫بالمتعة في تناوله كما ال يشتاق اليه اذا‬
‫غاب!!!!!!!!‪......‬ماذا عليه ان يفعل انها تقدم له‬
‫دعوة صريحة ؟ هل عليه ان يرفض ويتجاهلها ؟ هل‬
‫اقترابه منها سيعد خيانة لمالكه بعد ان ادرك من‬
‫تكون وانه يحبها وال يريد سواها ؟ ربما يكون هذا هو‬
‫الحال ؟!!!!!!!لكن من ناحية اخرى هي ال تزال‬
‫زوجته شرعا ولم يتخذ قرارا بعد بشأنها ‪ ،‬لذا فان لها‬
‫حقوقا عنده ‪ ،‬وبالتأكيد الجانب الجسدي هو احد هذه‬
‫الحقوق لذا فانه لن يرفض الدعوة ‪،‬ختى ال يتحمل‬
‫الذنب‪.........‬لقد ظل لسنوات زوجا الثنتين وربما‬
‫خالل هذه الرحلة بالتحديد كان سيتخذ قرارا بالزواج‬
‫من ثالثة ‪ ،‬ليتضح له في النهاية ان االولى هي الثالثة‬
‫‪ ،‬ولكن هذه هي المرة االولى التي يشعر فيها بواقعية‬
‫االمر ‪ ،‬كان الوضع في السابق غير حقيقي اما االن‬
‫عليه ان يتخذ قرارا ‪........‬ولكن ما يزيد من صعوبة‬
‫الحال هو انها وافقت على البقاء معه بعد معرفتها‬
‫بعقمه فسيبدو في صورة النذل الذي لم يقدر الجميل‬
‫!!!!!!!!!!نهض من فراشه وقام ليبدأ في االستعداد‬
‫للذهاب الى جنيته الساحرة ‪.......‬انه لم يفكر حتى اين‬
‫سيذهبان ؟ او ما الحجة التي سيعود بها بعد ان القى‬
‫كلمة الوداع بشكل حاسم؟ ولكنه ال يهتم سيجد بالتأكيد‬
‫شئ ما ‪......‬كان صوت طرق الباب الخارجي للجناح‬
‫يتصاعد ‪ ،‬لكن الطرقات اختفت ليظهر بعدها بعض‬
‫االصوات يبدو انها خدمة الغرف وقد فتحت نهال‬
‫الباب ‪.........‬كان واقفا امام المرآة يعقد ربطة عنقه‬
‫عندما وجدها تفتح الباب لتندفع بعدها في عنف وفي‬
‫يدها مجموعة من الصور يعرفها جيدا وهي تصرخ‬
‫قائلة (لقد وجدوا في المغسلة هذه الصور داخل جيب‬
‫سترتك !!!!!!!!)‪..........‬نظر اليها ببرود يتناقض مع‬
‫هيئتها الثائرة وهو يقول (انه تقصير من جانبك ان‬
‫تعطيهم مالبسي دون ان تري ان كنت نسيت شيئا‬
‫بداخلها !!!!!!!!!!!)‪.........‬قالت له بثورة (هل هذا ما‬
‫يهمك ؟ كان االمر سيكون طبيعيا اذا وجدتها انا قبل‬
‫ان اعطيهم المالبس ؟)‪..........‬قال بسخرية (بالتأكيد‬
‫!!!!!نهال ال تظني اني اخاف من رؤيتك لهذه الصور‬
‫)‪.........‬انه يقتلها بتلك القوة والوقاحة التي يمتلكها‬
‫!!!!!اي رجل اخر كان سيخفي مثل هذه االشياء ‪ ،‬هل‬
‫هو شئ عادي ان يخونها ؟‪.........‬قالت بحنق (ومن‬
‫تكون هذه العاهرة التي تحتفظ بصورها‬
‫؟)‪.........‬لحظة واحدة لم تدر ما حصل بعدها فقد‬
‫امسك بها بقوة مهولة دافعا اياها الى الخلف حتى‬
‫ارتطمت بالجدار وهو يقول بلهجة مرعبة (لو نطقتي‬
‫اي كلمة سيئة عليها ساقطع لسانك ) قالت صارخة‬
‫(من تكون اذا ؟ ال تقل انها زوجتك هل ستبلي مسكينة‬
‫اخرى بعجزك !!!!!!!!)‪.................‬شعرت بصاعقة‬
‫تحط فوق وجهها لتشهق بالم جراء الصفعة ليمسك‬
‫بمالبسها من االمام ويقول بخفوت حانق مرعب(لقد‬
‫اضعت كل فرصك يا نهال )‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل الثامن والعشرون‬

‫شعرت بصاعقة تحط فوق وجهها لتشهق بالم جراء‬


‫الصفعة ليمسك بمالبسها من االمام ويقول بخفوت‬
‫حانق مرعب(لقد اضعت كل فرصك يا نهال ) دفعها‬
‫لتسقط على االرض متأوهة وهي تشعر بالندم الشديد‬
‫على ما تفوهت به منذ لحظات انها تعلم ان غلطتها‬
‫هذه المرة ال تغتفر كانت دائما تعطي للموضوع‬
‫تلميحات من بعيد ولكنها المرة االولى التي تلقيها في‬
‫وجهه بهذه الفظاظة والوقاحة ‪ ،‬لقد كانت تشعر‬
‫بالفزع ليس لما تواجهه في هذه اللحظات لكن لما قد‬
‫يأتي فيما بعد ‪ ،‬ان زواجه من اخرى يتجاوز بالنسبة‬
‫لها ما قد يعنيه بالنسبة الي امرأة اخرى ‪ ،‬اي واحدة‬
‫في مكانها كانت ستشعر بالخيانة وربما يزعجها‬
‫صورتها امام االخرين النها ستبدو في نظرهم غير‬
‫كافية لزوجها وهي تشعر بهذا ‪ ،‬ولكن االهم واالكثر‬
‫ارعابا ما قد يترتب عليه ذلك ‪ ،‬لقد رأت فحوصاته‬
‫الحقيقية وعندما ارتها للطبيب قال انها ممتازة اذا فكل‬
‫ما يحتاجه االمر هو شهور قليلة وتحمل االخرى ‪،‬‬
‫وهي ال تتخيل ما قد يفعله بها عندها اقل شئ انه‬
‫سيحرمها من المستوى المادي الذي يوفره زواجها‬
‫منه وما بعدها قد يكون القتل او ما يماثله بشاعة لذا‬
‫عليها اال تستسلم ان تحاول افساد ما سيقوم‬
‫به!!!!!!!!وصل اليها صوته هادرا (ان اصلي الذي ال‬
‫يعجبك هو ما منعني في هذه اللحظة ان اطلقك في بالد‬
‫غريبة )‪(.......‬اسمعيني جيدا ساحجز لك على اول‬
‫طائرة مغادرة وعندما اعود ال أريد ان اجدك في‬
‫منزلي !!!!!!)‪......‬قامت من فوق االرض وهي‬
‫تحاول ان تكلمه قبل ان يغادر قائلة (يوسف ارجوك‬
‫انا آسفة أنا لم أقصد ما قلته !!!!!!!انت تعلم ان حبي‬
‫لك وغيرتي عليك هي ما جعلني اتفوه بهذه الكلمات‬
‫الغاضبة)‪......‬لم يكن هناك اي رد من جانبه بل ظلت‬
‫مالمحه متجمدة أي حب الذي تدعيه هذه العلقة التي‬
‫تشبه مصاصي الدماء ربما حب ماله !!!!!قالت عندما‬
‫لم يرد (أنت لن تجعل لحظة غضب تفسد ما بيننا‬
‫)‪.........‬اقتربت منه محاولة لمسه وكأن االتصال‬
‫الجسدي سيجعله اكثر استيعابا لكالمها ‪ ،‬لتجده يدفع‬
‫يدها عنه بنفور وهو يقول (سيتم ارسال التذكرة اليك‬
‫وحتى يحدث هذا اياك ان تغادري الجناح )‪........‬اندفع‬
‫بعدها في خطوات سريعة صافقا الباب حوله‬
‫‪.......‬يجب ان تعرف مكان اللعينة االخرى وتعرف هل‬
‫تزوجها ام ال حتى تستطيع معرفة خطوتها القادمة‬
‫!!!!!!!!ركب سيارته وقادها ال يعلم اين عليه ان‬
‫يذهب بالتحديد هل يذهب الى ذلك الحي الهادئ حيث‬
‫توجد كما كان ينوى ام ان حالته النفسية ستؤثر عليه‬
‫وربما تكشفه او تجعله يضعف ‪......‬في هذه اللحظة‬
‫تحديدا يشعر بنفس احساسه في طفولته حينما كان‬
‫يتعرض لموقف سئ او ضغط شديد فال يريحه اال ان‬
‫تأخذه امه بين أحضانها ‪......‬هل يحتاج لمواساة‬
‫تخفف عنه وطأة ما يشعر به ‪......‬لقد مرت عليه‬
‫لحظات اختنق خاللها من كونه ال بد ان يحتفظ بقوته‬
‫طوال الوقت وكأن الضعف البشري لم يعد حقا من‬
‫حقوقه !!!!!!!انه يحسد النساء على كونهم يبكون‬
‫هذا البكاء ال بد ان يكون نعمه فهو يحول الحزن الى‬
‫حالة مادية ‪ ،‬فيستطيع الخروج من الجسم لتقل وطأته‬
‫بعدها على الروح !!!!!!!روحه يشعر انها تختنق‬
‫شيئا فشيئا وكأن أي سعادة غير مقدرة له انها اقل من‬
‫ساعة بين استيقاظه وهو سعيد جدا وبين حملة نهال‬
‫لخنق هذه السعادة ‪......‬انه ال يعلم حقيقة هذه المرأة‬
‫هل هي عقاب وجب عليه ان يمر به ليتطهر من ذنوبه‬
‫ام ماذا؟‪......‬نظر الى حيث وصل ليجد نفسه في‬
‫الشارع الذي توجد فيه حبيبته والتي تمثل هي‬
‫االخرى معضلة له ‪ ،‬في هذه اللحظة هو يحتاج حبها‬
‫ليخفف عنه ألمه ‪......‬ولكن هل تريد ان تمنحه الحب‬
‫أو الراحة ؟هو على يقين انها لن تفعل انه يعلم ان ما‬
‫يمنعها من اظهار مشاعرها الحقيقية تجاهه هي اللعبة‬
‫التي تلعبها !!!!!!!ركن السيارة وهو يتذكر ما حدث‬
‫بينهما منذ البداية ‪......‬عليه ان يحلل ما حدث ليحاول‬
‫فهم خطتها واضح جدا انها أرادت االيقاع به‬
‫‪......‬ولكن الى أي درجة ؟ هل أرادت ان يرغب بها‬
‫فقط أم ان يحبها ؟ ما الذي عليه ان يفعله لتكشف له‬
‫عن شخصيتها ؟ ام انها لم ترد الكشف من االساس ؟‬
‫ربما تكون الخطة هي ان تعلقه بها ثم تهرب بعدها‬
‫تاركة له االحباط والغضب !!!!!!!ان عليه االن‬
‫الصعود فربما يكون وجوده معها هو افضل تشتتيت‬
‫وليعينه هللا على التحمل ‪........‬سمعت جرس الباب‬
‫بينما كانت تفتح الالب تشاهد احد العمليات المقرر‬
‫عليهم دراستها وفي يدها دفتر تسجل عليه‬
‫المالحظات لقد أضاعت العديد من االيام دون مذاكرة‬
‫ودون حضور ‪ ،‬لذا عليها التعويض سريعا ‪ ،‬وعدت‬
‫نفسها انها ستجد الحل المناسب لمشكلتها االخرى بعد‬
‫انتهاء المذاكرة!!!!!!! تعالى صوت جرس الباب وقبل‬
‫ان تتجه لتفتحه نظرت الى مالبسها بيجامة حريرية‬
‫ليلكية بحمالت وشورت قصير تراجعت الى حجرة‬
‫النوم ممسكة بروب ابيض اللون وارتدته فوقها بينما‬
‫صوت الجرس ال زال يتعالى قالت بحنق (تبا هل تظن‬
‫اني انتظر خلف الباب !!!!!!)‪........‬فتحت الباب لترى‬
‫القامة الطويلة القوية متمثلة أمامها لم يخطر ببالها‬
‫أن يكون هو !!!!!توقعت أن العودة ستكون عبر‬
‫الهاتف فهو لم يصعد ثانية الى الشقة بعد تلك المرة‬
‫االولى وحتى تلك المرة كان قد اتصل قبلها ‪......‬كانت‬
‫ال تزال ممسكة بالباب حين وجدته يقول بصوت خافت‬
‫(ألن تسمحي لي بالدخول؟)‪........‬ابتعدت عن الباب‬
‫لتترك له الفرصة ليدخل قبلها ثم اغلقت الباب خلفها‬
‫‪......‬كان ينظر اليها بتمعن تقدم جيد لقد ارتدت على‬
‫االقل شيئا محتشما لتفتح الباب !!!!!وما يتساءل عنه‬
‫االن هو ما الذي ترتديه أسفله ؟!!!!!!!!‪........‬نظر‬
‫الى المنضدة ليجد الب مفتوح ويعرض ما بدا كفيديو‬
‫لعملية جراحية وهناك دفتر بجواره قلم تقدم جهة‬
‫المنضدة لينظر الى الدفتر ليجد اشياء مكتوبة باللغة‬
‫االنجليزية اذا فالدكتورة تذاكر في أوقات فراغها‬
‫!!!!!!!ان خطها جيد يوحي بالثقة حروفها ذات زوايا‬
‫حادة ال انحناءات فيها انه يشبه خط الرجال‬
‫!!!!!!تقدمت بارتباك وكأنها ضبطت بالجرم المشهود‬
‫لتغلق الالب وتمسك بالدفتر والقلم وتضعهم في الدرج‬
‫قائلة (يمكنك ان تقول ان لدي اهتمامات طبية‬
‫!!!!!)‪........‬نظر اليها بتسلية ليقول بعدها (شيئا مثير‬
‫لالهتمام )‪.......‬قالت لتحاول ابعاده عن الموضوع‬
‫بالدخول في الموضوع االهم (أنا آسفة لما حدث‬
‫باألمس لقد تحولت الى طفلة بائسة وأنا أعلم انه لم‬
‫يكن هناك ما يستدعي هذا التصرف )‪.......‬نظر اليها‬
‫متفحصا ليقول بعدها (ولقد أدركت انا ايضا انني لن‬
‫استطيع االبتعاد فهناك شيئا أقوى مني يدفعني نحوك‬
‫‪ ،‬لذا فالحل االمثل هو نسيان ما حدث والبدء من جديد‬
‫)‪.........‬نظرت اليه بابتسامة مشرقة وهي تقول (اجل‬
‫واالن ما رأيك بافطار خاص ؟)‪......‬بادلها االبتسام‬
‫وهو يقول (اذا كنت ستصنعيه بنفسك )‪.......‬قالت‬
‫وهي تتنهد (بالتأكيد )‪......‬انه يستحق مكافأة النه عاد‬
‫بنفسه ولم يكلفها عناء التفكير في كيفية اعادته‬
‫‪.........‬دخلت المطبخ فيما قام هو متجوال في الشقة‬
‫الصغيرة نظر عبر باب غرفة النوم ليجد السرير‬
‫مرتبا ‪ ،‬يبدو وأنها غير مهملة!!!!!!! نظر الى‬
‫السرير بينما تندفع خياالت معينة الى رأسه ليأخذ‬
‫بعدها نفسا عميقا هامسا (اصبر لقليل من الوقت‬
‫فقط)‪.........‬دخل الى المطبخ ليجدها منشغلة في‬
‫التحضير جلس فوق المنضدة يراقب حركاتها تبدو‬
‫ماهرة فيما تفعله انها المرة االولى التي تصنع زوجته‬
‫له طعامه ‪...‬بل الثانية فقد اعدت طعام النزهه ‪ ،‬اما‬
‫الحقيرة االخرى فان هذه االشياء تبدو اقل من‬
‫مستواها !!!!!!!مع عودة افكاره لهذه النقطة شعر ان‬
‫كل غضبه والمه يعود ثانية ‪.......‬التفتت اليه بعد ان‬
‫فرغت من التحضير ووضعت االطعمة على الموقد‬
‫لتشعر برجفة تعتريها مع البريق الغاضب الذي شع‬
‫من عينيه وكسا مالمحه ‪ ،‬ليتحول بعدها لنوع من‬
‫االلم العميق ‪........‬افاق من شروده على صوتها يقول‬
‫(هل هناك شيئا يضايقك ؟)‪.........‬نظر اليها دون ان‬
‫يرد فما الذي سيقوله لها هل سيذكر لها نقطة ضعفه ‪،‬‬
‫ربما يكون هذا انتقام كافي بالنسبة لها ان تعلم انه‬
‫ليس كما يبدو وان هناك شيئا يؤلمه حتى االعماق‬
‫!!!!!!!!بالتأكيد ليس االن فاكثر شيئان يكرههما في‬
‫حياته هما الشفقة والشماته ‪.......‬هو يعلم انها طالما‬
‫تتقمص هذه الشخصية لن تظهر الشماته ‪ ،‬ولكن هو‬
‫لن يستطيع نطقها‪.......‬حين وجدته ملتزما بصمته‬
‫قالت (تبدو مختلفا عن المعتاد !!!!!!)‪......‬هي ايضا‬
‫تبدو مختلفة فبعد المرة الماضية ومشاعرها التي‬
‫اكشفت امامه ال تستطيع العودة كما كانت ‪ ،‬ان وجوده‬
‫حولها في هذا المطبخ مع ما يبثه من احساس بااللفة‬
‫وكأنهما زوجان حقيقيان ال يريحها على االطالق‬
‫‪.......‬ومن ناحية أخرى حينما يدرك كال منهما حقيقة‬
‫االخر ال تظن ان اي شئ مألوف قد يحيط بهما ‪ ،‬فهي‬
‫تعلم ان ملك عبدالرحمن لن تصنع ليوسف سليمان‬
‫طعاما اال لتضع له السم فيه ‪.......‬كان يتبعها بنظراته‬
‫بينما هي تنقل االطباق الى المنضدة كان وجهها‬
‫يعكس مشاعر ثائرة داخلها ‪ ،‬خالل لحظات اشتعلت‬
‫عيناها ببريق قاتل ليخفت بعدها مباشرة هل تخطط‬
‫لقتله ؟ جلست وهي تقول مبتسمة (افطارك سيدي‬
‫)‪......‬مد يده ليأكل بتمهل ناظرا اليها وهي تأكل ليقول‬
‫(ممتاز ‪ ،‬تتفوقين على نفسك سيدتي )‪......‬نظرت اليه‬
‫وقد خلع سترته ليظهر قميصه االبيض مشدودا بفعل‬
‫عضالته ‪.......‬تتبع اتجاه نظراتها مبتسما ‪ ،‬يبدو ان‬
‫وجوده يؤثر فيها ‪......‬قالت محاولة ابعاد افكارها عن‬
‫هذه المناطق الخطرة (ان على السفر قريبا ال يمكنني‬
‫التغيب عن كليتي اكثر من ذلك )‪.......‬قال بغموض‬
‫(ستسافرين الى انجلترا؟)‪......‬اومأت برأسها ‪ ،‬انه‬
‫بالتأكيد ال يريد انهاء هذه الجولة االن لذا فليصدمها‬
‫بشئ ليرى هل ستعترف ؟‪.....‬قال ببطء (انا غير معتاد‬
‫على التردد ‪ ،‬لذا فقد حسمت أمري انا أريدك بشدة‬
‫والطريق الوحيد لدي هو الزواج لذا سنتزوج‬
‫)‪.........‬رفعت رأسها اليه بحدة وافكارها تشتعل‬
‫الوغد يريد ان يتزوجها الم يكتف بعد حتى يرغب في‬
‫الزوج من الثالثة ‪ ،‬انه حتى لم يطلب منها بل يقرر‬
‫قائال فلنتزوج وكأن عليها فقط ان تسير خلفه ‪......‬ما‬
‫الذي عليها ان تفعله ؟ حتى لو استمرت في دورها‬
‫فمن اين لها بالوثائق الرسمية التي يحتاجها الزواج ؟‬
‫برقت فكرة في ذهنها ربما سيكون هذا انتقام جيد ان‬
‫تختفي قبل الزفاف الموعود مباشرة لتتركه يبحث‬
‫عنها مثل االغبياء !!!!!!!!رأى المشاعر تتصارع‬
‫على وجهها لتقول في النهاية (أي حل سيجمعنا سويا‬
‫سأكون موافقة عليه بالتأكيد)‬

‫*********************************‬
‫**********ايقظها هذا الصباح ايضا من اجل‬
‫الصالة وغادر الى المسجد ولكن المختلف ان الخالة‬
‫عزيزة لم تقم باستدعائها كاليوم السابق ‪ ،‬لذا فهي ال‬
‫تزال مستلقية فوق الفراش تذكرت الليلة السابقة‬
‫والتي كانت مثل ليلتهما االولى في المكان تصعد هي‬
‫بينما يظل هو في االسفل لوقت متأخر حتى يصبح‬
‫متأكدا من أنها نامت ثم يصعد بعدها ليستيقظ اوال فال‬
‫تشعر انه شاركها الفراش من االساس ‪.......‬شيئا‬
‫واحد فقط كان يخبرها بأنه فعل وهي رائحته العالقة‬
‫في المكان تقلبت لتصل الى موضع نومه وتدس انفها‬
‫في الوسادة وتشمها بعنف ‪ ،‬انها تحب رائحته مزيج‬
‫من النظافة مع معجون الحالقة وعطره الرائع مختلطا‬
‫برائحته الخاصة ‪ ،‬لتشعر بكل هذا يسحرها لقد‬
‫اصبحت متعلقة بأدق التفاصيل الخاصة به‬
‫!!!!!!!!!!!!بما انها لن تتمكن من العودة للنوم وال‬
‫تريد االستغراق في هذه االفكار المراوغة فاالفضل ان‬
‫تنزل فربما تستطيع الخالة عزيزة ان تساعدها على‬
‫شغل تفكيرها‪ ..........‬نزلت مرتدية عبايتها وحجابها‬
‫فمنزل الجد ال يخلو من الضيوف والذي يمكنها ان‬
‫ترتطم باحدهم في أي مكان ‪.....‬مع نزولها الى االسفل‬
‫وجدت أصوات عالية تصل الى اذنها اقتربت منها‬
‫لتجد هناك تجمع صغير فيما يقف خروف كبير‬
‫مربوطا امام البوابة ‪........‬على ما يبدو انه ضحية‬
‫اليوم !!!!!!!!!‪......‬لحسن الحظ انهم سيسافرون‬
‫مساءا فهذا اسلم حفاظا على باقي الحيوانات‬
‫المسكينة‪......‬انها لن تدعي انها نباتية بل انها تتناول‬
‫اللحوم بشكل يومي ولكن الفرق انها ال تكون قد رأت‬
‫ما تأكله وهو على قيد الحياة ‪......‬ان منظر البطات ال‬
‫يفارق خيالها حتى االن واالن سيضاف اليهم ضحية‬
‫جديدة ‪........‬دلفت مرة اخرى الى الداخل فهي ال تريد‬
‫أن تشاهد المجزرة ‪.......‬يبدو انها استطاعت االختباء‬
‫جيدا فقد مرت ساعة دون ان يصل أحد الى مكانها‬
‫!!!!!!!لم تكد تدرك هذه الحقيقة حتى تغيرت في نفس‬
‫اللحظة فقد كان هناك رجل يدخل مجموعة من االواني‬
‫بها لحوم واشياء اخرى يبدو ان بها بقايا اجزاء‬
‫الخروف ‪ ،‬فيما الخالة عزيزة ترمقها بنظراتها الحادة‬
‫وتقول لها (هيا هل ستنظري الينا طول اليوم‬
‫)‪........‬بينما العمة تقول لها بابتسامة رقيقة (سيأتي‬
‫ضيوف للغداء لذا يجب ان نعد كل شيئا مبكرا‬
‫)‪.........‬حمدا هلل يبدو انهم ليسوا المسئولون عما‬
‫حدث للمسكين ‪........‬كانت العمة تشرح لها ما‬
‫سيقومون باعداده من طعام تعرفت الى بعض انواعه‬
‫الفتة مثال يأكلونها في عيد االضحى فهي ليست شئ‬
‫جديد ‪ ،‬وكذلك الرقاق باللحم المفروم والكفتة‬
‫المصرية ‪..........‬ربما تتمكن من اقناعهم بان تقوم‬
‫هي بتصبيع الكفتة ‪......‬قاطع افكارها الصوت الحاد‬
‫قائال (قومي بغسل اللحم ثم امسكي مع سعاد وهي‬
‫تقطعه ‪ ،‬كانت تحاول ابعاد صورة القتيل عن ذهنها‬
‫بينما تمسك بجسم الجريمة بين يديها دون جدوى‬
‫!!!!!!‪.......‬بمرور الوقت بدأت الروائح الشهية في‬
‫الظهور ‪......‬لتتلقى الصدمة التالية تم وضع طن من‬
‫البصل امامها لتقول لها المرأة المتسلطة (قشريه ثم‬
‫اغسليه وقطعيه )‪...........‬ماذا الم يصل اليهم‬
‫االختراع المسمى بالكبة حتى االن‬
‫؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! بعد دقائق كانت ال ترى اي شئ‬
‫امامها اختفت الصورة بالكامل بينما دموعها تنهمر‬
‫غزيرة ‪......‬شعرت بالم حاد في اصبعها لترى عبر‬
‫الضباب ما بدا كسائل احمر!!! يبدو انها قطعت‬
‫اصبعها ‪ ،‬صرخت صرخة حادة لتجد الرءوس تلتفت‬
‫اليها والعمة تنظر اليها بخوف قائلة (اضغطي عليه‬
‫بالمنديل حتى احضر لك بعض البن )‪.......‬حتى البن‬
‫لم يكن كافيا فالجرح على ما يبدو عميق ‪.......‬كانوا‬
‫قد اخرجوها من المطبخ واجلسوها في الصالة لترى‬
‫من بين دموعها أحمد يقترب منها وعلى وجهه نظرة‬
‫قلقة ‪ ،‬جلس جوارها وامسك يدها ليقول بهمس حار‬
‫(ما الذي فعلتيه بنفسك ؟)‪......‬نظرت اليه لتقول‬
‫بصوت باكي (كنت اقطع البصل فقطعت يدي‬
‫)‪........‬زفر ليقول لها (هيا الى االعلى فعلى ما يبدو‬
‫جرحك يحتاج غرزتين )‪.........‬نظرت اليه برعب‬
‫لتقول بعدها (ال أنا ال أريد أن اخيطه دعه وسيلتئم‬
‫وحده )‪.......‬نظر اليها ليقول بحزم (فرح ال داعي‬
‫لتصرفات االطفال هيا )‪........‬صعدت مضطرة لتجده‬
‫يتبعها بعد عدة دقائق وفي يده كيس يعلوه اسم‬
‫صيدليه ليجلس جوارها ويقول (ارني االن‬
‫)‪.......‬تفحصه ليقول بعدها (لم يتوقف النزف لذا‬
‫افردي يدك واياك ان تبعديها او تثنيها اثناء الخياطة‬
‫)‪.......‬حدقت اليه مبهوته لتفرد يدها وهي ترتعش‬
‫واغمضت عينيها كان يقول لها (سأرش لك بعض‬
‫البينج ليخفف من الوجع ‪ ،‬وان سحبت يدك فسأحضر‬
‫الخالة عزيزة لتقوم بامساك يدك)‪........‬هل يهددها‬
‫بخالته السفاحة !!!!!!!!كانت تعض شفتها السفلى‬
‫باسنانها بينما يقوم بعمله محاولة كتم صرخاتها‬
‫‪ .....‬انتهت المحنة فتحت عينيها لتجده يناولها علبتا‬
‫حبوب ويقول لها (خذي من كل علبة حبة ‪ ،‬واحدة‬
‫مسكن واالخرى مضاد حيوي وحاولي ان تنامي‬
‫لبعض الوقت )‪.........‬استيقظت على صوت رقيق‬
‫فتحت عينيها لتجد صفاء جالسة جوارها وهي تقول‬
‫(كيف حالك حبيبتي لقد أتيت الطمئن عليك فور ان‬
‫عرفت بما حدث ‪ ،‬وامي ايضا قلقة عليك انها مشغولة‬
‫جدا فلقد اقترب موعد الغداء ‪ ،‬وستصعد لتطمئن عليك‬
‫فور ان يقدموه )‪.........‬نظرت اليها مبتسمة لتقول‬
‫(شكرا الهتمامك ‪ ،‬والداعي لتعب عمتي انه شئ بسيط‬
‫وسأنزل معك االن )‪.......‬نظرت اليها بشك وقالت (ال‬
‫داعي لهذا عليك ان تسترحي ‪.........‬ثم غمزت لها‬
‫وقالت ستكون هذه حجة مناسبة اتخلص بها من‬
‫بقائي في االسفل )‪........‬نظرت اليها بخجل ثم قالت‬
‫(ان خطيبي قادم وانا ال اريد ان افسد مظهري‬
‫بالمساعدة في الطهو )‪.......‬نظرت اليها وافكارها‬
‫تأخذها بعيدا الى ايام خطوبتها هي حيث كانت تحاول‬
‫التهرب كلما أتى خطيبها للمنزل وتكون في قمة‬
‫الضيق ‪ ،‬ان صفاء تمثل فتاة طبيعية تشعر بالخجل‬
‫والشوق والترقب لقدوم خطيبها ‪ ،‬شعرت بضيق في‬
‫صدرها لقد اضاعت على نفسها كل هذه المشاعر‬
‫‪.......‬وليتها اكتفت بهذا بل زادت من افساد االمر بعد‬
‫زواجها ‪ ،‬هل سيمكنها تعويض فترة الخطوبة‬
‫؟‪ .......‬انها في هذه اللحظة بالتحديد ال تريد انها تريد‬
‫‪.........‬تريد‪......‬ان تكون زوجة له ‪ ،‬ان يكون من‬
‫حقها اذا شعرت بالحزن او االلم ان تلجأ الحضانه‬
‫!!!!!ان تقول له كل ما يخطر ببالها دون تردد او‬
‫خوف !!!!!!!!ان يحكي لها عن نفسه وعمله‬
‫ودراسته واخواته واقاربه !!!!!!!ان تحكي له‬
‫مواقفها الطريفة مع اخوتها وصديقاتها !!!!!!!!ان‬
‫تكون عندما تسألها صديقاتها بخبث عن الزواج‬
‫ورأيها فيه متقصدات الناحية الجسدية تملك االجابة ‪،‬‬
‫لديها االدارك للمعنى الكامن خلف الكلمة ‪........‬عندها‬
‫لن تخبرهم عن اسرارها ولكن سيكفيها المعرفة‬
‫!!!!!!!تريد ان يصبح هذا الكيان الرجولي المثالي‬
‫القوي الوسيم زوجها في الحقيقة ‪ ،‬لقد سئمت من‬
‫نفسها تتمنى لو انها فقط لم تخبره بكل هرائها السابق‬
‫!!!!!!! اجل هراء اصبح باهتا االن امام الحقيقة‬
‫بالوانها القوية !!!!!!!لم يكن حبا بل مجرد سعي الى‬
‫ما ظنته بابا لحريتها !!!!!!ربما تكون هكذا تظلم زياد‬
‫ولكن انه القدر الذي أبى اال ان يعلمها ان الدنيا ال‬
‫يزال بها الكثير !!!!!!!!لقد كرهت كونها ال تزال‬
‫االنسة فرح وعليها ان تغير هذا الوضع‬
‫!!!!!!!والسؤال هو هل سيستجيب الطرف اآلخر‬
‫لرغبتها هذه ‪ ،‬وهل عليها اظهارها فقط ام انها يجب‬
‫ان تخبره في كلمات محددة‪....‬انها وبكل صدق تحبه ‪،‬‬
‫وقد اكتشفت حبها من اول غرزة‬

‫*******لقد ذهب الى شقته ليحضر لهما بعض‬


‫المالبس بينما هي ال تزال في الفندق ‪........‬كان قد‬
‫طلب من ريهام ان تحاول اقناعها لتنزل معهم لبعض‬
‫الوقت حتى تتعرف عليهم ‪ ،‬ولكن بقي عائق المالبس‬
‫‪ ،‬حتى سارة وريهام كانا يعانيان من نفس المشكلة لذا‬
‫كان عليه احضار المالبس اوال ‪.......‬وصل الى الحي‬
‫ليقابله الحاج فؤاد صاحب المقهى ويقول له (تعالى يا‬
‫بني اريد ان احدثك )‪.......‬اقترب منه وجلس ليقول‬
‫بعدها بصوت خفيض (لقد أتى بعض االشخاص‬
‫وسألوني عنك ‪ ،‬ان شكلهم لم يريحني لذا لم اخبرهم‬
‫بشئ )‪........‬قال له بامتنان (خيرا فعلت يا عم فؤاد‬
‫)‪........‬قال الرجل بصدق (هل لديك مشاكل مع اي احد‬
‫اخبرني وسترى ما سيفعله عمك فؤاد )‪........‬نظر‬
‫اليه ليقول شاكرا (اعلم انك قادرا على الوفاء بما‬
‫تقول يا عمي ولكني اتركك للثقيلة )‪........‬تركه وصعد‬
‫مفكرا (لقد بدأت المعركة والعدو يدرس منطقته ‪ ،‬زفر‬
‫قائال اتمنى ال تطول غيبتك يا يوسف )‪........‬امسك‬
‫بحقيبة هاند باج وجمع بعض مالبسه ثم توجه الى‬
‫الحجرة االخرى حيث مالبسها قال باحباط (انها‬
‫ستكون مناسبة لمي ربما عليه ان يجمعها في حقيبة‬
‫ويلقي بها في‬
‫الشرفة المقابلة )‪........‬اختار بعضها ووضعه مع‬
‫مالبسه ثم نظر لالحذية ووضع اثنان منهما اال تغير‬
‫هذه النوعية ابدا !!!!!!!!!!دخل جناحهما في الفندق‬
‫فوجدها جالسة وعلى ما يبدو انه كان هناك طعام فقد‬
‫كانت ممسكه باحد االطباق وفي طريقها لالجهاز عليه‬
‫‪........‬فتح الحقيبة واخرج مالبسها وقال (هذه بعض‬
‫مالبسك استعدي سنخرج )‪.........‬استدار ليخرج‬
‫ليجدها توقفه بقولها (لن اخرج معك فنحن متخاصمان‬
‫)‪.........‬نظر اليها بنفاذ صبر وقال (شيري اال تريدين‬
‫الذهاب الى والدك ؟)‪........‬قامت من مكانها وامسكت‬
‫المالبس لتقول (دقائق واكون جاهزة )‪.......‬خرجت‬
‫لتسبقه بينما يتبعها بخطوات متوسطة فهو ال يريد‬
‫التسابق مع الحمقاء وصال الى الشاطئ فيما تقول‬
‫معترضة (لقد قلت اننا سنذهب الى المستشفى‬
‫)‪........‬قال لها (سنذهب لنسلم على شقيقاتي قبل‬
‫سفرهن )‪......‬أومأت برأسها لتسير معه حتى توقفا‬
‫جوار احد الشمسيات القالئل على الشاطئ حيث‬
‫جلست ريهام على احد الكراسي بينما حازم وعمر‬
‫يلعبان وسارة جالسة فوق الرمال تقوم ببناء مدينة‬
‫كاملة ‪........‬لقد كانت تلك لعبتهم المفضلة في‬
‫طفولتهم وكانوا احيانا يبنون مدينة ضخمة بها‬
‫عمارات وشوارع وحتى ابراج !!!!!!!يبدو انهم‬
‫مهندسوت بالفطرة اال احمد الذي خرق القاعدة‬
‫‪.......‬سلموا عليهم ليجلس هو على احد الكراسي‬
‫جوار ريهام بينما جلست شيرين جوار سارة‬
‫‪........‬قالت له ريهام بمزحة ثقيلة معتادة (هل اقتنعت‬
‫العروس بكالمي ؟)‪........‬نظر اليها ليقول بابتسامة‬
‫(اجل يبدو وانك اعدت اكتشاف نفسك لتنجحي في‬
‫النهاية في شئ ما )‪.......‬ضحكت لتقول بمرح (او‬
‫انني اكتشفت من هي اقل عقال مني واكثر جنونا‬
‫)‪.......‬لتكمل بعدها بخبث (عليك االلتزام بشرطها وانا‬
‫لن اتدخل ان اخترقته بل ساتركها تفعل ما تريد‬
‫)‪.......‬هل عليه اختراق الشرط او هل يريد ان يخترقه‬
‫؟ بكل صدق هو يريد وسيفعل بكل تأكيد ؟ فرغم ان‬
‫زوجته بعقل طفلة اال انها بجسم فتاة في الثامنة عشر‬
‫يبقى له القليل فقط ليكون مثالي ‪ ،‬كما انه ليس من‬
‫المستهجن ان تتزوج في هذا العمر حتى ريهام كانت‬
‫تكبرها قليال عند زوجها اذا فهو ال يظلمها وال ينتهك‬
‫طفولتها ‪ ،‬انه يشعر انها مثل المخدر مادمت بعيدا‬
‫عنه فهو ال يعني لك شيئا ولكن ما ان تجربه لمرة‬
‫واحدة حتى ال تستطيع االستغناء عنه !!!!!!!قال‬
‫بتسلية (صدقيني لن اطلب منك التدخل )‪........‬جلست‬
‫تنظر الى ما تفعله سارة لتجدها تقول لها (هل‬
‫تستطيعي ان تبني مكتبة االسكندرية ؟)‪......‬لقد طلبت‬
‫منها سارة بنائها النها بسقفها المصمم على شكل‬
‫قباب تعد عمال سهال ‪......‬ولكنها وجدتها تقول (ليس‬
‫لدي خبره في هذه االشياء انا عندما اتي الى البحر‬
‫افضل السباحة)‪.......‬قالت لها مبتسمة (الجو ال يزال‬
‫باردا االن )‪.......‬اومأت برأسها وقالت (انا ال اهتم‬
‫لبرودته ‪ ،‬لقد كنت ابحر مع والدي حتى في فصل‬
‫الشتاء )‪........‬نظرت الى عيونها الحزينة وقالت لها‬
‫(شفاه هللا لك )‪........‬قالت لها (هل والداك متوفيان‬
‫)‪.......‬قالت سارة بابتسامة (اجل منذ احدى عشر‬
‫عاما تقريبا كنت وقتها في العاشرة )‪.........‬قالت‬
‫بتأمل (هل احساس اليتم صعب ؟)‪........‬انها تدرك‬
‫معاناة الفتاة ولذا ترددت قبل ان تقول (اذا كان هناك‬
‫من يقف جوارك ويشعرك بحمايته فان هذا يخف كثيرا‬
‫)‪.......‬قالت بشرود (ولكن انا ليس لدي احد‬
‫)‪.........‬قالت سارة مشجعة (ال تقولي هذا يا فتاة لديك‬
‫معتز ونحن لقد اصبحنا اخوتك )‪.........‬قالت باقرار‬
‫للواقع (ولكني اعلم انه تزوجني رغما عنه )‪......‬قالت‬
‫سارة بتصميم (ال احد يتزوج رغما عنه ‪ ،‬ثقي بنفسك‬
‫انت جميلة جدا والكثيرون يتمنون الحصول عليك‬
‫)‪.............‬نهض حازم منفضا مالبسه ليقول له‬
‫(سآتي معك لزيارة والد زوجتك )‪..........‬كان يسير‬
‫جواره بينما شيرين تتبعهما ليقول له حازم (هل‬
‫اخبرت يوسف عن زواجك ؟)‪.......‬قال وهو يتنهد‬
‫(لقد كان اول شخص اتصل به ولكن وجدته مسافر‬
‫وانت تعلم انه لن يكتفي بمجرد االخبار بل سيحرص‬
‫على معرفة كل التفاصيل وهذا لم يكن ممكنا في‬
‫الهاتف )‪........‬نظر اليه بتصلب وقال (كان عليك‬
‫االنتظار)‪........‬قال له بهدوء (لو علمت التفاصيل‬
‫فستعرف ان ذلك لم يكن ممكنا )‪........‬وهو سيعرف‬
‫جزء من التفاصيل االن ‪......‬وصلوا الى حيث يوجد‬
‫المريض في العناية المركزة غائبا عن الوعي ‪.......‬ما‬
‫الذي يجعل معتز يقيم حفل زفاف بينما حالة حماه بهذا‬
‫السوء ؟!!!!!!!لم يكن معتز ينظر جهة الحجرة التي‬
‫بداخلها المريض ولكن الى الجهة االحرى حيث ذلك‬
‫الذي يقف مراقبا وكـأنه ينتظر حضورهما ‪.......‬هل‬
‫يريدون الترصد لهما اليذائهم جسديا ؟ او ربما يكون‬
‫اليذائه فقط فربما مخطط رامز ان يتخلص منه‬
‫ويحصل بعدها على شيرين لنفسه ؟‪.......‬شيئا آخر‬
‫يريد ان يفهمه ضمن كالم الوغد ما سبب معرفته لما‬
‫حدث لسارة ؟ وهل يمكنه ان يربط بينه وبين ما حدث‬
‫له تلك الليلة حيث ضرب واختفى مفتاحه ؟ طوال‬
‫السنوات الماضية كان يشعر باستغراب ان يكون‬
‫محمد هو الذي سرق مفتاحه وضربه ليعود بعدها‬
‫لالستفراد بسارة !!!!!!!!ترى ما الذي عناه الوغد‬
‫هل هو من اوعز الى محمد القيام باالمر واعطاه‬
‫المفتاح !!!!!ولكن هذا ال يبرئ صديقه السابق ان‬
‫كان قد استجاب للمخطط الشيطاني !!!!!!!ام ان هناك‬
‫احتمال ثالث ان يكون ارغمه !!!!!ولكن كيف يرغمه‬
‫على هذه الجريمة ؟ هل اعطاه مخدر ؟ وهل هذا كافي‬
‫؟ ال يدري ربما عليه ان يعثر على محمد ويسأله‬
‫!!!!!!!!!نظر جهتها ليجد ما توقعه نفس العيون‬
‫الباكية تملؤها نظرة الضياع المألوفة ‪........‬عليه ان‬
‫يقوم بعمل بعض التشتيت لها ‪ ،‬ماذا يفعل ؟ سيفكر‬
‫فيما بعد ‪.........‬واالن ربما عليه ان يتصل باحمد لقد‬
‫غادر حازم المستشفى وسيسافرون بعدها مباشرة‬
‫‪.........‬وصل اليه صوت احمد فقال له بمرح (كيف‬
‫حالك يا طبيب ؟)‪.........‬رد ضاحكا (بخير يا شقيق‬
‫انني اتسائل عن سر اتصاالتك المتكررة هذه االيام‬
‫؟)‪.......‬قال له بجدية (لقد حاولت امس االعتراف‬
‫ولكن لم استطع وها انا اتصل االن مستجمعا شجاعتي‬
‫الفعلها )‪.......‬قال بهدوء مطمئنا (ال تقلق ساتلقى‬
‫الحقيقة بكل رحابة صدر )‪.......‬قال بلهجة حاسمة‬
‫(لقد تزوجت )‪.......‬رد عليه بدهشة (ماذا ومتى‬
‫؟)‪.......‬رد(يمكنك ان تقول ان الزفاف كان امس وكنت‬
‫اريدك ان تحضر ولكن خشيت ان يخمن جدك شيئا‬
‫وهو لم يكن سيقتنع بأي شئ)‪.........‬ما بال الجميع‬
‫يتكلمون عن الزواج وكلها زيجات غير طبيعية بالمرة‬
‫فمن شقيقه المتهور الذي ال يستبعد اي تصرف غريب‬
‫من جانبه الى زوج عمته وابن عمته خالد الذي وعلى‬
‫ما يبدو ان يوسف تحت الضغط قد اعطاهم وعدا‬
‫مؤجال ‪ ،‬وها هو ابن عمته ينظر اليه بابتسامته‬
‫البلهاء ‪ ،‬ويسأله عن سبب عدم حضور سارة معه‬
‫‪.......‬اذا فشقيقته متزوجة وتقريبا مخطوبة والعريس‬
‫يحلم بلحظة انتهاء اختباراتها‬

‫*ال تدري كيف حدث وال متى حدث وال اي شئ أخر‬


‫كل ما تدركه انه قد أمرها ان تجمع مالبسها النه ال‬
‫يشعر بالراحة وهي في الشقة بعيدة عنه وانه سيحجز‬
‫لها في الفندق الجناح المجاور له !!!!!!!!!هو‬
‫بالتأكيد لم يكن ينتظر رأيها حتى تقوم باخباره انها‬
‫غير موافقة ال بل اتخذ القرار وهي فقط عليها ان تنفذ‬
‫!!!!!!!دخال الى الجناح الملكي بسريره الفخم العمالق‬
‫واالثاث البالغ الجمال والرقة والسجاجيد التي تشعر‬
‫ان قدميها تغطس فيها ‪.......‬ان اليوم فيه ال بد ان‬
‫يكلف ثروة ولكن ما شأنها هي ان كان هو مستعدا‬
‫للدفع ‪........‬تركها قائال انه سيذهب لبعض الوقت ثم‬
‫يعود عندما تكون قد افرغت مالبسها ‪......‬ما ان اغلق‬
‫الباب خلفه حتى صعدت فوق السرير واخذت تقفز‬
‫لالعلى مقلدة هواية سيف وسلمى المفضلة‬
‫‪.......‬انهما عدوا المراتب االولين !!!!استلقت بعدها‬
‫محاولة مراجعة ما حدث حتى االن لم يبدر منه اي‬
‫تغير ما زال متحفظا معها ‪........‬اال انه طلب منها‬
‫الزواج ربما هذا تعويض عن زواج االمر الواقع‬
‫السابق ‪......‬ولكنه ال يعتبر كذلك فهذا ايضا لم يكن‬
‫طلب بل مجرد أمر ‪........‬زفرت بحدة ان هذا الرجل‬
‫ميئوس منه!!!!!!!‪........‬لقد علمت ان موعد سفرها‬
‫في المساء من التذكرة التي احضرها لها احد العاملين‬
‫لديه ‪.......‬وقد اختفت في الحجرة االخرى بعدما‬
‫شعرت بعودته فاالفضل في هذه اللحظات هو االبتعاد‬
‫عن اي احكتاك ‪.......‬شعرت به يخرج مرة اخرى‬
‫فعادت الى الحجرة يبدو انه غير مالبسه فهاهي‬
‫السترة التي كان يرتديها معلقة ‪.......‬اقتربت منها‬
‫تبحث في جيوبها فلم تجد شئ هو لن يفعلها ثانية‬
‫بهذه السرعة ولكن لفت نظرها شيئا آخر على‬
‫المنضدة امسكت به لتجده وصل من الفندق عن سداد‬
‫مبلغ من المال ‪ ،‬ربما كان يسدد حساب جناحهم عادت‬
‫لترفع الورقة لتجد شيئا مختلفا انه رقم الجناح‬
‫!!!!!!!لماذا سيقوم بتأجير الجناح المجاور لهم ؟ هل‬
‫احضرها ؟ اندفعت خارجة من الجناح لتطرق بحدة‬
‫الجناح المجاور لهم ‪......‬لقد غيرت مالبسها وارتدت‬
‫شورت قصير من الجينز وفي االعلى بدي له حمالت‬
‫رفيعة يصل بالكاد الى حدود الشورت ‪......‬فقد اخبرها‬
‫يوسف انه اضطر للخروج وان عليها ان ترتاح حتى‬
‫عودته ‪......‬لم تكد تستلقى فوق الفراش المريح حتى‬
‫فوجئت بصوت الطرقات الحادة وكأن هناك غارة سيتم‬
‫شنها على جناحها ‪........‬فتحت الباب مستعدة اللقاء‬
‫الكلمات الحادة ‪......‬ولكنها فوجئت بهوية المندفعة‬
‫الى الجناح كالعاصفة !!!!!!!!!انها المرة االولى التي‬
‫تراها بشكل مباشر ولكن هذا ال يمنع انها رأت لها‬
‫عشرات الصور بصحبته من قبل انها نهال زوجة‬
‫زوجها (ضرتها )كما باللهجة المصرية ‪ ،‬وعلى ما‬
‫يبدو انها قد اعلنت الحرب عليها وجاءت لخوض‬
‫المعركة ‪.......‬علت ابتسامة شفتيها وحدثت نفسها‬
‫قائلة (اهال بالمعارك!!!!!)‪.....‬سارت خلفها الى‬
‫الداخل دون ان تغلق الباب بالكامل بل اكتفت بجعله‬
‫مواربا فالمعتاد مع الجملة التي تنوي ان تنهي بها‬
‫حوارهما قائلة (اخرجي حاال )‪.......‬ان يكون الباب‬
‫مفتوح فتندفع المطرودة الى الخارج ‪.......‬وقفت‬
‫امامها عاقدة ساعديها امام صدرها لتقول باالنجليزية‬
‫(من المعتاد ان يعرف الضيوف بانفسهم اوال‬
‫)‪.......‬نظرت لها باحتقار لتقول بعدها (هذا عندما‬
‫يكونون ضيوفا ‪ ،‬ولكن بما ان اموال زوجي هي ما‬
‫دفع للجناح فال يمكنك اعتباري ضيفة )‪........‬مطت‬
‫شفتيها لتقول بعدها بسخرية متسلية (ما رأيك ان‬
‫نسأل صاحب الشأن وهو من يحدد ؟َ)‪.........‬شعرت‬
‫بها تتوتر لتقول بصوت كالفحيح (هذا اللقاء لن يطول‬
‫لقد أتيت الخبرك وربما الحذرك ان تبتعدي ‪ ،‬فأنا ال‬
‫احب المشاركة وخاصة في زوجي)‪............‬فاجائتها‬
‫بضحكة صاخبة وهي تقول باستفزاز (يبدو اننا ال‬
‫نتحدث عن نفس الشخص ‪ ،‬فالشخص الذي اعرفه ال‬
‫يهتم برأيك للحظة واحدة )‪...........‬لقد استفزتها‬
‫بالفعل هذه ال تدري ماذا تقول عنها ‪.........‬منذ رأت‬
‫صورها وهي تعلم ان جمالها مذهل يفوقها بكثير‬
‫وعمرها اقل منها بكثر ايضا وها هي االن ترى‬
‫جسمها المثالي !!!!!!!!!لقد تمنت ان يكون خلف هذا‬
‫الجمال عقل فارغ او شخصية ضعيفة تعلم انها‬
‫ستشعر يوسف بالسأم سريعا ‪........‬ولكن بدا وان هذا‬
‫كان مجرد اوهام ‪...‬عليها ان تتبع الطريق االخر قالت‬
‫لها بخفوت (ال يمكنك المراهنة على ذلك ‪ ،‬فهو اراد‬
‫ان يوصل لك الصورة هكذا كما يفعل الصياد مع‬
‫الفريسة الغبية ولكن هي بالتأكيد ليست الحقيقة ‪ ،‬فأنا‬
‫سأظل زوجته التي يفخر بها امام الناس واي امرأة‬
‫اخرى هي مجرد نزوة )‪..........‬قالت بسخرية لم‬
‫تفارقها (شكرا على النصيحة ولكن عذرا فلن اخذ بها‬
‫)‪........‬اقتربت منها فاقدة اعصابها وهي تقول (ايتها‬
‫الحقيرة ما الذي تنتظريه منه ؟ هل هي امواله ؟ هل‬
‫تظني انها ستعوضك عن نواحي النقص االخرى‬
‫الموجودة به ؟ ‪............‬ثم اضافت بصوت كالفحيح‬
‫يمكنني اخبارك مبدئيا انه عقيم )‪..........‬نظرت اليها‬
‫بذهول وغضب ما الذي تقوله هذه المعتوهه ؟من‬
‫العقيم ؟ لقد كان اسمه دائما في افكارها باالضافة الى‬
‫الوغد هو (الثور)فكم رجل سيجعل امرأة تحمل من‬
‫مجرد مرة جمعتهما ؟!!!!!!!!قالت ببرود (ان ذلك ال‬
‫يهمني ‪ ،‬فان حبنا سيكون اكثر من كافي السعادنا‬
‫)‪.........‬لقد كانت تغيظها بقى فقط ان تخرج لسانها‬
‫لها قالت بحنق (ان اردت الحفاظ على حياتك ابتعدي ‪،‬‬
‫فانت ال تدركين ما قد تفعله الزوجة االولى من اجل ان‬
‫تمنع ان يتزوج زوجها من اخرى )‪...........‬بما انها‬
‫هي الزوجة االولى وقد ذكرتها السيدة نهال بحقوقها‬
‫اذا فستبدأ بممارستها ‪ ،‬قالت لها باحتقار (ربما عليك‬
‫ان تنحيني جانبا وتفكري فيما ينقصك ويوجد بي‬
‫ليلقي نفسه بين احضاني )‪........‬كانت نظرتها‬
‫تمسحها من اعلى السفل باحتقار لتمد نهال يدها من‬
‫شدة الغيظ محاولة صفعها !!!!!!!!!!!لم تكن اال‬
‫محاولة لم تكتمل ابدا فما ان اقترب كفها من خد‬
‫االخرى حتى وجدت يد تمسك به لتشعر بعدها انها‬
‫تطير لتجد نفسها مرمية على االرض في وضع النوم‬
‫ولحسن حظها كانت السقطة فوق السجاد السميك ‪ ،‬اال‬
‫ان الموضوع لم ينته عند هذا الحد فقد وجدتها جاثمة‬
‫فوقها تمسك بمقدمة ثوبها ويبدو انها ستضربها‬
‫!!!!!!!!!!!!‪...........‬كان قد عاد بسرعة من مقابلة‬
‫في ريسبشن الفندق ‪...‬وقبل ان يدخل الجناح وجد باب‬
‫الجناح االخر حيث تركها مفتوحا ‪ ،‬اقترب من الباب‬
‫ليصل اليه ما بدا كصوت شجار لتلمح عينيه المشهد‬
‫نهال ترفع يدها محاولة صفع ملك اقترب ليحاول‬
‫منعها اال ان الفرصة لم تتح له بينما رأى نهال في‬
‫منظر كوميدي رهيب تطير مصارعة الهواء لتسقط‬
‫بعدها فوق ظهرها على االرض ‪........‬في منظر جعله‬
‫يكتم ضحكاته بالكاد وفي اللحظة التالية وجد ملك‬
‫فوقها تضربها ‪ ،‬لم يدر ما الذي عليه ان يفعله‬
‫؟‪......‬لو كان في وضع طبيعي كان بالتأكيد سيتضايق‬
‫من رؤية زوجتيه تتشاجران وقد يلحق العقاب‬
‫بكلتيهما اما االن فهو يريد ان يرى النهاية !!!!!!يبدو‬
‫ان نهال قد انتبهت لوجوده فقد تعالى صوتها هاتفة‬
‫(يوسف انقذني من هذه المجنونة )‪.........‬اقترب‬
‫منهما منحنيا ليمسك ملك من خصرها ويرفعها‬
‫بسهولة وهي تقول له معترضة (لقد أرادت ان‬
‫تصفعني !!!!!!)‪.......‬أدارها له وهو اليزال حامال لها‬
‫ليقول بمرح (وأنت جعلتها تندم على هذا اليوم الى‬
‫االبد )‪......‬كانت نهال والتي قامت بعد ان ابعدها عنها‬
‫تنظر اليهما نظرة قاتلة ‪ ،‬وقد ارادت ان تغيظها اكثر‬
‫فطبعت قبلة رقيقة على خده وقالت (آسفة حبيبي‬
‫)‪.......‬ما وصل الى آذانهما هو الصوت العالي الرتطام‬
‫الباب معلنا عن خروج نهال ‪........‬اقترب من السرير‬
‫ليستلقي فوقه ويضعها جواره بينما اسند رأسه على‬
‫ذراعه ونظر اليها متفحصا ‪،‬قالت له بمكر (هل‬
‫ازعجك ما فعلته لزوجتك ؟)‪.......‬غمز بعينه ليقول‬
‫بعدها (ليس تماما )‪......‬قالت بنعومة (اسعدني هذا ‪،‬‬
‫ثم قالت لقد تماديت معها الجلك فانا اعلم انها سبب‬
‫حزنك)‪.......‬نظر اليها مفكر ليقول بمرح (هل يعني‬
‫هذا اني تحت حمايتك سيدتي وعلى ان اشتكي لك من‬
‫أي شخص ال يعجبني )‪........‬أومأت برأسها مدعية‬
‫الجدية لتقول بعدها (ثق انك وصلت الى الشخص‬
‫المناسب )‪......‬روح خالبة مرحة ‪ ،‬وفي هذه اللحظة‬
‫مالبس مغرية بشكل كبير هذا الشورت القصير‬
‫والبدي فوقه والذي مع كل ما اظهره من الجزء‬
‫العلوي ها هو يظهر جزء من بطنها !!!!!!!!ماذا‬
‫عليه ان يفعل ؟ ربما لن يكون هناك بأس من بعض‬
‫التجاوز يستخدمه كمسكن لمشاعره الهادرة في هذه‬
‫اللحظات !!!!!!!اخفض رأسها ليقترب بفمه من‬
‫شفتيها المغريتان كالخطيئة بقبلة رقيقة لم تكن كافية‬
‫‪ ،‬ضغط بشفتيه مرة أخرى يحثها على ان تبادله القبلة‬
‫‪.......‬كانت تشعر انها في منطقة خارج الزمان‬
‫والمكان خالية من كل شئ اال هما ما الذي عليها ان‬
‫تفعله جراء ضغطه على شفتيها وجدت شفتيها‬
‫تنفرجان ومشاعر عاصفة تجتاحها !!!!!!هل هذا ما‬
‫كانت صديقاتها تتحدثن عنه طوال كل تلك السنوات‬
‫هل االتصال الجسدي بين الرجل والمرأة ممتع فعال‬
‫كما كانوا يدعون !!!!!!!!انها تشعر انها تحلق فوق‬
‫الغيوم واصبحت بال وزن ‪ ،‬مع اشياء اخرى تصل‬
‫اليها فعلى ما يبدو انه لم يكتفي بالقبلة فيداه تمران‬
‫فوق جسمها لتشعراها بمزيد من الغياب عن الواقع‬
‫‪.........‬هل حصلت على قبلتها االولى ؟ مع هذه الفكرة‬
‫كان هناك شيئا آخر يصل الى عقلها يده التي تسللت‬
‫اسفل مالبسها مالمسة بشرتها العارية !!!!!!لتتداخل‬
‫الذكرى مفسدة كل شئ صارخة بها انها ليست قبلت‬
‫االولى يا معتوهه فلقد قبلتك نفس الشفتان مرات‬
‫عديدة من قبل غير مهتمة بتجاوبك ‪ ،‬افيقي ان هذا‬
‫ليس حبيبك بل هو قاتلك ‪ ،‬انه مغتصبك الذي سرق‬
‫قبلتك االولى واحالمك بالحب ‪ ،‬بل جسدك كله وقبل‬
‫ذلك كله اغتصب روحك ليعيدها اليك دامية مشوهة‬
‫!!!!!!!!مهما غير جلده ينبغي ان تكوني آخر من‬
‫ينخدع به !!!!!!‪.......‬دفعته بقوة مخلصة نفسها من‬
‫ثقل جسده بينما دموعها تتساقط بشدة وهي تقول‬
‫بجنون (ابتعد ما الذي تفعله ؟ ال يحق لك هذا‬
‫!!!!!)‪.........‬تمالك نفسه لقد افلتت االمور من يده‬
‫كان كل ما رغب به هو قبلة ال تفزعها وتطفئ نيرانه‬
‫قليال ولكن القبلة لم تكن الماء الذي اراده بل كانت‬
‫مثل البنزين الذي يجعل النار تلتهب واصلة عنان‬
‫السماء !!!!!!! ها هو يعود الرعابها من جديد تبا‬
‫!!!!قال مقتربا منها محاوال تهدئتها (أنا آسف ‪ ،‬اقسم‬
‫لك لم اتعمد حدوث كل هذا !!!!!)‪......‬لقد اعتذر لها ال‬
‫يدري ان كانت هذه هي المرة االولى التي يفعلها في‬
‫حياته ام ال !!!!!!!اكمل قائال (اهدئي االن ساطلب لك‬
‫مشروبا مهدئا ‪ ،‬وربما حمام دافئ سيفيدك‬
‫)‪.......‬نظرت اليه باستنكار ‪ ،‬لقد وصلت لنفس الحالة‬
‫بل اسوأ وكل هذا من بركاته انها غبية بان وضعت‬
‫نفسها تحت عينيه بانتقالها الى هذا المكان لو كانت‬
‫في شقتها الستقلت اول طائرة عائدة الى انجلترا ‪،‬‬
‫وهذا ما ستفعله االن بالتأكيد‬

‫****يوم آخر من االزعاج المركز هو ما تحياه االن‬


‫بدون شك فمع االحداث العائلية التي تجمعت طوال‬
‫عطلة نهاية االسبوع متآمرة على جعلها ال تذاكر‬
‫لحظة واحدة حتى ‪ ،‬ومع تهديد الوغد بانه سيبدأ‬
‫برصد الدرجات وهي متأكدة من ان اول شخص‬
‫مقصود بهذا التهديد هي نفسها ‪......‬لذا فقد فعلت شئ‬
‫لم تفعله من قبل لقد اخرجت المحاضرات السابقة التي‬
‫درسها لهم اثناء المحاضرة االولى لتقوم بقرائتها‬
‫اسفل البنش مثل اللصوص ‪ ،‬فهي غير مستعدة‬
‫لألحراج على يديه اذا فشلت في االجابة ‪........‬مع‬
‫ارتفاع االصوات بدا وان المحاضرة االولى قد انتهت‬
‫والثانية ستبدأ قريبا حاولت ان تركز قدر استطاعتها‬
‫وكذلك لم تلتفت لمحاولة جرها للحديث القائمة من‬
‫صديقاتها على قدم وساق !!!!!!!!مرة اخرى عادت‬
‫االصوات لالنخفاض رفعت رأسها ليظهر وجهها الذي‬
‫تحول للون االحمر بسبب خفضها له ‪......‬يبدو بمظهر‬
‫مختلف عن مظهره في النادي منذ ايام قليلة فقد عاد‬
‫للمالبس الرسمية ‪.......‬حذرت نفسها (انتبهي ‪ ،‬وكفي‬
‫عن الشرود مثل االغبياء )‪.........‬رفعت رأسها‬
‫بتصميم محاولة التركيز على صوته االتي عبر مكبر‬
‫الصوت ‪ ،‬لتتمكن للمرة االولى من فهم ما يقول كان‬
‫يقدم للدرس بطريقة جذابة مثيرة لالنتباه ليقوم بعد‬
‫ذلك ويشرح بشكل عملي على السبورة الموجودة في‬
‫مقدمة المدرج ‪.......‬انه يشرح مجموعة من‬
‫المعادالت الحسابية لقد فهمت كيفية حلها فعلى ما‬
‫يبدو ان الحقير يملك موهبة في ايصال المعلومات‬
‫!!!!!!!لقد شعر بوجودها منذ اللحظة االولى التي‬
‫دخل فيها المدرج دون حتى ان يراها ذبذبات معينة‬
‫موجودة في المكان ارشدته اليها ‪......‬ليجد رأس‬
‫يرتفع بعد ذلك ووجه متورد بشكل ساحر يظهر‬
‫‪......‬كان يتتبعها خالل المحاضرة كانت عيناها مركزة‬
‫جهته مثل باقي الطالب يبدو انها قد قررت ان تستمع‬
‫اليه اخيرا!!!!!!!لقد كان يعلم انها ستفعل فلقد رأى‬
‫درجاتها خالل السنوات الماضية ووجد انها كانت‬
‫دائما االولى ‪ ،‬وقد خمن انها ستعود سريعا حتى ال‬
‫تضيع درجاتها ‪.......‬اعجبه هذا التفوق ‪ ،‬كانت منذ‬
‫طفولتها هكذا تهتم جدا بدراتها وتكون دائما االولى‬
‫حتى انها كانت تقوم باغاظته هو ومعتز وتخبرهما‬
‫انهما اقل من مستواها وانها اشطر منهما ‪........‬عاد‬
‫بتركيزه الى ما يشرحه ‪ ،‬يبدو انه ال مفر من ان يقوم‬
‫بالقاء بعض االسئلة وتسجيل الدرجات حتى يعطي‬
‫مصداقية لكالمه في المستقبل !!!!!!!!ولكن حتى هذا‬
‫يمكن ان يكون ممتعا!!!!!!!!!!بدأ بالقاء بعض‬
‫االسئلة والتي حرص اال تكون صعبة ‪ ،‬ليقوم بعض‬
‫الطالب والطالبات الذين يقوم باختيارهم باالجابة‬
‫‪........‬نظر جهتها بشبح ابتسامة ليشير بعدها الى‬
‫نفس الجهة قائال (الباشمهندسة‪......)........‬ما يحدث‬
‫بعدها ان تقوم الطالبة بتعريفه باسمها ثم االجابة‬
‫قامت واقفة لينظر جهتها ببطء وهو يقول (لقد قصدت‬
‫زميلتك الجالسة جوارك)‪........‬نظرت جهته بغضب‬
‫لتجلس دون كالم ايضا ‪ ،‬ربما كان عليه ان يجعلها‬
‫تجيب ليسمع صوتها اخيرا ‪ ،‬قامت ايمان بعد ذلك‬
‫وأجابت ‪.........‬الحيوان لقد قصد احراجها !!!!!!!!لقد‬
‫تعمد ان يشعرها انها المقصودة لتقوم ويجلسها دون‬
‫فائدة ‪.........‬انقضى بعض الوقت شعرت خالله ان‬
‫المحنة اوشكت على االنتهاء ‪ ،‬لتجد والء تدفعها من‬
‫جانبها وهي تقول بخفوت (ان الدكتور يحدثك‬
‫)‪........‬رفعت رأسها لتجده يقول بابتسامة ربما تراها‬
‫الحمقوات جذابة ولكن في عينيها تشبه ابتسامة كائن‬
‫رخو !!!!!!!(انه دورك االن باشمهندسة‬
‫‪..........)........‬قالت بخفوت (سارة )‪........‬قال مدعيا‬
‫عدم السمع (من فضلك ارفعي صوتك )‪..........‬قالت‬
‫بصوت مرتفع نافذ الصبر (سارة )‪........‬بدا وكأنه‬
‫ينتظر الباقي فقالت (سارة سليمان سيف‬
‫الدين)‪.......‬قال بهدوء (سازعجك قليال‬
‫‪........).....‬انتظرت لتعرف نوع االزعاج ليكمل بعدها‬
‫بلهجة مقصودة (ان السؤال الخاص بك يتعلق‬
‫بالمعادالت وتطبيقاتها لذا عليك الخروج عند السبورة‬
‫لالجابة بشكل عملي )‪........‬نظرت اليه بحنق لتخرج‬
‫بعدها وهي تشتمه في سرها بالفاظ لم تنطقها من قبل‬
‫!‪.........‬استدار ناظرا اليها ثم اقترب من السبورة‬
‫ليقول بهدوء ماكر بصوت ال يسمعه سواها (ان كنتي‬
‫ال تستطيعين االجابة اخبريني وقد اقوم باستثناء‬
‫خاص واعفيك )‪........‬نظرت اليه بعينان مشتعلتان‬
‫قائلة بصوت هامس ساخر(آخر شئ أريده هو ان‬
‫استغل كرم اخالقك )‪.......‬اذا فالقطة تستطيع الخمش‬
‫‪......‬قام بامالئها السؤال فكتبته فوق السبورة لتبدأ‬
‫بعدها في االجابة بشكل ممتاز ‪......‬نظر اليها باعجاب‬
‫ان هذه الفتاة ستقف مكانه في يوم من االيام وتدرس‬
‫للطالب بكل تأكيد ‪ ،‬ذكاء مدعوم بثقة بالنفس نظر مرة‬
‫اخرى وخط جميل ليس هناك ما ينقصها‪.........‬انهت‬
‫االجابة ووقفت تنتظر رأي سموه ‪........‬مرت عيناه‬
‫على االجابة ليقول بعدها بصوت مرتفع‬
‫(ممتاز)‪........‬ثم بصوت منخفض سمعته هي فقط قبل‬
‫ان تعود لمكانها (دائما سارة اشطر من الجميع‬
‫)‪.........‬يكفي هذا اليوم لقد سمع صوتها وتحدث معها‬
‫ووقف وال يفصل بينهما اال القليل ‪.......‬عادت الى‬
‫مكانها ملتقطة انفاسها لتتنهد بصوت منخفض قائلة‬
‫(اشهد ان ال اله اال هللا واشهد ان محمدا رسول هللا‬
‫)‪..........‬انها تكاد ال تحتمل قربه منها ‪.......‬هل عليها‬
‫اخبار احمد ‪.......‬بالتأكيد عليها هذا فربما يراه فاحمد‬
‫يأتي احيانا الى الجامعة ليس الى نفس الكلية ولكن قد‬
‫يلتقيه خاصة وانه في المرحلة النهائية من الدكتوراه‬
‫مما يعني ان تواجده في الجامعة سيكون مستمرا‬
‫‪......‬لذا عليها ان تكون المبادرة‪.......‬ويبقى يوسف‬
‫ربما احمد سيقوم بعدها باخباره او حتى هي انها فقط‬
‫خائفة من ان يفعل شئ قد يؤدي الى آثار تصل اليها‬
‫في كليتها !!!!!!!!!!!!!!!!نظرت اليه وهو يغادر‬
‫المدرج في التجمع المعتاد وان كان مع الوقت يصبح‬
‫محددا في اشخاص بعينهم فكرت ساخرة أو شخصات‬
‫باعينهن‬

‫انتهى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل التاسع والعشرون‬


‫رفع هاتفه ليتلقى االتصال ‪ ،‬اذا لقد استقلت نهال‬
‫الطائرة وغادرت اخيرا ‪ ،‬هذا جيد ان وجودها من‬
‫البداية في هذه الرحلة كان خطأ ظلت تمثل له عامل‬
‫تشتيت عن الوصول الى هدفه الرئيسي (ملك )‬
‫ارتسمت بسمة حزينة على شفتيه حين ترآت الهيئة‬
‫في خياله لقد تركها مضطرا وهي منهارة منذ عدة‬
‫ساعات ‪ ،‬هو يعلم انها تدعي القوة وستظهر له وقد‬
‫بدا انها استطاعت تجاوز االمر ‪.......‬تنهد بحدة‬
‫وحقده على نفسه يزداد انه ليس نادما على زواجه‬
‫منها وحتى ان كان القدر هو من حكم عليه بالتصرف‬
‫بهذه الطريقة ولكن كل ما تلى ذلك كان غباءا منه‬
‫!!!!!!!!كان عليه ان يراها ان يعرفها ‪ ،‬عليه ان‬
‫يجعلها تثق فيه وحتى بعد ذلك لماذا كان عليه اعادتها‬
‫الى ابيها لقد ظن ان ذلك هو االصلح ولكن من جهة‬
‫اخرى عندما شعر انه ال بد ان يتزوج كان عمرها‬
‫تقريبا ثمانية عشر عام صغيرة قليال ولكن ليست طفلة‬
‫ريهام كانت في التاسعة عشر حين تزوجت ولم يصدر‬
‫اعتراض من اي شخص وكان زواجها شئ طبيعي اذا‬
‫فالعمر كان شئ جانبي ‪.......‬لماذا لم يفكر بمن كانت‬
‫زوجته بالفعل كخيار محتمل !!!!!!!!!هل كان حقده‬
‫يشمل العائلة كلها ؟!!!!!!ولكن طوال الوقت كان‬
‫بالفعل يفصلها عنهم ‪ ،‬كان عليه ان على االقل ان‬
‫يذهب ويرى ما اصبحت عليه ‪ ،‬كانت وقتها في‬
‫الجامعة وما المشكلة ان تدرس اثناء الزواج لم يكن‬
‫الموضوع عائق كبير ‪.......‬على االقل كان سيوفر‬
‫على نفسه ادخال نهال الى حياته !!!!!!!!!!ربما‬
‫التفكير في الماضي والندم عليه لن يأتي بفائدة ولكن‬
‫عليه ان يفكر في الحاضر وفي المستقبل بعد ذلك ‪،‬‬
‫أوال عليه ان يلتزم ضبط النفس ويبتعد نهائيا عن‬
‫لمسها ويحاول ان يجعلها تثق فيه ويبعد عنها اي شئ‬
‫ينغص عليها الوقت محدود جدا انه يعلم انها قد تكون‬
‫تفكر في الهروب في هذه اللحظات وهو لن يسمح لها‬
‫بهذا ليس االن !!!!!!من ناحية اخرى هل عليه ان‬
‫يعلق على ما حدث بينهما وعلى رد فعلها ؟!!!!!!!هذا‬
‫سيتوقف بالتأكيد على رد فعلها ‪........‬ان ما يريده في‬
‫هذه اللحظة هو االطمئنان عليها ‪......‬سار الى الجناح‬
‫المقابل وطرق الباب فتح الباب ليجدها واقفة في‬
‫الداخل ثم ابتعدت مفسحة له المجال للدخول جلست‬
‫على احد الكراسي ليجلس على الكرسي االخر ‪ ،‬كانت‬
‫ترتدي بنطلون ضيق من الجينز تعلوه بلوزة بيضاء‬
‫باكمام ‪ ،‬يبدو وانها رأت ان االفضل للتعامل مع الذئب‬
‫هو االحتشام !!!!!!!كان بعض الشحوب يظهر على‬
‫وجهها وعيناها محمرتان وهادئة ‪.......‬قال بهدوء‬
‫(كيف حالك االن؟ )‪.........‬رفعت رأسها وقالت بهدوء‬
‫مماثل (بخير شكرا لك )‪........‬انه ال يحب المراوغة‬
‫لذا قال مباشرة (هل سامحتني ؟)‪........‬نظرت اليها‬
‫وردت ببرود (على اي شئ ‪ ،‬انا من ينبغي عليه‬
‫االعتذار الني تصرفت كطفلة غبية )‪.........‬نظر اليها‬
‫بتفحص ثم قال حاسما الموقف (يبدو ان نفس العبارة‬
‫ستتكرر ثانية دعينا نبدأ صفحة جديدة )‪.........‬وماذا‬
‫االن لقد اتخذت قرارها بالسفر ام ستنساق لمخططاته‬
‫وماذا ان تكرر ما حدث وربما لن يوقفه شئ في المرة‬
‫القادمة ‪ ،‬وحتى بقائها معه لمدة اطول خطير فقد‬
‫يكشفها وعندها ‪.........‬ولكن حتى هذا لن تخبره به بل‬
‫ستختفي فقط اذا فعليها مجاراته ابتسمت وقالت‬
‫(حسنا )‪.......‬بادلها االبتسام وقال (واالن هيا ارتدي‬
‫مالبسك من اجل جولة ليلية في الشانزليزية‬
‫)‪..........‬قامت مدعية الحماس لماذا ال يزال موجودا ؟‬
‫كيف سترتدي مالبسها في وجوده ؟ اين التحفظ‬
‫الشديد الذي كان يظهره في البداية ؟ هل تغيره هذا‬
‫نابع من كونه اصبح يعتبر نفسه خطيبها‬
‫؟!!!!!!!!توجهت ناحية الدوالب الذي وضعت‬
‫مالبسها فيه منذ بضعة ساعات لتجده يقول لها (ان‬
‫الجو يصبح باردا في المساء لذا ارتدي مالبس‬
‫مناسبة )‪.......‬اومأت برأسها وهي تخرج جاكت‬
‫شتوي قصير وبنطلون ضيق مناسب له وتتجه الى‬
‫الحمام فعلى ما يبدو هو لن يغادر ‪ ،‬هي المخطأة في‬
‫حضورها الى الفندق منذ البداية ‪.........‬ال تدري ما‬
‫الذي فعله اثناء غيابها فقد عادت لتجده ال يزال جالسا‬
‫في مكانه !!!!!!!!!اقتربت من المرآة وامسكت‬
‫بالفرشاة لتسرح شعرها ان مراقبته لها تزعجها‬
‫تجعلها اكثر وعيا لنفسها ولكل شئ تفعله حتى ولو‬
‫كان بسيطا !!!!!!!!لماذا ال يجد لنفسه شيئا يشغل به‬
‫وقته ؟‪..........‬لقد تمكن خالل الدقائق التي قضتها في‬
‫تغيير مالبسها من انهاء ما اراد فعله بالكاد ‪ ،‬كان‬
‫عليه ان ال يجعلها تالحظ او تشك بما فعله لذا كان هذا‬
‫افضل شئ ‪ ،‬انه يكاد يرى النيران التي تتصاعد من‬
‫اذنيها حنقا من وجوده حولها !!!!!!!نهض من فوق‬
‫الكرسي ليقف عاقدا ساعديه وهو ينظر الى ما تفعله‬
‫لقد سرحت شعرها وقامت برفع بعض خصالته‬
‫بمشبك تاركة الباقي منسدال ‪ ،‬لتبدأ االن في وضع‬
‫المكياج الذي بكل تأكيد ال تحتاجه ‪ ،‬انها دون اي‬
‫مكياج متألقة كنجمة المعة وال تحتاج للمزيد من لفت‬
‫االنظار !!!!!!!شيئا اخر يثير حنقه هو مالبسها‬
‫الضيقة ‪ ،‬سيبدو هذا تحكما مبالغا فيه من جهته ان‬
‫قام باالعتراض حاليا خاصة وانها على االقل تغطي‬
‫جسمها باكمله ‪ ،‬ولكن على االقل المكياج قال بهدوء‬
‫وهو ينظر اليها عبر المرآة (هل تظنين ان القمر قد‬
‫يستعين باحد المصابيح لزيادة نوره ؟)‪..........‬قالت‬
‫بمرح به بعض السرور (وهل ستقوم بمغازلتي كلما‬
‫أردت مني القيام بشئ ما ؟)‪..........‬ضحك بصوت عال‬
‫ليقول بعدها (ماذا افعل بذكاءك الشديد هذا‬
‫؟)‪........‬التفتت اليه وقد تركت ادوات المكياج لتقول‬
‫غامزة بعينها(سيكتفي القمر هذه الليلة بضوئة‬
‫الطبيعي )‪.........‬وصال الى شارع الشانزليزية‬
‫باضو ائه المبهرة وشوارعه المزدحمة مد لها ذراعه‬
‫لتضع كفها فيه ليسيرا بعد ذلك واالضواء المبهرة‬
‫حولهما ‪ ،‬شئ ما كان يلفت نظرها انهما كانا محط‬
‫انظار معظم المارين هل هذا لشدة تالؤمهما ام لشدة‬
‫تناقضهما ؟!!!!!!!انها تدرك انهما يمثالف ثنائي‬
‫مثالي الرجل الوسيم القوي والمرأة الجميلة ولكن‬
‫خلف المظاهر يكمن الكثير !!!!!!!البد ان تلك‬
‫الحمقوات التي تحدقن فيه ببالهة واعجاب يشعرن‬
‫بالحسد تجاهها !!!! ولكن هي وبكل طيب خاطر‬
‫مستعدة الخالء موقعها في هذه اللحظة ‪........‬كانا قد‬
‫وصال الى اشهر المتاجر الخاصة بماركة ازياء‬
‫شهيرة حين اشار لها بالدخول ‪........‬هل يريد شراء‬
‫المالبس لها ؟ ان الواجب عليها ان تفعل ما ستقوم به‬
‫اي فتاة شريفة حينما تعترض على رغبة رجل في‬
‫شرائها وتعترض بشدة !!!!!!فكرت بخبث ان االكثر‬
‫تأثيرا ان تدخل وتحصل على كل ما يثير اعجابها ‪،‬‬
‫وخاصة من هذه الماركة الغالية ‪......‬ستجعله يندم‬
‫على ان ادخلها هذا المكان !!!!!دلفا الى الداخل‬
‫وكعادته في النظر الى وجهها الذي يعكس مشاعرها‬
‫التي تحاول دائما اخفائها وجد بريق ساطع يلمع في‬
‫عينيها فهم انه بريق المؤامرة ‪ ،‬ما الذي تنوي ان‬
‫تفعله تحديدا ؟‪........‬استقبلتهم المديرة االنيقة ليبدآ‬
‫بعد ذلك الجولة التي شملت عدة طوابق ‪ ،‬فهم ابعاد‬
‫مؤامرتها عندما وجدها تأخذ كل ما يعجبها فساتين‬
‫سهرة فساتين نهارية بناطيل تنورات وحتى مايوهات‬
‫للسباحة والنجيري وربما القادم مكوك فضائي ‪ ،‬لم‬
‫يعترض على ما تفعله ولكنه اقترب من اذنها وهمس‬
‫(سيكون عليك ارتداء كل ما اشتريته في عرض ازياء‬
‫خاص لي ) رفعت عينيها عاقدة حاجبيها ثم قالت (اذا‬
‫ساترك مالبس السباحة والالنجيري ) ضحك بخفة‬
‫وقال لها بنفس الهمس (مفسدة للمتعة ) احمر وجهها‬
‫لتقول في جرأة مألوفة (هل ما تتخيلني فيه فقط هو‬
‫هذه االشياء ؟) ضحك هذه المرة ضحكة صاخبة ليقول‬
‫بلهجة مقصودة (ال زلت بريئة يا صغيرة ) نظرت الى‬
‫الفاتورة التي يمسك بها واحساس بالذنب يتصاعد‬
‫داخلها لقد بالغت فيما اشترته لدهشتها كان يخرج‬
‫الفيزا الخاص به دون اي تردد ويعطيها للمديرة انه‬
‫يعلم انها بالغت في الشراء من باب االنتقام الطفولي‬
‫ولكن هذا ال يمثل مشكلة فهو مدين لها بسنوات لم‬
‫يدفع فيها ثمن مالبسها اعطاهم عنوان الفندق حتى‬
‫يتم توصيل المشتريات عليه لينصرفا بعدها‬

‫**عادا امس من البلدة في وقت متأخر ليتوجه بعدها‬


‫مباشرة الى حجرة المكتب قائال شئ عن كونه مشغول‬
‫جدا ‪ ،‬ونتيجة لهذا لم تتحدث معه وكان عليها تأجيل‬
‫االعتراف استيقظت في الصباح لتتفاجأ بعدم وجوده‬
‫وتجد رسالة قد وصلت الى هاتفها المحمول منذ عدة‬
‫ساعات يخبرها فيها انه اضطر للخروج بسبب حالة‬
‫طارئة ‪ ،‬لقد حدث هذا عدة مرات من قبل ال ريب بان‬
‫عمله كطبيب يجعل االمر متوقعا غادرت الى كليتها‬
‫لتصل على موعد المحاضرة االولى بالضبط ‪........‬لقد‬
‫كان يشغلها امر زياد فهي طوال الوقت كانت مترددة‬
‫ولذا لم تخبره بشئ وهو بالتأكيد يظن ان الوضع على‬
‫ما هو عليه حتى االن ‪ ،‬ولكن بما انها قد حسمت‬
‫امرها واتخذت قرارها عليها ان تصارحه حتى ال يظل‬
‫معلقا بحبال واهية ‪.......‬انتهت المحاضرة لتلتفت الى‬
‫سها صديقتها والتي كانت تعرف بموضوعها مع زياد‬
‫منذ بدايته وما تلى ذلك من رفض والدها ‪ ،‬ثم قرارها‬
‫بأن زواجها سيكون مؤقت ‪ ،‬قالت بخفوت (سها اريد‬
‫ان اتحدث معك في موضوع هام )‪........‬ردت عليها‬
‫بتساؤل (االن؟)‪.........‬اومأت برأسها وقالت لها (ال‬
‫زال هناك ساعتان حتى المحاضرة القادمة ‪ ،‬لذا هيا‬
‫نبحث عن مكان هادئ )‪........‬سارت خلفها بعدما‬
‫اخبرت باقي المجموعة انهما ذاهبتان من اجل شئ‬
‫طارئ ‪.......‬وصلتا الى الحديقة الخلفية لتجلس‬
‫جوارها على المقعد وتقول لها (سها انت اكثر شخص‬
‫يعلم كل قصتي منذ البداية )‪.........‬نظرت اليها‬
‫باهتمام لتقول بعدها (هل هناك جديد ؟)‪.........‬نظرت‬
‫اليها بخجل لتقول (في الجانب العملي ال ولكن الذي‬
‫اختلف هو مشاعري)‪.........‬قالت ببطء (اذا فقد‬
‫سقطتي في حب طبيبك الوسيم )‪........‬اومأت برأسها‬
‫مبتسمة لتقول (لقد كنت تتوقعين هذا )‪........‬قالت‬
‫بمرح (لقد توقعت هذا منذ زمن طويل ولكن انت من‬
‫ادراكها متأخر ‪ ،‬واالن ما الذي ستفعلينه‬
‫؟)‪.........‬قالت بتصميم (ساخبره بالتأكيد‬
‫)‪...........‬قالت بصدق (اتمنى لك التوفيق ولكن عليك‬
‫ان تتمسكي بالنفس الطويل فقد يكون رد فعله رافض‬
‫او عنيف انت جرحت كرامته وعليك ان تتحملي رد‬
‫فعله )‪........‬او مأت برأسها لتقول بعدها (اعلم هذا ‪،‬‬
‫ولكن هل تظني ان النتيجة النهائية ستكون في‬
‫صالحي )‪........‬قالت سها بمؤازة (ان شاء هللا افعلي‬
‫فقط ما يتوجب عليك )‪........‬مرت لحظات من الصمت‬
‫انتبهت سها بعدها الى يدها المربوطة لتقول لها (ما‬
‫الذي حدث الصبعك )‪.......‬شعرت بالدهشة فقد علت‬
‫ابتسامة بلهاء وجه فرح وكأنها تتذكر حدث سعيد ثم‬
‫قالت ضاحكة (ال يمكنك تصور ما حدث لي خالل‬
‫العطلة )‪.......‬عقدت حاجبيها لتقول بعدها (لم يعد‬
‫هناك شئ مستغرب من جهة جنابك ‪ ،‬ال تقولي ان‬
‫اصابتك سببها الحب )‪........‬ضحكت مرة اخرى قائلة‬
‫(بل البصل )‪.......‬نظرت اليها بدهشة وقالت (ال تقولي‬
‫انك اصبحت تستمتعين بتقطيعه ؟)‪.......‬ان سها تمثل‬
‫نموذج فاشل مثلها وهي بالتأكيد كانت ستفقد الوعي‬
‫اذا رأت كمية البصل التي وضعتها الخالة عزيزة‬
‫امامها !!!!!!!!!!قالت بمرح (لم يكن تقطيع البصل‬
‫هو فقط ما فعلته لقد صنعت الخبزوالمحشي وقطعت‬
‫اللحم )‪........‬كانت نظرة مضحكة تلك التي علت‬
‫وجهها وهي تقول (ماذا ‪ ،‬اين كنت بالتحديد‬
‫؟)‪.......‬قالت (في منزل الحاج سيف جد‬
‫احمد)‪........‬سردت لها ما حدث لتجدها تقول في‬
‫النهاية (ال تقولي ان هذه االحداث هي التي جعلت‬
‫عقلك يظهر بعد غياب ليكتشف حبك لزوجك‬
‫)‪........‬ابتسمت وهي تقول (بالتأكيد )‪........‬ضحت‬
‫االخرى قائلة (انك نادرة يا فتاة )‪...........‬صمتت فرح‬
‫قليال ثم قالت (انا اريد حسم الموضوع مع زياد حتى ال‬
‫يظل يظن اني ملتزمة بكالمي )‪..........‬قالت سها بحدة‬
‫(لقد كنت غبية منذ البداية بعقدك هذا االتفاق السخيف‬
‫معه كما انه يشعرني بالضيق بنظراته الموجهه اليك‬
‫)‪........‬قالت مدافعة (ربما يكون هذا النه يظن انه ال‬
‫زال هناك امل )‪........‬قامت بحدة وقالت (انتظري هنا‬
‫سوف اذهب واتي به وقولي له كل شئ بكلمات‬
‫حاسمة )‪..........‬انصرفت بعدها ‪ ،‬انها تعلم طباع سها‬
‫النارية ‪ ،‬والتي فد تكون مالئمة مع شعرها االحمر‬
‫!!!!!!!‪......‬انها تحبها جدا ولكنها تعلم انها احيانا قد‬
‫تعض وخاصة الرجال الذين ال تطيقهم ان ما يلزمها‬
‫هو شخص ذو اعصاب ثلجية ‪ ،‬هل تفكر في البحث‬
‫عن عريس لصديقتها فلتضبط احوالها‬
‫اوال!!!!!!!!!!دقائق وحضرت سها يتبعها زياد لقد‬
‫كانت تعلم انها ستفعلها !!!!!!اقترب من مكان‬
‫جلوسها فرفعت عينيها اليه ‪ ،‬اين ذهبت نبضاتها‬
‫المتسارعة عندما كانت تراه ؟ اين ذهب شوقها‬
‫لرؤيته عندما كان يمر يوم دون ان يلتقيا ؟ ال شئ انه‬
‫فقط فراغ مصحوبا بشئ من التوتر نتيجة لما تنتوي‬
‫قوله ‪........‬قال بصوت خشن ساخر (أريد ان اعرف‬
‫سبب استدعائي بهذه الصورة )‪........‬قالت بتوتر (لقد‬
‫اردت ان اتحدث اليك )‪..........‬نظر اليها متفحصا‬
‫ليقول (لم اكد اعرفك حين رأيتك في المرة االولى بعد‬
‫عودتك ‪ ،‬يبدو ان تأثير الدكتور كان شامال )‪.........‬لقد‬
‫بدأ بالسخرية ‪ ،‬قالت بتحدي (بما ان التغيير لالفضل‬
‫فليس المهم من تسبب فيه )‪.......‬قال باصرار (ان‬
‫التغيير ينبغي ان ينبع من داخل االنسان واال لن يكون‬
‫بال فائدة )‪........‬كالم بال جدوى مجرد فلسفة فارغة ال‬
‫مزاج لديها في الخوض بها خالل هذه الدقائق‬
‫‪.......‬قالت بجدية (دعك من كل هذا ‪ ،‬لقد اردت ان‬
‫اخبرك انني اعتذر لك عن االلتزام بما اتفقنا عليه‬
‫)‪.......‬كانت عيناه مشتعلتان وهو يقول بغضب (اذا‬
‫فقد انجرفت الى الثروة والمكانة االجتماعية وتخليت‬
‫عن حبنا )‪......‬قالت باعتراض (ان الثروة والمكانة‬
‫التي تتحدث عنهما لم تكونا تنقصاني ‪ ،‬ولكن يمكنك‬
‫ان تقول ان ما تطلق عليه حبنا قد استحال الى سراب‬
‫)‪......‬قال بحقد (سراب !!!!!كل تلك السنوات من‬
‫االدعاء والتي ابقيتني خاللها جوارك مثل االبله هي‬
‫سراب !!!!!!)‪.......‬اقتربت سها والتي كانت قد‬
‫ابتعدت قليال منهما حين سمعت االصوات المرتفعة‬
‫لتقول لزياد بحدة (ما الذي تريده منها ‪ ،‬انها االن‬
‫امرأة متزوجة وقد اخبرتك بانها قد استفاقت من‬
‫االوهام ‪ ،‬هل تريد الحصول عليها بالقوة ؟)‪.......‬قال‬
‫بغيظ (ليس لك شأن بنا )‪.......‬ثم التفت الى فرح‬
‫ليقول بتوعد (ثقي انني ساجعلك تندمين‬
‫)‪.........‬وانطلق بعدها كالعاصفة ‪.....‬قالت سها (دعك‬
‫منه انه ال يملك اال الكلمات الجوفاء‪ ،‬وما دمتي تفعلين‬
‫الصواب فال يهمك من احد )‪........‬ثم اكملت حينما‬
‫ظلت صامته (لقد اخبرتك منذ زمن طويل ان رغم كل‬
‫ما يبديه من اظهار نفسه كشخص مكافح غير طامع‬
‫فان هدفه االول هو اموال والدك ‪ ،‬وكل غضبه االن‬
‫بسبب انه فقد االمل االخير فيها )‪........‬نظرت اليها‬
‫بحيرة هل كالمها صحيح ؟ هل استطاع فعال خداعها‬
‫طوال تلك السنوات ؟‪.........‬ال تدري ولكن في هذه‬
‫اللحظة ال تشعر انها تستطيع التركيز في اي شئ لذا‬
‫قالت (سها سارحل االن وغدا سوف اخذ منك‬
‫المحاضرات )‪.........‬اومأت برأسها وهي تقول لها‬
‫(قودي بتمهل )‪.........‬استقلت سيارتها ولكن بدل ان‬
‫تتجه الى المنزل اتجهت الى مكان آخر هل ما تفعله‬
‫سليم هي ال تدري ولكنها تشعر في هذه اللحظة انها‬
‫البد وان تراه وصلت الى المستشفى الجامعي والذي‬
‫ال يبعد كثيرا عن كليتها ‪ ،‬وصلت الى البوابة وسألت‬
‫عن المبني الخاص بامراض القلب فارشدها االمن‬
‫اليه تركت السيارة واتجهت الى االستقبال وسألت عنه‬
‫وجدت انه قد خرج من غرفة العمليات وموجود االن‬
‫في مكتبه خرجت من المصعد لتصل الى المكان الذي‬
‫تم االشارة له لم يكن الباب مغلقا ولكنها ستطرقه اوال‬
‫من مكانها وجدت انه لم يكن وحيدا كان جالسا على‬
‫الكرسي وامامه تجلس فتاة قد تكون في سنها او اكبر‬
‫قليال هو مبتسم بينما الفتاة تضحك هل يتبادالن نكتة‬
‫ما ؟ طرقت الباب لتدخل بعدها مباشرة قائلة بلهجة‬
‫حاولت ان تكون عفوية (صباح الخير ) نهض احمد‬
‫من مكانه عاقدا حاجبيه وهو يقول (فرح ما الذي اتى‬
‫بك ؟) كانت الفتاة تنظر اليها بتمهل ولم تكلف نفسها‬
‫عناء تحيتها حتى فتاة قمحية البشرة ذات عيون بنية‬
‫واسعة تقريبا جميلة وايضا محجبة كان شئ داخلها‬
‫يقول لها بخبث نوعه المفضل هل هي مرشحته التالية‬
‫ولكن مهال يا دكتور انا لم اقل كلمتي االخيرة بعد قالت‬
‫بنبرة رقيقة بها بعض الميوعة (لقد خرجت في‬
‫الصباح دون ان اراك ولم استطع الصمود حتى‬
‫عودتك ثم اضافت بمخاطرة غير محسوبة حبيبي)‬
‫لتفعل بعدها شيئا اكثر تهورا وهي تقف على اطراف‬
‫اصابعها وتقبله على خده !!!!!!!وجدت وجه الفتاة‬
‫يحتقن وتقف لتقول وهي تغادر (معذرة يا دكتور‬
‫سوف اتي في وقت آخر ) قال ليستوقفها (سمر )‬
‫سمعا صوت اغالق الباب لتقول وهي تمط شفتيها (ان‬
‫اسمها ال يعجبني ) التفت اليها تعلو وجهها النظرات‬
‫النارية ويقول في لهجة مرعبة (ما الذي اتى بك من‬
‫االساس ؟ ثم ما شأنك بها وباسمها ؟ سكت ليضيف‬
‫بعدها بحسم ‪:‬وما الذي فعلته عندما دخلت) هو يريد‬
‫اخافتها ولكنها لن تفعل قالت في جدية (اتيت الراك‬
‫في مكان عملك وال شأني لي ب ها ما دامت ال تتدخل‬
‫فيما ال يخصني وما فعلته انني سلمت عليك مثلما قد‬
‫تفعل اي زوجة ) قال بهدوء (فرح كفي عن التالعب‬
‫انت لست كأي زوجة وحقوقك تنازلت عنها بنفسك‬
‫وانا ال اخصك انا حر وان اردت سمر او غيرها فال‬
‫شئ يمنعني) نظرت اليه بهدوء مماثل وهي تقول في‬
‫نفسها ال زلنا في البداية يا دكتور ابتسمت له وقالت‬
‫(ربما لدي اعتراف ) قال بسخرية (ارحميني من‬
‫اعترافاتك ان تأثير االخر لم يزل بعد) اذا فلتأجل‬
‫االعتراف للجولة القادمة قالت بخفوت (ساعود‬
‫للمنزل هل ستأتي على الغداء ) قال بهدوء (اجل ) ما‬
‫الذي تريده بالضبط ؟ وما سبب اظهار مخالبها على‬
‫سمر ؟وماذا يكون اعترافها الجديد؟‬

‫****** لقد اصبح العمل ال يطاق فالجميع بدا‬


‫وكأنهم ينظرون اليها نظرات مريبة متهمة واحيانا‬
‫مشمئزة !!!!!!!!!!!انها تحاول ان تظهر عدم‬
‫الالمباالة ولكن رغم ذلك ما يحدث يؤثر بها‬
‫‪.........‬فأي امرأة ستشعر بالضيق وااللم من ان تكون‬
‫في موضع اتهام !!!!!!!!!لقد حان وقت االستراحة‬
‫محنة اخرى ستواجهها خاصة وان كل الموظفين‬
‫يتجهون للخارج في نفس الوقت تقريب ‪........‬لقد‬
‫اعتادت على التأخر عن الباقين حتى ال تقابل احدا في‬
‫طريقها ‪ ،‬واماني تفعل هذا معها دون حتى ان تطلب‬
‫‪.......‬مضت عشر دقائق قبل ان تتوجها لالسفل قبل‬
‫ان تخرجا من الباب وجدت صوت يستوقفها ‪ ،‬سبقتها‬
‫اماني الى الخارج بينما اضطرت للوقوف ‪......‬شخص‬
‫قد رأته من قبل ال تعلم من هو تحديدا ولكن شكله‬
‫والطريقة التي ينظر بها اليها لم تريحها ‪......‬توقفت‬
‫ليقف هو االخر امامها قريب بشكل مزعج كان يبدو‬
‫في اوائل الثالثينات شكله ال بأس به ولكن اسلوبه‬
‫ونظراته مزعجه ‪......‬قال بطريقة ممطوطة (كيف‬
‫حالك ريهام ؟)‪.......‬رفعت رأسها اليه بحدة فكيف‬
‫لشخص ال تعرفه من االساس ان يرفع الكلفة بينهما‬
‫!!!!!!!!دون ان ينتظر الرد وجدته يقول بسماجة (لقد‬
‫اردت التعرف عليك منذ مدة طويلة ‪ ،‬ولكن كما يقال‬
‫كل تأخيره فيها خيرة )‪ .......‬قالها ونظراته المقززة ال‬
‫تزال تمر عليها لتشعر وكأنه يعريها ‪ ،‬قالت بحنق‬
‫وغضب مكبوت (شكرا لك عن اذنك)‪.......‬لم يستسلم‬
‫ليقول بلهجة بطيئة (ما رأيك في ان ادعوك لتناول‬
‫الغداء)‪........‬الحيوان يظن انها رخيصة وسهلة‬
‫وقابلة للشراء ‪.......‬قالت محاولة عدم اثارة الفضائح‬
‫(شكرا مرة اخرى واالن دعني امر )‪.......‬مد يده‬
‫محاوال االمساك بذراعها فابتعدت عنه وهي تقول‬
‫(ايها اللعين كيف تجرؤ؟!!!!!!)‪..........‬نظر اليها‬
‫بسخرية ليقول بطريقة مستهزئة (من تظنين نفسك‬
‫لقد اصبحت بضاعة مستهلكة والجميع يعلم انك‬
‫متوافرة لمن يدفع الثمن )‪........‬كان الصمت يخيم‬
‫على المكان بينما كان هناك بعض االشخاص قد‬
‫تجمعوا ليستمتعوا بالعرض المجاني ‪.......‬رفعت يدها‬
‫لتصفعه باقوى ما تستطيع وهي تصرخ فيه (ايها‬
‫الحيوان القذر كيف تقول هذا الكالم ؟)‪........‬صرخ‬
‫بحقد (االن ستتظاهرين انك خضرة الشريفة بينما يعلم‬
‫الجميع ما كنت تفعليه مع المدير خالل رحلتكما‬
‫‪......‬ثم اردف ام انه ال يعجبك اال المدراء‬
‫‪......‬واستطرد بصوت كالفحيح صدقيني سادفع لك ما‬
‫تريدين ؟)‪.......‬عند هذا الحد لم تستطع الصمود هي‬
‫يتم معاملتها كعاهرة ويلقي شخص اقل من حيوان هذا‬
‫الكالم على اسماعها !!!!!!!!ما الذي فعلته بنفسها‬
‫وما الذي فعله حازم بها هل كان عناده يستحق ان‬
‫تدفع هذا الثمن ؟!!!!!!!!وجدت جسدها يرتعش فيما‬
‫لم تعد قادرة على كتم شهقاتها ‪...................‬كان‬
‫لديه الكثير من العمل فهو خالل هذه الفترة مشغول‬
‫جدا بما ان كل شئ اصبح فوق اكتافه بعد سفر يوسف‬
‫والذي لم يتضح بعد متى سينتهى !!!!!!!!!!!فعلى ما‬
‫يبدو ان جو فرنسا اعجبه ‪ ،‬انه يشعر انه مختلف‬
‫وليس الشخص الذي عرفه معظم حياته اكثر اقباال‬
‫على الحياة ال يدري ما السبب !!!!!!!!!لقد كان‬
‫يمازحه دائما بشأن انجلترا ليتضح له االن ان كلمة‬
‫السر قد تغيرت واصبحت فرنسا تحديدا باريس زفر‬
‫ليقول بعدها (يا بختك )‪.........‬رن هاتفه ليجد احد‬
‫افراد االمن يخبره ان هناك مشادة بين اثنان من‬
‫الموظفين وانهم ارادوا اخباره قبل التدخل ‪........‬تبا‬
‫وهل لديه وقت لفض المشاجرات لماذا لم يتصرف‬
‫مدير االمن كالمعتاد !!!!!!!ضيق بين حاجبيه ليسأل‬
‫بعدها باهتمام (المشادة بين من تحديدا ؟)‪..........‬لم‬
‫يكد يسمع االسماء حتى اندفع الى المصعد دون حتى‬
‫ان يرتدي جاكت سترته ‪ ،‬ما شأن رأفت هذا بريهام ‪،‬‬
‫انه يعمل في قسم الحسابات ورغم انه ال يعجبه فلقد‬
‫ابقاه النه يؤدي عمله جيدا ‪.........‬فتح الباب ليتفاجئ‬
‫بالمشهد امامه اقترب من التجمع الضغير نسبيا لتصل‬
‫الكلمات السامة الى اذنه ( االن ستتظاهرين انك‬
‫خضرة الشريفة بينما يعلم الجميع ما كنت تفعلينه مع‬
‫المدير خالل رحلتكما ‪......‬ام انه ال يعجبك اال المدراء‬
‫؟‪.........‬صدقيني سادفع لك ما تريدين )‪...........‬ثانية‬
‫واحدة كان خاللها امامه ليلكمه لكمة عنيفة القت به‬
‫الى االرض ليرفعه بعدها ويستمر في ضربه وهو‬
‫يقول بصوت حاد (ساقطع لسانك ايها القذر‬
‫)‪.............‬لم يشعر بنفسه حتى وجد شخص يمسك‬
‫بمرفقه محاوال ابعاده وهو يقول (يكفي هذا سيدي انك‬
‫ستقتله )‪..........‬التفت ليجد فوزي مدير االمن تركه‬
‫وقام موجها نظراته الحادة للمجموعة الواقفة ليقول‬
‫بصرامة (الجميع سينسى ما حدث االن واي شخص‬
‫سيتفوه باقل كلمه يعتبر نفسه مفصول )‪.........‬استدار‬
‫الى رأفت الملقى على االرض يتأوه والدماء تنزف‬
‫منه ليقول (وانت ايها الحقير مفصول ولو بدرت منك‬
‫اقل كلمة حول ما حدث فلن تجد وظيفة اخرى ليس في‬
‫هذا البلد فحسب ولكن في العالم بأسره )‪..........‬عاد‬
‫ليوجه كالمه الى فوزي مدير االمن قائال (اخبر‬
‫الجميع ان هناك اجتماع في قاعة االجتماعات الكبرى‬
‫بعد نصف ساعة )‪.........‬اقترب من تلك الباكية والتي‬
‫كانت واقفة وجوارها اماني احد مهندسات الديكور‬
‫تحاول مواستها ‪ ،‬جذبها الى صدره ليتصاعد بكائها ‪،‬‬
‫ليربت على ظهرها ويقول بصوت خاقت (اهدئي كل‬
‫شئ سيسير على ما يرام )‪..........‬كانت اماني تنظر‬
‫اليهما بدهشة كانت قد سبقتها وانتظرت خارج المبنى‬
‫عندما وجدت رأفت يتحدث معها حتى ال تتطفل على‬
‫خصوصيتها لتعود عندما ارتفعت االصوات لتسمع‬
‫الكلمات الرهيبة وتشاهد بعدها ما فعله المدير برأفت‬
‫الحقير واالن ال زالت دهشتها مستمرة والمدير يأخذ‬
‫ريهام بين ذراعيه ليهدئها وبعدها يأخذها الى المصعد‬
‫الخاص بالمدراء ويختفيا ‪ ،‬هل تزوجها ؟!!!!!!!!حتى‬
‫االن ال تستطيع السيطرة على بكائها وشهقاتها ان يتم‬
‫توجيه هذا الكالم وهذه االتهامات لها ليس بالشئ‬
‫الهين على االطالق ‪ ،‬انها حتى ال تستطيع رفع رأسها‬
‫ومواجهته كان قد اجلسها على الكنبة المغطاة بالجلد‬
‫االسود وجلس جوارها دون كالم ‪ ،‬وصل اليها صوته‬
‫قائال (ريهام ارفعي رأسك وانظري الي ) فعلت ما قال‬
‫ليقول لها بعدها (كفي عن البكاء انت لست مذنبة انه‬
‫خطأي منذ البداية الني ادخلت امور خاصة في العمل‬
‫وانا اعتذر لك عن ذلك ) هل يعتذر لها حقا ولكنه لم‬
‫يكن خطأه وحده بل خطأها ايضا فهي من تمسكت‬
‫بعنادها وكبريائها اللعين عاد ليقول (انتهى وقت العناد‬
‫ال تعترضي على ما سافعله او سأقوله ) اومأت‬
‫برأسها فقال (واالن ادخلي الى الحمام اغسلي اثر‬
‫البكاء اريدك كما يجدر بزوجة المدير ان تكون )‬
‫توجهت الى الحمام فغسلت وجهها ووضعت بعض‬
‫المكياج الخفيف نظرت الى مالبسها انها جيدة‬
‫كمالبس فتاة عاملة وليس كزوجة المدير ولكن بما‬
‫انه ليس هناك غيرها عليها ان تقبل بها خرجت بعد‬
‫ذلك لتجده مرتديا سترته ‪ ،‬ناولها زجاجة عصير وقال‬
‫لها (اشربي هذه ستجعلك اهدأ) استقال المصعد ليصال‬
‫الى قاعة االجتماعات والتي امتألت بالموظفين بينما‬
‫الكرسي على رأس الطاولة العمالقة والكرسي‬
‫المجاور له فارغان خفتت االصوات عندما دخال‬
‫ليسود بعدها الصمت بينما يجلس حازم على مقعد‬
‫الرئيس وتجلس هي على الكرسي المجاور له ليندفع‬
‫قائال في ثقة (لم يسبق ألحد منكم التعرف على‬
‫زوجتي فهي لم تحضر اي مناسبة خاصة بالمجموعة‬
‫من قبل لذا يسعدني ان اقدم لكم زوجتي المهندسة‬
‫ريهام سليمان سيف الدين السعيد ) وجدت االنظار‬
‫تتجه اليها في ذهول لتظهر بعدها تعبيرات مختلفة من‬
‫الصدمة او الفرح او الحقد عاد حازم ليستأنف كالمه‬
‫قائال (انا اعلم انها تعمل معنا منذ بعض الوقت ولكن‬
‫هي أرادت اال يكون لها اي ميزة بسبب وضعها وكذلك‬
‫اال يضطر احد للتحفظ او اال يكون على راحته عند‬
‫التعامل معها ولكن نظرا للمستجدات اصبح ذلك غير‬
‫ممكن االن ارجو ان يكون اي سوء تفاهم قد زال وان‬
‫ينتهي الموضوع عند هذا الحد ) ال يهمها ردود فعل‬
‫اي شخص فاي شخص قد خاض فيما يخصها يستحق‬
‫الصدمة الذي تالقاها بالتأكيد ولكن كل ما يهمها هم‬
‫اصدقائها‬
‫ومدير قسم الديكور الذي عاملها افضل معاملة يبدو‬
‫ان عليها الحديث قالت وهي تستجمع قوتها في ثقة‬
‫(سعيدة بتعرفي عليكم وبوجودي بينكم واتمنى ان‬
‫تتفهموا موقفي ) نظرت بعد قليل الى المغادرين‬
‫للقاعة لتلتقي عيناها بعين اماني الباكيتين‬

‫****انهى محاضرته االولى ولديه ساعتان راحة‬


‫سيتوجه خاللهما الى المكتب الخاص به ‪ ،‬كان يسير‬
‫خالل طرقات الكلية ليعود الى مكتبه حين شعر بجرس‬
‫انذار داخله ينبهه الى شئ ما ‪ ،‬فبالقرب من مبنى‬
‫االساتذة كانت سارة واقفة تتحدث مع شخص تعرف‬
‫عليه منذ قدم للعمل في الجامعة ‪.........‬وكان وقت‬
‫دراسته كطالب يعمل معيدا ‪..........‬الدكتور حسام‬
‫سليم شاب وسيم في بداية الثالثينيات كان االمر‬
‫سيبقى طبيعيا ان تتحدث احدى الطالبات مع استاذها ‪،‬‬
‫ولكن بما انه ال يدرس لهم هذا الترم فاالمر يبدو مريبا‬
‫!!!!!!!!اقترب منهما ملقيا التحية ليجد عيناها‬
‫تنظران اليه نظرة حانقة !!!!!بادلها بنظرة غاضبة‬
‫وهو يقول موجها كالمه للدكتور حسام (يبدو وان‬
‫الطالبة المجتهدة لفتت نظر جميع اساتذتها‬
‫)‪..........‬ابتسم له ليرد بعدها بذكاء (انت ال تزال‬
‫جديدا دكتور محمد ولذا ال يزال امامك كثير من‬
‫المفاجآت )‪........‬قال بتحدي (ان الزمن نسبي كما‬
‫درسنا يا دكتور لذا قد يصل شخص في لحظات الى ما‬
‫يصل اليه االخر في سنوات )‪.........‬لقد كان تحديا‬
‫مكشوفا فعلى ما يبدو فالدكتور حسام معجب بسارة‬
‫وقد قرأ انه هو ايضا كذلك لذا بدآ ما قد يطلق عليه‬
‫حرب كلمات باردة !!!!!لوكان شخصا آخر لكانت‬
‫شعرت باالمتنان نحوه ولرغبت في شكره النها انقذها‬
‫من موقف محرج فعلى ما يبدو ان الدكتور حسام‬
‫والذي لم يجد دبلة في يدها لديه امل ان تكون‬
‫خطوبتها المزعومة لم تتم ‪ ،‬وقد اوقفها ليسألها عن‬
‫الموضوع ‪........‬لقد ارادت ان توقف السمج االخر‬
‫عند حده ولكن بالتأكيد ال يمكنها هذا فليس هناك اال‬
‫اشهر قليلة حتى يعلن خطوبتهما وبعدها زواجهما ‪،‬‬
‫لذا عليها ان تحاول احترامه امام االخرين وال تبدي‬
‫ازدرائها منه بشكل واضح !!!!!!!!!!يبدو انه لن‬
‫يستطيع الحديث معها كما يرغب في ظل وجود هذا‬
‫الذي ال يعلم من اين ظهر ؟!!!!!!لقد ظل طوال‬
‫االجازة ومنذ بداية الدراسة ال يستطيع ابعادها عن‬
‫افكارها واستطاع معرفة ان خطوبتها لم تعلن حتى‬
‫االن وهذا احيا اماله من جديد ‪......‬ال يدري لما ال‬
‫يستطيع ان يتجاوزها ‪ ،‬ربما لشعوره ان كل احالمه قد‬
‫تجسدت بها ‪ ،‬هل هو ايضا يفكر فيها ؟ لماذا يشعر ان‬
‫االخر يتصرف معه وكأنه يملك سلطة عليها ؟ هل هو‬
‫قريبها ؟ من ناحية اخرى يبدو انها متضايقة من‬
‫تصرفاته ‪.........‬على كل حال يبدو وان الوقت غير‬
‫مالئم قال بهدوء (لقد كنت عائدا الى مكتبك يا دكتور‬
‫اليس كذلك ؟)‪........‬نظر اليه بهدوء وقال (ساتبعك‬
‫خالل دقائق )‪.........‬انصرف وتركهما ‪ ،‬نظر اليها‬
‫بتفحص ثم قال بلهجة قاطعة (ما الذي كان يريده منك‬
‫؟)‪........‬قالت بخفوت (ليس لك شأن بي )‪.........‬نظر‬
‫اليها بسخرية وقال (هل انت متأكدة ان ال شأن لي بك‬
‫؟)‪.........‬قالت بحدة (بالطبع متأكدة )‪.......‬قال ساخرا‬
‫(كالم مثير لالهتمام )‪........‬ثم اكمل بهدوء (هيا الى‬
‫مكتبي )‪.........‬نظرت اليه باستنكار وقالت (انا لن‬
‫اذهب الى مكتبك ما الذي تقوله؟)‪........‬يبدو وان‬
‫وقوفهم قد جذب بعض النظرات الفضولية فقال بجدية‬
‫(انا اطلب منك الصعود الى المكتب الموجود في‬
‫الجامعة وليس الى شقتي ‪ ،‬انظري حولك كيف‬
‫يتابعوننا ‪ ........‬انا اعلم ان هناك الكثير الذي ترغبين‬
‫في قوله لي وهو ما اريده ايضا لكن دون‬
‫جماهير)‪.......‬ثم اردف ساخرا (سيمكنك عندها على‬
‫االقل ان تسبيني كما ترغبين)‪..........‬نظرت اليه بحقد‬
‫وقالت (كل ما ارغبه هو االبتعاد عنك البعد مسافة‬
‫)‪......‬قال بتحدي (وهو ما لن تحصلي عليه على االقل‬
‫حتى نهاية العام الدراسي )‪........‬سبقها صاعدا السلم‬
‫ليتوجها الى مكتبه فتح الباب ودخل واضعا حقيبته‬
‫على سطح المكتب ‪ ،‬ثم التفت ناويا اغالق الباب مما‬
‫جعلها تقول له بحدة(ال تغلقه )‪......‬قال باعتراض‬
‫(سارة انا لن اقترب منك )‪........‬قالت باعتراض‬
‫(صدقا ال اثق في كلمتك ومن ناحية اخرى ال يمكنك‬
‫ان تتخيل كم الشائعات التي قد تدور نتيجة لهذا‬
‫التصرف )‪........‬عاد مستسلما لمنطقها ليقول بهدوء‬
‫(انا بالتأكيد ال ارغب في ان تطالنا الشائعات‬
‫)‪.........‬لم تصدقه ‪.....‬جلس خلف المكتب فيما كانت‬
‫هي جالسة على احد الكراسي المواجهه له لتقول‬
‫بتوتر (واالن اخبرني ما الذي تريد الحديث عنه‬
‫تحديدا )‪.........‬نظر اليها بتفحص ليقول (ما اريد‬
‫الحديث عنه انت غير مستعدة لسماعه ولكن قولي‬
‫انت ما تريدين )‪..........‬لم تجب ليعود الى حثها مجددا‬
‫قائال (لقد اخبرني والدي ان شقيقك قد طلب منه‬
‫اجراء الخطبة والزفاف بعد انتهاء العام الدراسي لذا‬
‫كما ترين ال بد ان يكون بيننا الحد االدنى من التقبل‬
‫على االقل حتى نستطيع اقناع الناس انك موافقة على‬
‫ما يحدث واننا ال نسوقك الى ذلك رغما عنك‬
‫)‪........‬قالت بصوت كالفحيح صدر من بين اسنانها‬
‫(وهل تظن ان ذلك ممكن ؟ هل تظني انني يوما ما قد‬
‫انظر اليك مدعية حبك أوالموافقة عليك ؟)‪..........‬قال‬
‫بجمود (كل شئ ممكن المهم هو االرادة ويمكنك ان‬
‫تقولي ان ال اطلب الحب)‪........‬قالت بغضب (االرادة‬
‫ألي شئ ‪ ،‬النسيان مثال ام التسامح ؟ ام التعامل مع‬
‫االمور دون تهويل مجرد مراهق جامح قام بخطأ التف‬
‫بابا من خلفه واصلحه )‪...........‬هل كل هذا يصدر من‬
‫المخلوقة الرقيقة التي يعرفها ؟ لقد اختلفت ردود‬
‫افعالها عن اي شئ توقعه ‪ ،‬مبدئيا لم تنهار وثانيا ها‬
‫هي تجابهه بكل قوة ‪ ،‬يبدو وان ما يفعله ال يمثل اال‬
‫نوعا من لعب االطفال ‪........‬ان عليه ان ينفذ الى‬
‫عقلها اوال وكذلك الى مشاعرها وبما ان رصيده‬
‫السابق لديها اقل كثيرا من الصفر فان المشوار‬
‫بالنسبة له ال يزال طويال!!!!!قال بهدوء (انا ال‬
‫استطيع االعتراض على اي شئ قلتيه فانا استحق‬
‫اكثر منه ‪ ،‬ولكن يوما ما حين امسك الحقيقة كاملة‬
‫بين يدي ساخبرك بها وربما وقتها قد نلتقي في نقطة‬
‫اقرب )‪.........‬هزت رأسها معترضة بعنف لتقول‬
‫بعدها (نقطة االلتقاء الوحيدة التي ارغب في ان‬
‫تجمعنا هي تلك اللحظة التي ستلقي فيها بكلمة الطالق‬
‫لتخلصني من القيد الذي احاط بي لسنوات طويلة‬
‫)‪.........‬قال بهدوء (وهل تظنين انك لحظتها‬
‫ستحصلين على حريتك ؟ انت واهمة تفكرين كاالطفال‬
‫سيحولك المجتمع الى مواطنة من الدرجة الثانية‬
‫تحمل على كتفيها عبء كلمة مطلقة ‪ ،‬صدقيني لقد‬
‫كنت هناك ورأيت امي تعاني ولم تستطع الصمود حتى‬
‫عادت الى القيد مرة اخرى بارادتها )‪..........‬نظرت‬
‫نحوه بحنق محاولة كتم دموعها (لماذا تلقي هذه‬
‫الحقيقة البشعة في وجهي هل ستحرمني حتى من‬
‫االمل ؟)‪........‬نظر اليها بشفقة ليقول (عليك ان‬
‫تدركي خياراتك جيدا )‪..........‬قالت بحسم (ما ادركه‬
‫جيدا انك لن تكون ابدا احد هذه الخيارات )‪.........‬قال‬
‫بهدوء (لن احرمك من التمسك بالتحدي والمقاومة‬
‫حتى اذا كانت موجهه ضدي الن هذا هو ما سيمحنك‬
‫القوة وهذا هو ما ارغب ان تكوني عليه)‪.....‬نظرت‬
‫اليه بدهشة وقالت (هل تدعي انك تريد مصلحتي‬
‫؟)‪..........‬قال وهو ينظر الى وجهها الذي ذهبت عنه‬
‫اثار البكاء الوشيك واكتسب غطاء من التحدي وقال‬
‫( انا اريد ان تكوني كما تستحقين افضل الجميع‬
‫)‪.........‬شعور آخر بالحيرة اجتاحها قطعه دخول نهى‬
‫زميلتها ‪ ،‬ابنة عميد الكلية الى مكتبه مباشرة وكأنها‬
‫معتادة على االمر لتنظر اليها بتقييم فظ وهي تقول‬
‫مبتسمة له (صباح الخير يا دكتور لقد اتيت السلم‬
‫عليك بما انك لن تدرس لنا اليوم ‪ ،‬وكذلك الطلب منك‬
‫مساعدتي في بعض النقاط الصعبة )‪...........‬ابتسم‬
‫لها تلك االبتسامة التي تطلق عليها الفتيات ابتسامة‬
‫جذابة تفقد الوعي ‪....‬ليقول بعدها (بكل تأكيد‬
‫نهى)‪.........‬نهى من ضمن الفتيات التي ليس لها اي‬
‫عالقة بهن فهي بشعرها الذي تصبغه هذه االيام‬
‫باللون االحمر ومكياجها الثقيل ومالبسها الجلدية‬
‫الضيقة ليست نوعها المفضل وكذلك هي بالنسبة‬
‫لالخرى ‪ ،‬قالت كلمة استئذان لتندفع بعدها الى‬
‫الخارج شاعرة بالتشتت ‪ ،‬هل كانت جالسة معه ال‬
‫تدري لكم من الوقت تناقش معه مصيرها بهذه‬
‫الطريقة العميقة ‪ ،‬طول الوقت كانت تضفي عليه قدر‬
‫كبير من التفاهه ‪ ،‬ولكن ربما كان هذا اجحاف فهو‬
‫على ما يبدو يملك قدر من الثقافة وكذلك من الذكاء‬
‫واال كيف تمكن من الحصول على الدكتوراة ‪.......‬هل‬
‫تعيد تقيمه من جديد ؟ ان ذلك ال يعنيها فلم يتبق اال‬
‫القليل حتى يصبح خارج حياتها الى االبد‬

‫االبد!!!!!!!!!!!!!‪*****************..........‬‬
‫***** ***************لم تسطع الهرب حتى‬
‫االن انها تشعر انه يحاصرها لقد استيقظت مبكرا‬
‫وجمعت مالبسها في الحقيبة وبدأت في ارتداء‬
‫المالبس مستعدة للخروج ‪ ،‬لتجده يطرق الباب ويدخل‬
‫بعدها ثم يخرجان بعد ذلك طوال النهار ‪......‬وهاهي‬
‫االن جالسة معه في ذلك المطعم الباريسي الراقي‬
‫بموسيقاه الهادئة وطعامه الرائع ‪ ،‬ال تدري كيف‬
‫يسيطر عليها ‪ ،‬تشعر انه دائما يبقيها على الحافة في‬
‫حالة تأهب دائمة وكأنها تكتم انفاسها ‪ ،‬تشعر احيانا‬
‫بان كلماته لها معان مزدوجة او حقيقة وما وراء‬
‫الحقيقة التدري الى اين سيصالن فما بدأته كمحاولة‬
‫لالنتقام او كطريقة الرجاع حقها المهدور كما كانت‬
‫تقول لوالدها انها قادرة على اعادته بنفسها ال تدري‬
‫الى اين وصل ؟‪.......‬فبالكاد استطاعت تحقيق شيئا‬
‫يذكر !!!!!!لو المباراة بينهما تعتمد على تسجيل‬
‫النقاط فال ريب ان ما حققه من نقاط يجعله هو الفائز‬
‫!!!!!!بما انها االن موجودة معه بشكل اضطراري‬
‫فعليها ان تغير االستراتيجية لتتمكن من الفوز‬
‫بالضربة القاضية !!!!!!!نظرت الى مالمحه التي بدت‬
‫هادئة وكأنه يفكر في شئ ما هل يفكر بخصوصها ام‬
‫ربما بشئ آخر فهو رجل كثير المشاعر ‪ ،‬ذهبت‬
‫عينيها الى مكان آخر حيث تجمع عدد من الحضور‬
‫وبدأوا في رقصة هادئة ‪.........‬لقد اخبره احمد ان‬
‫معتز قد تزوج ليس هذا فحسب بل ان تزوج فتاة من‬
‫عائلة الكاشف ‪ ،‬وكأن هذا الغبي يسعى للمشاكل او‬
‫هي من تبحث عنه ‪ ،‬الم يكتفي من االحتكاك بهؤالء‬
‫المجرمين الذين حاولوا قتله من قبل باالضافة الى‬
‫المشاجرات المستمرة التي كنت تحدث بينهم ‪ ،‬اتصل‬
‫بعدها به ليسأله عن التفاصيل فعرف منه ما حدث ‪،‬‬
‫لقد كان شقيقه هو البطل الذي يقوم بدور الشهم هذه‬
‫المرة ‪ ،‬وقد طلب من رجاله معلومات عن والد زوجة‬
‫شقيقه عرف من خاللها ان الرجل يتمتع بسمعة جيدة‬
‫ال غبار عليها وانه مريض جدا ‪ ،‬ولكن ما اقلقه هو‬
‫صلة القرابة المباشرة بين سعيد الكاشف ومحسن‬
‫الكاشف وابنه رامز ‪ ،‬مما يمثل خطورة بالغة ‪.......‬لقد‬
‫امر طقم الحراسة لديه بتوفير الحماية لمعتز وزوجته‬
‫حتى يعود وهو ما سيكون غدا مساءا ‪ ،‬لذا فان هذه‬
‫الليلة حاسمة بالنسبة له !!!!!!!!! التفت اليها ليجد‬
‫عيناها تراقبان الراقصين ‪ ،‬مد يده اليها وقال‬
‫برقة(هل تسمحي لي بهذه الرقصة يا فاتنتي‬
‫؟)‪.........‬مدت يدها اليه ليمسك بها حتى وصل الى‬
‫حيث الراقصين ‪ ،‬وضعت يديها على كتفيه بينما امسك‬
‫بخصرها لينطلقا بعدها في الرقص ‪ ،‬مألت رائحتها‬
‫العذبة رئتيه لتشعره بنفس المشاعر التي تجتاحه كلما‬
‫اقترب منها ‪ ،‬العودة الى الوطن الوصول الى‬
‫الهدف‪.............‬لقد فاجأها بطلبه والذي بدا لها‬
‫تجربة تستحق المجازفة ‪ ،‬هل سينسجما ؟ انها تشعر‬
‫ان التوافق واالنسجام في الرقص مؤشر جيد على‬
‫التالؤم بين شخصين ‪ ،‬ارتسمت ابتسامة سعيدة على‬
‫شفتيها ‪ ،‬ليهمس في اذنها قائال(ظننت ان الرقص‬
‫الصاخب هو المفضل لديك؟)‪........‬قالت بمرح (انا‬
‫احب كل انواع الرقص )‪.....‬ثم اضافت بشقاوة (لقد‬
‫أردت احتراف الرقص ‪ ،‬وربما قد افعلها يوم ما‬
‫!!!!!!!!)‪........‬هل عليه ان يضحك ام ماذا ؟ زوجته‬
‫المصون تريد ان تصبح راقصة !!!!!!!شعرت بالم‬
‫حاد في جانبها هل قرصها ؟ صرخت بخفوت وهي‬
‫تنظر اليه ليقول لها بابتسامة خبيثة (لقد اخبرتك من‬
‫قبل ان تكفي عن الوقاحة )‪.........‬قالت باعتراض‬
‫(انها الحقيقة وماذا لديك ضد الرقص ؟)‪.......‬قال‬
‫مبتسما (الرقص الذي تتحدثين عنه جدي يقول عليه‬
‫قلة حياء)‪.......‬انتهت الموسيقي مما جعله يمسك‬
‫بيدها ويعودا الى الطاولة لتقول له (وما الذي يقوله‬
‫سموك عنه ؟)‪........‬قال ببطء مازح(ما يقوله سموي‬
‫ان الرقص المسموح لك به فقط هو ألجلي‬
‫)‪........‬قالت باعتراض (تحيز ال اقبله )‪........‬قال‬
‫مستفهما فهو يريد سبر مزيدا من افكارها الجبارة‬
‫(تحيز ضد من ؟)‪.........‬قالت بجدية (ضد االنثى‬
‫بالتأكيد ‪ ،‬وكبت لحريتها )‪.....‬قال بهدوء مقنع‬
‫(حريتها في ماذا في أثارة الغرائز الدونية للرجال ‪،‬‬
‫وربما حريتها في التعري )‪(........‬هل تظن ان الخطأ‬
‫يقع عليها ام عليهم ؟)‪.......‬قال بلهجة حاسمة (على‬
‫الطرفين وعلى الرجال في البداية فهم الذين ادخلوا‬
‫هذه االفكار الى رءوس النساء فجعلوا حريتها‬
‫تتلخص في تسهيل الحصول عليها دون ان يكلفوا‬
‫انفسهم اي مجهود)‪..........‬قالت بحنق (ما الذي‬
‫تحاول ايصاله الي ؟ هل تريد اقناعي انك تقف في‬
‫صف النساء ؟)‪...........‬قال بدهشة (وما الذي قد‬
‫يوحي اليك بالعكس ؟‪.......‬ان حماية نسائنا هي اولى‬
‫اولويات الرجل المسلم والعربي ‪....‬هل تظني ان تركها‬
‫تتصرف وفقا الهوائها تصرفات خاطئة هو االفضل‬
‫)‪.........‬قالت (ولماذا تكون انت من يحدد الصواب من‬
‫الخطأ؟ لماذا ال تتركها لتجرب ؟)‪......‬رد (انا افعل‬
‫بالتأكيد ولكن هناك خطوط حمراء ال يجب تعديها‬
‫)‪.........‬قالت (ومن الذي يحدد هذه الخطوط‬
‫؟)‪........‬قال (الشرع اوال ثم العادات والتقاليد‬
‫)‪(......‬تحت وصايتك )‪........‬قال بحسم (اجل فهذا‬
‫دوري فالرجل هو راعي اهله وسيسأل عنهم‬
‫)‪.......‬قالت بخفوت (ولكني ال ارى التزامك في كل‬
‫النواحي مثال زوجتك غير محجبة )‪.......‬قال بهدوء‬
‫(انا ال ازعم انني مثال نموذجي ولكن انا احاول واعلم‬
‫اني كثير الخطأ ‪ ،‬وباشارتك الى هذه النقطة فال تقلقي‬
‫ستتحجب زوجتي قريبا )ينبغي علي ان اقلل خطورتك‬
‫قدر استطاعتي يا فاتنة حتى ال يسقط مزيد من الرجال‬
‫‪.....‬قالها بابتسامة ‪.......‬هل هزمها كالعادة ؟ ال زال‬
‫هناك المزيد قالت (اذا فانت تفضل القيام بدور‬
‫الدكتاتور العادل؟)‪.........‬فوجئت بضحكته العالية‬
‫ليقول بعدها (لقد نفذت الى اعماقي ببراعة لتدركي‬
‫حقيقتي التي احاول طول الوقت اخفائها عن الناس‬
‫)‪........‬انه يسخر منها اكمل (ال داعي لكل هذه الجدية‬
‫)‪........‬قالت بتصميم (شئ اخير ‪ ،‬هل ستتضايق اذا‬
‫انجبت فتيات فقط ؟)‪.........‬مشاعر متالحقه تتابعت‬
‫على وجهه ليقول بعدها بهدوء (اذا رزقني هللا بابنة‬
‫اقسم لك ستكون هذه افضل لحظة في حياتي‬
‫)‪.......‬بالتأكيد ستكون طفلة صغيرة يضمها الى صدره‬
‫ويخفيها الى االبد تكبر قليال لتناديه (بابا )هي نعمة ال‬
‫يقدرها حق قدرها اال من حرم منها ‪.........‬استطرد‬
‫مكمال (االبناء هبة من هللا اي هدية وليس عليك ان‬
‫تتشرط على من يهديك )‪......‬كانت نظراتها متجمدة‬
‫هناك شئ غريب فيما يحدث المشاعر التي تالحقت‬
‫على وجهه وما قالته االفعى زوجته !!!!!!!ما الذي‬
‫حدث هل تعرض لحادث مثال فقد خالله قدرته على‬
‫االنجاب ؟ انها ال تدري ن هذا بالتأكيد يجعل طفليها‬
‫اكثر اهمية بالنسبة له ماذا االن ؟ ‪...........‬وجدته‬
‫ينظر اليها مبتسما ليقول بعدها (بمناسبة ذكر الهدايا‬
‫ما رأيك في هذا ؟)‪..........‬مد اليها يده بعلبة مستطيلة‬
‫فتحتها لتجد قالدة مذهلة من الذهب وبها فصوص من‬
‫الياقوت االخضرموضوعة فوق قطعة من الحرير‬
‫االسود مكتوب عليها (كارتيه)ال بد انها غالية جدا كما‬
‫انها رائعة ‪ ،‬لقد فهمت االن سبب طلبه منها ان ترتدي‬
‫الفستان االخضر المصنوع من الساتان والذي قد‬
‫اشترته باالمس ‪.......‬قالت بصدق (انها رائعة مذهلة‬
‫)‪.........‬قال بابتسامة (يسعدني انها اعجبتك هيا‬
‫ارتديها)‪........‬فتحت المشبك وارتدتها ثم احنت رأسها‬
‫تجاهه ليقوم باقفالها ‪..........‬سهرة مثالية تشعر انها‬
‫متخمة بعدها حتى االعماق وسعيدة تحلق فوق‬
‫السحاب‪.........‬اوصلها الى باب حجرتها ليقول‬
‫بعدها(هناك امر هام اريد الحديث معك‬
‫بشأنه)‪........‬وضعت البطاقة لينفتح الباب ويدخال الى‬
‫الحجرة ‪........‬اشار ل ها بالجلوس ليقول بعدها (انا لن‬
‫استطيع البقاء كثيرا ويتحتم علي السفر لذا علينا‬
‫الزواج في الغد )‪.......‬الزواج ‪.‬اي زواج ؟ وباي‬
‫اوراق ؟ ان عليها الهروب الى ابعد‬
‫مسافة!!!!!!!!!‪.....‬الحظ صمتها انه يعلم انه وضعها‬
‫في مأزق ‪ ،‬فبما ان ديليب هذه ليس لها وجود من‬
‫االساس فحتما ليس هناك اي اوراق تخصها ‪ ،‬ربما‬
‫عليه ان يضغط عليها فعلى الرغم انه يعلم انه ال يلعب‬
‫بنزاهة ولكن ربما الضغط الشديد يكون هو الوسيلة‬
‫الوحيدة !!!!!!!!!!!قال بخفوت كشخص يحاول‬
‫تفسير صمتها وفقا لما يعلمه عن ديليب فقط (انا اعلم‬
‫ان لديك خوف ما من العالقة الحميمة ‪ ،‬وقد فكرت ان‬
‫ذلك يرجع لكونك ال تزالين عذراء ‪).........‬قطع كلمته‬
‫حين وجدها تلتفت بحدة وفي عينيها نظرة قاتلة ‪،‬‬
‫فقال مستأنفا حديثه (ال تقلقي ساراعي ذلك جدا‬
‫وصدقا لن استعجل اي شئ )‪..........‬بما انها لن تبقى‬
‫اذا فليست مضطرة لالجابة ‪ ،‬اومأت برأسها فقط‬
‫‪.......‬فقام من مكانه ليقول (ال ريب انك متعبة جدا‬
‫االن ساتركك لتستريحي وتستعدي لليوم الكبير غدا‬
‫)‪.........‬ايمائه من رأسها هي ما حصل عليه فهي‬
‫تشعر انها ستختنق بأي كلمة قد تخرج منها اغلق‬
‫الباب خلفه لتنتظر بعدها لحظات شعرت خاللها انه قد‬
‫ابتعد بما فيه الكفاية لتقوم بعدها صارخة بجنون‬
‫( عذراء ‪ ،‬عذراء تريد عذراء ايها الثور ايها‬
‫‪(.....،.....،....‬شتائم سيئة مشفرة) أال تكتفي ؟ كم‬
‫عذراء تريدها في حياتك؟ وتدعي انك لست مثل‬
‫الحيوان االخر كيف اكون عذراء وقد اوقعني حظي‬
‫العاثر في طريقك ؟ صدقني ان خير انتقام يريح‬
‫البشرية منك هو ان افقدك الوعي الجري اول عملية‬
‫جراحية في حياتي لك لتصبح بعدها بال حول وال قوة‬
‫قالتها وهي تشير بحركة قطع المقص دخل بسرعة‬
‫الى جناحه ليفتح الجهاز الملحق بالكاميرا التي‬
‫وضعها في حجرتها والتي تتيح له مراقبة‬
‫تحركاتها‪،‬ليوقف أي محاولة للهروب قد تقوم بها‬
‫وصلت اليه صورتها وهي في ثورة بالغة كانت‬
‫تتحدث بالعربية لقد تخيل كثيرا طريقة كالمها بالعربية‬
‫وظن ان حروفها ستكون مكسرة وتمنى كثيرا ان‬
‫يسمعها تتحدث بها وهاهي امنياته قد تحققت ليجدها‬
‫تتحدث باللهجة المصرية بطالقة ‪ ،‬مهال انها ال تتحدث‬
‫بل تسبه بشتائم لم يسمعها من قبل في احط االماكن‬
‫لتنهي وصلة السباب بتوعدها الدموي المشين هل‬
‫هذه هي الكائن الرقيق الذي تخيله ؟ انها سفاحة على‬
‫اقل تقدير كما انها بيئة ان عليه ان يأخذ حذره وربما‬
‫سيقيدها بعد ذلك عندما ينام‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪....‬الفصل الثالثون‪..‬جزء‬
‫‪...................................1‬مهال انها ال تتحدث بل‬
‫تسبه بشتائم لم يسمعها من قبل في احط االماكن‬
‫لتنهي وصلة السباب بتوعدها الدموي المشين‬
‫!!!!!!!!هل هذه هي الكائن الرقيق الذي تخيله ؟ انها‬
‫سفاحة على اقل تقدير !!!!!!!كما انها بيئة !!!!!!!ان‬
‫عليه ان يأخذ حذره وربما سيقيدها بعد ذلك عندما‬
‫ينام!!!!!!!!!!!!!‪......................‬اغلق الجهاز‬
‫مكتفيا بما رأه لهذه الليلة ‪ ،‬لقد خالفت كل توقعاته لم‬
‫يتصور للحظة ان خلف هذه الواجهة الجميلة هناك‬
‫شخصية مريعة لهذا الحد ‪ ،‬لدهشته ابتسم يبدو انه‬
‫حتى ما رأه لم يؤثر فيه ‪ ،‬انها تعطي لحياته كافة‬
‫االلوان حتى المنفرة منها ‪ ،‬ثم هو لن يدعي لنفسه‬
‫االخالق العالية ‪ ،‬فهو ال يتورع عن التفوه بكثير من‬
‫السباب كلما تضايق ‪ ،‬انه يتمنى فقط ان يكون هذا‬
‫الوجه خاص به فمهما كان هو ال يريد اثارة الفضائح‬
‫والمشاكل بينها وبين االخرين عندما تعيش‬
‫معه‪............‬بالنسبة له هو يعلم سبب تسرب هذه‬
‫االلفاظ الى قاموسه اللغوي ‪ ،‬فقد كان عمله دائما مع‬
‫الحرفيين والذين كان يقيم معهم لشهور اثناء القيام‬
‫بعمل ما خاصة في البداية ولكن ماذا عنها ‪ ،‬ان والدها‬
‫الرجل المحترم الوقور الذي يملك درجة كبيرة من‬
‫الرقي وضبط النفس لم يفقد اي منهما خالل‬
‫مواجهاتهما العاصفة ‪ ،‬وكذلك ما يعلمه ان امها طبيبة‬
‫انجليزية االصل واسلمت بعد ذلك ‪ ،‬وشقيقها ايضا‬
‫الطبيب معلوماته عنه انه مثل والديه ‪ ،‬يبقى البائس‬
‫االخر مؤكد انه مرجعيتها في انعدام االدب ‪ ،‬انه يريد‬
‫ان يعرف المزيد من المعلومات حولها ولكن من اين ؟‬
‫او من اي شخص بالتحديد ؟ والدها مستبعد بالتأكيد‬
‫!!!!!!!اخاها اكثر استبعادا !!!!!!!!!!!!!يبقى معتز‬
‫ربما يكون قد عرفها بل هذا هو المرجح فلقد كان ال‬
‫يفترق هو واخاها لذا فليسأله ‪...........‬هل الوقت‬
‫متأخر ؟ بالتأكيد متأخر ولكن ليس هناك مشكلة في‬
‫ازعاجه فلطالما ازعحه !!!!!!!!!!وصل اليه الصوت‬
‫من الطرف االخر محييا رد عليه التحية ليسأله بعدها‬
‫(كيف حالك وحال العروس؟)‪.............‬نظر الى الباب‬
‫حيث تنام المدللة خلفه فقد انتقال الى هذه الشقة‬
‫الرائعة والتي تقع في منطقة راقية جدا وهي ملك‬
‫شقيقه وكان قد عرض عليه ان يقيم فيها منذ فترة‬
‫ولكنه رفض وقتها متمسكا بمبادئه ‪ ،‬ليتخلى في‬
‫النهاية عنها من اجل مدللته النه كان من الصعب‬
‫ظهور حرس خاص في المنطقة الشعبية حيث شقته‬
‫لذا اضطر لالنتقال ‪ ،‬ومن جهة اخرى يبدو انها حازت‬
‫على اعجاب العروس التي تنفست الصعداء اخيرا بعد‬
‫انتقالهما ‪ ،‬رد قائال (بخير شكرا لك )‪...............‬قال‬
‫بهدوء (ال تقلق انا عائد في الغد وساعمل على حسم‬
‫االمور حتى ال يقترب هؤالء الحثالة منكما‬
‫)‪..................‬رد قائال (اتمنى ذلك شكرا لك‬
‫)‪.............‬قاطعة بهمهمة معترضة وهو يقول (لقد‬
‫اخبرتك ان عليك ان تلغي هذه الكلمة من قاموسك‬
‫معي )‪.............‬سكت قليال ليقول بعدها (اريد ان‬
‫اسألك عن شئ يتعلق بصديقك ‪.................‬زوج‬
‫سارة )‪...................‬قاطعه باعتراض قائال (انه لم‬
‫يعد صديقي لقد قطعت عالقتي به منذ زمن بعيد‬
‫)‪.............‬تبا ما بال هذا الموضوع ال يكف عن‬
‫الظهور خالل هذه االيام ‪.................‬رد عليه‬
‫بصرامه (اصمت يا معتز وال تقاطعني ‪ ،‬ما اريد‬
‫سؤالك عنه يتعلق بأشياء سابقة ‪ ،‬هل تعرف‬
‫اشقائه؟)‪............‬قال بتوتر (اجل شذى وتامر ابنا‬
‫الخالة زينب)‪..................‬هذا الغبي وما الذي سيريد‬
‫معرفته عن الطفلين ؟ قال بحدة (من جهة‬
‫االب)‪.............‬رد (الدكتور عماد‬
‫‪..................‬صمت ليقول بعدها بطريقة ممطوطة‬
‫وجيجي )‪..............‬قال باستفسار‬
‫(جيجي؟)‪............‬معتز بنفس اللهجة(انجل ‪،‬انجي ‪،‬‬
‫ملك)‪..................‬شعر بالم في اذنه حين هتف به‬
‫في حدة (تكلم جيدا ما هذه الميوعة؟!!!!!!!!!!!‬
‫)‪.............‬ما الذي حدث واغضبه ؟ ثم لماذا يسأل‬
‫عنها هل تعرف اليها ؟ ولكنه في فرنسا وليس في‬
‫انجلترا؟!!!!!!!!!!!!!قال بعدها (اخبرني كل ما تعرفه‬
‫عنها )‪..................‬عاد بذاكرته الى الخلف حيث‬
‫رأى هذه الطفلة الزرقاء العينين المبهرة للمرة االولى‬
‫حين كان في بداية المرحلة االعدادية وهي تقريبا في‬
‫السابعة قال (انها جميلة جدا تقريبا اجمل فتاة رأيتها‬
‫في حياتي )‪................‬واضح ان شقيقة ال يريد‬
‫لالمر ان ينتهي على خير قال بحدة (ال اريد منك ان‬
‫تحدثني عن شكلها بل عن طباعها )‪..............‬رد‬
‫بتوتر ( انها ما يمكن ان تطلق عليها سيدة التناقضات‬
‫للوهلة االولى عندما تراها تشعر انها اسم على مسمى‬
‫وانها مالك اسما وفعال ولكن بعد دقائق اذا ناديتها‬
‫بنفس االسم ستشعر انك كاذب فهي كالجنية صخبا‬
‫وحركة وحتى في عمل المقالب ‪ ،‬احيانا تشعرك انها‬
‫ارقى من ملكة انجلترا لتعود بعدها بلحظات فتشعر‬
‫انها اكثر سوقية من اطفال الشوارع‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!ثم هي في كل الحاالت ال تتنازل ابدا‬
‫بل تتمسك بموقفها حتى النهاية ‪ ،‬احيانا تكون بنضج‬
‫الكبار وفي لحظات كطفلة صغيرة ولكن ذكية جدا‬
‫يكفي ان اخبرك انها كانت تمسك منصب رئيس‬
‫العصابة الخاصة بنا حين تكون موجودة ترسم الخطط‬
‫وتشارك في تنفيذها ‪ ،‬كما انها ممثلة بارعة كانت‬
‫تفعل الشئ امام اعين الناس لتجعلهم بعدها يتشككون‬
‫انهم رأوا شيئا من االساس !!!!!!!!!!!ولكنها تكون‬
‫مخلصة جدا لم تؤمن به وتعتقده ‪ ،‬وهي عندما تحب‬
‫تمنح بال حدود )‪..................‬قال بهدوء (اال تظن‬
‫انك تبالغ في وصفها فانت لم تعرفها اال طفلة‬
‫ومراهقة وانت تتحدث كأنك تصف شخص عشت معه‬
‫حياة طويلة )‪...............‬قال باعتراض (انها من‬
‫هؤالء االشخاص الذين يتركون بصمة واضحة حتى‬
‫اذا اقتصرت معرفتك بهم على لقاء واحد‬
‫‪................‬سكت ليقول بعدها مثلك‬
‫)‪...............‬ربما من الجيد ان يتم الجمع بينهما في‬
‫وصف ما ولكن هناك ما يقلق هل تعلق شقيقه في‬
‫مراهقته بها ‪ ،‬قال متسائال بصراحة (هل كان لديك‬
‫مشاعر جهتها ؟)‪...............‬تفاجئ حين سمع‬
‫ضحكاته ليجده يقول (مشاعر اخوية فقط هل تظن اني‬
‫كنت ساضحي بنفسي واحبها ؟!!!!!!!!! بالتأكيد ال‬
‫انها مثل االضواء البراقة تبهرك ولكن ال تستطيع‬
‫االمساك بها )‪..................‬قال بعدها بفضول‬
‫(يوسف هل تعرفها ؟)‪..................‬ابتسم بسخرية‬
‫هل يعرفها ؟ بالتأكيد فما قاله شقيقه كان قد سبق‬
‫واكتشفه بنفسه وهي ايضا زوجته منذ اكثر من سبع‬
‫سنوات !!!!!!!!!!!وهي حبيبته الحالية ‪ ،‬قال‬
‫باقتضاب (اجل)‪............‬سأله (كيف حالها ؟ وما‬
‫الذي تريده منها بالتحديد ؟) رد بسخرية (هي بخير‬
‫تدرس في السنة النهائية بكلية الطب والذي اريده‬
‫منها ليس هناك مجال ان تعرفه في الوقت الحالي )‬
‫انهى المكالمة لينهض من فوق السرير متجها الى‬
‫الحمام فربما دش دافئ سيساعده على النوم‬

‫*خرج من الحمام مرتديا سروال يصل الى ركبتيه ولم‬


‫يكن قد وصل الى السرير حتى تعالى صوت هاتفه فتح‬
‫الخط مباشرة عندما تبين من يكون المتصل قال‬
‫بسرعة (ال ‪ ،‬ال يلمسها احدا منكم انا ساخرج‬
‫حاال)‪.................‬ليس هناك وقت الرتداء مالبسه لذا‬
‫اتجه مباشرة الى الباب ليجدها في مقدمة الرواق‬
‫تسير بهدوء حاملة فوق كتفها حقيبتها الهاند باج‬
‫بينما الظاهر له هو ظهرها ‪ ،‬خطوات واسعة سريعة‬
‫وكان قد وصل اليها قبل ان تصل الى المصعد ‪ ،‬امسك‬
‫بها من الخلف ليديرها ويرفعها على كتفه بينما يشعر‬
‫بملمس شعرها الطويل يغطي ظهره العاري ‪ ،‬تبا انها‬
‫تقاوم بشراسة تضرب وترفس محاولة االفالت ‪،‬‬
‫وكذلك تسب باالنجليزية ‪ ،‬امسك يديها بقوة بيده‬
‫ليوقفها عن ضربه ليشعر بالم حاد في ذراعه ويرى‬
‫اسنانها مغروسة به ‪ ،‬تبا ان القطة بل النمرة تعض‬
‫جذب شعرها بيده االخرى لتتأوه متألمة وتفلت ذراعه‬
‫!!!!!!!!!!!!لقد جمعت بعض مالبسها بسرعة في‬
‫الحقيبة تاركة الباقي وكذلك المالبس التي اشتراها لها‬
‫حتى تتمكن من الحركة بسهولة ولكنها اخذت القالدة‬
‫الثمينة انها تعتبرها شبكتها اليس المعتاد ان يجلب‬
‫الزوج الحلي الى زوجته اذا فهي حقها‬
‫!!!!!!!!!!!ويبقى ان تفسر لعائلتها وجودها عندما‬
‫يسألونها من اين لك هذا ؟ ارتدت مالبس عملية‬
‫بنطلون جينز ضيق وجاكت لتخرج بعدها متسللة‬
‫بهدوء ‪ ،‬لم تكد تقترب من المصعد حتى وجدت ذراع‬
‫قوية تحيط بها لترفعها بعدها على كتف عضلي وما‬
‫ارعبها اكثر ان الذي يحملها شخص عار ال يرتدي اال‬
‫سروال قصير ‪.............‬بدأت في المقاومة بشدة‬
‫ليتبين بعدها بلحظات من الذي يحملها عرفته من‬
‫رائحته وجسده الذي لم تره من قبل هكذا ولكن ال‬
‫يمكنها ان تخطؤه ‪ ،‬ولكن هذا لم يمنعها من ضربه بل‬
‫جعلها اكثر شراسة ولكنه سرعان ما قيدها فلم تتمكن‬
‫من االستمرار لذا قامت بعض ساعده ليشد بعدها‬
‫شعرها فتتركه ‪...............‬وجدته يدخلها الى الجناح‬
‫مرة اخرى لماذا يبدو مختلفا وهناك بابان بالداخل ؟‬
‫انه ليس جناحها الذي تركته للتو ولكنه جناحه ‪ ،‬القى‬
‫بها على االريكة الموجودة في الريسبشن ليستدير‬
‫بعدها عائدا ويدخل مرة اخرى حامالحقيبتها والتي‬
‫يبدو انها سقطت منها ليرميها على االرض ويغلق‬
‫الباب ثم يستدير عائدا اليها ‪ ،‬شعرت بان كل جزء‬
‫فيها اصبح على الحافة بينما يقترب منها ببطء عاقدا‬
‫ساعديه على صدره العاري وعينه على آثار العضة‬
‫التي في ذراعه ‪ ،‬لتجده بعدها يصل اليها ويحملها من‬
‫فوق االريكة ويوقفها امامه على االرض ليحني بعدها‬
‫رأسه ويقترب من وجهها !!!!!!!!!هل سيقبلها‬
‫؟‪..........‬ال انها ال تريد لم تستطع االبتعاد النه سبقها‬
‫ليهوي بفمه على فمها وتشعر بالم شديد في شفتها‬
‫السفلى جعلها تصرخ ‪ ،‬بينما يرفع رأسه وينظر اليها‬
‫مبتسما وعينيه تلمعان ببريق حاد وهو يقول (تذكري‬
‫يا حلوتي ان اي تصرف ستفعليه معي ستحصلي على‬
‫مقابله بالفوائد لذا احرصي على التصرف جيدا‬
‫)‪...................‬كانت ال تزال تشعر بالوخز في شفتها‬
‫لذا ردت عليه بحنق (ولكن هذا ظلم انا عضضت‬
‫ذراعك بينما انت عضضت شفتي وهذا يؤلم اكثر‬
‫)‪.............‬رد ساخرا (البادئ اظلم ‪...........‬ثم اكمل‬
‫ببطء كما انني لن اعترض ان فعلت لي المثل‬
‫)‪..................‬انها تتمنى ان تؤلمه ولكنها لن تضع‬
‫شفتيها على شفتيه ابدا لذا ال مجال قالت متبرمة (ايها‬
‫الوغد انت تعلم انني لن افعل )‪............‬اقترب منها‬
‫مرة اخرى فتراجعت خائفة ليقول ضاحكا (ما دمتي‬
‫خائفة لما تتهوري في كالمك ‪.............‬في المرة‬
‫القادمة التي ستسبينني فيها سوف اطعمك بالقوة قرن‬
‫شطة حراق يجعلك تعلنين التوبة عن السباب‬
‫)‪.............‬حتى السباب يريد ان يحرمها منه انه ‪،‬‬
‫تذكرت شئ كيف عرف انها خرجت هل يراقبها‬
‫؟!!!!!!!!!!نظرت اليه بشراسة لتقول بعدها (هل‬
‫تتجسس علي )‪.................‬قال دون ابداء اي شعور‬
‫بالذنب (انه ليس تجسس ان الحراسة للتأمين اوال‬
‫)‪.............‬قالت بحدة (لقد تراجعت عن موافقتي على‬
‫الزواج منك لذا دعني اغادر )‪...............‬رفع كفتيه‬
‫بال مباالة ليقول بعدها (فات اوان التراجع يا حلوة ‪،‬‬
‫واالن هيا الى النوم )‪............‬اتسعت عيناها وهي‬
‫تقول (انا لن اشاركك الجناح )‪.................‬قال بمرح‬
‫(بل ستنامي معي على نفس السرير‬
‫)‪...............‬نظرت اليه بغباء لتقول (ها انت تمزح‬
‫)‪.................‬قال بهدوء (ستعلمين انني ال امزح ان‬
‫لم تدخلي الى حجرة النوم وتغيري مالبسك فورا النني‬
‫عندها سانزعها بنفسي )‪................‬قالت بثورة‬
‫(ايها‪.............‬نظر اليها بتحذير جعلها تقطع الكلمة‬
‫لتقول انت لن تجرؤ )‪...............‬اقترب منها وهو‬
‫يقول (يمكنك ان تري بنفسك )‪.................‬جرت‬
‫بسرعة مغلقة باب الحمام خلفها ‪ ،‬نظرت الى المرآة‬
‫والتي اظهرت خديها المشتعلين احمرارا وعيناها‬
‫الالمعتان ان وجودها معه يجعلها في قمة التيقظ‬
‫وهاهي قد فشلت في الهرب للمرة الثانية ترى ما الذي‬
‫يحمله الغد لها ؟ ام عليها ان تفكر في االن ان الحقير‬
‫مصر على ان تنام جواره ‪............‬تناهى الى اذنيها‬
‫صوت طرقات على الباب وصوته يقول (خذي مالبس‬
‫النوم )‪...........‬فتحت الباب واخذتها من يده ‪ ،‬لقد‬
‫احضر لها بيجامة من الحريري بنصف كم وسروال‬
‫طويل انها ولحسن الحظ اكثر مالبس نومها احتشاما‬
‫!!!!!!!!!!!!! خرجت لتجد باب الحجرة مغلقا بينما‬
‫استلقى هو على السرير الضخم وامامه الالب‬
‫‪...............‬قالت باعتراض (الن ترتدي مالبسك‬
‫؟)‪.............‬ان منظره يؤثر بها بالفعل بهذه العضالت‬
‫المفتولة والجسد الرياضي انه يشعرها بالقرف‬
‫والخوف !!!!!!!!!!!!!!وربما االعجاب ويجعلها اكثر‬
‫ادراكا لنفسها كأنثى وله كرجل !!!!!!!!!!قال مدعيا‬
‫البراءة (ال تقلقي علي حبي فالتدفئة تعمل جيدا‬
‫)‪...................‬قالت بحنق (وكأني اخشى ان تسقط‬
‫مريضا )‪................‬ضحك ليقول بعدها (ان‬
‫مشاعرك الرقيقة ال تقدر بثمن ‪ ،‬واالن هيا للنوم‬
‫)‪...............‬قالت (ال لن انام جوارك ابدا‬
‫)‪............‬مط شفتيه بال مباالة ليغلق بعدها الضوء‬
‫فتجلس مكانها ال ترى شيئا ‪ ،‬الوغد حتى لم يعطيها‬
‫وسادة او غطاء لتنام فوق االرض !!!!!!!!!قامت‬
‫محاولة تحسس الطريق لتصل الى الدوالب حيث‬
‫االغطية االضافية ‪.............‬لترتطم ساقها بشئ‬
‫جعلها تصرخ متألمة وتسقط على االرض‬
‫‪..........‬لتسمع بعدها السباب الساخط الذي اطلقه‬
‫وتعود االضواء مرة اخرى ويقول (تبا ما الذي فعلتيه‬
‫بنفسك ؟)‪...........‬نظر الى ساقها الذي بدأ لونها في‬
‫التغير ليقول (انها كدمة فقط ‪ ،‬نامي وفي الصباح‬
‫ستكون افضل )‪..............‬قالت بصراخ (لقد اخبرتك‬
‫‪...............)............‬وضع يده على فمها مسكتا لها‬
‫ليقول بصرامة(ستنامي االن فوق السرير وان نزلت‬
‫من فوقه فساقيد يديك وقدميك واكمم فمك ‪ ،‬فحتما‬
‫طفلة مزعجة لن تعقيني )‪..................‬اااااااااااااه‬
‫سيصيبها بالجنون انه متسلط بشكل مرضي ‪ ،‬حملها‬
‫ليضعها في وسط السرير برقة لتنقلب بعدها الى‬
‫اقصى الطرف ‪ ،‬نظر اليها دون تعليق لينام بعدها في‬
‫الطرف االخر ‪.................‬يبدو ان االرهاق قد غلبها‬
‫فلم تمر اال دقائق لتستغرق في النوم ‪ ،‬رنين المنبه‬
‫المنبعث من الهاتف هو الذي قطع نومها الذي لم يمر‬
‫عليه اال قليال ‪............‬وجدت الصوت يخفت ليتبعه‬
‫بعدها صوت شخص يقوم من الفراش ثم تنبعث‬
‫اضواء شاحبة من خلف باب الحمام المغلق ‪ ،‬بعد عدة‬
‫دقائق كان قد خرج ليفتح بعدها الضوء الخافت ويقوم‬
‫بارتداء تيشرت وبنطلون ‪.............‬هل سيخرج في‬
‫هذا الظالم ؟!!!!!!!!!!!وجدته يفرش شيئا فوق‬
‫السجادة ثم يبدأ في الصالة ‪............‬ظلت تراقبه‬
‫كالمرة الماضية ‪ ،‬عندما انتهى اغلق الضوء واستلقى‬
‫مرة اخرى على الطرف الخاص به ‪...............‬ان‬
‫المسجد بعيد نسبيا عن الفندق لذا فهو مع االرهاق‬
‫الذي يشعر به اضطر للصالة في الفندق ومن ناحية‬
‫اخرى ربما تحاول الهرب ثانية اثناء خروجه ‪ ،‬يبدو‬
‫ان زوجته الحالية مثل االخرى ال يوجد شئ اسمه‬
‫صالة في قاموسها ‪ ،‬وهو لن يستطيع االن تقوميها‬
‫فمن المفترض انه ال يعلم انها مسلمة‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!!مضت عدة ساعات قبل ان يستيقظ‬
‫ناظرا الى الجهة االخرى حيث ال تزال متمسكة‬
‫بطرفها القصي انها حتى في نومها ترفض االقتراب‬
‫منه ولكن ال بأس فليقترب هو تحرك حتى اقترب منها‬
‫لينظر الى مالمحها الهادئة المسترخية تستحق بجدارة‬
‫لقب (الجمال النائم )‪.......‬هل هو االمير الذي‬
‫ستوقظها قبلته فكر ساخرا ‪ ،‬هو يعلم انها ليست‬
‫االميرة النائمة ربما دور زوجة االب الساحرة سيليق‬
‫بها ‪ ،‬ومن ناحية اخرى فان دور الوحش يليق به اكثر‬
‫يكفي هذا فالوقت اصبح متأخرا لذا عليه ان يكتفي‬
‫بهذا القدر توجه الى الحمام ليبدأ اليوم الحافل‬

‫**اوقفت سيارتها في الموقف الخاص بالشركة لتتجه‬


‫بعدها عبر الباب وتلقي بالتحية على افراد االمن الذين‬
‫بادلوها تحيتها باحترام فيما اخفضوا انظارهم‬
‫‪...........‬لقد كانوا شاهدين باالمس على الموقف‬
‫المخزي ولكنها تعلم ان ال احد منهم سيجرؤ على‬
‫اظهار اي شئ فهي االن زوجة المدير وشقيقة رئيس‬
‫مجلس االدارة ‪ ،‬وصلت بعدها الى االستقبال لتحظى‬
‫بنفس المقابلة ال ريب ان الجميع االن يشعر بالقلق‬
‫من جهتها ويراجعون مواقفهم السابقة معها‬
‫‪..............‬ولكن هذا ال يهم ما يهمها حقا هو عملها‬
‫وكذلك صديقاتها الالتي حصلت عليهن خالل عملها‬
‫‪............‬لقد ظلت طوال الليل تفكر في منظر اماني‬
‫الباكي وهي تغادر قاعة االجتماعات ال ريب انها‬
‫تكرهها بشدة االن ‪ ،‬وكذلك رضوى التي كانت تتغزل‬
‫في زوجها امام عينيها كما انها سمعت وصفهم‬
‫لزوجة المدير المغرورة المتأنقة بالتأكيد يكرهونها‬
‫النها رأتهم على سجيتهم دون افتعال ‪.............‬ولكن‬
‫هي كانت تتصرف معهم على طبيعتها فهي ال تحب‬
‫الغرور وال التكلف ولم تشعر في يوم من االيام انها‬
‫افضل من اي شخص !!!!!!!!!!!!!!!!هل مجرد‬
‫امتالك المال اصبح ذنب ال يغتفر؟ !!!!!!!!!!انها‬
‫ليست نادمة على تلك اللحظات التي عاملوها خاللها‬
‫كريهام فقط !!!!!!!!!!وصلت الى الطابق الخاص بهم‬
‫ودخلت الى حيث مكتبها وضعت حقيبتها فوقه لتلتفت‬
‫الى حيث مكتب اماني فوجدتها خافضة بصرها وعلى‬
‫عكس العادة صامتة ال تشيع المرح المألوف بثرثرتها‬
‫التي ال تنتهي ‪..............‬كما ان الوجوم يخيم على‬
‫المكان فالجميع يبدون وكأن على رؤسهم الطير هل‬
‫تحالفوا ضدها رافضين وجودها ؟ ان ذلك سيجعل‬
‫الجو خانقا ولكن لن يوقفها انها تحب عملها وتسعى‬
‫الى التفوق فيه واثبات نفسها وهي بكل تأكيد لن تتأثر‬
‫من هذه الثورة الصامتة ‪...............‬انشغلت بعملها‬
‫حتى افاقت على صوت الحركة التي مالت المكتب‬
‫يبدو ان وقت االستراحة قد حان كانت اماني تجمع‬
‫اشيائها الخاصة حين وقفت امام مكتبها قائلة بهدوء‬
‫(اماني اريد التحدث معك قليال )‪............‬رفعت‬
‫عينيها اليها لتقول بثبات ممزوج بالسخرية (وهل‬
‫ستتنازل ريهام السعيد وتتكلم مع العامة من امثالي‬
‫)‪..............‬قالت باعتراض (اماني ال داعي لهذا‬
‫االسلوب فنحن صديقتين )‪................‬قاطعتها بحدة‬
‫قائلة باستنكار (صديقتين !!!!!!!!!!!كيف ومتى ؟‬
‫وما كان يجمعنا هو الوهم )‪.............‬قالت بهدوء‬
‫(اماني حبيبتي انا لم اكن اعرفك حتى حين اتخذت‬
‫قرار اخفاء شخصيتي ‪ ،‬وانا لم اكن اتجسس عليكم او‬
‫احاول ان اتصيد لكم االخطاء لقد كان االمر نوع من‬
‫التحدي مع نفسي ‪ ،‬ان انجح دون ان اعتمد على اي‬
‫شخص )‪...............‬لم ترد عليها لذا قالت (انا لن‬
‫اضغط عليك االن ولكن حاولي ان تتفهمي موقفي‬
‫)‪...............‬لم يبق في المكتب غيرها وبما ان‬
‫الجميع ضدها اذا في النهاية لم يتبق غيره‬
‫‪.............‬استقلت المصعد حتى وصلت الى حيث‬
‫تجلس مها والتي استقبلتها للمرة االولى بابتسامة‬
‫عريضة مرحبة بها فسألتها اذا كان موجودا ‪،‬‬
‫لتخبرها انه مشغول جدا ‪............‬طرقت الباب فاذن‬
‫لها بالدخول رفع وجهه فيما حاجبيه معقودان لتنقلب‬
‫التقطيبة الى بسمة ترحيب وهو يرد لها التحية‬
‫‪............‬جلست على الكرسي الموجود امامه لتقول‬
‫بهدوء ‪ ،‬وهي تنظر الى الملفات الموضوعة فوق‬
‫المكتب الضخم وكذلك العديد من التصميمات بادرها‬
‫بالسؤال (كيف الحال ؟)‪..............‬قالت باسف (انه ما‬
‫يمكن ان تطلق عليه التجاهل باحترام‬
‫)‪..................‬قال بدعم (بعض الوقت وسينتهي‬
‫االمر )‪...............‬قالت مغيرة الموضوع (انت‬
‫مشغول جدا )‪...............‬رد مبتسما (ان شقيقك قد‬
‫هرب وتركني غارقا )‪................‬قالت بتواطؤ (هل‬
‫تعرف سر غيابه ؟ يبدو انه قد طرد نهال والتي عادت‬
‫على غير العادة الى منزل والدها مدعية انها ستغير‬
‫جو)‪.................‬ضحك قائال (يبدو ان شقيقك يلعب‬
‫بذيله في باريس لذا طرد المسكينة )‪...............‬هذه‬
‫المرة هي التي ضحكت ضحكة صاخبة جعلته يبتسم‬
‫وهي تقول (نهال مسكينة !!!!!!!!!!!!انها تستحق‬
‫سكين ينتف بها شعر رأسها شعره شعره‬
‫)‪............‬قال مبتسما (يبدو ان لديك ميول عنيفة‬
‫هومي )‪..............‬ردت وهي تمط شفتيها (نحوها‬
‫فقط ‪ ،‬اتمنى ان يعود يوسف وفي يده زوجة جميلة‬
‫)‪...............‬قال وهو يرفع احد حاجبيه (عندها‬
‫سيحظى برضا جدك )‪..............‬قالت بخبث (ربما ال‬
‫فما يريده جدي هو ان يتزوج احدى قريبتنا الريفيات‬
‫فتمنحه عشرة اوالد )‪.................‬قال بخبث (لم اكن‬
‫اظن انك تؤيدين الزواج الثاني )‪....................‬قالت‬
‫بذكاء (بالنسبة ليوسف نعم )‪..............‬قاطعها‬
‫(وبالنسبة لي ؟)‪................‬قالت بكبرياء (وانت‬
‫ايضا افعل ما تريد )‪..........‬انه يعلم انها تدعي الثقة‬
‫ولكن خلف الكبرياء الواضح كان اهتزاها يلوح في‬
‫االفق !!!!!!!!!!قال بهدوء (ان والدتي هي التي‬
‫تخطط )‪......................‬يبدو ان الجميع قد فقد االمل‬
‫بها فحتى حماتها التي طالما اظهرت حبها لها تريد ان‬
‫تزوجه !!!!!!!!!قالت بسخرية (كل حلفاؤك خانوك يا‬
‫ريتشارد)‪.................‬قال بنبرة واثقة (انا ال زلت‬
‫اقاوم بضراوة )‪....................‬انها ال تدري الى اين‬
‫سيصل كل هذا العبث انه ومنذ ايام قليلة كان يبادلها‬
‫الحب مثل عاشق مشتاق ‪ ،‬والزال يعلن انه متمسك‬
‫بها !!!!!!!!هل عليها ان تعود لتجمع مالبسها‬
‫وتتوجه الى شقته ؟!!!!!!!!!!اما ربما تنتظر دفعة‬
‫اخيرة تعلم ان الجميع راغب في ان يفعلها حتى ولو‬
‫باالقدام ‪.............‬وحازم نفسه أال زال متمسكا بكلمته‬
‫انها يجب ان تطلب بنفسها العودة‬
‫؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!قاطع افكارها وهو يقول (لقد‬
‫طلبت لنا الغداء ‪ ،‬من الجيد انك اتيت انا تقريبا‬
‫ساصاب باالكتئاب من ضغط العمل )‪.................‬نظر‬
‫اليها ثم اخرج ورقة وناولها لها كانت تحتوي على‬
‫احد تصميماتها قال (لقد اعجبني جدا ‪..........‬اكملي‬
‫تصميمات المكان كله على نفس النمط حتى يبدأ‬
‫التنفيذ )‪..............‬نظرت اليه بسعادة كبيرة وهي‬
‫تقول (هل ستنفذه حقا ؟)‪.................‬قال مبتسما‬
‫لسعادتها (بالتأكيد ‪ ،‬هل تظني اني اجاملك كونك‬
‫زوجة المدير ‪ ،‬ان العمل ليس به هذه االشياء‬
‫)‪..............‬انها تشعر انها تتلقى تعويض وترضية‬
‫كبيرين فها هو نجاحها في العمل يعوضها عن اخفاقها‬
‫في نواحي اخرى ‪..........‬قالت بشقاوة (شكرا لك‬
‫سيدي المدير ‪ ،‬وستعزمني على الغداء ايضا ال اعلم‬
‫كيف اقابل كل هذا الكرم )‪.............‬قال وهو يمر‬
‫بعينيه فوقها ببطء (لوال خوفي من ان تظني اني‬
‫استغل الموظفات لكنت اخبرتك‬
‫بنفسي)‪.................‬جارته قائلة ( حاشا هلل سيدي انا‬
‫اعلم براءة قصدك )‪..................‬ثم قامت من مكانها‬
‫لتطبع قبلة فوق خده وتغمز بعينها قائلة (ارجو ان‬
‫اكون فهمتك جيدا )‪..............‬قال بسخرية (بالتأكيد‬
‫كشخصان ارتبطا مؤخرا )‪....................‬عادت الى‬
‫مكتبها بعد ان تناوال الغداء وكلها عزم ان تكمل عملها‬
‫ولتدع باقي االمور لما بعد‬
‫الفصل الثالثون ج‪0‬‬

‫يوما اخر من سلسلة االيام الغريبة التي اصبحت‬


‫تعيشها منذ مرض والدها وخاصة بعد زواجها من‬
‫المدعو معتز ‪ ،‬فها هو يغير مكان اقامتهما للمرة‬
‫الثالثة خالل زمن ال يذكر ولكن التغيير راقها هذه‬
‫المرة ‪.........‬فالشقة التي انتقال اليها مذهلة بفرشها‬
‫الغالي وتصميماتها الراقية والمنطقة التي تقع فيها‬
‫واطاللتها على البحر !!!!!!!!!!!!ان المكان المفضل‬
‫لديها فيها هو الشرفة الواسعة بكراسيها المريحة‬
‫!!!!!!!!!! وان كان الهواء الذي يأتي من البحر‬
‫يضايقها عند المذاكرة النه دائما يغلق الكتب ومرة‬
‫اطار احد المالزم الى الشارع ‪............‬اال انها لم‬
‫تضطر للنزول والجري ورائها ‪ ،‬فالحارس المتواجد‬
‫امام العمارة تكفل بذلك ‪............‬شيئا اخر يثير‬
‫حيرتها الحراس الذين يتبعونهما في كل االماكن‬
‫احدهم يقوم لها بدور السائق مزيال عن معتز عبء‬
‫اصطحابها واعادتها من مكان الخر ‪ ،‬هل تخلى الشاب‬
‫المكافح عن الواجهة التي كان يتمسك بها واستباح‬
‫انفاق اموال والدها !!!!!!!!!!!!!!انها ليست غبية‬
‫فهي تعلم ان ثمن هذه الشقة قد تجاوز الستة اصفار‬
‫وكذلك هؤالء الحراس يحصلون على مرتبات كبيرة‬
‫‪............‬شئ اخر اثار انتباهها ان زوجها اصبح‬
‫يذهب الى شركة والدها ويسير االعمال وهذا بموافقة‬
‫المحامي ومباركته ‪ ،‬هل والدها هو من طلب منه ذلك‬
‫ام انها مؤامرة مزدوجة!!!!!!!!!!!!!!شعرت بدمعه‬
‫تسقط على خدها هل عليها ان تشك في الشخص‬
‫الوحيد في هذه الدنيا الذي يجمعها به رابط معترف به‬
‫شرعا وقانونا؟!!!!!!!!!!!ال يجب عليها ذلك ‪ ،‬لقد قال‬
‫والدها انه يثق به اذا عليها ايضا ان تثق به‬
‫!!!!!!!!!!!!!والدها ااااااااااااه هل سيفيق مرة اخرى‬
‫انها ال تريد ان تتخلى عن االمل في ان يشفى وان‬
‫يعود كما كان ‪ ،‬ان ترجع حياتها لطبيعتها‬
‫!!!!!!!!!!!انها لم تكن تعلم التفاصيل الدقيقة للعالقة‬
‫الزوجية ولكنها كانت تملك فكرة مجملة وهي بداخلها‬
‫تعلم ان االمر بالنسبة لها لم يكن مرعبا او مثيرا‬
‫لالشمئزاز بقدر ما عنى انه لم يعد هناك مجاال‬
‫للتراجع وان معتز اصبح حقيقة في حياتها!!!!!!!!! ‪،‬‬
‫لقد ظلت تقنع نفسها انهما في وضع مؤقت وانها‬
‫ستظل معه فقط حتى يشفى والدها لتعود حياتها بعدها‬
‫كما كانت ولذا كانت ترفض اي تعقيد !!!!!!!!!!!!من‬
‫ناحية اخرى هي تشعر بانه اصبح قريبا منها على‬
‫االقل من باب العرفان بالجميل ‪ ،‬ان ما فعله لم يكن‬
‫ليفعله شخص اخر !!!!!!!!!!فما الذي يجعل انسان‬
‫يتحمل كل هذه المشاكل والمسئوليات من اجل فتاة‬
‫ليس بينه وبينها شئ من االساس !!!!!!!!!!!!لقد‬
‫كانت تقنع نفسها دائما ان هذا من اجل المال ولكن‬
‫االن اصبحت تشك !!!!!!!!!!!!!!!!وصل الى اذنها‬
‫صوت جرس الباب ‪..........‬لقد طلبت من ماهر‬
‫الحارس ان يحضر لها الحلوى والعصائر ‪ ،‬فلقد‬
‫اخبرتها ميرنا صديقتها انها والفتيات سيأتين لزيارتها‬
‫وتهنئتها بالزواج !!!!!!!!!! وكأنها ال تقابلهم يوميا‬
‫في الدروس !!!!!!!!!!!! ولكن هذا اشعرها بالفرح‬
‫انها ال تدري ان كانت ستظل معه ام ان هذا الزواج‬
‫مؤقت !!!!!!!!!!!!!!كما ال تعلم ان كانت ستتزوج‬
‫ثانية ويأتي اليها المهنئون لذا فلتشعر بالقليل من هذه‬
‫االحاسيس !!!!!!!!!!!!فتحت الباب واخذت منه‬
‫االشياء التي احضرها ودخلت بها الى المطبخ‬
‫‪...........‬هل عليها ان تضعها في االطباق ام تنتظر ؟‬
‫ثم هل مالبسها جيده الستقبالهم ام عليها تغييرها ؟ لم‬
‫تسترسل في افكارها النهم على ما يبدو قد وصلوا‬
‫بالفعل ‪........‬فتحت الباب لتقابلها العاصفة الموجودة‬
‫امامه ‪...........‬تقريبا كل فصلها قد أتى‬
‫‪...........‬محدثين صخبا عالي قابلوها باالحضان‬
‫والقبالت والتهاني ‪......‬وشيئا اخر الهدايا كان هناك‬
‫كمية كبيرة من شنط الهدايا تم وضعها على التربيزات‬
‫والكراسي ‪............‬يبدو ان المكان المفضل لديها قد‬
‫اعجبهن لذا اندفعن الى الشرفة ‪......‬كانت سما تقول‬
‫لها (وااااااااااااو ان شقتك رائعة )‪...............‬قالت‬
‫بطريقة رقيقة غير معتادة عليها (شكرا حبيبتي‬
‫)‪.......‬ولكن هل هي شقتها حقا ؟ انها ال تعلم‬
‫‪...............‬جعل هذا القول البعض يندفعن قائالت‬
‫(نريد ان نشاهد الشقة ) ‪....................‬وهو ما كان‬
‫‪ ،‬جاء دور حجرة النوم حينها اندفعت دنيا جهة‬
‫الدوالب وفتحته لتجده فارغ ‪ ،‬فقالت بدهشة (اين‬
‫مالبس العروس؟)‪................‬عادت الى النزق لتقول‬
‫لها (ليس لك شأن بها )‪..................‬علت نظرات‬
‫االستنكار الوجوه بينما انطلقت بعض التعليقات لتقول‬
‫رنا (يا حمقاء كيف ستحتفظين بزوجك ان لم تمألي‬
‫عينه سينظر الى الفتيات في الخارج‬
‫)‪.....................‬قالت دنيا ايضا (هيا سننزل االن‬
‫ونشتري ما يلزم )‪................‬قاطعتهم ميرنا قائلة‬
‫(ان هديتي لها عبارة عن قميصي نوم للعرائس لذا‬
‫سنكتفي بهما مؤقتا وبعدها نحضر الباقي‬
‫)‪...............‬كان الشئ التالي هو جمع التبرعات فقد‬
‫اخرجت كل واحدة من حقيبتها شيئا من ادوات‬
‫المكياج لتخرج سما في النهاية علبة بيرفيوم فرنسية‬
‫وتقول لها (انها ليست غالية عليك‬
‫)‪...................‬شكرتها وامسكت بها تشم رائحتها‬
‫الرائعة ‪.......................‬التالي كان اصرارهم على‬
‫ان تلبس وتتزين ‪................‬رفضت تماما ان تلبس‬
‫هذه االشياء المريعة امامهم لكنها وافقت على ان‬
‫تتزين لذا جلست امام المرآة وميرنا خلفها تقوم بدور‬
‫الكوافيرة همست في اذنها ان ما ساضعه لك سيالئم‬
‫النبيتي ‪ ،‬كان احد القميصان باللون النبيتي الجزء‬
‫االعلى من الستان بحمالت رفيعة وفتحة مثلثة ومن‬
‫اسفل الصدر اكثر اتساعا ومن الشيفون ويصل الى‬
‫منتصف الفخذ ‪.............‬انها بالتأكيد لن تلبسه‬
‫!!!!!!!!!!!!اومأت برأسها في موافقة كاذبة‬
‫‪...............‬بعد هذا سرحت شعرها االشقر وجعلته‬
‫منسدال ‪................‬كان المكياج والتسريحة ال‬
‫يناسبان مالبسها ولكن هذا هو الموجود‬
‫‪............‬وان كانت ال تعجبهم فليبحثن عن عروس‬
‫اخرى ويزرنها ‪..............‬كانت الفتيات قد احضرن‬
‫الحلوى وتقريبا اجهزن عليها حين خرجت‬
‫‪...................‬نظرت اليهن بتجهم قائلة (خائنات لقد‬
‫اكلتن الحلوى كلها )‪...........‬اما ميرنا فقد اندفعت‬
‫لتأخذ القطعة االخيرة الباقية على قيد الحياة‬
‫!!!!!!!!!!!!!!عندما غادرن كانت تشعر بقدر كبير‬
‫من السرور ‪ ،‬لقد زارت والدها في الصباح وستزوره‬
‫مع معتز مرة اخرى في المساء ‪...............‬االن ماذا‬
‫عليها ان تفعل تذاكر ؟ قالت بضجر (وع‬
‫)‪..............‬لمعت عيناها فيما امسكت الكيس‬
‫وهمست لنفسها (ما دام العريس غائبا اذا فلتلعب دور‬
‫العروس )‪.......................‬هو بالتأكيد لن يحضر‬
‫قبل المساء ليأخذها لزيارة والدها ‪..............‬ارتدت‬
‫قميص النوم لتنظر لنفسها في المرآة مبتسمة وتقول‬
‫(رائعة يا شيري اجمل من كل الفتيات‬
‫)‪.................‬ثم بدأت تدور حول نفسها مبتسمة لتجد‬
‫يدين تتلقفانها بينما يهمس فم في اذنها برقة (بالتأكيد‬
‫شيري هي االجمل )‪....................‬عاد من العمل بعد‬
‫ان اجمع الكل على طرده فهو عريس وعليه ان يعود‬
‫الى عروسه ال ان يبقى معهم ‪..............‬فتح باب‬
‫الشقه ليصدمه المنظر اطباق بها بقايا حلوى وعلب‬
‫حلوى فارغة وكئوس بها بقايا عصير ‪ ،‬هل كان هناك‬
‫غزو للشقة خالل الساعات الماضية ‪................‬دخل‬
‫الى حجرتها ليعلم حقيقة ما حدث ليفاجئه ما شاهده‬
‫حتى انه لم يصدق ان عروسه تبدو حقا كعروس‬
‫قميص نوم مثير يبرز بشرتها الفاتحة بشكل رائع‬
‫ومكياج خفيف ولكن متناسب مع لون القميص‬
‫وشعرها منسدال بشكل جميل وتدور حول نفسها‬
‫بسعادة اقترب ليقف امامها فتصبح بين ذراعيه مع‬
‫استدارتها التالية شهقت بحدة عندما امسك بها بينما‬
‫عيناه تتجوالن ببطء فوقها ‪ ،‬ما الذي اتى به االن ؟ ثم‬
‫انها غبية لماذا لم تغلق الباب ؟ رفعت عينيها لترى‬
‫عينيه يشع منهما بريق غريب ‪ ،‬ليبدأ بعدها اصبعه‬
‫في تتبع حافة القميص وعلى الرغم انه كان يلمس‬
‫القماش اال انها شعرت بالتوتر يتصاعد داخلها ما‬
‫الذي يريده ؟ هل سيكرر ما فعله مرة اخرى ؟ ال‬
‫بالتأكيد انها لن تسمح له امسك باصابعه شعرها‬
‫ووضعه خلف اذنها ليدخل بعدها يديه بين خصالت‬
‫شعرها وكأنه يعيد تصفيفه ثم يخفض رأسه ويتشمم‬
‫عبيره كانت تحدق اليه بذهول عندما رفع معصمها‬
‫ليشمه ايضا ويقول (رائحة مذهلة ) ثم يقبل النبض‬
‫الضارب في معصمها ببطء شديد بعدها رفعها بين‬
‫ذراعيه فتعلقت بعنقه ليقول لها بابتسامة مدمرة (ال‬
‫تخافي لن ادعك تسقطين ) كان قد وضعها برقة فوق‬
‫السرير ثم جلس جوارها وهو ينزع سترته ثم قميصه‬
‫وكأن ذلك جعلها تستعيد وعيها فقالت بتوتر (لقد‬
‫اتفقنا انك لن تقوم بهذا التصرف ثانية ) قال بمكر (انا‬
‫لم اتفق معك على اي شئ ) قالت معترضة (ولكن‬
‫ريهام ) قاطعها برقة قائال (لماذا ال تريدين ان يحدث‬
‫ذلك ثانية؟ هل ال زلت تشعرين بااللم ؟ ) قالت وهي‬
‫تعقد حاجبيها لترد بصدق (ال ولكن انا ال اريد فقط )‬
‫قال بهدوء( وانا اسألك عن السبب ) قالت بتوتر (انه‬
‫يؤلم كما انه قلة ادب ) ضحك بخفوت ناقض جديته‬
‫الالحقة وهو يقول (صدقيني انها المرة االولى فقط‬
‫التي تؤلم ‪ ،‬وستعرفين بنفسك ثم اني اعدك انني لن‬
‫اكون قليل االدب ) ارجع رأسها الى الوسادة برقة‬
‫ليقترب منها بعد ذلك ويعلمها اول دروس الغرام بعد‬
‫عدة دقائق كانت تدفعه وهي تقول بحدة (ايها الكاذب‬
‫لقد قلت انك لن تكون قليل االدب ) ضحك بصخب‬
‫ليقول بعدها بمرح (وهل قلت لك مثال انني سأكون‬
‫كثير االدب ما قلته انني لن اكون قليل االدب سكت‬
‫لحظات ليقول بعدها بمرح ضاحك النني ساكون عديم‬
‫االدب يا مدللتي ) ارتسمت ابتسامة على شفتيه بينما‬
‫كانت باكملها اسفل الغطاء حتى رأسها لم يظهر منه‬
‫شيئا يبدو ان الطفلة تشعر بالخجل هذه المرة انها‬
‫لذيذة شهيه كاجمل حلوى ذاقها في حياته ولكنها‬
‫الذعة ايضا مما يجعل النكهة ال تقاوم خرج من الحمام‬
‫فوجدها على نفس الوضع فاقترب منها قائال (لو نمت‬
‫االن فستخسرين النزهة التي سنقوم بها ) رفعت‬
‫الغطاء عن وجهها لتقول بفضول (اي نزهة ؟) قال‬
‫مبتسما (يمكنك ان تختاري ؟) قالت بمشاغبة (وما‬
‫مناسبة هذه النزهة ؟) قال بهدوء (نحن في شهر‬
‫العسل لذا علي اسعادك يا مدللة ) قالت بنزق (هاقد‬
‫اكتشفت اخيرا سر شهر العسل ) قال مدعيا االهتمام‬
‫محاوال الوصول الى احد افكارها الجبارة (وما السر‬
‫هيا اخبريني ؟) قالت بتمعن (انه بمثابة رشوة تقدم‬
‫للعروس لتمرر االفعال الشائنة التي يقوم بها زوجها )‬
‫ضحك بصوت عال ليقول لها (وما رأيك هل ستقبلين‬
‫بالرشوة ؟) قالت بتفكير (بالتأكيد فانت على كل حال‬
‫لن تتوقف ) قال بمرح (ميكافيلية بامتياز يا طفلتي )‬

‫****لقد كان في مناوبة منذ االمس لذا لم يتمكن من‬


‫الذهاب الى حيث اراد ‪ ،‬فمنذ اخبرته سارة ان زوجها‬
‫قد عاد من المانيا وهو ال يكف عن التفكير ان عليه ان‬
‫يقابله ليعلم كيف اصبح ؟ وما الذي يفكر فيه بالتحديد‬
‫؟ ما ادهشه حقا ان شقيقته اخبرته انه يدرس عندهم‬
‫في الجامعة وانه قد حصل على الدكتوراة في الهندسة‬
‫شئ غير متوقع ‪ ،‬ولكنه يعلم انه كان شديد الذكاء لذا‬
‫فان االمر ممكن ‪.......................‬شئ آخر يشغل‬
‫باله وهو زوجته وتقلباتها ‪ ،‬انها تبدو غريبة فقد‬
‫لمحها عدة مرات تنظر اليه بطريقة غريبة ‪ ،‬كما ان‬
‫االبتسامة البلهاء بدأت تعلو وجهها في كثير من‬
‫االحيان ‪ ،‬انه حاليا ال يملك وقت الي عبث فاهتمامه‬
‫االول هو انهاءرسالة الدكتوراة يكفي انه انساق‬
‫خلفهم في زواج متعجل لم يكن هذا وقته ابدا ‪ ،‬وهو‬
‫لن يهدر لحظة اضافية من اجل تقلبات االستاذة فرح‬
‫‪.................‬حتى اعترافها المزعوم عليها ان تؤجله‬
‫في الوقت الحالي !!!!!!!!!!!!!!!فمهما كان هذا‬
‫االعتراف فانها من الممكن ان تغيره بعد ذلك فهي من‬
‫النوع المتقلب ‪.............‬ولكن ما يعجبه انها ابدت‬
‫تحسن ملحوظ في االهتمام بالبيت وبما يخصه من‬
‫اشياء حتى في مذاكرتها اصبحت افضل ‪ ،‬وهذا‬
‫بالتأكيد يمثل جو اكثر تشجيعا لراحته الذهنية لوال ما‬
‫تقوم به من محاوالت طفولية يحاول ان يظهر نفسه‬
‫غير منتبه لها !!!!!!!!!!!!!لقد الحظ وجود ورقة‬
‫مثنية فوق حقيبته ولكنه تظاهر بعدم مالحظتها ربما‬
‫الورقة كانت تحوي اعترافها المزعوم‬
‫‪................‬على كل حال ان قراره حاليا هو عدم‬
‫اصدار احكام نهائية في هذا الوقت ‪ ،‬فليفرغ هو من‬
‫مناقشته وهي من العام الدراسي وبعدها لكل حادث‬
‫حديث!!!!!!!!!!!!!!!!!!استقل سيارته ليتوجه الى‬
‫الكلية القريبة من المستشفى ‪ ،‬اوقف سيارته بالموقف‬
‫الخاص باالساتذة ‪.....‬ليتوجه بعدها سيرا على االقدام‬
‫الى المبنى القريب ‪.....................‬كانوا قد انهوا‬
‫محاضراتهم الثانية وكانت تجلس مع صديقاتها على‬
‫احد المقاعد الموجودة في الحديقة حين لمحت‬
‫السيارة الرمادية التي تعرفها ‪...............‬سيارة‬
‫شقيقها احمد ‪..........‬كان قد خرج من السيارة وبدأ‬
‫في السير باتجاه مبنى اعضاء هيئة التدريس فقالت‬
‫بصوت رقيق جعله يلتفت (احمد)‪...............‬استدار‬
‫الى حيث تقف سارة مبتسما ليجدها تقول له (اهال بك‬
‫نورت كليتنا المتواضعة )‪...............‬ضحك برصانة‬
‫ليقول (وكأني لست موجود على بعد امتار منها كل‬
‫يوم واحيانا اقضي الليل ايضا )‪....................‬قالت‬
‫باعتراض (ولكن رغم ان المسافة قريبة اال اني لم‬
‫اصادفك حتى منذ بدأت بالدراسة )‪..................‬قال‬
‫بهدوء (وها قد حدثت المصادفة ‪ ،‬واالن يا صغيرتي‬
‫الجميلة ما رأيك في دعوة على الغداء بعد ان انهي‬
‫المقابلة )‪...............‬قالت مبتسمة بشحوب (ومن‬
‫التي سترفض دعوتك يا طبيبي الوسيم )‪.............‬قال‬
‫بابتسامة مشجعة (ان الشرف لي يا جميلتي ‪ ،‬ال تقلقي‬
‫سيكون كل شئ على ما يرام )‪................‬ودعها‬
‫مواصال طريقه بينما عادت الى صديقاتها الفضوليات‬
‫لتقول والء (ان شقيقك الطبيب في الحقيقة اكثر‬
‫وسامة من الصور ‪ ،‬وانت ايتها الخائنة لم تستطيعي‬
‫ان تجعليه يخطبني )‪.............‬قالت بسخرية (والء‬
‫كفي عن الرجل لقد اصبح متزوج )‪..............‬قالت‬
‫باستنكار (حتى شقيقك االخر تزوج ‪ ،‬لست ادري ما‬
‫النفع الذي يعود على من صداقتك )‪...................‬ان‬
‫والء ميئوس من اصالحها لذا قالت لها (ربما ساوقع‬
‫لك باحد اقاربنا )‪.............‬قالت مبتسمة (اعلم انك لن‬
‫تتخلي عني )‪...................................‬توجه الى‬
‫حيث يوجد مكتبه طرق الباب ليصله الصوت الحازم‬
‫(تفضل )‪..............‬دخل بعدها بثقة ليقف امام المكتب‬
‫الذي يجلس عليه االخر مشغوال بشئ امامه‬
‫‪...............‬لقد تغير اصبح شكله اكثر نضجا وهدوءا‬
‫وثقة بالنفس كما ان الحلة الرسمية التي يرتديها‬
‫تضفي عليه نوعا من الوقار يتناقض مع سنه‬
‫الصغير!!!!!!!!!!!!!!!!!!!رفع عينيه لتقعا على‬
‫الشخص الواقف امامه والذي يراه للمرة االولى منذ‬
‫سنوات طويلة ‪..............‬لم يتوقع ان يبادر احدهم‬
‫بالقدوم اليه في مكان عمله ‪.................‬وكذلك لم‬
‫يتوقع ان يكون احمد فلطالما كان ذلك الشخص‬
‫الهادئ نائيا عما يحدث لهم ‪.............‬وكأنه يترفع‬
‫عن ان ينزل الى مستواهم ‪..............‬كانت المرة‬
‫االخيرة التي رآه فيها حينما كان في سنته النهائية في‬
‫دراسة الطب ولكن هو االن في الثالثين ويبدو مختلفا‬
‫شكال على االغلب ولكن معالم شخصيته ثابته‬
‫‪.................‬قام من فوق مقعده مرحبا به وقال (اهال‬
‫بك دكتور احمد تفضل )‪...................‬واشار الى‬
‫الكرسي المقابل له ‪..............‬لم يمد يده لمصافحته‬
‫ولكن جلس مباشرة ‪................‬مؤكد ان سارة هي‬
‫من اخبره عن عودته ‪............‬ومن ناحية اخرى هذا‬
‫افضل من التعامل حاليا مع يوسف والذي يبدو له‬
‫التعامل باالسالحة احد الحلول المطروحة‬
‫‪.................‬كان قد علم انه غير موجود في البالد‬
‫في الوقت الحالي وربما هذا هو ما جعل سارة تستعين‬
‫باحمد لحسن حظه !!!!!!!!!!!!!!بادره قائال بتهذيب‬
‫(حمدا هلل على سالمتك ‪ ،‬يبدو انك قد حققت انجازات‬
‫رائعة خالل هذه االعوام )‪...................‬رد عليه‬
‫بتهذيب مماثل (شكرا لك )‪................‬اكمل بتقدير‬
‫(انت حتى سبقتني في الحصول على الدكتوراة‬
‫)‪...................‬قال بتقييم صريح (بما ان حياتي كانت‬
‫فارغة اال من ناحية الدراسة يمكنك ان تقول اني لم‬
‫اضع اي لحظة وهذا ادى الى توفير الوقت ‪ ،‬كما انهم‬
‫في الخارج غير مقيدين بالروتين او بالمدى الزمن‬
‫المحدد )‪.............‬أومأ برأسه موافقا ‪ ،‬هو نفسه كان‬
‫يريد السفر الكمال دراسته في الخارج وكان يعلم ان‬
‫هذا سيختصر له الوقت ويعطيه خبره وتفوق اكبر‬
‫ولكنه تراجع عن الفكرة رغم ان شقيقه اصر وقتها‬
‫على سفره ‪ ،‬ولكنه تمسك برأيه فهو لم يكن سيترك له‬
‫المسئولية كاملة ويرحل ‪ ،‬يكفي ان تخصصه البعيد‬
‫عن اعمال العائلة جعل مساندته‬
‫محدودة‪.................‬قال محاوال سبر اغواره (وما‬
‫خططك االخرى بجانب العمل في الجامعة‬
‫؟)‪...................‬رد بثقة قائال (خالل ايام سافتح‬
‫مكتب خاص بالتعامل بالمباني ذات القيمة االثرية‬
‫ترميمها وتحديثها وغير ذلك )‪.................‬ابتسم‬
‫بتقدير وهو يقول (مجال جيد ويحمل قيم اخالقية‬
‫عالية فالحفاظ على التاريخ هو اول دعائم بناء‬
‫المستقبل )‪.............‬اومأ برأسه موافقا فتابع داخال‬
‫الى صلب الموضوع (وماذا بالنسبة لالمور االخرى‬
‫؟)‪....................‬قال بهدوء (ال تقلق من جانبي‬
‫انوي االلتزام بكل شئ ‪ ،‬وصدقا ليس لدي اي نوايا‬
‫سيئة )‪..............‬قال وعالمات التفكير العميق تظهر‬
‫على وجهه وكأنه يختار كلماته بعناية (انت تعلم‬
‫حساسية الوضع لذا اتمنى ان تراعي هذا‬
‫)‪...................‬قال مستفسرا (هل اشتكت سارة لك‬
‫مني ؟)‪....................‬هز رأسه نافيا ليقول بعدها (ال‬
‫لم تشتك ‪ ،‬ولكن من جهة اخرى ال يمكننا التظاهر انه‬
‫ليس هناك شئ خطأ ولكن انا اطلب منك فقط ان تلتزم‬
‫بمسافة معقولة )‪...................‬نظر اليه ساخرا‬
‫فيبدو ان اعصابه التي يحاول ضبطها ستفلت في‬
‫النهائية ليقول (وما الذي تظن ان وضعي كاستاذ لها‬
‫قد يحققه لي من مزايا ‪ ،‬انت تعلم ان اي تعامل هنا‬
‫يكون تحت انظار الجميع ثم اكمل بتحدي‬
‫‪..................‬وال تنسي يا دكتور انني في النهاية‬
‫زوجها )‪...........................‬نظر اليه بحدة ليقول‬
‫بعدها (يبدو انك الذي نسيت سبب هذا الزواج‬
‫)‪..................‬قال وعيناه تشتعالن ( لم انس ‪ ،‬ان كل‬
‫حياتي قد انقلبت في لحظة بسببه لذا في كل لحظة من‬
‫لحظات الغربة والوحدة والنبذ ‪ ،‬ظل معلقا كالسيف‬
‫فوق عنقي ليذكرني ان هذا ما جنته يداي‬
‫)‪.....................‬اكمل بعدها قائال (انا لن احاول‬
‫ادعاء براءة لن تصدقها أواقول اني لم اكن بوعي او‬
‫اني كنت ضحية مؤامرة ال اعلم ابعادها حتى االن ‪،‬‬
‫فانا ال زلت اردد لنفسي ان ما يفعله االنسان حتى دون‬
‫وعي هو شئ موجود بداخله في لحظات الوعي‬
‫ويستغل لحظات انعدام السيطرة فينطلق الوحش‬
‫الكامن في اعماقه )‪.................‬نظر اليه بشفقه‬
‫فيبدو ان ما حدث قد ترك اثره على الجميع وادخلهم‬
‫في دائرة لم تنته من التشتت والحزن ‪.............‬فحتى‬
‫هو لم يكن يومها اال مراهق وكونه تخطى كل هذا يدل‬
‫على ان هناك شئ جيد بداخله ‪.................‬قام من‬
‫مكانه ليقول بعدها (سيكون علينا ان نلتقي كثيرا‬
‫للمرور عبر كل حلقات مسلسل الخطوبة والزواج لذا‬
‫الى اللقاء )‪.................‬وقف هو ايضا ثم قال بهدوء‬
‫(اظن ان الوضع سيكون افضل ان استطعت جعل‬
‫سارة تجتاز الحاجز النفسي الموجود بيننا‬
‫)‪...............‬نظر اليه بتقييم ليقول بعدها (انا لن‬
‫اصدر حكم نهائي في هذه المرحلة ولكن على االقل‬
‫اوافقك في هذه النقطة لذا يمكنك ان تأتي معنا لتناول‬
‫الغداء فقد دعوتها وربما سيمكننا االدعاء انكما ال‬
‫زلتما في مرحلة التعارف السابقة للخطوبة‬
‫)‪...............‬قال موافقا (هذا جيد بالتأكيد‬
‫)‪...............‬سار الى جواره متجهين الى االسفل‬
‫لتشعر تلك المنتظرة باالسفل بالدهشة ثم تقترب منهما‬
‫وتمسك بيد شقيقها طلبا للدعم ‪.............‬قال لها‬
‫بهدوء وهو يتبادل النظر بينهما (ساتصل بفرح‬
‫لنأخذها في طريقنا )‪....................‬قالت (بكل تأكيد‬
‫)‪.............‬تركها ليبتعد قليال وتجد نفسها في مواجهة‬
‫االخر الذي قال مبتسما (يبدو اننا سنتناول الغداء‬
‫سويا )‪.................‬اخفضت رأسها ناظرة الى‬
‫االرض لتقول (لم اتصور ان تكون هذه نهاية مقابلتك‬
‫مع احمد )‪.................‬ثم اضافت ساخرة (يبدو ان‬
‫لديك قدرة كبيرة على االقناع )‪.................‬نظر اليها‬
‫مبتسما ليقول (ربما كنت تفضلين ان تنتهي المقابلة‬
‫على اثار الدماء واللكمات التي تغطي‬
‫جسدي)‪...............‬لم تجب فقال مكمال بمزاح (ال‬
‫تقلقي سيكون ذلك قريبا عندما يعود احد شقيقاك‬
‫االخرين فانا على كل حال قد بدأت بالمتحضر) قالت‬
‫بثقة وعيناها تلمعان (اظن ان يوسف سيفعل ما هو‬
‫اكثر من الضرب ) ضحك قائال (القتل مثال قد يفاجئك‬
‫ان نتبادل الضرب ) ردت باستنكار (وما الذي لديك‬
‫ضده لتضربه ؟) يبدو انها ال تعرف باقي القصة اذا ‪،‬‬
‫فعلى ما يبدو ان يوسف تصرف منفردا كعادته اذا‬
‫فالمفاجأة التي سيحدثها ظهور ملك وطفليها ستكون‬
‫مدوية نظر الى مالمحها المعقودة متذكرا الصغيرة‬
‫سلمى ان الجينات حقا غريبة فلقد تجاوزت الطفلة‬
‫شكل اخته وطبعها لتصل الى شكل وطبع عمتها اال‬
‫من لون العينين بالتأكيد ولكن هذا ال يمنع ان عينا‬
‫سارته الذهبيتان والذي اظهر ضوء الشمس لونهما‬
‫جليا رائعتان عاد شقيقها مخرجا اياه من افكاره ليقول‬
‫(هيا االن ) نظرت الى حيث سار متجها الى سيارته‬
‫لتجده يتوقف امام مرسيدس سوداء حديثة يبدو انه ال‬
‫يشكو من نقص في النقود عندما خرجوا من البوابة‬
‫الرئيسية كانت فرح معهم بسيارتها فكرت ان هذا‬
‫اهدار فاالربعة يمكنهم ان يستقلوا سيارة واحدة ولكن‬
‫من ناحية اخرى بما ان الجميع سيعودون الى منازلهم‬
‫فليس هناك حل اخر وصلوا الى المطعم االيطالي وكان‬
‫هناك حالة من الهدوء الغريب تحيط بهم اال من فرح‬
‫التي ابدت الكثير من الفضول وهي تسألها (من هذا ؟)‬
‫قالت بصوت منخفض (اسمه الدكتور محمد عبد‬
‫الرحمن ) سألت ثانية (هل هو زميل احمد ؟) اجابتها‬
‫(انه ليس طبيب بل مهندس ) قالت بمكر (ويبدو من‬
‫القلوب المحيطة برأسه انه معجب بك ) ابتسمت‬
‫لتعبيرها لقد اصبح لديها مجموعة رائعة من زوجات‬
‫االخوة اال من نهال بالتأكيد قالت (دعك من هذا‬
‫واخبريني ما اخبارك مع الطبيب ؟ ) مطت شفتيها‬
‫لتقول بهدوء وهي تتنهد (تمام الوضع تحت السيطرة‬
‫) ال يمكنها ان تقول المزيد فسارة ال تعلم شئ من‬
‫االساس الوحيدة التي تعرف الحكاية هي سها‬
‫صديقتها رفعت رأسها تستمع الى احمد الذي يجلس‬
‫على الكرسي المجاور ويقول لها بصوت منخفض‬
‫(كفي عن الشرود ) رفعت رأسها لتقول مازحة (افكر‬
‫في اللي ناسيني ) ضيق حاجبيه ليقول بعدها في حدة‬
‫(ليس هذا وقت افكارك العظيمة ) هاه ما هذا هل فكر‬
‫انها تقصد شخص اخر؟ تناولت طعامها بصمت كحال‬
‫البقية الذين يبدو وان وجودهم سويا جعل الكالم‬
‫صعبا فتح الباب ليسبقها الى الداخل متجها الى االعلى‬
‫مباشرة بينما تنظر في اثره وهي تحاول التفكير في‬
‫الخطوة القادمة‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال النه اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل الحادي والثالثون‬


‫لقد تركها منذ عدة ساعات اغلق عليها باب الجناح‬
‫وباب الحجرة ايضا وحتى ال يشعر بالذنب ترك لها‬
‫طعام االفطار كما ان الحجرة بها ثالجة صغيرة تحتوي‬
‫على الماء والعصائر واخذ هاتفها معه وكذلك اخرج‬
‫هاتف الفندق من الحجرة ورغم كل هذه االحتياطات‬
‫طلب من اثنان من الحراس مراقبة الجناح من الخارج‬
‫ومن االخران مراقبة الفندق نفسه من جهة النوافذ‬
‫والشرفة فهو ال يدري الى اي مدى قد يصل تفكيرها‬
‫كان قد اغلق هاتفها بسبب االزعاج الكبير الذي يسببه‬
‫فلم يكف عن الرنين خاصة مع النغمات الصاخبة التي‬
‫تضعها والتي جعلت الناس يلتفتون اليه كلما دوت‬
‫هناك شخص بعينه يبدو مصمما على االتصال اسمه‬
‫غير مكتوب ولكن الصورة الموضوعه له هي صورة‬
‫قلب منقسم لنصفين وفي كل نصف هناك حرف س‬
‫باالنجليزية واحد باالزرق واالخر بالوردي لديه‬
‫فضول ليعرف ماذا يعني ؟ هل لديها اسم ما يبدأ‬
‫باالس ؟ ربما عليه ان يلتقط انفاسه قبل ان يصعد‬
‫للمواجهة المرتقبة انه يتوقع رد فعلها على هذا‬
‫االحتجاز وايضا على االشياء االخرى التي اشتراها‬
‫جلس على اريكة مريحة في الريسبشن الموجود في‬
‫اسفل الفندق ليخرج بعدها هاتفها ويقوم باعادة‬
‫تشغيله اصوات متتالية لنغمة الرسائل كانت اول ما‬
‫استقبله واالس اس ايضا اتصل عدة مرات لم تمض‬
‫ثواني حتى دوت النغمة مرة اخرى معلنة اتصال من‬
‫نفس الشخص هل عليه ان يفتحه ليعرف من المتصل‬
‫؟ ان هذا تصرف غير الئق بالتأكيد ولكنه حتما‬
‫سيفعله فتح الخط لتقابله اصوات بكاء مرتفع جعلت‬
‫اذنه تؤلمه مما جعله يبعده قليال ليعيده بعدها مرة‬
‫اخرى وتندفع الى اذنه اصوات غير مفهومة لطفلة‬
‫باكية تتحدث باالنجليزية وخالل الكالم استطاع تمييز‬
‫كلمة جيجي انها تشتكي من شخص ما يبدو ان احدهم‬
‫قد اخذ منها الهاتف ليتغير الصوت الى صوت صبي‬
‫يطلق بعض السباب ويشرح شيئا ما ما فهمه ان هناك‬
‫طفالن يتشاجران ويشتكيان الى جيجي‬
‫ههههههههههه وهل حكيمة زمانها ستستطيع حل‬
‫المشكلة ؟ لقد اتكآ على حائط مائل بالتأكيد قاطع‬
‫الطفل الساخط بصرامة قائال (هذا يكفي ) قابله‬
‫الصمت للحظات ليقول الصبي بعدها (من تكون ؟‬
‫ولماذا هاتف جيجي معك ؟) قال بهدوء (انا صديقها‬
‫وهي مشغولة االن لذا تركت هاتفها معي ) اكمل بعدها‬
‫(من تكون انت ؟) اتاه الرد الوقح (ليس لك شأن بي‬
‫ايها ) كان سيكمل قائال الغبي ولكن قبل ان ينطقها قال‬
‫له بحزم (اياك )لقد توقع ان الصبي الوقح سيشتمه‬
‫وكأن هذا ما ينقص لذا اوقفه قال له بلهجة آمرة‬
‫(عندما تنتهي مما تفعله اخبرها ان تتصل ) وصل اليه‬
‫صوت اغالق الهاتف ليقول بعدها بسخرية (تبا ما هذا‬
‫يبدو ان جينات الوقاحة متفشية في كل من يعرفونها )‬

‫توجه الى االعلى يتبعه الحارس حامال الشنط التي‬


‫احضرها فتح الباب فشعر بالهدوء يعم المكان هل هذا‬
‫مؤشر جيد ؟ امر الحارس بوضع الشنط ليخرج بعدها‬
‫مغلقا الباب خلفه اتجه الى الحجرة المغلقة فاتحا بابها‬
‫بهدوء وعندما دخل لم تكن موجودة نظر جهة الحمام‬
‫فوجد الباب مغلقا هذا افضل بالتأكيد من تحطيم المكان‬
‫مضت دقائق لتخرج بعدها مرتدية معطف الحمام‬
‫وشعرها المبلول منسدال ليجف كان جالسا يشاهد‬
‫التلفزيون الذي كان يذيع برنامج اقتصادي مشهور لم‬
‫تنطق بكلمه بل توجهت الى حيث حقيبتها موضوعة‬
‫منذ االمس لتخرج بعض المالبس وتعود الى الحمام‬
‫ثانية عادت وقد ارتدت مالبسها وعقدت شعرها في‬
‫ضفيرة طويلة لتجلس بعدها متجهمة فوق احد‬
‫الكراسي لم يبد اي اهتمام بمحادثتها لذا بدأت الحديث‬
‫قائلة بحدة (ارجو ان تعلمني متى سينتهي هذا العبث‬
‫هل تظن انك ستحتجزني الى االبد ؟) التفت اليها‬
‫ليضيق عينيه قائال بسخرية (ال تقلقي يا حلوتي اليوم‬
‫سينتهي كل شئ ؟) هتفت من بين اسنانها (هل من‬
‫الممكن ان تتفضل علي ببعض الشرح ) ضغط على‬
‫الريموت مغلقا التلفاز ليستدير اليها بكل انتباهه قائال‬
‫(بعد اقل من ساعة سنستقل الطائرة متجهين الى‬
‫جنوب فرنسا وبعدها سنعقد زواجنا ) نظرت اليه بعدم‬
‫تصديق لتقول بعدها ( ما هذا الهراء الذي تتفوه به ؟‬
‫اي زواج هذا الذي سيتم ؟ ومن اخبرك اني ساسافر‬
‫معك ؟ ثم انك لم تأخذ مني اي اوراق ) قال بتقرير‬
‫لالمر الواقع (انا ال اتفوه بالهراء لقد تم تجهيز كل‬
‫شئ وسيعقد زواجنا طبقا للشريعة االسالمية وخالل‬
‫ساعات سيكون الشيخ موجود وبالنسبة لالوراق هذه‬
‫اشياء شكلية ويمكنك ان تقولي اننا لن نحتاجها اال في‬
‫اللحظات االخيرة اكمل بلهجة متقصدة وحتى اذا لم‬
‫يكن لديك اوراق دي حبيبتي ال تقلقي ساتكفل بتسوية‬
‫االمور ) هل هي متفاجئة ؟ بالتأكيد ليس عليها ذلك‬
‫فبكل بساطة يمكنه ان يزور لها هوية او يدفع اموال‬
‫ليصنع لها هوية حقيقية باالسم الذي يريده لطالما كان‬
‫رجل عصابات بامتياز الم يخطفها من قبل من قلب‬
‫منزل والدها ؟ ساد الصمت بينهما حينما لم تبد اي‬
‫تعلق بعدها اخرج هاتفها من جيبه ووضعه امامها‬
‫على المنضدة ‪ ،‬امسكت به بحدة لتقول ( بالتأكيد ليس‬
‫من حقي االعتراض على اخذك له ) قال مبتسما ( ان‬
‫اردت االعتراض يمكنك ذلك ) قالت بسخرية (وبما‬
‫سيفيد اعتراضي ؟ ) قال باقرار (ال شئ ثم تابع هناك‬
‫شخص ما يريد منك االتصال به ) نظرت اليه بحدة‬
‫لتقول (ورددت ايضا على االتصاالت ) هز كتفيه‬
‫بالمباالة ليقول (كان شخص يلح في االتصال لذا )‬
‫قاطعته بحدة (من الذي اتصل ؟) قال مبتسما (صاحب‬
‫رمز القلب الذي به حرفان اس ) قامت من مكانها‬
‫كالملسوعة مما اثار استغرابه ما سبب هذا الرعب ؟‬
‫كان وجهها يبدو كصفحة غير مقروءة ربما من‬
‫االفضل تغيير الموضوع في الوقت الحالي انها‬
‫ستصاب بالجنون ان بقائها خطأ بكل تأكيد ‪ ،‬لقد حدث‬
‫طفليها في الهاتف ترى باي لغة تحدثا معه وهل خمن‬
‫شئ ؟ ولكن مهال هو ال يعلم من تكون لذا سيظن‬
‫انهما اخوتها الم تقل له من قبل ان لديها اخوة صغار‬
‫عاد الى الغرفة هذه المرة حامال عدة شنط ليقول‬
‫بعدها (انهم لك ) ثم وضع امامها شئ طويل يحيطه‬
‫غالف من البالستيك به سوستة كبيرة وناوله لها‬
‫بابتسامة جذابة وهو يقول (هذا فستان زفافك) ثم‬
‫وضع امامها شنطة اخرى وقال (وهذه متعلقاته )‬
‫ليخرج بعدها علبة مربعة ثم يضغطها بخفة ليظهر‬
‫بداخلها خاتم به فصوص صغيرة من الماس وفي‬
‫منتصفه ماسة كبيرة ‪ ،‬ليمسك بعدها يدها ويضعه بها‬
‫ثم يرفعها الى شفتيه ويقبلها برقة قائال (هذا خاتمك يا‬
‫اميرتي ثم وضع في اصبعها االخر دبلة زواج متناسبة‬
‫مع الخاتم كانت تشاهد ما يحدث بصمت وكأنه يحدث‬
‫لشخص اخر وهي مجرد متفرج لقد الغت كل هذه‬
‫االشياء من تفكيرها لسنوات وها هو يمنح لها ما كان‬
‫قد سلبه منها ولكن هل التعويض ممكن ؟ هل سيمحو‬
‫ما يفعله اليوم ذلك الوسم الذي حفره عميقا في‬
‫روحها منذ زمن بعيد ؟ هل يريد ان يجعلها عروسا‬
‫سعيدة وهو عريسها المحب ؟ هل تصلح لهذا الدور ؟‬
‫ال هي لن تصلح لهذا الدور وهو من المستحيل ان‬
‫يكون صالحا للدور االخر انها اليوم مختلفة كثيرا حتى‬
‫االشياء التي احضرها لها لم تحرك بها شيئا لقد فكر‬
‫في انه سيتمكن من سداد بعض ديونه تجاهها بهذه‬
‫الطريقة حتى وان كانت تظن انه يفعلها من اجل فتاة‬
‫اخرى اراد ان يمنحها ما سبق وحرمه منها فستان‬
‫زفاف وعرس وشبكة ‪ ،‬ولكن هي لم تنطق ويبدو انها‬
‫وضعت حاجز اخر بينهما ربما هي بحاجة لتفريغ‬
‫مشاعرها المضغوطة قال بهدوء (بما اننا سنغادر بعد‬
‫قليل اذهبي الى الجناح االخر واحضري باقي مالبسك‬
‫اومأت برأسها موافقة وسارت في هدوء ليلحق بها‬
‫بعدها ويقول وهو يناولها الشنط (ها هو الفستان‬
‫خذيه معك وشاهديه انت لم تريه بعد ) امسكت‬
‫بالفستان دون شعور لتدخل من الباب الى الجناح‬
‫االخر وتغلقه خلفها فتحت السوستة ليظهر الفستان‬
‫امامها وتقوم باخراجه فستان زفافي مثالي ابيض‬
‫اللون يبدو مذهال ‪ ،‬ان ذوقه جيدا فقد اختار ما يالئمها‬
‫تماما كانت عيناها تلمعان بالدموع بينما تنظران الى‬
‫الفستان بتبلد ‪ ،‬لتنهمر بعدها دموعها مدرارا وهي‬
‫تقول ( ابيض يا يوسف ابيض وكأن هذا سيغير من‬
‫حقيقتي التي لوثتها او سيمحو آثامك وذنوبك )‬
‫امسكت بالفستان وهي تلقي بنفسها فوق السرير‬
‫وتحتضنه متأوهه بصوت عال (ااااااااااااااااااه ما الذي‬
‫جعلني اتي بقدمي اليك هل ظننت ان ذلك سيفيد لقد‬
‫فتحت جروحي ثانية وها هو االلم يزداد كلما ظننت‬
‫انه سينتهي) صمتت بعدها لتدخل في حالة من‬
‫الشرود الهادئ غير شاعرة بدموعها التي التزال‬
‫تتساقط بينما ال يزال الفستان قابعا في حضنها رأى‬
‫ذلك المراقب كل ما حدث ‪ ،‬لقد توقع انها ستقوم‬
‫بتصرف مجنون او تثور وتقطع الفستان ‪ ،‬ولكن‬
‫المنظر الذي رآه خالف كل توقعاته ليشعر بنفسه‬
‫يتقطع الى اجزاء صغيرة وهو يواجه اثار جريمته‬
‫مباشرة لقد سقط القناع الذي كانت تضعه وظهرت‬
‫الطفلة المحطمة المتألمة لقد كان يظن طوال الوقت ان‬
‫والدها كان يكذب عليه ليبعده عنها او ليشعره بمزيد‬
‫من الذنب ليتضح له االن ان الرجل كان صادقا في كل‬
‫ما قاله ان بداخل المرأة الوقحة التي كانت معه طوال‬
‫االيام الماضية هناك طفلة مذعورة ال زالت روحها‬
‫محبوسة داخل االحداث القاسية التي عاشتها وقد شاء‬
‫غبائه ان يكون هو المتسبب لها بهذا وهو االن قد ظن‬
‫بكل حماقة ان التسوية ستكون ممكنة بل سهلة‬
‫ليتسبب غبائه لها بالمزيد من االلم والمعاناة كان‬
‫يسير في ارجاء الحجرة كالليث الحبيس الغير قادر‬
‫على الخروج بينما يظهرها الجهاز ملتفة حول نفسها‬
‫تحدق في الفراغ وتذرف عينيها الدموع كانت محقة‬
‫فيما قالته فالثوب االبيض لن يمحي ما حدث وال حفل‬
‫الزفاف سيعوضها وال شئ اخر اال ربما ان تراه يتألم‬
‫ويعاني مثلها قد يمثل هذا لها بعض العزاء انه يشعر‬
‫بالرعب من اجلها هل منظرها هذا طبيعي ؟ هل هي‬
‫واعية لما حولها ؟ عليه ان يذهب الى الجناح االخر‬
‫طرق الباب طويال دون رد منها اذن فهي غير واعية‬
‫احضر النسخة االضافية للمفتاح ليدخل بعدها وقلقه‬
‫قد بلغ ذروته فيجدها على نفس الوضع اقترب منها‬
‫مناديا لها ولكن لم تصدر عنها اي استجابة جلس‬
‫جوارها محاوال هزها ولكن الوضع لم يتغير اقترب‬
‫منها يجذبها بين ذراعيه ويحتضنها بقوة وهو يقول‬
‫(ال بأس حبيبتي ستكونين بخير ‪ ،‬ال تخافي سافعل كل‬
‫ما يرضيك ) ربما عليه ان يحضر طبيبا لها ؟ تذكر‬
‫شيئا كانت امه تفعله عندما يكون احدهم مريضا وضع‬
‫احدى يديه فوق رأسها واالخرى اعلى قلبها ثم بدأ في‬
‫قراءة سور من القرآن وفمه قريبا من اذنها ليشعر‬
‫بعينيها المتجمدتان تتحركان وتنظرا اليه بذهول وهي‬
‫تستمع بدهشة لما يقرأه ال تدري ما حدث لها هل‬
‫فقدت الوعي نتيجة لبكائها ؟ انها لم تشعر بشئ بعد‬
‫ان القت بنفسها على السرير ولكنها افاقت لتجده‬
‫جالسا جوارها ويده على رأسها بينما يقرأ القرآن‬
‫شعرت بشئ مفقود يتسلل داخلها وهي تسمع االيات‬
‫ان صوته عميق مطمئن وكذلك جالل ما يقرأه كان‬
‫يجعله يصل الى داخلها مانحا اياها السكينة والراحة‬
‫شعوران غابا عنها طويال والعجيب ان تعثر عليهما‬
‫على يديه بعد مدة توقف ليقول لها بابتسامة رقيقة‬
‫(هل انت بخير االن ؟) اومأت برأسها فعاد يقول لها‬
‫(انا اسف النني دخلت بهذه الطريقة ولكن انت تأخرت‬
‫وبعدها لم تردي لذا احضرت المفتاح االحتياطي من‬
‫ادارة الفندق ) قالت بهدوء (ليس هناك مشكلة ) قال‬
‫برقة (هل تصيبك هذه الحالة كثيرا ؟) هزت رأسها‬
‫نافية لتقول بصدق (منذ سنوات لم اتعرض لها ) اذا‬
‫فهو من قلب عليها المواجع قال (ربما تنظري الي‬
‫كشخص متسلط ال يهمه احد وال شئ اال تحقيق‬
‫رغباته ولكن اذا فهمت دوافعي عندها قد تغيرين رأيك‬
‫وربما نظرتك لما يحدث ) هو سيريحها سيشعرها‬
‫بانها حققت االنتصار الذي تريد ونفذت انتقامها وهو‬
‫لن يكذب فما سيقوله هو الحقيقة فقط قال (انا احبك‬
‫بل اعشقك كل ما اريده ان نظل سويا الى االبد وال‬
‫يمكنني ان اتخيل اي وضع مختلف ‪ ،‬ان ابتعادك عني‬
‫سيحطمني لذا عليك ان تعذري شخص يتمسك بحياته‬
‫والتي صادف ان تتعلق بوجودك انت ) هل عليها ان‬
‫تصدق اذنيها ؟ هل هو حقا يحبها الى هذه الدرجة؟‬
‫لقد فاق هذا اكبر احالمها حتى اذا بضع ساعات اخرى‬
‫لن تضر حتى انها من الممكن ان ترتدي الفستان الذي‬
‫احضره وترقص ابتهاجا بانتصارها الحظ تغير‬
‫نظراتها ليعود لهما البريق والتألق المعتاد انشغالها‬
‫بنفسها جعلها ال ترى نظرات االنتصار التي شعت من‬
‫عينيه بينما لسان حاله يقول (كل شئ مباح في الحب‬
‫)‬

‫انها حتى هذه اللحظة غير مستوعبة لما قاله‬


‫اومصدقة له هو يحبها يقول انه غير قادر على فراقها‬
‫يقول انها حياته هل نجحت حقا لهذه الدرجة اذا فلتبق‬
‫خطوة اخيرة قد تكون صعبة ولكن مهمة سترتدي‬
‫الثوب الذي اشتراه لها وتحضر المراسم التي جهزها‬
‫ثم تغادر بعدها مباشرة لتكون حسرته اكبر وهو‬
‫يفقدها بعد ان يظن انه امتلكها ارتدت مالبسها‬
‫بسرعة انه ينتظرها ليغادرا لكن اوال مكالمة سريعة‬
‫لتعرف سر كل تلك االتصاالت من طفليها وصلها‬
‫صوت سلمى الحزين الذي تحول الى بكاء ما ان بدأت‬
‫في الكالم لتفهم بصعوبة قولها (لقد ضربني سيف )‬
‫لقد تجاوز هذا الفتى كثيرا وما يفعله مع شقيقته لم‬
‫يعد من الممكن السكوت عليه قالت برقة وهي تشعر‬
‫بقلبها يعتصر (كفي عن البكاء يا صغيرتي انا‬
‫ساعاقبه لك ) قالت باكية (انت ال تأتين اال قليال وهو‬
‫ال يتوقف ) كان الم الفتاة يتردد في اعماقها فهي منذ‬
‫قليل كانت تبكي الما جراء احزانها الخاصة لتجد‬
‫طفلتها ايضا حزينة يبدو وان ذكور هذه العائلة‬
‫مصممين على ان يؤلموهما قالت تعدها (سأتي في‬
‫الغد واعدك انه لم يبق اال القليل ولن اتركك مرة‬
‫اخرى ) توقف بكائها وقالت (حسنا سانتظرك ) قالت‬
‫لها (اعطي لسيف الهاتف حتى اكلمه ) قالت بهدوء‬
‫(مرحبا ) اجابها بوجوم (كيف حالك ؟) ردت (بخير‬
‫واالن اخبرني لماذا ضربت سلمى ) قال بنزق (هي‬
‫المخطأة كانت تلعب مع االوالد وقبلها بيتر ) اذن‬
‫فطفلتها يقبلها االوالد اال يعلمون ان اهلها فالحون‬
‫وان هذه التصرفات يضيع فيها رقاب وابنها سبع‬
‫الرجال لم يظل صامتا لذا ضربها‬
‫ههههههههههههههه انضم الى الصف يا فتى‬
‫ابتسمت وهي تتذكر مشهد اخر حين دفعها يوسف‬
‫مغلقا باب الشقة بسرعة رهيبة حتى ال يراها احد لوال‬
‫تأكدها ان حملها فيه تم بصورة طبيعية لظنت انه جاء‬
‫عن طريق االستنساخ قالت بهدوء(حتى هذا ال يعطيك‬
‫الحق في ضربها عليك ان تخبرها ان هذا خطأ) قال‬
‫معترضا (لقد اخبرتها من قبل اال تلعب معهم خاصة‬
‫بيتر فقد اخبرني من قبل انه يعتقد ان اختي جميلة‬
‫وانه معجب بها وقد تشاجرت معه وقتها ) ويتشاجر‬
‫مع االوالد االخرين ايضا لم تكن قد ردت حين وصل‬
‫اليها صوته المتجهم (وانت ايضا لماذا لم تغادري‬
‫باريس حتى االن؟ ومن يكون الرجل الذي رد علي ؟‬
‫لقد قال انه صديقك ) من الواضح ان االمر قد تجاوز‬
‫سلمى ليصل اليها بماذا عليها ان تجيب ؟ قالت بهدوء‬
‫مجيبة على جزء فقط من السؤال (انا ساغادر اليوم‬
‫مساءا وعدني انك لن تضرب شقيقتك او تسبها ثانية‬
‫) قال باعتراض (ولكنها ترتكب االخطاء ) قالت بحدة‬
‫(انت لست مسئول عنها ) قال بتذمر (اعدك ولكن‬
‫اجعليها تكف عن الغباء ) هو لن يتنازل‬
‫!!!!!!!!!انهت المكالمة لتمسك حقيبتها في يدها‬
‫وتخرج الى صديقها الذي يغار ابنها عليها منه‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!انه حقا وضع كارثي ابنها يغار من‬
‫والده ويتهمها بمصاحبته!!!!!!!!!!!!!!!!دخلت‬
‫الجناح االخر لتجده جالسا على االريكة وقد ارتدى‬
‫مالبسه بينما يتحدث في الهاتف ‪................‬اشار‬
‫الى جواره داعيا اياها للجلوس كان يتحدث بالعربية‬
‫عن اشياء تتعلق بالعمل ‪..........‬شحنات ستصدر‬
‫وخامات مطلوبة اشياء لم تهتم بها لذا شردت الى‬
‫اشياء اخرى !!!!!!!!!!!!جلوسها قربه يوترها ‪.‬‬
‫‪..........‬الرائحة المنبعثة من عطره مع عطر بعد‬
‫الحالقة وحتى رائحته الخاصة تصنع مزيج ال يقاوم‬
‫‪ ..........‬انها تمنع نفسه بالكاد من تنشق سترته ‪،‬‬
‫وحتى مالبسه ذات الماركة المشهورة تبدو رائعة‬
‫عليه ‪.............‬لماذا هو هكذا ؟ افاقت من افكارها‬
‫على يده تمسك يدها وهو يقول لها مبتسما (هيا‬
‫)‪.....................‬انها االن داخل طائرته الخاصة حيث‬
‫كانا متوجهين الى جنوب فرنسا ‪ ،‬انها المرة االولى‬
‫في حياتها التي تركب فيها طائرة خاصة‬
‫!!!!!!!!!!!!جو مختلف من الفخامة والراحة‬
‫والرفاهية ‪ ،‬العجيب انه كان يتعامل مع هذه االشياء‬
‫بصورة طبيعية وكأنها جزء عادي من حياته‬
‫!‪.............‬انها تشعر ان معاملته معها قد تغيرت‬
‫تماما منذ ان فقدت الوعي اصبح رقيق الى درجة غير‬
‫معتادة ‪ ،‬حتى انها تبتسم عندما تتذكر احداث االمس‬
‫حين تعامال كاثنان من المتشردين ‪ ،‬انه قادر بكل‬
‫بساطة على التفاعل مع كل‬
‫حاالتها!!!!!!!!!‪..........‬كانت النافذة تظهر صورة‬
‫ممتدة للبحر المتوسط تحتهما يبدو انهما قد وصال‬
‫‪................‬خرجا من الطائرة ليستقال بعدها السيارة‬
‫ويتوجها ليس الى فندق اخر فخم بل الى فيال صغيرة‬
‫على شاطئ البحر ليقول لها مبتسما (ال تتأخري‬
‫)‪..............‬دقائق ودخلت مزينة ومصففة للشعر‬
‫‪...............‬نظرت الى نفسها مبتسمة انها عروس‬
‫ههههههههههههه ستزف لزوجها بفستان ابيض بعد‬
‫ما يزيد عن سبع سنوات من اتمام الزواج‬
‫!!!!!!!!!!!!!!ولكن بما انه قد حصل على حقه مسبقا‬
‫اذا ال شهر عسل منتظر !!!!!!!!!!!!!!!! دخل الغرفة‬
‫فعلى ما يبدو انهم اخبروه انها انتهت وقف امامها‬
‫متأمال في صمت ليرفع بعدها وجهها اليه ويمر‬
‫باصبعه برقة في شق ذقنها ثم يخفض شفتيه ويقبل‬
‫رأسها وهو يقول بحميمية وصوت مبحوح (رائعة‬
‫اروع من اي شئ تخيلته في حياتي )‪...............‬هو‬
‫ايضا كان رائع بحلته السوداء االنيقة وربطة العنق‬
‫السوداء ‪...................‬وضعت يدها في ذراعه‬
‫وسارت معه بمحازاة الشاطئ‪................‬لتشعر‬
‫بالذهول مما رأته ‪ ،‬كان المكان معد لحفل زفاف على‬
‫الطريقة االمريكية (نهاري )‪................‬االزهار تمأل‬
‫المكان وكذلك الكثير من المدعوين‬
‫!!!!!!!!!!!!!!الكثير من العرب بلهجات مختلفة‬
‫وكذلك االنجليز والفرنسيين وكوشة تزينها االزهار‬
‫‪.............‬وفي ناحية اخرى كان هناك شيخ جالسا‬
‫بمالبسه المميزة ‪..........‬قام بعض الموجودين‬
‫وسلموا عليهم بحرارة ليبادلهم بعدها الكالم ويبدو‬
‫واضحا ان هناك عالقة ودية بينهم‬
‫‪..................‬عندما دخل بها الى المكان المعد لم‬
‫تختلف النظرة االولى لها من جانب المدعوين عن‬
‫المعتاد نفس النظرة المحدقة !!!!!!!!!!والتي بالتأكيد‬
‫زادت مع كونها عروس ‪..............‬لقد كان اعداد‬
‫الترتيبات في منتهى البساطة فهو قد اعطى الشيخ‬
‫وثيقة زواجهما الحقيقية واخبره ان ما سيتم هو‬
‫اشهار فقط امام الحضور ‪ ،‬اي بما انهما متزوجان‬
‫بالفعل فالشيخ سيقوم بقراءة الصيغة احتفاال فقط‬
‫!!!!!!!!!!!!وجدت نفسها جالسة جواره والشيخ‬
‫يجاوره من الناحية االخرى ‪.......‬ليطلب منها ان تضع‬
‫يدها فوق يده ‪.............‬لقد شاهدت عقود زواج من‬
‫قبل وكان االب هو الذي يقوم باجراء المراسم لذا فهي‬
‫ال تفهم ما يطلب منها ‪...........‬وجدته يقول لها هامسا‬
‫وهو يمسك يدها (ال تخافي ساعيدها اليك‬
‫)‪..............‬كان الشيخ يقرأ الصيغة باللغة العربية ثم‬
‫يترجم بعد ذلك على الفرنسية على اساس انها ال تفهم‬
‫العربية وكذلك بعض الموجودين‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!شعرت برجفة تعتري جسدها باكمله‬
‫والشيخ يطلب منها ان تقول (زوجتك نفسي على‬
‫كتاب هللا وسنة رسوله )‪.............‬هل هذا يضفي‬
‫على زواجهما القبول من ناحيتها ؟!!!!!!!!!!لماذا‬
‫تشعر ان هذه الكلمات تتضمن معنى عميقا وكأنها‬
‫اقرار من جانبها على وضعهما !!!!!!!!!!شعر‬
‫بارتجافها وان يدها التي يمسك بها اصبحت مثل الثلج‬
‫لذا ضغط عليها مشجعا وابتسم وهو يقول (هيا لم يبق‬
‫اال القليل ) كانت جالسة جواره بينما يقرب رأسه من‬
‫فمها ليسمع كالمها وسط الصخب الذي يمأل المكان‬
‫قالت بضيق (هل مألت االحتفال بالفقرات حتى ال تتيح‬
‫لي فرصة للرقص ) ضحك قائال (مشكلة كبيرة انك‬
‫تجيدين قراءة افكاري ولكن من ناحية اخرى بما انك‬
‫تحبين الرقص فقد فكرت ان اريك الرقص العربي من‬
‫كافة البلدان ) كانت تنظر الى رقصة الدبكة التي تميز‬
‫اهل الشام باعجاب كبير وهي تقول (انا ال انكر انها‬
‫رائعة ولكن الن تؤدي انت الرقصة المصرية ؟) قالتها‬
‫وهي تغمز بعينها ليضحك وهو يقول (وتضيعين‬
‫وقاري وهيبتي ال هذا ما ال اقبله ) قالت ساخرة (كله‬
‫اال وقارك وهيبتك سيدي ) تم افتتاح البوفيه وانشغل‬
‫المدعوين بالطعام لتجده عندها يمسك بيدها ويقول‬
‫لها بطريقة موحية (اريد ان اخبرك شيئا على انفراد )‬
‫قالها وهو يسحبها معه حتى ابتعدا عن مكان الحفل‬
‫واصبحا بمفردهما على شاطئ البحر امام الفيال التي‬
‫كانت فيها من قبل امسك باحدى يديها وهو يقول‬
‫(بعيدا عن الجماهير يمكننا ان نفعل ما تريدين ) كانت‬
‫هناك موسيقى صادرة من مكان ما ال تدري مصدرها‬
‫تحديدا ربما من داخل الفيال ولكنها اعجبتها لم تكن‬
‫الرقصة المناسبة لها بطيئة ولكن سريعة وتتطلب‬
‫مهارة معينة بديا وهما يؤديانها سويا كشخصان تدربا‬
‫معا كانت تضحك وهي تقول (بكل صدق انت ماهر‬
‫ووقور حتى وانت ترقص ‪ ،‬ولكني لم اتوقع انك تجيد‬
‫هذه االشياء ) قال بجدية (ساخبرك سرا لقد قضيت‬
‫عدة اشهر من التسكع في انحاء اوروبا وكانت هذه‬
‫احدى االشياء التي تعلمتها وقتها) قالت مازحة (ذلك‬
‫كان قبل مرحلة الهيبة والوقار بالتأكيد ) اومأ موافقا‬
‫ليقول بعدها بهدوء (يمكنك ان تقولي اني كنت في‬
‫عمرك الحالي تقريبا حين فرض الواقع علي ان اكون‬
‫مسئوال لذا كان علي ان افعل ) قالت بتأمل (وهل‬
‫تستجيب دائما لم يرفضه القدر عليك ؟) قال (هناك‬
‫الكثير من االوقات ال يكون هناك خيار لالنسان وقد‬
‫يضطر وقتها لفعل اشياء تخالف مبادئه ) هل يتحدث‬
‫عنهما هل كان مضطرا ؟ نظرت الى عينيه لتجدهما‬
‫غير مقروئتين ولكن شئ داخلها جعلها تريد االقتراب‬
‫منه اال يحق لها على االقل ان تودعه ربما سيطلقها‬
‫دون ان يلتقيا مجددا هل سيعلم انها هي ؟ ثم ماذا عن‬
‫الطفالن ؟ ان والدها كان دائما رافضا الخباره عنهما‬
‫فهو يظن به اسوأ الظنون ما اسوأ ما قد يفعله ؟ انه‬
‫يقول انه يحبها ويرغب في ان تعيش معه هل ستتمكن‬
‫من هذا ؟ انها تتمنى فقط ان تنزل كلمة النهاية‬
‫السعيدة ان تبرأ نفسها من كل تلك االالم ‪ ،‬ان تنسى‬
‫فقط تنسى كل الماضي ان تكون هي وهو فقط في هذه‬
‫اللحظة ولكن لو زال الماضي لن يكون هناك سيف‬
‫وسلمى هل لو كان هناك امكانية للعودة بالزمن هل‬
‫ستوافق على المقايضة ؟ تخسر طفالها مقابل اال‬
‫تخسر نفسها ؟ ما شعرت به هو قبضة باردة تعتصر‬
‫قلبها تخبرها انها من المستحيل ان تفعل وشعور‬
‫عميق بالخوف من ان تتحول افكارها الى حقيقة فزع‬
‫من امكانية ان تكون لها حياة دونهما اقتربت منه اكثر‬
‫راغبة في ازالة هذا الخوف الذي طغى على قلبها حتى‬
‫اصبحت نبضات قلبه تدوي في اذنها ‪ ،‬لقد ارتمت‬
‫داخل احضانه بارادتها الحرة ‪ ،‬لطالما شعرت تجاهه‬
‫بهذه المشاعر المضطربة اكثر شخص تخاف منه‬
‫وفي نفس الوقت اكثر شخص يمنحها االمان تكرهه‬
‫ولكنها ترغب في ان يحبها تشعر بالرعب اذا حضنها‬
‫وتشعر بالسكينة واالطمئنان عندما تدفن نفسها بين‬
‫ذراعيه وتصبح جزءا منه لقد شعر بشئ يتغير فيها‬
‫وكأنها انفصلت عن كونها معه وذهبت افكارها الى‬
‫شئ اشعرها بالخوف والتوتر كان يتحدثان عن‬
‫االشياء التي يضطر االنسان للقيام بها دون ارادة منه‬
‫هل ذهبت افكارها الى وضعهما ؟ ولكن مع اقترابها‬
‫منه والقاء نفسها بين ذراعيه يبدو انها لم تفعل اذا‬
‫ماذا ايضا يخيفها ؟ ضمها اليه وهو يربت على‬
‫شعرها المعلقة طرحة الزفاف فيه من االسفل رفعت‬
‫وجهها اليه بينما عيناها تنظران اليه بطريقة غير‬
‫مفسرة لتقول بعدها شئ غير متوقع (قبلني ) هل ما‬
‫سمعه صحيح ؟ هي تطلب منه ان يقبلها ؟ قال بخفوت‬
‫(تحت امرك يا فاتنتي ) اخفض رأسه ليقبلها برقة‬
‫فهو ال يريد ان يخرج عن السيطرة مثل المرة السابقة‬
‫‪ ،‬لذا توقف ولكن هي من منعته كانت يدها في شعره‬
‫تقربه منها اكثر مما جعله يتنهد بنفاذ صبر ثم يلقي‬
‫بالسيطرة على النفس بعيدا دقائق مرت دون اعتراض‬
‫منها على ما يقوم به بل كانت تتجاوب بطريقة غير‬
‫مفسرة وكأنها تتمسك بقوة بشئ على وشك ان تفقده‬
‫هو ايضا دخل في دوامة جديدة عليه ‪ ،‬انه يريدها بكل‬
‫كيانه النها هي بجمالها بمرحها بشقاوتها بطفولتها‬
‫بوقاحتها برقتها بهمجيتها ولكن االن وهي راغبة‬
‫متمسكة به فقد نقلته الى ابعاد اخرى جعلته يحلق الى‬
‫منطقة يكتشف وجودها للتو وهو مستعد ان يدفع‬
‫حياته ثمنا ليشعر بها هكذا تريده تحتاجه تتعلق به‬
‫وربما يوما ما تحبه هذا المكان المكشوف لن يتيح‬
‫لهما الفرصة لما هو اكثر من ذلك وهو يريد يريد كل‬
‫شئ دون توقف هل عليه ان يستغل لحظة الضعف‬
‫التي تمر بها في الوقت الحالي ؟ لقد كان هذا ما‬
‫ينتويه فهو يحب حسم االمور والطريقة المثلى‬
‫بالنسبة له للتغلب على المخاوف هي مواجهتها هي‬
‫تخاف من العالقة الحميمية بشكل عام او ربما معه‬
‫فقط ولكن في كال الحالتين النتيجة واحدة فهي زوجته‬
‫لذا االمرين متساويين فلن يكون هناك غيره هو ظن‬
‫ان لحظة الضعف لن تحدث االن ولكن بما انها حدثت‬
‫فليس عليه ان يفوتها‬

‫يبدو انه اوقع نفسه في ورطة حين اخبرها انها من‬


‫ستختار مكان النزهة وها هما ينتقالن بين االراجيح‬
‫المختلفة في المالهي ‪ ،‬حتى شديدة االرتفاع منها‬
‫والخطيرة حتى قطار الموت لم تتركه لماذا يستغرب‬
‫الم تكن تقود السيارات وحتى اليخوت من قبل؟ رغم‬
‫انها كانت تبدو غير راضية تماما فهي قد طلبت في‬
‫البداية الذهاب الى المالهي المائية والذي لم يكن طلبا‬
‫يمكن تنفيذه الن الوقت كان متأخرا والجو ال يزال‬
‫باردا وما ازعجه اكثر انه كان مضطرا للمشاركة في‬
‫كل نزواتها كان يقف للمرة الثانية امام الكشك الخاص‬
‫بااليس كريم ليحصل لها على علبة اخرى من ايس‬
‫الكريم المانجو الذي تعشقه نظر الى حيث تركها ليجد‬
‫ثالثة من الشباب واقفين بالقرب منها ‪ ،‬ويبدو وجهها‬
‫متجهما هل يضايقونها ؟ اندفع الى حيث تقف تاركا‬
‫االيس كريم وعندما اقترب بخطواته الواسعه بقدر‬
‫كاف استمع الى كلمات الغزل التي يوجهها احدهم‬
‫اليها ليصمت بينما يتابع االخر وكانت هي تسبهم‬
‫وتأمرهم باالبتعاد يبدو ان اليوم يوم حظهم السئ‬
‫اقترب منهم مستعيدا ايامه الخوالي وهو يلكم االول‬
‫بقوة طرحته ارضا ثم يركل االخر بقدمه ليمسك الثالث‬
‫ويلقيه ارضا بينما يحدقون فيه بذهول ليفروا بعدها‬
‫مذعورين كانت قد طلبت منه احضار االيس كريم وهو‬
‫كان ال يرفض لها اي طلب وقفت تنتظر بالقرب من‬
‫طشك االيس كريم ليفاجئها ثالثة من الشباب يبدون‬
‫في المرحلة الجامعية بالمغازلة وهم يظنونها وحيدة‬
‫لم تمر اال لحظات لتجده يعود ويقوم بما يشبه افالم‬
‫الحركة ويوقع الثالثة ارضا في لحظات كانت تنظر‬
‫اليه بدهشة مخلوطة باالعجاب لقد فاجئها ما فعله انه‬
‫بطل حقيقي رفعت رأسها لتجده قد اقترب منها‬
‫ومالمحه معقودة في تكشيرة يبدو ان ميرنا لديها حق‬
‫انه وسيم هي لم تالحظ هذا من قبل ولكن صديقاتها‬
‫معجبات به وهي االن مثلهن ‪ ،‬لطالما تمنت ان يكون‬
‫لها فارسها الذي ينقذها من ايدي االشرار ثم تركب‬
‫خلفه الحصان االبيض ‪ ،‬ولكنها كانت دائما تتخذ‬
‫موقف عدائي تجاه االوالد النها تشعر انهم على قدر‬
‫كبير من التفاهه كان ممسكا بيدها يجرها خلفه وهو‬
‫يقول (االن الى المنزل يبدو ان هذا اخر الخروج مع‬
‫االطفال) اطفال هل عاد الى البالهة ثانية ؟ وهل‬
‫لوكانت طفلة كان سيتم معاكستها ؟ هل يراها هذا‬
‫االحمق طفلة اذا ما الذي كان يفعله معها قبل ان‬
‫يخرجا ؟ كورت فمها في داللة على الغضب ثم ان رأيه‬
‫ال يهمها اليس كذلك ؟ عندما اخبرته انها تريد الذهاب‬
‫الى المالهي قال ان عليهما ان يذهبا الى المستشفى‬
‫اوال لزيارة والدها النه من الممكن ان يتأخرا في‬
‫نزهتهما وكان الجزء الثاني من الخطة ان يأخذها الى‬
‫العشاء هل سيخل بباقي االتفاق وجدته يفتح باب‬
‫السيارة بعنف لتدخل ثم يغلق الباب خلفها في حدة‬
‫حمدا هلل انهما لم يركبا حصان واال كانت دفعته جعلتها‬
‫تسقط الى الجهة االخرى لماذا يعاملها هكذا ؟ هل‬
‫اخطأت ؟ ام انها مسئولة عن اخطاء االخرين ؟ وصال‬
‫الى احد المطاعم ليقول لها (انتظري هنا ) عاد بعدها‬
‫بفترة وفي يده شنط عليها اسم المطعم ال بأس بان‬
‫يتناوال طعامهما في المنزل هذا افضل بالتأكيد من ان‬
‫تنام جائعة دخال الى الشقة التي كانت بنفس حالتها‬
‫بكل تأكيد فليس هناك خدم قال لها آمرا (هيا نظفي‬
‫هذه الفوضى ) ال زال يحتفظ بنفس الواجهة الجادة لذا‬
‫ال مجال لالعتراض اومأت برأسها وهي تخلع حذائها‬
‫‪ ،‬ثم تبدأ في جمع االطباق والكوبيات لتأتي بعدها‬
‫بشنطة سوداء وتجمع بداخلها العلب الفارغة عادت‬
‫الى المطبخ وبدأت في غسل االطباق والكوبيات التي‬
‫جمعتها لقد شعر بالرعب عندما رأى المتجمعين‬
‫حولها ما خطر على باله انهم رجال رامز الكاشف وقد‬
‫يؤذونها ‪ ،‬كما شعر بالندم ايضا النه طلب من الحراس‬
‫عدم مصاحبتهم حتى يكونوا على راحتهم وتوتره‬
‫وعصبيته لم يقال حتى بعدما علم انهم شباب صغير‬
‫عابث يقومون بالمعاكسة هل ضايقها رد فعله ؟ هو ال‬
‫يرغب بهذا بكل تأكيد فهو ال يريد ان يزيد الضغط‬
‫عليها خاصة مع حالة والدها المتردية وحزنها‬
‫المستمر هو دائما يحاول ان يشغلها باشياء اخرى‬
‫وربما يبهجها قليال كما انه ال يريد ان يتسبب لها باي‬
‫قدر من الضيق من ناحيته حتى العالقة الزوجية فعلها‬
‫في المرة االولى تحت الضغط واستمر بعدها اليام ال‬
‫يحاول ان يفعل شئ ليدفعه الموقف الذي حدث بينهما‬
‫الى تكرار االمر ولكن لحسن حظه لم يكن هناك اي‬
‫آثار سلبية خرج بعد ان غير مالبسه ليبحث عنها‬
‫وصلته االصوات الصادرة من المطبخ كانت تقوم‬
‫باعادة االشياء الى اماكنها على ما يبدو انها نفذت‬
‫اوامره على اكمل وجه فقد عادت الشقة مثلما كانت‬
‫وضع ذراعه حول كتفها وهو يقول (تعالي شيري‬
‫اريد ان نتحدث) سارت معه حتى جلس على االريكة‬
‫وهي جواره فقال لها (اسف لو كنت ضايقتك ولكن‬
‫انت ال تدرين كم قلقت عندما وجدتهم حولك ) رفعت‬
‫رأسها لتقول بهدوء (انا لم اتضايق ولكن ساتضايق‬
‫حقا ان اكلنا الطعام الذي احضرناه باردا ) ابتسم لها‬
‫واحضر الطعام ليضعه امامهما بعد ذلك كان يبتسم‬
‫لشهيتها الواضحة مما جعلها تعقد جبينها وهي تقول(‬
‫لماذا تضحك على ؟) قال بهدوء (انا ال اضحك عليك‬
‫ولكن يمكنك ان تقولي انها ابتسامة اعجاب ) احمر‬
‫وجهها لتقول بعدها (هل انت معجب بي ؟ لم تنتظر‬
‫اجابته لتقول بعدها انا ايضا معجبة بك ) قال بتساؤل‬
‫(وما سر هذا التطور لقد كنت ال اعجبك منذ اسابيع ؟)‬
‫كان يشير الى قولها لوالدها عندما اخبرها بزواجهما‬
‫انه ال يعجبها قالت بحكمة (االنسان يتغير ) قال‬
‫(بالتأكيد ولكن هناك اسباب للتغير هل يمكنني ان‬
‫اعرف اسبابك ؟) قالت بتفكير (انت تهتم بي كما ان‬
‫شكلك جيد وشجاع ايضا) اسباب طفولية ولكن الباس‬
‫بها قالت في فضول (هل تتدرب على القتال ؟) قال‬
‫متسائال (القتال؟) اجابت بتوضيح (لقد رأيتك وانت‬
‫تضربهم ) وضربت بيدها في الهواء ابتسم بتسلية‬
‫وهو يقول (اجل كما اني اشتركت في الكثير من‬
‫المشاجرات ) اتسعت عيناها باعجاب وهي تتسائل‬
‫(هل لديك عضالت ؟) ضحك قائال بخبث وهو يغمز‬
‫بعينه (الم تالحظيها من قبل على االقل اثناء افعالي‬
‫الشائنة ) احمر وجهها لتقول بصراحة (انا كنت اغلق‬
‫عيناي عندما قالت بقرار مفاجئ انا اريد ان ارى‬
‫عضالتك الرى من تشبه من االبطال ) يبدو وان‬
‫ممارسته للتجديف اصبح لها فوائد لم تكن متوقعه فها‬
‫هي تجعله يحظى باعجاب طفلته البأس ببعض المرح‬
‫خلع جاكت الترينج الذي كان يرتديه ليظهر التيشرت‬
‫الكت عضالت ذراعيه كانت تنظر اليها بتدقيق لتقول‬
‫بعدها بجدية( تشبه جون ابراهام ) انطلقت ضحكته‬
‫الصاخبة ليقول بعدها (هل حقا اشبه ذلك الممثل‬
‫الهندي ؟) قالت بتفكير (في شكل العضالت وليس‬
‫مالحم الوجه ) لقد غيرت مزاجه في دقائق قال لها‬
‫(هيا االن الى النوم ) قال بعدها (هل يعني اعجابك بي‬
‫ان انام معك ليال على نفس السرير ؟) قالت باعتراض‬
‫(ولكن انت قد ) رفع يده في ادعاء للبراءة وهو يقول‬
‫(ليس لدي اي نية هذه الليلة ) كان قد اغلق النور‬
‫ليحاول بعدها االستسالم للنوم مبتسما بينما تنام هي‬
‫على الجانب االخر لم يكن قد استسلم للنوم بعد حين‬
‫شعر بشئ ما لقد اقتربت االن ويدها تحاول بخفة‬
‫لمس عضالت ذراعه وصدره كان يحاول القيام‬
‫بشيئين في نفس الوقت اولهما تنظيم انفاسه وثانيهما‬
‫كتم ضحكته ‪ ،‬يبدو ان اللعبة اعجبتها فلم تنهها سريعا‬
‫وفي نفس الوقت كانت تشعره باشياء اخرى لم يرد ان‬
‫تتجد هذه الليلة امسك بيدها داخل يده مما جعلها تجفل‬
‫ليقول لها هامسا في اذنها (يبدو وانك من ستجلبين‬
‫لنفسك مزيدا من االفعال الشائنة )‬

‫صرخت في حدة (تزوج تزوج ) اغلقت الهاتف وهي‬


‫تشعر بمزيج من الغضب والجنون واقتراب الخسارة‬
‫اذا فقد كان جادا فيما قاله وقد تزوج من تلك العاهرة‬
‫المجنونة ان الحقد يكاد يمزقها منذ ضربها ثم عادت‬
‫المجنونة لتضربها هي ايضا فيما بدا مستمتعا بما‬
‫تفعله كما انه جعلها ترحل طردها ليخلو له الجو مع‬
‫االخرى ستجعله يندم على معاملته لها وعلى االحراج‬
‫الذي سيسببه لها بزواجه عليها هي نهال الشوربجي‬
‫يقوم هذا الفالح بالزواج من اخرى غيرها كما انه‬
‫ايضا ينوي تطليقها لقد اصبح الوضع غير محتمل لقد‬
‫اخبرها مصدرها انه لم يكمل حفل الزواج ليسارع‬
‫باالنفراد باالخرى بالتأكيد ليكمل الزواج عمليا ومن‬
‫اكثر منها ليعرفه في الليلة االولى لزواجهما كانت قد‬
‫بدأت في التدلل واخبرته ان من االفضل ان يصبر‬
‫عليها حتى تأخذ وقتها وتتعود عليه وكان رده الحازم‬
‫بان زواجه ال بد ان يكتمل قوال وفعال في نفس الليلة‬
‫اذا ال يجب عليها االنتظار فربما يكون قد جعل‬
‫الحمقاء االخرى حامال قالت بغل (يبدو انك قد اكتفيت‬
‫من البقاء في الحياة يا يوسف ) اجل هذا هو الحل‬
‫الوحيد فالبد من قتله قبل ان يكتشف ما فعلته النه‬
‫عندها قد يقتلها او يفعل بها ما هو اسوأ من ناحية‬
‫اخرى فان موته سيجعلها ترث مبلغ مهول وهذا‬
‫افضل بالتأكيد من ان تنتظر منه ان يعطيها بنفسه‬
‫وهو ما قد صمم على تغييره برغبته في طالقها اذا‬
‫فهو من جلب ذلك لنفسه يجب ان يتم االمر بصورة‬
‫نظيفة دون ان تثير اي شكوك حولها لذا فالخطوة‬
‫التالية عندما يعود ان تتوسل اليه اال يطلقها ثم تعود‬
‫بعدها الى منزله وتبدي افضل ما يمكنها من التظاهر‬
‫بالسعادة والتقبل لما فعله حتى تبتعد عنها الشكوك‬
‫عندما تحين اللحظة الحاسمة ولكن حتى هذا يجب اال‬
‫يستغرق وقتا طويال ان ينتهي قبل ان تحمل تلك‬
‫المجنونة او على االقل قبل ان يظهر حملها ارتدت‬
‫مالبسها ناوية الخروج عليها االن االتفاق على كل‬
‫شئ قبل عودته ليتبق بعدها تحديد اللحظة المناسبة‬
‫فقط ان الشخص الذي ستوكل اليه المهمة قادر على‬
‫تنفيذها بكل مهارة مقابل الثمن المناسب الم يساعدها‬
‫من قبل في حبك كذبتها األولى ؟ كما انه سيختار‬
‫طريقة مناسبة للقتل ال تجعل احد يشك بها ‪ ،‬وبالتأكيد‬
‫رجل مثله بكل هذا الكم من االعداء والمنافسين لن‬
‫تنجح التحقيقات في اكتشاف الحقيقة حول ما جرى له‬
‫وصلت الى النادي الليلي الذي يسهر فيه سمير الشاب‬
‫المعاون لها هي تعلم انه ال يكتفي بالعمل لها فقط‬
‫ولكن هو ما يمكن ان يطلق عليه مرتزق او بلطجي‬
‫باالجر وهو اليعمل وحيدا ولكن خلفه مجموعة كبيرة‬
‫من المجرمين فهو كما سبق وان اخبرها يؤمن‬
‫بالتخصص فيعمل لديه من يختص بالتزوير والسرقة‬
‫والتهديد وحتى القتل كانت تتمنى بعد ان انهت‬
‫المشكلة االولى اال تضطر لمقابلته ثانية ولكن هاهي‬
‫تفعلها رغما عنها جلست على احد الطاوالت بينما‬
‫تنظر حولها باشمئزاز هذا المكان يقرفها ولكن ليس‬
‫هناك من تثق به ليتولى الموضوع بدال عنها لذا فهي‬
‫مضطرة للتحمل حتى تخلصها منه صعب تأففت عندما‬
‫وجدت شخص يبدو مخمورا يحاول الجلوس على‬
‫طاولتها لتقول له بعنجهية (ابتعد عن هنا ) اقترب‬
‫النادل عندما الحظ ما يحدث لنادي احد الحراس ويبعد‬
‫الرجل بعدها قالت للنادل وهي تضع في يده بعض‬
‫االموال (اين يمكنني ان اجد سمير متولي؟) اجابها‬
‫بصوت خفيض عن المكان لتقوم متجهه اليه ‪.....‬بينما‬
‫ينظر في اثرها متسائال عما قد تريده هذه االنيقة من‬
‫ذلك الشخص ؟ وصلت الى مكانه ليستقبلها شكله‬
‫العجيب بتلك الجروح التي توجد في وجهه نتيجة‬
‫المشاجرات العديدة التي اشترك بها باالسلحة البيضاء‬
‫خرجت مغادرة المكان باكمله وهي تتنهد براحة ‪ ،‬لقد‬
‫انتهت الخطوة االولى وتبقى فقط تحديد الوقت‬
‫والمكان‬

‫رفعها بين ذراعيه دون ان يتوقفا عن ما بدأ كقبلة ‪،‬‬


‫ليفتح بعدها الباب ويتوجه بها الى االعلى حيث حجرة‬
‫النوم ويضعها برقة فوق السرير حتى االن لم تكن‬
‫تعترض بل كانت تتفاعل معه بكل ذرة في كيانها كان‬
‫قد خلع سترته وقميصه وامسك بسوستة فستان‬
‫الزفاف ففتحها وبدأ في ازاحته عن جسمها ببطء‬
‫بينما يحرق بقبالته كل جزء منها هي لم تكن واعية‬
‫تماما لما يحدث وكأن الحالة التي انتابتها تأبى ان‬
‫تفارقها كما كان هناك شيئا اخر يحركها وهو‬
‫احساسها انها لم تعد خائفة منه او حتى مما يحدث‬
‫بينهما ان وضعها معه تغير والعالقة بينهما اصبحت‬
‫ندية وليست من جانب واحد هل ستدعه يمتلكها من‬
‫جديد ؟ هل ستجرب العالقة الزوجية دون تشويه ؟ هل‬
‫تريد ذلك ؟ اجل هي تريد ما المشكلة في ان تكون‬
‫هكذا مع زوجها انه شئ يقره الشرع وكل االعراف ؟‬
‫ولكن مع ازاحته للفستان معريا الجزء االعلى من‬
‫جسدها تذكرت شيئا ما ان اثر العملية القيصرية‬
‫سيظهر خالل لحظات كاشفا ما كانت تخفيه وهو ما‬
‫ليست مستعده له في الوقت الحالي كما ان هناك شيئا‬
‫اخر انه يظن انها عذراء وهو ما سيتضح له عدم‬
‫صحته وهناك شيئا ثالث هو احتمالية حدوث الحمل‬
‫هل ستعود الى والديها حامال مرة اخرى ؟ بالتأكيد ال‬
‫انتفضت بحدة وهي تقول (ال ) مبعدة نفسها عنه نظر‬
‫اليها بذهول وهو يردد كلمتها دون وعي (ال ) حاول‬
‫التنفس بعمق مهدئا نفسه ليقول بعدها باكبر قدر من‬
‫الهدوء استطاع اظهاره (ماذا حدث؟ لقد كنت متحمسة‬
‫هل اخفتك ؟) هزت رأسها نفيا بينما تقول بلهجة ثابته‬
‫(ال لم تخيفني ولكن انت وعدتني ان تمنحني الوقت‬
‫الذي اريده ) تبا الم يكن يجدر بها ان تقول ذلك من‬
‫البداية قبل ان يصال الى هذا الحد لقد قرر ان يتركها‬
‫خالل االشهر المقبلة ان يجعلها تنجح في الهروب هذه‬
‫المرة لتشعر انها انتصرت عليه ومن ناحية اخرى‬
‫حتى تكمل دراستها التي لم يبق لها اال القليل وبعدها‬
‫يعيدها كان تخمينه انها ستحاول الهروب بعد الحفل‬
‫وكان سيتركها تفعل ولكن خالل هذه اللحظات فكر هل‬
‫عليه ان يفعل ؟ ما المشكلة ان يحصل عليها ولو لمرة‬
‫واحدة قبل ان يفترقا ؟ ولكن يبدو وانه حتى هذه المرة‬
‫لن تحدث ؟ فهي قد انتبهت في اللحظة االخيرة قال‬
‫وهو يقوم من فوق الفراش ويمسك بمالبسه ليرتديها‬
‫مرة اخرى (ال بأس ‪ ،‬سانزل التمشى قليال ) هل هذه‬
‫فرصتها ؟ هل سيتأخر بقدر كاف حتى تستطيع االفالت‬
‫؟ نزعت فستانها بسرعة وكذلك الطقم الماسي الذي‬
‫اهداه لها اليوم ثم فتحت حقيبتها التي لم تكن قد‬
‫افرغتها بعد واخرجت منها كنزة وجاكت طويل‬
‫وبنطلون لبستهم وعقصت شعرها بمسكة وارتدت‬
‫حذاء برقبة طويلة وضعت هديته لها مع المجوهرات‬
‫االخرى لقد حصلت منه على ثروة ولكن االهم قيمتها‬
‫المعنوية خرجت من الفيال بسرعة غير مصدقة انه لم‬
‫يمنعها احد هذه المرة سارت مبتعدة عن الشاطئ بينما‬
‫الظالم قد بدأ يحل على المكان تبعتها انظار ذلك‬
‫المراقب لها والذي رفع هاتفه ليقول باختصار (نفذ ما‬
‫اتفقنا عليه ) لم تكد تخرج الى الطريق العام وتحاول‬
‫ايقاف سيارة حتى وجدت احد السيارات تتوقف لها ‪،‬‬
‫بينما يجلس في االمام رجل وبجانبه فتاة في المقعد‬
‫المجاور له ‪ ،‬وقد اخبرتها انها زوجته وانهما‬
‫متوجهان للمطار يبدو ان اليوم يوم حظها في المطار‬
‫ايضا وجدت تذكرة على الطائرة المتوجهه الى انجلترا‬
‫كان احد االشخاص قد اعادها خالل ساعات كانت‬
‫سيارة االجرة متوقفة امام منزل والديها ليصله‬
‫االتصال مخبرا اياه بانها قد وصلت الى وجهتها اغلق‬
‫الخط وهو يقول (القليل فقط حبيبتي وستعودين بعدها‬
‫دون فراق اخر ) نظر الى البحر المواجه له دون‬
‫شعور ليجد الهاتف يرن مرة اخرى ليفتح الخط‬
‫ويسمع الطرف االخر ليقول بعدها في هدوء (البقاء‬
‫هلل انا هلل وانا اليه راجعون ثم يكمل بعد لحظات من‬
‫الصمت ساكون في مصر في الصباح )‬
‫انتهى ‪.‬سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل الثاني والثالثون‬

‫لقد اكد له شقيقه انه سيصل في الصباح يبقى الجزء‬


‫االصعب وهو كيف سيخبرها ؟ هي لم تنم اال منذ‬
‫حوالي ثالث ساعات كان قد خرج من الحمام ليجدها‬
‫قد استغرقت في النوم لذا تركها فقد كان اليوم طويل‬
‫ومرهق منذ الصباح وبعدها النزهة اقترب منها‬
‫محاوال ضبط اعصابه ليقول بهدوء (شيري استيقظي‬
‫) لم يكن هناك رد فهي لم تنل كفايتها من النوم بعد‬
‫جلس جوارها وهو يقوم بهز كتفها نظرت اليه‬
‫بتشويش وهي تقول بصوت يملؤه النعاس (معتز ماذا‬
‫هناك ؟ دعني انام ) قال برقة (نامي فيما بعد ولكن‬
‫االن قومي انت حتى لم تغتسلي ) عقدت حاجبيها‬
‫وهي تقول في عناد (سافعل عندما استيقظ ) انه يشعر‬
‫بالشفقه تجاهها هو ايضا مرهق ولكن هو مضطر قال‬
‫بحزم وهو يزيح عنها الغطاء(ال حبيبتي االن ) نظرت‬
‫اليه بغضب ثم لفت الغطاء حولها لتتجه متذمرة الى‬
‫الحمام دقائق وكانت قد خرجت مرتدية معطف الحمام‬
‫وشعرها االشقر منسدال على ظهرها اقترب منها وقال‬
‫( االن ارتدي مالبس مالئمة حتى نصلي الفجر فقد اذن‬
‫منذ قليل ) نظرت اليه في دهشه انها المرة االولى‬
‫التي يطلب منها ان تصلي وهي كانت تصلي الن‬
‫والدها كان حريص دائما على ذلك ويتابع مواظبتها‬
‫على الصالة ولكن احيانا تنقطع ومنذ مرض والدها‬
‫كانت تقصر كثيرا فعلت ما طلبه منها ثم اقتربت لتقف‬
‫على سجادة الصالة التي فرشها قال بهدوء(سنصلي‬
‫معا ) انهيا صالتهما بينما دهشتها لم تخف لقد كانت‬
‫قراءته جيده كانت ال تزال جالسة فوق السجادة عندما‬
‫وجدته يلف ذراعه حولها ليقربها منه وهو يقول‬
‫بطريقة حنونه (شيري حبيبتي انت تعلمين ان االنسان‬
‫ال بد وان يتقبل القدر برضا وان امر هللا نافذ وال‬
‫يمكننا ان نعترض عليه ) ادارت وجهها لتنظر اليه‬
‫بذهول ما الذي يقوله ؟وما الذي عليها ان تتقبله ؟‬
‫قفز الى ذهنها الشئ الوحيد المحتمل بل المؤكد قالت‬
‫برعب (بابا ماذا حدث ؟) لم يرد وانما قرأتها في‬
‫عينيه لتصرخ قائلة (ماااااااااااااااات بابا‬
‫مااااااااااااااات ) وتندفع الدموع من عينيها بغزارة‬
‫بينما شهقاتها ال تتوقف وهي تصرخ (الااااااااااااااااا)‬
‫لف ذراعيه حولها ليجذب جسدها المرتعش الى‬
‫احضانه وهو يقول (شيرين حبيبتي قولي انا هلل وانا‬
‫اليه راجعون ) لم تكن تسمع بينما بكائها وشهقاتها‬
‫متواصلين مما جعله يحتويها اكثر ثم يقول بصوت‬
‫خافت ممتأل بالحزن (انما الصبر عند الصدمة االولى‬
‫قولي انا هلل وانا اليه راجعون ) الصبر هل سيمكنها‬
‫الصبر قالت من قلب بكائها (انا هلل وانا اليه راجعون )‬
‫رددتها مرات كثيرة حتى خفت صوتها فيما تحول‬
‫بكائها الهستيري الى بكاء هادئ وهي تستكين في‬
‫احضانه ليصلها صوته قائال (قولي اللهم اجرني في‬
‫مصيبتي واخلف لي خيرا منها ) رددت خلفه امسك‬
‫بها ليجلسها فوق السرير ثم يتجه بعدها الى الدوالب‬
‫ويخرج لها بعض المالبس ذات االلوان الوقورة بما‬
‫انه لم يجد مالبس سوداء اقترب منها وقال (شيري‬
‫هيا ارتدي مالبسك لنذهب الى المستشفى ) اومأت‬
‫برأسها بينما دموعها ال تزال تتساقط دون توقف‬
‫خرج مغلقا الباب خلفه ليرفع بعدها هاتفه ويجري‬
‫اتصاال لقد اتصل بيوسف فور ان علم بالخبر‬
‫وسيتصل باحمد هو يعلم حرصه على صالة الفجر‬
‫وربما االن قد انتهت الصالة لذا سيتصل به فتح الخط‬
‫مباشرة ليصله صوته حياه ليقول بعدها مباشرة ( لقد‬
‫توفي والد زوجتي ) رد عليه قائال (البقاء هلل ‪ ،‬ساتي‬
‫لك حاال ) قال له (اريد منك ان تحضر سارة او ريهام‬
‫حتى تبقى من ستأتي مع زوجتي الني ساكون منشغال‬
‫في االجراءات وبعدها في العزاء ) قال بتأكيد‬
‫(سنحضر جميعا ) طرق باب غرفة فرح ولوال‬
‫الظروف لكان ضحك ساخرا فهو والمدعوة زوجته‬
‫متمسكان بقمة التهذيب واالدب وصله الصوت (ادخل‬
‫) وجدها وقد نهضت من فوق السرير فدخل وجلس‬
‫جوارها وهو يقول (هل لديك شئ مهم في الكلية اليوم‬
‫؟) قالت بهدوء (محاضرتان فقط ومن الممكن ان‬
‫اتغيب عنهما ) أومأ برأسه ليقول بعدها (اذا ستأتين‬
‫معي فلقد توفي والد زوجة معتز وسنذهب للعزاء )‬
‫نظرت اليه بدهشة وهي تقول باستنكار (والد‬
‫العروس؟) التفت اليها بحدة وقال (وهل هناك حصانة‬
‫لوالد العروس مثال؟) شعرت بالغباء نتيجة رد فعلها‬
‫ولكن هي فعال تفاجأت قالت بخجل (هل سنذهب االن‬
‫؟) قال (اجل ) تركها ليكلم بعدها حازم ثم ريهام‬
‫واتفقوا على التحرك خالل ساعة‬
‫** اجرى اتصال اخر قبل ان يصعد الى الطائرة فمن‬
‫المفترض انها هربت وهو سيتصل بها كثيرا على امل‬
‫ان ترد!!!!!!!!!!! كالمرات السابقة الهاتف مغلق‬
‫‪................‬هو يظن انها ستلغي هذا الخط وربما لن‬
‫تفتحه ثانية ولكن اذا حدث وفتحته عندها ستجد‬
‫اتصاالته !!!!!!!!!!!!!!لقد علم ان معتز اتصل باحمد‬
‫وهو وحازم وشقيقاته في طريقهم الى هناك هذا‬
‫افضل فهو ال يريد ان يظل معتز بمفرده‬
‫‪..................‬كان على متن الطائرة حين بدأ كل ما‬
‫حدث بينهما يعود الى ذاكرته لقد كانت معه على متن‬
‫الطائرة منذ ساعات قليلة ‪...........‬ابتسم حين تذكر‬
‫نظرها حولها بريبة وقبل ذلك اندهاشها حين علمت‬
‫انه يملك طائرة خاصة يبدو انها كانت تهتم فقط بجمع‬
‫صوره !!!!!!!!!‪..............‬او ربما ان معرفتها للغة‬
‫العربية تقتصر فقط على االلفاظ النابية والتصل الى‬
‫القراءة ‪.............‬شئ اخر قفز الى ذاكرته رسم‬
‫ابتسامة على شفتيه الولد الذي كلمه صوته ال ينبأ عن‬
‫عمر كبير ولكن شخصيته رهيبة !!!!!!!!!!!!!‬
‫والطفلة الباكية هل هي شقيقته ؟ هل تبكي بسببه ؟‬
‫لماذا عاد ذلك االتصال الى عقله ثانية ؟ هل سيظل‬
‫يعاني طول الوقت من شوقه لطفل يخصه ؟ هل‬
‫مشاعره هذه اعتراض على قدره ؟ استغفر في سره‬
‫ليحاول بعدها اخذ افكاره الى شئ اخر او ربما من‬
‫االفضل ان يستغل ساعات السفر في النوم فحتى الليلة‬
‫الماضية لم ينم اال قليال ‪............‬عادت االبتسامة الى‬
‫وجهه لقد كانت تنام في سريره الليلة الماضية بعد‬
‫سبع سنوات ونصف من الزواج كانت المرة االولى‬
‫التي يفتح فيها عينيه على وجهها !!!!!!!!!!!! انها‬
‫حقا مشكلة ولكن مشكلة رائعة كل ذلك الصخب‬
‫والجنون يعجبه في حين لم يخطر في باله في يوم من‬
‫االيام انه حتى قد يسمح بذلك ههههههههههههه لقد‬
‫سبت ه بينما لم يسمع احد منذ سنوات يفعلها على االقل‬
‫امامه !!!!!!!!!!!شئ اخر يحيره ان لديه صورة‬
‫معينة في عقله لالطباء ‪ ،‬شقيقه نموذج لها وكذلك‬
‫والدها ‪ ،‬كيف ستصبح هي طبيبة ال ريب انه سيضطر‬
‫لدفع الكثير من التعويضات جراء افعالها‬
‫!!!!!!!!!!!!!!استيقظ على صوت التنبيه بقرب‬
‫وصول الطائرة والتي ستهبط في مطار االسكندرية‬
‫‪..................‬غير مالبسه واستعد للنزول فهو‬
‫سيتجه مباشرة الى المستشفى ‪................‬اقل من‬
‫نصف ساعة وكان هناك اتجه الى حيث يوجد شقيقاه‬
‫وحازم والحراس توجه الى معتز مباشرة ليصافحه‬
‫ويربت على كتفه فوجده يحتضنه وهو يقول في لهجة‬
‫متأثرة (لقد كنت اعلم انك لن تتخلى عني‬
‫)‪..............‬قال بابتسامة باهته (انت تعلم انني دائما‬
‫بجانبك )‪...........‬جلسا على كرسيين متجاوران ليقول‬
‫له معتز في شرود (اشعر وان الزمن عاد الى الوراء‬
‫لتتكرر نفس االحداث ‪ ،‬مشفى اخر وفتاة تبكي فقدان‬
‫والدها كم هذا مؤلم )‪..............‬قال بجدية (تأتي‬
‫المصائب لتظهر معادن الرجال ‪ ،‬وها انا اقول لك انا‬
‫فخور بك يا شقيقي الصغير انت رجل بمعنى الكلمة‬
‫)‪...........‬نظر اليه شاكرا انه يشعر امامه انه عاد‬
‫طفل صعير ينتظر رأيه ليعلم هل هو مصيب ام مخطأ‬
‫كما انه ال يزال ينتظر دعمه!!!!!!!!!!!قال له (هل‬
‫ظهر احدا منهم ؟)‪.............‬علم ما يقصده لذا قال‬
‫(اجل انهم يحومون حول المكان (ولكن الرءوس‬
‫الكبيرة لم تظهر بعد )‪.............‬قال بتفكير (هذا جيد‬
‫)‪.............‬ان المستشفى يبدو وكأنه سيتحول الى‬
‫ساحة حرب فمع ظهور يوسف ظهر العديد من‬
‫الحراس باالضافة الى الموجودين منذ البداية ‪ ،‬وهذا‬
‫ادى الى اختفاء مراقبيهم فعلى ما يبدو انهم ذهبوا‬
‫لنقل االخبار ‪.............‬سأله باهتمام (كيف حال‬
‫زوجتك ؟)‪.............‬قال بلهجة حزينة (لقد صممت‬
‫على ان ترى جثمان والدها وهذا جعلها تنهار لذا فقد‬
‫اعطاها الطبيب حقنة مهدأة وهي االن نائمة‬
‫)‪.............‬اومأ برأسه ليقول بعدها (عندما تفيق‬
‫اخبرني حتى اعزيها )‪...............‬اكمل بعد ذلك (هل‬
‫حددتم وقت الجنازة ؟)‪.............‬قال (بعد صالة الظهر‬
‫ان شاء هللا)‪...........‬قام من مكانه وقال (انا لم اسلم‬
‫على حازم واحمد بعد ساذهب الحيهما)‪..............‬قام‬
‫متجها اليهما تاركا شقيقه في مكانه قام احمد من‬
‫مكانه محتضنا له وهو يقول (طالت غيبتك هذه المرة‬
‫ويبدو انك لم ترجع اال مضطرا ) قال بهدوء (فيما بعد‬
‫ستعلم سبب الغيبة الطويلة ) قال حازم وهو يصافحه‬
‫بجدية مازحة (طول الغيبة كانت اثاره فوق رأسي )‬
‫اجابه (وهل تظن ان المدراء يلعبون ؟) قال له‬
‫(بالتأكيد ال ) التفت الى حيث ينظر مضيقا عينيه لينظر‬
‫هو االخر باهتمام ويقول (يبدو ان المعركة قد بدأت )‬
‫*فتحت عينيها ببطء على المالمح الجميلة الموجودة‬
‫امامها بينما الصوت الرقيق يقول لها بسعادة (لقد‬
‫اتيت حقا )‪....................‬ابتسمت لها واقتربت‬
‫تقبلها وهي تقول لها (ال استطيع التأخر عليك طفلتي‬
‫)‪..............‬ضحكت بسعادة وهي تقول (عندما فتحت‬
‫عيني ووجدتك نائمة جانبي لم اصدق نفسي‬
‫)‪..................‬عندما وصلت الى المنزل في ساعة‬
‫متأخرة من ليل االمس غيرت مالبسها ثم شعرت انها‬
‫في حاجة لالرتكان الى الشئ الوحيد الثابت في حياتها‬
‫بعد العاصفة الهوجاء التي مرت بها خالل االيام‬
‫الماضية لذا ذهبت الى حجرتهما ‪............‬الحجرة‬
‫مقسمة لنصفين حتى في طالئها جانب سلمى الوردي‬
‫تعلوه صور كارتونية ورسومات خاصة بها وفوق‬
‫سريرها ومكتبها العديد من الدمى وكذلك الوان‬
‫وكراسات رسم كثيرة فهي تستهلكها بسرعة رهيبة‬
‫‪...........‬وجانب سيف ازرق تعلوه صور للنجوم‬
‫وسفن الفضاء وفوق مكتبه الكثير من‬
‫الكتب‪..............‬نظرت لهما على هدى الضوء الخافت‬
‫ثم اقتربت من سيف وقبلته ووضعت يدها متخللة‬
‫شعره اال انه لم ينتبه !!!!!!!!!!اتجهت بعدها الى‬
‫سرير سلمى فقبلتها ثم رفعتها لتوسع مكان في‬
‫السرير الضيق لتنام بعدها جوارها محتضنه اياها‬
‫وهي تهمس في اذنها (ان احضانك يا صغيرة افضل‬
‫من احضانه !!!!!!!!!!!)‪..................‬عضت شفتها‬
‫بغيظ وهي تتذكر ما كادت ان تفعله انها تقريبا‬
‫استسلمت له ‪ ،‬لسحره واغوائه حتى انها هي من قد‬
‫بدأت وطلبت منه بكل وقاحة ان يقبلها‬
‫!!!!!!!!!!!تناقضا مع افكارها الرافضة ابتسمت لقد‬
‫كان شعورها مختلف وكأنها تحلق طائرة وان‬
‫الجاذبية قد اختفت وتالشت من محيطها‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!ضمت طفلتها اليها اكثر لقد كان‬
‫بامكانها ان تبيت الليلة باحضانه ولكن هكذا افضل‬
‫انها تشعر بشعور رائع وهي تتخيله يبحث عنها في‬
‫كل مكان فليذق القليل مما ذاقته اليام وشهور‬
‫وسنوات ‪...............‬هل لطفه ومعاملته الجيده لها‬
‫عليهما ان يغيرا مشاعرها نحوه بالتأكيد ال فهو مثل‬
‫االفعى التي تغيرجلدها باستمرار !!!!!!!!!!!!!كما انه‬
‫لم يحبها هي بل احب الفتاة التي التقاها في بلد غريب‬
‫وليس بينه وبينها اي ماضي او تاريخ اسود اما هي‬
‫ملك عبد الرحمن فستظل بالنسبة له وسيلة لالنتقام‬
‫فقط !!!!!!!!!!!!!ان عليها ان تقسي قلبها وبدل من‬
‫ان تفكر حالمة كالبلهاء بحفل الزفاف وليلة الزفاف‬
‫التي لم تتم عليها ان تفكر في تلك الليلة البعيدة واليوم‬
‫الذي بدأت به اعادت افكارها الى تلك النقطة‬
‫!!!!!!!!!!! كانت هناك في الحديقة الفيال التي اعتدوا‬
‫االقامة فيها كلما نزلوا الى مصر تتأرجح على‬
‫االرجوحة التي صنعها لها محمد بان ربط حبال‬
‫بشجرتين ‪..............‬كانت متذمرة النه اختفى منذ‬
‫اليوم السابق وحتى حين ذهبت الى النادي في اليوم‬
‫السابق لتشاهد البطولة وجدت انه هو ومعتز لم‬
‫يحضرا ‪..........‬كما ان هاتفه كان مغلق!!!!!!!!!!لم‬
‫تدر ماذا حدث ولكن الحركة الرتيبة كانت قد توقفت ثم‬
‫وجدت يد قوية تقترب من فمها ممسكة قطعة من‬
‫القماش ‪............‬حاولت ان تخلص نفسها ولكن لم‬
‫تقدر لتجد رائحة نفاذة تتسلل الى انفها لتشعر بعدها‬
‫ان الدنيا تغيب عنها ‪..............‬عندما استيقظت‬
‫وجدت نفسها فوق فراش واسع داخل حجرة يظهر‬
‫عليها الفخامة واسعة وذات فرش انيق ما لفت‬
‫اتباهها ايضا صوت البحر القريب ‪..........‬لم تكن‬
‫مقيدة كما يفترض بفتاة مخطوفة كما ان الحجرة كان‬
‫بها بابان فتحت اولهما فوجدت خلفه حمام واسع‬
‫‪.............‬وعندما حاولت فتح االخر لم يستجب‬
‫لمحاولتها اذا فهي غير مقيدة ولكنها محبوسة‬
‫!!!!!!!!اتجهت الى الحمام فغسلت وجهها وخاطبت‬
‫نفسها وهي تنظر الى المرآة (ان اختطافك متعمد يا‬
‫فتاة فلقد تم من قلب منزلك وحتى االن الهدف لم‬
‫يتضح )‪(................‬ان والدك ليس له عداوات مع‬
‫اي شخص ويبدو ان من خطفك شخص ثري والدليل‬
‫هو هذا المكان كما ان لديه ميول اجرامية نظرا للخطة‬
‫الناجحة )‪.............‬لم يكن ما تشعر به هو الرعب‬
‫الذي قد ينتاب اي فتاة في موقفها ولكن كان خليط من‬
‫الخوف من المجهول مع االثارة من كونها تعيش‬
‫تجربة غير معتادة !!!!!!!!!!!!!اقتربت من النافذة‬
‫لترى في اي طابق هي ‪..........‬كانت في الدور االول‬
‫بعد االرضي ‪...........‬ربما يمكنها ان تقفز بطريقة‬
‫معينة ووجود الرمال على الشاطئ لن يجعلها تتأذى‬
‫‪...........‬ولكن ربما تكون في مكان مهجور وهي ال‬
‫تدري كم اصبح الوقت االن ؟ شعرت بالعطش فتلفتت‬
‫حولها فوجدت ثالجة فتحتها لتجدها مملؤة بالعصائر‬
‫والفاكهة واالطعمة التي تؤكل باردة انه بالتأكيد‬
‫اختطاف خمس نجوم !!!!!!!!!!!!!!!‪...........‬ربما‬
‫عليها ان تأكل تحسبا للجوع القادم حتى تجد طريقها‬
‫!!!!!!!!!!!!!اخرجت بعض الجبن واللحم البارد‬
‫والفاكهة واكلت بشهية لتشرب بعدها العصير ثم‬
‫تمسك بزجاجة مياه غازية لتأخذها معها نزعت‬
‫الغطاء من فوق السرير ثم جمعته وعقدته عدة عقد‬
‫وبعدها ربطته في النافذة ورمته في الخارج ثم بدأت‬
‫بالنزول من عقدة الخرى!!!!!!!!!! كانت قد اقتربت‬
‫من االرض عندما سمعت صوت يصرخ (الحق يا‬
‫هشام البت هتهرب )‪.................‬لتمسك بها ايدي‬
‫ضخمة وتقيدها لتبدأ في مقاومتهم بالرفس والعض‬
‫وهي تسبهم ‪.............‬لتجد نفسها قد عادت الى‬
‫الحجرة مرة اخرى وتم رميها فوق السرير وواحد‬
‫منهم ال يزال موجودا ليأتي االخر وفي يده مجموعة‬
‫من المسامير وشاكوش ليغلق النافذة بشكل نهائي‬
‫!!!!!!!!!!!!! بعد خروجهم واغالقهم الباب كانت‬
‫تشعر بالحنق لقد اكتشفوا هروبها في اللحظة االخيرة‬
‫‪...........‬ظلت جالسة فوق السرير ‪ ،‬لتنتبه بعدها الى‬
‫ارتفاع االصوات كما ظهر بينها صوت جديد لم يكن‬
‫متواجدا منذ البداية اقتربت من الباب وهي تستمع لما‬
‫يقولونه يبدو وان الشخص القادم كان غاضبا ويؤنبهم‬
‫على تقصيرهم ‪..........‬شعرت بخوفها يتصاعد دون‬
‫حتى ان تراه لقد كان صوته كاف الرعابها يبدو وانه‬
‫صاحب السلطة والمتحكم بهم ‪.............‬ابتعدت عن‬
‫الباب حين وصل الى اذنها وقع اقدام تقترب كان‬
‫رعبها قد وصل لحده االقصى وشعور خانق يمأل‬
‫كيانها‪ .....‬لقد حانت لحظة مواجهة خاطفها الحقيقي‬
‫ترى ما سبب فعلته ؟ وما الذي سيفعله لها ؟ عندما‬
‫سمعت صوت المفتاح يدور في الباب وجدت نفسها‬
‫تستلقي فوق السرير مغمضة عينيها ومتظاهرة بالنوم‬
‫‪.............‬ربما لو وجدها نائمة سيغادر‬
‫‪............‬صوت الخطوات المقتربة من السرير جعل‬
‫نبضاتها تقفز الى الحد االقصى وعندما توقفت‬
‫الخطوات فتحت عينيها ولكنها لم تر شئ فقد كان‬
‫الظالم يمأل الغرفة !!!!!!!!!!!!لماذا اغلق االضواء ؟‬
‫وكأن هذا ما كان ينقصها ليزداد رعبها ويبدأ جسمها‬
‫باالرتجاف !!!!!!!!!!!شعرت بجانب السرير ينخفض‬
‫قليال وكأن هناك شخص جلس فوقه هل عليها ان‬
‫تجلس ؟ام ان تقوم من فوق السرير وتقف بعيدا‬
‫!!!!!!!!!!لم تكن قد نفذت اي من افكارها عندما‬
‫وجدته يقترب منها ‪...............‬انه بالتأكيد الشخص‬
‫االخر الذي لم يأت اال منذ قليل رائحة عطره الغالي‬
‫توضح ذلك !!!!!!!!!!!!! ولكن هذا يزيد من رعبها‬
‫كما ان جلوسه معها على السرير يوضح نواياه هل‬
‫يريد اغتصابها ؟ لماذا هي ؟ انها متأكدة انها التعرف‬
‫صاحب ذلك الصوت النها لو سمعته مرة من في‬
‫حياتها قبل ذلك كانت ستتذكره بكل تأكيد اذا لم‬
‫؟‪................‬شعرت بالذعر عندما وجدت يد ضخمة‬
‫تمسك يدها بينما صاحبها يقول لها بصوت خافت‬
‫عميق (اهدئي انا ال اريد ان أؤذيك )‪................‬كانت‬
‫يدها مثل الثلج وترتجف بشدة لذا لم تفلح محاولتها‬
‫في االفالت منه ‪..........‬ال يريد ان يؤذيها اذا ما الذي‬
‫يفعله ؟ وجدته يتحدث ثانية بنفس نبرة الصوت (انا‬
‫اعلم انك ال تعرفينني ولكن انا زوجك لقد زوجك والدك‬
‫لي اليوم )‪ ...............‬قالت وقد بدأت الهيستريا‬
‫تتصاعد داخلها نتيجة الرعب الذي تعيشه (انت كاذب‬
‫لماذا سيزوجني والدي بهذه الطريقة ‪ ،‬او سيزوجني‬
‫االن من االساس ؟)‪..............‬قال ببرود ( الن ما‬
‫سافعله االن كان سيتم في كل الحاالت‬
‫)‪.............‬قالت صارخة (ما الذي ستفعله ؟ ولماذا‬
‫اغلقت النور ؟)‪.............‬قال بينما تشعر بانفاسه‬
‫تضرب وجهها (ستعرفين بنفسك االن ولن يكون هناك‬
‫حاجة الي نور ) ‪.................‬انه بالتأكيد يكذب حتى‬
‫ال تقاومه ولكن هي ال تصدقه لذا فان كالمه دون‬
‫اهمية ‪.............‬عندما بدأ بلمسها حاولت ابعاده‬
‫اوحتى االبتعاد عنه ولكن دون جدوى كان مسيطرا‬
‫عليها بصورة كاملة شعرت بقوة جسمه وعضالته‬
‫البارزة التي كانت يدها تؤلمها عندما تحاول ضربها‬
‫كما بدا لها مثل الحائط ال يتزحزح حين فشلت في‬
‫المقاومة بدأت في البكاء وفي التوسل ولكن الشئ أثر‬
‫فيه او جعله يتراجع بدا وكأن هناك شياطين تحثه‬
‫على ما يفعل ‪...........‬فقدت الشعور بنفسها او بما‬
‫تقول وهي تشعر به يتعدى على اماكن في جسمها‬
‫تعلم انه من غير المسموح ان تدع احد يلمسها‬
‫‪............‬ثم لتأتي اللحظة االصعب في النهاية‬
‫مصحوبة بالم شديد والتي كانت اخر شئ ادركته النها‬
‫بعدها سقطت في حالة من الالوعي لم تعد تدرك‬
‫خاللها اي شئ ‪.............‬كانت فقط تسمع اسمها‬
‫يتردد على شفتيه ‪..........‬ثم احضان تحتويها بحنان‬
‫جعلها تستسلم للنوم‪..........‬افاقت ونور الصباح يمأل‬
‫المكان لتجد نفسها وحيدة في الغرفة جسدها العاري‬
‫تم تغطيته جيدا بينما رأسها به صداع يكاد يفتك به ال‬
‫ريب انها بكت كثيرا !!!!!!!!!!!!وجدت مالبسها‬
‫موضوعة على الكرسي المجاور للسرير فالتقطتها‬
‫وحاولت ستر نفسها حتى تصل الى الحمام‬
‫‪..........‬انها ال تبك هل نفذت دموعها‬
‫؟!!!!!!!!!!!!!!!عادت عيناها الى السرير ليظهر لها‬
‫اثر الجريمة التي تمت باالمس لتعود دموعها تنهمر‬
‫من جديد ‪...............‬حتى عندما كانت تقف اسفل‬
‫الماء كانت تشعر بدموعها مستمرة دون توقف‬
‫‪............‬عادت وقد ارتدت مالبسها لتجلس على‬
‫الكرسي منتظرة مصيرها وجسدها ال يزال يرتجف هل‬
‫سيتكرر ما حدث ؟ هل فعلها مرة الجل ان ينتقم من‬
‫شئ ال تعرفه ام انه مغتصب محترف ؟‪............‬لم‬
‫تنتظر طويال فقد سمعت صوت طرقات على الباب‬
‫لتسمع بعدها صوت المدعو هشام وهو يقول‬
‫(استعدي فسوف نرحل االن )‪............‬لم يفقدوها‬
‫وعيها بل ركبت في المقعد الخلفي لسيارة زجاجها‬
‫اسود اللون ليسيروا لوقت ال تعلمه فقد انتابتها حالة‬
‫من الشرود مع تغير في مالمحها بسبب االحداث التي‬
‫تمر بعقلها والتي لم يمر عليها اال القليل من الساعات‬
‫كما بدا وان دموعها اصبحت تتساقط بصورة الية في‬
‫النهاية توقفت السيارة ليقول لها احدهما (لقد وصلنا‬
‫هاهو منزلكم ) دخلت بخطوات ثقيلة وكأن شئ لم‬
‫يتغير اال ان الزمن قد نقصت منه اربع وعشرون‬
‫ساعة اصعب ساعات عمرها والتي بكل تأكيد لن‬
‫تنساها استسلمت للنوم وهي تمسح تلك الدموع التي‬
‫ال تزال تتساقط كلما تذكرت ما حدث حتى بعد مضي‬
‫كل ذلك الوقت وها هي تستيقظ على الوجه الجميل‬
‫والسعادة الحقيقية لطفلتها الرائعة لتشعر بان كل‬
‫االيام الماضية كانت سراب‬

‫كان قد دخل الى المكان محسن الكاشف وخلفه ابنه‬


‫رامز بينما يتبعهم الكثير من الرجال ضخام الجثة ‪،‬‬
‫ساروا في طريقهم مباشرة حتى مكتب مدير‬
‫المستشفى لتتعالى بعدها االصوات ‪.............‬اشار‬
‫بيده الى معتز ليقوم ويسيرا سويا بينما يتبعهما عدة‬
‫رجال حتى وصال الى المكتب ‪...............‬كان وجه‬
‫مدير المستشفى شاحبا بينما يقول (ليس لدي السلطة‬
‫بتسليمك الجثمان ‪ ،‬لقد تم الغسل وستخرج الجنازة‬
‫قبل صالة الظهر بقليل متجهه الى‬
‫المسجد)‪...............‬تعالى صوت محسن الكاشف‬
‫بتسلط وهو يقول بتهديد (اال تعلم مع من تتكلم ثم ان‬
‫المتوفى ابن عمي وسناخذه ليدفن في مقابر العائلة‬
‫حتى ولو كان ذلك رغما عنك)‪ ............‬كان الرجل‬
‫مرتبكا جراء التهديدات بينما اشار يوسف الى معتز‬
‫بالصمت ‪............‬ليقول هو ساخرا (مرحبا بك سيد‬
‫محسن ام علي ان اقول لك البقاء هلل‬
‫)‪..............‬التفت اليه بنظرات تشع كرها ليقول بعدها‬
‫(لست ادري سر تدخلك في شئ ال يعنيك‬
‫)‪...................‬نظر اليه باحتقار وهو يقول (انت‬
‫كالعادة مخطئ في تقدير االمور ‪ ،‬فالرجل رحمه هللا‬
‫نسيبنا اي اصبح جزء من العائلة ‪ ،‬كما انه ذكر في‬
‫وصيته رغبته في ان يدفن هنا في البلد التي لجأ اليها‬
‫نائيا بنفسه عن ان تطالها تجاوزات اقاربه )‬
‫‪.............‬كان الغضب االسود يشتعل في عينيه وهو‬
‫يقول (ال تغتر ايها الشاب بنفسك وكن على ثقة ان كل‬
‫ما حدث اثناء مرض سعيد بال قيمة فقد كان فاقدا‬
‫الدراكه واول ذلك عقد الزواج الذي وقعه مع شقيقك‬
‫وابنتنا ستعود لنا )‪...............‬قال ببرود (يمكنك ان‬
‫تحاول ‪........‬واالن راعي حرمة الموت وان كنت‬
‫تحرص حقا على حضور جنازة ابن عمك وان تتلقى‬
‫العزاء التزم باالصول )‪................‬نظر اليه بحقد‬
‫وقال (سنرى من سيتعلم االصول على يد االخر‬
‫)‪.........‬ليغادر بعدها يتبعه ابنه الذي رمقه هو ومعتز‬
‫بنظرات قاتله ‪..............‬قال وهو يربت على كتف‬
‫شقيقه (ال عليك انها مجرد محاولة الستعراض القوة‬
‫فهوالء االوغاد ال يفرق معهم شئ وحتى الموت ال‬
‫يتعظون به !!!!!!!!!!!!!)‪..............‬زفر انفاس‬
‫الهبة وهو يقول (انها مجرد طفله وهؤالء الذئاب‬
‫طامعون بها وبمالها )‪..............‬قال بقوة (ال تقلق ان‬
‫شاء هللا ستكون بامان ‪..........‬اذهب واطمئن عليها‬
‫)‪.............‬نظر الى ساعته ال يزال هناك اكثر من‬
‫ساعتان قبل الجنازة ربما سيتمكن من الذهاب الى‬
‫الشقة ليأخذ حماما ينعشه ويغير مالبسه‬
‫‪.............‬ذكر لحازم ما ينتويه فاخبره ان سارة‬
‫وريهام موجودتان هناك ‪.............‬وصل الى هناك‬
‫ليستقبله اول ما دخل االصوات المرتفعة لريهام وهي‬
‫تطارد ابنها محاولة اطعامه !!!!!!!!!!توقفت عندما‬
‫انفتح الباب ليظهر هو مبتسما فاسرعت تعانقه وهي‬
‫تقول (حمدا هلل على سالمتك )‪.............‬ربت على‬
‫ظهرها وهو يقول لها بحنان (اشتقت اليك يا فتاة‬
‫)‪..............‬عقدت حاجبيها وهي تبتعد قليال لتقول‬
‫بعدها بمكر (هل انت على ما يرام ؟ انا ريهام ولست‬
‫سارة )‪..............‬جذب شعرها بخفة ليقول بعدها‬
‫مبتسما (اعلم انه انت يا طويلة اللسان‬
‫)‪............‬ليتبعها عمر فيمسكه ويرفعه بيده الى اعلى‬
‫لتتعالى ضحكاته وهو يقول (اين كنت يا خالو‬
‫؟)‪............‬ضحك قائال (حتى انت تريد ان تعرف اين‬
‫كنت ؟)‪ ............‬تقدم الى الداخل ليجلس فوق االريكة‬
‫لتظهر بعدها سارة وتلقي نفسها بين ذراعيه وتعانقه‬
‫عندما ابتعدت رفع عينيه ليجد فتاة ثالثة محجبة تقول‬
‫له برقة (حمدا هلل على سالمتك ) قطب جبينه ليقول‬
‫بعدها ضاحكا (فرح كيف حالك يا عروس ؟) قالت‬
‫بخجل (مضى زمن طويل على كوني كذلك ) قال‬
‫بهدوء(انها المرة االولى التي اراك فيها بعد الزفاف‬
‫مبارك على الحجاب ) ابتسمت قائلة (بارك هللا فيك )‬
‫قام متجها الى الغرفة وهو يقول (سارة ساكون شاكرا‬
‫جدا اذا صنعت لي فنجان من القهوة فرأسي سينفجر )‬
‫اتجهت الى المطبخ لتصنع له بعض الساندويتشات‬
‫والقهوة التي طلبها ‪ ،‬فعلى االغلب هو لم يتناول‬
‫افطاره انها تظن ان عالقتها بشقيقها من نوع خاص‬
‫فكما تشعر دائما انه والدها تشعر ايضا ان عليها ان‬
‫تعتني به وكأنها امه كانوا قد انتهوا من الدفن ووقفوا‬
‫للدعاءبجوار القبر حين وجد معتز شخص يقف خلفه‬
‫تماما التفت خلفه ليجد رامز قريبا جدا منه يقول له‬
‫بصوت كالفحيح (ال تظن ايها الطفل المدلل ان‬
‫احتمائك بشقيقك الكبير سيحول بينك وبيني ربما بعد‬
‫ايام قليلة سنحضر جنازة اخرى ولكن لالسف انت لن‬
‫تقف في هذا المكان ثانية بل ستكون داخل قبرك ) انه‬
‫ال يستحق حتى ان يرد عليه نظر اليه باحتقار ثم اعاد‬
‫انظاره جهة القبر وهو يدعو لوالد زوجته انصرف‬
‫المتواجدون بعد االعالن ان تلقي العزاءسيكون مساءا‬
‫‪ ،‬كانوا يقفون سويا عندما قال حازم (بما انك باق يا‬
‫يوسف فانا مضطر للعودة ابتسم ابتسامة باهته‬
‫ليضيف ال تتأخر يكفي ما غبته في الخارج ) قال‬
‫بتأكيد (ال تقلق ربما في الغد ستجدني في المجموعة )‬
‫كانوا قد استقلوا سيارتهم في طريق العودة عندما تلق‬
‫احمد اتصاال مفاجئا ) فتح الخط قائال (اهال دكتور‬
‫محمد ) جاءه الصوت الواثق يقول (لقد اتصلت‬
‫الطمئن ان كان هناك شيئا ما ؟ اردف موضحا اليوم‬
‫تجرى بعض االمتحانات العملية وقد الحظت تغيب‬
‫سارة ) قال بتوضيح (لقد اضطرت للتغيب نظرا‬
‫لوجود حالة وفاة ) قال محاوال المساعدة (يمكنها ان‬
‫تأت االن وساطلب من الدكتور ان يجري لها االختبار‬
‫) قال بتوضيح (لالسف هذا غير ممكن فنحن لسنا في‬
‫القاهرة فلقد توفي والد زوجة معتز في االسكندرية )‬
‫انهى المكالمة مستمرا في طريقه على الجانب االخر‬
‫كان محمد يشعر بمشاعر عاتية تتفاعل داخله معتز‬
‫متزوج دون حتى ان يعلم هل سيتم نفيه دائما من كل‬
‫نواحي الحياة ؟ ترى من هو والد زوجته ال بد ان يعلم‬
‫بما انه ليس هناك امكانية الن تأتي سارة لتؤدي‬
‫اختبارها وهو قد انهى محاضراته لذا سيغادر وبعدها‬
‫سيعرف ما يريده من معلومات خالل اقل من ساعة‬
‫كان قد حصل على المعلومات التي ارادها لتزداد‬
‫صدمته اذا في النهاية معتز قد تزوج فتاة من عائلة‬
‫الكاشف والدها ابن عم محسن الكاشف رأس االفعى‬
‫هل استطاع التعايش مع المجرم الحقيقي ؟ وماذا عنه‬
‫هو الذي لم يكن اال مجرد اداة عقد جبينه وقد حسم‬
‫امره عليه ان يذهب الستطالع االمور من نقطة‬
‫المواجهة الحالية‬

‫** انهما سيذهبان الى المدرسة لذا استيقظا مبكرا‬


‫قامت هي االخرى من فوق الفراش ان اليوم الذي‬
‫ستقضيه معهما يجب اال تضيع لحظة واحدة فيه‬
‫!!!!!!!!!!!خرج سيف من الحمام فقال موجها كالمه‬
‫الى سلمى (ال تنسي ان تتوضأي )‪..............‬ابتلعت‬
‫غصة في حلقها حتى الطفالن بدآ يلتزمان بالصالة هل‬
‫ستظل منبوذة دائما خارج تلك الصلة التي تصل‬
‫االنسان بخالقه ؟!!!!!!!!!!!!لماذا ال تصلي االن لقد‬
‫كانت تدعي انها ال تفعل النها تخجل من الوقوف امام‬
‫هللا بذنوبها ولكن هي عازمة انها لن تعود الى تلك‬
‫االفعال الشائنة ثانية اذا فلم يعد لديها حجة‬
‫‪.............‬اتجهت الى غرفتها ودخلت الى حمامها‬
‫فتوضأت وارتدت مالبس مناسبة لتبدأ بعدها في‬
‫الصالة ‪...‬شعرت براحة كبيرة بعد انتهائها شئ اخر‬
‫عليها ان تفعله ستكمل دروس اللغة العربية وستحفظ‬
‫سور من القران فااليات القليلة التي تحفظها لن تقوم‬
‫بتكريرها كل مرة ‪............‬تذكرت حين افاقت من‬
‫اغمائها لتجده يقرأ لها القرآن هل ستتمكن من الحفظ‬
‫واجادة التالوة مثله ؟ بالتاكيد ستفعل!!!!!!!!!!!نزلت‬
‫الى االسفل حيث يجلس والديها الى الطاولة لتناول‬
‫االفطار ‪.........‬قبلت والدها على وجنته وهي تقول‬
‫بمرح (كيف حال طبيبي الوسيم ؟)‪ ..........‬ثم قبلت‬
‫امها وقامت باحتضانها وهي تغمز لوالدها الذي ابتسم‬
‫فكالهما يعلمان ان امها ال تؤمن بثقافة االحضان‬
‫!!!!!!!!انها تشعر بالشفقة على والدها انه بالتأكيد‬
‫يعاني من جفاف عاطفي !!!!!!!!!!نزل سيف وسلمى‬
‫وجلس كل واحد منهما على الكرسي الخاص به‬
‫‪...........‬قالت سلمى لوالدها بطريقة ناعمه (بابا اريد‬
‫دمية كبيرة ذات شعر اسود وعيون زرقاء ) قال‬
‫ضاحكا ( طلبك غير متوفر يا صغيرة فالدمية ذات‬
‫العيون الزرقاء شعرها اصفر وذات الشعر االسود‬
‫تكون عيونها سوداء) قطبت جبينها لتقول باعتراض‬
‫(ولكن جيجي شعرها اسود وعيونها زرقاء ) ضحك‬
‫ثانية وهو يقول (جيجي طفرة جينية ال تتكرر كثيرا )‬
‫قالت لها (لديك االصل ماذا ستفعلين بالدمية ؟) كان‬
‫سيف هو من رد ليقول (تريد ان تحطم الرقم القياسي‬
‫في اقتناء الدمى الحمقاء ) نظرت سلمى اليه بحنق‬
‫مخرجة لسانها ليضيق هو عينيه ثم يشير لها متوعدا‬
‫يبدو ان والدها الذي انشغل بطعامه لم يالحظ وكذلك‬
‫امها التي تجري مكالمة هاتفيه قامت من كانها وهي‬
‫تقول (هيا االن ساذهب معكما حتى الباص ) عندما‬
‫خرجا قالت لهما (لماذا ال تكفا عن الشجار ؟ وانت يا‬
‫سيف ليس عليك التعليق على كل شئ تفعله شقيقتك‬
‫ليس لزاما عليه ان تحب نفس ما تحبه انت او ان‬
‫تهتم بنفس اهتمامتك فكل انسان لديه شخصيته‬
‫الخاصة وضغطك عليها لتفعل مثلك يعتبر تسلط ) نظر‬
‫اليها دون رد ان عناده ليس له حدود عادت الى‬
‫المنزل الخالي اال من السيدة ماري ماذا عليها ان تفعل‬
‫حتى يعودا ان تذاكر ؟ ال فليبدأ الشقاء من الغد اتجهت‬
‫الى المطبخ لتقول للمدبرة (ساصنع الطعام اليوم لذا ال‬
‫تتعبي نفسك يا قمر ) نظرت اليها بدهشة لتقول‬
‫معترضة (ليس عليك ذلك انسة انجل ) ان هذه المرأة‬
‫ستقتلها ‪ ،‬لقد كانت موجودة اثناء حملها وهي تصر‬
‫دائما على ان تقول قبل اسمها لقب انسة انها تشعر‬
‫وكأنها تسبها فاي انسة تلك التي انجبت طفلين قالت‬
‫لها بنزق (انا سافعل الني اريد ذلك وعليك ان تنفذي‬
‫ما اقوله فقط ) توجهت بعدها الى السوق لشراء ما‬
‫تحتاجه كانت جالسة على الكرسي والطاولة امامها‬
‫بينما تقوم بلف المحشي انها ال تشعر بالراحة لهذا‬
‫الوضع فما تفضله حقا هو الجلوس على االرض اثناء‬
‫لف المحشي ولكن ال ريب ان هذا كان سيجعل السيدة‬
‫جونسون تنتحر كانت السيدة جونسون هي االخرى‬
‫تقوم بمأل الباذنجان والكوسه بخلطة االرز باللحم‬
‫المفروم وعالمات التذمر تمأل وجهها كانت تشعر‬
‫بسرور خبيث يملؤها انها المرة االولى التي تغزو‬
‫فيها مطبخ السيدة لذا فتذمرها واضح ‪....‬ولكنها‬
‫بالتأكيد لن تكون االخيرة كان والدها ينظر الى‬
‫االصناف الموضوعه فوق المائدة في دهشة وهو‬
‫يقول (كيف حضر هذا الطعام الى هنا ؟) قالت ضاحكة‬
‫(انا صنعته بابا ) قال بدهشة (انت ؟هل تجيدين الطهو‬
‫من االساس ؟ وهذه االصناف المصرية الصعبة )‬
‫قالت بمرح (انها مواهبي المدفونة اقتربت منه‬
‫لتهمس في اذنه اتدري من علمني؟) لم يرد منتظرا‬
‫اجابتها فقالت بنفس الهمس (ربما من االفضل اال‬
‫اقول حتى ال تحن لاليام الخوالي وحتى ال اثير غيرة‬
‫ماما ) بدت عالمات االدراك على وجهه لتكمل بعدها‬
‫(ان طعامي يشبه في طعمه طعامها اليس كذلك ؟) قال‬
‫بذكاء (طعامك يشبه طعام جدتك بكل تأكيد ) ضحكت‬
‫بصوت مرتفع اثار انتباه امها بينما يفكر والدها ان‬
‫ابنته تبدو مختلفة فهي منذ زمن طويل لم تظهر هذا‬
‫المرح وراحة البال كانت تجلس معهم تشرح لسلمى‬
‫كيف تقوم بحل بعض المسائل عندما وجدتها تسألها‬
‫(هل لديك صديق حقا ؟) نظرت اليها بدهشة فعلى ما‬
‫يبدو ان االخبار تنتشر هل سيف هو من اخبرها ؟ او‬
‫ربما تكون سمعته عندما كان يحدثها قالت لها (اجل )‬
‫برق الحماس في عينيها وهي تقول لها (هل هو وسيم‬
‫؟ هل تحبينه ؟ هل ستتزوجينه ؟) يبدو ان الكالم قد‬
‫اثار انتباه سيف الذي وجدته يرفع رأسه باهتمام وهو‬
‫يعقد جبينه قالت بهدوء( ما كل هذه االسئلة ؟) خطرت‬
‫ببالها فكرة لتقول لها (انتظري لحظات وساعود ال )‬
‫عادت وفي يدها الصور الفوتغرافية التي كانت قد‬
‫التقطتها له جلست ثانية ثم ناولتها لها نظرت الطفلة‬
‫الى الصور بتدقيق لتقول بعدها (انه جميل جدا )‬
‫ضحكت حتى طفرت الدموع من عينها وهي تحدث‬
‫نفسها تعالى يا يوسف شوف بنتك بتقول عليك جميل‬
‫توقفت عن الضحك لتقول موضحة لها ( سلمى‬
‫حبيبتي ان الرجال ال يوصفون بالجمال بل بالوسامة )‬
‫قالت بجدية (انا اعلم ولكن عندما يكون كل شئ في‬
‫الشخص رائع وليس الوجه فقط عندها يتصف‬
‫بالجمال ) وجهة نظر تؤخذ باالعتبار اقترب سيف‬
‫منهما بفضول ليأخذ الصور من سلمى وينظر اليها ثم‬
‫يمط شفتيه ويقول (ال يعجبني ) قالت سلمى باعتراض‬
‫(انه رائع ) قالت بفضول (لماذا ال يعجبك ؟) اجابها‬
‫بتحدي (منذ ان حدثته على الهاتف وهو ال يروقني‬
‫وجاءت صورته لتؤكد رأيي ) قالت محاولة ان تفهم‬
‫(كيف توصلت الى هذا الرأي ؟) قال بالمباالة (يبدو‬
‫مغرورا ومتسلطا ومعجبا بنفسه ) هههههههههههه‬
‫ابنها منفسن من والده كتمت ضحكها وهي تسمع‬
‫سؤال سلمى (ما اسمه ؟) اسمه ؟ ان سلمى تنادي‬
‫والدها بابا بينما سيف منذ فترة وهي تالحظ انه لم يعد‬
‫يقول له ذلك حتى اذا اضطر للحديث معه يتكلم‬
‫مباشرة من ناحية اخرى ان اسمه موجود باسمائهما‬
‫لذا لن تستطع ان تقول الحقيقة قالت بهدوء (جو ) رد‬
‫سيف بسخرية (جو اختصار لماذا؟ جورج ؟ ربما‬
‫جونسون ؟ رفع رأسه ناظرا اليها بتحدي وهو يقول‬
‫وربما جوزيف ؟) نظرت اليه بذهول مفكرة الى اي حد‬
‫قد يصل ذكاء هذا الصبي انه يبدو وكأنه يعرف او‬
‫يخمن او انها ليست متأكدة من شئ في الوقت الحالي‬
‫بلغت دهشتها مداها وهي تسمعه يقول ناصحا لها (ال‬
‫تجعليه يؤذيك‬

‫**عاد الجميع الى الشقة حتى شيرين والتي خرجت‬


‫من المستشفى واصرت على الذهاب الى المسجد‬
‫للصالة على والدها ‪..........‬لتظل بعدها متعلقة بسارة‬
‫والتي يبدو انها احبتها منذ لقائهما السابق‬
‫‪............‬استيقظ من نومه بعد العصر باكثر من ساعة‬
‫والذي كان قد سبق وجمعه مع الظهر وحذر الجميع‬
‫من ايقاظه فخالل اليومين السابقين لم يتمكن من‬
‫النوم اال لساعات قليلة ‪............‬جلس في الشرفة‬
‫حيث مكانه المفضل والذي وجد احمد جالسا فيه ‪،‬‬
‫ليجد ريهام تتبعه قائلة (لقد قمت بحظر الغذاء حتى‬
‫استيقاظك فنحن لم نأكل سويا منذ دهر‬
‫)‪...............‬قال مبتسما (لست اعلم كيف اقدر‬
‫خدماتك المنهالة فوقي بال توقف )‪...........‬ثم اكمل‬
‫بمكر (اعدك انني سأكل دون ابداء اي اعتراض‬
‫)‪............‬كان معتز الذي دخل الشرفة ايضا هو من‬
‫اكمل (اال اننا سنضطر في حالة اصابتنا بالتسمم ان‬
‫نذهب الى المستشفى ام ان هذا ممنوع‬
‫؟)‪................‬قال احمد (ال تقلق ساعالجك انا ان لم‬
‫اكن في نفس حالتك )‪...............‬نظرت اليهم‬
‫بشراسة لتقول (الثالثي المرح تجمع وستقضون علي‬
‫انا المسكينة )‪.............‬كانوا يتناولون الطعام حين‬
‫رفعت عينيها اليه بتساؤل قائلة ( لن تستطع قول شئ‬
‫اليس كذلك ؟)‪................‬قال متظاهرا بالتفكير‬
‫(يعني معقول )‪...........‬قالت باعتراض (ماذا‬
‫؟‪...........‬ثم اكملت انت بالتحديد ال تستطيع قول اي‬
‫كلمة فزوجتك المصونة ال تصنع حتى ساندوتش من‬
‫الجبن !!!!!!!!!!!)‪.................‬قال باستنكار‬
‫(زوجتي ستهزمك في الطبخ بالضربة القاضية‬
‫)‪...............‬كان االخرون ينظرون الى المعركة‬
‫الدائرة ضاحكين ‪.............‬خاصة فرح التي كانت‬
‫المرة االولى التي ترى فيها هذا الوجه للرجل الذي‬
‫كان يبدو لها شديد الغموض ‪............‬وكانت شيري‬
‫التي هربت الى النوم فقط الغائبة ‪.............‬قالت وهي‬
‫تمط شفتيها (نهال انها اوهام )‪............‬قال فيما بدا‬
‫كمزاح ولكنه كان بالنسبه له فرصة ليفجر قنبلته‬
‫(ومن الذي يتحدث عن نهال ؟)‪............‬لم تكن ريهام‬
‫من تحدث هذه المرة بل احمد الذي هتف (هل تزوجت‬
‫؟)‪................‬نظر اليه بهدوء قائال (اجل )‬
‫‪..........‬قال احمد فيما يبدو وكانه انتقاد لكليهما (اذا‬
‫كان الصغير قد فعلها من قبل دون اخبار احد هل‬
‫سانتقد الكبير )‪...............‬قال بعدها (الحمد هلل‬
‫)‪..............‬لينهض ويغادر الطاولة فيما نظرات‬
‫شقيقه الثابته تتبعه ‪.............‬قامت فرح خلفه وهي‬
‫تقول (بعد اذنكم )‪............‬ثم قام معتز قائال (ساذهب‬
‫لالطمئنان على شيرين )‪..............‬قالت ريهام‬
‫مقاطعة الصمت المحلق بمزاح (تلك التي جعلتك تتخذ‬
‫هذا القرار الصعب ال بد وان تكون تشبهني‬
‫)‪.............‬ضحك متجاوبا مع جهدها ليقول باستنكار‬
‫(تشبهك !!!!!!!!!!!انها قمر ‪..........‬ثم اني ساعترف‬
‫لك بما اخفيته عنك منذ سنوات لقد جعلت حازم‬
‫صديقي من البداية الجد لك زوجا )‪...............‬خبطت‬
‫قدمها في االرض لتقول (سيكون يوم حظك ان كانت‬
‫زوجتك تشبهني )‪.............‬كانت سارة تنظر اليهما‬
‫مبتسمة فبرغم جو الحزن المخيم على المكان اال انها‬
‫سعيدة بكون شقيقها يبادل ريهام المزاح وان كان هذا‬
‫تأثير زوجته الجديدة فهي ستظل شاكرة لها‬
‫‪............‬قالت سارة بتساؤل (لماذا لم تحضرها معك‬
‫؟ ثم اردفت هل هي اجنبية ؟) قال مبتسما لها (الن‬
‫لديها دراسة وبالنسبة للسؤال الثاني ال ليست اجنبية‬
‫انها مصرية ) تبعته الى الحجرة فشعوره بالضيق‬
‫والحزن قد انتقل اليها هل هذا ما يحدث عندما نحب ؟‬
‫نشعر بحزن والم الطرف الثاني ينتقل الينا وكأننا‬
‫صرنا شخص اخر ان هذا يثبت لها ان هذه هي المرة‬
‫االولى التي تحب فيها انها ال تدري ما تفاصيل‬
‫الموضوع ولكن بالنسبة لمعتز االمور تظهر انه كان‬
‫مضطر لالسراع في الزواج وها هو لم يمر اال القليل‬
‫وتوفي والد زوجته اما بالنسبة ليوسف فهي ال تفهمه‬
‫حتى تفهم اسبابه او دوافعه حتى زوجها لقد تبعته الى‬
‫الحجرة ولكن هي ال تعرف حقا كيف ستخفف عنه ؟‬
‫وهل سيتقبل منها اي شئ ؟ جلست الى جواره لتضع‬
‫يدها فوق يده التي يضعه على ركبته وتقول بهدوء‬
‫(انا اعرف انك حزين لما حدث ولكن ربما كان هناك‬
‫ظروف اضطرتهما الى هذا التصرف ) نظر اليها‬
‫بغموض ليقول بعدها (الكل يتحجج بالظروف ربما‬
‫الظروف ايضا هي ما دفعك للمجئ خلفي البداء‬
‫تعاطف ال احتاجه ) شعرت بنظرة االحتقار الصادرة‬
‫عنه تصيب قلبها كسهم تم تصويبه الى الهدف هو ال‬
‫يسامح بسهولة وكذلك ال ينسى ان استقامته الشديدة‬
‫تلك سالح ذو حدين وقد شاء غبائها ان يجعلها في‬
‫الجهة االخرى ولكنها لن تستمر هكذا الى االبد يوما‬
‫ما ستقنعه بحبها بكل تأكيد قالت بنبرة جريحة (ال شئ‬
‫غير رغبتي الشخصية قام بدفعي وان كنت غير‬
‫محتاج الهتمامي فانا احتاج ان اظهره ) نظر في اثرها‬
‫بينما تغادر مغلقة الباب خلفها لتعود الى الشرفة حيث‬
‫ال يزال االخرون جالسون كانت ريهام تقول ليوسف‬
‫(اليس لديك صورة للقمر ؟) ضحك ليخرج من جيبه‬
‫صورة ويناولها لها لتقول بنزق (وتحتفظ بصورتها‬
‫داخل جيبك تطور بالغ) ضيقت ما بين حاجبيها وهي‬
‫تنظر للصورة لتقول بعدها (ال بأس بها ) قال‬
‫باعتراض (كاذبة ) ردت بحنق (جميلة جدا ) اعطت‬
‫الصورة لفرح التي نظرت اليها بانبهار ليسألها بعدها‬
‫( ما رأيك يا فرح ؟ انا اعلم انك ستقولين الصدق )‬
‫قالت وهي تنظر الى ريهام ببراءة (انها مثلما تقول‬
‫قمر ) وصلت الصورة الى سارة ليتفاجئ الكل‬
‫بمالمحها التي تغيرت لتقوم بعدها وتغادر الشرفة‬
‫بسرعة ثم تبعها يوسف لتلتفت اليه بحدة وهي تقول‬
‫(لماذا تزوجت ملك عبد الرحمن ؟ )‬

‫انتهى ‪.‬سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل الثالث والثالثون‬

‫وصلت الصورة الى سارة ليتفاجئ الكل بمالمحها التي‬


‫تغيرت لتقوم بعدها وتغادر الشرفة بسرعة ثم تبعها‬
‫يوسف لتلتفت اليه بحدة وهي تقول (لماذا تزوجت‬
‫ملك عبد الرحمن‬
‫؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!)‪................‬نظر اليها بهدوء‬
‫انها المرة في االولى في حياته التي تكلمه فيها سارة‬
‫بهذه الحدة !!!!!!!!!!لقد عرفتها وهذا يبدو منطقيا‬
‫فلطالما التصقت سارة بمعتز وبالتأكيد عرفت ملك اما‬
‫ما سبب اعتراضها هل هي ضد ملك ؟ ام ضد‬
‫استنتاجها ان زواجه منها ليس لالسباب الطبيعية‬
‫؟‪............‬التزال اثار الصدمة تبدو عليها لذا قال لها‬
‫بهدوء (اجلسي يا سارة )‪............‬نفذت ما طلبه‬
‫ليغلق بعدها باب الحجرة ثم يجلس على الكرسي‬
‫المجاور لها ليقول في بطء (ماذا لديك ضدها‬
‫؟)‪............‬رفعت رأسها اليه بحدة لتقول بعدها (ليس‬
‫لدي شئ ضدها كانسانة بالتأكيد بل يمكنك ان تقول‬
‫انني في طفولتي كنت مبهورة بكل شئ فيها جمالها‬
‫وذكائها وشخصيتها ‪ ،‬ولكن انا اسأل عن اسبابك انت‬
‫ولماذا هي بالتحديد فما اعرفه انه ليس هناك ما قد‬
‫يجمع بينكما بشكل طبيعي واول شئ هو البعد المكاني‬
‫)‪..................‬قال بمراوغة (لقد كنت في زيارة‬
‫لمنزل والدها اثناء وجودي في انجلترا وهذا يعني ان‬
‫تقاطع طرقنا ممكن )‪.............‬نظرت اليه بتركيز‬
‫لتقول (لماذا ذهبت الى منزلهم ؟)‪.............‬رفع‬
‫حاجبه في دهشة فعلى ما يبدو ان التطرق الى هذا‬
‫الموضوع هو ما يجعل سارة تتخلى عن وجهها‬
‫الرقيق ‪.........‬قال باقتضاب (الناقش الدكتور في‬
‫ترتيبات اعالن زواجك )‪...........‬شحب وجهها لتقول‬
‫بتصميم (هل تريد ان تخبرني بانك رأيتها ووقعت في‬
‫حبها لذا تزوجتها دون اي اهداف اخرى‬
‫؟)‪............‬قال بغموض (وما االهداف االخرى التي‬
‫تتصورين انها دفعتني للزواج من ملك ؟)‬
‫‪..............‬قالت بتحدي (االنتقام مثال‬
‫)‪..............‬تألقت عيناه بعنف مكبوت ليقول بعدها‬
‫(اي انتقام هذا الذي ساسعى اليه بعد اكثر من سبع‬
‫سنوات ؟!!!!!!!!!!!!!!اردف بعدها ان انتقامي يكون‬
‫في نفس اللحظة )‪..............‬هل هو ينفي اتهامها ؟‬
‫ام يبعث داخلها هاجس ال يصدق بانه انتقم لها فعال‬
‫وقتها ؟!!!!!!!!!!!!!!كيف انتقم ومن من ؟ ان محمد‬
‫يبدو باحسن حال ومن الواضح انه لم يصبه اي اذى‬
‫!!!!!!!!!!!!!!هل فعل شيئا لملك ؟ ولكن بالتأكيد ال‬
‫واال لم كانت وافقت على الزواج منه ‪..........‬ولكن ما‬
‫الذي يعنيه هذا ؟ هل يعني هذا انه تصالح معهم وان‬
‫ما وعدها به اصبح سراب ؟ هل سيكفل لها الحماية‬
‫التي تحتاجها ؟‪............‬رفعت عيناها اليه لتقول (انا‬
‫لن ارفض وجودها لشئ ال ذنب لها فيه ولكن من‬
‫ناحية اخرى انا اتمنى ان ال يكون زواجك منها له‬
‫عالقة بالوضع العالق بيني وبين اخاها‬
‫)‪...............‬نظر اليها بهدوء ليقول بعدها بصدق (انا‬
‫ال استطيع ان اؤذيها حتى ان اردت حبي لها‬
‫سيمنعنني عن ذلك )‪...............‬قالت بدهشة ( هل‬
‫تحبها حقا ؟)‪.............‬قال بابتسامة (هل سبب‬
‫دهشتك يرجع لي ام لها ؟)‪.............‬قالت بشرود (بل‬
‫الى القدر الذي اختارها من بين جميع النساء في‬
‫العالم لتكون حبيبتك )‪.................‬انها العدالة تتحقق‬
‫اليس كذلك ان يحب من تكرهه بما انه هو المتسبب‬
‫في تلك الكراهية !!!!!!!!!!!وهو رغم كل الثقة التي‬
‫يحاول ان يمنحها لنفسه ال يدري اين تقف قدماه‬
‫!!!!!!!!!وهذا لن يظهر له اال اذا تعاملت معه‬
‫بشخصيتها الحقيقة والتي ظهرت له من قبل مرتين‬
‫من خالل مراقبتها مرة كانت ثائرة تسبه وتتوعده‬
‫والثانية حزينة منهارة وكال الوضعين ال يحمل اي‬
‫داللة ايجابية وهاهو قد اخبر اخوته عن زواجه وهللا‬
‫وحده يعلم ما قد يحدث‪..............‬قال مبتسما ( يمكنك‬
‫ان تقولي ان قلبي كان يحتاج شئ عاصف مزلزل‬
‫ليتحرك )‪...............‬بادلته االبتسام (وانا من كنت‬
‫اظنه يحتاج لشئ هادئ حنون )‪...............‬ضحك‬
‫ليقول بعدها (يكفيني شقيقتي الهادئة الحنونة اما‬
‫حبيبتي فيجب ان تكون قادره على خطف انفاسي‬
‫وجعلها ال تهدأ ‪ ،‬ان تجعل قلبي يقرع بجنون كلما‬
‫وقعت عيناي عليها ان تجعل الدماء تعزف في‬
‫شرايني حين اسمع صوتها ‪ ،‬ان اشعر اني احلق بين‬
‫الغيوم لمجرد ادراكي اننا نعيش على نفس الكوكب )‬
‫نظرت اليه بذهول هل يوسف هو من يقول تلك‬
‫الكلمات ؟ لو لم تسمعها باذنيها لما صدقت قالت بخجل‬
‫(هذا يكفي ) ضحك مرة اخرى ليقول (هل صدمتك يا‬
‫فتاة ؟ انت تعلمين ان لحظة سقوطي كان ال بد ان‬
‫تكون مدوية ) قطبت جبينها وقالت (وماذا عن نهال ؟‬
‫هل ستجمع بينهما ؟) تغيرت مالمحه الى النقيض‬
‫وهو يسمع اسمها ليتحول العاشق المتيم الى شخص‬
‫شديد الكراهية ويقول (دعك منها االن ان تنفيذ‬
‫الطالق فقط هو المتبقي )‬

‫ان عليها ان تغادر الى لندن فلقد فاتها الكثير خالل‬


‫الفترة السابقة وهي حتى لن تستطع االنتظار الى‬
‫الصباح الن لديها في الغد الكثير من الدروس العملية‬
‫كما ان زمالئها بدأوا في المداومة في المستشفى‬
‫لفترات طويلة وكل ذلك قد فاتها ‪.............‬قبل ان‬
‫ترحل تريد ان تتحدث مع والدها فمن ناحية فان سيف‬
‫يحتاج الى مزيد من االنتباه والضبط ‪ ،‬ومن جهة‬
‫اخرى هي تريد ان تسأل بصراحة عن الوضع الغائم‬
‫لزواجها لقد تجنبت طوال تلك السنوات الخوض في‬
‫الموضوع معهم وهم ايضا فعلوا الشئ نفسه اال في‬
‫لحظات انفجارها او انهيارها كانت الكلمات تفلت ولكن‬
‫االن هي تريد ان تعلم !!!!!!!!!!! طرقت باب المكتب‬
‫لتدخل بعدها في هدوء وتجلس على الكرسي الموجود‬
‫امام المكتب ابتسم والدها لها وهو يقول (مرحبا بك‬
‫حبيبتي هل سترحلين االن ؟)‪...........‬اومأت برأسها‬
‫وهي تقول (اجل )‪...........‬نظرت الى والدها لتقول‬
‫بعدها بهدوء (بابا اريد ان اطلب شيئا منك‬
‫)‪............‬نظر اليها بهدوء ثم قال (اطلبي ما تريدين‬
‫حبيبتي )‪................‬قالت ببطء (ان االمر متعلق‬
‫بسيف هو ال يكف عن المشاكل كما انه يضايق سلمى‬
‫كثيرا )‪...........‬قال باهتمام (ال تقلقي اذهبي انت الى‬
‫جامعتك فلم يبق اال القليل واعدك اني سانتبه له جيدا‬
‫)‪................‬قالت بتفكير (بابا هناك شئ اخر لقد‬
‫الحظت انه بدأ بالشك حول حقيقة الوضع انه حتى لم‬
‫يعد يناديك بكلمة بابا كما انه يطلق تعليقات غريبة‬
‫اظن انه انتبه ان اسمه مختلف وربما بحث حول‬
‫االمر)‪...............‬ضيق االب عينيه وانتبهت كل‬
‫حواسه لالمر ان ما يحدث شئ طبيعي وكان بكل تأكيد‬
‫سيحدث عاجال او آجال ولكن حدث مبكرا عن توقعاته‬
‫كيف عليهم ان يتصرفوا االن؟ ان الوصول الى‬
‫معلومات عن شخص وخاصة لو كان مشهور لن‬
‫تتطلب اكثر من ضغطة زر ‪ ،‬ومن ناحية اخرى كيف‬
‫سيفسر الطفل الوضع ؟ هل سبب عناده الحالي‬
‫والعنف الي يظهره هو ما توصل اليه؟‪...........‬هل‬
‫سيحاول االتصال بوالده ؟‪............‬لم يرد والدها وبدا‬
‫غارقا في التفكير مما جعلها تقول (أليس من االفضل‬
‫ان نخبره نحن ؟)‪............‬التفت اليها بحدة ليقول‬
‫(هل انت قادرة على تحمل االثار المترتبة على االمر ؟‬
‫انت بالتأكيد لن تخبريه الحقيقة باكملها وبالتالي‬
‫فستكون الخطوة التالية هي ان نجعله يقابله هل تظني‬
‫ان يوسف سيدع اوالده بعيدا ؟ سيرغب باالحتفاظ بهم‬
‫بكل تأكيد هل ستتنازلين عن اطفالك له‬
‫؟)‪.............‬قالت بهدوء (بابا لماذا تظن انه‬
‫سيتصرف بهذه الطريقة؟ ومن ناحية اخرى اذا فعل‬
‫فسيف وسلمى لديهم الجنسية االنجليزية وحتى‬
‫المحكمة ستحكم لي بهم )‪..................‬نظر والدها‬
‫اليها بسخرية ليقول بعدها (وهل تظنين انه سيتبع‬
‫الطرق القانونية ؟ ابسط شئ بالنسبه له هو اختطافهم‬
‫واخذهم الى بلده وهناك لن نستطع ان نقف امامه‬
‫)‪.................‬هل االمور حقا بهذا السوء ؟هل عليها‬
‫ان تحرم طفليها من والدهم الى االبد ؟ ان تقتلعهم من‬
‫الجذور التي ينتمون اليها ؟ ان تحرمهم من التمتع‬
‫بالمميزات المالية لوالدهم ؟ ثم في النهاية ان تحرمهم‬
‫من الحصول على ميراثهم ؟‪..............‬شعرت بقبضة‬
‫باردة تعتصر قلبها عندما وصل تفكيرها الى هذه‬
‫النقطة اليس هذا ما كانت تتمناه ان يموت ؟ الم تكن‬
‫تدعو عليه ؟ هل تغيرت حقا مشاعرها تجاهه ؟ ام ان‬
‫ما حدث كان اعادة تقييم له ؟ ومن ناحية اخرى ال‬
‫يمكنها ان تلوم والدها لظنه االسوأ به ‪.....‬او حتى‬
‫لكرهه له الى هذا الحد فقد اهان رجولته عندما وضعه‬
‫امام نفسه في موقف العاجز عن حماية ابنته ؟ ثم‬
‫ماتلى ذلك من رؤيته لمعانتها وحالتها النفسية‬
‫المتردية ‪............‬ولكن كل هذا ال يمنع شئ خبيث‬
‫بداخلها ان يسأل هل الحقيقة وراء رغبة والدها‬
‫القوية في عدم اعالمه باالمر هي ان ينتقم منه ام النه‬
‫فعال يظن ان هذا هو االصلح لها ولطفليها‬
‫؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!من ناحية اخرى هل يمكن حقيقة‬
‫ان تحظى مع يوسف بعالقة محترمة بين شخصين‬
‫منفصلين يجمع بينهما اطفال ؟ ثم هل سيوافق هو‬
‫على ذلك في حين انه كما يقول يحبها ؟ في االساس‬
‫هل سيظل متمسكا بهذا الحب بعد ان يعلم من تكون ؟‬
‫هي تتمنى ان يفعل النه عندها فقط سيندم كما ينبغي‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!!عادت ثانية الى والدها لتقول له‬
‫(لندع االمور على ما هي عليه في الوقت الحالي فانا‬
‫اساسا ليس لدي اي وقت حاليا عندما اعود سارى‬
‫تطور االوضاع مع سيف وسنرى ما علينا فعله‬
‫)‪...............‬قامت لتعانق والدها لتخرج بعدها من‬
‫المكتب وتتجه الى المنتظران لها ‪ ،‬وقفت امامهما‬
‫وهي تقول موجهه حديثها الى سيف (سيف هل‬
‫ستعدني انه ال مزيد من المشاكل قادم‬
‫؟)‪..............‬اومأ برأسه بوجوم دون رد ‪ ،‬بينما قالت‬
‫سلمى (جيجي اتصلي كل يوم )‪...............‬قالت‬
‫بحنان (بالتأكيد حبيبتي )‪...............‬ظهرت ابتسامة‬
‫حالمة على شفتيها وهي تقول (هل سترين صديقك‬
‫هناك؟)‪..............‬اتجهت عيناها الى سيف الذي‬
‫انعقدت مالمحه وتحفز جسمه لتقول بعدها لسلمى في‬
‫هدوء (حبيبتي انه ليس في لندن ‪ ،‬انا ذاهبة فقط‬
‫للدراسة )‪..............‬اقتربت من سيف لتقول له فيما‬
‫بدا كشئ خاص بينهما (حبيبي ال تصدر احكاما قاطعة‬
‫فبعض االمور ال تكون كما تظهر امام اعيننا‬
‫)‪...................‬قال بتحفز (انا اتعامل على قدر ما‬
‫لدي من معلومات ثم ان احكامي خاصة بي وال اظن‬
‫ان مشاعري الخاصة تعني شيئا له من االساس‬
‫)‪...................‬هو يعلم وليس في مرحلة التخمين‬
‫ومن الواضح انه يأخذ االمور بشكل شخصي فهو‬
‫يظن ان والدهما اليريدهما وقد تخلى عنهما وال يعبأ‬
‫بهما ‪...........‬لماذا تشعر ان عليها ان توضح له‬
‫الصورة الحقيقية وان تبرأ يوسف ؟ كما وان الضرر‬
‫ايضا سيمتد الى سيف فبكل تأكيد ليس سهال على طفل‬
‫ان يظن ان والده يرفضه ؟ ثم هل مشاعره السلبية‬
‫متعلقة بيوسف فقط ام بها ايضا ؟ هل يشعر انها ايضا‬
‫ترفضهما وهي لم تقل صراحة انها امهما ؟ كما انها‬
‫ال تبدي اعتراضا على كونها فقط جيجي بالنسبة لهما‬
‫؟‪.............‬وقفت امامه واحتضنت جسمه المتشنج‬
‫وهي تقول له هامسة عندما كان يتململ رافضا‬
‫االستكانة (انتما افضل شئ حدث في حياتي وصدقني‬
‫من يبتعد عنكما هو الخاسر )‪............‬استكان بعدها‬
‫ليضمها بقوة بجسده الصغير وهو يقول (ومن يبتعد‬
‫عنك ايضا اكبر خاسر )‪..............‬نظرت اليه مبتسمه‬
‫لتضم يدها في قبضة ويفعل هو المثل ثم يلمس كل‬
‫منهما يد االخر (جيف فايف ) وكأنهما يوقعان اتفاق‬
‫وتقول له بابتسامة متألقة (اهم شئ هو الثقة بالنفس‬
‫)‪.............‬احتضنت بعدها سلمى التي كانت غافلة‬
‫عما بينهما لتبادلها العناق بحماس وهي تقول لها (ال‬
‫تغيبي كثيرا )‪..............‬قالت بحب (ال استطيع حتى‬
‫ولو اردت )‪............‬نظرت اليهما تمأل عينيها من‬
‫وجهيهما الجميالن بينما تغادر متمنية العودة باقرب‬
‫وقت‬

‫*استيقظت من نومها لتجد شخصا اخر جوارها انه‬


‫معتز زوجها هل فعال توفي والدها ؟ هل كانت االحداث‬
‫الماضية حقيقية ام مجرد كابوس طويل ؟ انها تتمنى‬
‫ان تكون فقط كابوس ولكن تبقى في النهاية امنية‬
‫فالواقع سيظل كما هو ‪............‬عادت دموعها‬
‫للتساقط بينما تنظر اليه وتحمد هللا على وجوده في‬
‫حياتها ‪...........‬ان الوضع كان سيكون مزريا في عدم‬
‫وجوده ‪ ،‬لقد كان اقاربها سيجتمعون حولها مثل‬
‫الذئاب المتجمعة حول الفريسة !!!!!!!!!!!سيقسمون‬
‫المال وحتى هي لن تكون بعيدة عن دائرة التقسيم‬
‫فلطالما سمعت رامز الكريه يقول انه سيحصل عليها‬
‫‪.........‬لقد كان حتى قبل مرض والدها يحاول التقرب‬
‫منها ويدعي انه يحبها ‪...........‬حتى ان والده خطبها‬
‫من والدها والذي رفض بحزم مما جعلهم يطلقون‬
‫مزيدا من التهديدات ‪..........‬انها االن تشعر بالرعب‬
‫على معتز هل سيؤذنه انها تعلم انهم حفنة من‬
‫المجرمين وال شئ يعوقهم ‪...........‬انقبض قلبها عند‬
‫تلك النقطة ‪ ،‬وهي تدعو في سرها (احفظه لي يا الهي‬
‫)‪..............‬قامت من فوق السرير وتوضأت ثم صلت‬
‫وظلت تدعو لوالدها لوقت طويل ‪...........‬هل عليها‬
‫ان تظل في الحجرة ام يمكنها الخروج ؟ انها تعلم ان‬
‫اخوته موجودون ‪...........‬الدكتور احمد سبق ورأته‬
‫منذ مده طويلة عندما ذهب معهم في رحلة باليخت‬
‫وكذلك ريهام وسارة اما االخر والذي لمحته ليعرفها‬
‫معتز به قائال (اخي االكبر يوسف )‪..........‬لقد وجه‬
‫اليها كلمات العزاء ورغم الحالة التي كانت تمر بها اال‬
‫انها لم تملك اال ان تالحظ تلك الهيبة والقوة اللتان‬
‫تشعان منه ‪ ،‬انها االن مترددة في ان تخرج هو على‬
‫كل حال لن يأكلها اليس كذلك ؟!!!!!!!!!!!!خرجت‬
‫فلم تجد احدا في الريسبشن هل خرجوا ؟ توجهت الى‬
‫حيث مكانها المفضل في الشرفة لتجد شخصا اخر‬
‫هناك وامامه الب مفتوح انه هو ‪................‬كانت‬
‫ستتراجع حين الحظ وجودها ليقول في هدوء (تعالي‬
‫شيري ال تجعلي وجودي يزعجك )‪...............‬احمرت‬
‫خجال ثم دخلت لتجلس على احد المقاعد ‪...........‬رفع‬
‫نظره اليها انها ال تزيد كثيرا عن طفلة خاصة بهذا‬
‫الحزن الذي يعلو وجهها تجعل االنسان يشعر بالرغبة‬
‫في حمايتها قال محاوال جذبها الى الحديث (في أي‬
‫عام دراسي انت االن ؟)‪..............‬قالت بخجل (في‬
‫الصف الثالث الثانوي )‪...............‬اذا فليس هو‬
‫الوحيد الذي تزوج فتاة مدرسة في العائلة‬
‫!!!!!!!!!!!ها هو شقيقه يلحق به ولكن في حالته‬
‫كان الوضع اسوأ فقد كانت في الصف االول الثانوي‬
‫فقط ‪...............‬قال (هل تبلين جيدا في الدراسة‬
‫؟)‪...............‬هزت رأسها بنفي ودموعها تتساقط‬
‫لتقول (ليس كثيرا منذ مرض بابا لم انتظم‬
‫)‪...............‬قال بتشجيع (ال زال الوقت متسعا قبل‬
‫االختبارات يمكنك تعويض ما فاتك ‪ ،‬كما ان الجميع‬
‫في العائلة متفوقون لذا فانا واثق من انك ستفعلينها‬
‫)‪...............‬قالت باعتراض وكأنها ترفض اشارته‬
‫على كونها اصبحت جزء من العائلة (ولكن انا لست‬
‫جزء من عائلتكم لذا فالقوانين ال تسري علي‬
‫)‪.................‬برقت عيناه رغم انها تقصد رفض ما‬
‫اعتبرته نوع من الشفقه من جهته اال ان رد فعلها‬
‫اعجبه وهي تظهر هذا التحدي ربما يكون القدر قد‬
‫اختار لشقيقه زوجه جيده قال بحزم (منذ اللحظة التي‬
‫تزوجت فيها معتز اصبحت جزءا من عائلتنا لذا‬
‫القوانين التي تسري على اخوتي تسري عليك ايضا‬
‫وال مجال للفشل واال عليك ان تواجهيني شخصيا‬
‫)‪..................‬خفف قوله بابتسامة شديدة الجاذبية‬
‫ولكن رغم ذلك شعرت بتأثير كلماته هل عليها االن ان‬
‫تبدأ بالمذاكره حتى ال تضطر الى تلك المواجهة‬
‫؟‪..............‬دخل معتز الذي استيقظ الى الشرفة‬
‫فجلس جوارها ووضع ذراعه حولها في اشارة داعمة‬
‫ليقول بعدها (يبدو وانك تعرفت اخيرا على شقيقي‬
‫االكبر)‪................‬قالت بصوت خافت حانق (بالتأكيد‬
‫)‪................‬بعدها بقليل انضم اتحمد اليهم ليسمعوا‬
‫صوت اغالق باب الشقة بينما دخل عمر تتبعه ريهام‬
‫ثم سارة التي توجهت نحو شيرين وقالت لها (لقد‬
‫استيقظت اخيرا ‪............‬ثم اكملت ساحضر لك الغداء‬
‫)‪...............‬قالت باعتراض (ليس لي شهية‬
‫)‪................‬قالت بتعاطف ( حاولي حبيبتي ان تأكلي‬
‫القليل حتى ال تنهاري )‪..............‬قالت بتردد (ساتي‬
‫معك )‪...............‬انها بالتأكيد لن تستطيع االكل مع‬
‫وجود كل هذه الجماهير لذا فاالفضل ان تأكل في‬
‫المطبخ !!!!!!!!!!!!!!!ذهبت ريهام لتغير مالبسها‬
‫بينما ظل عمر معهم ليقول لمعتز (ميزو ان شيري‬
‫جميلة جدا انها تشبه الدمية التي تمتلكها ابنة عمتي‬
‫)‪..................‬قام معتز من مكانه ليحمل عمر بعدها‬
‫الى اعلى وهو يهدده قائال (سالقي بك من الشرفة ايها‬
‫الوغد انا ميزو وزوجتي دمية لقد تماديت يا فتى‬
‫)‪................‬كان قد اقترب من الشرفة عندما بدأ‬
‫عمر بالصراخ (خالو يوسف انجدني ان هذا ميزو‬
‫المجنون سيرميني )‪..................‬نهض من مكانه‬
‫مبتسما ليأخذه منه وهو يقول (ليس لك شأنا به‬
‫)‪..............‬قال مدعيا التذمر (لماذا لم تتركني ارميه‬
‫انه اليزال يكررها ‪.................‬قال يوسف (بما انه‬
‫الطفل الوحيد في العائلة وليس هناك احتياطي لذا‬
‫علينا ان نحافظ عليه )‪..............‬قال معتز بسخرية‬
‫( ارأيت كيف ان لدي حق ان هذا الولد نحس فمنذ ولد‬
‫لم يأتي اطفال بعده )‪ ................‬حاول التماشي مع‬
‫المزاح متجاهال الجزء الذي يخصه فهو الوحيد الذي‬
‫كان متزوجا خالل تلك الفترة بما ان ريهام لم تكن‬
‫تعيش مع زوجها فقال ( نعتمد عليك في تغيير الوضع‬
‫)‪...............‬قال مدعيا الفزع (لست انا بالتأكيد‬
‫فزوجتي ال تزال صغيرة ‪ ،‬ربما يكون احمد من‬
‫سيفعلها )‪.............‬لماذا ينظران اليه ‪ ،‬اذا كانا‬
‫يتوقعان انه سيخبرهما عن طفل قادم في الطريق‬
‫فسينتظرا طويال !!!!!!!!!!هو يعلم ان يوسف لم‬
‫يخبر غيره عن نتيجة الفحوصات وان غير قادر على‬
‫االنجاب وقد خشي ان يتطرق معتز بشكل مباشر الى‬
‫الموضوع ‪..........‬ولكن على كل حال سيظهر‬
‫الموضوع بما انه تزوج ثانية ‪...........‬فالجميع لديهم‬
‫شكوكهم ان نهال السبب وخاصة جدهم هو يتمنى فقط‬
‫ان تمر االمور باقل قدر من الخسائر نظر اليهما ليقول‬
‫بعدها (حتى االن ال جديد )‪...........‬اضاف (ساستعد‬
‫حتى نذهب لحضور العزاء )‪.................‬دخل الى‬
‫الحجرة ليجد فرح قد استيقظت ‪............‬كان قد نام‬
‫عندما كانت هي بالخارج وعندما استيقظ وجدها نائمة‬
‫جواره قالت له بتساؤل (هل سنغادر الليلة ام سنبيت‬
‫هنا ؟)‪...........‬قال مجيبا لها (هذا يعتمد على متى‬
‫سنعود )‪............‬اومأت برأسها وهي تقول (حسنا‬
‫)‪..............‬اتجه الى الحمام قاستغلت الفرصة لتتصل‬
‫بسها وتقول لها (يبدو انني لن اتي في الغد ايضا‬
‫)‪.............‬وصلها الصوت (هل ستبيتون هناك‬
‫؟)‪...........‬ردت قائلة (اجل ) قالت لها بتآمر (عليك‬
‫ان تستغلي الفرصة )‪.............‬قالت باحراج (انه‬
‫حتى ال يطيق كلمة مني )‪...............‬قالت بنزق (بما‬
‫انك تعتمدين على عديمة الخبرة مثلي فال يمكنني ان‬
‫افيدك ‪ ،‬ولكن قلدي االفالم )‪................‬قالت بخفوت‬
‫(ساحاول ) طلت محدقة به وهو يرتدي مالبسه‬
‫استعدادا للخروج ترى هل ستجرؤ على القيام بما‬
‫تلمح به سها انها في هذا الوضع ال تمتلك اقل‬
‫الوسائل حتى‬

‫*****كان المكان قد امتأل بالمعزيين بين معارف‬


‫المتوفى ومعارفهم الشخصيين واصدقاء معتز‬
‫‪...............‬كان هناك جو من التوتر يحيط بالمكان‬
‫فاالطراف االساسية الواقفة الستقبال المعزين وتقبل‬
‫مواساتهم يبدو وان الرابط بينهم ليس الحزن‬
‫المشترك ولكن عداء بالغ يكاد ان يكون محسوسا‬
‫بينما انتشر الحراس في المكان حتى ان الشخص‬
‫الذي سيدقق النظر سيالحظ انتفاخ اماكن تحت‬
‫السترات باالسلحة التي يحملونها !!!!!!!!!!!ورغم‬
‫وجود العديد من رجال الشرطة الذين اتوا لتقديم‬
‫العزاء فانه ال شئ تغير ‪..............‬مع دخول شاب‬
‫يزيد عن منتصف العشرينات قليال ارتفعت اربعة‬
‫ازواج من العيون حاملة بداخلها الكثير من التحفز‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!مد يده الى معتز الواقف لتلقي العزاء‬
‫وهو يقول (البقاء هلل )‪..................‬نظر الى يده‬
‫بحدة رافضا ان يمد يده اليه ‪ ،‬ليكمل الثاني ساخرا‬
‫بصوت منخفض (انت تقف بجوار رامز متلقيا عزاء‬
‫عمه الذي اصبح عمك ايضا ‪ ،‬في حين تضن علي‬
‫بمصافحة امام كل هذه العيون الراصدة‬
‫)‪...............‬رفع اليه عينان مشتعلتان ليقول بعدها‬
‫(وهل تريد ان تقف جواري انت االخر الكمال ثالثية‬
‫المغفل والمجرم والندل ) ‪................‬رد بهدوء (بل‬
‫ربما الجعلك تكتشف الحقيقة في النهاية‬
‫)‪................‬اقترب احمد والذي الحظ ما يدور بينهما‬
‫ليقول بصوت هادئ منخفض (تفضل يا دكتور محمد‬
‫)‪............‬قال بتقدير (شكرا لك )‪............‬قال معتز‬
‫بحنق (ما كل هذا االحترام الذي تعامله به‬
‫؟!!!!!!!!!!ثم انه ليس دكتور اال تعرفه‬
‫)‪................‬قال احمد ( بالتأكيد اعرفه ‪ ،‬وبما انه‬
‫حصل على الدكتوراة اصبح دكتور )‪...............‬قال‬
‫بدهشة (حصلت على الدكتوراة ؟)‪...............‬قال‬
‫بوقاحة (لقد اكتشفت انني بعيدا عن تأثيرك السئ‬
‫استطيع تحقيق الكثير )‪.............‬برقت عيناه في‬
‫غضب انه يعلم انه يتعمد استفزازه ‪ ،‬كما ان رؤيته له‬
‫بهذه الطريقة المفاجئة بعد مرور كل هذه السنوات‬
‫تجعله مضطربا وايضا فضوليا وربما انه وجد الشئ‬
‫الذي فقده بعد مرور زمن طويل ‪.....................‬رد‬
‫بوقاحة مماثلة (وما الذي اعادك ام هل مللت من‬
‫حياتك وترغب بانهائها ؟)‪.................‬قال (لقد اردت‬
‫ان اواسيك وان التقيك في مكان لن يمكنك ان تتشاجر‬
‫فيه )‪.................‬قال بغضب ( يمكننا بسهولة ان‬
‫نخرج ونسوي ما بيننا )‪.................‬انتقلت انظاره‬
‫الى الشخص االخر الذي يرمقه بنظرات قاتلة ولكنه‬
‫يكتم غضبه زوج شقيقته واخو زوجته وهو خال‬
‫اوالده !!!!!!!!!!!ليقول له بعدها بتحدي (ال يمكنني‬
‫الرفض )‪.............‬كانا سيتجهان الى الخارج عندما‬
‫اوقفهم احمد قائال (هل جننتما ؟ وانت يا معتز كيف‬
‫ستغادر وتترك العزاء ؟ هيا يا محمد ادخل واجلس‬
‫بالداخل مثل االخرين)‪ ...................‬نظر اليه‬
‫متسائال فوجده يقول له بصوت خافت (سنلتقي في‬
‫الصباح امام العمارة التي بها شقتنا انت تعرفها‬
‫)‪.............‬قال له بثبات ( بالتأكيد‬
‫)‪......................‬انه ينتظر تلك اللحظات فخالل‬
‫المشاجرة التي ستتم بينهما سيخرج كال منهما ما‬
‫يحمله تجاه االخر من مشاعر سلبية‬
‫‪................‬جلس على الكرسي يستمع الى القارئ‬
‫الذي كان يقرأ بعض ايات القرآن الكريم ‪.....‬ليجد‬
‫شخصا اخر ينظر اليه بسخرية مهينة انه ذلك الكلب‬
‫رامز !!!!!!!!!!ربما تكون مواجهته مع معتز قد‬
‫تأخرت للصباح ولكن هو لن يمانع في ان يلقن ذلك‬
‫الحيوان درسا في هذه اللحظة بالتحديد ‪.............‬نظر‬
‫اليه من اعلى السفل باحتقار عالما ان النظرة‬
‫المحتقرة ستجعل الوغد يشتعل فلطالما كان ممن‬
‫يحملون بطحة فوق رؤسهم ويمكن اثارتهم باقل شئ‬
‫!!!!!!!!!!!!وجده يجلس على الكرسي الفارغ‬
‫بجواره ليقول من بين اسنانه (يبدو انك اكثر غباءا‬
‫من االبله االخر لتظهر في محيطي ثانية )‪.............‬ثم‬
‫اكمل بوقاحة (أو ربما اعجبتك اللعبة خاصة انهم لم‬
‫يفعلوا لك شيئا؟!!!!!!!! )‪...............‬قال محاوال‬
‫استدراجه ليتوصل الى ما خفي عنه (انا اريد ان‬
‫اشكرك على الرغم من كونه شكرا متأخر جدا فلقد‬
‫منحتني الشجاعة التي كنت افتقدها لتحقيق هدفي‬
‫)‪............‬قال معجبا بنفسه (العفو لقد اردت ان‬
‫اجعلك هكذا دائما ولكن انت من كنت ترفض وكأنني‬
‫ساضرك )‪................‬قال بهدوء (انا اريد ان اتكلم‬
‫معك كثيرا لذا فلنتمشى قليال بعيدا عن جو العزاء‬
‫الخانق )‪...............‬قام معه بينما سار رجالن ضخما‬
‫الجثة خلفهما ليتوقفا بالقرب من السور المحيط‬
‫بالشاطئ ليقول له مدعيا الفضول (لقد حاولت كثيرا‬
‫الوصول الى تلك الحالة من وقتها ولكن بال جدوى‬
‫)‪.....................‬وجده يضحك ضحكات عالية ماجنة‬
‫وهو يقول (انها سر الصنعة يا فتى ‪.........‬نقلل‬
‫ادراكك العقلي بينما نزيد من قدرتك الجسدية فيصبح‬
‫همك الوحيد هو اشباع غريزتك دون ان تدرك حتى‬
‫)‪...............‬لقد اوشك على الوصول قال له (هل هو‬
‫مخدر ما ‪........‬ما يفعلها ؟)‪..............‬قال وعيناه‬
‫تلمعان (الخلطة تكون مخدر للعقل مع منشط جنسي‬
‫)‪...............‬اذن فهذا هو السبب وهو من لم يستطع‬
‫تفسير االمر فلقد رأى كثير من االشخاص بعد‬
‫تعاطيهم المخدرات في حالة عدم اتزان وينتابهم‬
‫ضعف عام وهذا كان يثير استغرابه ويجعله يشمئز‬
‫من نفسه النها في اول فرصة لغياب عقله اتجهت‬
‫لالغتصاب !!!!!!!!!!!!!!!اذا يبقى شئ واحد لماذا‬
‫اتجه الى شقة معتز بالتحديد ؟ لماذا مثال لم يستخدم‬
‫واحدة من بنات الهوى النهاء االمر ؟ ال ريب ان‬
‫الوغد له يد في ذلك !!!!!!!!!!!!قال محاوال‬
‫استدراجه ( اشكرك مرة اخرى النك جعلتني احصل‬
‫على الفتاة التي لطالما اردتها ولكن لم يكن لدي‬
‫الشجاعة الفعلها )‪.................‬ضحك بصوت عال‬
‫وقال ( لم يكن لديك خيارات اخرى فانا من ادخلك‬
‫شقته ‪ ،‬لقد امرت رجالي بضرب الغبي معتز واخذ‬
‫المفتاح منه وكانت الخطة انه سيعود ليجدك لم تفق‬
‫بعد ويجد اخته هكذا وعندها يقتلك فيعدم او‬
‫يسجنوبهذا نتخلص من كالكما )‪...............‬قاطعه‬
‫(اذا كنت تريد قتلي )‪.............‬قال له بسخرية (ال‬
‫تأخذ االمر على محمل شخصي انا اردت قتله هو ‪،‬‬
‫كانت الخطة تتعلق به وبشقيقتك التي كنا نراها في‬
‫النادي ولكن شقيقتك كانت مع والديها لذا فشل االمر‬
‫فعكسنا االدوار )‪.................‬هل كان هو مجرد خطة‬
‫بديلة ايضا وقتها كان سينعكس كل شئ معتز وملك‬
‫كانا سيكونان سويا ‪ ،‬وهو دون دور وربما لم يكن‬
‫حتى سيستطيع االنتقام ولكن القدر كان له رأي آخر‬
‫هو وسارة يوسف وملك وسيف وسلمى انسحب‬
‫بهدوء ليقول له (اشكرك على التوضيح ) بينما يتبعه‬
‫بنظرات تحمل كره العالم مؤجال تصفية الحسابات‬
‫لمرة اخرى يكون فيها اكثر استعدادا)‬

‫************دخل ثالثتهم الى الشقة ليقول‬


‫يوسف لهما (انتظرا)‪..............‬توجه الى الحجرة‬
‫حيث حقيبته التي عاد بها من السفر ليخرج وفي يده‬
‫علبتان مستطيلتان متمثلتان في الحجم واللون االسود‬
‫ويقول الحمد (هذه هدية فرح فانا لم اعطيها هدية‬
‫الزواج حتى االن )‪...............‬واعطى العلبة االخرى‬
‫لمعتز وقال (وهذه هدية شيرين )‪..............‬فتح معتز‬
‫العلبة ليرى داخلها سوار من الذهب به عدة قطع من‬
‫الياقوت االخضر تزينه فقال له شاكرا (انه رائع لم‬
‫يكن عليك ان تكلف نفسك الى هذا الحد‬
‫)‪..................‬قال ساخرا (انا احب ان اكلف نفسي ثم‬
‫ان الهدية ليست لك من االساس )‪..............‬قال احمد‬
‫مبتسما (انا ساختصر االمر وادخل حجرتي في صمت‬
‫)‪...............‬اتجه الى الحجرة فوجدها جالسة على‬
‫السرير والهاتف في يدها يبدو ان تلعب‬
‫!!!!!!!!!!!!!!انهما حتى في الليلتان اللتان قضياهما‬
‫في منزل جده كان يعود فيجدها نائمة اما الليلة فهي ال‬
‫زالت مستيقظة ‪...............‬وجدته يمد يده بعلبة‬
‫سوداء مستطيلة يبدو عليها الفخامة ويقول (تفضلي‬
‫)‪..................‬نظرت اليه بذهول مختلط بالفرح هل‬
‫احضر لها هدية ؟ لم يستمر ظنها طويال فقد صححه‬
‫لها وهو يقول (يوسف ارسلها لك انها هديته بمناسبة‬
‫الزواج )‪................‬ربما الهدية ليست منه بل من‬
‫اخيه ولكن هذا ال يعني اال تعجبها فتحتها لتجد سوار‬
‫رائع تزينه فصوص مبهرة من الماس انها حقا هدية‬
‫فخمة ‪...............‬قالت بانبهار (انها رائعة‬
‫)‪............‬ثم ارتدتها في معصمها نظر الى ذراعها‬
‫العاري يبدو انها تخلت عن ترينجاتها الغالية ام ان‬
‫تلك الترينجات خاصة بشهر العسل‬
‫؟!!!!!!!!!!!!!!‪...........‬كانت قد نزلت مع ريهام‬
‫واشتروا بعد االشياء لقد ارادت ان تشتري قميص نوم‬
‫مالئم ولكنها شعرت بالحرج من ريهام لذا اكتفت‬
‫ببيجامة من الحرير يجتمع فيها اللون الفضي مع‬
‫االسود بنصف كم واسفلها بدي حمالت اسود اللون ‪،‬‬
‫وقامت بفرد شعرها االسود الطويل ووضعت بعض‬
‫المكياج الخفيف ‪.............‬انها تعلم ان عليهما ان‬
‫يتفاهما في البداية ولكن هو دائما يصعب عليها‬
‫االمور ربما يكون اجتذابه جسديا وسيلة لكسر االمور‬
‫المتجمدة بينهما !!!!!!!!!!!!!!!استدار ليغير مالبسه‬
‫ثم استلقى على السرير واضعا ذراعيه خلف رأسه‬
‫محدقا في السقف !!!!!!!!!!!وصلت الى انفه رائحة‬
‫عطر رقيق مختلط برائحة الشامبو بعبير األزهارالذي‬
‫لطالما ارقه في شهر العسل ‪...............‬التفت اليها‬
‫فشعر بتوترها وانها تقريبا تحبس انفاسها‬
‫!!!!!!!!!!!!!!نظر اليها متفحصا لما كل هذا التوتر ؟‬
‫لماذا تبدو كالتلميذ الذي لم يحل واجبه ويخشى من‬
‫حمله تفتشية مفاجئة من المعلم ؟‪..........‬قال بهدوء‬
‫(ال داعي لكل هذا التوتر يا فرح انا لن استغل الفرصة‬
‫الهجم عليك )‪...............‬قالت بتوتر (انا اعلم انك لن‬
‫تفعل ) ‪............‬ثم اضافت لنفسها وهذا على االرجح‬
‫سبب توتري !!!!!!!!!!!!قال (حاولي ان تنامي‬
‫التمكن ايضا من النوم )‪............‬قالت غير راغبة في‬
‫انهاء الحديث (انا اشفق كثيرا على شيري انها حزينة‬
‫جدا اظن ان الوضع بالنسبة لها يؤلم اكثر الن والدتها‬
‫ايضا متوفاة )‪..............‬رد عليها قائال (اجل بالتأكيد‬
‫)‪..............‬قالت بفضول (لقد توفي والداك في نفس‬
‫الوقت هل ال زلت تشعر بااللم حتى االن‬
‫)‪..............‬قال بعمق (ان االلم يخف لتبقى في القلب‬
‫برودة مع احساس بالخواء يصعب ان يمأله اي شئ‬
‫آخر ‪...........‬تشعر حتى ان نجاحك او فشلك صار بال‬
‫معنى فلم يعد هناك من يهتم ‪............‬اال ان هللا يلطف‬
‫باالنسان فيجد البدائل او يتحمل مسئوليات تجعله‬
‫غيرقادر على مواجهة المه الداخلي فليس هناك وقت‬
‫او حتى طاقة ليشعر بألمه)‪.................‬هل وجد‬
‫بدائله ؟ يقولون ان الزوج احيانا يكون اب لزوجته‬
‫وكذلك الزوجة قد تمثل ام لزوجها ‪...........‬ال ريب انه‬
‫اصبح يعاني مزيدا من الخواء فهو يريد بديال لالم‬
‫وكذلك للزوجة !!!!!!!!!!!مدت يدها لتلمس يده‬
‫وتقول بخفوت (انا آسفة )‪..............‬لم ينفر منها او‬
‫يبعد يدها كما توقعت ‪ ،‬ولكن وجدته يقول لها ( لم‬
‫االسف ؟)‪................‬انها آسفة النها لم تفهم في‬
‫الوقت المناسب ‪..........‬انها اكتشفت مشاعرها بعد‬
‫فوات االوان ‪...........‬انها لم تر النور اال بعد ان بات‬
‫مشمئزا من فتح عيناه ليتلقاه ‪................‬قالت‬
‫بصدق (النني افهم فقط بعد فوات االوان‬
‫)‪..................‬قال (ما الذي فهمتيه متأخرا‬
‫؟)‪................‬قالت (قيمة ما املكه )‪..............‬نظر‬
‫اليها بغموض وقال (فرح انا لن ادعي اني ال افهم ما‬
‫تحاولين الوصول اليه انا اعلم انك تريدين التراجع‬
‫عن موقفك ربما نتيجة ادراك متأخر او تغير في‬
‫االولويات ‪ ،‬وانا في هذه اللحظة بالتحديد لن انكر ان‬
‫جسدي يأن رغبة بك وان ما يلح به علي عقلي‬
‫وجسدي حاليا ان انسى بين ذراعيك كل شئ ‪ ،‬ولكن‬
‫هذا لن يكون حال للوضع القائم ‪ ،‬انا اريدك ان تتأكدي‬
‫اوال كما اريد ان امنح لنفسي ولك الفرصة كاملة الن‬
‫عندها لن يكون هناك مجال ألي تراجع كما ان الخطأ‬
‫عندها لن يكون قابال الي غفران لينهي كال منا‬
‫دراسته وربما عندها نذهب الى شهر عسل حقيقي )‬
‫شعرت باالمل يجتاح كل خالياها ثم اقتربت منه وقبلته‬
‫على خده فنظر اليها بدهشة لتقول بخجل (هذا توقيع‬
‫االتفاق ) اقترب منها ليضع رأسها على الوسادة‬
‫ويهبط بفمه على فمها في قبلة عاصفة بدا وانها لن‬
‫تنتهي فيما يداه تمران فوق جسمها تحرقانه ليبتعد‬
‫بانفاس متقطعة وهو يقول (هكذا يكون التوقيع‬
‫الحقيقي ) ابتسمت وهي تقول (ال بد انك توقع باسمك‬
‫الكامل ) ضحك وقال وهو يغمز بعينه (نسيت ان ابارك‬
‫لك على البيجامة الجميلة ) نظرت الى نفسها لتجد‬
‫البدي فقط هو الموجود كما انه مرتفع من االسفل‬
‫جذبت الغطاء قائلة بخجل (شكرا لك)‬

‫* انه مستيقظ منذ ان صلى الفجر لقد خرج ثالثتهم‬


‫للصالة حتى معتز الذي ورغم كونه يصلي حريصا‬
‫على الصالة في وقتها وخاصة الفجر‪...........‬ربما‬
‫الموت لشخص قريب يؤثر في االنسان‬
‫!!!!!!!!!!!!!!عاد ثالثتهم فدخل االخران الى‬
‫حجرتيهما ثانية بينما هو فتح الالب وبدأ بمتابعة‬
‫االخبار فهو على كل حال لن ينام ثانية !!!!!!!!!! ترى‬
‫هل عادت الى لندن ؟ ربما عليه ان يتأكد اتصل بعصام‬
‫احد رجاله الموجودون هناك والذي اخبره انه‬
‫سيتحرى حول االمر ‪............‬وجد رسالة تصله ليجد‬
‫صورتها وهي تدخل مبنى الجامعة العريقة‬
‫‪.............‬اذا فقد عادت !!!!!!!!!!!هي ستنشغل في‬
‫الدراسة بكل تأكيد وهو عليه ايضا ان يهتم بعمله‬
‫الذي اهمله كثيرا في الفترة االخيرة ‪..........‬ولكن بما‬
‫انه هنا االن ربما عليه ان يمارس بعض الرياضة‬
‫‪............‬ارتدى تيشيرت وبنطلون مريح‬
‫‪...........‬ليجد معتز مرتديا مالبسه هو االخر مستعدا‬
‫للنزول ‪............‬بادره قائال (الى اين‬
‫؟)‪...............‬لماذا سيخرج يوسف في هذه اللحظات‬
‫انه يريد النزول ليقابل صديقه اللدود وفقا التفاقهما‬
‫باالمس!!!!!!!!!! وهو ال يريد تدخل شقيقه قال‬
‫مراوغا وهو يالحظ انه مرتديا مالبس مالئمة‬
‫للرياضة (لقد قررت النزول للجري‬
‫)‪................‬ابتسم له وقال (فلتصاحبني وسنرى من‬
‫يغلب )‪................‬ضخك وقال له ( اجعلها مسابقة‬
‫في التجديف )‪............‬قال ساخرا ( ولكنك محترف اذا‬
‫التحدي سيكون غير عادل )‪.................‬قال (امري‬
‫هلل لنجعلها في الجري )‪ ..................‬خرج احمد‬
‫ايضا وقال (ساصحبكما ولكن دون مسابقات انها‬
‫هواية ولكن يوسف يريد ان يجعل كل شئ تحدي‬
‫)‪..................‬قال ساخرا (لنلغي المسابقة من اجل‬
‫االخ الرقيق )‪.................‬بادله معتز الضحك ليصلوا‬
‫بعدها الى االسفل ويبدأون بالركض بمحاذاة شاطئ‬
‫البحر ‪...............‬كان الهواء المنبعث من البحر في‬
‫ساعات الصباح االولى يجعل الجو منعشا مما شجعهم‬
‫على االستمرار لمدة طويلة ‪....................‬عادوا الى‬
‫المكان الذي بدأوا منه ليجدوا شخصا اخر يجلس فوق‬
‫الرمال مالبسه مبلولة وكانه قد انهى السباحة منذ‬
‫قليل ‪..............‬قام مقتربا منهم قائال (السالم عليكم‬
‫)‪...............‬كان احمد فقط هو من رد بينما مط هو‬
‫شفتيه بالمباالة وتجاهله يوسف‪...........‬ليقول بعدها‬
‫موجها كالمه الى معتز (لقد اتيت في الموعد ولكن‬
‫انت لم تكن موجودا )‪...............‬لم يرد معتز بل‬
‫يوسف الذي اقترب منها والغضب الشديد يلوح على‬
‫وجهه ليجذب مالبسه من االمام بعنف بالغ وهو يقول‬
‫( ما هذا التبجح الذي تظهره ايها الغبي ؟ هل تظن ان‬
‫جريمتك قد سقطت بالتقادم لتأتي وتتحدث معنا‬
‫ببساطة )‪.............‬قال بثبات (مرحبا بك يا ايضا يا‬
‫صهري ام علي ان اصمت الن اشقائك ال يعلمون عن‬
‫المصاهرة المزدوجة التي تجمعنا سويا‬
‫)‪...................‬نظر اليه بصرامة وقال وهو يلكمه‬
‫ملقيا به على االرض (ال داعي الن تستخف دمك النك‬
‫تعلم ان بقائك على قيد الحياة في هذه اللحظة ليس‬
‫شيئا مضمون )‪..............‬اشار احمد الى معتز ليبتعدا‬
‫فقال محمد الذي وقف مرة اخرى (انا ال ادري سر هذا‬
‫الموقف المتشدد من جانبك خاصة ان ما تتهمني به قد‬
‫فعلت مثله واكثر )‪...............‬قال بغضب (انا فعلت‬
‫مثلك ايها الحقير؟ )‪................‬رد باستهزأ (بل اكثر‬
‫انا على االقل لم اقم بجريمة خطف ‪..............‬وكما‬
‫يقولون العبرة بالنتائج والنتيجة ان سارة على ما يرام‬
‫بينما انجي هي االكثر معاناة )‪.....................‬قال‬
‫بحزم ( ابتعد االن حتى يتم االتفاق اللعين الني ال‬
‫اضمن نفسي تجاهك ايها الوقح )‪...............‬قال‬
‫بهدوء حاول ان يستجمعه بالقوة فهو سينفذ ما كان‬
‫عازما عليه رغم كل شئ !!!!!!فهو على كل حال لم‬
‫يتوقع منه استقبال مرحب (هناك امرا مهما اريد‬
‫اخبارك عنه )‪...............‬نظر اليه باحتقار ليقول له‬
‫(ال اريد ان اسمع منك حرفا آخر حتى لو تعلقت به‬
‫حياتي )‪..................‬نظر اليه بتفحص ليقول بعدها‬
‫(صدقني ستندم النك رفضت ان تسمعني وعندها ال‬
‫تلومني)‪................‬غادره وهو يوجه اليه نظرة‬
‫مشمئزة ليقف بجوار احمد بينما اتجه معتز الى االخر‬
‫المنتظر ليقول له (واالن حانت لحظة تصفية‬
‫الحسابات )‪.............‬اندفع كال منهما تجاه االخر‬
‫مشحونا باالف من المشاعر المختلطة من احساس‬
‫بالظلم والقهر والبعد والنبذ والخيانة والغدر والطعن‬
‫وااللم ‪........‬على بعد فرض عليهم فرضا ‪............‬بدا‬
‫وكأنهما ثورين يقتتالن دون رحمة ولكن دون اصابات‬
‫خطيرة ‪.............‬كان معتز ملقى على االرض بينما‬
‫محمد يمسك بمالبسه مثبتا له على االرض وهو يقول‬
‫(اال يمكنك ان تفهم ان ذلك كان رغما عني ‪.........‬لقد‬
‫كان رامز الحيوان هو من دبر المؤامرة ونفذها‬
‫)‪.................‬قال بغل وهو يدفعه بقدمه ليقع بظهره‬
‫على االرض وينقلب الوضع (وما الذي جعلك تستجيب‬
‫لخطته الدنيئة ال تقل لي ان هذه االمور بها اكراه‬
‫)‪...............‬قال وهو يجذبه من شعره بعنف ليبعده‬
‫عنه (بها اكراه بكل تأكيد يمكنك ان تسأل شقيقك‬
‫الطبيب ايها البرئ )‪(...................‬ثم الم تسأل‬
‫نفسك من الذي ضربك في تلك الليلة وسرق منك‬
‫المفتاح واوصله لي )‪(...............‬هل تظن انني بين‬
‫ليلة وضحاها اصبحت املك عصابة كاملة بعيدا عن‬
‫عينيك )‪..................‬قال بغيظ وهو يلكمه في فكه‬
‫فتتركه يده (هل تتطوعوا لفعلها من اجلك دون حتى‬
‫ان تطلب ؟) ‪.......................‬رد له اللكمة وهو يقول‬
‫(اال تذكر انه اقسم ان يجعل كال منا يخلصه من االخر‬
‫‪............‬كانت تلك الخطة ان تأتي لتجدني قد فعلت‬
‫ذلك فتقتلني وتسجن )‪.................‬قال دون اقتناع‬
‫(وما هو الفخ الذي اوقعوك فيه لتنفذ لهم خطتهم‬
‫؟)‪................‬قال بنفاذ صبر (لقد حقنوني بمادة‬
‫مخدرة واخرى منشطة ثم اوصلوني الى شقتك‬
‫)‪.....................‬قال بتساؤل مستنكر (منشطة ؟) قال‬
‫بحنق (منشط جنسي )‪.................‬عقد حاجبيه دون‬
‫تصديق فيما يقفا متقابلين دون حركة ليرى احدهما‬
‫وكأن هناك انعكاس لشئ ما فيدفع االخر بقوة بينما‬
‫يتعالى صوت الرصاص لتنفجر بعدها الدماء‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك ‪..........................‬‬
‫الفصل الرابع والثالثون‬

‫عقد حاجبيه دون تصديق فيما يقفا متقابلين دون‬


‫حركة ليرى احدهما وكأن هناك انعكاس لشئ ما فيدفع‬
‫االخر بقوة بينما يتعالى صوت الرصاص لتنفجر بعدها‬
‫الدماء كان يقف وظهره للبحر ووجهه مقابال‬
‫للعمارات الموجودة في الجهة االخرى حين الحظ‬
‫انعكاس الشمس على سطح المع في الجهة المقابلة‬
‫رفع عينه ليرى السبب لتقع عيناه على ظل لشخص‬
‫فوق سطح العمارة وفي يده بندقية الية لقد كان هناك‬
‫قناص مستعد للتصويب الى الجهة التي يتواجدان فيها‬
‫!!!!!!!!!!!!لمح االرتداد الذي حدث لجسد الرجل‬
‫نتيجة اطالق الرصاصة ليعلم انه لم يبق اال لحظات‬
‫وتصل الى هدفها والذي ادرك انه معتز !!!!!!!!!لم‬
‫يكن هناك وقت لينبهه لذا فقد اندفع بجسده ملقيا به‬
‫بعيدا عن مسارالرصاصة والتي اكملت طريقها‬
‫لتتوقف داخل الجسم المواجه لها ليشعر بعمود من‬
‫نار يخترقه مسببا له االما مبرحة وملقيا به فوق معتز‬
‫الذي كان قد وصل الى االرض نتيجة لدفعته‬
‫‪ ..............‬كان يشعر بالذهول من الكلمات التي‬
‫يقولها محمد والحقائق التي تكشفت امامه‬
‫‪............‬ان هذا يفسر بالتأكيد كالم رامز له في‬
‫المستشفى ‪ ،‬كما ان الضرب العنيف الذي تباداله جعله‬
‫يشعر بالتعب لذا وقف كالهما في ما بدا كهدنة قصيرة‬
‫‪..........‬كان يلتقط انفاسه وهو ينظر الى البحر الذي‬
‫ال يحجبه عنه اال الجسم المواجه له ليفاجئ به يدفعه‬
‫بطريقة عنيفة جعلته يسقط الى االرض وهو يشعر‬
‫بالغضب لثواني فقط ليتحول االحساس الى الذهول‬
‫وهو يسمع صوت الرصاص ثم يسقط محمد فوقه‬
‫والدماء تندفع من مكان اصابته ‪..........‬رفع نظره‬
‫بسرعة الى مصدر الرصاصة ليرى شخص يجري‬
‫فوق سطح العمارة المتوسطة االرتفاع وفي نفس‬
‫اللحظة كان احمد ويوسف يقتربان منه ‪..........‬صرخ‬
‫باحمد (اهتم به )‪..........‬ثم وضعه برفق فوق االرض‬
‫‪ ،‬اشار الى يوسف والرجالن اللذان ظهرا خلفه الى‬
‫جهة العمارة قائال (ان الوغد هناك‬
‫)‪................‬امسك احدهما بسالحه مصوبا جهة‬
‫الرجل ليجد يوسف يقول له آمرا (ال تقتله اريد ان‬
‫اعلم من ورائه) ‪..............‬اندفع هو واحد الرجالن‬
‫الى المصعد ‪ ،‬في حين كان يوسف والرجل االخر‬
‫يتجهان الى الساللم ما ان توقف المصعد حتى وصلت‬
‫اليهما االصوات العالية والرجل الذي لم يظهر منه اال‬
‫عيناه تم تقييده وثني ذراعه الى الخلف ليسقط سالحه‬
‫ثم يبدأ يوسف والرجل في ضربه ‪...........‬وهو يهدر‬
‫به (تكلم ايه الحيوان من الذي ارسلك‬
‫؟)‪..................‬كان يحاول التنصل منهما رافضا‬
‫االجابة رغم الضرب المبرح الذي تلقاه‬
‫!!!!!!!!!!ليقول يوسف (صالح خذاه الى المكان‬
‫المعتاد حتى يبوح بما لديه )‪................‬نزال به‬
‫وانضم اليهما باقي الرجال الذين كانوا يمشطون‬
‫المنطقة تحسبا لوجود مجرمين اخرين ‪.............‬عادا‬
‫الى حيث الشاطئ ليجدا احمد جالسا يحاول اسعاف‬
‫محمد والذي كان قد فقد وعيه ‪.............‬قال يوسف‬
‫باهتمام (هل اصابته خطيرة ؟)‪..................‬عقد‬
‫احمد حاجبيه ليقول بعدها (انها لم تصب احد المركز‬
‫الحيوية الهامة ولكن تكمن خطورتها في انها اخترقت‬
‫العظم اسفل الذراع واعلى الصدر بالقرب من القلب‬
‫وازالتها ستتطلب دقة ومهارة بالغتان وهو يفقد الكثير‬
‫من الدم لذا علينا ان ننقله الى المستشفى بسرعة‬
‫)‪.............‬أومأ برأسه وهو يقول (ساحضر السيارة‬
‫حاال )‪.......................‬كانت جالسة في مكانها‬
‫المفضل بالشرفة شاردة في ذكرياتها مع والديها حين‬
‫سمعت صوت اطالق نار قريب فقامت من مكانها‬
‫ووقفت تنظرالى االسفل ‪ .............‬حين رأت معتز‬
‫وشخص معه والدماء تغطي مالبسه لوهلة شعرت‬
‫بالفزع وهي تظن انه المصاب لتجده يترك الشخص‬
‫االخر برفق لشقيقه الطبيب ثم يندفع هو ويوسف‬
‫راكضين ‪...........‬انها ال تدري من يكون المصاب‬
‫فهي المرة االولى التي تراه فيها ولكن وجوده معهم‬
‫يعني انه قريبهم او صديقهم ‪.........‬وجدت ريهام‬
‫تندفع الى جوارها تسالها بقلق (ماذا حدث شيري‬
‫؟)‪..............‬قبل ان ترد كانت تنظر الى االسفل لتعقد‬
‫بعدها حاجبيها وهي تقول بدهشة (محمد‬
‫)‪...............‬قفزت اسوأ الظنون الى رأسها هل قام‬
‫احد اشقائها باطالق النار عليه ؟‪..............‬بعدها‬
‫وفي نفس اللحظة كانت سارة وفرح تقفان جوارهما‬
‫لتطلق سارة بعدها شهقة مكتومة ثم تندفع الى االسفل‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!كانت في الداخل تحضر االفطار هي‬
‫وفرح عندما وصلهما صوت الرصاص‬
‫!!!!!!!!!!وجود اخوتها في االسفل جعلها تقلق كانت‬
‫ريهام من وصلت الى الشرفة اوال بينما هي وفرح‬
‫تأخرتا حتى ارتديتا الحجاب ‪..........‬وصلتها صرخة‬
‫ريهام وهي تقول (محمد )‪...........‬ما وقعت عليه‬
‫عيناها كان جسده الذي يقوم محمد باسناده بينما‬
‫الدماء تغطي مالبسه الرياضية !!!!!!!!!!!هل اصابته‬
‫خطيرة ؟ هل سيموت ؟ ثم ما الذي اتى به ؟ هل تهور‬
‫يوسف او معتز وقام باصابته ؟‪...........‬ال تدري كيف‬
‫وصلت الى االسفل هل نزلت بالمصعد ام بالساللم هي‬
‫ال تعلم المهم االن انها في االسفل ‪.............‬اندفعت‬
‫الى حيث شقيقها احمد لتقول وهي ترتجف (ما الذي‬
‫حدث ؟)‪.............‬اجابها بهدوء (لقد تعرضنا الطالق‬
‫نار ويبدو ان المستهدف كان معتز ‪.........‬لكن محمد‬
‫الحظ وجود شخص يطلق النار واستطاع ابعاده لكن‬
‫الرصاصة اصابته )‪.............‬عقدت حاجبيها لتقول‬
‫(هل اصابته خطيرة ؟)‪............‬قال بشكل عملي‬
‫حاول ان يطمأنها به (ليس كثيرا ) نظرت الى عينيه‬
‫المغلقتان والتي تدل على فقدانه للوعي وعلى بقعة‬
‫الدماء الكبيرة لتعلم ان شقيقها يحاول ان يطمأنها هل‬
‫سيموت ؟ هل يعنيها هذا ؟ بالتأكيد فحتى ان كانت‬
‫تكرهه وتنتظر لحظة تحررها منه اال ان وجوده‬
‫ضروري لتتمكن من استعادة المظهر الالئق امام‬
‫الناس ولمنع الفضيحة كما انها رغم كل شئ ال تتمنى‬
‫الشر الي انسان حتى هو ان لديه ام واب وهما‬
‫بالتأكيد سيشعران بالحزن ان اصابه مكروه ثم هو‬
‫نفسه ال تريد ان يؤذى الى هذه الدرجة دون شعور‬
‫منها مدت يدها تلمس كفه لتشعر ببرودتها شعرت‬
‫بهذه البرودة تتسلل الى قلبها وتمأله بالرعب لتقول‬
‫(احمد لماذا لم تأخذه الى المستشفى؟ ) قال بهدوء‬
‫(ذهب يوسف ليحضر السيارة وسنذهب حاال ) كانت‬
‫السيارة قد وصلت فادخلوه بها وانطلقوا بسرعة‬
‫نظرت الى اثر الدماء الموجودة على الشاطئ ونغزه‬
‫تضرب قلبها لتقول بعدها بالم (يا رب استر )‬

‫*عادت من الكلية لتجد شقيقها الذي كان دوامه ليال‬


‫ليس نائما كالمعتاد ولكن يجلس في الرسيبشن بينما‬
‫مالمحه غير مقرؤة ‪............‬القت حقيبتها لتجلس‬
‫بعد ذلك على الكرسي وتقول له بمرح (ال تقل انك‬
‫اشتقت الي وفضلت ان تنتظرني مستغنيا عن النوم‬
‫)‪..............‬لفت نظرها الشئ الذي وضعه على‬
‫الطاولة دون ان يتكلم ‪..............‬بدأت هي الحوار‬
‫لتقول له بتحدي (هل تفتش اشيائي الخاصة‬
‫؟)‪...............‬نظر اليها بحنق وهو يقول (لم اكن‬
‫ادرك ان لديك اسرار تخفينها ولكن كنت ابحث عن‬
‫ملفات فارغة الني احتجت اليها ولكن كان هذا ما‬
‫وجدته )‪..............‬قالها وهو يشير الى ثالثة من‬
‫العلب الفخمة والتي كتب عليها اسماء اغلى ماركات‬
‫المجوهرات في العالم ‪ ،‬قالت ببرود (انها حلي ليست‬
‫مخدرات او شئ من هذا القبيل )‪................‬قال بحدة‬
‫(كيف حصلت عليها ؟ ما الذي قدمته في مقابل مئات‬
‫االالف من الجنيهات ؟)‪.................‬كانت عيناها‬
‫مشتعلة لتقول له بغضب (قدمت الذي تظنه‬
‫!!!!!!!!قمت به قمت باغواء رجل ثري‬
‫)‪.............‬امسك بيدها بعنف وهو يقول (ايتها‬
‫الوقحة الن تتغيري ابدا ؟هل تظني انني هذه المرة‬
‫ساصمت كالمعتاد انت واهمة؟ !!!!!!!!!!ان كان‬
‫ابوكي يتركك بسبب احساسه بالذنب نتيجة ما فعله هو‬
‫وابنه الغالي فانا لن افعل )‪...............‬كانت تشعر به‬
‫يكاد يحطم ذراعها ‪ ،‬انها ال تدري لما ترغب دوما‬
‫بايصال هذا االحساس لهم ولكن هذا يكفي فعماد على‬
‫االقل وقف الى جوارها طويال ولكن هي غضبت منه‬
‫النه كشف ما اخفته ‪..........‬قالت بهدوء (ان الذي‬
‫اعطاني هذه المجوهرات هو زوجي لذا ال تخف على‬
‫شرفكم انه بأمان )‪............‬نظر اليها بذهول وهو‬
‫يقول (يوسف اعطاك هذه االشياء !!!!!!!!!!!!!اين‬
‫قابلته ؟)‪............‬قالت بمرارة (وهل تظن ان اخفاء‬
‫وجوده في انجلترا عني سيوقفني ؟)‪...............‬قال‬
‫بدهشة (كنت خالل االيام السابقة معه وقدم لك الهدايا‬
‫‪ ،‬انا حتى االن ال افهم ما يحدث !!!!!!!هل استطعت‬
‫التعامل معه بشكل طبيعي ؟ ان هذا غير منطقي كما‬
‫تعلمين في حوادث االغتصاب )‪....................‬قالت‬
‫بمرارة ساخرة (اظن ان الوضع يتغير عندما يكون‬
‫الجاني شديد الوسامة والجاذبية )‪...............‬نظر‬
‫اليها بدهشة انها تتحدث بسخرية هي انعكاس اللم‬
‫الزال موجودا داخلها ‪............‬مدت يدها وهي تقول‬
‫(بعدما عرفت ان طريقة حصولي على هذه االشياء‬
‫شرعية تماما اظن انك ستمنحني ايها‬
‫)‪..................‬ناولها لها لتتجه الى غرفتها فيوقفها‬
‫صوته قبل ان تصل اليها فاستدارت تواجهه وهو‬
‫يقول (انجي هل اخبرته عن االطفال ؟‬
‫)‪....................‬هزت رأسها نفيا وهي تقول (لم افعل‬
‫)‪...........‬نظر اليها ببرود ليقول بشكل مهني بحت‬
‫(اذا لم يكن بينكما عالقة جسدية )‪................‬احمر‬
‫وحهها بصدمة وهي تقول له (ماذا ؟ ليس لك شأن‬
‫بهذا )‪................‬قال وكأنه يقرر امر واقع (لو حدث‬
‫شئ بينكما كان سيعرف من اثر العملية‬
‫)‪.....................‬قالت بحنق (لماذا تتكلم هكذا‬
‫؟)‪............‬قال مبتسما (انا اتعجب فقط النه اعطاك‬
‫كل هذه االشياء خالل فترة قصيرة )‪.................‬قالت‬
‫بسخرية (النها ال تعني له شيئا فهو ثري جدا‬
‫)‪..............‬قال مازحا (دعك من افكار ابيك وعيشي‬
‫معه حتى سيكون هذا افضل لالطفال‬
‫)‪.............‬نظرت اليه بدهشة ان عماد عملي جدا‬
‫ويصل الى الهدف من اقصر طريق ‪...‬هل االمر بهذه‬
‫البساطة ؟!!!!!!!!!!!!!!!!سارت الى غرفتها دون ان‬
‫ترد اختفت من امام انظاره ليجد والده يتصل ‪.....‬فتح‬
‫الخط ليالحظ ان صوت والده مختلف فثباته المعتاد قد‬
‫اهتز قليال كان يقول له (لقد اصيب اخوك في حادث‬
‫اطالق نار وحالته خطيرة )‪............‬عقد حاجبيه‬
‫بتوتر وهو يقول (محمد اين اصيب بالتحديد ؟) شرح‬
‫له الحالة واخبره انه حتى االن لم يتم اجراء العملية‬
‫في انتظار االخصائي الذي تم طلب حضوره من‬
‫انجلترا سمع من والده االسم الشهير الحد اساتذته‬
‫اضاف االب (لقد حجزت وساسافر فورا ) وجد نفسه‬
‫يقول (وانا ايضا سآتي معك ) لم يعترض وقال له‬
‫(احجز مباشرة من لندن ) قال له (حسنا سافعل ) انه‬
‫يعرف الجراح شخصيا فلقد درس له في الجامعة كما‬
‫انه يعمل في نفس تخصصه بينما تخصص والده هو‬
‫المخ واالعصاب لذا اراد السفر بنفسه ‪.‬اتصل‬
‫مستطلعا االمر ليعلم ان الدكتور (كايل ربنسون‬
‫سيسافر على متن طائرة خاصة والتي تخص احد‬
‫رجال االعمال والذي طلب حضوره شخصيا ان انجي‬
‫محقة فزوجها يملك طائرة خاصة كما انه ارسل بطلب‬
‫الدكتور الشهير والذي سيكلف حضوره ثروة وصل‬
‫الى المستشفى حيث وجد ان الدكتور يستعد للرحيل‬
‫تذكره الدكتور نظرا للقائت هم المتعدده قال له بهدوء‬
‫(دكتور سالحق بك هناك فان المصاب هو اخي واتمنى‬
‫ان تبذل قصارى جهدك ) رفع الطبيب رأسه وهو‬
‫يقول (بالتأكيد سافعل لما ال تسافر معي ؟) هل عليه‬
‫ان يفعل ؟ ثم انه اخبر الطبيب انه اخاه وبالتأكيد‬
‫سيكون شئ مثير لالستغراب اال يسافر على الطائرة‬
‫التي من المفترض انها تخصهم كما ان جواز سفره‬
‫معه لذا فاالفضل ان يفعل‬

‫* لقد كان يهدده قبلها مباشرة بالقتل ليجد بعدها نفسه‬


‫في موقف ال يحسد عليه بعد اصابته !!!!!!!!!!!كان‬
‫قد رأى ما حدث من بعيد فهو واحمد كانا قد اتفقا‬
‫بشكل غير معلن ان يتركاهما ليصفيا حسابهما دون‬
‫تدخل ‪.......‬ليتغير بعدها المشهد في لحظات‬
‫‪........‬كان المستهدف هو معتز لقد تأكد ذلك بعد‬
‫استجواب رجاله للرجل والذي اعترف ان من ارسله‬
‫هو رامز الكاشف وكان يريد قتل معتز ‪..........‬ال بد له‬
‫ان يضع حدا لهوالء المجرمين فليست هذه هي المرة‬
‫االولى التي يحاولون فيها قتل شقيقه ‪.........‬كما ان‬
‫هذه المرة لم تتضح عواقبها بعد انه يدعو هللا ان‬
‫ينجيه رغم انه كان في يوم من االيام راغب في قتله‬
‫ولكن موته سيعقد االمور من كل الجهات‬
‫‪..........‬فموضوع سارة سيصبح اكثر تعقيدا وكذلك‬
‫عالقته بملك ‪..........‬ومن ناحية اخرى هو يشعر‬
‫بالشكر ناحيته وربما بالتقدير ايضا فلقد انقذ شقيقه‬
‫والذي كانت اصابته على يد القناص ستقتله في الحال‬
‫‪ ،‬ولذا فان موقفه تجاهه قد اختلف ‪ ........‬معتز من‬
‫وقتها مصاب بصدمة وال يتكلم معهم حتى بل عينه ال‬
‫تنزل من فوق االجهزة المتصلة بجسم صديقه‬
‫المصاب ‪...........‬لقد قام باستدعاء امهر الجراحين‬
‫في العالم ال جراء العملية فهو مدين له بهذا‬
‫‪..................‬كانت والدته قد حضرت هي وزوجها‬
‫وكانا يجلسان في االنتظار لقد عادوا جميعا الى‬
‫القاهرة حتى معتز وزوجته بالطائرة الخاصة‬
‫‪.............‬ومعهم محمد المصاب ليتلقى افضل عناية‬
‫‪..................‬خرج ليصلي ثم جلس بعد ذلك في‬
‫الحديقة ليفتح هاتفه والذي كان قد اغلقه منذ الصباح‬
‫‪..........‬ما ان فتحه حتى تعالى الرنين ليظهر له رقم‬
‫غريب من بلد اجنبي وتحديدا انجلترا ‪..........‬ربما من‬
‫والد محمد او ‪.....‬فتح الخط ليقول بثقة (من يتكلم‬
‫؟)‪...........‬لم يكن هناك رد كان سيغلق الخط عندما‬
‫انتبه الى صوت االنفاس والتي ال يمكن ان يخطأها‬
‫انها هي !!!!!!!!!!هل عرفت ان اخاها مصاب ؟ هل‬
‫ستكشف له عن شخصيتها الحقيقية ؟‪...............‬بعد‬
‫ان دخلت حجرتها غيرت مالبسها وخرجت لتجد ان‬
‫عماد قد اختفى ‪..........‬اعدت بعض الطعام واخذته‬
‫معها لتجلس تتناوله وتفتح الالب لتدخل على موقع‬
‫التواصل االجتماعي حيث الجروب الخاص بدفعتها‬
‫والذي توجد به اخر االخبار وكذلك الفيديوهات الهامة‬
‫وروابط للكتب والمراجع ‪............‬تصفحته لبعض‬
‫الوقت ليبدأ هاجس داخلها يحثها على البحث عن‬
‫اخبار تخصه قالت لنفسها في حنق (اعقلي يا فتاة‬
‫وركزي في دراستك )‪...............‬اندفع صوت داخلها‬
‫يقول (انها دقيقة فقط وربما من االساس لن يكون‬
‫هناك جديد )‪...........‬فتحت نافذة اخرى وكتبت اسمه‬
‫لتجد الصحيفة المصرية التي تصدر باالنجليزية‬
‫وهناك عنوان به اسمه قرأت لتشعر بعدها بالرعب‬
‫(تعرض رجل االعمال يوسف السعيد لحادث اطالق‬
‫نار )‪...............‬شعرت بالرعب يعتريها فامسكت‬
‫بالهاتف والذي قد احضرت له خط جديد برقم مختلف‬
‫لتطلب رقم الهاتف الذي تحفظه عن ظهر قلب‬
‫!!!!!!!!!!‪..........‬ان كان بخير سيرد عليها بكل تأكيد‬
‫اليس كذلك ؟‪................‬وجدت الصوت المميز‬
‫الواثق يصل الى اذنها سائال (من المتكلم‬
‫)‪..........‬شعرت برجفة تعتريها انه بخير ويكفي هذا‬
‫االن ‪..........‬هي لم تفكر من االساس ماذا ستفعل او‬
‫ستقول ان رد عليها كل ما ارادته هو االطمئنان عليه‬
‫!!!!!!!!!!!ساد الصمت قليال دون ان يغلق الخط‬
‫لتجده بعدها يقول (اسمعيني صوتك ما دمتي قد‬
‫اتصلت )‪.....................‬هل ترد عليه ؟ هل سيكون‬
‫عليها تغيير خط هاتفها مرة اخرى ؟ على كل سيحدث‬
‫هذا النها متأكدة انه عرف انها هي ‪............‬قالت‬
‫بتوتر يبدو انها تشعر به دائما في وجوده حتى ان كان‬
‫ذلك الوجود عبر الهاتف (هل انت بخير ؟ لقد قرأت‬
‫عن تعرضك لحادث اطالق نار )‪............‬قال بهدوء‬
‫(لقد كنت موجودا في المكان ولكني لم اكن المستهدف‬
‫وكذلك لم اصب )‪............‬سكت قليال فعلى ما يبدو‬
‫هي ال تعلم باصابة اخاها اكمل (زوج شقيقتي هو من‬
‫اصيب )‪............‬لقد قال زوج شقيقتي ولكن لم يحدد‬
‫من ‪........‬هل من الممكن ان يكون محمد ؟ هل هو‬
‫موجود في مصر من االساس ؟‪..............‬قالت بتوتر‬
‫(هل هو بخير ؟)‪................‬ماذا سيقول لها انه بين‬
‫الحياة والموت؟ انه ال يعلم اي شئ ‪.........‬هل عليه‬
‫ان يخفيها ؟ ربما من االفضل ان يطمئنها مؤقتا النه‬
‫لو حدث االسوأ فانها بال ريب ستعلم ‪............‬قال‬
‫بهدوء (اجل الحمد هلل )‪..............‬هل عليها ان تغلق‬
‫‪................‬عاد يقول (لماذا رحلت مادمت تخافين‬
‫علي هكذا ؟)‪............‬ال رد ماذا ستقول له‬
‫!!!!!!!!!!عندما لم ترد كان هو المتكلم فقال لها (ال‬
‫تغيري رقم الهاتف ثانية واهتمي بنفسك مادمت لم‬
‫تمنحيني الفرصة الهتم بك )‪.................‬هل يريد‬
‫انهاء المكالمة قال بهمس اجش (تذكري دائما اني‬
‫احبك في رعاية هللا )‪...............‬اغلق بعدها الخط هل‬
‫كان عليه ان يغلقه سريعا هكذا ؟ جلست لدقائق‬
‫مذهولة لماذا يؤثر بها هكذا قوله انه يحبها ؟ لماذا‬
‫تشعر بصداه يتردد داخلها مكتسحا كل ركن في قلبها‬
‫؟ لقد سمعتها من قبل من كثير من الرجال وكانت‬
‫تستمع بايقاعهم انتقاما منه هو لماذا االن تشعر انها‬
‫مختلفة ؟ ‪.............‬عادت الى تفكيرها السليم لتتذكر‬
‫شيئا مهما عليها ان تتصل بوالدها ‪..........‬وصل اليها‬
‫صوته مختلفا قالت له دون تردد (بابا ماذا حدث‬
‫؟)‪................‬قال بهدوء لم يخلو من التوتر (اطمئني‬
‫حبيبتي لم يحدث شئ )‪...............‬قالت بتصميم‬
‫وصراحة (ما الذي حدث لمحمد ؟)‪.................‬انها‬
‫المرة االولى التي تذكر ابنته فيها اسم اخيها منذ‬
‫سنوات ولكن يبدو ان الشدائد تقرب المتنافرين قال‬
‫(لقد اصيب وانا ساسافر على الطائرة المغادرة الى‬
‫القاهرة بعد قليل )‪..............‬شعرت بالدماء تفر من‬
‫جسدها ان الذي يجعل اباها يسافر بهذه السرعة ال بد‬
‫وان يكون شئ جلال ‪............‬قالت منهية الحوار‬
‫(ساتصل بك عندما تصل الى هناك العرف تطور‬
‫الوضع )‪................‬جلست فوق االرض وجسمها‬
‫يذهب الى االمام ثم الى الخلف في حركات رتيبة رغم‬
‫ما حدث هي بالتأكيد ال تريده ان يموت ‪ ،‬انه شقيقها‬
‫المفضل حتى بعد كل هذه السنوات التي عاشتها مع‬
‫عماد ال تزال صلتها بمحمد اقوى كانت دائما معه على‬
‫طبيعتها وهو كان يحقق لها كل ما تطلبه كما ان‬
‫تاريخهما المشترك كبير هل سيموت ؟ انها حتى لم‬
‫تخبره انها سامحته كما طلب منها لم تشعر باحضانه‬
‫منذ سنوات وحتى لم تراه اال تلك المرة العابرة كانت‬
‫دموعها قد بدأت في التساقط دون رادع هل عليها هي‬
‫ايضا ان تسافر؟ ان ذلك يعني انكشاف الحقيقة فمن‬
‫الواضح ان يوسف متواجد ستنتظر لترى ما سيحدث‬
‫في الساعات القادمة وبعدها تقرر‬
‫*حدث كل شئ بسرعة !!!!!!!!!!!! بعد حادث اطالق‬
‫النار لم يكلمها معتز ولكن ريهام اخبرتها ان تستعد‬
‫النهم جميعا سيسافرون ‪.............‬وجدت صديق معتز‬
‫المصاب ينقل الى الطائرة وهناك طاقم طبي معه‬
‫وهناك اشياء معلقة بجسمه ‪...........‬ركبوا هم ايضا‬
‫على متن نفس الطائرة ‪..........‬رأت معتز يدخل مع‬
‫المصاب ولكنه لم يتبادل معها الكالم ولكن ظل جالسا‬
‫جوار صديقه دون ان تتحرك عيناه من فوقه‬
‫!!!!!!!!!!كان التوتر يمأل المكان حتى سارة الجالسة‬
‫جوارها كانت تبدو في حالة من الذهول لذا لم تكلمها‬
‫وذهبت لتجلس جوار فرح قالت لها (هذه الطائرة‬
‫خاصة اليس كذلك ؟)‪.............‬قالت لها بهدوء (اجل‬
‫)‪...........‬قالت بدهشة (هل يتم استأجرها‬
‫؟)‪...........‬نظرت اليها فرح وقالت (ال حبيبتي انها‬
‫ملك يوسف )‪............‬زادت دهشتها وقالت (يوسف‬
‫شقيق معتز )‪...........‬قالت فرح (بالتأكيد‬
‫)‪............‬ماذا شقيق زوجها الذي تظن انه مفلس‬
‫يملك طائرة خاصة ؟ انها وهي من كانت تظن نفسها‬
‫ثرية لم تركب طائرة خاصة من قبل !!!!!!!!!!ومادام‬
‫كذلك لماذا كان يعيش في تلك الشقة العجيبة‬
‫؟!!!!!!!!!!!اذا فهو لم يتزوجها من اجل المال لماذا‬
‫اذا تزوجها؟ هل كان والدها يعلم من يكون ؟ بالتأكيد‬
‫‪..........‬فالريب انه من عائلة معروفة فقليلون فقط في‬
‫مصر هم من يملكون طائرات خاصة‬
‫!!!!!!!!!!!!!تذكرت اسمه ثم ابدلت اسمه باسم‬
‫يوسف ‪..........‬ها !!!!!!!هي باالمس كان تتحدث مع‬
‫يوسف السعيد شخصيا كما انها زوجة معتز السعيد‬
‫!!!!!!!!!!!‪.........‬لقد عرفته دائما كمعتز سليمان اذا‬
‫فالسيارة والشقة الفخمة واالموال التي كان ينفقها‬
‫هي ملكه !!!!!!!!!!!ذهبت معهم الى حيث سيقومون‬
‫لتقابلها المفاجأة الثانية وهي المكان الذي ظهرت‬
‫فخامته بداية من البوابة الضخمة التي عبروها‬
‫والحراسة التي تحيط بها ثم الحدائق المنسقة بعناية‬
‫والتي تشغل مساحة كبيرة وبعد ذلك حوض السباحة‬
‫الضخم ثم المكان المبهر نفسه والطاقم المسئول عن‬
‫اعمال المنزل !!!!!!!!!!ليتم ادخالها فيما عرفت انه‬
‫جناح معتز والذي كانت مساحته ضعف حجم شقته‬
‫االولى ‪..............‬القت نفسها فوق الفراش الواسع‬
‫وامسكت الهاتف محاولة االتصال بمعتز اال انها‬
‫وجدت هاتفه مغلقا ‪........................‬كان قد غادر‬
‫المستشفى منذ عدة ساعات وتوجه الى مقر‬
‫المجموعة النجاز بعض االعمال ‪..........‬فاخر كالم‬
‫لالطباء ان الحالة مستقرة وهم في انتظار وصول‬
‫الجراح االنجليزي ‪............‬ولذا قرر ان يعود عند‬
‫وصوله سمع صوت هاتفه فنظر اليه ليجد المتصل‬
‫سارة ‪...........‬انه يشعر بالقلق عليها نظرا للحالة‬
‫الغريبة التي اصابتها منذ الحادث وكأنها ال تدري كيف‬
‫عليها ان تتصرف او حتى ان تشعر‬
‫‪...........‬فمستقبلها معلق بحياة الشخص الذي قام‬
‫بايذائها من قبل !!!!!!!!!! ثم ان هذا الشخص لم يكن‬
‫غريب عنها بل عرفته لسنوات كان خاللها اقرب شئ‬
‫الخ اكبر اخر او صديق طفولة ‪..........‬وهو زوجها‬
‫على الرغم من ظروف هذا الزواج ‪..........‬لتأتي‬
‫لحظة فارقة تجعلها غير قادرة على االنحياز الي‬
‫جانب !!!!!!!!!!هو يتمنى ان تعبر عما بداخلها حتى‬
‫تخفف من الضغط المتراكم في نفسها ‪...........‬حيته‬
‫بصوتها الرقيق الذي كان يعكس توترها ‪..........‬قال‬
‫بهدوء (سارة حبيبتي كيف حالك ؟)‪..............‬قالت‬
‫(بخير )‪............‬ثم استجمعت شجاعتها لتقول بعدها‬
‫(اريد الذهاب الى المستشفى )‪.................‬اخذ نفسا‬
‫عميقا ‪ ،‬وهو يفكر هل سيكون تركها تذهب تصرف‬
‫سليم ؟ ثم من سيكون هناك ؟ هل ستستطيع السيطرة‬
‫على مشاعرها ؟‪..........‬ولكن ربما تكون في حاجة‬
‫للتواجد هناك وهو يعلم ان ردود افعالها لن تكون‬
‫متطرفة لذا قال لها (ساخذك معي عند ذهابي‬
‫)‪...................‬كان المساء قد حل عندما دخل هو‬
‫وهي الى المستشفى تركها ليتوجه الى حيث مكتب‬
‫مدير المستشفى الذي تم استقبال الطبيب الشهير فيه‬
‫‪...............‬دخل المكتب الواسع الفخم لواحدة من‬
‫اغلى مستشفيات البلد ‪...........‬ليجد المكان تقريبا‬
‫مزدحم !!!!!!!!!!!تعرف على المدير الذي يجلس‬
‫خلف المكتب ‪..........‬وادار عينه ليجد شقيقه احمد‬
‫‪..........‬وعلى الكرسي المجاور يجلس شاب في نفس‬
‫عمره تقريبا ثم في الجهة االخرى الطبيب االنجليزي‬
‫االشقر وجواره والد زوجته الدكتور عبد الرحمن‬
‫‪..........‬اتجه الى حيث يجلسون ملقيا التحية ثم تكلم‬
‫مع الطبيب مباشرة والذي كان ممسكا بصور لالشعة‬
‫تبين الحالة واخبره ان العملية ستبدأ في الحال‬
‫‪..........‬جلس هو االخر في حين كان التجمع الطبي‬
‫يتبادل النقاش ‪........‬ليجد الشاب الجالس ينظر اليه‬
‫بطريقة اقرب ما تكون الى التقييم !!!!!!!!!!انه لم‬
‫يره من قبل ولكن شيئا حوله يبدو مألوفا‬
‫!!!!!!!!!!انتبه الى الدكتور ربنسون وهو يحدثه قائال‬
‫( اماد )‪............‬اذا فهذا عماد عبدالرحمن شقيق ملك‬
‫االخر انه يشبهها قليال لذا راوده هذا الشعور‬
‫‪..........‬كما كان والده ينظر اليه بحدة بينما يتبادل‬
‫الحديث بصوت منخفض مع الطبيب ‪............‬خرج‬
‫الطبيب يتبعه عماد واحمد في طريقهم الى غرفة‬
‫العمليات ليجد الرجل االكبر يقول له (يوسف توقف‬
‫)‪...........‬وقف مكانه فبادره قائال (كم المبلغ الذي‬
‫دفعته للدكتور ربنسون ؟)‪.............‬قال له بثبات (ان‬
‫هذا ال يهم ثم ان هذا اقل شئ اقدمه )‪............‬قال‬
‫بحدة (وما الذي يمكنني ان اطلقه على هذا التصرف‬
‫هل هو احساس متأخر بالذنب ؟)‪............‬قال‬
‫باستنكار (أي ذنب ؟ ما الذي تريد قوله تحديدا يا‬
‫دكتور ؟)‪................‬قال (لقد كان معك انت‬
‫واشقائقك ومع كل ذلك الحقد هل تستغرب انني خمنت‬
‫)‪.............‬قال باسلوب حازم (وهل تظن اني ان كنت‬
‫انوي التخلص منه سافعلها االن وانا الزلت احتاجه‬
‫!!!!!!!!‪.........‬على االقل سانتظر انتهاء الموضوع‬
‫‪..........‬ثم فعال انا مدين له الن الرصاصة كانت‬
‫موجهه الى شقيقي وهو انقذه ‪.........‬واالهم انه اخو‬
‫زوجتي )ثم نظر اليه بتحدي ‪............‬قال بغضب (ال‬
‫تزال ترددها بكل ثقة )‪..............‬قال بهدوء (وهل‬
‫صمتي عنها سينفيها ؟)‪...............‬نظر اليه بغضب‬
‫وغادر متجها الى حيث غرفة العمليات ‪.........‬ان‬
‫كالمه يبدو منطقيا في كونه لم يصبه ولكن كالمه‬
‫حول ابنته ضايقه بشدة‪........‬‬

‫*كان الصمت يخيم خارج غرفة العمليات مع مرور‬


‫الوقت وقد اتجهت العيون الى الداخل بين ام مكلومة‬
‫تدعو هللا ان ينجي ابنها ومعها زوجها الذي جمعته‬
‫الظروف قصرا بالزوج السابق لزوجته‬
‫‪.............‬واالب الذي يدرك خطورة ما يحدث بالداخل‬
‫لذا كانت اعصابه على المحك واضطر ايضا الى‬
‫االنتظار جوار زوج ابنته الذي ال يطيقه‬
‫‪...........‬وزوجه ال تدري كم شخص من الموجودين‬
‫يعرف حقيقة وضعها وهي نفسها ال تعرف سبب‬
‫تواجدها !!!!!!!!!!!هل لو كان اصيب في مكان اخر‬
‫بعيدا عنها ولم تره غارقا في دمائه كانت ستأتي‬
‫؟!!!!!!!!!!!!كل ما تعرفه انها االن ال تستطيع البكاء‬
‫ليس خوفا من ان يخطئوا تفسير سبب دموعها او‬
‫حتى ان يتعجبوا منها !!!!!!!!!! ولكن النها تشعر ان‬
‫دموعها التي زرفتها خالل الساعات السابقة قد انهت‬
‫مخزون الدموع لديها ‪...........‬وحتى هي لم تحاول‬
‫تفسير سبب كل هذا البكاء ولكن هذه كانت المرة‬
‫االولى التي ترى فيها شخصا مصابا وهي من‬
‫االساس ال تحب ان ترى هذه االشياء ولذا لم ترغب‬
‫منذ البداية في ان تدرس الطب !!!!!!!!!!!كان يجلس‬
‫جوار شقيقته امسك يدها المرتجفة والتي تعكس ما‬
‫يمر بها من افكار تأبى ان تفصح عنها بصورة اوضح‬
‫ليهمس في اذنها (سيكون كل شئ بخير باذن هللا‬
‫)‪...............‬نفس الكلمات كان قد رددها منذ ساعات‬
‫لملك هل سيفقد المربع الذي جمعهم بشكل بالغ‬
‫القسوة احد اضالعه ؟ ال ان شاء هللا ال‬
‫!!!!!!!!!!!!!انفتح الباب ليخرج الجراح فيما وقف‬
‫معه الدكتور عبد الرحمن ليسأله عن الوضع وتتعلق‬
‫كل االذان برده لتخرج الكلمات تعيد اليهم الشعور‬
‫باالرتياح والشكرهلل (لقد تمت العملية بنجاح والوضع‬
‫مستقر ) ‪..............‬خرج بعد ذلك احمد وعماد اللذان‬
‫كانا يتحدثان ‪........‬توقفا امامهم ليقول احمد معرفا به‬
‫(يوسف شقيقي االكبر وشقيقتي الصغرى سارة‬
‫)‪.............‬يبدو ان االبن ال يأخذ منه نفس الموقف‬
‫العدائي الذي يتخذه االب!!!!!! فقد مد يده اليه‬
‫مصافحا ليقول بعربية بها لكنة اجنبية (تشرفنا‬
‫بشمهندس يوسف )‪.............‬مد يده اليه وصافحه‬
‫مبتسما وهو يقول (حمدا هلل على سالمة اخيك‬
‫)‪............‬يبدو انه قد عثر في النهاية على شخص‬
‫من العائلة ال يرغب في قتله !!!!!!!!!! مد عماد يده‬
‫جهة سارة وهو يقول (كيف حالك ؟)‪............‬وجد‬
‫احمد هو من امسك يده ليقول بعدها مبتسما (ان سارة‬
‫ال تصافح الرجال )‪..............‬نظر اليها في دهشه ان‬
‫زوجة اخاه محجبة وتبدو متدينة ‪ ،‬كما انها صغيرة‬
‫جدا كم كان عمرها في ذلك الوقت ؟!!!!!!!!!!يبدو ان‬
‫الوضع كان فعال مأساوي مما احدث رد الفعل العنيف‬
‫من شقيقها !!!!!!!!!!!! انه ال يعلم كيف كان رد فعله‬
‫جهة يوسف لو قابله باالمس فقط قبل ان يعلم بتغير‬
‫شقيقته جهته ؟ ولكن االن هو يعلم انه امام رجل قوي‬
‫ذا شخصية مميزة وعلى كل حال فانه هو وهو من‬
‫تربى طول عمره بانجلترا يرى ان الوضع الطبيعي‬
‫للمرأة المتزوجة خاصة اذا كان لها اوالد هو بجانب‬
‫زوجها ‪..........‬اما ما يقوله والده من عدم وجود اي‬
‫احتمال للصلح فيرى انه تعنت فهما ليسا مخطوبين‬
‫ومن السهل انفصالهما !!!!!!!!!!!!!!انهى كالمه مع‬
‫الطبيب الذي طمأنه على حالة ابنه واستدار ناظرا الى‬
‫حيث يقف االربعه كان الثالثة يتحدثون بينما تقف‬
‫الفتاة صامتة ‪..........‬انها سارة هو يعرفها من قبل‬
‫كان قد رآها في احد المرات وهي صغيرة عندما حضر‬
‫احد البطوالت التي كان محمد مشترك بها ‪ ،‬وكانت‬
‫تجلس وقتها جوار انجي ‪...........‬وهو شعر بالصدمة‬
‫فعال وكذلك االسف الشديد لما تعرضت له على يد ابنه‬
‫‪ ،‬والذي ظل يقسم له انه لم يرغب يوما في ان يؤذيها‬
‫ولم يفكر بها ابدا بتلك الطريقة ‪........‬ولكن رغم ذلك‬
‫حدث الضرر وال ريب ان الفتاة تأذت كثيرا‬
‫‪.............‬الم يكن لديه نسخة اخرى لفتاة صغيرة‬
‫تعرضت لنفس الشئ !!!!!!!!اقترب منها ليقول لها‬
‫(تعالي يا سارة اريد ان اتحدث معك )‪...........‬سارا‬
‫حتى وصال الى مكان شبه معزول بينما الحظ ان‬
‫نظرات شقيقها قد تبعته ‪.........‬قال بهدوء (كيف حالك‬
‫؟ ارغب في االطمئنان عليك )‪..............‬قالت بخجل‬
‫(الحمد هلل )‪..........‬قال وهو ينظر اليها بعمق راغبا‬
‫في فهم افكارها لقد شعر بالدهشة لوجودها‬
‫!!!!!!!!!هل تهتم فعال بابنه ؟ هذا بالتأكيد شئ جيد‬
‫فهو قد اخبره انه لن يطلقها وانه راغب في االستمرار‬
‫معها وبال شك سيكون اهتمامها به خطوة على‬
‫الطريق ‪(..........‬هل انهيت دراستك ؟)‪...........‬قالت‬
‫بهدوء (ليس بعد اليزال امامي عامان آخران‬
‫)‪...........‬سألها (وماذا تدرسين؟)‪.............‬قالت له‬
‫(الهندسة المعمارية ) وذكرت اسم الجامعة‬
‫‪..............‬لقد علم االن لماذا طلب منه محمد ان‬
‫يتوسط له في ان يعمل هناك ‪...........‬ان هذا الفتى‬
‫يخطط جيدا ‪............‬من جهته يتمنى له النجاح معها‬
‫فنظرته الثاقبة تؤكد انها فتاة جيدة وكذلك هدوئها‬
‫وعقلها الناضج سيمثل له مرساة يتوقف عليها تخبطه‬
‫‪ .............‬انه يشعر انه ال يستطيع ان يلوم ابنه كثيرا‬
‫على اخطائه فالوضع المعقد وغير المستقر الذي‬
‫عاش فيه منذ والدته كفيل بافساد حياة اي انسان‬
‫‪.............‬وهو االن بعد تجاوز ابنه للحادث الصعب‬
‫يأمل ان تجد روحه السكينة التي تحتاجها‬
‫‪...........‬انها تشعر بالتوتر نتيجة جلوسها مع الدكتور‬
‫عبد الرحمن وتبادله الحديث معه فهي ال تستطيع‬
‫انكار الهيبة التي تشع منه ‪...........‬انه حتى االن لم‬
‫يتطرق معها لشئ محرج ولكن يسأل ها في اشياء‬
‫عامة ورغم ذلك يظل توترها حاضرا ‪...........‬الحظ‬
‫ارتجافها فقال بحنان ابوي (ال تخافي يا ابنتي الحمد‬
‫هلل لقد تجاوز محمد مرحلة الخطر )‪............‬كان‬
‫ينظر الى انفعاالتها المتسارعة على وجهها ليجد‬
‫عيناها تغيمان وال تستطيع الرد ‪...........‬مسكينة هذه‬
‫الفتاة !!!!!!!!!!انها فعال في وضع صعب‬
‫!!!!!!!!!امسك بها ليضمها اليه ويربت على ظهرها‬
‫في حنان ويقول (سيكون كل شئ بخير‬
‫)‪............‬استكانت في احضانه وهي تفكر انه هكذا‬
‫يكون حضن االب !!!!!!!!!زمن طويل قد مر منذ ان‬
‫كانت طفله وكان والدها يحتضنها ‪..........‬بعد ذلك‬
‫عوضها يوسف ولكن عضالت صدره وذراعيه‬
‫البارزة كانت تشعرها باالمان ولكن ال تعوضها‬
‫احساسها المفقود ‪............‬حتى جدها كان يقبلها فقط‬
‫بطريقة عملية قاطعا الشعور بسرعة كبيرة‬
‫!!!!!!!!!! ولكن هي االن في احضان الرجل الذي‬
‫يعتبر والد زوجها والذي لديها حق شرعي في‬
‫الشعور بحنانه تشعر بنفس الشعور‬
‫المفقود‪...............‬كان قد ترك احمد وعماد يذهبا‬
‫لتغيير مالبسهما وسار باحثا عن شقيقته لينصرفا‬
‫ليفاجئه المشهد غير المتوقع‬

‫*******************اخبرها احمد انه‬


‫سيبيت في المستشفى وهي لم تكن تريد الذهاب الى‬
‫منزل والدها النه من الصعب ان تغادر منه الى كليتها‬
‫في الصباح مع وجود مالبسها وكتبها هنا ‪ ،‬لذا فكرت‬
‫ان تحضر من يبيت معها ‪..........‬استبعدت شقيقتها‬
‫نتغم فهي ال تريد اطفال لذا فكرت في سها ‪...........‬ان‬
‫والديها يعرفانها منذ الطفولة وكثيرا ما باتت عندهم‬
‫من قبل ‪..........‬اتصلت بها واخبرتها فجعلتها تكلم‬
‫والدتها والتي وافقت بعد ان علمت بعدم وجود زوجها‬
‫‪...........‬انها تعلم ان هناك حرب دائرة في منزلهم في‬
‫الوقت الحالي ‪ ............‬فامها تريدها ان توافق على‬
‫العريس الذي تقدم لها والذي يشغل منصبا مرموقا في‬
‫وزارة الخارجية ‪...........‬بينما هي تعلن انها مضربة‬
‫عن الزواج ولن تتزوج حتى ولو تقدم لها وريث‬
‫عرش اسبانيا !!!!!!!!!!!!وعلى ما يبدو ان والدها‬
‫اللواء فريد منتصر ال يريد االنحياز الي طرف فهو ال‬
‫يريد اغضاب مدللته سها او زوجته السيدة سهام‬
‫‪............‬لذا فالموضوع لم يحسم بعد‬
‫‪..............‬دخلت سها وهي تحمل حقيبة للظهر وفي‬
‫يدها شنطة عليها عالمة (ماكدونالد )‪...........‬لتقول‬
‫لها (بما انك انقذتني من ليلة بائسة من الحاح امي لذا‬
‫فقد احضرت لك العشاء )‪..............‬قالت ضاحكة‬
‫وهي تفتح الشنطة وتخرج الطعام (انت التعلمين‬
‫الخطة لقد احضرتك امك القوم باقناعك بالموافقة على‬
‫العريس الذي ال يعوض )‪.............‬قالت لها بنزق‬
‫(ان ذكرتي تلك الكلمة ثانية فانت المسئولة عما‬
‫سيحدث لك )‪.............‬ضحكت ثانية وقالت (ان العمة‬
‫سهام تظن اني متزوجة وعاقلة ولذا ساقوم بالتصرف‬
‫السليم واحثك ان تنضمي الى صف المتزوجين‬
‫)‪............‬قالت ساخرة (ربما عندما تنضمي اليه‬
‫بشكل حقيقي تستطيعين اقناعي )‪..............‬مطت‬
‫شفتيها في اعتراض طفولي وهي تقول (انها مسألة‬
‫وقت فقط يا فتاة )‪...............‬ضحكت وقالت (ربما‬
‫ستطير االفيال عندها ‪..........‬أواسبقك واتزوج قبلك‬
‫زواج فعلي)‪...................‬قالت لها بعد ان انهيا‬
‫طعامهما (اسبقيني الى االعلى ساقوم بعمل بعض‬
‫الهوت شوكلت والحق بك )‪..............‬صعدت الى‬
‫غرفتها لتجدها قد غيرت مالبسها وارتدت بيجامة‬
‫وردية عليها صورة كبيرة لسبونج بوب واسفلها‬
‫بنطلون برمودا ‪............‬وقسمت شعرها لنصفين‬
‫ربطت كل جهة بفيونكة حمراء ‪..........‬فاصبحت ال‬
‫تختلف كثيرا عن طفلة ‪...........‬كان تشعر بالدهشة‬
‫تجاه شكلها فهي على الرغم من شعرها البني المحمر‬
‫ليس هناك اي نمش ببشرتها !!!!!!!!!!!كما ان لونها‬
‫ليس شاحب بل كريمي دافئ وكذلك عيناها سودوان‬
‫واسعتان وليستا خضروان ‪...........‬ولكن بشكل عام‬
‫جميلة جدا نارية الطباوتحبها ‪................‬اخرجت‬
‫سها احد المالزم التي احضرتها معها لتقول لها‬
‫(امامك ساعة لتنهيها )‪.....‬قالت فرح باعتراض‬
‫(ولكن ساعة لن تكفي )‪............‬قالت بتصميم (ساعة‬
‫فقط يبدو ان اسلوب الضغط الذي يتبعه معك الدكتور‬
‫الوسيم هو الحل االمثل )‪................‬كانت الساعة قد‬
‫مرت وقد انتهيتا بالفعل فقالت سها (ال ادري كيف‬
‫فكرتي ان تصنعي هوت شوكلت ونحن نذاكر‬
‫؟!!!!!!!!!لقد جعلني اشعر بالرغبة في النوم ‪ ،‬اذهبي‬
‫واصنعي لي كابتشينو)‪................‬قالت لها معترضة‬
‫(انا اساسا ال احبه ‪........‬وال تظني انك ضيفة اصنعي‬
‫لنفسك ما تريدين )‪.............‬اتجهت الى االسفل وهي‬
‫تسبها دخلت المطبخ واعدته ثم امسكته في يدها‬
‫ستشربه اوال قبل ان تصعد ‪..........‬انها ستعاقبها على‬
‫رفضها صنعه لها بان تحرمها من وجودها لبعض‬
‫الوقت ‪...........‬اتجهت الى الريسبشن الفسيح ثم‬
‫وضعته فوق منضده صغيرة حتى يبرد وتستطيع‬
‫شربه‪............‬نظرت الى نفسها في المرآة الطويلة‬
‫الموضوعة على الحائط لتبدأ بعضها في اداء احد‬
‫عروضها ‪..........‬والتي تتهمها امها بالهبل حين تقوم‬
‫بادائها خاصة وانها تشرك اياد شقيقها الصغير معها‬
‫والذي عمره خمس سنوات فقط ‪ ،‬لقد انجبته امها بعد‬
‫توقف سبعة عشر عاما واحبته هي كثيرا‬
‫‪................‬بدأت في التمايل امام المرآة وهي‬
‫تغني‪(.........‬انت قلبك قاسي اوي اوي ‪............‬انت‬
‫مش بتحس كده وكده )‪..............‬لتنتقل بعدها الى‬
‫الرائعة االخرى وتقول بمياعة (رجب‪ .‬رجب حش‬
‫صحبك عني رجب صحبك جنني رجب قرب طمني‬
‫رجب قلو يسيب قلبي‪ .‬رجب حش صحبك عني رجب‬
‫صحبك جنني رجب قرب طمني )‪...............‬انقطع‬
‫صوتها لتستدير بحدة مع شعورها انها ليست وحيدة‬
‫!!!!!!!!!!لتجد رجل جالس فوق كرسي في اخر‬
‫الريسبشن لذا لم تراه عندما دخلت بينما يحاول‬
‫بصعوبة كتم ضحكاته !!!!!!!!!!!كان يرتدي بدلة‬
‫رسمية تظهر جسمه الرياضي الرشيق ونظارة نظر‬
‫انيقة وكان وسيم جدا !!!!!!!!!!!!!!!‪...........‬كانوا‬
‫قد اطمئنوا على استقرار حالة محمد وانه الداعي‬
‫لوجودهم وقد اراد ان يذهب الى احد الفناق ليبيت‬
‫ليلته ‪ ،‬الن الفيال التي يمتلكها والده لم يتم تجهيزها‬
‫بسبب حضورهم المفاجئ ‪..........‬ولكن الدكتور احمد‬
‫والذي لم يتعرف عليه اال اليوم والذي اعجبته‬
‫شخصيته وبدأت بذور صداقة تنمو بينهما اصر عليه‬
‫ان يقضي الليلة في منزله ‪...........‬فعلى ما يبدو ان‬
‫كافة افراد عائلته ليس لهم مهرب من عائلة‬
‫السعيد‪..........‬دخال سويا ليخبره احمد ان ينتظره النه‬
‫بحاجة لالستحمام وتغيير مالبسه التي ظل بها طوال‬
‫اليوم ‪...........‬كما اخبره انه سيحضر له بعض‬
‫المالبس وسيطلب تجهيز غرفة الضيوف له‬
‫‪............‬لم تمض دقائق حتى فوجئ بالدخول‬
‫العاصف لفتاة ورغم ارتدائها لبيجامة طفولية عليها‬
‫صورة كارتونية اال انها لم تخف جسمها الكامل‬
‫المتفجر انوثة اسفلها ‪..........‬كما انها بشعرها الذي‬
‫تربطه مثل سلمى الصغيرة في صورة اذني قطة كان‬
‫رائعا بلونه المتوهج الذي بدا وكأنه يعكس ضوء‬
‫الشمس !!!!!!!!!وعينيها كانتا قصة اخرى‬
‫باتساعهما وشقاوتهما !!!!!!!!!!يبدو انه يوم حظه‬
‫فهي لم تكتف بمنحه سرور رؤيتها فقط ولكن قدمت‬
‫له عرض خاص من الغناء بكلمات لم يفسر منها‬
‫الكثير فعلى ما يبدو ان اللغة العربية قد تغيرت كثيرا‬
‫منذ اخر مرة سمعها ‪...........‬كما انها لم تكتف بالغناء‬
‫والذي كان اغلبه نشاز بل يمكنه ان يقول بكل امانه‬
‫ان صوتها مريع!!!!!!!! ‪.........‬كما ان غنائها كان‬
‫مصحوبا بحركات راقصة استعراضية ‪............‬كان‬
‫يحاول كتم صوت ضحكه بصعوبه حتى ال تالحظ‬
‫وجوده وتقطع العرض الممتع ‪.............‬توقف‬
‫الصوت ليجدها تستدير بعدها بحدة وتشير اليه‬
‫باصبعها قائلة بصوت عال (ما الذي تفعله هنا ؟ ثم‬
‫كيف تسمح لنفسك ان تراني وانا‬
‫‪.............)........‬يبدو انها لم تستطع ايجاد الكلمة‬
‫التي تصف بها ما فعلته لذا توقفت !!!!!!!!!!!قال‬
‫بمرح (انا انتظر نزول صديقي الدكتور احمد كما انني‬
‫الموجود هنا من البداية وانت من دخلت بعد ذلك‬
‫‪.........‬لذا لم اكن استطيع اال ان اراك وانا لم ارد ان‬
‫اقاطع لحظات استمتاعك )‪..............‬ضيقت عيناها‬
‫لتقول بعدها بحدة (لماذا تتكلم هكذا ؟)‪..........‬ما الذي‬
‫تريده المجنونة ؟ هل اخطأ في كالمه ؟ نظر اليها‬
‫مستفهما لتقول له بنزق (لماذا تحاول التظاهر بانك‬
‫اجنبي ؟)‪............‬ابتسم وهو يردد خلفها(التظاهر ؟‬
‫ان كنت تشيرين الى لهجتي المختلفة فهذا النني‬
‫عشت حياتي كلها في انجلترا )‪.............‬لقد عاش‬
‫حياته كلها في انجلترا ليأتي اليوم في الوقت الذي اتت‬
‫فيه لتبيت مع صديقتها بسبب غياب زوجها فيعود‬
‫زوجها ومعه صديقه ليجدها ترقص وتغني كالمجنونة‬
‫في منزل غير منزلها !!!!!!!!!!انها حقا ال تعوض‬
‫‪............‬رفعت رأسها في محاولة للمحافظة على‬
‫هيبتها المفقودة امامه وهي تقول بتأنيب (كان عليك‬
‫ان تحذرني)‪..............‬قام من فوق الكرسي وقال‬
‫وهو يقترب منها (انا اسف آنسة‬
‫‪..........)...........‬سكت قليال ليقول بعدها وهو يعقد‬
‫جبينه (ال تقولي انك زوجة الدكتور احمد‬
‫)‪............‬اشتعلت عيناها وقالت (ليس لك شأن من‬
‫اكون واطمئن لست زوجته )‪...........‬اطمئن فعال‬
‫ولكن هل يهمه فعال لوكانت زوجة للدكتور احمد او‬
‫لغيره ؟ فكر للحظات ليخبر نفسه انه فعال يهتم لقد‬
‫اعجبته المجنونة وهو يرغب في الحصول عليها‬
‫وخطفها الى انجلترا‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل الخامس والثالثون‬

‫استطاع اخيرا ان يلتقط انفاسه عندما اخبرهم الطبيب‬


‫ان العملية تمت بنجاح نظر الىه عبر الفتحةالزجاجية‬
‫في غرفة العناية المركزة ال تزال االسالك متصلة‬
‫بجسمه الموضوع فوق الفراش والشاش الطبي يلتف‬
‫حول صدره انه يشعر ان حياته قد انقلبت خالل‬
‫الساعات السابقة الحقائق الكثيرة التي اكتشفها‬
‫والتيشعر على اثرها ان اثقاال كالجبال تنزاح عن‬
‫كاهله لقد ظل سنوات يلوم نفسه ويشعر انه طوال‬
‫الوقت كان غبي ولم يستطع اختيار اقرب شخص اليه‬
‫ومن ناحية اخرى فان حتى اكتشافه للحقيقة ال يبرئه‬
‫هو او محمد كثيرا فهم من االساس من كانت لهم صلة‬
‫بهؤالء المجرمين ليسقطا بعدها ضحية للمؤامرة وهو‬
‫حتى لم يكد عقله يستوعب هذه الحقيقة ليصفعه بل‬
‫ليفجعه ما حدث بعدها فالمجرم كان يترصدهم حتى في‬
‫تلك اللحظة ليقوم محمد عندها بما كانا يرددانه دائما‬
‫ان اي منهما سيفدي االخر بحياته دون تردد وكان‬
‫محمد هو من نفذ هذه الشعارات وحولها الى حقيقة‬
‫لقد دفعه بعيدا عن مرمى النيران ولكن السرعة‬
‫الكبيرة لم تمكنه بعدها من االبتعاد بما يكفي لقد ظل‬
‫طوال الساعات السابقة يشعر ان روحه معلقه‬
‫باالنفاس التي تخرج من صديق عمره وهو مرعوب‬
‫اال تعود ثانية كان يشعر بوجودهم حوله ولكن لم يهتم‬
‫بمن يكونون االن فقط علم ان اخاه عماد ووالده قد‬
‫حضرا عندما علما بما حدث لقد كانا هو ومحمد في‬
‫مراهقتهما يدوران حول نفس االسباب وهي فقدان‬
‫الوالدين هو بوفاتهما واالخر بسير كال منهما في‬
‫طريق منفصل فيما هو يتخبط بين الطريقين لينبذ‬
‫كالهما في النهاية سمحوا له اخيرا بالدخول الى‬
‫غرفته اقترب منه ناظرا الى وجهه الشاحب لقد فقد‬
‫الكثير من الدماء وهذا يفسر هذا الشحوب اخبرهم‬
‫الطبيب انه سيفيق بعد عدة ساعات وانه ليس في‬
‫غيبوبه ولكن هو واقع تحت تأثير المخدر ربما عليه‬
‫ان يذهب ويغير مالبسه والتي ال تزال عليه منذ‬
‫الصباح رغم نظرات االستهجان التي كانت تالحقه‬
‫النه يرتدي مالبس رياصية بها بعض الدماء ولكن هو‬
‫تمسك بها بعناد لقد كان من المفترض ان تكون دمائه‬
‫هو وليس هناك مشكلة في ان يرتدي مالبس‬
‫موشومة برابط الصداقة الذي عاد اقوى بعد ان تم‬
‫دفع ثمن عودته دما ‪.........‬خرج من الغرفة وهو‬
‫يقول له وكأنه يسمعه (ساعود في ساعات الصباح‬
‫االولى ) قاد سيارته الى هناك الى المكان الذي لم‬
‫تطأه قدماه منذ سنوات وهاهي الظروف تدفعه ليعود‬
‫انه يشعر ان حياته ظلت متجمدة لسنوات كصورة‬
‫فوتوغرافية لتعود الحياة بعدها للصورة وتبدأ في‬
‫الحركة ثانية لقد تزوج واصبح مسئوال ترى هل‬
‫سيستطيع العودة ثانية الى الوضع السابق ؟ على‬
‫االقل في الفترة الحالية لن يستطيع بل عليه البقاء في‬
‫القصر الذي سيترك زوجته على االقل فيه دون قلق‬
‫وبالنسبة ل ه عليه ان يقبل بالحراسة التي يعلم انها لن‬
‫توقف القدر ولكن على االقل ستساعد في التقليل من‬
‫الخطر وايقافه بعد ذلك كان قد وصل الى حوض‬
‫السباحة عندما طرقت عقله فكرة طارئة ربما السباحة‬
‫في الماء والذي بكل تأكيد اصبح باردا في ساعات‬
‫الليل هذه ستفيده هو معتاد على هذا منذ سنوات حتى‬
‫انه كان يسبح في البحر ليال يبدو ان الفكرة لم تراوده‬
‫هو فقط فبعد قليل وجد ان هناك من يشاركه السباحة‬
‫يوسف ايضا يخفف ضغط اعصابه بالسباحة واحيانا‬
‫بالمالكمة كان هو من خرج اوال ايتبعه شقيقه بعد عدة‬
‫دورات ويجلس على المقعد المجاور له قال له (هل‬
‫هناك جديد؟) اجابه معتز (سيستمر مفعول المخدر‬
‫لساعات بعدها سيفيق) صمت قليال ثم قال بتردد (قبل‬
‫االصابة مباشرة كان قد شرح لي ما حدث هو كان‬
‫مجرد اداة استخدمها رامز دون راغبة او ارادة منه )‬
‫شرح له ما ذكره محمد ليجده وقد انعقد جبينه ثم‬
‫يقول ببطء (هذا الشيطان لجأ لذلك االسلوب المعقد‬
‫لاليقاع بكما وامس حاولوا قتلك لقد كتبوا كلمة‬
‫نهايتهم ) قام بعدها بسرعة ليتصل بشخص اخر‬
‫ويأتيه صوته فيقول له (اريد ان اقابلك حاال )‬

‫*كانت ستغادر المكان لتصعد وتغير مالبسها وترحل‬


‫مباشرة فليس هناك مجال للبقاء بعد عودة زوج فرح‬
‫والذي حتى ليس وحيدا بل معه صديقه االجنبي‬
‫!!!!!!!!!!رآها تغادر متجهة الى الساللم فاوقفها قائال‬
‫(انتظري يا آنسة )‪...........‬استدارت نحوه بحدة فقال‬
‫لها مبتسما (لماذا ستغادرين ؟)‪...........‬قالت بنفاذ‬
‫صبر (وهل تظن انه من الالئق ان ابقى بمنظري هذا‬
‫مع شخص غريب )‪.............‬قال في هدوء مستفز‬
‫وما عيب منظرك ‪.........‬ثم بلهجة حالمة انني اراه‬
‫جميل جدا )‪............‬هه قالت بحدة (ال يهمني رأيك ثم‬
‫انني ساعود الى بيتي مادام الدكتور احمد قد عاد‬
‫)‪............‬قال (ال تجعلي عودتنا تغير من مخططاتك‬
‫فنحن سننام باي طريقة ‪..........‬الدكتور احمد بالتأكيد‬
‫مع زوجته ونحن نتشارك الغرفة االخرى‬
‫)‪............‬انه مجنون وعديم االخالق قالت بسخط‬
‫(ايها الوقح العديم االخالق !!!!!!!هل تظن اننا نطبق‬
‫تقليدكم العفنة التي تتبعونها في البالد من حيث اتيت‬
‫)‪...............‬وضع يده على فمه وهو يقول بصرامة‬
‫(اصمتي ما كل هذا !!!!!!!!ثم عاد الى السخرية‬
‫ليقول ‪ :‬انت التي تقدم سوء الظن فلم اقصد ما فكرت‬
‫به )‪............‬نظرت اليه بتكذيب ليقول بعدها مبتسما‬
‫بشقاوة (كنت ساتصل بابي وانت تتصلين بوالدك‬
‫ويحضرون الشيخ معهم فيعقد زواجنا وعندها لن‬
‫تكون هناك مشكلة )‪.............‬ما الذي يقول هذا‬
‫المعتوه انه يدور حول طريق رأس الرجاء الصالح‬
‫ليحل مشكلة الخروج من المنزل ‪........‬يتزوجا هكذا‬
‫بكل بساطة !!!!!!!!!!قالت بنزق (ما الذي تقوله يا‬
‫هذا انا ال اعرف اسمك ولم اكن اعرف انك موجود في‬
‫العالم منذ عشر دقائق فقط وانت تتحدث عن عقد‬
‫القران )‪.............‬قال بابتسامة خالبة (وانا ايضا ال‬
‫اعرف اسمك وال اعرف اي شئ ولكني ادركت منذ‬
‫اللحظة االولى التي وقعت عيناي عليك فيها انك‬
‫ستكونين زوجتي فلما علي تضييع الوقت ؟‬
‫‪..........‬هل تهمك الرسميات كثيرا اذا ال بأس سأتي انا‬
‫ووالدي غدا الى منزلك واقوم بخطبتك‬
‫)‪............‬يخطبها من الذي سيخطبها انها حتى االن‬
‫لم تتخلص من توابع الخطبة السابقة والتي لم يغلق‬
‫موضوعها بعد ليأتي هذا الكائن العجيب ويخبرها انه‬
‫سيخطبها !!!!!!!!!!قال باعتراض مذهول (ما كل‬
‫هذه الكمية الهراء التي تتفوه بها يا هذا‬
‫؟‪..................‬قال دون ان تفارقه ابتسامته (عماد‬
‫؟)‪...........‬قالت بعدم فهم (ماذا ؟)‪................‬قال‬
‫(عماد عبد الرحمن محمد الحسيني ‪.........‬اسمي‬
‫الكامل اصبح بين يديك )‪..........‬لم تجب بل ظلت تنظر‬
‫اليه بدهشه فاكمل (اعمل جراح في مستشفى‬
‫‪..........‬وعمري االن ثالثون عاما ‪.........‬والدي هو‬
‫الدكتور عبد الرحمن الحسيني اخصائي المخ‬
‫واالعصاب وامي الدكتورة سوزان طبيبة اطفال‬
‫‪.......‬لدي اخ واخت تدرس في اخر سنة في كلية‬
‫الطب )‪.............‬لقد اخبرها بتاريخ حياته قالت‬
‫بصوت مسموع ما لفت نظرها (ما كمية االطباء‬
‫الموجودة في عائلتكم هذه !!!!!!!!!عليك ان تتزوج‬
‫طبيبة على كل حال )‪...........‬ضحك بصوت مسموع‬
‫ليقول بعدها (نسيت ان اخبرك ان اخي مهندس لذا‬
‫يمكنك ان تقولي اننا نتقبل االخرين من خارج المهنة‬
‫‪..........‬واالن دوك في التعريف عن نفسك‬
‫)‪...........‬قالت بحنق (انت تحلم )‪..........‬لتبدأ بعدها‬
‫في صعود الساللم وهي تفكرفي النصف ساعة‬
‫االخيرة من حياتها والتي قابلت فيها عماد عبد‬
‫الرحمن الذي يعمل جراح ويريد ان ‪..........‬احمر‬
‫وجهها حين وصلت لهذه النقطة !!!!!!!!!!!!!الحقتها‬
‫نظراته وهي متوجهه الى االعلى انها فعال كما توقع‬
‫فتاة مرحة وممتعة وهي تدفع الرتابة والملل من اي‬
‫مكان تتواجد به وهو منذ فترة يفكر في ان يتزوج‬
‫ولكنه لم يتسرع فقد كان لديه احساس شبه يقيني انه‬
‫لن يضطر الى زواج نمطي متجمد بل قد يحدث ما‬
‫يغير هذه التقليديه !!!!!!!!!!!الحظ ان الدكتور احمد‬
‫قد عاد وقد ارتدى مالبس الخروج ليقول له معتذرا‬
‫(سارشدك الى الحجرة وقد وضعت لك فيها بعض‬
‫المالبس واعذرني فساخرج لوقت قليل انا وزوجتي‬
‫الوصل صديقتها الى منزلها )‪...........‬اذا فهي صديقة‬
‫زوجته ‪..........‬نظر ليجد فتاة البيجامة وقد غيرت‬
‫مالبسها الى بنطلون من الجينز اعاله جاكت وحذاء‬
‫منخفض كما انها غيرت تسريحة شعرها وتركته‬
‫منسدال لتصبح اكثر جماال ‪...........‬اقترب من مكان‬
‫وقوفهما هو واحمد ليقول لها بتهذيب (اسف ان‬
‫افسدت خططك انسة ‪............)..........‬صمت لتكلم‬
‫االخرى والتي على ما يبدو زوجة الدكتور احمد قائلة‬
‫( سها )‪ ..........‬برقت عيناه لينظر اليها مخبرا اياها‬
‫انه قد اكتشف اول اسرارها ‪..........‬يبقى االن ان يعلم‬
‫اين تعيش‬

‫*التقى به في الكافتريا الراقية والتي تقع على‬


‫مشارف المدينة صافحه بطريقة رسميه وقال له‬
‫(مرحبا دكتور مراد ‪.........‬اسف على ازعاجك في هذا‬
‫الوقت )‪...........‬نظر اليه بعينيه الثلجيتين بثبات‬
‫ليقول بعدها (ليس هناك ازعاج انا فقط تعجبت من‬
‫الطلب وليس الوقت )‪.............‬قال له داخال الى عمق‬
‫الموضوع (لقد سبق وعلمت بمحاولة سعيد الكاشف‬
‫ان يتسلل الى شركاتكم ليكفل لنفسه الغطاء المناسب‬
‫)‪..............‬ضيق عينيه ليقول بعدها بحذر (كيف‬
‫وصلت اليك هذه المعلومات سيد يوسف‬
‫؟)‪...............‬قال ببرود (ليس المهم هو الطريقة‬
‫ولكن السؤال االهم حاليا هو سبب تطرقي الى هذا‬
‫الموضوع االن )‪............‬قال وقد عادت اليه اللهجة‬
‫الثلجية ليقول بعدها (هذا ما انتظر ان توضحه لي‬
‫)‪.............‬قال بهدوء (اصارحك اني اريد توجيه‬
‫ضربه قاضية له ويمكنك ان تقول انني افضل ان ابدأ‬
‫بالطرق القانونية )‪.............‬هل للكاشف عالقة‬
‫بحادث اطالق النار الذي سمع باالمس انه تعرض له‬
‫هو وعائلته واصيب احدهم ؟ هذا ما يبدو ‪...........‬قال‬
‫مباشرة (ما الذي تريده مني تحديدا يا سيد يوسف‬
‫)‪.............‬قال (المعلومات ‪.........‬وقبلها اريد ان‬
‫اتأكد من تخميناتي عن الموضوع )‪(...........‬لقد‬
‫خمنت انه اراد ان تقوم مصانعكم بانتاج المواد‬
‫المخدرة التي يبيعها بما انكم تنتجون االدوية‬
‫)‪..............‬هو يعلم انه ليس مجرد تخمين بل على‬
‫االرجح انه حصل على المعلومات ولكن ليس هذا هو‬
‫المهم االن ‪ ،‬قال (هل تريد ان اصدق ان المعلومات‬
‫فقط هو ما ترغب به والتي يبدو انك قد حصلت عليها‬
‫بالفعل ؟)‪..............‬قال بلهجة رجل االعمال (بل‬
‫التعاون ايضا )‪............‬رد عليه بنفس اللهجة وهو‬
‫يقول (وما المقابل الذي ساحصل عليه مقابلي دخولي‬
‫الى عش الدبابير ؟)‪............‬قال ساخرا هذه المرة (ال‬
‫تقنعني انك خارجه فانا اعلم انك قد اكتشفت ان مالم‬
‫تقبل على ان تمنحه لك برضاك قد توصل اليه بالحيلة‬
‫وان مصانعكم قد خصصت جزء من انتاجها لصنع‬
‫الحبوب المخدرة )‪.............‬تبا يبدو انه مخترق من‬
‫كافة االتجاهات وليس من قبل محسن الكاشف فقط‬
‫‪..........‬قال ببرود يخفي خلفه ثورته (واالن ماذا‬
‫؟)‪...........‬قال بهدوء ساساعدك على االيقاع به‬
‫وتوريطه في شر اعماله وبهذا يكون كالنا قد حقق‬
‫هدفه )‪.............‬ربما عليه ان يفعلها فحتما شخص‬
‫مثل يوسف السعيد سيكون التعاون معه مثمر رغم‬
‫اختالف دروبهما في العمل !!!!!!!!!!!!قال له بهدوء‬
‫(اتفقنا)‪.............‬يبقى اذا التنفيذ ومن جهة اخرى هو‬
‫سيبحث خلفه في كافة االتجاهات فال ريب ان حياة‬
‫شخص مثله ستكون مليئة باالنتهاكات للقانون‬
‫!!!!!!!!!!!!!!عاد الى منزله ليجد مفاجاة في انتظاره‬
‫فلم يكد يدخل من الباب حتى اندفعت الى انفه رائحة‬
‫العطر التي يعلمها لتندفع بعدها نهال وهي تحيطه‬
‫بذراعيها فيما عيناها تذرفان الدموع لتقول له في‬
‫تأثر بالغ (لقد كدت اموت خوفا عليك عندما علمت‬
‫بالحادث ‪.........‬انت ال تعلم حبيبي ما حدث لي لقد‬
‫كدت اجن خوفا عليك )‪............‬ابعد ذراعيها عنه‬
‫ليقول بعدها في برود (ما الذي اتى بك يا نهال ؟لقد‬
‫اخبرتك اال تعودي )‪............‬انها بكل تأكيد تستحق‬
‫االوسكار على هذا االداء التمثيلي الخائف القلق‬
‫!!!!!!!!!!!!! قالت فيما دموع جديدة تنهمر (حبيبي ال‬
‫تقل انك لم تسامحني حتى االن على تلك الغلطة غير‬
‫المقصودة ‪...............‬ثم اني من وقتها لم اكف عن‬
‫لوم نفسي وتعنيفها حتى اصبحت في حالة نفسية‬
‫بائسة )‪.................‬نظر اليها بسخرية فمن تدعي‬
‫انها في حالة نفسية سيئة يبدو على كل جزء فيها انها‬
‫قد غادرت الكوافير للتو قال ببرود (نسيتي ان تباركي‬
‫لي على الزواج )‪................‬نظرة شرسة حاقدة‬
‫مألت عيناها ولكنها اخفتها بسرعة قائلة لنفسها‬
‫صبرا ايها المتغطرس لم يبق اال القليل !!!!!!!!!لقد‬
‫عادت وهي تعلم ان الظروف قد خدمتها فهي عندما‬
‫ستنفذ خطتها لن تتجه الشكوك اليها فهو على كل حال‬
‫مستهدف ‪............‬وقد عادت هي حتى يظهر للجميع‬
‫حينها انها الزوجة المحبة المخلصة وليس مطلقة‬
‫حاقدة !!!!!!!!!!!!!!قالت له مدعية الحزن (لم اكن‬
‫اعلم انك ستفعلها حقيقة ولكن رغم ذلك ساتغاضى‬
‫عن اي شئ مقابل ان ابقى معك حبيبي‬
‫)‪...............‬لقد علمت من مصادرها ان تلك الحقيرة‬
‫لم ترجع معه وبما انها بعيدة هذا يعني عدم انكشف‬
‫االمر سريعا وانه ال يزال هناك وقت ‪ ،‬لذا اخبرت‬
‫سمير ان يؤجل العملية قليال ‪ ،‬فقد علمت ان كل‬
‫االماكن الخاصة به تحولت الى ترسانة مسلحة منذ‬
‫الصباح ‪ ،‬وسيكون من المستحيل اختراقها والوصول‬
‫اليه ثم الهرب بعدها ‪..........‬يبدو انه ال يزال لديه‬
‫عمر يعيشه يبدو ان نهال ال تزال تتشبث به وتستميت‬
‫من اجل البقاء ‪ ،‬وهو اصبح لديه نفور شديد منها‬
‫حتى انه ال يطيق رؤيتها يمكنه بكل سهولة ان يأمر‬
‫رجاله بطردها خارجا ثم يرسل لها ورقة طالقها في‬
‫الصباح ويريح نفسه الى االبد من ناحية اخرى فانه‬
‫بوجود اخوته في القصر ومعتز وزوجته وجود نهال‬
‫بكل عنجهيتها وفظاظتها سيكون غير محتمل ولكن ال‬
‫داعي للفضائح في الوقت الحالي عادت افكاره تلقائيا‬
‫الى مالكه التي استطاعت ايقافها عند حدها وجعلها ال‬
‫تستطيع النطق حتى !!!!!!!!!!!!!ارتسمت على‬
‫شفتيه ابتسامة ساخرة بينما يسمعها تقول له حبيبي‬
‫!!!!!قال ببرود (ان كنت تهتمي بالبقاء الى هذا الحد‬
‫يمكنك ذلك ولكن عليك اوال ان تحترمي الموجودين‬
‫هنا ومن االفضل اال تشعريهم بوجودك ) لم يكد يتم‬
‫جملته حتى وجدها تندفع وترمي نفسها بين احضانه‬
‫ابعدها بخشونة وهو يقول باحتقار(قاطعتني قبل ان‬
‫اخبرك ثانيا ليس لديك اي حقوق جسدية لدي فانا لم‬
‫اعد اطيق اقترابك مني واحتفظي بهذه الحجرة فانا‬
‫سأنام في الحجرة االخرى ) غادر بعدها لترتسم على‬
‫وجهها نظرة حاقدة لقد جأت متزينة وارتدت فستان‬
‫مثير جدا وقد راهنت نفسها على انه سيستسلم من‬
‫اللحظة ليأتي بعدها ويظهر كل هذا االشمئزاز انه في‬
‫كل لحظة تمر يثبت لها ان ما تنوي فعله هو الصواب‬
‫فيوسف سليمان يستحق الموت وان تتخلص من‬
‫وجوده الى االبد )‬

‫**لقد قضت الليل باكمله في نوم مضطرب معظم‬


‫احالمها ترى فيها صور الدماء والموت ‪..........‬لذا‬
‫فقد نهضت قبل الفجر من فراشها وصلت ركعتي قيام‬
‫ليل دعت خاللهما هللا ان يعيد اليها السكينة وان‬
‫يشفيه ‪...........‬فهي في النهاية قد توصلت الى انها ال‬
‫تريد ذلك الي انسان حتى ولو اذاها ‪..........‬وبالنسبة‬
‫له تتمنى ان يشفى ويعود كما كان وعندها يمكنها ان‬
‫تكرهه كما تريد !!!!!!!!!! صلت الفجر ومع اول‬
‫خيوط تسللت للضوء كان هناك هاجس يلح عليها في‬
‫ان تذهب الى المستشفى وتراه ‪..........‬ستكون هذه‬
‫افضل فرصة لها قبل ان يذهب اليه احدا اخر ويراها‬
‫‪..........‬وكذلك قبل ان يفيق ‪.........‬ارتدت مالبسها‬
‫وجهزت حقيبتها وبها دفاتر الكلية فهي ستخرج من‬
‫المستشفي مباشرة الى هناك‪..............‬وصلت الى‬
‫هناك وكانت ستتراجع عن الدخول عندما رأت الحرس‬
‫الموجودون امام باب غرفته لكن احدهم والذي كانت‬
‫تعرف شكله تعرف عليها وقال لها (يمكنك الدخول يا‬
‫انسة سارة )‪................‬يبدو ان خبر مجيئها‬
‫المستشفى سيصل الى يوسف ‪ ..........‬تسللت على‬
‫اطراف اصابعها داخل الغرفة حتى وصلت الى السرير‬
‫فوجدت كرسي جلست عليه ‪.........‬نظرت الى الجسم‬
‫النائم كان عاري الصدر ولكن هناك شاش طبي ملف‬
‫حول مكان االصابه يبدو ان حالته استقرت فقد تم‬
‫ازالة االسالك المتصلة باالجهزة من جسمه‬
‫‪.............‬كان قد افاق من البينج منذ قليل ولكن‬
‫بسبب االلم اعطوه مسكن مما جعله يعود الى النوم‬
‫مرة اخرى ليجد نفس الحلم الذي رآه خالل فقدان‬
‫الوعي يعود اليه ثانية انه على وشك السقوط في‬
‫حفرة هائلة وال يجد من ينقذه ويظل يستنجد حتى يأتي‬
‫من ينقذه ولكن ال احد يأتي حتى يراها قريبة فيمد يده‬
‫اليها مترجيا ولكنها ترفض ولكن في اللحظة االخيرة‬
‫تمد اليه يدا رقيقة فيتشبث بها بشدة حتى يتمكن من‬
‫الصعود ولكنها بعدها تدير ظهرها اليه مبتعدة لينتهي‬
‫الحلم وهو يقف وحيدا ‪................‬قبل ان يفتح‬
‫عينيه شعر بشئ مختلف في الغرفة وانه ليس وحيدا‬
‫كما تسللت الى اذنه رائحة نظيفة دون اي عطور فتح‬
‫عينيه ببطء فوجد بطلة احالمه جالسة يبدو عليها‬
‫التوتر كما شعر برجفة تعتري جسمها عندما التقت‬
‫اعينهما ‪..........‬قالت بتوتر (حمدا هلل على سالمتك‬
‫)‪............‬لقد تفاجأت باستيقاظه فقد كانت تظن انه ال‬
‫يزال في غيبوبة ربما لهذا السبب قد ازالو عنه‬
‫االسالك ‪..............‬رد بخفوت (شكرا لك‬
‫‪..........‬صمت ليكمل بعدها يسعدني ان تكوني اول‬
‫وجه اراه بعد عودتي الى الوعي )‪.............‬لم ترد‬
‫فنظر الى حقيبتها والكتب الموضوعة فوقها ليقول‬
‫بحيرة (كم الوقت االن ؟ هل عدتي من الجامعة‬
‫؟)‪..........‬قالت بتوتر (انها السادسة والنصف صباحا‬
‫وانا لم اذهب بعد)‪.............‬هل زال شحوب وجهه‬
‫للحظات ام ان عينيه هما اللتان صدر عنهما بريق‬
‫طغى على هذا الشحوب ؟!!!!!!!!!!ليقول بعدها (انا‬
‫ال ادري ماذا اقول لكن لقد ظننت للحظات قبل ان افقد‬
‫الوعي انها النهاية وكان الشئ الوحيد الذي خطر‬
‫ببالي هو انت وان موتي سيصعب عليك االمور لذا‬
‫رجوت هللا ان يبقيني حتى استطيع ان اصلح القليل‬
‫مما افسدته )‪.............‬نظرت اليه بذهول هل فعال‬
‫انحصر تفكيره بها في تلك اللحظات ؟ هل هو فعال ظل‬
‫يشعر بالذنب طول الوقت ؟ لماذا اذا فعلها من البداية‬
‫؟‪................‬نظر الى مالمحها المتوترة وحاجبيها‬
‫المنعقدين فقال بهدوء (صدقي او ال تصدقي يا سارة‬
‫ولكن انا االن بعد ان نجوت من الموت وعدت الى‬
‫الحياة كل ما ارغب به ان تسامحيني ‪..........‬حتى قبل‬
‫ذلك كان االحساس بالذنب يقتلني‪..........‬وخاصة اني‬
‫ال اتذكر شيئا كان عقلي الباطن يصور لي االسوأ دائما‬
‫‪...........‬كوابيس مليئة بالوحشية التي مارستها ضدك‬
‫كانت تزورني كل يوم ‪..........‬تجعل روحي تكاد تزهق‬
‫من ثقل االلم )‪............‬اال يتذكر شيئا هو ايضا هل‬
‫عليها ان تصدق ذلك؟!!!!!!!!!!!!!هل ما حدث كان‬
‫حقيقيا من االساس؟ بالتأكيد حقيقي ومؤكد ولكن كال‬
‫منهما كان غير واعي بما حدث هل كان ذلك افضل‬
‫؟‪.................‬وجدته يضيف بسخرية (تصوري اني‬
‫ظللت اعاقب العوام على جريمة لم ارد من االساس‬
‫ان افعلها وحتى لم اشعر بها‪...............‬واالسوأ من‬
‫العقاب كان الشعور بالذنب باني تسببت في اذائك‬
‫وافساد حياتك)‪............‬قالت بحدة لم تستطع ان‬
‫توقفها (هل تحاول ان تقنعني انك لم تقصد ما فعلته ؟‬
‫ربما كنت وقتها مخدرا ولكن هذا ليس بعذر بل يزيد‬
‫من ذنبك )‪...........‬قال بانفعال (باهلل عليك ما الذي‬
‫كان سيجعلني افكر باغتصابك لقد كنت طفلة بامتياز‬
‫‪..........‬اال اذا كان لدي ميول منحرفة‬
‫!!!!!!!!!!)‪...........‬شعر بالم شديد جعل مالمحه‬
‫تتقلص وهو يضع يده فوق الجرح لقد اخطأ بانفعاله‬
‫وهو خارج من عملية خطيرة منذ بضع ساعات‬
‫!!!!!!!!!!!! شعرت بالتغيير الذي اعتلى مالمحه‬
‫وبااللم الذي ظهر جليا على وجهه مما جعلها تقوم من‬
‫فوق الكرسي وتقول له بقلق (ماذا حدث هل احضر لك‬
‫الطبيب ؟)‪.............‬بعد لحظات عادت مالمحه الى‬
‫طبيعتها وقال بهدوء (ال لقد اصبحت افضل يبدو ان‬
‫االنفعال قد سبب لي االلم )‪.............‬قالت بقلق لم‬
‫ينته (ال داعي ان تنفعل وعلى كل حال ليس هذا هو‬
‫الوقت المناسب للكالم في هذا الموضوع ) ابتسم‬
‫بشحوب ليقول بعدها (لقد سئمت هذه النظرة التي‬
‫ترمينها بها كلما رأيتني وكأنني ساهاجمك ) قالت‬
‫بنفي (انا ال افعل )‪............‬رفع حاجبه مكذبا لها‬
‫لتقول بعدها (انا متأكدة ) المشكلة في ان الفكرة‬
‫تراوده دائما بوجودها ان يتقدم منها ويأخذها بين‬
‫ذراعيه يعتذر لها يجعلها تفهم انه ال يمكن ان يؤذيها‬
‫قال مستغال الفرصة (مادمتي متأكدة اثبتي ذلك وعلى‬
‫كل حال انا حتى ال استطيع التحرك ) قالت باحتراس‬
‫(كيف ذلك ؟) قال وعيناه تظهران المرح (ساكتفي بان‬
‫تصافحيني قبل خروجك ) قالت معترضة (ولكن انا ال‬
‫اصافح الرجال وخاصة انت ) فكر البنت دي شكلها‬
‫حافظة مش فاهمه قال بهدوء (يبدو انك نسيتي انني‬
‫زوجك ) قالت معترضة (ولكن ) قاطعها وقال (انه‬
‫زواج شرعي يا سارة واالن هيا سلمي علي حتى‬
‫تذهبي الى الجامعة حتى ال تفوتك المحاضرة االولى )‬
‫ربما لن يستطيع ان يفعل شيئا اذا انصرفت دون ان‬
‫تنفذ طلبه ولكن هي ستقبل التحدي النها تريد ان‬
‫تجرب ان كانت ستتحمل مدت اليه يدها بتوتر فامسك‬
‫بها بهدوء وهو يقول (انظري الي انا ال اعض ) ليقوم‬
‫بعدها بما يناقض قوله وهو يرفع يدها الى شفتيه‬
‫ويقبلها برقة ثم يقول بعدها بخفوت (سانتظرك كل يوم‬
‫في الصباح لتكون عيناك الجميلتين هما اول شئ تراه‬
‫عيناي )‬

‫انها ليست حامل !!!!!!!!!علمت هذا عند استيقاظها‬


‫منذ قليل ولكن لماذا تشعر بالحزن ؟ الم يكن هذا ما‬
‫تمنته حتى ال تكون مضطرة ان تعود اليه‬
‫؟!!!!!!!!!!لماذا اذا طوال الفترة الماضية زاد شوقها‬
‫لطفل صغير ؟ طفلة بعينان خضروتان تشبهان عيني‬
‫والدها ؟‪............‬على كل حال لم يكن االحتمال كبير‬
‫اليس كذلك فهما ال يعيشان سويا !!!!!!!!!!!!تناولت‬
‫حبة مسكن وارتدت مالبسها استعدادا للخروج الى‬
‫العمل وهي تعلم انه سيكون يوما سيئا بحالتها هذه‬
‫!!!!!!!!!!!!!لم تكد تصل الى االستقبال حتى وجدت‬
‫الموظفة تقول لها (السيد حازم طلب ان تصعدي الى‬
‫مكتبه مباشرة فور حضورك )‪...............‬وصلت الى‬
‫مكتبه لتجده يجري مكالمة هاتفية بينما ينظر الى‬
‫االوراق الموجودة امامه ‪...........‬ما ان انهى المكالمة‬
‫حتى قال دون ان ينظر اليها (استعدي يا ريهام سوف‬
‫تذهبين معي الى الموقع فلقد قمنا ببعض التعاقدات‬
‫ولذا علينا االنتهاء باسرع وقت ‪.‬ولذا اريدك ان تأتي‬
‫لترى بنفسك تنفيذ عملك على ارض الواقع وتعطي اي‬
‫مالحظات ترغبين فيها او اي تعديالت‬
‫)‪..............‬قالت بهدوء (هل سنذهب االن‬
‫؟)‪.............‬اجابها قائال (نعم هيا )‪..............‬عندما‬
‫وصال الى االسفل قابلهم مجموعة من الموظفين الذين‬
‫وصلوا للتو والذين كانوا ينظرون اليهما بفضول‬
‫حاولوا ان يخفوه ‪............‬وجدته يقترب منها‬
‫ويمسك يدها في الفة وهو يقودها الى سيارته رفعت‬
‫وجهها في ثقة وهي تشكره في سرها‬
‫‪...............‬وصال الى الموقع ليتنقال بعدها بين‬
‫المباني المختلفة مما سبب لها الما شديدا ولم تعد‬
‫قادرة على الوقوف !!!!!!!!!!!يبدو انه انتبه الى‬
‫تململها فقال في قلق (هل انت متعبة ؟)‪............‬قالت‬
‫باعتراف (اجل )‪............‬عكس وجهها الشاحب‬
‫صدق ما قالته مما جعله ينظر اليها بتمعن وهو يقول‬
‫(هل انت حامل ؟)‪..............‬هزت رأسها نفيا وهي‬
‫تقول (بل علمت اليوم انني لست حامل )‪............‬هل‬
‫ما رأته فوق وجهه هو خيبة االمل واالحباط هل اعتبر‬
‫حملها طريقة تجعلها تعود اليه ؟ ربما‬
‫!!!!!!!!!!!!!!!!اعطاها باقي اليوم اجازة‬
‫‪.........‬اوصلها بنفسه الى منزل شقيقها واخبرها انه‬
‫سيجعل احد العمال يعيد سيارتها الى هناك ‪...........‬لم‬
‫تكد تدخل حتى فوجئت بالمنظر غير المتوقع‬
‫‪..........‬نهال جالسة تضع ساقا فوق االخرى بينما‬
‫توزع االوامر على العمال فتأمر باعداد افطارها‬
‫وافراغ حقائبها ‪............‬واعداد مشروب معين‬
‫والجميع ينفذون خشية لسانها السليط بينما تعلم انهم‬
‫بداخلهم يكرهونها !!!!!!!!!!!!!ما الذي اعادها ؟ الم‬
‫يتزوج يوسف اخرى ؟ هل سبقي هذه ايضا‬
‫؟‪...........‬مرت امامها صاعدة الى االعلى دون اي‬
‫كلمة لتستوقفها االخرى قائلة (الن تسلمي علي‬
‫؟)‪............‬التفتت نحوها لتقول بعدها باحتقار (نهال‬
‫هل عدت ؟ لقد تجاهلت ما رأيته الني ظننته اوهام فانا‬
‫لم اظن انك قد تعودين بعد زواج يوسف‬
‫)‪...............‬الحقيرة تسخر منها قالت لها بلهجة‬
‫سامة (وهل تظني ان باقي النساء يفضلن ان يعشن‬
‫معلقات مثلك ؟!!!!!!!!!!!كما انني لن انسحب بل‬
‫سانجح في اعادة زوجي الي واال لن اكون نهال‬
‫الشوربجي )‪..................‬معلقة!!!!!!!!! هل هذا‬
‫سباب ام انه محض حقيقة جلبتها هي لنفسها؟‬
‫‪...........‬ولكن هي لن تعترف امام هذه االفعى بهذا ‪،‬‬
‫قالت بسخرية ( يمكنك ان تحلمي )‪...............‬عادت‬
‫لتكمل طريقها وهي تفكر ان نهال ال تتوانى عن اشعال‬
‫اي مكان تحتله ‪............‬غيرت رأيها وبدال من ان‬
‫تصعد الى جناحها اتجهت الى جناح معتز‬
‫‪..........‬فشيرين الطفلة التي لم تشفى بعد من صدمة‬
‫وفاة ولدها ال يجب ان تتعرض لسموم نهال‬
‫!!!!!!!!!! طرقت الباب ففتحت لها شيري قالت لها‬
‫(هل معتز موجود ؟)‪............‬هزت رأسها نفيا لتقول‬
‫بعدها (لقد عاد الى المستشفى )‪...........‬قالت لها (لقد‬
‫اتيت للحديث معك )‪...........‬دخلت لتجلسا ثم تقول لها‬
‫(شيري انت اختي الصغيرة ولذا فقد اردت تنبيهك‬
‫)‪..........‬نظرت اليها بقلق لتقول بعدها (من اي شئ‬
‫؟)‪...........‬قالت (انت لم تقابلي زوجة يوسف من قبل‬
‫ولكن انها ليست جيدة انها مغرورة وال تتعامل باي‬
‫لياقة مع االخرين وخاصة معنا تحديدا في حالة وجود‬
‫يوسف يمكنك ان تقولي انها تحب االستحواذ على كل‬
‫شئ وابعاد االخرين لذا كوني على حذر منها وال‬
‫تهتمي باي شئ تقوله واالفضل ان تتجنبيها تماما‬
‫صدقيني هذا سيوفر عليك الكثير )‪................‬كانت‬
‫تنظر اليها بذهول انها ليست متفاجئة تماما فاقرب‬
‫الناس اليها ليسوا جيدين ولكن ان يكون االشخاص‬
‫السيئين معها في نفس المنزل فهذا صعب‬
‫‪..........‬وخاصة بين هذه العائلة المترابطة ‪ ،‬ربما‬
‫تكون االمور ليست بهذا السوء وكل ما في الموضوع‬
‫هو الغيرة النسائية قالت لها (سافعل هذا ثم اني ستبدأ‬
‫في مذاكرة دروسي وال اظن اني ساكون متفرغة لشئ‬
‫) ابتسمت لها مشجعة وهي تقول (هذا افضل شئ‬
‫تفعلينه ويمكنك االستعانة بنا اذا احتجت اي شئ )‬

‫دخل الى الحجرة ليجده يلتفت فور ان سمع صوت‬


‫الباب لتظهر على وجهه نظرة حذرة سرعان ما‬
‫انقلبت الى ابتسامة مرحبة وهو يجده يقترب منه‬
‫ليقول في تأثر (حمدا هلل على سالمتك لقد كدت اموت‬
‫رعبا )‪...........‬ضحك دون صوت حتى ال يتألم ليقول‬
‫له مازحا (ما هذه العبارات الرنانة ؟ هل تحولت الى‬
‫هندي يا رجل )‪...............‬اقترب منه مهددا وهو‬
‫يقول (الذنب ذنبي ان شعرت بالقلق على شخص مثلك‬
‫)‪..........‬قال باغاظة (ذنبك بالتأكيد هل ظننت اني‬
‫ساموت واتركك االن بعد ان فهم عقلك السميك‬
‫الحقيقة )‪.............‬قال بحدة (ذلك الكلب تالعب بنا‬
‫لسنوات ‪..........‬ثم في النهاية حاول قتلي متسببا في‬
‫اصابتك ولكن اقسم لك اني ساجعله يبكي دما‬
‫)‪............‬قال له بهدوء (اهدأ االن وتعالى‬
‫لتجلس)‪...............‬اكمل بعدها (هل صدقت ما‬
‫اخبرتك به ؟)‪...........‬اومأ برأسه ليقول بعدها (حتى‬
‫ولو لم استطع التصديق في البداية فان رميك بنفسك‬
‫امام الرصاص مبعدا لي سيعلمني انك لم تكن لتطعنني‬
‫في ظهري هكذا )‪...............‬قال بلوم (ولكنك ظللت‬
‫لسنوات تصدق )‪............‬قال معترضا (هل تظن اني‬
‫فعلت ؟ لو تمكنت من ذلك لما تظن انني هربت من كل‬
‫شئ ؟ انا لم استطع ان اتواجد في مكان كنا فيه من‬
‫قبل ‪........‬لم يعد لدي شئ ثابت استطيع التيقن منه بل‬
‫اهتز كل شئ بعد انهيار نقطة ارتكازي الرئيسية‬
‫)‪...............‬قال بفضول (لماذا اخترت ابنة عم ذلك‬
‫الوغد لتتزوجها ؟ الم تشك انه له يد بما حدث اما انك‬
‫قصرت االتهام علي ؟)‪.............‬قال مبتسما‬
‫(ستتعجب عندما اخبرك انني تزوجتها النها قريبته‬
‫ولكن ليس رغبة في قربه بل رغبة في ايقاف شره‬
‫‪..........‬لقد كانت فتاة صغيرة حالة والدها الصحية‬
‫سيئة وهؤالء الذئاب يحومون حولها راغبين في‬
‫افتراسها لذا لم يكن امامي اال ان انقذها‬
‫‪.........‬ويمكنك ان تقول انه حاول قتلي الجل هذا‬
‫‪........‬لقد كان طامعا فيها منذ البداية وكان ينتظر وفاة‬
‫والدها حتى ينالها ولكنه وجدني امامه لذا رغب في‬
‫الخالص مني !!!!!!!!)‪............‬يبدو وانه في النهاية‬
‫قد تحول معتز الى المنقذ الشهم وها هو يلحق به‬
‫!!!!!!!!!قال له (بما انك اصبحت رجال متزوجا‬
‫وحياتك مستقرة عليك ان تساعدني الصبح مثلك‬
‫)‪...........‬رفع له احد حاجبيه وهو يقول بمكر (ما‬
‫الذي تقوله هل تريدني ان اساعدك على االيقاع‬
‫بشقيقتي ؟)‪.............‬قال ببرود (اجل ان هذا ما‬
‫اقصده تماما )‪..........‬مط شفتيه وهو يقول (لالسف ال‬
‫يمكنني ذلك )‪.............‬قال بغيظ (ولما بحق هللا‬
‫)‪.............‬قال بمكر (ال تظن اني ساقول لك ان‬
‫السبب هو ما حدث في الماضي او انها لم تعد تطيقك‬
‫‪.........‬او الن اخالقك ليست جيدة بالقدر الكافي ال ال‬
‫شئ من هذا ‪.................)...‬حدق اليه بنفاذ صبر‬
‫وهو يقول (ماذا اذا )‪............‬قال له وهو يرقص‬
‫حاجبيه (هل تريدني ان اضيع مستقبل شقيقتي بان‬
‫اجعلها تتزوج شخص يعتمد على المنشطات‬
‫)‪.............‬امسك الوسادة الموجودة جواره والقاها‬
‫عليه وهو يقول بغيظ (انا اعتمد على المنشطات يا‬
‫حيوان !!!!!!!!!اترك لي الفرصة الشفى وسوف‬
‫اثبت لك )‪.............‬قال باغاظة وقد امسك بالوسادة‬
‫بين يديه (وكيف ثتثبت لي ؟ يا معتاد المنشطات‬
‫)‪.............‬قال بهدوء (ليس لك شأن بهذا ثم انها‬
‫على كل حال فتاة محترمة وال تعنيها هذه االشياء‬
‫)‪...............‬قال مدعيا البراءة (ولكن ال يعني هذا ان‬
‫نخدعها )‪............‬تبا لقد تلبست معتز احد حالته وهو‬
‫لن يكف انه يعلمه جيدا وربما سيظل يذكره بها الى‬
‫االبد ‪ ،‬وجده يقول (هل ستفعل هذا باختك لو كنت‬
‫مكاني؟)‪.............‬قال بسخرية( بما ان اختي متزوجة‬
‫من اخاك يمكنني ادعي انك ادرى )‪............‬ضحك‬
‫وقال (اطمئن ابوسيف تمام )‪...............‬هو مطمئن‬
‫جدا وهو يعلم ان ابوسيف لو علم انهما يتكلمان عنه‬
‫بهذه الطريقة الهدر دمهما ‪..........‬وبما انه يعلم بان‬
‫سيف موجود على عكس معتز يمكنه ان يقول بكل ثقة‬
‫(انا متأكد )‪....................................‬عندما عاد‬
‫الى المنزل فاجأته اصوات الجدال العالية دخل ليجد‬
‫ريهام تقول (ال يمكن ان تكون جاد تريدني ان اذهب‬
‫واقول له ها قد عدت بعد كل هذه السنوات‬
‫)‪...........‬رد عليها بلهجة صارمة وهو يقول (ان كان‬
‫ما يهمك هو كيفية العودة ال تقلقي ساصحبك او‬
‫ساكلمه فيأتي ليأخذك )‪.............‬صرخت قائلة (ليس‬
‫من حقك ان تقرر وتريد مني فقط التنفيذ‬
‫)‪............‬اجاب بحدة (لقد سبق واخبرتك وانت‬
‫تعلمين انني ال اتراجع وحذاري ان يرتفع صوتك ثانية‬
‫)‪............‬قالت بغضب مكبوت (ان كنت متضايق من‬
‫وجودي هنا فساعود الى الشقة )‪...............‬مد يده‬
‫ليقول بحزم (هاتي مفاتيخ الشقة قراري نهائي لقد‬
‫انتهى وقت اللعب )‪..................‬نظرت الى عينيه‬
‫لترى انه ال مجال للتراجع مدت يدها بالمفاتيح‬
‫وسارت بعدها الى سيارتها بينما تمسك عمر بيدها‬
‫ليقول هو لمعتز (اذهب معها )‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك ‪......................‬‬
‫الفصل السادس والثالثون‬

‫اندفعت بغضب الى الخارج بينما تمسك ابنها بيدها ما‬


‫الذي كانت تتخيله ؟ ان شقيقها مع موجة السعادة‬
‫التي ظهرت عليه سيتراجع عن اوامره واالن ماذا‬
‫عليها ان تفعل كيف تتصرف ؟ انها ال تتصور عودتها‬
‫له بهذه الطريقة ربما تكون غبية الم يكن من االفضل‬
‫لها ان تتصرف بذكاء وتجعله يصر على عودتها قبل‬
‫عودة يوسف كانت وقتها على االقل ستحافظ على‬
‫كرامتها ولكن االوان قد فات ادارت السيارة وخرجت‬
‫من البوابة ولكنها بدال من ان تتجه ناحية الشقة‬
‫خطرت برأسها فكرة اخرى لم تستمع الى طلبه لها‬
‫بالتوقف فاستقل سيارته وتبعها بعد قليل علم انها لم‬
‫تتجه الى شقة حازم ولكن سارت في اتجاه اخر زفر‬
‫بغيظ وهو يقول (الى اين تتجه هذه المجنونة ؟) حاول‬
‫االتصال بها ولكن ال رد مع مرور بعض الوقت‬
‫استطاع ان يخمن وجهتها انها متجهة الى منزل‬
‫والدي حازم ان ريهام اخر شخص يمكن ان يتقيد‬
‫باالوامر كما انها تضع كرامتها في المقدمة لذا حاولت‬
‫الدوران حول االمر ولكن ال بأس النتيجة واحدة ال‬
‫تراجع وان كانت تحتاج فترة تمهيدية فليس هناك‬
‫مشكلة ان تـأخذها في مكان محايد فكر ساخرا ان‬
‫المكان المحايد يقع تحت نفوذ حازم ايضا فمن‬
‫سيلومه ان فكر انه يفضل االقامة في منزل والديه في‬
‫الفترة الحالية اوقفت السيارة داخل المكان المخصص‬
‫للسيارات وتبعها معتز فركن سيارته ايضا ليرى‬
‫سيارة حازم ايضا موجودة يبدو انه لن يحتاج ان‬
‫يخبره احد بقدوم زوجته بل سيعلم بنفسه كان يقف‬
‫جوارها ولكنها لم تتحدث معه بينما تنتظر قدوم احدهم‬
‫ليفتح الباب انفتح الباب لتجد داليا شقيقة حازم تنظر‬
‫اليها بدهشة وتصمت لتبدأ هي بالتحية قائلة (داليا‬
‫كيف حالك ؟) اجابتها ولم يفارقها الذهول (الحمد هلل‬
‫انا بخير ) في النهاية افسحت لهم الطريق انها تشعر‬
‫ان تصرفات الفتاة مريبة ترى ماذا بها ؟ دخلت يتبعها‬
‫معتز لتجد ان الريسبشن يوجد به باالضافة الى حازم‬
‫ووالده ووالدته مجموعة من االشخاص الذين ال‬
‫تعرفهم قام حازم فور ان رآهم وقال لمعتز (تعالى‬
‫لنذهب الى الشرفة ) ثم نظر اليها بثبات وهو يقول‬
‫(الن تأتي معنا يا ريهام ؟ ) يبدو ان داليا ليست هي‬
‫فقط المريبة هذا اليوم بل ان العدوى منتشرة فقد‬
‫شعرت بتوتر حماتها وايضا حماها الوحيد الذي بدا‬
‫ثابتا هو حازم حثها فضولها على البقاء لتعلم ما الذي‬
‫يجري قالت مبتسمة (ربما الحق بكما فيما بعد بعدما‬
‫ارحب بالضيوف ) سار الى الشرفة وهو يدعو هللا ان‬
‫ينتهي االمر على خير فمع حضور ريهام غير المتوقع‬
‫قد تنفلت االمور لقد استجاب اليوم تحت الضغط‬
‫والتهديد اللحاح امه في ان يرى احد العرائس وهو‬
‫مع احباطه بعد ان علم ان ريهام غير حامل ولذا فانه‬
‫ليس هناك امل في عودة قريبة ومع قرب انتهاء المدة‬
‫التي حددتها امه لم يجد مفر من االستجابه لضغطها‬
‫المستمر هو لم يكن ينوي االستمرار بل كان سيجاري‬
‫امه مؤقتا لتتوقف ثم لتحدث المفاجأة الغير متوقعة‬
‫وتأتي ريهام لمنزلهم بعد انقطاع دام سنوات جلست‬
‫على الكرسي المجاور لحماتها التي عرفتها‬
‫بالموجودين السيد ماجد الخولي موجه في التربية‬
‫والتعليم وزوجته السيدة بشرى والتي تعمل في وزارة‬
‫الصحة ثم ابنتهم اميمة محاسبة في احد البنوك وهم‬
‫مدعوون لتناول العشاء‬
‫*الحظت نظرات الفتاة الفضولية نحوها انها تقريبا‬
‫في عمرها قمحاوية البشرة لديها غمازتان جميلتان‬
‫وعيناها بنيتان بشكل عام معقولة او حتى جميلة‬
‫!!!!!!!!!!لكن مع الجو المحيط ظلت الشكوك تراودها‬
‫سمعت الفتاة تقول لها مبتسمة (هل انت شقيقة حازم‬
‫وداليا ؟)‪ ............‬رأت وجه حماتها يشحب فقالت‬
‫بخبث مؤخرة تفجير الحقيقة للحظة المناسبة حتى‬
‫تعرف كل ما يجري وتسمع باذنيها (يمكنك ان تقولي‬
‫اني صديقتهما )‪............‬استمرت الفتاة في الحديث‬
‫كاشفة اكثر عن شخصيتها الفضولية (انت متزوجة‬
‫اليس كذلك ؟ الطفل هو ابنك والذي جاء معك هل هو‬
‫زوجك؟ )‪..........‬انها من النوع الذي يسأل ليعود‬
‫ويجيب نفسه ‪...........‬ردت نافية (بل هو شقيقي‬
‫)‪..............‬قالت (هل هو صديق حازم ؟ولكنه يبدو‬
‫اصغر منه )‪.............‬اذا فهي تناديه حازم دون القاب‬
‫هزت رأسها نفيا لتقول (حازم هو صديق شقيقنا‬
‫الكبير )‪...........‬ابتسمت الفتاة وكأنها اكتشفت‬
‫اكتشاف هائل وهي تقول (اذا هو ما يمكن ان نطلق‬
‫عليه صداقة اسرية )‪............‬اومأت برأسها قائلة‬
‫(بالتأكيد ‪............‬لتكمل بعدها النها لو صمتت ولو‬
‫للحظة تعلم ان الفتاة ستبدأ من جديد ‪..........‬يبدو انكم‬
‫ايضا اصدقاء العائلة )‪..........‬قالت (اجل العم عبد هللا‬
‫صديق ابي منذ سنوات طويلة وهناك عالقة مستمرة‬
‫بين االسرتين )‪.............‬قالت لها بفضول (هل‬
‫تعرفين زوجة حازم ؟)‪..............‬لم تتح حماتها لها‬
‫فرصة لالجابة فقد قالت (هيا نتناول العشاء قبل ان‬
‫يبرد الطعام )‪................‬قامت وجلست معهم الى‬
‫المائدة بينما عاد حازم بمفرده فعلى ما يبدو ان معتز‬
‫قد انصرف ‪..........‬لمحت شئ غريب يعلو وجهه انها‬
‫نظرة متسلية !!!!!!!!!!ترى هل ينتظر منها ان تفجر‬
‫العرض الكبير بينما اميمة كانت تنظر اليه باعجاب‬
‫‪.........‬يبدو وان تخمينها صحيح ان اميمة هذه‬
‫عروس وهي موجودة حاليا ليراها ويبدو انها تعلم انه‬
‫متزوج ولكنها ال تمانع !!!!!!!!!بادلته االبتسامة‬
‫‪.............‬فبينما حماتها تبدو في موقف ال تحسد عليه‬
‫وكأنها ضبطت بالجرم المشهود ‪.........‬فانها هي وهو‬
‫ال يهتمان ‪.........‬انها ال تفهم نفسها احيانا لماذا تتقبل‬
‫الموقف بهذه الالمبالة واحدة غيرها كانت ستقلب‬
‫الدنيا فوق رؤسهم بدال من التظاهر انها ال تفهم‬
‫!!!!!!!!!!هل هذا النها ال تهتم ام النها تثق انه لن‬
‫يفعلها ؟ ال تدري انتهت الوجبة على خير ‪.‬رفضت‬
‫خاللها تنفيذ ارادة عمر في ان يطعمه والده فان كشف‬
‫االمر بالتأكيد ليس مهمتها ‪............‬قامت وبدأت في‬
‫اعادة االطباق الى المطبخ مع داليا التي كانت تنظر‬
‫اليها بفضول فقالت لها مبتسمة (بما انك بالتأكيد قد‬
‫تعبت في اعداد الطعام مع والدتك ساتولى انا امر‬
‫المطبخ )‪.............‬قالت معترضة (ليس عليك ذلك انا‬
‫فقط ساقوم بافراغ االطباق ووضعها في الغسالة بينما‬
‫المرأة التي تأتي للتنظيف ستأتي غدا وتتولى الباقي‬
‫)‪..............‬قالت بتصميم (ال بأس سافعل ما كنت‬
‫ستقومين به ‪..........‬ثم قالت اذهبي واجلسي مع‬
‫الضيوف حتى ال تتركيهم بمفردهم )‪...........‬نظرت‬
‫اليها بحيرة لكنها وجدتها تقول في تصميم (انا االكبر‬
‫لذا عليك اطاعة كالمي )‪..................‬اخبره معتز بما‬
‫حدث بين ريهام ويوسف وانه صمم على عودتها اليه‬
‫‪........‬وانها غضبت ولم تنتظر حتى ان يكلمه يوسف‬
‫ويأتي ليأخذها ‪...........‬كما انه وجدها تأتي الى هنا‬
‫وليس الى شقته ‪..........‬هل اراد يوسف ان يفاجئه ام‬
‫ماذا ؟ ام انه اخذ الموضوع على عاتقه بعد ان يأس‬
‫منهما ؟ انها حتى االن تبدو هادئة رغم الوضع‬
‫الغريب الذي اتت فوجدته ‪..........‬تلك الفتاة اميمة لم‬
‫تحرك فيه شيئا وهو اساسا لم يـأخذ االمر على محمل‬
‫الجد ‪.......‬ولكن من ناحية اخرى اعجبه ضبط ريهام‬
‫لتصرفاتها فعلى ما يبدو انها ورغم كل شئ اصبحت‬
‫انضج !!!!!!!!!‪..........‬شعرت بوجوده قبل ان تقع‬
‫عيناها عليه التفتت اليه وهي تقول (لماذا اتيت الى‬
‫المطبخ وتركت الضيوف ؟)‪...........‬قال بهدوء (انهم‬
‫ضيوف امي وعليها ان ترحب بهم )‪...........‬قالت‬
‫بمكر (ال تكن ناكر للجميل وتضيع مجهودات امك في‬
‫التحطيط لمستقبلك )‪................‬اقترب منها وهو‬
‫يقول ببطء بينما عيناه تبرقان (ال تقولي انك توافقينها‬
‫على هذه الخطط ؟)‪.............‬رفعت كتفيها وقالت‬
‫(وما شأني انا بخططها ؟)‪...........‬كان قد اصبح‬
‫امامها عندما قال بخطورة (بما انك المتسببة في هذه‬
‫الخطط عليك ان تساعديني على انهائها‬
‫)‪............‬تراجعت للخلف وهي تقول مدعية الالمباالة‬
‫( مادمت ال اهتم اذا عليك االعتماد على نفسك سيد‬
‫حازم )‪..........‬قال بصوت خافت (اممممممم سيد‬
‫حازم وال تهتمي )‪.............‬ليطبق عليها بذراعيها‬
‫في اللحظة التالية وهو يقول في اذنها (سنرى‬
‫)‪................‬انه يحتضنها ويقبلها قبلة جامحة في‬
‫مطبخ امه ال ريب انه قد اصيب بالجنون !!!!!!!!!اين‬
‫ذهب الشخص المتزن العاقل الذي تعرفه؟‬
‫‪..........‬يبدو انها هي وامه قد جعاله يصل الى الحد‬
‫االقصى ‪...........‬حاولت دفعة قائلة (حازم ارجوك اننا‬
‫في مطبخ امك ثم ال تظن ان يوسف قد سهل لك بفعلته‬
‫‪...........)...............‬قاطعها قائال بتذمر (اصمتي فقط‬
‫)‪..........‬ليعود فيستأنف ما كان يفعله !!!!!!!!!!!!‬
‫صوت شهقة مرتفعة كان ما اخرجها من حالة‬
‫االنفصال عن الواقع لتتلوها بعدها اصوات كوبيات‬
‫تتحطم على االرض لتلمح بعدها تلك التي غادرت‬
‫بسرعة ‪......‬لقد كانت اميمة عروس زوجها نظرت‬
‫الى الحالة التي كانت عليها لتجد ازرار بلوزتها‬
‫العلوية مفتوحة بينما البلوزة نفسها مرفوعة من‬
‫االسفل فيما ال تزال اليد المتسببة برفعها‬
‫مكانها!!!!!!!!!! بينما كان هو ينظر اليها بمكر وهو‬
‫يقول مدعيا البراءة (ال ادري كيف تتجول فتاة في‬
‫منزل غير منزلها بهذه الطريقة ؟!!!!!!!!!!)‪...........‬‬
‫حاولت ترتيب مالبسها بسرعة لتقول بعدها (وهل لو‬
‫كانت داليا قادمة كان الوضع سيبدو افضل‬
‫)‪............‬هز رأسه بالمباالة وهو يقول (حتى داليا‬
‫تعلم ان هذه االشياء تحدث بين‬
‫االزواج)‪............‬خرج بعدها فيما كان االحراج لم‬
‫يفارقها بعد ما هذا الذي رمت نفسها فيه انها هي‬
‫المخطأة فانه ما ان يلمسها حتى تستسلم له كالحمقاء‬
‫‪.........‬عليها ان تفهمه انها ليست دمية يتالعب بها‬
‫كيف يشا َء!!!!!!!!!!كما انها تشك في انه خطط‬
‫لتراهم الفتاة في هذا الوضع ربما كان يعلم ان الفتاة‬
‫عرضت المساعدة وادخال الصينية الى المطبخ‬
‫‪.............‬غسلت وجهها ليعود الى حالته الطبيعية‬
‫وعندما خرجت وجدت حماتها تقول لحازم (انا ال افهم‬
‫ما الذي حدث وجعل اميمة تخرج بهذا الشكل ؟ هل‬
‫اسأت اليها انت او ريهام ؟ )‪............‬قال مبتسما‬
‫(نحن لم نتبادل معها اي كلمة يمكنك ان تقولي انها‬
‫تعرضت لصدمة صغيرة )‪..............‬عقدت امه‬
‫حاجبيها لتصمت عندما وجدت ريهام قد عادت‬

‫*انها تشعر بالقلق منذ الصباح وكذلك طوال اليوم‬


‫الماضي هل سينفذ ذلك المجنون ما اخبرها به ويذهب‬
‫لخطبتها ؟‪ .........‬كانت منذ الصباح صامته على غير‬
‫عادتها بينما فرح هي التي ظلت تتحدث طوال الوقت‬
‫‪...........‬انها حتى لم تخبرها بما حدث اول امس في‬
‫منزلها فهي حتى االن غير متيقنة ان كانت تلك‬
‫االحداث حقيقية ام مجرد وهم !!!!!!!!!!!اوصلتها‬
‫فرح وزوجها ليتفاجئ والداها بعودتها‬
‫‪..........‬ولكنهما لم يعلقا عندما اخبرتهما ان زوج‬
‫فرح اتى من عمله مبكرا وهي رفضت ان تظل في‬
‫المنزل اثناء وجوده ‪............‬شئ اخر يحيرها تلك‬
‫الحوارات المتبادلة بين والديها بصوت خافت والتي‬
‫تتوقف حال اقترابها ترى ما الذي يخططان له‬
‫؟‪.........‬هل فعلها حقا ولكن متى واين ؟ ولماذا لم‬
‫تتسرب اي اخبار حتى االن ؟!!!!!!!!!!!!!!!!كانت‬
‫فرح تتحدث بسعادة اصبحت مالزمه لها منذ ان تجدد‬
‫لديها االمل بوجود مستقبل لزواجها قالت لها (سها ما‬
‫رأيك ان نذهب الى محل لقد علمت ان لديهم قمصان‬
‫نوم والنجيري رائعة ) نظرت اليها بسخرية وهي‬
‫تقول (انظروا الى االنسة المحترمة فرح وهي تتحدث‬
‫عن قمصان النوم والالنجيري ما الذي ستفعلينه‬
‫عندما يتم زواجك بالفعل ؟ ال بد انك ستتركين كل‬
‫الحياء ومشتقاته ) قالت لها بتذمر (سخيفة ساعقد‬
‫اتفاقية مع امك لاليقاع بك وتزويجك رغما عنك‬
‫للدبلوماسي الذي خطبك ) قالت لها (انظروا من التي‬
‫تتكلم ؟ االنسة فرح المتزوجة مع ايقاف التنفيذ )‬
‫اخرجت لسانها لها وهي تقول (افضل من ان اكون‬
‫عانس مثلك ) ثم اردفت بلهجة حالمة (اقل من ثالثة‬
‫اشهر واذهب الى شهر عسل حقيقي هذه المرة اتمنى‬
‫ان تنتهي سريعا النني ال اكاد ارى احمد خالل االيام‬
‫الماضية انه معظم الوقت بالجامعة النه يكثف جهوده‬
‫بشكل كبير لالنتهاء من الدكتوراة ) قالت لها بفضول‬
‫(اظن ان زوجات االطباء يعانين كثيرا بسبب انشغالهم‬
‫الدائم ) قالت فرح بهدوء (ربما ولكن بما انني حاليا‬
‫مشفولة في دراستي والمذاكرة يمكنك ان تقولي انني‬
‫لم ابدأ في المعاناة وجدها تقترب منه وفي عينيها‬
‫لمعان االنتصار قال لها (بسرعة هاتي ما لديك ) لقد‬
‫كلف هند الفتاة التي كانت معجبة به ولكنه لم يكن‬
‫يهتم بها فقد كانت ماديا في نفس حالته وربما اقل‬
‫ولكنه وضع فرح نصب عينيه تلك الفتاة المولودة‬
‫وفي فمها ملعقة من ذهب وهو كان قصده شريف‬
‫وهو الزواج الذي سيكفل له وضع مادي افضل‬
‫ويجعله يسكن في مكان لم تطأه قدماه من قبل ولكن‬
‫الغبية لم تستطع مواجهة اهلها وهو رفض الهرب‬
‫النه كان سيجعله يخسر كل شئ وسيكتسب عداوة‬
‫والدها ويتحمل مسئوليتها ايضا لذا اعجبته فكرتها‬
‫اكثر فهو ال يهمه ان حصل عليها وهي مطلقة على‬
‫االقل كان ساعتها سيظهر بمظهر المضحي في سبيل‬
‫الحب ولكن الغبية احبت زوجها الثري ورمت‬
‫السنوات التي ضيعها جوارها وراء ظهرها وقد‬
‫توعدها باالنتقام لذا استغل هند المحبة له في تتبع‬
‫اخبارها والتجسس على كالمها مع تلك المجنونة سها‬
‫ويبدو انها اخيرا قد سمعت شئ مهم قالت له بتشفي‬
‫(دعنا نجلس في مكان هادئ ) وصال الى مكان هادئ‬
‫في الحديقة لتقول بعدها (ان الغبية فرح لم تتم‬
‫زواجها حتى االن ويبدو انهما اتفقا على تأجيل‬
‫الموضوع حتى يذهبا الى اجازة شهر عسل جديد بعد‬
‫نهاية االختبارات ) برقت عينيه والعديد من االفكار‬
‫الشيطانية تمر برأسه ليقول لها (احسنت هند يبدو‬
‫انك تستحقين حبي ) ربما يكون افضل انتقام ان يوقع‬
‫بها في فخ صغير ثم يحصل عليها اوال انها حقه من‬
‫البداية وعندها ستضطر للطالق حتى ال تفضح نفسها‬
‫امام زوجها كما انه يستطيع بسهولة ان يصور ما‬
‫سيحدث بينهما ويهددها بالصور حتى تتزوجه برقت‬
‫عيناه ببريق ذئبي وهو يفكر في كيفية تنفيذ هذه‬
‫الخطة التي راقته كثيرا‬

‫* انها لم تذهب لزيارته باالمس كما طلب منها فليس‬


‫عليها تنفيذ اوامره !!!!!!!‪...............‬كما انها لم‬
‫تفعلها صباح اليوم ايضا ‪..........‬ولكن لم ال يكف‬
‫عقلها عن التفكير في هذا الموضوع ؟ كما ان‬
‫الظروف ال تساعدها ‪........‬باالمس لم تكن االخبار قد‬
‫وصلت الى الطالب ‪........‬ولكن اليوم مع تغيبه عن‬
‫محاضرتهم سألوا وعلموا ما حدث والجميع ال يكف‬
‫عن الحديث حول الموضوع كما انها تفاجأت من‬
‫وصالت البكاء التي انطلقت من بعض الفتيات تأثرا‬
‫بما حدث لالستاذ الوسيم ‪...........‬كما انه حتى الشباب‬
‫لم يخجلوا من اظهار تأثرهم‬
‫‪.....................‬والعجيب ان حادث اطالق النار قد‬
‫اضاف حوله هالة بطولية غريبة ‪..........‬عجيب هو‬
‫االنسان عندما يفسر االحداث وفقا لهواه‬
‫!!!!!!!!!!فالمفترض ان االصابة في حادث اطالق نار‬
‫يجعل الشخص موضع شك وليس بطل !!!!!!!!اتفق‬
‫مجموعة من زمالئهم على زيارته في المستشفى‬
‫وكانت نهى اول من اصر على الذهاب يبدو انها ال‬
‫تزال تصر على االيقاع به !!!!!!!!!!!وجدت نفسها‬
‫تقول فجأة (ساذهب معكم )‪..............‬نظرت اليها‬
‫المحموعة بدهشة فهي لم تهتم من قبل باي نشاط كما‬
‫ان طبيعتها المحافظة ال تجعلها تذهب بزيارة الى اي‬
‫رجل حتى ولو كان استاذها !!!!!!!!!!!!قبل ان يفتح‬
‫اي شخص فمه باالعتراض وجدت سامر يقول‬
‫بابتسامة عريضة (بالتأكيد يا سارة يسعدنا ذهابك‬
‫معنا )‪...............‬عندما اخبرت صديقاتها بما ستفعله‬
‫نظرن اليها بدهشة لتقول ندا بعدها وهي تضع يدها‬
‫فوق جبينها (انتظري يا فتاة حتى اتحقق هل انت‬
‫مريضة ام ال ؟)‪...........‬قالت بملل (كفي عن هذا‬
‫)‪..........‬كانت ايمان من رد فقالت (سارة هل انت حقا‬
‫ذاهبة لزيارة الدكتور محمد ما اعلمه انك ال تطيقينه‬
‫!!!!!!!!!)‪...........‬قالت بسرعة (االنسان يغير رأيه‬
‫باستمرار ‪............‬سارت مبتعدة فيما تالحقها‬
‫نظراتهن !!!!!!!!!!كانت نهى تكاد تقتلها بنظراتها‬
‫لتقترب بعدها منها وهي تقول (يبدو انه ال احد غيري‬
‫يدرك انك تحومين حول محمد ولكني احذرك انه لي‬
‫وستندمي ان لم تبتعدي )‪...............‬تذكرت انها سبق‬
‫وان رأتها داخل مكتبه ‪....‬ردت عليها بسخرية (منذ‬
‫متى ازلت لقب دكتور عنه ؟ ثم كما اعلم هو لم يرتبط‬
‫بك بعد ويمكن ان يقال ان الصيد ال يزال في البحر‬
‫ينتظر الصياد )‪...............‬اسدلت الفتاة اهدابها لتقول‬
‫بعدها بحقد (انت مخطأة لقد خطبني ونحن سنقيم‬
‫الحفل ما ان يشفى )‪.................‬الفتاة الغبية تجعل‬
‫احالمها واقع تريد فرضه على االخرين‬
‫)‪................‬هزت كتفيها بالمباالة وهي تقول (عندما‬
‫يلبسك دبلته سابتعد الى اقصى مكان ممكن‬
‫)‪.................‬ال ينقصها اال هذه التي ظلت تدعي‬
‫الرقة والصمت واالحترام لسنوات لتأتي االن‬
‫وتنافسها على الشخص الذي تريده ‪.............‬لقد‬
‫اعجبها منذ البداية عمره الصغير ومنصبه ووسامته‬
‫وجسمه الرياضي‪...........‬كما ان كونه عائد من‬
‫المانيا للتو احاطه بجو من الغموض من‬
‫وقتها!!!!!!!!!!كما ان نظرات البنات المحيطة به قد‬
‫جعلته هدف يستحق الفوز به ‪.............‬وهذه الحمقاء‬
‫لن توقفها بالتأكيد فسارة وان كانت تنتمي لعائلة ثرية‬
‫فانها هي ابنة عميد الكلية اي ان مستقبله في يد‬
‫والدها !!!!!!!!!!!!!!!وصلوا الى حجرته ليجدوه‬
‫وحيدا كانوا قد احضروا معهم باقة من االزهار وعلبة‬
‫من الشيكوالته وضعوهما على المنضدة الموجودة‬
‫جواره ‪..........‬نظرت سارة حولها لترى الكثير من‬
‫باقات االزهار في الغرفة لتصبح شبيهه بمحل بيع‬
‫الزهور‪...........‬كان الطلبة يتبادلون الكالم معه‬
‫لتالحظ نظراته التي اتجهت اليها بما يشبه التوعد‬
‫لتخلفها عن الحضور ‪..........‬شئ ما جعله يتوقف‬
‫كانت تنهى قريبة منه تحدثه بصوت منخفض‬
‫!!!!!!!!!ترى ما الذي تقوله له ؟ وكيف يقبل هو‬
‫بتقربها منه في حين انه متزوج وال يكف عن االدعاء‬
‫انه يريد االستمرار معها ؟ّ!!!!!!!!!!يبدو ان شئ ما‬
‫تلبسها اليوم وجعلها تتصرف خالفا لطبيعتها المعتادة‬
‫‪........‬اقتربت من السرير وهي تقول بابتسامة ماكرة‬
‫(عذرا على المقاطعة ولكن اريد ان اسألك عن شئ‬
‫دكتور )‪............‬ابتسم بتسلية وهو يقول (ال تقلقي‬
‫سنكمل حديثنا فيما بعد واالن ما هو السؤال‬
‫؟)‪...........‬قالت بهدوء (متى ستعود الى العمل ؟ انت‬
‫تعلم اننا متأخرين بالفعل )‪.............‬كانت نهى من‬
‫اندفعت في االجابة لتقول (ما الذي تقولينه يا سارة‬
‫اهم شئ هو صحة الدكتور !!!!!!! ثم وكأنها توجه‬
‫كالمها اليه فقط قالت ‪ :‬ان سارة تهتم كثيرا بالدراسة‬
‫لقد كانت االولى في السنوات السابقة )‪............‬قالتها‬
‫باحتقار وكأن االهتمام بالدراسة يعتبر نقص في االنثى‬
‫!!!!!!!!!!رد هو وقال (انه شئ جدير باالعجاب وانا‬
‫اطمئنك انه لن يمضي اسبوعان حتى‬
‫اعود)‪............‬كان الغيظ يبدو واضحا على الفتاة‬
‫التي شعرت انه جعل االخرى تهزمها لذا قالت بتهور‬
‫(هذا اكثر شئ اتمناه ان تعود الينا حتى دون ان تتعب‬
‫نفسك في الشرح )‪..................‬اضافت بعدها (اقصد‬
‫الى الجامعة )‪.............‬بعد ذلك كان الشباب هم من‬
‫يحدثونه ليعلنوا بعد قليل انهم ال يريدون ارهاقه‬
‫فتخرج نهى بغضب !!!!!!!!!!!!كانت سارة في‬
‫المؤخرة عندما فاجأتها عبارته (سارة انتظري اريد‬
‫ان احدثك في امر ما )‪.............‬شعرت بالدهشة من‬
‫انه قال ذلك امام باقي الطالب ‪..........‬ولكن يبدو انها‬
‫لم تكن الوحيدة فقد استدارت نهى بحدة وعالمات‬
‫الذهول ترتسم على وجهها ليقول هو في حسم (سارة‬
‫فقط )‪.............‬لتخرج االخرى كالعاصفة مغلقة الباب‬
‫خلفها ‪..........‬رغم انها متضايقة من تصرفه اال ان‬
‫تأثير التصرف على نهى اسعدها كثيرا انها شريرة‬
‫اليس كذلك ؟‪..........‬اقتربت من السرير وجلست على‬
‫الكرسي الموضوع امامه ثم قالت وهي تخفض عينيها‬
‫(ما الشئ الذي اردت التحدث معي عنه‬
‫؟)‪..............‬قال بهدوء (لقد تخلفت عن الحضور‬
‫باالمس واليوم ايضا رغم انك وعدتني )‪..........‬قالت‬
‫باعتراض (انا لم اعدك بل انت من قررت وتصورت‬
‫اني سانفذ )‪............‬قال مظهرا االسف (وانا من‬
‫ظننت انك ستشفقين على شخص مريض وتنفذين‬
‫الطلب الذي كان سيساهم في شفائه )‪............‬قالت‬
‫بتفكير (التزم بتعليمات االطباء وصدقني هذا سيفيدك‬
‫اكثر )‪.............‬قال بتذمر (على االقل اعطيني رقم‬
‫هاتفك )‪ ..........‬عقدت حاجبيها ليقول لها باقناع (ان‬
‫تبادل ارقام الهواتف اصبح يتم في مرحلة التعارف‬
‫االن‪..........‬وعليك ان تقدري حالتي وانا عاجز عن‬
‫الحركة وكل ما اطلبه هو حديث هاتفي‬
‫)‪............‬امسكت الهاتف الموضوع جواره وسجلت‬
‫عليه رقمها وهي تقول بضيق (يمكنك ان تكون لحوحا‬
‫)‪.............‬ابتسم وقال (سارة ال تكوني صعبة هكذا‬
‫)‪............‬قال بتردد وهويتململ (لقد تعبت من هذا‬
‫الوضع واريد ان اعدل جلستي )‪............‬نظرت اليه‬
‫محاولة فهم قصده ‪.........‬لتجده بعدها يقول (ان كان‬
‫ذلك سيزعجك نادي الممرضة )‪............‬قالت بعبوس‬
‫(ساحضر لك ممرض )‪...............‬قال بهدوء‬
‫(الموجود هنا ممرضات فقط )‪...............‬ستحضر له‬
‫واحدة لماذا تهتم من االساس ان هذا عملهن‬
‫!!!!!!!!!!!دون ارادة منها قامت وامسكت بالوسادة‬
‫وحاولت وضعها خلفه دون ان تلمسه !!!!!!!!!مما‬
‫جعله يقول لها بتذمر (كنت استطيع فعل ذلك بنفسي‬
‫‪..........‬المطلوب هو ان تمسكي بي حتى استطيع رفع‬
‫نفسي الصبح في وضع قريب من الجلوس‬
‫)‪................‬فعلت ما طلبه فامسكت باحدى يديه‬
‫وهي تحاول جذبه الى الخلف فاضطرت لالمساك‬
‫بذراعه من االعلى بينما اتكأ هو على االخرى رافعا‬
‫نفسه ‪..........‬لقد اثر اقترابها منه الى هذا الحد كثيرا‬
‫على اعصابها كانت تكتم انفاسها لتمنع نفسها من‬
‫االرتجاف وهي تلمسه ‪............‬وعلى الرغم من‬
‫كونه يرتدي مالبس المستشفى اال ان هذا لم يمنعها‬
‫من الشعور بعضالت ذراعه المفتولة وانفاسه القريبة‬
‫ورائحة النظافة التي تشع من جسمه رغم ان االمر لم‬
‫يتعد لحظات اال انها عند اعتداله اخيرا اسرعت‬
‫باالبتعاد الى اقصى مسافة لتجده يقول برقة (شكرا لك‬
‫)‬

‫*كانا قد انتهيا من االجتماع والذي ضم مدراء‬


‫المصانع والشركات باالضافة اليهما ‪............‬انه ال‬
‫ينكر ان حازم قد تحمل عبأ كبير اثناء فترة غيابه وانه‬
‫ادار االمور على افضل وجه‪ ............‬ولكن هو اراد‬
‫ان يتواصل مع الجميع حتى ال يفوته اي شئ حدث‬
‫اثناء غيابه ‪..............‬لقد عاد معتز باالمس فاخبره‬
‫عما فعلته ريهام وانها ذهبت الى منزل والدي حازم‬
‫!!!!!!!!!لم يضايقه هذا ولكنه فكر انها ال تزال تعاند‬
‫كطفل يضطر الطاعة االوامر دونا عن ارادته فيقوم‬
‫بااللتفاف حولها حتى يثبت لنفسه انه لم يستسلم‬
‫!!!!!!!!!!!!ولكن على كل حال هذا شانهما وعلى‬
‫حازم االنطالق من هذه النقطة ‪..........‬فهو لن يذهب‬
‫مثال الى منزل والديه مخبرا اياها انها لم تنفذ اوامره‬
‫بدقة !!!!!!!!!!!!كان حازم يراجع احد الملفات حين‬
‫قال له (مبارك عودة زوجتك )‪.............‬نظر اليه‬
‫مبتسما بسخرية ليعود فينظر في الملف ثم يقول له‬
‫(لماذا لم تخبرني انك ستعيدها بهذه الطريقة‬
‫؟)‪..............‬قال له ساخرا (ال تقل ايها الحساس انك‬
‫قد تأثرت باجباري لها وانك لم ترغب في اعادتها‬
‫منتظرا ان تتخذ القرار بنفسها )‪..............‬قال ببرود‬
‫(بل ساقول لك لماذا لم تفعلها منذ سنوات‬
‫؟)‪............‬قال ضاحكا (يمكنك ان تقول ان تقديري‬
‫الستطاعتك كان مبالغا فيه ‪........‬لقد ظللت طوال‬
‫الوقت اقول لنفسي ال تتسرع ان حازم قادر على فعلها‬
‫‪..........‬ولكنك ظللت طوال الوقت تقول انك ستعطيها‬
‫الوقت الذي تحتاجه دون جدوى )‪.............‬عاد يقول‬
‫(هل تضايقت انها ذهبت الى منزل والدك‬
‫؟)‪..............‬قال بهدوء (بالتاكيد ال ‪............‬يمكنك‬
‫ان تقول انه خالل ايام سانهي فرش وتشطيب الدور‬
‫الخاص بي وحتى يتم ذلك ساعود الى حجرتي القديمة‬
‫)‪..............‬ضحك بصوت عالي وهو يقول (احترس‬
‫من ان يراك احد والديك وانت تتسلل الى غرفتها‬
‫)‪................‬قال بمرح (ال تقلق سافعلها بعد تأكدي‬
‫من نومهم )‪................‬لقد غادر باالمس الى شقته‬
‫الن اليوم كان لديهم اجتماع مهم ولم يكن يستطع‬
‫التأخر او التغيب ‪...........‬ولكنه اخبرها انه سياخذ لها‬
‫اجازة وكذلك اخبرها اال ترسل عمر الى المدرسة‬
‫‪............‬واليوم هو سيذهب الى مدرسته حتى يغير‬
‫المكان الذي سيأخذه منه الباص وبعدها الى شقته‬
‫ليأخذ بعض المالبس التي يحتاجها بما انه سينتقل الى‬
‫هناك ‪..............‬قال له باهتمام (اخبرتني ريهام انها‬
‫لن تعود الى منزلك وهي تريد مالبسها ومالبس عمر‬
‫وكتبه )‪................‬قال مبتسما (اذا فهي ال تزال‬
‫غاضبة ‪...........‬ساجعل سارة تجمع لها ما تريد ثم‬
‫ساجعل احد العمال يوصلها هناك ‪...........‬وسوف اتي‬
‫لمصالحتها )‪..................‬قال بابتسامة (اعانك هللا‬
‫ان غضبها سئ )‪...........‬قال بهدوء (معك فقط النك‬
‫تدللها )‪.............‬قال معترضا (انا احبها وهذا يجعلها‬
‫تتدلل على اكثر من اي احد اخر ‪............‬انت ال‬
‫تعرف النك لم تحب )‪.................‬الم يعرف ؟ لقد‬
‫عرف بكل تأكيد وفعل ما يقوله حازم بالتحديد تصرف‬
‫مخالفا لطبيعته فقط ليريحها ويرضيها ‪.............‬وهو‬
‫االن يتمنى ان يترك كل شئ خلفه ويذهب الى لندن‬
‫ليظل جوارها حتى تنهى دراستها ويعيدها معه‬
‫!!!!!!!!!!!اال يظل كل يوم مستيقظا فوق فراشه وهو‬
‫يتأمل صورها مانعا نفسه بالقوة من االتصال بها‬
‫!!!!!!!!!!وحتى عندما ينام تظل تالحقه في احالمه‬
‫‪..........‬احيانا تكون احالمه حولها بريئة واحيانا‬
‫اخرى ال !!!!!!!!!!! كانت هناك ابتسامة فوق شفتيه‬
‫الحظها حازم الذي نظر اليه في تعجب وقال (اين‬
‫ذهبت ؟‪.............‬لم يرد فقال له ‪ :‬ال تقل الى‬
‫باريس)‪..............‬قال واالبتسامة لم تغادر شفتيه (بل‬
‫الى لندن )‪.............‬عقد حازم حاجبيه ليقول بعدها‬
‫متعجبا (هل هي لندن ام باريس ؟)‪.............‬ضحك‬
‫وقال (انها ليست فزورة انها تعيش في لندن ولكنا كنا‬
‫سويا في باريس )‪ .................‬قال حازم (هل هي‬
‫انجليزية ؟)‪..............‬اجاب (نصف انجليزية نصف‬
‫مصرية )‪.............‬قال بفضول (انت لن تخدعني‬
‫باالدعاء انك تعرفت عليها مؤخرا فالحساسية من‬
‫لندن تصاحبك منذ مدة طويلة )‪.............‬قال بتفكير‬
‫(ولماذا تريد ان تعلم ؟)‪...............‬قال باستسالم‬
‫(دعك من هذه النقطة !!!!!!!!لماذا لم تحضرها معك‬
‫)‪............‬قال مبتسما (ساحضرها بعد ثالثة اشهر‬
‫تحديدا بعد ان تتم دراستها )‪............‬وجده يضحك‬
‫ليقول بعدها مستنكرا (هل تحب تلميذة‬
‫؟)‪................‬قال بحنق (انها تدرس الطب وانت تعلم‬
‫ان دراسته تستغرق كثيرا )‪................‬غير‬
‫الموضوع قائال (لماذا اذا اعدت نهال ؟)‪.............‬قال‬
‫باشمئزاز (لقد عادت من تلقاء نفسها وانت تعلم ما‬
‫نمر به في هذه الفترة لذا لم ارد فتح جبهات اخرى‬
‫ولكن سينتهي كل شئ قريبا)‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل السابع والثالثون‬

‫يوم طويل اخر في الجامعة انها ال تدري ما الذي‬


‫اصابها بالجنون وجعلها تدرس الطب من االساس ؟‬
‫لماذا لم تختار مجال غير معقد مثل الفنادق او حتى‬
‫الطبخ؟ كان يمكنها وقتها ان تقدم برنامج تلفزيوني‬
‫وتصبح من المشاهير وتحصل على الكثير من المال‬
‫وبعدها تفتح مطعمها الخاص منذ اختفاء عماد والذي‬
‫علمت بعدها انه قد سافر وهي تعيش وحدها ولكنها‬
‫وعلى عكس المعتاد لم تنجرف الى اي فعل غير الئق‬
‫ربما في وقت سابق كانت ستستغل الفرصة على االقل‬
‫وتخرج لكنها االن ال تذهب اال الى الجامعة والمشفى‬
‫الذي تتدرب فيه ثم في اخر اليوم الى دروس اللغة‬
‫العربية التي التحقت بها واختارت الكرس المكثف لقد‬
‫توعدت سيف بالهزيمة وانها ستسبقه وتتفوق عليه‬
‫وقد اخذت الموضوع بمنتهى الجدية وهي ال تكتفي‬
‫فقط بالدروس بل تستغل اي وقت فارغ وتستمع الى‬
‫فيديوهات للتعليم وكذلك تحاول حفظ بعض السور‬
‫القصيرة عن طريق برنامج (المصحف المعلم ) لقد‬
‫ارادت هي ايضا السفر الى مصر ولكنها في النهاية لم‬
‫تفعل السبب االول النها علمت ان يوسف وعائلته‬
‫يتواجدون معظم االوقات وهي حتى االن غير مستعدة‬
‫لكشف شخصيتها او للمواجهة ومن جهة اخرى ليس‬
‫هناك اي مجال للتغيب عن دراستها فقد استنفذت كل‬
‫مرات الغياب علمت من والدها انه استعاد وعيه‬
‫وحالته االن جيدة وهي تريد ان تكلمه بالتأكيد عليها‬
‫ان تفعل لقد تجنبت االتصال باالمس محاولة اقناع‬
‫نفسها ان عليها ان تتركه لبعض الوقت ‪ ،‬حتى ال‬
‫تؤدي المكالمة الى انفعاله او توتره وهو ما لن يكون‬
‫في صالحه في هذه المرحلة ولكن عليها اليوم ان‬
‫تفعلها هل ترددها يرجع الى كونها ال تزال حاقدة عليه‬
‫؟ ام النها تخاف ان تفتح على نفسها االالم القديمة ؟‬
‫ال تستطيع ان تحدد لقد حصلت على رقم هاتفه بالفعل‬
‫وكل ما عليها ان تفعله هو ان تجري االتصال جلست‬
‫على االريكة في وضع مريح ثم امسكت الهاتف‬
‫وضغطت اتصال وصلها الصوت من الجهة االخرى‬
‫قائال عندما لم تتكلم (مرحبا من المتصل ؟) استجمعت‬
‫شجاعتها لتقول بعدها بصوت خافت سمعه بالكاد (انا‬
‫انجي ) كانت والدته واخته شذى موجودتان معه‬
‫بالحجرة وكانت امه تحاول اطعامه بالقوة انها لم‬
‫تكتف بتناوله تفاحة واحدة ويبدو انها تريده ان يتناول‬
‫طنا من التفاح شذى والجله تخلت عن مذاكرتها‬
‫الغالية والتي كما قالت (في هذه المرحلة الحاسمة‬
‫حيث يكتب القدر مستقبل كل طالب ) انه ال يدري اين‬
‫ذهبت الطفلة التي تركها منذ سنوات يبدو انها تالشت‬
‫ليجد بدال منها هذا الكائن الثرثار الذي يدعي فهم كل‬
‫شئ واالن هاهي اخته االخرى تتصل يبدو ان هذه‬
‫االصابة كانت في صالحه وقد حلت له كثير من‬
‫المعضالت التي ظن انها غير قابة للحل رد بصوت‬
‫هادئ (مرحبا حبيبتي كيف حالك ؟) ردت قائلة (انا‬
‫بخير االهم االن هو انت هل اصبحت افضل ؟) قال‬
‫(الحمد هلل كما يقال مسألة وقت واعود افضل مما كنت‬
‫) وجدها صامتة فقال (هل تظني انه بعد شفائي‬
‫سيكون الجو لديكم في انجلترا مالئما للزيارة ) فهمت‬
‫قصده هو يسألها ان كانت ستتقبل وجوده ؟ ويخبرها‬
‫انه يريد ان يراها بماذا عليها ان تجيب ؟ هي تعلم‬
‫انها ستكون ظالمة ان صدت مبادرته ثم انها كانت منذ‬
‫ايام مع يوسف الجاني االكبر او البطل وسيكون‬
‫رفضها غير عادل قالت بهدوء (انجلترا تكون رائعة‬
‫خالل الربيع وخاصة لندن ) تنفس بعمق لقد وافقت‬
‫حمدا هلل قال (ما اخبار الدراسة معك لقد علمت انه لم‬
‫يبق اال القليل وتنضمي للسرب ) انه يحاول اثارتها‬
‫حتى تخرج من دائرة الكالم المهذب وتكون على‬
‫طبيعتها قالت قابلة للتحدي (ان تكون جزءا من‬
‫جماعة االسود افضل من ان تكون ملك الخراف )‬
‫ضحك بهدوء ليقول بعدها (من تقصدين بالخراف ؟ ثم‬
‫ان المهندسين هم عماد الرقي والتقدم ) قالت ساخرة‬
‫(اجل بالتأكيد ) قال (ما الذي لديك ضد المهنة ؟) قالت‬
‫بامتعاض (ليس ضد المهنة ولكن بعض من يشغلونها‬
‫) قال بتفكير (يمكنني ان اقول انني واحد من هؤالء‬
‫البعض ترى من ايضا ؟ قال بعدها بخبث ‪ :‬ال تقولي‬
‫انك تقصدينه ان وصفه بالخروف لن يروقه بالتأكيد )‬
‫قالت بمكر (هل تظن انه يفضل ان يوصف بالذئب ؟)‬
‫ابتسم وقال (عليك ان تعرفي بنفسك ) هو ال يعلم اي‬
‫شئ عن مشاعرها تجاه يوسف ولكن ما وصله هو‬
‫كالم والده وكذلك فان موقفها المتشدد تجاهه دل ايضا‬
‫على مدى االذى الذي تعرضت له!!!!!!!!!!لقد اراد‬
‫ان يخبره عن الطفلين قبل اصابته ولكنه لم يتح له‬
‫الفرصة وهو يظن ان هذا ربما يدل على انه ليس‬
‫عليه ان يتدخل رغم انه لالن ال يزال على موقفه‬

‫اشارت له امه انها تريد ان تحدثها فقال لها (انجي‬


‫امي تريد ان تحدثك )‪...........‬انها تعلم ان رد فعلها‬
‫تجاه ما حدث لها كان فيه تجنى على بعض الناس‬
‫ومن ضمنهم العمة زينب ‪.........‬تلك المرأة التي كان‬
‫يجب ان تشعر تجاهها بالكره النها كانت ابنة زوجها‬
‫من امرأة اخرى ولكنها لم تفعل هذا !!!!!!!!!!!بل‬
‫على العكس لقد منحتها الحنان واالهتمام اللذان‬
‫لطالما شعرت باالحتياج اليهما ‪..........‬كما انها وفي‬
‫شقتها حصلت على افضل اوقات مراهقتها وطفولتها‬
‫‪.....‬وهي ايضا تدين لها بتعليمها كيف تستطيع ان‬
‫تعيش كشخص حي وليس دمية بال روح‬
‫!!!!!!!!!!!باالضافة الى ان الطبخ والتنظيف وكل‬
‫صور االعتناء بالمنزل تعلمتها منها كانت تقول لها‬
‫مازحة (يبدو ان صور زوجة االب التي في‬
‫المسلسالت حقيقية فها انت عمتي تعامليني معاملة‬
‫العبيد )‪..............‬لتضحك هيا وتقول لها (اصمتي يا‬
‫فتاة واال جعلتك تنامين في حجرة الفئران لتكتمل‬
‫الصورة )‪...............‬شئ واحد رفضت ان تتعلمه‬
‫وهو القراءة والكتابة لتعلم في النهاية انه كان عليها‬
‫ان تستجيب فها هي تسعى لتعلمهما‬
‫االن!!!!!!!!!!وصلها صوتها الهادئ العميق (كيف‬
‫حالك يا ملك ؟ اشتقت اليك كثيرا )‪............‬مجرد‬
‫سماعها الصوت جعل مشاعرها تتفجر !!!!!!!!!ليأتي‬
‫بعدها االسم الذي لم تنادى به لسنوات فيجفلها‬
‫!!!!!!!!!! قالت محاولة تمالك اعصابها (بخير عمتي‬
‫وانا ايضا اشتقت اليك )‪.............‬قالت بلوم (لقد‬
‫انقطعت مرة واحدة بعد سفر محمد حتى انني لم افهم‬
‫سبب هذا االنقطاع !!!!!!!!!!حتى المكالمة الهاتفية‬
‫توقفت عنها ايضا ‪ ..........‬كما اني وجدت رقمك قد‬
‫تغير )‪............‬قالت (انا آسفة عمتي ولكن مرت‬
‫ظروف صعبة لم استطع وقتها التواصل مع اي‬
‫شخص )‪................‬من الواضح ان محمد لم يخبر‬
‫امه عما حدث لها بسببه ‪..............‬كان يستمع الى‬
‫كلمات امه والتي تلوم خاللها ملك هو يعلم ان امه‬
‫معذورة فقد احبتها كثيرا واحزنها جفائها وهو لم‬
‫يستطع اخبارها بكل التفاصيل ‪..........‬هي ايضا ال‬
‫تعلم سبب هروبه !!!!!!!ظنت انها مشكلة كبيرة‬
‫ولكنها لم تعلم انها اغتصاب ولم تعلم ايضا انه تزوج‬
‫!!!!!!!!!!لطالما شعر ان امه كائن مثالي مع بعض‬
‫الضعف‪ ........‬ما يجعلها غير قادرة على تحمل مثل‬
‫هذه االحداث المفجعة !!!!!!!!!!!!!!فتح الباب دون‬
‫ان يطرق ليجد الشخص الذي توقعه معتز بالتأكيد من‬
‫يدخل بهذه الطريقة ‪..........‬اشار اليه بالصمت حتى‬
‫تستطيع امه الحديث ‪............‬لذا جلس على الكرسي‬
‫الموجود جواره دون كالم ‪.............‬كانت العمة زينب‬
‫كما اعتاد تسميتها تتحدث مع ملك هل هي انجي‬
‫؟‪..........‬تأكد من الحديث الدائر انها هي ‪.......‬ليجد‬
‫بعد ذلك دموع العمة تتساقط هل انجي تقول كالم مؤثر‬
‫مما جعل العمة تبكي انه ال يصدق!!!!!!!!!!!اعادت‬
‫العمة الهاتف الى محمد ليقول هو فجأة (دعني اكلمها‬
‫)‪.............‬لم ينتظر ان يخبرها بل التقط الهاتف‬
‫ليقول بعدها مباشرة (كيف حالك حضرة الدكتورة‬
‫؟)‪..............‬صوت من هذا ؟ بالتأكيد انه الذي يتحدث‬
‫دون استئذان ويختطف الهاتف بهذه الطريقة معتز‬
‫السعيد !!!!!!!!!قالت بسخرية (افضل منك يا مهندس‬
‫)‪............‬ضحك وقال (ال ادري ما الذي حدث لك‬
‫والخوك بعيدا عن تأثيري اكتسب كالكما لقب دكتور‬
‫)‪..............‬قالت (اكيد ابتعادك كان من حسن حظنا‬
‫)‪................‬قال بخبث (لم ابارك لك على الزواج يا‬
‫زوجة اخي )‪..............‬شعرت بالتوتر هل يعرف ؟‬
‫هل يأخذ االمر ببساطة ؟‪.............‬اكمل دون انتظار‬
‫للرد ليقول بمرح (كنت اعلم دائما انك لست هينة‬
‫ولكن ان توقعي الرأس الكبيرة شخصيا يدل على‬
‫تطور مبهر )‪...............‬يظن انها اوقعته ؟ ال‬
‫تستطيع ان تفهم ما الذي يعرفه بالتحديد ولكن على‬
‫كل حال عليها التزام الحذر!!!!!!!!قالت ساخرة ( بما‬
‫انك تعلم انني زوجة شقيقك الكبير عليك ابداء‬
‫االحترام الكافي واال ستعاقب )‪...........‬قال (اشعر‬
‫بالرعب من االن يا طنط )‪.............‬قالت بمزاح‬
‫(احمد هللا ان والدك متوفى واال كنت اوقعته هو وكنت‬
‫عندها ستضطر بمنادتي ماما )‪...........‬قال بتسلية‬
‫(الم تعلمي ان جدي على قيد الحياة فاتك ذلك يا جدتي‬
‫)‪.............‬قال بعدها بجدية ( تعالي فور انتهاء‬
‫الدراسة ان يوسف يحتاج وجودك وصدقيني‬
‫سترتاحين معه كثيرا )‪............‬انه يظن ان شقيقه‬
‫حزين لفراقها ربما يكون هذا صحيح بطريقة ما ولكن‬
‫شقيقه نفسه يظن انه يريد فتاة اخرى‬
‫!!!!!!!!!!اغلقت المكالمة قائلة (يكفي هذا يا‬
‫مستغلين لقد اجهزتم على رصيدي )‪.............‬قال‬
‫بخبث ( هل اطلب من الرأس الكبيرة ان يشحن لك‬
‫)‪.............‬قطبت حاجبيها وهي تقول (اياك‬
‫)‪............‬ضحك قائال (تفضلين اخذ حقك نقدا‬
‫)‪..............‬اغلقت الخط دون ان ترد ‪.............‬سلم‬
‫على العمة زينب والفتاة االخرى والتي فوجئ بانها‬
‫شذى الصغيرة !!!!!!!!!!قال لها (اخر مرة رأيتك‬
‫كنت ‪...........)...........‬واشار بيده عالمة على ضآلة‬
‫الحجم ‪............‬قالت باعتراض (انا االن في الصف‬
‫الثالث الثانوي شهور واصبح في الجامعة ويجب‬
‫عليك ان تحترمني )‪...............‬ما دامت في الصف‬
‫الثالث الثانوي عليه احترامها بالتأكيد فهي في عمر‬
‫زوجته ‪............‬ربما هذا شئ جيد قال لها باهتمام‬
‫(هل المدرسين الذين يدرسون لك جيدين‬
‫؟)‪.............‬قالت بتكبر ( بالتأكيد فانا اختار االفضل‬
‫)‪...............‬قال لها (انا اريد االستعانة بهم في‬
‫التدريس لزميلة لكم )‪...............‬قالت وكأنها تحادث‬
‫شخص غبي (وهل تظن ان احدا منهم لديه دقيقة‬
‫فارغة ؟)‪............‬قال محاوال التحمل (ما الذي‬
‫تقترحينه ؟)‪.............‬لم تقدم مقترحاتها مباشرة بل‬
‫قالت له (ولماذا هي نائمة حتى هذا الوقت‬
‫؟)‪.............‬اللهم طولك يا روح قال بنفاذ صبر (انها‬
‫من االسكندرية وكان لديها مدرسين هناك ولكنها‬
‫اضطرت لالنتقال هنا ) اومأت بفهم قائلة ساكلمهم‬
‫واسألهم ان كان من الممكن اضافتها للمجموعة ) قال‬
‫(ساكون شاكرا لك جدا ولكن ارجو ان يكون ذلك االن‬
‫حتى ال تضيع مزيدا من الوقت )‪..‬‬

‫**كانت تلعب مع شقيقها الصغير اياد حين جاء‬


‫والدها من الخارج وقال لها (سها تعالي الى المكتب‬
‫فانا اريدك في امر هام )‪................‬انه شئ مقلق‬
‫فهذه الجدية واالجتماع الذي يطالبها والدها به ال‬
‫يبشران بالخير !!!!!!!!!!!ترى هل اسفرت تحرياته‬
‫عن شئ ضدها ؟‪...........‬هل سيذكر االتهامات ام‬
‫سيجعلها تعترف بنفسها ‪...........‬انها تحب اباها‬
‫عندما يكون االب الحنون الذي تعرفه ام عندما يتحول‬
‫الى رجل الشرطة مثل هذه اللحظات فانها تشعر‬
‫بالرعب !!!!!!!!!!!دخلت خلفه مغلقة الباب فقال لها‬
‫(اجلسي )‪..............‬بدأ بالحوار قائال (انا لم اتدخل‬
‫من قبل في اي موضوع يتعلق بتقدم اي شخص‬
‫لخطبتك ولكنني هذه المرة ساتدخل )‪.............‬ترى‬
‫ما الداعي لهذه المقدمة الطويلة وما السر وراء تحول‬
‫موقف والدها ؟‪..............‬هل العريس من طرفه هذه‬
‫المرة ؟‪.............‬ثم ما الذي حل بالجميع وجعلهم‬
‫يرغبون في خطبتها ؟‪..........‬احدى صديقاتها قالت‬
‫لهم (ان اخر صف في الجامعة هو قمة الهرم في‬
‫الخطوبات فالفتاة تكون في سن معقول وقاربت على‬
‫انهاء الدراسة ‪.....‬فيشعر العرسان انها مناسبة وكذلك‬
‫الوالدين !!!!!!!!!!!اذا هي في مرحلة عنق الزجاجة‬
‫نحو اقفال موضوع الزواج الى االبد ستعاني ولكن‬
‫عليها ان تنتصر !!!!!!!!!!!!استئنف كالمه ليقول‬
‫بعدها (ان ما يهمني هو سعادتك وان تحصلي على‬
‫االفضل والرجل الذي تقدم لك كذلك ‪..........‬واشعر‬
‫انني ساظلمك ان جعلتك تضيعينه )‪(............‬لقد‬
‫قابلته هو ووالده وانا اعرف والده شخصيا منذ‬
‫سنوات فنحن من نفس المحافظة وكان جده من افضل‬
‫الناس ‪...........‬كما ان والده كان فخرا لنا جميعا ما‬
‫يمكنك ان تقولي انه احد اعالم المحافظة‬
‫)‪(...........‬الشاب ايضا اعجبني وله مستقبل باهر‬
‫بأذن هللا ‪.......‬كما انه يملك ما ترغب به اي فتاة وسيم‬
‫حالته المادية جيدة ويعيش في الخارج‬
‫)‪.............‬يبدو وانه قد فعلها لقد خطبها من والدها‬
‫وعلى ما يبدو فان حديث والديها الهامس كان يدور‬
‫حوله !!!!!!!!!اكمل والدها (لقد سألت عنه في لندن‬
‫ايضا والجميع يمدحه )‪...........‬ما هذا ؟اليس من‬
‫المفترض ان توافق اوال ثم بعدها يتم السؤال عن‬
‫العريس ؟!!!!!!!!!!!!ثم كيف اخبر الناس والدها انه‬
‫شخص جيد لما لم يذكروا شيئا عن جنونه او وقاحته‬
‫مثال ؟!!!!!!!!!!!!قال والدها (ماذا قلت يا حبيبتي‬
‫؟)‪...........‬لقد تكلم معها بطريقة تجعلها ال تستطيع‬
‫االعتراض اذا ماذا تقول ؟‪............‬قالت ما ظنته‬
‫سبب جيد (ولكن بابا انا ال ارغب في االبتعاد عنكم‬
‫والعيش في الخارج )‪..............‬قال باقناع (حبيبتي‬
‫يمكنك ان تأتي كثيرا ونحن ايضا سنأتي كما انه من‬
‫الممكن ان يأتي للعمل هنا ‪..........‬انه سيأتي اليوم‬
‫وعليك ان تقابليه وانا اعلم انك لن تخجليني امام‬
‫الضيوف )‪..............‬ما الذي يمكنها ان تقوله لقد‬
‫وافق والدها بالفعل على قدومهم ؟!!!!!!!!!وهي من‬
‫كانت تظن ان امها متسلطة ولكنها في النهاية‬
‫اكتشفت انها مسكينة !!!!!!!!!فكل ما تفعله هو‬
‫الكالم!!!!!! بينما والدها ينفذ مباشرة !!!!!!!!!هل‬
‫ستتكرر حكاية فرح والتي كانت تستنكرها بشدة معها‬
‫!!!!!!!!ومع طبيب اخر هو صديق زوجها‬
‫‪..........‬هل الصداقة تجعل االقدار تتشابه ؟ولكنها لن‬
‫تستسلم ولن تجعل من نفسها ضحية اخرى‬
‫‪..........‬فرح كانت تريد الزواج من شخص اخر‬
‫ولكنها لم تكن معترضة على موضوع الزواج نفسه‬
‫اما هي فترفض المبدأ من االساس !!!!!!!! تشعر ان‬
‫الجميع يتعجب من موقفها فوالداها متفقان ولم‬
‫تتعرض لمشاكل اسرية تدفعها لهذا الموقف‬
‫‪.........‬ولكنها تعلم لما هي كذلك لقد ماتت صديقة‬
‫طفولتها مريم بسبب والديها اللذان كانا يتشاجران‬
‫فاندفعت باكية لتصدمها سيارة مارة ‪...........‬وهي لن‬
‫تكون السبب في مأساة جديدة ‪..........‬قالت بخفوت‬
‫(ال تقلق يا ابي )‪.............‬في المساء نزلت من‬
‫الطابق العلوي الى االسفل مرتدية فستان انثوي‬
‫بامتياز يعلوه جاكت قصير وينسدل حتى كاحليها‬
‫جعلها لون الفستان مع الزينة الخفيفة التي تضعها‬
‫وشعرها الذي تركته باكمله منسدال ووضعت في احد‬
‫جانبيه كلبسات صغيرة على صورة زهور فضية‬
‫‪..........‬لتكون الصورة النهائية كامله كما يفترض‬
‫بعروس !!!!!!!!!!!لم يكن وحده الموجود بل كان‬
‫معه شخص وقور تقريبا في سن والدها تشع منه‬
‫الهيبة وال يشبهه اال قليال‪ ............‬يبدو انه والده‬
‫الدكتور عبد الرحمن !!!!!!!!!الحظت ايضا باقة‬
‫االزهار الكبيرة التي تعبر عن طلب زواج مثالي‬
‫‪.............‬جلست بتوتر ليحدثها والده قائال (مرحبا يا‬
‫ابنتي ‪.........‬سعيد بالتعرف عليك )‪...........‬لم تملك‬
‫اال ان ترد بخجل والذي انتابها بشكل مفاجئ لتقول‬
‫(مرحبا بك )‪.............‬في اليوم التالي لقدومهما‬
‫اخبره عماد انه قرر الزواج وقد وجد العروس‬
‫ويرغب في ان يخطبها على االقل قبل ان يسافرا‬
‫!!!!!!!!! لم يستطع ان يعرف متى رآها فقد غادر‬
‫المستشفى في وقت متأخر ليخبره في الصباح بهذا‬
‫!!!!!!!!!!!عرف منه من تكون والمعلومات حول‬
‫والدها ‪...........‬ولم يعترض فقد كان والدها شخص‬
‫جيد وينتمي الى عائلة معروفة ‪..............‬لقد كلم‬
‫والدها والذي اعطاهم موافقته وطلب منهما الحضور‬
‫اليوم ‪...............‬بمضي بعض الوقت قالت امها لتتيح‬
‫الفرصة لهما للكالم (سها خذي عماد ليشاهد الحديقة‬
‫)‪............‬نظرت الى امها وعيناها تلتمعان شررا‬
‫ليبتسم هو حينما الحظ النظرة المصوبة !!!!!!!!لقد‬
‫ظن ان الفتاة التي رآها تلك الليلة قد اختفت وحلت‬
‫محلها هذه الهادئة حتى رأى هذه النظرة‬
‫!!!!!!!!قالت من بين اسنانها (هذه اشجار وهذه‬
‫ازهار وانا ال اعلم اسمائها وهكذا كما ترى فقد انتهت‬
‫الجولة الكبرى سريعا )!!!!!!!!!!‪ ..........‬استدارت‬
‫لتعود ولكنه امسك يدها موقفا لها ليقول (انت تعلمين‬
‫ان والدتك ارادت ان نتكلم )‪............‬نظرت الى يدها‬
‫التي تحيط يده بها لتقول بعدها بحنق (وانا ال اريد‬
‫)‪..........‬قال مبتسما (هذا سئ فكما تعلمين فترة‬
‫الخطوبة للتعارف والتقارب وها انت ترفضين هذا‬
‫التقارب !!!!!!!!!)‪............‬قالت بغيظ (اي خطوبة ؟‬
‫انا لم اوافق عليك يا هذا !!!!!!!!!!)‪...........‬قال‬
‫ضاحكا (هذا مؤسف ولكن عليك ان تفعلي فعقد‬
‫الزواج سيتم بعد يومين ولن يكون من الجيد ان تكون‬
‫العروس رافضة )‪.............‬قالت بجنون (عروس‬
‫ماذا ؟ ما تستحقه هو عرسة تقرصك )‪............‬ضيق‬
‫حاجبيه وهو يقول (ماذا ؟ما معنى‬
‫عرسة)‪..........‬قالت (انها احد الزواحف ثم كيف‬
‫تريدني ان اتزوج من شخص ال يعرف العرسة‬
‫؟)‪............‬قال (ولماذا تريديني ان اعرفها هل هي‬
‫حيوانك االليف ؟)‪.............‬حدقت اليه بنفاذ صبر‬
‫وقالت (اال تفهم هل اتهجئها لك انا‪.......‬ال‬
‫‪..........‬اريد ‪.........‬الزواج ‪...........‬منك او من اي‬
‫شخص آخر )‪...........‬قال بجدية (لغتي العربية ليست‬
‫جيدة ولكن عليك انت ان تفهمي جيدا انك بالنسبة لي‬
‫اصبحت زوجتي بالفعل ما ان اعطى والدك كلمته لي‬
‫لذا االمر منتهي )‬

‫‪.........‬انها ومنذ عدة ايام قد انتظمت في الدروس مع‬


‫تلك الفتاة شذى‪ ......‬يخرج بها السائق ومعه احد‬
‫الحراس وينتظران حتى يعيدانها مرة اخرى‬
‫‪............‬لقد اصبح بينها وبين الفتاة عالقة جيدة حتى‬
‫انها جاءت معها الى القصر ليذاكرا سويا‬
‫‪.............‬وايضا هي ذهبت الى شقتهم ‪.....‬الفتاة من‬
‫النوع الذي يمكن ان يطلق عليه موس ‪...........‬فهي‬
‫ملمة بمعظم المناهج كما انها حلت جميع انواع‬
‫المسائل من قبل ‪..........‬وهناك ما قد يعتبره البعض‬
‫عيبا ولكن في حالتها يعتبر ميزة ‪..........‬فالفتاة‬
‫مغرورة بمعلوماتها وتحب االستعراض !!!!!!وهذا‬
‫يفيدها فهي دائما ترغب بالشرح لها وافهامها وهي‬
‫فعال قادرة على الشرح ‪..........‬وبهذا تتمكن من‬
‫تعويض بعض ما فاتها !!!!!!!!!!!كما ان المدرسين‬
‫الذين يدرسون لهم جيدين بل منهم من هو افضل من‬
‫استاذتها السابقين !!!!!!!!!!!!هي نفسها لم تعد‬
‫كالسابق تتعامل مع الدراسة بال مباالة ولكنها االن‬
‫مختلفة‪ ..........‬فبدال من االستغراق في الحزن والذي‬
‫تعلم انه لن يفارقها طوال حياتها قررت ان تحقق‬
‫هدف والدها وتتفوق كما اراد ان تكون االبنة التي‬
‫يفخر بها وان تمثل امتداد جيد له ‪..........‬كما انها‬
‫تدعو له دائما في صالتها وعندما تستلم ميراثها‬
‫ستقوم بعمل صدقة جارية له فقد علمت ان هذا هو ما‬
‫ينفع الميت ‪...................‬من ناحية اخرى فانه ومنذ‬
‫ان انتقال الى القصر ومعتز قد استقل بحجرة النوم‬
‫االخرى الموجودة بالجناح ‪...........‬يبدو وان شهر‬
‫العسل قد انتهى او انه عاد الى واقعه المختلف والتي‬
‫هي ليست جزءا منه !!!!!!!!!بكل تأكيد هذا افضل‬
‫لها فهي من االساس لم تكن ترغب بهذا النوع من‬
‫االهتمام !!!!!!!!!!امسكت بالكتاب وهي تحاول انهاء‬
‫الجزء المتفق على مذاكرته هذا اليوم ‪...........‬شئ‬
‫اخر اسعدها وهو معرفة سارة لمناهج الرياضيات‬
‫والفيزياء والتي هي اصعب االشياء بالنسبة لها‬
‫‪...........‬لذا فانها ما ان تبدأ بمذاكرة احدى المادتين‬
‫حتى تنتقل الى حجرة سارة ‪...........‬وهذا ما ستفعله‬
‫فور انهاء هذا الجزء‬
‫‪........................................‬بعد مرور ساعة كانت‬
‫تدخل حجرتها لتجدها تستقبلها مبتسمة وتقول لها‬
‫(رياضة ام فيزياء ؟)‪............‬اجابتها قائلة‬
‫(االغلس‪...‬فيزياء بالتأكيد )‪............‬رغم ان فرق‬
‫العمر بينهما يزيد قليال عن ثالث سنوات اال انها تشعر‬
‫انه اكبر ‪...........‬ربما النها تشعر انها قد تركت‬
‫المرحلة الثانوية منذ دهر ‪....‬او ربما للنظرة الطفولية‬
‫التي تعلو وجه الفتاة ‪..........‬والتي تشعر انها احيانا‬
‫تذكرها بعمر والذي تحب شيري بالفعل ان تلعب معه‬
‫وهو ايضا اصبح يعشقها ‪..‬ربما الفتاة كانت تتمنى ان‬
‫يكون لها اسرة اخوة كبار وصغار وهي االن تعوض‬
‫ما فاتها !!!!!!!!!اما بالنسبة لها ونظرا لكل االحداث‬
‫العاصفة التي مرت بحياتهم في الفترة السابقة فانها‬
‫تشعر انها تائهة في كل تلك المناهج وخاصة انها‬
‫تشعر انها لم تجب جيدا في االختبارات التجريبية‬
‫‪...........‬هل ستستطيع التعويض؟ عليها ان تفعل‬
‫بالتأكيد قبل االختبارات االساسية ‪.............‬كانت قد‬
‫شرحت لشيرين بعض االجزاء لتقوم بعدها الفتاة‬
‫بالتطبيق ‪........‬حين ارتفع صوت هاتفها لتشعر‬
‫بالتعجب من االسم الذي يعلوه ‪........‬لقد اتصل بها‬
‫عدة مرات من قبل ولكن هذا يكون في ساعة متأخرة‬
‫وليس االن ‪.........‬ترى ما الذي يريده‬
‫؟‪............‬فتحت الخط لتجده يقول لها مباشرة‬
‫وبصوت صارم (سارة اريدك ان تأتي حاال‬
‫)‪...........‬قطبت جبينها وهي تقول (ماذا ؟)‪...........‬لم‬
‫تكن قد ذهبت ثانية بعد تلك الزيارة مع زمالئها واالن‬
‫لماذا يبدو مصمما هكذا ؟!!!!!!!!!!قال بنفاذ صبر‬
‫(قلت لك تعالي االن انه امر مهم كما انني ال زلت في‬
‫المستشفى اي ال داعي للتفكير في نوايا سيئة‬
‫)‪.............‬قالت (ساحضر )‪............‬انهت مع شيري‬
‫الجزء الذي تريده لتتجه بعدها الى المستشفى ثم‬
‫تطرق الباب وتدخل لتجده يقول لها (اجلسي‬
‫)‪............‬جلست وهي تشعر باالضطراب مفكرة ما‬
‫الشئ المهم الذي تحدث عنه ؟‪..........‬لم يدعها‬
‫للحيرة كثيرا فقد اخرج ورقة بها اسماء للمواد التي‬
‫تدرسها وبجانب كل مادة هناك رقم مكتوب ‪..........‬لقد‬
‫خمنت ماذا تكون يبدو انه حصل على درجاتها والتي‬
‫رغم كونها تشير الى نجاحها الى انها لم تكن جيدة‬
‫‪..........‬وجدته يقول بانزعاج (ان هذه درجاتك لقد‬
‫ذهلت عندما رأيتها انها اقل كثيرا من مستواك المعتاد‬
‫‪...........‬ما الذي حدث هذه المرة ؟)‪............‬قالت‬
‫بتوتر (انت تعلم انها غير مهمة‪)..........‬‬
‫‪............‬قاطعها قائال (قد تكون غير مهمة ولكنها‬
‫مؤشر على الوضع العام ‪........‬واريد ان اعلم السبب‬
‫)‪...........‬قالت بخفوت ( الوضع لم يكن مستقرا كما‬
‫اني كنت اتعرض للكثير من‬
‫الضغوط‪..............).................‬قاطعها ثانية (وهذه‬
‫الضغوط تتمثل بي ‪..........‬اسمعيني جيدا ستأتي كل‬
‫يوم في الصباح كما سبق وطلبت منك ‪........‬ولكن‬
‫هذه المرة ال مجال للرفض وسيكون معك احد المواد‬
‫في كل مرة ‪.........‬مفهوم )‪............‬قالت باعتراض‬
‫(ولكنها ليست تخصصك )‪...........‬قال بتأكيد (لقد‬
‫انهيت دراستي منذ حوالي شهرين هل تظنين اني قد‬
‫نسيت ؟‪..........‬نفذي ما قلته فقط )‪..............‬اومأت‬
‫برأسها وهي تفكر ان ما يعرضه عليها يتمناه جميع‬
‫زمالئها فمن ذا الذي يحلم بدكتور يشرح له كل ما ال‬
‫يفهمه‬

‫‪........‬ان سها صامتة منذ الصباح ال تفهم بالضبط ما‬


‫الذي حل بها ‪..........‬فبعد سلسلة من االيام التي‬
‫شعرت خاللها باختالفها عن المعتاد يأتي اليوم فيتوج‬
‫باقي االيام وقد انتابتها حالة من الخرس التام‬
‫‪............‬حاولت جرها مرارا الى الحديث دون جدوى‬
‫!!!!!!! ولذا لم يعد امامها اال ان تنتظر ان تتكلم‬
‫بنفسها ‪..............‬شعرت بالتعجب من جلوس تلك‬
‫الفتاة هند بالقرب منهما ‪.......‬انها منذ مدة طويلة ال‬
‫تستسيغ هذه الفتاة فلطالما رمتها بنظرات كارهة‬
‫حاقدة دون ان تدرك السبب !!!!!!!!!واالن تحاول‬
‫التقرب منها ‪..........‬هي بشكل عام ال تحب احراج‬
‫احد لذا تحاول اال تصدها ‪............‬قالت لسها (انا‬
‫جائعة ساذهب الحضار بعض الساندويتشات قبل بداية‬
‫المحاضرة المتبقية )‪............‬أومأت لها لتقوم هي‬
‫بينما االخرى جالسة ‪..........‬وهي عائدة وجدت هند‬
‫تقول لها مبتسمة (كيف حالك يا فرح ؟ اريد ان اتكلم‬
‫معك )‪.............‬قالت لها وهي تجلس فوق احد‬
‫المقاعد الخالية (بالتأكيد تفضلي)‪.............‬قالت لها‬
‫( انا اعلم انك متعجبة من تصرفاتي معك االن وربما‬
‫في السابق ايضا ‪..........‬انا ال انكر انني كنت اكرهك‬
‫بسبب حب زياد لك‪ ...........‬النني كنت احبه اما بعد‬
‫زواجك فاني شعرت بالندم على تصرفاتي السابقة‬
‫واردت االعتذار منك )‪................‬قالت لها (ال بأس‬
‫يا هند ال تهتمي لم يحدث شئ )‪...........‬وجدتها تكمل‬
‫(ولكن صدقيني ان ابتعادك عن زياد كان افضل لك‬
‫فلقد عرفته على حقيقته ان كل ما يرغب فيه هو‬
‫التسلية دون ان يهتم بجرح مشاعر الفتاة التي يعلقها‬
‫به )‪.............‬عقدت حاجبيها وهي تفكر لماذا تكلمها‬
‫الفتاة عن هذا الموضوع معها هي بالتحديد‬
‫!!!!!!!!!!!وجدتها تكمل باكية (انه لم يراعي حتى‬
‫وضعي الخاص وان امي مريضة بمرض خطير وان‬
‫ابي رجل متزمت قد يقتلني ان شعر بأي شئ‬
‫)‪...........‬قاطعتها بعدم فهم لتقول (هند لم يعد يربطني‬
‫بزياد اي شئ ومهما كان ما تقولينه فانه ليس لدي‬
‫اي سلطة عليه )‪................‬قالت لها وقد بدأت في‬
‫البكاء (ولكنه كان يقول انه سيحبك الى االبد ولن‬
‫يكون هناك اخرى قادرة على مأل مكانك لذا‬
‫‪..........)......‬قاطعتها (هند انا امرأة متزوجة وال‬
‫استطيع الكالم مع شخص غريب عني بالتأكيد‬
‫ستجدين حل )‪...........‬قالتها وهي تقوم من مكانها‬
‫لتجد الفتاة تنتحب وهي تقول (ربما سيكون انتحاري‬
‫افضل )‪..........‬لتسقط بعدها فاقدة الوعي ‪......‬وتجد‬
‫فتاة اخرى ال تعرفها ولكنها تبدو مألوفة تقول لها‬
‫بلهفة (ما الذي حدث لهند ؟)‪............‬اجابتها بارتباك‬
‫(ال اعلم لقد فقدت وعيها فجأة )‪...........‬نظرت اليها‬
‫بريبة وهي تقول (دون سبب ؟!!!)‪............‬ثم‬
‫انخفضت محاولة افاقتها ولكنها لم تستجب فقامت‬
‫وقالت (انت تملكين سيارة اليس‬
‫كذلك)‪............‬نظرت حولها محاولة ايجاد سها او اي‬
‫شخص تعرفه فهي متوترة وغير مرتاحة ولكنها لم‬
‫تجد احد ‪.............‬لتقول لها الفتاة بتأنيب( هل‬
‫سنتركها تموت وتظلين تتلفتين حولك‬
‫)‪.................‬لم تجد بدا من االستجابة فقربت‬
‫السيارة ‪..........‬لتقوم هي والبنت برفع هند ووضعها‬
‫في الخلف ‪..............‬كانت ستتجه الى المستشفى‬
‫الجامعي حيث يعمل زوجها ولكن الفتاة صرخت بها‬
‫(لن نذهب بها الى هذا المستشفي ليتركوها حتى‬
‫تموت سنذهب الى مستشفى خاص‬
‫)‪...............‬سارت في االتجاه الذي ذكرته الفتاة‬
‫لتتجه الى الطريق السريع حيث يمر القليل من‬
‫السيارات والذي كان خاليا في الوقت‬
‫الحالي‪..........‬ولكن الفتاة قالت لها فجأة (توقفي‬
‫اشعر بالغثيان )‪.............‬لم تكد توقف السيارة حتى‬
‫شعرت بكل شئ حولها يتغير فهند الفاقدة لوعيها‬
‫افاقت فجأة لتمسك بها من الخلف والفتاة الجالسة‬
‫جوارها تمسك ذراعها بعنف لتغرس فيه شئ ما‬
‫ويختفي كل شئ حولها كانت تشعر بالم شديد في‬
‫رأسها حتى انها لم تستطع فتح عينيها اال بصعوبة‬
‫ليفاجئها الشخص الواقف امامها بينما هي ملقاة فوق‬
‫فراش متوسط الحجم وقد بدت عيناه اشبه بعيون‬
‫الشياطين ليقول لها بتشفي (ها نحن ذا يا حبيبتي‬
‫سويا انا اعلم انك تريديني مثلما اريدك لذا لم افعل‬
‫شئ وانت فاقدة للوعي بل فضلت انتظارك ) انهاها‬
‫ليقترب منها ببطء نازعا التيشيرت الذي يرتديه بينما‬
‫استطاعت اخيرا ايجاد صوتها لتصرخ بصوت مرتفع‬
‫(الاااااااااااااااااااااااااا)‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪...‬تصبيرة‪.‬للفصل الثامن والثالثون‬


‫‪....................‬انها ال تستطيع التوقف عن التفكير‬
‫فيما حدث باالمس هل جاء حقا عماد ووالده الى‬
‫منزلهم ؟ هل طلب منها والدها ان توافق واخبرها‬
‫بموافقته ؟ هل امها اصبحت تذوب عشقا في العريس‬
‫الجنتلمان الذي يطريها بارق الكلمات ؟ هل قام حقا‬
‫بمدح ذوق امها وطعامها ؟ هل هو فعال متابع لالخبار‬
‫في البالد مما اعجب والدها ؟ هل والده حقا ذلك‬
‫الطبيب المشهور عالميا ؟‪............‬حتى اياد الصغير‬
‫اعجب به فهو وللغرابة يبدو ذا خبرة في التعامل مع‬
‫االطفال!!!!!!!!!!التفتت حولها تبحث عن فرح لقد‬
‫اخبرتها انها ستحضر بعض الطعام ولكن لما تأخرت‬
‫هكذا ؟ ذهبت الى الكافتيريا فلم تجدها !!!!!!!!!!ظلت‬
‫تسير في الحدائق واالروقة فلم تجدها حتى فوجئت‬
‫بسيارتها تغادر دون ان تنتبه لندائها لها والذي اقلقها‬
‫اكثر من كانت تركب جوارها في الكرسي االمامي تلك‬
‫الفتاة المثيرة للريبة المدعوة لبنى لماذا تركب مع‬
‫فرح ؟ حاولت االتصال بهاتفها ولكن ال رد‬
‫!!!!!!!اسرعت الى سيارتها وسارت حتى خرجت من‬
‫باب الجامعة وعندها لمحت السيارة للحظات قبل ان‬
‫تختفي تماما ولكنها على االقل علمت الطريق التي‬
‫سارت فيه ‪.........‬تتبعت الطريق حتى وصلت الى‬
‫اطراف المدينة عند الطريق السريع وعندها لمحت‬
‫السيارة متوقفة !!!!!!!!!!لم تحاول االقتراب اكثر‬
‫‪.......‬ولكنها من هذا المكان لمحت فتاتان تتعديان على‬
‫فرح لتفقد بعدها الوعي ‪......‬لم تدري كيف تتصرف‬
‫وحدها فهي ال تدري من ورائهما وربما سيطالها‬
‫االذى ‪...‬في هذه اللحظات ارتفع رنين هاتفها وكأنه‬
‫يلبي ندائها الصامت ‪....‬لتجد الرقم الذي سجلته‬
‫باالمس فقط يلمع ومعه االسم د‪....‬عماد ‪......‬قالت‬
‫دون تردد (هل يمكنني ان اعرف مكانك بالتحديد‬
‫؟)‪...........‬اجاب دون تردد (في مستشفى‬
‫‪).........‬معلنا عن اسم مستشفى خاص كبير موجود‬
‫في احد المدن الجديدة والتي تعتبر قريبة من مكان‬
‫تواجدها ‪..........‬قالت له بحزم مختلط بالرجاء (اريد‬
‫منك ان تأتي الى في ‪..........‬حاال )‪..............‬قال‬
‫(بالتأكيد )‪..............‬ظلت تنظر الى ما يدور في تلك‬
‫السيارة ‪..‬مرت بضعة دقائق حتى جاء شاب من‬
‫االتجاه المقابل ليوقف سيارة كانت بحوزته جوار‬
‫سيارة فرح ‪ ...........‬ثم بمساعدة هند نقل فرح الى‬
‫سيارته ‪..........‬تطلعت اليه جيدا انه زياد ‪.‬الحيوان‬
‫اللعين لماذا خطف فرح هل يريد اغتصابها ؟!!!!!!!‬
‫ترجت في سرها قائلة (هيا االن عماد‬
‫)‪...........‬انطلقت سيارة زياد ليتصاعد قلقها ثانية‬
‫ولكن بعد اقل من خمس دقائق ظهر عماد قائال (ماذا‬
‫حدث ؟)‪.......‬قالت بسرعة (ليس هناك وقت للكالم‬
‫ارجوك سرفي هذا الطريق بسرعة‬
‫)‪..............‬استجاب لطلبها ولكن السيارة كانت قد‬
‫اختفت !!!!!!بحثت في الشوارع بقلق عن السيارة‬
‫حتى كادت ان تفقد االمل ‪........‬بينما هو لم يسأل ولم‬
‫يعترض !!!!!!!لتقول صارخة في النهاية (ها هي‬
‫ذي)‪..........‬صعدا الى العمارة التي كانت خالية من‬
‫السكان وال تزال الشقق تحت التشطيب ‪........‬رأت‬
‫شقة بابها مغلق وتبدو وكأن تشطيبها قد انتهى قالت‬
‫بخفوت (اظن انه في هذه الشقة )‪..........‬ليسمعا‬
‫بعدها صوت يصرخ قائال (الااااااااا)‪...........‬فتقول له‬
‫بتوتر (ارجوك افتح الباب بسرعة )‪.............‬بحث‬
‫في الشقة التي كانت عبارة عن بعض الحوائط عن‬
‫شئ ليجد سيخ حديد يبدو انه متبقى من االنشاءات‬
‫‪......‬قام بعدها بضرب الكالون به بقوة عدة مرات‬
‫حتى انفتح ‪..........‬ليجد الشاب الذي قابله وهو يرتدي‬
‫بنطال من الجينز يعلوه قميص نصف كم امامه‬
‫‪...‬لتصرخ به سها (ما الذي فعلته ايها الحقير‬
‫؟)‪.........‬ويسمع هو صوت فتاة تبكي فيندفع ضاربا‬
‫له ‪...................‬لقد صرخت معترضة على النية‬
‫التي قرأتها على وجهه وعلى االحساس المريع‬
‫باقتراب الموت الذي مألها !!!!!!!!!!لتهتف كل خلية‬
‫داخلها (يا رب احمني يا رب يا رب الطف بي‬
‫‪.........‬يا رب ليس من اجلي فانا اعلم اني كثيرة‬
‫الذنوب ولكن من اجل زوجي الذي اعلم انه لم يتطلع‬
‫الى حرام من قبل )‪...............‬لتفاجئها االصوات‬
‫العالية والتي جاءت كاستجابة لدعائها وتندفع بعدها‬
‫سها الى الحجرة وهي تهتف بها (ماذا حدث هل اذاك‬
‫؟)‪.............‬قالت من بين دموعها (ال الحمد هلل لم‬
‫يلمسني حتى لقد اتيتم في الوقت المناسب‬
‫)‪............‬كانت سها تحتضنها بينما انهمرت دموعها‬
‫ايضا ‪.......‬لتعتدل هي وهي تحاول ضبط مالبسها‬
‫وحجابها ‪.....‬ثم تقول سها لها (انتظري هنا‬
‫)‪.............‬خرجت لتجد زياد مضرج في دمائه ويبدو‬
‫انه فقد الوعي ‪...........‬فتقول للدكتور عماد (اظن انك‬
‫فهمت ما حدث ولكن مكن غير الالئق ان تعلم صديقتي‬
‫التي تعرضت لهذا لذا شكرا لك وارجو ان تسبقنا‬
‫)‪..........‬أومأ برأسه ثم قال (انه لن يفيق قبل ساعات‬
‫ولكن الن تبلغوا الشرطة ؟) ‪............‬نظرت اليه وهي‬
‫تقول باسف (ال داعي للفضائح ويكفي ما اصابه على‬
‫يديك )‪............‬قال مبتسما (اجل اظن ان ساقه‬
‫مصابة بكسر مضاعف )‪...............‬انصرف بعد ذلك‬
‫فبحثت هي عن مفتاح سيارة فرح حتى وجدته في‬
‫جيب التيشرت ‪..........‬شئ اخر لفت نظرها وهو‬
‫هاتفه الذي يصور بطريقة الفيديو امسكت به وحطمته‬
‫وكسرت الشريحة الحيوان كان يريدها فضيحة كاملة‬
‫ولكن هللا ستر ‪...........‬وصلتا الى حيث سيارة فرح‬
‫لتعقد فرح حاجبيها وهي تبحث في كل مكان وتقول‬
‫(حقيبتي ليست موجودة هل سرقوها‬
‫؟‪.........).....‬قالت سها (يبدو ذلك )‪..........‬قالت فرح‬
‫(ليس مهما النقود ولكن اثبات الشخصية وكارنيه‬
‫الجامعة ماذا عنهما؟‪..............‬قالت سها (ربما سيتم‬
‫وضعهم عند شرطة الكلية انتظري يومان وان لم‬
‫يظهرا بلغي عن اختفائهم وقومي باستخراج غيرهم‬
‫)‪........‬اومأت موافقة ‪............‬بينما كانت سها تفكر‬
‫في موقف الدكتور عماد ربما عيشه في الخارج قد‬
‫اكسبه صفات ايجابيه فهو ليس كثير الفضول كما انه‬
‫عملي جدا ‪...........‬وبفضل هللا ثم به نجت صديقتها‬
‫من موقف ال تحسد عليه‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬
‫‪....‬الفصل الثامن والثالثون ‪...............‬مرت عدة ايام‬
‫منذ جاءت الى منزل عائلة حازم ‪............‬ورغم‬
‫حضورها المفاجئ وما تاله من موقف كان الطبيعي‬
‫ان يكون دراميا ولكنه تحول الى الكوميديا‬
‫!!!!!!!!!!!!!رغم ماحدث في البداية اال انهم‬
‫يعاملونها بطريقة جيدة للغاية وخاصة والد حازم‬
‫‪...........‬وحتى امه التي يبدو انها تضايقت في البداية‬
‫من الموقف المحرج الذي تعرضت له اال انها سرعان‬
‫ما تجاوزته واصبحت طبيعية ‪........‬وحتى داليا‬
‫تأقلمت معها بسرعة وبدت سعيدة بوجودها‬
‫‪.......‬وبما ان الجميع في المنزل منشغل هي وحماتها‬
‫بعملهما وداليا بجامعتها فانهم عند عودتهم يتعاونون‬
‫في اعمال المنزل وينهونها باقصى سرعة ‪..........‬ثم‬
‫يتناولون الغذاء سويا ومعهم حازم اذا كان موجودا‬
‫ووالده ‪.......‬يبدو ان حازم كما يقول وهو ينظر اليها‬
‫(اشتاق للبقاء مع والديه )‪...............‬في اليوم التالي‬
‫لحضورها جاء ومعه حقيبة بها بعض مالبسه وقال‬
‫انه سيبقى في غرفته ‪...........‬اما هي وعمر فقد‬
‫حصال على الغرفة االخرى والتي يوجد بها سريران‬
‫والمخصصة الخوته المتزوجات عندما تقرر احداهما‬
‫المبيت ‪.............‬انهت مع عمر حل الواجبات وظلت‬
‫معه حتى نام وبما ان الوقت ال يزال مبكرا على ميعاد‬
‫نومها خرجت ثانية ‪............‬ربما افتقدت وجود سارة‬
‫والتي كانت تساعدها في االهتمام بعمر‬
‫‪............‬ولكنها هنا تجد مساعدة اكبر فجده االستاذ‬
‫عبدهللا يحب استعادة ذكرياته في التدريس مع الطفل‬
‫والذي ولغيظها ايضا يلتزم باوامر جده!!!!!!!!!!!!!‬
‫ان هذا الولد ذكوري بامتياز وكأن السلطة الذكرية هي‬
‫الشئ الوحيد الذي يعترف به ‪...........‬جلست في‬
‫المقعد المجاور لعمها كما تنادي حماها لتجده يتابع‬
‫االخبار والتي لم تكن تهمها كثيرا !!!!!!!!!!ولكن‬
‫رغم ذلك فضلت الجلوس معه لبعض الوقت‬
‫!!!!!!!!!!استقبلها بابتسامته المرحبة وهو يقول (نام‬
‫الفتى اخيرا )‪.............‬قالت (الحمد هلل‬
‫)‪.............‬وجدته يناولها طبق به بعض الحلويات‬
‫ويقول لها (انه جيد كلي منه )‪...............‬انها تشعر‬
‫انها لو ظلت في هذا المنزل فترة طويلة ستصير مثل‬
‫االفيال!!!!!!!!! فحماتها طباخة ماهرة وايضا‬
‫الحلويات التي تصنعها رائعة ومن الصعب مقاومتها‬
‫!!!!!!!!!!!ربما عليها ان تمارس الرياضة ‪ ،‬القليل‬
‫من الجري أوربما المشي سيفيدها ‪..........‬دخل حازم‬
‫من الباب يبدو انه كان لديه الكثير من العمل لذا لم يعد‬
‫اال ليال ‪...‬سلم عليها هي ووالده ليقول بعدها (ريهام‬
‫جهزي الطعام من فضلك حتى احصل على دش سريع‬
‫وارتدي مالبسي)‪..............‬قامت وهي تقول (بالتأكيد‬
‫)‪.............‬هو ال يطلب شئ اال منها كما انه وفي‬
‫منزل والديه ال يبدي اي بادرة للتعاون !!!!!!!!!!هي‬
‫نفسها كانت تتعجب من كونه كان يساعدها فهو كان‬
‫ولد وحيد مدلل من قبل امه اي ان الجميع كن يخدمنه‬
‫ويتسابقن لذلك !!!!!!!!!!ولكن هاهو يستعيد الصورة‬
‫النمطية مع عودته لمنزله االول !!!!!!!!!!!خرج مع‬
‫انهائها وضع الطعام على المائدة ليقول بهدوء (الن‬
‫تأكلي معي ؟)‪............‬قالت برعب (حازم ارجوك انا‬
‫تناولت الغذاء بالفعل وبعدها حلويات ومشروبات انت‬
‫بالتأكيد ال تريدني ان اتحول لفيل )‪.............‬نظر اليها‬
‫بكسل متفحصا ليقول بهدوء (انا ال االحظ اي تغيير‬
‫‪ .........‬ام ربما علي التأكد بنفسي‬
‫؟)‪................‬كيف سيتأكد بنفسه ؟ هل سيقوم‬
‫بوزنها ؟!!!!!!!!!!قال غامزا لها (حتى اتم طعامي‬
‫اخبري ابي انه من االفضل ان يذهب الى النوم بدال‬
‫من ان يظل يتثائب هكذا ‪.........‬واخبريه ان امي تعبت‬
‫كثيرا اليوم لذا فليأخذها معه )‪................‬رفعت‬
‫حاجبها وهي تقول بعناد (الم تعلم اننا اتفقنا على‬
‫مشاهدة فيلم السهرة سويا ؟)‪..............‬قال بتسلية‬
‫(اعتذري منهم فان لديك عرض خاص يقتصر علينا‬
‫فقط)‪...............‬ما الذي يريده هذا المجنون ؟ هل‬
‫سيأخذها امامهم ليعلموا جميعا ما يحدث بالداخل‬
‫؟‪...........‬عادت للجلوس جوار عمها لتجده بعد عدة‬
‫دقائق قد جاء وجلس جوارها تماما !!!!!!!!!!!ليقوم‬
‫بعدها بوضع ذراعه حول كتفيها ويقربها منه‬
‫!!!!!!!!!!!!بينما يناقش والده في احد االخبار ويبدو‬
‫ان والده لم يالحظ ما فعله او انه يتظاهربعدم‬
‫المالحظة ‪..........‬كان وجهها يحمر خجال وهي ال‬
‫تدرك ابعاد اللعبة التي يلعبها ‪..........‬فهو خالل االيام‬
‫الماضية كان يتصرف بحيادية تامة كان بالتأكيد يعلم‬
‫انها في حالة ال تسمح باي عروض خاصة‬
‫!!!!!!!!اما االن فيبدو مصمما ‪..........‬ربما من‬
‫االفضل ان تتجه الى غرفة النوم قبل عودة حماتها او‬
‫داليا الى الريسبشن ‪...........‬حاولت التخلص من‬
‫ذراعه والوقوف لتجده يقول لها (وماذا عن فيلم‬
‫السهرة ؟)‪.............‬قالت بصوت منخفض (انا اشعر‬
‫برغبة شديدة في النوم لذا الغيت الفكرة‬
‫)‪.................‬قال وهو يقوم (انا ايضا اشعر بنفس‬
‫الشئ )‪.............‬امسك يدها ليسحبها الى غرفته‬
‫وقبل ان تدرك ما حدث كان يغلق الباب‬
‫!!!!!!!!!!!قالت بصوت غاضب حاولت ان تجعله‬
‫منخفضا (حازم انا لن اسمح لك باحراجي وانت‬
‫تدخلني الى حجرتك هكذا ؟)‪............‬قال بسخرية (اي‬
‫احراج ؟ هل تظني انهم ال يعلمون ؟ ثم ان ابي وامي‬
‫يذهبان الى حجرتهما كل يوم ما االحراج الموجود في‬
‫ذلك ‪.‬ان هذا هو الطبيعي ‪..........‬ان االحراج الذي‬
‫تتحدثين عنه فهو في عقلك فقط الذي يجعل وجودك‬
‫مع زوجك شيئا غريب)‪.............‬قالت باعتراض‬
‫(حازم انت تعلم انني اتيت الى هنا حتى ال يحدث هذا‬
‫)‪..........‬قال بسخرية (هل تصدقين نفسك حتى ؟‬
‫ريهام انت عدت الى وانتهى االمر واقنعي عقلك بذلك‬
‫)‪..............‬نظرت اليه ووجهها غير مقرؤ وهي تقول‬
‫بحزن (وما الذي تغير ؟ هل تظن ان الجراح تشفى‬
‫بالتقادم ؟ وانت هل ستخبرني االن انك تثق بي‬
‫؟)‪................‬قال بجدية (ان الجراح تشفى بالقدرة‬
‫على تقبل االعتذار وعلى التسامح !!!!!!!!!!!!ثم ان‬
‫ازمة الثقة هذه اوهام في عقلك فقط وانت تتخذينها‬
‫كسيف مسلط على عنقي حتى ال اظهر اقل قدر من‬
‫الغيرة تجاهك وكأنها ذلة ستمسكينها طول العمر‬
‫وتشهرينها في وجهي )‪.................‬هل هي حقا‬
‫هكذا ؟ ال تشعر باالرتياح النها غيرقادرة على‬
‫التسامح وهل هي حقا من تهول االمور‬
‫؟‪...........‬ربما يكون محقا ولكنها ايضا معذورة فعلى‬
‫قدر الحب يكون االلم ويكون االحساس بالجرح‬
‫‪.................‬امسك وجهها يرفعه باصابعه ليرى‬
‫الدموع تلمع في عينيها فيضع ذراعيه حولها جاذبا‬
‫اياها الى صدره ويقول (افهمي جيدا انا اريد ان ينتهي‬
‫كل هذا الى االبد ‪........‬انا اسف وقد ندمت طويال على‬
‫ما حدث وانا احبك كما انني متأكد من حبك لي واالن‬
‫نحن سنبدأ صفحة جديدة اليس كذلك ؟)‪............‬كان‬
‫ردها هو صوت بكائها الذي تعالى بينما تدفن وجهها‬
‫في صدره اكثر سار جاذبا لها معه حتى وصال الى‬
‫السرير ‪ ..........‬لم يحاول ابعادها حتى انتهت من نوبة‬
‫البكاء ليرفع بعدها وجهها ويقول لها (واالن ماذا ؟‬
‫موافقة ام ال ؟)‪............‬ليقول بعدها غامزا (ربما‬
‫ساطلب من امي ان تراضي اميمة‬
‫!!!!!!!!!!)‪...............‬ضربته بعدها على ذراعه مما‬
‫جعله يقهقه بصوت مرتفع ويقول وهو يدفعها برقة‬
‫الى الخلف (هذه ريهام التي اعرفها والتي ايضا تعلم‬
‫انني ال اتنازل عن حقي )‪.............‬ليـأخذ بعد ذلك‬
‫حقه بطريقته المفضلة !!!!!!!!!!!!!‪...........‬كانت‬
‫جالسة تنهي بعض اعمالها عندما وجدت زوجها‬
‫يقترب منها ويقول (يكفي هذا االن قومي معي فانا‬
‫ارغب بالنوم )‪...........‬نظرت اليه بدهشة بينما تقوم‬
‫من الشرفة وهي تجمع اوراق العمل مفكرة ما سر‬
‫رغبته الحالية في النوم وهو قد نام لساعتين بالفعل‬
‫بعد الغذاء !!!!!!!!!!قالت قبل ان تدخل حجرتهما‬
‫وهي تنظر الى الخارج (هل نام الجميع ؟)‪...........‬قال‬
‫لها وهو يغلق الباب خلفه (كل شخص فيهم قادر على‬
‫االهتمام بنفسه دعك منهم )‪...........‬لقد الحظ ما كان‬
‫ابنه يفعله وانه اخذ زوجته معه الى حجرته ليالحظ‬
‫بعدها بعض االصوات صوت بكاء ‪....‬ثم صوت ضحك‬
‫ابنه ‪........‬ليقوم بعدها بما يفترض وهو محاولة‬
‫منحهم بعض الخصوصية وكذلك ابعاد زوجته عن‬
‫الساحة حتى ال تضرب رأسها احد االفكار الجبارة‬
‫المعتادة‬

‫انها ومنذ ان عادت الى المنزل تشعر بانها في حالة‬


‫انعدام توازن فبين صدمتها بما حدث والرعب الذي‬
‫تعرضت له ‪............‬وبين شكرها هلل الذي لم يتوقف‬
‫من لحظتها تشكره على ان نجاها من هذا الموقف‬
‫الصعب ‪...‬وتشكره النه نجاها منذ البداية وابعدها عن‬
‫هذا النذل الذي استطاع ان يخدعها لسنوات‬
‫‪.............‬شعرت بالراحة عندما اتصل زوجها‬
‫واخبرها انه سيتأخر فهي تحتاج لبعض الوقت حتى‬
‫تعود الى حالتها الطبيعية ‪..........‬ما يقلقها كثيرا هو‬
‫فقدان حقيبتها انها تتمنى فقط ان يكتفوا باخذ المال‬
‫ويتركوا اوراقها في اي مكان !!!!!!!!!هي تشعر‬
‫بالشكر البالغ نحو سها فلقد ارسلها هللا لتخلصها في‬
‫الوقت المناسب ‪...........‬عندما سألتها عن الشخص‬
‫الذي كان معها اجابتها ان ال شأن لها بمن يكون‬
‫‪..........‬بالتأكيد ستتضح االمور بعد ذلك‬
‫‪............‬كانت تجلس في االسفل ومعها احد الكتب‬
‫وقد فتحته امامها محاولة االدعاء بانها تذاكر‬
‫‪..........‬شعرت بصوت الباب يفتح ليدخل احمد بعد‬
‫ذلك ويلقي عليها التحية ‪...........‬كانت العالقة بينهما‬
‫خالل االيام السابقة مريحة وخالية من التوتر‬
‫‪........‬اما االن وبعد ان ظهر امامها تشعر انها تريد‬
‫ان تندفع اليه ملقية بنفسها بين ذراعيه حتى تشعر‬
‫بانفاسه تطمأنها وبهدوئه يبثها الراحة وبصدره‬
‫يمنحها السكينة بعد الرعب الذي تعرضت له اليوم‬
‫‪...........‬قالت له (دقائق وسيكون الطعام جاهزا‬
‫)‪...........‬قال مبتسما (شكرا لك )‪............‬نظر اليها‬
‫فالحظ انها شاردة وال تأكل مما جعله يقول لها (فرح‬
‫ما بك ؟ هيا تناولي طعامك ‪..........‬ثم قال ممازحا هل‬
‫ستتخلين عن الطعام بعد ان اصبح جيد وغير محترق‬
‫؟)‪...........‬حاولت ان تأكل حتى ال يالحظ اضطرابها‬
‫‪.......‬دارت برأسها فكرة لماذا ال يريحها ؟ ما الجدوى‬
‫من االنتظار حتى شهر العسل ذاك ؟ انها على يقين‬
‫انها تحبه وتريده فقط لماذا يعذبها بابتعاده هكذا ؟ هل‬
‫كل هذا عقاب لها ؟ لماذا عليها ان تتقبل قراره‬
‫وتنتظر فقط اليس عليها ان تحاول تغييره‬
‫؟‪.............‬انها اليوم تحتاجه اكثر من اي يوم سابق‬
‫وربما اكثر من اي يوم قد يأتي !!!!!!!!!!تحتاج الى‬
‫اليقين في انها صارت زوجته بالفعل وليس مجرد‬
‫زوجه على الورق يسهل القائها جانبا عند اي هفوة‬
‫والتي ربما لن تكون هي المتسببة فيها !!!!!!!!!!هل‬
‫ستنتهي افعال زياد االنتقامية عند هذا الحد ؟ ربما ال‬
‫فهو سيصبح كالثور الهائج االن بعد فشل وضرب‬
‫‪.........‬او ربما يخاف ويبتعد عنها الى االبد هذا ما‬
‫تتمناه واالن ماذا ستفعل ؟‪..........‬يبدو انه شعر‬
‫بتوترها وبافكارها التي تغلي داخل رأسها كالمرجل‬
‫فقال (فرح ماذا هناك ؟ما الذي يشغل عقلك الى هذا‬
‫الحد انت حتى لم تفتحي الكتاب ؟) ‪...............‬نظرت‬
‫اليه بعينان مشتعلتان وكأنها قد حسمت امرها لتقول‬
‫( احمد انا ال اريد االنتظار حتى نهاية الدراسة‬
‫)‪.................‬نظر اليها بدهشة ليجدها تكمل بعدها‬
‫وقد بدأت دموعها في التساقط (انا ال استطيع تحمل‬
‫شعور النبذ اكثر من ذلك او انني معاقبة ‪......‬او تحت‬
‫االختبار لترى هل اناسب معاييرك ام ال‬
‫؟)‪..............‬نظر اليها بذهول وهو يقول (فرح ما هذا‬
‫الذي تقولينه ؟)‪.............‬تعالى صوت بكائها بينما‬
‫تقول (هل صدمتك ؟ انت انسان متدين وتعلم ان لي‬
‫حقوق عليك وانا اريد هذه الحقوق االن‬
‫)‪............‬اقترب منها وهو يحتويها بين ذراعيه بينما‬
‫تحول بكائها الى الهيستريا فاحتواها بقوة اكبر‬
‫ليرفعها بعدها ويصعد بها الى الطابق العلوي ويضعها‬
‫بعدها فوق سريره ‪...............‬غاب للحظات لم تنته‬
‫خاللها من البكاء ولم يخفت صوتها ‪..........‬ليقترب‬
‫منها ويمسك بذراعها ويغرس به الحقنة وهو يقول‬
‫(هذه حقنة مهدئة ستجعلك تنامين قليال وبعدها‬
‫ستخبريني ما الذي حدث ووترك اعصابك الى هذا‬
‫الحد )‪..............‬نظرت اليه من بين دموعها وهي‬
‫تقول (انت لن تتركني بعد ان انام ستبقى معي اليس‬
‫كذلك ؟)‪...........‬أومأ برأسه قائال (ال تخافي سابقى‬
‫معك )‪............‬قالت اذا تعالى واحتضنني حتى انام‬
‫)‪.................‬اقترب منها واحتواها بين ذراعيه‬
‫فغرست نفسها اكثر في احضانه ولم تمض لحظات اال‬
‫وكانت قد نامت وهي تشعر باالمان‬

‫*قالت بذهول (ماما انت لن تفعلي هذا بي ‪..........‬ثم‬


‫ان االمر مجرد عقد اي انه ليس حفل زفاف من‬
‫االساس )‪...............‬قالت االم بتصميم (انجل دعك‬
‫من هذا لقد قررت وانا ساسافر الحضر زواج ايماد‬
‫)‪..............‬ايماد من بحق هللا انها ال تعرف حقا كيف‬
‫كان والدها يفكر وهو يطلق على شقيقها هذا االسم‬
‫!!!!!!!!!!اال يكفي ان امها تناديه ابد الرحمن حتى‬
‫يجعل المرض يستفحل ويسمي ابنه بنفس الحرف‬
‫‪...........‬انها تحمد هللا انه ابعدها عن هذا فيكفي ايماد‬
‫ابد الرحمن واحد بين معارفهم ‪............‬واالن هي ال‬
‫تفهم كيف تحولت امها الى هذه الشخصية العاطفية‬
‫لتصر بهذه الطريقة على الذهاب لرؤية عروس ابنها‬
‫وحضور زواجه ‪..........‬المشكلة هي اين ستترك‬
‫االطفال فهي بالتأكيد ال تستطيع ان تتركهم مع مدبرة‬
‫المنزل لثالثة ايام ‪......‬كما انه سيكون من الصعب‬
‫ذهابها الى المنزل في هذا الوقت وحتى بقائهم معها‬
‫لن يمثل فرق فهي لن تستطيع الذهاب الى اي مكان‬
‫خالل تواجدهم ‪...........‬كما انهم سيتضايقون من‬
‫بقائهم في الشقة فقد اعتادوا المساحات الواسعة‬
‫واللعب في الخارج ‪...............‬وجدت امها تفاجئها‬
‫ثانية وهي تقول (من االفضل ان تأتي انت وهم معي‬
‫الى مصر )‪.............‬قالت باعتراض محاولة‬
‫المراوغة (ماما ولكن دراستي‬
‫‪............)........‬قاطعتها قائلة (اي دراسة نحن‬
‫سنذهب مساء الجمعة ونعود صباح االثنين اي‬
‫سيكون عليك التغيب عن محاضرة واحدة‬
‫)‪.............‬ما الذي تقوله امها هل تريد منها الذهاب‬
‫الى مصر بقدميها ومعها طفالها وكأنها تستسلم له‬
‫متخلية عن كل شئ بالتأكيد ال !!!!!!!!!!!لقد رفضت‬
‫منذ ايام قليلة ان تذهب لتزور اخاها المريض وكان‬
‫ذلك بمفردها وهي بالتأكيد لن تذهب االن‬
‫!!!!!!!!!!!وجدتها تقول لها بلطف (جيجي ال تظني‬
‫انه يمكنك االختباء الى االبد !!!!!!!!! ثم اننا سنذهب‬
‫الى بلد عدد سكانه تسعون مليون ما هي فرصة ان‬
‫يرى اي شخص شخصا اخر خالل يومين‬
‫؟!!!!!!!)‪...............‬هل عليها فعال ان تفعل ما تقوله‬
‫امها وتواجه مخاوفها ؟!!!!!!!!!!لقد اقنعت نفسها‬
‫بعدم الذهاب الى محمد بسبب تعلق الموضوع بيوسف‬
‫وعائلته والن هناك احتمال كبير ان يراها احدهم اما‬
‫االن فالوضع مختلف ‪.............‬عماد لم يخبرها ان‬
‫عروسه لها اي صلة بعائلة يوسف ‪.........‬هي تظن‬
‫ان والدها كان سيرفض من االساس ان كانت قريبتهم‬
‫اال يكفي االشتباك القائم بالفعل ‪...........‬اتصلت مرة‬
‫اخرى ليرد عماد قائال (جيجي مرة اخرى ما كل هذه‬
‫السعادة التي سقطت فوق رأسي )‪..........‬قالت توقفه‬
‫(ان ماما تريد ان تسافر الى مصر لحضور زواجك‬
‫وتريدني ان اتي ايضا ‪..........‬انا نفسي لدي فضول‬
‫رهيب لرؤية عروسك ولحضور مراسم سقوطك بالفخ‬
‫ولكن اريد التأكد منك اوال هل عروسك اي عالقة‬
‫بيوسف وعائلته ؟)‪..........‬هل عليه ان يقول لشقيقته‬
‫انه رآها اساسا في منزل شقيق يوسف‬
‫؟!!!!!!!!وانها صديقة زوجته ‪..........‬ثم لماذا هذا‬
‫الخوف من ناحيتها الم تخبره انها كانت معه وانه قدم‬
‫لها الهدايا ؟‪...........‬ثم انه يظن ان احمد وزوجته‬
‫اللذان من المحتمل ان يحضرا عقد الزواج ال يعرفانها‬
‫من االساس اذا فليس هناك مشكلة في حضورها‬
‫‪..........‬قال بثقة (ال تربطها بهم اي صلة قرابة‬
‫)‪.............‬هو لم يقل صداقة اليس كذلك‬
‫؟‪...........................‬مع فجر يوم الجمعة كانت‬
‫تغادر هي وامها وسيف وسلمى مطار القاهرة مع‬
‫عماد الذي جاء الستقبالهم ‪...........‬كان هذا افضل‬
‫وقت للمجئ فمع شروق الشمس كانت الشوارع‬
‫ستزدحم بشكل غير محتمل ‪..............‬الطفالن‬
‫واللذان ناما طوال الرحلة استيقظا االن لينظرا الى كل‬
‫ما حولهما بفضول على ضوء النهار الخافت‬
‫‪..............‬لقد خططا لليومين وكأنهما جاءا للسياحة‬
‫وليس لزيارة قصيرة ‪.................‬سيف تضايق جدا‬
‫النه علم انه لن يستطيع ان يرى تمثال رمسيس الذي‬
‫تتعامد الشمس عليه مرتان فقط في العام النه في‬
‫مدينة االقصر البعيدة ‪...........‬ولكن في النهاية اتفقوا‬
‫على زيارة االهرامات والقلعة والقرية الفرعونية‬
‫‪..............‬وصلوا الى الفيال حيث يقيم والدها وعماد‬
‫‪...........‬كان والدها مستيقظا وشعرت بالقلق باديا‬
‫عليه !!!!!!!!!والدها متحفظ جدا وبالغ الحذر في كل‬
‫ما يتعلق بيوسف ‪..............‬هي نفسها بدأت تشعر‬
‫بالقلق يتزايد لديها ‪...........‬فعلى ما يبدو ان زوجها‬
‫اشهر من نار على علم حتى موظف المطار الذي كان‬
‫يراجع جوازات السفر الخاصة بهم بالغ في الترحيب‬
‫بهم حين رأى اسماء الطفلين !!!!!!!!!!!صعدت‬
‫معهم حتى حجرتهما ليقول سيف (جيجي ساغير‬
‫مالبسي وانزل معك انا ال اريد النوم ثانية‬
‫)‪...............‬قالت له (ولكن انا ساخرج لذا‬
‫‪............)..........‬قاطعها وهو يشير الى سلمى قائال‬
‫(انظري سلمى نامت بالفعل وانا فقط سأتي معك‬
‫)‪..............‬عقدت حاجبيها لتقول بعدها بتردد (هيا‬
‫اذا استعد حتى استعد انا ايضا )‪..............‬خرجت هي‬
‫وهو وحمدت هللا ان احدا لم يراهما!!!!!!!!! فوالدها‬
‫بكل تأكيد يريد ان يقيم عليهم حظر تجوال‬
‫‪................‬قالت بعد ان خرجا سويا الى الشارع‬
‫وهي تتنهد (نجحنا في االفالت )‪.............‬بعد ان‬
‫استقال التاكسي قال لها (اين سنذهب؟‬
‫)‪..............‬قالت ضاحكة (ليس هناك داعي للشعور‬
‫بكل هذه االثارة نحن ذاهبان الى المستشفى‬
‫)‪............‬قال بضيق (لماذا هل انت مريضة‬
‫؟)‪............‬هزت رأسها نفيا قائلة (بل ساذهب لزيارة‬
‫اخي )‪..............‬قال (محمد انا اعلم ان الدكتور عبد‬
‫الرحمن سافر ايضا من اجله )‪.............‬قالت بهدوء‬
‫(حبيبي ال يصح ان تقول دكتور عبد الرحمن هكذا‬
‫)‪............‬عقد حاجبيه وقال بتاكيد (انا ال استطيع ان‬
‫اناديه بابا سيكون هذا كذب )‪.................‬امسكت‬
‫بيده بعد وصولهما ليجلسا سويا فوق احد المقاعد‬
‫الموجودة في حديقة المستشفى قال لها والتوتر يبدو‬
‫عليه (جيجي اريد ان اسألك شيئا ارجو اال يضايقك‬
‫)‪...............‬شعرت بالخوف فعلى ما يبدو ان ما‬
‫سيقوله سيضايقها وهو يعلم ذلك ايضا قالت (بالتأكيد‬
‫حبيبي اسأل عما تشاء )‪.............‬قال اخيرا دون‬
‫تردد (هل يوسف هذا زوجك ام اننا اطفال غير‬
‫شرعيين ؟)‪..............‬شعرت بكلماته تهبط على‬
‫رأسها كالصاعقة ويصف نفسه بالطفل اي طفل هذا‬
‫؟!!!!!!!!!!‪......‬ولكن هذا ال يفاجئها فهي تعلم انه‬
‫ومنذ والدته شديد الوعي واالدارك لما حوله وكلمات‬
‫كهذه تتردد كثيرا خاصة في المجتمع الذي يعيشون‬
‫فيه ‪..........‬قبضة باردة كانت تعتصر قلبها لتحاول‬
‫بعدها استجماع شجاعتها وتقول بثقة حاولت اال تهتز‬
‫( هو زوجي بالطبع )‪.............‬لم يقل شيئا عن‬
‫الموضوع ثانية بل جذبها من يدها وهو يقول (هيا الى‬
‫الداخل )‪...............‬كان هناك حراس امام الباب قاموا‬
‫بسؤالها عن شخصيتها فردت قائلة (انجل عبد‬
‫الرحمن ) اخته واخرجت جواز سفرها ليدخلوهما‬
‫بعدها ‪.......‬‬

‫دخلت فوجدته مستيقظا ولكنه لم يكن وحده كان هناك‬


‫فتاة محجبة تجلس على الكرسي المجاور له بينما‬
‫يمسك هو دفتر ويبدو انه يشرح لها شيئا ما‬
‫!!!!!!!!هل يعطي دورس خصوصية اثناء وجوده في‬
‫المستشفى ؟!!!!!!!!!!مع دخلوهما استدارت انظار‬
‫االثنان اليهما ‪.........‬واحدة تنطق بالمفاجأة المختلطة‬
‫بالسعادة واالخرى بالدهشة وربما الصدمة التي تشعر‬
‫انها انعكست على وجهها ايضا !!!!!!!!!!لقد اتت في‬
‫هذا الوقت المبكر معتقدة انها لن تجد احدا‬
‫‪............‬لتجد الحراسة الموجودة في الخارج والتي‬
‫سجلت اسمها ولديها شعور شبه يقيني ان هؤالء‬
‫الحراس تابعين ليوسف والذي ال ريب سيعلم‬
‫بوجودها بعد قليل‪ ..............‬ثم المفاجأة الثانية وهي‬
‫ترى سارة وخاصة بوجود سيف معها االمر تعقد اكثر‬
‫!!!!!!!هل تعلم سارة ان يوسف تزوجها منذ سنوات‬
‫؟ ثم هل ستخمن من يكون سيف ؟‪........‬انها ال تنكر‬
‫انه يشبه يوسف ولكن بشكل عام هو ليس نسخة منه‬
‫في الشكل ولكن هو يشبه كل اخوة سارة وحتى‬
‫اخويها هي طفل اسود الشعر والعينين ‪............‬ولكن‬
‫ما يشبه فيه يوسف اكثر هو الشخصية وردود االفعال‬
‫لذا فلتأمل ان االمر سيمر ‪..........‬اقتربت منه لتقول‬
‫محاولة الظهور بشكل مرح (كيف حالك ؟ الشئ‬
‫الوحيد الذي كان ينقصك حقا هو رصاصة تزين‬
‫صدرك !!!!!!!!‪..........‬قال وهو يجذبها محتضنا‬
‫اياها (ما كان ينقصني حقا هو ان اضمك بالقرب من‬
‫قلبي يا قاسية القلب )‪...........‬قالت وهي تحاول‬
‫مغالبة دموعها (يبدو ان االصابة جعلتك رقيق‬
‫المشاعر ايها البائس )‪..........‬استدارت ومدت يدها‬
‫مصافحة سارة وهي تقول (كيف حالك يا رقيقة ؟ هل‬
‫هذا تأثيرك على الفتى انني ال اكاد اعرفه‬
‫)‪.............‬مدت اليها يدا مرتجفة وقالت (الحمد هلل‬
‫بخير )‪...........‬كان سيف يقف ناظرا اليهم وقد انعقد‬
‫حاجبيه ليقول له محمد (الن تسلم علي يا فتى ؟ لماذا‬
‫اشعر انك اتيت على الرغم منك ؟)‪...........‬قال له‬
‫وهو يمد يده مصافحا (انا ال افعل شيئا مرغما‬
‫‪........‬ولكن انا لم ارد ان اترك جيجي تخرج وحدها‬
‫)‪..........‬جذبه محتضنا وهو يقول (انت حتى لن‬
‫تجاملني وتقول انك اتيت لتراني )‪..........‬كان يجذب‬
‫نفسه من بين احضانه وهو يقول متأففا (ما الذي‬
‫تفعله ان الرجال ال يتبادلون االحضان ؟)‪.............‬رد‬
‫عليه قائال بتذمر (لست ادري من اين حصلت على‬
‫هذه الثقافة الرهيبة انا احتضنك النني لم ارك منذ مدة‬
‫طويلة كما انك طفل )‪.............‬كان سيرد معترضا‬
‫حين قالت جيجي باغاظة (هو ايضا ال يحب تبادل‬
‫االحضان مع الفتيات ؟)‪.............‬حدق اليه مدعيا‬
‫االندهاش وقال مستنكرا(حتى الفتيات ؟انت بالتأكيد‬
‫تحتاج لطبيب )‪...............‬قال محاوال مداراة احراجه‬
‫(انها تحسب نفسها والحمقاء االخرى فتيات‬
‫)‪...........‬قالت مدعية الجرح (وانت ماذا تعتبرنا ؟‬
‫نحن اجمل فتيات بالتأكيد )‪............‬كانت تنظر الى‬
‫الحوار الدائر بينهم في استمتاع طغى على صدمتها‬
‫االولى ‪........‬ان الولد يبدو مألوفا لها هو يذكرها بمن‬
‫؟ ربما معتز ؟ او حتى يوسف ترى من يكون‬
‫؟‪..........‬انه ينادي ملك جيجي ويتكلم مع االثنان دون‬
‫تحفظ وبذكاء ايضا ‪............‬قامت وهي تجمع‬
‫االشياء الخاصة بها لتقول (ساترككم االن وربما نكمل‬
‫في وقت الحق )‪..........‬اقتربت مصافحة ملك التي‬
‫قالت لها بابتسامة (اسعدتني رؤيتك )‪..........‬ردت‬
‫هي االخرى مبتسمة (سنتقابل كثيرا بالتأكيد‬
‫)‪...........‬قال محمد قبل ان تنصرف مؤكدا (اراك في‬
‫الغد)‪..........‬اومأت برأسها دون ان ترد‬
‫‪..........‬خرجت لتتنهد ملك بعدها بصوت منخفض لم‬
‫يسمعه سيف الذي كان ينظر من النافذة (هل تراها‬
‫علمت ؟)‪...........‬قال بفهم (انها لم تكن تعلم من‬
‫االساس عن وجود عالقة بينك وبين يوسف ولكن‬
‫اظن انه اخبرهم مؤخرا فقط ‪.............‬لذا من الصعب‬
‫ان تستنج اي شئ خاصة ان الكالم الذي دار بيننا كان‬
‫في المنطقة االمنة )‪.........‬اكمل عندما لم ترد (انجي‬
‫انا ال اريد التدخل ولكن اظن انه من المستحيل ان‬
‫يستمر الوضع هكذا الى االبد )‪...........‬قالت بصدق‬
‫(انا ايضا اعلم ولكن انا فحسب ال اقف على ارض‬
‫صلبة من اي جهة ولذا من الصعب علي ان افعلها‬
‫‪...........‬انا ادرك ان االمر بات ضروريا خاصة وان‬
‫سيف قد علم )‪.............‬نظر اليها بدهشة وقال (كيف‬
‫علم ؟)‪...........‬قالت (عن طريق اسمه في شهادة‬
‫الميالد ثم بعدها بحث عن االسم وعرف كثير من‬
‫المعلومات لقد سألني اليوم ان كان هو وسلمى اطفال‬
‫شرعيين ؟ وان كان يوسف زوجي ؟)‪...........‬انعقد‬
‫جبينه وقال (ان كنت تريدين نصيحتي فهي ان تأخذيه‬
‫االن وتذهبي مباشرة الى منزل يوسف وتنهي هذا‬
‫الموضوع تماما قبل ان يضيع ابنك منك‬
‫)‪.............‬نظرت اليه بتوتر وقالت (انت وعماد‬
‫تتحدثان عن الموضوع ببساطة وكأنه نهاية لفيلم‬
‫هابط سينتهي بان ان يجد االب ابنائه فتنزل كلمة‬
‫النهاية ‪.........‬وماذا عني ؟ هل تظن انه من السهل‬
‫على التعامل معه والعيش جواره وكأن شيئا لم يحدث‬
‫؟)‪(...........‬هل تظن اني سأنسى انه دمر حياتي‬
‫وشوهها لسنوات ؟ هل تريدني ان اتجاهل انه‬
‫اغتصب روحي قبل ان يغتصب جسدي‬
‫)‪..............‬قال بغضب (اغتصبك ؟)‪...........‬قالت‬
‫بسخرية (لم يكن عنيفا بل يمكنك ان تقول انه كان‬
‫حنونا جدا ‪...........‬كشخص يطبق القتل الرحيم ولكنه‬
‫في النهاية يظل قتل !!!!!!!!‪...........‬تعلم انا لم اخبر‬
‫هذا الحد من قبل ولكن انا اشعر اني قد وصلت الى‬
‫الحافة واريد ان اخفف قليال من الضغط داخلي حتى ال‬
‫انفجر )‪(..............‬لقد عانيت بالفعل من اعراض‬
‫نفسية النني انا نفسي كنت اشعر انني مجنونة كنت‬
‫اتذكر دائما الساعات التي كنت فيها معه وكأنه شريط‬
‫يتكرر بشكل يومي بكراهية كما يفترض ولكن مختلطة‬
‫بالحنين هل تدرك معنى هذا ان اجد ما كنت ابحث عنه‬
‫من امان واحتواء بين ذراعي قاتلي‬
‫؟!!!!!!!!!اصبحت اكره حتى نفسي !!!!!!ثم كرهتها‬
‫اكثر وكرهته كذلك اضعافا مضاعفه عندما علمت انه‬
‫ترك جزءا منه داخلي ليتضح بعد ذلك انهما اثنان‬
‫‪..........‬ومرة اخرى لم اتمكن من كرههما بل اصبحا‬
‫احب شخصان الي في العالم ‪.........‬وحتى حبي لهما‬
‫لم يكن سويا فدائما اتذكر ان روحي وروحه اتخلطا‬
‫داخلهما فهو لم يسرق روحي مني مرة واحدة بل‬
‫ثالث مرات ‪.........‬مرة انتهت ولكن ذكراها باقية لالبد‬
‫واالخرتان انا من اتمنى ان تظال لالبد‬
‫)‪..............‬يشعر بالتشوش هي تقول انها لم تخبر‬
‫احدا من قبل بهذا الكالم لماذا هو ؟هل الن الكالم معه‬
‫اسهل بالنسبة اليها ؟ ام النه هو المتسبب بكل هذا ؟‬
‫هو فهم ان كراهيتها ليوسف هي في النهاية صدمة‬
‫شديدة !!!!!!!!! يعلم انها كانت تسمع منه ومن سارة‬
‫ومن معتز عن ذلك االخ االكبر القوي المحبوب‬
‫والمثالي بالنسبة لسارة ‪.........‬وربما تكون اعجبت‬
‫بما سمعت لتجد تلك الصورة تأتي عندها وتتحول الى‬
‫شئ اخر ولكن ال يزال مختلطا بما تعرفه‬
‫‪............‬ويحدث عندها نوعا ما انهيارا للتمثال‬
‫‪..............‬امسك بيدها وقال (انا اسف وهللا انا لم‬
‫اقصد كل هذا كنت مجرد اداة في مؤامرة يبدو ان الكل‬
‫تضرر منها )‪.............‬قاطعته عودة سيف والذي‬
‫جاء يقول (ان الجو جيد هنا فهيا حتى ال نتأخر عن‬
‫الجولة الكبرى )‪...........‬قال له (اين ستذهبون‬
‫؟)‪...........‬اجابه (كما يفترض باي سائح ان يفعل‬
‫االهرامات والقرية الفرعونية )‪...........‬قال باستنكار‬
‫(سائح ؟من السائح يا فتى ؟ انك من اصحاب البلد ايها‬
‫االنجليزي المولد ثم ان كان سيف الدين يوسف يعتبر‬
‫نفسه سائحا فماذا علينا نحن ان نفعل ؟) قال بسخرية‬
‫(اخبرهم انك خالي وسوف يحترمونك ) قال بتحدي‬
‫(عندما تعترف بها انت اوال )‪..........‬قال دون اهتمام‬
‫(انتظر كما تشاء )‬

‫*‪.‬استيقظت باالمس لتجد نفسها في حجرة زوجها‬


‫والذي كان قد نهض من فوق السرير وتركها نائمة‬
‫‪............‬تذكرت انه يوم الجمعة لذا لم يوقظها‬
‫‪............‬فجأة عادت اليها ذكريات الليلة السابقة‬
‫لتشعر باالحتراق خجال لقد طلبت منه صراحة ان يتمم‬
‫زواجهما حتى انها ذكرته بان هذا حقها شرعا لتتحول‬
‫بعدها الى الهيستريا ويعطيها حقنة مهدئة‬
‫‪...........‬هي ايضا تشعر بالغضب ولكن ال تستطيع ان‬
‫تحدد السبب ‪........‬هل هذا النها قامت باالمر من‬
‫البداية ؟ام النها لم تكمل وانهارت؟!ا‪.............‬ولكن‬
‫من ناحية اخرى يبدو ان هذا الموقف كان رد فعل لما‬
‫حدث لها يومها في الصباح ‪..........‬لتشعر في اليوم‬
‫التالي انها اصبحت افضل بعد ان خففت مما بداخلها‬
‫‪...........‬كانت تضبط حجابها امام المرآة فهي‬
‫ستتوجه االن الى منزل سها حيث سيتم عقد زواجها‬
‫في احتفال عائلي ‪..........‬كانت سها قد فجرت‬
‫المفاجأة باالمس لتصاب هي بالذهول فالطبيب الذي‬
‫جاء من انجلترا منذ اقل من اسبوع يبدو انه اعجب‬
‫بصديقتها المجنونة وخطبها !!!!!!!!!ويبدو ان‬
‫صديقتها تمت محاصراتها بطريقة لم تمكنها من‬
‫الرفض ‪............‬من ناحية اخرى كانت سها تبدو مثل‬
‫المنومة مغناطيسيا تسير دون ارادة منها الى شئ‬
‫اقوى من قدرتها على المقاومه ‪..........‬نزال باالمس‬
‫واختارا فستانا للمناسبة لسها وهي ايضا احضرت‬
‫واحدا لها ‪..........‬ويبدو ان عماد قد دعى زوجها فقد‬
‫اخبرها انهما سيذهبان سويا ‪...........‬نزلت لتجده‬
‫منتظرا في االسفل لتخفض رأسها وهي تلعب‬
‫بحقيبتها المعلقة فوق كتفها ‪...........‬وجدت اصابعه‬
‫ترفع وجهها اليه برقة ويقول (لماذا تتهربين من‬
‫النظر الي يا حلوتي ؟ )‪.............‬ابتسم ليضيف‬
‫بشقاوة ( هل تراجعت عن المطالية بحقوقك‬
‫؟)‪............‬تهربت من عينيه وهي تقول (انا االن‬
‫افكر بسها التي ستخنقني الني لم اذهب اال في المساء‬
‫مع الضيوف )‪ ................‬قال بمرح (الصداقة تاتي‬
‫اوال )‪..............‬وصال الى هناك لتصعد هي الى‬
‫حجرة سها بينما جلس هو جوار عماد ووالده ليبارك‬
‫لالب ليقول له عماد (لماذا تبارك البي انا العريس ال‬
‫هو ؟)‪...............‬قال له (دورك هو التالي يا عريس‬
‫)‪...............‬نزلت بعد ذلك العروس ومعها فرح التي‬
‫جلست جواره بينما ينظر مبتسما الى سها التي تشير‬
‫لها ان تبقى جانبها مع اقتراب عماد منها‬
‫‪..............‬قال وهو يجلس فوق الكرسي المجاور لها‬
‫(ان هذا الكرسي المميز خاص بالعريس لماذا تريدين‬
‫ان تجلس صديقتك فوقه ؟)‪.............‬لم ترد عليه‬
‫ليقول لها هامسا وهو يغمز يعينه (انت ليه قلبك قاسي‬
‫اوي اوي ؟)‪............‬احمرت وجنتاها بشدة وهو‬
‫يذكرها بتلك االغنية المريعة التي كانت تغنيها اول‬
‫مرة رآها فيها والتي لم يمض اال ايام على مرورها‬
‫‪............‬اخبرها عندها انه سيتزوجها وهاهو يفعل‬
‫‪............‬دخل الشيخ مع وصول افكارها الى هذه‬
‫النقطة ‪...............‬كانت جالسة الى جواره عندما‬
‫الحظت انجذاب انظاره الى جهة الباب‪..............‬‬
‫لتجده ينظر الى تلك الفتاة‪........‬المرأة صححت‬
‫لنفسها شديدة الجمال والتي كانت عبارة عن لوحة‬
‫انيقة مبهرة !!!!!!!!!!!قالت له وشعور بالغيرة‬
‫ينتابها (انها مذهلة اليس كذلك حتى زوجها نفسه‬
‫يقول عنها انها تشبه القمر )‪............‬التفت بحدة‬
‫ليقول لها (من اين تعرفين زوجها ؟)‪............‬قالت‬
‫مبتسمة (انت ايضا تعرفه ان زرقاء العينين هذه‬
‫زوجة يوسف شقيقك )‪..............‬زوجة يوسف‬
‫شقيقه موجودة في عقد زواج عماد لماذا ؟ ترى ما‬
‫الذي فاته !!!!!!!!!!وجدها تقترب من عماد الذي قام‬
‫واحتضنها وهو يعرفها على عروسه ‪....‬اذا فهي‬
‫شقيقة عماد ومحمد وابنة الدكتور عبد الرحمن ترى‬
‫ما الذي يخفيه يوسف ؟ شئ اخر لفت نظره وهي تلك‬
‫الطفلة الرائعة الجمال والتي حملها عماد ايضا مداعبا‬
‫ثم بعدها الولد الوسيم ‪..........‬وجد نفسه يقترب دون‬
‫ارادة منه حيث يقفون ‪...........‬ليجد البنت تقول‬
‫محدثة سها بعربية بها لكنة جميلة (عماد رائع جدا‬
‫وانا احبه كثيرا )‪..........‬قالت سها (لم اكن اعلم ان‬
‫لديك انت ايضا اخوة صغار )‪............‬كان سيصحح‬
‫لها عندما رآى الشخص الواقف بالقرب ليقول مغيرا‬
‫الرد (انهما توأمان ولكن كل منهما نقيض االخر ولذا‬
‫كان من السهل علي التعامل مع اياد )‪..............‬ابتعد‬
‫ثانية دون ان يبرر حتى سبب وجوده ‪..........‬لقد‬
‫خطر شئ ما بباله مع معرفة من تكون زوجة يوسف‬
‫ورؤية الطفالن ان شقيقه من الممكن ان يكون لم‬
‫يتزوجها مؤخرا بل ان يكون تزوجها من البداية‬
‫والطفالن التوأم يكونان له!!!!!!!!! الولد من الممكن‬
‫ان يكون بسهولة ابن له وحتى البنت العينان‬
‫الزرقاوان من االم والشعر االشقر يرجع بالتأكيد الى‬
‫العرق االنجليزي وحتى هم كانت جدتهم تملك شعر‬
‫فاتح وكذلك سارة اخته ‪..........‬صور عقله المشهد له‬
‫ليتجه بعدها نحوهم ليجد الحقيقة تصفعه انهما‬
‫شقيقان لعماد ‪..........‬ليتذكر ايضا نتائج التحاليل‬
‫الخاصة بشقيقه والتي يعلم كطبيب انها تعني شيئا‬
‫واحد وهو مستحيل ‪...........‬االمل جعله ينسج تلك‬
‫الحكاية في خياله وكذلك الطفالن المثاليان اللذان دخال‬
‫بصحبة زوجة شقيقه ‪....‬ربما ال يستطيع التخلص من‬
‫تلك االمنية النه يشعر تحديدا في هذه اللحظة انه يريد‬
‫ان يضم الطفالن الى صدره ثم يأخذهما الى شقيقه‬
‫ويسعده بهما !!!!!!!!!!!!!!!!!!‪...................‬‬
‫انتهى الشيخ من عقد الزواج ليجدا المتواجدون قد‬
‫التفا حولهما للتهنئه واللتقاط الصور يبدو ان‬
‫صورهما اصبحت على هواتف الجميع هذا باالضافة‬
‫الى الصور الفوتغرافية ‪...........‬وجدت تلك الفتاة التي‬
‫اخبرها انها شقيقته الطبيبة تقف في المنتصف وتضع‬
‫ذراع على كال منهما وهي تطالب المصور بالتقاط‬
‫الصور‪ .........‬لتأتي بعدها تلك الفتاة الصغيرة‬
‫وتتصور ايضا ‪...............‬انها االن ال تفهم لماذا‬
‫اعجب بها من االساس ولديه هؤالء الشقيقات‬
‫الجميالت لماذا لم يبحث عن اخرى مثلهن‬
‫!!!!!!!!!!وجدته يهمس في اذنها (متى سينتهي‬
‫هؤالء ؟ انا اظن انهم يتكاثرون ذاتيا ‪..........‬هذا ومن‬
‫المفترض انها خطوبة عائلية ‪...........).....‬قالت‬
‫بخبث (انا سعيدة بوجودهن فهن صديقاتي وقريباتي‬
‫)‪...............‬امسك بيدها وهو يقول لهن مبتسما‬
‫(خمس دقائق فقط هناك سر اريد ان اخبر به العروس‬
‫)‪...........‬لم تستطع افالت يدها من بين يده لتجده‬
‫يأخذها الى مكان غير ظاهر في الحديقة ليقول لها‬
‫وهو يضع ذراعيه حولها جاذبا لها بحسم لتسقط‬
‫حرفيا على صدره ليقول لها هامسا (الى اين‬
‫ستهربين يا حمراء ؟لقد سقطت في الفخ وانتهى‬
‫االمر)‪............‬حاولت االبتعاد دون جدوى لتقول له‬
‫بغضب (عماد اتركني ال يصح هذا )‪.............‬ضحك‬
‫بطريقة حولت عظامها الى شئ رخو ليقول وانفاسه‬
‫تضرب اذنها وعنقها (ما الذي ال يصح يا عروس‬
‫؟)‪...................‬ما رأيك ان نختفي عن االنظار قليال‬
‫حتى استطيع اخبارك بشكل صحيح ومفصل عما يصح‬
‫وما ال يصح )‪...............‬قالت وهي في حالة عدم‬
‫توازن (ال بالتأكيد )‪..............‬قال بصوت خافت (اذا‬
‫فال تضيعي الوقت قبل ان يكتشف احدهم مكاننا‬
‫)‪....................‬ليبدأ بعدها باستغالل كل لحظة كما‬
‫يجب ‪...........‬ما الذي تسمح له بفعله بحق هللا وما‬
‫الذي تفعله هي ايضا وهي مستسلمة هكذا مثل‬
‫الحمقاء!!!!!!!!!هل هو تأثيره الشخصي ؟ ام تأثير‬
‫الكلمات التي سمعتها من الفتيات عنه واقل ما يقال‬
‫عنهن مبهورات ‪............‬تركها في النهاية ليقول‬
‫مبتسما وهو يمسح فمه بالمنديل جيدا (يجب اخفاء‬
‫اثار قبلتنا االولى جيدا عن العيون المتلصصة يا‬
‫حمرائي )‪.................‬ناولها ايضا منديل وقال‬
‫(اضبطي مكياجك ايضا )‪..........‬استجمعت انفاسها‬
‫اخيرا لتقول له بغضب ( ال تقل لي يا حمراء ثانية‬
‫‪......‬ثم ان شعري بنيا وليس احمر )‪...........‬قال‬
‫بهدوء (يعجبني في كل حاالته ولكنني ال استطيع‬
‫نسيان ذلك االنعكاس الرائع له في ضوء الشمس‬
‫)‪.............‬تذكرت شيئا ما شبكتها هل احضرها‬
‫مرصعة بالياقوت االحمر لهذا السبب‬
‫؟‪.............‬عادوا الى الداخل لتجده يقترب من امها‬
‫ليرفع يدها ويقبلها ثم يقول (شكرا لك على اجمل‬
‫هدية قدمتيها لي ماما بان اتيت بسها الى الحياة‬
‫)‪............‬ثم يقول برقة (ربما اكون بهذا اجعلك اكبر‬
‫سنا ولكن منذ رأيتك وانا اتمنى ان اقولها‬
‫)‪...............‬حقا عليها ان تعترف انه قد جعل من‬
‫امها اكبر مناصر له ‪...........‬ومن ناحية اخرى هو ال‬
‫يكبر شقيقها سامي اال بحوالي ثالثة سنوات يعني‬
‫ليس غريبا ان يطلق على امها اللقب !!!!!!!!!!ثم هل‬
‫عليها ان تفعل هي المثل مع امه ؟ ان تلك االنجليزية‬
‫تشعرها باشياء غريبة اهمها ان عليها ان تلتزم‬
‫االنضباط وااللتزام في حضورها ‪..........‬ثم هي‬
‫بجمالها البارد ورشاقتها ال تمثل لها صورة االم‬
‫المعتادة هي نفسها اخبرتها ان تناديها سوزان حتى‬
‫دون خالتي ‪............‬ربما عليها ان تفكر فيما بعد‬

‫* تذاكر كالمعتاد ويبدو ان مثابرتها قد جعلتها تتقدم‬


‫الى حد ما ‪...........‬انها ال تحاول االقتراب من الطابق‬
‫االسفل اال عند الخروج او اذا علمت ان نهال خرجت‬
‫تأخذ بعض الكتب وتنزل الى الحديقة ‪.............‬لقد‬
‫التقت بها عرضا احد المرات لتجد االخرى تنظر اليها‬
‫باحتقار فج وتقول وهي تحدث نفسها (يبدو ان المنزل‬
‫قد تحول لمكان اليواء المشردين )‪...............‬هي‬
‫حتى لم تحاول الرد عليها ولم تخبر احدا لكنها تجنبتها‬
‫بعدها ‪...........‬سمعت صوت في الحجرة المجاورة‬
‫يبدو ان معتز قد عاد انه عندما يعود يدخل احيانا‬
‫لالطمئنان عليها ثم يسألها عن احوالها ليعود بعدها‬
‫الى حجرته ‪............‬وجدته يطرق بابها ثم يدخل‬
‫عندما اخبرته ان يدخل مد اليها شيئا موجود داخل‬
‫شنطة فتحتها لتجد علبة ايس كريم كبيرة بنكهة‬
‫المانجو والفانيليا ‪............‬عادت الى رأسها ذكرى‬
‫ذهابهم الى المالهي فابتسمت ليبادلها هو االبتسامة‬
‫ويقول (لم انس نوعك المفضل )‪............‬قالت‬
‫بسرور (شكرا لك )‪............‬لتبدأ في االكل ليقول لها‬
‫(الن تعطيني بعضها ؟)‪...............‬قالت بتذمر (انت‬
‫احضرتها لي وليس لك )‪..............‬قال مدعيا الحنق‬
‫(بخيلة ولن احضر لك مرة اخرى )‪............‬قالت (خذ‬
‫ما تريد )‪...........‬اكل قليال ثم اعادها اليها وقال (ما‬
‫رأيك بان نخرج لتناول العشاء )‪...............‬قالت‬
‫(ليس اليوم ولكن انا اريد شيئا اخر )‪..............‬قال‬
‫مبتسما (انت تأمريني فقط )‪............‬قالت بخفوت‬
‫(انا اريد السباحة )‪.............‬قال (ولم لم تفعلي ؟‬
‫يوجد حوض سباحة داخلي )‪............‬قالت باعتراض‬
‫(انه صغير اريد الكبير )‪............‬شد شعرها بخفة‬
‫وقال (صغيرتي االسكندرانية ال يقنعها الحوض‬
‫الصغير بالتأكيد )‪(............‬ارتدي مالبس مناسبة‬
‫وهيا لننزل )‪..............‬قالت بتقكير (ولكني لم احضر‬
‫مايوه )‪...............‬قال وهو يشد شعرها بقوة هذه‬
‫المرة (غير مسموح باي مايوهات ارتدي بنطلون‬
‫وبلوزة غير شفافة )‪.............‬قالت (ماذا ولكن هذا‬
‫لن يجعلني اسبح جيدا )‪.............‬قال لها (هذا هو‬
‫الموجود قرري )‪...........‬قالت باضطرار (امري هلل‬
‫)‪..............‬دقائق ونزال لالسفل ليتحوال الى طفلين‬
‫صغيرين وكل منهما يرمي االخر بالمياه ‪...........‬نظر‬
‫اليها باعجاب انها ورغم المالبس التي ترتديها كانت‬
‫تسبح مثل االسماك ‪..............‬منذ انتقال هنا وهو ينام‬
‫في الحجرة االخرى النه كان في البداية يشعر‬
‫باالضطراب واحتراما لمشاعرها تجاه والدها المتوفى‬
‫‪...........‬ثم بعد ذلك رأى ان هذا افضل لها لتستطيع‬
‫التركيز في دراستها ‪...........‬كما ان حديثه مع اخوته‬
‫نبهه الى امكانية ان تحمل وهما لم يأخذا اية‬
‫احتياطات وهو ال يريد تحميلها عبأ اخر في هذا الوقت‬
‫‪.....‬وايضا ال يريد ان يجعلها تأخذ مانعا قد يؤثر عليها‬
‫‪..............‬اخيرا قررت انها قد اكتفت لتلف نفسها‬
‫بالفوطة فيما يصعد هو االخر مخبرا ايها انه سيسبقها‬
‫‪.........‬ليحدثا صوت صاخب جعل نهال والتي كانت‬
‫تنزل السلم تنظر اليهما باحتقار ليقول لها باشمئزاز‬
‫(ال تستمري في دور الساحرة الشريرة كثيرا فهي‬
‫عادة تنتهي باالنتحار او الجنون )‪................‬دخال‬
‫الى جناحهما ليقول لها (اراهنك اني سانتهي اوال‬
‫)‪...........‬لم تمض خمس دقائق حتى كانت تخرج‬
‫ليقول لها بانتصار ( ربحت )‪...........‬قالت بامتعاض‬
‫(ان شعرك يغسل بسرعة وقف خلفها ليمسك الفرشاة‬
‫ويسرحه لها وهو يقول (هل هذا هو سبب تأخرك انه‬
‫يستحق ‪.......‬هل تذكرين تلك المرة التي سرحته لك‬
‫فيها ؟)‪.............‬قالت مبتسمة (اجل كنت تعذبه‬
‫)‪.............‬ابتسم مديرا لها جهته وهو يقول (التجربة‬
‫االولى ال بد ان يكون بها كثيرا من‬
‫االخطاء)‪..............‬نظرت الى عينيه وقالت (كان ذلك‬
‫في شقتك تلك ‪...‬ال اعلم لما كنت تقيم فيها ؟)‪......‬قال‬
‫مبتسما (كنت داللة على الهروب من الواقع‬
‫)‪..............‬قالت بسخرية (معتز السعيد الفتى الثري‬
‫الهارب )‪...............‬اكمل بعدها ( ولذا عاد الى واقعه‬
‫جالبا معه قطة خضراء العينين شقراء الشعر شديدة‬
‫الجمال )‪ ............‬قالها بينما يقبلها لتنتهي القبلة‬
‫فوق سريرها ‪..........‬ليقوم بعدها وهو يقبل جبينها‬
‫قائال (يكفي هذا االن يا قطتي يجب اال يعطلك شيئا‬
‫)‪...............‬نظرت في اثره بابتسامة حالمة لتشعر‬
‫ان كل واقعها انقلب بعد ساعة قضتها معه لقد ذهبا‬
‫خالل يومي االجازة الى مكانه المفضل حيث مزرعته‬
‫وخيوله الحبيبة فكر اثناءوجوده هناك انه مادام ليس‬
‫هناك مجال ان يأخذ الفرسة من جده فان عليه ان‬
‫يرسل رماح الى اسطبل جده فهو يشعر ان ناتج‬
‫زواجهما سيكون مذهال وليس عليه ان يوقف ذلك‬
‫الزواج ‪.......‬وربما عندها يحصل على احد ابنائهما‬
‫كان يراجع بعض التقارير عندما وصل الى مراجعة‬
‫التقرير االمني جزءا منه كان متعلق بالحراسة‬
‫الخاصة بمحمد راجع بملل اسماء الزوار علم ان‬
‫سارة تذهب الى هناك ليذاكر لها هو حتى لم يخبرها‬
‫بانه علم واراد ان يعطيها الفرصة للتوصل الى قرار‬
‫يرضيها وكذلك معتز دائم التردد ووالده وشقيقه انتبه‬
‫الى اسم مختلف انها هنا على ارضه وفي بلده وقد‬
‫زارت شقيقها منذ صباح االمس وهو ال يعلم تبا قام‬
‫من فوق مقعده ليمسك بسترته يرتديها ويقول لنشوى‬
‫الجالسة في الخارج (قومي بالغاء كل مواعيد اليوم )‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪.......‬الفصل التاسع والثالثون ‪.....................‬انها‬


‫هنا على ارضه وفي بلده وقد زارت شقيقها منذ‬
‫صباح االمس وهو ال يعلم تبا ‪.........‬قام من فوق‬
‫مقعده ليمسك بسترته يرتديها ويقول لنشوى الجالسة‬
‫في الخارج (قومي بالغاء كل مواعيد اليوم‬
‫)‪..............‬كان متجها الى سيارته وهو يتكلم في‬
‫الهاتف قائال (اريد ان اعلم من الموجود في الفيال في‬
‫هذه اللحظة بالتحديد )‪.............‬اغلق الخط مباشرة‬
‫ليبدأ في القيادة بينما عقله يحلل االمور لماذا اتت االن‬
‫بعد مرور كل هذه االيام على اصابة اخاها ؟ هل كانت‬
‫مشغولة في الدراسة وانتظرت عطلة نهاية االسبوع ؟‬
‫ربما ‪..........‬اجرى اتصاال اخرا ليقول (اريد ان اعلم‬
‫ما فعله عماد والدكتور عبد الرحمن خالل االيام‬
‫السابقة )‪..............‬مرت نصف ساعة كان وقتها قد‬
‫عاد الى منزله ليجد اتصاال يأتيه مخبرا له ان باالمس‬
‫تم عقد زواج عماد ‪...........‬انعقد جبينه مع سماعه‬
‫للعبارة واحساس بالغضب يتصاعد داخله ‪...........‬هو‬
‫ليس معتادا على ان يتم تجاهله ومن حيث اتى وتربى‬
‫فان زوج االبنة ال يغيب عن مثل هذه المناسبة‬
‫‪.............‬هو ال يدعي انه تفاجئ بل على االرجح هذا‬
‫هو التصرف الوحيد المحتمل ‪..........‬فهو يعلم ان‬
‫الدكتور عبد الرحمن يريد ان يبعده عن طريق ابنته‬
‫تماما ‪.............‬كما ان كونه متزوج منها هو امر‬
‫غير معلن من االساس ‪...........‬وهو يعلم ان نظرة‬
‫الرجل اليه ليست جيدة هو يستطيع جيدا قراءة الكلمة‬
‫التي تفسرها نظرة الرجل اليه واقل ما يمكن قوله انه‬
‫همجي ‪..............‬ابتسم بسخرية قائال لنفسه (ومن‬
‫اكون حتى اخالف توقعاتك يا عمي العزيز فلتقابل‬
‫الهمجي الذي تريده)‪..............‬كان في طريق‬
‫الخروج ليصله االتصال االخر ويقول له الطرف الثاني‬
‫(الموجودون هم الدكتور عبد الرحمن وزوجته وطفلة‬
‫صغيرة )‪...............‬اذا فهي غير موجودة بالمنزل‬
‫ولكن هذا لن يؤخر زيارته فعلى كل حال ليست هي‬
‫المقصودة تماما ‪..........‬صعد الى غرفته مغيرا الحلة‬
‫الرسمية التي يرتديها الى بنطال من الجينز يعلوه‬
‫سويت شيرت اسود اللون اسفله تشيرت ضيق بنفس‬
‫اللون ‪..............‬اجرى اتصاال هاتفيا اخر ختمه بقوله‬
‫(خالل اقل من ساعة اريد ان تكون هذه االشياء‬
‫موجودة في العنوان الذي اعطيته لك‬
‫)‪...............‬نزل ثانية مارا من امام حوض السباحة‬
‫ليجد الفتاة الجالسة امامه وفي يدها كتاب تنظر اليه‬
‫بدهشة ‪............‬ابتسم وهو يجلس على الكرسي‬
‫المجاور لها فال بأس من اضاعة بعض الدقائق‬
‫‪..........‬قالت وعيناها تلمعان بشقاوة ( لم اعرفك‬
‫)‪..........‬رد مبتسما (ما رأيك ؟)‪..............‬قالت‬
‫مدعية التفكير (يمكنك ان تمثل في السينما‬
‫)‪.............‬ضحك بصوت عال ليقول بعدها (وما‬
‫الدور الذي تقترحيه ؟)‪...............‬قالت بجدية‬
‫(يناسبك دور البطل الذي يقاتل لينقذ البطلة‬
‫)‪................‬قال مدعيا الصدمة (وانا الذي ظننت‬
‫انني بهذه المالبس اقوم بدور الشرير )‪................‬‬
‫قالت بلهجة حالمة (هذا يعجبني اكثر الشرير الوسيم‬
‫)‪...........‬ضحك ثانية ليقول لها (ساخبر معتز بما‬
‫قلته )‪...............‬احمرت وجنتاها لتقول له بتذمر‬
‫(وانا من اردت ان ارفع معنوياتك )‪..............‬هذه‬
‫الفتاة مشكلة بالتأكيد واكيد تناسب معتز االحمق قال‬
‫بصدمة (اذا كان االمر ادعاء وانا من ظننت اني‬
‫سابهر الفتاة التي ساراها )‪.............‬عادت الى‬
‫الفضول ثانية لتقول وعيناها تتسعان (من هذه الفتاة‬
‫؟)‪...........‬قال وهو يقوم (اهتمي بمذاكرتك فقط يا‬
‫صغيرة وليس لك شأن بأمور‬
‫الكبار)‪...............‬نظرت خلفه بحنق وهي تقول‬
‫(صغيرة !!!!!!!!!!حتى مدبرة المنزل تشعر انها‬
‫تعاملها على هذا االساس اال يفهم هؤالء انها متزوجة‬
‫‪................‬دخل الى الفيال ليقول لمدبرة المنزل بثقة‬
‫(اخبري الدكتور ان يوسف سليمان بانتظاره‬
‫)‪...............‬ليتجه بعدها الى الداخل مباشرة ويجلس‬
‫واضعا ساقا فوق ساق ‪.............‬نظرت المرأه اليه‬
‫في دهشة لتتجه بعدها لتنفيذ اوامره ‪............‬صعدت‬
‫الى الدور العلوي لتجد الدكتور وزوجته سويا اخبرته‬
‫الرسالة لتجده ينهض في غضب وهو يقول (الن‬
‫ينتهي هذا الهراء ؟)‪..............‬قال للمرأة التي‬
‫تفاجأت بغضبه غير المعتاد (اين انجي واالطفال‬
‫؟)‪..............‬اجابته قائلة (خرجت هي وسيف وسلمى‬
‫تلعب في حجرتها )‪.............‬قال لها (ال تدعيها تنزل‬
‫)‪..............‬اتصل بعدها ليقول مباشرة (انجي اين‬
‫انت االن ؟)‪..............‬قالت متعجبة من لهجته (نحن‬
‫في القلعة )‪.............‬قال (متى ستعودون‬
‫؟)‪............‬اجابت (ليس قبل بضع ساعات‬
‫)‪............‬ليغلق الخط مباشرة دون كلمة اضافيه‬
‫‪.........‬قالت زوجته ( من يكون يوسف هذا ؟هل هو‬
‫زوج انجي ؟)‪..............‬قال بضيق (اجل انا من‬
‫االساس لم اكن اريدها ان تأتي هي واالطفال‬
‫)‪...............‬قالت زوجته (سانزل معك )‪...........‬نظر‬
‫الى شعرها المكشوف وهو يقول (هل ستنزلين هكذا‬
‫؟)‪...............‬قالت بال مباالة (لقد قرأت ان هذا يجوز‬
‫فهو زوج ابنتي )‪............‬قال باصرار (يجوز ولكن‬
‫انا ال اريد ان اشعره انه مرحب به او ان وجوده‬
‫طبيعي )‪...........‬امسكت حاجبا وارتدته لتنزل خلف‬
‫زوجها الذي جلس مباشرة دون ان يسلم على الرجل‬
‫الموجود ‪..........‬نظرت نحوه بدهشة طريقة جلوسه‬
‫ونظرة الثقة المختلطة بالسخرية التي تشع منه‬
‫وزوجها يقول انه ال يريد ان يشعره انه موضع‬
‫ترحيب وكأنه يحتاج انها تشعر انهم هم الضيوف‬
‫‪..........‬كما انها ال تستطيع اال ان تالحظ تلك الجاذبية‬
‫التي تشع من مجاله وكأنه مغناطيس قوي واي انثى‬
‫في اي عمر ال تملك اال ان تنجذب ناحيته ‪..........‬هذا‬
‫وهي منذ دقائق كانت تقول انه زوج‬
‫ابنتها!!!!!!!!!!!! عندما اقتربت من المكان وجدته‬
‫يقف ليقول لها وهو يقترب منها ( دكتورة سوزان ال‬
‫تدركين مدى سعادتي برؤيتك اخيرا)‪.............‬لتجده‬
‫ولصدمتها يضع ذراعه حولها ويقبلها بعدها على كل‬
‫خد قبلة !!!!!!!!!!!بينما يفيقها من ذهولها صوت‬
‫زوجها الحاد وهو يقول (يوسف )‪............‬وجد حماه‬
‫ينزل ولكن ليس وحيد خلفه كان هناك امرأة استطاع‬
‫التخمين انها ام ملك لها العينان الزرقاوان نفسهما‬
‫والى هنا ينتهي الشبه ورغم انها كانت محجبة اال انه‬
‫علم انها شقراء وتتمتع بجسم رشيق ومؤكد تحتفظ‬
‫بقدر كبير من الجمال ‪..........‬حماه تجاهل حتى ان‬
‫يسلم عليه لذا وتماشيا مع الدور الذي يقوم به اراد‬
‫ردها !!!!!!!!!!وان كان الدكتور ينفي زواجه من‬
‫ابنته بحجبها عنه فليتعامل في حدود الموجود‬
‫‪..........‬عندما قبلها سمع هتاف حماه المعترض‬
‫ليضحك بعدها ويقول بخبث (عمي انت تعلم ان امي‬
‫متوفية منذ مدة طويلة ولذا لم استطع منع نفسي‬
‫عندما رأيت امي بالقانون من ان اعانقها‬
‫)‪...............‬هل يشير الى احتضانه لسارة منذ ايام‬
‫في المستشفى ولكن هو والد زوجها وهي ايضا ام‬
‫زوجته !!!!!!!!!تجاوز الموضوع ليقول بعدها (ارجو‬
‫ان تعلمني سبب الزيارة ؟)‪..............‬استرخى في‬
‫جلسته ليقول بعدها (وهل يحتاج االنسان لسبب ليزور‬
‫اصهاره ؟!!!!!!!!!!!!)‪.............‬وجده ينظر الى‬
‫جهة زوجته ويقول لها (لقد كنت اتسائل عن سر‬
‫جمال ملك ويبدو انني اكتشفت اليوم ان االصل اكثر‬
‫جماال )‪.............‬وجد زوجته تحمر خجال وكأنها‬
‫عادت فتاة صغيرة هو من البداية يعرف انه ليس‬
‫سهال والدليل نجاحه كرجل اعمال ولكن ما اللعبة التي‬
‫يلعبها ؟‬

‫**قبل ان يستطيع استيعاب ما يحدث وجد سلمى‬


‫تدخل حاملة دميتها وهي ترتدي بيجامة حمراء وفي‬
‫قدميها خف منزلي وشعرها مقسوم على صورة ذيلي‬
‫حصان بينما مدبرة المنزل تحاول اللحاق بها‬
‫‪..........‬لتندفع نحوه وتقول شاكية (بابا لقد خرجت‬
‫جيجي واالحمق وتركاني نائمة )‪............‬اشار‬
‫لمدبرة المنزل لتغادر وهو يدعو هللا ان يمر الموقف‬
‫على خير رد عليها قائال( حبيبتي انت عدت باالمس‬
‫متعبة وقلت انك لن تخرجي معهما ثانية‬
‫)‪............‬قالت باعتراض (ولكن انا االن غير متعبة‬
‫واريد ان اخرج )‪...........‬قال لها بهدوء (اذهبي‬
‫لتلعبي االن وعندما يغادر الضيف سوف اخرجك انا‬
‫)‪..........‬نظرت الى زوجته وقالت (هل ستخرج ماما‬
‫معنا ؟)‪..........‬ليقول لها محاوال انهاء الحوار‬
‫(بالتأكيد يا صغيرة )‪..............‬تفاجئ بدخول الطفلة‬
‫الصغيرة التي اندفعت جهة حماه وتشتكي من جيجي‬
‫وشقيقها يبدو انها تلك الفتاة الباكية التي حدثته على‬
‫الهاتف ‪............‬حتى ملك كانت قد اخبرته ان لديها‬
‫اخوة صغار ‪..........‬تابع الحوار الدائر باهتمام لينظر‬
‫الى الطفلة التي ستغادر المكان انها رائعة ولها نفس‬
‫العينان الزرقوتان ‪...........‬نظر اليها مبتسما عندما‬
‫وجدها تنظر نحوه باهتمام ليجدها تندفع نحوه هاتفه‬
‫(جو )‪.............‬من جو هذا ؟ ليجدها تكمل بفرح (لقد‬
‫ارتني جيجي صورتك وقالت انك صديقها هل اتيت‬
‫لتخطبها ؟)‪...............‬كان الشخصان االخران‬
‫ينظران الى الموقف في ذهول ليفكر الدكتور فيما‬
‫تحاول ان تفعله ابنته ؟‪...........‬لم تعطه فرصة ليرد‬
‫لتقول بعدها (لقد احببتك منذ رأيت صورتك واخبرتها‬
‫انك رائع ولكن االحمق قال انك ال تعجبه‬
‫)‪............‬قال مستفهما (من االحمق ؟)‪............‬قالت‬
‫بامتعاض (انه اخي ولكني اعاقبه منذ االمس باطالق‬
‫لقب االحمق عليه )‪................‬انه بالتأكيد الولد الذي‬
‫كلمه ‪..........‬قال مجاريا لها ( ولكن ليس من الالئق‬
‫ان تطلقي على اخاك الكبير لقب االحمق‬
‫)‪..............‬قالت وهي تمط شفتاها الحمراوان بغضب‬
‫(انه ليس كبير هو اكبر مني بخمس دقائق فقط كان‬
‫من الممكن ان يخرجني الطبيب اوال ولكن انه حظي‬
‫السئ )‪.............‬قال ضاحكا (وما اسم حلوتي سيئة‬
‫الحظ ؟)‪.................‬دخل عماد قبل ان تجييب‬
‫ليتفاجئ بالصورة التي امامه والداه جالسان وايضا‬
‫يوسف والذي تقف سلمى جواره تبادله الحديث‬
‫!!!!!!!!!ما الذي حدث بالتحديد هل علم زوج شقيقته‬
‫عن الطفالن ؟‪...........‬دخل ليسلم عليه لينهض االخر‬
‫مصافحا له وهو يقول (مبارك عقد الزواج ‪...........‬ثم‬
‫نظر جهة حماه ليقول بعدها ورغم انه لم يتم دعوتي‬
‫اال اني اعرف االصول وكان علي ان اتي للتهنئة‬
‫)‪................‬ابتسم باحراج محاوال ايجاد الرد‬
‫المناسب ليفاجأه صوت ضجة بالخارج تحديدا في‬
‫الحديقة جعلت صوت والده يرتفع ليقول (ما الذي‬
‫يحدث ؟)‪.............‬ليخرج ويتبعه بعد ذلك بينما‬
‫ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه يوسف والذي‬
‫وقف ايضا لتقول له سلمى (ما هذه االصوات‬
‫؟)‪...........‬قال لها ( تعالي الريكي )‪................‬اتجه‬
‫بها الى النافذه ليحملها بعدها حتى تستطيع الرؤية‬
‫فتتسع عيناها دهشة وهي تقول (ما هذا انها بقرة‬
‫ضخمة )‪...............‬قال لها ضاحكا (انه عجل‬
‫)‪.....................‬كان هناك سيارة اخرى ممتلئة‬
‫باالقفاص واجولة االرز لينزل احد العمال من فوقها‬
‫ويقوم الموجود باالعلى بمناولته االشياء فيقوم‬
‫بوضعها امام باب الفيال بينما يقول الدكتور عبد‬
‫الرحمن معترضا (ما الذي تفعلونه؟)‪............‬فيقول‬
‫له الرجل دون اهتمام باعتراضه (ان االوامر ان‬
‫نحضر هذه االشياء الى هنا )‪................‬ليقوم بعدها‬
‫الرجالن بمحاولة انزال العجل الضخم ويقوم احدهم‬
‫بربطه في احد االشجار الموجودة بينما يصرخ بهم‬
‫الرجل (اخرجوا هذا المخلوق من هنا )‪.............‬لم‬
‫يهتم احدا منهم بكالمه بل انصرفوا مباشرة بعد انزال‬
‫االشياء !!!!!!!!!!!!نظر عماد ناحية يوسف الذي‬
‫يبدو مستمتعا بما حدث ليقول له (اال تعلم من الذي‬
‫ارسل هذه ‪.........‬الهدية ؟)‪.....................‬ضحك‬
‫رادا عليه دون انكار (هل تظن انه كان من الالئق ان‬
‫ابارك لصهري على زواجه بباقة من االزهار مثال‬
‫‪.............‬كما يقال عندنا في البلد كل شخص يهدي‬
‫مقامه !!!!!!!!!) ‪............‬كان حماه هو من رد‬
‫ليقول بغضب (ال اظن انني تفاجأت‬
‫!!!!!!!!!!)‪............‬قال بمرح (يسعدني انني لم‬
‫اخيب توقعاتك يا عمي )‪..............‬سار الرجل في‬
‫حنق مفكرا وما عمي هذه الذي يبدو وانه لن يتوقف‬
‫عن قولها هذا الذي يهدي بالحيوانات !!!!!!!!!!!قال‬
‫عماد بصورة عملية (انا ال انكر انها هدية عظيمة‬
‫ولكن ماذا علينا ان نفعل بكل هذه االشياء ونحن‬
‫سنسافر في الصباح )‪...............‬قال له (مبدئيا‬
‫سنذبح العجل وبعدها وزعها على اقاربكم وبعض‬
‫الفقراء )‪.................‬قال له (جيد )‪.............‬قال‬
‫وهو يرفع الهاتف (ساحضر جزارا ليقوم بالعمل‬
‫)‪.................‬كانت الطفلة الواقفة جواره تنظر‬
‫بانبهار الى الكائن الضخم الموجود لتقول له وهي‬
‫تمسك يده (اريد ان اركبه )‪..............‬نظر اليها‬
‫ضاحكا ليجلس فوق العشب ويجلسها على رجله‬
‫ويقول (انه ليس حصان يا صغيرة هذا ال يمكن ركوبه‬
‫‪..........‬ان كنت تحبين ركوب الخيل ساخذك الى‬
‫المزرعة عندي )‪.............‬ابتسمت ابتسامة ساحرة‬
‫لتقول له برقة (سوف اتي ‪........‬ثم تكمل قائلة هل‬
‫تحبني انا اكثر ام جيجي ؟)‪...........‬قال مدعيا التفكير‬
‫(انه سؤال صعب ولكن في هذه اللحظة احبك اكثر‬
‫)‪...........‬ابتسمت بسعادة لتسأله بعدها (من االجمل‬
‫انا ام هي ؟)‪................‬قال ببطء (ما يمكنني قوله‬
‫بكل صراحة انه من الجيد ان والديكما قد توقفا عن‬
‫االنجاب من اجل راحة الجنس البشري‬
‫)‪...............‬قالت (ما معنى هذا ؟)‪..............‬قال‬
‫وهو يقرص خدها (انت ال تستسلمين‪...............‬انت‬
‫االجمل )‪................‬قالت بفرح (اذا انا اجمل فتاة في‬
‫العالم )‪...............‬لتحيط ذراعيها بعنقه لتحتضنه‬
‫وبعدها تقبله ‪..........‬وضع يده على ظهرها مقربا لها‬
‫الى صدره مستجيبا لشئ ملح داخله دعاه الى ان يفعل‬
‫‪.........‬انعكس ذلك داخله على الفور الى راحة لقلبه‬
‫كتلك التي يشعر بها عندما يحتضن مالكه يشعر ان‬
‫الشئ الذي فقده قد استعاده ثانية وانه اخيرا قد وصل‬
‫الى هدفه !!!!!!!!!!!قال لها بهدوء متأمل (يبدو انني‬
‫ساخذك انت ايضا مع ملك )‪............‬قالت باستنكار‬
‫(من ملك؟)‪.............‬رد قائال (اقصد جيجي‬
‫)‪.............‬جاء الجزار ومعه اثنان من المساعدين‬
‫فاقترب يكلمه ليجد حماه قد عاد ومعه حماته ليقول له‬
‫( ما الذي تنوي فعله ؟ انت ستستعيد هذه االشياء‬
‫)‪...............‬قال له باستنكار (هل تريد ان يتبرئ من‬
‫جدي ان علم انني ساستعيد هديتي‬
‫!!!!!!!!!!)‪.................‬خلع السويت شيرت الذي‬
‫يرتديه ثم اعطاه لسلمى وقال (امسكي به لي‬
‫)‪..............‬ليقترب بعدها من الجزار ويأخذ منه‬
‫الحبل الذي سيقيد به العجل ليقترب من هو ويقيده‬
‫بهدوء ثم يلقي به على جانبه الى الجهة الصحيحة ثم‬
‫يمسك السكين ويقوم بدبحه ويبتعد بعدها‬
‫‪..................‬عماد يبدو ان المشهد قد اعجبه فقد‬
‫اخرج هاتفه وبدأ بالتصوير بينما حماه وحماته كانا‬
‫ينظران اليه باستنكار وسلمى تنظر بانبهار‬
‫‪............‬عاد اليها بعد ان غسل يديه جيدا ليقول لها‬
‫(فتاة جيدة لم تتركي مالبسي على االرض‬
‫)‪.............‬قالت بدلع (ان رائحتها جميلة لذا ظللت‬
‫اشمها طول الوقت )‪...............‬قال باهتمام (انت‬
‫شجاعة لقد توقعت انك ستخافين )‪.............‬قالت‬
‫(كنت اخاف في البداية ولكن االحمق كان يظل يعاندني‬
‫بهذا لذا توقفت عن الخوف )‪ ..................‬اقترب‬
‫عماد ليجلس جانبهما على العشب انه ومنذ رأى‬
‫المنظر من اللحظة االولى وهو يشعر بالم في قلبه من‬
‫التصاق الصغيرة بوالدها بهذه الصورة ‪............‬حتى‬
‫يوسف نفسه يبدو انه احبها ‪.............‬نظر اليه‬
‫مستعيدا ما حدث قبل وقت قليل ال يدري ما الذي حدث‬
‫له ليقوم بكل هذا من االساس ؟!!!!!!!!!!!قال مبتسما‬
‫(يبدو ان لديك مهارات متعددة )‪...............‬رد ضاحكا‬
‫( ان والدك لم ترق له صورتي المتحضرة منذ البداية‬
‫لذا قلت ربما التغيير يفيد )‪...............‬قال (من صدم‬
‫اكثر هي امي ومعتقداتها في الرفق بالحيوان‬
‫)‪.............‬قال (ال تقل انها نباتية )‪..............‬رد (ال‬
‫بالتأكيد ولكن لو حدث هذا في انجلترا بالتأكيد كانت‬
‫ستبلغ عنك )‪..............‬قال يوسف (انا اظن ان والدك‬
‫هو من يتمنى ان يجد تهمة تلقي بي الى جوانتنامو‬
‫نفسه )‪...............‬قال له (لقد اوصيت الجزار ان‬
‫ينهي كل شئ وان يقوم من معه بتنظيف المكان‬
‫وسينفذون ما تطلبوه منهم )‪...............‬اردف بعدها‬
‫(سارحل االن )‪.................‬وجد عماد يقول له‬
‫(تناول الغداء معنا )‪................‬ابتسم له قائال (مرة‬
‫اخرى باذن هللا )‪............‬وقفت سلمى ودميتها ال‬
‫تزال في يدها لتقول له (سترحل قبل ان تعود جيجي‬
‫)‪................‬قال ناظرا لعماد بابتسامة ساخرة (يبدو‬
‫انها لن تأتي طالما انا هنا )‪...............‬لديه حق في‬
‫تفكيره هو ايضا يظن ان والده طلب من انجي اال تأتي‬
‫االن !!!!!!!!قال يكلم الطفلة وهو يربت على شعرها‬
‫(تكفيني رؤيتك يا صغيرة )‪.................‬لقد قبل كل‬
‫اناث العائلة اليوم ما عدا واحدة ولكنه سيفعل بكل‬
‫تأكيد خرج ليستقل سيارته وهو يقول للشخص الذي‬
‫يحدثه (استمر بمراقبة الفيال واخبرني بمن يدخل ومن‬
‫يخرج )‬

‫نظر حوله بضيق انه منذ عدة ايام محتجز في هذا‬


‫المستشفى الحكومي البائس من اليوم الذي فشلت فيه‬
‫خطته وتمكنت فرح من الهرب لياتي ذلك الشخص‬
‫الذي ال يعرفه ويضربه مسببا له كدمات وكسور‬
‫احدها كسر مضاعف في الساق ولوال حضور الغبية‬
‫هند والتي اتت لتشمت في فرح ربما لم يكن سيجده‬
‫احد خاصة بعد ان دمروا هاتفه ليصمم بعدها على‬
‫الثأر الذي اصبح لسببين ال لسبب واحد االول لتركها‬
‫له والثاني لما فعلوه به ليظل حبيسا دون حركة ربما‬
‫لشهور لحسن حظه ان هند احتفظت بحقيبة فرح لقد‬
‫ظل خالل االيام الماضية يفكر في االستغالل االمثل لما‬
‫اوقعه الحظ بيديه ليتوصل الى تلك الفكرة العبقرية‬
‫والتي يتم االن تنفيذ اولى خطواتها ويبقى بعدها‬
‫التخطيط الجيد من جانبه قبل ان يكمل الجزء االخير‬
‫من الخطة ليلقي بها زوجها بابعد مكان دون عودة‬
‫مضى بعض الوقت والذي كاد خالله ان يقوم بمشكله‬
‫مع مجموعه من االشخاص جاءوا لزيارة المريض‬
‫المجاور له ومعهم صواني االطعمة وكأنهم في رحلة‬
‫الى حديقة الحيوان لطالما كره الحياة التي يعيشها هو‬
‫لم يكن محتاجا جدا ولكن ايضا لم يستطع العيش‬
‫براحة خاصة بعد خروج والده الى المعاش حيث‬
‫اشترى له بمكافأة نهاية الخدمة تلك الشقة البعيدة‬
‫والتي يحسده معارفه عليها ذلك انهم لم يروا شيئا من‬
‫الدنيا وال يعلمون كيف يعيش باقي البشر دخلت بذلك‬
‫المظهر الذي شرح لها جيدا كيف تتوصل اليها‬
‫واوصاها ان تذهب للكوافيرلتجعل شعرها على نفس‬
‫هيئة شعر فرح ثم مع بعض ادوات التجميل كانت‬
‫الهيئة من بعيد تشبهها لحسن الحظ فان بطاقات الرقم‬
‫القومي ال تظهر فيها الصور واضحة تماما ومن‬
‫ناحية اخرى هو يعلم ان الموظفين ال يدققون كثيرا‬
‫خاصة اذا تم دفع اكرامية لهم دخلت هند مبتسمة‬
‫وكأنها ربحت الجائزة الكبرى لتقول له اول ما‬
‫اصبحت جواره (تم االمر كما خططت تماما ) لقد‬
‫استعان بابن خالته المحامي في اتمام الخطة هو لم‬
‫يخبره الحقيقة بل طلب منه ان يصبح محاميا لزميلته‬
‫المسكينة ولذا فان الخطوة االولى كانت ان تقوم بعمل‬
‫توكيل له حتى يتمكن من رفع القضية التي تريدها تلك‬
‫البائسة التي لم تعد تستطيع ان تتحمل المزيد‬
‫وعائلتها تضغط عليها ولذا فهي ال تريد الظهور في‬
‫الصورة كثيرا اكملت بعدها (ال بد ان تستعيد فرح‬
‫المسكينة حقوقها الضائعة ولكن متى ستجعله يرفع‬
‫القضية ؟) قال وعيناه تبرقان حقدا (ليس االن‬
‫هنودتي علينا ان نجهز الطبخة جيدا حتى يبدو االمر‬
‫منطقيا ) اضاف لنفسه (سنرى ما الذي سيفعله ابن‬
‫االكابر الذي فضلتيه علي عندما يواجه اختبارا حقيقيا‬
‫)‬

‫دخلت لتسلم على مها وهي تشعر باالحراج فهذه هي‬


‫المرة الثانية التي يقوم المدير باستدعائها هذا اليوم‬
‫‪............‬دخلت مباشرة فرأته جلسا خلف المكتب‬
‫واضعا يديه خلف رأسه ومستندا الى الخلف ليقول لها‬
‫في كسل (اغلقي الباب خلفك )‪...............‬نفذت ما‬
‫طلبه لتدخل بعدها يبدو عليها التذمر وتقول (حازم هذا‬
‫كثير يبدو محرجا ان تقوم باستدعائي دون سبب‬
‫)‪..............‬قال بخبث وهو يعتدل في جلسته (ومن‬
‫قال انه ليس هناك سبب يوجد سبب بالتأكيد‬
‫)‪.............‬قالت بهدوء (وما هو ؟)‪.............‬قال‬
‫وهو يقوم من فوق الكرسي ليقترب منها بخفة‬
‫(اشتقت اليك )‪..............‬قامت لتتراجع الى الخلف‬
‫وتقول محذرة (حازم ‪.............).........‬لم تستطع‬
‫االبتعاد اكثر الن الحائط كان خلفها وهو يحاصرها من‬
‫االمام ‪...........‬ليضع احدى يديه على الحائط ويرفع‬
‫باالخرى وجهها ويقول (هل من العيب ان يشتاق‬
‫الرجل لزوجته ؟)‪ ...............‬قالت بارتباك زاد بسبب‬
‫قربه (ال يصح هذا في مكان العمل )‪..............‬قال‬
‫بتذمر ( انت منذ تلك الليلة تتهربين في المنزل ايضا‬
‫‪...‬وحتى لم تكفي عن التذمر وقتها وكأننا مراهقان‬
‫اختبآ من العائلة ليقوما بتصرف غير مسموح به‬
‫)‪...........‬اجابت (انا حتى االن ال استطيع ان ارفع‬
‫عيناي في عين والدك )‪..............‬قال بهدوء وهو‬
‫يسحبها ليجلسا على االريكة الموجودة في طرف‬
‫المكتب (هومي انت ال تريدين العودة الى الشقة كما‬
‫انك اعترضت على ان اقوم بشراء فيال لنا‬
‫‪..........‬وسيأخذ تشطيب الدور الخاص بي وقتا‬
‫وبعدها التجهيز انت ال تتوقعين ان يظل الوضع هكذا‬
‫)‪............‬قالت بارتباك ( ولكن‬
‫‪............)..........‬قاطعها قائال (ساتصل بامي‬
‫واخبرها اننا سنتأخر في العمل واالن هيا معي‬
‫)‪................‬عندما نزال كان الموظفين لقد بدأوا في‬
‫الخروج لتشعر باالرتباك وهو يضع ذراعه حولها‬
‫بينما يقوم بالكالم مع البعض ‪..........‬كانت اماني في‬
‫طريقها الى الخروج عندما وجدته يوقفها قائال (اماني‬
‫انتظري اريد ان اكلمك )‪..............‬انها ومنذ ذلك‬
‫اليوم الذي انفجرت فيها متهمة اياها بخداعها وهي‬
‫تقريبا ال تكلمها ومن جانبها فقد اثرت الصمت لبعض‬
‫الوقت لتتمكن االخرى من اخذ الوقت الذي تحتاجه‬
‫‪............‬هي في هذه المرحلة لم تكن تعاني من نقص‬
‫في الصداقات او المعارف !!!!!!!!!!!!!!!بل يبدو ان‬
‫شخصيتها الحقيقية قد استهوت الكثيرات بل‬
‫والكثيرون فبدأوا بالتقرب منها‪..............‬ولكن على‬
‫كل حال هي لم تكن تصنفها كصدقات حقيقية‬
‫‪...........‬بل في االغلب نفعية ‪..............‬اقتربت‬
‫منهما ليقول حازم لها (كيف حالك ؟)‪..........‬اجابت‬
‫هامسة (بخير والحمد هلل )‪............‬قال بهدوء (لماذا‬
‫لم ار عملك منذ فترة ؟هل ال زلت غاضبة منذ تلك‬
‫المرة ؟ )‪.............‬قالت بارتباك (بالتأكيد ال ثم انت‬
‫المدير وعلي ان التزم بقرارك )‪.................‬قال (اذا‬
‫ستأتين في الغد الى مكتبي ومعك كل العمل المطلوب‬
‫منك اتفقنا )‪................‬رفعت نظرها وكأنها تبحث‬
‫عمن ينجدها ‪.................‬هي تعلم ان الفتاة باتت‬
‫كثيرة الشرود في الفترة االخيرة وتشعر ان هناك ما‬
‫يشغلها ‪...........‬وهي بالتأكيد لم تنجز العمل المطلوب‬
‫ويوما واحدا لن يكفي ‪................‬هل عليها ان‬
‫تتدخل وتنقذ الفتاة ام ان هذا سيعد تدخل غير مرغوب‬
‫فيه ؟!!!!!!!!!!!وربما حازم نفسه يحرجها فهي تعلم‬
‫انه صعب جدا فيما يخص العمل ‪............‬اومأت‬
‫الفتاة برأسها قائلة (ان شاء هللا )‪............‬لتنصرف‬
‫بعدها ويتجها هما الى موقف السيارات لم يتركها بل‬
‫قال لها بصوت منخفض (اتركي سيارتك هنا وفي‬
‫الصباح ساحضرك معي )‪................‬لم يتح لها‬
‫فرصة لالعتراض ليغادر بعدها متجها الى شقته‬
‫‪..........‬دخلت اوال ليتبعها هو مغلقا الباب خلفه ويقوم‬
‫بوضع الطعام الذي احضراه معهما فوق المائدة‬
‫ويقول لها (هيا لتتناولي طعامك )‪.............‬جلست‬
‫لتأكل ببطء ليقول لها وهو يضحك ( تبدين كفتاة يتم‬
‫التغرير بها من قبل رجل ليسقطها في الفخ‬
‫‪..........‬بعد ان ننهي طعامنا ساقوم الحضر لك عقد‬
‫زواجنا والذي عليه توقيع جدك شخصيا وبشهادة ابن‬
‫عم جدك وكذلك عمي ‪............‬لتتأكدي ان زواجنا‬
‫والذي تم عقده في بلدتكم يحظى بقبول واعتراف‬
‫الجميع )‪.............‬ابتسمت اخيرا وهي تقول (بدأت‬
‫اصدق )‪..........‬قال بمزاح وهو يقترب ليرفعها عن‬
‫الكرسي ويقول من بين اسنانه (بدأتي !!!!!!!!!!وانا‬
‫من كنت اتعجب لما تعاملين عمر المسكين هكذا فعلى‬
‫ما يبدو انك شاكة في امره )‪................‬ضحكت هذه‬
‫المرة وهي تقول (عمر المسكين الذي اجري خلفه من‬
‫مكان الخر ال طعمه او احممه )‪.............‬قال هامسا‬
‫في اذنها ( جربي والد عمر ولن يتعبك‬
‫)‪...............‬كان قد وضعها فوق سريره وهو يتفوه‬
‫بعبارته‪ ..............‬بعد فترة شعر انها ستقوم من فوق‬
‫الفراش فامسك بيدها قائال (انتظري هناك شيئا لم‬
‫اخبرك به بعد )‪......................‬قالت دون فهم ( ماذا‬
‫)‪.............‬لتجد نفسها ثانية فوق الفراش بينما يكمل‬
‫لها باقي الحكاية ‪.............‬كان يضحك بشدة بينما‬
‫استطاعت اخيرا االفالت والخروج من الحمام‬
‫‪...........‬لقد حملها ووضعها في حوض االستحمام‬
‫ليأتي بعدها ويخبرها انه يريد منها ان تدعك له ظهره‬
‫‪...........‬قال لها (ما يحدث االن هو عيب في حقي‬
‫زوجتي بعد ما يقرب من ست سنوات زواج ال زالت‬
‫تخجل )‪..............‬ست سنوات !!!!!!!!!!انها لم‬
‫تعش معه كزوجان حتى لستة اشهر‬

‫كان في قاعة الرياضة يضرب الكيس الخاص‬


‫بالمالكمة بعنف لقد علم انها عادت هي والولد الصغير‬
‫من وقتها ينتظر ان يخرج ابواها دون جدوى اليس‬
‫لديهم اقارب او اصدقاء ليزوروهم قبل السفر وحتى‬
‫يذهبون الى منزل عروس عماد ليودعوهم او اي شئ‬
‫من هذا القبيل هو بالتأكيد لن يجعلها تسافر قبل ان‬
‫يراها ربما اذا لم يخرجوا باقي الليل يذهب هناك‬
‫ويقفز عبر النافذة الى غرفتها او حتى قد يخطفها في‬
‫طريقهم الى المطار كان قد نوي ان يتركها حتى‬
‫انتهاء الدراسة وكان من القوة بحيث نفذ قراره ولكن‬
‫تبخرت كل هذه القوة عندما اصبحت قريبة منه انه‬
‫حتى سيكتفي بان يراها من بعيد حتى ال يفسد كل شئ‬
‫في هذه المرحلة ولكن حتى هذا لم يحدث عادت هي‬
‫وسيف منذ حوالي ساعتين لتفاجأ بالمنظر الذي‬
‫امامها الكثير من اللحوم واثار دماء في الحديقة وعند‬
‫المدخل هناك كميات كبيرة من اقفاص الخضار‬
‫والفاكهة ليقول لها عماد مازحا (يبدو ان يوسف يريد‬
‫ان يغذيك جيدا ) قالت بدهشة (هو من احضر هذه‬
‫االشياء ) قال لها (تذوقي تلك الفاكهة انها رائعة )‬
‫قالت له (واللحوم ؟) اجابها (لقد كانت على قيد الحياة‬
‫) ثم ناولها هاتفه ليقول لها (انظري الى هذا الفيديو )‬
‫نظرت الى المشهد الموجود امامها يوسف مرتديا‬
‫تيشرت اسود بنصف كم يظهر عضالته لينحني بعدها‬
‫ويقوم بطرح الثور الواقف ارضا ليربطه بعدها ثم‬
‫يدبحه قالت وعيناها تلمعان (هل حدث هذا ونحن‬
‫بالخارج ) قال ضاحكا (اجل ال تتصوري منظر اباك‬
‫وامك لقد اوصلهما الى حافة الجنون ) قالت باستياء‬
‫وهي تضرب قدميها في االرض (كنت اريد ان ارى )‬
‫ضحك عليها وقال (دعك من هذا وهيا مثل فتاة جيدة‬
‫خذي الكثير من اللحم واطبخيه لنا فيبدو ان اباك‬
‫يرفض نهائيا ان يلمسه وقد حذر مدبرة المنزل ان‬
‫تفعل نظر اليها متسائال وقال اياك ان تقولي انك‬
‫ملتزمة بقراره ) هزت رأسها نفيا وقالت (بالتأكيد ال‬
‫وانت خذ بعض االشياء لخطيبتك وبعضها للعمة زينب‬
‫حتى اعد الطعام ) غادر لتقوم هي بكل نشاط متجهة‬
‫الى المطبخ وهي تقول لنفسها ضاحكة (ايها الوغد‬
‫كيف تفعل كل هذا في غيابي ) منذ ان عاد وسلمى لم‬
‫تصمت وظلت تحكي له ما فعله جو كما تقول يبدو ان‬
‫الحمقاء اصبحت معجبة به ولكن هو يظن انها تبالغ‬
‫فهو ال يصدق انه ربط العجل مثل مصاريعي الثيران‬
‫واخبرته ايضا ان لديه مزرعة بها خيول وسيأخذها‬
‫اليها هو اراد ان يراه حقيقة ولكن فاتت الفرصة‬
‫تناولوا الطعام ليقول لها عماد (لقد دعوت سها‬
‫ووالديها على العشاء فهيا استعدوا لتخرجوا معنا‬
‫اجابته وهي تقوم من فوق الكرسي (انا لن اذهب‬
‫بالتأكيد فانا اشعر انني اموت ارهاقا حتى انني‬
‫ساتناول مهدئا يجعلني انام حتى الصباح ودع الطفالن‬
‫ايضا يناما حتى يستطيعا السفر في الصباح) قال (اذا‬
‫ساكتفي ببابا وماما ) صعدت الى حجرة االطفال‬
‫فغيرت لسلمى مالبسها بينما قال سيف (لن انام االن‬
‫لقد نمت بعد عودتنا ) قالت بتحذير (اذا ال تخرج شاهد‬
‫التلفاز او الالب وعندما تشعر بالرغبة في النوم نم في‬
‫سريرك ) قال (حسنا ) ليفتح بعدها الالب على موقع‬
‫خاص بالسيارات دخلت غرفتها لتخلع مالبسها‬
‫وترتدي قميص نوم من الحرير االحمر قصير وله‬
‫حماالت رفيعة ثم لتضع من عطرها المفضل بعدها‬
‫وتسرح شعرها وتضع احمرشفاه ناري لتنظر بعد ذلك‬
‫الى نفسها برضا لتعود بعدها وتضحك قائلة (حمقاء )‬
‫فمجرد رؤيتها له عبر فيديو ومعرفتها انه كان هنا‬
‫لساعات تجعلها تفعل هذا بنفسها وكأنه سيأتي ويراها‬
‫كانت ستغير القميص ببيجامة قطنية ولكنها تراجعت‬
‫لتمسك الحبة وتضعها في فمها وهي تشرب بعض‬
‫الماء انها ورغم كل االرهاق الذي تشعر به تعلم انها‬
‫لن تستطيع النوم لذا اخذت المهدئ انه ليس قويا‬
‫كثيرا ولكن على االقل سيجعلها تسترخي لتتمكن من‬
‫النوم ‪....‬‬
‫* اخيرا جاء االتصال الذي ينتظره منذ ساعات ليتوجه‬
‫مباشرة الى المكان فيخبره الشخص الذي يراقب انه‬
‫ليس هناك احدا في الداخل اال هي والطفالن‬
‫‪...........‬دخل عبر الحديقة ليصل الى باب المنزل‬
‫الداخلي ويفتحه بالنسخة التي جعل احد رجاله يقوم‬
‫بصنعها على المفتاح االصلي ‪.............‬كان واقفا‬
‫يفكر وهو ينظر الى اعلى اي حجرة قد تكون لها‬
‫عندما وصل الى اذنه الصوت الذي سمعه من قبل عبر‬
‫الهاتف يهتف قائال (لص )‪.............‬اقترب منه‬
‫واضعا يده على فمه وهو يقول (حبيبي اهدأ انا لست‬
‫لصا )‪............‬حدق اليه بحدة وهو يحاول التخلص‬
‫منه ليقول له (سنعقد اتفاقا ساتركك مقابل ان ال تتكلم‬
‫)‪..............‬اومأ موافقا ليبعد يده فيقول بعدها بحدة‬
‫(تقول انك لست لصا من انت اذا ؟)‪................‬قال‬
‫مبتسما (انا قريبكم )‪.............‬رد عليه بسخرية‬
‫(قريبنا ولم نرك من قبل وتتسلل هكذا‬
‫!!!!!!!!!!ساتصل ببابا واخبره عن وجودك ولنرى‬
‫ماذا سيقول ؟)‪................‬سيتصل بوالده انه ال‬
‫يصدق ان هذا الطفل الرهيب توأم تلك الفتاة الرقيقة‬
‫‪..............‬قال له (ال داعي لهذا فانا ال اريد ازعاجه‬
‫)‪..............‬نظر اليه مفكرا ليقول بعدها (اخبرني عن‬
‫السبب الحقيقي وانا لن اقوم باالتصال به‬
‫)‪............‬ليضيف بعدها (ربما تكون قد اتيت لترى‬
‫جيجي )‪..........‬حدق اليه دون تصديق ليكمل وهو‬
‫يقول بنبرة يوقن انها متالعبة (انت تعرف ان لكل‬
‫شئ مقابل ما الذي ستعطيه لي مقابل اال اتكلم‬
‫؟)‪.............‬قال وهو يشعر ايضا بالتسلية (ماذا تريد‬
‫؟)‪............‬قال مفكرا (كم لديك من مال في هذه‬
‫اللحظة ؟)‪............‬اخرج محفظته ليعطيه بعض المال‬
‫فيقول معترضا (اريد المبلغ كله )‪.............‬قال وهو‬
‫يرفع حاجبه (ولكن هذا كثير )‪.............‬قال وهو‬
‫يجلس واضعا ساق فوق االخرى (قرر بسرعة الن‬
‫بابا قال انه سيتصل كل ساعة ليطمئن علينا وقد‬
‫اقترب وقت اتصاله )‪.............‬اخرج المبلغ كله‬
‫ليناوله له بضيق وهو يقول (تفضل )‪............‬قام من‬
‫فوق الكرسي ليقول له (واالن اخرج وانا لن اخبر‬
‫احدا بقدموك)‪...............‬يخرج هكذا ببساطة بعد ان‬
‫وصل لهدفه تقريبا بسبب هذا القزم المزعج‬
‫!!!!!!!!!!!!قال له متمسكا بالصبر (حبيبي انا اريد‬
‫ان اراها فانت تعلم انكم ستسافرون في الغد‬
‫)‪..............‬قال مضيقا عينيه (ولكن كل المال الذي‬
‫معك قد انتهى انت بالتأكيد ال تتوقع ان اقدم لك خدمات‬
‫مجانية )‪.............‬قال بنفاذ صبر (ولكنك اخذت‬
‫الكثير بالفعل )‪............‬مط شفتيه بال مباالة ليقول‬
‫وهو ينظر الى شئ ما (يعجبني هاتفك )‪..............‬ال‬
‫ان هذا الولد بيقلبه بالمعنى الحرفي‬
‫للعبارة َ!!!!!!!!!!قال بنفاذ صبر (لقد تماديت ثم انت‬
‫ال تعلم كم ثمنه ؟)‪..........‬قال بامتعاض (اسعدتني‬
‫زيارتك يا قريبنا )‪............‬قال بلطف (ان هذا ال‬
‫يسمى تفاوضا )‪...........‬قال وهو يهز كتفيه (ان هذا‬
‫ليس تفاوضا فانت ال تملك شيئا اريده حتى نتفاوض‬
‫انه يسمى امالء شروط وكل ما عليك ان توافق او ال‬
‫توافق )‪...........‬نظر الى يده ليقول (مادام هاتفك مهم‬
‫لك الى هذا الحد هات الساعة )‪............‬هل سيكون‬
‫من الالئق ان يشد شعره ؟!!!!!!!!ان احدا من قبل لم‬
‫يوصله الى هذا الحد ولكن ‪!!!!!!!!.........‬خلع ساعته‬
‫واعطاها له ليقول له بلهجة مستمتعة (تعالى خلفي‬
‫ولكن خمس دقائق فقط ‪..........‬اه نسيت هي تناولت‬
‫مهدئا فربما لن تشعر بوجودك ‪......‬او تكون في حالة‬
‫عدم توازن )‪...........‬قال له (ال بأس ولكن اجعلها‬
‫عشر دقائق )‪..........‬اجابه بملل (انت تضيع وقتك‬
‫بالفعل )‪...............‬وصل امام باب الحجرة ليجده‬
‫يتبعه فاوقفه قائال (انت بالتأكيد لن تأتي معي‬
‫)‪.............‬قال باعتراض (ولكن لماذا تريد اغالق‬
‫الباب ما الذي ستفعله؟)‪.............‬اجابه ببرود (انت‬
‫حصلت على المقابل وليس عليك ان تسأل‬
‫)‪.............‬اغلق الباب ليتوجه الى السرير حيث‬
‫وجدها نائمة وهو يتنهد بنفاذ صبر جلس جوارها‬
‫لينظر الى وجهها وعيناها المغلقتان ‪...........‬ثم تنزل‬
‫انظاره الى فمها ويشاهد احمر الشفاه الناري الذي‬
‫تضعه ثم ذراعيها الظاهران من تحت الغطاء ليزيحه‬
‫بعدها ببطء وتكتمل الصورة مما جعله يحبس انفاسه‬
‫وهو يشعر ان ضربات قلبه قد بلغت مداها‬
‫‪...........‬قال بصوت خافت وهو يمرر يده على وجهها‬
‫(حبيبتي استيقظي قليال )‪..............‬وجدها تفتح‬
‫عينيها وتنظر اليه بتشوش لتقول بعدها بلهجة حالمة‬
‫(لقد اتيت اخيرا )‪..............‬اقترب فمه من شفتيها‬
‫ليقبلها وهو يرفعها ضاما اياها الى صدره ويقول (هل‬
‫كنت تنتظريني ؟)‪..........‬بخفوت وهي تضم نفسها‬
‫اليه اكثر وتقول (كل يوم انتظرك وعندما تأتي استيقظ‬
‫في الصباح الجد انني كنت احلم )‪.................‬قال‬
‫وهو يشعر انه اصبح دائخا من رائحة العطر المختلطة‬
‫برائحتها الخاصة (ستستيقظين بعد ذلك لتجديني‬
‫بجوارك دائما )‪.............‬اقتربت ثانية من شفتيه‬
‫وهي تقول (اص اص ال داعي للكالم االن اريد فقط ان‬
‫اقبلك )‪................‬هو ال يفهم ما الذي يحدث ولكن‬
‫يبدو ان هذا المهدئ قد اسقط كل دفاعتها ليجعلها في‬
‫هذه الحالة !!!!!!!!!!!!!!هو اساسا ال يحتاج تشجيع‬
‫ثم وهي في هذه الحالة تثيره بطريقة غير محتملة‬
‫ومع وجود هذا الذي في الخارج وفي يده الساعة‬
‫يحسب الوقت ماذا عليه ان يفعل ؟‪...........‬لم يكد‬
‫يتذكره حتى وجده يقول (انتهت العشر دقائق اخرج‬
‫االن )‪.............‬هل يتجاهله ام انه سيسبب له مصيبة‬
‫قال دون ان يخرج (نصف ساعة وساعطيك الهاتف‬
‫)‪..............‬وجده يقول بخبث (نصف ساعة مقابل‬
‫السيارة الجميلة الموجودة في الخارج‬
‫)‪.................‬قام وهو يحاول مسح فمه ووجهه جيدا‬
‫ليخرج اليه مغلقا الباب خلفه ثم يمسكه من مالبسه‬
‫ويرفعه ليقول بعدها (سيارتي تريد سيارتي ايها القزم‬
‫وماذا ستفعل بها وانت حتى لن تستطيع الوصول الى‬
‫المقود )‪............‬قال له مضيقا حاجبيه (انزلني فورا‬
‫واالن هيا الى منزلك )‪.............‬انزله برفق ليبتسم‬
‫بعدها ويعطيه الهاتف مخرجا الشريحة منه ويقول له‬
‫(ستكون ولد جيد وتتركني اليس كذلك‬
‫)‪................‬نظر الى الهاتف في تردد ليمسك به‬
‫بعدها ويقول (امري هلل رغم انك غششت )‪.........‬هو‬
‫غشه وخدعه ؟!!!!!!!!!!وماذا فعل هو ؟ انه لم يترك‬
‫له اال مالبسه ‪.........‬قال له قبل ان يدخل ثانية (ماذا‬
‫تريد ان تصبح في المستقبل ؟)‪.............‬قال بثقة (انا‬
‫لن انتظر المستقبل بل ساصبح منذ االن‬
‫نصابا)‪.............‬ليغادر بينما يحدق في أثره بذهول‬
‫‪..........‬ليعود بعدها الى الداخل فيجدها نامت ثانية‬
‫!!!!!!!!!!قال وهو يقترب منها (واالن ماذا سنفعل‬
‫خالل الوقت المتاح ؟ هل اظل انظر اليك وانت مغمضة‬
‫العينين افتحيهما قليال يا حلوتي )‪..............‬وكأنها‬
‫استجابت لقوله نظرت اليه مبتسمة وهي تقول (ظننت‬
‫ان الحلم انتهى ولكن يبدو انه عاد من جديد‬
‫)‪................‬في هذه المرة كانت قبلته مشتاقه‬
‫وجامحة وكأن ضبط النفس قد انفك من عقاله‬
‫‪.............‬مرت دقائق كانت خاللها تبادله شوقه بمثله‬
‫وللعجب دون اي تحفظ او حواجز وكأنها في حالة‬
‫فقدان ذاكرة او غياب عن الوعي أوان ادراكها يتركز‬
‫في شئ واحد وهو ما يحدث بينهما ‪............‬عندما‬
‫اقترب من اللحظة الحاسمة اراد ان يتراجع ليجدها‬
‫تتمسك به وهي تقول (ال تذهب )‪............‬رد قائال‬
‫(حبيبتي ليس هكذا ان اريدك ان تكوني في وعيك‬
‫تماما عندما تقرري ان تمنحيني نفسك‬
‫)‪.............‬قالت وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيها‬
‫(انت دائما تتركني في كل مرة ‪............‬انت تكرهني‬
‫اليس كذلك ؟)‪ ...............‬اخذها في احضانه مهدئا‬
‫وقال لها (اكرهك ؟ ال انا اعشقك‬
‫)‪.................‬لتتمسك به بشدة وتتالشى في هذه‬
‫المرة كل مقاومته ‪...............‬تركها اخيرا لتعود الى‬
‫النوم مباشرة ‪............‬هل ستتذكر ما حدث ام ستظن‬
‫انها كانت تحلم ؟!!!!!!!!!!امسك بالقميص والبسه‬
‫لها ثانية ثم امسك بالمنديل ومسح وجهها‬
‫‪...........‬ليقوم بعدها بارتداء مالبسه وهو يهمس‬
‫لنفسه قائال (انها زوجتك يا يوسف ليس هناك خطأ‬
‫)‪...................‬فرغ من ارتداء مالبسه ليتوجه بعدها‬
‫الى الخارج مستقال سيارته وهو يستعيد كل االحداث‬
‫الماضية ليضحك بعدها بشدة ‪...............‬انه ورغم‬
‫الطريقة الغريبة التي حدثت بها االمور ورغم ان كل‬
‫شئ حدث بسرعة فهو يشعر بمتعة كبيرة‬
‫‪..............‬وصل الى غرفته ليجد تلك التي ال يدري‬
‫سبب اصرارها على البقاء تنتظره في مظهر اصابه‬
‫فقط باالشمئزاز لتحاول االقتراب منه فيقول لها‬
‫بسخرية وهو يناولها سترته (شميها جيدا يا نهال‬
‫ماذا تجدين ؟)‪.............‬امسكتها منه وفعلت ما طلب‬
‫لتشتعل عيناها بحقد ليقول بعدها وهو يخلع قميصه‬
‫ايضا ويلقي به على االرض (واالن اعذريني فلقد‬
‫فضلت ان احتفظ باثرها على جسدي الطول وقت‬
‫ممكن ) نظرت في اثره بغضب وهي تقول من بين‬
‫اسنانها (ساقتلك حتى ولو اعدموني بعدها )‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل االربعون‬
‫تمطت بكسل وهي تمسك الهاتف وتغلقه ليتوقف‬
‫صوت المنبه ‪..............‬يبدو وان المهدئ الذي‬
‫تناولته كان تأثيره جيدا فها هي تستيقظ وقد زال‬
‫ارهاقها ‪..........‬تبقى فقط شعور من الخدر الغير‬
‫معتاد بعضالت جسدها ‪..........‬ابتسمت وهي تتذكر‬
‫حلمها باالمس ولكن بالتأكيد هي من جلبه لنفسها‬
‫بارتدائها لهذا القميص وهي تنام وحيدة‬
‫!!!!!!!!!!!وضعت الوسادة فوق وجهها وكانها‬
‫ستجعل الخياالت المندفعة الى رأسها تبتعد‬
‫‪.........‬ولكن لتجد االمر يزداد سوءا وهي تشم رائحة‬
‫العطر المميزة مختلطة برائحة جسمه التي تعرفها‬
‫‪.........‬اعتدلت جالسة بسرعة هل اصيبت بالجنون ؟‬
‫هل هناك نوع من الهالوس متعلق بحاسة الشم ؟ ربما‬
‫تتخيل بسبب معرفتها انه كان متواجدا باالمس في‬
‫المنزل ‪..........‬قفزت من فوق الفراش بسرعة وهي‬
‫تتجه الى الحمام ستتوضأ وتصلي حتى تستعد للسفر‬
‫‪..........‬بعد ان توضأت لم تشعر بالرضا عن نفسها‬
‫لذا عادت الى الحجرة واحضرت مالبس نظيفة‬
‫واتجهت الى الحمام ثانية ‪...........‬ستستحم هذا افضل‬
‫اخفضت رأسها لتضع انفها فوق بشرتها وتشم نفس‬
‫الرائحة !!!!!!!!!!!!فتحت الدش بسرعة لعل المياه‬
‫تزيل هلوساتها ثم لتضع كمية كبيرة من الشور فوق‬
‫اللوفة وتقوم بدعك جسمها ‪................‬بعد ان‬
‫فرغت من صالتها اتجهت الى غرفة التوأم ايقظت‬
‫سلمى اوال فتجهيزها يأخذ وقت اطول ‪...........‬فتحت‬
‫عينيها مبتسمة لتقول لها (صباح‬
‫الخير)‪................‬انها تعشقها تشعر انها طفلة‬
‫سعيدة خاصة عندما تفتح عينيها لها بابتسامتها‬
‫الرائعة ‪..........‬جلست لتقول لها ( ال اريد ان اسافر‬
‫اريد ان ابقى هنا )‪..........‬قالت لها بفضول (لما يا‬
‫حبيبتي ان اصدقائك هناك ؟)‪............‬قالت وهي تمط‬
‫شفتها (اريد ان اذهب الى المزرعة عند جو‬
‫)‪................‬انها حقا ال تفهمه لديه زوجة امام‬
‫الناس ‪.............‬وزوجة اخرى وضعها جانبا ثم يظن‬
‫انه تزوج ثالثة ويدعي حبها !!!!!!!!!!!لماذا اذا يأتي‬
‫لزيارة اهل زوجته االولى ؟ هل يتصور نفسه زوج‬
‫لكل هؤالء ام ماذا ؟‪ ...........‬قالت لها (عندما نأتي‬
‫المرة القادمة ستذهبين حبيبتي واالن هيا حتى ال‬
‫نتأخر )‪.............‬قامت دون اقتناع لتقوم بعدها بايقاظ‬
‫سيف قالت برقة (حبيبي هيا االن كف عن الكسل‬
‫)‪............‬قال لها وهو يفتح عينيه بصعوبة (لقد نمت‬
‫متأخرا)‪...........‬قالت بقلق ( ما الذي اخرك ؟ واالن‬
‫ستظل متعب طول السفر)‪..............‬لم يستطع النوم‬
‫النه ظل يفكر بما حدث لقد رأى اباه الحقيقي اخيرا‬
‫والذي يبدو انه ال يعرفه من االساس !!!!!!!!!!!!لم‬
‫يستطع ان يفهم كيف هذا حتى وان لم يكن رآه من قبل‬
‫اال يعني وجوده في المنزل انه هو !!!!!!!!حتى كالم‬
‫سلمى عنه ال يعني شيئا هل هو يشعرهم بهذا النه‬
‫يظن انهم ال يعرفونه ‪.........‬ثم انه ظل يفكر ايضا في‬
‫ان سماحه له بالدخول الى حجرة جيجي تصرف‬
‫خاطئ ولكن هو زوجها اذا ليس هناك مشكلة‬
‫!!!!!!!!!!!قال وهو يتمطى (سانام في الطائرة‬
‫)‪..........‬عاد يكمل (جيجي هل ركبت طائرة خاصة من‬
‫قبل ؟)‪.............‬قالت وذهنها يذهب الى ذلك اليوم في‬
‫فرنسا لتقول له (اجل )‪............‬قال باهتمام (هل حقا‬
‫يوجد بها غرفة للنوم ؟)‪..............‬قالت بابتسامة‬
‫(بها حجرة نوم هل تريد السفر في واحدة‬
‫؟)‪..............‬قال بمزاح (بالتأكيد هيا اشتري لي‬
‫واحدة )‪..............‬قالت وهي تضحك (انا مجرد طالبة‬
‫مسكينة يمكنني ان اشتري لك دراجة مثال ولكن‬
‫شخص اخر يمكنه شراء الطائرة )‪..............‬ابنتها‬
‫تريد المزرعة وابنها الطائرة الخاصة هذه هي البداية‬
‫بالتأكيد !!!!!!!!‪............‬قال عاقدا حاجبيه بفضول‬
‫(جيجي هل نمت جيدا باالمس ؟)‪.............‬اال من‬
‫بعض االحالم العجيبة والتي تصرفت فيها بطريقة غير‬
‫الئقة ‪...........‬يبدو ان احالمها انتقلت من مرحلة‬
‫الكوابيس الى مرحلة قلة االدب والعجيب انها لنفس‬
‫الشخص !!!!!!!!!!قالت (لم اشعر بشئ اطالقا حتى‬
‫الصباح)‪..................‬تنهد وهو يشعر بالراحة بسبب‬
‫مرور الموقف دون مشاكل ‪..‬‬

‫* استيقظ بعد ساعتين من عودته للنوم بعد ان صلى‬


‫الفجر ‪...‬هو في اغلب االحيان ال ينام ثانية ولكن اليوم‬
‫والليلة الطويلين جعاله يفعل !!!!!!!!!!عادت الى‬
‫ذاكرته االحداث الكثيرة التي حدثت باالمس ‪.......‬لقد‬
‫تعرف على عائلة زوجته بشكل كبير بل وقضى معهم‬
‫جزءا كبيرا من اليوم والليلة الماضية ارتسمت‬
‫ابتسامة على وجهه عند وصوله الى مرحلة الليل‬
‫!!!!!!!!!يعلم انه اخطأ في ما فعله ولكن ربما كان‬
‫خطأه انه وضع نفسه تحت الضغط من البداية ‪...‬الن‬
‫النتيجة كانت متوقعة والدليل ما كان يحدث في السابق‬
‫فدائما ما كان يمنعه عنها هو خوفها او اعتراضها‬
‫والذي لم يكن موجودا باالمس بل على العكس بدا‬
‫وكأنها تنتظر هذا مثله ‪..........‬ثم الدليل على انه غير‬
‫راض عما فعله هو حرصه على اخفاء كل اثر لوجوده‬
‫‪..........‬ربما فكر لحظتها انه يفعل ذلك احتراسا لو‬
‫دخل احد والديها او شقيقها حجرتها ‪..........‬ولكن هو‬
‫ايضا يعلم انه ال يريدها ان تعلم فهذا بالتأكيد سيجعلها‬
‫تكتشف انه عرف شخصيتها الحقيقية ‪........‬وربما‬
‫سيزيد من التوتر الموجود بالفعل في عالقتهما‬
‫‪...........‬لقد كان الولد الرهيب محقا في ان عشر‬
‫دقائق كافيه كان عليه ان يكتفى برؤيتها ويهرب قبل‬
‫فوات االوان ‪..........‬امسك بهاتفه الجديد ليضحك‬
‫على نفسه ثانية هو يوسف السعيد يقوم طفل قزم‬
‫باخذ هاتفه وساعته والمال الذي معه !!!!!!!!!اساسا‬
‫شئ عجيب ان يكون لزوجته اشقاء في هذا العمر‬
‫‪..........‬والعجيب فعال كيفية تالعب الجينات مع عمه‬
‫والدكتورة سوزان بداية من عماد وملك ثم التوأم‬
‫فشخصية اوالدهم ال تمت لهم بصلة‪......‬ترى ما‬
‫اسمائهما ؟‪...........‬انه يشعر ان تلك الصغيرة خطفت‬
‫قلبه ‪.........‬ربما لديه هوسا ما بالعيون‬
‫الزرقاء!!!!!!!!!!لم يبق اال القليل على موعد سفرهم‬
‫وهو يشعر بانقباض في قلبه مع ابتعادهم وكأنه‬
‫سيعود وحيدا ثانية ‪............‬نهض ليقرر ان ينزل‬
‫ليسبح فقد خالف مساء امس عادته في السباحة‬
‫الليلية ‪...........‬هو اساسا لم يكن يحتاج ان يمارس‬
‫اي رياضة فهو عادة يفعلها لالسترخاء او تهدئة‬
‫لغضبه او حتى تفريغا للطاقة ‪...........‬وهو بالتأكيد ما‬
‫لم يكن يحتاج اي شئ منهم‪...........‬في االسفل نادى‬
‫مدبرة المنزل السيدة زهرة وطلب منها ان تجهز له‬
‫االفطار حتى ينهي سباحته ‪ ............‬هل هو مختلف‬
‫؟ وما هذه االبتسامة التي تمأل وجهه وكأنه عريس‬
‫‪.......‬ثم انه من النادر ان يتناول االفطار قبل‬
‫خروجه‪..........‬ال يمكن ان تكون تلك السعادة متعلقة‬
‫بالحرباء التي تضايق الجميع من عودتها‬
‫!!!!!!!!!!اتجهت الى المطبخ في نشاط لتوجه االوامر‬
‫الى مساعدتها وهي تهمس لنفسها (ساعد لك افطار‬
‫صباحية معتبرا )‪ .............‬انهى سباحته وارتدى‬
‫مالبس العمل واتجه بعدها ليتناول االفطار ليجد سارة‬
‫نازلة من فوق السلم ‪...........‬يبدو وانه بخروج محمد‬
‫من المستشفى عادت الى مواعيدها السابقة في‬
‫الخروج ‪..............‬سلمت عليه ليقول لها (اجلسي‬
‫وتناولي االفطار معي ) ‪ .............‬جلست بهدوء‬
‫لتقول له (يبدو ان السيدة زهرة تعاملك معاملة خاصة‬
‫ما كل هذا ؟)‪.............‬قال لها مبتسما (يعجبني‬
‫ذكائها شعرت انني في مزاج جيد لذا حظيت بالمعاملة‬
‫الخاصة )‪............‬قالت له بمرح (وهل مزاجك الجيد‬
‫متعلق بوجود حبيبة القلب هنا ؟)‪...............‬قال‬
‫(تعرفين انها موجودة )‪............‬قالت بشجاعة (اجل‬
‫رأيتها في المستشفى )‪ ............‬قال بابتسامة مائلة‬
‫(يبدو انه لم يعد هناك مجال للعودة للمستشفى هل‬
‫انهيت دروسك المتأخرة ‪.....‬ربما احضر لك احد‬
‫الدكاترة ليعطيك دروسا في المنزل‬
‫؟)‪.................‬احمر وجهها خجال لتقول له (الحمد‬
‫هلل انهيتها )‪.................‬قال بلهجة مقصودة ( انا ال‬
‫اقصد االن تحديدا ربما بعد اسبوع يكون الدكتور‬
‫محمد قد شفي وخرج )‪ ................‬قالت وهي‬
‫تخفض رأسها ( لقد تأخرت على الكلية‬
‫)‪..............‬لتنهض بعدها دون ان يوقفها علمت انه‬
‫خرج باالمس وان امه اصرت على ذهابه الى منزلها‬
‫ولذا فقد انتهى االمر بالنسبة لها‬

‫*قالت البنتها ( سلمى ارتدي المالبس التي اخرجتها‬


‫لك وبعدها سامشط لك شعرك )‪..............‬انهم لم‬
‫يحضروا معهم اال القليل من المالبس لذا كان للطفالن‬
‫حقيبة واحدة ‪..........‬امسكت بالحقيبة محاولة ترتيبها‬
‫لتضع لهم االشياء التي التزال بالخارج ‪..........‬قامت‬
‫باخراج بعض المالبس لترتبها بطريقة مختلفة تجعلها‬
‫ال تأخذ حيز كبير وهي تفعل وقع شئ من داخل‬
‫مالبس سيف انحنت عاقدة جبينها لتمسك بالساعة‬
‫السويسرية ذات الماركة الشهيرة والتي رغم كونها‬
‫ليست من الذهب الى ان ثمنها غال جدا‬
‫!!!!!!!!!!!انها تعرفها !!!!!!!امسكت باقي المالبس‬
‫الخاصة به تبحث داخلها لتجد اشياء اخرى اوراق‬
‫نقدية تصل لحوالي عشرة الف جنيه مصري ولتجد‬
‫في النهاية شئ ال يمكنه ان تخطأه انه الهاتف الخاص‬
‫بيوسف !!!!!!!!!!!!!ما الذي اتى بهذه االشياء الى‬
‫حقيبة ابنها ‪..........‬انه حتى لم يره سلمى فقط كانت‬
‫موجودة !!!!!!!!!!هل ذهب اليه في منزله وسرقه‬
‫مثال؟ !!!!!!!!!!ولكن هذا مستبعد ربما يكون يوسف‬
‫هو من اتى ‪..........‬مهال الرائحة التي شمتها وما‬
‫ظنت انه احالم ‪..........‬لقد كان هنا وفي حجرتها‬
‫ايضا ‪............‬و‪.......‬ما الذي فعله بالتحديد ؟ انها ال‬
‫تستطيع التركيز لتستعيد ما حصل بشكل جيد ‪......‬هي‬
‫متأكدة انه كان يلمسها ويقبلها ثم ‪..........‬الى اين‬
‫وصل ؟‪........‬عندما استيقظت كانت ترتدي قميصها‬
‫ولكن هذا ليس دليل ‪.........‬اتجهت بغيظ ممزوج‬
‫بالغضب الى حجرتها لترفع الغطاء وتنظر الى‬
‫المالءت واغطية الوسائد من الجيد انه لم يتم ترتيب‬
‫االسرة بعد ‪.............‬وجدت شعرة من رأسه فوق‬
‫الوسادة ولكن ليس هناك شئ اخر رائحته ايضا ‪.‬ولكن‬
‫هذا ليس دليل ‪..........‬سيف !!!!!!!!اتجهت الى‬
‫حجرتهما ثانية لتجده قد خرج ويقف جوار الحقيبة‬
‫المفتوحة ثم يرفع نظره اليها ويقول (هو اعطاهم لي‬
‫)‪...........‬قالت بصرامة (لماذا ؟)‪.............‬قال (حتى‬
‫ال اخبر احدا بقدومه )‪................‬قالت بتساؤل (فقط‬
‫)‪..........‬لم يرد فاكملت (ربما حتى تقوم بادخاله الى‬
‫المنزل ايضا ‪.........‬ولكي تجعله يدخل حجرتي‬
‫)‪............‬قال بثبات ( انا لم ادخله المنزل هو كان‬
‫معه مفتاح ودخل مباشرة )‪............‬معه مفتاح‬
‫لمنزلهم !!!!!!!!هل هو مهندس حقا ام احد افراد‬
‫المافيا ؟ مطت شفتها بسخرية وقالت (وانت سهلت‬
‫الباقي ‪.......‬هل هو من اقترح اعطائك الساعة‬
‫والهاتف واالموال ؟ ام ربما تكون انت من طلب‬
‫‪.............).‬قال (انا طلبتهم منه )‪..........‬قالت‬
‫محاولة التمسك بالهدوء (لماذا اردت ان تأخذهم‬
‫؟)‪.............‬قال وعيناه تشتعالن ( هو ال يحضر لي‬
‫شيئا بارادته لذا قررت ان اخذ منه اشيائه الخاصة‬
‫)‪..............‬تنهدت وهي تحاول ان تقوي نفسها هي‬
‫في هذه اللحظة بالتحديد لن تتعاطف معه وتنسى‬
‫الموضوع االصلي ‪................‬قالت بجمود (هل ترى‬
‫انه من الصحيح ان تسمح له بدخول حجرتي ؟وانا‬
‫كنت قد اخبرتك انني سانام وانني تناولت مهدئ‬
‫)‪............‬قال باعتراض (انه زوجك ما المشكله في‬
‫هذا ؟)‪...............‬هي لن تجادل قبل ان تعرف النقطة‬
‫االهم (كم من الوقت بقي في حجرتي ؟)‪..............‬قال‬
‫باحساس متزايد بالذنب (عشر دقائق ثم نصف ساعة‬
‫)‪...........‬قالت بحنق (شكرا يا ابن يوسف سيكون‬
‫الحساب فيما بعد هي ارتدي مالبسك النه لم يعد هناك‬
‫وقت )‪.............‬قالتها وامسكت بالنقود والهاتف‬
‫والساعة لتخرج بينما ينظر في اثرها بغضب مختلط‬
‫بالذنب ‪....................‬قضى معها اربعين دقيقه كاملة‬
‫ونظرا لمعرفتها به ال تظن انه يحتاج للمزيد‬
‫!!!!!!!!!!قفزت الى رأسها صورة معينة جعلتها‬
‫تهتف في حنق (ايها الوغد اللعين ايها الثور‬
‫‪..................)..............‬توقفت عن السباب حين‬
‫انتبهت الى شئ هام لقد عرف من تكون !!!!!!!!!!بل‬
‫ربما هو يعرف من قبل ‪..........‬حاولت التركيز في‬
‫االحداث التي جمعتهما هل كان يعرفها منذ البداية ؟ ال‬
‫بالتأكيد كان متحفظا معها في البداية ولكن هي تشعر‬
‫انه في مرحلة ما اصبح مختلفا ‪.............‬منذ متى‬
‫بالتحديد ؟ كان قد قرر قطع عالقته بها لمجرد‬
‫احتضانه لها في القارب ليعود بعد ذلك فيقبلها بل اكثر‬
‫في حجرتها في الفندق ‪...........‬ثم يحملها بعد ذلك‬
‫ويجعلها تنام معه على نفس السرير‬
‫‪..............‬بالتأكيد كان قد عرف هي كانت غبية‬
‫بالتأكيد النها لم تفهم !!!!!!!!!!! ضمت قبضتها في‬
‫غيظ وهي تقول (حسنا يا يوسف هكذا افضل حتى‬
‫ترى انجي على حقيقتها )‪...............‬نظرت الى‬
‫وجهها المحتقن في المرآة وقالت (واالن ماذا ايتها‬
‫الغبية لقد استغل الحقير لحظة ضعفك وفعلها ثانية‬
‫)‪.............‬ولكن هل شعورها هو نفسه هذه المرة ؟‬
‫بالتأكيد ال‪..........‬لو كان شعورها هو نفسه لكانت‬
‫االن منهارة وليست غاضبة ‪......‬انها تريد االن وفي‬
‫هذه اللحظة بالتحديد ان تذهب الى منزله او الى عمله‬
‫ايا كان مكان تواجده ‪.......‬وربما تتسبب له بفضيحة‬
‫او تهجم عليه وتمزق وجهه باظافرها ‪.............‬ولكن‬
‫المشكلة هي موعد الطائرة انهم االن متوجهون الى‬
‫المطار هل عليها ان تسافر وكأن شيئا لم يحدث‬
‫؟‪............‬ماذا اذا حملت ثانية ؟ ولكن تلك الحقيرة‬
‫زوجته كانت تقول انه ال ينجب !!!!!!!!!ولكن هي ال‬
‫تستطيع التصديق فما لم يكن هناك حادث خطير حدث‬
‫له ال يوجد سبب طبي يجعله عقيم !!!!!!!!!!وهو‬
‫بالتأكيد لم يتعرض لحادث ‪..........‬هي تتذكر تلك‬
‫الليلة في فرنسا عندما نامت جواره ال يوجد اثر الي‬
‫اصابة في ذلك الجسم !!!!!!!!!! شيئا اخر لقد رأى‬
‫سلمى وسيف وهي ال تدرى ما حدث خالل اللقاءان‬
‫ليختم اليوم بان ماذا ؟‪..............‬هل يمكنها بامانة ان‬
‫تقول اغتصبها ؟ بالتأكيد ال ‪............‬يمكن وصف‬
‫الوضع باالستغالل ‪..‬او استئناف الخر لقطة جمعتهما‬
‫في فرنسا قبل ان تهرب ‪............‬تهرب هل هي حقا‬
‫هربت ؟ تذكرت التسهيالت التي اشعرتها وكأن كل‬
‫شئ كان يساندها ‪............‬واضح يا حمقاء انه هو‬
‫من تركك تفلتين ‪...........‬ولكن السؤال المهم هو هل‬
‫انتبه الى اثر الجرح الناتج عن الوالدة ؟ وهل علم‬
‫ماذا يكون ؟ انها تظن انه لم يعلم لو كان قد علم كان‬
‫سيقلب الدنيا بالتأكيد ‪.............‬ولكن هي االن لن‬
‫تستريح دون ان تفرغ هذا الكم من الغيظ والحنق‬
‫الذي بداخلها‬

‫*وجدت صوت هاتفها يتصاعد لتمسك به فتجد الرقم‬


‫المميز لقد ظهر بنفسه (صدقا المجرم يحوم حول‬
‫مكان جريمته )‪................‬فتحت الخط ليأتيها‬
‫الصوت الواثق قائال (صباح الخير )‪..............‬ردت‬
‫بلهجة بطيئة (صباح النور )‪.............‬قال (كيف حالك‬
‫؟)‪..........‬اجابت بهدوء (بخير‪...........‬سكتت قليال ثم‬
‫اضافت لقد كنت احلم بك طوال الليل )‪...............‬قال‬
‫بضحكة خافتة خطفت انفاسها (يمكنك ان تقولي انني‬
‫ايضا حلمت بك ولكن في اخر الليل‬
‫فقط)‪..............‬بالتأكيد فسيادته اول الليل لم يكن‬
‫نائما من االساس بل كان في منزلها يثبت لها انه‬
‫ميئوس منه وال سبيل الصالحه ‪..........‬وحتى لهجته‬
‫في الكالم ال توحي باي ندم !!!!!!!قالت برقة (يكفيني‬
‫انني مررت بخاطرك )‪............‬وضع يده على قلبه‬
‫ليقول لها (انت ال تفارقينه ابدا )‪..............‬قالت بدلع‬
‫وهي تقلد صوت القبلة (هذه لك حتى اراك واوصلها‬
‫بنفسي )‪.............‬هاه ماهذا؟ لماذا يشعر انه تحول‬
‫لمراهق ابله ؟هل استطاعت هذه الصغيرة المتالعبة‬
‫ان تؤثر عليه ببضع كلمات ليشعر بان االكتفاء الذي‬
‫كان يشعر به منذ االمس انقلب الى احتياج شديد‬
‫!!!!!!!!!!!! لتكمل بعدها بصوت مبحوح خافت‬
‫(ولكن اعدك انني عندها لن اكتفي بمجرد قبلة‬
‫‪............) ...........‬هاه هل هذا ما يسمى تحرش‬
‫لفظي ؟ به هو !!!!!!!!ما الذي تحاول هذه المجنونة‬
‫فعله ؟هل تذكرت ما حدث باالمس وتحاول الرد‬
‫؟‪..........‬هو لن يخرج مهزوما قال منتهدا (سانتظر‬
‫على احر من الجمر ولكن اتمنى اال تهربي وقت الجد‬
‫)‪..............‬ال تظن انها ستخاف ثانية فربما ما حدث‬
‫باالمس كان استغالل للحظة ضعفها ولكنها تشعر انه‬
‫افادها لقد عبرت حاجز خوفها ونظرت لما بعده لتجد‬
‫ان ما في عقلها اوهام !!!!!!!!!مثل شخص تعرض‬
‫لصدمة عكسية ساعدته على استرداد ذاكرته المفقودة‬
‫!!!!!!!!!!قالت بضحكة مغوية (ربما تكون انت من‬
‫يهرب عندها )‪............‬ضحك هو بصوت عال وقال‬
‫(يمكنك ان تحاولي يا صغيرة )‪.................‬قالت‬
‫بخفوت (ساتركك االن ولكن عدني انك لن تتوقف عن‬
‫التفكير بي )‪.............‬تنهد قائال (دون حتى ان اعدك‬
‫انا ال اتوقف عن التفكير بك واالن اظن ان التفكير لن‬
‫يكون بريئا ابدا )‪..............‬اغلقت الخط لتلمع عيناها‬
‫وتقول (هل تريد ان تقنعني ان شيئا يتعلق بك يمكن‬
‫ان يكون بريئا من االساس‬
‫!!!!!!!!!!!!!!‪.............‬حاول ان يعود الى االوراق‬
‫الموجودة امامه ليركز على ما تحتويه لقد حل محل‬
‫حازم والذي ذهب من اجل شئ طارئ في احد المواقع‬
‫‪..........‬بينما معتز قد وافق اخيرا على العمل معهم‬
‫ولكن هو لن يبدأ كمدير الي شئ فطبيعة عملهم‬
‫مختلفة عن ما كان يفعله منذ تخرجه من عمل مباشر‬
‫وهو يظن ان شقيقه يفضل العمل مع االالت ولكن‬
‫مبدئيا تقدم جيد انه بدأ بالعمل معه ‪.........‬وجد الباب‬
‫يدفع دون حتى ان يطرقه الشخص القادم ‪.......‬رفع‬
‫رأسه بدهشه ليجد ان القادم هو ريهام ‪.........‬التي‬
‫نظرت اليه وقد احمر وجهها وهي تقول (ظننت ان‬
‫حازم هو الموجود )‪..............‬قال بهدوء (تعالي يا‬
‫ريهام اجلسي )‪............‬اكمل بعد ان جلست (اال زلت‬
‫غاضبة مني ؟)‪. ...........‬رفعت عيناها اليه ببطء‬
‫وقالت ( المتوقع بالتأكيد ان انفي التهمة ‪......‬ولكن‬
‫انت تعلم انني ال افعل المتوقع لذا االجابة هي انا‬
‫مصدومة ولست غاضبة )‪.............‬قال بهدوء‬
‫(مصدومة من اي شئ تحديدا ؟)‪...............‬قالت (من‬
‫ان اعلم ان الغطاء الذي كنت اتستر به لسنوات قد‬
‫رفع عني )‪.............‬قال وهو يأخذ نفس عميق (ان‬
‫من عليه ان يقول انه من المؤسف ان يكون هذا‬
‫تفكيرك ‪.........‬انا اعلم ان واجبي هو حمايتك وهذا‬
‫الواجب يحتم علي ان احميك من نفسك قبل اي‬
‫شخص اخر وما اراه ان عودتك الى زوجك ليست دفعا‬
‫بك الى الجحيم مثال‪ .............‬وهذا ما اراه بوضوح‬
‫والدليل هو مجيئك الى المكتب في الوقت الحالي‬
‫)‪...........‬قالت بتجهم (لقد اتيت من اجل العمل‬
‫)‪............‬قال بسخرية (ودخلت دون طرق الباب‬
‫عندما وجدت السكرتيرة غير موجودة مثل ما قد يفعله‬
‫اي موظف اخر ‪...........‬واالن يا بشمهندسة ريهام‬
‫اخبريني ما هو العمل الذي اتيت من اجله‬
‫؟)‪..............‬هي فعال جاءت من اجل العمل ولكن‬
‫ليس عملها هي ولكن عمل اماني التي تشعر انها مثل‬
‫الغريق وتقريبا الفتاة على حافة االنهيار بسبب عدم‬
‫تمكنها من انهاء عملها ‪.............‬وقد جاءت تطلب‬
‫من حازم امهالها بعض الوقت لتجد يوسف والذي‬
‫ترفض الحديث معه هو الموجود واعترافها بالحقيقة‬
‫سيشعره ان كالمه صحيح !!!!!!!!! قالت وهي تقوم‬
‫(سانتظر حتى عودة حازم )‪.............‬نظر اليها‬
‫بتمعن ليقول (عندما يعود ساخبره انك اتيت من اجل‬
‫عمل ال يفهمه اال المدير العام )‪...........‬يوسف هذا اه‬
‫يغيظها تشعر وهو ينظر اليها انه دائما يعلم ما وراء‬
‫الكواليس وال يترك شئ اال بارادته ‪.......‬على كل حال‬
‫مادام حازم قد خرج فهذا يعني مزيدا من الوقت‬
‫الماني‬

‫كانت جالسة وهي تستمع الى سها المتذمرة من افعال‬


‫عماد التي تراها كما تقول تتجاوز كل الحدود‬
‫‪...........‬والذي يتناقض مع ما لمسته من حزن تحاول‬
‫اخفائه بسبب سفره خالل هذه اللحظات ‪..........‬تشعر‬
‫انها طلبت منها الجلوس في حديقة الكلية لتشاهد‬
‫الطائرات التي تظهر في السماء وكأنه سيكون على‬
‫متن احدها ‪...................‬انها لم تجرؤ على سؤالها‬
‫لما لم تذهب لتوديعه في المطار بدال عن هذه الجلسة‬
‫‪........‬فهي تعلم ان سها ال تعترف حتى لنفسها بما‬
‫بدأت بالشعور به تجاهه ‪............‬انه حقا شخص‬
‫غريب الذي خالل بضعة ايام عرف فتاة وصمم على‬
‫ان يتزوجها وعقد زواجه بالفعل رغم كل اعتراضاتها‬
‫‪.........‬وهي تظن ان شخص مثله لن يوقفه شئ‬
‫وسيكون قادرا على جعلها تحبه ‪..‬لقد كانت تمزح‬
‫معها منذ ايام قليلة قائلة انها ستتزوج وتتمم زواجها‬
‫قبل ان يتم زواجها هي وهي المتزوجة منذ اشهر‬
‫ويبدو انها كانت نبوءة وليس مزاح‬
‫!!!!!!!!!‪.........‬ويبدو ان االطباء مختلفون ايضا‬
‫فليس كلهم مثل زوجها !!!!!!!!!ولكن رغم كل ما‬
‫يفعله من اشياء قد تبدو مثالية اكثر من اللزوم لدرجة‬
‫خانقة اال انها تحبه وتتمنى ان يحبها هي تعلم انه لم‬
‫يفعل حتى االن ربما لبدايتهما الخاطئة او لغبائها الذي‬
‫تلى ولكن رغم ذلك ال تتصور حياتها من دونه‬
‫!!!!!!!!!!كم تبدو تلك الحياة التي كانت تحياها قبل‬
‫الزواج بعيدة جدا االن!!!!!!!!! قالت لسها (تعالي‬
‫معي نذهب الى مكتب االمن فربما تركوا االوراق‬
‫النني ال اتصور ما ساضطر لفعله حتى احصل على‬
‫غيرها )‪......‬قالت لها (هيا )‪...........‬وصلتا الى هناك‬
‫فتعرف المسئول عليهما النه سبق وسألتا من قبل‬
‫‪..........‬قال لهما (جيد انكما حضرتما فلقد احضر احد‬
‫عمال النظافة هذه االشياء ‪..........‬وجدت اوراقها‬
‫الرسمية من غير الحقيبة او النقود وكذلك وجدت‬
‫رخصة السيارة ولكن يبدو ان الفيزا ايضا قد اختفت‬
‫‪...........‬قالت له شاكرة (شكرا لالهتمام والتعب‬
‫)‪...............‬قالت لها سها وهي تعقد جبينها بتفكير‬
‫(لما تظني انهم احتفظوا بها االيام السابقه ما دامو‬
‫سيتركونها في النهاية ؟)‪...............‬قالت فرح (لقد‬
‫حصلوا على المال ولم يظهر احدا منهم خالل االيام‬
‫السابقة ربما احضروها عند عودتهم )‪............‬قالت‬
‫سها (الغريب هو لما احضروا اوراقك الرسمية هل‬
‫تظني انهم من الشهامة بحيث لم يرغبوا باتعابك وانت‬
‫تستخرجين غيرها )‪...........‬قالت فرح (ماذا اذا‬
‫؟)‪.............‬اجابتها ( اشعر ان هذا للتغطية على شئ‬
‫ما قاموا بفعله لذا لم يرغبوا بان تقومي بابالغ‬
‫الشرطة )‪............‬قالت في قلق (ما الذي تفكرين به‬
‫؟ ثم اني ال اظن انهم مجرمون محترفون قد ينتحلون‬
‫شخصيتي في السطو على بنك‬
‫مثال!!!!!!!!!)‪............‬مطت شفتيها لتقول لها (انا‬
‫لست مرتاحة )‪............‬قالت في خفوت (لقد انتهى‬
‫االمر على خير ولم يعلم احد هل تريديني ان افضح‬
‫نفسي ثم ان اوراقي ضاعت وامن الكلية عرف انها‬
‫عادت ولم يعد هناك سبب لالبالغ عن فقدها‬
‫‪..........‬ساترك االمر عند هذا الحد‬
‫)‪................................‬خرج مرهقا من حجرة‬
‫العمليات حيث قد انهوا عملية قلب مفتوح استغرقت‬
‫ساعات طويلة ‪..............‬ثم عليه ان يذهب مباشرة‬
‫الى االستاذ المشرف على رسالة الدكتوراة الخاصة به‬
‫فالمناقشة بعد شهران ونصف اي كما يقال بدء العد‬
‫التنازلي وهو يعود الى المنزل فقط لينام ‪..‬اذا كان ما‬
‫يحدث له هناك يطلق عليه نوم بل هو اقرب شئ الى‬
‫فقدان الوعي ‪............‬عليه ان يكون شاكرا لفرح‬
‫فوجودها في حياته يوفر عليه الكثير هدوئها يفيده في‬
‫هذه المرحلة التي ال يحتاج فيها حتى ان يرد السالم‬
‫على احد ‪............‬انها ومنذ تلك الليلة التي طالبته‬
‫فيها بحقوقها وهي تتوارى خجال كلما نظر اليها‬
‫‪ ......‬من ناحية اخرى هو لم يكن لديه مانع ان ينفذ ما‬
‫طلبته ولكن هو يعلم انه ان فعل فهو لن يكتفي بمرة‬
‫واحدة بل ربما سيحتجزها في غرفة نومه ولن يطلق‬
‫سراحها اليام عديدة ‪........‬وعندها سيحصل على‬
‫درجة راسب مع مرتبة الشرف ‪..........‬واالن فالعلم‬
‫في المرتبة االولى لكالهما ‪..........‬لقد قرر بعد انهائه‬
‫للمناقشة والذي سيتلوه شهر رمضان ان يسافر‬
‫النجلترا لعدة اشهر سيعمل خاللها تحت اشراف‬
‫الطبيب الشهير الذي اجرى الجراحة لمحمد والذي‬
‫لحسن حظه قد وافق ان يدربه ‪........‬وهو يعلم ان هذا‬
‫سيفيده كثيرا من ناحية اخرى يعلم انها ستسعد بان‬
‫تكون جوار صديقتها هناك ‪...........‬غير مالبس‬
‫العمليات وامسك هاتفه ومفاتيحه ليجد ان هاتفه قد‬
‫استقبل رسالة قرآها لينعقد حاجباه في ضيق ويقول‬
‫بغضب (ما هذا التخريف ؟)‬

‫بعد مرور عشر اسابيع‬


‫قالت لها وهي تمط شفتيها كاالطفال ( سارة ارجوك‬
‫انزلي معي لالسفل الجو حار وانا اريد السباحة وانت‬
‫تعلمين ان معتز منعني من نزول الحوض الكبير‬
‫بمفردي )‪...............‬قالت لها محاولة التحلي بالصبر‬
‫(شيري انت تعلمين انني محجبة وال استطيع النزول‬
‫وهؤالء العمال موجودون ثم اننا في فترة اختبارات‬
‫وليس لدي وقت )‪ ..............‬قالت لها (انا ايضا لدي‬
‫اختبارات ولكن المادة القادمة بعد اسبوع لذا فان‬
‫فرصتي الوحيدة هي اليوم ومعتزمنذ بدأ العمل يعود‬
‫متأخرا جدا )‪.................‬انها ال تدري ما الذي‬
‫اصابها ؟ طوال الوقت تشعر ان الحر سيقتلها كما انه‬
‫يسبب لها احساس غير مريح في معدتها وتشعر ايضا‬
‫ان وزنها زاد !!!!!!!!!!!ربما يكون ابتعادها عن‬
‫مدينتها هو السبب في كل هذا ‪..........‬فهي كالسمكة‬
‫التي ابتعدت عن الماء ومن الجيد انها لم تمت‬
‫!!!!!!!!!!!لقد انهت معظم اختباراتها والحمد هلل‬
‫اجابت جيدا ولم يتبق اال مادتين احداهما بعد اسبوع‬
‫واالخرى بعدها بخمسة ايام وسيكون رمضان قد اتى‬
‫في ذلك الوقت مما سيمثل صعوبة اضافية مع الصيام‬
‫!!!!!!!!!! اضطرت لالستجابة اللحاح الفتاة والتي‬
‫اصبحت تعتبرها شقيقتها الصغرى المدللة وكأن عمر‬
‫قد ابتعد لتأتي تلك المدللة وتحتل مكانه ‪...........‬ومع‬
‫انشغال معتز لم تعد شيري تجد اال هي لتتدلل عليها‬
‫وهذه ليست المرة االولى بالتأكيد فهي قد طلبت منها‬
‫في مرات كثيرة ان تنزل وتغير على المطبخ‬
‫‪..............‬هي ال تعلم ما اصاب الفتاة وما سر تلك‬
‫الشهية المفتوحة من ناحيتها ‪..........‬والسيدة زهرة‬
‫والتي يبدو انها احبت الفتاة قد اصبحت تعتبر نفسها‬
‫بمثابة امها او جدتها‪ ...........‬ولذا ال تسمح لها باخذ‬
‫كل ما تريد النها تعتقد انه سيضرها ‪...........‬لذا‬
‫اصبحتا تلجآن الى السرقة هي تظن انهما في احد‬
‫المرات قد تصعقهما الكهرباء عندما تقومان بفتح‬
‫الثالجة كعقوبة مناسبة لفعلهما !!!!!!!!!!!قالت لها‬
‫وهي تبتسم (امري هلل سانزل النتظرك حتى تنتهي من‬
‫السباحة ايتها السمكة الذهبية )‪...............‬في‬
‫طريقهما الى االسفل الحظت سارة نور حجرة المكتب‬
‫المضاء يبدو ان يوسف قد عاد ‪.........‬انها ال تكاد‬
‫تراه فعلى ما يبدو انه منشغل جدا ربما الجميع يحاول‬
‫انهاء اعماله قبل الصيام خاصة مع الحر الشديد‬
‫‪...........‬جلست هي على الكرسي بينما اندفعت الفتاة‬
‫الى الحوض تسبح مستمتعة ‪.........‬ثانية تذكرها بعمر‬
‫الم تكن تفعل هذا عندما تذهب به الى النادي حيث تظل‬
‫تراقبه خشية ان يتعرض لسوء ‪..........‬ورغم ادراكها‬
‫ان سباحة شيري ال غبار عليها اال انها تثير فيها‬
‫الكثير من حس الحماية!!!!!!!!!!!!!!كان قد مر‬
‫حوالي نصف ساعة لذا اقتربت لتقول لها (شيري هذا‬
‫يكفي )‪...............‬هي لم تقم بالسباحة منذ بداية‬
‫االختبارات لذا شعرت انها لن تكتفي واستمرت‬
‫بالسباحة رغم انها بدأت تشعر باالرهاق ‪...‬ربما هي‬
‫مثل شخص توقف عن الرياضة لفترة لذا يجب ان‬
‫تكون عودته تدريجية ‪...........‬بعد هذه اللفة االخيرة‬
‫ستتوقف بكل تأكيد !!!!!!!!!رأت سارة تشير لها بان‬
‫تتوقف ولكنها شعرت بدوار لم تستطع معه ان تصل‬
‫حتى لجانب الحوض !!!!!!!!!!!!ثم لتشعر بعدها انها‬
‫تفقد الوعي ‪............‬رأت الفتاة وكأنها فقدت تحكمها‬
‫في نفسها لتشعر بها تكاد تختفي اسفل الماء‬
‫‪..........‬هل فقدت الوعي ؟ صرخت باعلى صوتها‬
‫(شيري ‪..........)........‬لتقول بعدها وهي تصرخ الحد‬
‫العمال (نادي يوسف بسرعة )‪....................‬خالل‬
‫لحظات كان قد ظهر مرتديا قميص خفيف وبنطلون‬
‫لتشرح له من بين بكائها (شيري لقد اختفت تحت‬
‫الماء )‪................‬القى نفسه بسرعة في الماء وهو‬
‫يأخذ نفسا عميقا ليغطس بعدها تحت الماء حتى عثر‬
‫عليها واخرجها وهي فاقدة للوعي ‪..............‬ضغط‬
‫بيده على صدرها ليندفع الماء من فمها ويشعر‬
‫بتنفسها ينتظم دون ان تسترد وعيها ‪.............‬حملها‬
‫الى سيارته بينما سارة تتبعه ليقول لها (سنذهب الى‬
‫المستشفى اتصلي باخويك ليلحقا بنا‬
‫)‪.......................‬مضى حوالى نصف ساعة ليخرج‬
‫بعدها الطبيب وهو يبدو عليه القلق بينما قامت سارة‬
‫هي االخرى واقتربت منهما ليقول الطبيب بتوتر (ال‬
‫ادري ماذا اقول لك سيد يوسف ولكن الفتاة حامل‬
‫)‪...............‬شعر بمشاعر غريبة تنتابه فها هو حامل‬
‫اسم ابيه وجده سيأتي اخيرا!!!!!!!!!!! ليقول للطبيب‬
‫مبتسما بهدوء (ستفعل ما يقوم به الجميع في هذه‬
‫الظروف ستقول لي مبروك )‪................‬نظر اليه‬
‫بدهشه ليقول له يوسف (ال تقلق الفتاة هي زوجة‬
‫اخي ربما تبدو اصغر من عمرها ولكن االن عمرها‬
‫اكثر من ثمانية عشر عاما لذا فالزواج قانوني‬
‫)‪............‬ظهرت معالم االرتياح على الطبيب الذي‬
‫قال ( الف مبروك )‪...............‬ليظهر بعدها احمد‬
‫يتبعه معتز ليقول له يوسف مبتسما (ال تقلق يمكنك‬
‫ان تقول ان ولي العهد اراد ان يعلمنا باقتراب قدومه‬
‫)‪.............‬نظر اليه بدهشه ليربت هو على كتفه قائال‬
‫(الف مبروك يا ابو سيف )‪...............‬ليأتيهما‬
‫الصوت المقاطع من احمد العاقد جبينه وهو يقول‬
‫(وكنت تقول زوجتي صغيرة ولن تحمل االن وها هي‬
‫حامل وانت حتى ال تبعدها عن المخاطر‬
‫)‪................‬نظر اليه يوسف معترضا وهو يقول‬
‫(احمد )‪...............‬بينما ظهرت نظرة احساس بالذنب‬
‫على وجه معتز لتتلوها ضحكة طويلة وهو يقول (وانا‬
‫الذي انام في الحجرة االخرى منذ وفاة والدها حتى ال‬
‫تحمل وهي اساسا حامل )‪.............‬قال له يوسف‬
‫بتواطؤ ضاحكا ( التوبة بعد فوات االوان‬
‫)‪.............‬لينظر الى احمد المتجهم ليقول له غامزا‬
‫وهو مستمر في الضحك (يا حامي االبرياء ال داعي‬
‫لنظرتك هذه وكأنني مجرم لقد كانت مرة يوم الزواج‬
‫ثم يوم اخر قبل وفاة والدها ولكن يبدو ان البركة في‬
‫القليل )‪...................‬قال احمد وقد ابتسم هو االخر‬
‫(اذهب واطمئن على زوجتك ايها الفتى المؤدب الذي‬
‫حلت عليه البركة )‪..................‬غادر ليقول له‬
‫يوسف (ال تخضع كل شئ للتحليل المنطقي ثم ان كنت‬
‫تشعر بالغيرة لما لم تفعلها انت ايضا؟‬
‫!!!!!!!!!!)‪...............‬ما الذي سيقوله شقيقه ان‬
‫علم ان احتمال ان تكون زوجته حامل هو صفر‬
‫‪ ...........‬من ناحيةاخرى فان تلك الرسائل التي تصله‬
‫قد ارتفعت وتيرتها ومحتواها اصبح اكثر تدنيا بشكل‬
‫كبير ‪.............‬وكلما تتبع رقم الهاتف الذي يقوم‬
‫بارسالها يصل الشخاص ليس لهم وجود من االساس‬
‫ويتم تغيير الرقم بشكل منتظم ‪.....‬وها هو يحول‬
‫التحلي بالصبر وضبط النفس الى اقصى درجة‬
‫خاصةوان مناقشته بعد ايام قليلة !!!!!!!!!! دخل‬
‫عليها ليجدها جالسة على السرير شعرها مبلول‬
‫لتلتفت نحوه فيقول لها وهو يقبلها (الف مبروك‬
‫حبيبتي فوق جبينها )‪..................‬نظرت الى عينيه‬
‫في حيرة وهي تقول (هل انت سعيد انني سانجب لك‬
‫طفال ؟)‪............‬قال وهو يحتويها بين ذراعيه‬
‫(بالتأكيد حبيبتي ثم انه طفل جيد انظري انه حتى لم‬
‫يشعرنا بوجوده اال عندما قاربت اختباراتك على‬
‫االنتهاء )‪...............‬ضمت نفسها اليه اكثر وهي‬
‫تقول (انا خائفة )‪.............‬قال وهو يسند ذقنه فوق‬
‫رأسها (لما يا حبيبتي ؟)‪.............‬قالت (اشعر انني ال‬
‫اعرف كيف اكون ام من االساس )‪.............‬قال‬
‫يطمئنها (ستكونين افضل ام ثم ان االمر ال يتطلب‬
‫معرفة بل هي غريزة اودعها هللا داخل كل فتاة‬
‫)‪...............‬لم تجب لذا قال لها مازحا (هل تعلمين‬
‫كيف اتى هذا الطفل ام ربما لم‬
‫تنتبهي؟)‪.............‬قالت مبتسمة ( انا احاول التخمين‬
‫)‪............‬ليقول لها وهو يغمز بعينه (ربما علي ان‬
‫اعيد تذكيرك )‪...................‬ليجد وجهها يحمر وهي‬
‫تنظر الى االسفل ‪.........‬ثم تبدأ دموعها‬
‫بالتساقط‪..........‬ليقول لها وهو يمسك يدها (احمدي‬
‫هللا يا شيري لقد وهبك شخصا من دمك ولحمك‬
‫يعوضك به عما اخذه منك )‪ .............‬قالت وهي‬
‫تضم نفسها اليه (لقد عوضني بك منذ البداية ولذا ال‬
‫اتوقف عن شكره)‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬
‫الفصل الحادي واالربعون‬

‫ظهر امامها االسم المصاحب لرنين الهاتف ولكنها‬


‫كالمعتاد لم ترد منذ شفائه ابعدت نفسها عنه بشكل تام‬
‫لقد وجدت نفسها تنزلق في هوة ال سبيل للخروج‬
‫منها اذا وصلت للقاع ويبدو ان الجميع اصبح على‬
‫استعداد لتقبل حياتها معه حتى يوسف اصبح كذلك‬
‫منذ زواجه بملك ومنذ اصابته بدال من معتز‬
‫لتفقدمناصرها االول وبالتأكيد معتز عادت صداقته له‬
‫كما كانت لتقف هي وحدها ‪..........‬اخبرها انه لم‬
‫يتعمد ان يفعل بها هذا وانه حتى ال يتذكر شئ ولكن‬
‫هي ال تريد ان تكون مجرد شخص يرضى باالمر‬
‫الواقع لما عليها ان تكمل في ارتباط االمر الواقع هذا‬
‫مع شخص اول شئ ال يرضيها فيه هو اخالقه‬
‫‪.........‬ثم هي تشعر انه يصر على االكمال معها بسبب‬
‫الشعور بالذنب وهي بالتأكيد ال ترغب ان تكون‬
‫بالنسبة له مجرد عمل خيري وليس اكثر ‪..........‬لقد‬
‫عاد الى الجامعه منذ شهرين وطول الوقت حاولت‬
‫تجنبته قدر استطاعتها ارتفعت نغمة الرسالة لتجد‬
‫رسالة منه (سارة افتحي الخط واال لن يرضيك ما‬
‫سافعله )‪............‬هل يهددها ؟ هي لن تهتم كما يقال‬
‫اعلى ما في خيله يركبه !!!!!!!!!!‪................‬نظر‬
‫الى الوقت ليجد ان المدة المحددة لالمتحان قد انتهت‬
‫انها ستخرج االن بال شك ان غضبه قد زاد نظرا‬
‫لتجاهلها التام له منذ ان خرج من المستشفى ليشعر‬
‫انه قد عاد للمربع صفر وربما قبله ترى ما الذي غير‬
‫موقفها ؟ انها حتى ال ترد على الهاتف وحتى منذ‬
‫عودته الى الجامعة ال تتحدث معه اطالقا ولوال خوفه‬
‫من اثارة الفضائح لكان تصرفه قد اختلف‬
‫‪..............‬كان يقف في مكان بعيد نسبيا حتى ال يراه‬
‫باقي الطالب ويتجمعون حوله ولكن في نفس الوقت‬
‫يسمح له برؤيتها عند خروجها ‪..........‬الحظ انها‬
‫خرجت هي والفتاتان اللتان يراهما معها دائما‬
‫‪.........‬الحظ ابتعادها واتجاهها ناحية سيارتها جيد‬
‫انها ستنصرف مباشرة ‪...........‬استقل سيارته هو‬
‫االخر وسار خلفها على مسافة معتدلة ليقترب منها‬
‫عندما وصلت الى الطريق الهادئ ثم يسبقها ويوقف‬
‫سيارته امامها فتضطر هي االخرى للتوقف‬
‫‪..............‬خرج من السيارة ووقف امام بابها ليقول‬
‫لها بلهجة حازمة (افتحي الباب )‪.............‬ما الذي‬
‫يحدث كانت قد انتبهت في لحظة ما ان هناك شخص‬
‫يتبعها وعندما اقترب تعرفت على سيارته ليتوقف‬
‫بعدها مباشرة امامها على هذا النحو ‪..........‬قالت‬
‫بعناد (ما الذي تفعله ؟ )‪...........‬قال لها من بين‬
‫اسنانه (لقد حذرتك وانت من لم تستمع واالن هيا‬
‫افتحي الباب )‪............‬قالت وقد رأت سيارة شرطة‬
‫تقترب مما رفع من معنوياتها (ابتعد االن واال‬
‫ساخبرهم انك تحاول اختطافي)‪...........‬قال ضاحكا‬
‫بسخرية (هل تعلمين ان هذه هي المرة االولى التي‬
‫اخرج فيها ومعي عقد زواجنا لذا ساستمتع وهم‬
‫يقنعونك ان الطيب هو االفضل وان عليك ان تتفاهمي‬
‫مع زوجك )‪............‬فتحت الباب ليقول لها (اخرجي‬
‫واغلقي باب السيارة بالمفتاح وسوف اعيدك الى‬
‫نفس المكان ثانية )‪............‬قالت باعتراض (انا لن‬
‫اركب معك )‪............‬قال بنفاذ صبر (سارة هيا قبل‬
‫ان اضطر لحملك )‪................‬نظرت اليه بحنق‬
‫لتمسك بالباب الخلفي محاولة فتحه مما جعله يبتسم‬
‫بسخرية وهو يمسك بذراعها يدفعها الى الكرسي‬
‫االمامي برفق حازم ويقول ( انا ال اعترض على كوني‬
‫سائقك حبيبتي ولكن انا اريدك بالقرب مني‬
‫)‪...........‬نظرت اليه بغضب وهي تقول (ال داعي لهذا‬
‫الكالم )‪.................‬ابتسم لها وقد اصبح بالفعل‬
‫منطلقا في طريقه وقال (هل يضايقك تفوهي بالحقيقة‬
‫؟ ام ربما يخجلك ؟ على كل حال عليك ان تعتادي فانا‬
‫انوي تكرارها كثيرا )‪...............‬رمقته بنظرة حانقة‬
‫وهي تقول مغيرة الموضوع (الى اين نحن ذاهبان‬
‫؟)‪.............‬قال بهدوء (ستعلمين عندما نصل‬
‫)‪..........‬قالت وقد بدأ القلق يتصاعد داخلها (انت‬
‫ذاهب الى مكان عام اليس كذلك ؟)‪...........‬قال بلهجة‬
‫متالعبة (امممم مكان عام هل تظني سارتي اني‬
‫اخاطر واقوم بخطفك من اجل الذهاب الى مكان عام‬
‫؟!!!!!!!!!!!)‪ ...............‬قالت ونبضاتها تتسارع‬
‫برعب (محمد انت تخيفني فقط اليس كذلك‬
‫؟)‪..............‬نظر اليها بمالمح غير مقرؤه ليقول‬
‫بعدها باحباط (اخيفك !!!!!!!هل تواجدك معي هو شئ‬
‫اهددك به ؟ اذكر انك كنت تتصرفين بصورة طبيعية‬
‫اثناء وجودك معي في المستشفى ام ان ذلك كان النك‬
‫تعلمين اني كنت غير قادر حتى على الحركة‬
‫)‪.............‬هو فعال شعر باحباط كبير بل بالجنون من‬
‫تصرفاتها وهاهي تثبت له صدق استنتاجاته‬
‫‪..........‬اكمل حين لم ترد (لقد وصلنا‬
‫تقريبا)‪...........‬نظرت حولها لترى المنطقة المألوفة‬
‫انهما قريبان من فيال احمد اخاها ولكن عندما توقف‬
‫وجدت انهما ليس في نفس الشارع ربما احد الشوارع‬
‫الموازية ‪.........‬خرج من مقعده ليتجه نحوها فاتحا‬
‫الباب وهو يقول (هل ستظلين جالسة كثيرا هكذا‬
‫)‪...........‬ماذا عليها ان تفعل ؟ ربما ينفعها العناد‬
‫ورفض النزول ‪..........‬وجدته يقول (ال يزال التهديد‬
‫بحملك ساريا )‪..........‬لتقوم بتذمر وهي تتجه نحو‬
‫البوابة خلفه وتشعر ببرودة تنتشر في جسمها كله‬
‫وهي ترى الفيال الموجودة بالداخل وتجده يخرج‬
‫المفتاح ويفتح الباب الداخلي ‪...‬‬

‫*استيقظت من نومها على صوت الهاتف‬


‫‪..........‬كانت قد نامت منذ عادت من االختبار والذي‬
‫جعلها االستعداد له تسهر طوال الليل ‪..........‬ايام‬
‫طويلة قضتها في االختبارات والزال هناك المزيد‬
‫كانت تتمنى ان تنهي العام قبل شهر رمضان حتى‬
‫تتمكن من الذهاب الى منزل والديها ولكن االختبارات‬
‫لن تنتهي اال بعد العيد ‪..........‬قرأت االسم لتجد‬
‫المتصل هي سلمى انها تعلم انهما انهيا اختبارتهما‬
‫منذ ايام ومع االجازة ال ريب انهما يشعران بملل‬
‫رهيب وبالتأكيد سيف يسلي نفسه على حساب شقيقته‬
‫‪...........‬هي ال تعلم لما ال تكون ابنتها قوية مثلها‬
‫اومثل اباها بالتأكيد!!!!!!!!!! بدال ان تكون بكل هذه‬
‫الرقة التي ال تصلح في هذا العالم‬
‫!!!!!!!!!!!!ابتسمت وهي تفكر ان هذه الرقة والدلع‬
‫الطبيعي الموجودان لدى سلمى تعتبر سالح قوي‬
‫يخضع اعتى القلوب ‪...........‬قالت لها مباشرة‬
‫(جيجي هل تظني ان علي ان اصوم هذا العام‬
‫؟)‪.............‬اكيد سيف هو من فجر االمر‬
‫‪.......‬وسلمى من بعيد تشعر ان الوضع سيكون صعب‬
‫ولكنها تضغط على نفسها حتى ال تكون اقل منه‬
‫‪.............‬قالت لها (عليك ان تجربي ‪.......‬ابدأي مثال‬
‫بنصف اليوم حتى تصلي الى صيام اليوم كله‬
‫)‪..........‬قالت لها باعتراض (ولكن سيف يقول انه لن‬
‫يفطر اي يوم )‪.............‬قالت بتفكير (ال تدعيه يؤثر‬
‫عليك وابذلي ما تستطعيه من جهد من غير ان تثقلي‬
‫على نفسك فانت ال تزالي صغيرة)‪.............‬وجدتها‬
‫تغير الموضوع فجأة لتقول لها بطريقة متلهفة (لقد‬
‫انهيت اختبارتي الن نسافر ؟)‪............‬شعرت بالم في‬
‫قلبها منذ عادوا من مصر والفتاة تحلم باليوم الذي‬
‫تعود فيه وتزور صديقها المفضل ‪..........‬هي نفسها‬
‫تشعر بحيرة كبيرة من هذا التأثير البالغ ليوسف على‬
‫ابنتها من مجرد لقاء واحد !!!!!!!!!!واالخر الذي لم‬
‫يذكر الموضوع ثانية ولكنها تشعر بحيرته والمه ال بد‬
‫ان تضع مصلحتهما في المقدمة قبل اي اعتبارات‬
‫اخرى ‪..........‬حتى والدها ليس من حقه ان يحرم‬
‫اطفالها من اباهم هي تريد فقط ان تقنعه وليس ان‬
‫تتخذ قرارت بمفردها قد تكون نتائجه خطيرة فتصبح‬
‫هي المالمة ‪..........‬ولكن لم يعد لديها حل اخر فهي‬
‫تشعر طول الوقت ان كلمة محمد تتردد في اذنها ان‬
‫ابنها سيضيع منها وهاهي شقيقته تلحق به ولكن مع‬
‫اختالف نوع المشاعر ‪...........‬اجابتها قائلة (حبيبتي‬
‫ال يمكنني السفر االن فا نا لم انه اختباراتي بعد لذا‬
‫اصبري قليال )‪................‬وماذا بعد االختبارات ؟ هل‬
‫ستأخذ طفليها وتذهب بهما الى منزله ؟ هل سيوافق‬
‫والدها والذي ظل لسنوات يمنعها من مجرد السفر‬
‫هناك حتى ولو بمفردها‪...........‬انها تشعر انها لن‬
‫تحتاج لهذا احساسها ان يوسف هو من سيأتي‬
‫ليأخذها ‪...........‬او ربما تتوهم ويكون فقط يريدها‬
‫من باب التغيير في بعض االحيان !!!!!!!!!!!انه‬
‫ومنذ ان عادت لم يعاود االتصال بها وهي ايضا لم‬
‫تفعل ارادت فقط ان تركز على دراستها وتنهي العبأ‬
‫الموضوع فوق عاتقها ‪..........‬ايضا لم يستمر ترقبها‬
‫او قلقها كثيرا فبعد اقل من اسبوع علمت انها ليست‬
‫حامل !!!!!!!!!هو كان معها في الفترة االمنة ولذا لم‬
‫يكن هناك احتمال بحدوث حمل من االساس‬
‫!!!!!!! انها لم تكن تهتم بهذه المواعيد بما انه ليس‬
‫هناك وجود لشئ يخل بها !!!!!!!!!!ابتسمت وهي‬
‫تتذكر السيناريوهات التي كانت تتخيلها في عقلها اذا‬
‫اكتشفت انها حامل ورد فعل اباها او حتى عماد وهل‬
‫سيكون عليها اخبارهم بما فعله هناك ؟‪.........‬ام‬
‫سيكون من االفضل تركهم يظنون انها كانت تذهب‬
‫اليه بارادتها ‪.............‬هل هي اساسا تريد االنجاب‬
‫ثانية ؟ من يوسف تحديدا ؟ سؤاالن يدورا بعقلها‬
‫كثيرا ‪.........‬وكلما فكرت تجد ان لهما اجابة واحدة‬
‫!!!!!!!!!! فلو ارادت مزيدا من االطفال ليس امامها‬
‫اال هو اليس زوجها ؟‪.........‬خاصة وان انتجاهما‬
‫متميز!!!!!!!!!!هي تريد ان تحمل ثانية ولكن في‬
‫ظروف طبيعية تشعر فيها بالسعادة والترقب واالنتظار‬
‫وحتى االلم الطبيعي الذي تشعر به باقي االمهات النها‬
‫في حملها االول لم تكن تشعر بشئ‪.........‬كان عقلها‬
‫يرفض االمر ويغيبها عنه لذا تريد التعويض ولكن قبل‬
‫هذا عليها ان تعيد تربية زوجها من جديد لتخلصه من‬
‫بعض غروره وعنجهيته‬

‫سبقها الى الداخل ليقول لها بهدوء (هيا تعالي ما‬


‫الذي تنتظرينه ؟)‪............‬موجة من الرعب اعترت‬
‫كل جزء فيها لماذا اتى بها الى هذا المكان الذي من‬
‫الواضح انه ال يزال في مرحلة التشطيبات وبه القليل‬
‫من االثاث المركون ‪........‬هي تشعر بالخوف من‬
‫انفراده بها في هذا المكان ‪.........‬فلو حاول معها اي‬
‫شئ فان صراخها لن يسمعه احد في هذه المنطقه‬
‫الهادئة ‪.......‬تنظر اليها لتلتمع عيناه في غضب‬
‫ويشتم بعدها بصوت مسموع عندما رأى دموعها‬
‫‪............‬ليجذبها الى الداخل مغلقا الباب خلفه ثم‬
‫يحيط ذراعيه بها دافنا اياها في صدره بينما تتخبط‬
‫ويرتفع صوت نشجيها ‪...........‬فربت على ظهرها‬
‫وهو يقول بلهجة حنونة (اهدئي يا سارة اهدئي‬
‫حبيبتي انا لن اؤذيك لقد اردت فقط ان اعرف رأيك‬
‫فيما اقوم به في الفيال من ديكورات)‪............‬بعد ان‬
‫شعر انها هدأت قليال سمح لها باالبتعاد‬
‫‪............‬ليقول بعدها (واالن هيا لتري ما تم حتى‬
‫االن)‪..........‬قالت وهي تمسح دموعها(انا ال اريد ان‬
‫ارى شيئا لم تتعامل وكأننا شخصان مخطوبان في‬
‫ظروف طبيعية )‪...........‬قال وهو يعقد جبينه (يبدو‬
‫وانك انت من نسيت اننا اكثرمن خطيبين اننا زوجان‬
‫)‪............‬قالت بحدة (كف عن هذا وافهم ان ما في‬
‫عقلك هو اوهام انا لن اقبل ان اعيش معك باقي حياتي‬
‫حتى وان كان االمر كما تقول وانك لم تقصد ان تفعل‬
‫ذلك او انك كنت في حالة عدم وعي ‪..........‬تظل‬
‫حقيقة انك ال تملك الصفات التي اتمناها في زوجي‬
‫)‪............‬قال بلهجة باردة (وما هي صفات زوجك‬
‫المنتظر يا زوجتي ؟)‪..............‬نظرت اليه وعيناها‬
‫تبرقان بغضب عاد ليسيطر عليها طاردا الخوف‬
‫(شخص محترم ليس له تاريخ اسود يعترف هو‬
‫شخصيا انه كان يتعاطى المخدرات وربما خمور ايضا‬
‫‪.........‬ثم هل تقسم لي االن انك لم يكن لك عالقات‬
‫غير شرعية بالنساء ؟)‪..............‬نظر اليها بحدة ثم‬
‫امسك بذراعها ليقول لها بصوت رغم انخفاضه اال انه‬
‫ارعبها ( تريدين شخص محترم !!!!!!!!!!انا امام‬
‫الناس كلها هذا الشخص او تعلمين اي اب سيطير‬
‫فرحا ان تقدمت البنته النه سيجد سجلي نظيف تماما‬
‫ومع وضعي وحالتي المادية ومركز والدي سيطيرون‬
‫من السعادة ‪...........‬هل تظني ان المالك الذي تريدينه‬
‫موجود ؟ ام ربما يبدو كذلك من الخارج فقط‬
‫!!!!!!!!!!تريدين ان اقسم لك عن عدم وجود عالقات‬
‫غير شرعية في حياتي حسنا انتظري لالبد النه حتى‬
‫لو كان لدي مثلها وسترني هللا هل علي ان افضح‬
‫نفسي ؟‪.........)................‬قالت وهي تحاول جذب‬
‫ذراعها منه (االشخاص المحترمون كثيرون ولكن‬
‫يبدو انك لم تعتد االختالط بهم !!!!!!!!!وستعرف‬
‫حتما عندما تجدني بصبحة الشخص الذي ساتزوجه‬
‫بعد تحرري من القيد الذي ربطني بك منذ‬
‫سنوات)‪................‬قال وهو يمسك ذراعها االخر‬
‫ليهزها بعنف ( ايتها الفتاة المتدينة المحترمة تتحدثين‬
‫امام زوجك عن رجل اخر هذا هو االحترام من وجهة‬
‫نظرك ؟‪..........‬انه خطائي منذ البداية باصراري على‬
‫التمسك بفتاة معقدة بينما امامي كل الفرص‬
‫متاحة)‪.............‬قالت بعد ان تركها (او ليست تلك‬
‫المعقدة هي ما جنته يداك ايها الشهم‬
‫)‪................‬قال من بين اسنانه (انا المخطئ النني‬
‫اردتك ان تشعري بشكل طبيعي ويكون لك رأي في‬
‫منزلك المستقبلي يا مدام سارة ‪..........‬واالن هي الى‬
‫الخارج حتى ال تتمادي في استفزازي وافعل بك ما‬
‫يجعلك تتعقدين من الرجال بكل انواعهم‬
‫‪...........‬واكمل بسخرية حتى المحترمين منهم‬
‫)‪.................‬خرجت امامه ليغلق المنزل ويتجها الى‬
‫سيارته حيث تركها امام سيارتها دون كلمة اضافية‬
‫‪...‬‬

‫*عاد من العمل ليجدها جالسه على االرض في حديقة‬


‫الفيال بينما عمر يلعب بالكرة ‪..........‬اقترب منها‬
‫ليقول لها ضاحكا ( ما الذي تطبخه امي اليوم وجعلك‬
‫تتركين المنزل هكذا ؟)‪..........‬قالت له بابتسامة‬
‫شاحبة ( رائحة اللحم ال استطيع تحملها )‪.........‬قال‬
‫بابتسامة ساخرة (انت ال تتحملين اي رائحة حبيبتي‬
‫‪.......‬حتى انك ترفضين ان ننتقل الى الدور الخاص‬
‫بنا بسبب رائحة الدهانات الحديثة ورائحة االثاث‬
‫‪..........‬كما انك ال تتحملين رائحتي وال رائحة عمر‬
‫‪.........‬اظن ان الخطوة التالية هي ان تنامي في‬
‫الحديقة )‪..........‬عقدت جبينها في ضيق لتقول‬
‫(وماذا افعل بابنتك المتسلطة التي تسيطر على حاسة‬
‫الشم لدي )‪........‬قال وهو يجلس جوارها على‬
‫االرض (امرنا هلل نتحمل هومي وابنتها المدللة مثل‬
‫امها والتي تثبت وجودها من البداية )‪............‬قام‬
‫ليمسك يدها ويقول لها (هيا االن حتى تأكلي معي‬
‫بالتأكيد امي اتمت الطهو )‪..............‬انها حامل ربما‬
‫شعرت ببعض التغيرات ولكنها لم تهتم حتى ظهرت‬
‫العالمات الدامغة ‪..........‬يبدو ان شيري لن تكون هي‬
‫الوحيدة فهي ستلد في الشهر التالي لها ‪........‬هم لم‬
‫يعلنوا االمر بشكل رسمي ولكن بالتأكيد حماتها فهمت‬
‫ما يحدث معها ‪........‬وهي تشعر باحساس غريب‬
‫فالمفترض انها وحازم كل واحد له حجرته الخاصة‬
‫ولكن بما انهما زارا شقته عدة مرات اصبحت حامل‬
‫قبل ان ينتقال ‪..........‬وعلى الرغم من انتهاء كل شئ‬
‫اال انها ال تطيق االقتراب من الدور الخاص بهما ولذا‬
‫فالحال سيظل على ما هو عليه مؤقتا‪..........‬دخل‬
‫ليغير مالبسه في حين اتجهت هي الى المطبخ لتقول‬
‫لحماتها (ماما لقد عاد حازم لذا سانادي عمي ونأكل‬
‫جميعا )‪............‬جلسوا جميعا امام المائدة فوضعت‬
‫امامها بعض السلطة فقط لينظر حازم جهتها بقلق‬
‫ويقول (ريهام ان هذا ال يعد طعاما عليك ان تأكلي‬
‫جيدا )‪............‬قالت له امه (دعها على راحتها‬
‫وعندما تشتهي المزيد ستأكل ‪...‬فاالفضل ان تأكل‬
‫وجبات صغيرة خالل اليوم من ان تأكل كثيرا في المرة‬
‫الواحدة )‪.............‬لم يعلق ليجد داليا شقيقته ترفع‬
‫بصرها من فوق الطعام لتقول بدهشة (ريهام هل انت‬
‫مريضة ؟)‪ .............‬رفعت امها بصرها اليها بحدة‬
‫وهي تقول لها (ال شأن لك داليا )‪..........‬كان عمر هو‬
‫الذي قال (امي ستأتي لي باخت صغيرة‬
‫)‪..........‬لتقول داليا في بالهة (ولكن كيف هذا وهي‬
‫تنام ‪........‬؟)‪...........‬لم تكمل عبارتها فقد صرخت‬
‫بها امها (اسكتي يا بنت )‪...........‬ريهام والتي شعرت‬
‫انها تتمنى ان تنشق االرض وتبتلعها اشتعل وجهها‬
‫احمرارا ‪.........‬ليقول حماها مبتسما (مبارك لكما‬
‫واتم هللا لك بخير حبيبتي )‪.............‬بينما حازم مد‬
‫يده ليمسك باذن شقيقته وهو يقول لها محاوال كتم‬
‫ضحكته (ماذا افعل لك ايتها الشقية ؟)‪............‬لينظر‬
‫الى ريهام التي يشعر انها في هذه اللحظة ترغب في‬
‫قتله النه وضعها في هذا الموقف المحرج ‪........‬بينما‬
‫هو يظن انها المتسببة في هذا النها لم توافق ان‬
‫ينتقال الى شقته ‪..........‬هو يعلم ان احدا لن يستغرب‬
‫من كون زوجته حامل غير هذه الصغيرة الحمقاء التي‬
‫ال تعلم شيئا ‪......‬اما والداه فهما بالتأكيد ال يظنان انه‬
‫سيلتزم بضبط النفس بعد عودة زوجته التي تلت‬
‫غياب سنوات‬

‫**كان يجلس معه في الكافتريا المعتادة ليجده على‬


‫غير العادة متجهما مشغول التفكير ‪..............‬لقد‬
‫سأله عما اصابه دون جدوى ‪......‬قال له بنفاذ صبر‬
‫(هل طلبت ان نخرج الكلم نفسي بينما انت حتى ال ترد‬
‫علي )‪.................‬اجابه (انا لم اتحمل البقاء في‬
‫المنزل لذا فكرت ان الخروج سيفيدني )‪.............‬قال‬
‫له باهتمام (هل هناك شئ يضايقك ؟)‪.............‬نظر‬
‫اليه بسخرية ليقول بعدها (ان شقيقتك مصرة على‬
‫موقفها‪ ............‬بالنسبة لها فان ارتباطنا مجرد‬
‫اجراء شكلي سينتهي بمجرد ان يعرف به الناس‬
‫)‪............‬قال له عاقدا حاجبيه (ولكن هذا كان دوما‬
‫رأيها )‪...........‬اجابه بحنق (ولكن انا ظننت ان‬
‫موقفها تغير بعد ان زارتني في المستشفى وجاءت‬
‫بعدها عدة مرات انا اشعر انا هناك شيئا حدث غير‬
‫موقفها مرة اخرى )‪.............‬قال معتز بتركيز (ربما‬
‫لم يحدث شئ ولكن سارة هكذا مع كل رقتها يمكن ان‬
‫تكون قاسية احيانا‪ .........‬هي تعاطفت معك كانسان‬
‫في خطر وبزوال هذا الخطر شعرت ان مهمتها انتهت‬
‫‪............‬الدليل على قسوتها انها ظلت لسنوات تبتعد‬
‫عني وانا شقيقها واظن اني لم اكن ذا عالقة فعلية بما‬
‫حدث لها )‪.............‬نظر اليه بحده وهو يقول (ما‬
‫الذي يعنيه كالمك بالتحديد؟ هل تظن ان علي ان‬
‫استسلم ؟)‪............‬قال له (بل اظن ان عليك ان تفهم‬
‫الحقيقة وهي ان امامك مشوار طويل حتى تصل الى‬
‫غايتك واصرارك على الوصول هو ما سيفهمها انك‬
‫تحبها وتريدها لنفسها وليس الي اسباب اخرى )‪...‬‬
‫‪............‬تركه بعدها ليعود الى حيث صغيرته المدللة‬
‫التي تحمل طفله ‪........‬طفله تحمل طفال ربما كان قد‬
‫فكر انه ال يريدها ان تحمل االن النها صغيرة او الن‬
‫لديها دراسه تشغلها ‪.......‬ولكن االن بعد ان اصبح‬
‫االمر حقيقي يشعر ان مشاعره قد اختلفت تماما‬
‫‪............‬هو متشوق للحظة التي سيرى فيها ابنه او‬
‫ابنته سيكون ذلك بعد اقل من ستة اشهر ‪..........‬دخل‬
‫الحجرة ليجدها جالسة فوق السرير وفي يدها بعض‬
‫االوراق وامامها كثير من الكتب والمالزم ‪.....‬جلس‬
‫جوارها وقال (ما كل هذا ؟)‪.............‬قالت وهي تمط‬
‫شفتها تذمرا (انها فيزياء ماذا تظن ان اوراقها تكون‬
‫؟)‪...........‬قال بهدوء وهو ينظر الى االوراق والتي‬
‫يبدو من القوانين واالرقام المكتوبة انها تحل فيها‬
‫بعض المسائل ليقول لها (هل تستطعين حلها‬
‫؟)‪...........‬قالت (بشكل عام اجل ولكن هذه المسألة‬
‫صعبة لذا متوقفة معي )‪.............‬امسك باحد االقالم‬
‫وبدأ بالحل لينتهي منها ثم يبدأ في الشرح لها وهي‬
‫تنظر جهته بدهشة ليقول هو بدهشة (ماذا هناك ؟ اال‬
‫زلت تعتقدين انني راسب في االعدادية )‪...........‬قالت‬
‫وقد تحولت تقطيبتها الى ابتسامة (حتى االن ال‬
‫استطيع االقتناع بانك مهندس )‪............‬قال وهو‬
‫يقترب منها وتعبير خطير يمأل وجهه (كانت فكرتك‬
‫عني مريعة يا زوجة االسطى )‪............‬قالت وهي‬
‫تخرج له لسانها باغاظة (بالتأكيد يا اسطى معتز‬
‫)‪..........‬حاصرها بين ذراعيه وهو يقول (لقد وعدت‬
‫نفسي ان اغسل فمك بالماء والصابون حتى ينظف من‬
‫االلفاظ التي تتفوهين بها )‪...........‬قالت باغاظة ( هذا‬
‫هو ما يفعله اي احمق عندما ال يصل الى هدفه يعد‬
‫نفسه بالمستحيل )‪............‬دفعها الى الخلف برفق‬
‫وعيناه تلمعان ليقول لها (احمق ومستحيل‬
‫‪.........‬سانفذ وعدي ولكن بطريقة اخرى وفي هذه‬
‫اللحظة تحديدا )‪...............‬ليهوى على فمها بقبالته‬
‫ويقول لها (ستكون هذه عقوبة جيدة لاللفاظ الذي‬
‫تتفوهين بها يا حلوتي )‪............‬قالت بشقاوة (ربما‬
‫اذا اعجبتني العقوبة ساتمادى في سبابك‬
‫)‪.............‬قال بخبث (اظن ان احداهن كانت تتوعدني‬
‫بان تشتكي لمديرة المدرسة وتبلغ عني اذا كررت هذه‬
‫التصرفات )‪..............‬اجابت ووجهها يحمر ( لقد‬
‫علمت من يخيفك اكثر ساشتكي الخيك‬
‫)‪...........‬تحولت ضحكته الى انفجار ضاحك ليقول‬
‫بعدها (تشتكي ليوسف من افعالي الشائنة‬
‫‪..........‬لينزل يده بعدها فيلمس بطنها ويقول لقد كان‬
‫اول شخص قام باكتشاف هذه االفعال بما ان الطبيب‬
‫اخبره عن حملك اوال ‪...........‬ثم غمز بعينه ليقول‬
‫بعدها ثم هو اكبر مشجعي هذه االفعال‬
‫)‪..............‬قالت بتجهم (يبدو ان كل عائلتكم مثلك‬
‫)‪............‬رد بهدوء (امممممم مثلي كيف‬
‫‪........‬ليعود فيقبلها ثم يقول ‪ :‬هكذا مثال‬
‫؟)‪............‬خرجت من الحمام ترتدي معطفها وتلف‬
‫رأسها بالفوطة لتجده يمسك باحد المالزم فتقول له‬
‫(معتز هيا الى حجرتك ويكفي الوقت الذي اضعته‬
‫)‪.........‬قام وهو يقول لها بابتسامة (ايام وتنتهي‬
‫االختبارات وعندها لن اغادر هذه الحجرة‬
‫)‪...........‬حافظت على مظهرها المتجهم حتى اختفى‬
‫ولكنها بادلته االبتسامة بعد ان خرج ‪...‬‬

‫***كانت تذاكر في حجرتها استعدادا الخر مادة‬


‫‪........‬ولكن رغم ذلك لم تستطع التركيز ‪...........‬‬
‫اصبح زوجها كشخص عابر تراه بالصدفة ‪.......‬صار‬
‫المنزل بالنسبة له كفندق ال يأتيه اال للنوم حتى الطعام‬
‫اصبح نادرا ما يتناوله في المنزل ‪..........‬هناك ليال ال‬
‫تعلم اال بالصدفة انه لم يعود فيها ‪..........‬واحيانا ال‬
‫تعلم من االساس ‪.......‬وهي اغلقت على نفسها ربما‬
‫بعد ان ملت او يأست!!!!!!!! فبعد انفجارها‬
‫ومطالبتها بحقوقها بالعبارة الصريحة ما الذي يتبقى‬
‫لتفعله ؟ هي بالتأكيد لن تهين نفسها مثال بارتداء شئ‬
‫عاري والقاء نفسها بين ذراعيه لعل احساسه المتجمد‬
‫معها يعود للحياة ‪...........‬فان رفضها عندها ستموت‬
‫حتما من الخزي واالذالل ‪...........‬على كل حال هي‬
‫ايام قبل ان تنتهي حججه ولترى بعدها ما سيحدث‬
‫‪.............‬العجيب ان باقي افراد اسرته قد اثبتوا انهم‬
‫عكسه تماما فحتى شيري الصغيرة والتي في مرحلة‬
‫دراسية حاسمة حامل ولم يعترض احد‬
‫!!!!!!!!! فكرت ساخرة ربما يكون احمد قد اعترض‬
‫فعنده يأتي العلم اوال ‪..........‬وريهام التي لم تعد الى‬
‫زوجها اال قريبا ايضا حامل ‪.....‬وهي ماذا ؟ هي فرحة‬
‫من اجلهما وال تشعر بالحقد بسبب انهما تعيشان‬
‫حياتهما كباقي البشر بصورة طبيعية !!!!!!!!!هي‬
‫فقط تتمنى ان تنعدل احوالها ربما ان تشعر بالترقب‬
‫في كل شهر هل ستكون حامال ام ال ؟‪.........‬ضحكت‬
‫ضحكة قاسية وهي تذكر نفسها قائلة (كيف ستحملين‬
‫يا غبية ؟ انت حتى االن في مرحلة الخطوبة‪.....‬وال‬
‫تزالين تحت االختبار‬
‫)‪(................................‬سها)‪.........‬كان ت امها‬
‫تناديها من خارج الحجرة ثم ناولتها هاتفها وهي‬
‫تنظر اليها بحدة وتقول لها (خذي عماد يريد ان يكلمك‬
‫)‪...............‬عماد المتحايل انه بالتأكيد لن يستسلم‬
‫لرفضها الرد على مكالماته ‪............‬كان في البداية‬
‫يكلمها عبر النت وكانت تشعر ان هذا يعتبر افضل في‬
‫التواصل ‪..........‬فرؤيتها له عبر الكاميرات كانت‬
‫تشعرها انه شخص حقيقي وان زواجها منه كان امر‬
‫واقع وليس مجرد حلم او حتى كابوس ‪.............‬كان‬
‫يتحدث معها عن كل شئ عمله حياته والداه اخته‬
‫‪........‬كانت اخته ايضا في بعد االحيان تجلس وتكلمها‬
‫‪.........‬شخصية غريبة هي تلك الفتاة ذات الجمال‬
‫الخاطف ‪...........‬خطر مرة ببالها انها قد تتزوج عماد‬
‫فقط لتنجب طفلة تشبه عمتها ‪..........‬احيانا مجنونة‬
‫الى درجة كبيرة واحيانا اخرى عاقلة الى درجة‬
‫الحكمة ‪..........‬اخبرها ان شقيقته ستنهي الدراسة‬
‫وبعدها سيغير ديكورات الشقة ويشترى اثاث جديد‬
‫‪..........‬حتى هذا يشعرها بان ما تعيشه غير حقيقي‬
‫فالعرائس هن من يخترن هذه االشياء ‪..........‬وهو‬
‫قال لها انه سيرسل لها الصور لتختار ما يعجبها‬
‫تذكرت عبارته بحنق ولكن ابعدته االبتسامة التي تلت‬
‫‪...........‬قال لها (اختاري اي الوان اال االحمر فيكفي‬
‫شئ واحد احمر في الشقة حتى ال تتعب عيوننا‬
‫)‪............‬كانت تعلم انه يقصد شعرها هو ال يكف عن‬
‫مشاكستها حول كل شئ وهي بدأت في التعود على‬
‫وجوده كجزء من حياتها ‪..........‬طلب منها ان تبدأ‬
‫في استخراج اوراقها الخاصة بالسفر حتى ال تضيع‬
‫الوقت فزواجهما في اجازة الصيف ‪............‬وعدها‬
‫ايضا انه سيجعلها تعمل ان ارادت او حتى تكمل‬
‫دراسات عليا ‪...........‬اذا ماذا بها ؟ انه العريس الحلم‬
‫الذي تحسدها عليه كل البنات باالضافة الى تفهمه‬
‫الشديد ماذا اذا ؟‪.............‬هي مع اقتراب الوقت‬
‫تزداد اضطرابا ويصل توترها الى حده االقصى حتى‬
‫انها تظن انها تفتعل معه المشكالت ‪.........‬ولسبب‬
‫كانت ستعتبره في ظروف مختلفة تافه رفضت ان‬
‫تتحدث معه ‪............‬بعض صديقاتها سيسافرن بعد‬
‫نهاية االمتحانات لقضاء بضعة ايام في احد المدن‬
‫الساحلية وهي اخبرته انها تريد الذهاب معهن‬
‫‪...........‬هي تعلم ان اباها لن يوافق من االساس‬
‫فعنده الفتيات ال تسافرن بمفردهن ‪........‬ولكن هي‬
‫اخبرته برغبتها كنوع من االختبار لرد فعله فهي‬
‫عاشت لوقت طويل مع والدها والذي رغم حبه وحنانه‬
‫فهو صارم في تصرفاته ودائما كان لديها قائمة من‬
‫الممنوعات ‪...........‬وارادت ان تعلم ان كان زوجها‬
‫المولود والمتربي في اوروبا سيكون مختلفا ام ال‬
‫؟‪.........‬لتجد وكأن اباها قد بعث من جديد ولكن بشكل‬
‫وصوت مختلف فالكلمات التي رد عليها بها هي نفس‬
‫كلمات والدها ‪...........‬لتنفجر به وتحدث مشاجرة‬
‫كبيرة متهمة اياه بالتناقض وان الميزة الوحيدة التي‬
‫كانت تراها فيه اتضح انها غير موجودة من االساس‬
‫‪............‬ومن وقتها ترفض الحديث معه بسب خليط‬
‫من الغضب نحوه والشعور بالذنب من نفسها‬
‫‪.............‬وصل اليها صوته قائال (مرحبا كيف حالك‬
‫؟)‪...........‬اجابت بخفوت (الحمد هلل احاول المذاكرة‬
‫)‪............‬اجاب بهدوء (لن اعطلك كثيرا‬
‫)‪(...............‬واالن هل يمكنني ان افهم سر هذا‬
‫االنفجار الذي ال يتساوى اساسا مع الفعل حتى يكون‬
‫رد فعل مناسب )‪..............‬واضح وعملي يصل الى‬
‫الهدف من اقصر طريق ‪..........‬هذا هو عماد في‬
‫كلمات كما يقال ‪..........‬قالت بتكبر غير راغبة في‬
‫التنازل ( يمكن ان تتوقع اي رد فعل من شخص‬
‫مصدوم )‪.............‬قال بصراحة (اذا انت مصدومة‬
‫سها ‪.........‬توقعت انني ماذا ساترك الحبل على‬
‫الغارب مثلما يقول المثل المصري ‪..........‬اذا فلتغيري‬
‫كافة معتقداتك انا عشت حياتي في انجلترا ولكن‬
‫كمسلم اوال ثم عربي ثانيا )‪..........‬اكمل حين لم يرد‬
‫بلهجة مقصودة لتذكيرها بعبارتها (ولذا فلتعلمي انه‬
‫حتى الميزة الوحيدة التي ظننتها لم تعد‬
‫موجودة‪............‬واالن اعذريني فان العمل ينتظرني‬
‫)‪...........‬اغلق بعدها الهاتف مباشرة وكأن هذا ما‬
‫كان ينقصها هي اساسا غير مرتاحة لفكرة الزواج ثم‬
‫بعدها للسفر ليأتي المدعو زوجها ويعيش دور سي‬
‫السيد عماد عبد الرحمن‬

‫*كان يستمع الى محدثه في هدوء بينما يملؤه‬


‫احساس باالرتياح اخيرا استطاع ان يضع محسن‬
‫الكاشف في مكانه الطبيعي خلف القطبان‬
‫‪...........‬استطاع ببعض المعلومات التي اوصلها‬
‫للشرطة مع بعض االدلة والتوصيات حتى يكون هناك‬
‫تحرك كبير يستطعون من خالله الوصول الى الرأس‬
‫المدبر ليتم كل هذا في سرية تامة ‪..............‬لتكتشف‬
‫الشرطة في نفس الوقت انه ينوي ادخال شحنة من‬
‫المخدرات الى البالد ويتم ضبطها داخل احد المخازن‬
‫الخاصة بالرجل فيضبط في حالة تلبس ‪............‬ما‬
‫ضايقه حقا ان رامز لم يكن موجودا داخل البالد لذا لم‬
‫يثبت عليه اي شئ ‪.........‬ولكن هو بكل تأكيد سيخاف‬
‫من العودة لوقت طويل ‪............‬وبالتأكيد لن يكون‬
‫اولى اهتماماته هو اخاه وزوجته بسبب الورطة التي‬
‫تهدد والده بحبل المشنقة ‪..............‬رفع هاتفه ليجد‬
‫رقما لم يتصل به اال منذ فترة بسيطة ليقول له بعد ان‬
‫فتح الخط (مرحبا سيد مراد اهنأك على النجاح‬
‫)‪............‬رد عليه قائال (يمكنني ان اقول انني مدين‬
‫لك بالشكر )‪..............‬رد بهدوء (مصالحنا تالقت لذا‬
‫كانت الفائدة مشتركة وهي فائدة للبلد كلها‬
‫)‪...........‬قال باختصار (بالتأكيد )‪..............‬اغلق‬
‫الخط ليضيق حاجبيه بعدها عندما رأى الرقم الذي‬
‫ظهر ان هذه المرأة تثير فيه كافة انواع‬
‫االشمئزاز‪ .......‬هو ال يدري من االساس كيف تحملها‬
‫كل هذه السنوات ؟!!!!!!!!!!!هي لم تيأس من‬
‫محاولة اغوائه حتى بعد ان اخبرها بطريقته المستفزة‬
‫انه كان مع ملك ‪.........‬بل ال تزال تحاول االيقاع به‬
‫خاصة انها ربما شعرت ان عودته كل يوم الى المنزل‬
‫تعنى انه ال توجد امرأة في حياته في الوفت الحالي‬
‫‪............‬لكن هو ال يستجيب ليس الن رغباته هدأت‬
‫او تالشت ‪...........‬العكس هو الصحيح فهو يتحرق‬
‫شوقا ولكن المرأة واحدة ظن ان قربه منها سيروي‬
‫ظمأه ليجده يزداد ويحتد ‪...........‬هو علم اخيرا معنى‬
‫ان تكون الرغبة خاضعة للحب ‪..........‬ان تكون‬
‫وسيلة للقرب وليست غاية في ذاتها ‪..........‬لذا فان‬
‫اي شئ اخر لن يطفأ نيرانه لذا الطريق الوحيد هو‬
‫الصبر ‪..........‬قال بخشونه (ماذا هناك يا نهال‬
‫؟)‪..............‬قالت بلهجة هادئة (اردت االطمئنان‬
‫عليك حبيبي )‪.................‬رد بسخرية ( فيك الخير‬
‫‪.........‬اي طلبات ؟)‪..............‬قالت بنفس الهدوء (‬
‫ان اعرف انك سامحتني وسنعود كما كنا‬
‫)‪..............‬قال ببرود (تعرفيني افضل من هذا‬
‫وتعرفين انني ال اتراجع واالن وداعا‬
‫)‪...............‬امسكت الهاتف بشدة وبرقت عيناها‬
‫بشراسة وهي تقول (صدقت هو الوداع وجيد انك ال‬
‫زلت على موقفك حتى ال اشعر بلحظة اسف او ندم يا‬
‫زوجي العزيز ) شئ اخر يشعره بالقلق هو احمد‬
‫شقيقه ال يدري ما به هو كالعادة ال يفصح هو يعلم انه‬
‫منشغل بمناقشته ولكنه يشعر ان االمر يتعدى هذا‬
‫طلب رقمه ليأتيه صوته فقال له (كيف الحال يا طبيب‬
‫؟) رد عليه قائال (الحمد هلل اشعر بالضوء اخر النفق )‬
‫اجابه (بالتـأكيد هذا شئ جيد ولكن الن تخبرني ما‬
‫الذي يقلقك ؟) يخبره عن اي شئ ان رأسه يكاد ينفجر‬
‫من التفكير انه يحاول ضبط نفسه حتى ال يتصرف اي‬
‫تصرف قد يندم عليه ان هناك رسائل تصله بشكل دائم‬
‫تتهم زوجته بعالقه عاطفية مع شخص اخر لتزداد‬
‫فجاجتها وتصل الى االتهامات بعالقة جسدية منذ‬
‫البداية وهو يقنع نفسه ان من يصدق هذه االشياء هم‬
‫فقط ضعاف العقول والنفوس وانه ليس هناك سبب‬
‫يجعله يصدق هذا ظن ان الشخص الذي يفعل هذا‬
‫سيمل عندما يجده ال يهتم ولكن يبدو انه مصمم ثم من‬
‫ناحية اخرى لم يرد ان يواجهها فعالقتهما اساسا‬
‫واهية ولن تتحمل اشارته الى اي شئ قد يبدو كاتهام‬
‫ربما في النهاية سيستعين بشقيقه والذي لديه خبره‬
‫بهذه االمور ولكن حتى االن ال يقدر على فعلها‬
‫‪..........‬رد عليه قائال (اعدك انني ساطلب مساعدتك‬
‫ان لم اتمكن من التصرف بمفردي ) نزل من مكتبه‬
‫متجها الى الجراج الذي توجد به السيارة والذي يوجد‬
‫اسفل المبنى ‪..........‬قاد متجاوزا الشوارع والتي‬
‫كانت مزدحمة في هذا الوقت المتأخر فعلى ما يبدو ان‬
‫الكل خرج ليشتري احتياجات شهر رمضان وكأن‬
‫المتاجر ستتوقف عن البيع مع بدء الصيام يعلم ما‬
‫يعانيه الناس مع غالء المعيشة وتزايد الفقر لذا ال‬
‫ينتظر مجئ الشهر نفسه ليساعد الفقراء بل قبل‬
‫يفعلها قبل بدايته خرج من الشوارع المزدحمة متجها‬
‫الى الطريق السريع ليرى سيارة تأتي من االتجاه‬
‫المضاد تمكن من تفاديها بصعوبة وهو يسب السائق‬
‫االرعن حاول بعدها ان يهدأ السرعة او ان يوقف‬
‫السيارة لكنها لم تستجب له لتصل الى عقله حقيقة‬
‫الوضع (ان فرامل سيارته معطلة وهو يقود على‬
‫الطريق السريع‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬
‫الفصل الثاني واالربعون‬
‫نزل من مكتبه متجها الى الجراج الذي توجد به‬
‫السيارة والذي يوجد اسفل المبنى قاد متجاوزا‬
‫الشوارع والتي كانت مزدحمة في هذا الوقت المتأخر‬
‫فعلى ما يبدو ان الكل خرج ليشتري احتياجات شهر‬
‫رمضان وكأن المتاجر ستتوقف عن البيع مع بدء‬
‫الصيام يعلم ما يعانيه الناس مع غالء المعيشة وتزايد‬
‫الفقر لذا ال ينتظر مجئ الشهر نفسه ليساعد الفقراء‬
‫بل قبل يفعلها قبل بدايته خرج من الشوارع المزدحمة‬
‫متجها الى الطريق السريع ليرى سيارة تأتي من‬
‫االتجاه المضاد تمكن من تفاديها بصعوبة وهو يسب‬
‫السائق االرعن حاول بعدها ان يهدأ السرعة او ان‬
‫يوقف السيارة لكنها لم تستجب له لتصل الى عقله‬
‫حقيقة الوضع (ان فرامل سيارته معطلة وهو يقود‬
‫على الطريق السريع ) وجد نفسه ينطق الشهادتين ثم‬
‫يأخذ نفسا عميقا يحاول به استعادة هدوئه والسيطرة‬
‫على اعصابه حتى يتمكن من الخروج من هذا المأزق‬
‫اخذ جانب الطريق محاوال االبتعاد عن اي سيارة‬
‫قادمة ليقوم بعدها برفع قدمه عن البنزين ليصبح ناقل‬
‫الحركة في وضع حر ثم مع اول فتحة اتجه الى‬
‫الجانب الرملي للطريق تاركا السيارة تس ير لبعض‬
‫الوقت حتى توقفت تماما في النهاية هو بالتأكيد حسن‬
‫الحظ النه لم يتعرض لشئ يضطره الى التوقف خالل‬
‫سيره في الطريق المزدحم او يصطدم به جلس دقائق‬
‫مفكرا ترى هل ما حدث هو امر طبيعي ام مدبر ربما‬
‫عليه ان يجعل شخص ذا خبرة يفحص السيارة ترى‬
‫من فعلها ؟ هو يعلم ان لديه كثير من المنافسين وربما‬
‫بعض االعداء اصبح على رأسهم عائلة الكاشف ولكن‬
‫اال يبدو االمر مريبا حقا ان يتوصل رامز مثال ان لديه‬
‫يد فيما حدث لوالده ويخطط بهذه السرعة لقتله ان‬
‫المنطقي اكثر ان ينشغل لمدة طويلة بوضع والده او‬
‫يبتعد بنفسه حتى ال يتم امساكه هو االخر ترى من قد‬
‫يكون الفاعل ؟ لحسن حظه ان السيارة كانت متوقفة‬
‫في الجراج حيث توجد كاميرات مراقبة ربما‬
‫سيساعدهم تفريغ الفيديوهات الى التوصل الى الفاعل‬
‫رفع هاتفه واتصل برقم ليقول (معتز تعالى فورا الى )‬
‫ذكر له المكان قال له (عندما تأتي ساشرح لك ) تبعا‬
‫لمكان معتز ربما سيستغرق نصف ساعة حتى يصل‬
‫اليه نظر الى المكان الذي ال ينيره اال اضواء الشارع‬
‫القريب نسبيا بينما السماء قد خلت من القمر لحظات‬
‫فقط تلك التي شعر خاللها بالخطر وربما بامكانية ان‬
‫يموت او يتعرض لحادث خطير سمع من قبل ان‬
‫االنسان خالل هذه اللحظات يمر امامه شريط حياته‬
‫بالكامل ربما يكون هذا ما حدث له بالفعل ولكن ليكون‬
‫التركيز االكبر على شخص واحد ملك ربما يكون‬
‫استراح في الفترة االخيرة من احساسه بالذنب ولم‬
‫تعد تزوره تلك الكوابيس التي تبكي خاللها وتتوسله‬
‫ان يتركها حلت محلها صورها الجديدة ومكان‬
‫احساسه بالذنب طغى الشعور بالحب ولكن في هذه‬
‫اللحظة الفارقة خطر شيئا ما على باله وهو انها لم‬
‫تسامحه ال بد ان يطلب منها هذا ليس االن ولكن يجب‬
‫عليه ان يفعل هو لم يكلمها حتى منذ سافرت النه شعر‬
‫ان الحديث معها هو مجرد تعذيب لنفسه لكن في هذه‬
‫اللحظة يشعر بحاجته اليها ان يسمع صوتها على‬
‫االقل من المؤكد انه لو قيل له انه سيسمح له قبل ان‬
‫يموت برؤية شخص واحد فبكل تأكيد ستكون هي هذا‬
‫الشخص امسك بهاتفه يضغط رقمها شعر ان وقتا‬
‫طويال قد مر قبل ان تفتح هاتفها ليظهر صدى‬
‫الصوات صاخبة وصوت ضحكات علم انها لها جاءه‬
‫صوتها مبحوحا وهي تقول (مساء الخير ) قال بهدوء‬
‫(هل انت بالخارج ؟) ردت قائلة (اجل يمكنك ان تقول‬
‫انه شئ يتعلق بالجانب العملي من الدراسة ) هي‬
‫كانت في المستشفى في مناوبة لتلقي بعض التدريب‬
‫ولكن بما ان الكالم بينهما لم يصل الى مرحلة‬
‫االنكشاف الكامل لذا ال بد من االكتفاء باالشارة من‬
‫بعيد قال لها هامسا (اشتقت اليك ) شعرت بالكلمة‬
‫تمس شيئا بداخلها هل تكون صادقة بما فيه الكفاية‬
‫وتعترف لنفسها اوال انها ايضا اشتاقت اليه ربما‬
‫عليها سواء اعترفت ام ال ان تخبره لتسير على نفس‬
‫دربها السابق قالت وهي تتنهد ( ليس بقدري بالتأكيد‬
‫) قال في بطء (هل تريدين ان اتي لك ؟) تريده ان‬
‫يأتي ؟ ليس االن بالتأكيد فهي ال تريد ان تضيع‬
‫مجهود سنوات قالت وهي تشير الى ناتلي التي تصر‬
‫على الوقوف جوارها ان تبتعد ولكنها ترفض ( انتظر‬
‫قليال فانا ليس لدي دقيقة فارغة االن ) تنهد وهو‬
‫يتنفس بعمق ( لنحاول االنتظار) قالت بشقاوة (ربما‬
‫يساعدك الصيام القادم على االنتظار ) قال ضاحكا (ان‬
‫الصيام ال يستمر طول اليوم ولكن بالتأكيد سيساعد‬
‫هل يعني هذا ان موعدنا بعد العيد بسبعة ايام ؟) قالت‬
‫بدهشة (ولماذا سبعة ايام بالتحديد ؟) اجاب (يوم العيد‬
‫ال صيام فيه ثم ست ايام صيامها سنة وانت بالتأكيد ال‬
‫تظني انني سابدأ شهر العسل وانا صائم ) هاه شهر‬
‫عسل من اي ناحية بالتحديد ؟ هل يشير الى السفر‬
‫الى مكان ما ؟ انعقد جبينها وهي تفكر انه بالتأكيد ال‬
‫يشير الى السفر ربما الى الجانب العملي من المسمى‬
‫هل يتوقع منها اال تعترض عندما تكون في كامل‬
‫وعيها ؟ هي نتيجة شعورها العارم بالغيظ بعد ما فعله‬
‫كانت تتكلم معه بجرأة وقتها وهو بالتأكيد ينتظر وقت‬
‫الجد كما قال لها قالت واحساس بالخجل ينتابها بشكل‬
‫مفاجئ ( ما اعلمه انك متزوج منذ سنوات فعن اي‬
‫شهر عسل تتحدث ؟) قال وهو يضحك (لقد فكرت ان‬
‫علي كلما اشتقت لشهر العسل ان اتزوج من جديد )‬
‫يتزوج مرة اخرى اال يكفيها تلك البغيضة التي ال يزال‬
‫متزوجا منها قالت بغضب (وماذا تنتظر؟ هيا تزوج )‬
‫قال وهو يكتم ضحكه (ال تغلقي الخط ايتها الغيورة‬
‫واعدك انني ساكتفي بشهر العسل الذي سنقضيه‬
‫سويا لباقي حياتي ) قالت ساخرة (تعجبني ثقتك‬
‫بنفسك ) قال وهو يالحظ اقتراب سيارة معتز ( انا‬
‫مضطر النهاء المكالمة انهى اختباراتك واستعدي‬
‫لشعر العسل يا عروسي الفاتنة ) اوقف معتز سيارته‬
‫لينزل ويتطلع اليه ثم الى السيارة ويقول له بقلق (ما‬
‫الذي حدث ) اجابه بهدوء (هناك عطل في الفرامل لذا‬
‫اضطررت لترك الشارع الرئيسي واتيت هنا وبالتأكيد‬
‫السيارة ال تصلح للعودة ) قال له (لنغادر االن ونرسل‬
‫من يسحب السيارة وسافحصها العلم ان كان االمر‬
‫متعمدا ولكن الن تبلغ الشرطة ؟) قال بسخرية (ربما‬
‫يكون ذلك بعد التوصل الى الحقيقة الكاملة حتى يكون‬
‫العقاب قانوني وال نضطر لفعله بانفسنا ) اومأ برأسه‬
‫موافقا لتتجه افكاره الى من قد يكون الفاعل ؟‬

‫كانت جالسة في لجنة االختبار تحاول التركيز في‬


‫اجابتها االختبار يعتبر جيدا اغلبه ليس صعبا اال من‬
‫بعض نقاط تتطلب ادراك لجزئيات بعيدة نسبيا انها ال‬
‫تنكر ان محمد رغم كل عيوبه اال انه ناجح كاستاذ‬
‫فرغم صعوبة المادة التي يدرسها لهم اال انه استطاع‬
‫ايصالها اليهم بشكل جيد جدا حتى وهي تنظر حولها‬
‫كان الجو في اللجنة هادئ بشكل عام وليس هناك‬
‫شكاوى تتعلق باالختبار رفعت رأسها عندما سمعت‬
‫االصوات القريبة كان هو مع المراقب العام للجان‬
‫وبعض الموظفين يقومون بجولة تفقدية كانت تحاول‬
‫تقييم الوضع بشكل محايد لقد كان يتعامل مع الموقف‬
‫بسلطة فطرية وكأن من حوله ممن هم اكبر سنا من‬
‫واجبهم االستجابة الوامره وتنفيذها الحظت ابتسامته‬
‫للطالبة التي تسأله عن شئ ما يخص االمتحان ولكن‬
‫الحوار الدائر لم يصل اليها رفع رأسه لتلتقي عيناها‬
‫بعينيه فيبتسم لها بسخرية اعادت بصرها الى ورقتها‬
‫لتشعر باقتراب شخص منها نظرت الى اعلى لتجده‬
‫جوارها تماما وهو يقول في هدوء (اي استفسار يا‬
‫انسة سارة ؟) نظرت جهته بحدة الم يكن يقل لها منذ‬
‫ايام مدام سارة قالت بهدوء عندما وجدت ان الجمع‬
‫الذي دخل بصحبته قد تبعه الى حيث يقف جوارها‬
‫(شكرا لك دكتور محمد االسئلة واضحة وال توجد‬
‫مشاكل) قال بهدوء (جيد) ليقول بعدها بصوت‬
‫منخفض لم يسمعه اال هي والشخص الذي كان يجلس‬
‫امامها تماما بينما ابتعد المراقب العام والموظفون‬
‫(تعالي الى مكتبي بعد نهاية االختبار ) سلمت كراسة‬
‫االجابة وبدأت بجمع االدوات التي كانت تستخدمها‬
‫وبما ان الوقت المحدد لالجابة قد انتهى كان الجميع‬
‫يغادرون لتجد سامر يقف امامها ويقول لها (لقد‬
‫سمعت الدكتور يطلب منك ان تذهبي اليه ما السبب ؟)‬
‫وهذا ايضا ما عالقته بها ؟ قالت بهدوء (ساذهب‬
‫الرى ) قال يستوقفها (انتظري يا سارة ساذهب معك‬
‫) هل عليها ان تعترض ؟ ربما وجوده قد يفيدها قالت‬
‫له ومالمحها غير مقرؤة (ادخل انت مكتبه اوال باي‬
‫حاجة وادخل انا بعدها حتى ال يشعر انا هناك اتفاقا‬
‫بيننا ) أومأ برأسه ليسير هو اوال في طريقه الى‬
‫المبني الخاص باعضاء هيئة التدريس ثم تتبعه هي‬
‫بعدها ببضع دقائق طرقت المكتب لتجد سامر واقفا‬
‫بينما محمد جالسا خلف المكتب وفي يده قلم ويبدو انه‬
‫يشرح له شيئا ما عندما رآها قال (ادخلي يا سارة )‬
‫وقفت امام المكتب للحظات لتجده يقول لسامر (هل‬
‫هناك شيئا اخر ) قال له (ال شكرا لك ) لم يخرج بعدها‬
‫لتجد محمد يقول بسخرية (ماذا تنتظر ؟) لينظر سامر‬
‫ناحيتها بقلق وتجد عيناه تتبعانه ليرد سامر (ال شئ‬
‫ساذهب ) بعد خروجه وجدته يقول لها (اجلسي يا‬
‫سارة هل ستظلين واقفة هكذا ؟) جلست بتوتر فهي لم‬
‫تتخلص من تأثير ما حدث منذ ايام بعد ولكن‬
‫مواجهتها معه هناك كانت افضل بالنسبة لها النها‬
‫استطاعت ان تقول كل ما ارادته اما االن وفي مكتبه‬
‫هي مضطرة الحترامه قال لها (هل اجبت جيدا ؟)‬
‫ردت بتوتر (اجل كان االختبار جيدا ) قال وهو يرمقها‬
‫بنظرة متفحصة (اال زلت غاضبة مما حدث في المرة‬
‫الماضية ؟) قالت ( انا اردت وقتها ان اجعلك تفهم‬
‫وجهة نظري وليس ان اتشاجر معك ) قال بسخرية‬
‫(عندما تكون وجهة نظرك هذه قاتلة صدقيني اقل شئ‬
‫هو الشجار الكالمي ) قالت بحدة (قاتلة لمن ؟ ما الذي‬
‫تريد ان توهمني به ؟) قال باستنكار (اوهمك ؟ سارة‬
‫لماذا تظني ان علي ان اخدعك الى اين يذهب تفكيرك‬
‫تحديدا حول االمر ؟ اسمعي وللمرة االخيرة انا اريدك‬
‫ليس تكفيرا للذنب او حتى استغالال لوضع قائم‬
‫يجعلني استفيد من اشياء معينة يتيحها تقبلك لي ربما‬
‫انا اتفهم رفضك لزواج االمر الواقع اتفهم رغبتك في‬
‫الخروج من دور الضحية وفي التعويض عن احالم‬
‫المراهقة المفقودة لكن كل ما اريده منك هو ان‬
‫تعطيني فرصة عادلة تتعرفي علي بصدق خاللها يعني‬
‫تحديدا نبدأ دون قرارات مسبقة تكون نسبة القبول‬
‫والرفض لديك متساوية هل ستمنحيني هذه الفرصة‬
‫؟) شعرت انه يجمدها بعينيه بحيث ال تستطيع الهرب‬
‫ال تدري ما حدث له في السنوات الماضية ولكن يبدو‬
‫ان الغربة التي كان اعتماده فيها على نفسه كامال قد‬
‫اكسبته قوة وصالبة هي ال تتعجب من فعل الظروف‬
‫في بعض االشخاص حيث تضطرهم الى النضج المبكر‬
‫اليس يوسف خير مثال على هذا ؟ ردت عليه بكلمة‬
‫واحدة هي (لماذا ؟) قال بتساؤل (لماذا ماذا ؟) قالت‬
‫وهي تتنهد (لماذا تتعب نفسك من االساس ؟ وانت‬
‫قلتها ان لديك كل الفرص والتي بالتأكيد افضل من فتاة‬
‫معقده ) قال وهو يأخذ نفسا عميقا (الن ال احد منا‬
‫قادر على التحكم بقلبه ) قالت بحيرة (ماذا تقصد ؟)‬
‫قال (يوما ما ستفهمين يا سارتي االن اريدك ان تكتبي‬
‫اسمك ضمن المشتركين في مشروع المدن الغارقة )‬
‫شعرت وكأن رأسها قد ارتطم بشئ ما مع انتقاله‬
‫السريع من موضوع الخر لتقول له (انا كنت اتمنى‬
‫حقا ان اشترك فيه الن به قدر كبير من التشويق‬
‫وكأنه رحلة استكشافية لبالد العجائب ولكن هذ‬
‫سيتطلب سفرا اليام ومن الصعب ان يوافقوا على هذا‬
‫) قال مبتسما ( ساكون انا المشرف على المشروع لذا‬
‫ليس هناك مشكلة في سفرك معي فرغم كل افكارك انا‬
‫محرم لك من الناحية الشرعية ) لم تتعجب فهي تعلم‬
‫حبه للمباني االثرية تذكرت تلك الرحالت التي ذهبت‬
‫فيها معهم فبينما كان معتز يفضل المالهي والبحر‬
‫والغطس وهذه االشياء كان هو يدفعهم في بعض‬
‫االحيان لزيارة االماكن االثرية ربما يكون هو من‬
‫زرع فيها بذرة حب هذه االشياء ولكن قبولها‬
‫لالنضمام للمشروع سيعني نوعا من التقارب بينهما‬
‫اليام ولكن ليس بشكل تام فهو سيكون في عمل‬
‫وسيكون معهما الكثير من الطالب قالت وهي تقوم من‬
‫فوق المقعد (سافكر وارى بعدها ) تنهد مفكرا انه يعلم‬
‫ان الطريق اليها صعب ولكن هو يريد ان يضع قدمه‬
‫على بدايته فقط وربما تكون هذه هي نقطة‬
‫االنطالق‪....‬‬

‫لم تستطع النوم لدقيقه واحدة طوال الليل لقد اخبرها‬


‫سمير بانه ارسل من عطل له الفرامل وهي تضايقت‬
‫من استخدامه لهذه الطريقة غير المضمونه ولكن بعد‬
‫اشهر من فشل رجاله في التوصل الي طريقة لقتله‬
‫اضطرت للموافقه علمت ان زوجة زوجها ال تزال‬
‫طالبة وسيحضرها لتعيش معه بعد نهاية اختباراتها‬
‫وهي بكل تأكيد لن تتحمل هذا االذالل والكالم الذي‬
‫سيدور حولها عندما يعلمون ان زوجها تزوج باخرى‬
‫ومن ناحية اخرى لن تنتظر حتى تأتي الفتاة وتحمل‬
‫وينكشف وقتها فعلها السابق سوء حظها هو ما فعل‬
‫هذا فبعد واقعة اطالق النار لم يعد هناك ثغرة القتراب‬
‫اي شخص حتى العمارات المجاورة لمقار عملهم يتم‬
‫مراقبتها وتأمينها حتى ال يتسلل اليها من يطلق النار‬
‫هو لم يعد حتى االن وال حتى معتز قد عاد وليس هناك‬
‫خبر عن اي شئ بوصول تفكيرها الى معتز تذكرت‬
‫حمل زوجته حتى القطة الشريدة حامل وثبتت اقدامها‬
‫في العائلة بينما حظها البائس جعلها تعجز عن فعلها‬
‫لتضطر بعدها للتحايل من اجل قلب الوضع ظنا منها‬
‫انه سيشعر بتضحيتها ويمنحها ما تريد لتأتي تلك‬
‫العاهرة االجنبية وتقلب كل شئ نزلت الى االسفل‬
‫باتجاه الحديقة لعلها تعرف ما حدث فقد يكون هناك‬
‫اخبار وصلت الى العمال سارت باتجاه حوض السباحة‬
‫لتجد الفتاة الشقراء جالسة جواره وفي يدها كتاب‬
‫قالت لها بسخرية (شيري حبيبتي اسفة لما حدث‬
‫لعمك ولكن لم يخطر ببالي ان تصل االمور الى‬
‫المخدرات ) زفرت بضيق فما ينقصها حقا ان تقابل‬
‫هذه النهال في الصباح لتفسد اليوم كله وهي بالتأكيد‬
‫ستقذفها ببعض السموم الكالمية استمعت الى عبارتها‬
‫لتقول لها بال مباالة (ال تهتمي به فانا اساسا ال اهتم )‬
‫جلست على المقعد االخر لتقول لها بحقد (ولكن انا‬
‫اهتم فما الذي سيقوله الناس عندما يعلمون ان عم‬
‫زوجة شقيق زوجي تاجر مخدرات ) قالت بغضب (هل‬
‫رأيت مدى طول العبارة التي تصف الوضع قولي لهم‬
‫مجرد تشابه اسماء هذا اذا لم تكوني انت من‬
‫سيخبرهم من البداية ) نظرت اليها بحدة يبدو ان‬
‫القطة الشريدة ليست طفلة حمقاء ولكن يمكنها ان‬
‫تخدش احيانا تبا بعد ان كانت تعيش وحدها في المكان‬
‫جلب يوسف اليها حفنة من االوباش هي تريد في هذه‬
‫اللحظة ان تقوم وتضربها وربما تتسبب باجهاضها‬
‫ولكن الظرف غير مناسب فهي ال تريد احداث ضجة‬
‫االن (صباح الخير ) رفعت رأسها بحدة وهي تنظر‬
‫الى زوجها الذي يحيهم لتجد انه سليم تماما دون اي‬
‫خدش حتى ما هذا النحس انه مثل القطط بسبعة‬
‫ارواح انها تريد ان تقوم لتصرخ وتولول على فشلها‬
‫لقد علمت انه ركب السيارة بالفعل ولكنه اختفى من‬
‫امام الشخص الذي كان يتتبعه قالت محاولة استجماع‬
‫اعصابها لترد مثلما ردت االخرى قائلة (صباح النور)‬
‫قال بمالمح غير مقرؤة (نهال مستيقظة في هذا الوقت‬
‫ال ريب انها احد العجائب ) ليجلس بعدها في الكرسي‬
‫المجاور لشيري ولغيظها كان يتكلم معها بمودة قائال‬
‫(كيف حالك يا صغيرة ؟) ضيقت عينيها وهي تنظر‬
‫اليه لتقول باستنكار (صغيرة حتى بعد ان اصبحت‬
‫احمل طفال ال زلت تقول صغيرة ) قال مبتسما (انظري‬
‫الى الكتاب الموجود في يدك لتعلمي انني على حق )‬
‫اومأت برأسها لتقول بعدها (عشر ايام فقط وانهي‬
‫المرحلة الثانوية وبعدها عليك ان تكف عن هذه‬
‫الكلمة ) قال وهو ينظر ناحية نهال التي تراقبهم بغل‬
‫( هناك من يتمنى ان يثبت عمره الى االبد ) وجدت‬
‫معتز ايضا يقترب فقامت من مكانها فهي لن تتحمل‬
‫سخفاته في هذه اللحظات خاصة وهي تدرك انها‬
‫فشلت تماما ترى هل سيتم كشف كونها وراء الحادث‬
‫؟ بالتأكيد ال فهي كانت بعيدة وايضا لم يقترب احد‬
‫بشكل مباشر ليتم استجوابه والتوصل اليها سمعت‬
‫صوت معتز الساخر يتبعها قائال (حضور المالئكة‬
‫يطرد الشياطين بالتأكيد ) لم ترد عليه بل سارت في‬
‫طريقها منعا الستجالب المزيد يوسف قد يكون قوي‬
‫او حتى احيانا مخيف ولكنه ليس مستفزا مثل شقيقه‬
‫هذا جلس هو ايضا استغرب منذ وقع بصره على‬
‫الثالثي المجتمع انه بداخله يشعر بالشكر ناحية شقيقه‬
‫الذي يحاول دائما ان يشعر شيرين انها ليست غريبة‬
‫ويتبادل معها الكالم كما يفعل مع سارة وريهام ابتسم‬
‫مفكرا ان يوسف قد ال يكون ذلك الشخص الذي يظهر‬
‫تأثر شديد في المصائب او الصدمات ولكنه دائما يفعل‬
‫االهم فيتصدر بشكل تلقائي ليتحمل المسئولية ملقيا‬
‫على كتفيه مزيدا من االعباء دون حتى ان يشكو لقد‬
‫علم بعد فحصه السيارة ان تعطيل المكابح تم بشكل‬
‫متعمد وهم ايضا افرغوا شرائط الفيديو ووجدوا‬
‫شخصا يتحرك بشكل مريب ليقف بعدها جوار السيارة‬
‫ويعبث بالفرامل ولكن مالمحه لم تكن واضحة اقل من‬
‫ثالثة اشهر منذ محاولة قتله لتتبعها هذه المحاولة‬
‫لقتل شقيقه ما نهاية كل هذا؟ هل هذا جزاؤهم النهم‬
‫يحاولون السير باستقامة في عالم شديد االعوجاج ؟‬
‫سمع يوسف يقول (عن اذنكم ساصعد النام ) نظر في‬
‫اثره بمشاعر مضطربه ترى متى تنتهي اختبارات ملك‬
‫يريدها ان تأتي في اسرع وقت لتعيد لشقيقه بهجة‬
‫الحياة بدال عن الخواء الذي يعيشه‬

‫انتهت من اجابة االسئلة التي تعرفها فخرجت قبل‬


‫انتهاء الوقت بربع ساعة انها معتادة على هذا تنهي‬
‫االجابة فتخرج مباشرة حتى ال تجلس وتغير من‬
‫اجابتها وغالبا يكون التغيير لالسوأ سها بالتأكيد‬
‫ستنتظر حتى الدقيقة االخيرة لذا سنتظرها جلست‬
‫على احد المقاعد الجانبية لتجده يقترب منها ويسير‬
‫بطريقة طبيعية تقريبا كان زياد قد عاد للكلية بعد ان‬
‫تغيب ما يقرب من شهر ولكن كان يعرج قليال لم‬
‫يحدثها من وقتها وهي تجنبت اي احكتاك وحتى اذا‬
‫حدث مصادفة والتقت عيناها بعينيه ال تنظر اليه اال‬
‫باالحتقار ترى ماذا يريد ؟ لقد ظنت ان االمر انتهى‬
‫فها هو اليوم االخير لها في الكلية ولم تكن تنوي‬
‫الحضور ثانية جلس جوارها على المقعد تاركا‬
‫مسافة بينهما لتقوم هي مباشرة فيصل اليها صوته‬
‫قائال (انتظري على االقل فربما ساقول لك شيئا مهما )‬
‫لم ترد فقال لها بسخرية (صحيح ان صديقتك‬
‫المجنونة حطمت هاتفي ولكن هل ظننت انني كنت‬
‫ساكتفي بصور الهاتف والتي تكون غيرجيدة كفاية )‬
‫التفتت كالملسوعة لتقول له (ما الذي تقصده ؟)‬
‫ضحك بشدة ليقول لها بعدها (كان هناك كاميرا‬
‫بالتأكيد فروحة ) شعرت بالرعب المصحوب بالقرف‬
‫من نفسها اوال وهي تستمع الى اسم التدليل الذي كان‬
‫يناديها به وهو يخرج من بين شفتيه وتتذكر كيف كان‬
‫احساسها بالسعادة من قبل حين كان يطلقه عليها‬
‫وهذه الضحكة الكريهة كيف كنت تظنها جميلة جدا؟‬
‫لقد كانت مغفلة هذه كانت حقيقة وضعها ولكن عليها‬
‫ان تتعقل قليال حتى تنقذ نفسها من هذا الحيوان قالت‬
‫بصوت كالفحيح (كف عن الكذب ثم حتى لو كان هناك‬
‫كاميرا فلم يحدث شيئا لتصوره ) قهقه بحدة ثم قال‬
‫(ربما لم اكمل معك للنهاية الني كما قلت اردتك ان‬
‫تكوني في وعيك ولكن هذا بالتأكيد لم يمنعني من‬
‫تقبيلك ولمسك وانت نائمة ) صرخت به بحدة (اصمت‬
‫ايها الحقير ) قال برضا عن النفس (نفذي ما اقول‬
‫وساجنبك الفضيحة امام زوجك واهله وامام الناس‬
‫انت تعلمين كيف يتم االمربسهولة عبر مواقع‬
‫التواصل االجتماعي ثم انت لن تستطيعي اثبات شئ‬
‫الن الصور حقيقية وسيتم اثبات هذا في اي معمل )‬
‫قالت محاولة اظهار ثباتها له (ما الذي تريده بالتحديد‬
‫يا زياد ؟) قال بتأمل ( ما اريده حقا هو انت مع كل ما‬
‫تملكه عائلتك ولكن بعد اعادة التفكير قررت انني اريد‬
‫التعويض الكافي عن الوقت الذي اضعته معك وعن‬
‫االصابات التي حصلت عليها بسببك ) حقا حقير ونذل‬
‫حتى يتهمها بانها سبب اصابته وليس خسته‬
‫ووضاعته قالت بعيون متجمدة (كم تريد ؟ وما الذي‬
‫يضمن لي انك لن تحتفظ بشئ من الصور او‬
‫الفيديوهات التي تزعم وجودها ؟) قال ببرود (ليس‬
‫هناك ضمان واريد ربع مليون جنيه نقدا اليوم ) قالت‬
‫والصدمة تدفعها في اتجاهين ال ضمان ومبلغ كبير‬
‫ربما تملكه ولكن غيابه من رصيدها سيدفعهم للشك‬
‫وربما التدقيق والبحث خلفها قالت ببرود (اقول لك‬
‫اشرب من البحرلن اعطيك شئ الجل شئ االحتمال‬
‫االكبر انه غير موجود وان كان موجود فقد تستخدمه‬
‫بعد ان اخسر مالي ) اقترب منها وهو يخرج شيئا من‬
‫جيبه لتجد نفسها بنفس المالبس التي كانت ترتديها‬
‫ذلك اليوم ولكن دون الحجاب ونائمة فوق ذلك‬
‫السريروالذي افاقت فوجدت نفسها فوقه شعرت‬
‫بالرعب يدب في اوصالها لتسمعه يقول لها ساخرا (لم‬
‫ارد ان اجرح مشاعرك الرقيقة بصور فاضحة لذا‬
‫اريتك صورتك وانت بمفردك ولكن بعد ساعات‬
‫سترين كل شئ مع باقي الناس ) سار بعدها ليجدها‬
‫توقفه قائلة (زياد توقف لتكمل ساعطيك ما تريد شرط‬
‫ان تقدم لي الضمان المناسب ) استدار مبتسما ليقول‬
‫لها وعيناه تلمعان (كنت اعلم انك لن تخدليني )‬
‫(الضمان سيكون اعطائك كل النسخ والنيجاتيف‬
‫وساوقع لك على شيك بالمبلغ والذي سيكون بكل‬
‫تأكيد دون رصيد لذا يمكنك القائي في السجن واالن‬
‫هيا فروحة الى البنك قبل ان تتحججي بانه قد اغلق‬
‫ابوابه وسالتقي بك بعد ثالث ساعات ان لم تحضري‬
‫بعد ثالث ساعات انتظري نصف ساعة وشاهدي‬
‫صورك بنفسك ) وحدد لها اسم مطعم قال لها ( ال‬
‫تأتي بصديقتك المتوحشة واال سيكون االتفاق الغ‬
‫ومن االفضل اال تخبريها ) غادر وافكارها تغلي‬
‫كالمرجل انها ال تستطيع بكل تأكيد تحمل التعرض‬
‫لفضيحه كهذه هي االن تشعر بالقرف من نفسها الن‬
‫هناك احتمال ان يكون هذا الحيوان قد لمسها وهي‬
‫غائبة عن الوعي ماذا عليها ان تفعل ؟ هل تستنجد‬
‫بوالدها ليخلصها من الشخص الذي كانت ستقتل‬
‫نفسها كمدا لرفضه ارتباطه بها ؟ ام بزوجها باالسم‬
‫الذي ليس عنده وال دقيقة واحدة فارغة ؟ بالتأكيد‬
‫ليس شقيقها الذي يصغرها والذي سيقلب الموضوع‬
‫لمشاجرة مستعينا باصدقائه لينفذ زياد بعدها خططه ال‬
‫تدري ما السبب او ربما تعرف فالشخص الذي قفزت‬
‫صورته الى رأسها حين فكرت انها تحتاج لمن يالعب‬
‫زياد بقوة تجعله يرتعب من ان يفكر في مثل هذه‬
‫االشياء ثانية وبمهارة تجعله يسبقه قبل ان ينفذ‬
‫تهديده كان يوسف شقيق زوجها الذي لطالما سمعت‬
‫اسمه مصاحبا للسلطة والقوة والذكاء هل عليها ان‬
‫تذهب اليه وتطلب منه ان يخلصها من مأزقها دون ان‬
‫يخبر شقيقه ؟ وصلت الى السيارة وهي تفكر الى اين‬
‫عليها ان تتوجه امسكت هاتفها لتحدث سارة وتطلب‬
‫منها رقم يوسف حاولت االتصال به لتجد ان هاتفه‬
‫مغلق ماهذا الحظ السئ ؟ لتتجه الى البنك االن‬
‫وتسحب المبلغ قبل ان يحين موعد اغالقه فال تستطيع‬
‫فقد تضطر في النهاية الى استخدامه عادت الى المنزل‬
‫لتظل بعدها واقفة ال تستطيع حتى الجلوس او تغير‬
‫مالبسها كانت كلما اعادت االتصال بيوسف تجد نفس‬
‫النتيجة الهاتف ال يزال مغلقا تنهدت لتضغط بعدها رقم‬
‫زوجها لها لتجده ايضا مغلقا ( الدكتور بالتأكيد في‬
‫غرفة العمليات ) حتى زوجها في غرفة العمليات‬
‫الوقت كان يمضي سريعا ستذهب الى والدها فهي‬
‫كالغريق الذي يتعلق باي قشة قد يراها وصلت الى‬
‫الشركة التي لم تزرها منذ ان جاءت لوالدها لتعترض‬
‫على خطوبتها وتخبره انها تحب النذل زياد وشتان‬
‫بين المرتين وجدت السكرتيرة فاخبرتها انها تريد‬
‫الدخول لوالدها فاخبرتها انه ذهب الى الميناء‬
‫الستخالص بعض الشحنات ودفع رسوم الجمارك انه‬
‫بكل تأكيد يوم حظها االسوأ نظرت الى الساعة لتجد‬
‫ان المتبقي هو اقل من ساعة خرجت من الشركة‬
‫وانطلقت في طريقها الى المطعم الذي حدده وهي‬
‫تدعو هللا ان يسترها معها كمحاولة اخيرة ضغطت‬
‫على رقم زوجها لتجد هاتفه ال يزال مغلقا (يبدو ان‬
‫العملية لم تنته بعد )‬

‫خرج من غرفة العمليات ليدخل مكتبه امسك بعدها‬


‫بالهاتف ليجد اتصاالن من فرح ثم اشعار بتلقي رسائل‬
‫فتح الرسالة وهو يضغط اسنانه بقوة لقد اصبح‬
‫موشكا على الجنون ليجد نصها " يبدو انك لم تصدق‬
‫ما اخبرتك به من قبل لذا فانني ساجعلك اليوم ترى‬
‫بعينيك زوجتك ستقابل حبيبها في الثالثة بمطعم‬
‫نصيحتي لك ان تذهب فهو ليس بعيدا ولن يتعبك‬
‫الذهاب اليه ولكنه بالتأكيد سيجعلك تخرج من دور‬
‫المغفل الذي تعيشه " ضغط الهاتف بين يديه بقوة‬
‫وهو ال يرى امام عينيه اال اللون االحمر ربما هذا‬
‫الحقير لديه حق ليذهب ويرى سار بخطوات واسعة‬
‫وهو ال يرى شيئا امامه وصلت قبل الوعد المتفق‬
‫عليه بعشر دقائق لتجده يتقدم ويجلس معها على‬
‫نفس الطالولة ويقول لها ساخرا (يبدو انك لم تصبري‬
‫على بعدي فروحة حتى انك وصلت قبل الموعد ) قالت‬
‫له بحدة (فلننهي الموضوع االن هيا اخرج ما لديك )‬
‫ضحك قائال (اال تريدين احتفاال بمناسبة االتفاق‬
‫سنتناول الغداء اوال ) قالت بغضب (ليس لدي وقت‬
‫لتفاهاتك اعطني الصور وكل شئ وخذ المال ولننهي‬
‫هذه المهزلة ) رن الهاتف ليفتح الخط ويقول لمحدثه‬
‫(هكذا اذا جيد) ثم يغلق بعدها مباشرة الخط ويميل‬
‫جهتها وهو يخرج ظرفا يضعه على الطاولة ثم يقول‬
‫لها (انظري جيدا لقد وفيت بوعدي هاتي المال )‬
‫نظرت داخله لتحقق ثم اخرجت المال ليمسكه مباشرة‬
‫ويضعه في جيبه ثم يمسك يدها بصورة مفاجئه‬
‫ويرفعها الى فمه مقبال ويقول (شكرا لك ) ما ان‬
‫شعرت به يلمس يدها حتى انتفضت كالملسوعه‬
‫محاولة تخليصها لتجده يمسك بها بقبضة فوالذية‬
‫ويمنعها كانت الصرخة ستخرج من فمها استنكارا‬
‫واشمئزازا من فعلته ولكنها حبست داخلها بينما تلتق‬
‫عيناها بعيني اخر شخص تتمنى رؤيته في هذه‬
‫اللحظات او ان يراها في هذا الوضع كان احمد يقف‬
‫امامهما وقد تحولت مالمحه الخرى شيطانيه واصبح‬
‫لون بشرته المعتاد اسود من الغضب نزعت يدها‬
‫بعنف من قبضة زياد وهي تقول (ابتعد ايها اللعين )‬
‫تركها ببطء في حين اتجهت عيناه الى نفس جهة‬
‫نظرها لتقوم هي بسرعة فيستغل الفرصة ويأخذ‬
‫الصور الذي كان قد اخرجها لها ليس من صالحه‬
‫بالتأكيد ان يأخذوا الصور النهم مع بعض التدقيق‬
‫سيعلمون انها مزيفة هي صور حقيقية ولكن ليس‬
‫لفرح بل لهند فقد استغل نفس الخدعة وقام بتصويرها‬
‫من بعيد نسبيا وهي ترتدي نفس مالبس فرح ذلك‬
‫اليوم ومع بعض اللمسات اصبحت تبدو مثلها حتى ان‬
‫الغبية فرح التقطت الطعم عندما اراها الصورة هو‬
‫االن حصل منها على مبلغ جيد وفي نفس الوقت حقق‬
‫جزءا من انتقامه وسيعتمد تنفيذ الجزء الباقي على رد‬
‫فعل زوجها تجاه ما رآه وحتى لو لم يتمكن من اكمال‬
‫خطته سيتضايق قليال فقط ولكنه سيكتفي بما حققه‬
‫وجدها وقفت امام زوجها الذي اعماه الغضب فاستغل‬
‫الفرصة وتسلل بعيدا ما رأته في كل تعابير وجهه هو‬
‫االشمئزاز ليقول بعدها بعنف مكبوت (هيا امامي ايتها‬
‫الحقيرة ) ليتجه الى سيارته فيجدها تتردد فيقول‬
‫بصوت كالفحيح (هيا معي ستركبي سيارتي وال‬
‫تجعليني اجبرك النني من االساس اقرف من لمسك )‬
‫شعرت بطعنه تضربها في قلبها وهي تقول له بتوسل‬
‫ودموعها تتساقط (احمد ارجوك ان ما رأيته يبدو‬
‫حقيقيا ولكنه ليس كذلك ) قال بصرامة (اياك ان‬
‫تتفوهي بحرف واحد ايتها الحقيرة انا المخطئ منذ‬
‫البداية النني استجبت الى طلبك وتركتك كل هذا الوقت‬
‫تحملين اسمي ) ركبت في صمت وهي تشعر باليأس‬
‫ليس الخوف او الرعب المتوقع ولكن انعدام االمل‬
‫لماذا تضيع احالمها دائما بهذه الطريقة ؟ اوقف‬
‫السيارة امام المنزل لينزل ويصرخ بها قائال (هيا الى‬
‫الداخل ) ما ان اغلق الباب خلفه حتى رفع يده‬
‫وصفعها بقوة وهو يقول لها (ايتها الخائنة الوضيعة‬
‫وانا من ظننت انك قد تغيرت ) صرخت وهي تقول (‬
‫اقسم باهلل انا لم افعل شئ انها المرة االولى التي اقابله‬
‫فيها وقد كنت مضطرة ) قال وهو يمد يدها ويجذبها‬
‫من شعرها (مضطرة لماذا يا حيوانة انظري ) لم يترك‬
‫شعرها ليخرج الهاتف من جيبه بيده الحره ويقول لها‬
‫بصوت هادر وهو يفتح الرسائل ( منذ اشهر وهذه‬
‫الرسائل تأتي الي وانا اقول لنفسي اتق هللا وال تسئ‬
‫الظن حتى رأيت بعيني وتقولي لي انها المرة االولى )‬
‫افلتها ليقول بعدها صارخا (اذهبي الى بيت والدك‬
‫وستحصلين على الطالق الذي اردته فان لن اتركك‬
‫لحظة اخرى لتلوثي اسمي باقترانك به) تركها بعنف‬
‫لتسقط على االرض وهي تبكي بالم الم في قلبها‬
‫وروحها وجسدها الم على حالها وما صارت اليه هي‬
‫تعلم انها تحبه حب حقيقي ال يمكن ان يتغير في‬
‫لحظات ولكنه ادمى روحها وقلبها وهو لم يبدأ اليوم‬
‫بل منذ فترة طويلة لم يمنحها ثقته الغالية يوما حتى‬
‫امتناعه عن الشك بها يعتبره تفضال عليها كان قد‬
‫خرج فقامت بصعوبة واتجهت الى حجرتها لتجمع‬
‫بعض المالبس فقط ثم اتجهت بعدها الى الشارع‬
‫مستقلة تاكسي حتى منزل والدها‬

‫كان واقفا في القاعة الكبيرة مرتديا اخيرا الروب‬


‫االسود ويناقش رسالته فرغم ما حدث منذ ايام وزلزل‬
‫كيانه كله اال ان وقف على قدميه واكمل طريقه وها‬
‫هو يجني نتيجة تعبه طوال السنوات السابقة كان‬
‫يتمنى ان يتمكن بعدها مباشرة من السفر الى انجلترا‬
‫ولكنه كان قد اختار الميعاد بعد نهاية شهر رمضان‬
‫والعيد مفضال قضائهما مع اهله ولذا ال مجال للتراجع‬
‫كان يريد ان يطلقها ويرسل لها ورقتها عن طريق‬
‫المحكمة ولكن يوسف اوقفه فشقيقه لم يعلم‬
‫بالتفاصيل لذا اخبره ان هذا سيعد اهانه ومن االفضل‬
‫ان يتم الطالق بشكل ودي سيجتمعمون مع والدها بعد‬
‫يومين لالتفاق وانهاء االمر سمع صوت رئيس اللجنة‬
‫يعلن النتيجة قائال (امتياز مع مرتبة الشرف) لتتجه‬
‫اليه عيون اشقائه واصدقائه وهم يصفقون بحماس‬
‫من الجيد انه يحسن القيام بشيئ ما في حياته نظر الى‬
‫شقيقه بفخر ال ينكر انه تضايق عندما اخبره احمد انه‬
‫مصمم على االنفصال عن فرح لم يخبره بشئ ولكنه‬
‫شعر بالحزن فدائما كان يرى انها فتاة جيدة لقد فوجئ‬
‫عندما استيقظ من نومه بعد ليلة الحادثة انها اتصلت‬
‫بهاتفه عدة مرات كان الرقم دون اسم وعندما حاول‬
‫اعادة االتصال لم يكن هناك رد بل كان الهاتف مغلق‬
‫ليجد سارة تخبره ان فرح طلبت رقمه فخمن انها ربما‬
‫ارادته ان يتدخل في المشكلة الموجودة بينها وبين‬
‫احمد والتي على ما يبدو انتهت باصرار شقيقه على‬
‫الطالق وباغالقها لهاتفها كانت واقفة تنظر من بعيد‬
‫لقد علمت من والدها انه يريد ان يطلقها حاول والدها‬
‫الفهم ولكنها لم تقل شئ فما الذي ستخبرهم به ؟ هي‬
‫ارادت ان تأتي اليوم لتراه وهو يصل الى هدفه اخيرا‬
‫لقد ظلت الشهر تشعر انها جزء من هذه الرحلة مرات‬
‫كثيرة رأت اوراقه وحاولت ان تفهم شيئا ولكن دون‬
‫فائدة كانت تعد له المشروبات والطعام دون ان يطلب‬
‫عند استغراقه في دراسته ليال طويلة ظلت تحلم بذلك‬
‫اليوم وكأنه يوم زفافها الم يكن قد وعدها انه بعد‬
‫انتهاءه سيبدآن شهر عسل جديد حتى انه تذمر حين‬
‫تم تحديد موعد المناقشة قبل رمضان باربع ايام فقط‬
‫قائال (سيكون اقصر شهر عسل في التاريخ ) مدت‬
‫اصبعها لتمسح دموعها المتساقطة بينما تشعر بالفخر‬
‫ي مالئها ورئيس اللجنة يعلن نتيجته لقد اصبح زوجها‬
‫استاذا في الجامعه شعرت بغصة في حلقها ليرتجف‬
‫جسدها بعدها وهي تنبه نفسها قائلة (يومان فقط‬
‫وبعدها ستصبحين طليقته ) انسحبت بهدوء وهي‬
‫تراهم قد وقفوا استعداد للخروج فهي ال تريد ان يراها‬
‫احد بعد انتهاء المناقشة والحفلة لم يعد الى العمل‬
‫فالوقت كان قد تأخر لذا عاد الى المنزل لتأتي له‬
‫السيدة زهرة بورقة داخل ظرف مغلق وتقول ان‬
‫شخص من المحكمة قد احضرها فتح الظرف لتتسع‬
‫عيناه في غضب ويهتف بحدة (تبا اي هراء هذا ؟!)‬
‫ليرفع بعدها هاتفه ويقول الحمد بصوت حاد (تعالى‬
‫االن فورا الى منزلي ) هو يعلم متى يتحدث شقيقه‬
‫بهذه اللهجة رغم انه لم يستخدمها معه من قبل بل‬
‫رآه يستخدمها مع معتز عندما كان يقوم باحد مصائبه‬
‫دخل ليجد السيدة زهرة تشير له الى جهة المكتب‬
‫عندما سألها عنه دخل مغلقا الباب خلفه ليجده ينظر‬
‫اليه بغضب ويناوله بعنف ورقة وهو يقول له‬
‫(اخبرني االن عما يعنيه هذا التخريف ) امسك الورقة‬
‫والتي بدت كورقة رسمية لتمر عيناه على السطور‬
‫ليجلس بعدها مذهوال ليصله صوت يوسف الحاد‬
‫(فلتنفض عنك هذه الدهشة وتخبرني هل هذا الكالم‬
‫حقيقي؟) لم يجب فصرخ به قائال (انطق هل تركتك‬
‫زوجتك النك غير قادر على اعطائها حقوقها ؟) نظر‬
‫اليه بحدة ليقول (يوسف ال داعي لهذا الكالم) قال‬
‫بثورة عارمة (ال داعي لماذا لقد اصبح الموضوع في‬
‫المحاكم اي تحول لفضيحة وتخبرني ان اصمت دون‬
‫حتى ان تفهمني ما يجري ) قال بجمود ( انا لم اقم‬
‫معها عالقة زوجية ولكن ليس الني ال اقدر ولكن انت‬
‫تعلم انني كنت مشغوال) صرخ به قائال (مشغول ؟ هذا‬
‫ليس عذر لقد ظللتما اسبوعان في اسبانيا في اجازة‬
‫فقط وحتى لو قلنا انكما لم تكونا تعرفا بعضكما جيدا‬
‫عندها الم تجد نصف ساعة خالل اكثر من خمسة‬
‫اشهر لتجعل زواجك حقيقي ثم في النهاية كنت‬
‫ستطلقها ليتزوجها شخصا اخر ويعلم بخيبتك القوية )‬
‫قاطعه بحدة قائال (يوسف ) اجابه (يوسف سيشد‬
‫شعره منك فضيحتك ستكون على كل لسان يا اخي )‬
‫انه يشعر بغضب يفوق غضب شقيقه بالتأكيد لقد كان‬
‫سيطلقها ويتخلص من هذا الكابوس لتفاجأه بهذا‬
‫التصرف الحقير هل يعلم والدها بهذا واشترك فيه ؟‬
‫كيف نجحت هذه الفتاة التي هي اصغر منه بثمان‬
‫سنوات ان تجعل منه احمق بهذه الصورة وتخدعه‬
‫ليظن انها مالك بينما بداخلها شيطان ؟ وجده يقول له‬
‫بحزم (االن هيا معي وللمرة االخيرة ان كنت ال‬
‫تستطيع فال داعي لمزيد من االحراج ) نظر اليه‬
‫بدهشه قائال (الى اين سنذهب ؟ ثم اكمل بعصبية لقد‬
‫سبق واخبرتك بالحقيقة وال داعي لهذا الكالم ) نظر‬
‫اليه بشك ليجيبه بعدها (ستذهب لتجعل زواجك حقيقيا‬
‫قبل ان تقوم هي بالفحص الطبي وعندها سيضطرون‬
‫النهاء القضية ) نظر اليه بدهشة وقال (ماذا ؟ ولكنها‬
‫في منزل والدها ) رد بسخرية (صدقني المكان لن‬
‫يؤثر اذا كان الشخص تمام ام انك تظن انها ستعود‬
‫الى منزلك وهي قد رفعت عليك قضية طالق ) سار‬
‫خلفه ليجده يجري اتصاال وهو يخبر المتحدث ان‬
‫يلحقوا به في مكان معين قريب من منزل والد فرح‬
‫لقد كان منذ ايام يقول لها انه مشمئز حتى من لمسها‬
‫ليجد نفسه االن وقد تزايد الوضع سوءا مضطرا‬
‫لتحويل زواجهم الى زواج حقيقي اتجه الى الداخل مع‬
‫شقيقه بينما طلب شقيقه من رجاله االنتظار خارج‬
‫الفيال دخال ليجد حماه وحماته يستقبلونهما ومعهما‬
‫اخو فرح كان يوسف هو من تكلم ليقول لحماه محاوال‬
‫على ما يبدو معرفة اذا كان الرجل متورطا في رفع‬
‫القضية ام ال (سعيد بلقاءك سيد كامل واسف على‬
‫الزيارة المفاجئه ولكني استطعت اقناع احمد ان‬
‫يتحدث مع فرح اوال فربما يوفق هللا بينهما ) وجد‬
‫علمات الراحة تعلو وجه الرجل وزوجته ليتابع حديثه‬
‫قائال (انت لن تمانع في ان يصعد اليها اليس كذلك ؟)‬
‫قال الرجل بهدوء(بالتأكيد انها ال تزال زوجته ) لمعت‬
‫عيناه وهو يقول الحمد (اصعد الى زوجتك ) كان‬
‫حسام شقيق فرح سيتبعه فقال يوسف وهو ينظر‬
‫لوالده (من االفضل ان يكون بمفردهما ) وجد الرجل‬
‫يوافقه وهو يقول البنه موقفا له (ال تصعد يا حسام )‬
‫وصل الى االعلى متجها لحجرتها طرق الباب فوجده‬
‫ينفتح ليجدها تنظر اليه بدهشة قائلة (احمد ؟) دخل‬
‫واغلق الباب خلفه بالمفتاح ثم وضعه في جيبه‬
‫ليقترب منها قائال (كيف حالك يا فرح ؟) قالت بارتياب‬
‫(بخير الحمد هلل ) دخل ليجلس على طرف السرير‬
‫ويقول بهدوء وهو ينظر الى عينيها (انت تعلمين ان‬
‫وعد الحر دين ولذا اتيت الفي بوعدي ) شعرت‬
‫بالتوجس من مجيئه ولهجته لتقول بعدها بحيرة (وعد‬
‫؟) فتح ازرار سترته ببطء ووضعها جانبا ليتبعها بعد‬
‫ذلك بقميصه ثم يقترب منها ببطء وينظر اليها‬
‫متفحصا كانت ترتدي بيجامة صيفية من القطن لونها‬
‫اصفر وبها ورود بيضاء واسفلها شورت حاولت ان‬
‫تبتعد ليقول بعدها (لقد وعدتك ان زواجنا سيتم بشكل‬
‫عملي بعد مناقشتي لرسالتي ولقد فعلت اليوم لذا‬
‫توجب علي الوفاء رغم انك تعجلت ولم تنتظري‬
‫للوقت الذي حددته وذهبتي تشتكين مثل االطفال ) هي‬
‫اشتكت انها لم تخبر احدا اال سها هل اخبرت امها ثم‬
‫نشرت امها االمر ولكن هذا مستحيل وجدته يقترب‬
‫منها محتويا لها بين ذراعيه وهو يقول (ربما تأخرت‬
‫ليلة زوجنا كثيرا ولكن يبدو ان القدر ارادها ان تحدث‬
‫في النهاية ) كانت تشعر برائحته تحيط بها بانفاسه‬
‫تحتويها بينما يلمسها برقة ويهمس لها بكلمات لم‬
‫تفهمها ولكن كل ما فهمته انها اخيرا بين ذراعي‬
‫حبيبها وانها خالل دقائق ستصبح زوجته بكل معنى‬
‫الكلمة وليس مهما ما سيحدث بعدها حتى وان طلقها‬
‫فان هذه الذكرى تكفيها لتذوب بين ذراعيه بكل معنى‬
‫الكلمة وهي تبثه حبها وشوقها بقدر ما تسمح لها‬
‫معرفتها المحدودة وخبرتها المنعدمة استكانت بين‬
‫ذراعيها في النهاية بينما بعض الدموع تتسلل من‬
‫عينيها ببطء فمد يده ومسحها برفق ليقوم بعدها‬
‫ومالبسه في يده ويدخل الحمام الملحق بحجرتها بينما‬
‫تنظر الى الباب بعدم تصديق وكأن ما حدث ال صلة له‬
‫بالواقع خرج وقد عاد الى صورته السابقة لينظر اليه‬
‫بهدوء ويقول (الوداع يا فرح )‬
‫انتهى ‪..........‬سبحانك اللهم وبحمد ك اشهد ان ال اله‬
‫اال انت استغفرك واتوب اليك ‪..‬‬

‫الفصل الثالث واالربعون‬

‫تنظر الى الباب بعدم تصديق وكأن ما حدث ال صلة له‬


‫بالواقع خرج وقد عاد الى صورته السابقة لينظر اليه‬
‫بهدوء ويقول (الوداع يا فرح ) ليخرج المفتاح من‬
‫جيبه ويفتح الباب ثم يتركه ويغلق الباب خلفه في‬
‫هدوء !!!!!!!!!!!فجأة وجدت نفسها تندفع في بكاء‬
‫عاصف عندما استوعبت معنى كلمته (الوداع هل‬
‫يودعها لما اذا جاء واتم زواجهم ؟ لماذا بهذه الطريقة‬
‫؟ لقد ظلت الشهر امام عينيه معظم الوقت كانت‬
‫عيناها تتوسله ان يقترب منها ان يشعر بها حتى انها‬
‫طلبتها منه صراحة ليلة انهيارها ليأتي االن ويفعل‬
‫هذا في منزل والدها داخل غرفتها وبعد ان رآها مع‬
‫الحقير وفسر الموقف بانها خائنة ثم ضربها وطردها‬
‫ستصاب بالجنون بكل تأكيد هل اخبر والدها عن سبب‬
‫صعوده لحجرتها ؟ بالتأكيد ال ماذا سيقول له اساسا ؟‬
‫انها ليست نادمة على استسالمها له لقد ارادت ان‬
‫تجرب ان تعلم كيف ستشعر عندما يصبحان شخص‬
‫واحد ؟‪...........‬هي تشعر باالختناق االن واكثر ما‬
‫يخيفها ويثير فزعها ان يجبروها ان تتزوج ثانية من‬
‫رجل غيره ‪.......‬هي تعلم ان هذا متوقع والديها لن‬
‫يتحمال ان تبقى في سنها هذا وهي مطلقة‬
‫‪.........‬لطالما رأت بعينيها وسمعت كيف يعاملون‬
‫سيئة الحظ التي حملت هذا اللقب ‪......‬وهي توقن‬
‫والديها لن يتركاها في حالها دون‬
‫زواج‪............‬فلتبعد عنها االن هذه االفكار وتحاول‬
‫ان تركز في الوقت الحاضر في هذه اللحظة تحديدا‬
‫ترى هل غادر ام الزال جالسا معهم باالسفل‬
‫؟‪............‬لفت نفسها بالغطاء الموجود فوق السرير‬
‫واتجهت الى الحمام تنظر الى نفسها هل تغيرت ؟‬
‫نظرت الى وجهها بالمرآه بجمود ال زالت هي نفسها‬
‫‪..........‬لماذا اذا تشعر ان هناك اختالف ؟‪........‬ان‬
‫العالم من حولها قد اختلف وتغير دون‬
‫عودة‪............‬وجدت نفسها تعود للبكاء ثانية‬
‫وتشهق بحدة ‪..........‬ليس عليها ان تلوم احدا اال‬
‫نفسها هي المتسببة في كل ما حدث ‪...........‬في‬
‫البداية منحت ثقتها لمن ال يستحق ‪...........‬ثم بغبائها‬
‫لم تفهم طبيعة زوجها لتتبجح امامه بكلمات تعتبر‬
‫قاتلة الي رجل‪...........‬ورغم انه كان يغضب اال انه‬
‫كان يعود للتماسك سريعا وللصبر بعدها ‪.........‬ربما‬
‫شخص غيره كان غضبه سيدفعه الغتصابها او‬
‫لفضحها ولكنه لم يفعل بل عاملها بما يرضي هللا‬
‫‪.......‬تعلم دائما ان المرأة المطلقة تظل تحقد على‬
‫طليقها باقي العمر ولكن هي لن تفعل‪ .........‬يكفي انه‬
‫علمها ان تصلي جعلها ترضي ربها وترتدي الحجاب‬
‫‪.........‬غير نظرتها كلها الى الدنيا ‪.........‬ثم لتأتي هي‬
‫في النهاية وتواصل السير في درب الغباء حتى‬
‫وصلت الى دركه االسفل لتصبح في عيني زوجها‬
‫خائنة ال يتشرف بوجودها في حياته‬
‫!!!!!!!!!!! آآآآآآآآآآآه طويلة خرجت من بين شفتيها‬
‫سيطلقها بعد يومين ولن تراه ثانية ‪........‬سيصبح‬
‫محرما عليها ‪......‬فكرة قفزت الى ذهنها واصبحت‬
‫تلح عليها ان ما حدث منذ قليل بعيد جدا عن شخصية‬
‫احمد الذي تعرفه !!!!!!!!!ان يأتي ويفعل هذا تحت‬
‫سمع وبصر والديها ترى ما الذي دفعه لهذا ؟ ربما‬
‫يكون قد فكر ان عليه ان يجعل زواجهما فعليا تحسبا‬
‫لو تزوجت من اخر فيكتشف االمر ام ماذا‬
‫؟‪...............‬اغلقت الدش وارتدت معطف الحمام‬
‫لتخرج بعدها وتعود ثانية الى السرير وتمسك‬
‫بالوسادة وتقربها من انفها انها ممتلئة برائحة عطره‬
‫‪.........‬ابتسمت بشحوب وهي تتذكر انه كان يرتدي‬
‫نفس الحلة الرسمية التي اشتراها من اجل المناقشة‬
‫‪....................‬ستظل في حجرتها فهي ال تتصور‬
‫انها من الممكن ان تنزل وتقابل والديها االن فهي‬
‫تشعر انهم سينظرون الى وجهها ويعلمون ما حدث‬
‫!!!!!!!!!!!‪....................‬وصل الى االسفل ليجلس‬
‫بعدها على المقعد المجاور لشقيقه الذي نظر اليه‬
‫باستفهام خفي ‪..........‬اقترب منه هامسا (تمام‬
‫)‪........‬وجده يلتفت الى حماه ويقول (اظن من االفضل‬
‫ان نمنحهم مزيدا من الوقت ليفكرا فيه قبل ان يتخذا‬
‫القرار النهائي ما رأيك سيد كامل ؟)‪...........‬أومأ‬
‫الرجل برأسه موافقا وقال (بكل تأكيد )‪..........‬ليقول‬
‫بعدها (ليكن القرار النهائي بعد العيد وقبل سفر احمد‬
‫)‪..........‬نظر نحوه باستغراب ولم يتكلم ليجده يقوم‬
‫واقفا ويقول (واالن عن اذنكم سنغادر )‪............‬اتجه‬
‫معه الى سيارته ليجلس جواره كما قدما حيث لم‬
‫يحضر سيارته ‪..........‬قال له يوسف وهما في‬
‫الطريق (الف مبروك يا عريس )‪...........‬قال مضيقا‬
‫حاجبيه (اي عريس انا ساطلق )‪..........‬وجده يضحك‬
‫ويقول (هذا ال يمنع ان ابارك لقد كنت جالسا على‬
‫اعصابي خاصة اني لم اسمع اي صوت )‪..........‬نظر‬
‫اليه بحدة وقال باستنكار (صوت ماذا‬
‫؟)‪.............‬ضحك وقال (ال تكن سئ النية ‪..........‬اال‬
‫تشعر بالحيرة من ان واحدة قامت برفع مثل هذه‬
‫القضية لم تقاوم او تصرخ وانت تفسد قضيتها‬
‫)‪...........‬تذكر ما حدث هي بالفعل استغربت‬
‫واندهشت ولكن لم تعترض كيف ذلك ؟ هل رفعت‬
‫القضية كنوع من االشعار بالوجود ولتدفعه لهذا ؟‬
‫ولكن ما الذي ستستفيده ؟!!!!!!!!!شئ آخر اشعره‬
‫بالراحة وهو معرفته انها على االقل بريئة من الناحية‬
‫الجسدية ولم تصل السفل الدرك ولكن هذا بالتأكيد كان‬
‫طبيعي نظرا للقضية التي رفعتها ‪...........‬وهناك شئ‬
‫يعلم انه سيظل يتعبه وهو الذكرى الذي جمعتهما‬
‫سويا فرغم كل الظروف المحيطه ونفوره السابق‬
‫بسبب ما حدث وحتى كرهه الن يفعل الموضوع بهذه‬
‫الطريقه ‪..........‬اال انه في النهاية لم يكن متضايقا بل‬
‫كان سعيدا وهو يشعر بكل تلك الكلمات عن نصف‬
‫الشخص المفقود والذي يظل يشعر بالحيرة والتخبط‬
‫حتى يجده خاصة وقد شعر برضاها ‪.......‬واالن كالم‬
‫يوسف يحيره ايضا ‪..........‬ولكن هو قد اغلق‬
‫الموضوع لالبد ولم يبقى شئ ‪......‬سأله (لماذا لم‬
‫تجعلنا ننهى الموضوع االن ؟ لماذا اجلته ثانية‬
‫؟)‪...........‬قال وهو ينظر اليه بتفحص ( لننتظر حتى‬
‫نتأكد فربما تكون حامل ومن ناحية اخرى فان الطالق‬
‫السريع اذا عرف موضوع القضية سيكون تأكيدا‬
‫لالتهام وكأنك طلقتها لتتنازل عن القضية وال تفضحك‬
‫) نظر اليه بدهشة هل يمكن ان يحدث هذا ؟ بالتأكيد‬
‫هناك احتمال هو يعلم انه قادر على االنجاب لقد اجرى‬
‫الفحوصات منذ اعوام فبعد ان علم بحالة يوسف وجد‬
‫نفسه ال اراديا يجري كل التحاليل الالزمة ليطمئن‬

‫‪......‬ستقتلهم بال شك‪ ..........‬ال ريب انها ستفعل‬


‫سيجنونها فمنذ ان استمعت نتالي الى مكالماتها مع‬
‫يوسف والتى اضطرت ان تتكلم معه فيها باالنجليزية‬
‫وعلمت ان لديها كما تقول (حبيب) وهم ال يكفون عن‬
‫مشاكساتها ومحاولة استدراجها بل واتهامها انها‬
‫كانت تخدعهم !!!!!!!فها هي كل خطبها العصماء عن‬
‫جنس الرجال المثير لالشمئزاز وعن وهم الحب وانه‬
‫وسيلتهم للوصول الى اغراضهم الدنيئة قد ذهبت‬
‫هباءا ‪..........‬قالت جوليا لها (من االفضل لك ان‬
‫تعترفي باسمه واين يعيش وماذا يعمل وماشكله ومتى‬
‫تعرفت عليه ؟)‪............‬قالت بسخرية (وماذا عن‬
‫مقاس حذائه ونوع الجوارب التي يرتديها‬
‫؟)‪.............‬اجابتها ضاحكة (هذا االعترافات تـأتي‬
‫في المرحلة التالية )‪................‬قالت بهدوء (انا‬
‫اعلم انني لو بدأت فلن تكون هذه النهاية‬
‫)‪..............‬ضيقت نتالي احد عينيها وهي تنظر لها‬
‫لتقول بعدها (هل تخافين مثال من ان نخطفه منك‬
‫؟)‪..............‬قالت بتحدي (انت تعلمين ان ال احد‬
‫يستطيع االقتراب من امالكي )‪..........‬وجدتهما‬
‫تضخكان لتقول جوليا (اعترفت االن انه امالكك‬
‫)‪.............‬قالت بثقة (هذا اقرار باالمر الواقع فقط‬
‫)‪...........‬قالت لها (قوية يا فتاة ولكن كالعادة لم‬
‫نستفد منك بشئ)‪...........‬قالت لهما سنعقد اتفاقا‬
‫(ساخبركما باسمه فقط شريطة ان تصمتا وال تسآالن‬
‫عن شئ آخر )‪.........‬اجابتها نتالي بنزق (ولكن هذا‬
‫ليس عدال انا كنت اخبرك بكل شئ عن اصدقائي‬
‫)‪.......‬نظرت اليها بال مباالة ‪.....‬لتقوال بعدها (اتفقنا‬
‫)‪............‬قالت مبتسمة (يوسف )‪........‬قالت نتالي‬
‫(اذا فهو عربي ‪......‬اال يكفي ان اخاك الوسيم تركني‬
‫ليخطب تلك العربية )‪..........‬ضحكت دون تصديق‬
‫وهي تقول (تركك !!!!!!!!! تشعريني وكـأنه قد اقسم‬
‫لك بحب ال يموت )‪.............‬قالت وهي تمط شفتيها‬
‫(ولكنني كنت معجبة به )‪...........‬قالت باغاظة (ليس‬
‫ذنبه يا صديقتي وانا حذرتك من قبل )‪...........‬تركتهم‬
‫لتتجه الى الشقة فتجد عماد جالسا وامامه الالب‬
‫الخاص به ‪.........‬تركت حقيبتها الكروس على‬
‫االريكة وخلعت الجاكت الجلدي والحذاء المرتفع‬
‫لتقترب بعدها منه وهي تقول (هل تكلم سها‬
‫؟)‪..........‬هز رأسه نفيا وقال (ال الزلنا في فترة‬
‫العقاب )‪............‬نظرت نحوه بحنق لتقول بعدها (هذا‬
‫يكفي عليك ان تكلمها فغدا بداية شهر رمضان‬
‫والخصام اصال حرام )‪............‬نظر جهتها بدهشه‬
‫يشعر انها تغيرت لقد اصبح يراها تصلي بانتظام‬
‫وحتى لبسها اصبح اكثر احتشاما وزينتها اقل‬
‫‪..........‬يبدون ان تأثير يوسف جبار عليها فقد نجح‬
‫في ايام فيما فشلوا فيه لسنوات !!!!!!!!!!!ربما‬
‫انجازه االكبر انه جعلها تتصالح مع نفسها لتتمكن‬
‫بعدها من تقبل الحياة بشكل عام وهاهي توجه‬
‫النصائح اليه !!!!!!!!!!!قال بمشاكسه (اذا حدثي‬
‫يوسف انت ايضا لتهنئيه فكما قلت الخصام حرام‬
‫)‪...........‬ابتسمت له بخبث وقالت (ومن قال لك اننا‬
‫متخاصمان اساسا )‪........‬نظر اليها مستفهما وقال (‬
‫حقا وما الخطوة التالية ؟)‪..........‬قالت وهي تجلس‬
‫بهدوء (ان ننال رضا والدك الغالي )‪..........‬قال لها‬
‫( انجي انا افهمك جيدا انت ال تتكلمين بصراحة اليس‬
‫كذلك ؟)‪...........‬لو فعال كنت نسيت ما حدث واصبحت‬
‫عالقتك بيوسف جيده كما تزعمين كنت اخبرتيه عن‬
‫اوالده اليس كذلك ؟)‪...........‬قالت بغموض (ولكن‬
‫هذا ليس قراري وحدي كي انفذه هكذا )‪..........‬قال‬
‫وهو يتأملها ( انجي ليس من حق اي شخص ان‬
‫يحرم اب من ابنائه مهما كان ذنبه لقد رأيته هو‬
‫وسلمى سويا ‪ .........‬كان قلبي يتمزق وانا ارى ذلك‬
‫الرابط الصارخ بينهما !!!!!!!!!!ان الطفلة لم تفارقه‬
‫لحظة او تنزل عينيها من عليه طوال مدة وجوده وهو‬
‫كان يعاملها كأميرة متوجة )‪...........‬كانت الدموع‬
‫تلسع عينيها وهي تتذكر معاملته لها ايضا كاميرة بل‬
‫كملكة متوجة وحتى اجابته عندما سالته هل سيكون‬
‫سعيدا اذا انجب فتيات ‪..........‬هي احيانا تتساءل حتى‬
‫تكاد تجن كيف يكون هذا الشخص هو نفس الشخص‬
‫الذي تسبب بمعاناتها لسنوات ؟ بتخبطها وتعريضها‬
‫نفسها للخطر مع كل خطوة كانت تخطوها ‪..........‬وما‬
‫يخيفها اكثر انه قادر على العودة الى تلك الشخصية‬
‫بكل سهولة اذا حدث ما يستدعي هذا ‪...........‬هي‬
‫تخاف حتى من اخباره عن سيف وسلمى النها تشعر‬
‫ان هذا سيصيبه بالجنون وال تتخيل ما قد يفعله‬
‫!!!!!!!!!وعماد يريد منها هي ان تفعلها !!!!!!!!!هل‬
‫هي من اتخذت ذلك القرار وقتها ؟ ال بالتأكيد لقد كانت‬
‫مجرد طفلة تعاني من صدمة كبيرة ووالدها لم يأخذ‬
‫رأيها من االساس ‪.......‬ولكنها بكل تأكيد لم تكن تريد‬
‫ان تراه ‪........‬وكانت معرفته بوجود االطفال ستعني‬
‫تواجده الدائم ‪..........‬وكان من الممكن ان يصر على‬
‫ان يأخذهم ‪..........‬وهي ماذا كان من المفترض ان‬
‫يكون موقعها في الحدث ؟ هل كان سيأخذها هي ايضا‬
‫؟ ام سيتركها وتحرم من اطفالها ؟‪..........‬بالتأكيد‬
‫والدها كان لديه حق وما ساعد هو ان يوسف ترك‬
‫االمر دون ان يتحقق من توابعه !!!!!!!!!!!!!‬
‫المنطق يقول ان من اتخذ القرار منذ البداية هو الذي‬
‫عليه ان يواجه عاقبة قراره والدها هو من عليه‬
‫اخباره ‪..........‬ولكن ربما هذا يعني ان عليها االنتظار‬
‫لالبد اال لو حدث شئ قوي يدفعه الى هذا‬
‫‪...........‬ولكن هي لديها هذا الشئ طفالها العزيزان‬
‫يحتاجان وجوده ‪..............‬سيف يدعي القوة‬
‫والالمباالة ولكن داخله طفل يتألم من شعوره برفض‬
‫والده له ‪..........‬وسلمى البريئة ربما لم يتوصل‬
‫عقلها للحقيقة ولكن قلبها فعل ويشتاق للعودة اليه‬
‫‪...........‬اذا عليها ان تفعلها عندما يتقابال وليفعل ما‬
‫يريد ستتحمل قالت بهدوء خالف افكارها الثائرة (ال‬
‫تقلق ان شاء هللا سافعل ولكن هذه االمور ال تصلح‬
‫عبر الهاتف )‬

‫* علم ان القضية تم سحبها في اليوم التالي مباشرة‬


‫من المحكمة وهذا اشعره باالرتياح وابعد عنه القلق‬
‫‪.........‬كان يتوقع هذا فبعد ما حدث لم يعد هناك سبب‬
‫قانوني للدعوة‪.........‬يتمنى فقط ان ال يكون احدا قد‬
‫علم باالمر ‪..........‬كان جالسا مع شقيقه في منزله‬
‫قال له بنفاذ صبر (ان ما تفعله ال يريحني‬
‫اطالقا‪ .........‬ثم انك بعد انتهاء رسالتك لم تعد‬
‫مشغوال كالسابق لماذا اذا تظل وحيدا خالل شهر‬
‫رمضان ؟ تعالى وابق معنا )‪............‬قال بهدوء (انا‬
‫لست في مزاج يسمح لي بالحوار وتبادل المزاح او‬
‫حتى باالجابة على اي تساؤالت ثم ما المشكلة في ان‬
‫افطر بمفردي واساسا هناك الكثير من االيام سافطر‬
‫في المستشفى )‪ ..............‬قال باستسالم مختلط بنفاذ‬
‫الصبر (على االقل االيام التي ستتواجد فيها بالمنزل‬
‫تعالى وافطر معنا ان االمر لن يختلف عن ذهابك‬
‫لالفطار في اي مطعم ‪.........‬اكمل بمزاح انا اعلم ان‬
‫خبراتك المطبخية رهيبة )‪.........‬قال محاوال التماشي‬
‫معه (انظروا من يتكلم عن الطبخ !!!!!!!)‬
‫‪...........‬ضحك قائال (على االقل يمكنني وقت‬
‫الضرورة ان اتصرف ‪...........‬يبدو ان معتز هو‬
‫الوحيد الذي يفهم هذه االشياء )‪...........‬قال احمد (ان‬
‫وقت الضرورة لديك لم يكن يأتي فانت كنت تستغل‬
‫المسكين حازم دائما )‪...........‬قال يوسف بجدية (هل‬
‫ستأتي معنا لالفطار عند جدك غدا ؟)‪..........‬قال‬
‫بضيق (انت تعلم انني اريد ذلك ولكن ال اريد سماع‬
‫اسئلة لن اتمكن من االجابة عليها )‪............‬اجابه‬
‫(من االساس العنصر النسائي سيغيب عن الزيارة‬
‫فسارة وشيري لم تنهيا اختباراتهما وريهام ستقضي‬
‫اليوم مع عائلة حازم وغياب زوجتك سيكون طبيعي‬
‫)‪...........‬قال متنهدا (ال بأس سآتي‬
‫)‪.................‬بكل تأكيد عليه الذهاب حتى وان اضطر‬
‫للضغط على نفسه فصلة الرحم واجب على االنسان‬
‫خاصة في هذا الشهر الكريم ‪....................‬وصلوا‬
‫لحسن الحظ قبل المغرب بنصف ساعة فالجد ال يحب‬
‫التأخير ولو اطاعوا كالمه كان عليهم ان يأتوا منذ‬
‫الليلة السابقة ليتناولوا السحور ثم ينتظرون لالفطار‬
‫‪.........‬دخلوا الى المضيفة حيث يتواجد جدهم الذي ما‬
‫ان يرى ثالثتهم سويا حتى يظل يردد ماشاء هللا اللهم‬
‫بارك ‪..........‬كان يخشى عليهم من الحسد دائما‬
‫وخاصة بعد ان كبروا وظهر طولهم الفارع وبنيتهم‬
‫القوية ولذا كان يأمرهم ان ال يخرج الثالثة‬
‫معا!!!!!!!!!سلم يوسف واحمد عليه وعندما جاء‬
‫دور معتز نأى الجد عنه رافضا مد يده قائال (ال يوجد‬
‫بيننا سالم وال كالم )‪..........‬نزل على ركبتيه امام‬
‫ليكون بمحاذاته وهو جالس ثم يمسك يده التي حاول‬
‫ان يسحبها منه ويقبلها ثم يقول في احترام ( هذا ما ال‬
‫استطيع تحمله لن استطيع ان اعيش لدقيقة واحدة‬
‫والحاج سيف غاضب مني )‪............‬نظر اليه بغضب‬
‫وقال (تتزوج في الخفاء مثل اللصوص او عديمي‬
‫االهل )‪...........‬قال بلطف (العدل يقول ان على‬
‫القاضي ان يسمع قبل ان يصدر الحكم على المتهم‬
‫اليس كذلك يا جدي ؟)‪..........‬صمت عالمة الموافقة‬
‫ليقول له وهو ال يزال في مكانه (اقسم باهلل انا لم اكن‬
‫افكر ان اتزوج من االساس ولكن الظروف جعلتني‬
‫اضطر لهذا ‪......‬انها ابنة صديق لي والرجل اصيب‬
‫بمرض مفاجئ وكان عليه ان يطمئن على ابنته التي‬
‫ليس لها احدا بعده وحتى العقد تم في المستشفى‬
‫والرجل مات بعد ايام )‪............‬رفع عينيه لينظر الى‬
‫جده الذي النت مالمحه ثم ربت بيده على كتفه وقال‬
‫(كان عليك ان تخبرني وقتها هل تظن اني كنت‬
‫سامنعك عن عمل الخير ؟)‪...........‬قال ( كانت االمور‬
‫مضطربة والفتاة نفسها حالتها سيئة )‪..............‬قال‬
‫جده بلين (كيف حالها االن لماذا لم تحضرها ألراها‬
‫؟)‪............‬قال مبتسما (هي لم تنه االختبارات كما انه‬
‫من االفضل اال تسافر من اجل الحمل‬
‫)‪............‬انفرجت مالمح الجد ووضع ذراعيه حوله‬
‫محتضنا له وهو يقول (الحمد هلل اخيرا سأرى خلفكم‬
‫يا اوالد سليمان )‪...........‬رفع عينيه الى احمد‬
‫ويوسف المتابعان في صمت ليقول يوسف بابتسامة‬
‫مترددة (لقد فعلت ما طلبته مني وتزوجت ويبقى بعد‬
‫ذلك التوفيق من هللا )‪...........‬قال بدهشة (انت ايضا‬
‫تزوجت في الخفاء )‪...........‬اقترب ليجلس على‬
‫االريكة جوار جده ويقول (انها المرة الثانية التي‬
‫اتزوج فيها لذا االمر بسيط ولم يكن هناك داعي‬
‫الحضار عائلتي )‪............‬نظر اليه بحدة ليقول بعدها‬
‫(وماذا عن العروس ال تقل لي انها سبق لها الزواج‬
‫هيا ايضا ‪.........‬او كبيرة في السن لذا ال تريد حفل‬
‫زفاف)‪...........‬قال بثقة (اطمئن يا جدي انا اول رجل‬
‫في حياتها ‪.........‬وستبلغ ثالث وعشرون سنة اخر‬
‫هذا الشهر)‪..............‬قال وهو يتنهد برضا (لماذا لم‬
‫تأت معك ؟)‪..........‬كان معتز من اجاب فقال (انها في‬
‫لندن )‪...........‬التفت الجد الى يوسف في حدة وقال (‬
‫تزوجت اجنبية الم تكفك المصيبة التي بليتنا بها في‬
‫المرة االولى )‪.............‬نظر الى معتز بعتب ليقول‬
‫بعدها (صدقني يا جدي ستعجبك وهي ليست اجنبية‬
‫انها مصرية ولكن تعيش هناك )‪............‬قال الجد‬
‫باعتراض (اي زواج هذا الذي يعيش كل زوج في‬
‫قارة ؟) اجاب بهدوء (شهر فقط تنتهي اختباراتها‬
‫وساحضرها ) اومأ برأسه ليقول بعدها بلين (طمني‬
‫على اخبارك يا احمد ومبارك لك الدكتوراه ) قال‬
‫مبتسما (شكرا لك والحمد هلل كل شئ بخير ) كان‬
‫صوت االذان هو الذي انقذه قبل التطرق الى‬
‫المواضيع الشائكة‬

‫***كانت تساعد امها مع اقتراب وقت االفطار وبما‬


‫انها هي البنت الوحيدة فهي مضطرة ان تفعل‬
‫‪...........‬كان اياد يحوم حولهما وهو يتظاهر بانه‬
‫صائم وتحاول ابعاده عن المطبخ دون جدوى‬
‫‪..........‬منذ تلك المكالمة االخيرة التي جمعتها بزوجها‬
‫الدكتور االجنبي وهي تشعر بالحيرة والتخبط‬
‫‪...........‬هو لم يتصل بها بعدها ورغم كل ادعائتها‬
‫شعرت باهماله لها وبنفسها كالتائهة !!!!!!!!!!يبدو‬
‫ان غضبه سئ والمشكله في اكتشافها انها تهتم‬
‫‪..........‬شيئا اخر يقلقها بشدة هو فرح وحالتها‬
‫الغريبة ‪.........‬لقد كان هاتفها مغلق طوال الوقت‬
‫فاضطرت لالتصال بامها فاخبرتها انها في منزلهم‬
‫وان هناك مشكلة بينها وبين زوجها لذا ذهبت اليها‬
‫هناك ‪.........‬ولكنها لم تتمكن من معرفة اي شئ‬
‫فالفتاة صامتة معظم الوقت وترفض التحدث عن‬
‫زوجها بشكل نهائي اخبرتها فقط انه سيطلقها بعد‬
‫العيد ‪..........‬هي تعلم كل ما كان بينهما في السابق‬
‫وقد كانت تشعر ان وضعهما مهدد باالنفجار دائما‬
‫‪..........‬يبدو ان شئ كبير قد حدث حتى انها فكرت ان‬
‫احمد ربما يكون قد علم باختطافها وعدم اخبارها له‬
‫‪.........‬او زياد تسبب بمشكلة جديدة بينهما‬
‫‪.........‬انها تكره هذا الحقير بشدة ‪...........‬تعالى‬
‫صوت جرس الباب لتشعر بالدهشة فليس من المعتاد‬
‫ان يفاجئهم شخص ويأتي لالفطار في منزلهم في اول‬
‫يوم من رمضان فالجميع يكونون في منازل عائلتهم‬
‫‪..........‬انها تتمنى فقط ان ال يكون هناك عمل مفاجئ‬
‫لوالدها يبعده عنهم في اول ايام الشهر ‪.........‬قالت‬
‫امها (سها هيا اذهبي وافتح الباب شقيقك ووالدك في‬
‫الطابق العلوي )‪..........‬فتحت الباب لتجد اخر شخص‬
‫تتوقع قدومه فتهتف في دهشه (عماد‬
‫)‪.............‬ضحك من منظرها وقال (ال اظن ان رؤيتي‬
‫صادمة لهذا الحد )‪..........‬كانت واقفة مكانها عندما‬
‫وجدته يدخل ويعطيها علبة من الحلوى الرمضانية‬
‫ويقول (كل عام وانت بخير )‪ ............‬ثم بصوت‬
‫منخفض اكمل ( لك هدية معي ولكن ستأخذيها بعد‬
‫االفطار حتى تشكريني بالشكل المناسب )‪...........‬لم‬
‫تستطع منع ابتسامتها الخجولة لتقول بعدها برقة غير‬
‫معتادة (في احالمك )‪...........‬وجدته يقول متنهدا‬
‫(اللهم اني صائم ‪........‬وال تقلقي ساخذ الشكر على‬
‫الهدية بنفسي )‪...............‬خرجت امها من المطبخ‬
‫لتعرف سبب تأخرها فترى القادم لتتسع ابتسامتها‬
‫وهي تقول (مرحبا بك يا بني وحمدا هلل على السالمة‬
‫)‪............‬قال مبتسما ( ماذا افعل ماما لم استطع ان‬
‫اتحمل زعل الحلوين )‪...........‬قالها وهو ينظر الى‬
‫سها التي احمر وجهها فقال ( سانتظر هنا فال اريد ان‬
‫اعطلكم عن اعداد الطعام )‪............‬قالت االم (اجلسي‬
‫مع خطيبك يا سها وانا ساكمل )‪............‬نظرت الى‬
‫امها في لوم لتبادلها النظر بحدة ‪..........‬ان امها‬
‫ستصيبها بالجنون كيف تجلس مع خطيبها بمنظرها‬
‫هذا ؟ وبرائحة البصل والثوم التي تشع منها‬
‫‪..........‬لقد انتهى زمن الدلع منذ ان خطبت وامها‬
‫تجبرها االن على دخول المطبخ خاصة بعد نهاية‬
‫اختباراتها ‪.........‬امها ترى ان كون ابنتها غير جيدة‬
‫في الطبخ عيب في حقها ‪..........‬ولذا تستخدم معها‬
‫كل وسائل التهديد والترهيب الجبارها على التعلم‬
‫‪.........‬كانت ترتدي بيجامة قطنية بسبب الحر‬
‫وتعقص شعرها في اعلى رأسها بشكل فوضوي‬
‫‪..........‬قالت بعد اختفاء امها داخل المطبخ (ثواني‬
‫ساذهب النادي بابا ليجلس معك )‪............‬قال بتأمل‬
‫( والدك بالتأكيد سينزل حتى يفطر وانا اريدك انت ان‬
‫تجلسي معي ‪..........).....‬قالت بضيق (ليس هذا‬
‫منظر تجلس به فتاة امام خطيبها )‪..........‬قال وهو‬
‫ينظر اليها بتمعن (ال اجد عيب في مظهرك انه رائع‬
‫جدا وبذكرني بلقائنا االول )‪..........‬ضيقت حاجبيها‬
‫وهي تقول (اتمنى ان تفقد الذاكرة لتنسى هذا الموقف‬
‫بالتحديد )‪............‬ضحك ضحكة صاخبة وهو يقول‬
‫(تريدني ان انسى المرة االولى التي رأيت فيها قطتي‬
‫الحمراء الشقية ‪...‬ال بالتأكيد هذا ظلم ‪.....‬ثم اكمل‬
‫بخفوت انها اجمل ذكرياتي وربما بعد الزفاف‬
‫ساطالبك بعرض اخر مثله )‪............‬رفعت حاجبها‬
‫وقالت (انتظر لالبد )‪..........‬نظر اليها بتحدي ليقول‬
‫بعدها بلهجة جادة (اال زلتي غاضبة ؟)‪..........‬قالت‬
‫بلهجة خافتة ( ظننت انك انت الغاضب )‪............‬قال‬
‫بهدوء (لقد كنت غاضبا الني شعرت انك تضعيني في‬
‫اختبار ‪..........‬وغاضب اكثر النك تظني اني معدوم‬
‫المزايا ‪........‬ولكن في النهاية كان علي ان اتي‬
‫لنسوي االمور بيننا والنني ال ارضى بالمك‬
‫)‪..........‬هي تشعر بداخلها ان تكبده عناء السفر‬
‫وتعطيل نفسه فقط من اجل ان يراضيها شئ كبير‬
‫ويرفع من قدره كثيرا لديها ولكن عليها ان ال تظهر‬
‫هذا التأثر حتى ال يشعر بضعفها ‪.....‬قالت بجدية (اكبر‬
‫مشكلة بالنسبة لي تجاهك هي ان الجميع ينظرون الي‬
‫كمجنونة اذا تجرأت وقلت انني مترددة او خائفة‬
‫‪.........‬وكأنني مصابة بالجنون فكيف اعترض على‬
‫عريس االحالم هبة السماء )‪...........‬قال بتمعن (ولذا‬
‫تحاولي ان تظهري عيوبي )‪(...........‬انا لست عريس‬
‫االحالم بل مجرد انسان لديه عيوبه ومعرض لالخطاء‬
‫واحتاج ان اعيش مع امرأة تتآلف روحي معها وفي‬
‫نفس الوقت ال اريد ان اظلمها ‪........‬وصدقيني لو اني‬
‫صدقت ان اعتراضاتك حقيقية منذ البداية لم اكن‬
‫ساكمل الموضوع ولكن انا عرفت انها مجرد مخاوف‬
‫طبيعية )‪...........‬نزول والدها قطع حديثهما ثم تلى‬
‫ذلك االفطار لتجده وقبل ان يخرجوا لصالة العشاء‬
‫يطلب منها ان يذهبا الى الشرفة ثم يخرج لها علبة‬
‫من القطيفة السوداء ليفتحها ويقدمها لها قائال‬
‫(تفضلي )‪..........‬نظرت اليها بانبهار لقد كانت عبارة‬
‫عن قرط على شكل وردة يتوسطها ياقوته‬
‫حمراء)‪.........‬قالت مبتسمة (ال زلت مصرا على‬
‫اللون االحمر )‪..........‬قال هامسا (يبدو ان االمر ليس‬
‫متعلق بشعرك فقط حلوتي ولكن انا الذي احب اللون‬
‫)‪..........‬اغلق العلبة ووضعها في يدها ليقول بعدها‬
‫وعيناه تلمعان (واالن وقت تلقي الشكر‬
‫)‪...........‬قالت وهي تتراجع الى الخلف (انا لن‬
‫اشكرك على احضارك لشئ لم اطلبه من االساس‬
‫)‪...........‬اقترب منها بتهديد وقال ( ال هروب‬
‫)‪...........‬ليلف ذراعيه حولها ليقول في النهاية (من‬
‫فوائد الصيام انه ليس هناك احمر شفاة‬
‫)‪..........‬نظرت اليه بحنق لتقول بعدها (ساضع عندما‬
‫تأتي في المرة المقبلة شطة فوق فمي حتى تحرقك‬
‫)‪..........‬ضحك وقال ببطء (لقد انهيت اختباراتك‬
‫واوراقك اصبحت جاهزة ساحجز لك تذكرة لتسافري‬
‫معي ثم نعود عندما يحين وقت الزفاف لنحتفل‬
‫)‪............‬نظرت اليه ببالهة وهي تقول (ماذا ؟‬
‫ولماذا نفعل هذا ؟ واي احتفال هذا الذي سيكون بعد‬
‫ان اعيش معك بالفعل ؟) نظر اليها مدعيا البراءة‬
‫وقال ( ال تقولي انك ال تثقين بي يا حلوتي سنعود‬
‫وانت كما انت دون اي نقص ) قالت بغضب (بل ربما‬
‫ساكون زائدة اثنان في واحد كما يقال ) ضحك بشدة‬
‫وقال ( اسوأ شئ هو انعدام الثقة )‬

‫**كان في غرفته بعد رجوعهم من منزل جده ليجد‬


‫شخصا يتصل ولكن رقمه ليس مسجل لديه ‪......‬فتح‬
‫الخط ليجد الصوت ذو اللكنة المميزة قال بهدوء (كيف‬
‫حالك دكتور عماد ؟)‪..........‬اجابه بهدوء مماثل‬
‫(الحمد هلل كل عام وانت بخير )‪.....‬رد عليه ليجده‬
‫يقول (انا حاليا في مصر لذا اردت ان اتي لزيارتك‬
‫)‪..........‬قال بلهجة مرحبة (بالتأكيد يسعدني قدومك‬
‫)‪..........‬قال (انا حاليا في فندق ‪..........‬صف لي‬
‫طريق الوصول من مكاني الى منزلك‬
‫)‪...............‬اخبره ليقوم بعدها متجها الى االسفل‬
‫ويخبر السيدة زهرة بان تحضر الضيافة الالزمة‬
‫للضيف القادم ‪..........‬تقارب عماد هذا اسعده ثم من‬
‫ناحية اخرى يشعر ان وجوده في منزله يعتبر تأكيدا‬
‫للوضع القادم ‪..........‬هو على كل حال على عالقة‬
‫جيدة بكل اخوتها كبارا وصغارا ‪.........‬ربما اال الولد‬
‫الصغير !!!!!!!!!ومن ناحية اخرى شعر باالرتياح ان‬
‫زيارة اليوم قد مرت دون ان يتم فتح موضوع سارة‬
‫وخالد ‪............‬فهو ال يريد ان يشعر بانه محاصر او‬
‫يضطر لقطع مزيدا من الوعود التي ال ينوي تنفيذها‬
‫‪..........‬لذا عليه ان يكتفي بالثورة المتوقعة وقت‬
‫خطوبتها وزوجها من محمد كما سيحدث ‪.........‬من‬
‫حسن حظهم ان عمته وزوجها وابنائها كانوا‬
‫منشغلين مع عائلة زوج عمته ولم يأتوا‬
‫!!!!!!!!!!‪...........‬وصل الى العنوان ليفاجئ بما يراه‬
‫زوج شقيقته يعيش في قصر بكل ما تعنيه الكلمة‬
‫!!!!!!!من البوابة الضخمة في الخارج والحراسة‬
‫المشددة في المكان ثم الحديقة الكبيرة الممتدة لمسافة‬
‫طويلة ‪..........‬وبعدها حوض السباحة الضخم‬
‫المصمم بشكل فني رائع والمنزل نفسه بمساحته‬
‫الكبيرة وتصميماته ومفروشاته ‪.............‬حقا ان‬
‫والده غريب باصراره على ابعاد ابنته عن كل هذا هي‬
‫وابنائها !!!!!!!!!!وجده يستقبله مرحبا ليجلس بعدها‬
‫وهو يقول (حمدا هلل على سالمتك ‪..........‬كيف حال‬
‫العائلة ؟)‪...........‬رد بابتسامة (والدي بخير‬
‫‪..........‬ليكمل بعد ان رأه يرفع حاجبه انجي ايضا‬
‫والطفالن بخير )‪...........‬قال بفضول ( لماذا تنادونها‬
‫انجي حتى الصغيرة كان يبدو انها تسمع للمرة االولى‬
‫اسم ملك )‪...........‬قال متنهدا (هي غيرت اسمها في‬
‫االوراق الى انجل ولكن تبقى وثيقة الميالد ‪........‬نظر‬
‫اليه وقال وعقد الزواج باسمها االصلي‬
‫)‪..............‬قال ( ولما غيرت اسمها أال يعجبها‬
‫؟)‪..........‬قال بهدوء (لقد فعلت ذلك منذ سبع سنوات‬
‫ونصف تحديدا ‪.........‬وقالت انه يذكرها بشخص تريد‬
‫نسيانه الى االبد )‪...............‬سبع سنوات ونصف او‬
‫ربما سبع سنوات وخمسة اشهر تحديدا حيث كان‬
‫لقائهما االول ‪..........‬هل كرهت اسمها بسببه ؟‬
‫العجيب انه شعر وقتها باعجاب ناحية االسم وبالتأكيد‬
‫كان يردده ضمن الكلمات التي كان يقولها محاوال‬
‫تهدئتها ‪.............‬وهي ومن لحظتها ارادت نسيانه‬
‫الى االبد ‪..........‬زفر بقوة وقال ( وهذا الشخص يريد‬
‫ان ينسى ما فعله ايضا ولكن يبدو ان ال احد يحقق‬
‫امنياته )‪............‬انها المرة االولى الذي يرى يوسف‬
‫نفسه يتحدث عن الموضوع ولكن هو لم يأتي لتصفية‬
‫الحسابات القديمة او لسماع االعترافات او حتى‬
‫لالعتراف بما يثقل كاهله وخاصة انه اليوم كان يقرأ‬
‫القرأن وهو في الطائرة ليقرأ قوله تعالى " وال يحل‬
‫لهن أن يكتمن ما خلق هللا في أرحامهن إن كن يؤمن‬
‫باهلل واليوم اآلخر " وقرأ التفسير فوجد ان بعض‬
‫العلماء يقولون (الحمل )‪............‬وهذا في حالة‬
‫الطالق ‪.‬وبالتأكيد الوضع مع شقيقته اسوأ وهي ليست‬
‫حتى مطلقة !!!!!!!!!!!!!!! ولكن الموضوع به‬
‫اطراف اخرى عليه اقناعهم ال تجاوزهم‬
‫‪..............‬نظر اليه بهدوء وقال مازحا (لقد اتيت‬
‫لقضاء اول ايام رمضان مع خطيبتي حتى ال تسجل لي‬
‫مخالفة )‪...........‬اجابه مبتسما ( هكذا افضل ولكن‬
‫لماذا حجزت في فندق كان عليك ان تبقى هنا‬
‫)‪............‬قال شاكرا ( انها ليلة واحدة وشكرا على‬
‫الدعوة )‪...........‬قال متسائال (متى ستسافر ؟) اجابه‬
‫(غدا في الواحدة بعد منتصف الليل )‪.............‬قال‬
‫بحسم (اذا افطارك معنا غدا )‬

‫**‪......‬انها المرة االولى التي تأتي فيها الى القصر‬


‫بعد ان جعلها يوسف تعود الى حازم ‪...........‬كانت قد‬
‫استمرت في التمسك بموقف الرفض ولكن مع قدوم‬
‫االيام المباركة لم تسطع الرفض كما ان حازم ايضا‬
‫سيأتي ليفطر معهم وسيكون منظرها سيئا اذا ظلت‬
‫هناك بينما ذهب زوجها ‪..........‬عمر في اجازة وهي‬
‫ايضا نفس الشئ لم تذهب الى الشركة منذ عرفت‬
‫بحملها فحالتها الصحية ال تساعد ‪...........‬هي تعلم‬
‫ان فترة الوحم لديها صعبة حدث هذا وهي حامل ايضا‬
‫في عمر ولكن ربما االن الوضع افضل فعلى االقل‬
‫زوجها معها ويخفف عنها ويشجعها‬
‫‪..............‬ابتسمت وهي تتذكر تذمره من ابتعادها‬
‫عنه قائلة ان السبب هو رائحته !!!!!!!!!انه يشعرها‬
‫انها تجرح مشاعره عندما تقول هذا ‪........‬كان قد‬
‫توعدها بالذهاب الى اجازة بمثابة شهر عسل والذي‬
‫اضطر الى تأجيله بسبب ضغط العمل ليأتي بعدها شهر‬
‫رمضان وحملها فيتأجل ثانية ‪...........‬لقد قام بفتح كل‬
‫النوافذ في الدور الخاص بالفيال حتى يتعرض المكان‬
‫للشمس فتختفي الرائحة بسرعة وهذا ما حدث فعال‬
‫‪.............‬ليقوم بعدها هو وداليا بنقل مالبسهم‬
‫فتضطر هي لالنتقال معه ‪.........‬ولكن هذا لم يشكل‬
‫فرقا فما ان يقترب منها حتى تسارع وتفرغ كل ما في‬
‫معدتها بينما ينظر نحوها بغضب ‪.........‬حتى انه‬
‫يضطر في النهاية لتنفيذ اوامرها باالستحمام وتغيير‬
‫المالبس كلما جلس جوارها ‪............‬دخلت الى‬
‫المطبخ لتجد السيدة زهرة منشغلة باعداد الطعام‬
‫فتقترب منها وتحتضنها قائلة (مبارك لك الحمل يا‬
‫ابنتي استريحي انت فال بد ان الصيام يتعبك‬
‫)‪...............‬استجابت لطلبها رغم انها غير صائمة‬
‫لقد حاولت باالمس الصيام ولكن مع الترجيع المستمر‬
‫والدوخة لم تستطع الصمود ‪.........‬وهي االن تريد ان‬
‫يهرب لها احدهم بعض الطعام النه ال يزال هناك‬
‫الكثير من الوقت حتى موعد تناول االفطار‬
‫!!!!!!!!!!عمر دخلت الى المطبخ لتقول مبتسمة‬
‫للسيدة زهرة (اريد بعض الطعام من اجل عمر‬
‫)‪........‬قالت وهي تعطيها ما تريد (تفضلي‬
‫)‪..............‬اكلت ما في الطبق دون ان تهتم بابنها‬
‫الذي اختفى ‪..........‬هي تعلم اين سيذهب بكل تأكيد‬
‫الى شيري ‪.......‬صعدت لتجده هناك بالفعل ممسكا‬
‫بعلبة ايس كريم يأكل منها بينما الفتاة تتوعده بان‬
‫تضربه اذا اجهز عليها ‪........‬ابتسمت لهما وقالت (‬
‫لن يبقي لك شيئا )‪........‬قالت الفتاة وهي تمط شفتها‬
‫(انت ندل )‪.........‬قال لها مبتسما ليظهر فمه الملوث‬
‫بااليس كريم (اجعلي ميزو يأتي لك بغيرها‬
‫)‪..........‬قالت بحنق (خالك نذل مثلك ويقول ان اكل‬
‫الكثير منها سيضرني )‪..........‬قالت لها ريهام (كيف‬
‫حال دراستك ؟ وحال الصغير )‪........‬قالت بتنهيدة (لم‬
‫يبق اال مادة واحدة فقط ‪........‬والصغير بخير هو‬
‫يحب االكل كثيرا )‪...........‬ابتسمت لها بتسامح من‬
‫الجيد ان وحم الفتاة هادئ فمع اختباراتها كان‬
‫الموضوع سيصبح مريعا ‪.........‬كما ان الحمل‬
‫يالئمها اصبح وجهها اكثر اشراقا وكأنها كبرت بعض‬
‫الشئ عنها منذ رأتها في المرة االولى ‪.........‬ورغم‬
‫بعض تصرفاتها الطفولية اال انها االن وبشكل عام‬
‫تبدو انضج ‪......................‬كان موعد االفطار قد‬
‫اقترب والتحضيرات تجري على قدم وساق ‪.........‬لقد‬
‫اخبرها السيد يوسف ان لديهم ضيوف ويريد كل شئ‬
‫على اكمل وجه ‪..........‬لقد ظلت في صومعتها‬
‫الخاصة حتى اللحظات االخيرة فلديها اختبار في الغد‬
‫وهي تعلم ان وجود ريهام وعمر لن يجعلها تذاكر‬
‫حتى لدقيقة واحدة ‪..........‬توجهت الى حيث علت‬
‫االصوات الرجولية لتسلم عليهم انهم اشقائها وربما‬
‫حازم ايضا ‪..........‬وصلت الى المكان لتجد مفاجئتين‬
‫في انتظارها فمن توقعتهم كانوا موجودين باالضافة‬
‫الى شخصين اخرين محمد وشقيقه الطبيب الذي رأته‬
‫يوم العملية يبدو ان يوسف دعاهم لالفطار ولكن هل‬
‫السبب انهم اخوة ملك ؟ ام ربما بسببها هي القت‬
‫السالم لتجلس بعدها في هدوء لدقائق ثم تقوم وتقول‬
‫(ساذهب الجهز االفطار معهم ) شعرت بشخص يتبعها‬
‫فتوقفت والتفتت لتجد محمد يقول لها (كل عام انت‬
‫بخير ليسكت قليال ثم يضيف العام المقبل باذن هللا‬
‫نأتي سويا مثل حازم وريهام ) نظرت اليه بتحفز هل‬
‫عليها ان توافق ام تعترض بشدة ؟ربما االفضل ان‬
‫تصمت فحسب بدال من ان تقطع باشياء ال تزال في‬
‫علم هللا ردت على الجزء االول فقط قائلة (وانت بخير‬
‫) كانت ستتحرك ولكنه اوقفها حين ناولها شيئا ما‬
‫داخل علبه صغيرة فتحتها بدافع الفضول لتجد ميدالية‬
‫ذهبية على شكل فانوس ذا صياغة رائعة اعجبها‬
‫كثيرا فقالت له شاكرة وهي تبتسم (جميل جدا شكرا‬
‫لك ) نظر اليها بهدوء وقال (شكرا النك قبلتيه ) عاد‬
‫هو الى مكان جلوسه السابق كان قد تفاجئ من دعوة‬
‫يوسف له لكنها اسعدته فقد شعر انه اصبح يعتبره‬
‫جزء من العائلة ليجد مفاجأة اخرى وهي ان عماد‬
‫بمصر وهو ايضا مدعو كان هو من ذهب الى الفندق‬
‫ليأخذ عماد النه ليس لديه سيارة هنا جلسا سويا‬
‫لبعض الوقت ثم جاءا مع اقتراب وقت االفطار لم تكن‬
‫المرة االولى التي يأتي فيها للمكان كان قد جاء كثيرا‬
‫في الماضي حتى انهما هو ومعتز كانا يأتيان اثناء‬
‫مرحلة البناء والتشطيب هو لهذا لم يكتف بشراء شقة‬
‫ليتزوج فيها بل اشترى فيال مشابهة لفيال احمد مادام‬
‫ليس في امكانه مجاراة يوسف وريهام حتى في الوقت‬
‫الحالي تعيش في الفيال الخاصة بوالد زوجها وهو ال‬
‫يريد ان تكون زوجته اقل من اخوتها اسعده قبولها‬
‫لهديته لقد فكر كثيرا في نوع الهدية وفي النهاية وجد‬
‫ان شئ غير شخصي سيكون افضل تناولوا االفطار‬
‫في راحة كان قد رأى زوجة معتز من قبل عدة مرات‬
‫فقد كانت تذهب الى شقة والدته لتذاكر مع شذا وكان‬
‫قد تعجب وقتها من سنها ومظهرها الطفولي ولكن في‬
‫نفس الوقت شعر بالراحة عندما ادرك مدى برائتها‬
‫وانها التشبه عائلتها في شئ يوم آخر من ايامها‬
‫البائسة في هذا المكان بل اكثر بؤسا كان تفكيرها‬
‫يحثها منذ علمت بقدوم ريهام وزوجها ان تذهب الى‬
‫منزل والدها تجنبا لمزيد من الغيظ ولكنها قوت نفسها‬
‫بانها يجب ان تجعل وجودها امرا واقعا حتى تصل الى‬
‫حل او حتى تضايقهم ليسعى يوسف للتخلص منها مع‬
‫دفع الثمن المناسب هذا هو الحل الباقي امامها‬
‫ستتطلق ولكن عليها ان تجعله يدفع مبلغا كبيرا‬
‫سيمثل مع المجوهرات واالموال التي حصلت عليها‬
‫من قبل تسوية مناسبه لتجد انه قد دعا انسبائه الجدد‬
‫شقيقا زوجته والتي يبدو انها في النهاية لم تكن‬
‫اجنبية فكرت بحقد كيف تكون مصرية بهذا الشكل ؟‬
‫فلتشبع به وهي ستتطلق وتترك البالد وتختفي مؤقتا‬
‫لتصبح بعيدة عندما يكتشف الحقيقة‬

‫بعد ثالثة اسابيع‬


‫كانت تجلس امام الطبيبة والتي سألتها عن مدة‬
‫زواجها اجابتها بتوتر (ستة اشهر ) ردت بهدوء‬
‫(ولكن مثل هذه الفحوصات تجرى عندما تمر سنة‬
‫على االقل على الزواج ) قالت وهي تأخذ نفسا عميقا‬
‫وتحاول تذكر الكالم الذي كررته مرارا على نفسها‬
‫(انا مضطرة لذلك يا دكتورة الن زوجي سيسافر قريبا‬
‫ولذا احاول بذل كل جهد استطيعه ) قالت باستسالم‬
‫(هيا سنجري الفحوصات الالزمة ) بعد عدة ساعات‬
‫عادت امامها لتقول لها (نتائج الفحوصات والتحاليل‬
‫كلها جيدة ولكن بما انك تقولين ان الوقت امامك‬
‫محدود ساحدد لك االيام التي من الممكن ان يحدث‬
‫الحمل فيها وعليك ان تأخذي هاتان الحقنتان في االيام‬
‫التي ساحددها لك انها حقن منشطة للتبويض وهذا‬
‫سيجعل احتمال حدوث الحمل كبير ) نظرت اليها‬
‫بمالمح غير مقرؤة وهي تقول ( شكرا لك يا دكتورة )‬
‫جلست في الخارج قليال محاولة ترتيب افكارها لتجد‬
‫امرأة جالسة يبدو انها حامل بالفعل تسألها عما قالته‬
‫الطبيبة لها طبعها يجعلها ال تستطيع احراج الناس لذا‬
‫قالت لها (اعطتني حقن منشطة ) قالت بتفكير (انها‬
‫جيدة ولكنها تجعل امكانية الحمل بتوأم كبيرة ) لمعت‬
‫عيناها وهي تقول (هذا سيكون افضل ) فبما ان‬
‫المتاح امامها هو فرصة واحدة هذا اذا تمكنت من‬
‫الحصول عليها في االساس لذا يجب ان تستغلها‬
‫افضل استغالل‬

‫انتهى ‪..........‬سبحانك اللهم وبحمد ك اشهد ان ال اله‬


‫اال انت استغفرك واتوب اليك ‪..‬‬

‫الفصل الرابع واالربعون‬

‫قال له ضاحكا (لقد كنت ساؤجل سفري حتى عودتك‬


‫لماذا ترجعت عن الذهاب في الرحلة التي تخطط لها‬
‫منذ اشهر؟ ) نظر اليه بحنق فهو يعلم انه يغيظه فقط‬
‫بينما هو ملم بالموضوع (شقيقتك حامل لذا فات‬
‫اآلوان ) نظر اليه قائال بخبث ( ان هذا ادعى الن‬
‫تأخذها لتغير جو وتتنزه ام ان االجازة فقط الجل‬
‫اغراضك الدنيئة ؟) رفع احد حاجبيه ليقول ساخرا‬
‫(انظروا من يتكلم عن االغراض الدنيئة ) (سافر‬
‫والقلب داعي لك الى عروسك وانا ساظل هنا فيبدو ان‬
‫زواجي من اختك اخذ عين منذ بدايته ) نظر اليه‬
‫يغيظه ثانية وقال ( ما كل هذا يا حازم ؟ ثم ما ذنب‬
‫ريهام ان كانت رائحتك سيئة ) قذفه بكتاب موجود‬
‫امامه فانحنى بسرعة لذا لم يصيبه ليقول له بنزق‬
‫(لوال ان اختك زعلها سئ لكنت ارسلتها لك منذ زمن‬
‫) رد ضاحكا وقال ( على كل شخص ان يتحمل نتيجة‬
‫افعاله ) رد بضحكة متشفية (اتمنى ان اراك قريبا‬
‫مطرودا ليس من حجرة النوم فقط ولكن من المنزل‬
‫كله ) وجده يرد بهدوء ( انا اتوقع ان تطردني دون‬
‫اي اسباب من االساس ) لم يعد يفكر في موضوع‬
‫االطفال كثيرا اليس معنى وجود طفل هو امل جديدة‬
‫وبداية حياة ‪..‬هو لديه هذا االن وهو يعلم ان وجود‬
‫مالكه سيكفيه ولن يشعره بالملل ويبدو انه لن يضطر‬
‫للتأخر عليها فان حمل ريهام ونفورها من حازم قد‬
‫جاء في مصلحته فبعد غد سيسافر هو واحمد الى‬
‫لندن وهو يشعر بحالة عارمة من التقرب وايضا القلق‬
‫وخوف قليال ما شعر به بسبب المواجهة المتوقعة‬
‫بينه وبين والدها لقد قرر ان يحصل عليها بالطريقة‬
‫الصحيحة وبموافقة والدها ومباركته وسيبذل كل‬
‫جهده من اجل ذلك رغم ان لقائه بوالدها لم يكن لقاء‬
‫ودي في اي مرة اال ان عليه ان يتحمل هو يعذر‬
‫الرجل وخاصة اذا وضع نفسه مكانه فيجد ابنته قد‬
‫خطفت وشخص يتبجح امامه بانه قد اغتصبها ثم يجد‬
‫نفسه مضطرا لتزويجها منه هذا كاف بكل تأكيد ليغلق‬
‫في وجهه كل االبواب ولكن عليه ايضا ان يأخذ في‬
‫االعتبار حالته بعد ما حدث لشقيقته الطفلة ولكن من‬
‫ناحية اخرى هو يعلم ان حظه جيد الن الرجل على‬
‫االقل تصرف بتحضر ما يزعجه ايضا ان شقيقه مازال‬
‫مصرا على الطالق على الرغم من كونه لم يفصح عن‬
‫اسبابه اال انه على يقين ان شئ كبير قد حدث فاحمد‬
‫غير متسرع وال يتحكم به الغضب ان موضوع القضية‬
‫وحده يعتبر دافع قوي لحدوث هذا الطالق ولكن بعد‬
‫تفكير وجد ان هناك شئ مريب حول الموضوع فاالكيد‬
‫ان والديها لم يكن لديهما معرفة باالمر والفتاة نفسها‬
‫يبدو هذا التصرف بعيد عن شخصيتها ولكن من ناحية‬
‫اخرى هذا االحتمال الوحيد فالشخص نفسه هو من‬
‫يستطيع رفع قضية يختصم فيها شخصا اخر خرج من‬
‫افكاره ليطلب من نشوى ان تحضر له بعض الملفات‬
‫سيحاول انجاز اكبر قدر من العمل قبل سفره فهو ال‬
‫يعلم كم سيتغيب دخلت وهي تحمل ما طلبه انها‬
‫سكرتيرة جيدة واصبحت تفهمه دون كالم بعد سنوات‬
‫من العمل معه لكن رغم هذا يشعر بانها تكون غريبة‬
‫احيانا وكأن هناك شئ يؤرقها او يزعجها او كأن‬
‫هناك شئ تريد دائما ان تخبره به دون ان تستطيع‬
‫لطالما نفعته تلك القدرة على قراءة افكار االخرين في‬
‫التعامل مع منافسيه الرجال ولكن تبقى النساء اكثر‬
‫غموضا وجدها تقول في هدوء (هل هناك شئ آخر‬
‫سيد يوسف ؟) او مأ برأسه نفيا فخرجت ما يعجبه‬
‫فيها اكثر هو انها ال تحاول اغرائه او االيقاع به‬
‫لطالما عانى في السابق من السكرتيرات الحمقاوات‬
‫الالتي يبنين اوهاما حول اعجاب رب العمل بهن ولذا‬
‫لم يكن يتورعن عن لفت نظره بكل طريقة‬

‫* ان اليوم هو فرصتها االخيرة لذا عليها ان تحاول‬


‫وترى بنفسها ان كانت ستنجح ام ال ‪............‬كانت‬
‫بعد ما حدث غارقه في البؤس والشفقه على نفسها‬
‫وكون الطالق قد تم تأجيله لم يشكل فرق لديها‬
‫‪........‬ولم يخطر ببالها من االساس موضوع الحمل‬
‫‪..........‬حتى نبهتها امها عندما علمت انها افطرت في‬
‫رمضان بقولها باحباط (انت لست حامل لذا اظن ان‬
‫الطالق سيتم )‪..........‬شعرت وقتها بشئ غريب‬
‫داخلها (حامل )‪........‬امها ال تعلم ما بينهما ومدى‬
‫تعقد الوضع ‪.......‬لذا ظنت ان كونها حامل سيجعل‬
‫زوجها يرجعها وال يطلقها ‪.........‬ولكن هي تعلم انه‬
‫حتى لو كانت حامل لم يكن سيفعل !!!!!!!!!ولكنها‬
‫شعرت بأن الكلمة تؤلمها ليس مجرد ان مرة واحدة‬
‫مع زوجها لم تجعلها حامل !!!!!!!!!ولكن تؤلمها كما‬
‫لو انه تم اخبارها انها فقدت القدرة على االنجاب الى‬
‫االبد !!!!!!!!!لتعلم ان هذا ما تريده تحديدا طفل او‬
‫طفلة منه ‪.........‬جزء منه يظل معها تنظر اليه دائما‬
‫فتجده موجودا في مالمحه في تصرفاته‬
‫‪..........‬ويجعله في نفس الوقت ال يختفي من حياتها‬
‫بل يأتي على االقل ليزورهم ‪..........‬شيئا آخر ادركته‬
‫بعدها وهي ان وجود هذا الطفل سيجعل منها عروسا‬
‫اقل اغراءا فمن ذا الذي سيخطب امرأة معها اطفال‬
‫؟!!!!!!!‪..........‬ومع تفكيرها المستمر في الموضوع‬
‫خاصة وانه اصبح يمثل هاجس بالنسبة لها قررت ان‬
‫عليها ان تحاول ‪.........‬كانت تسمع عن وجود ايام‬
‫لحدوث الحمل وجداول معينة وغيرها من االشياء‬
‫‪.........‬لذا ذهبت الى الطبيبة لتتأكد اوال من قدرتها‬
‫على الحمل ولتحاول جعل احتمال الحدوث اكبر‬
‫‪..........‬الليلة هو احد االوقات التي حددتها الطبيبة‬
‫كما انها تعتبر الفرصة االخيرة فغدا سيطلقها وبعد‬
‫الغد سيسافر ‪...........‬والسؤال االن هل ستنجح في‬
‫اغرائه بعد ان فشلت الشهر؟ ‪.........‬ذكرت نفسها انت‬
‫لم تفشلي ‪.......‬انت من االساس لم تحاولي كنت مجرد‬
‫خرقاء ال تعلم شئ عن طرق النساء ولكن الليلة‬
‫سيختلف الوضع ‪.........‬فكرت كثيرا وتوصلت الى ان‬
‫االغراء الفج لن ينجح بل سيسبب لها االحراج على‬
‫االرجح لذا االفضل لها ان تحاول بهدوء‬
‫!!!!!!!!!ارتدت مالبسها ونزلت الى االسفل لتجد امها‬
‫جالسة فاقتربت منها قائلة (ماما ساذهب الى منزل‬
‫احمد الحضر بعض االشياء الخاصة بي قبل ان يسافر‬
‫)‪............‬عقدت امها جبينها وقالت (انتظري حتى‬
‫يعود اخاك ويذهب معك او خذي نغم معك )‪.........‬ان‬
‫افكار امها ستفشل خطتها لذا قالت بهدوء (ماما لن‬
‫اجد احد هناك لذا ال داعي الن اعطلهم‪.........‬ثم ان‬
‫الليل لم يأت بعد وانا لن اتأخر )‪...........‬نظرت في‬
‫اثرها بحزن ‪..........‬حال الفتاة يؤلمها تشعر انها‬
‫ليست ابنتها التي تعرفها ومن ناحية اخرى هي لم‬
‫تستطع ان تكره زوجها فطوال الوقت كان يعاملها هي‬
‫نفسها باحترام وتهذيب شديد ‪........‬كما ان كال منهما‬
‫لم يقل شيئا عن االخر بل اكتفيا بالصمت ولذا وجدت‬
‫نفسها عاجزة عن فعل اي شئ وما يؤلمها اكثر‬
‫هومعرفتها ان ابنتها ال زالت تحبه غريب امر ابنتها‬
‫تزوجته رغما عنها وهي تقول انها تحب شخصا آخر‬
‫وها هي ستتطلق منه وهي تحبه حظها سئ هذه الفتاة‬

‫**وصلت امام المنزل فتقدمت لتفتح الباب بالمفتاح‬


‫الذي اليزال معها ‪..........‬دلفت الى الداخل لتجلس‬
‫على احد المقاعد الموجودة انها تشعر انها ال تقوى‬
‫على الوقوف على قدميها فمع دخولها اندفعت‬
‫الذكريات الى رأسها ‪..‬ذكريات المرة االخيرة التي‬
‫دخلت فيها المكان حيث كان يسبحها بعنف ليقوم‬
‫بعدها بضربها وطردها ‪..........‬التقطت انفاسها مبعدة‬
‫عنها الصورة فال وقت لديها لهذا االن ‪..........‬من‬
‫حسن حظها انه لم يكن موجودا في الريسبشن عند‬
‫دخولها ‪..........‬انها تعلم انه في الليلة السابقة كان‬
‫مناوبا لذا يبقى في المنزل خالل اليوم ‪............‬تتمنى‬
‫فقط ان ال يكون جدوله قد تغير ‪.......‬اتجهت الى‬
‫االعلى محاولة السير بطريقة ال تجعل خطواتها‬
‫مسموعة ‪.........‬دخلت الحجرة التي كانت لها سابقا‬
‫فخلعت مالبس الخروج وعلقتها ‪..........‬ليظهر‬
‫اسفلها الشئ الذي تلبسه ‪..........‬هي تريد وان يبدو‬
‫االمر انها خلعت مالبسها حتى ال تفسد واحتفظت بما‬
‫تحتها ‪.........‬كانت ترتدي بدي احمر ذا حماالت رفيعة‬
‫اسفله برمودا من الجينز االزرق الضيق ‪.........‬قامت‬
‫بفتح الدوالب واخرجت حقيبة بدأت تجمع بها بعض‬
‫االشياء ‪.........‬كانت تفتح االدراج محدثة بعض‬
‫الضجة حتى يسمع الصوت ان كان موجودا ويأتي‬
‫ليعرف سبب االصوات ‪.............‬لمعت عيناها وما‬
‫توقعته يحدث فقد وجدت الباب يفتح بينما يظهر هو‬
‫لينظر اليها في دهشة ‪.........‬وتتجول عيناه على‬
‫المالبس المتناثرة واالدراج المفتوحة ‪...........‬شعرت‬
‫بقلبها يترنح في موضعه مع ظهوره امامها كان‬
‫مرتديا تيشرت رمادي اللون نصف كم اسفله بنطال‬
‫منزلي اسود اللون ‪..........‬ولكن رغم هذا كان يبدو‬
‫مذهال امام عينيها !!!!!!!!!!مضى اكثر من شهر‬
‫على آخر مرة قابلته فيها شعرت كأنها دهر‬
‫‪........‬فطوال المدة لم تسمع حتى صوته ‪.......‬قال‬
‫وهو يعقد حاجبيه (فرح ما الذي تفعلينه‬
‫؟)‪...........‬كانت جالسة على االرض بجوار االدراج‬
‫المفتوحة ولكن مع جملته وقفت لتظهر هيئتها الكاملة‬
‫‪..........‬والتي بدت فعال بمنتهى الكمال للشخص‬
‫الواقف امامها ‪........‬فالبدي االحمر اظهر بشرتها‬
‫البيضاءالرائعة اسفله وكذلك البنطال الضيق اظهر‬
‫قوامها الخالب‪..........‬بينما انسدل شعرها الحالك‬
‫شديد النعومة مغطيا ظهرها هل كانت بهذه الروعة‬
‫من قبل ‪.............‬نظر اليها بحدة وهو يتخيل ان‬
‫تكون قد جاءت بهذه الصورة ورآها الناس في‬
‫الطريق !!!!!!!!!!!هل خلعت الحجاب بعد رحيلها‬
‫واصبحت اكثر تفلتا ؟‪......‬قال بلهجة غاضبة (يبدو‬
‫انك تركت االحتشام خلفك فور ان رحلت )‪...........‬ال‬
‫بد لها ان تقتل هذه الخانعة المستسلمة الموجودة‬
‫داخلها فليس عليها ان تتحمل كالمه قالت ساخرة‬
‫(رحلت !!!!!!!!!!اذكر انك طردتني ‪.......‬واطمئن يا‬
‫دكتور هاهي مالبسي التي قدمت بها معلقة امامك لقد‬
‫خلعتها الحافظ عليها حتى انتهي مما افعله‬
‫)‪...........‬نظر الي الجهة التي تشير اليها ليجد امامه‬
‫ما ذكرته ‪.........‬من االساس ما الذي يهمه االن في‬
‫افعالها هو سيطلقها غدا ‪........‬ولكن هذا يعني انها ال‬
‫تزال زوجته حتى الغد لذا عليها ان تراعي‬
‫هذا‪...........‬كانت قد عادت الستئناف ما تفعله ليجد‬
‫نفسه بدال من ان يغادر الحجرة يجلس على طرف‬
‫السريرويراقبها ‪.........‬وجدها تلتفت اليه وتقول (لقد‬
‫اخذت االشياء المهمة والباقي سوف اخذه فيما بعد‬
‫)‪............‬ثم مدت يدها له بالمفتاح وقالت (تفضل‬
‫)‪...........‬نظر اليه دون ان يأخذه ليقول بعدها (وكيف‬
‫ستأخذين باقي اشيائك عندما تتركين لي المفتاح‬
‫)‪...........‬وجدها تقول بسخرية لم يعتادها منها ( ال‬
‫تقل لي انك اصبحت تثق في اخيرا !!!!!!! أال تخشى‬
‫ان اتي في غيابك واغير على الفيال واسرق االثاث‬
‫مثال)‪............‬نظر اليها بدهشة هذه الفتاة مختلفة‬
‫تذكره بتلك التي رآها للمرة االولى في النادي عندما‬
‫كانت تتصرف بعفوية قبل ان تالحظ وجوده‬
‫!!!!!!!!وتلك التي تناقشت معه بانفتاح بعدها مباشرة‬
‫‪..........‬ولكن بعدها بدا وكأنها اختفت بعد ان اصبحت‬
‫خطوبتهما وزواجهما امر واقع !!!!!!!!!قال بهدوء‬
‫(اعلم انك لست لصة )‪............‬عادت الى السخرية‬
‫لتقول (خائنة ودون اخالق فقط )‪...........‬لمعت عيناه‬
‫ببريق عنيف ليقول بعدها (فرح ليس هناك حاجة لهذا‬
‫الكالم )‪............‬قالت بحده (ومتى سيحين وقته‬
‫برأيك ام انه ممنوع ان ادافع عن نفسي‬
‫؟)‪...........‬هو ال يريد ان يزيد االمور سوءا وكالمها‬
‫يزيد غضبه وقد يجعله يفعل ما يندم عليه قام مغادرا‬
‫الحجرة وهو يقول ( ساخرج وانت يمكنك البقاء كما‬
‫تشائين )‪..........‬خرج ودخل غرفته ليجدها تدخل‬
‫خلفه وهي تقول بغضب (شيئا واحد اريد ان أسألك‬
‫عنه )‪...........‬اومأ برأسه موافقا لتقول (ما الذي‬
‫جعلك تأتي الى منزل والدي وتتم زواجنا بهذه الطريقة‬
‫بينما كنت امامك هنا الشهر )‪............‬لمعت عيناه‬
‫بغضب وهي تذكر الموضوع ‪.......‬وكأنها ال تعلم ما‬
‫الذي فعلته تحديدا ؟‪.........‬لم يجب لذا اكملت هي (لقد‬
‫ظللت افكر كثيرا في االمر وتوصلت انك فعلت ذلك‬
‫حتى ال يعلم زوجي القادم انك لم تلمسني وهذا قد‬
‫يكون محرجا لك )‪..........‬قال محاوال ضبط اعصابه‬
‫(هل تظني حقا اني اهتم برأي االحمق الذي‬
‫ستتزوجينه ؟)‪...........‬نظرت اليه بعدم تصديق لتقول‬
‫بعدها باستفزاز ( ربما لم اعد عذراء ولكن ال اظن ان‬
‫تلك المرة ستجعلني ابدو كامرأة سبق لها الزواج‬
‫!!!!!!!!!! بالتأكيد اي شخص سيعلم انني جاهلة‬
‫)‪...............‬اقترب منها بخطورة وهو يقول (ما الذي‬
‫تحاولين فعله بالضبط ؟)‪ ............‬ربما يكون قد انكر‬
‫كالمها وادعى انه ال يهتم ولكن كالمها عن رجل اخر‬
‫احرقه من الداخل !!!!!!! ليجذبها نحوه بقوة وهو‬
‫يقول من بين اسنانه (ربما مرة اخرى ستزيل عنك‬
‫بعض هذا الجهل )‪.............‬ليرفعها بعدها ويضعها‬
‫فوق السرير بعنف ويقبلها بطريقة جامحة بعيدة تماما‬
‫عن شخصيته ‪........‬فاجأتها هي حتى !!!!!!وكل ما‬
‫تفكر فيه انه وعلى الرغم من انها لم تلتزم بخطتها‬
‫وانفجرت مخرجة كل ما داخلها دون ضابط اال ان ذلك‬
‫اوصلها لهدفها ‪............‬كانت تلك اخر االفكار التي‬
‫مرت برأسها قبل ان يغيب عقلها تماما ويستغرق فيما‬
‫يحدث هو لم يكن عنيف معها او يؤذيها ولكن ايضا لم‬
‫يكن هادئ كان كشخص قد امسك طويال بعقال‬
‫مشاعره فانطلقت في النهاية بال تحكم هدأت انفاسها‬
‫بينما كانت ال تزال تحت االغطية لتجده ينظر اليها‬
‫وعيناه تلمعان ببريق شرس ويقول (اظن ان الوضع‬
‫قد تحسن ) ليرفع جذعه ويميل جهتها وهو يقول‬
‫بهمس اجش (اظن ان مرة ثالثة ستكون افضل )‬
‫نظرت جهة باب الحمام المغلق وهي تتنهد لقد حصلت‬
‫على اكثر مما تمنت كما شعرت كأن ذلك الشخص‬
‫الهادئ الوقور قد اختفى وحل مكانه شخصا اخر يبدو‬
‫ان طريقة تعاملها معه من البداية كانت خطأ كان‬
‫عليها ان تقاوم تأثيره عليها وتظهر شخصيتها‬
‫االصلية وليست تلك الخانعة التي تسير في ظله فقط‬
‫تفعل ما تظن انه صواب ولكن دون تلك االستكانة التي‬
‫ولدها لديها الشعور بالندم ربما عليها االن ان تتجه‬
‫الى الحجرة الثانية قبل خروجه فمنظرها سيكون سئ‬
‫لو خرج ووجدها كما هي ارتدت مالبسها ودخلت الى‬
‫الحجرة االخرى لتأخذ مالبس نظيفة وتستحم خرج‬
‫فوجدها قد اختفت ارتدى مالبسه ليخرج بعدها الى‬
‫الحجرة االخرى فيجدها خرجت من الحمام وتمشط‬
‫شعرها تذكر تلك المرة التي مشطه لها كان ذلك في‬
‫بداية شهر عسلهما البائس حين كانت االحالم الوردية‬
‫ال تزال تحلق في مخيلته تلك الصور عن التمازج‬
‫الروحي والفكري وان الرغبة الجسدية تكون هي‬
‫النهاية وليست البداية ليجد نفسه االن ورغم انهما‬
‫متباعدان في كل الجوانب يشعر انهما متالئمان كثيرا‬
‫جسديا منذ البداية القى كل افكاره جانبا وهو يقوم‬
‫بالعالقة الزوجية مع المرأة التي سيطلقها في الغد‬
‫ورغم ما حدث فانه لن يتراجع عن قراره فما الذي‬
‫تغير ال شئ فحتى لو علم بمصائبها وزواجهما مكتمل‬
‫هل كان هذا سيجعله يغلق عينيه ويتغاضى عنها ؟‬
‫بالتأكيد ال اذا فليس هناك فرق ولذا عليه ان يقوي‬
‫نفسه ويظهر لها ان ما حدث ال يعني شيئا كان واقفا‬
‫يراقبها حتى انتهت ليقول بعدها بسخرية ( شكرا على‬
‫سحبك القضية من المحكمة ) التفتت اليه بحدة وقالت‬
‫(أي قضية ؟) نظر ناحيتها بشك ليقول بعدها ( انا‬
‫اساسا كنت ساطلقك فما الذي دفعك لهذا التصرف ؟‬
‫هل اردت االنتقام مني بتشويه صورتي ؟) نظرت اليه‬
‫دون فهم لتسأل ثانية (انت تقول انني قمت برفع‬
‫قضية ضدك ؟ هل يمكنني التخمين ؟ خلع مثال ؟) قال‬
‫باشمئزاز (طالق مسبب بعدم اتمام الزواج الن الزوج‬
‫عاجز ) تراجعت بصدمة لتجلس على الكرسي‬
‫الموجود خلفها كيف حدث هذا وهي لم تفعل ؟ لتتذكر‬
‫شيئا هاما اوراقها الرسمية التي اختفت هل استخدمها‬
‫الحقير في رفع تلك القضية الشائنة على زوجها ؟‬
‫انها غبية بشكل غير معقول لهذا اعادوا لها االوراق‬
‫حتى ال تبلغ وايضا اتضح لها االن سبب تصرف احمد‬
‫كيف سيصدق انها بريئة وهو ال يعلم اي شئ من‬
‫االساس ؟ في البداية عليها ان تنتقم من الحقير زياد‬
‫وموضوعها مع احمد اصبح اكثرتعقيدا وهي ليس‬
‫لديها قوة او ارادة لتحاول حله االن فالواضح ان‬
‫درجة ثقته بها تحت الصفر‬

‫* تقف هي ووالء في ساحة الجامعة باالضافة الى‬


‫الكثير من الطالب والطالبات ‪........‬انه يوم بدء‬
‫المشروع الذي قررت في النهاية ان تشترك فيه‬
‫‪...........‬حاولت اقناع صديقاتها ولكن والء فقط من‬
‫ستسافر معها فايمان خطيبها رفض بشدة‬
‫‪...........‬نظرت حولها الى العدد الكبير والذي نسبة‬
‫كبيرة منه من الفتيات ‪.........‬الطبيعي ان ال يحدث هذا‬
‫وخاصة ان المشروع في االجازة وهو‬
‫اختياري!!!!!!!!!! ولكن يبدو ان كل فرد كان له‬
‫اسبابه ليلتحق به ‪..........‬يبدو ان باص واحد لن‬
‫يكفي الجميع فقد توقف امامهم باصان ‪.........‬نظرت‬
‫الى الشخصان اللذان وقفا يلقيا التعليمات على الطالب‬
‫الدكتور محمد والدكتور حسام ‪ .......‬يبدو انه بسبب‬
‫العدد الكبير اصبح للمشروع مشرفان ‪..........‬شئ‬
‫منطقي ان يكون المشرف االخر دكتور حسام سليم‬
‫نظرا لكونه شاب وغير متزوج فهذا يجعل حياته اكثر‬
‫مرونة كما يجعله قادر على تحمل اعباء الرحلة‬
‫‪..............‬ابتسمت بسخرية وهي تتخيل ما سيحدث‬
‫خالل االسبوعين القادمين !!!!!!!!!ال ريب ان معظم‬
‫الفتيات الواقفات اصبحت القلوب الالمعة تحلق حول‬
‫رؤسهن بوجود االستاذين الوسيمين ‪.......‬كان دكتور‬
‫حسام هو النجم االول بوسامته الملونة ولكن يبدو ان‬
‫محمد سرق منه اللقب مؤقتا والقادم سيحسم النتيجة‬
‫!!!!!!وجدت والء تقول لها هامسة (سافقد وعي كيف‬
‫يفعلوا هذا بنا ؟من سيستطيع التركيز في اي شئ في‬
‫ظل وجود هذان؟)‪...........‬قالت مبتسمة (بما انك ال‬
‫تحبين التركيز من االساس فليس هناك فرق‬
‫)‪................‬اقترب سامر منهما ليقوم بالسالم ويقول‬
‫مبتسما (سعيد جدا انكما مشتركتان في المشروع‬
‫)‪...........‬والء من ردت فقالت (يبدو ان معظم الدفعة‬
‫مشتركة )‪...........‬قال ناظرا الى سارة (اذا احتجت أي‬
‫شئ اخبريني فقط )‪..........‬عقدت جبينها مفكرة ان‬
‫الوضع سيكون مربكا!!!!!! هي اساسا تشعر بالحيرة‬
‫من اعجاب سامر بها وهو شاب منطلق بينما هي فتاة‬
‫متحفظة ‪.........‬وما اقلقها اكثر هو وجود دكتور‬
‫حسام هل الزال لديه امل في الزواج منها ؟ لطالما‬
‫كان همها ان تكون غير مرئية ولكن يبدو ان هذه‬
‫االمنية لم تتحقق وتدعو هللا ان تمر الرحلة على خير‬
‫!!!!!!!!!!!كانت شاردة فلم تسمع كالم سامر والذي‬
‫كانت والء تتكفل بالرد عليه لتستفيق من شرودها‬
‫على الصوت القريب (صباح الخير )‪............‬رفعت‬
‫نظرها اليه لترد في خفوت وتجد االخران يردان‬
‫‪.......‬كان محمد ينظر اليهم بتساؤل ليقول بعدها‬
‫بصوت مرتفع عندما وجد الكثير من الطالب يتجمعون‬
‫(اتمنى ان تشعروا اوال بالمتعة خالل القيام بالمشروع‬
‫‪........‬فلطالما كان هذا احساسي وان استكشف‬
‫وادرس االثار التي يبلغ عمرها االف السنين‬
‫!!!!!!!!!!وكأن هناك رابط يجمع بيننا وبين هؤالء‬
‫البشر الذين عاشوا على االرض قبلنا‪ ....‬حياتهم‬
‫احالمهم نجاحتهم وطموحهم ‪..........‬كما ان لالمر‬
‫قيمة ايمانية كبيرة واالنسان يدرك ان ما يجمع البشر‬
‫باسرهم هي حقيقة واحدة وهي الموت والفناء‬
‫)‪............‬نظرت اليه بدهشة لطالما ادهشها كلما‬
‫نطق باحد االفكار العميقة ‪..........‬التقت عيناهما‬
‫ليقول بعدها بخفوت (ساسافر بسيارتي وسنتقابل‬
‫هناك ‪......‬لقد احضرتها الني ال احب التقيد بوسائل‬
‫النقل الخاصة بالرحلة )‪..........‬قالت باعتراض (ولكن‬
‫هذا ظلم لقد اخبرونا انه ممنوع احضار السيارات‬
‫)‪...........‬قال باغاظة (هذا للطلبة وليس لالساتذة‬
‫‪..........‬اضاف بمرح يمكنك استخدام سيارتي في اي‬
‫وقت تشائين سيسعدني هذا )‪............‬قالت (وهل‬
‫ستفعل هذا مع الجميع ام انا فقط من سيحصل على‬
‫هذا الشرف ؟)‪............‬قال مدعيا التفكير (انت وكل‬
‫الفتيات الجميالت )‪............‬كانا قد ابتعدا في سيرهما‬
‫فنظرت اليه غاضبة وقالت (شكرا على العرض‬
‫ساعود الى صديقتي )‪...........‬رد قائال بادعاء للبراءة‬
‫(هل تريدين مني ان اتخلى عن الفتيات الضعيفات‬
‫؟)‪...........‬وقعت عيناها على نهى التي تقترب منهما‬
‫لتقول له من بين اسنانها (ها قد جائتك احداهن اشبع‬
‫بها )‪..........‬غادرت بعدها بينما نظر في اثرها‬
‫مبتسما يبدو ان الحمقاء اصبحت تغار هذا جيد بكل‬
‫تأكيد !!!!!!!!وقفت نهى امامه ال يظن انه حتى لو‬
‫كان غير مرتبط بسارة كان سيعجب بها‬
‫!!!!!!!!!حاول غض بصره عن اللبس المكشوف‬
‫الذي ترتديه باالضافة الى رائحة البرفيوم القوية التي‬
‫تشع منها ‪..........‬لم يكن يفكر من قبل حول هذا‬
‫الموضوع ولكنه االن اصبح يعلم انه شاكر لسارة‬
‫النها ترتدي مالبس محتشمة وحجاب‪..........‬هو‬
‫اساسا ومع مظهرها هذا يشعر بغيرة رهيبة اذا رآى‬
‫اي شخص يقترب منها ‪............‬لم يكن منتبها الى ما‬
‫تقوله نهى وهو يالحظ اقتراب الدكتور حسام منها‬
‫‪..........‬يبدو ان الرحلة لن تتم على خير‬
‫!!!!!!!!ستعلن خطوبتهما بعد عودتهما وعودة‬
‫يوسف ايضا من السفر وحتى تلك اللحظة عليه ان‬
‫يتحمل ‪..........‬صر على اسنانه حتى ال يسير جهتهما‬
‫ويبعد الرجل قصرا‬

‫**حطت الطائرة على ارض مطار لندن ليلتفت جهة‬


‫شقيقه والذي يبدو ان الشرود لم يفارقه ‪........‬لقد‬
‫طلق فرح باالمس ولكن رغم انه لم يكن يطيق‬
‫االنتظار حتى يحدث االمر بدا حزينا جدا لحظتها وكأن‬
‫ما يحدث يتم رغما عن ارادته !!!!!!!!!!هو ايضا‬
‫كان يريد القيام بطالقه الخاص قبل ان يسافر الى‬
‫انجلترا ‪..........‬اراد ان يتم االمر بشكل ودي ليفاجئ‬
‫بطلبات نهال الغريبة وكأن ما حصلت عليه بالفعل ال‬
‫يكفي !!!!!!!!!كان سيعطيها حقوقها كاملة ولكنها‬
‫طمعت في الكثير وهو ال يحب الخضوع لالبتزاز لذا لم‬
‫يتم االتفاق ‪..........‬هو يعلم انه سهل بالنسبة له ان‬
‫يطلقها دون اعطائها شئ وحتى ان ذهبت الى‬
‫المحكمة لن تصل الى شئ ‪.........‬لكن هو يعلم حقارة‬
‫وسائل االعالم التي ستجد في الزج باسمه في احد‬
‫القضايا فرصتها الذهبية ولطالما كره ان تلوك اسمه‬
‫االلسنة ‪...........‬عندما يعود سيفكر بهدوء ويحل‬
‫االمر ‪..........‬التفت اليه وقال (حمدا هلل على سالمتك‬
‫)‪............‬رد عليه لينزل بعدها احمد سيتجه الى‬
‫شقتهم الموجودة في لندن ‪.......‬وهو ورغم كونه‬
‫يتمنى ان يذهب اليها في هذه اللحظة فانه لن يفعل‬
‫!!!!!!سيذهب الى والدها اوال ويتفاهم معه‪.......‬هي‬
‫انهت اختباراتها ولكنها لم تذهب الى والديها فالليلة‬
‫كما علم سيقيمون احتفاال بنهاية العام الدراسي‬
‫!!!!!!!!!ودع احمد لتكمل الطائرة الى المقاطعة التي‬
‫بها منزل والدها ‪........‬غادر الطائرة ليستقل السيارة‬
‫المنتظرة هناك‪..........‬يتمنى ان يقتنع والدها حتى‬
‫يغلق صفحة خالفهم الى االبد ‪.......‬ويصبح وجودها‬
‫معه امرا طبيعيا ‪..........‬اوقف السيارة لينزل بعدها‬
‫ويتجه الى احد المحالت الكبيرة التي تبيع لعب االطفال‬
‫‪...........‬هو لم ينس اختها الجميلة ولذا سيشتري لها‬
‫هدية ‪..........‬اشترى لها دمية كبيرة الحجم ليجد‬
‫تفكيره يذهب الى الولد توأمها‪.........‬من المحتمل ان‬
‫يشعر بالغيرة لذا سيحضر له شيئا هو االخر‬
‫‪.............‬شعر بالحيرة وهو ينظر حوله مفكرا ما‬
‫الذي سيعجب هذا الولد والذي يبدو شديد الذكاء‬
‫؟‪..........‬فكر ساخرا الولد ال يريد اشياء تخص‬
‫االطفال من االساس ‪..........‬اختار مجموعة العاب من‬
‫البازل واحاجي يتم حلها للنجاح في اللعبة‬
‫‪..............‬توقف امام المنزل ليلتفت بعدها جهة‬
‫البحيرة فرأى الطفالن هناك ‪......‬سيذهب اليهما اوال‬
‫فربما ستدفعه المواجهة مع الدكتور الى االبتعاد‬
‫مباشرة ‪............‬يبدو ان االثنان مشغوالن كانت‬
‫البنت جالسة على العشب اسفل شجرة ومعها كراسة‬
‫رسم ومجموعة من االلوان ‪..........‬بينما الولد في يده‬
‫كتاب يقرأ فيه ‪.............‬رفعت سلمى عينيها لتتفاجئ‬
‫بالقادم فتظهر عالمات السعادة على وجهها وتجري‬
‫بسرعة ملقية نفسها بين احضانه ‪...........‬ضحك وهو‬
‫يرفعها ثم يضمها اليه فيصل اليه صوتها الرقيق قائلة‬
‫(اخيرا اتيت )‪..........‬قال وهو ينزلها (هل كنت‬
‫تنتظريني ؟)‪.........‬قالت وهي تمط شفتيها بزعل‬
‫(اجل لقد انهيت اختباراتي منذ شهر ونصف‬
‫)‪...........‬قال مبتسما (لقد اتيت االن يا حلوتي هيا‬
‫اخبريني ماذا تريدين حتى افعله لك؟)‪........‬جلست‬
‫على العشب وجلس جوارها غير مهتم بالحلة الغالية‬
‫التي يرتديها لتقول له (وعدتني ان تأخذني الى‬
‫المزرعة )‪............‬قال مدعيا الجدية (انا اذكر هذا‬
‫ولكن علينا اوال ان نرى ان كان الدكتور سيوافق على‬
‫سفرك معي )‪............‬قالت بثقة (ساذهب انا وجيجي‬
‫معك )‪...........‬ابتسم لها وهو يتمنى ان ينتقل له‬
‫تفاؤلها‪..........‬قال وهو يمسك كراسة الرسم (هل‬
‫يمكنني ان ارى رسمك ؟)‪............‬أومأت برأسها‬
‫ليقوم بفتحها وينظر الى الرسم الموجود ‪.......‬البنت‬
‫موهوبة كان هناك العديد من الرسومات المتقنة‬
‫بالنسبة لسنها بعضها لدمى او مناظر طبيعية‬
‫ولحيوانات ايضا وما تكرر بشكل كبير هو رسومات‬
‫لخيول يبدو ان زيارة المزرعة كانت تشغل تفكيرها‬
‫كثيرا‪..............‬قال لها (قبل ان انسى ما اسمك انت‬
‫لم تخبريني حتى االن ؟)‪ ..........‬قالت بابتسامة رائعة‬
‫(اسمي سلمى )‪...........‬شعر وكأن الكلمة التي نطقتها‬
‫اصابت قلبه !!!!!!!!ما المشكلة في ان يكون هذا‬
‫اسمها ؟!!!!!!!! انه اسم منتشر بشكل كبير كما انه‬
‫يليق بها ‪.............‬ابتسم لها بشحوب وقام ليقول‬
‫وهو يمد يده لها لتقوم (هيا لنسلم على شقيقك‬
‫)‪............‬اقتربا من الفتى الذي لم يرفع عينيه بل‬
‫تجاهل وجودهما ‪.........‬قال يكلمه (كيف حالك‬
‫؟)‪...........‬نظر اليه بحدة ولم يرد ‪.......‬هو لم يندهش‬
‫من رد فعله هذه المرة فقط بل بشكل عام ‪........‬قال‬
‫باستفهام يشتمل تأكيد (انت ال تحبني ؟)‪..........‬اجاب‬
‫بالمباالة (ولماذا علي ان احب شخص ال يحبني‬
‫؟)‪...........‬ازدادت دهشته ليقول بعدها باستنكار (انا‬
‫ال احبك ؟!!!!!!!! انا لم اكن حتى اعرفك)‪..........‬نظر‬
‫اليه نظرة مشتعلة ليقول (ال تعرفني ‪.........‬هذا اسوأ‬
‫)‪...........‬قام ليمشى مبتعدا هو كان يشعر بداخله‬
‫يتمزق امام حزن الصبي !!!!!كان سيلحق به ولكنه‬
‫تراجع ليجد الفتاة تسير الى المكان الذي كان يجلس‬
‫فيه شقيقها وتمسك بالشئ الذي كان يقرأ فيه وتمسك‬
‫به بين ذراعيها مد يده ليمسك بالشئ الذي عرف ماذا‬
‫يكون اعطته له ولدهشته وجد انه باللغة العربية‬
‫سألها (هل يستطيع شقيقك القراءة باللغة العربية ؟)‬
‫قالت (اجل وانا ايضا وجيجي تعلمت مثلنا ) نظر اليها‬
‫باهتمام وقال ( ولكن قراءة القرآن اصعب ) قالت (‬
‫الشيخ يقرأ لنا ثم نسمع من اليوتيوب وبعد ذلك نحفظ‬
‫جيجي حفظت اكثر منا لذا هو كان يحاول ان يلحق بها‬
‫) اذا فجيجي تعلمت القراءة باللغة العربية وتحفظ‬
‫القرأن ترى ماذا حدث ايضا ؟ سار مع الفتاة حتى‬
‫وصلوا الى السيارة فاخرج الدمية وباقي االشياء ثم‬
‫ناولها لها وقال (الدمية لك وااللعاب لشقيقك ) اخذتها‬
‫منه بفرح وقالت (شكرا لك )‬

‫*****دخل هو وسلمى بعد ان فتحت مدبرة المنزل‬


‫الباب‪ ..............‬والعجيب انها كانت تنظر اليه‬
‫باستهجان يبدو انها لم تنس الزيارة االولى‬
‫‪.............‬يبدو ان سلمى هي الحليف الوحيد له في‬
‫هذا المنزل ‪.......‬انتظر في الريسبشن ليجد مدبرة‬
‫المنزل عادت لتطلب منه الدخول الى المكتب‬
‫‪.........‬اخذ نفسا عميقا وسم باهلل ليدخل بعدها الى‬
‫الحجرة التي كان بابها مفتوحا ‪.........‬جلس على‬
‫الكرسي الموجود جوار المكتب ‪.......‬ليقول بعدها في‬
‫هدوء (كيف حالك ؟ اتمنى ان تكون بخير )‪..........‬لم‬
‫يرد بل قال مباشرة ( ما الذي اتى بك يا يوسف‬
‫؟)‪...........‬ابتسم ورد بشكل مباشر (اتيت ألخذ‬
‫زوجتي )‪............‬نظر اليه بحدة وقال (سبق‬
‫واخبرتك ليس لك زوجة عندي )‪..........‬نظر اليه‬
‫بتحدي فعلى ما يبدو ان الرجل مصر على موقفه قال‬
‫بلين (سنبدأ صفحة جديدة وان اردت ساحضر اهلي‬
‫ونخطبها منك ‪.........‬وانا مستعد لدفع المهر الذي‬
‫تطلبه وساضمن حقوقها بالطريقة التي تريدها‬
‫)‪..........‬نظر اليه بسخرية وقال (تريد صفحة‬
‫جديدة؟!!!!!!! اذا طلقها اوال حتى يصبح لدينا مطلق‬
‫الحرية في الرفض او القبول )‪...........‬لمعت عيناه‬
‫بحدة وقال ( لقد انتظرت يا دكتور حتى اتمت دراستها‬
‫‪......‬لذا اظن ان العيب تعداني )‪............‬قال وهو‬
‫ينظر اليه باحتقار (هل كنت تتجسس عليها‬
‫؟)‪............‬ابتسامة ساخرة تلتها عبارته المستنكرة‬
‫(اتجسس ؟!!!!!!!!!!انا اطمئن على زوجتي هذا‬
‫واجبي )‪..........‬اجابه ببرود ( انا ال اريد ان اتعبك‬
‫واحملك واجبات اضافية لذا فلتتطلقها وينتهي االمر‬
‫)‪.............‬بريق شرس شع من عينيه وهو يقول (بل‬
‫ستعيش في منزلي ولن اسمح بابتعادها ثانية‬
‫)‪........................‬صعدت الى حجرتهما وفي يدها‬
‫الدمية وااللعاب وضعت العابه فوق المكتب وهي تقول‬
‫(جو ارسل لك هذه االشياء )‪...........‬نظر اليها سيف‬
‫باحتقار وقال (ايتها الغبية لماذا انت مثل اللصقة ؟‬
‫)‪..........‬قالت وهي تخرج له لسانها (انا اعلم انك‬
‫تغار النه يحبني وسيأخذني معه ولن يأخذك‬
‫)‪..............‬قال وهو ينظر اليها باشمئزاز (يحبك‬
‫وسيأخذك !!!!!!!!هل صدقتي هذا الكالم ايتها‬
‫الحمقاء ؟)‪..........‬قالت بالمباالة ( بالتأكيد‬
‫)‪..........‬قال بقرف (ولماذا لم يأخذك منذ البداية‬
‫؟)‪.........‬قالت بعدم تصديق ( هو لم يكن يعرفني لقد‬
‫رأيته فقط عندما كنا في مصر )‪...........‬قال بغضب‬
‫(هل تعلمين من يكون ايتها البلهاء ؟‪ .........‬انه والدنا‬
‫)‪............‬نظرت اليه بعدم تصديق وهي تقول (والدنا‬
‫؟!!!!!!!!!ما الذي تقوله ان والدنا هو الدكتور عبد‬
‫الرحمن )‪............‬قال بشراسة (ان اسمك هو سلمى‬
‫يوسف وليس سلمى عبد الرحمن )‪...........‬قالت‬
‫بصوت ظهر فيه البكاء (ولكن اسمه هو جو وليس‬
‫يوسف )‪...........‬قال بلهجة هادئة وهو يرى دموعها‬
‫التي بدأت في التساقط (جو اي جوزيف‬
‫‪..........‬يوسف باللغة العربية )‪..............‬تعالت‬
‫صوت شهقاتها وهي تقول بارتجاف (من تكون امنا‬
‫؟)‪.........‬نظر اليها بتركيز ليقول بعدها كمن يقرر‬
‫امرا واقعا (جيجي )‪...........‬اقترب منها عندما وجدها‬
‫تصرخ بصوت مرتفع وهي تهز رأسها نفيا ليربت‬
‫على شعرها ويمسح دموعها ثم يقول بحنان (يكفي‬
‫بكاء هو ال يستحق ان تبكي من‬
‫اجله!!!!!!!!!!!!!!)‪..............................‬ن ظر‬
‫اليه باحتقار ليقول بعدها (ابنتي ابعد لك من نجوم‬
‫السماء وال تظن ان اساليبك ستنفعك هنا ‪.........‬اليوم‬
‫سارفع قضية لخلعها منك وساقوم بالحصول على‬
‫قرار بحمايتها كمواطنة انجليزية ومنعك من التعرض‬
‫لها )‪ ............‬قام من فوق مقعده بحدة ليقول بصوت‬
‫هادر ( تقوم بخلعي !!!!!!!!انت ال تعلم مع من تتكلم‬
‫!!!!!!يبدو ان االحترام الذي حاولت ان اعاملك به قد‬
‫خدعك او غرك !!!!!!!!!!!تقول ان اساليبي لن تنفع‬
‫هنا انتظر فقط لترى ‪...........‬وصدقني سترى وجهي‬
‫الحقيقي وعندها ستعلم الفرق بين االحترام وعدمه يا‬
‫دكتور )‪........‬قام من فوق مقعده وهو يقول باحتقار‬
‫(ال تظن للحظة واحدة ان هذه الواجهة المزيفة‬
‫خدعتني ‪...........‬حقيقتك كانت واضحة امامي طوال‬
‫الوقت مجرد مختطف مغتصب منحرف‬
‫!!!!!!!!!!!) شعر بالكلمات المهينة تصفعة بشدة‬
‫وتجعل غضبه يصل الى الجنون فاجابه بشراسة (من‬
‫الجيد انه ال شئ اخر سيؤثر فيك )‪............‬خرج من‬
‫المكتب وهو يرى الشياطين تتقافز امام عينيه فلم‬
‫ينتبه للطفلة الباكية التي تناديه ( جو انتظر ) وال‬
‫للطفل الذي ينظر في اثره بغضب‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمد ك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك ‪..‬‬

‫الفصل الخامس واالربعون‬

‫استقل سيارته وادارها لينطلق بعدها باقصى سرعة‬


‫لقد انتقل والد زوجته الى مرحلة التهديد وهو يعلم انه‬
‫سينفذ اليوم قبل الغد كالم الرجل يعني انه اغلق‬
‫الصفحة الى االبد انقلب الوضع كله فبعد ان كان‬
‫تفكيره ان زواجه منها سيجعلهم ال يتراجعون عن‬
‫موضوع سارة ويكون ضامن اللتزامهم اصبح هو من‬
‫ليس هناك ضمان له مع تعنت حماه حول االمر ولكن‬
‫هو يعلم انها اصبحت تتقبله او ربما تتظاهر بهذا‬
‫امسك بالمقود بشدة في كال الحالتين االمر بالنسبة له‬
‫متساو هي زوجته بشرع هللا وهو فقط من يملك الحق‬
‫في تطليقها كما ان وجودها معه هو حقه اذا الهدف‬
‫مشروع وسيصل اليه بأي طريقة قلل سرعة السيارة‬
‫وهو يمسك بالهاتف ويضغط رقمها حاول عدة مرة‬
‫دون جدوى يبدو ان مكان الحفل الذي تتواجد فيه به‬
‫اصوات عالية زفر بشدة وهو يضغط رقم اخر ليقول‬
‫في النهاية (ال مجال للخطأ او التأخير نفذ ماطلبته‬
‫منك بدقة وفي اقل وقت ممكن ) تجمدت عيناها على‬
‫الباب الذي خرج منه كالعاصفة ليتحول بكائها الى‬
‫شهقات عالية وتسقط على االرض على ركبتيها ليأتي‬
‫سيف ويجلس جوارها ويربت على كتفها وهو يقول‬
‫(سلمى ال تبكي يا حبيبتي انا آسف النني اخبرتك )‬
‫مسحت دموعها بكفها لتنظر اليه بعدها وتقول (هل‬
‫كنت تريدني ان اظل غبية لألبد ؟) قال مبتسما (احيانا‬
‫يكون الغباء افضل ) امسك بيدها وقال لها (هيا نصعد‬
‫قبل ان يأتي احد ويراك هكذا ) عندما وصال نظرت‬
‫نحوه وقالت (سيف من اخبرك ان يوسف هو والدنا )‬
‫قال بهدوء (انا الحظت من اسمائنا ان الدكتور عبد‬
‫الرحمن ليس والدنا فاردت ان اعرف من يكون‬
‫يوسف سليمان سيف الدين بحثت على النت وعرفت‬
‫انه رجل اعمال مشهور ورأيت صوره لذا عرفته‬
‫عندما ارتنا جيجي الصور ) انعقد جبينها وقالت (لن‬
‫اكلم جيجي ثانية كيف تكون امنا وال نعرف ؟) ثم‬
‫التفتت اليه وقالت (انا غاضبة منك ايضا النك لم‬
‫تخبرني منذ عرفت ) لم يعترض بل قال لها (وهو ؟)‬
‫وجدها تندفع ثانية في البكاء وهي تقول ( انا اكرهه‬
‫وال اريد ان اراه ثانية ) القت بنفسها فوق السرير‬
‫وهي مستمرة في البكاء لقد ظنت انه يحبها وهي‬
‫ايضا احبته كانت تفكر فيه طوال الوقت لماذا ال يحبهم‬
‫؟ هو يحب جيجي وجيجي ايضا تحبه لماذا ال يحبونها‬
‫هي وسيف ؟ نظر اليها فوجدها قد نامت مد يده‬
‫ومسح الدموع التي ال تزال على وجهها لماذا جعلها‬
‫تحبه ليتركها هكذا ؟ولماذا لم يقف ليسمعها عندما‬
‫نادته ؟ هو يشعر انه يتعامل معهما بشكل غريب‬
‫سيكلم جيجي ويخبرها بما حدث حتى تأتي وتتصرف‬
‫مع سلمى او حتى تجعل يوسف يعود من اجلها فرغم‬
‫ان سلمى فتاة غبية اال انه ال يحب ان يراها حزينة‬

‫*كان هناك فتاتان اخرتان في الغرفة باالضافة اليها‬


‫هي ووالء ‪..........‬عندما وصلوا وضعوا حقائبهم فقط‬
‫ليخرجوا بعدها مباشرة في احد الجوالت الخاصة‬
‫بالمشروع ولذا االن فقط استطاعوا افراغ حقائبهم‬
‫‪........‬مع حلول الليل كان مسموح لهم ان يقوموا‬
‫بجوالت حرة لذا ستخرج هي وصديقاتها‪ .........‬فمع‬
‫الجو الحار والذي بكل تأكيد اصبح افضل مع تواجدهم‬
‫بالمدينة الساحلية اال ان تمشية على الكورنيش‬
‫ستكون رائعة ‪.........‬ساروا سويا كانت الفتيات‬
‫تتبادلن الحديث بينما اكتفت هي باالستماع وعقلها‬
‫يرحل في كل اتجاه ‪..........‬ستعلن خطوبتها على‬
‫محمد بعد اسبوعين ‪.‬بال شك سيسبب هذا مشكلة‬
‫عائلية كبيرة ‪.......‬يوسف قال لها (ال تهتمي انا من‬
‫سيقف ليواجههم )‪ ..........‬ولكن هذا زاد قلقها فهي ال‬
‫تحب ان يحدث تصدع في الروابط العائلية او مشاكل‬
‫بين جدها وشقيقها ‪.........‬ولكن من ناحية اخرى ليس‬
‫هناك بديل ‪.....‬ربما لو كان االمر بيدها لرضيت‬
‫بزواجها من خالد تجنبا للمشاكل ‪..........‬ولكن رأيها‬
‫ليس له قيمة من االساس‪...........‬من ناحية اخرى‬
‫يقلقها محمد نفسه ‪..........‬هي طوال سنوات كان‬
‫هناك تصور واحد لديها انه بعد ان يتم حفل الزفاف‬
‫ستسافر بعيدا ولكن مع احد اشقائقها‬
‫‪..........‬وسيخبرون الناس انها في شهر العسل ولن‬
‫تظهر ثانية اال بعد الحصول على الطالق‬
‫‪...............‬ولكن على ما يبدو فان محمد لديه افكار‬
‫اخرى فقد اشترى منزل ويقوم بتجهيزه باالضافة الى‬
‫محاولته التقرب منها وادعائه بانه يريد ان يستمر‬
‫زواجهما وتلميحاته بانه يحبها ‪.........‬هل يتوقع ان‬
‫يكون زواجهما طبيعي ؟!!!!!!!!هي ال تستطيع تخيل‬
‫هذا لثانية واحدة ‪.........‬كيف ستسمح له بهذا ؟ هو‬
‫بالذات تجعل له حقوق عليها وامتناعها عنها يعتبر‬
‫ذنب !!!!!!!!! االسلم عاقبة ان تبتعد وتنهي االمر‬
‫بدال من ان تكلف نفسها ما ال تطيق ‪...........‬توقفت‬
‫افكارها مع ظهور محورها ‪.......‬كان واقفا هو‬
‫ومجموعة من الطالب ويبدو ان هناك نوعا من‬
‫المزاح يدور يفسره تعالي الضحكات ‪........‬ال يمكنها‬
‫ان تتهمه بانه يتبعها فهو واقف وهم من اتو الى‬
‫المكان ‪...........‬كما ان هناك شيئا آخر لفت نظرها لم‬
‫يكن مظهره يختلف كثيرا عن الباقين مع المالبس‬
‫السبورت التي يرتديها كان يبدو كزميل لهم‬
‫!!!!!!!!!!التقت عيناها بعينيه فابتسم لها ‪...‬لتجده‬
‫بعدها يقترب منهن ويقول (ما االخبار هل كل شئ‬
‫على ما يرام ؟)‪...........‬لم تكن هي من ردت بل احد‬
‫الفتيات االخريات ‪............‬كان قد الحظ اقتراب بعض‬
‫الفتيات ليجد انها احداهن ‪.......‬الكورنيش موجود‬
‫وخطيبته بل زوجته ال يفصل بينه وبينها اال متر‬
‫واحد!!!!!!!! لما عليه ان يقف مع هؤالء الحمقى‬
‫ويتركها ؟ ربما عليه ان يفكر في شئ سريع قبل ان‬
‫تتجاوزهم ‪..‬لم ترد حتى على سؤاله ‪........‬كانت‬
‫انظاره تتبعهن بعد ان تجاوزن المكان نزلن عبر السلم‬
‫الى الشاطئ ‪..........‬مر بعض الوقت ليقول بعدها‬
‫للشباب (عن اذنكم سابتعد قليال الجري مكالمة هامة‬
‫)‪............‬نظر من بعيد الى حيث جلست الفتيات‬
‫ولكنها لم تكن متواجدة معهن ‪.........‬لمحها تتمشى‬
‫وحدها بعيدا ‪..........‬يبدو ان حظه الجيد يعمل‬
‫‪..........‬وصل ليجدها جالسة فوق الرمال تتأمل البحر‬
‫جلس هو االخر دون ان يتكلم وجدها تلف رأسها‬
‫جهته لتقول في هدوء (ترى من يتواجد في الجهة‬
‫االخرى من البحر )‪...........‬قال باغاظة (اظن انه‬
‫شاب تركي مع حبيبته ربما يستلقيان فوق الرمال‬
‫ويتبادالن القبل )‪..........‬التفتت بكامل جسمها بحدة‬
‫وهي تقول ( كيف تقول لي هذا الكالم ؟)‪..........‬كان‬
‫رده ولدهشتها ضحكة صاخبة هو حاول ان يفهم‬
‫شخصيتها وتأثير ما حدث عليها وما توصل اليه انها‬
‫ال تزال تعيش داخل قوقعة من الطفولة!!!!!!!!!!! ال‬
‫تريد ان تتركها خوفا من االنتقال الى مرحلة تجعلها‬
‫تواجه المخاوف التي افسدت حياتها ‪.........‬حتى‬
‫حشمتها هذه ليست مقتصرة على الجانب الخاص‬
‫بالمالبس اوعدم التعامل مع الجنس االخر ‪........‬بل‬
‫تصل الى عقلها رغبة منها في االبتعاد عن تلك‬
‫المنطقة الشائكة ‪..........‬ربما قوله صدمها ولكنه كان‬
‫قاصدا لهذا !!!!!!!!!!قال في هدوء ( هل تظني انه‬
‫حرام مثال او عيب ان اقول هذا الكالم لزوجتي ؟ ام‬
‫ربما ما يخيفك اكثر ان هذا الكالم مجرد انعكاس‬
‫الفكاري وما أود ان افعله في هذه اللحظة‬
‫؟!!!!!!)‪............‬كانت عيناها مشتعلتان وهي تنظر‬
‫اليه بغضب لتقول ( ايها الحقير القذر‬
‫)‪.............‬امسك يدها بقوة وقال ( حقير وقذر‬
‫؟!!!!!!!!هل تظني ان الوضع سيكون افضل لو كان‬
‫تفكيري قد وصل الى فتاة اخرى الن زوجتي ال تريدني‬
‫ان اتمنى فقط ان اقبلها )‪..............‬حاولت افالت‬
‫يدها وهي تقول (افعل ما تشاء ولكن بعيد عني‬
‫)‪.............‬قال من بين اسنانه (ماذا علي ان اسمي‬
‫قولك هذا ؟ هل هو دعوة الى الحرام وحث عليه‬
‫؟)‪.............‬قالت بتوتر (انا ال ادعوك الى شئ وليس‬
‫لي شأنا بك من االساس)‪............‬قال بهدوء وهو‬
‫يقترب منها حتى لم يعد يفصل بينهما شئ ( ربما‬
‫علينا ان نجرب لنرى فقط ماذا سيكون رد فعلك؟‬
‫)‪...........‬هزت رأسها اعتراضا وهي تقول (اياك‬
‫ساصرخ واجمع الكل )‪...........‬رد عليها بضحكة‬
‫خشنة وقال (حبيبتي ال تظني اني مسافر معك لمدة‬
‫اسبوعان دون وجود عقد زواجنا معي !لذا اصرخي‬
‫كما تشائين )‪............‬كانت تشعر بان جسمها يرتجف‬
‫واصبح باردا وعيناها مغلقتان بشدة وكانت تحبس‬
‫انفاسها في انتظار ما ال مفر منه لكن مر وقت طويل‬
‫دون ان يحدث شئ مما جعلها تفتح عينيها وتنظر اليه‬
‫بذهول كان ينظر اليها بجمود ومالمح غير مقرؤة‬
‫ليقول في النهاية (عندما اقبلك يا سارة قد تغلقين‬
‫عينيك خجال ولكن ليس خوفا وعندها فقط ساعلمك‬
‫كيف تتخلصين من الطفلة التي احتلتك طويال‬
‫وتصبحين امرأة بحق ) قام بعدها لينفض مالبسه من‬
‫الرمال ويسير مبتعدا تاركا ايها وحيدة كما وجدها‬
‫عندما اتى‬

‫*كانت جالسة على احد الكراسي تنظر الى الحفل‬


‫الموجود امامها ‪............‬لقد اكتفت هذه المرة بدور‬
‫المشاهدة ولم تشترك في اي شئ ‪..........‬فالحفل كان‬
‫في معظمه راقص‪.........‬لقد طلب منها الكثيرون ان‬
‫ترقص معهم ولكن هي من كانت ترفض ‪.........‬يبدو‬
‫انها تغيرت بالفعل وما يثير حيرتها اكثر ان كل كالمه‬
‫صار قانونا بالنسبة لها والدليل انها تتخلى عن‬
‫هوايتها المفضلة في الرقص ‪..........‬كما انه ال احد‬
‫من هؤالء الشباب المتواجدون مأل عينيها ‪..........‬لقد‬
‫رقص معها مرة في باريس ومرة اخرى يوم حفل‬
‫زفافهما وهي تشعر ان رقصها ثانية مع شخص غيره‬
‫سيفسد هذه الذكرى ‪............‬هي اساسا لم تكن‬
‫مهتمة بحضور الحفل كانت تفضل ان تذهب الى‬
‫طفليها اللذان لم تراهما منذ مدة طويلة ‪..........‬كما ان‬
‫هناك شيئا آخر يشغل بالها وهو الموعد الذي قال‬
‫يوسف انه سيأتي فيه‪..........‬امس مضت سبعة ايام‬
‫على العيد لذا هي تشعر انه سيكون موجود قريبا‬
‫‪.............‬ترى كيف سيتصرف ؟ هل سياتي الى‬
‫شقتهم مظهرا معرفته بمن تكون ؟ ثم ماذا سيفعل‬
‫والدها الذي ال يطيقه من االساس ؟ وهي ما الطرف‬
‫الذي عليها ان تنحاز اليه ؟هل عليها ان تخبره‬
‫مباشرة عن سيف وسلمى ؟ ما الذي يتوقعه منها هل‬
‫عليها ان تنتقل للعيش معه بشكل دائم كزوجة‬
‫؟‪.............‬توقفت افكارها مع اقتراب شاب منها انه‬
‫كيفين زميلهم ‪....‬ترى ما الذي يريده هذا المغرور‬
‫الذي يظن انه هبة للنساء ‪........‬ربما عليها ان تلقنه‬
‫درسا ال ينساه في اليوم االخير الذي ستلتقي به‬
‫فيه‪.........‬قال لها بابتسامة جذابة (انجل اريدك ان‬
‫تشرفيني بالرقص معك )‪..........‬ابتسمت له ببرود‬
‫وقالت (وانا ال اريد ان امنحك هذا الشرف‬
‫)‪..........‬يبدو انها جرحت مشاعر فتى الدفعة االول‬
‫لذا قال في حدة (من تظنين نفسك ؟)‪...........‬قالت‬
‫بالمباالة (امرأة حرة تفعل ما تريده فقط )‪...........‬لم‬
‫يكد يبتعد عنها حتى قامت متجهة الى الخارج‬
‫‪..........‬هذا يكفي بالتأكيد لقد رأت الجميع وسلمت‬
‫عليهم واالفضل ان تغادر قبل ان يتأخر الوقت اكثر‬
‫‪............‬كانت تسير الى حيث اوقفت سيارتها ولكنها‬
‫شعرت بخطوات اقدام تتبعها ‪..........‬هل هو الحيوان‬
‫كيفين ؟ هي تعلم انه قد يفكر في ايذائها النها احرجته‬
‫ومن ناحية اخرى هي تعلم بكرهه لها بسبب اصولها‬
‫العربية ‪...........‬كانت تقف امام سيارتها تماما عندما‬
‫وجدت الخطوات ايضا تتوقف ‪..........‬من الجيد انها‬
‫لم ترتد ثوب طويل يقيد حركتها ولكن اكتفت ببنطلون‬
‫ضيق وبلوزة سوارية طويلة ‪.........‬استدارت بسرعة‬
‫ولكن قبل ان تكمل االستدارة كانت ترفع احد ساقيها‬
‫وتركل الشخص الموجود امامها والذي لم يظهر‬
‫الشارع المظلم مالمحه جيدا في وجهه‬
‫‪...........‬لتسمع صوت تأوه فترفع ساقها االخرى‬
‫محاولة ركله في معدته ولكن هذه المرة تفادها‬
‫ببراعة ‪.........‬لكن هذا لم يوقفها وال صوته الذي‬
‫ارتفع ليحدثها قائال (انتظري انا ال اريد ان أؤذيك لقد‬
‫فهمتي بشكل خاطئ )‪..........‬لقد اثار حنقها وهو‬
‫يتمكن من تفادي ضرباتها بسهولة ولكن في النهاية‬
‫استطاعت ان تصيبه في فمه ‪.........‬كانت تشعر‬
‫بالتشفي وهذا منعها ان تالحظ انه لم يحاول ان يرد‬
‫لها ضرباتها ‪......‬لم تالحظ انه اقترب منها اال بعد ان‬
‫شعرت بضغط على اسفل عنقها لتفقد الوعي في‬
‫لحظات ‪...........‬حملها عصام الى الكنبة الخلفية‬
‫لسيارته ‪.........‬تبا ما هذا لماذا قاتلته بهذه الشراسة‬
‫؟اخرج مناديل محاوال مسح الدم من فمه ‪.......‬كان‬
‫المطلوب منه ان يصل اليها ويخبرها ان تكلم يوسف‬
‫او ترد على اتصاالته‪ ...........‬ثم يقوم بتوصيلها الى‬
‫الموجود على اطراف لندن وينتهي دوره ‪.......‬لكن‬
‫الموقف تعقد وها هو يضطر الفقادها وعيها‬
‫‪.........‬كان يوسف االن في طريقه الى لندن وقد علم‬
‫ان حماه العزيز قد بدأ باتخاذ االجراءات القانونية لذا‬
‫عليه ان يسبقه ويخرج بها من البالد ‪.......‬لم ترد‬
‫على هاتفه لذا ارسل اليها عصام ‪..........‬هو لن يهبط‬
‫في مطار لندن الرئيسي ولكن في مطار آخر صغير‬
‫تحسبا لو وصل شئ الى المطار ‪.........‬كما ان لديه‬
‫اوراقها الرسمية التي كان قد استخرجها عندما كانوا‬
‫في فرنسا ‪..............‬فتح الهاتف بسرعة عندما قرأ‬
‫اسم المتصل ليقول بعدها مباشرة (اخبرني ما حدث‬
‫)‪.............‬قال بتوتر (ما ان اقتربت منها حتى‬
‫قاومتني بشراسة لذا اضطررت الى افقادها وعيها‬
‫)‪..............‬شتم بعنف وهو يقول (اخبرتك اال تتعرض‬
‫لها )‪..........‬قال بحنق (اضطرتني الى ذلك ‪........‬ال‬
‫تقلق دقائق وتسترد وعيها )‪..........‬ربما هذا ما يقلقه‬
‫اكثر فليس هناك وقت ليضيعه ‪......‬وربما تستفيق‬
‫وتفضحهم وعصام موجود االن على الطريق ‪......‬قال‬
‫بتصميم (قم بحقنها بمادة مخدرة قبل ان تستفيق‬
‫)‪..............‬اغلق الخط وهو يفكر ان هذا ما كان‬
‫ينقصه بالتأكيد ‪........‬لقد اعتمد طوال الوقت على‬
‫كونها لن تعترض وخروجها معه سيكون بارادتها وها‬
‫هو عصام يفسد كل شئ ‪...........‬سيصل الى هدفه‬
‫االن وبعدها ليتحمل رد فعلها والذي يشعر انه سيكون‬
‫متفجرا ‪...............‬بعد ان هبطت الطائرة غادرها‬
‫متجها الى البوابة كان عصام قد وصل وهي معه‬
‫‪.........‬فتح الباب الخلفي ثم نظر اليها بهدوء‬
‫‪........‬ليقوم بعد ذلك بفتح الزجاجة التي اشتراها‬
‫للمرة االولى في حياته ‪..........‬غمس بعض‬
‫محتوياتها في منديل وقام بمسحه فوق مالبسها‬
‫لتنتشر الرائحة النفاذة ‪..........‬قام باسنادها وهو يتجه‬
‫الى الداخل ليقترب منه الضابط ويسأله عما بها قال‬
‫مبتسما (لقد كنا في احتفال واكثرت زوجتي من‬
‫الشرب وكما ترى فقدت وعيها تقريبا )‪..........‬اقترب‬
‫الضابط منهما بشك ليتراجع ثانية بعد ان شم الرائحة‬
‫ويشير له بالمرور بعد ان اطلع على اوراقهما‬
‫‪..........‬لم يكن يمكنه االدعاء بانها مريضة الن هذا‬
‫سيتطلب اوراق من المستشفى الذي يعالجها لذا قام‬
‫بهذا االدعاء ‪..........‬التقط نفسا عميقا ليبتسم بعدها‬
‫بسخرية وعيناه تلمعان ويقول (الوداع يا عمي العزيز‬
‫)‪..........‬ثم ينظر الى السحب التي تغطي السماء حوله‬
‫‪..........‬المخدر الذي تم حقنها به سيمتد مفعوله الثنى‬
‫عشر ساعة يكونون خاللها قد وصلوا منذ مدة طويلة‬
‫‪...........‬طلب من احد رجاله شراء مالبس لها فهو لن‬
‫يخرج بها من مطار بلده بمالبس سواريه تفوح منها‬
‫رائحة الكحول اتجه الى حجرة النوم الصغيرة‬
‫الموجودة بالطائرة نظر اليها مبتسما وقال (اخيرا‬
‫نحن معا حبيبتي ) مسح باصبعه بخفة على جبينها‬
‫المنعقد وقال (اجلي هذا لما بعد ) غير مالبسها‬
‫بسرعة ليرميها بعدها في سلة المهمالت ويلبسها بدال‬
‫منها بنطال من الجينز االزرق وبلوزة بيضاء من‬
‫الكتان )‬

‫** لم تستطع ان تفتح عينيها مباشرة بسبب االلم‬


‫الشديد الذي تشعر به في رأسها ‪..........‬وضعت يدها‬
‫على رأسها وفتحت عينيها بصعوبة نظرت حولها‬
‫ولكن الظالم كان مخيما على المكان ‪.....‬رغم ذلك‬
‫تشعر انها ليست في حجرتها هناك اختالف‬
‫‪..............‬تسللت رائحة الى انفها مما جعلها تتحرك‬
‫فوق الفراش حتى وصلت الى الجهة االخرى لتجد‬
‫الرائحة اقوى !!!!!!!!!!!ما هذا ما الذي اتى برائحة‬
‫يوسف الى فراشها ؟ انه من االساس ليس فراشها‬
‫فسريرها ليس بهذا االتساع ‪............‬انتفضت قائمة‬
‫محاولة تناسي المها لتتجه ناحية النافذة وتزيح‬
‫الستائر الثقيلة ذات اللون االسود فتتضح الصورة‬
‫امامها ‪.......‬انها في الطابق االول لمنزل ما ورغم‬
‫الحديقة الموجودة اسفله اال انها فهمت انها في‬
‫مزرعة بسبب االراضي الشاسعة المزروعة والتي‬
‫تظهر من بعيد ‪.......‬من الواضح انها لم تعد في‬
‫انجلترا والدليل هو النخيل الظاهر امامها‬
‫‪...........‬فتحت زجاج النافذة لتفاجئها الحرارة التي‬
‫اندفعت عبرها ‪.........‬انها االن في مصر‬
‫!!!!!!!!!!وتحديدا في مزرعة يوسف الشهيرة والتي‬
‫لم تنفك سلمى تتحدث عنها منذ اشهر ‪.........‬نظرت‬
‫ثانية من النافذة لتالحظ هذه المرة الحديد المحيط بها‬
‫‪..........‬يبدو ان مكان سجنها هذه المرة تم تجهيزه‬
‫بشكل افضل لمنعها من الهرب ‪...........‬كانت الشتائم‬
‫تخرج من فمها دون ضابط الحيوان خطفها مرة‬
‫أخرى ‪......‬كان اخر شئ تتذكره هو ان هناك شخص‬
‫تتبعها حتى سيارتها وانها ظلت تقاومه وبعدها لم‬
‫تشعر بشئ ‪...........‬لماذا يفعل هذا في الوقت الذي‬
‫كانت ستذهب معه برضاها وكان بينهما شبه اتفاق‬
‫؟!!!!!!!!!!!اغلقت الزجاج فالحظت التكييف الموجود‬
‫والذي يبدو ان وجوده هو من لطف من الحر منذ‬
‫البداية ‪.........‬تلفتت حولها االثاث ايضا لونه اسود‬
‫والجدران بيضاء مع بعض اللمسات الرمادية‬
‫‪.............‬الحظت وجود حمام في الحجرة هذا جيد‬
‫ستستحم اوال ‪.....‬فتحت الدوالب لتجد مالبس رجالية‬
‫اغلقت الباب واتجهت الى الجهة االخرى فوجدت‬
‫مالبس نسائية بحثت فيها فلم تجد اال بيجامات من‬
‫الحرير وقمصان نوم ومالبس داخلية وال شئ يصلح‬
‫للخروج ‪.........‬هل هذه خطته لمنعها من الهرب‬
‫؟‪............‬نظرت الى البيجامة التي ترتديها يبدو انه‬
‫حتى اخذ المالبس التي كانت ترتديها هي ال تشك بانه‬
‫من قام بتغيير مالبسه فالحياء كلمة ليس لها وجود‬
‫في قاموسه !!!!! ‪..............‬زفرت في ضيق لتأخذ‬
‫مالبس داخلية واحد البيجامات ثم تتجه الى الحمام‬
‫توضأت بعد ذلك وخرجت ‪......‬كيف ستصلي بهذه‬
‫المالبس فتحت الجهة الخاصة بمالبسه وهي تقول‬
‫(ايها الحقير سترى )‪.........‬بحثت بين مالبسه لتجد‬
‫بعض الجالليب‪ .......‬امسكت احدها وارتدتها والتي‬
‫كانت واسعة وطويلة ولكنها ستؤدي الغرض يبقى‬
‫تحديد القبلة ‪..........‬فتحت النافذة ثانية الوقت ال يزال‬
‫مبكرا فالشمس ال تزال شاحبة وليس كما يفترض بها‬
‫في هذا الوقت من العام ‪.........‬مكة جهة الشرق الى‬
‫الجنوب قليال صلت الى الجهة التي خمنت انها القبلة‬
‫‪..........‬انها تشعر بالجوع نظرت حولها فلم تجد ما‬
‫يوحي بوجود طعام يبدو ان الخدمة سيئة هذه المرة‬
‫!!!!!!!!!‪..........‬امسكت بمقبض الباب محاولة فتحه‬
‫لتجده ينفتح بسهولة هل هي غير محتجزة؟‬
‫‪.........‬الطابق الذي هي فيه كان يحتوي على حجرتي‬
‫نوم اخريتين فقط ‪.......‬اتجهت الى االسفل فوجدت‬
‫مطبخ على الطريقة االمريكية مفتوح على الريسبشن‬
‫‪.........‬لتجرب لترى الى اي حد هي حرة ادارت‬
‫مقبض باب المنزل فلم ينفتح ‪..........‬يبدو ان حريتها‬
‫مقيدة داخل هذا المنزل فقط‪..........‬فتحت الثالجة‬
‫واخرجت تفاحة غسلتها وبدأت في اكلها ثم بدأت في‬
‫البحث اخرجت قطعتان من اللحم وبيضتان وبعض‬
‫الجبن والخبز ‪..........‬قطعت اللحم الى قطع صغيرة‬
‫واخفضت النار تحته وعندما نضج كسرت البيض‬
‫فوقه ‪ .......‬وضعت الطعام على المنضدة امامها‬
‫وبدأت في االكل بينما االفكار تعصف بها‬
‫‪............‬يبدو انها عادت الى المربع صفر وهاهي‬
‫محتجزة رغم عن ارادتها وتم احضارها بطريقة‬
‫مريبة ليس داخل نفس البلد ولكن من بلد اجنبية من‬
‫المفترض ان نظم االمن فيها محكمة !!!!!!!!!!ما‬
‫الذي يحاول هذا المجنون فعله بالتحديد‬
‫؟‪.............‬ولكن ان كان هو مجنون وذكي فهي‬
‫بالتأكيد اجن منه وستثبت انها اكثر ذكاءا‬
‫**اول ايام عمله في لندن لقد انتظر هذه اللحظة منذ‬
‫زمن ‪..........‬منذ التحق بالجامعة وبدأ بدراسة الطب‬
‫اراد ان يسافر ويدرس في اوروبا ‪...............‬والده‬
‫لم يكن مرتاحا لالمر النه كان عندها في السابعة عشر‬
‫فقط ‪..........‬واخبره ان ينتظر عاما او عامان ليصبح‬
‫اكثر سنا ثم ينتقل ليتوفى والده ويتأجل كل شئ‬
‫‪..........‬وها هو االن يخطو الخطوة االولى نحو‬
‫تحقيق حلمه والعجيب انه ال يشعر اال بالخواء اين‬
‫ذهب احساس االثارة والترقب الذي كان يتوقعه ال‬
‫شئ ‪...........‬هو بدل ان يشغل عقله بالتفكير في‬
‫القادم يجد افكاره كلها تتركز حول شئ واحد بل‬
‫شخص واحد فقط وهي فرح ‪..........‬لماذا االن ال‬
‫يدري ؟ كان يظن ان طالقه لها سينهي االمر بينه‬
‫وبين نفسه على االقل ولكن الواقع كان مختلف‬
‫‪........‬لقد اصبحت مثل الهاجس بالنسبة له ال يتوقف‬
‫عن التفكير بها وهو مستيقظ لتشغل احالمه وهو نائم‬
‫‪.........‬لقد اخطأ حين استغل فرصة وجودها في منزله‬
‫و‪........‬هل اخطأ ؟ لماذا اذا ال يشعر بالندم‬
‫؟‪.........‬ربما يكون نادما ولكن على الوقت الذي قضاه‬
‫مبتعدا عنها ‪..........‬لماذا ينظر الى رقمها مرارا‬
‫وتكرارا ويمنع نفسه بالقوة من االتصال بها وسماع‬
‫صوتها ؟‪.........‬نهر نفسه ‪ :‬توقف ‪......‬انها ال تناسبك‬
‫من االساس يوما ما ستجد امرأة ترضي عقلك‬
‫وروحك قبل اي شئ آخر ‪..........‬لماذا اذا يشعر بالم‬
‫في الجهة اليسرى من صدره نتيجة البتعادها النها لم‬
‫تعد تحمل اسمه ‪.........‬كيف يناقض نفسه الى هذا‬
‫الحد هل احبها ؟ كيف ومتى حدث هذا ؟ ولماذا لم‬
‫يشعر بااللم اال بعد الفراق النهائي ؟‪.........‬اوقف‬
‫افكاره بالقوة عندما وصل الى حيث يوجد عماد‬
‫‪.......‬لقد تحدث معه وعرف مكانه فمن االفضل ان‬
‫يرشده بدال من ان يتخبط في المرة االولى لتواجده‬
‫‪..........‬قام من خلف مكتبه وصافحه ليجلس هو امام‬
‫المكتب ‪..........‬قاطع حديثهما صوت الهاتف الذي‬
‫ارتفع ليتحدث عماد مع المتصل ويقول (ما الذي‬
‫تقوله يا بابا كيف اختفت ؟ انا كنت مناوبا باالمس ولم‬
‫اعد حتى االن ولذا ال اعلم )‪............‬عاد ليرد (انت‬
‫تعلم انها احيانا تأخذ مهدئ وربما لهذا لم تشعر‬
‫)‪..........‬قال في النهاية (ساذهب الى الشقة واطمئنك‬
‫‪..........).....‬وجده يصمت قليال ثم يهتف (كان عندك‬
‫باالمس وهددك ‪..........‬بابا انا ال اعلم ما بينك وبينه‬
‫ولكن االمور ال تحل بهذه الطريقة ساخبرك عندما‬
‫اصل هناك ‪..........‬ان لم اجدها سأكلمه وافهم منه ما‬
‫حدث )‪................‬اعاد نظره الى احمد هو بالتأكيد ال‬
‫يعرف ان شقيقه قد تسبب بانقالب حالة والده الهادئة‬
‫دائما الى النقيض !!!!!!!!!!والده ايضا ليس له مثيل‬
‫ال يدري كيف هذا ولكنه يتعامل مع يوسف كطفل‬
‫مشاغب !!!!!!!!!! والواضح ان االخر يحترمه ولكن‬
‫المواجهة بينهما باالمس كانت دامية ‪.......‬هل فعل‬
‫حقا ما يشك به والده ؟‪........‬ولكن والده ال يعلم ان‬
‫انجي تريده وقد ذهبت اليه من قبل ‪.........‬هو ليس‬
‫قلقا مثل والده بل على االرجح متحمس وكانه يشاهد‬
‫مباراة مثيرة ‪...........‬شيئا اخر يثير حيرته وهو‬
‫الشخص الجالس امامه كان يحدث سها باالمس وعلم‬
‫من حالها انها حزينة واعترفت له في النهاية ان هذا‬
‫بسبب طالق صديقتها اندهش كثيرا عندما علم ان‬
‫صديقتها التي تعنيها هي زوجة الدكتور احمد‬
‫‪......‬حقا ان القدر له تصاريف عجيبة فالشخصان‬
‫اللذان تعرف على زوجته في منزلهما قد تطلقا ما اثار‬
‫انتباهه كالمها غير المفهوم عن كونها نادمة على‬
‫عدم تصرفها بايجابية وانها اكتفت بمجرد نصيحة‬
‫وان االفضل كان ان تتصرف بنفسها هي لم تفصح‬
‫اكثر لذا لم يفهم واالن يرى احمد والذي يظهر عليه‬
‫الحزن هو االخر ولكن العالقة بينهما ليست قوية‬
‫بالقدر الذي يجعله يفهم منه اي شئ قال له (سأخذك‬
‫االن لتقابل الدكتور )‬

‫* كان يحث رعد على االسراع فربما السرعة الكبيرة‬


‫للحصان ستجعل افكاره الهائجة تتطاير معها‬
‫‪............‬لم يكن يتمنى ابدا ان تسير االمور على هذا‬
‫النحو ‪..........‬لماذا ال تستقيم حياته مثل باقي البشر‬
‫؟‪..........‬المرأة الوحيدة التي احبها الوصول اليها ال‬
‫يمكن ان يكون مستقيما هذا وهي بالفعل زوجته‬
‫‪...........‬لماذا ابوها تفكيره متحجر يعلم ان االف‬
‫االباء يتمنون ان يزوجوه بناتهن ولكن يبدو ان حماه‬
‫خارج المعادلة !!!!!!!!!ابطأ حركته وافكاره تصل‬
‫اليها هي‪........‬لقد ظلت نائمة طوال وقت السفر‬
‫وخرجا بسهولة من المطر ليتجه مباشرة الى‬
‫المزرعة فهو ال يدري ماذا سيكون رد فعلها حين‬
‫تستيقظ لذا وجد ان االفضل هو ان يكونا بعيدا‬
‫‪..........‬وصال قبل الفجر بقليل استلقى جوارها لبعض‬
‫الوقت ثم خرج ليصلي ولم يعد ثانية ‪............‬ربما‬
‫تكون االن قد استيقظت ربما ستخمن انها اصبحت‬
‫معه ‪............‬اخذ نفسا عميقا وهو يتجه عائدا الى‬
‫االسطبل ‪..........‬ترك رعد وامسك هاتفه الذي لم‬
‫يتوقف عن الرنين ‪........‬الكثير من المكالمات من‬
‫والدها وحتى عماد ‪ ..........‬لقد اغلق هاتفها ويبدو‬
‫انهم شكوا بوجودها معه ‪..........‬سار الى مكان هادئ‬
‫ووقف اسفل شجرة ثم فتح الخط ليجد الصوت الهادر‬
‫(يوسف اين انت االن ؟)‪..............‬قال بهدوء (صباح‬
‫الخير اوال يا عمي )‪..........‬لم يرد بل قال بحدة (اين‬
‫انجي ؟)‪...........‬قال ببرود (ملك معي كما ينبغي ان‬
‫تكون )‪.............‬قال الرجل بصوت ثائر (معك اين‬
‫؟)‪............‬بالمباالة (في بلدي وعلى ارضي يا دكتور‬
‫)‪...........‬بغضب قال (ايها الوغد خطفتها ثانية‬
‫)‪...........‬ضحك وقال (خطفتها ؟ لماذا تقول ذلك ؟ اال‬
‫تظن انها قد تكون معي بارادتها ؟ ثم كيف ساخطفها‬
‫واخرج بها من انجلترا امام اعين الجميع بالقوة اال‬
‫تظن ان هذا صعب ؟)‪.............‬رد بحدة (تقول انها‬
‫معك بارادتها اذا اجعلها تكلمني )‪..........‬قال مدعيا‬
‫التأثر (لالسف يا دكتور هي نائمة لقد وصلنا فجرا‬
‫‪..........‬وزوجان افترقا مدة طويلة يمكنك ان تخمن‬
‫انهما لن يناما سريعا ‪..........‬لذا االفضل ان تدعها‬
‫ترتاح )‪..........‬اغلق الخط دون ان ينتظر ردا ليجد‬
‫الهاتف يرن ثانية استغرب من الرقم المتصل‬
‫‪..........‬وبعد ان تحدث قال (ال داعي لالنتظار السائق‬
‫سيوصلك الى المزرعة )‪...............‬يبدو ان لحظة‬
‫المواجهة قد حانت فينبغي ان يكون قد عاد عند‬
‫وصول القادم ‪.............‬فتح الباب ودخل ليجدها‬
‫امامه جالسة امام طاولة المطبخ تتناول طعامها في‬
‫هدوء ‪............‬كانت الرائحة جيدة وجعلته يشعر‬
‫بالجوع فهو منذ اليوم السابق لم يأكل ‪.........‬اقترب‬
‫منها ثم جلس وأخذ قطعة من الخبز ثم أكل بعض‬
‫الطعام دون اي اعتراض من ناحيتها ‪..............‬كانت‬
‫تنظر اليه فقط دون اي كالم ‪...........‬قال بهدوء (كيف‬
‫حالك ؟)‪...............‬تلقى منها ما يطلق عليه بصدق‬
‫نظرة مشتعلة كان لون عينيها يشبه النار الزرقاء‬
‫المضطرمة ‪.............‬اعاد السؤال حين لم ترد‬
‫(سألتك كيف حالك ؟)‪................‬اجابت باشمئزاز‬
‫باللغة العربية مثلما كلمها فقد اصبح كل شئ واضحا (‬
‫يمكنك ان تقول انني تعودت فليست المرة االولى التي‬
‫يتم اختطافي فيها )‪...........‬نظرت نحوه بنفور لتقول‬
‫بعدها (ربما سيكون لدي رد فعل مختلف عندما يأتي‬
‫الجزء الخاص باالغتصاب ‪..........‬نظرت الى عينيه‬
‫التي اصبحت مشتعلة ايضا بتحدي لتقول ‪ .........‬ربما‬
‫تكون ازحت عني العبأ وانهيت الفقرة وانا فاقدة‬
‫الوعي )‪..................‬امسك معصمها بقوة وقال‬
‫(اصمتي اياك ان تتفوهي بكلمة زائدة )‪.............‬لم‬
‫تهتم وهي تقول بحقد (ال تقل لي ان الحقيقة تجرحك‬
‫‪.......‬ثم الم تفعلها من قبل وانا في غير وعيي ؟)‬
‫‪............‬امسك بذقنها وهو ينظر الى وجهها بتفحص‬
‫وقال (هل يمكنك بكل امانة ان تقولي انك كنت غائبة‬
‫عن وعيك تماما ؟ وانك لم تدركي اني كنت معك‬
‫؟)‪..........‬ابعدت يده عنها بقوة وقامت من مكانها‬
‫وهي تقول (اقنع نفسك يا حقير فربما تصدق‬
‫)‪.............‬سارت مبتعدة لتجد صوته المرعب يوقفها‬
‫(ملك انتظري )‪..........‬التفتت نحوه وقد فقدت كل‬
‫هدوئها لتصرخ (ملك هذه ماتت قتلها حيوان دون‬
‫ضمير من غير ان يعبأ ببرأتها او بصغر سنها لذا ال‬
‫تناديها ثانية )‪................‬لقد انتهت اللعبة ويبدو ان‬
‫لحظة الحقيقة قد حانت وهي لن يوقفها شئ خصوصا‬
‫وان االمر يبدو كلقطة من الماضي ‪............‬كان ينظر‬
‫الى المرأة الواقفة امامه لم يرها من قبل بهذه‬
‫الصورة ‪........‬والمؤلم ان هذه الصورة تبدو حقيقية‬
‫الى درجة كبيرة ‪ .......‬ليتضح ان ما عداها كان مجرد‬
‫اقنعة ‪................‬امسك بها يهزها بعنف وهو يقول‬
‫( اخبرتك من قبل انني لن اسمح لك بان تسبيني‬
‫)‪.............‬بكراهية كبيرة ردت (لم تخبرني انا بل تلك‬
‫البلهاء التي كنت اقوم بدورها ‪...........‬والتي كان من‬
‫المفترض ان تخاف من تهديدك واالن اتركني‬
‫)‪...............‬قال وهو يحاول استعادة هدوئه (انا اعلم‬
‫انك غاضبة النني احضرتك بهذه الطريقة ولكن عليك‬
‫ان تفهمي االسباب اوال )‪.............‬قاطعته بسخرية‬
‫(ربما يكون احد اخوتي او والدي مثال مس عائلتك‬
‫الكريمة او تعرض لها ‪.........‬لذا االخ االكبر يتصرف‬
‫كالمعتاد )‪...........‬نظر اليها بهدوء وقال (اصعدي‬
‫وحاولي الحصول على بعض الراحة وسنتحدث بعدها‬
‫)‪...........‬قالت بحنق (هل ستخبرني اوال ما مدة‬
‫احتجازي ؟ ام ربما يكون الحبس مفتوح المدة‬
‫)‪.............‬قال بتحدي (ستخرجين من هنا عندما‬
‫يعمل عقلك بشكل صحيح يا مالكي‬
‫)‪..............‬ضحكت بصوت عالي لترد ساخرة‬
‫(مخطئ في االثنين هذه هي الطريقة الوحيدة الذي‬
‫يعمل بها عقلي ‪.....‬واي شئ آخر سيكون تفكير‬
‫مرضي ‪............‬ثم ال تتصور للحظة انني مالك‬
‫‪.........‬النني نقيض ذلك )‪...........‬مرر ظهر يده على‬
‫وجهها برقة وقال (سنرى يا حلوتي )‪............‬ابعدت‬
‫يده بيدها بطريقة عنيفة وهي تقول (اياك ان تلمسني‬
‫)‪.........‬رد ساخرا ( وكيف ستمنعيني‬
‫؟)‪.............‬قالت باحتقار (وكيف امنع شخص ال يمثل‬
‫االغتصاب له مشكلة بل يعتبر فعل عادي يقوم به في‬
‫اي لحظة )‪............‬قال بغضب (ترددين الكلمة كثيرا‬
‫ولكن في النهاية انا ال اعترف بها من االساس‪.......‬‬
‫على االقل في حالتنا )‪.............‬االن ال شئ سيوقفها‬
‫حتى اي عنف متوقع عنه لن يمثل عائق ‪.......‬هي‬
‫ستقذفه بالحقيقه ولترى الى اي مدى سيصل‬
‫!!!!!!واصل كالمه قائال من بين اسنانه ولكن كمن‬
‫يسن قانونه الخاص (االغتصاب هو ان يأخذ االنسان‬
‫شيئا ليس من حقه وانت ملكي احصل عليك متى اشاء‬
‫دون انتظار االذن )‪...............‬قالت ثائرة (دون‬
‫موافقتي )‪............‬قال ببرود (الموافقة على الزواج‬
‫هي موافقة على كل ما يتضمنه بما فيها العالقة‬
‫الزوجية ‪..........‬واظن انك وافقتي عندما كنا في‬
‫فرنسا ‪..........‬اذا يا حلوة كما ترين يمكنني في هذه‬
‫اللحظة تحديدا ان احصل عليك )‪............‬كان قد‬
‫رفعها بين ذراعيه في حين كانت تتفلت منه بقوة‬
‫لتجده يصعد بها الساللم بخطوات واسعة وكأنه ال‬
‫يحمل شيئا كانت ترفسه وتضربه لكن دون تأثير‬
‫لتجده يلقي بها فوق الفراش ‪..........‬ثم يحتجزها وهو‬
‫يمسك بيديها بيد واحدة بينما االخرى تلمسها فيما‬
‫يقوم بتقبيلها ‪.............‬كانت تقاوم لكنها بعدها‬
‫توقفت وهي ال تدري بما يحدث تحديدا يبدو انه سيطر‬
‫عليها وجعلها تخضع ‪..........‬ليبدأ بعدها في التعامل‬
‫معها برقة ‪..................‬ثم لتشعر بالخواء وبه يقوم‬
‫ويعيد ضبط مالبسه ثم ينظر اليها بسخرية ويقول‬
‫(اظن انك لم تكوني ستعترضي ان اكملت للنهاية‬
‫‪.........‬ولذا يا حلوتي ال ترددي تلك الكلمة ثانية فهي‬
‫تجرح مشاعري وتجعل مزاجي غير جيد‬
‫)‪...........‬كانت تشعر بالذل واالهانة وهي تستسلم له‬
‫لتعلو وجهها نظرة جريحة وتقول (وما الذي يعنيه‬
‫هذا ؟ ان لديك خبرة تجعلك تنجح في اخضاعي‬
‫بسهولة )‪.............‬جلس جوارها بهدوء وقال ( يعني‬
‫انك ليس لديك خوف مرضي من العالقة الزوجية بل‬
‫انت فتاة طبيعية ‪..........‬ويعني ان هناك كيمياء بيننا‬
‫وانك ال تنفرين مني ‪.............‬وانا اعترف ثانية اني‬
‫احبك وارغب ان نعيش‬
‫سويا‪...............)..............‬باستنكار نظرت اليه‬
‫وقالت (تحبني وتريد ان نعيش سويا !!!!!!!!!!اتدري‬
‫ما يحول بيننا ؟‪...........‬بيني وبينك جدار من‬
‫الكراهية اضفت له في كل يوم لبنة جديدة لمدة ثمان‬
‫سنوات‪................‬‬
‫رد عليها في ثقة‪:‬ساصنع من حبي جسرا اعبر اليه‬
‫واصل الى قلبك ‪.............‬‬
‫نظرت اليه نظرة تجمع بين السخرية والحنق‬
‫قائلة‪:‬وهل يحب من ال يملك قلبا‪.‬ربما تستطيع خداع‬
‫اي شخص عداي ان قصتنا انتهت في نفس اليوم‬
‫الذي بدات فيه واسدل الستار‪......................‬‬
‫في تصميم وبلهجة ثلجية قال‪:‬انا فقط من يكتب كلمة‬
‫النهاية وحتى االن لم افعل‪................‬قام تاركا‬
‫المكان وعندما سمعت صوت اغالق الباب سمحت‬
‫لدموعها ان تنزل بحرية‪...........‬عليها ان تتخلص‬
‫من هذا االسر سريعا فوجودها هنا لن يفيدها بشئ‬
‫‪..........‬لقد القت كراهيتها واحتقارها في وجهه ولكن‬
‫يبدو ان ال شئ يؤثر به‬

‫انتهى ‪.‬سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل السادس واالربعون‬

‫كانت تنظر للطريق الذي تسير فيه بشرود وافكارها‬


‫تاخذها في كل اتجاه ‪.‬االن لم يعد هناك مجال للتراجع‬
‫وهي لن تتراجع ‪......‬يكفيها ما فعله بها التردد الشهر‬
‫هي قررت ان تنفض عنها الخنوع واالستكانة‬
‫‪........‬فالواضح انك ان لم تكن انت من تدافع عن حقك‬
‫فال احد آخرسيفعل وهي قررت ان تفعل االن قد‬
‫يتهمها الناس بالغباء النها انتظرت لتكشف الحقيقة‬
‫بعد ان تطلقت ‪.......‬ولكن كان هذا قرارها النها قررت‬
‫ان تحافظ على الجزء االخير من كرامتها وال تهين‬
‫نفسها اكثر باستماتها في الحفاظ على رابط مع‬
‫شخص ال يطيق صبرا في ان يتخلص منها ‪.....‬هل‬
‫سيندم ان علم الحقيقة ام سيحتقرها اكثر؟‬
‫‪..........‬شئ داخلها يحثها اال تكشف الحقيقة كاملة‬
‫من اجل اال تشوه صورتها بالكامل ولكن من ناحية‬
‫أخرى هي تريد ان يتعاقب الحيوان زياد على كل‬
‫افعاله وحقيقة مبتورة قد ال توصلها الى هذا الهدف‬
‫لذا فلتتحمل ‪............‬بدأت ترى مزارع على الجانبين‬
‫وهذا يعني انها قد اقتربت من المكان ‪........‬لقد‬
‫توقعت ان يكون يوسف في المجموعة وليس هنا‬
‫‪.......‬فاليوم احد ايام العمل ‪........‬بينما هي تعلم انه‬
‫يذهب الى المزرعة في نهاية االسبوع‬
‫!!!!!!!!!عبرت السيارة البوابة ثم سارت عبر ممر‬
‫تحفه االشجار وعلى جانبيه المزروعات لتتوقف في‬
‫النهاية امام مبني لونه من الخارج ابيض‬
‫‪........‬سارت خلف السائق حتى اوصلها الى حجرة‬
‫بدت كمكتب واخبرها ان تنتظر ‪....................‬بعد‬
‫المواجهة االولى الصاخبة مع ملك لم يكن في مزاج‬
‫مناسب لمقابلة احد ‪..........‬لقد رأى وجهها االخر‬
‫والذي علم انه ال يحمل له اال الكراهية والحقد‬
‫‪..........‬ربما عليه ان يشكرها على المسرحية التي‬
‫كانت تمثلها عليه خالل تواجدهما في فرنسا فعلى‬
‫االقل وقتها حصل على بعض الهدوء معها‬
‫!!!!!!!!!!اما االن فيبدوا ان الطريق امامه صعب‬
‫وطويل ‪..........‬لقد كانت طريقة احضاره لها خطأ من‬
‫البداية ولكن ما البديل ؟‪.......‬كان في الصباح سيصدر‬
‫امر قضائي بمنعه من التعرض لها الن هناك قضية‬
‫مرفوعة تجاهه من قبلها‪.........‬واالن يشعر بالحيرة‬
‫ما الذي تريده فرح منه بعد ان تم الطالق ؟‪.........‬هل‬
‫من الممكن ان تكون حامل ؟‪........‬ولكن هم عرفوا‬
‫انها ليست كذلك ‪........‬سيعرف االن لقد طلب من‬
‫السائق ايصالها الى مقر ادارة المزرعة‬
‫‪.........‬فوجود ملك في المنزل مع تصرفاتها غير‬
‫المتوقعه جعل اخذها للمنزل مؤجل‪...........‬دخل‬
‫المكتب فوجدها هناك سلم عليها وجلس خلف المكتب‬
‫ليقول بعدها في هدوء (معذرة النك تعبت في القدوم‬
‫الى هنا )‪...........‬قالت بابتسامة شاحبة (ال بأس‬
‫‪........‬انا سعيدة بقدومي والني رأيت المزرعة اخيرا‬
‫انها رائعة )‪..........‬حاولت استجماع شجاعتها لتقول‬
‫بعدها بقليل من التوتر (ال بد انك تتسائل عن سبب‬
‫رغبتي في مقابلتك خاصة االن )‪..........‬قال بتهذيب (‬
‫رغم انفصالك عن احمد ستظلين دائما اختا لي‬
‫)‪...........‬أومأت برأسها لتقول بعدها بسرعة (هذا ما‬
‫شجعني ان ألجأ اليك ‪........‬انا اعلم انك لن تتخلى‬
‫عني وان الموضوع سيبقى بيننا )‪..........‬ضيق عينيه‬
‫بتركيز ليقول بعدها (انت تقصدين ان ال اخبر احمد او‬
‫والدك )‪..........‬أومأت برأسها لتقول بعدها (احمد يعلم‬
‫جزء من الموضوع فقط ووالدي يعلم ببدايته ولذا قد‬
‫يكون لديهما احكام مسبقة لذا االفضل اال يعلما‬
‫)‪..........‬قال بشكل قاطع (اطمئني لك ما اردت‬
‫)‪............‬اخذت نفسا عميقا لتقول بعدها سيكون من‬
‫االفضل ان ابدأ من اول الحكاية كما يقال ولكن اريد‬
‫وعد منك ان تسيطر على اعصابك وتستمع حتى‬
‫النهاية )‪..........‬رفع احد حاجبيه ليقول بدهشة (فرح‬
‫هل ما ستقوليه قد يجعلني اتهور تجاهك‬
‫؟)‪..........‬قالت بهدوء (اجل )‪..........‬اكملت بعدها‬
‫(البداية كانت عند التحاقي بالجامعة لتحدث القصة‬
‫المعتادة شخص تقرب مني واقنعني انه يحبني وانا‬
‫بالتأكيد كنت سعيدة الن الشاب الوسيم اختارني انا‬
‫وشعرت انني ايضا احبه ‪....‬اتفقنا على الزواج ولكن‬
‫الموضوع تأجل حتى نكمل دراستنا ‪...........‬كان‬
‫بالطبع يتقدم الي الكثير من الخطاب ولكن كنت ارفض‬
‫‪..........‬حتى تقدم لي احمد وعندها اصر والدي ولم‬
‫تنفع اي طريقة في اثنائه ‪.........‬تقدم الشاب الى‬
‫والدي فرفض بشدة وهدده ‪........‬وقتها فكرت بالهرب‬
‫او اي طريقة اخرى تبعدني لكن تراجعت خشية على‬
‫عائلتي من الفضيحة ‪...........)........‬كانت تتكلم دون‬
‫ان تنظر اليه ولكن تشعر بأن واجهته الهادئة بدأت‬
‫تختفي ‪.‬اكملت ( بالفعل تزوجت احمد ‪.....‬الفاجئ‬
‫بشخص لم اظن انه موجود من االساس هو من‬
‫اخبرني بان الفترة االولى من زواجنا ستكون فترة‬
‫تعارف حتى اتعود عليه ‪......‬ولكن في النهاية حانت‬
‫لحظة الحقيقة كما يقال وعرف احمد كل شئ وكان‬
‫سيطلقني لكني طلبت منه ان ينتظر لبعض الوقت‬
‫خوفا من الفضيحة ويمكنك ان تقول ان بعد هذه‬
‫اللحظة كل شئ انقلب عرفت انني احببت للمرة االولى‬
‫وان السابق كان وهم )‬

‫*****صمتت مع قدوم احد العمال بصينية بها‬


‫عصائر ‪...........‬عادت لتكما بعدها (اخبرت ذلك‬
‫الشاب الذي كان يبدو لي مالك بذلك لتتضح حقيقته‬
‫وانه كان مجرد شيطان ‪......‬هددني فلم اهتم بكالمه‬
‫‪..........‬ولكنه نفذ تلك التهديدات حاول استدراجي‬
‫وااليقاع بي لكن الحمد هلل لم يتم االمر ولكن في هذا‬
‫الموقف فقدت حقيبتي التي بها اوراقي الرسمية‬
‫واستطاع التقاط بعض الصور لي ‪............‬وجدت‬
‫هذه االوراق في الجامعة بعدها بايام لذا تناسيت‬
‫الموضوع ‪...‬في اخر ايام االختبارات وجدته يخرج لي‬
‫احد الصور ويهددني بنشرها ان لم ادفع له مبلغ ربع‬
‫مليون جنيه ‪.......‬واخبرني انه سيقابلني في نفس‬
‫اليوم ‪..............‬كان ذلك اليوم الذي اتصلت بك فيه‬
‫‪.........‬اضطررت في النهاية للذهاب الجد ان االمر‬
‫كان مجرد فخ بظهور احمد بعدها مباشرة ليجدني معه‬
‫‪..........‬هو طبعا صدق مارآه واخبرني انه سيطلقني‬
‫‪..........‬لم تكن هذه اخر افعاله لكن تفكيره الشيطاني‬
‫جعله يستغل االوراق التي حصل عليها في رفع‬
‫القضية والتي لم اعلم شيئا عنها اال منذ ايام )‬
‫‪.........‬رفعت رأسها وهي تمسح دموعها لتلتقي‬
‫عيناها بعينيه الغير مقرؤة لتكمل بعدها بارتجاف‬
‫(وهكذا كما ترى يمكنك ان تقول انني حصلت بجدارة‬
‫على لقب االغبى )‪............‬قال بلهجة بدت مرعبة‬
‫للجالسة امامه (اكتبي كل ما تعرفينه عنه على هذه‬
‫الورقة )‪.............‬كتبت اسمه وعنوانه ومكان عمل‬
‫والده وناولته الورقة ‪............‬سمعته يجري مكالمة‬
‫هاتفية ليقول بعدها بلهجة رغم هدوئها بدت لها‬
‫مفزعة (لقد قلت انه حاول استدراجك ولم تشرحي‬
‫هذه النقطة اريد معرفة التفاصيل )‪............‬احمر‬
‫وجهها لتقول بعدها بتوتر شديد (ال داعي لهذا‬
‫)‪...........‬صرخ بها بطريقة افزعتها ( انا ال العب‬
‫معك ‪......‬انت اتيت بارادتك واخبرتني ولذا ساتصرف‬
‫بطريقتي وهذه النقطة تحديدا ستمثل فرقا كبيرا‬
‫)‪...............‬حكت له الموقف بينما عادت دموعها‬
‫لالنهمار ‪...........‬لتجده يقوم وهو يذرع غرفة المكتب‬
‫ليقف بعدها وهو يضم قبضته بقوة (احمدي هللا فقط‬
‫انك تزوجت احمد وليس شخص آخر مثلي تحديدا‬
‫‪............‬شئ واحد مما حكيتيه كان سيجعل حياتك‬
‫على المحك )‪..............‬نظرت اليه برعب وقالت (انا‬
‫اعلم انني مخطأة ولكن ‪...........)..............‬قاطعها‬
‫قائال (انت كما وصفت نفسك غبية كيف تحتفظين بكل‬
‫هذه االشياء لنفسك دون اخبار احد او االستعانة بمن‬
‫يستطيع ايقافه او حتى اخبار زوجك )‪..........‬قالت‬
‫(انا آسفة لم اتوقف عن الندم لحظة واحدة وكما ترى‬
‫غبائي اوصلني الى مكاني الحالي )‪.............‬قال‬
‫ساخرا (غبائك كان سيضيع شرفك لوال ستر هللا‬
‫‪...........‬لذا اظن ان مكانك الحالي افضل‬
‫)‪............‬اخفضت رأسها في اذالل وحرج‬
‫‪............‬عاد يقول لها بهدوء محاوال التخفيف من‬
‫حدة ما قاله لها ‪...........‬ولكن هي جعلت غضبه يصل‬
‫لذروته‪..........‬ما انقذها هو انه ليس له والية عليها‬
‫لو كانت زوجته او احدى شقيقاته كان تصرفه‬
‫سيختلف بالتأكيد ( تعالي معي الى المنزل لتقابلي‬
‫زوجتي )‪..........‬نظرت اليه باستغراب ليقول بعدها‬
‫مبتسما ( سترين ملك )‪..............‬عاد ليكمل (ساعات‬
‫وسيكون الحيوان هنا ويمكنك ان ترى ما سأفعله به‬
‫)‪...........‬هزت رأسها نفيا وقالت (انا اثق بك واعرف‬
‫انك ستفعل ما يلزم )‪...............‬قال بال مباالة (االن‬
‫هيا معي )‪.............‬سارت خلفه حتى وصال الى‬
‫المنزل ليفتح الباب ويتركها في االسفل بينما توجه هو‬
‫الى الطابق العلوي ‪...........‬ترى ما الذي فعلته في‬
‫غيابه ؟ دخل الغرفة ليجدها مستغرقة في النوم يبدو‬
‫ان تأثير المنوم ال زال مستمرا ‪...........‬ناداها بصوت‬
‫منخفض (ملك استيقظي )‪..........‬فتحت عينيها لتنظر‬
‫اليه بحدة فأشار الى فمها بعالمة الصمت ليقول بعدها‬
‫بصوت منخفض (هناك ضيفة في االسفل لذا اجلي‬
‫الشجار لوقت آخر )‪............‬اعتدلت بسرعة لتقول‬
‫وجبينها منعقد (أي ضيفة هذه ؟ ثم انني لن اقابل احد‬
‫لذا استقبلها انت او اجعلها تنصرف )‪.............‬قال‬
‫بالمباالة (سأجعلها تصعد اليك )‪............‬نظرت اليه‬
‫بشراسة وقالت (سأرميها فوق الساللم‬
‫)‪............‬فاجأتها ابتسامته وهو يقول (ما ذنب الفتاة‬
‫المسكينة لتفعلي بها هذا ؟ ثم انني اتيت بها لتخفف‬
‫عنك حتى ال تتهميني بأني احبسك حبسا‬
‫انفراديا)‪............‬قالت بحدة (شكرا لك يا صاحب‬
‫القلب الحنون ما زال الجواب نفسه قائما‪.........‬ثم لما‬
‫كل هذا االهتمام بان اقابلها من تكون؟ )‪.............‬قال‬
‫بهدوء (انها زوجة اخي السابقة وقد تم الطالق منذ‬
‫يومين )‪..............‬قالت بتحدي (لقد قررت ان اقابلها‬
‫ففتاة تخلصت من ارتباطها بعائلتكم ال بد ان تستحق‬
‫االهتمام ‪.........‬خاصة واني ساشاركها اللقب قريبا‬
‫)‪..............‬اقترب منها بخطورة وقال بتهديد (ال‬
‫تجرؤي حتى على ان تحلمي بهذا ) ‪.............‬قالت‬
‫بحقد (ساحصل عليه في كل الحاالت وان لم يعجبك‬
‫الطالق يمكنك ان تجعلني ارملة )‪.............‬قال‬
‫بسخرية (لقد عرفت طريقتك الواحيدة للخالص مني‬
‫يا حلوتي وهي موتي لذا تمني ان يحدث هذا )‬

‫**************تشعر بتوتر رهيب مع كل‬


‫محاوالتها لمعرفة النتيجة لكن دون جدوى‬
‫‪............‬الشبكة سقطت من شدة الضغط وال يمكن‬
‫التوصل الى اي موقع توجد به النتيجة‪ .........‬القليل‬
‫فقط ممن تعرفهم حصلوا على نتائجهم والباقون مثلها‬
‫‪..........‬اخبرها معتز انه سيحصل لها عليها من‬
‫الكنترول ولكنها رفضت ‪ .........‬وكأنه لن يخبرها‬
‫الحقيقة ان كانت سيئة لذا فضلت االنتظار مثل الجميع‬
‫‪.........‬ربما محاولة اخرى على هذا الرابط قد تنجح‬
‫‪............‬ارتفع صوت هاتفها لتجد المتصل شذا قالت‬
‫لها بصوت صاخب ( سالتحق بالكلية التي اريدها‬
‫مجموعي اعلى من معدالتها بكثير )‪..........‬قالت‬
‫تسكتها (مبارك حبيبتي ولكن هل عرفت نتيجتي‬
‫؟)‪..........‬قالت (اجل احضرتها لك عندما فتح الموقع‬
‫انت حصلت على ‪......... ).........‬كان مجموعها‬
‫بشكل عام جيد من الممكن ان تقول انها حطمت‬
‫ارقامها السابقة ومع كل الظروف التي حدثت هي‬
‫راضية ‪.........‬هي من االساس لم تكن تريد االلتحاق‬
‫بكلية عملية تجعلها تهمل طفلها او تقصر في دراستها‬
‫‪..........‬نزلت الساللم بسرعة واتجهت الى المطبخ‬
‫لتجد السيدة زهرة فقالت لها في سعادة (لقد نجحت يا‬
‫خالتي )‪.........‬اطلقت المرأة زغروطة عالية واخذتها‬
‫بعدها في احضانها وهي تقول لها (مبارك لك يا ابنتي‬
‫)‪..........‬ثم لتقوم باقي العامالت باطالق الزغاريط‬
‫وتهنئتها ‪..........‬لتظهر في هذه اللحظة تلك المقيته‬
‫هادمة اللذات وتقول في اشمئزاز (هل جننتم ما الذي‬
‫تفعلنه ؟ لقد حولتن المكان الى حارة شعبية يسكنها‬
‫الحثالة!!!!!!!!)‪..............‬نظرت نحوها بضيق‬
‫فقالت السيدة زهرة بهدوء (نأسف على ازعاجك عدن‬
‫الى عملكن يا فتيات )‪............‬نظرت نحوها نظرة‬
‫محتقرة لم تتحملها لذا استدارت لتعود الى جناحها‬
‫ليصل اليها صوتها المقيت قائلة (عليك االلتزام‬
‫بالقوانين التي تحكم المكان الذي تعيشين فيه‬
‫)‪.............‬لتعود بعدها وتقول بخبث (او ربما عليك‬
‫اال تفعلي فال اظن ان الفتى المدلل سيتحمل طويال‬
‫طفلة مشردة مثلك ‪.........‬لقد كان دائما محاطا‬
‫بالجميالت وبعودته اصبح محط االنظار ثانية لذا فانه‬
‫على االكثر سيبقيك حتى يحصل على الطفل الذي‬
‫انتظرته العائلة طويال ثم يرميك بعدها )‪..........‬نظرت‬
‫اليها بعدم تصديق لتقول االخرى بصوت منخفض‬
‫وهي تقترب كثيرا منها (اال تعلمين ان زوجي العزيز‬
‫عقيم ؟ هذا منح الطفل الذي لديك اهمية اكبر لذا كما‬
‫ترين ‪..........).........‬هل عليها ان تصدق هذا الكالم‬
‫؟ لقد حذرها الجميع من هذه االفعى ‪.......‬ولكن من‬
‫ناحية اخرى هل من الممكن ان تخترع كل هذا‬
‫؟!!!!!!!!! عادت ترفع صوتها ثانية وهي تقول‬
‫(نصيحة لك تعلمي كيف تعيشين في االماكن الفخمة‬
‫وانسي تاريخيك المثير للغثيان )‪..........‬كانت تفكر في‬
‫رد مناسب لتلك الوقحة عندما تفاجأت بمعتز يسير في‬
‫خطوات سريعة ليقف بينهما ويقول لنهال في احتقار‬
‫(دعك من التاريخ لننظر الى الحاضر شيرين تملك‬
‫الماليين وهناك امالك كثيرة وشركة باسمها‬
‫‪.........‬لذا على االشخاص الذين يعيشون كعالة اال‬
‫يكلمونها من االساس )‪...............‬نظرت اليه بحقد‬
‫ليلف هو ذراعه حول زوجته ويقبلها على خدها قائال‬
‫(مبارك لك لقد اتيت من العمل فور ان علمت‬
‫)‪.............‬الحظت ان نهال قد صعدت ولكن الزال‬
‫صدى كلماتها يتردد في رأسها ‪..........‬كان معتز‬
‫يقول للسيدة زهرة (زهرتي اريد ان يسعد الجميع‬
‫مثلنا بنجاح شيري لذا اصنعي الطعام المناسب‬
‫وساحضر حلوى ونقيم حفال ندعو اليه الجميع‬
‫)‪...........‬لم تعلق السيدة زهرة بل أومأت موافقة‬
‫‪،‬فرأيها ان القيام بحفل في هذا الوقت غير مناسب بما‬
‫ان شقيقه طلق زوجته قريبا ‪.........‬ولكن من ناحية‬
‫اخرى فان احمد ليس موجود من االساس اذا فلتفرح‬
‫البنت اليتيمة بنجاحها ‪..........‬قال لها وهو يجلسها‬
‫ويجلس هو االخر (االن اصعدي وارتدي مالبسك حتى‬
‫نخرج ونشتري ثوبا مناسبا للحفل )‪............‬أومأت‬
‫برأسها في شرود ليصعدا بعدها سويا‪ .........‬رغم‬
‫معاملته الجيدة لها وكل ما يبديه نحوها من اهتمام اال‬
‫انها ال زالت تشعر انه يتعامل معها كقضية انسانية‬
‫وليس كزوجة يحمل لها مشاعر الحب العميق‬
‫‪.......‬من ناحية اخرى هي تعلم انه ال يراها كطفلة واال‬
‫كيف يعاملها معاملة االزواج ‪..........‬منذ انهت‬
‫امتحاناتها اصبح يشاركها غرفتها ‪..‬حتى انه يشاهد‬
‫المباريات وهو موجود معها حتى انها فهمت الكثير‬
‫عن كرة القدم ‪...‬رغم انها تطلب منه ان يخرج حتى‬
‫تشاهد احد المسلسالت ولكن هو يغيظها وال يفعل‬
‫‪..........‬اصبحت ايضا تذهب الى النادي مع سارة‬
‫ولكن سارة االن مسافرة ‪..........‬وصلها صوته قائال‬
‫(الى اين وصلت ؟)‪......‬قالت محاولة االبتسام (الى ان‬
‫سارة لن تحضر الحفل )‪...............‬قال بتفكير (وال‬
‫احمد وال يوسف ماذا نفعل ؟ انت من نجحت في وقت‬
‫هروب الجميع ولكن ادعي صديقاتك وساجعل ريهام‬
‫تحضر شقيقات حازم )‪............‬ابتسم وقد الحظ شيئا‬
‫ما ليقترب منها ويضع يده فوق بطنها ويقول (ظهرت‬
‫بطنك قليال )‪..........‬ابتسمت وقالت (انا االن في‬
‫الشهر الخامس )‪............‬كانت تنظر الى انعكاس‬
‫صورتهما في المرآة عندما اخفض رأسه وقبل شعرها‬
‫ويده ال تزال فوق بطنها ثم ابعد يده بسرعة وقال (لقد‬
‫شعرت به يتحرك )‪............‬قالت حالمة بدأت اشعر‬
‫به يتحرك منذ عدة ايام )‪............‬قال بزعل (ايتها‬
‫الخائنة انت لم تخبريني ) ضحكت وهي تقول (ميزو‬
‫انا لم ارك منذ سفر شقيقك )‪.............‬قرص خدها‬
‫وهو يقول (حتى انت تقولين ميزو عمر الوغد نشر‬
‫العدوى )‬
‫***اتجهت الى الحمام فغسلت وجهها ومشطت‬
‫شعرها وعندما خرجت لم يكن موجودا‬
‫‪.............‬نزلت السلم لتجد الفتاة المحجبة الجالسة‬
‫بتوتر تقوم لتسلم عليها ‪..........‬ارتدت هي بيجامة‬
‫حريرية زرقاء اللون بما انه ال يوجد بديل ‪........‬هي‬
‫قررت ان تقابل الفتاة ليس بسبب ما قالته له فقط‬
‫ولكن حتى تأخذ هاتفها وتكلم اطفالها وربما والدها‬
‫‪.......‬فمنذ استيقظت في الصباح وهاتفها مختف ال‬
‫ريب انه اخذه منها او قد يكون سقط هو وحقيبتها‬
‫اثناء شجارها ‪..............‬تتمنى فقط ان يكون لدى تلك‬
‫المرأة رصيد كاف ‪..........‬نظرت حولها فوجدته غير‬
‫موجود لحسن الحظ ‪.‬شعرت انها رأتها من قبل ال‬
‫تتذكر تحديدا اين ؟‪..........‬قالت لها الفتاة بخجل‬
‫(سعيدة بلقائك وحمدا هلل على سالمتك )‪............‬قالت‬
‫بهدوء (شكرا لك‪.........‬انا ال اعرف اسمك‬
‫)‪............‬اجابتها (فرح انا رأيتك من قبل في حفل‬
‫عقد زواج سها )‪.............‬لمعت عيناها وهي تتذكر‬
‫لتضيف الفتاة (انا صديقتها )‪.............‬ابتسمت لها‬
‫وقالت( تشرفت بلقائك )‪.........‬عليها بالتأكيد ان‬
‫تعاملها جيدا فهي صديقة سها وقد انتهت عالقتها‬
‫بالعائلة الكريمة ‪..........‬انها بالتأكيد كانت زوجة‬
‫احمد ال تستطيع ربط هذه الفتاة بمعتز !!!!!!!!قامت‬
‫وهي تقول لها (عن اذنك )‪..........‬اتجهت نحو‬
‫الثالجة واخرجت بعض الفاكهة والعصير ووضعتها‬
‫فوق صينية ووضعتها امامها وهي تقول (تفضلي‬
‫)‪..........‬عادت ثانية الى المطبخ يبدو ان عليها ان‬
‫تعد الطعام بنفسها !!!!!!!!!وجدت الفتاة تدخل خلفها‬
‫لتقول بخجل (هل اساعدك ؟)‪..........‬قالت بهدوء‬
‫(اجلسي فقط انا معتادة على العمل بمفردي‬
‫)‪.................‬جلست فرح تنظر اليها بدهشة وهي‬
‫تخرج بعض االشياء دجاج وتوابل وارز ‪............‬ثم‬
‫تبدأ في الطبخ لتتصاعد الروائح الشهية في وقت‬
‫وجيز قالت بدهشة (انت ماهرة ‪.....‬ما الذي تتطهينه‬
‫؟)‪.......‬اجابتها (كبسة )‪..........‬ضحكت من رد فعلها‬
‫لتقول لها (ال تقولي انك ال تعرفين شيئا عن الطبخ‬
‫)‪......‬قالت (تعلمت بعض االشياء ولكن انت سريعة‬
‫وكأنك محترفة ‪.........‬يبدو ان يوسف لم يكن يمزح‬
‫عن مهارتك في الطبخ )‪.............‬رفعت احد حاجبيها‬
‫وقالت (كلمكم عني )‪............‬ردت فرح مبتسمة (قال‬
‫جميلة جدا ايضا ‪...........‬بالتأكيد لم يكن يبالغ‬
‫)‪..........‬يبدو انه كان يأخذ االمور بشكل جاد ومن‬
‫ناحية اخرى هذه الفتاة تعجبها صريحة وتقريبا بريئة‬
‫‪...........‬اخفضت النار اسفل الطعام وغسلت االواني‬
‫التي استخدمتها في التحضير وكذلك يدها‬
‫‪.........‬لتجلس بعدها على كرسي جوار فرح وتقول‬
‫مبتسمة (حبيبتي انتهى شحن هاتفي هل يمكنك ان‬
‫تعيرني هاتفك ؟)‪............‬ناولته لها دون تردد لتبتعد‬
‫بعض الشئ وتتصل بالرقم الذي تحفظه قالت في لهفة‬
‫عندما انفتح الخط (سيف حبيبي كيف حالك‬
‫؟)‪............‬قال بهدوء ( انا بخير ولكن سلمى حزينة‬
‫)‪..........‬قالت بتوتر (حبيبي اخبرها انني سأتي في‬
‫اقرب فرصة )‪............‬قال بصراحة (انها ليست‬
‫حزينة بسبب عدم قدومك فقط ولكن هناك سبب آخر‬
‫)‪..........‬قالت بحيرة (ماذا حدث ؟)‪.............‬اجاب‬
‫بتردد (لقد أتى يوسف وهي كانت تريد ان تذهب معه‬
‫ولكن هو تشاجر مع الدكتور عبد الرحمن ثم رحل‬
‫وهو غاضب )‪............‬يوسف قابل والدها وتشاجر‬
‫معه !!!!!!!! قالت محاولة ان تلم بالموضوع (هل‬
‫وعدها ان يأخذها ؟)‪...........‬شعرت انه تردد في‬
‫الكالم ليقول في النهاية (لقد اخبرتها انه والدنا وهي‬
‫ظلت تبكي وحتى االن ال تريد ان تلعب او تفعل اي‬
‫شئ صامتة فقط )‪.............‬شعرت بالم في قلبها‬
‫لتقول بعدها بلوم (لماذا اخبرتها وانا غير موجودة‬
‫؟‪..........‬هل علمت انني امكم ؟)‪...........‬اجاب (انا‬
‫اضطررت لهذا ‪.......‬هي سألتني عن من تكون امنا‬
‫فاخبرتها )‪...........‬شعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها‬
‫طفلتها الجميلة الرقيقة تعاني ‪.......‬انها االن حتى ال‬
‫تستطيع ان توزع االتهامات لتقول بسبب من‬
‫‪.........‬عليها ان تذهب لها ولكن كيف ؟‪..........‬هل‬
‫تخبر يوسف االن وسط الظروف التي اصبحت اكثر‬
‫تعقيدا ؟‪..........‬هذا سيقلب االمور كلها وستتحول هي‬
‫الى مذنبة ‪.......‬وال تضمن رد فعله وقتها ‪...........‬منذ‬
‫ايام فقط كانت افكارها تصل الى انها غير مطمئنة‬
‫لردود افعاله وان غضبه هو ما يحركه في كثير من‬
‫االحيان ‪..........‬وها هو بسبب مواجهته مع والدها‬
‫يقوم بخطفها من بلد الخرى ‪........‬ما الذي قد يفعله‬
‫عندما يعلم انه اب لطفالن في السابعة تقريبا دون ان‬
‫يعلم ‪.........‬قالت بتوتر (سيف حبيبي اعطي الهاتف‬
‫لسلمى من فضلك )‪.....‬عاد صوته بعد قليل يقول لها‬
‫(انها مصرة على عدم الحديث معك )‪..........‬قبضت‬
‫يدها بشدة لقد صدمت الفتاة صدمتين قويتين في يوم‬
‫واحد عليها ان تذهب لها ‪............‬انهت حديثها معه‬
‫هل عليها ان تكلم والدها ايضا ولكن !!!!!!!!!شعرت‬
‫باصوات تقترب من المنزل مما جعلها تعيد الهاتف‬
‫لفرح وتتجه الى الموقد ‪.........‬دخل يوسف ليجد‬
‫االثنتين في المطبخ فرح جالسة وملك تجهز الطعام‬
‫‪...........‬انها ورغم كل اعتراضاتها استضافت فرح‬
‫جيدا حتى انها تحضر الغداء ‪............‬هو يعلم انها لم‬
‫تفعل الجله ربما عليه ان يحضر لها ضيفا دائما‬
‫‪...........‬جلس هو االخر ليقول لفرح بصوت منخفض‬
‫(لقد وصل اليه الرجال وسيحضرونه خالل ساعات‬
‫)‪...........‬أومات برأسها بتوتر ‪...........‬لقد عاد‬
‫بسرعة هي على االقل كلمت سيف ولكن لم تطمئن بل‬
‫زاد قلقها ‪..........‬كانت تضع الطعام في االطباق بشكل‬
‫آلي لتضعها بعدها فوق المنضدة الموجودة في‬
‫المطبخ بشرود ‪..........‬كان يأكل باستمتاع آخر شئ‬
‫خطر بباله ان تكون هناك امرأة جميلة حاصلة على‬
‫شهادة صعبة وفي نفس الوقت تقوم باعمال المنزل‬
‫وتطهو بشكل رائع ‪...........‬ربما هو ال يستحق كل‬
‫هذا فابتاله هللا بنهال لبعض الوقت لتكفر بعض ذنوبه‬
‫فيستحقها ‪..........‬قال بصوت دافئ (سلمت يداك‬
‫حبيبتي )‪..........‬ابتسمت ابتسامة متوعدة هو فقط من‬
‫فسرها ليبادلها اياها بابتسامة خالبة ثم يمسك يدها‬
‫فيقبلها برقة ‪..........‬رغم انه ظن انه سيجد بها رائحة‬
‫بصل اال انه ولدهشته لم يجد شيئا بل رائحة صابون‬
‫عطرة ‪............‬اخفضت فرح رأسها بخجل في حين‬
‫نظرت هي اليه نظرة قاتلة‪..........‬كان قد انهى طعامه‬
‫ويتناول القهوة التي صنعتها بناءا على طلبه عندما‬
‫جاءه االتصال الذي ينتظره وانقلب بعدها الى التحفز‬
‫ليغادرهما بسرعة !!!!!!!!!!!!!! شعرت ان فرح‬
‫ظهر عليها التوتر الشديد ماذا هناك هي منذ البداية‬
‫تعجبت من قدومها وهي قد تطلقت من شقيقه ‪.....‬كما‬
‫ان هناك شئ آخر أثار استغرابها وهو الجو الطبيعي‬
‫الذي بينها وبين يوسف وكأن الوضع لم يتغير‬
‫!!!!!!!!!هي تحترمه وهو يعاملها كشقيقه له‬
‫‪.........‬شئ آخر لفت نظرها وهو توتر فرح الشديد‬
‫وقت تلقي يوسف المكالمة يبدو انها متعلقة بها‬
‫‪........‬ابتسمت لها وقالت (ما رأيك ان نرى ما الذي‬
‫يعرضه التلفاز بما انه وسيلة التسلية الوحيدة‬
‫الموجودة هنا )‪...........‬اتجهت معها الى حيث‬
‫الشاشة الضخمة لتبدأ بعدها في البحث حتى استقرت‬
‫على برنامج للطبخ قالت فرح (يبدو انك مهتمة‬
‫بالموضوع ‪........‬تقريبا هذه المرة االولى التي ارى‬
‫فيها طبيبة ماهرة في الطبخ )‪...........‬ابتسمت لها‬
‫وقالت (يمكنك ان تقولي انه هواية وربما لو اكتشفت‬
‫هذه الهواية مبكرا كنت تخصصت فيها قبل ان ادرس‬
‫الطب )‪..............‬ضحكت بخفوت وقالت (لقد كانت‬
‫هوايتك هي اكبر مشاكلي دائما ‪........‬يمكنك ان تقولي‬
‫اني لم اتعلم اال مؤخرا )‪...........‬نظرت اليها بهدوء‬
‫وقالت ( تعلمت بعد الزواج )‪.......‬أومأت برأسها لتقول‬
‫لها بصراحة تميزها (انت تحبين احمد اليس كذلك‬
‫؟)‪..........‬رفعت رأسها بحدة قائلة (هل االمر واضح‬
‫؟)‪............‬اجابتها بهدوء (الواضح انك لم تنفصلي‬
‫عنه نفسيا ‪.........‬وان الطالق كان خيارك فرغم حبك‬
‫له اال انك لم تنهاري وكأنك تعاقبين شخص ما بهذا‬
‫الطالق والسؤال هو من تعاقبين تحديدا ؟ انت ام هو‬
‫؟)‪..................‬نظرت نحوها بدهشة هل هي امام‬
‫قارئة افكار؟ ام محللة نفسية وتقول انها ارادت ان‬
‫تصبح طاهية !!!!!!!!!!! قالت بهدوء (نحن االثنين‬
‫)‪..........‬نظرت اليها بتقدير وقالت (فتاة جيدة‬
‫)‪............‬شعرت انها تسدي اليها خدمة كبيرة‬
‫باشغالها في الحديث في هذا الوقت المملؤ بالتوتر‬

‫****تشعر بسعادة كبيرة شيري نجحت يبدو ان‬


‫الشرح الذي شرحته لها قد اتى بفائدة ‪............‬كانت‬
‫تمسك في يدها ورقة بيضاء كبيرة خاصة بالرسم‬
‫وتقوم بنقل المنظر الموجود امامها ‪...........‬كان باقي‬
‫زمالئها يفعلون المثل بينما االستاذان يمران ويشاهدا‬
‫عملهم ويوجهون اليهم النصائح او التعديالت‬
‫‪............‬وقف الدكتور حسام حولها متأمال ما قامت‬
‫برسمه ليقترب اكثر وهو يشير الى بعض االجزاء‬
‫التي تحتاج لتعديل او تغيير ‪...........‬الرسم بالتأكيد‬
‫كان مبدأي مجرد تخطيط تتبعه مرحلة اخرى لذا كانت‬
‫تسجل مالحظاته لتقوم بضبط عملها في التصميم‬
‫االصلي ‪...........‬الحظت ايضا اقتراب الدكتور محمد‬
‫والذي تجاهلت وجوده منذ الصباح فمنذ حديثهما‬
‫باالمس وهي وهو ال ينظران حتى الى بعضهما‬
‫‪...........‬وقف جوار دكتور حسام ينظر الى ما يخطه‬
‫على الرسم وما يوجهه اليها من نصائح ليقول بعدها‬
‫بابتسامة باهته لم تصل الى عينيه (دع االمر لي‬
‫دكتور حسام )‪...........‬التفت نحوه بدهشة ليبادله‬
‫نظرته بجمود وهو يقول ( عن اذنك‬
‫)‪..............‬ويجلس على الكرسي المجاور لها بينما‬
‫يبتعد حسام وهو ينظر نحوه بغضب ‪..........‬هو ال‬
‫يرتاح الى تعامل حسام معها ‪..........‬يعلم انه ال‬
‫يتجاوز ولكن يمكنه ان يقرأ بوضوح انها تعجبه‬
‫‪..........‬وهو يريد ان يعلم الى اي حد وصل هذا‬
‫االعجاب ‪..........‬هل صرح لها به ام لم يفعل حتى‬
‫االن ؟‪..........‬كما ان مكالمة والده اثارت قلقه والده‬
‫اخبره ان يوسف اخذ انجي ويمنعها من ان تكلم اي‬
‫شخص فيهم ‪.......‬هو من االساس عالقته بيوسف‬
‫هشه ماذا عليه ان يقول له ؟‪........‬كما انه ال يستطيع‬
‫ان يفعل المثل ويحتجز سارة بالمقابل فهو يختلف عن‬
‫يوسف وسارة ايضا تختلف عن انجي فهي ليست في‬
‫قوتها وستنهار منذ اول دقيقة ‪..........‬هل عليه ان‬
‫يسأل معتز والذي من الواضح انه ال يعرف الحكاية‬
‫القديمة ؟!!!!!!!!!!!ربما االفضل ان يفكر هل من‬
‫المحتمل ان يقوم يوسف بايذائها ؟ هو ال يظن هذا‬
‫‪.........‬ولكن من ناحية اخرى عليه ان يعرف اخبارها‬
‫حتى يطمئن اباه ‪..........‬تشعر بالغضب من تصرفه‬
‫الذي سيثير انتباه الجميع اليهما ‪.........‬اساسا كان‬
‫الدكتور حسام يتعامل معها بطريقة طبيعية جدا ما‬
‫الذي دفع هذا المجنون الى ابعاده بهذه الطريقة هل‬
‫يغار عليها فعال ام مجرد اثبات للوجود‬
‫‪............‬انتهى وقت تواجدهم في المكان فسارت‬
‫بخطوات سريعة دون ان تنتظر زميالتها‬
‫‪.............‬كانت قد ابتعدت مسافة كبيرة عندما شعرت‬
‫بسيارة تسير قربها لتجد صوت يناديها (سارة اصعدي‬
‫الى السيارة )‪.............‬التفتت بحدة عندما تبينت‬
‫الصوت وجدته ينزل من السيارة ويقول لها (انت‬
‫بالتأكيد لست في حاجة للقيام بعرض امام الجميع‬
‫)‪...............‬صعدت بغضب ليتحرك بعدها بالسيارة‬
‫حتى توقف امام مطعم هادئ ‪..........‬لم تغادر مكانها‬
‫فوجدته يفتح لها الباب وينحني في حركة تمثيلية‬
‫ويقول (هيا يا اميرتي )‪...........‬سارت حتى وصلت‬
‫الى المائدة التي اختارها لتجلس بعدها وتقول (هل‬
‫ستخبرني االن عن سبب ما فعلته ؟)‪.............‬رفع‬
‫حاجبه في تساؤل وقال (أي شئ بالتحديد‬
‫؟)‪..........‬قالت محاولة استعادة هدوئها (لماذا ابعدت‬
‫الدكتور حسام بهذه الطريقة ؟)‪...........‬قال بمحاولة‬
‫لسبر اغوارها (هل ضايقك هذا ؟ ربما لم استطع ان‬
‫اشرح لك كما كان هو يفعل ؟)‪..........‬قالت بحدة‬
‫(ليس هذا ما اقصده ولكن انت هكذا تلفت االنظار الينا‬
‫وتحدث مشاكل ال سبب لها )‪..............‬قال باعتراض‬
‫(ليس لها اسباب !!!!!!!! انا اعلم انه معجب بك‬
‫وربما اكثر )‪..........‬قالت بغضب (مادام لم يتجاوز‬
‫حدوده اذا ليس لك شأن به )‪..............‬قال بتخمين‬
‫(كيف علمت انه معجب بك هل اخبرك ؟)‪..........‬قالت‬
‫بحدة (ليس لك شأن بهذا )‪.............‬قال بغضب (ما‬
‫دمتي ال تريدين اخباري سأسـأله )‪.............‬هل جن‬
‫؟ما هذا الذي يقوله ؟ يبدو انها اخطأت بقبولها‬
‫االشتراك في المشروع ‪..........‬قالت باستسالم (كان‬
‫قد فاتحني انه يريد التقدم لخطبتي وانا اخبرته انني‬
‫مخطوبة ‪.............‬ولكن بما انني حتى االن لم اعلن‬
‫خطوبتي ظن ان المجال ال زال مفتوحا امامه‬
‫)‪............‬قال بال تعبير(هكذا اذا )‪..........‬رغم انه‬
‫تحول للهدوء التام اال ان هذا لم يشعرها بالراحة بل‬
‫اقلقها ‪.............‬هي تشعر ان خلف هذا المظهر‬
‫الناضج المتحضر هناك شخص همجي تعود في‬
‫السابق على حل كل مشاكله عن طريق العنف‬
‫‪..........‬اصر على ان يتناوال الطعام وبعدها انزلها‬
‫بعيدا عن المعسكر بناءا على اصرارها ‪..........‬عند‬
‫عودته وجد الدكتور حسام يقول له (اريد ان اتحدث‬
‫معك )‪..........‬سارا سويا حتى وصال الى مكان هادئ‬
‫من الكورنيش ليقول حسام بعدها (ساتحدث معك‬
‫بصراحة ‪........‬سكت قليال ثم قال لقد قاطعت تواجدي‬
‫مع سارة مرة من قبل وهذه المرة التي كنت اشرح‬
‫فيها لها ‪........‬هل يمكنني ان اعرف‬
‫السبب؟)‪ ..............‬قال بهدوء (سارة هي شقيقة‬
‫معتز سليمان صديقي والذي يمكنك ان تقول انه‬
‫شقيقي منذ الطفولة لذا ففي غيابه احل محله بالنسبة‬
‫لها )‪............‬قال وهو يستوعب الكالم (ما فهمته انك‬
‫تقوم بحمايتها ومراعاتها باعتبارك اخ لها ما الذي‬
‫فعلته انا ليستدعي تدخلك ؟)‪.........‬رفع عيناه ونظر‬
‫اليه بتحدي وقال (ساختار الصراحة ايضا يا دكتور‬
‫‪.........‬انا احميها ولكن ليس كشقيق بل كزوج‬
‫)‪..............‬نظر اليه بحدة وقال (هل تخبرني انها‬
‫زوجتك ؟)‪...........‬برقت عيناه بحدة ليقول بعدها‬
‫ساخرا (باعتبار ما سيكون يا دكتور فانا كما ترى‬
‫خطيبها المجهول )‬

‫****توجه الى الجهة البعيدة من المزرعة حيث‬


‫مخزن الغالل ‪...........‬دخل ليجد رجاله متواجدون‬
‫بينما هناك شاب مقيد الى كرسي في وضع الجلوس‬
‫‪...........‬يبدو في اوائل العشرينات شعره بني وعيون‬
‫عسلية اذا فهذا هو الحيوان الذي حاول التعدي على‬
‫شرف شقيقه ‪...........‬قال امرا بصرامة (سالم فك‬
‫قيوده )‪..........‬وقف امامه مباشرة يوجه اليه نظرة‬
‫مشتعلة محتقرة ليقوم بعدها بجذبه بيديه موقفا اياه‬
‫على قدميه بينما االخر ينظر اليه برعب ليقول بعدها‬
‫بصوت هادر (هل تعلم من انا يا فتى ؟)‪............‬قال‬
‫زياد بارتجاف (اجل بالتأكيد )‪............‬عاجله بلكمة‬
‫على فكه اطاحت به على االرض ليجذبه بعدها ثانية‬
‫ويقول (بالتأكيد لم تعلم !!!!!!!!واال لما سول لك‬
‫عقلك االقتراب من شخص على صلة بي‬
‫‪..........‬ولكن ساجعلك تفهم االن )‪...........‬لكمة‬
‫اخرى اطاحت به بينما سالت الدماء من وجهه ليوجه‬
‫بعدها له عدة ركالت فقد على اثرها الوعي‬
‫‪...............‬استعاد وعيه بسبب الماء الذي انسكب‬
‫فوق رأسه وجعله يشهق بحدة‪..........‬لينظر برعب‬
‫الى الشخص الذي يضع طرف حذائه على الكرسي‬
‫الذي تم اعادته اليه‪..........‬وجده يقول له (انا فالح‬
‫وافتخر بهذا ولذا احب ادارة اموري بنفس الطريقة‬
‫التي يفعلها اهلي ‪..........‬قال بعدها ببطء وبلهجة‬
‫مقصودة ‪ :‬انت بالتأكيد تعلم ما الذي يفعله الفالحون‬
‫لمن يتعدى على اعراضهم )‪..........‬كان يرتجف رعبا‬
‫وقد فهم قصده ليقول بعدها بتوسل ودموعه تسيل‬
‫(ارجوك يا سيد يوسف اي عقاب اال هذا ‪........‬اتوسل‬
‫اليك اال هذا ثم انني لم افعل لقد فشلت الخطة دون‬
‫حتى ان المسها)‪..............‬قال باحتقار (ولكنك بعدها‬
‫لم ترتدع وتحمد هللا على نجاتك بل اكملت خطك‬
‫الحقيرة لنقل مثال تلك القضية التي كنت ستفضحنا بها‬
‫)‪..........‬قال صارخا (سافعل ما تريده ساعيد المال لن‬
‫اري احدا منكم وجهي بعد االن )‪..........‬نظر نحوه‬
‫باشمئزاز ليقول بعدها (انت في كل االحوال ستعيد‬
‫المال‪ ..........‬ساخبرك ما الذي يمكنك ان تتوسل الي‬
‫من اجله ‪........‬طريقة انهاء االمرعندنا في البلد تتم‬
‫على يد الحالق ولكن يمكن ان اشفق عليك واجعلها‬
‫تتم عن طريق الطبيب )‪...........‬اتسعت عيناه وهو‬
‫يستوعب الكالم ليجده يختفي بعدها ويخرج ويتاركه‬
‫يرتعد في عز الحر ‪...........‬اتصل بفرح فخرجت اليه‬
‫قال لها (لقد احضرناه وهو سيتلقى العقاب المناسب‬
‫وسيعيد اليك المال )‪...........‬أومأت برأسها ليقول لها‬
‫(فرح انا ارى ان احمد ال بد ان يعرف ما حدث‬
‫‪..........‬انا اقدر شعورك ولكن هو ايضا معذور النه لم‬
‫يكن يعلم شيئا ‪......‬وحتى ان كنت رافضة ان تعودي‬
‫اليه فهذا حقك ولكن انت ال تعلمين كم يكون مؤلم ان‬
‫يشعر الرجل ان زوجته في موضع اتهام‬
‫)‪..............‬كانت تحاول منع دموعها ولكن لم تستطع‬
‫لتقول بعدها وهي تمسحها بيدها (يمكنك اخباره‬
‫‪.....‬انا على كل حال ساسافر )‪..........‬قال بدهشة (الى‬
‫اين ؟)‪...........‬قالت بهدوء (الى دبي لقد نجحت‬
‫وساذهب للعمل هناك‪..........‬خالي واسرته يعيشون‬
‫هناك وانا اريد ان ابدأ بداية جديدة بعيدا عن كل ما‬
‫سبق )‪............‬ما الذي يعنيه كل هذا؟ هل معنى‬
‫سفرها انها تخط كلمة النهاية ؟‪.........‬ولكن ربما هي‬
‫ايضا تحتاج االبتعاد مثل احمد ‪.........‬وان قدر لهما‬
‫بداية جديدة فما المشكلة ان يذهب شقيقه الى‬
‫االمارات بدال ان يأتي ليأخذها من مصر‬
‫‪..............‬نظر في اثرها وهي تبتعد لتركب السيارة‬
‫مرة اخرى حيث سيقوم السائق‬
‫باعادتها‪...........‬امسك هاتفه متصال بشقيقه ليخبره‬
‫بكل ما يعرفه بالتفصيل حتى وصل الى وجود الحقير‬
‫عنده ‪..........‬علم منه انه ظل الشهر يتلقى رسائل‬
‫تتعلق بها ‪............‬لوال حساسية الموقف كان‬
‫سيضحك بشدة ‪.........‬فعال حتى الغباء يوجد فيه‬
‫تناسب ‪......‬زوج من االغبياء اجتمعا وما يزيد االمر‬
‫هو برود اخاه ‪........‬لو كان هو مكانه كان سيشعل‬
‫العالم باكمله حتى يصل الى الحقيقة ‪..........‬لن يعود‬
‫الى المخزن االن بل سيترك الحيوان ينتظر قضائه‬
‫فهذا افضل عقاب له ‪..........‬هو ال ينوي تنفيذ تهديده‬
‫حقيقة فاالغتصاب لم يتم ولكن عقابه له لن ينساه‬
‫باقي حياته !!!!!!!!!!!!‪...........‬عاد الى المنزل‬
‫فوجدها جالسة امام التلفاز تشاهد ما يبدو كفيلم‬
‫كوميدي حيث كان يسمع ضحكاتها ‪.........‬بما انها لم‬
‫تحدثه هو ايضا لم يبدأ ‪.........‬كل ما يريده االن هو‬
‫االستحمام اوال فاثار دماء الحقير تقرفه رغم كونه‬
‫غسل يديه بعدها ‪............‬والشئ االخر الذي يريده‬
‫بشدة هو النوم سينام لبعض الوقت فهو منذ اكثر من‬
‫يومين لم ينم توجه صاعدا الى السلم ليدخل الحجرة‬
‫ويخرج بعدها بلحظات نازال الساللم ليصرخ بها هادرا‬
‫(ايتها المجنونة ما الذي فعلته ؟ )‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪...............‬الفصل السابع واالربعون‬


‫‪......................‬كان قد عاد من العمل عندما تلقى‬
‫ذلك االتصال الذي قلب حياته وربما يكون قد اعاد كل‬
‫شئ الى مكانه ‪...‬وحافظ على المتبقي من عقله قبل‬
‫ان يضيع الى االبد !!!!!!!!!!لقد ظل داخله يتمزق‬
‫طوال الوقت !!!!!!في البداية باعترافها بحب شحص‬
‫اخر ‪...........‬ثم بعد ذلك بتلك الرسائل المقيته لتكون‬
‫الطامة الكبرى بالمشهد النهائي لها مع ذلك الحقير‬
‫‪.........‬ثم تلك القضية التي تلته‪.............‬والتي كان‬
‫لها رغم كل شئ اثارها االيجابية !!!!!!!هو لم يندم‬
‫على الوقت الذي قضاه معها لقد جعله يعيد اكتشف‬
‫مشاعره المضطربة نحوها ‪......‬ولكن حتى هذا لم‬
‫يريحه بل جعله اكثر اضطرابا ‪...............‬فكيف له ان‬
‫يحب امرأة خارج معاييره؟ ‪.........‬شئ آخر ظل يتردد‬
‫داخله طويال وهو كالمها معه تلك الليلة التي جاءت‬
‫فيها الى منزله قبل طالقهما بيومين ‪.......‬ليس الكالم‬
‫فقط ولكن كل ما حدث هي كانت مختلفة عن تلك التي‬
‫عرفها الشهر ‪.......‬هو ايضا تصرف بشكل مختلف‬
‫عن طبيعته ‪...........‬حتى حوارها معه كان مختلف‬
‫‪.............‬فهم االن انها كانت متفاجأة بالفعل من‬
‫موضوع القضية ‪.........‬هو يريد في هذه اللحظة ان‬
‫يقوم بقتل ذلك الحيوان ضربا ‪..............‬يوسف‬
‫اخبره انه فعل ‪..........‬البد ان الوغد اصبح بال‬
‫مالمح!!!!! هو يعرف شقيقه عندما يتصرف بدافع‬
‫الغضب ‪..............‬من ناحية اخرى هو سعيد النه‬
‫عرف انها بريئة ولم تخنه بأي طريقة ‪........‬ولكن‬
‫غاضب ايضا من نفسه اوال فهو لم ينجح في جعلها‬
‫تثق فيه على االطالق ‪.........‬حتى انها فضلت ان‬
‫تخفي االمر على ان تخبره ‪.........‬وغاضب منها ايضا‬
‫النها كانت ستضيع نفسها اوال ‪..........‬وحتى في‬
‫النهاية عندما قررت الكالم لم تعترف له هو بل‬
‫ليوسف ‪...........‬ربما هو يستحق هذا ولكن هل‬
‫انتظرت بعد الطالق النها لم تعد تريده ؟!!!!!!!!ربما‬
‫قد يأست منه بعد كل هذا التجاهل من جانبه ‪.........‬انه‬
‫يشعر بافتقادها طوال الوقت واالن يريدها ان تعود الى‬
‫حياته ليس كالسابق ولكن كما يجب ان تكون‬
‫‪..........‬زوجة وشريكة في كل شئ اما الطفاله وحبيبة‬
‫له ‪...................‬وكأن كلماته لنفسه قد صاغت‬
‫قرارته في كلمات امسك هاتفه وضغط رقمها الذي‬
‫كان ال يزال محتفظا به !!!!!!!!رنة ‪.........‬الثانية‬
‫‪.........‬اتاه الصوت بعد الثالثة ناعما كما كان دائما‬
‫اخذ نفسا عميقا ليقول بعدها بهدوء (مرحبا‬
‫)‪..............‬لم ترد فقال بعدها (كيف حالك‬
‫؟)‪...............‬جاءته اجابتها (لماذا تتصل ؟ اظن انه‬
‫ليس من الصواب ان تكلمني االن فلم يعد هناك شئ‬
‫بيننا )‪.............‬حاول التمسك بالهدوء وقال ( نحن‬
‫في فترة العدة لذا ليس هناك مشكلة في ان اتحدث‬
‫معك انها فترة يستطيع خاللها الزوجان ان يتراجعا‬
‫عن قرار الطالق )‪.............‬قالت بحسم (من ناحيتي‬
‫ال تراجع ‪..........‬ال تقل لي انك ترغب في عودتي االن‬
‫بعد ان تأكدت انني كنت ضحية لمؤامرة حقيرة‬
‫‪...........‬او انني اصبحت جديرة بثقتك االن‬
‫‪.............)........‬قاطعها قائال (ال تتحدثي وكأن الذنب‬
‫يقع علي فقط لقد اخفيت عني كل ما حدث معك وماذا‬
‫كان علي ان افعل ؟‪..........‬هل سانجم مثال‬
‫؟‪.............)............‬سكت قليال ليقول بعدها (ال اظن‬
‫ان هذا الكالم يصلح له الهاتف سانزل مصر في اجازة‬
‫نهاية االسبوع )‪............‬قالت بتوتر (لن اكون‬
‫موجودة عندها )‪...........‬عقد حاجبيه ليقول بعدها‬
‫(اين ستكونين ؟)‪...............‬قالت بهدوء (ساسافر‬
‫واعمل في الخارج )‪...........‬صرخ بها باستنكار‬
‫(ستسافرين !!!!!!اين ؟ وكيف ستعيشين بمفردك‬
‫؟)‪............‬قالت باستنكار مماثل (احمد لم يعد لك‬
‫علي سلطة لذا ليس هذا من شأنك )‪...............‬قال‬
‫بتحدي ( اال تعلمين انه يمكنني ان اعيدك الي دون‬
‫حتى ان توافقي خالل هذه الفترة )‪..........‬كان لديها‬
‫شعور شبه مؤكد انه سيتصل بعد ان يخبره شقيقه‬
‫‪.‬من الجيد انه لم يفعل وهي في طريق العودة‬
‫‪...........‬ولكن اتصل وهي االن في غرفتها حيث‬
‫يمكنها ان تتحدث معه كما تريد ‪.........‬واالن هي لن‬
‫تكون شئ يستطيع ان يتخلص منه بعد ذلك بسهولة‬
‫كما حصل عليه بسهولة ‪.........‬وسيادته االن يهددها‬
‫‪.......‬هي ستعود اليه ولكن ليس االن ‪........‬ستسافر‬
‫بكل تأكيد ‪........‬تريد ان تحلق اخيرا وتجرب الطيران‬
‫بعيدا عن سلطة والدها وعن تحكم زوجها السابق‬
‫‪...........‬ايام قليلة وستعرف ان كانت حامل ووقتها‬
‫ستطول العدة وستعود اليه في الوقت الذي تحدده هي‬
‫‪............‬ردت بتحدي مماثل ( نفذ تهديدك وهذه المرة‬
‫من متأكدا ان قضية الخلع التي سترفع سأكون انا من‬
‫رفعها )‬

‫‪..‬كل ما يريده االن هو االستحمام اوال فاثار دماء‬


‫الحقير تقرفه رغم كونه غسل يديه بعدها‬
‫‪............‬والشئ االخر الذي يريده بشدة هو النوم‬
‫سينام لبعض الوقت فهو منذ اكثر من يومين لم ينم‬
‫‪...........‬توجه صاعدا الى السلم ليدخل الحجرة‬
‫ويخرج بعدها بلحظات نازال الساللم ليصرخ بها هادرا‬
‫(ايتها المجنونة ما الذي فعلته ؟)‪..........‬رفعت عيناها‬
‫تنظر اليه بعينان تتألقان ربما سخرية او‬
‫سعادة!!!!!!!!!!! ‪......‬انها تريد ان تثيره وتستفزه‬
‫ليخرج منه االسوأ وفي نفس الوقت هي تعبر عن‬
‫غضبها منه ‪......‬باعجوبة انتقل مزاجها اليه ليقول‬
‫لها (هيا الى االعلى يا حلوتي )‪..........‬قالت ببرود‬
‫(لن اصعد االن فهذا الفيلم يعجبني )‪..............‬التقط‬
‫الريموت واغلق التلفاز ليقول بعدها (سيتم اعادته في‬
‫الصباح واالن هيا )‪............‬قالت بتحدي (لماذا‬
‫تريديني ان اصعد )‪............‬رفع احد حاجبيه ليقول‬
‫بعدها بخبث (لماذا يريد الرجل زوجته في غرفة النوم‬
‫؟)‪............‬اشتعلت الكراهية في عينيها ليقول بعدها‬
‫(واالن هل ستصعدين على قدميك ام احملك‬
‫؟‪..............‬انت تعلمين انني احب هذا‬
‫)‪............‬نظرت اليه بحقد لتسبقه صاعدة بينما هو‬
‫ينظر في اثرها ‪.........‬التفتت في حدة وقالت (ما الذي‬
‫تنظر اليه ؟)‪...............‬علت وجه نظرة بريئة ليقول‬
‫بعدها (انا انظر في االتجاه الطبيعي هل تريدين مني‬
‫النظر الى الخلف وانا صاعد ؟)‪............‬شتمته‬
‫فيسرها وهي تكمل الصعود ‪......‬دخلت الحجرة لتجده‬
‫يشير الى الدوالب المفتوح ويقول (ما هذا‬
‫؟)‪............‬علت ابتسامة وجهها وهي تنظر الى‬
‫مالبسه الممزقة ‪.......‬لتقول بعدها بتحايل (حبيبي انت‬
‫نسيت ان تحضري لي مالبس للخروج لذا فكرت ان‬
‫استعير بعضا من مالبسك ولكن لالسف كانت كبيرة‬
‫لذا حاولت ان اعدل المقاس )‪.............‬نظر اليها‬
‫مدعيا التصديق ليقول بعدها ( نقول انك احتجت‬
‫قميص وبنطال ماذا عن الباقي ؟)‪...........‬قالت ببراءة‬
‫(كلما حاولت ان اقص احدها يتم االمر بشكل خاطئ‬
‫فاجرب في اخر ولكن يبدو اني فشلت حتى النهاية‬
‫)‪............‬اقترب منها ليمسك بأذنها بخفة وكأنه‬
‫يعاقب طفلة مذنبة ليقول بهدوء (انت بريئة بالنسبة‬
‫للجينزات والقمصان وماذا عن الحلل الرسمية ؟ انت‬
‫حتى لم تتركي مالبس المنزل او حتى الجالبيات التي‬
‫اخرج الصلي بها احيانا )‪............‬كانت عينيها ال‬
‫تزاال تلمعان وهي تقول (جو هل اصبحت بخيل‬
‫؟)‪.............‬قال بابتسامة وعيناه تلمعان بالمثل (فداء‬
‫لك حلوتي ‪.........‬ولكن عليك تحمل نتيجة افعالك‬
‫)‪............‬عقدت حاجبيها في تساؤل ليقول لها (انا‬
‫ليس لدي مشكلة في النوم بدون مالبس‬
‫‪...........).......‬قاطعته وقالت (يمكنك ان تنام كما‬
‫يحلو لك فانا لن انام معك )‪.............‬اتجه ناحية باب‬
‫الحجرة ليغلقه ويضع المفتاح في جيبه ثم يتجه الى‬
‫الحمام )‪..............‬نظرت جهة الحمام بتوتر هي‬
‫كانت تتبجح امامه في الصباح وتقذفه بالكلمات ولكن‬
‫االن وهو يحبسها في الغرفة اصبحت تشعر بالرعب‬
‫‪.............‬دقائق واختفى صوت المياه ليخرج بعدها‬
‫مرتديا معطف الحمام ‪.........‬لماذا يبدو هذا الوغد‬
‫بهذا الشكل حتى شعره المبلول يبدو شديد الجاذبية‬
‫ولحيته غير الحليقة ال تؤثر عليه سلبا بل ايجابا‬
‫‪.........‬انتبهت على صوته وهو يقول (واالن كفتاة‬
‫جيدة ستقومين بغسل المالبس التي قمت بخلعها‬
‫لتجف ثم تكويها في الصباح الرتديها ثانية‬
‫)‪............‬قالت بتحدي واستنكار (انت تحلم ‪..‬لن افعل‬
‫اي شئ مما تقوله )‪.............‬ابتسم وهو يقول (ال‬
‫تقولي لي بان نفس االفكار التي في رأسي هي ما‬
‫تشغلك لذا ال تريدي ان يعطلنا اي شئ )‪..........‬قال‬
‫العبارة االخيرة وهو يغمز لها بوقاحة ‪..........‬عاد‬
‫ليكمل وهو يقترب منها ببطء (ربما عندها ساجعل احد‬
‫الموظفين يحضر لي مالبس منذ الصباح الباكر‬
‫)‪...........‬تراجعت للخلف لتقول بعدها وهي تسرع‬
‫جهة الحمام (ال داعي اليقاظ الموظف مبكرا واقالقه‬
‫)‪............‬سمعت ضحكته الذي اطلقها بينما كانت‬
‫تبحث عن االشياء الالزمة لغسل مالبسه ‪..........‬تبا‬
‫اول يوم لها معه تطهو وتغسل المالبس وربما سيكون‬
‫عليها ان تنظف ‪...........‬لم تقاوم فكرة افساد مالبسه‬
‫والتي معظمها ماركات شهيرة واالن وقع االمر فوق‬
‫رأسها ‪ ......‬لم تتوقع ان غضبه سينتهي سريعا هكذا‬
‫لقد تصورت رد فعل غاضب وعنيف من ناحيته‬
‫‪........‬هي تريد ان تجعله يندم على احضارها بهذه‬
‫الطريقة ‪......‬تعلم ان السالح الموجود لديها هو اظهار‬
‫الكراهية والرفض له ‪..........‬ولكن هذا يتطلب وقت‬
‫طويل وهي ليس لديها هذا الوقت انها ترغب في‬
‫السفر االن قبل الغد ‪...........‬قلبها يؤلمها من اجل‬
‫طفلتها وتريد ان تذهب اليها ‪......‬ربما بعض المهادنة‬
‫معه قد تفيد ‪........‬هي مستعدة حتى ان تعطيه ما يريد‬
‫فقد يسمح لها عندها بالسفر !!!!!!!!!عندما خرجت‬
‫من الحمام وجدته مستلقيا على الفراش بنفس‬
‫الصورة التي كان عليها في فرنسا يرتدي سروال‬
‫قصير فقط‪........‬ابعدت عينيها بسرعة ‪......‬ولكن هذا‬
‫لم يحدث اال بعد ان رأت صورته بوضوح‪.........‬‬
‫التقطت انفاسها وهي تزجر نفسها قائلة ليس عليك‬
‫االعجاب به يا غبية ‪.............‬قالت (اين سانشر‬
‫المالبس لتجف ؟)‪...........‬قال بهدوء (هناك شرفة في‬
‫الحجرة االخرى )‪..........‬وجدته يخرج المفتاح من‬
‫جيب سرواله ويتقدم امامها ‪.‬انتظر حتى انتهت ليعودا‬
‫بعدها الى الحجرة مرة اخرى‪............‬يبدو انه لن‬
‫يسمح لها حتى ان تتنفس ‪..............‬امسكت بيجامة‬
‫نظيفة واتجهت الى الحمام ثانية لتستحم انتهت لتخرج‬
‫بعدها مباشرة فال جدوى من الهروب ‪.........‬هل‬
‫ستستطيع ان تجعله يسمح لها بالسفر؟ ال تستطيع‬
‫حتى ان تخمن ‪............‬انتهت من تمشيط شعرها‬
‫‪........‬اذا التالي ان تتوجه الى الفراش ‪.........‬التفتت‬
‫فوجدته واضعا ذراعه اسفل رأسه وال يزال مستيقظا‬
‫‪..............‬اغلقت مفتاح النور واتجهت لتنام على‬
‫الطرف االخر وصلها صوته الخافت قائال (اقتربي‬
‫حبيبتي )‪.............‬قالت بهدوء اخفت خلفه اضطرابها‬
‫(نم يا يوسف ليس لك شأنا بي )‪............‬ما وصلها‬
‫كان ضحكته الخافتة ليقول بعدها ( اسمعي الكالم وال‬
‫تثيري غضبي النك عندها لن تضمني النتائج‬
‫)‪..........‬ذكرت نفسها تحملي حتى تحصلي على ما‬
‫تريدين ‪........‬اقتربت منه فجذبها اليه واضعا رأسها‬
‫على كتفه ليقول بعدها بصوت عميق (ال يمكنك ان‬
‫تتخيلي كم انتظرت هذه اللحظة )‪............‬هل عليها‬
‫ان تتأثر بكالمه ؟بالطبع ال‪...........‬اكتفى باحتضانها‬
‫وهذا جعل انفاسها المضطربة تهدأ ‪.............‬مضى‬
‫بعض الوقت لتشعر ان انفاسه اصبحت رتيبة يبدو انه‬
‫نام على هذا ان يريحها بالتأكيد ولكن من ناحية اخرى‬
‫لم تحدثه في موضوع السفر ‪.............‬افضل حل ان‬
‫تنام ايضا وفي الصباح تتصرف ‪.‬‬

‫**(ريهام ال تحاولي انا لن اخطو خطوة واحدة خارج‬


‫المنزل )‪...........‬داخلها تشعر باالشفاق عليه فطوال‬
‫االسبوع يوسف لم يذهب الى العمل ‪..............‬والعمل‬
‫اساسا كان متراكما بسبب شهر رمضان ‪.........‬وحتى‬
‫معتز الذي اصبح يعمل معهم غادر منذ الصباح‬
‫‪............‬قالت برقة وهي تمسك بيده بين يديها‬
‫(حبيبي انا اشعر بك ولكن ال يمكنني التغيب فسارة‬
‫مسافرة وحتى عمر يحب شيري كثيرا ويريد الذهاب‬
‫‪...........‬وانا طلبت من داليا ان تأتي معنا وال يمكنني‬
‫ان اتركها في النهاية )‪...............‬قال بهدوء (حبيبتي‬
‫انا ال اعترض على ذهابك ولكن على ذهابي‬
‫)‪..............‬مطت شفتيها لتقول بعدها (ولكن انت‬
‫منعتني عن القيادة بسبب الحمل ماذا علي ان افعل‬
‫)‪..............‬مر باصبعه على جبينها وقال (ماذا‬
‫ستعطيني مقابل ان احل لك المشكلة )‪............‬قالت‬
‫يتفكير (ساحضر لك الكثير من الحلوى‬
‫)‪.............‬اجابها بنظرة مقصودة (انا اعرف حلواي‬
‫المفضلة )‪............‬قالت باعتراض (حااااااااازم‬
‫)‪..............‬ضحك وهو يقترب منها ليقول بعدها (لقد‬
‫سألت جميع النساء الذين اعرفهم ‪.‬امي خاالتي‬
‫وعماتي والجميع اجمعن ان الوحم يكون في الثالث‬
‫شهور االولى فقط وانت االن في الرابع‬
‫)‪.............‬هي حتى ال تفهم ما الذي بها ‪.‬اصبحت‬
‫االن تستطيع الجلوس معه بشكل طبيعي ولكن‬
‫االقتراب الحميم ال زال يمثل لها مشكلة ‪.......‬ولكن‬
‫يبدو انه لم يعد يصدقها ‪.............‬كان ينظر جهتها‬
‫بابتسامة كبيرة وهو يقول (اخيرا تجاوزنا تلك العقبة‬
‫)‪............‬ابتسمت له قائلة (هذا دليل على حبي لك‬
‫فمن تحب زوجها ال تطيقه في فترة الحمل ) قال‬
‫متظاهرا بالتوسل (اذا اكرهيني في المرة القادمة‬
‫)‪.............‬قالت بجدية (ساقوم الرتدي مالبسي انا‬
‫وعمر اخبرني ما مقترحاتك ؟)‪.............‬قال بهدوء‬
‫(ساجعل سائق ابي يوصلكم )‪............‬نظرت اليه‬
‫مدعية الغضب لتقول بعدها (انه حل سهل ال تستحق‬
‫رشوة من اجله )‪............‬ضحك بصوت عالي ليقول‬
‫بعدها (تعالي واستعيدي رشوتك ) اسرعت ناحية‬
‫الحمام قبل ان ينفذ تهديده‬

‫***يبدو انها في النهاية اصبح لديها حفل جميل‬


‫تناهى الى عقلها ذلك الحفل االخر ‪..........‬حفل‬
‫زفافهما الذي تم اعداده خالل ساعات ايضا‬
‫‪.......‬يمكنها ان تطلق على معتز بجدارة لقب ملك‬
‫الحفالت المفاجئة ‪...........‬دعت حتى صديقاتها من‬
‫اسكندرية وقد جاءت اثنتان منهما بالفعل‬
‫‪............‬نظرت فوجدت شذا تتحدث مع‬
‫‪..........‬اضحكتها الصورة فشذا المجتهدة جدا والتي‬
‫طموحاتها العلمية في المقام االول نقيض سمر تماما‬
‫‪..........‬لقد انبهر الجميع بالمكان ‪.....‬هم ايضا فرحوا‬
‫كثيرا بالبيبي الذي تحمله ‪..........‬ستنجب ولد ‪.‬لم يكن‬
‫يهمها كثيرا نوع الطفل ولكن كانت تشعر بالفضول‬
‫فقط حتى تشتري الكثير من المالبس له او لها‬
‫‪........‬المنظر جوار حوض السباحة رائع ولكن من‬
‫لديهن اطفال كن يشعرن بالرعب ‪.......‬هي تظن ان‬
‫طفلها سيتمكن من السباحة فور والدته ‪.....‬وحتما‬
‫سيعشق السباحة مثلها ‪.....‬لم تستطع ان تبتعد كثيرا‬
‫بعد تلك المرة التي اوشكت فيها على الغرق عادت‬
‫تسبح ولكن في الخوض الداخلي دون ان ترهق نفسها‬
‫‪..........‬اقتربت منها سمر وقالت لها (اين زوجك المز‬
‫؟)‪.........‬اجابتها بتحذير ضاحك (ليس لك شأن‬
‫بممتلكاتي )‪............‬ضحكت وقالت لها (انظروا من‬
‫يتحدث عن الممتلكات الم يكن هو السائق وكنت‬
‫ستتنازلين لي عنه ايتها المخلفة للوعد‬
‫)‪..............‬هي من اخرجت معتز بعد ان تبين لها ان‬
‫الحفلة في النهاية اصبحت نسائية ‪........‬اغاظها كثيرا‬
‫وهو يرفض الخروج ويتهمها بانها مفسدة للمتعة‬
‫وتظلمه فهو لن يفعل شئ اال الترحيب بضيوفها‬
‫‪..........‬لقد رأت بعينيها كيف تنجذب له الفتيات‬
‫والنساء حتى انهم عندما كانوا في النادي كاوا‬
‫يتعاملون معها على انها غير مرئية ‪.........‬ولكنها‬
‫اليوم بالميكاب الذي تضعه والفستان االنيق الذي‬
‫ترتديه ال يستطيع احد ان يتعامل معها كطفلة اليس‬
‫كذلك ؟!!!!!!!!!!سارت لترحب بالموجودين تشعر انه‬
‫حفل عيد ميالد دون كعكة مع كم الهدايا التي وصلتها‬
‫‪...........‬يبدو ان المدعوين شعروا باالحراج من‬
‫القدوم دون هدايا !!!!!!!!!!سمعت النغمة الخاصة‬
‫بالرسائل ففتحت هاتفها لتجد رسالة نصها " مبارك‬
‫النجاح والحمل يا ابنة العم ‪.........‬رامز "‬

‫* ‪ .‬ما ايقظها هو صوت هاتفه الذي اطلق نغمة المنبه‬


‫ليصل اليها صوت االذان من مكان بعيد ‪...........‬كان‬
‫قد افلتها ولكنها ال تزال نائمة جواره ‪..........‬راقبته‬
‫وهو يقوم ليتوضأ وانتظرت حتى تفعل المثل عندما‬
‫ينتهي ‪...........‬قامت وفتحت الجهة الخاصة بها من‬
‫الدوالب واخرجت الجالبية الخاصة به والتي كانت‬
‫محتفظة بها لتصلي فيها ‪.......‬عندما خرج ناولتها له‬
‫دون كالم ‪..........‬ليرفع حاجبه ويقول بدهشة (ال‬
‫تقولي لي انها نجت من المجزرة )‪.............‬هزت‬
‫رأيها نفيا لتقول بعدها (انا اقوم بعملي على افضل‬
‫صورة لذا ال مجال للخطأ انا تركتها بارادتي‬
‫)‪...........‬عندما توضأت وخرجت كان ال يزال موجودا‬
‫هل سيصلي في المنزل ؟‪..........‬وجدته يقول (هل‬
‫كنت تخفينها بين مالبسك ‪.......‬ان رائحة عطرك‬
‫تملؤها)‪............‬قالت بهدوء (كنت اصلي بها النه‬
‫ليس لدي بديل )‪............‬قال باهتمام (اصبحت‬
‫تصلين؟ )‪............‬قالت (اجل )‪...........‬نظر اليها‬
‫بتقدير وقال (جيد ‪......‬هذا ما يمكن ان اقول عليه شئ‬
‫اسعد من اجله )‪............‬تركها لها وقال (على‬
‫االغلب مالبسي جفت فالجو شديد الحرارة‬
‫‪........‬ساحضرها واذهب الصلي )‪............‬عاد بعد‬
‫ان انهت صالتها وعادت الى الفراش ‪.....‬وجدته‬
‫يخرج مصحفا من الدرج ويجلس على احد الكراسي‬
‫ويقرأ بصوت منخفض ‪..............‬تعلم انها لن‬
‫تستطيع العودة الى النوم فقد نامت كثيرا يوم امس‬
‫ربما االفضل ان تنزل الى االسفل ‪........‬اتجهت بشكل‬
‫آلي الى المطبخ وهي تسب نفسها ‪.............‬لماذا‬
‫تتعامل معه كما تتعامل اي امرأة مع زوجها واالن‬
‫تريد ان تجهز االفطار ‪...........‬ربما هذه طريقة اسهل‬
‫لكسب رضاه حتى يجعلها تسافر ‪...........‬اعدت‬
‫افطارا خفيفا واتجهت الى االعلى لتضع الصينية‬
‫امامه وتجلس لتأكل دون ان تتكلم معه ‪..........‬عندما‬
‫صعدت كان جالسا ويبدو انه انتهى من القراءة‬
‫‪..........‬بدأ يأكل معها وقال ( شكرا لك اتعبت نفسك‬
‫ربما علي ان احضر احدا للطهو والتنظيف‬
‫)‪...........‬قالت بتردد (ال داعي لهذا فانا ال اجد ما‬
‫افعله )‪.............‬قال بهدوء (ال تقلقي لن يستمر هذا‬
‫طويال )‪.............‬ليس عليها ان تقلق النه سيجد لها‬
‫ما يشغل وقتها او ربما عليها ان تقلق‬
‫اكثر!!!!!!!!!سمعت رنين هاتفه نظر الى اسم‬
‫المتصل ليتوجه بعدها لالسفل ثم يعود فيناولها شنطة‬
‫عليها اسم محل مالبس ويقول لها (هذه االشياء لك )‬
‫‪............‬فتحتها فوجدت بنطالن من الجينز وعدة‬
‫بلوزات ‪.........‬قال لها (غيري مالبسك وارتدي احدها‬
‫حتى نخرج قبل ان يصبح الجو حارا)‪...........‬اخذت‬
‫المالبس واتجهت الى الحمام بينما تتبعها نظراته ‪..‬هل‬
‫عليها ان تتعجب انه اشترى مالبس بعد الفجر بقليل‬
‫؟‪...‬ربما ال !!!!!!!وجدت المالبس مناسبة لمقاسها‬
‫كما ان نوعيتها جيدة ‪..........‬خرجت فوجدته ايضا قد‬
‫ارتدى بنطال من الجينز وتيشرت نصف كم‬
‫‪........‬يبدو ان نفس الشخص احضر له ايضا مالبس‬
‫‪..........‬قال لها (هيا )‪.........‬نزلت السلم وهي تحمل‬
‫الصينية وضعتها في المطبخ ثم خرجت‬
‫معه‪..........‬كان يمسك يدها بيده وكأنه يعلن ملكيته‬
‫لها او انها تحت حمايته ‪...........‬انها هنا فوق امالكه‬
‫حيث ما يفعله الكل هو االمتثال الوامره وهدفهم االهم‬
‫هو ارضائه ‪..........‬كانت تنظر حولها باعجاب‬
‫‪........‬المكان باكمله مصمم الشعار االنسان بالرضا‬
‫واالكتفاء ‪.......‬وكأن هناك شخص كان يحقق احالمه‬
‫على ارض الواقع ‪...‬لفت نظرها شئ عجيب عندما‬
‫التفتت جهة المنزل الذي غادروه الطابق االخير كان‬
‫من زجاج على شكل قبة ‪...........‬وبداخله الكثير من‬
‫النباتات والتي من مكانها باالسفل شعرت انها رائعة‬
‫‪...........‬سارت معه عبر الممر والذي على جانبيه‬
‫كان هناك نباتات وفي اماكن اخرى اشجار‬
‫‪..........‬ليتوقفا في النهاية امام اسطبل للخيول سارت‬
‫خلفه في انبهار لتجده يقول لها (االن ساعرف عشقي‬
‫االول على عشقي الثاني )‪..........‬هل يقصدها هي ؟‬
‫هي عشقه االول !!!!!!!!توقف امام حصان حالك‬
‫السواد ليقول بتقدير ( رعد )‪..........‬ربت على ظهره‬
‫ليقول محدثا اياه ( هذه هي ملك يا فتى ملكة قلبي‬
‫المتوجة )‪..........‬كالمه يوترها بشكل كبير هل يقصده‬
‫فعال ؟ شعرت بقلبها يتخبط بين اضالعها‬
‫‪............‬حب كهذا ان كان موجودا عليه ان يسعدها‬
‫ال ان يشقيها ‪.........‬كانت شاردة انتبهت عندما جذب‬
‫يدها لتسير معه فيعرفها على فرس ذهبية اللون رائعة‬
‫الجمال ويقول لها (هذه بشرى زوجة الشيطان‬
‫االسود‪ .....‬كما ترين رقيقة كالنسمة‬
‫)‪................‬تشعر فعال ان حصانه ذاك شيطان قالت‬
‫بلوم (كيف تزوج هذه الجميلة ذلك الوغد االسود‬
‫)‪..........‬انفجر ضاحكا ليقول بعدها ( ال تقللي من‬
‫شأن الجميلة انها تدير الوغد حولها اصبعها الصغير‬
‫)‪.............‬اشار الى حصان صغير ليقول بعدها (هذا‬
‫رماح ابنهما ‪.........‬لقد وجدت له عروسا ولكن لم‬
‫يوافقوا على الخطبة )‪..........‬نظرت الى الحصان‬
‫االسود الذي يشبه رعد كثيرا لتقول في شماته (من‬
‫المؤكد انهم اكتشفوا حقيقته)‪..........‬نظر اليها بخبث‬
‫ليقول بعدها (اسم العروس ملك )‪............‬اشتعلت‬
‫عيناها لتقول بعدها باعتراض ( تكذب بالتأكيد لن‬
‫يسمى احد فرسة بهذا االسم )‪............‬قال باستفهام‬
‫(وما شأنك باسم تخليت عنه ؟) ‪............‬لم ترد وهو‬
‫لم يعلق بل اكمل الجولة معرفا ايها على باقي الخيول‬
‫‪..........‬قال متسائال ( هل تستطعين ركوب الخيل‬
‫؟)‪...........‬قالت بتفاخر (افضل منك )‪............‬ابتسم‬
‫وهو يقول (سنرى ‪........‬كنت افضل ان اركبك امامي‬
‫)‪..............‬اقتربت من رعد وقالت (ساركب هذا‬
‫)‪...........‬امسك بها يبعدها قليال وقال (هذا حتى ال‬
‫تقتربين منه انه ال يتفاهم )‪...........‬قالت بسخرية‬
‫(مثلك ؟‪..........‬اكملت بتحدي انا ال اخاف منك‬
‫)‪...........‬نظر اليها وعيناه تلمعان (انت تعلمين انني‬
‫احبك ولذا ال تخشين ان اؤذيك ولكن رعد يحب بشرى‬
‫فقط ‪.......‬وانت يمكنك ان تركبيها‬
‫)‪*********.................................‬‬

‫**يبدو ان المشكلة لم تتوقف عند اختفاء شقيقته فقط‬


‫والتي اتضح بعد ذلك انها مع زوجها ‪........‬والذي‬
‫تقريبا خطفها بعد ان تشاجر مع والده والذي هو عادة‬
‫اهدأ انسان عرفه في حياته هذا في الظروف الطبيعية‬
‫بكل تأكيد ‪..........‬ولكن يبدو ان مجرد رؤيته ليوسف‬
‫تظهر ذلك الجانب الغير معتاد منه ‪...........‬ليكتمل‬
‫الموقف مع الحالة التي اصيبت بها سلمى ‪........‬هو‬
‫ايضا شعر بالقلق الشديد فكما اخبره والده بل والدته‬
‫ايضا الفتاة صامتة تماما وترفض الكالم بل انها ال‬
‫تأكل شيئا يذكر ‪...........‬كل هذا دفعه الخذ اجازة من‬
‫عمله والتوجه الى منزل والده فاالمر لم يعد يحتمل‬
‫اي تأجيل بعد االن ‪.............‬هو يعلم ان غضب والده‬
‫تجاه يوسف قد تضاعف بعد الموقف االخير‬
‫‪..........‬ولكن سلمى مجرد طفلة بريئة ليس لها ذنب‬
‫في كل تعقيدات الكبار ‪.............‬وصل فجرا ولذا‬
‫انتظر حتى يستيقظ والده ‪........‬عليه ان يكلمه قبل ان‬
‫يذهب الى عمله ‪........‬نزل ليتناول االفطار قبل ان‬
‫يغادر الى العمل ليتفاجئ بالشخص الذي ينتظره على‬
‫المائدة ‪.........‬ارتسمت ابتسامة على وجهه وهو‬
‫يرحب به قائال (مرحبا يا عماد )‪...........‬قال بشكل‬
‫مباشر (بابا اريد الحديث معك في امر هام‬
‫)‪...........‬قال بتساؤل (االن ؟)‪..........‬رد عليه (اجل‬
‫االمر عاجل )‪..........‬توجها الى المكتب فقال مباشرة‬
‫( انا قلق على سلمى ‪...........)........‬اجابه (ولكننا ال‬
‫نعلم سبب ما حدث لها )‪..........‬قال عماد بواقعية (ان‬
‫الطفلة تعيش في ظروف غير طبيعية واظن ان‬
‫احوالها ستتحسن عندما تكون مع والديها‬
‫)‪..........‬نظر اليه والده بحدة ليقول (تكون مع والديها‬
‫كيف هذا ؟‪..........‬انت تعلم ما الذي فعله مؤخرا‬
‫)‪...........‬قال بصراحة (رغم كل تصوراتك بابا ولكني‬
‫اعلم ان يوسف ليس مجرم ‪........‬كما انني ارجح‬
‫احتمال ان انجي معه بارادتها ‪،‬او على االقل انه ال‬
‫يعذبها او يسئ اليها )‪ ...........‬قال باستنكار ( تفكيرك‬
‫عجيب انا اتوقع اي شئ منه )‪..........‬رد عماد بهدوء‬
‫(رغم كل شئ هو والد االطفال وانا ال ازال عند رأيي‬
‫ان مكانهم الطبيعي هو معه ‪.........‬وما الحظته ايضا‬
‫ان ما اصاب سلمى كان بعد زيارته لكم مباشرة‬
‫)‪.......‬عقد الوالد حاجبيه ليقول بعدها (هل تظن ان‬
‫الطفلة سمعت شيئا مما دار بيننا وهذا ما أثر عليها؟‬
‫)‪.......‬قال بتفكير (ربما سيف يستطيع ان يخبرنا‬
‫)‪.........‬صعد الى حجرة الطفلين نظر فوجد سلمى‬
‫مستلقية بينما عينيها مفتوحة وتحتضن دمية كبيرة‬
‫سوداء الشعر ‪........‬انحنى وقبلها على شعرها ليقول‬
‫بعدها (كيف حالك يا صغيرتي ؟)‪..........‬لم ترد عليه‬
‫وحتى لم ترفع عينيها ‪............‬عاد يقول (الن تسلمي‬
‫على عماد السنا اصدقاء؟ )‪........‬رفعت اليه عينان‬
‫ممتلئتين بالدموع ولم تجب ‪...‬قال بصوت حنون (ال‬
‫تخافي يا حبيبتي نحن جميعا نحبك )‪.........‬استدار‬
‫ناحية سيف الذي وقف يراقبهما ليقول له (سيف اريد‬
‫ان اتحدث معك )‪..........‬اومأ برأسه فقال له (تعالى‬
‫معي )‪........‬اخذه الى حجرة اخرى ليسأله بعدها‬
‫باهتمام (هل تعرف ما الذي حدث وجعل سلمى حزينة‬
‫هكذا ؟)‪...........‬قال بهدوء (اجل )‪.........‬قص عليه‬
‫ما حدث لينظر نحوه بدهشة ويقول (اذا انت كنت تعلم‬
‫منذ وقت طويل )‪ ........‬زفر بحدة ليقول (بالتأكيد غبي‬
‫فقط من لن يالحظ )‪...........‬عاد ليكمل (هل تعرف اين‬
‫جيجي االن؟ )‪..........‬اجابه عماد (اعرف‬
‫)‪..........‬قال سيف بهدوء (اجعلها تأتي الجل سلمى‬
‫)‪...........‬مر بيده على شعره وهو ينتهد ثم قال‬
‫(سافعل كل ما استطيع من اجلكما يا صغيري‬
‫)‪***..............................‬‬

‫** قفزت برشاقة لتمتطي الفرس وتنطلق بها بسرعة‬


‫بينما شعرها يتطاير حولها في منظر بديع‪...........‬‬
‫تبعها ليسير بعدها بمحاذاتها ‪..........‬بينما لفت‬
‫انتباهه ان العمال يتطلعون بدهشة الى المنظر ‪...‬تنهد‬
‫قائال (يبدو انك تلفتين االنظار كالمعتاد يا مالكي‬
‫)‪...........‬عندما وصال الى البقعة التي يوجد بها‬
‫الحشائش اشار اليها ان تتوقف ليقول لها (سنجلس‬
‫هنا حتى يتناوال طعامهما )‪...........‬جلس اسفل‬
‫شجرته المعتادة لتجلس هي امامه ‪..........‬ال يدري لم‬
‫اعتبر دائما هذا المكان مرتبطا بها ‪........‬ربما النه‬
‫كثيرا ما كان يفكر فيها عندما يجلس به‪..........‬نظر‬
‫الى مالمحها التي بدت هادئة ‪..........‬انه يشعر كما‬
‫لوكان يعيش افضل احالمه قال بتأمل (جميلة جدا‬
‫)‪..........‬انتبهت على كالمه لتقول ( من هذه‬
‫؟)‪........‬قال ببساطة (حبيبتي )‪..........‬ردت بسخرية‬
‫(ان كنت حقا ساصدق ان لك حبيبة فاني اشفق عليها‬
‫الني اعلم ان حبك قد يؤذي اكثر من كرهك‬
‫)‪.........‬تنهد ليقول بابتسامة (لن تفسدي يومي الذي‬
‫جاء بعد افضل ليلة في حياتي ‪.......‬لسنوات وانا‬
‫انتظر الليلة التي ستنام فيها حبيبتي بين احضاني‬
‫)‪..........‬قالت باستنكار (سنوات !!!!!!!!!!هذا يؤكد‬
‫كذب ادعائك فانت لم تعرف من تدعي انها حبيبتك اال‬
‫منذ اشهر قليلة )‪............‬قال وهو يتأمل مالمحها‬
‫المستنكرة (لقد عرفتها دائما حتى وان جهلت‬
‫مالمحها ‪.........‬هل تريدين دليل على عدم كذبي‬
‫؟)‪..........‬لم ترد بل انتظرت فقال ( لقد عرفتك منذ‬
‫اول لحظة لنا في فرنسا بقلبي اوال ‪.....‬هل تظني اني‬
‫كنت سافعل كل هذا مع امرأة غريبة ؟‪........‬على‬
‫الرغم من كل ظنونك السيئة تجاهي لكن انا لم اكن‬
‫الفعل ‪..........‬تلك اللحظة التي ارتطمت فيها بي قلبتي‬
‫عالمي باكمله ‪......‬ومن لحظتها وانا اشعر انك‬
‫تخصيني وهذا ما جعلني استمر في رؤيتك بعدها‬
‫‪...........)........‬تشعر بالحيرة من كالمه ولكن تريد‬
‫ان تفهم اكثر قالت بهدوء( متى عرفت اوتأكدت‬
‫؟)‪..........‬قال مبتسما (عندما اخذتك بين ذراعي عاد‬
‫الي شعور لم اعرفه اال مرة واحدة في حياتي‬
‫)‪.............‬نظر اليها بشبه توسل وقال (ملك ال تظني‬
‫اني وقتها اذيتك فقط او جرحتك فقط لقد فعلت بنفسي‬
‫ما هو اكثر‪ ........‬لقد اضعت روحي منذ تلك‬
‫اللحظة‪..........‬ظلت روحي هائمة تبحث عنك حتى‬
‫وجدتك اخيرا ‪........‬وكل ما اريده منك ان تسامحيني‬
‫)‪.........‬هزت رأسها وكأنها تبعد عنه التأثر بما قاله‬
‫لتقول بعدها (لو كنت نادم حقا لما اعدتها ‪..........‬ولو‬
‫انت نادم االن ستجعلني ارحل وتترك لي الحرية في‬
‫ان اعود اليك )‪.............‬وجدته ينظر نحوها في‬
‫صرامة لتتغير مالمح العاشق الى شخص آخر ويقول‬
‫( انا عاشق وهذا يجعلني اناني وانت ال تظني اني‬
‫فعلت كل هذا التركك هكذا بسهولة !!!!!!!!!خاصة‬
‫وما اعرفه ان رصيدي لديك سالب‬
‫)‪(...........‬وبالنسبة لطريقة احضارك انا لم اكن انوي‬
‫ان افعل ‪...........‬يمكنك ان تقولي انها مجموعة من‬
‫االحداث تواطأت على ان يتم االمر بهذه الطريقة‬
‫‪............‬حتى الرجل الذي هاجمته ارسلته فقط‬
‫الخبارك ان تردي على الهاتف ‪.............).‬نظرت اليه‬
‫بحدة وقالت ( كنت تراقبني وتعرف مكاني‬
‫)‪...........‬زفر بعنف وقال (بالتأكيد افعل‬
‫)‪...........‬هزت رأسها رفضا لتقول بعدها (ما يعتبر‬
‫تدخل سافر في الحريات الشخصية انت تفعله كشئ‬
‫عادي جدا )‪............‬اشار اليها باتهام ليقول بعدها‬
‫( مفسدة للمتعة ما هذا الكالم الكبير الذي تتفوهين به‬
‫؟‪.........‬لقد اتيت بك في الطبيعة الساحرة اسفل‬
‫الشجرة العتيقة وكل ما تفكرين فيه هو الحريات‬
‫الشخصية )‪..........‬قالت بابتسامة مغتصبة (حتى‬
‫احضارك لي هو ضد هذه الحرية الشخصية‬
‫)‪.............‬قال وعيناه تلمعان بحدة (وانا من حاولت‬
‫ان اتعامل معك بطريقة مثالية منذ االمس ‪..........‬وفي‬
‫النهاية اتضح اني ال زلت اتعدى على حريتك‬
‫الشخصية )‪..........‬اقترب منها ليمسك باسفل ذقنها‬
‫ويقرب وجهه من وجهها ويقول (فالحصل على القبلة‬
‫التي ساموت شوقا اليها ضمن جملة االنتهاكات‬
‫)‪............‬شعرت بيده تتسلل الى شعرها تلمسه‬
‫بنعومة بينما تحول صوته الى الخشونة وهو يقول‬
‫(مذهل!!!!!!! شكلك وشعرك يتطاير خلف ظهرك‬
‫وانت فوق الفرس يشبه جنية الحكايات )‪..........‬بدأت‬
‫اصابعه تلمس شفتيها ليقول (اااااااااه من تلك الشفتان‬
‫تحاك حولهما االساطير) ‪..........‬لماذا تنتظر بهذا‬
‫الترقب ؟ اليس عليها ان تبتعد ان تعلن رفضها ان‬
‫تقاوم ؟!!!!!!!!!استقرت شفتاه فوق شفتيها ورغم‬
‫قسوتهما كانتا تقبالنها بكل رقة وهي كعادتها معه‬
‫تغيب عن الواقع ينحصر عالمها في دائرة تجمعهما‬
‫فقط ‪..........‬افلتها في النهاية ليجذبها بعدها في‬
‫احضانه ويضمها اليه بشدة ثم يمسك يدها ويضعها‬
‫فوق قلبه فتشعر بنبضه الهادر ليقول لها بصوت‬
‫مبحوح (انظري يا دكتورة لما تفعلينه بي بال شك هذا‬
‫يعتبر وضع حرج )‪............‬لو كان االمر يتوقف‬
‫عليها لضاعت معه فيما يريد !!!!!!!!!!هي رغم كل‬
‫شئ تشعر باالمان معه ولكن حتى في هذه اللحظات‬
‫قلبها يرفض ان تغادره صورة طفلتها ‪.......‬قالت‬
‫بترجي (دعني اسافر يوم واحد فقط يمكنك حتى ان‬
‫تأتي معي )‪...........‬هز رأسه رفضا وقال (والدك رفع‬
‫قضية ضدي هناك ان ذهبتي لن يكون هناك فرصة‬
‫العادتك )‪..........‬قالت باقناع (انا لست قاصر‬
‫ساسحب هذه القضايا وساعود معك ولن يستطيع احد‬
‫ان يمنعني )‪...........‬تنهد وقال (على االقل اخبريني‬
‫ما هو الشئ الملح الذي يجعلك ترغبين في السفر‬
‫بهذه السرعة ؟)‪...........‬ماذا عليها ان تخبره ؟‬
‫الحقيقة كاملة شئ ليس في استطاعتها ان تواجهه به‬
‫هذه اللحظة قالت (انا وعدت التوأم انني ساذهب‬
‫اليهما بعد انتهاء اختباراتي وهم سيحزنون النني لم‬
‫افعل )‪..........‬يبدو انها شديدة التعلق باخويها حتى‬
‫هو احبهما خاصة الفتاة ‪.........‬ولكن هل هذا سبب‬
‫يجعله يخاطر كل هذه المخاطرة ؟ قال بهدوء (تحدثي‬
‫اليهما واخبريهما انك ستضطرين للتأخر‬
‫)‪.............‬هزت رأسها نفيا لتقول بعدها (انا تكلمت‬
‫معهما الفتاة حزينة جدا )‪.............‬اكمل تلقائيا‬
‫(سلمى حساسة ولكنها ذكية حاولي ان تقنعيها‬
‫)‪............‬شعرت بقلبها يرتجف هل عرف اسمها‬
‫يبدو انه لم يرتاب بشئ ولكن هل عرف اسم سيف‬
‫ايضا ؟‪ ............‬قالت ( هي لم تنس وعدك لها بان‬
‫تحضرها الى المزرعة )‪...........‬نظر نحوها مفكرا‬
‫وقال (اعلم لقد اخبرتني ‪....‬ان وافق والدك على‬
‫حضورهما ساذهب واحضرهما بنفسي‬
‫)‪...........‬نظرت الى االرض في احباط تشعر انها‬
‫تدور في حلقة مفرغة وال سبيل للفكاك منها ‪....‬‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪.......‬الفصل الثامن واالربعون ‪................‬نظر‬


‫نحوها مفكرا وقال (اعلم لقد اخبرتني ‪....‬ان وافق‬
‫والدك على حضورهما ساذهب واحضرهما بنفسي‬
‫)‪...........‬نظرت الى االرض في احباط تشعر انها‬
‫تدور في حلقة مفرغة وال سبيل للفكاك منها‬
‫‪..........‬يشعر ان تعلق زوجته باشقائها مبالغ فيها او‬
‫ربما يكون طبيعي بسبب تغيبها عنهما لفترة طويلة‬
‫ويبدو ايضا ان الطفلين متعلقين بها بشكل‬
‫كبير‪............‬رفعت نظرها اليه تسائله قائلة (انا لم‬
‫اجد هاتفي هل هو معك ام انني فقدت الحقيبة خالل‬
‫الشجار ؟)‪...........‬قال دون احساس بالذنب (ال تقلقي‬
‫انه معي )‪...........‬قالت بسخرية (هل االحتجاز‬
‫يتضمن ايضا عدم االتصال بالعالم الخارجي ؟ ام ربما‬
‫يكون هاتفي قد اعجبك لذا تحتفظ به )‪..............‬مط‬
‫شفتيه دون مباالة ليقول (هذا يتوقف على نوع‬
‫االتصال ‪..........‬ثم اكمل يمكنك ان تقولي ان لونه‬
‫الوردي رائع )‪...........‬كان يبتسم مع نطقه الكلمات‬
‫وهذا جعلها تشعر بالحنق هي اساسا لم تختره وال‬
‫تحب اللون الوردي ولكن كان اختيار سلمى واشترته‬
‫ارضاءا لها نظرت اليه بسخرية وقالت (ربما اخذته‬
‫بديال عن هاتفك الذي نجح ولد صغير في اخذه منك‬
‫)‪.............‬لمعت عينيه ببريق مستمع ليقول بعدها‬
‫بصوت خافت (ولكني حصلت على ما اريده اكثر من‬
‫الهاتف )‪...........‬بادلته النظر بسخط ليقول بعدها (اذا‬
‫فقد اخذته منه؟ )‪..........‬ردت بسخرية (والساعة‬
‫والمال ايضا ‪......‬هل هي عادة ان تحصل على النساء‬
‫مقابل المال ؟)‪..........‬قال بسخرية غاضبة وهو ينظر‬
‫اليها وكأنه يعريها من مالبسها (جيد انك اخذتها انها‬
‫حقك على كل حال )‪.............‬يبدو انها لن تستطيع‬
‫اهانته دون ان يرد عليها في نفس اللحظة ولكن‬
‫الحقير سيحصل على جزاءه مهما كانت النتيجة‬
‫‪............‬كانت امامه وعينيها تلتهبان ببريقهما‬
‫االزرق ليدرك فور ان رفعت يدها نيتها فيمسك يدها‬
‫بقوة آلمتها ويقول بغضب (اياك ‪...........‬هل ازعجتك‬
‫كلماتي حقا ؟‪.........‬على كل حال انت من بدأتي‬
‫‪........‬ان كلماتك تعني اتهاما لي بفعل احد‬
‫الكبائر‪ ........‬وحتى في احسن تفسير للكالم يعني انني‬
‫غير قادر على ارضاء زوجتي وعلي تعويضها ماديا‬
‫)‪............‬قال وهو ينهض من مكانه بتصميم (االن‬
‫هي سنعود الى المنزل ‪...........‬صمت لحظات ليكمل‬
‫بعدها يا زوجتي )‪............‬شعرت بالتوتر الشديد‬
‫جراء كلماته المتوعدة يبدو انها اغضبته بالفعل كما‬
‫انها تعلم ان محاولتها صفعه لن تمر هكذا ‪.......‬يبدو‬
‫ان القاعدة التي لديه نحوها على االقل افعلي ما‬
‫تريدين‬
‫ولكن تحملي العاقبة وعلى ما يبدو هي تخطت احد‬
‫خطوطه الحمراء !!!!!!!ركبت الفرس بشرود وعندما‬
‫وصال الى االسطبل طلب من السائس ارجاع الخيول‬
‫الى مكانها ‪............‬اتجها بعد ذلك الى المنزل في‬
‫صمت فتح الباب فدخلت هي اوال ثم تبعها مغلقا الباب‬
‫خلفه‪ ...........‬واتجه الى المطبخ فاخرج زجاجة‬
‫عصير وكأسين وعاد اليها ثم ناولها احدهما قائال‬
‫(الجو اصبح حارا لذا العصير سيكون‬
‫جيدا)‪.............‬تناولتها بصمت وعندما انتهت قالت‬
‫وهي تأخذ نفسا عميقا (انا اعتذرعن الكالم الذي قلته‬
‫)‪...........‬نظر اليها بجمود ليقول بعدها (اعتذارك‬
‫مقبول واالن هيا الى االعلى )‪............‬تشعر بتصميم‬
‫في عينيه وفي كل جزء منه وكأنه حسم امره وهذا‬
‫يزيد من خوفها عادت تقول (انت قلت انك قبلت‬
‫االعتذار لذا ليس هناك داعي ل ‪..........).........‬امسك‬
‫بوجهها يرفعه اليه ليقول بصوت هادئ (حبيبتي هذا‬
‫ليس عقاب فعلى كل حال البد لهذا ان يحدث‬
‫‪........‬النه سيظل بيننا يمثل حاجزا لذا علينا ان‬
‫نجتازه )‪............‬امسك بيدها ليشعر بارتجافها‬
‫فيتنهد ‪........‬عليه ان يجعلها تدرك ان المخاوف فقط‬
‫في عقلها من اجلها اوال قبل ان يكون من اجله‬
‫‪..........‬لف ذراعه حول ظهرها لتسير معه حتى‬
‫وصال الى الحجرة في الطابق االعلى ‪.........‬كان‬
‫يشعر بانها ليست معه انما انتابتها حالة من الشرود‬
‫‪......‬جلس امامها ليقول بعدها بصوت عميق وهو‬
‫يمسك يدها (انا اعلم انك شجاعة وستواجهين‬
‫مخاوفك وتتغلبين عليها )‪...........‬ابتسم عندما رأى‬
‫ما يبحث عنه بريق التصميم ظهر في عينيها عاد‬
‫وقال ( هذه المرة سنبدأ بداية صحيحة هيا قومي‬
‫وتوضأي )‪............‬قالت بدهشة‬
‫(اتوضأ)‪...........‬كان رده ايمائه موافقة اتجهت الى‬
‫الحمام ونفذت ما قاله ثم خرجت لترتدي المالبس التي‬
‫تصلي بها لتجده يعود ويبدو انه ايضا توضأ‬
‫‪...........‬رآها عندما دخل لترتسم على وجهه ابتسامة‬
‫فحتى بالحجاب لم تكن تقل فتنة قال وهو يفرش‬
‫السجادة (سنصلي سويا )‪..........‬عندما انتهيا وجدته‬
‫يضع يده على رأسها ويدعو ليقول لها في النهاية‬
‫( الصالة والدعاء سنة في بداية الزواج لذا يمكنك ان‬
‫تقولي اننا حصلنا على بداية جديدة )‪.............‬شعرت‬
‫انها غير قادرة على الرد او السخرية فما فعله في‬
‫هذه اللحظات أثر فيها بشكل كبير ‪.........‬قامت بشكل‬
‫آلي وخلعت مالبس الصالة ثم جلست على طرف‬
‫السرير ليجلس هو بجوارها ويقول لها برقة ( ال‬
‫تخافي وثقي بي فقط )‪..............‬هل عليها ان تفعل ؟‬
‫يبدو ان هذا هو ملخص قصتهما معا الثقة وربما كلمة‬
‫اخرى قالها منذ قليل ان تسامحه ‪..............‬ابتسمت‬
‫بشحوب لتقول بعدها (ربما احتاج الى مهدأ كالمرة‬
‫السابقة )‪..............‬هز رأسه نفيا وقال ( انا اثق فيك‬
‫ال تخبريني انك لست واثقة في نفسك )‪............‬كان‬
‫يلمس وجهها برقة ليعود فيضع يده في شعرها‬
‫مستنشقا عبيره ثم يقول بصوت مبحوح (ال تعلمين كم‬
‫ظلت هذه الرائحة تعذبني لسنوات )‪..............‬كان‬
‫يقبلها بنعومة ورقة قبالت احستها مثل رفرفة اجنحة‬
‫الفراشات ليضع يده خلفها ويجعلها تستلقي على‬
‫الفراش بينما يلمسها بنعومة لتبدأ في التحليق وتشعر‬
‫بنفسها اصبحت بال وزن ‪.........‬مع ازدياد لمسته‬
‫جرأة كانت تشعر بخوف يقطع عليها حالتها الحالمة‬
‫‪.......‬لتجده يمسك بيدها ضاغطا لها ومشجعا وكأنه‬
‫يلتقط تلك االشارات فور ان تصدر عنها‬
‫‪.................‬رجفه انتابتها عندما حانت اللحظات‬
‫الحاسمة لتجده يهمس في اذنها (اهدأي حبيبتي لم‬
‫يبق الى القليل )‪...........‬بعض الدموع تسللت من‬
‫عينيها ليس بسبب االلم او الخوف حتى ولكن كانت‬
‫وكأنها صدى او انعكاس لتجربتها االولى معه‬
‫‪........‬تتمنى ان تكون اخر دموع تتعلق بهذا الماضي‬
‫‪..........‬شعرت بانامله تمسح دموعها برقة فنظرت‬
‫اليه وكأنها تتأكد من شئ ما ‪.......‬ربما من الجيد ان‬
‫االمر تم في وضح النهار وهي كانت تراه جيدا‬
‫‪ .........‬انها تظن ان اكبر مخاوفها كان مرتبطا‬
‫بالظالم وانها لم تستطع رؤيته ‪........‬ال اراديا وجدت‬
‫نفسها تضع وجهها في صدره ليلف ذراعه حولها‬
‫محتضنا لها ويقول (ها انت تختبئين بين ذراعي‬
‫الوحش يا صغيرة )‪.............‬نظرت الى عينيه‬
‫القريبة منها لتقول بخفوت ( وماذا افعل ان كان‬
‫الوحش وسيما هكذا )‪............‬ضحك بصوت عالي‬
‫ليقول وهو يقبلها على جبهتها ( فتاة جيدة‬
‫‪.......‬يمكنني ان اقول مبارك الشفاء يا حلوتي‬
‫)‪***************............‬‬

‫**تشعر بثقل في رأسها وتيبس في اطرافها يبدو وان‬


‫النوم على هذا الفراش الغير مريح قد أثر بها او ربما‬
‫تكون االنفلونزا قد داهمتها رغم ان فصل الصيف ال‬
‫يزال في اوجه ‪.........‬ال زال الصوت يلح عليها‬
‫مقاطعا غفوتها الالارادية (سارة انهضي )‪............‬لم‬
‫ال تبتعد تلك الحمقاء وتتركها في حالها‬
‫!!!!!!!!وجدت الذراع التي تهزها قد توقفت لتجد يد‬
‫باردة توضع على جبهتها بينما وصل اليها صوت قلق‬
‫يقول (هل انت مريضة ؟)‪............‬والء الحمقاء هي‬
‫بالتأكيد من تسأل وكأن اكتشافها لحرارتها المرتفعة‬
‫ليس دليال كافيا لتعرف تلك الحقيقة الناصعة‬
‫!!!!!!!!!!استسلمت ثانية لغفوتها لتستيقظ على يدان‬
‫تحاوالن رفع رأسها بينما سمعت صوت يقول (ابتلعي‬
‫هذه الحبة انها مسكن وخافض للحرارة‬
‫)‪...........‬فعلت ما طلب منها لتشعر بالراحة عندما تم‬
‫اعادتها للفراش ‪............‬المرة التالية التي سمعت‬
‫فيها الصوت كانت اكثر انتباها واستطاعت فتح عينيها‬
‫نظرت الى والء التي قالت لها (سنخرج االن وانت‬
‫استريحي لن اتأخر عليك )‪..........‬عدلت نفسها‬
‫ونهضت من فوق الفراش لتقول بعدها (لن اظل‬
‫وحيدة لقد تحسنت وسأذهب معكم )‪..........‬نظرت‬
‫والء نحوها بشك لتقول بعدها (هل انت متأكدة؟!!!!لو‬
‫كنت خائفة من البقاء وحدك ساعتذر واظل معك‬
‫)‪.........‬هي ال تريد تضيع تلك الزيارة والتي تعتبر‬
‫االهم في رحلتهم ‪...........‬كان االكتشاف االثري‬
‫الحديث مدار لكثير من االحاديث وشوقها لرؤيته كبير‬
‫‪....‬قالت في تأكيد (انا افضل االن ولتتأكدي ساتناول‬
‫بعضا من الطعام امامك )‪.............‬اومأت برأسها‬
‫موافقة ‪......‬استقلوا الباص الخاص بالرحلة وجلست‬
‫في الخلف كما تفضل ‪........‬كان كل باص يركبه احد‬
‫االساتذه واليوم كان معهم الدكتور محمد ‪......‬صعدت‬
‫منذ البداية ومن وقتها تريح رأسها على ظهر الكرسي‬
‫الموجود امامها ولكن رغم ذلك عرفت انه هو‬
‫‪......‬دكتور حسام رغم وسامته اال ان شخصيته‬
‫الصارمة تجعل كالم الطالب معه محدود‪.. .......‬وبما‬
‫ان االصوات قد علت وكأن هناك تسابق بين الجميع‬
‫للحصول على انتباه االستاذ عرفت ان محمد هو‬
‫الموجود ‪..........‬انتبهت على صوت قريب يقول‬
‫(سارة هل انت بخير ؟)‪......‬رفعت رأسها لتجد سامر‬
‫هو الذي يسأل‪ .........‬وكأن هذا ما ينقصها ان يأتي‬
‫للحديث معها امام اعين استاذهم الراصدة رغم ان ما‬
‫حدث مع الدكتور حسام لم يزل تأثيره حتى‬
‫االن‪...........‬قالت بصوت خافت (الحمد هلل‬
‫)‪........‬يبدو ان الرد لم يعجبه فلم يبتعد بل سألها‬
‫(يبدو عليك التعب )‪.......‬قالت محاوله انهاء الحوار‬
‫(بعض الصداع فقط )‪...........‬التقت عيناها في تلك‬
‫اللحظات بعينان يظهر فيهما االجرام ‪.........‬يبدو ان‬
‫زوجها الموقر لم ينس محاولة سامر السابقة في ان‬
‫يتواجد معها وهي في مكتبه ‪.........‬لم تجد حال اال ان‬
‫تخفض رأسها ثانية لتهرب من عينيه وفي نفس‬
‫الوقت يكون هذا اشارة لسامر بان الكالم قد انتهى‬
‫‪............‬وصلوا الى وجهتهم حيث بدأوا بجولة في‬
‫كافة االنحاء مصحوبة بشرح وتوضيح من االساتذة‬
‫‪......‬كانت قد مرت عدة ساعات جعلتها تشعر بارهاق‬
‫شديد ومن ناحية اخرى يبدو ان تأثير الدواء قد انتهى‬
‫‪.........‬انها تشعر ان ساقيها غير قادرتان على حملها‬
‫وبالنيران تخرج عبر اذنيها ورأسها مشتعل‬
‫‪........‬رأت من بعيد مكان مخصص للجلوس عليها ان‬
‫تصل اليه حتى تستريح ‪...........‬لماذا تشعر وان‬
‫مقصدها بعيد وكأنها تبحث عن سراب هل ساقيها ال‬
‫تتحركان ام ماذا ؟‪..........‬شعرت في النهاية ان‬
‫االرض تقترب منها فاغلقت عينيها ولم تشعر بشئ‬
‫بعدها !!!!!!!!!‪.........‬كان يحاول تجاهل وجودها‬
‫فمنذ بداية الرحلة واالمور لم تسر على حسب ما‬
‫تمنى‪ .........‬اشخاص كثيرون متواجدون باستمرار‬
‫‪..‬كما ان القوانين الصارمة التي يتم تطبيقها على كافة‬
‫الطلبة منعا لحدوث المشاكل تجعل تحركاتها محدودة‬
‫وفي االغلب مصحوبة بتواجد جماهيري ‪......‬ومن‬
‫ناحية اخرى هو ال يتوقع منها اي تعاون في التحايل‬
‫على هذه القوانين !!!!!!!! لقد رأى ذلك السمج‬
‫زميلها والذي يعتبر نفسه مسئوال عنها وهو يحدثها‬
‫في الباص وامسك نفسه بالكاد عن حمله والقائه في‬
‫الشارع ‪.........‬كان يحاول ان يتتبع حركتها وكأنه‬
‫يطمئن عليها من بعيد يشعر انها في حالة شرود‬
‫وعدم انتباه غفلت عينيه عنها وهو يقوم بتوضيح‬
‫مجموعة من النقاط لبعض الطلبة ‪..........‬لينتبه على‬
‫صوت ارتطام باالرض تبعه التفاف من الطالب حول‬
‫الشخص الذي سقط ‪........‬لتلمح عيناه المالبس‬
‫النسائية التي يرتديها ذلك الشخص انها نفس‬
‫المالبس التي كانت ترتديها سارة !!!!!!!!!‪.‬سار‬
‫بخطوات سريعة ليقول بصرامة للطالب الذي كان‬
‫يحاول رفعها لتجلس (انتظر )‪..........‬ركع جوارها‬
‫ولمس جبهتها ليجد حرارتها ملتهبة ‪.......‬رفعها بين‬
‫ذراعيه بخفة واجلسها فوق احد المقاعد الحجرية‬
‫الموجودة في المكان بينما وضع ذراعه خلف ظهرها‬
‫داعما لها ‪.............‬وجد الفتيات تجمعن حوله بينما‬
‫ناولته احداهن زجاجة من البرفيوم ‪............‬وجدت‬
‫نفسها تستيقظ او ربما تستعيد وعيها تدريجيا لتجد‬
‫منظر غريب يحيط بها ‪......‬كانت جالسة وذراع محمد‬
‫خلفها بينما تحيط بها بعض زميالتها ‪..........‬ثم‬
‫وجدته يقرب بعض الماء ويقول لها في هدوء‬
‫(اشربي)‪...........‬ضعف عام مأل جسمها ‪....‬وعندما‬
‫قامت محاولة الوقوف وجدت ساقيها ال تستطيعان‬
‫حملها فعادت الى الخلف ‪........‬نظر نحوها بقلق‬
‫ليقول بعدها بحسم (سأخذك الى المشفى )‪.........‬يبدو‬
‫ان ما حدث قد استدعى االنظار كان حسام يقف ناظرا‬
‫اليهما ليقول بعدها بهدوء (ال تقلق ساهتم بالطالب‬
‫ويمكنك ان تذهب معها )‪..........‬قال وعيناه لم يفارقها‬
‫القلق (شكرا لك )‪.........‬ليسمع صوت فتاة تقول‬
‫(ساذهب معكما )‪.........‬انها صديقتها ‪....‬واخرى‬
‫تقول (وانا ايضا )‪.........‬نظر بتعجب ناحية نهى هي‬
‫اساسا ليس بينها وبين سارة اي مودة لماذا االن تريد‬
‫الذهاب ربما تظن انه ذاهب بها الى النزهة‬
‫!!!!!!!اقال بحزم (واحدة تكفي )‪.......‬اوقفها مسندا‬
‫اياها لتسير رغم انه يعلم ان االصح هو ان يحملها‬
‫فهي في حالة ضعف شديد ولكن ال يريد نشر‬
‫الشائعات االن ‪...........‬يبدو ان حتى محاولته اسنادها‬
‫ليست صحيحة!!!!!!!!! فقد وجد صديقتها تقترب منه‬
‫لتقوم باسنادها وهي تقول (من فضلك يا دكتور محمد‬
‫)‪..........‬سار محاذيا لخطواتهما ليشعر انها تترنح‬
‫وستسقط ثانية ‪............‬اقترب بنفاذ صبر يرفعها بين‬
‫ذراعيه وهو يقول لوالء (اتركيها)‪.............‬تقدم بها‬
‫بينما تبعته العيون بنظرات تتراوح بين الدهشة‬
‫والغيرة والحقد ‪.............‬سيارته ليست معه لذا نظر‬
‫شاكرا للطالب الذين تبعوهم وقاموا بايقاف سيارة‬
‫اجرة‬
‫‪****************...................................‬‬

‫**يبدو انه هو ايضا استغرق في النوم ولما ال يفعل‬


‫وقد وجد راحته اخيرا ‪..........‬ملكته بين احضانه‬
‫نائمة بعد ان بثها حبه وتقبلته راضية ‪.......‬تنهد‬
‫براحة اخيرا اصبحت له برضاها ‪.........‬نظر الى‬
‫شعرها المتناثر وكأنه يلفهما سويا ليبتسم بسعادة‬
‫‪........‬ال يظن انه سيكتفي ابدا من وجودها معه‬
‫!!!!!!!!!يتمنى لو ينحصر العالم فيهما فقط كان‬
‫عندها سيظل معها دون اي ملل ‪........‬ولكن الواقع له‬
‫احكامه المختلفة ‪........‬وضع رأسها برفق على‬
‫الوسادة لينسحب بعدها ويأخذ مالبسه ويتجه الى‬
‫الغرفة االخرى حتى ال يزعجها ‪..........‬اتصل بالهاتف‬
‫طالبا احضار اشياء معينة ‪.............‬ليسير بعد ذلك‬
‫متجها الى مخزن الغالل الخلفي حيث يقبع ذلك الكائن‬
‫الوضيع ‪........‬لقد بحث عن خلفيته واتضح انه ينتمي‬
‫الى اسرة كما يقال تسير جوار الحائط وال تحدث‬
‫مشاكل يبدو انه كان عضوا فاسدا فيها ‪..........‬بما انه‬
‫االن في مزاج جيد فسيمنحه فرصة ان احسن‬
‫استغاللها نجا وان فقدها فليس عليه ان يلوم اال نفسه‬
‫!!!!!!!!!!دلف الى الداخل ليجده ال زال مقيدا في‬
‫مقعده بينما اثار الكدمات والجروح تغطيه‬
‫‪........‬اقترب منه ليجد االخر وقد علت وجهه مالمح‬
‫الرعب ‪..........‬سحب كرسيا وجلس امامه مباشرة‬
‫ليقول بعدها بصوت مرعب (اتمنى ان تكون ضيافتنا‬
‫اعجبتك )‪.........‬لم يرد فقال ساخرا ( سالم الم تكرموا‬
‫الضيف جيدا ؟)‪..........‬التفت زياد ناحية سالم‬
‫بمالمحه المرعبة ليقول بعدها (ليس هناك ما اشكو‬
‫منه )‪............‬قال ببرود مستفز (هل فكرت في‬
‫الخيارات التي اخبرتك بها ؟)‪........‬عادت مالمح‬
‫الفزع تعلو وجهه ليقول له بعدها بصوت قاسي (‬
‫يمكنك ان تقول ان اليوم هو يوم حظك الجيد فلقد‬
‫قررت ان امنحك فرصة ‪.....‬ويمكنك ان تسأل عني كما‬
‫تريد لتعلم انني اعطي الفرصة مرة واحدة فقط‬
‫)‪...........‬نظر نحوه برجاء ليكمل حديثه قائال (كان‬
‫المبلغ الذي اردت الحصول عليه هو ربع مليون جنيه‬
‫وقد استسهلت طريق الحرام لذا ساعقد معك اتفاق‬
‫‪..‬انت ستحصل على المبلغ مقابل ان تعمل لدي لمدة‬
‫ثالث سنوات ‪......‬اظن هكذا سيكون راتبك اكبر مما‬
‫حلمت به في يوم من االيام )‪..............‬نظر نحوه‬
‫بذهول العمل لدى يوسف السعيد حلم الي شاب وجده‬
‫يكمل قائال (واالن اسمع كيف سيكون الوضع انت‬
‫ستعمل في مشروع نقوم به في غينيا وهناك كما تعلم‬
‫المكان بعيد تماما عن الحضارة لذا ال تظن انك‬
‫ستحصل على اي ترفيه‪.........‬كما ان الشمس الحارقة‬
‫قد تغير لون بشرتك هذه ‪..........‬ثانيا ليس هناك اي‬
‫اجازات قبل نهاية المدة ‪...........‬ثالثا في نهاية العمل‬
‫فقط ستحصل على المبلغ كامال ‪............‬واي اخالل‬
‫لالتفاق سيكون الثمن حياتك ‪.‬واالن ما رأيك‬
‫؟)‪............‬هو بكل تأكيد سيوافق على اي شئ يجعله‬
‫يخرج من هذه الورطة لقد فقد االمل نهائيا وظن انه‬
‫قد يجن في اي لحظة لذا اي بديل هو راض عنه قال‬
‫بصوت منخفض (اوافق بكل تأكيد وصدقا ساحرص‬
‫على ان اكون عند حسن ظنك )‪............‬مط شفتيه بال‬
‫مباالة ليقول بعدها (لقد اصبح االمر بين يديك فال‬
‫تخذل نفسك حتى ال تندم ثانية ‪..........‬خالل ايام‬
‫ستسافر فاستعد واالن سيتم اعادتك من حيث اتوا بك‬
‫واحذرك ان تحاول حتى االختفاء الني ساحضرك ولو‬
‫كنت تحت االرض ةوعندها ‪........) .........‬ام يكمل‬
‫العبارة بل ترك االمر لخياله ‪........‬أومأ برأسه ليقول‬
‫بعدها (انا لست مجنونا لكي افعل )‪...........‬نظر نحوه‬
‫بقسوة ليقول (ستذهب لسحب المبلغ الذي حصلت‬
‫عليه من فرح وستعيده الي )‪............‬قال (بكل تأكيد‬
‫)‪..........‬نهض من فوق الكرسي ليقول بعدها لسالم‬
‫(فك وثاقه وليقم احدكم باعادته امام منزله‬
‫)‪***********..............‬‬

‫*****تمطت بكسل وفتحت عينيها لتقوم بعدها‬


‫بجذب الغطاء حتى عنقها ‪..........‬اتسعت عينيها‬
‫بدهشة واالحداث السابقة لنومها تندفع الى رأسها هي‬
‫ويوسف ‪......‬ال بل يوسف وهي ال بد ان يذكر اسمه‬
‫اوال بما انه الفاعل االصلي في الموضوع ‪........‬واالن‬
‫بعد كل تلك االعتراضات والمشاجرات هاهي تسقط‬
‫كالبلهاء امامه ‪...........‬قضمت شفتها السفلى وهي‬
‫تتذكر ما حدث ماذا يمكنها ان تقول ‪.............‬حتما‬
‫هذه المرة لن تستطيع اتهامه بشئ لقد كانت في كامل‬
‫وعيها وقد استسلمت له بارادتها الحرة‬
‫‪...........‬ويبدو ان هذا منحها شعورا مختلفا ليس‬
‫الصدمة او الغضب ‪.......‬هو بالتأكيد شعور ايجابي‬
‫لكن ما الذي يمكنها ان تطلقه عليه ‪.........‬ابتسمت‬
‫واحد الكلمات الوقحة تصل الى رأسها ‪..........‬مدت‬
‫يدها تلتقط المالبس الملقاة على االرض لترتديها‬
‫وتتجه نحو الحمام ‪..........‬نظرت الى نفسها بتفحص‬
‫لتبتسم بعدها وهي تهمس لنفسها (ما الذي تبحثين‬
‫عنه يا غبية ان ما حدث ال يؤثر على المالمح‬
‫‪...........).....‬وضعت يدها على بطنها تفكر ربما ما‬
‫سيحدثه يمتد لتسعة اشهر فقط ‪..........‬مؤثرا على كل‬
‫جزء منها لتكون النتيجة النهائية طفل صغير ‪........‬او‬
‫ربما ال ان تلك االفعى اخبرتها انه ال ينجب‬
‫‪..........‬هزت رأسها مبعدة االفكار من رأسها فكل شئ‬
‫سيتضح على كل حال !!!!!!!!!!!!!!خرجت وفتحت‬
‫الدوالب تبحث عما ترتديه اتجهت عينيها ناحية‬
‫قمصان النوم لتنظر اليها للمرة االولى ‪.........‬لتجد‬
‫الماركة الشهيرة مع الخامة الرائعة وموديالت جميلة‬
‫جدا ولكن بشكل عام ال مجال لالحتشام ابتسمت مفكرة‬
‫بيوسف يختارها ‪......‬هل هو فعال من اختارها‬
‫؟‪.........‬هل تخيلها ترتديها ؟‪...........‬اعادتها مكانها‬
‫لتمسك بعدها باحد البيجامات وهي تقول (هذا يكفي‬
‫االن )‪.............‬انها تشعربجوع شديد لذا ستنزل‬
‫وتجد ما تأكله ‪......‬مع دخولها المطبخ شعرت برائحة‬
‫شهية تمأل المكان لتعثر على الشنطة التي يعلوها اسم‬
‫مطعم شهير بينما الطعام ال يزال ساخنا ‪.......‬يبدو انه‬
‫يدللها اليوم ولكن اين ذهب هي لن تنتظر عودته‬
‫ستأخذ بعض الطعام فقط ‪ .........‬جلست وتناولت‬
‫طعامها ‪.............‬وغسلت الطبق ثم اتجهت الى‬
‫الثالجة للحصول على الماء لتقابلها مفاجأة مدهشة‬
‫‪.........‬علبة كبيرة فتحتها بلهفة لتجد ما توقعته كعكة‬
‫شيكوال كبيرة ‪..........‬اخذت العلبة واتجهت نحو‬
‫المنضدة لتضعها فوقها وتبدأ في تذوقها واالكل منها‬
‫بتلذذ وهي تشعر ان عليها انهائها حتى تكتفي‬
‫‪.........‬لم تهتم بمظهرها وهي تأكل بيدها وال بفمها‬
‫الملوث ‪..........‬ولم تشعر من شدة استغراقها بالباب‬
‫وهو يفتح وال بالشخص الذي دخل ووقف ينظر اليها‬
‫بخليط من الدهشة واالستمتاع لينطلق بعدها ضاحكا‬
‫ويقول ( ما هذا ؟ ان البقرات الموجودة بالخارج تأكل‬
‫بشكل افضل من هذا )‪.........‬نظرت نحوه بحنق لتقول‬
‫بعدها (هذا النك تطعمها برسيم وليس مثل هذه الكعكة‬
‫الرائعة )‪..........‬قال بدهشة ( ال ادري اين تخبأين‬
‫الطعام الذي تأكلينه )‪..........‬قالت دون مباالة ( هذا‬
‫هو المهم ما دام وزني ال يزيد اكل كما اريد‬
‫)‪..........‬قال وهو يجلس ( بعد المنظر الذي رأيته‬
‫اطمأني الكعكة كلها اصبحت لك ولكن يكفي هذا االن‬
‫)‪.........‬نظرت نحوه بغضب لتقول بعدها ( ما الذي‬
‫يعنيه هذا سيد يوسف هل تشعر باالشمئزاز مني‬
‫)‪.........‬قال مدعيا التفكير (حبيبتي اظن ان البقرات‬
‫نفسها ستشعر مثلي )‪..........‬اقتربت منه بتهديد وفي‬
‫يدها قطعة كبيرة وهي تقول (عقابك على هذا الكالم‬
‫ان تشاركني اكلها )‪..........‬كان يمسك بها مبعدا يدها‬
‫عن فمه وهو يضحك ليقول لها (لو لوثت كعكتك‬
‫مالبسي ساضعك على ركبتي واضربك كاالطفال‬
‫)‪..........‬وضعت القطعة في العلبة لتأخذها بعدها‬
‫وتضعها في الثالجة ثم تغسل يديها وفمها وتجلس في‬
‫غضب لتقول بعدها (ال تدخل ثانية هكذا اطرق الباب‬
‫اوال )‪..............‬قال بخبث (لما ؟!!!ما الذي تخجلين‬
‫منه تحديدا ان اراك دون مالبس ام اراك وانت تأكلين‬
‫؟)‪..........‬حاولت منع ابتسامتها لتقول بعدها (ايا كان‬
‫السبب التزم بالقواعد )‪..........‬وجدته يسحبها ثم‬
‫يجلسها على ساقيه ويقول بابتسامة (هل غضبت مني‬
‫يا حلوتي ؟)‪.............‬هزت رأسها نفيا وقالت‬
‫(ساغفر لك النك احضرتها )‪..........‬قال وهو يخرج‬
‫الهاتف من جيبه ( ربما ساقدم اعتذار اضافي ما رأيك‬
‫ساجعلك تكلمين سلمى )‪........‬نظرت نحوه منتظرة‬
‫بلهفة فاخرج الهاتف وضغط االرقام لتقول في دهشة‬
‫(انت تحفظ الرقم )‪..........‬قال وهو يشير الى رأسه‬
‫(لدي ذاكرة جيدة مع االرقام )‪..........‬تعلم بمن يذكرها‬
‫سيف ايضا هكذا ‪..........‬ناولها الهاتف وعندما ارادت‬
‫القيام من فوق ساقيه وجدته يمسك بها ويعيدها ثانية‬
‫‪........‬وصلها صوت سيف (مرحبا جيجي كيف حالك‬
‫؟)‪...........‬قالت بصوت حاولت ان يبدو هادئا ( انا‬
‫بخير وانتم ؟)‪..........‬قال بلهجة حزينة (سلمى ال‬
‫تزال كما هي )‪............‬علت وجهها مالمح القلق‬
‫لتقول بتوتر (ال تزال ال تريد ان تلعب او تتكلم‬
‫؟)‪......‬اجاب باحباط (اجل )‪.............‬وجدت الهاتف‬
‫يسحب منها بينما يوسف يشير لها بالصمت ليتكلم‬
‫قائال (مرحبا بك ‪.......‬انت فتى جيد ستفعل ما ساقوله‬
‫تحديدا اليس كذلك ؟)‪...........‬لم يرد فاكمل قائال( ضع‬
‫الهاتف على اذن سلمى حتى تسمعني وانا اتكلم‬
‫)‪............‬رد قائال (انتظر )‪..............‬كانت تحبس‬
‫انفاسها بانتظار ما سيقوله لتجده يتحدث ثانية ويقول‬
‫( سلمى حبيبتي كيف حالك ؟)‪...........‬صمت قليال‬
‫ليعود فيقول (ألن تردي علي ؟)‪(..........‬اعلم انك‬
‫غاضبة مني ولكن ما رأيك ان نعقد اتفاق )‪(..........‬اال‬
‫تحبين االتفاقات يا صغيرتي ؟)‪(...........‬استمعي‬
‫لكالمي فربما يعجبك ‪.......‬امامك اسبوع ان اثبتي‬
‫خالله انك فتاة جيدة سأتي ومعي جيجي لنأخذك‬
‫)‪...........‬لم ترد فعاد يقول لها ( حبيبتي اريد ان‬
‫اسمع صوتك )‪..........‬وصله صوتها اخيرا خافتا‬
‫وهي تقول (هل تحبني ؟)‪..........‬قال بصدق (كثيرا يا‬
‫صغيرة )‪..........‬وصل الى اذنه صوت بكائها فقال‬
‫بحنان ( ال تبكي وسافعل كل ما تريدينه ساجعلك‬
‫تركبين الحصان الصغير اسود اللون ما رأيك‬
‫؟)‪..........‬قالت باعتراض (اريد فرس بيضاء‬
‫)‪.........‬ضحك وقال (فرس بيضاء للجميلة سلمى وكل‬
‫ما تريده ايضا ولكن ستأكلين جيدا وتلعبين وتفعلين‬
‫كل ما تحبينه اليس كذلك ؟)‪.........‬قالت وقد زال‬
‫صوت البكاء (اتفقنا )‪.........‬قال بتشجيع (كلمي‬
‫جيجي كانت حزينة جدا الجلك )‪.......‬ناولها الهاتف‬
‫وتركها جالسة واتجه ناحية المطبخ ‪.........‬بينما كان‬
‫الذهول ال يفارقها ما الذي يملكه يجعل الطفلة الحزينة‬
‫ترضى هكذا بهذه البساطة !!!!!!!!!!قالت لها (كيف‬
‫حالك يا حلوتي ؟)‪.........‬قالت ببساطة (انا االن افضل‬
‫)‪.........‬قالت بهدوء (حمدا هلل ماذا تريدين ان احضر‬
‫لك ؟)‪..........‬اجابتها بصوت منخفض مؤثر( بابا‬
‫)‪..............‬قالت بتأكيد وهي تشعر بالم شديد الجل‬
‫طفلتها (سافعل)‪.............‬كان قد عاد من المطبخ‬
‫وفي يده زجاجة مياه ليجلس ويقول لها (هل اطمأننت‬
‫االن ؟)‪.......‬اومأت برأسها وقالت (شكرا لك ولكن‬
‫لماذا علينا ان ننتظر اسبوع )‪...........‬قال وعيناه‬
‫تلمعان (لقد بدأنا شهر العسل للتو وانا اكتفيت‬
‫باسبوع وحتى هذا ال يعجبك )‪...........‬احمرت‬
‫وجنتاها وقالت ( ليس هناك مشكلة نذهب وعندما‬
‫نعود نبدأ من جديد )‪...........‬ضحك وقال ( ال اضمن‬
‫والدك وعلى االقل قبل ان تبدأ معركة جديدة اكون قد‬
‫صبرت نفسي قليال )‪............‬ال زال صوت ابنتها‬
‫يتردد في اذنها عليها ان تستجمع شجاعتها وتخبره‬
‫االن ‪.........‬ما أسوأ ما قد يفعله ربما يصرخ ويتوعد‬
‫او يضربها ‪..........‬عليها ان تتحمل الجل اوالدها‬
‫نظرت اليه وقد اختفى اللون من وجهها لتقول بعدها‬
‫(يوسف اريد ان اتحدث معك في موضوع هام‬
‫)‪..........‬نظر اليها باستغراب وقال ( لماذا اشعر بان‬
‫هناك شيئا يخيفك ؟‪.........‬تكلمي بما تريدين‬
‫)‪..........‬قالت وهي تأخذ نفسا عميقا (ان الموضوع‬
‫يخص االطفال )‪...........‬رنين الهاتف الذي ارتفع‬
‫قاطع كالمها مما جعله ينظر الى االسم ويقول في‬
‫هدوء (انه معتز سارد ربما يكون هناك شيئا هاما‬
‫)‪........‬‬

‫* وجدت نفسها فوق فراش خاص باحد المستشفيات‬


‫ووالء جالسة على مقعد مجاور ‪........‬نظرت اليها‬
‫قائلة بضعف (أين انا )‪.........‬قالت وعيناها تلمعان‬
‫من االثارة (لقد فقدت وعيك وقام الدكتور الوسيم‬
‫بحملك بين ذراعيه كطرزان واحضرك الى المستشفى‬
‫)‪.........‬ما الذي تقوله هذه الحمقاء وما كل هذا‬
‫الحماس الذي تتحدث به وكأنها شاهدت احد االفالم‬
‫الرومانسية البلهاء ‪......‬بينما هي تشعر انها في‬
‫موقف ال تحسد عليه ولن تستطيع النظر ثانية في‬
‫عيني اي شخص بعد ان شاهدوا ما حدث قالت عاقدة‬
‫جبينها (وأين ذهب طرزان ؟)‪..........‬قالت مبتسمة‬
‫(ليس لديك اي احساس بالمتعة ليتني كنت من فقدت‬
‫وعيها ‪..... ) ........‬تنهدت لتقول بعدها ( لو رأيت‬
‫شكله في غرفة االستقبال وهو يكاد يتشاجر معهم‬
‫والطبيب يتحدث ببرود عن كون االمر مجرد ضربة‬
‫شمس مع ارهاق لطرت فوق السحاب )‪......‬عليها اال‬
‫تأخذ بكالمها بالتأكيد فوالء هذه مجرد حمقاء تعيش‬
‫في الخيال !!!!!!!!!!قالت متجاهلة كالمها (متى‬
‫سنغادر ؟)‪............‬هزت كتفيها بعدم معرفة لتقول‬
‫بعدها بحالمية (سأسأل االستاذ الوسيم واخبرك‬
‫)‪.............‬يبدو ان محور كالمهما قد عاد ‪.‬اعتدلت‬
‫جالسة عندما دخل ليقول لها في اهتمام (كيف حالك‬
‫االن ؟)‪...........‬قالت بصوت منخفض (بخير والحمد‬
‫هلل)‪............‬قال بتأنيب (كان عليك ان تستريحي ما‬
‫دمتي مريضة وال تكلفين نفسك كل هذا العناء‬
‫)‪..........‬انه يكلمها كطفلة مخطئة وهذا يضايقها قالت‬
‫بضيق (لم يكن االمر سيئا هكذا في الصباح يبدو ان‬
‫الشمس زادت االمر سوءا )‪............‬هز رأسه ليقول‬
‫بعدها (المهم االن ان تلزمي الراحة )‪...........‬نظر‬
‫جهة والء ليقول بعدها (وانت يا آنسة ينبغي ان‬
‫تعودي الى المعسكر قبل ان يتأخر الوقت اكثر من هذا‬
‫)‪..........‬قالت باصرار (ساظل مع سارة‬
‫)‪...........‬رفع احد حاجبيه ليقول بعدها في حسم‬
‫(سارة ال تحتاج مرافق لذا ليس هناك حاجة لبقائك‬
‫)‪...........‬هل عليها ان تتدخل وتقوم باحراجه كما فعل‬
‫مع صديقتها ؟‪.......‬ام ربما يكون ما قاله نابع من‬
‫كونه مسئوال عن الطالب وان النوم خارج المعسكر‬
‫ممنوع ويكون هذا تدخال في سلطته ؟!!!!!!!!!عاد‬
‫ليكمل قائال (آنسة والء البقاء خارج المعسكر خالل‬
‫ساعات الليل محظور نهائيا‪ ...........‬وسارة ايضا‬
‫ستعود فور ان يسمح الطبيب بخروجها‬
‫)‪.................‬قامت باستسالم لتجده يقول لها (هل‬
‫ستتمكنين من العودة ام اتي الوصلك )‪............‬قالت‬
‫بهدوء (بالتأكيد استطيع العودة )‪...........‬وجدت‬
‫صديقتها تغادر ليزداد حنقها لماذا بقي ولم يغادر‬
‫‪..........‬هل ستشك والء ام ربما لديها كالعادة تفسير‬
‫حالم للموضوع !!!!!!!!وجدته ينظر اليها بتفحص‬
‫ليقول بعدها بهدوء (واالن ماذا افعل بك يا سارتي‬
‫؟)‪..............‬نظرت نحوه بدهشة فعاد ليكمل (وانا من‬
‫كنت اتخيل اجازة رومانسية لينتهي االمر بنا في‬
‫المشفى وقبلها عدة شجارات )‪..........‬قالت بدهشة‬
‫(رومانسية!!!!!!!!!!)‪..........‬ما بال هذه الكلمة‬
‫ومرادفتها تتكرر كثيرا في االونة االخيرة ‪..........‬هل‬
‫لو نسيت ماضيهما المؤلم وكان تعرفها اليه فقط‬
‫عندما جاء ليدرس لهم هل كانت ستشغل مكان في‬
‫صف الحمقاوات المعجبات به ؟!!!!!!!!!!رد ضاحكا‬
‫(ما بالك تنطقين الكلمة وكأنها تعض هل لديك مشكلة‬
‫معها ؟)‪..........‬قالت بتحدي (ليس لي اي عالقة بها‬
‫من قريب او بعيد لتحدث بيننا مشاكل )‪.........‬ابتسامة‬
‫ساخرة ظهرت على فمه ليقول بعدها ( وانا من كنت‬
‫ساحضر لك االزهار والحلوى ربما االفضل ان اوفر‬
‫نقودي )‪.........‬قالت بابتسامة (انت تحاول ان تريح‬
‫ضميرك مدعيا انني السبب وليس كونك بخيال‬
‫)‪..........‬وضع يده فوق صدره وكأنها جرحته ليقول‬
‫بعدها (ال بد ان ابرئ نفسي من هذه التهمة الشنيعة‬
‫!!!!!!!واالن ربما يمكننا الحصول على اذن من‬
‫الطبيب حتى اقوم باصطحابك الى اغلى مكان في‬
‫المدينة )‪..............‬اشارت بيدها قائلة (انا تيقنت من‬
‫برائتك لذا دع االثبات الى وقت آخر )‪...........‬قال‬
‫باستسالم (اذا لننتظر لوقت أخر )‪...........‬قال مغيرا‬
‫الموضوع (اريد ان اسألك عن شئ )‪........‬اومأت‬
‫برأسها موافقة لتجده يقول (هل علمت ان ملك في‬
‫مصر االن )‪..........‬نظرت نحوه بدهشة لتقول بعدها‬
‫(مع يوسف ؟)‪..........‬قال (اجل الم‬
‫يخبرك؟)‪...........‬هزت رأسها نفيا ولم تجب يبدو انها‬
‫ال تعرف شيئا لذا لن تفيده حول شقيقته‬
‫‪.............‬ترك الموضوع فجأة كما تحدث فيه ليقول‬
‫بعدها (سارة اريد ان اطلب منك شيئا بشرط ان ال‬
‫تنفعلي او تتشاجري معي )‪......‬قالت وهي تعقد‬
‫حاجبيها (ولماذا ستطلبه ان كنت تعلم انه لن يعجبني‬
‫؟)‪..............‬قال بهدوء (النني اريده بشده‬
‫)‪........‬اومأت موافقة ليقول لها (اريد ان ارى شعرك‬
‫)‪............‬قالت بحنق (ماذا؟)‪...........‬اقترب منها‬
‫واقفا ليقول بصوت متالعب ( ال اظن ان الموضوع‬
‫يستدعي كل هذا االستنكار لقد طلبت ان ارى شعرك‬
‫فقط )‪.............‬ثم اقترب بدرجة خطيرة ليقول وهو‬
‫يبتسم لها (او ربما تشعرين بالخجل النك لم‬
‫تمشطيه؟)‪..........‬قالت بانكار (انا امشطه بكل تأكيد‬
‫قبل ارتداء الحجاب ‪...‬ثم ابتعد عني حتى ال تنتقل اليك‬
‫العدوى )‪..............‬ضحك وقال ( ان مرضك غير‬
‫معدي يا قطتي انت مصابة بضربة شمس فقط‬
‫)‪(...........‬واالن ال تغيري الموضوع فانا مصمم او‬
‫ربما تريدين ان انزع عنك الحجاب بنفسي‬
‫)‪...........‬نظرت اليه بحده ليقول بعدها مدعيا الحزن‬
‫(تجرحين مشاعري هكذا وانا من ظننت ان قلبك‬
‫الطيب سيراعي حالتي كطفل مشتت بين المنازل‬
‫نتيجة النفصال والديه )‪..........‬وجد مالمحها تنفرج‬
‫في تعاطف فاستغل الوضع ليقول بعدها ( اخيرا‬
‫ساحظى بمنزل يخصني ولكن تبقى مشكلة واحدة في‬
‫هذه اللحظة تحول بيني وبين هذا الهدف‪ .......‬انا‬
‫اخطو في اتجاه واحد وفي نفس الوقت ال اجد من‬
‫يحاول ان يقابلني في منتصف الطريق)‪...........‬قالت‬
‫بهدوء (هل كل هذا النني ارفض ان اريك شعري‬
‫؟)‪.........‬تنهد قائال (انت ترفضين اي نوع من‬
‫التواصل يا سارتي )‪.............‬هل حشرها في الزاوية‬
‫؟ هل هي فعال كما يقول ؟‪..........‬بقرار مفاجئ نزعت‬
‫الدبابيس التي تثبت حاجابها ‪........‬وقامت بفكه لتجده‬
‫ينظر باعجاب الى شعرها الكستنائي الناعم ويقول في‬
‫هدوء (انا اذكر عندما كان يعكس ضوء الشمس كلما‬
‫سرت )‪...........‬عاد يكمل (واالن انزعي الماسك‬
‫)‪.............‬قامت بنزعه ليتهادى شعرها حتى اسفل‬
‫ظهرها ليقترب هو مسحورا ويلمسه برقة ويقول‬
‫بصوت مبحوح (رااااااااائع)‬

‫**لقد حسمت امرها بكل تأكيد عليها ان تخبر زوجها‬


‫بالرسالة التي وصلتها ‪......‬لقد ظنت انها ارتاحت بعد‬
‫القبض على محسن الكاشف وهرب رامز وان هذه‬
‫الصفحة اغلقت الى االبد ‪........‬ليصدمها بتلك الرسالة‬
‫وما تضمنته من كلمات قليلة ولكنها تدل على انه على‬
‫علم باخبارها اوال بأول ‪..........‬وعلم ايضا انها تقيم‬
‫حفل وعلم بنجاحها في نفس اليوم ‪........‬وضعت يدها‬
‫على بطنها في حركة دفاعية عليها ان تحمي طفلها‬
‫من الخطر المحدق بهم ‪..........‬وجدت معتز يدخل‬
‫حجرة النوم فقالت بهدوء (اريد ان اتكلم معك‬
‫)‪.......‬قالت مبتسما (كلي اذان صاغية ) ‪...........‬ردت‬
‫بابتسامة شاحبة ( لقد وصلتني هذه الرسالة‬
‫)‪...........‬ناولته الهاتف لينعقد جبينه فور قرائتها‬
‫ويقول (الحيوان !!!!!يبدو انه اشتاق لوالده ويريد ان‬
‫يلحق به في السجن )‪..........‬نظر اليها ليقول‬
‫باستفسار (شيري ركزي جيدا هل شعرت ان هناك‬
‫احد يراقبك او يتتبعك عندما تخرجين )‪..........‬هزت‬
‫رأسها في حيرة وقالت (انا ال اخرج اال مع السائق‬
‫واكون معك او مع سارة ‪...........‬نادرا ما خرجت‬
‫وحدي )‪..........‬قال بتفكير(اظن ان هناك جاسوسا في‬
‫مكان ما ينقل اليه اخبارنا ربما هو احد العاملين هنا‬
‫)‪...........‬حدقت به في قلق ليقول لها مطمئنا (ال‬
‫تقلقي ساعات وسيحل الموضوع )‪...........‬المشكلة‬
‫انه ولمدة طويلة كان بعيدا عن القصر ‪............‬وحتى‬
‫منذ عودته ال يبق اال قليال لذا ال يستطيع ان يشك‬
‫باشخاص باعينهم ‪..........‬امسك هاتفه متوجها الى‬
‫الشرفة عليه ان يتصل بيوسف فهو اكيد اكثر منه‬
‫علما بالموظفين ومن يثق فيه بدرجة كبيرة عندها‬
‫يمكنه ان يتعاون معهم لكشف الحقيقة ‪...........‬فتح‬
‫شقيقه الخط فاخبره بما حدث وعن شكوكه وجده‬
‫يقول في لهجة حاسمة (سأتي اليك فورا‬
‫)‪............‬يبدو ان يوسف قد نفذ كالمه فبعد اقل من‬
‫ساعتين كان قد وصل وينتظره في حجرة المكتب‬
‫‪.........‬دخل ليقول له وهو يناوله الهاتف (هذه هي‬
‫الرسالة )‪............‬نظر اليها جيدا ليقول ( يبدو ان‬
‫الوغد قد دخل البلد بطريقة ما فهذا الرقم داخلي‬
‫)‪..........‬قال بعدها (ساعرف مصدر االرسال وفي‬
‫نفس الوقت سنعمل على معرفة من يسرب المعلومات‬
‫‪..........‬سيأتي سالم االن هو وبعض الرجال ويقومون‬
‫باستجواب العاملين وطاقم الحراسة )‪...........‬كان هذا‬
‫ما حدث بالفعل خالل الساعات القادمة ليتضح في‬
‫النهاية انها احد الخادمات والتي اعترفت تحت ضغط‬
‫االستجواب ‪............‬ساعدهم هذا على معرفة‬
‫الشخص الذي هي على صلة به والذي هو بكل تأكيد‬
‫حلقة تصل الى رامز ‪..........‬كان يوسف يأخذ نفسا‬
‫عميقا وهو يقول له (ال ادري ما نهاية كل هذا اصبح‬
‫الخطر يحيط بنا من كل جانب ‪.........‬الواضح ان الذي‬
‫يستهدفك انت وزوجتك عائلة الكاشف ‪..........‬وحتى‬
‫االن الشخص الذي قام بتعطيل فرامل سيارتي غير‬
‫معروف النه اتضح ان من فعلها ليس له ملف عند‬
‫الشرطة )‪...........‬كان يفكر بينه وبين نفسه باالضافة‬
‫الى موضوع احمد وزوجته والذي بالكاد تم انهائه‬
‫‪..........‬قام من فوق الكرسي وقال (انا مضطر‬
‫للمغادرة توخى الحذر انت وزوجتك )‪............‬قال‬
‫باعتراض (هل سترجع كل هذه المسافة ثانية‬
‫؟)‪...........‬ابتسم وقال ( علي ان افعل حتى ولو قدت‬
‫اليام وليس لساعات )‪..........‬نظر في اثره بحيرة‬
‫وهو يشاهده يغادر ‪...‬‬

‫**** مشاعر عديدة انتابتها خالل الساعات الماضية‬


‫منذ ان غادر باستعجال وتركها القلق التوتر والحيرة‬
‫وايضا الملل ‪..........‬ما الشئ الهام الذي اراده معتز‬
‫في تلك اللحظات الهامة التي كانت ستكشف فيها‬
‫الحقيقة ‪..........‬على ما اراده ان يكون هاما واال‬
‫ستريه !!!!!!!!!انها حتى ال تستطيع التركيز مع‬
‫التلفاز او اي شئ ‪.....‬حتى كعكة الشيكوال لم تستطع‬
‫ان تقترب منها ثانية عضت شفتها بحنق وهي‬
‫تتذكرسخريته منها ‪....‬رغم انه هو المتسبب بما حدث‬
‫اليس هو من احضر لها الكعكة ‪..........‬صعدت‬
‫الساللم متوجهة الى االعلى من االفضل ان تنام فربما‬
‫هو سيبيت في الخارج قد يكون عند زوجته االخرى‬
‫‪...........‬هي حتى ال تعلم المسافة بين المزرعة‬
‫والقاهرة فقد احضرها وهي غائبة عن الوعي‬
‫!!!!!!!!!!فتحت الدوالب انها ستستحم فربما‬
‫يساعدها االستحمام على النوم ‪.......‬نظرت الى‬
‫الدوالب وعيناها تتجه على الرغم من ارادتها الى‬
‫الجهة االخرى ‪.........‬بما انه على االرجح يوسف لن‬
‫يأتي فلتعتني بنفسها قليال ‪........‬اختارت قميص‬
‫قصير اسود اللون يلتصق على الجسم له حماالت‬
‫رفيعة لم يكن شفافا ولكن بكل تأكيد مثير ‪......‬بحثت‬
‫في االدراج لتجد ما توقعته ادوات مكياج كاملة‬
‫ومجموعة من العطور من افخم االنواع امسكت‬
‫بنوعها المفضل في سعادة ‪........‬خرجت من الحمام‬
‫وبدأت في تزيين نفسها لترتدي في النهاية القميص‬
‫االسود وتضع العطر ثم تنظر الى نفسها في المرآة‬
‫!!!!!!!!!!من الجيد انها صلت العشاء حتى ال تضطر‬
‫سريعا الزالة زينتها ‪............‬امسكت ببعض االوراق‬
‫وكتاب وجدته ضمن المكتبة الموجودة باالسفل‬
‫المشكلة ان معظم االشياء التي تعجبها باللغة العربية‬
‫بينما الكتب االنجليزية معظمها كتب هندسية‬
‫‪........‬انها االن تقرأ الى حد ما بالعربية ولكن ال تزال‬
‫بطيئة ‪..........‬حاولت القراءة والفهم بصعوبة ولكن‬
‫مع االعتياد اصبحت اسرع ‪.......‬شعرت بصوت‬
‫خطوات تقترب ثم الباب يفتح ويوسف يدخل‬
‫‪.........‬شعرت ببريق مستمتع يشع من عينيه وهو‬
‫ينظر نحوها ثم يقترب منها وهي جالسة فوق السرير‬
‫ليجلس جوارها ويقول وهو يمسك يدها ويقبلها (‬
‫اجمل مفاجأة )‪.........‬قالت ووجهها يتوجه احمرار‬
‫(لقد ظننت انك ستبيت مع زوجتك االخرى‬
‫)‪...........‬ابتسم وقال (ولهذا تزينت وارتديت مالبسك‬
‫كعروس الموت غيظا عندما اعود )‪...........‬قالت‬
‫باستنكار (انا ال افعل شيئا من اجل احد يمكنك ان تقول‬
‫انه بسبب حالة الملل التي اعيشها قررت ان اسلي‬
‫نفسي )‪..........‬قال مبتسما بدفء (على كل حال‬
‫النتيجة تعجبني )‪............‬ثم لمس العقدة بين‬
‫حاجبيها وهو يقول( ال داعي للعبوس يا قطتي لم يعد‬
‫هناك غيرك )‪............‬نظرت نحوه بدهشة وقالت‬
‫(هل طلقتها ؟)‪..........‬قال بهدوء ( ساطلقها قريبا‬
‫‪.........‬عاد يقول وكأن من حقها ان تعرف انا لم‬
‫المسها منذ كنا في فرنسا )‪...........‬قالت تغالب‬
‫شعورها بالراحة (انا لن افرح بطالق امرأة اخرى‬
‫)‪..........‬ابتسم باعجاب وقال (دعك منها االن فانا لم‬
‫اخبرك كم انت مذهلة ورائعة و‪.........).........‬كان‬
‫يقبلها قاطعا كلمته لتقول بتململ (يوسف ارجوك‬
‫انتظر)‪...........‬نظر نحوها بتذمر لتقول (ليس االن‬
‫‪........)..........‬عقد حاجبيه في تساؤل لتكمل هي‬
‫بعدها (اريد الحصول على مانع للحمل اوال‬
‫)‪...........‬نظر نحوها بحدة ليقول (ماذا‬
‫؟!!!!!!!)‪.........‬قالت بتوتر من رد فعله العنيف (ان‬
‫احوالنا ليست مستقرة وانت ال تتوقع مني ان احمل‬
‫االن )‪............‬كانت اصابعه تمر على بشرة معصمها‬
‫ببطء ليقول بعدها ببرود (فيما بعد انت ال تظنين ان‬
‫مرة او مرتين ستحدث حمال )‪...............‬قالت‬
‫بغموض (صديقة لي حملت بتوأم بعد مرة واحدة‬
‫)‪............‬نظر اليها بعدم تصديق ليقول بعدها (ال بد‬
‫انها زوجها هذا ثور )‪.............‬كانت تهتز بسبب‬
‫الضحك العنيف الذي اندفعت فيه لتسعل في النهاية‬
‫دون ان يتوقف ضحكها فينظر نحوها بدهشة قائال (ما‬
‫كل هذا الضحك ؟)‪..........‬هدأت اخيرا لتقول بعدها‬
‫بصوت مرح (انه نفس اللقب الذي تطلقه عليه‬
‫‪.........‬ربما علينا ان نخف قليال على الرجل حتى ال‬
‫يحدث له شيئا )‪............‬قال باستهزأ (وما الذي‬
‫يمكن ان يسببه الحسد لمثل هذا ؟)‪........‬قالت‬
‫بابتسامة (ربما سينجب في المرة طفال واحدا‬
‫)‪........‬ابتسم لقولها‪...........‬لم يكن قد توقف عن‬
‫لمسها فقالت بهدوء (يوسف انا جادة )‪..........‬قال‬
‫ومالمحه متجمدة (ال تقلقي يا ملك لن تحملي حتى‬
‫دون استخدام وسيلة انا غير قادر على االنجاب‬
‫)‪...........‬شعرت وكـأن صاعقة ضربت رأسها لماذا‬
‫يكرر كالم تلك المرأة الحقود ؟‪.....‬ان ما يقوله غير‬
‫معقول كيف يكون غير قادر على االنجاب وقد انجب‬
‫سيف وسلمى !!!!!!!!!!!!هزت رأسها نفيا لتقول‬
‫باصرار (ان ما تقوله مستحيل )‪...........‬نظر نحوها‬
‫بقسوة ليقول (ليس مستحيل انه امر واقع اعيشه منذ‬
‫سنوات )‪.............‬قالت بتصميم (هل اجريت‬
‫الفحوص والتحليالت الالزمة ؟)‪...........‬قال ساخرا‬
‫(بالتأكيد يا دكتورة ال تظني اني كنت انتظر تخرجك‬
‫لتخبريني بما يجب ان افعله لقد اجريت فحوصات في‬
‫مختبر ‪........‬ذكر اسم واحد من اشهر المعامل في‬
‫العالم ‪.......‬ليكمل بعدها نتيجة المختبرات في الداخل‬
‫والخارج واحدة انا عقيم دون اي امل في العالج‬
‫‪.........‬لذا لنغلق هذا الموضوع وال تخبريني انك‬
‫تراجعت عن قرار عدم االنجاب االن )‪...........‬اللعنة‬
‫ما الذي يعنيه هذا ؟!!!!!!!!هل يشككها بنفسها ولكن‬
‫هي على يقين انها حملت منه ‪.......‬بعد ما فعله معها‬
‫عندما كانت في مصر لم تكن تخرج او اي شئ ‪......‬و‬
‫حتى لم تدخل المستشفى وقتها اي انه والد طفليها‬
‫بكل تأكيد !!!!!!رفع رأسها بيده ليخرجها من‬
‫شرودها ويقول لها (دعك من هذا االن انا اعتدت على‬
‫الفكرة ولم اعد اهتم )‪...........‬نظرت الى عينيه لترى‬
‫كذب كالمه ان يتألم وهي تريد ان تزيل المه‬
‫‪.......‬ولكن االمر اصبح اكثر تعقيد انه على يقين من‬
‫كونه عقيم واالمر اصعب االن ‪...........‬اقتربت منه‬
‫لتضع ذراعيها حوله في بادرة للتخفيف عن المه‬
‫بطريقة اخرى حتى تجد طريقة او تسأل احد اساتذتها‬
‫عن حالته ‪...............‬كانت قد رفعت الغطاء حتى‬
‫ذقنها عندما وجدت يده تمتد نحوها فابتعدت باعتراض‬
‫قائلة (ماذا االن ؟)‪..........‬قال وهو يضحك (اهدأي يا‬
‫جبانة )‪...........‬وجدت يده تمتد اسفل بطنها متلمسا‬
‫اثر العملية وهو يقول (ما هذا ؟)‪.............‬فكرت ما‬
‫الذي عليها ان تفعله ؟‪........‬هل تقول له بعد كل كالمه‬
‫انه اثر عملية والدة ربما سيقتلها قبل ان يعطيها‬
‫الوقت لتشرح له ظنا انها قد خانته ‪..........‬قالت‬
‫بتوتر (انه اثر عملية زائدة )‪..........‬قال رافعا حاجبه‬
‫باستغراب ( ليس لديك زائدة ووالدك يفعل بي كل هذا‬
‫؟!!!!!!!ما الذي كان سيفعله اذا لو كان لديك زائدة‬
‫؟)‪..............‬قالت وهي تبعد يده عنها بغضب (ما‬
‫دامت الزائدة تهمك الى هذا الحد احصل على اخرى‬
‫لديها واحدة )‪.........‬ضحك قائال (اقدم اعتذاري‬
‫للزائدة واسفي لصاحبة الزائدة وندمي لفم صاحبة‬
‫الزائدة كان يقول الكلمة ويقبلها في نفس المكان الذي‬
‫يذكره ‪.......‬عندما تركها في النهاية قال بخبث (هل‬
‫قبلت االعتذار حبي ؟)‪..........‬قالت وهي تمد يدها‬
‫لتلتقط القميص من فوق االرض (صدقني اخر مرة‬
‫اطالبك فيها باالعتذار ‪.........‬وربما حتى لن اغضب‬
‫ثانية حتى تقلل من اعتذارتك لالبد)‪.........‬كان رده‬
‫عليها هو ضحكة صاخبة ‪...........‬‬
‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪....‬الفصل التاسع واالربعون ‪.............‬كانت واقفة‬


‫في شرفة الشقة الصغيرة التي استأجرتها‬
‫‪..........‬مضت خمسة ايام على وصولها الى البلد‬
‫‪.........‬لقد صممت على السفر رغم كل اعتراضات‬
‫والدها وما جعله يوافق في النهاية هو اقناع خالها له‬
‫‪..........‬خالها عرض عليها ان تقيم في شقته ولكن‬
‫هي رفضت واستأجرت شقة في نفس العمارة‬
‫‪........‬لن يكون وجودها مريحا لخالها وزوجته‬
‫واوالدهما ‪........‬فبقائها ليس عدة ايام تنتهي بعدها‬
‫الزيارة ولكن سيطول ‪.......‬خالها ايضا هو من وجد‬
‫لها عمل في الصحيفة التي يترأس تحريرها‬
‫‪.............‬عملها بداية سيكون الترجمة واالعداد‬
‫للموضوعات ‪.......‬اخبرها انها مع الوقت قد تكتب‬
‫بعض المتابعات او المقاالت باللغة االنجليزية‬
‫‪..........‬لغتها كانت جيدة النها تعلمت في مدارس‬
‫لغات باالضافة الى الكرسات العتي حصلت عليها‬
‫ولكن هذا لم يمنع ان تكون للواسطة دور فمع انعدام‬
‫خبرتها كان من الصعب الحصول على العمل‬
‫‪........‬بدأت عملها بالفعل والذي كان مالئما لها‬
‫‪...........‬كان من الجيد ان تعمل في مجال ال يشعرها‬
‫بالملل بل باالثارة الدائمة ‪............‬تنهي عملها‬
‫وتمشي حتى تصل الى العمارة فمن حسن حظها ان‬
‫المكان قريب ‪.........‬ايضا خالها قام بدعوتها على‬
‫العشاء في احد المطاعم الرائعة ‪.........‬كما ان اوالد‬
‫خالها احيانا يأتون فيجلسون معها ابنة خالها جنى‬
‫ذات االثنا عشر عام اخبرتها انها سعيدة جدا بوجودها‬
‫فاخيرا اصبح لهم اقارب في نفس البلد ‪......‬واليوم‬
‫ذهبت مع زوجة خالها للتسوق في احد الموالت‬
‫‪........‬فاشترت مستلزمات للمنزل ‪........‬تحاول التعود‬
‫على المبيت غير المعتاد بمفردها ومع مرور الوقت‬
‫تحسن الوضع ‪...........‬ما يشغل بالها االن ان دورتها‬
‫فات على ميعادها يومان ‪.........‬التحليل المنزلي لن‬
‫يظهر الحمل في هذه المرحلة ‪.....‬وعليها ان ارادت‬
‫التأكد ان تذهب الى المعمل وتجري تحليل دماء‬
‫‪.........‬عليها ان تعرف عنوان احد المعامل دون ان‬
‫تحدث شوشرة ‪..........‬هي تصرفت دون تفكير‬
‫فالجميع علم قبل الطالق انها ليست حامل واالن اذا‬
‫كانت حامل لن تستطيع النظر في وجوههم ‪..........‬بما‬
‫انها االن بعيدة يمكنها ان تخفي خبر حملها ان كانت‬
‫حامل لبعض الوقت ‪..........‬كما ان عليها ان تخبر‬
‫احمد اوال فهو الوحيد الذي لن يستنكر حملها‬
‫!!!!!!!!لقد كان شريكا لها اليس كذلك ؟‪.........‬وحتى‬
‫هو اصبحت االمور معه سيئة فبعد مكالمتهما االخيرة‬
‫حاول االتصال بها ثانية ولكن لم ترد وفي النهاية كف‬
‫عن االتصال ‪.............‬هل يأس واغلق الصفحة‬
‫نهائيا ‪........‬ترى ماذا يكون رد فعله ان علم انها‬
‫حامل ؟‪.........‬هل سيصر على عودتها االن ؟‪.........‬ام‬
‫سيتضايق النها ستظل مرتبطة به‪..........‬االنتظار االن‬
‫يوترها بشكل كبير ربما عليها ان تتوجه الى المعمل‬
‫في الصباح وتنهي االمر ‪.........‬تناهى الى اذنها‬
‫صوت الهاتف فامسكت به تنظر الى المتصل لتجده هو‬
‫‪.........‬نظرت الى االسم التي تسجل به رقمه مبتسمة‬
‫‪......‬د‪.‬احمد سليمان ‪......‬كان هو من سجله بنفسه‬
‫وكتب اسمه وهي تركته كما هو وكأن يدها ابت ان‬
‫تمتد وتغير شئ قام بفعله ‪.........‬ارادت كثير من‬
‫المرات ان تغير اللقب الى حبيبي او زوجي الحبيب‬
‫ولكن لم تفعل ‪.........‬كانت قد قررت بينها وبين نفسها‬
‫انها ستجعله يغير لقبه بنفسه عندما يحبها‬
‫‪.......‬ابتسمت بسخرية يبدو ان زوجها السابق العملي‬
‫جدا ال يعترف بهذه االشياء من االساس‬
‫‪............‬استمر الرنين لتقرر في النهاية ان تفتح‬
‫الخط ‪.......‬قالت مباشرة (مساء الخير )‪..........‬كان‬
‫قد يأس من ان ترد لذا جاء صوتها مفاجئا له فقال‬
‫بهدوء (كيف حالك ؟)‪...........‬قالت وهي تتنهد (بخير‬
‫‪....‬انت بالتأكيد لم تتصل لتتعرف على حالي‬
‫؟)‪............‬قال وهو يحاول تجاوز كالمها الحاد ( انا‬
‫اتصل العرف احوالك بكل تأكيد ويسعدني انك بخير‬
‫‪.........‬صمت قليال وعاد يقول ‪ :‬اين‬
‫انت؟)‪..........‬قالت ببرود (اخبرتك انني ساسافر وانا‬
‫االن في دبي )‪............‬صر على اسنانه ليحاول‬
‫استعادة هدوئه ويقول (اذا فقد فعلتها )‪.......‬قالت بال‬
‫مباالة (هل ظننت ان تهديدك سيوقفني ؟)‪.........‬قال‬
‫بحدة ( هل يمكنني ان افهم ماذا تفعلين في بلد غريب‬
‫بمفردك ؟)‪...........‬اجابت بنفس الحدة (انا اعمل‬
‫)‪........‬بعصبية قال (هل وقعت العقد ؟)‪........‬قالت‬
‫بتصميم (اجل )‪..........‬عاد الى هدوئه وقال (ساسدد‬
‫الشرط الجزائي )‪..........‬قالت باعتراض (احمد‬
‫اخبرتك انه لم يعد لديك سلطة علي )‪...........‬قال‬
‫بتوعد (يمكنك ان تقولي ما تشائين ‪..........‬وهذه‬
‫المرة لن انتظر ان تخبريني عنوانك بل ساصل اليه‬
‫بنفسي )‪............‬قالت محاولة تهدئة االمور على‬
‫االقل في الوقت الحالي (احمد انا لست بمفردي انا مع‬
‫خالي واسرته وال تقلق هو لديه ولدان احدهما في‬
‫الثامنة واالخر في الرابعة )‪..............‬قال اخيرا‬
‫ببعض الراحة (ساتركك لبعض الوقت حتى تهدأ‬
‫اعصابك وبعدها ستعودين )‪.............‬اغلقت الهاتف‬
‫دون ان ترد‬
‫‪***********************..........‬‬

‫*كانا يجلسان في الريسبشن وعلى المنضدة امامهما‬


‫لوح من الواح الشطرنج ‪.........‬لقد عثرا عليه منذ‬
‫اربعة ايام ومن وقتها لم تنته اللعبة ‪...........‬لقد ظنت‬
‫انها قد وجدت ما ستستطيع ان تهزمه فيه ‪........‬فهي‬
‫كما يمكن ان يقال ليست هاوية بل محترفة ‪.....‬تشترك‬
‫في البطوالت ولديها تصنيف ممتاز ‪........‬ولكن ما‬
‫اكتشفته انه حتى االلقاب والبطوالت نسبية ففي‬
‫النهاية تكون المنافسة بين المحترفين الذين قرروا‬
‫االشتراك بينما غيرهم قد يكون مثلهم او امهر منهم‬
‫‪............‬وفي هذه اللحظة المنافسة على اشدها فلم‬
‫يبق لكل منهما اال القطع الهامة ‪..........‬كان يستند‬
‫برأسه على يديه بينما يقول لها ببراءة (يبدو ان علي‬
‫االستسالم فهذه اللعبة طالت اكثر من الالزم‬
‫)‪...........‬قالت دون اهتمام (يبدو ان نفسك قصير يا‬
‫جو )‪............‬ضحك وقال (اربعة ايام وتقولين ان‬
‫نفسي قصير )‪..........‬عاد ليكمل (ايتها المتحايلة لقد‬
‫افسدت شهر العسل )‪.............‬نظرت اليه باستنكار‬
‫وقالت (افسدته على اساس ان المفترض ان يكون‬
‫شهر العسل هذا له اتجاه واحد فقط )‪..........‬قال‬
‫بتفكير (ومن قال هذا انا مثال اريد االن ان نلعب لعبة‬
‫اخرى ‪.‬ما رأيك باالعترافات كل واحد يسأل االخر‬
‫سؤال بالتبادل )‪.........‬امسكت بلوح الشطرنج‬
‫ووضعته فوق المكتبة ثم عادت لتجلس على االريكة‬
‫وقد اعجبتها الفكرة ‪.........‬قال لها بفضول ( ماذا‬
‫كانت خطتك نحوي في فرنسا ؟)‪...........‬لمعت عيناها‬
‫بشقاوة وهي تقول ( في البداية كان اغواءك ‪..‬وبعدها‬
‫جعلك تحبني )‪..........‬ضحك بدهشة وقال (اغوائي‬
‫؟!!!!!!!!! وكيف كان سيحدث هذا وانت كنت ترتجفين‬
‫خوفا ام ان الخطة كانت اغواء عن بعد‬
‫)‪...........‬احمر وجهها لتقول بعدها (انا لم اكن ساصل‬
‫للنهاية )‪.............‬قال بسخرية (وبافتراض اني قبلت‬
‫العرض كيف كنت ستمنعينني ؟)‪..........‬قالت‬
‫باستسالم ( لهذا غيرت الخطة )‪..........‬قالت بتفكير‬
‫(سؤالي االن ‪..‬لماذا تصمم على ارتدائي قمصان النوم‬
‫رغم انك تعلم اين ستكون بعد لحظات) ‪......‬ضحك‬
‫باستمتاع وهو يقول (يبدو انني وجدت ندا لي اخيرا‬
‫‪...........‬ساخبرك ‪...‬عندما كنت في باريس قابلت فتاة‬
‫وقحة خرجت لي في يوم من االيام بقميص ازرق‬
‫اللون يمكنك ان تقولي انه صادم ‪..........‬لذا عندما‬
‫علمت انها زوجتي توعدتها ان ارتدت مثله ثانية ان‬
‫انزعه عنها )‪.............‬قالت عاقدة حاجبيها ( ولكن‬
‫انت من احضرهم وايضا انت من تجعلني ارتديهم‬
‫)‪.............‬قال بال مباالة (هذا ليس مهما المهم هو‬
‫النتيجة النهائية )‪ ...........‬قال بتفكير (واالن سؤال‬
‫برئ ما التخصص الذي اخترته ؟)‪.........‬قالت بنظرة‬
‫متألقة ( ماما تريدني ان اتخصص في طب النساء‬
‫وبابا في االعصاب وعماد في الجراحة ‪...........‬يبدو‬
‫ان كال واحد فيهم يحتاج لصبي يساعده في عمله‬
‫)‪.........‬ضحك بمرح لكالمها ‪.....‬تشعر دائما ان‬
‫ضحكته تنعكس عليها وتجعلها تبتسم تلقائيا‬
‫‪.........‬سيسافرا خالل يومين تتمنى ان تأخذه معها‬
‫الى لندن حتى تراه صديقاتها بال شك سيمتن كمدا‬
‫!!!!!!!!!!اكملت كالمها وقالت ( انا ال زلت افاضل‬
‫بين النساء واالطفال )‪.........‬قالت بحماس (االن‬
‫دوري من اكثر شخص تحترمه في العالم‬
‫؟)‪............‬ارتسمت على وجهه عالمات خيبة االمل‬
‫بشكل مضحك ليقول (وانا من ظننت انك تسأليني عن‬
‫اكثر شخص احبه )‪..........‬قالت بغرور شعر انه يليق‬
‫بها فمن اكثر منها يحق له هذا (ولماذا اسألك عن شئ‬
‫اعرف اجابته بالفعل ‪............‬انا اعلم انني اكثر‬
‫شخص تحبه )‪...........‬قال بهدوء (حسنا ايتها الواثقة‬
‫يمكنك ان تقولي انه جدي ‪............‬امامه فقط اشعر‬
‫انني عدت طفل صغير ‪......‬بالطبع ال استطيع ارهابه‬
‫او حتى عصيانه كلمته عندي قانون )‪.........‬نظرت‬
‫نحوه باعجاب وقالت (من الجيد ان لك كبير يا ابن‬
‫سليمان ‪.........‬وحسنا انك اخبرتني الستعين به عند‬
‫اللزوم )‪...........‬يبدو ان الحمقاء عرفت نقطة ضعفه‬
‫وتهدده بها كما انها تناديه كما يفعل جده (ابن سليمان‬
‫) قام من مكانه واتجه نحوها والتهديد في عينه وقال‬
‫(اذا فانت تهدديني يا حلوتي ‪......‬صدقيني ال احد يقدر‬
‫على فعلها دون ان يأخذ جزاءه )‪........‬وجدت يده‬
‫تمتد نحوها فقفزت من فوق الكرسي وهي تضحك‬
‫وتجري مبتعدة (يبدو انك ستجعلني انفذ تهديدي‬
‫سريعا )‪.........‬اندفع خلفها ولكنها انحنت وسارت‬
‫اسفل منضدة السفرة قبل ان يصل اليها فاصبحت تمثل‬
‫حاجزا بينهما ‪.......‬نظر اليها ببريق مستمتع وقد‬
‫اعجبته اللعبة ‪.........‬زوجته الممتعة ال تتوقف عن‬
‫مفاجأته ‪.........‬الحظ نظرتها واتجاه عينيها فعلم ما‬
‫تنتويه ‪..........‬وقبل ان تصل الى باب الحجرة كان قد‬
‫امسك بخصرها بينما ضحكاتها لم تتوقف ليرفعها‬
‫على كتفه وهو يقول ( سنذهب الى المكان المفضل‬
‫لدي لتصفية الحسابات )‪..........‬قالها وهو يتجه نحو‬
‫السلم لتقول له باعتراض (لقد اتفقنا اننا لن نصعد الى‬
‫االعلى قبل العاشرة مساءا )‪............‬قال بمكر والزال‬
‫يحتفظ بها فوق كتفه (جيد انك ذكرتني فانا ال احب‬
‫التراجع عن كلمتي )‪..............‬اتجه بها نحو االريكة‬
‫ليضعها فوقها حاولت ان تقوم لتجده يحاصرها‬
‫ويدفعها الى الخلف‪ .........‬فنظرت نحوه بحيرة‬
‫ليتضح لها هدفه من نظراته المشعة قالت عاقدة‬
‫حاجبيها (يوسف هذا تحايل على القواعد‪.........‬‬
‫)‪..........‬كان قد بدأ في لمسها وتقبيل ها كاتما باقي‬
‫عبارتها ليقول هو عندما التقط انفاسه (تذكري‬
‫االتفاق جيدا يا حلوة وستري ان الكالم كان حول‬
‫الصعود للطابق االعلى ولم نذكر شيئا حول الطابق‬
‫االسفل )‪...........‬عاد يقبلها وعندما اتاح لها الفرصة‬
‫للكالم قالت بحنق (ساعطي هذه االريكة للحارس‬
‫)‪............‬ضحك على جملتها ليقول شيئا في اذنها‬
‫جعل وجهها يحمر خجال وحنقا وتبدأ في سبابها له‬
‫(ايها الوقح العديم ‪...........).........‬عاد ليقطع كالمها‬
‫ثانية ‪..........‬كان ينظر الى حاجبيها المعقودين‬
‫وشفتها التي تمطها بصورة طفولية ضاحكا لتقول في‬
‫غيظ (لك مزاج للضحك ايضا )‪..........‬قال من بين‬
‫ضحكاته (انا اعلم انك ال تكذبين لذا سأسألك سؤاال‬
‫واحدا )‪..........‬اومأت برأسها فقال وهو ينظر الى رد‬
‫فعلها (هل يعجبك ما يحدث ؟)‪............‬نظرت نحوه‬
‫بعدم فهم هل عليه ان يسألها هذا السؤال ويطلب منها‬
‫الصراحة ايضا قالت وقد استعادت تالعبها ( هل تطلب‬
‫مني تقييم ما ؟ )‪...............‬رفع احد حاجبيه في بطء‬
‫ليقول ( امممممممم تقييم ؟ ربما ساطلب تقييم بعد ان‬
‫اعاملك كالكبار وليس كطفلة يجب مراعاة برائتها‬
‫)‪..........‬قالت ببطء (رغم ان كالمك لم يرق لي اال‬
‫انني مضطرة ان اقول بصراحة انه يعجبني‬
‫‪.........‬ولكن انا افكر في مصلحتك انت فالمبالغة في‬
‫هذه االشياء تضر القلب ومن الممكن ان تتسبب‬
‫بسكته قلبية )‪............‬قال باستنكار (المبالغة ؟‬
‫!!!!!!لوال اني ال اريد االثقال عليك لما اخرجتك من‬
‫حجرة النوم وليس قانون الساعة العاشرة ‪.........‬ثم‬
‫ال تخافي على قلبي انا اركض لمدة ساعتين‬
‫متواصلتين كل صباح دون ان يشكو )‪..........‬نظرت‬
‫نحوه بشك لتقول بعدها (بكل تأكيد ما تقوله غير‬
‫منطقي اساسا المعدل العالمي هو ثالث مرات‬
‫)‪............‬قال وهو يبدو عليه البراءة ( اي انني ال‬
‫ابالغ وانت من تظلميني )‪...........‬قالت بحنق (انت‬
‫ميئوس منك انه ثالث مرات في االسبوع وليس في ال‬
‫‪...........)..........‬كان رد فعله هو الضحك ليقول‬
‫بعدها (ما دمتي مهتمة باالحصاءات عليك ان تبحثي‬
‫عن معدلك هذا في شهر العسل )‪............‬نظرت نحوه‬
‫بشك على كل حال ستفعل عندما يعطيها الب‬

‫عادت الى المعسكر منذ ثالثة ايام والغد هو يوم حر‬


‫بالنسبة لهم اتفقت مع بعض الفتيات على زيارة‬
‫المكتبة الشهيرة وبعدها الغداء في احد المطاعم‬
‫‪........‬لذا ذهبت للنوم لتكون نشيطة في الغد‬
‫‪.........‬ارتفع صوت هاتفها فنظرت الى االسم ما الذي‬
‫يريده منها االن وهي كيف ستكمله والبنات معها في‬
‫الغرفة ‪..........‬تجاهلت االتصال لتجد رسالة تصلها "‬
‫افتحي الخط قبل ان اتي واسحبك من شعرك الطويل‬
‫الجميل " ‪.........‬يبدو انها لن تتوقف عن الندم على‬
‫سماحها له برؤيته‪.........‬ارسلت له رسالة "كيف‬
‫ساتحدث معك في وجود زميالتي "‪..............‬ارسل‬
‫لها رسالة ‪:‬حسنا آنسة سارة ستقابليني غدا عند‬
‫‪.........‬في تمام الساعة الخامسة "‪...........‬ردت‬
‫"ربما لن اكون قد عدت عندها "‪..........‬جاءها رده‬
‫"الخامسة صباحا ان تأخرت سأتي واخذك‬
‫بنفسي"‪..........‬ردت "لماذا؟"‪.............‬اجاب‬
‫"ستعرفين عندما تأتين واالن نامي حتى تستيقظي‬
‫مبكرا "‪..............‬ما الذي عليها ان تفعله وماذا‬
‫ستقول لزميالتها كحجة لعدم ذهابها معهن ؟ والسؤال‬
‫االهم ما الذييريده منها ؟‪...........‬نامت‬
‫واالفكارتطاردها لتستيقظ وتجد نفسها ترتدي مالبسها‬
‫بعد ان صلت الفجر ثم توقظ والء وتقول لها ( والء انا‬
‫مضطرة للخروج لزيارة اقارب لي )‪........‬نظرت‬
‫نحوها بدهشة وقالت (لديك اقارب هنا وستذهبين‬
‫اليهم عند الفجر )‪...........‬قالت بتوتر (انه امر طارئ‬
‫)‪......‬هي غير معتادة على الكذب وربما لم تنجح في‬
‫خداعها ‪........‬ولكن على كل حل هو يعتبر قريب لها‬
‫اليس زوجها ؟!!!!!!!! خرجت من المعسكر غير‬
‫منتبهه للعيون التي رأتها ‪..........‬كانت نهى تستعد‬
‫للخروج ايضا في مجموعة تضم بعض الشباب‬
‫والفتيات عندما فقدت االمل في ان يخرج معها‬
‫استاذها الوسيم ‪...........‬تشعر بالكراهية نحو هذه‬
‫السارة خاصة وهي تشعر باهتمام الدكتور محمد بها‬
‫وحتى قبلها فالفتاة يبدو عليها مظاهر الرقي والثراء‬
‫حتى سيارتها لم تكن قد رأت مثلها عند اي طالب‬
‫‪..........‬نادت بعض اصدقائها الواقفين بالقرب قائلة‬
‫(تعالوا لنرى اين ستذهب هذه ؟)‪.............‬وصلت‬
‫سيرا على االقدام الى المكان الذي اخبرها به لتجد‬
‫سيارته متوقفة فيفتح لها الباب قائال (احلى صباح يا‬
‫سارتي)‪.............‬ركبت دون رد لتجده يتوقف بعد‬
‫قليل عند الميناء ويمد يده لتمسكها فتخرج وهو يقول‬
‫(سنقوم برحلة بحرية )‪............‬نظرت نحوه بدهشة‬
‫وقالت ( ولماذا لم تخبرني انا ال ارتد مالبسي مناسبة‬
‫)‪.........‬قال بابتسامة مائلة (اردت ان افاجئك‬
‫‪.........‬وبالنسبة للمالبس سنتصرف )‪..........‬اتجه‬
‫ناحية حقيبة السيارة ليخرج منها شنطة كبيرة‬
‫‪............‬ثم يعود اليها ويقول (هيا )‪.........‬لم تشعر‬
‫بذراعه وهي تحيط بها بينما كانت مستغرقة في‬
‫افكارها هي تحب االبحار ربما سيأخذها في مركب‬
‫فلتستمتع قليال وتعود ‪.......‬سار حتى وصال الى‬
‫مرسى اليخوت ليقول لها وهو يشير الى احدها (‬
‫سنستقل هذا )‪.........‬نظرت الى اليخت ترى هل‬
‫سيكونان بمفردهما ام ان هناك طاقم قيادة او على‬
‫االقل بحار ‪......‬انها تعلم انه ال يحتاج فهو محترف‬
‫مثل معتز الم يكونا عضوين في فريق التجديف‬
‫‪.........‬اخذت نفسا عميقا هو بالتأكيد لن يفعل شيئا‬
‫خارجا اليس كذلك ؟ ثم ما البديل ان تصرخ وتبكي‬
‫مثل االطفال ليأتي احد وينقذها من خاطفها‬
‫؟!!!!!!!كان الوصول الى اليخت يتطلب قفزة كبيرة‬
‫بسبب بعد المسافة ومع الجيبة الضيقة التي ترتديها‬
‫بدا االمر مستحيال عاد انتباهه اليها ليبتسم وهو‬
‫يقترب ويقول لها ( ساساعدك )‪...........‬انحني ليمسك‬
‫بخصرها ويرفعها بسهولة ‪.......‬لحظات شعرت‬
‫بنفسها معلقة في الهواء ‪....‬ثم ليطغى عليها شعور‬
‫آخر وهي احساسها بذراعيه حولها‪.......‬ثم لتشعر‬
‫ثانية باالرض تحت قدميها ليقول لها بابتسامة ( في‬
‫خدمتك يا اميرتي )‪...........‬عندما رأتها تتوقف امام‬
‫سيارته كادت تنفجر غيظا ‪.‬يبدو ان الفتاة التي تصور‬
‫نفسها كخضرة الشريفة على عالقة بالدكتور‬
‫‪........‬قالت اليمن احد الشباب الذين خرجوا معهم‬
‫(اوقف سيارة اجرة )‪..........‬استقلت السيارة هي‬
‫وبعض زمالئها لتطلب من السائق (تتبع السيارة‬
‫المرسيدس الفضية )‪..........‬ما ان توقفت السيارة‬
‫حتى هرعت نازلة لترى والغيظ يأكلها باقي المشهد‬
‫يبدة انه سيأخذ البرنسيسة في رحلة باليخت‬
‫‪...........‬ولكن هي ستريهما ستجعلها تندم على‬
‫حصولها على ما كانت تريده‬
‫!!!!!!!!!!!!‪******************...............‬‬
‫**‬

‫وصل اليها صوته (ملوكي استيقظي يكفي هذا‬


‫)‪..........‬فتحت عينيها ببطء لتقول وهي تتمطى‬
‫(صباح الخير )‪...........‬ابتسم لها وقال (احلى صباح‬
‫هو الذي ارى فيه هاتان العينان الساحرتان‬
‫)‪...........‬ابتسمت له لتقول بعدها (كم الساعة‬
‫؟)‪..........‬قال بهدوء (التاسعة ‪.........‬هيا تناولي‬
‫افطارك واستعدي فسنخرج )‪.........‬قالت بتساؤل (اين‬
‫؟)‪..........‬ابتسم وقال (سأخذك لزيارة جدي حتى‬
‫تتقدمي اليه بكل الشكاوى )‪.........‬قامت بحماس‬
‫متجهة الى الحمام عندما خرج ناولها شنطة وقال‬
‫(ارتدي هذه المالبس ‪.......‬اخرجتها لتجد فستان دون‬
‫اكمام مطبع بالزهور الوردية ولونه فضي معه جاكت‬
‫قصير من الجينز وهناك وشاح مناسب له ‪.‬نظرت‬
‫نحوه بدهشة فقال لها (سنذهب الى بلد ريفية ضعي‬
‫الوشاح عند خروجنا من السيارة فقط‬
‫)‪...........‬أومأت برأسها موافقة ارتدت المالبس ولم‬
‫تستخدم اي مكياج لتجد شنطة اخرى تحتوي على‬
‫حذاء متوسط االرتفاع ‪.........‬نزلت الى االسفل‬
‫والوشاح في يدها بينما قد رفعت شعرها بماسك على‬
‫شكل وردة فضية‪..........‬عندما وصلت الى االسفل‬
‫وجدت امامه بعض الساندويتشات ناولها احدها وهو‬
‫يقول (لقد اعددت الطعام )‪.........‬نظرت الى الطعام‬
‫الذي اعده والذي هو عبارة عن انواع من الجبن فقط‬
‫‪........‬قالت مبتسمة ( ال استطيع ان اشكرك بما يكفي‬
‫على هذا العمل العظيم )‪..........‬بادلها االبتسامة وقال‬
‫(انت تحظين بسبق حصري بان اعد لك الطعام‬
‫)‪...........‬قالت بامتنان ضاحك (ال بد ان اسجل اسمي‬
‫في موسوعة االرقام القياسية )‪..........‬انهوا الطعام‬
‫ثم اتجهوا بعدها الى سيارته ‪......‬مرسيدس سوداء‬
‫اخرى يبدوا ان زوجها هو اكبر عمالء شركة‬
‫مرسيدس !!!!!!!!!كانت تنظر حولها بفضول فهذه‬
‫هي المرة االولى التي ترى فيها الطريق المتجه الى‬
‫الخارج ‪.........‬المكان بشكل عام مذهل يبدو ان‬
‫االهتمام به كبير وليس مجرد نزوة لشخص ثري‬
‫‪....‬قال لها وهو يالحظ صمتها (أين ذهبتي‬
‫؟)‪...........‬قالت وهي ستنشق الهواء بعمق (استمتع‬
‫بما حولي )‪...........‬اسعده كالمها نهال لم تكن تطيق‬
‫المزرعة ولكن يبدو ان زرقاء العينين احبتها هذا جيد‬
‫بالتأكيد !!!!!!!كانوا قد دخلوا القرية لترى االشجار‬
‫العتيقة الضخمة وكذلك الترعة الكبيرة قال لها (االن‬
‫ضعي الوشاح )‪.........‬فعلت ما اراد فنظر نحوها‬
‫باعجاب وقال ( احسنت )‪ .........‬نزلت من السيارة‬
‫فناولها ذراعه لتدس يدها داخلها بينما هو يقوم بغلق‬
‫ازرار سترته ‪......‬تعجبت من ارتدائه مالبس رسمية‬
‫في مثل هذه الزيارة ‪......‬اشار الى ناحية سلم خارجي‬
‫فسارت معه بينما الحظت ان العيون تالحقهما‬
‫اوقفهما بعض االشخاص يسلمون عليهم لتجد امرأة‬
‫ترتدي مالبس ريفية تسلم عليه وتقول (كيف حالك يا‬
‫بني ؟)‪........‬سلم عليها ليشير اليها ويقول (ملك‬
‫زوجتي يا خالتي )‪.....‬نظرت اليها بتدقيق لتقول بعدها‬
‫وهي تجذبها بعنف الى احضانها (مبارك لك يا عروس‬
‫)‪........‬خلصت نفسها وهي تكتم ضحكتها لتجد يوسف‬
‫يبتسم وهو يقول (هذ هي الخالة سعدية انها المسئولة‬
‫عن المنزل هنا ويمكنك ان تقول انني تربيت على‬
‫يديها )‪.........‬انصرفت المرأة لتقول هي بصوت‬
‫منخفض (االن اتضح لي سبب كونك قليل التربية‬
‫)‪.........‬رغم انخفاض صوتها يبدو انه سمعها لتشعر‬
‫بالم في خصرها جعلها تطلق تأوه منخفض الوغد‬
‫قرصها ‪........‬نظرت اليه بتوعد فبادلها بابتسامة‬
‫متالعبة ‪..........‬كانا قد دخال الفرندا عندما وجدته‬
‫يقبل على الرجل الكبير السن الجالس على احد‬
‫الكراسي فينحني محتضنا له ومقبال يده ويقول ( كيف‬
‫حال جدي الحبيب ؟)‪.........‬رد بهيبة طبيعية (بخير يا‬
‫ولدي كيف حالك وحال اخوتك ؟)‪ ........‬جلس على‬
‫الكرسي الموجود امامه ليشير اليها لتقترب وهو يرد‬
‫(بالف خير لقد احضرت زوجتي الرى رأيك فيها‬
‫‪........‬ثم نظر نحوها مبتسما باستفزاز وقال ‪ :‬اذا لم‬
‫تعجبك ساغيرها )‪.........‬نظرت اليه نظره مشتعلة‬
‫لتقترب بعدها من الجد وتفعل مثله فتحتضنه وتقبل‬
‫يده ثم تقول برقة (أسمعت يا جدي ما يقوله اريدك ان‬
‫تشد اذنه !!!!!!!)‪..........‬نظر الجد اليها مبتسما‬
‫ليشير لها الى الكرسي المجاور له ويقول باحتفاء‬
‫( اهال بك يا ابنتي نورتي ال تهتمي بهذا االحمق يا ام‬
‫سيف )‪.........‬كان للكلمة رد فعل عنيف على‬
‫الشخصين اللذين سمعاها يوسف صدمته الكلمة فيبدو‬
‫ان الضغط سيزيد عليه بعد علمهم بزواجه‬
‫‪........‬ويبدو انه سيكشف ما اخفاه عنهم طويال‬
‫‪......‬ومن ناحية اخرى يبدو انها اعجبت جده كثيرا‬
‫فمنحها شرف حمل اللقب مباشرة ‪..........‬اما هي‬
‫فرغم كون االمر حقيقي بالنسبة لها منذ ما يقرب من‬
‫سبع سنوات اال انها المرة االولى التي يطلق احدهم‬
‫اللقب عليها ‪.......‬اشعرها هذا بالفخر وايضا بالم في‬
‫قلبها ‪.......‬تشعر حقا ان ابنها ينتمي لهم هو احد‬
‫هؤالء الرجال االقوياء القساة العادلون بطريقتهم‬
‫‪....‬حتى مالمحه تراها في كل من تعرفهم من العائلة‬
‫‪.......‬ربما سوف يفرجها هللا من عنده !!!!!!!!‪.‬عادت‬
‫بانتباهها الى كالم الجد الذي سألها (ما اسمك يا ابنتي‬
‫؟)‪..........‬نظر يوسف نحوها باهتمام بينما جذب‬
‫السؤال انتباهه ‪........‬لم تدر ما الذي جعل اسمها‬
‫الحقيقي يتردد في رأسها تشعر ان انطباعه سيكون‬
‫افضل عند الرجل الذي تريد ان تحظى على اعجابه‬
‫قالت برقة هادئة ( ملك )‪..........‬كان سيضحك من‬
‫طريقة كالمها يبدو ان المحتالة تريد الحصول على‬
‫اعجاب جده مدعية الرقة واالنوثة ‪...........‬رد الجد‬
‫قائال (ما شاء هللا اسم جميل كصاحبته )‪.........‬كانت‬
‫تشعر بالحر فالفارندة ال يوجد بها تكييف لذا قامت‬
‫بفك الوشاح وانزاله على كتفيها ‪........‬نظر يوسف‬
‫نحوها وهو يتوقع الخطوة التالية ربما ستقوم بخلع‬
‫الجاكت في الفراندا المفتوحة ‪........‬نظر اليها بتحذير‬
‫‪......‬سمع جده يقول (ما شاء )‪.........‬يبدو ان تأثير‬
‫زوجته ممتد الى جده الذي تجاوز الثمانين‬
‫‪.........‬كانت تتكلم مع جده ياريحية كبيرة وكأنها‬
‫معتادة على الحديث معه حتى سارة وريهام ال يفعالن‬
‫هذا ‪.‬حتى جده كان قد بدأ يستعيد ذكرياته وهو يتحدث‬
‫معها سمعه يقول (يوسف مولود في هذا المنزل كان‬
‫ابوه ال يزال في الجامعة عندما زوجته وكانت زوجته‬
‫رحمها هللا تعيش هنا معنا بينما يأتي اليها كل اسبوع‬
‫في االجازة ‪........‬يمكنك ان تقولي اني جده ووالده‬
‫فرحت كثيرا بمولده واعتبرته ابن لي ‪..‬عمته كانت في‬
‫العاشرة فقط عندما ولد ‪......‬ولهذا لم اسميه سيف‬
‫فاالبن ال يسمى باسم والده ‪........‬بعدها كنت ارسله‬
‫الى الكتاب ليتعلم ويحفظ القرأة الكريم بمجرد ان تكلم‬
‫‪.......‬حتى الخيل كان يركبها وهو ال زال يحبو‬
‫)‪.........‬نظرت الى وجه زوجها المبتسم ربما هذا‬
‫يفسر لها الوالء الكبير للعائلة والحمائية الزائدة التي‬
‫ينتهجها وايضا قواعد الثأر التي تحكمه‬
‫‪...........‬ابتسمت له لتقول بعدها بخبث ( لكن الست‬
‫معي يا جدي انه احيانا يكون جلف وقليل الذوق بشكل‬
‫كبير)‪..........‬نظر اليها بشكل مرعب ليجد جده يقول‬
‫له مهددا (لماذا تنظر اليها هكذا ؟‪.......‬دعها تقول ما‬
‫تريد ‪.....‬يبدو انك نسيت ضربات العصا )‪..........‬كانت‬
‫عينا جده تتجه الى عصاه المركونة لينقل نظره بينهما‬
‫بدهشة النصابة وضعت جده في جيبها خالل اقل من‬
‫نصف ساعة !!!!!!!‪........‬وجد جده يعود بانتباهه‬
‫اليها ليقول لها مبتسما ( يبدو انك تسرعت في زواجك‬
‫منه انت تستحقين من هو افضل )‪..........‬اسبلت‬
‫عينيها مدعية الحياء لتقول بعدها (لطالما تمنيت‬
‫الزواج من رجل بمعنى الكملة مثلك يا جدي‬
‫)‪.........‬اتسعت عيناه في ذهول ليقول بعدها (ربما‬
‫علي ان استدعي فرقة موسيقية لتالئم القلوب التي‬
‫انتشرت في المكان ‪.........‬صدقني يا حاج كان من‬
‫االفضل ان تتزوجها انت خاصة انها طبيبة وكانت‬
‫ستفيدك )‪...........‬نظر اليه جده باستنكار وقال (انا‬
‫احتاج لطبيبة يا قليل االدب ان صحتي افضل منك‬
‫)‪...........‬مد يده بالفعل جهة العصا فقام هو مبتعدا‬
‫‪.......‬لقد ضاع برستيجه في االرض ان جده لم يرفع‬
‫عصاه نحوه منذ كان في العاشرة ‪.......‬واالن على يد‬
‫هذه الشيطانة عاد ليفعل وقد اقترب من الخامسة‬
‫والثالثون ‪.........‬نظر الى ابتسامتها متوعدا ليعود‬
‫للجلوس بعد ان تركها جده ثم يقول لها ( ملك اذهبي‬
‫الى المطبخ واجعليهم يعدون الغداء سريعا حتى ال‬
‫نتأخر في العودة )‪ .........‬قامت من مكانها بينما كان‬
‫جده من تكلم ليقول باستنكار (الن تبيتوا ؟)‪...........‬‬
‫لم يبق لديه اال يومين وجده يريد منه ان يضيع‬
‫احدهما ‪......‬قال بهدوء ( سنعود قريبا باذن هللا ولكن‬
‫هذه المرة لن نستطيع التأخر )‪........‬اومأ جده برأسه‬
‫موافقا ليعود بعدها فيقول بحكمة (مبارك لك الزواج‬
‫راعي زوجتك جيدا انها تبدو اصيلة وليس مثل‬
‫االخرى ‪........‬رزقك هللا منها بالذرية الصالحة‬
‫)‪..........‬لم يعلق ولكن جده كان من تكلم وهو يسأله (‬
‫من اي عائلة هي ؟)‪.........‬اخبر جده بمحافظتها واسم‬
‫والدها ليتضح ان جده كان يعرف جدها وانه كان من‬
‫االشخاص المعروفين وكذلك عرف اسم والدها وبدا‬
‫اكثر رضا عن الوضع‬
‫‪*************.................‬‬
‫**صعدت الى اليخت تنظر حولها يبدو كبير الحجم‬
‫وحديث ‪.......‬قال لها وهو يفتح الحقيبة التي احضرها‬
‫معه (يمكنك ارتداء هذه المالبس )‪........‬نظرت الي‬
‫تيشرت نصف كم وبنطال من الجينز يبدو انهما‬
‫له‪............‬لتقول باستنكار (انا لن ارتدي هذه االشياء‬
‫)‪..........‬ضحك وقال وهو يرفع كتفيه (هناك مجموعة‬
‫متنوعه من المايوهات يمكنك ان تختاري احدها‬
‫)‪.........‬نظرت نحوه بحدة ليقول بعدها ( ما ان نتعمق‬
‫قليال في الماء لن يستطيع احد رؤيتنا لذا الوضع كما‬
‫ترين )‪........‬شاهد نظرة االجرام في عينيها فاستدار‬
‫وفي يده بعض المالبس متجها الى االسفل ‪........‬غير‬
‫مالبسه وصعد مرتديا شورت يعلوه تيشرت قطني‬
‫‪......‬كانت ال تزال جالسة كما هي عندما ظهر ثانية‬
‫ليقوم بادارة اليخت وينطلقا ‪.........‬كان الهواء يعبث‬
‫بشعره ويشعثه ‪.........‬كما بدا بمظهره دون المالبس‬
‫الرسمية كشاب صغير يستمتع بالحياة ‪........‬اقترب‬
‫منها عندما اصبحا في عرض البحر تاركا العمل‬
‫للقيادة االلية ‪.........‬ليجلس على نفس المقعد ويقول‬
‫لها (الماء المتطاير سيفسد مالبسك ‪.‬ارتدي المالبس‬
‫التي اعطيتها لك ستكون محتشمة )‪........‬هزت رأسها‬
‫نفيا لتقول (لن ارتدي مالبسك )‪..........‬قال بالمباالة‬
‫(انت حرة انها على كل حال جديدة ولم البسها بعد‬
‫‪........‬ثم انني ليس لدي مشكلة في ارتدائها بعدك‬
‫)‪.........‬غير كالمه ليقول (ما رأيك في اصطياد السمك‬
‫ساحضر سنارة لكل واحد )‪..........‬اوقف اليخت ثم‬
‫ذهب وفعل ما قاله ‪.........‬لتشعر بانها غير قادرة على‬
‫التحرك بحرية بهذه المالبس فتمسك بحدة المالبس‬
‫الذي سبق واعطاها لها لتصعد وهي ترتديها بينما ال‬
‫تزال ترتدي المعصم ليغطي ذراعيها ‪.....‬من الجيد ان‬
‫كم بلوزتها كان واسعا مما جعلها ترتديه ‪........‬نظر‬
‫الى هيئتها الجديدة وبنطاله الذي ثنت ساقيه كما بدا‬
‫واسعا عليها وكذلك التيشرت ‪.........‬اقتربت ثانية‬
‫منها فقال لها بصوت عالي لتتمكن من سماعه (ما‬
‫حاجتك الى الحجاب لقد سبق ورأيت شعرك بالفعل‬
‫؟)‪........‬نظرت نحوه بحدة ولم ترد ‪.......‬مضى بعض‬
‫الوقت شعرت بعده بسنارتها تثقل انتبه لها فوقف‬
‫خلفها وهو يمسك معها بالسنارة ويخرجان السمكة‬
‫‪...‬نظر الى السمكة الكبيرة ليقول بعدها(حظ المبتدئين‬
‫يعمل جيدا معك )‪..........‬عثرا على سمكة اخرى‬
‫لتجده يمسك بسكين ذا طرف مدبب ثم يقوم بتنظيفهما‬
‫من االحشاء ‪.........‬بعد ان انتهى قال (هل ستتمكنين‬
‫من طهوهما ام ماذا ؟)‪...........‬قالت بهدوء (هذا‬
‫يتوقف على الطريقة وعلى االدوات المتوافرة‬
‫)‪........‬قال متظاهرا بالتفكير (الشواء ولحسن الحظ‬
‫توجد شواية كهربائية وستجدين الملح والتوابل مع‬
‫االشياء التي احضرتها )‪..........‬قالت بتأكيد (حسنا‬
‫‪.‬اذا سافعل )‪........‬وجدته يرفع التيشرت ويقوم بخلعه‬
‫ليقفز بعدها في الماء ويسبح ‪.......‬كانت تقوم بعملها‬
‫بينما نظراتها تتبعه ‪..‬انه بكل تأكيد ماهر في السباحة‬
‫ولكن هذا لم يمنعها من القلق ‪.......‬صعد اخيرا‬
‫ليقترب منها وهو على نفس الصورة ثم يمد يده‬
‫ويتذوق قطعه وهو يقول (رائعة )‪..........‬جلس‬
‫بالقرب منها حتى انهت عملها رأت بسمته وهو‬
‫يشاهد شعرها المكشوف ‪.....‬كانت قد قررت اخيرا ان‬
‫تخلع حجابها حتى ال تملؤه رائحة السمك ‪.....‬اخرج‬
‫الخبز واخذ احد االسماك ليبدأ في اكلها وكانت هي‬
‫تفعل المثل انهى سمكته ليقوم بعدها باالكل معها‬
‫‪........‬نظرت نحوه باعتراض وهي تمسكها في يدها‬
‫وتقول ( لقد اكلت نصيبك )‪...........‬قال وهو يضحك‬
‫(انا اعلم انك طيبة ولن تتركيني جائعا )‪........‬ابتعدت‬
‫عنه وهي تقول (هناك اطعمة اخرى كل منها‬
‫)‪..........‬كان يلحق بها وهو يقول (ليست لذيذة مثل‬
‫هذه )‪.........‬تراجعت هي ايضا للخلف في تحدي‬
‫واضح ‪..........‬ليقوم بمد يده فتبعدها ثانية مما جعلها‬
‫تفقد توازنها وهي قريبة من الحافة فتسقط في‬
‫الماء‪ ...........‬القى بنفسه خلفها ليجدها ترتفع الى‬
‫السطح تقاوم الماء فيقوم بامساكها والسباحة بها‬
‫حتى عادا الى سلم اليخت فحملها بين ذراعيه‬
‫ووضعها على االرض في قلق وهو يقول (اسف وهللا‬
‫لم اقصد هذا )‪...........‬قالت محاولة التقاط انفاسها (ال‬
‫تقلق انا بخير )‪.........‬اصبحت اكثر وعيا للمالبس‬
‫الملتصقة بها وهي ترى نظراته المصوبة عليها‬
‫‪........‬استندت بيدها محاولة االعتدال لتجده يقوم‬
‫باالمساك بشعرها المنسدل على جبهتها ويعيده الى‬
‫الخلف ‪..........‬ثم ينحني تجاهها ليقبلها على خدها ثم‬
‫ينزل الى اسفل مقبال شفتيها ببطء ورقة ثم بحماس‬
‫‪...........‬كان ما تشعر به هو المفاجأة بكل ما تعنيه‬
‫الكلمة لم تكن قد استعادت توازنها بعد السقطة لذا لم‬
‫تبعده مباشرة ‪........‬كما ان هناك شيئا اخر كان‬
‫يسيطر عليها وهو الفضول ‪.........‬هو كان في حالة‬
‫انعدام وعي اخيرا زوجته القريبة البعيدة معه‬
‫‪.......‬شيئا اخر كان يتحرق له منذ ان رأى مالبسها‬
‫الملتصقة على جسمها بفعل الماء هي ان يمر بيده‬
‫فوقها ‪ .........‬فعلها ليجدها تنتفض مبتعدة‬
‫‪..........‬فنظر اليها بعينان متألقتان ليجدها تبتعد في‬
‫خجل ‪..........‬تنهد مبتسما لنفسه ثم تبعها ليقول بعدها‬
‫وهو يرفع وجهها اليه ( انا لن اعتذر الن ما حدث‬
‫ليس خطأ كما انه اسعدني كثيرا واالن يا سارتي‬
‫يمكنني ان اقول ان هذه الرحلة رائعة)‬
‫‪**************....................‬‬

‫*** ‪ .‬تفاجئ بالسؤال التالي لجده (سارة اخذت‬


‫االجازة اليس كذلك ؟)‪.......‬قال بهدوء (اجل انها االن‬
‫في مشروع خاص بدراستها )‪.........‬قال الجد (ان‬
‫زوج عمتك يريد اقامة الخطوبة هذا الشهر‬
‫)‪............‬نظر الى جده بطريقة جادة فعلى كل حال لم‬
‫يعد هناك مجال للتأخير خالل ايام ستعود شقيقته‬
‫وزوجها وال بد من انهاء الوضع المعلق ثم قال في‬
‫هدوء ( جدي انا آسف ولكن من الصعب االستمرار‬
‫في هذه الخطبة )‪.........‬نظر جده نحوه بحدة ليقول‬
‫بعدها ( هل ستتراجع عن كلمتك يا ابن سليمان‬
‫؟)‪..........‬قال بهدوء (ارجو منك اال تغضب يا جدي‬
‫ولكن االمر ليس متعلق بي ‪..........‬بل بسارة وهي‬
‫لها كامل الحرية في اختيار زوجها )‪..........‬قال الجد‬
‫بغضب (منذ متى هذا الكالم ؟ ان بناتنا يطعن كالم‬
‫اهلهن فقط )‪.........‬قال محاوال تمالك اعصابه (ان‬
‫سارة عانت كثيرا انها يتيمة بال اب وال ام منذ اثنا‬
‫عشر عام وال يمكنني اجبارها على شئ يكفي ما‬
‫عانته )‪.........‬ارتفع صوت جده وقال ( هل تعتبر‬
‫زواجها من ابن عمتها الذي سيصونها ويحميها اجبار‬
‫؟)‪.........‬قال بتصميم ( بالتأكيد ما دامت ال تريده‬
‫)‪...........‬كان جده يهدر به وهو يقول (يبدو ان من‬
‫كنت اظنه سندي وخلفي في الدنيا ليس اال صبي ال‬
‫يحترم كلمته حتى )‪............‬اتجهت الى المطبخ كما‬
‫قال لها لتجد الخالة سعدية هناك ومعها فتاتان اخرتان‬
‫‪....‬ويبدو انهم يقومون بتحضير الطعام قالت في هدوء‬
‫( هل امامكم كثير يا خالة ؟)‪...........‬اجابتها بجمود‬
‫(عندما ننتهي سنخبركم )‪.........‬لم تعجبها طريقتها‬
‫فاقتربت هي من الموقد تنظر الى الطعام ‪........‬لتجد‬
‫المرأة تظهر امامها وتقول (انتظري في الخارج حتى‬
‫ننتهي )‪..........‬نظرت نحوها بتحدي لتقول بعدها‬
‫(يبدو انكم في البداية لذا ساقوم انا بالطبخ‬
‫)‪..........‬التقت العيون في تحدي علمت المرأة انها‬
‫خسرته فابتعدت منسحبة ‪.........‬امسكت باالشياء‬
‫وبدأت في التعامل معها بسرعة ومهارة بينما المرأة‬
‫تنظر نحوها بذهول اما الفتاتان الصغيرتان فوجدتهما‬
‫تبتسمان لها فبادلتهما االبتسامة ‪........‬لتأخذ الخالة‬
‫سعدية جانبا بعيدا وتجلس فيه ‪.‬اقتربت منها احد‬
‫الفتاتان وقالت بصوت خافت( اسمي سناء‬
‫‪.........‬عادت تحدق بها وتقول (انت شديدة الجمال‬
‫‪.‬هل هذا لون عيناك االصلي ؟)‪.........‬قالت وهي تضع‬
‫المكونات في االناء (بالطبع واالن يا سناء قومي‬
‫بتقطيع هذا البصل لنعصج اللحم تمام )‪..........‬فعلت‬
‫ما قالته لتجد االخرى تقف جوارها ايضا وتقول (انا‬
‫ثريا )‪..........‬ثم خفضت صوتها بصورة كبيرة لتقول‬
‫بعدها (اول مرة تترك الخالة سعدية فيها المطبخ‬
‫لشخص اخر )‪...........‬تنهدت وهي تقول (ربما هي‬
‫بحاجة للراحة )‪..........‬عادت الفتاة تسألها (هل انت‬
‫زوجة الباشمهندس يوسف ؟)‪.........‬قالت بهدوء‬
‫(اجل )‪..............‬ما انقذه في هذه اللحظة هو ظهور‬
‫عمته قريبا من المنزل هي وابنتها ‪........‬وقف ليسلم‬
‫عليها ويحتضنها لتقول له (أتيت باسرع ما يمكن‬
‫الرى زوجتك الجديدة )‪...........‬ابتسم لها وهو يقول‬
‫(انها في الداخل بكل تأكيد احتلت المطبخ واخرجت‬
‫منه الخالة سعدية )‪.........‬نظرت عمته اليه بشك‬
‫لتقول بعدها (حتى انا ال استطيع اخراجها ‪.......‬ثم هل‬
‫تطهو زوجتك جيدا ؟)‪........‬قال بثقة (سترين يا عمتي‬
‫)‪.........‬ربتت على كتفه وقالت (يبدو انك احسنت‬
‫االختيار هذه المرة )‪........‬القت صفاء عليه السالم‬
‫وسلمتا على جده لينصرفا بعدها ‪.....‬يبدو ان الكالم قد‬
‫اغلق مؤقتا ‪..........‬وجدت امرأة في االربعينات‬
‫تتبعها فتاة تصغرها قليال وتذكرها بسارة ‪......‬عرفت‬
‫انهما عمة يوسف وابنتها ‪.......‬كانت العمة تنظر‬
‫بذهول الى ما تفعله وتعود فتنظر الى الخالة سعدية‬
‫الجالسة ثم تهمس لها (كيف استطعت اقناعها بترك‬
‫المكان لك ؟)‪..........‬ابتسمت وقالت (ليس االمر‬
‫صعب يا عمتي هي شعرت باصراري فقط‬
‫)‪........‬وجدت المرأة تقترب منها وتحتضنها قائلة‬
‫(مبارك لك يا عروس )‪..........‬جلسوا جميعا لتناول‬
‫الغداء ويبدوا انها حازت على مزيد من االعجاب من‬
‫الحاج سيف والذي مدح طعامها ‪........‬قامت تتمشى‬
‫مع صفاء والتي قالت لها بابتسامة ( يبدو ان يوسف‬
‫يحبك كثيرا اشعر ان عينيه تتبعك دائما )‪.......‬ابتسمت‬
‫لها وقالت ( اظن ذلك )‪..........‬عادت تقول (لقد كنت‬
‫اخافه منذ طفولتي وحتى االن ال استطيع االقتراب منه‬
‫)‪.........‬رأها تبتعد مع صفاء في اتجاه المزارع فقام‬
‫محاوال التخلص من اثارة ثانية للموضوع خاصة مع‬
‫حضور ابن عمته ‪..........‬ضحكت بصوت عال وقالت‬
‫لها (تخافين من يوسف ؟ انه كيوت جدا‬
‫)‪...........‬وضع ذراعه حولها يقربها منه بينما يقول‬
‫بصوت ساخر (هل رأيت يا صفاء لقد اتضح في‬
‫النهاية انني كيوت جدا )‪.........‬قال لها (ساريك شيئا‬
‫سبق وحدثتك عنه )‪..........‬وصال الى االسطبل ليشير‬
‫لها الى الفرس البيضاء الجميلة بعرفها وذيلها الذهبي‬
‫ويقول (هذه هي سميتك )‪..........‬التفتت نحوه بدهشة‬
‫وقالت (ال تقل لي انك من سماها )‪...........‬وجدت‬
‫صفاء تنظر اليها بشعور بالذنب وتقول (انا فعلت‬
‫اخبرت جدي ان ملك افضل من ملكة )‪...........‬ذكرها‬
‫حديثهم عن رد فعل يوسف العنيف عندما ذكرت له‬
‫االسم منذ حوالي ستة اشهر ‪....‬هل كان يعرف ملك‬
‫وقتها ؟‪............‬قالت ملك وهي تتذكر كالمه (ولماذا‬
‫يرفض جدك ان يزوجها لرماح ؟)‪...........‬قال وهو‬
‫يجذبها بعيدا عن صفاء التي تقف متأملة للخيول‬
‫‪(......‬جدي قال انه سيعطيها فقط لسيف الدين يوسف‬
‫وليس ليوسف لذا يبدو انها ستبقى في مكانها‬
‫)‪...........‬اذا فهذه الفرس الرائعة ملكا البنها فقط‬
‫‪........‬عاد يكمل كالمه (انا لم اخبر احدا عن عدم‬
‫قدرتي على االنجاب‪ ...........‬فكما ترين الموضوع‬
‫جارح خاصة مع الخلفية الريفية التي تحكمني‬
‫)‪............‬لم ترد عليها ان تجد منفذ تدخل منه الى‬
‫جداره الذي يعزل نفسه بداخله وال يسمح بتجاوزه‬
‫‪.........‬يمكنها ان تخبره ان يقوم بتحليل (الدي ان ايه‬
‫)اوال وان هذا لن يجرحها النه حقه مع كل ما يقوله‬
‫‪.......‬ربما عندما يعودان الى المنزل تفعلها‬
‫‪............‬عادا ثانية الى المنزل ولكن جده طلب منه‬
‫ان يتوجه لزيارة احد اقاربهم والذي قاك باجراء‬
‫عملية جراحية ‪...........‬ذهب مع خالد ابن عمته‬
‫لزيارة االستاذ منصور ابن عم والده ‪.......‬اخبروهم‬
‫ان الرجل في الحمام وان عليهما ان ينتظروه‬
‫‪........‬عند عودته كان ممسكا بجانبه االيمن وكأن‬
‫هناك شيئا يؤلمه ‪.........‬قام خالد وساعده على العودة‬
‫الى الفراش ليقول له (شكرا لك يا بني ‪......‬ان الحركة‬
‫ال زالت تؤثر على الجرح وتجعله يؤلمني )‪........‬قال‬
‫خالد بتفهم (شفاك هللا يا عمي ما العملية التي اجريتها‬
‫؟)‪.........‬اجابه بهدوء (عملية الزائدة انها تأتي مرة‬
‫واحدة كالقضاء )‪ ...........‬نظر الجالس نحوه بحدة‬
‫وهو يترجم كالمه يبدو من شكل الرجل والذي يضع‬
‫يده على جانبه االيمن ان هذا هو مكان الجراحة قال‬
‫محاوال التأكد (العملية في جانبك االيمن ؟)‪........‬قال‬
‫الرجل في موافقة (اجل كان االلم في هذه الجهة قاتل‬
‫لساعات ) استأذن رغم ان الزيارة لم تستغرق الكثير‬
‫من الوقت وسؤال واحد يضج في رأسه (لماذا كذبت‬
‫عليه بشأن العملية ؟ ثم ما هي العملية التي تحاول‬
‫اخفاء انها اجرتها ؟‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الفصل الخمسون‬
‫نظر الجالس نحوه بحدة وهو يترجم كالمه يبدو من‬
‫شكل الرجل والذي يضع يده على جانبه االيمن ان هذا‬
‫هو مكان الجراحة قال محاوال التأكد (العملية في‬
‫جانبك االيمن ؟) قال الرجل في موافقة (اجل كان االلم‬
‫في هذه الجهة قاتل لساعات ) استأذن رغم ان الزيارة‬
‫لم تستغرق الكثير من الوقت وسؤال واحد يضج في‬
‫رأسه (لماذا كذبت عليه بشأن العملية ؟ ثم ما هي‬
‫العملية التي تحاول اخفاء انها اجرتها ؟ كان يسير‬
‫بجوار خالد في شرود وعندما وصال جوار المنزل قال‬
‫لخالد وهو يتجه نحو سيارته( اذهب انت وانا سألحق‬
‫بك) نظر خالد في اثره بدهشة ترى ما الذي حل به‬
‫هكذا بال مقدمات ؟ استقل السيارة ليقودها ويستدير‬
‫مبتعدا ال بد ان يعرف االن يشعر بان هناك سر كبير‬
‫خلف الموضوع كما ان كل جزء فيه متحفز انه حتى‬
‫لن يستطيع العودة الى منزل جده سار بالسيارة حتى‬
‫توقف خلف المقهى الموجود بالقرية احتمال كبير ان‬
‫يكون لديهم واي فاي امسك بالالب الموجود في‬
‫المقعد الخلفي وقام بفتحه على محرك البحث ليكتب‬
‫وصف الجرح الذي رآه ولمسه عشرات المرات‬
‫تتابعت العناوين ليفتح مباشرة الصور ليجد امامه‬
‫عشرات الصور المشابهة لالثر الموجود لدى زوجته‬
‫والعنوان (اثر عملية قيصرية ) كانت ال تزال جالسة‬
‫معهم يتبادلون الحديث عندما عاد الشاب المسمى‬
‫خالد بمفرده ليقول لهم ( يوسف سيأتي بعد قليل )‬
‫ربما ذهب ليرى شيئا ما او شخصا ما فهي ال تعلم‬
‫عالقاته في هذا المكان انتبهت على صوت الجد يكلم‬
‫خالد ويقول (كيف حال منصور االن ؟) يبدو انه يسأله‬
‫عن الشخص الذين ذهبوا لزيارته قامت من الفراندا‬
‫واتجهت الى الداخل لتجلس مع العمة والتي قالت لها‬
‫بفخر (ان خالد ابني يعمل في النيابة ) ردت عليها‬
‫بمودة (ان الهيبة تشع منه ) اكملت العمة وكأنها تجد‬
‫الكالم عن ابنائها مصدر لالعتزاز (خطيب صفاء ايضا‬
‫ظابط شرطة اتمنى ان ينجح فارس بمجموع كبير‬
‫العام القادم في الثانوية العامة فهو يريد االلتحاق‬
‫بالكلية الجوية منذ كان صغيرا )‪.......‬ابتسمت لها‬
‫وقالت ( يريد ان يصبح طيار هذا شئ رائع‬
‫)‪..............‬أومأت برأسها لتقول بعدها (انه ال يكف‬
‫عن ممارسة الرياضة واالشتراك في المسابقات‬
‫خاصة في السباحة والتايكوندو )‪..........‬قالت لها‬
‫(يبدو ان كل العائلة تهتم بالرياضة )‪.........‬اكملت‬
‫العمة (ان خالد خطب سارة ابنة خاله وحفل الخطوبة‬
‫سيكون قريبا )‪...........‬نظرت ملك نحوها بدهشة‬
‫وقالت (سارة شقيقة يوسف )‪.........‬اجابتها السيدة‬
‫بابتسامة كبيرة (اجل انها فتاة جميلة وهادئة تدخل‬
‫القلب مباشرة )‪...........‬سارة زوجة اخاها مخطوبة‬
‫لخالد كيف هذا ؟ ربما العائلة ال تعلم حقيقة وضع‬
‫سارة ؟!!!!!!بالتأكيد ‪......‬فالمنطقي ان يوسف لم‬
‫يعلن االمر ولكن لماذا وافق على الخطبة‬
‫؟‪..........‬يبدو ان هذه احد معضالت وضعهم المتشابك‬
‫‪...........‬بعد ذلك لم تعد منتبهه لفحوى الحوار وكانت‬
‫ترد بموافقة او بايمائها ‪..........‬مع مرور الوقت‬
‫شعرت ان يوسف قد تأخر كثيرا ‪..........‬قالت لصفاء‬
‫( اريد ان اخذ هاتفك التصل بيوسف )‪...........‬ناولته‬
‫لها وهي تفكر ان عليها ان تقنعه باعادة هاتفها لها‬
‫بدال من ان تقوم بدور المتسولة كلما ارادت التحدث‬
‫في الهاتف ‪.....‬ضغطت رقمه لتفاجئ بان الخط مغلق‬
‫حتى رقمه الخاص مغلق ايضا ما الذي يعنيه هذا ؟‬
‫اين اختفى زوجها وتركها ؟‬
‫***ارتدت مالبسها كما اخبرها وعادت الى السطح‬
‫لتجد الميناء قد ظهر من بعيد ‪...........‬اما هو فلم يغير‬
‫مالبسه بل اكتفى بارتداء التيشرت اعلى الشورت‬
‫الذي كان يلبسه ‪..............‬تذكرت بابتسامة اللقب‬
‫التي اطلقته عليه والء طرزان ما الذي كانت ستفعله‬
‫اذا رأته عاري الصدر‪......‬وعضالته المفتولة تلفت‬
‫االنظار ‪..........‬من الجيد ان زوجها رياضي ويتمتع‬
‫بجسد قوي رشيق ‪..........‬بالتأكيد كان سيكون صادم‬
‫لها ان تتزوج من شخص ال يهتم بالرياضة بعد حياتها‬
‫مع اخوتها ‪.........‬وايضا حازم مثلهم لذا ال مجال الي‬
‫تلوث بصري بالنسبة لها ‪.........‬عقدت جبينها بدهشة‬
‫لما وصلت اليه افكارها هي تفكر في اجسام الرجال‬
‫وعضالتهم مثل المراهقات ؟!!!!!!!!كانت عيناه على‬
‫وجهها الذي تتغير مالمحه بسرعة من االبتسام الى‬
‫التعجب الى الهدوء ترى ما الذي تفكرفيه‬
‫؟‪...........‬قال بصوت مرتفع (سارة اقتربي‬
‫)‪...........‬اقتربت من مكان القيادة ليقول لها بهدوء‬
‫( االن انظري الى طريقة القيادة انا اريدك ان تتعلمي‬
‫)‪..........‬نظرت نحو بدهشة فوجدته يقول (سارتي انا‬
‫اعلم انا الفتاة الرقيقة التي يراها الجميع قادرة على‬
‫صنع الكثير ان ارادت )‪...........‬قالت وهي ترفع‬
‫كتفيها بحيرة (سأرى هل سأتمكن من هذا ام ال‬
‫؟)‪...........‬قال وهو ينظر اليها بعينين مشعتين (لدي‬
‫مفاجأة لك الليلة ولكن كما تعلمين كل شئ له مقابل‬
‫)‪............‬هل فهمت ما يعنيه هل يساومها على شئ‬
‫ما؟‪ ......‬قالت في محاولة للتفاعل معه (هذا يتوقف‬
‫على نوع المفاجأة وعلى المقابل الذي تريده‬
‫)‪............‬كان ينظر نحوها ببراءة لم تصدقها ليقول‬
‫بعدها (ستعلمين يا حلوتي )‪............‬استقر اليخت‬
‫اخيرا في الميناء لتجده يقفز أوال ثم يعيد ما فعله في‬
‫الصباح حيث يمسك بخصرها ليرفعها وينزلها على‬
‫االرض ‪........‬تشعر هذه المرة ان لحظات ارتفاعها‬
‫عن االرض قد طالت بينما تشعر بشئ اخر انفاسه هو‬
‫اصبحت اسرع ‪........‬نظرت اليه بدهشة ووجهها‬
‫يحمر ليقوم بانزالها اخيرا بينما نظرته لم تتغير‬
‫ويتنهد اخذا نفسا عميقا ‪........‬امسك بيدها داخل يده‬
‫وهو يقول (االن سنذهب لتناول الطعام )‪...........‬لم‬
‫ارد فهو على ما يبدو لم يكن يأخذ رأيي بل يخبرني‬
‫بما قرره ‪..........‬ان ايضا استغرب نفسي لماذا‬
‫اصبحت اطيع اوامره بهذه الصورة يبدو ان ضربة‬
‫الشمس اثرت على عقلي ‪........‬او ربما المنافسة‬
‫المحتدمة جعلتني اغير نظرتي نحوه؟‪ ......‬او النني‬
‫اصبحت اعرفه افضل!!!!!!!!!! وصلنا الى المطعم‬
‫والذي كان ايضا يقدم مأكوالت بحرية هذا بالتأكيد‬
‫منطقي بسبب قربه من البحر ‪............‬امسك‬
‫بالشوكة ووضع بها قطعة كبيرة من السمك مقربا‬
‫اياها من فمها وهو يقول بابتسامة عابثة ( هذا‬
‫تعويض عما اخذته منك )‪...........‬نظرت نحو الشوكة‬
‫بدهشة ثم فتحت فمها تتناولها وهيا تشعر ان الحرارة‬
‫تتصاعد من وجهها‪. ........‬حاولت التغلب على الخجل‬
‫لتقول له بعتاب (وماذا عن الجزء الذي سقط في الماء‬
‫؟)‪...........‬قال بابتسامة متالعبة (ساطعمك سمكتي‬
‫كلها تعويضا عن سمكتك المفقودة )‪............‬قالت‬
‫وهي تتراجع (شكرا لك انت اشتريت لي بديال عنها‬
‫)‪............‬قال بجدية (سارة اريد ان اعرف شعورك‬
‫تجاهي االن انت تعلمين اننا بعد ايام سيكون لدينا حفل‬
‫خطوبة ‪.........‬صمت ثم عاد ليكمل بهدوء والذي‬
‫اتمنى ان يتحول لحفل زفاف )‪ ...........‬رفعت عيناها‬
‫نحوه بدهشة لتقول بعدها (هذا سيكون سريعا جدا‬
‫‪.......‬كما انك لم تنهي المنزل بعد )‪...........‬قال‬
‫بابتسامة مقنعة (حبيبتي ما الفرق ؟‪..........‬صدقيني‬
‫االفضل ان ننهي الموضوع مباشرة)‪......‬كانت عيناه‬
‫تلمعان وقال ‪ :‬اما بالنسبة للمنزل ال تقلقي سيكون‬
‫جاهزا او يمكن ان نترك لهم الباقي لينجزوه ونحن في‬
‫شهر العسل )‪..........‬في هذه المرة كانت نظرتها اليه‬
‫اكثر حدة وهي تقول (اي شهر عسل‬
‫؟)‪................‬ابتسامة عابثة مألت وجهه ليقول وهو‬
‫يقترب منها( يمكنني ان اعطيك ملخص سريع عن‬
‫طبيعة الموضوع )‪........‬وجدت يده تقترب من فمها‬
‫فاجفلت لتجده يمر باصبعه على فمها وكأنه يزيل شيئا‬
‫من فوقه ‪........‬حدقت به كالبلهاء ولم تتكلم فقال‬
‫بهدوء (هيا اكملي طعامك فالليل قد حل وليس علينا‬
‫ان نتأخر اكثر من هذا )‬

‫** فتحت التلفاز وجلست تشاهد فيلم كوميدي‬


‫‪.........‬لقد نامت ساعتين عصرا واليوم كان اجازة من‬
‫العمل وكذلك الغد لذا لن تعود للنوم االن‬
‫‪..........‬امسكت بالتفاحة الموجودة امامها وبدأت في‬
‫اكلها ‪..........‬عليها ان تتناول االغذية الصحية لذا‬
‫قامت بشراء عدة انواع من الفاكهة ‪........‬لقد علمت‬
‫انها حامل اثبت التحليل هذه الحقيقة ‪.........‬منذ ان‬
‫علمت باالمس وهي ممسكة بهاتفها تنظر الى اسمه‬
‫المكتوب بجوار رقمه ‪........‬كأن االسم سيخبرها ما‬
‫يجب ان تفعله ‪..........‬ترددت في االتصال به االن‬
‫واخباره ‪........‬لن يعلم احد بحملها فحتى االن ليس‬
‫هناك اي اعراض ‪........‬مشاعرها مضطربة جدا انها‬
‫حامل من الشخص الذي تحبه ولكن هذا لم يحقق‬
‫الفرحة العارمة التي كانت تتخيلها ‪ .........‬تشعر انها‬
‫وصلت الى هذا االمر بالحيلة وهذا يشعرها بالذنب‬
‫‪........‬من ناحية اخرى هو يعرض عليها ان تعود‬
‫ومصر على هذا اذا حملها لن يكون السبب الوحيد‬
‫‪.........‬ربما عليها ان ال تخبره عن حملها حتى يبذل‬
‫قصارى جهده من اجل عودتها هي لشخصها وليس‬
‫لسبب اخر ‪..........‬وضعت يدها فوق بطنها ترى ما‬
‫الذي يوجد بالداخل ولد ام بنت‪..........‬ابتسمت وهي‬
‫تفكر انها من الممكن ان تكون حامل بتوأم سيتضح‬
‫هذا عندما تقوم بعمل السونار ‪.......‬يبدو ان صف‬
‫الحوامل في عائلة زوجها قد استطال ‪........‬حاولت‬
‫التركيز مع الفيلم لتفاجئ بالطرقات على بابها‬
‫‪......‬الذين يزورونها هم عائلة خالها فقط ولكن االن‬
‫الوقت متأخر وهم على االغلب قد ناموا ‪........‬سارت‬
‫جهة الباب الذي لم تتوقف طرقاته في قلق ‪.......‬ثم‬
‫وقفت خلفه وهي تسأل بتوتر (من الطارق‬
‫؟)‪.........‬جاءها الصوت المألوف الصادم لها سماعه‬
‫في هذه اللحظات قائال (انا احمد افتحي يا فرح‬
‫)‪.........‬شعرت بالذهول احمد هنا الم يكن في لندن‬
‫كيف عرف عنوانها من االساس؟‪ .......‬ثم كيف يأتي‬
‫لزيارتها في هذه الساعة وهي تعيش بمفردها وقد‬
‫انتهى ما بينهما؟ ‪........‬عاد صوته يقول بهدوء‬
‫متسائل (هل ستدعيني اقف هكذا كثيرا ؟)‪........‬فتحت‬
‫الباب لتشعر لحظتها انها ال زالت ترتدي بيجامتها‬
‫التي تكشف ذراعيها كما ان البرمودا الخاصة بها‬
‫تصل الى بعد الركبة بقليل ‪........‬كانت تختبئ خلف‬
‫الباب الذي لم تفتحه كليا لتقول له باستنكار(احمد‬
‫كيف تأتي هكذا ان هذا ال يصح؟!ّ!!!!!!! )‪..........‬كان‬
‫تصرفه التالي هو ان دخل مغلقا الباب خلفه ومستندا‬
‫بظهره اليه بينما تمسحها عيناه ببطء بطريقة غير‬
‫معتادة جعلتها تتجمد للحظات‪ ........‬لتسير بسرعة‬
‫ناحية غرفة النوم لتجده يتبعها لتقول في غضب ( هل‬
‫ستخبرني ما الذي تفعله تحديدا ؟)‪........‬قال بابتسامة‬
‫متالعبة (اشتقت اليك واريد ان اسلم عليك‬
‫)‪...........‬قالت وغضبها يزداد (من فضلك اخرج االن‬
‫حتى ارتدي مالبسي )‪..........‬بالمباالة جلس على‬
‫طرف السرير ليقول لها (وما عيب المالبس التي‬
‫ترتديها انها رائعة )‪...........‬صرخت به (احمد هل‬
‫تريد ان تصيبني بالجنون كيف تدخل شقتي بل حجرة‬
‫نومي وتراني على هذه الصورة ولم يعد بيننا شئ‬
‫)‪.........‬نظر نحوها بدهشة مفتعلة وقال ( ما هذا‬
‫حبيبتي كيف تقولين هذا ؟ )‪.......‬قام بخفة مقتربا‬
‫منها ومحاصرا لها بذراعيه ليقبلها قبلة عاصفة‬
‫جعلتها ترتعش وهي تبعده عنها بقوة وتقول ( هل‬
‫جننت ؟ االن اخرج من هنا حاال )‪............‬تركها‬
‫ليمسك حذائه ويقوم بخلعه ببرود ثم يستلقي على‬
‫الفراش وهو يقول (حبيبتي ما هذا االستقبال بعد‬
‫الرحلة الطويلة التي قطعتها من اجل القدوم اليك‬
‫؟)‪..........‬امام حالة البرود التي انتابته شعرت‬
‫بالدموع تطفر من عينيها لتقول له بصوت منخفض‬
‫(ما تفعله حرام وال يجوز )‪............‬اعتدل ليقوم ثم‬
‫يمسك بيدها ويجذبها لتجلس على حافة الفراش وهو‬
‫الى جوارها ثم يمد يده ويمسح دموعها ويقول (ال‬
‫تبكي انا قد اعدتك الى عصمتي لذا ما افعله جائز‬
‫)‪..........‬هزت رأسها بنفي وقالت ( نفذت تهديدك‬
‫)‪..........‬قال بهدوء (انه ليس تهديدا يا فرح انه‬
‫خطوة ال بد ان تحدث ‪.......‬انا وعدتك ان امنحك‬
‫فرصة ولكن ذلك سيكون وانت زوجتي ‪.......‬ثم انه ال‬
‫داعي لهذا الحزن انا اعلم انك تحبيني اليس كذلك‬
‫؟)‪........‬كان ينظر الى عينيها التي توقف بكائهما‬
‫يبحث عن االجابة ‪..........‬وهي تشعر بالحيرة‬
‫والتخبط ال تنكر ان مجيئة قاطعا كل هذه المسافة‬
‫لرؤيتها اثر فيها بشكل كبير واسعدها كثيرا ان تراه يا‬
‫هللا كم اشتاقت اليه !!!!!!!!بدا وكأنه ينتظر ردها‬
‫لتقول في النهاية (الحب بالنسبة لي مرادف دائم لاللم‬
‫هل تظن ان اعترافي بحبك يسعدني ؟‪...........‬لم يعد‬
‫كذلك انه مجرد قيد يربطني اليك يضعفني ويثنيني عن‬
‫اتخاذ القرار المناسب للحفاظ على باقي كرامتي‬
‫المهدورة )‪..........‬انقلبت نظراته الى الجدية ليقول‬
‫بهدوء (فرح انا لن انكر اني مخطأ ولكن من ناحية‬
‫اخرى لدي العذر‪ ..........‬وانا ال اريد في هذه اللحظة‬
‫ان نتبادل اللوم واالتهامات فاظن ان كل واحد منا قد‬
‫ادرك ابعاد الموضوع بشكل كامل )‪.........‬صمت قليال‬
‫ثم عاد يقول بمرح (انا االن ضيفك اين كرم الضيافة‬
‫يا ابنة كمال زهران ؟)‪...........‬قالت محاولة ان‬
‫تتفاعل معه ( لدي بعض الحلوى والعصير ما رأيك‬
‫؟)‪...........‬قال باستنكار فيما مالمحه تنقلب فتشعر‬
‫بابتسامة تتولد داخلها ويقول (بعد رحلة طيران طويلة‬
‫ستقدمين لي الحلوى ؟!!!!!!!انا اريد الطعام‬
‫)‪..........‬نظر نحوها بطريقة رغم انه من المفترض‬
‫انها مازحة اال انها شعرت انها تلمس كل جزء فيها‬
‫ليقول بطريقة موحية (اما عن الحلوى فانا ساختار‬
‫حلواي المفضلة )‪..........‬خرجت من الحجرة بينما‬
‫نظراته تتبعها ليستلقي بعدها على الفراش ‪.........‬كان‬
‫قد اتخذ قرار السفر بشكل مفاجئ ربما هي المرة‬
‫االولى في حياته التي يتهور فيها ولكنه ما عاد يحتمل‬
‫‪..........‬هو حتى لم ينتظر عطلة نهاية االسبوع والتي‬
‫تبدأ في الغد ‪.........‬بل حجز اليوم ليخرج من‬
‫المستشفى مباشرة الى المطار ومن المطار الى‬
‫شقتها‪..........‬انه لم يتبع طريق ملتو في التوصل الى‬
‫عنوانها بل اتصل مباشرة بوالدها ‪.........‬يظن انه لو‬
‫كان امام الرجل لربما تهور وضربه او ان كانت‬
‫شخصيته مختلفة كان سيفعل ايضا‪...........‬حديثه كان‬
‫هادئا مقنعا وكان يظن ان الكالم التي تتردد في عقل‬
‫الرجل ويكاد ان يصرخ لسانه بها (ما لعب االطفال هذا‬
‫؟)‪..........‬حماه لم يعلم كواليس الموضوع اذا‬
‫فالدهشة هي التصرف الوحيد المحتمل ‪........‬هو‬
‫ايضا اخبره انه يريد ارجاعها الى عصمته والرجل‬
‫قال ان االمر يعود اليها ‪.........‬لذا كان ال بد ان يأتي‬
‫فربما يجد الهدوء الذي فقده منذ انفصل اسمها عنه‬
‫خاصة بعد ان اتضحت الحقيقة ‪..........‬حتى الحقيقة‬
‫التي برأتها لم يكن شعوره تجاهها الفرح ولكن الغيظ‬
‫بشكل كبير وربما كره الذات!!!!!!!!! ان يكون يعيش‬
‫معها في نفس المنزل دون ان يشعر بشئ !!!!!!!!ان‬
‫تفقد الثقة في جميع من حولها حتى تترك نفسها‬
‫لتندفع في خطر لوال ستر هللا الضاعها وافقده عقله‬
‫‪.........‬يرغب من لحظتها ان يمسك بها ويظل يهزها‬
‫ليتمكن عقلها من العمل بشكل جيد !!!!!!!او عليه ان‬
‫يفعل بنفسه ايضا المثل فهو ايضا يستحق‬
‫‪..........‬واالن ال مزيد من التشتت او السير في‬
‫خطوات غير محسوبة انهما ليسا شخصان في طور‬
‫التعارف بل زوجان مرا باالسوأ ‪ ......‬ولكن آن لهما ان‬
‫يستقرا ‪.......‬وحمقائه االن تلعب دور صعبة المنال‬
‫ولكن ال بأس ربما سيكون تغيير جيد ان يلعب هو دور‬
‫الصياد ‪..........‬فليخرج د‪.‬احمد سليمان قليال عن‬
‫وقاره‪*******....................‬‬

‫**انزلها في المكان الذي اخذها منه ليقول وهي تفتح‬


‫الباب لتخرج (شكرا لك على الرحلة الجميلة‬
‫)‪...........‬ارتسمت ابتسامة خجولة على شفتيها ولم‬
‫ترد لتسير بعدها ببطء بينما رائحة البحر تصل اليها‬
‫منعشة وملطفة لالجواء فتتناسب مع مزاجها الهادئ‬
‫‪.......‬ربما االمر ال يتطلب منها اكثر من هذا‬
‫‪.......‬عليها فقط ان تسترخي اثناء تواجدها معه وتبعد‬
‫عنها التوتر ‪........‬هو بشكل عام كان لطيفا ‪......‬ال لم‬
‫يكن لطيف بل جرئ ولكن العجيب ان جرأته لم‬
‫تصدمها او تخيفها بل تغيظها فقط ‪.........‬تعلم انه‬
‫ذكي بل شديد الذكاء وكأنه يسير على خطة مرسومة‬
‫بدقة وبحرفية عالية ‪........‬قبل ان يبدأ مرحلة جديدة‬
‫يمهد لها ‪.........‬و تكون خطواته متدرجة وكأنه‬
‫يجذبها ببطء ولكن بشكل مؤكد دون عودة للخلف‬
‫‪..........‬وصلت الى باب المعسكر لتشعر ان هناك‬
‫تجمع للطالب في الساحة الموجودة امام المبني‬
‫‪.......‬تشعر ان عيون الجميع شباب وفتيات اصبحت‬
‫متوجهة اليها ‪.......‬ترى هل هناك في منظرها ما‬
‫يدعو لهذا ‪........‬النظرات ليست مجرد نظرات عادية‬
‫بل محتقرة لتتصاعد الهمسات بعدها ‪ ..........‬ترى ما‬
‫الذي حدث هل تم ضبطها بالجرم المشهود‬
‫؟‪.........‬سارت في طريفها حتى وصلت الى حجرتها‬
‫لتجد والء صديقتها تمسك بذراعها بحدة ثم تلوح لها‬
‫بهاتفها وتقول (ما هذا ؟ كيف تفعلين هذا يا سارة‬
‫؟)‪..........‬نظرت اليها بحيرة ممزوجة بالتوتر لتقول‬
‫بعدها (ما الذي فعلته ؟)‪.........‬قالت في صراخ وهي‬
‫تعطيها الهاتف (انظري )‪..........‬كان الهاتف مفتوحا‬
‫على الصور لتجد صورتها بينما محمد يحملها من‬
‫خصرها عندما كان يساعدها على النزول ‪.....‬وهو‬
‫يرتدي الشورت والتيشرت ‪........‬عندما ساعدها في‬
‫المرة االولى كان ال يزال بمالبسه ‪............‬فتحت‬
‫صورة اخرى لتجدها في المطعم ويده على شفتيها‬
‫‪..........‬لم تجد المزيد يبدو ان احدا ما كان يراقبهم‬
‫ولكن فقط في الميناء ‪..........‬لو كان تتبع اليخت كان‬
‫سيحصل بكل تأكيد على صور اكثر اثارة ‪..........‬قالت‬
‫لها وعيناها تلمعان بعنف مكبوت (والء كيف وصلت‬
‫اليك هذه الصورة ؟)‪...........‬قالت بحنق (اظنها‬
‫وصلت للجميع شخص ما ارسلها على البلوتوث‬
‫واظن الباقي تداولوها ‪........‬ولكن يا سارة كيف‬
‫يحدث هذا ظننت دائما ان اخالقك تمنعك ان تفعلي هذه‬
‫التصرفات )‪............‬يبدو ان صديقتها حتى تشعر‬
‫انها انحرفت ‪........‬انتبهت على اصوات عالية‬
‫مصدرها الساحة الخارجية لتجد والء تندفع الى‬
‫الشرفة الملحقة بالغرفة فتبعتها ‪.........‬وجدا شجارا‬
‫محتدما ومن الكلمات العنيفة علمت انها هي محور‬
‫الشجار ‪.........‬كان سامر احد المتشاجرين وفي صفه‬
‫عدة اشخاص يبدو انهم سمعوا من يسئ اليها‬
‫فتشاجروا معهم ‪ ..........‬جرت متجهة الى االسفل‬
‫بينما والء تحاول ان توقفها وهي تصرخ (الى اين‬
‫ستذهبين يا مجنونة ؟)‪..........‬عندما وصلتا اسفل‬
‫المبنى كان الموقف ال يزال مشتعال يبدو ان االساتذه‬
‫غائبون !!!!!!!!تناهى الى اذنها عبارة ( تتشاجر من‬
‫اجلها بينما يبدو انها غارقة في العسل مع االستاذ‬
‫)‪............‬كان سامر يرد وهو يضربه (ليس لك شأنا‬
‫بهما وكل انسان حر فيما يفعله يبدو ان افكارك السيئة‬
‫تجعلك تظن ان جميع الناس مثلك )‪..........‬وجدت‬
‫نهى والتي كانت واقفة بعيدا بعض الشئ تقترب منهم‬
‫لتقول بصوت ساخر (وما الذي تظنه سيحدث عندما‬
‫يأخذ رجل فتاة الى مكان منعزل ؟ اظن ان اليخت ال‬
‫يختلف عن اي شقة )‪...........‬كانت سارة غير مرئية‬
‫بالنسبة لهم ولكن الكلمات الحاقدة التي تقذفها عن‬
‫شرفها جعلتها تخرج بينما غضبها وصل الوجه‬
‫‪..........‬اقتربت منها لترفع يدها فتصفعها بقوة بينما‬
‫االخرى التي لم تكن قد رأتها وهي تتقدم تترنح قليال‬
‫الى الخلف بفعل الصدمة لتقول سارة ( اصمتي ايتها‬
‫الحقيرة الحاقدة ما مشكلتك من االساس ؟ هل هي‬
‫غيره كونه لم يهتم بك ؟)‪.........‬كانت نهى تصرخ‬
‫مهددة (ستندمين ايتها اللعينة سافصلك من الجامعة‬
‫باكملها ‪.......‬ال ادري كيف تكونين بهذه البجاحة بعد‬
‫فضيحتك امام الجميع ؟)‪..........‬قالت لها بسخرية‬
‫(تفصليني ؟!!!!!!!!فلنرى ‪.........‬وبالنسبة للفضيحة‬
‫يسعدني ان اخبرك انني لم اذهب مع الدكتور محمد‬
‫الى اليخت فقط بل ايضا الى الفيال التي اشتراها من‬
‫اجلي سارة سليمان ال يناسبها شقة مثل االخريات )‬
‫قالتها وهي تنظر اليها باحتقار وكأنها تقصدها‬
‫الحيوانة تغيظها ال تدري كيف تتعامل هكذا مع‬
‫الموضوع بدال من ان تنهار انها وبعد ان رأتهما‬
‫يصعدان على اليخت الغت خروجتها وظلت جالسة في‬
‫الكافتريا المقابلة للميناء تنتظر لحظة عودتهما وفي‬
‫النهاية حصلت على ما ارادته صورتان لهما في‬
‫اوضاع مريبة ثم عادت وارسلت الصور الى الجميع‬
‫لتجعل فضيحتهما مدوية فربما هذا يبرد نارها لتجد‬
‫المتبجحة تقابلها بقوة بل وتصفعها وتغيظها قبل ان‬
‫تفتح فمها وترد عليها وجدت الصمت يعم المكان بينما‬
‫االنظار تتجه الى الشخص الذي عبر البوابة ليتوقف‬
‫هو وينظر تجاههم بدهشة ثم يعقد حاجبيه ويقول في‬
‫صرامة (فليخبرني احدكم ما الذي يجري هنا ؟) انتظر‬
‫بعض الوقت حتى ال يدخل بعدها مباشرة وعندما عاد‬
‫اقلقه المنظر الذي رآه المالبس المعفوسة وآثار‬
‫الكدمات على وجوه بعض الطلبة وسارة ونهى اللتان‬
‫تقفان في تحفز وكأنهما تتشاجران لم يرد عليه احدهم‬
‫بينما انخفضت انظار معظم الحاضرين ليجد سارة‬
‫بعدها بلحظات ترفع اليه هاتف وتقول له بسخرية‬
‫غاضبة (الزمالء يتساءلون عن حقيقة هذه الصور )‬
‫امسك الهاتف لينظر الى الصورة التي تقصدها ليقول‬
‫بعدها بغضب (الشخص الذي قام بالتقاط هذه الصور‬
‫وارسالها الى االخرين سيندم ) نظر نحوهم بحدة‬
‫ليقول وهو يتجه الى الداخل (دقيقتان وسأعود ) يبدو‬
‫انك هناك شخصا حقير تتبعهما ولكن هو سيعلم‬
‫الهاتف الذي ارسلت منه الصور بكل تأكيد ويعاقب‬
‫الحيوان الذي فعلها او الحيوانة التي فعلتها اتجه الى‬
‫حجرته ليمسك بالشئ الذي دخل الحضاره ثم يعود‬
‫ثانية الى نفس المكان فيقول بصوت عال (فليقم‬
‫الجميع بفتح البلوتوث الخاص بهم ) امسك وثيقة‬
‫الزواج وصور الجزء الخاص باسمائهما مبتعدا عن‬
‫الجزء الخاص بتاريخ الزواج ارسل الصورة ليجد‬
‫الجميع ينظرون الى هواتفهم باهتمام فيقول بصرامة‬
‫( اظن ان الموضوع انتهى عند هذا الحد ) ثم قال‬
‫بعدها بتصميم وهو يشير الى شابين متواجدين (حسن‬
‫ومصطفى قوما بجمع هواتف كل االشخاص‬
‫المتواجدون في المعسكر حاال ومن يمتنع فقط‬
‫اخبراني ) امتقع وجهها وهي تفكر بالمصيبة التي‬
‫وضعت نفسها فيها سيعرف بعد دقائق انها هي‬
‫وبالتأكيد سيخبر والدها كما انها ستموت قهرا بعد ان‬
‫علمت انه متزوج من هذه الحقيرة ناولت الهاتف‬
‫لزميالها ويدها ترتعش لتتجه بعدها الى المكتب الذي‬
‫دخله الدكتور ربما سيكون من االفضل ان تعتذر قبل‬
‫ان يهينها امام الجميع ‪....‬‬

‫**كانت تقف في الشرفة تنظر حولها بقلق كبير لقد‬


‫عادت الى المزرعة ولكن ليس مع زوجها فهو لم يعد‬
‫ثانية ‪.............‬بعد ساعات من االنتظار المقلق‬
‫خاصة وان هواتفه ظلت مغلقة ‪.......‬وجدت شخص‬
‫يأتي اليهم ويخبرهم انه السائق وسوف يعيدها الى‬
‫المزرعة الن هناك امر طارئ جعل السيد يوسف‬
‫يرحل سريعا وال يستطيع العودة ‪........‬الجد غضب‬
‫بشدة على تركه لها ولكن في النهاية حاولت التخفيف‬
‫من غضبه وهي تفهمه انها متقبلة لما حدث‬
‫‪........‬وها هي قد وصلت منذ عدة ساعات قضتها في‬
‫االنتظار القلق ‪..........‬تحاول ان تقنع نفسها ان هناك‬
‫شئ يخص العمل هو ما تسبب في غيابه‬
‫‪..........‬لتعود وتقلق من جديد ‪........‬انها حتى االن لم‬
‫تغير مالبسها حتى ‪..........‬اتجهت نحو الدوالب‬
‫واخرجت احدي بيجامتها ومالبس داخلية واتجهت‬
‫الى الحمام ربما دش دافئ يجعل اعصابها تهدأ شعرت‬
‫بتحسن بعد ان انتهت ‪.........‬مشطت شعرها وربطته‬
‫على هيئة ذيل حصان طويل ‪.........‬اتجهت بعد ذلك‬
‫لالسفل ربما القلق اوقف شهيتها على غير العادة‬
‫‪.......‬ولكن كوب شيكوال سيفيدها حتما ‪.........‬اعدته‬
‫لتجلس بعدها في الريسبشن وتبدأ في احتسائه‬
‫‪..........‬لم تكن قد انتهت بعد عندما تناهى الى اذنيها‬
‫صوت المفتاح المكتوم ‪........‬لتقوم من فوق الكرسي‬
‫تستقبل زوجها القادم وتبادره قائلة (اين اختفيت كل‬
‫هذا الوقت لقد كدت اموت قلقا عليك‬
‫؟)‪.................‬قال بلهجة مختنقة (كنت في الجحيم‬
‫)‪........‬شعرت بكلماته تصدمها بطريقة جعلتها تختنق‬
‫هي ايضا ‪........‬لتنظر هذه المرة الى هيئته بتفحص‬
‫وتركيز ‪.........‬كان ال يزال برتدي نفس الحلة ولكن‬
‫شكله مختلف ازرار قميصه محلولة وشعره كان‬
‫مبعثرا بطريقة زادت من جاذبته ‪.........‬ولكن وجهه‬
‫هو ما افزعها كان يحمل معاناة شخص مر عبر‬
‫الجحيم كما اخبرها او ربما ال يزال حبيسا فيه‬
‫‪.........‬عيناه حمراوان بلون الدم تحمالن خلفهما‬
‫مزيجا من الغضب وااللم والحزن بشرته شاحبة بشكل‬
‫مخيف ‪.......‬وهو كله يبدو كقنبلة على وشك‬
‫االنفجار‪........‬هزت رأسها بدون فهم وهي تخطو‬
‫خطوة اخرى مقتربة منه وتقول (ما الذي حدث‬
‫؟)‪........‬رفع يده في هذه اللحظة لتالحظ شيئا لم تنتبه‬
‫اليه من قبل ظرف كبير يمسك به في يده ويقبض‬
‫عليه بشدة ‪............‬اقترب هو خطوة اخرى حتى‬
‫اصبح امامها مباشرة ليمسك بيجامتها بحدة فتنقطع‬
‫ازرارها وتكشف جسمها اسفله ‪......‬اجفلت لتصرفه‬
‫وابتعدت فامسك بذراعها بعنف وهو يقول بغضب‬
‫هادر (اال تحبين العنف يا صغيرة ام ربما ال يناسب‬
‫برائتك المزعومة )‪.........‬نظرت الى وجهه بعينين‬
‫مذعورتين تحمالن التساؤل لتقول بعدها (ما الذي‬
‫تقصده تحديدا يا يوسف انا ال افهم ؟)‪...........‬اشار‬
‫باصبعه الى اثر العملية ليقول في سخرية مرعبا‬
‫(يبدو ان عمليتك لم تكن عملية زائدة يا زوجتي‬
‫‪.........‬هل ستخبريني ماذا كانت ام ربما على انا ان‬
‫افعل ؟)‪.........‬تراجعت مرة اخرى وهي تقول بصوت‬
‫مرتجف (يوسف ارجوك اهدأ وانا سأشرح لك كل شئ‬
‫)‪ ...........‬قال بحدة من بين اسنانه (ستشرحين وكيف‬
‫يكون هذا ؟ اممممممم ربما ستخبريني ان االمر تم‬
‫دون ارادتك اغتصاب مثال ‪......‬او ربما ان الحمل لم‬
‫يحدث بالطريقة الطبيعية تبرعت مثال بان تحملي طفل‬
‫امرأة اخرى وتم ذلك في المعمل )‪..........‬كنت تشعر‬
‫برعب اكثر مما شعرت به في اي وقت اخر من حياتها‬
‫‪......‬لماذا يتكلم هكذا مبعدا نفسه تماما ؟ّ!!!!!!!قالت‬
‫بصوت مخنوق ( يوسف انا كنت حامل منك لم يحدث‬
‫بيني وبين اي رجل آخر اي شئ )‪...........‬كان يهز‬
‫رأسه نافيا بشدة ليقول بصوت جامد شعرت به يطعنها‬
‫( مستحيل ‪........‬مستحيل )‪.......‬اعادها مؤكدا بشكل‬
‫صادم ال مجال فيه للتراجع ‪.........‬كانت دموعها قد‬
‫بدأت في االنهمار لتقول بعدها بتوسل (ال تقل هذا‬
‫ارجوك )‪.........‬قال بصوت هادر غاضب ( وهل تظني‬
‫اني لم اتمنى هذا لم ارده بكل ذرة في كياني ؟‪......‬لقد‬
‫ظللت اردد لنفسي ان معجزة ما قد تكون حدثت‬
‫‪.........‬انني منذ ثمان سنوات كان وضعي مختلف‬
‫واستطيع االنجاب ‪........‬انه من المستحيل ان تكوني‬
‫قد خنتني )‪........‬رفع الظرف الذي في يده يريها اياه‬
‫ليقول وهو يقبض يده بشدة ‪ :‬لقد اخذت التحاليل‬
‫اللعينة وصرت امر على االطباء واحد بعد اخر لعل‬
‫احدهم يقول شيئا مختلفا ‪..........‬لكنني لم اجد‬
‫!!!!كلهم كانت اجابتهم واحدة صاحب هذه التحاليل لم‬
‫ينجب ولن ينجب باقي حياته )‪........‬‬
‫****‪ .‬مدت يدها تمسح دموعها بعنف لتقول بعدها‬
‫بصوت قوي (اذا عليك ان تصدقهم ولكن ال تتهمني‬
‫بالخيانة ‪.........‬انا لم اكن مدينة لك بالوفاء حتى ال‬
‫يكون عدم الوفاء خيانة ‪.........‬انا حتى لم اكن اعرفك‬
‫!!!!!!حتى اسمك او شكلك لم اعرفهم اال بعد سنوات‬
‫‪......‬سيكون من الغباء ان تتوقع حصادا لشئ لم‬
‫تزرعه )‪...........‬امسك بعضديها من الجانبين بيدين‬
‫قاسيتين ليقول بعدها بصوت كالفحيح (اذا فانت‬
‫تعترفين )‪.........‬يبدو ان االلم الذي حل بقلبها كان‬
‫اقوى مئات المرات من الم جسدها لذا لم تشعر بما‬
‫يفعله بل قالت ببرود ( انا اعترف انني غبية النني‬
‫تناسيت افعالك السابقة وسقطت كالحمقاء تحت قدميك‬
‫وانا احاول ان التمس لك االعذار ‪.........‬ولكن يبدو‬
‫انه ال فائدة ترتجى من ورائك ‪..........‬كلمة ساقولها‬
‫للمرة االخيرة سيف وسلمى اوالدك )‪........‬شعرت‬
‫بيده تتراخى من فوق ذراعيها بينما يتراجع بشدة‬
‫وكأنه قد تعرض لضربة عنيفة تكاد تسقطه ارضا‬
‫‪.........‬ليقوم بعدها باالمساك بياقة قميصه محاوال‬
‫ابعاده وكأنه يختنق ‪..........‬ثم يعود ويضع يده على‬
‫قميصه فيضغط بها على الجانب االيسر من صدره‬
‫وكأن قلبه يؤلمه ‪...........‬ليفاجئها بفعله التالي وهي‬
‫يضحك بصوت عال وكأنه اصيب بالجنون ثم يقول‬
‫(توأم في مرة واحدة ما هذه القدرات الخارقة ؟ وحتى‬
‫يملكان االسماء الصحيحة !!!!!!!!!هل هي طريقة‬
‫الخفاء العار الذي وسم جسدك وفي نفس الوقت‬
‫الحصول على عدة مليارات ‪.......‬يبدو اني واقع في‬
‫شباك اقدم مصيدة لالبتزاز في التاريخ‬
‫‪............).......‬قالت في استسالم ولكن بتحدي‬
‫ساخر( اذن انت ال تظن اني خائنة فقط بل محتالة‬
‫ايضا ونصابة ويبدو ان اسرتي باكملها تشاركني‬
‫االمر ‪........‬ولكن عدة مليارات تستحق التعب اليس‬
‫كذلك ؟ يبدو ان الطريقة الوحيدة الثبات االمر هي‬
‫تحليل الدي ان ايه ‪..........‬واظن ان قصتنا المشينة‬
‫انتهت عند هذا الحد ‪..........‬ولكن صدقني انا اعلم‬
‫انني لم اخرج خاسرة ‪..........‬وحتى الخيانة كلمة‬
‫نسبية انا مصرة انني لم افعل ما تتهمني به تحديدا‬
‫ولكن فعلت غيره ‪........‬التظن ان انتقامي منك قد بدأ‬
‫في فرنسا ‪..........).......‬بصوت كالفحيح عادت لتكمل‬
‫(لقد ظللت انتقم منك لسنوات وانا اتعرف على‬
‫عشرات الرجال انتقم منك في كل واحد منهم‬
‫‪.......‬وانا اعذبه وامنيه ثم يجد في النهاية انه كان‬
‫يسعى خلف سراب ‪.........‬وكذلك انتقم منك وانا‬
‫اعرض شرفك المزعوم في كل يوم للخطر وامسك به‬
‫على حافة الهاوية )‪..........‬كانت عيناه قد اصبحتا‬
‫محرقتين وجسده اصبح في حالة ثورة عارمة‬
‫‪.........‬ليصفعها باقصى قوته صفعه القتها ارضا وهو‬
‫يصرخ بها ( اخرسي ال تقولي كلمة اضافية‬
‫)‪..........‬زادت ثورتها مع ضربه لها لتعود فتقول‬
‫(اتدري ماذا كنت افعل ايها الحقير الطفئ نيران‬
‫غضبي ؟ كنت استمتع وانا ارى نظرات الشهوة في‬
‫عيني كل رجل وهو ينظر الي ‪.......).....‬صفعة اخرى‬
‫تلقتها جعلتها تفقد توازنها ثانية لتشعر بان الشياطين‬
‫هي التي باتت تحركها لتعود فتصرخ (الشئ الوحيد‬
‫الذي كان يجعلني اكره نفسي هو انني لم اكن استطيع‬
‫الوصول الى النهاية فامزق شرفك الى اشالء‬
‫‪..........‬وصدقني الفضل ال يعود اليك في ذلك ربما هو‬
‫جزء داخلي كان يحمل خوفا من هللا هو ما كان‬
‫يمنعنني او ان كرهي لنفسه لم يصل الى‬
‫اقصاه‪.........‬كنت في كل مرة ارجع دون ان اوجه لك‬
‫الطعنة القاتلة اظل ابكي واكره نفسي اكثر‬
‫)‪.........‬رفعها بعنف من عضديها وهو يهدر بها (اذا‬
‫فقد اخذت حقك ايتها الحقيرة واالن حان دوري الخذ‬
‫حقي منك )‪............‬قالت بعنف مماثل (انتظر على‬
‫االقل حتى تسمع باقي انجازاتي ‪........‬يوم وجودك في‬
‫انجلترا خرجت وشربت حتى لم اعد ادرك ما حولي‬
‫الستيقظ في الصباح واجد نفسي في حجرة في فندق‬
‫غريب ‪........)...........‬هذه المرة اصبح عاجز عن‬
‫االستماع اليها فوجدت يده الضخمة تقترب من فمها‬
‫تكتم صوتها ثم يده االخرى تقترب من عنقها وكأنه‬
‫سيخنقها ‪..........‬عندما شعرت ان الهواء ال يصل‬
‫اليها انتفضت بقوة جعلت يده تفلتها لثوان كانت كافية‬
‫لتتراجع الى المطبخ الموجود بالخلف لتجده يتبعها‬
‫بسرعة وال زالت مالمحه تحمل كل غضب واشمئزاز‬
‫الدنيا ‪ ..........‬فيما تحول لون وجهه الى االسود‬
‫فتمسك هي بسكين ضخمة وتلوح له بها وهي تقول‬
‫(لو اقتربت مني ساقتلك )‪..........‬لم يهتم بقولها‬
‫واقترب لتتراجع هي حتى الحائط ثم تقول صارخة‬
‫(اخبرتك ان تبتعد )‪..........‬امتدت يده لتقبض على‬
‫يدها الممسكة بالسكين لتقوم هي بابعادها بصورة‬
‫حادة فتشعر بها تنغرس في شئ صلب ولكن ليس‬
‫بصورة كبيرة ‪.......‬ثم تسمع شهقة متألمة تالها تفجر‬
‫الدماء من عضده ‪........‬ليتراجع بعدها الى الخلف‬
‫مذهوال‪...........‬وتطلق هي صرخة عالية ‪.......‬ثم‬
‫يخرج من المنزل بسرعة وتسمع صوت اغالق الباب‬
‫‪...........‬نظرت الى السكينة الملوثة بدمائه والتي ال‬
‫تزال في يدها لتشعر بنفسها تنهار حتى تسقط على‬
‫االرض ‪........‬فتقع عيناها على الدماء التي لوثت‬
‫ارضية المطبخ ‪........‬لتندفع بعدها في بكاء عنيف‬
‫‪.......‬ما الذي دهاها لتقول له كل هذا الكالم‬
‫؟‪.........‬وجدت عقلها يردد انه دفعها لهذا بسبب‬
‫اتهاماته البشعه ارادت ان تؤلمه كما المها ‪........‬هي‬
‫ال تستطيع ان تعيش دور الضحية من جديد‬
‫‪...........‬خرج من المنزل واتجه الى المبني االداري‬
‫ليقوم بعدها ويتصل بالطبيب القريب بينما ينظر الى‬
‫قميصه االبيض الذي تلوث تماما بالدماء ‪.........‬التي‬
‫يبدو انها لن تتوقف!!!!!! لم يكن يشعر بالم في‬
‫ذراعه فالنيران التي تشتعل في كل جزء فيه والشك‬
‫الذي يمزقه يطغى على اي شعور اخر ‪........‬تقول له‬
‫ان الطفالن يخصانه يا ليت كان ذلك يا ليت فقط‬
‫!!!!!!‪.........‬ثم كالمها النهائي مزقه الى اشالء‬
‫وكـأن هذا ما كان ينقصه ضرب الجدار بقبضته بقوة‬
‫جعلت االلم يندفع عبر ذراعه باكمله فيعاني من الم‬
‫الذراعين زوجته كانت تنتقل بين الرجال عاد ليضرب‬
‫الجدار ثانية غير قادر على تقبل الفكرة ثم انها‬
‫مصممة انها لم تكمل الى النهاية يا ليت فقط يا ليت ؟‬
‫هل سيستطيع ان يتجاوز هذا ؟ هل فعال هو المتسبب‬
‫بافعالها تلك ؟ حتى هذا ال يريحه انها المرة االولى‬
‫التي يدرك حقيقة كلمة (قهر الرجال ) انه العجز وعدم‬
‫القدرة على مواجهة الحياة نظر الى الدماء التي لم‬
‫تتوقف بينما يشعر ببعض الدوخة يبدو انه فقد الكثير‬
‫من الدماء انه يشعر بالشكر تجاهها لما فعلته لو لم‬
‫تصبه ربما كان سيقتلها قبل ان يتأكد من الحقيقة دخل‬
‫الطبيب وسالم خلفه فقام بتقطيب الجرح بينما هو لم‬
‫يجب عن تساؤله حول سببه خمسة عشر غرزة‬
‫واصابة في احد الشرايين تسببت بزيادة النزيف‬
‫اعطاه الطبيب خافض للحرارة ومضاد حيوي ومسكن‬
‫تحسبا الرتفاع درجة حرارته فتحت عينيها وهي‬
‫تشعر بالم في عنقها لتجد ان السبب هو انها ال تزال‬
‫جالسة في نفس المكان منذ ساعات حتى غلبها النوم‬
‫نهضت لتصعد الى االعلى مباشرة وتبحث عنه لكنها‬
‫لم تجده يبدو انه لم يعد ترى ما شدة اصابته ؟ نزعت‬
‫البيجامة الممزقة وتوجهت الى الحمام لتتوضأ‬
‫وتصلي الفجر كانت ساجدة تبكي وتدعو هللا ان‬
‫يرزقهم السكينة والراحة وان ينير بصيرة زوجها وان‬
‫يغفر لها ظلت بعدها جالسة في شرود لتسمع طرقات‬
‫الباب تتعالى فتتوجه الى االسفل ولدهشتها وجدت‬
‫الباب ينفتح عندما حاولت فتحه كان هناك احد الرجال‬
‫الذين رأتهم من قبل يقول لها بآلية (السيد يوسف‬
‫طلب مني ان اعطيك هذه االشياء واوصلك الى المطار‬
‫استعدي وسوف اعود بعد ساعة ) كان سينصرف‬
‫فاستوقفته قائلة (اين هو االن ؟) قال بهدوء (خرج‬
‫منذ عدة ساعات ) اغلقت الباب خلفه لتتوجه بعدها‬
‫الى الداخل في شرود نظرت الى ما اعطاه الرجل لها‬
‫لتجد جواز سفرها وتذكرة طيران وهاتفها ايضا قامت‬
‫بتنظيف اثر الدماء ثم انحنت الى االسفل تلتقط الظرف‬
‫الذي سقط على االرض وتضعه في احد االدراج‬
‫صعدت الى االعلى لتستعد فعلى ما يبدو ان هذا الفصل‬
‫قد انتهى عليها ان تدعو هللا ان يغير تفكيره قليال من‬
‫اجل طفليها اللذان اصبح تعلقهما به كبير اما بالنسبة‬
‫لهما فبالتأكيد اغلقت صفحتهما فهي تعلم انها‬
‫تجاوزت كل انواع الخطوط لديه وتعلم ايضا ان كونها‬
‫ال تزال على قيد الحياة بعد ما قالته هو معجزة ‪...‬‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪.....‬الفصل الحادي والخمسون ‪...............‬خرج من‬


‫حجرة نومها التي احتلها منذ االمس ‪.........‬وجدها ال‬
‫تزال نائمة فوق االريكة الموجودة بالخارج ‪.......‬لقد‬
‫حضرت له الطعام باالمس كما طلب ثم اختفت ‪......‬هو‬
‫عرف مكانها على الفور فليس هناك الكثير من‬
‫االماكن في الشقة الضيقة اال اذا قامت بحبس نفسها‬
‫في الحمام !!!!!!!!!!!كانت قد ادخلت صينية الطعام‬
‫الى حجرة النوم وخرجت بعدها الى الصالة لكنه خرج‬
‫حامال الطعام ولحق بها ‪........‬وجدها قامت لتغادر فلم‬
‫يعلق ‪............‬وعندما عاد الى حجرة النوم وجدها‬
‫ستغادر ولكنه اوقفها في هذه المرة ‪..........‬فهذا‬
‫المكان هو حيث يريدها تحديدا ‪ ........‬ارتسمت‬
‫ابتسامة على وجهه وهو يتذكر ما حدث‬
‫‪!!!!!!!!!..........‬قال بصوت هادئ متسل (اين‬
‫ستذهبين يا حلوتي ؟)‪...........‬نظرت اليه بحنق‬
‫وقالت (بما انك الضيف هنا ساترك لك السرير وانام‬
‫على االريكة الموجودة بالخارج )‪.........‬امسك بيدها‬
‫يجذبها نحوه ليقول بعدها (انا ال ارضى بهذا فالنوم‬
‫فوق االريكة لن يريحك )‪.........‬قالت محاولة تخليص‬
‫يدها (ال تهتم نم انت بما انك متعب بسبب الرحلة‬
‫)‪.........‬جذبها ناحيته ليتلقفها فوق صدره وهو‬
‫يهمس لها (ليس قبل ان اخفف تعبي االكبر‬
‫)‪...........‬رفع وجهها اليه لينظر في عينيها ويقول‬
‫(ما اتعبني اكثر هو شوقي اليك الذي لم يهدأ للحظة‬
‫واحدة ‪....... )....‬نظرت اليه بدهشة انه يصف حالها‬
‫ايضا ولكن هل انفكت عقدته الكالمية اخيرا زوجها‬
‫يقول هذا الكالم ؟‪...........‬ابتسم الستغرابها وعاد‬
‫يقول وهو يشم شعرها( رائحة الياسمين الموجودة‬
‫في شعرك هذه تقتلني منذ بداية زواجنا )‪.........‬يبدو‬
‫ان شيئا يخصها قد لفت انظاره من قبل هذا شئ‬
‫ايجابي بالتأكيد عاد ليكمل (كل شئ فيك يسحرني دائما‬
‫يا حبيبتي )‪........‬قالت وهي ترتجف (هل تقصد هذه‬
‫الكلمة حقا ؟)‪..........‬قال وهو يقترب منها حتى‬
‫شعرت بانفاسه الحارة تلهب وجهها (يبدو انني كنت‬
‫احتاج شئ مزلزل الفهم مشاعري نحوك‬
‫)‪..........‬دفنت وجهها في صدره ليضمها اليه بشدة ثم‬
‫يقول بصوت خافت (واالن هل يمكنني ان اعبر لك عن‬
‫حبي كما يجب )‪..........‬وجدها تتراجع لتقول بعدها‬
‫وهي عاقدة حاجبيها (انا لست مقتنعة بما فعلته لذا‬
‫فلتنتظر حتى نسافر الى القاهرة ونعقد زواجنا ثانية‬
‫)‪...........‬كان الى جوارها وهو يقول ساخرا (وما‬
‫رأيك ان اذهب الخطبك في البداية واحضر الشبكة ثم‬
‫نقيم حفل للخطوبة وبعد ان نتعارف جيدا نتزوج‬
‫)‪..........‬قالت وعيناها تلمعان بشدة (هل تسخر من‬
‫كالمي ؟ رغم ذلك ستنفذه )‪..........‬قال وهو يضع احد‬
‫ذراعيه خلف ظهرها واالخر اسفل ركبتيها فيرفعها‬
‫ليضعها فوق السرير ويقول ( لدينا ستة اشهر ضائعة‬
‫منذ زواجنا وعليك ان تبدأي تسديد ديونك وليس‬
‫زيادتها يا مدام )‪..........‬كانت تحاول دحرجة نفسها‬
‫لتتمكن من االفالت عندما امسك بها ضاحكا وهو يقول‬
‫(ال مجال للهرب فروحة )‪............‬افلتها اخيرا عندما‬
‫وجدها تعقد حاجبيها فعقد حاجبيه مقلدا لها ليقول‬
‫مبتسما وهو يمر باصبعه فوق جبينها ( فكي عقدة‬
‫جبينك وال تفكري كثيرا انت تعلمين اني لو اعلم ان ما‬
‫حدث غير جائز لم اكن سافعله )‪..........‬قالت بلوم‬
‫(ولكنك قلت انك ستمنحني الفرصة التي اريدها‬
‫)‪........‬قال بتفكير (سيكون هذا لباقي ايام االسبوع اما‬
‫اثناء وجودنا سويا فحتما ساعوض الباقي‬
‫)‪...........‬عندما خرج من الحمام وجدها قد تركت‬
‫حجرة النوم ونامت على االريكة الموجودة في الصالة‬
‫‪.........‬نظر اليها مبتسما شئ جيد انها تركت له‬
‫السرير فهو يريد ان ينام جيدا بعد ليال من االرق‬
‫والنوم المتقطع ‪............‬واالن هل عليه ان يوقظها‬
‫؟‪.........‬ربما ستكون لفتة جيدة ان يقوم هو بتحضير‬
‫االفطار وال يزعجها االن ‪..........‬دخل المطبخ محاوال‬
‫احضار المكونات التي يحتاجها ‪........‬ماذا عليه ان‬
‫يفعل ؟ اوال عليه احضار االدوات ترى اين توجد‬
‫؟‪........‬بدأ بالبحث ليتوصل الى مكانها في النهاية‬
‫وعندما حاول اخراج مقالة والتي يرى االخرين‬
‫يستخدمونها في عمل البيض وجد كل االواني تسقط‬
‫محدثة صوتا مدويا ‪.......‬وشاهد فرح تأتي مرتعبة‬
‫فعلى ما يبدو ان الصوت ايقظها ‪..........‬كانت تحدق‬
‫اليه بذهول بينما بادلها النظر ببراءة وهو يرفع‬
‫المقالة التي في يده ويقول لها (اردت ان اعد االفطار‬
‫)‪..........‬لقد استفاقت من نومها على صوت ضجة‬
‫كبيرة فقفزت متجهة الى مصدرها ليفاجئها المنظر‬
‫احمد وفي يده مقالة بينما اواني الطبخ على االرض‬
‫حوله ‪..........‬خليط من الدهشة وضحكة تحاول كبتها‬
‫النها لو انفجرت بها ستظل تضحك كثيرا ‪...........‬هل‬
‫زوجها كان يريد اعداد االفطار فعال ؟!!!!!!!انها تعلم‬
‫ان معلوماته المطبخية تحت الصفر بكثير ‪....‬او ربما‬
‫بسبب وجوده في لندن بمفرده قد تعلم شيئا ولكن هي‬
‫ال تظن هذا !!!!!!!!يكفي انه فكر ان يفعلها‬
‫‪..........‬قالت وهي تقترب منه ممسكة بالمقالة‬
‫(اعطني هذه وانا ساقوم بالباقي )‪.........‬انحنى ملتقطا‬
‫احد االواني ليقول بعدها (ساعيد االواني الى مكانها‬
‫)‪...........‬قالت بهدوء (احمد انتظر في الخارج وشاهد‬
‫التفاز وبعد اقل من نصف ساعة سيكون كل شئ‬
‫جاهز )‪..........‬كانت قد ازالت الفوضى وبدأت في‬
‫تحضير الطعام عندما وجدته يدخل ثانية ثم يقف‬
‫ليراقبها !!!!!!!!!اساسا المطبخ الضيق لم يكن‬
‫مناسب لتواجد اكثر من شخص ثم ان وجوده يوترها‬
‫‪.........‬التقطت نفسا عميقا عندما انتهت ليجلسا‬
‫ويتناوال الطعام في الصالة دقائق وتعالى رنين جرس‬
‫الباب ليتبادال النظر بدهشة ثم يقوم هو ليفتح الباب‬
‫‪......‬وجد فتاة ربما في العاشرة تنظر اليه بدهشة‬
‫وتقول (من انت ؟وما الذي تفعله هنا ؟)‪...........‬رفع‬
‫احد حاجبيه ليقول بعدها بنصف ابتسامة (كنت‬
‫سأسألك نفس االسئلة )‪..........‬اندفعت الى الداخل‬
‫مارة من اسفل ذراعه لتتجه نحو فرح التي وقفت‬
‫لترى من القادم لتقول لها بعينين متسعتين (من هذا‬
‫الرجل ؟)‪...........‬اغلق الباب وجلس ينظر اليهما من‬
‫الواضح ان منظرهما في مالبس البيت كان صادما‬
‫للفتاة هو بالتشيرت االبيض الذي يتداخل فيه اللون‬
‫الكحلي وبنطال منزلي بنفس اللون ‪......‬وفرح‬
‫ببيجامة قطنية ‪......‬فكر عاقدا جبينه انه لم يرها من‬
‫قبل بقميص نوم انه خطأ ال بد ان يتداركه‬
‫‪...........‬ربما عليه ان يحضر لها من لندن بعضها‬
‫ولكن هل سيدخل محل يبيع هذه االشياء ويشتري‬
‫؟!!!!!!!!هذا صعب بالتأكيد !!!!!!انتبه الى الفتاة‬
‫الثرثارة ليقول مقاطعا لها (فرح من هذه الطفلة‬
‫؟)‪.........‬التفتت نحوه بحدة لتقول بعدها (انا في‬
‫الثانية عشر لست طفلة بالتأكيد وانا جنى بنت خالها‬
‫)‪...........‬قال بسخرية ( تشرفت بمعرفتك آنسة جنى )‬
‫‪..............‬قالت بترفع (وانا ايضا يا من لم اعرف‬
‫حتى االن من تكون )‪............‬قالت فرح مقاطعة لها‬
‫(انه الدكتور احمد زوجي )‪...........‬قالت الفتاة‬
‫بسرعة (زوجك الذي كنت تبكين بسببه وتقولين انه‬
‫تركك )‪............‬نظرت فرح اليها بحدة وهي تقول‬
‫(جنى اسكتي )‪............‬قال احمد مبتسما (انه انا يا‬
‫طويلة اللسان )‪********* ............‬‬

‫*** يوم جديد لهم في المعسكر يبدو مختلفا بعد كل‬


‫احداث االمس ‪............‬نظرت الى والء التي ترتدي‬
‫مالبسها ثم قالت لها ( والء هل انت غاضبة مني‬
‫؟)‪...........‬نظرت اليها بتفكير ثم قالت (ال لست‬
‫غاضبة انت لم تخبري احد ان الدكتور الوسيم قد‬
‫خطبك اي اني لست استثناء وبالتاكيد لديك اسبابك‬
‫)‪...‬لو تعلم صديقتها اسبابها ربما لن تصدق قالت‬
‫بابتسامة (شكرا لك ‪.‬وانا منذ االن ادعوك لحفل‬
‫الزفاف وسأخبرك عندما نحدد موعده )‪..........‬نظرت‬
‫والء اليها لتقول بعدها (ولكنك كنت تخفين االمر جيدا‬
‫)‪............‬قالت لها (يمكنك ان تقولي انه كان الحل‬
‫االسلم حتى ال تتجه الينا االنظار خاصة انا الدكتور‬
‫محمد يدرس لنا هذا الترم )‪.......‬قالت والء غامزة‬
‫بعينيها (هذا يفسر تصرفاته يبدو ان استاذنا غارق‬
‫الى اذنيه )‪...........‬وقفتا مع زمالئهم في انتظار‬
‫الباص الذي ينقلهم الى وجهتهم وجدته يقترب منهما‬
‫ويقول (صباح الخير )‪..........‬ردت الفتيات عليه‬
‫ليقول بعدها (سارة اريدك قليال )‪..........‬سارت معه‬
‫حتى ابتعدا بما فيه الكفاية فقال لها (كيف حالك االن ؟‬
‫اتمنى ان ال يكون ما حدث ضايقك )‪........‬قالت بهدوء‬
‫(يمكنك ان تقول انه نظرا لما تلى من احداث‬
‫فالمحصلة النهائية ال لم اتضايق )‪........‬قال (هذا جيد‬
‫)‪.........‬نظرت نحوه بتساؤل ثم قالت (هل عرفت من‬
‫فعلها ؟)‪............‬قال بسخرية (انها نهى لقد جاءت‬
‫واعترفت لي معتذرة )‪..........‬قالت ولم تبد عليها‬
‫المفاجأة وكأنها كانت تتوقع ( وما االسباب التي‬
‫ذكرتها ؟)‪..............‬قال بابتسامة عابثة ( ربما‬
‫االفضل اال تعرفي )‪........‬قالت بسخرية (ربما بدافع‬
‫الحب )‪............‬يبدو ان ذكاء سارة يعمل جيدا في‬
‫هذه اللحظة ‪.‬بالفعل اتته نهى باكية وهي تقول ان ما‬
‫دفعها لهذا الفعل هو حبها له وغيرتها عليه‬
‫‪.........‬هو يعلم انها ال تحبه ولكنها خططت لاليقاع به‬
‫فهو بالنسبة لها يمتلك كل المواصفات التي تريدها‬
‫نقطة وانتهى السطر ‪............‬قال دون تحديد وبلهجة‬
‫ماكرة (ربما )‪.............‬قال مغيرا الموضوع (لقد‬
‫اخبرتك باالمس ان لدي مفاجأة لك )‪...........‬نظرت‬
‫نحوه بتساؤل لقد انستها االحداث العاصقة منذ االمس‬
‫كالمه قال لها وهو يخرج ورقة من جيبه ويناولها لها‬
‫(مبارك النجاح )‪..........‬امسكتها بلهفة وعيناها‬
‫تحاوالن فهم المكتوب ‪...‬يبدو انها في النهاية حافظت‬
‫على مستواها ‪.........‬ملئت دموع الفرح عينيها لتجده‬
‫يقول لها بابتسامة متألقة ( رغم اني ساعدتك في‬
‫المذاكرة واحضرت لك النتييجة اال انني ساكمل جميلي‬
‫واحضر لك هدية ايضا )‪...........‬عاد يكمل بخبث‬
‫(ولكن عندما يحين وقت تسديد الحساب ساخذ حقي‬
‫كامال )‪.............‬قالت بتحدي وهي تبتعد عنه (انتظر‬
‫كما تشاء)‪..........‬كانت ضحكاته تالحقها بينما تعود‬
‫الى زمالئها ‪.......‬ان درجاتها جيدة ولكن عليها‬
‫انتظار اعالن النتيجة الرسمية حتى تعلم ترتيبها‬
‫‪***********.....................‬‬
‫***وصلت الى المنزل في المساء وبما انه ال مفتاح‬
‫لديها ضغطت على الجرس لتجد السيدة جونسون‬
‫تفتح لها وتطلق تحية باردة قائلة ( انسة انجي مرحبا‬
‫بعودتك )‪.........‬تللك المرأة !!!!!!ولكن هذه المرة لن‬
‫تسكت لها ردت ساخرة (انا بخير واتمنى ان تناديني‬
‫انجي فقط او مدام انجي ان كنت مصممة على اللقب‬
‫او ربما دكتورة سيكون جيدا بما انني تخرجت االن‬
‫)‪..........‬نظرت المرأة بدهشة نحوها لتقول بعدها (لم‬
‫اعلم انك تزوجت )‪..........‬التفتت اليها بحنق وقالت‬
‫(اذا كيف انجبت االطفال ؟‪........‬نحن ال ننجب دون‬
‫زواج سيدتي )‪..........‬أومأت برأسها ووجهها ال زال‬
‫ينطق بالدهشة ‪..........‬قالت لها وهي في طريقها الى‬
‫السلم (هل نام الجميع ؟)‪.........‬قالت بهدوء (ال ادري‬
‫انهم في الطابق االعلى )‪..........‬قالت لها (من فضلك‬
‫اعدي لي العشاء )‪........‬من الجيد ان والديها ليس‬
‫في االسفل ‪.‬فعلى الرغم من زينة وجهها التي حاولت‬
‫اخفاء اثر صفعات يوسف لها اال انها تظن انهما قد‬
‫يالحظا ‪...........‬عليها ان تتجنبهما في االيام القادمة‬
‫قدر االمكان ‪.........‬اتجهت الى حجرة اطفالها اوال‬
‫فوجدتهما ال زاال مستيقظان ‪.............‬المها قلبها‬
‫فبدال عن المشهد المعتاد لرمي سلمى نفسها بين‬
‫ذراعيها وجدتها لم تتحرك من مكانها بل ظلت جالسة‬
‫تنظر نحوها نظرات ثابتة ‪.........‬يبدو ان طفلتها التي‬
‫كانت تظنها ضعيفة وجدت قوتها اخيرا وها هي‬
‫تظهرها امامها ‪..........‬عندما اقتربت منها اشاحت‬
‫بوجهها بعيدا فامسكت هي وجهها برقة وادارته‬
‫جهتها لتقول بعدها ( اشتقت اليك كثيرا )‪..........‬كانت‬
‫تنتظر رد فعلها في ترقب فهي تشعر باحتياجها في‬
‫هذه اللحظة الى احضان طفليها اكثر من احتياجهم‬
‫اليها ‪...............‬نظرت سلمى اليها بدقة وقالت ( حقا‬
‫!!!!!!!!!!هذا شئ جيد جيجي )‪.........‬قالت وكأنها‬
‫تستأذنها اوال (اريد ان احتضنك )‪..........‬اخذت نفس‬
‫عميق بصوت حاولت ان يكون مكتوما انها ولم يكد‬
‫يمضي يوم واحد على مغادرته لها تشعر بحنين‬
‫يمزقها !!!!!!!!!بقلبها يكاد يقفز من بين اضالعها‬
‫بحثا عنه ‪...........‬هل وصلت لهذه المرحلة فتشعر‬
‫بكل هذا االلم البتعادها عنه ‪..........‬لقد اهانها‬
‫واتهمها بشئ بشع ولكنه قال ايضا انه تمنى ان يجد‬
‫اي طريقة تبعد عنها االتهام ‪..........‬لم تعد تفهم شيئا‬
‫ربما كان عليها ان تقرأ اوراق التحليالت ‪..........‬هل‬
‫تبحث له ثانية عن االعذار لقد ضربها وكاد يقتلها‬
‫!!!!!!!ولكن هي من دفعته الى اقصاه القت بالبنزين‬
‫على نار مشتعلة ومتوهجة فكان ال بد من االنفجار‬
‫‪..........‬هي ايضا مع كل الضغط الذي تعرضت له كان‬
‫ال بد ان تنفجر ويبدو ان انفجارها كان اثره مريع‬
‫‪..........‬منذ بدأت في التعرف عليه ادركت مدى‬
‫اعتداده بنفسه وغيرته الرجولية العميقة‬
‫‪...........‬واالن ماذا عليها ان تتمنى تحديدا ان تنسي‬
‫هي او ان ينسى هو ؟!!!!!!!!كال االمران بالغا‬
‫الصعوبة ‪.....‬الغريب انها االن تفكر في حاله بالنسبة‬
‫للجرح بالتأكيد تعامل معه فهو ليس خطير على اي‬
‫حال ولكن ماذا عن حالته النفسية هل سيستطيع ان‬
‫يجد بعض السالم بعد كل ما حدث ؟‪........‬لماذا هي‬
‫مهتمة بحاله الى هذا الحد ؟ اليس عليها ان تفرح‬
‫النها حققت انتقامها اخيرا ؟!!!!!!!!انها آلمته بقدر‬
‫المها لما يقرب من ثمان سنوات ؟!!!!!!!!انها لم تعد‬
‫تعرف نفسها ‪..‬او ربما تعرفها لقد احبته!!!!!!!!‬
‫تسلل مالئا كل جزء من كيانها ‪..........‬محتال كل‬
‫ارجاء قلبها ‪........‬طاردا كل كراهيتها السابقة له‬
‫‪........‬وما حدث باالمس ورغم انه جرحه بشدة اال انه‬
‫على االرجح شفاها هي !!!!!!!!!هي تعلم ان هناك‬
‫جزءا اسود داخلها غير قادر على التسامح بسهولة‬
‫‪..........‬حتى وهي طفلة لم تكن ترتاح حتى تقهر‬
‫خصمها ايا كان ‪.........‬وربما ارتاحت من ناحية ولكن‬
‫لتشقى بكل تأكيد من ناحية اخرى ‪.......‬بل من نواحي‬
‫عديدة اوال المه سيقتلها ‪.........‬وحبها لو قرر البعد‬
‫سيعذبها ‪........‬مدت ذراعيها تحيط بهما طفلتها‬
‫وتشدها اليها بقوة لتبدأ دموعها في االنهمار وتفعل‬
‫سلمى المثل ‪.........‬افلتتها لتقول لها بعدها (سامحيني‬
‫حبيبتي انا دائما كنت اتمنى ان تعلموا اني امكم‬
‫‪..........‬لكن هناك اشياء تكون اقوى من امنيات‬
‫االنسان )‪...........‬كانت سلمى تنظر نحوها لتمد بعد‬
‫ذلك يدها تمسح دموعها وتقول لها (ال تبكي انا لم‬
‫اعد حزينة )‪...........‬قالت بتردد (هل اتيت وحدك‬
‫؟)‪..........‬اجابتها وهي تتمنى ان يكون كالمها‬
‫صحيحا ( يوسف متعب قليال ولديه عمل كثير لذا‬
‫جعلني اتي وهو سيأتي فيما بعد )‪.......‬أومأت سلمى‬
‫برأسها موافقة في شرود ‪..........‬اتجهت هي الى‬
‫سيف الذي كان يجلس امام مكتبه ينظر اليهما لتقول‬
‫وهي تلمس شعره االسود الناعم (كيف حالك يا رجلي‬
‫الصغير ؟)‪.........‬ابتسم لها ليقول بعدها (المعتاد ال‬
‫يوجد شئ جديد )‪..........‬قالت وكأنها تعقد معه اتفاق‬
‫(ربما بعض افكار جيجي المجنونة قد تدفع قليال حالة‬
‫الملل هذه )‪..........‬قال موافقا (لنرى )‪..........‬جلست‬
‫على الكرسي االخر لتقول له بهدوء (لقد رأيت الحاج‬
‫سيف الكبير )‪........‬نظر نحوها بدهشة ليقول (الحاج‬
‫سيف ‪........‬ذاك الموجود في اسمي‬
‫)‪...........‬ابتسمت له وهي تقول (اجل ‪.........‬انه رجل‬
‫ذا هيبة يرتدي جلبية وعباءة وتشعر انه ملك متوج‬
‫)‪..........‬قال وهو يمط شفتيه (اذا فهو ال يزال على‬
‫قيد الحياة ؟‪.......‬قال بعدها ‪ :‬وماذا عن الحاج سليمان‬
‫؟)‪.........‬قالت هي (جداك توفيا منذ سنوات‬
‫)‪............‬عادت تقول (الحاج سيف سيعطيك هدية‬
‫رائعة عندما تذهب اليه )‪............‬قال عاقدا جبينه‬
‫(هل ساذهب اليه ؟!!!!!!!!!! ثم ما هي هديته‬
‫؟)‪..........‬قالت وعيناها تلمعان باالثارة (فرس بيضاء‬
‫وذيلها ذهبي )‪...........‬كانت سلمى التي تستمع‬
‫لحديثهما من ردت قائلة (ساخذها انا وهو يبحث عن‬
‫شئ اخر)‪..........‬ال تدري ان كانت مصيبة في التحدث‬
‫مع االطفال عن هذه االشياء ام ال ؟‪..........‬ولكن على‬
‫كل حال فقد انتهى وقت اللعب وال بد ان يعترف‬
‫يوسف بهما ويجعلهما جزءا من حياته ‪.........‬وهي‬
‫ستقاتل بكل شراسة لتحصل على حقهما‬
‫‪************...............‬‬

‫**مر االن اكثر من اسبوع على مغادرته دبي كان‬


‫يريد السفر ايضا في العطلة الماضية ولكن لسوء‬
‫الحظ لم تكن عطلة بالنسبة له بل قضاها في العمل‬
‫‪..........‬يبدو ان عليه ان يضغط عليها لتنهي الفترة‬
‫االنتقالية بسرعة وتعيش معه في لندن ‪..........‬وان‬
‫كانت المسألة رغبة في العمل من اجل اثبات الذات‬
‫فسيجد لها عمال هنا ‪...........‬عندما كان هناك اخذها‬
‫وذهبا الى السفارة وهناك اعادا توثيق زواجهما‬
‫‪..........‬ابتسم عندما تذكر ما حدث لقد شعر خالل‬
‫اليومين اللذين اقاما فيهما عندها ان شقتها متصلة‬
‫بالشارع ‪.........‬ال يكاد يمر دقائق حتى يجد احد ابناء‬
‫خالها يطرق الباب ‪.............‬حتى في المساء عندما‬
‫اراد الخروج معها لتناول العشاء اصر خالها على‬
‫دعوتهما ‪.........‬وكان معه زوجته واطفاله‬
‫‪........‬وهو من كان يظن انه سيعوض شهر العسل‬
‫المفقود ولكن لم يكن هناك مجال ‪........‬انه حتى يشك‬
‫انها المتسببة في بقاء االطفال في الشقة طوال‬
‫النهار‪.............‬ابتسم وهو يتذكر انه استطاع تخليص‬
‫حقه منها ليال ‪..........‬االن قد عاد من المستشفى‬
‫وكالمعتاد احضر طعامه في طريق عودته ‪.........‬هذا‬
‫افضل من ان يتسبب باحد الكوارث اذا حاول تحضير‬
‫الطعام ‪...........‬ارتفع رنين هاتفه فامسك به ليجد‬
‫المتصل هو عماد سلم عليه فوجده يقول انه قادم الى‬
‫شقته ‪..........‬اغلق الخط وهو يفكر في ما الذي يدفع‬
‫عماد الى القدوم لزيارته بينما تركه في المستشفى‬
‫منذ قليل ‪..........‬حاول ان يرتب غرفة الضيوف فعلى‬
‫ما يبدو يحتاج ان يرتب مع احد شركات النظافة‬
‫مسألة تنظيف الشقة ‪.......‬عندما كان في القاهرة حتى‬
‫في االوقات التي عاش فيها بمفرده لم يكن يحتاج‬
‫للتفكير في هذه االشياء فالسيدة زهرة كانت ترسل له‬
‫من عامالت القصر من يهتم باالمر‪.........‬اقل من‬
‫نصف ساعة ووجد صوت جرس الباب يرتفع اتجه‬
‫ليفتح الباب لتقابله مفاجأة اخرى عماد لم يكن بمفرده‬
‫‪........‬بل معه شقيقته زوجة يوسف عرفها النه رآها‬
‫يوم عقد زواج عماد والنها من الوجوه التي ال تنسى‬
‫‪..........‬دخلت خلف عماد الى شقة شقيق زوجها‬
‫‪....‬بعد يومان من مغادرتها له كان القلق يقتلها لذا‬
‫قامت باالتصال به ولكن كل هواتفه كانت مغلقة ظلت‬
‫اليام تحاول لكن نفس النتيجة ‪.............‬كانت قد‬
‫اوشكت على االصابة بالجنون او الموت خوفا عليه‬
‫‪........‬فما الذي يعنيه هذا الفعل ؟‪............‬هل هو ال‬
‫يريد سماع صوتها لذا غير كل ارقامه‬
‫‪..............‬ولكن هذا بدا مستبعد بالنسبة لها فهو لن‬
‫يهرب منها بكل تأكيد ‪............‬كما ان رجل له‬
‫عالقات هامه مثله من الصعب ان يغير ارقامه بهذه‬
‫السهولة ‪..........‬لذا كانت مخاوفها تزداد هل هناك‬
‫سوء حل به او ضررا اصابه ؟‪.........‬في كل يوم كانت‬
‫تفتح مواقع التواصل واالخبار عدة مرات لعلها تجد‬
‫خبرا عنه لكن بال جدوى ‪..........‬لذا قررت في النهاية‬
‫ان تأتي الى الدكتور احمد شقيقه وتسأله ‪......‬جلست‬
‫على احد الكرسي غير منتبهه الى الحوار الذي يدور‬
‫بين شقيقها والدكتور احمد ‪.........‬لتجد الصمت يسود‬
‫وانظارهما تتجه اليها ‪........‬يبدو ان عماد اخبره انها‬
‫تريد ان تتحدث معه ‪..........‬هي لم تخبر احدا عما دار‬
‫بينها وبين يوسف علمت ان ما حدث ينبغي ان يظل‬
‫بينهما ‪........‬لذا سيكون سؤالها عن يوسف فقط‬
‫‪..........‬قالت محاولة التحدث بهدوء داخلة الى قلب‬
‫الموضوع مباشرة (دكتور احمد انا اريد ان أسألك عن‬
‫يوسف ‪......‬تقريبا منذ عشرة ايام هواتفه مغلقه‬
‫وليس هناك اخبار عنه )‪.........‬هو ايضا كان يشعر‬
‫بالقلق من اختفاء شقيقة ‪....‬والجميع ينتابهم نفس‬
‫الشعور معتز وحازم نجحا في تسيير العمل وعدم‬
‫تسريب خبر اختفائه الى اي جهة ‪.........‬ولكن المدة‬
‫ليست طويلة كثيرا على اي حال هو حتى عندما غادر‬
‫المنزل غادر دون سيارته ‪...‬وكأنه ال يريد ترك دليل‬
‫على مكانه ‪..........‬اخبره معتز اليوم انهم سألوا منذ‬
‫فترة ان كان حجز للسفر من مطار القاهرة ولكن لم‬
‫يجدوا شيئا ‪...........‬ومعتز فكر انه قد يكون سافر من‬
‫مطار اخر لذا سيسألون في باقي المطارات ‪.........‬هو‬
‫ال يعلم ما الذي عليه ان يخبرها به فالنساء بالنسبة له‬
‫يجب اال يتوتروا زيادة عن اللزوم !!!!!!‪.....‬قال‬
‫بهدوء ( ليس عليك ان تقلقي كل ما في االمر انه‬
‫احيانا يحب االبتعاد عن ضغوط العمل تاركا كل شئ‬
‫خلفه )‪...........‬فكرت ساخره ان ابتعاده هذه المرة لم‬
‫يكن عن ضغوط العمل ولكن عن ضغوطها هي‬
‫!!!!!!‪..‬عادت تقول (هل افهم من هذا انه لم يحاول‬
‫االتصال بك او بأي شخص اخر )‪.........‬يبدو ان‬
‫زوجة شقيقه ذكية ولم تخدعها كلماته لذا قال‬
‫باستسالم (اجل ولكن ال تقلقي انهم يبحثون جديا حول‬
‫االمر وبالتأكيد سيعلمون قريبا او قد يظهر هو قبلها‬
‫)‪..........‬قالت بعدم اقتناع (سنرى )‪..............‬قامت‬
‫من مكانها لتقول (عماد ان كنت تريد البقاء مع‬
‫صديقك ساغادر انا )‪........‬قام عماد وهو يقول (ال‬
‫ساتي معك )‪.........‬ما هذا ؟ انه لم يقابل من قبل هذا‬
‫النوع ال يدري ان كان عليه ان يحسد شقيقه ام يشفق‬
‫عليه ولكن ما هو متأكد منه انها مختلفة‬
‫‪..........‬وربما لهذا احبها يوسف ‪.......‬قال وهو‬
‫يحاول ايقافهما (انتما حتى لم تشربا شيئا‬
‫)‪........‬اجابه عماد مبتسما (خيرك سابق يا دكتور‬
‫)‪...............‬حتى شقيقه ال يعلم عنه شيئا ما الذي‬
‫عليها ان تفعله ؟‪..........‬لقد حاولت خالل االيام‬
‫الماضية شغل اوقات سيف وسلمى حتى ال يفكرا في‬
‫سبب غيابه ‪.........‬ولكن رغم ذلك ظل التساؤل الحائر‬
‫في اعينيهما ‪...........‬ولكن لحسن حظها لم يصرحا به‬
‫‪.........‬المشكلة انها اشعر ان سلمى انطفأت وكأن‬
‫اليأس قد اقترب منها ‪................‬أوصلها عماد حتى‬
‫القطار عندما رفضت المبيت ‪.........‬تشعر ان وجودها‬
‫بجانب طفليها يمنحها بعض الراحة وكأنها تشعر‬
‫بوجوده فيهما ‪.........‬عندما وصلت كان والدها جالسا‬
‫على االريكة سلمت عليه وهي تنوي الصعود‬
‫فارهاقها شديد بسبب ذهابها وعودتها في نفس اليوم‬
‫‪..............‬وجدته يقول بهدوء (اجلسي اريد الحديث‬
‫معك )‪.........‬جلست كما طلب لتجده يقول لها (كيف‬
‫حالك اشعر انك مختلفة منذ عودتك )‪........‬قالت وهي‬
‫تتنهد (ال تقلق بابا انا بخير)‪..........‬عاد يقول (اعلم‬
‫ان تأثيره عليك سيئا وان وجودك معه ال يسبب لك اال‬
‫االلم )‪............‬قالت بسخرية مختلطة باالحباط ( ال‬
‫تخف يا ابي انا الذي سببت له االلم هذه المرة‬
‫‪......‬يمكنك ان تقول انني اخذت منه حقي كامال‬
‫)‪...........‬نظر نحوها بدهشة فقالت ودموعها تتساقط‬
‫(يوسف مختف يا بابا منذ ان سافرت وال احد يعلم‬
‫مكانه ‪.........‬اتمنى فقط ان يكون بخير‬
‫)‪...........‬قامت لتصعد لتجد والدها يقول (هل تحبينه‬
‫؟) التفتت نحوه بحدة لتقول بلهجة من يقرر امرا‬
‫واقعا (اجل يا ابي انا احبه اكثر مما يمكنك حتى ان‬
‫تتخيل )‬

‫*اصبح االن يشعر بقدر كبير من السكينة واالطمئنان‬


‫وااليمان ‪....‬وهذا هو االهم اليس من اركان االيمان‬
‫ان يؤمن بالقدر خيره وشره ‪.........‬ان يواجهه‬
‫ويتحمل نتائجه ‪..........‬ان يعلم ان هللا لم يكن ليبتليه‬
‫اال بشئ هو قادر على تحمله ‪..........‬عندما وجد ان‬
‫دنياه قد ضاقت عليه وانه لم يعد له مكان بها‬
‫‪..........‬عندما شعر بروحه تصرخ بين جوانب نفسه‬
‫الما ‪...........‬عندما وجد ان قلبه قد تمزق الى‬
‫اشالء‪.........‬عرف لحظتها ان ال ملجأ له اال خالقه‬
‫‪.........‬لذا سافر الى بيته تاركا خلفه كل شئ‬
‫‪..........‬جاء الى حيث لن يهتم احدا بمن يكون او بما‬
‫يملك ‪.........‬وقف امام الكعبة المشرفة حيث تسكب‬
‫العبرات وتلقى الذنوب ‪..........‬يدعو مواله ان يفرج‬
‫كربه ويزل همه ‪..........‬في وسط دعائه وتضرعه‬
‫وجد اخيرا ان دموعه العصية قد فك اسرها اخيرا‬
‫لتسيل وتتدفق وتخرج طاردة معها كل وجعه والمه‬
‫‪...........‬لم يجد ان هذا تقليال من تماسكه كرجل ولكن‬
‫كان نعمة كبيرة تستحق وحدها شكرا ال ينتهي‬
‫‪...........‬طوال عشرة ايام لم يخرج من البيت الحرام‬
‫حتى نومه كان به يدعو ويقرأ كالم ربه وال شئ اخر‬
‫‪............‬االن فقط يشعر انه يستطيع العودة‬
‫‪...........‬خرج بنفس المالبس التي اتى بها‬
‫‪..........‬اجرى اتصاال بعصام الموجود في لندن طالبا‬
‫منه اداء مهمة معينة ‪..........‬خطوته التالية كانت‬
‫الحجز على اول طائرة مغادرة الى انجلترا‬
‫‪..............‬عندما وصل وجد عصام قد استأجر شقة‬
‫كما طلب منه فهو ال يريد الذهاب عند احمد ‪...‬وايضا‬
‫ال يريد النزول في فندق ‪........‬واراد ايضا ان تكون‬
‫الشقة في نفس المدينة التي بها الدكتور عبد الرحمن‬
‫‪.............‬دخل الى الشقة حيث كان هناك عصام‬
‫ورجل اخر ‪..........‬قال له عصام مباشرة (لقد حصلت‬
‫على ما طلبته مني )‪............‬امسك بالظرف الذي‬
‫ناوله له وقال وهو يتجه الى غرفة النوم (سارى في‬
‫الداخل وانتظر هنا الخبرك بالقادم )‪..........‬دخل‬
‫الحجرة مغلقا الباب خلفه ‪.......‬هو لم يكن يريد ان‬
‫يظهر انفعاله امام الموجودين لذا سيفتح الظرف‬
‫ويرى ما فيه بالداخل ‪........‬جلس على طرف السرير‬
‫وفتح الظرف ممسكا بما في داخله امسك احد‬
‫الورقتين وبدأ بقراءة ما بداخلها ‪..........‬االسم سيف‬
‫الدين ‪........‬اسم االب يوسف سليمان سيف الدين‬
‫‪.....‬اسم االم ملك عبد الرحمن محمد ‪.....‬تاريخ الميالد‬
‫‪....... 9 . 01‬في نفس عام زواجهما بعد تاريخ‬
‫زواجهما بثمانية اشهر وبضعة ايام ‪.........‬امسك‬
‫بشهادة الميالد االخرى ‪......‬ليقرأ االسم سلمى‬
‫‪......‬ونفس البيانات كما في الشهادة االخرى‬
‫‪...........‬امسك بالورقتان بقوة عليه ان يتأكد‬
‫‪......‬الحل كما اخبرته هو عمل تحليل (دي ان ايه‬
‫)‪.........‬يتمنى فعال ان يكونا طفليه يشعر ان االمل قد‬
‫تعمق كثيرا في قلبه ‪........‬واصبح اكثر تقبال للفكرة‬
‫‪..........‬تذكرهما مبتسما هل حقا تلك الطفلة الجميلة‬
‫ابنته ؟ تنهد بقوة قريبا سيعلم انه حتى االن ال زال‬
‫يذكر سعادته وهو يحتضنها ‪...........‬دون ارادة منه‬
‫ارتسمت ابتسامة اخرى على شفتيه حتى ذلك الولد‬
‫سيكون رائعا ان يكون ابنه ‪.........‬انه ذكي بدرجة‬
‫كبيرة ويذكره بها ‪......‬توقف عاقدا حاجبيه عند تلك‬
‫النقطة ‪...........‬ليس عليه االن يفكر بها بل ان يحسم‬
‫امر الطفلين ‪.........‬ربما االفضل كما يعتقد ان يتأكد‬
‫اوال قبل ان يظهر في حياتهم لذا سيطلب من عصام‬
‫وحاتم الموجودان بالخارج ان يعرفا خطوات الطفلين‬
‫حتى يجد طريقة الخذ العينة الالزمة للتحليل‬
‫‪..........‬اخبر عصام بما يريد فخرج الرجالن ليستحم‬
‫هو بعد ذلك ويستلقى على الفراش ‪.........‬ثم يبدأ‬
‫االتصال ليطمئنهم عليه ‪.........‬ابعد الهاتف عن اذنه‬
‫بسبب صوت حازم الصارخ ليقول له (هل هدأت االن‬
‫لقد كنت في مكة ألداء العمرة )‪..........‬يبدو ان حازم‬
‫كان يكلم شخصا قريب ليجد صوت ريهام يندفع اليه‬
‫فقال لها في هدوء (اذا فقد عدت اخيرا الى العمل‬
‫‪.........‬جميع العامالت معنا يأتين في فترة الحمل الى‬
‫العمل ولكن يبدو ان لريهام المدللة وضعا اخر‬
‫)‪..........‬ضحك على قولها ليقول لها باغاظة (االن‬
‫انصرفي من مكتب حازم وعودي الى العمل‬
‫‪..........‬اليس هذا من كنت منذ قليل ال تطيقين‬
‫االقتراب منه ؟‪.............)...........‬المكالمة التالية‬
‫كانت الحمد اخبره بشئ جعله يعقد حاجبيه ويقول (‬
‫متى هذا ؟)‪..........‬اغلق الهاتف بينما تذهب افكاره‬
‫الى ما اخبره به شقيقه اذا فقد ذهبت هي وشقيقها‬
‫للسؤال عنه ‪.........‬نظر الى الرسائل الخاصة‬
‫باالتصاالت الفائتة ليجد عشرات االتصاالت الصادرة‬
‫عنها ‪.........‬اغلق الهاتف وما يحمله في عينيه هو‬
‫مجرد نظر خاوية !!!!!!!!!!بعد حوالي ساعتين‬
‫اتصل عصام واخبره ان الطفلين في الوقت الحالي‬
‫متواجدين في احد النوادي الرياضية ‪.............‬قال له‬
‫(انتظر وسآتي اليك حاال )‪...........‬ربما يتمكن من‬
‫فعلها دون اثارة اي شوشرة ‪...........‬توجه الى‬
‫الداخل بثقة ليتجه الى مكتب الطبيب المتواجد هناك‬
‫‪..........‬كان يجلس شاب اشقر بدا انه انجليزي‬
‫‪..........‬قال وهو يضع امامه عشرة االف يورو (هذه‬
‫االموال لك مقابل ان تؤدي لي خدمة بسيطة ساقولها‬
‫لك )‪.........‬لمعت عينا الشاب ليقول بعدها (هذا‬
‫يتوقف على نوع الخدمة )‪..........‬قال بهدوء (طفالي‬
‫هنا وانا اريد ان اخذ من كل واحد منهما عينة دم‬
‫الجراء بعض التحاليل ‪.........‬لذا رأيت ان االفضل ان‬
‫يتم هذا في جو مرح النهما يكرهان هذا االمر‬
‫)‪..........‬نظر نحوه باستغراب وهو يقول (هكذا فقط‬
‫)‪...........‬قال له (اجل لكن على شرط ان يظنا ان هذا‬
‫سيحدث مع الجميع حتى ال يحزنا )‪...........‬قال‬
‫الطبيب (بالتأكيد )‪............‬خالل دقائق سمع اصوات‬
‫تقترب فقام ووقف في حجرة االشعة حيث يتمكن من‬
‫رؤية بالخارج واالخر ال يراه ‪..........‬وجد الولد يتقدم‬
‫في شجاعة اوال ليحصل الطبيب منه على العينة‬
‫ويلصق ورقة باسمه فوقها سلمى كان يبدو عليها‬
‫الخوف والطبيب يحاول اقناعها شعر بااللم من اجلها‬
‫‪....‬انه يرغب ان يضمها الى صدره حتى ال تشعر‬
‫بااللم همس مسمعا نفسه فقط (اسف يحزنني المكما )‬
‫خرجا بعد انتهاء الطبيب فظهر هو معطيا له المال‬
‫وهو يقول (شكرا جزيال لك ) اراد ان يرى بعينيه اخذ‬
‫العينات حتى ال يكون هناك مجال ألي شك واالن‬
‫سيقوم باجراء التحليل في ثالثة معامل مختلفة هذا‬
‫سيكون افضل بكل تأكيد وجد ان مدة التحليل تستغرق‬
‫بين ‪ 3‬الى ‪ 5‬ايام فاخبرهم انه سيدفع ما يريدون‬
‫للحصول على النتيجة باسرع وقت ممكن واالن امامه‬
‫ثالثة ايام من االنتظار القاتل يعلم ان عليه خاللها ان‬
‫يعود الى مصر من اجل العمل وكذلك بسبب موضوع‬
‫سارة الذي تأخر عن اعالنه فعلى ما يبدو جده لم يهتم‬
‫بكالمه ووجد ان زوج عمته كلم معتز سائال عنه‬
‫ويريد الذهاب اليه لالتفاق ولكن كل هذا لن يجعله‬
‫يتحرك من هذا المكان يعلم انه ال يستطيع مواجهة اي‬
‫شخص االن يريد فقط ان يفقد الوعي حتى تنتهي مدة‬
‫االنتظار تنهد قائال (يا رب اجعلها تمر سريعا )‬

‫كانت تلعب مع سيف احد االلعاب المزدوجة بينما‬


‫تصاعد صراخهما المتحمس ‪.........‬سلمى كانت تقوم‬
‫بتشجيع كل واحد منهما مرة‪..........‬قال سيف بضيق‬
‫(انت غشاشة ومخادعة )‪...........‬اخرجت له لسانها‬
‫وهي تقول (اعترف بهزيمتك يا فتى وال تتهمني‬
‫بالخداع )‪..........‬قال بتذمر (انه ليس اتهام انه‬
‫الحقيقة )‪.........‬قالت لسلمى وهي تغيظه (واالن يا‬
‫حلوتي ما رأيك ان نتأنق ونخرج لتناول االيس كريم‬
‫)‪.............‬قالت سلمى بمرح (بالتأكيد ولكنا لن نأخذ‬
‫معنا الخاسرين )‪..........‬اختبأت خلفها تضحك وسيف‬
‫يحاول الوصول اليها لتقول ملك ( ال بأس سيد سيف‬
‫سنأخذك هذه المرة )‪...........‬بعد قليل كان ثالثتهم قد‬
‫ارتدوا ثياب متشابهة ‪.........‬بناطيل جينز زرقاء‬
‫اللون ارتدت سلمى اعالها بلوزة وردية عليها صورة‬
‫دمية لها ضفيرتين حقيقيتين وسيف تيشرت اسود‬
‫اللون ‪...‬اما هي فارتدت بلوزة تجمع بين االبيض‬
‫واالزرق ‪.......‬وصففت شعرها هي وسلمى على هيئة‬
‫ذيل حصان‪........‬ثالثة ايام مرت عليه كالدهر لم‬
‫يتمكن خاللها من النوم لدقيقة واحدة ‪.......‬حتى‬
‫الطعام لم يقترب منه فقط كان يتناول القهوة‬
‫‪........‬اتصل ليتأكد قبل الحضور فاخبروه ان النتائج‬
‫قد ظهرت بالفعل ‪........‬ارسل عصام الى المعمل‬
‫الثاني وحاتم الى المعمل الثالث ‪...‬وسيلتقي بهما عند‬
‫المستشفى الذي حجز موعد فيها مع اشهر اطباء‬
‫الوراثة في انجلترا ‪..........‬استلم العينة ووقع على‬
‫انه فعل ‪........‬لم يفتح الظرف بل انتظر حتى يقابل‬
‫الطبيب فعلى كل حال هو لن يفهم شيئا بها‬
‫!!!!!!!!!التقى بالرجلين واخذ منهما النتائج ليدخل‬
‫بعدها مباشرة الى المستشفى ‪..........‬الدقائق التي‬
‫مرت قبل ان يدخل الى الطبيب شعر بها مثل الدهر‬
‫وهاهو اخيرا يجلس امامه بينما الطبيب يفتح الظرف‬
‫بعد االخر ليقول بعدها بانجليزية باردة (ما الذي جعلك‬
‫تقوم بالتحاليل في ثالثة اماكن )‪.........‬تبا هل سيجري‬
‫معه تحقيقا قبل اخباره ؟!!!!!!!!!قال بشحوب (ليكون‬
‫االمر يقيني )‪..........‬عاد الطبيب يقول بنفس لهجته‬
‫(ان الثالث نتائج متماثلة )‪..........‬تبا وما هي النتائج‬
‫المتماثلة ايها الوغد ؟‪..........‬قال اخيرا ( النتائج‬
‫ايجابية )‪.........‬شعر بصوت هادر يضج في اذنيه هل‬
‫ما سمعه صحيح ؟ لماذا ال يتوقف هذا الصوت حتى‬
‫يسمع باقي الكالم سمعه اخيرا يقول (ان درجة‬
‫التقارب في الحامض النووي تقارب ‪ %122‬وهذا‬
‫يعني ان العالقة بين صاحب العينة والطفلين هي‬
‫درجة قرابه من الدرجة االولى وهذا يعني انه والدهما‬
‫‪ ..........‬اااااااااااه عميقة انتقلت داخله لم يستطع‬
‫اخراجها ‪...........‬هو اب بعد كل هذه السنوات من‬
‫الشعور بالعجز وفقدان االمل ‪.......‬وهذا يعني ايضا‬
‫انها قد حملت منه ‪..........‬كان يردد في سره قوله‬
‫تعالى (اعلم ان هللا على كل شئ قدير )‪.......‬شيئا اخر‬
‫اراد ان يفعله في هذه اللحظات وهو ان يخر ساجدا‬
‫شكرا هلل ‪.........‬استأذن بسرعة وخرج متجها الى‬
‫المسجد الذي اعتاد الصالة فيه منذ قدومه وهناك‬
‫صلى شكرا لربه ‪..........‬عندما خرج جلس في‬
‫السيارة قليال انه في هذه اللحظة يريد ان يذهب اليهما‬
‫الى سيف وسلمى يريد ان يضمهما الى صدره‬
‫‪.............‬عليه ان يفعل رغم ان اكثر مكان يكره‬
‫التواجد فيه حاليا هو هذا المنزل ‪.........‬حماه المبجل‬
‫الذي لم يكف عن النظر نحوه باحتقار والصاق‬
‫االتهامات به ‪......‬كان يرتكب في حقه ابشع جريمة‬
‫وهو يخفي عنه اطفاله ‪...........‬هو لن يعذره بأي حال‬
‫فما فعله في حقه جريمة ال تغتفر ‪..........‬ذلك الرجل‬
‫ايضا لم يحافظ على زوجته بل تركها تعيش في انحالل‬
‫وتسيب‪..........‬واالن سيحاول باقصى طاقته التزام‬
‫البرود نحوه حتى يأخذ‬
‫اطفاله‪********....................‬‬

‫***ادار السيارة متجها الى منزل حماه‬


‫‪ ..........‬عندما وصل قابلته نفس المرأة مدبرة المنزل‬
‫االنجليزية ‪.........‬انتظر في الريسبشن هذه المرة هو‬
‫لن يعود ثانية الى ذلك المكتب ‪........‬قبل دخوله نظر‬
‫الى المكان الذي يلعب فيه االطفال ولكنه لم يراهما‬
‫‪.......‬ترى هل هما في المنزل االن ؟‪.........‬خرج اليه‬
‫الرجل لكنه لم يقف الستقباله بل ظل جالسا في مكانه‬
‫وال يزال واضعا ساقا فوق االخرى ‪..........‬نظر الرجل‬
‫نحوه بدهشة ليبادله نظرته بتحدي ‪.........‬جلس‬
‫الرجل هو االخر ولكنه لم يطرح سؤاله المعتاد حول‬
‫ما الذي يريده ‪.........‬بادره هو واصال الى هدفه‬
‫مباشرة ( اين اوالدي ؟)‪...........‬نظر اليه الرجل‬
‫بتمعن ليقول بعدها (انهما في الخارج سيعودان قريبا‬
‫)‪..........‬قال ببرود (سانتظر ‪.........‬يمكنك ان تعود‬
‫الى مشاغلك فكما ترى ال احتاج الى شخص يضيفني‬
‫)‪.........‬رد فعله البارد فاجأه الى درجة كبيرة قال له‬
‫بهدوء (أال تريد قول شئ ؟)‪...........‬قال بسخرية‬
‫( مثل ماذا ؟ ان الومك مثال على حرماني من ابنائي‬
‫واخفاء االمر عني لمدة ثمان سنوات )‪(...........‬ربما‬
‫ان اصرخ حتى ينقطع صوتي معبرا عن خيبة املي‬
‫‪..........‬من الممكن ان اعترض على كون طفالي‬
‫عاشا لسنوات كااليتام بينما والدهم على قيد الحياة‬
‫)‪(...............‬ثم ما جدوى كل ذلك انت ستقول ان‬
‫السبب هو جريمتي ‪...........‬وانت عينت نفسك قاضيا‬
‫وحكمت علي وانتقمت عن طريق الفرصة التي اتتك‬
‫‪........‬ولكن صدقني انا فعلت غلطة واحدة ندمت‬
‫عليها لسنوات بينما انت يا دكتور ‪.........‬اخطأت‬
‫لسنوات وحتى االن لم تندم )‪.........‬قال بهدوء ماثل‬
‫هدوء االخر الذي ظل محتفظا به على الرغم من‬
‫قسوة كلماته (هناك جرائم تحدث في لحظات ولكن‬
‫اثارها ال تمحى مطلقا ‪......‬جريمتك ستنتهي بانتهاء‬
‫اثارها وليس قبلها )‪ (.........‬ثم الم يخبرك وجود‬
‫االطفال عن شئ اخر ‪........‬حاول ان تتخيل فقط فتاة‬
‫عمرها اقل من ست عشر عاما حامل بتوأم بطريقة‬
‫مهما حاولت االدعاء حولها في النهاية هي باالكراه‬
‫‪..........‬جسديا كان االمر مريع ‪.......‬يمكنك ان تقول‬
‫ان حياتها كانت معرضة للخطر واالسوأ كان حالتها‬
‫النفسية )‪...........‬قال مقاطعا له ( كان عليك ان‬
‫تخبرني على االقل كنت ساتعذب وانا ارى نتيجة ما‬
‫اقترفته يداي )‪............‬قال الدكتور بتقرير لالمر‬
‫الواقع (ثم ماذا تأخذها هي والطفالن ام تأخذهما‬
‫وتتركها ‪........)........‬قال باحباط (نحن االن لن‬
‫نعرف ولكن يا دكتور لم اكن سامانع من بقاء الوضع‬
‫على حاله وكنت سآتي فقط لرؤية اطفالي‬
‫)‪.........‬سادت حالة من الصمت بعدها قاطعها‬
‫االصوات الصاخبة التي دخلت المنزل ‪..........‬لقد‬
‫عادوا قام من مكانه باضطراب يشعر انه سيمر‬
‫باصعب اختبار عاشه في حياته‪.........‬ساد الصمت‬
‫عندما وقعت ابصارهم عليه ليجدهم قد توقفوا عن‬
‫الحركة ‪.......‬ثم تقع عيناه على الثالثة فينظر نحوها‬
‫بال تعبير وتنزل عيناه على القامتان االقصر‬
‫‪........‬كان سيخطو متقدما نحوهما عندما وجدها‬
‫تجري مندفعة نحوه ملقية نفسها بين ذراعيه وتقول‬
‫بصوت ضاحك باك (بابا لقد اتيت اخيرا‬
‫)‪..........‬رفعها ضاما اياها بشدة الى صدره وهو‬
‫يخنق صوت متألم كان سيصدر عنه ليقول (بالتأكيد‬
‫حبيبتي جئت ال تعلمين كم اشتقت اليك )‪........‬قالت‬
‫وهي تريح رأسها على كتفه (انا ايضا كنت افكر فيك‬
‫دائما )‪.............‬هو لم يتوقع هذا االستقبال الحافل‬
‫‪....‬انها المرة االولى التي تستخدم فيها الصغيرة معه‬
‫كلمة بابا ليشعر وقتها انه ال يريد شيئا اخر من هذه‬
‫الدنيا ‪...........‬هل اخبرتهم امهم ام كانوا يعلمون من‬
‫قبل بكل تأكيد سيعرف ‪.....‬انخفضت عيناه ثانية لتقع‬
‫على الولد الذي وقف ينظر اليهما بترقب‬
‫‪..........‬ابتسم له بشوق كبير يشعر ان عالقته ممتدة‬
‫به منذ االزل ‪.........‬لطالما كان يلقب بابو سيف‬
‫وهاهو سيف اخيرا امامه وسيم وذكي يمأل العين‬
‫‪........‬لم يبادله االبتسام بل حدق نحوه بجمود ‪......‬لقد‬
‫كان يشعر في المرات القليلة التي التقى فيه بها ان‬
‫مشاعره نحوه سلبية ‪........‬انزل سلمى الى االرض‬
‫برفق وامسك بيدها قائال وهو يسير تجاهه ( فلنسلم‬
‫على شقيقك )‪........‬عندما وصال اليه مد له يده فنظر‬
‫الصبي اليها دون رد فعل ‪.........‬فليعرف فيما بعد ما‬
‫المشكلة ؟ ولكن في هذه اللحظة سيحتضنه حتى ولو‬
‫رغما عنه ‪..........‬يريد ان يهدأ قلبه بشكل تام وهو‬
‫يعلم ان هذه هي الطريقة الوحيدة ‪.........‬لم ينزل يده‬
‫بل فرد اليد االخرى ‪.......‬محيطا بهما الولد وجاذبا‬
‫اياه الى صدره وهو يهمس له (سنعرف فيما بعد ما‬
‫الذي يضايقك يا فتى ولكن االن ساحتضنك‬
‫)‪..........‬رفعه بعدها كما فعل بسلمى مزيدا في‬
‫احتضانه بينما يشعر ان الولد متصلب ‪.........‬عندما‬
‫انزله الى االرض قال له من بين اسنانه (ال تفعل هذا‬
‫ثانية ‪........ ).....‬ثم نظر نحوه بامتعاض وقال له (‬
‫الرجال ال يتبادلون االحضان )‪...........‬ارتسمت‬
‫ابتسامة على شفتيه وهو ينظر نحوه بدهشة ليقول‬
‫بعدها (الرجال ؟‪.......‬هل انت رجل ؟ انت ال تزال طفل‬
‫كما انك ابني وانا ساحتضنك كما اريد )‪..........‬حدق‬
‫اليه شذرا ليقول بعدها (ابنتك الحمقاء تحب االحضان‬
‫يمكنك ان تحتضنها هي) شعر بشئ يجري بالجانب‬
‫فالتفت الى سلمى التي كانت تقوم بحركات االغاظة‬
‫ليقول بعدها (اذا ساحتضنك نصف الوقت الذي‬
‫ساحتضنها فيه ) كان الولد ينظر اليه بذعر جعله‬
‫يضحك ومع رفعه لعينيه رآها ثانية والدموع تتساقط‬
‫من عينيها يبدو ان الموقف الذي يدور قد أثر بها قال‬
‫بحسم ( نحن سنغادر االن ) نظرت نحوه بتساؤل فقال‬
‫وهو ينظر نحوها بال مباالة (انجي ان كنت ستأتين‬
‫معنا هيا ) شعرت بكلمته تؤلمها معنى انه ناداها انجي‬
‫انه اصبح ينظر اليها بطريقة مختلفة كما ان نظرته‬
‫اليها كلما التقت عيناهما كانت خاوية كان تأثير لقائه‬
‫بسيف وسلمى عميقا في نفسها رؤيته ايضا اراحتها‬
‫بعد كل هذا القلق كان وجهها شاحبا ويبدوفاقدا بعض‬
‫وزنه واالرهاق ظاهرا بشدة عليه وكأنه لم ينم طوال‬
‫الفترة الماضية الحمد هلل انه اخيرا اعترف باالطفال‬
‫وهذا هو االهم االن ستسافر معه من اجل سيف‬
‫وسلمى وحتى تفهم الوضع الحالي بينها وبينه‪...‬‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪...‬الفصل الثاني والخمسون ‪...............‬رؤيته ايضا‬


‫اراحتها بعد كل هذا القلق كان وجهه شاحبا ويبدو‬
‫فاقدا بعض وزنه واالرهاق ظاهرا بشدة عليه وكأنه لم‬
‫ينم طوال الفترة الماضية ‪.......‬الحمد هلل انه اخيرا‬
‫اعترف باالطفال وهذا هو االهم االن‪.........‬ستسافر‬
‫معه من اجل سيف وسلمى وحتى تفهم الوضع الحالي‬
‫بينها وبينه‪............‬قالت بهدوء بينما عيناها تتجهان‬
‫نحو والدها (ساحضر اوراق السفر الخاصة بنا‬
‫وبعض المالبس )‪...........‬لم يرد عليها احدا منهم‬
‫بينما عاد يوسف للجلوس ثانية ‪........‬لتجد سيف‬
‫يلحق بها ويدخل الغرفة خلفها ‪......‬كانت تقوم باخراج‬
‫الحقيبة حين قال لها في تساؤل (هل سنذهب معه حقا‬
‫؟)‪.......‬قالت وهي تجذبه ليجلسا على االرض سويا‬
‫(اجل سنذهب )‪............‬قال وهو يهز رأسه‬
‫باعتراض (لماذا ؟ هو ظل لمدة طويلة ال يهتم بنا‬
‫لماذا غير رأيه االن ؟)‪.............‬جذبته نحوها وهي‬
‫تتنهد ما الذي عليها ان تقوله له ؟ لو برأت يوسف‬
‫ستلتصق التهمة بوالدها ‪..‬هي اساسا ال تدري ما الذي‬
‫دار بينه وبين يوسف قبل قدومهم ‪.........‬فعندما‬
‫دخلوا كان الوضع هادئ تماما وهي ال يمكنها ان‬
‫تتخيل ما الذي حدث قبل هذا الهدوء ‪...........‬والشئ‬
‫االخر الذي ال تستطيع تخيله هو ما الذي حدث‬
‫ليوسف خالل االسبوعين اللذين اختفا خاللهما‬
‫‪............‬يبدو انه تأكد بطريقة ما ولكن ما ظهر ايضا‬
‫انه لم يستطع تجاوز كالمها ‪..........‬قالت محاولة ان‬
‫تكون حيادية (حبيبي نحن لسنا ذاهبون الى سجن‬
‫سنرى كيف سيكون الوضع وان لم يعجبنا سنرحل‬
‫)‪.........‬تنهد بقوة ليقول بعدها (ساذهب واخرج‬
‫االشياء التي سأخذها معي )‪..........‬نظرت في اثره‬
‫بينما تختار االشياء التي ستأخذها معها استبعدت كثير‬
‫من المالبس التي وجدتها غير مناسبة‪..........‬عليها‬
‫قدر االمكان ان تتوخى االحتشام حتى ال تغضبه‬
‫‪...........‬جلس في انتظار عودتها ليجد سلمى تأتي‬
‫وتقف الى جواره فاجلس ها على ركبتيه ‪...........‬من‬
‫الجيد ان صغيرته على االقل تحبه ‪...........‬رغم فرحه‬
‫وسعادته الكبيرة بها وبقربها منه ‪....‬وبأن هناك جزءا‬
‫منه تمثل في كائن حي اخر ‪........‬اال ان هذا لم يمنع‬
‫غصة كبيرة من ان تستحكم قلبه يحاول ان يتخيل‬
‫شكل الطفلين فور ان ولدا ‪.........‬دائما عندما كان‬
‫تفكيره يذهب الى امنيته في ان يصير ابا تذهب الى‬
‫لحظة الميالد الى تلك اللحظة التي يحمل فيها طفل‬
‫صغير ضعيف ‪..........‬رفع رأسه الى والد زوجته‬
‫الصامت ويبدو عليها التفكير ليقول بعدها ( دكتور‬
‫انني اتسائل من الذي قام باطالق االسماء على‬
‫االطفال ؟)‪............‬اجاب بهدوء وبدا شاردا وكأنه‬
‫ينظر الى نقطة بعيدة ( انجي فعلت ‪........‬لقد ظلت‬
‫صامتة لفترة طويلة لم تكن تتجاوب فيها مع اي‬
‫شخص حتى بعد الوالدة لم تنظر نحوهما حتى‬
‫‪.........‬ولكن بعد عودتهم الى المنزل تفاجئنا بان شئ‬
‫ما اعادها ثانية ‪.........‬وكأن كل رفضها السابق انقلب‬
‫للنقيض تحول الى تعلق شديد ورغبة في عدم االبتعاد‬
‫‪.........‬ثم هي قالت ان هذه االسماء هي حقهم‬
‫‪..........).‬ربما هي عدة جمل فقط تلك التي نطقها والد‬
‫زوجته ولكن تحمل خلفها الكثير ‪..........‬كانت صامتة‬
‫ورافضة لوجود االطفال يا هللا وماذا ايضا‬
‫؟‪.........‬االسماء حقهم ؟‪........‬هذا يعني انها بطريقة‬
‫ما علمت انه سيسمي ابنائه بهذه االسماء‬
‫‪..........‬ربما عليه ان يحصل على تقاريرها الطبية‬
‫الخاصة بمرحلة الحمل والوالدة وبالتأكيد النفسية‬
‫‪...........‬انه حتى في هذه اللحظة يشعر بالتعاطف مع‬
‫والدها ‪.........‬االن وهو يحمل ابنته يظن انه لو رأى‬
‫شخص يتعرض لها سيقتله دون تردد ‪.........‬قال‬
‫بهدوء (رغم كل شئ اتمنى ان نصل الى نقطة التقاء‬
‫ففي النهاية ستظل انت جد اوالدي ووالد زوجتي‬
‫‪.........‬وسابقى انا والد احفادك وزوج ابنتك هذا غير‬
‫عالقة محمد وسارة والتي حان وقت حسمها لذا اتمنى‬
‫فقط ان يحاول كل طرف التسامح قليال )‪...........‬أومأ‬
‫برأسه موافقا ليقول بعدها وهو يقوم (سانادي زوجتي‬
‫لتسم عليكم قبل ان تغادروا )‪..........‬اخفض رأسه‬
‫ناظرا الى سلمى التي بدت سعيدة ليقول لها وهو‬
‫يعبث بشعرها (هل انت سعيدة يا‬
‫اميرتي؟)‪.............‬ضمت نفسها اكثر الى صدره وهي‬
‫تقول (نعم انا سعيدة ‪........‬وضعت انفها في سترته‬
‫وقالت رائحتك جميلة لقد احببتها منذ حملت سترتك‬
‫في مصر )‪..........‬ابتسم لها وقال (هل كنت تعلمين‬
‫وقتها انني والدك؟)‪..........‬هزت رأسها نفيا لتقول‬
‫بعدها (ال علمت فقط عندما اتيت انت الى هنا سيف‬
‫هو من اخبرني )‪...........‬ضيق عينيه بتفكير ليقول‬
‫بعدها (سيف كان يعلم اذا )‪...........‬قالت وهي تفكر‬
‫(منذ زمن طويل حتى قبل ان ترينا جيجي صورتك‬
‫)‪...........‬ال عجب ان الولد ال يطيقه لقد كان يظن انه‬
‫طوال الوقت يهمله ويتجاهله ‪........‬يبدو ان فتاته قد‬
‫حصلت على لون شعرها الفاتح من جدتها باالضافة‬
‫الى العينين الزرقواتين ال ريب انها ستلفت االنظار في‬
‫كل مكان ‪...........‬قال لها بتساؤل ( هل انت جيدة في‬
‫الدراسة ؟)‪..........‬اجابت بحماس ( اجل ‪.‬انا احصل‬
‫على الدرجة النهائية في الرسم والميس تقول انني‬
‫فنانة )‪...........‬ضحك على كالمها وعاد يقول‬
‫(سنرسم سويا انا ايضا احب الرسم )‪..............‬بعد‬
‫ان انتهت من مالبسها ذهبت وساعدت سيف ثم‬
‫جمعت مالبس سلمى ‪.........‬لتمسك بعدها الجوازات‬
‫والحقيبة وتتجه الى االسفل بينما سيف يمسك الحقيبة‬
‫االخرى ‪........‬التقت عيناها بعيني الجالس في االسفل‬
‫لتجده يضع سلمى على االرض بينما يصعد السلم‬
‫ليأخذ الحقيبة من يدها دون كالم ‪........‬ثم يقول لسيف‬
‫وهو يأخذ منه الحقيبة االخرى (انها ثقيلة بالنسبة لك‬
‫)‪...........‬عندما كانوا في االسفل وجدت والديها‬
‫ينزالن لتقوم امها باحتضانها ثم باحتضان سيف‬
‫وسلمى ثم تقول بتأثر (سافتقدكم )‪.............‬قالت لها‬
‫مبتسمة (ماما انتم ستأتون قريبا من اجل زواج عماد‬
‫ثم نحن سنأتي كثيرا لزيارتكم ) أومأت برأسها ليفعل‬
‫والدها المثل ويسلم عليهم ثم يقول (قبل ان تغادروا‬
‫تناولوا معنا الغداء اوال فبكل تأكيد انتم جائعون ) هو‬
‫جائع ؟ ربما منذ اسبوعين تقريبا ال يأكل ولكن االن‬
‫سيستطيع ان يتناول طعامه لم يعترض حتى ال يصد‬
‫محاولة الرجل في التصرف معه بشكل طبيعي ‪......‬‬

‫‪..‬كانت جالسه الى جواره في المقعد االمامي من‬


‫السيارة‪.........‬يبدو انه يتبع معها سياسة عدم الكالم‬
‫فمنذ تلك الجملة اليتيمة عن رغبتها في الذهاب معهم‬
‫لم يكلمها ثانية ‪.......‬يبدو من الطريق الذي يسيرون‬
‫فيه انهم متجهون الى لندن ‪..........‬فلتنتظر فقط‬
‫وجدته يتوقف امام سوبر ماركت كبير ويقول للطفالن‬
‫(سننزل لشراء بعض االشياء لنأكلها في الطريق‬
‫)‪..........‬نظرت الى الخلف لتجد سلمى تقفز خارجة‬
‫بينما سيف متردد يبدو انه رغم كل شئ طفل وفي‬
‫النهاية ال يستطيع مقاومة شراء الحلوى !!!!!!!قامت‬
‫لتحسم تردده وتقول (سيف هيا حتى نختار ما نريد‬
‫بدل ان يختاروا هم لنا )‪.........‬كان ينظر اليهم يشعر‬
‫في النهاية انها ال تختلف كثيرا عنهما ‪........‬كانت‬
‫اختياراتها تتعلق بالشيكوال ايس كريم وعدة انواع من‬
‫الشيكوالته ‪..........‬ليست هي فقط ولكن سيف وسلمى‬
‫ايضا يبدو ان الموضوع منتشر ‪..........‬عندما عادوا‬
‫الى السيارة بدأوا بتناول االيس كريم ‪........‬وجدها‬
‫تناوله واحدة دون كالم اخذها ايضا دون تعليق‬
‫‪..........‬كان يبتسم على ثرثرة االطفال في الخلف بينما‬
‫هي تستدير اليهما كثيرا وكأنها ال تستطيع مقاومة‬
‫رغبتها في التعليق على كالمهما !!!!!!!!حتى‬
‫مظهرها بشعرها المرفوع على هيئة ذيل حصان مثل‬
‫سلمى يجعلها تشبهها كثيرا ‪..........‬تنهد داخله وهو‬
‫يكتم اهة لم يستطع نطقها ويقول محدثا نفسه (كيف‬
‫لطفلة مثلك ان تجرح هكذا ؟)‪.........‬كيف سيستطيع‬
‫تجاهلها بينما كل ذرة فيه تصرخ به وتطالبه ان‬
‫يضمها الى صدره كما ضم طفليه ‪..............‬حتى‬
‫احتضانه لهما يذكره بها يشعر ان رائحتها مختلطة‬
‫بهما ‪..........‬يريد ان يواسيها على معاناتها وهي‬
‫مجرد طفلة حامل بتوأم في مرة واحدة ‪..........‬ولكن‬
‫يظل كالمها يمثل بالنسبة له حاجز من نار ال يستطيع‬
‫تجاوزه‪..........‬هو يعلم انها لم تخنه بشكل كامل‬
‫‪.......‬عندما هدأ عرف انها لم تكذب ثم هو ادرك بشكل‬
‫تام انها كانت عاجزة عن االقتراب الجسدي من اي‬
‫رجل ‪........‬ردود افعالها كانت طبيعية جدا وخوفها‬
‫بكل تأكيد لم يكن تمثيال ‪........‬لكن رغم هذا صعب جدا‬
‫ان ينسى ‪............‬ال يستطيع تجاوز انها كانت في‬
‫مكان ما تعرض نفسها للخطر بينما هو ال يعلم‬
‫‪...........‬ان كان ندم لسنوات على فعلته االولى يظن‬
‫انه سيظل نادما الى االبد على عدم اهتمامه بمعرفة‬
‫اخبارها بعدها ‪........‬كان هذا سيجنبه الكثير‬
‫‪..........‬االن سيذهب الى لندن ليرى احمد اوالده قبل‬
‫ان يسافروا ‪..........‬يبدو ان عليه ان يتحمل الكثير من‬
‫ردود االفعال على الخبر خاصة وانه سيكشف التاريخ‬
‫الحقيقي لزواجه ‪.........‬احمد بالتأكيد سيكون صاحب‬
‫رد الفعل االقوى خاصة وهو الوحيد الذي يعلم‬
‫بفحوصاته ‪........‬من ناحية اخرى شقيقه حامي حمى‬
‫جنس النساء سيستاء كثيرا عندما يعلم انه قد تزوج‬
‫بفتاة عمرها اقل من ستة عشر عاما لتنجب وعمرها‬
‫ستة عشر عاما واربعة اشهر ‪.....‬البد ان هذا مخالف‬
‫لجميع حقوق االنسان ‪..........‬عندما وصلوا كان‬
‫الظالم قد حل اتصل بشقيقه فعلم انه لم يعد بعد‪...‬اخذ‬
‫المفتاح االحتياطي من امن ال‪.......... xxxx‬عندما‬
‫دخلوا وجدها تقول لالطفال (علينا ان نتوضأ سريعا‬
‫لنصلي المغرب قبل ان يحين وقت العشاء‬
‫)‪...........‬هو كان قد تنبه لهذا االمر ولكن قرر انه‬
‫سيصلي جمع تأخير ‪..........‬نظر حوله بامتعاض يبدو‬
‫ان احمد كعادته يلقي باالشياء في كل مكان ‪....‬ربما‬
‫كان عليه ان يخبره عن قدومهم حتى يتصرف‬
‫‪...........‬الشقة تحتوي على غرفتي نوم فقط لذا‬
‫عليهم ان يحاولوا التوافق مع الوضع ‪..........‬فتح‬
‫الحجرة التي يوجد بها سريرين والتي كانت لحسن‬
‫الحظ نظيفة سينام فيها مع زوجته واطفاله اليوم‬
‫‪...........‬جلس على الفراش واتصل باحمد الذي اخبره‬
‫انه اوشك على الوصول هو ينوي ان يصلي وينام‬
‫‪..........‬يشعر االن ان ارق االيام الماضية قد تجمع‬
‫وجعله يريد النوم بشدة ‪.........‬وجدها تدخل وتجلس‬
‫على الفراش جواره وتسأله باهتمام (من سينام هنا‬
‫؟)‪...........‬قال مبتسما (كلنا سننام هنا )‪..........‬قالت‬
‫باعتراض (لن انام بجوار سيف )‪.........‬قربها منه‬
‫وهو يقول (نامي اذا معي )‪...........‬قالت بفرح ( هذا‬
‫رائع )‪..........‬يبدو ان مشكلة النوم قد حلت‬
‫‪.........‬كان موعد صالة العشاء قد حان فقام ليقول‬
‫لسيف (هيا سنذهب لنصلي )‪..........‬عقد حاجبيه‬
‫باعتراض ليقول بعدها باستسالم (حسنا )‪..........‬يظن‬
‫انه لوال الصالة ما كان سينزل معه من االساس‬
‫‪.........‬كان المسجد قريبا لذا سيسيران اليه‬
‫‪...........‬عندما كانا يعبران الشارع امسك بيد الولد‬
‫الذي حاول جذبها فقال له بصوت منخفض ( سنعبر‬
‫الشارع فقط وبعدها ساطلق سراحك )‪..........‬وقف‬
‫جواره اثناء الصالة وعندما انتهت الجماعة وقف هو‬
‫ليكمل الصالة ويصل صالة المغرب الفائتة والولد‬
‫جالسا ينتظره ‪..........‬عندما انتهى كان هناك شخصا‬
‫جالس جواره يتحدث معه ليقول له بالعربية (بارك هللا‬
‫لك فيه )‪.......‬رد عليه بتهذيب ‪...‬عندما خرجا من‬
‫المسجد قال له (سنذهب لشراء العشاء )‪..........‬قال‬
‫محاوال جعله يتكلم (ما رأيك ؟ اي نوع علينا ان‬
‫نحضره )‪..............‬نظر اليه ليقول بال مباالة (كما‬
‫تريد )‪.........‬قال باصرار (وما الذي تريده انت‬
‫؟)‪..............‬قال بتحدي (ان نعود الى الشقة‬
‫)‪............‬نظر نحوه مبتسما ليقول بعدها (هل‬
‫تضايقك صحبتي الى هذا الحد ؟)‪..............‬لم يرد‬
‫ليقول هو (تعالى نجلس قليال )‪ ............‬جلسا على‬
‫احد المقاعد الموجودة في الحديقة المجاورة فقال له (‬
‫اال تظن انه من العدل ان تمنح نفسك فرصة لتعرفني‬
‫‪..........‬ومن العدل بالنسبة لي ان ال تحكم علي حتى‬
‫ترى افعالي بنفسك )‪............‬بدا عليه التحفز وقال‬
‫(اريد ان اعرف شئ واحد فقط مبدئيا ‪..........‬هو ما‬
‫السبب الذي جعلك تتركنا كل هذا الوقت‬
‫؟)‪...........‬نطقها ولكن دون صوت "النني لم اكن‬
‫اعرف بوجودكم ‪......‬النني بغباء لم اتتبع نتيجة فعلي‬
‫‪........‬الن ضميري لم يجعلني اتصور ان هناك اثار‬
‫جانبية لما قمت به "‪.........‬هو لن يقول كالم ال يدري‬
‫مدى استيعاب ولد في هذا السن له ؟‪............‬ومن‬
‫ناحية اخرى ال يريد ان يشوه في نظره صورة‬
‫االشخاص الذين عرفهم طول حياته لذا فليسير معه‬
‫الطريق األصعب ‪...............‬قال بهدوء ( ربما فيما‬
‫بعد ستعلم ولكن االن هذا صعب )‪.............‬قام سيف‬
‫من مكانه وضعا يديه في جيبه وقال ( علينا ان نغادر‬
‫حتى ال يقلقون علينا )‪.............‬قام يسير الى جواره‬
‫ليدخال بعدها احد المطاعم ويحضرا الطعام ‪..‬‬

‫**فتح الباب بالمفتاح الذي كان معه ليتفاجئ بمنظر‬


‫غريب ‪.............‬كان سيف هو من بدأ باصدار رد فعل‬
‫عندما اخرج الهاتف وامسك به في وضع التصوير‬
‫وهو يطلب منهما تغيير الوضعيات ليقول بعدها‬
‫(سانشر صوركما تحت عنوان البؤساء‬
‫)‪.............‬بالتأكيد كان االسم مناسب وجد نفسه‬
‫يضحك على المنظر ايضا ‪..........‬كانت كال من ملك‬
‫وسلمى تمسكان بادوات التنظيف بينما تربطان‬
‫شعرهما بايشارب صغير الى جهة الخلف‬
‫‪...........‬وكانت الشقة مقلوبة رأسا على عقب وقد‬
‫تمت ازاحة االثاث وازالة الفرش ‪..........‬لكن يبدو ان‬
‫التنظيف قد اوشك على االنتهاء ‪..........‬فقد كانت‬
‫تنظفان االثاث االن ‪..........‬دقائق وكان الباب يفتح‬
‫ثانية ليرى احمد نفس المنظر ويقول باعتذار (يوسف‬
‫انا آسف انك اضطررت الحضار من يقوم بالتنظيف‬
‫)‪...........‬التفتت العيون نحوه باستنكار فألقى نظرة‬
‫ثانية وهو يتعرف على المرأة الموجودة فيقول‬
‫باعتذار (آسف يا دكتورة لم انتبه )‪..........‬اجابته‬
‫بابتسامة ساخرة ( أي دكتورة ؟!!!!!!!!على كل حال‬
‫لقد اوشكنا على االنتهاء )‪ ...........‬استأذن بكلمات‬
‫سريعة ليتوجه الى الحجرة التي يقيم بها يبدو ان‬
‫يوسف قد احضر زوجته واخوتها كان عليه ان يخبره‬
‫قبلها حتى يستعد ‪.........‬ربما عليه ايضا ان يحضر‬
‫زوجته االفضل ان يكلمها االن ‪.........‬وصله صوتها‬
‫فقال بعد ان سلم عليها (فرح ان ضغط العمل كبير وانا‬
‫لن اتمكن هذا االسبوع ايضا من الحضور لذا ساحجز‬
‫لك وتأتي انت )‪.............‬وصله صوتها المعترض‬
‫لتقول بعدها بتوتر (ال يمكنني ان اسافر كل هذه‬
‫المسافة واعود ثانية خالل ثمانية واربعون ساعة‬
‫)‪..........‬قال بهدوء (لماذا لقد فعلتها انا قريبا‬
‫)‪..........‬قالت وتوترها يبدو شديد الوضوح (انا‬
‫سأخبرك بشئ ما ارجو ان يكون خبر جيد بالنسبة لك‬
‫)‪..........‬قال بحسم (لماذا انت متوترة ؟ قولي ما‬
‫تريدين )‪...........‬قالت ببطء (انا حامل‬
‫)‪............‬حامل بالتأكيد هذا خبر رائع شعر بفرحة‬
‫عارمة تجتاحه وهو يتخيل طفل صغير يكون خاص به‬
‫‪.........‬قال بصوت تملؤه السعادة ( هذا خبر رائع‬
‫كيف تظنين انه قد يضايقني ‪.............‬فقط لو كنت‬
‫امامي االن كنت ثأثبت لك مقدار فرحتي‬
‫)‪...........‬شعرت بسعادته تنتقل اليها وتشعر للمرة‬
‫االولى بالفرح يغمرها بسبب الحمل ‪...........‬وجدته‬
‫يقول وكـأنه يفكر في نفس الوقت ( ما مدة الحمل‬
‫؟)‪...........‬اجابت بخجل (انا في بداية الشهر الثاني‬
‫)‪............‬فاجأتها ضحكته العالية ليقول بعدها في‬
‫مرح ( انه طفل جيد لذا أتى في منزلنا وليس في مكان‬
‫آخر ) كانت افكاره قد انتقلت تلقائيا الى تلك الليلة‬
‫العاصفة التي سبقت طالقهما يبدو ان وجودهما سويا‬
‫كان مقدر رغم كل ما مرا به هي ايضا كانت افكارها‬
‫قد ذهبت الى هناك ربما تعمدت ان تحمل ولكن هناك‬
‫كائن حي قدر له ان يولد وكان سيأتي على كل حال‬
‫قال وهو يعود الى الجدية ( فرح انا لم اكن اريد‬
‫الضغط عليك ولكن مع الوضع الجديد يجب انت تكوني‬
‫معي حتى اعتني بك جيدا ) قالت باعتراض (ان‬
‫صحتي جيدة وال اشعر باي اختالف ) قال بتأكيد (حتى‬
‫االن فقط وانا اتمنى ان يكون حملك سهل ولكن رغم‬
‫هذا فانه سيضعفك فكري جيدا انني اقول هذا لصالحك‬
‫وانا سأتي الحاول تسوية موضوع العقد وأخذك معي‬
‫واالن تناولي طعام مفيد ونامي جيدا اتفقنا ) قالت‬
‫وهي تكرر الجزء االخير من كالمه فقط (ساتناول‬
‫طعاما مفيدا وانام االن ) غير مالبسه واستعد للخروج‬
‫من الحجرة يريد ان يشارك احدا فرحته وشقيقه‬
‫بالتأكيد هو اول من يريد اخباره تردد في اخباره لقد‬
‫كان من حسن حظ معتز ان الطبيب اخبرهم جميعا‬
‫ولكن بالنسبة له يخشى ان يتأثر يوسف بمعرفة االمر‬
‫او يجرح هو يعلم انه لن يظهر شيئا ولكن رغم هذا‬
‫يعرف انه سيفعل عندما خرج وجد ان كل شئ قد عاد‬
‫الى مكانه وايضا زوجة شقيقه والطفلة الصغيرة‬
‫تخلصا من مالبس التنظيف ربما يكون لديها هوس‬
‫بالنظافة ولكن على كل حال ال تطيق البقاء في مكان‬
‫تعمه الفوضي لذا ما ان توجه يوسف وسيف الى‬
‫الخارج حتى قالت لسلمى بامتعاض (هل تعجبك هذه‬
‫الفوضى يا فتاة ؟) شاركتها نظرة التقزز وهي تقول(ال‬
‫بالتأكيد) قالت لها بحماس (اذا ما رأيك ان نقوم بدور‬
‫جنيات النظافة ؟) ظهرت على مالمحها عالمات التردد‬
‫فابنتها تريد التمسك دائما بدور االميرة التي يقوم‬
‫االخرين بخدمتها قالت ما تعلم انها لن تستطيع‬
‫مقاومته (بابا بالتأكيد متضايق من الفوضى وسيكون‬
‫سعيدا اذا قمنا بازالتها ) يبدو ان الفتاة وجدت ما‬
‫يحركها لذا قالت بحماس (ستقوم الجنيات بازالتها‬
‫فورا) ارتديا مالبس بيتيه ثم قامت هي بربط‬
‫شعورهما للخلف بايشارب كانتا قد اوشكتا على‬
‫االنتهاء عندما عادوا حتى يوسف بدأ ينظر بحيرة‬
‫حوله ليقوم بعدها بمساعدتها في رفع االثاث عندما‬
‫كانت تفرش االرض كانت هناك ابتسامة ترتسم على‬
‫شفتيها بينما في الجانب االخر سيف وسلمى يقومون‬
‫بتلميع الزجاج رغم انه عمل تنظيف اال انها شعرت‬
‫بكونهم اسرة حقيقية اثناء تشاركهم فيه خرج الدكتور‬
‫احمد فقامت باحضار الطعام ووضعته على الطاولة‬
‫وهي تقول (لنأكل اوال قبل ان يبرد تماما ) كان ينظر‬
‫اليهم بحيرة تعامل شقيقه مع الطفالن يثير حيرته ففي‬
‫حين يطعم البنت بنفسه فان عيناه ال تكادان تفارقان‬
‫الصبي الذي كان يرسم مظهر جاد على مالمحه وكأنه‬
‫يرفع راية الالمباالة كانت زوجة شقيقه ايضا تثير‬
‫حيرته بدت كطفل مذنب ينتظر كلمة من والده ليعلم‬
‫انه قد عفا عنه ولو قليال ‪...............‬‬

‫*يبدو ان هناك شيئا كبيرا في الكواليس وهذا الشئ‬


‫هو ايضا المتسبب في اختفاء شقيقه ‪..............‬عندما‬
‫انتهوا من الطعام قال يوسف بهدوء (أحمد اريد ان‬
‫اتكلم معك في موضوع هام )‪............‬اشار الى حجرة‬
‫النوم الخاص به فدخال اليها ليغلق الباب خلفهما‬
‫‪.........‬جلسا كليهما فقال يوسف بعد صمت دام لثوان‬
‫(سأخبرك بموضوع ما ‪.......‬يمكنك ان تقول ان بدايته‬
‫قديمة ولكن انا شخصيا لم ادرك ابعاده اال مؤخرا‬
‫)‪............‬نظر اليه باهتمام قلق ليجد مالمحه ال تظهر‬
‫الكثير لم يرد ‪..........‬فعاد يوسف لمواصلة الحديث‬
‫وهو يقول بشرود وكأن عقله قد ذهب بعيدا (أنت‬
‫تتذكر ما حدث لسارة بكل تأكيد )‪........‬علم مقصده‬
‫فرغم ان احداث عديدة مرت بشقيقتهما اال ان ذلك‬
‫الموضوع يظل هو الحدث المحوري الذي ال يحتاج‬
‫حتى لذكر اسمه ‪.........‬اومأ موافقا ليقول بعدها (اكيد‬
‫)‪...........‬قال يوسف بدون شعور ( هناك جزء كبير‬
‫من القصة لم يعلمه احد ‪.........‬يمكنك ان تقول انني‬
‫اردت ان انتقم وان اضمن حق شقيقتي لذا فقد‬
‫تزوجت شقيقته )‪...........‬نظر نحو شقيقه الذي انعقد‬
‫حاجباه وهو يقول باستنكار (تزوجت من ؟ شقيقته‬
‫!!!!!تلك الفتاة الموجودة بالخارج ‪.........‬انها تبدو‬
‫تقريبا بعمر زوجتي كم كان عمرها تحديدا قبل ثمان‬
‫سنوات ؟)‪............‬قال بجمود (هي اكبر من فرح بعام‬
‫وكان عمرها تحديدا اقل من ستة عشر عام بحوالي‬
‫اربعة اشهر )‪..........‬كان يهز رأسه بدون تصديق‬
‫وقبل ان يتكلم قال يوسف بسخرية (ال تضيع انفعاالتك‬
‫االن انتظر حتى تسمع باقي القصة وانفعل مرة‬
‫واحدة)‪............‬عاد يكمل (بالتأكيد لو كان الزواج‬
‫مجرد عقد كان سيسهل الغائه ‪.......‬لذا كانت خطوتي‬
‫التالية هي اتمامه )‪.............‬رغم صعوبة ما يقوله‬
‫وكونه في النهاية اصبح مضطرا لالعتراف بافعاله اال‬
‫ان منظر شقيقه المذهول كان يثير لديه رغبة عارمة‬
‫في الضحك ‪..........‬بالتأكيد احمد لديه حق ترى ماذا‬
‫يكون رد فعله ان علم باالحداث المصاحبة‬
‫؟!!!!!!!!قال راغبا في انهاء الموضوع (ما اكتشفته‬
‫مؤخرا ان لدي طفالن توأم وقبل ان تقول شيئا‬
‫‪.........‬انا وضعت نتائج الدي ان ايه في حجرتك‬
‫عندما وصلنا الى الشقة )‪............‬فتح احد االدراج‬
‫واخرج منها الظرف الكبير وناوله لها ليقوم احمد‬
‫بالقراءة ثم ينظر نحوه بمشاعر مختلطة ليقول بعدها‬
‫(رغم صعوبة ما ذكرته يا شقيق اال انني في النهاية‬
‫سعيد جدا بأن هذان الطفالن الرائعان يخصانك‬
‫‪........‬ولكن من ناحية اخرى انا مستنكر لكل شئ اخر‬
‫)‪..........‬عاد يقول بابتسامة شاردة (عندما رأيتهما‬
‫للمرة االولى مع زوجتك في حفل عقد زواج عماد‬
‫شقيقها تمنيت ان يكونا لك )‪.............‬نظر نحوه‬
‫بدهشة ليجده قد قام واقترب منه ليعانقه بشدة وتأثر‬
‫(مبارك لك يا أخي )‪........‬قال بعد ان ابتعد عنه (ما‬
‫أسمائهما ؟)‪.........‬لم يرد عليه مباشرة بل علت‬
‫وجهه ابتسامة فخر وهو يقول (سيف وسلمى‬
‫)‪............‬ضحك احمد بشدة ليقول بعدها (اذا هناك‬
‫سيف في السابعة من عمره بينما كان جدك ال يكف‬
‫عن مطالبته المستمرة باحضاره )‪............‬قال له‬
‫وهو يبتسم بهدوء (فلتقابل سيف الدين يوسف‬
‫شخصيا يا دكتور )‪..........‬كان ثالثتهم قد جلسوا‬
‫يتابعون احد برامج المسابقات ‪..........‬حيث يقوم‬
‫المشتركون باجتياز مجموعة من المراحل ليتبق فائز‬
‫واحد ‪...........‬الحظت خروج الرجلين ليقول يوسف‬
‫لسلمى (حبيبتي هذا عمك الدكتور أحمد يريد ان يسلم‬
‫عليك )‪..............‬اقتربت منه بفضول لتقول وهي‬
‫تنظر نحوه بتفحص (اذا انت شقيق بابا )‪...........‬أومأ‬
‫موافقا وهو يقول (انا سعيد جدا برؤيتك حبيبتي انت‬
‫جميلة جدا )‪..........‬ابتسمت له باشراق لتقول بعدها‬
‫(وانت ايضا ‪......‬أنت تشبه بابا اال انه اجمل منك‬
‫)‪...........‬كانت ردة فعل الرجالن هي الدهشة ليندفع‬
‫يوسف بعدها في الضحك وهو يقول (لدي ابنة‬
‫تخصني بوالئها الكامل )‪...........‬قال احمد متنهدا‬
‫باستسالم ( ال بأس فليكن هو االجمل ولكن ما رأيك‬
‫في ان اقوم باحتضانك ؟)‪..........‬نظرت نحوه بتقييم‬
‫لتقول بعدها (ال بأس ما دمت عمي )‪..........‬فكر‬
‫يوسف واالن يبقى الجزء االصعب نظر نحو سيف‬
‫وهو يتمنى اال يقوم باحراجهما وقال بهدوء (سيف‬
‫حبيبي تعالى لتسلم على عمك )‪..........‬نظر اليه عاقدا‬
‫حاجبيه بحنق وكأنه سيعترض ‪..........‬ليجد ملك‬
‫تهمس له بشئ جعله يقوم ويتجه الحمد مادا يده من‬
‫بعيد وهو يقول بآلية (مرحبا عمي )‪............‬ليبتعد‬
‫بعدها مباشرة واحمد يقول (كيف حالك ؟)‪...........‬قال‬
‫بهدوء مستفز (بخير اال من ظهور لبعض االقارب في‬
‫حياتي بشكل مفاجئ )‪............‬نظر اليه بدهشة بالغة‬
‫لينظر بعدها الى شقيقه الذي كان يبتسم تقريبا‬
‫باعجاب‪.............‬قال له وهو يرفع احد حاجبيه (‬
‫اطمئن ان االعراض ستستمر لباقي الحياة ولكن ليس‬
‫لها اضرار بل من الممكن ان يكون لها فوائد‬
‫)‪.............‬قال بال مباالة (سنرى )‪.........‬قام هو‬
‫متجها الى غرفة النوم وقال (عن اذنكم ساذهب النام‬
‫)‪...........‬عندما غادرهم شقيقه قام هو ايضا ليقول‬
‫للباقين ( علينا نحن ايضا ان ننام )‪...........‬يبدو ان‬
‫المواجهة االولى قد انتهت وها هو احمد قد تعرف‬
‫على الحقيقة ‪..........‬دخلوا الغرفة فقال (بما ان‬
‫الغرفة تحتوي على سريرين فسينام كل اثنان معا‬
‫)‪...........‬وجد شخصان يتكلمان في نفس الوقت‬
‫سلمى تقول (سانام مع بابا )‪...........‬وسيف يقول (‬
‫انا ال انام بجوار احد )‪...........‬نظر اليه بتسلية ليقوم‬
‫بجذب احد السريرين ويضعه جوار االخر ويقول‬
‫مبتسما (سننام كلنا معا )‪...........‬اخذ مالبسه واتجه‬
‫الى الحمام وعندما عاد كانوا قد غيروا مالبسهم بينما‬
‫سيف كان عاقدا حاجبيه باعتراض وملك تقول له‬
‫(كف عن اداء دور المتذمر )‪...........‬ليقوم هو باخذ‬
‫احد الوسائد ويضعها على االرض وهو يكلم نفسه‬
‫قائال (لماذا اخذنا ما دام حتى ال يملك مكانا لننام فيه‬
‫)‪............‬قال وهو يكلم االخرتين ( لينم حيث يعجبه‬
‫)‪..........‬ناموا وسلمى في المنتصف بينهما‪..........‬‬
‫بالنسبة له لم تمض دقائق اال وكان قد نام ليعوض‬
‫عن االيام الماضية ‪..........‬عندما قام للصالة وجده ال‬
‫يزال نائما مكانه فقام بحمله ووضعه جوارسلمى الى‬
‫جهة امه ‪.......‬يبدو ان الولد كان مستغرقا جدا في‬
‫النوم ولم يشعر بما فعله ‪...........‬عندما استيقظت في‬
‫الصباح نظرت الى سيف النائم جوارها مبتسمة يبدو‬
‫ان يوسف لم يطاوعه قلبه في ان يتركه نائما على‬
‫االرض ‪...........‬نظرت الى النائمين في الفراش وهي‬
‫تشعر بمشاعر عاصفة يبدو انهم قد اجتمعوا اخيرا‬
‫‪.............‬ورغم ان ثالثة منهم بينهم حروب ليست‬
‫حتى باردة بل مشتعلة اال انها سعيدة جدا ‪.........‬ليت‬
‫لديها قلب مثل قلب سلمى ابنتها حتما كانت سترتاح‬
‫كثيرا ‪...........‬نظرت الى الساعة الموجودة في هاتفها‬
‫لترى انها اصبحت التاسعة ال بد ان الدكتور احمد قد‬
‫غادر ويمكنها ان تأخذ راحتها االن‬
‫‪**********.............‬‬

‫**كانتا تتمشيان في منطقة الحدائق الموجودة‬


‫بالنادي ‪..........‬لقد اصرت على احضار سارة‬
‫المتذمرة معها منذ الصباح الباكر‪.......‬اخيرا عادت‬
‫من معسكرها بعد ان كادت تموت سأما ‪ .....‬كان هناك‬
‫حالة كبيرة من التوتر في المنزل حتى بعد رجوع‬
‫سارة بسبب غياب يوسف ‪..........‬والتي انتهت امس‬
‫اخيرا بعد اطمئنانهم عليه ‪.............‬معتز ايضا كان‬
‫مختف بسبب العمل الكثير الذي يقوم به ومحاوالتهم‬
‫ابقاء االمور تحت السيطرة وكذلك كان يعيش في قلق‬
‫رهيب‪..........‬لذا فانها مع انجالء المشكلة اسرعت‬
‫للخروج ‪ ..........‬جلستا اخيرا فوق احد المقاعد ليقول‬
‫عمر بتذمر (ال تجلسا االن احضرا لي ايس كريم اوال‬
‫)‪..........‬يبدو ان وجود المدللة زوجة اخيها لم يكن‬
‫كافيا حتى تجعلهم ريهام يأخذون عمر ايضا ‪......‬ال‬
‫تدري ما دورها تحديدا في حياة اخوتها ولكن يبدو‬
‫انها االن تقوم باداء مربية االطفال ‪...........‬ال تدري‬
‫من االساس كيف ستذهب شيري هذه الى الجامعة‬
‫وهي ال تخرج بمفردها مطلقا ‪...........‬نظرت نحوها‬
‫مبتسمة لقد ظهرت بطنها قليال يبدو ان الطفل يحاول‬
‫اظهار وجوده انها االن في الشهرالسادس وستنجب‬
‫ولد ‪.........‬وايضا ريهام حامل في ولد ‪........‬يبدو ان‬
‫شقيقتها لم تحصل هذه المرة على البنت التي تريدها‬
‫‪............‬حتى االن ال يوجد فتيات في االسرة ربما‬
‫سيفعلها يوسف او احمد ‪............‬علمت انه اعاد‬
‫فرح وهذا اسعدها كثيرا كانت حزينة للغاية بسبب‬
‫طالقهما فهي احبتها كثيرا ‪....‬ولكن االن عادت االمور‬
‫الى نصابها ‪.....‬يوسف ايضا احضر زوجته ليعود‬
‫فيختفي ثم يظهر باالمس ويخبرهم انه في لندن‬
‫‪........‬تشعر بالقلق كثيرا بسبب هذه االحداث ولكن في‬
‫النهاية تتمنى ان تستقر االمور ‪.............‬قالت وهي‬
‫تمسك بيد عمر (تعالى يا فتى سنذهب ونحضر ايس‬
‫كريم للجميع )‪............‬قالت وهي تظر الى شيري‬
‫(حبيبتي انتظري هنا حتى ال نفقد مكانك‬
‫)‪.................‬أومأت موافقة لتجدهم يختفون من‬
‫امامها ‪............‬كانت تنظر الى االطفال الذين يلعبون‬
‫حولها تشعر برغبة في مبادلتهم اللعب ‪..........‬ربما‬
‫عندما تلد ستحضر لنفسها العاب مثل الطفل‬
‫‪..........‬تريد ان تخرج وتشتري له المالبس ولكن‬
‫ريهام نصحتها ان تنتظر لبعض الوقت فبما انه سيولد‬
‫في شهر اكتوبر فاالفضل ان تشتري له مالبس‬
‫خريفية وشتوية وليس صيفية لذا ستنتظر حتى‬
‫تعرض هذه المالبس ستحول الغرفة االخرى في‬
‫الجناح الى غرفة اطفال وتشتري لها اثاث مناسب‬
‫‪.......‬لم تنتبه للشخص الذي اقترب منها حتى تناهى‬
‫اليها صوت يقول (اخيرا استطعت ان اراك‬
‫)‪......‬رفعت عينيها عاقدة حاجبيها بشدة لتنظر الى‬
‫الشخص الموجود امامها ‪........‬كان مختلفا كثيرا عن‬
‫المعتاد يبدو مهمال لنفسه يرتدي مالبس غير متناسقة‬
‫ووجهه يبدو شاحبا وشعره غير مهذب ‪..........‬قالت‬
‫بحدة (ماذا تريد ؟)‪...........‬قال وهو ينظر نحوها‬
‫بسخرية (اريدك انت )‪.............‬كان الرعب قد بدأ‬
‫يتسلل اليها فقالت محاولة ان تهدأ (انت تعلم انني‬
‫متزوجة االن ولم اعد متاحة لك )‪.............‬اقترب‬
‫منها بخطورة ليقول بعدها (انت لي من البداية وهو‬
‫من اخذك مني )‪...........‬قالت بتفكير (هل تقوم‬
‫بمراقبتي ؟)‪..........‬قال بقسوة (اجل ساخذك ونخرج‬
‫من هذه البلد ‪..........‬انت تعلمين ان والدي قد سجن‬
‫وانا لم ابق هنا اال من اجلك )‪...........‬هل هناك شئ‬
‫اصاب عقله ؟ تشعر بانه مختلف ربما يكون مدمن‬
‫؟‪.............‬قالت محاولة التماسك فهو على كل حال‬
‫لن يقوم بخطفها او فعل شئ ممثل في وجود اناس‬
‫اخرين حولهما ‪............‬قالت بهدوء ( رامز انا ال‬
‫استطيع الرحيل معك لذا ابحث عن فتاة اخرى وحتما‬
‫ستجد )‪........‬قال بعينان مشتعلتان اخافتاها كثيرا‬
‫خاصو مع لونهما االحمر بالفعل (انت لي وتأكدي انني‬
‫سادمر من يحاول تفريقنا )‪............‬نظرت اليه وهو‬
‫يبتعد ليختفي فجأة كما ظهر فجأة وتظل هي ترتعش‬
‫‪..........‬عادت سارة وعمر بعد قليل لتمسك بااليس‬
‫كريم الذي ناولته لها في شرود ‪..........‬الن ينتهي هذا‬
‫الموضوع ابدا ؟ ال تدري ان كان تم ادانة رامز ام ال‬
‫ولكن بكل تأكيد عليها ان تحمي نفسها منه‬
‫‪............‬كانت تأمل اال تكلف زوجها مزيدا من‬
‫الهموم ‪..........‬وهي تفكر فيه تناهى الى اذنها صوت‬
‫فتاة تقف امامهما ومعها فتاة اخرى كانت تكلم سارة‬
‫قائلة (لماذا ال نرى ميزو حتى منذ عودته ال يظهر اال‬
‫قليال )‪...........‬ردت سارة قائلة (انه مشغول جدا‬
‫بالعمل )‪...........‬مطت الفتاة شفتيها المطليتان باحمر‬
‫الشفاة (اخبريه ان هايدي تسأل عنه )‪.........‬نظرت‬
‫نحوها بحنق لتقول لها (سأخبره انا فبما انني زوجته‬
‫فقد التقيه قبل سارة )‪..........‬ابتسمت لها الفتاة‬
‫ابتسامة صفراء لتقول لها (ال بأس اخبريه انت‬
‫واخبريه ايضا اننا سنقيم قريبا احتفال وال بد الن يأتي‬
‫)‪.........‬ابتسمت لها بحنق وقالت (وهل الدعوة‬
‫تشملني ؟)‪...........‬قالت الفتاة بضحكة عالية (‬
‫الدعوة فوق ثمانية عشر عام وال اظن انه سيكون‬
‫هناك اطفال )‪............‬هل عليها ان تضحك على هذه‬
‫السمجة ؟‪.........‬كانت سارة من ردت قائلة ( ربما‬
‫عليك ان تقولي انه ال مكان لالحترام ‪..........‬لذا علينا‬
‫ان نقول نعتذر جميعا عن الحضور )‪..........‬سارت‬
‫الفتاة في حنق بينما تتأفف سارة وهي تقول (دعك‬
‫منها وال تهتمي بهذا الهراء معتز اساسا ال يطيق هذه‬
‫االشكال )‪............‬اال يطيقهم حقا ؟‬

‫**استيقظ فوجد الطفالن فقط نائمان ‪........‬قام بتغيير‬


‫مالبسه واتجه خارج الغرفة فوجدها جالسة في‬
‫الشرفة ‪...........‬جلس هو ايضا على احد الكرسي‬
‫بينما الصمت يحيطهما ‪........‬عندما استمر الصمت‬
‫قامت وهي تقول (ساذهب العد االفطار‬
‫)‪.........‬استوقفها صوته وهو يقول (انتظري اريد‬
‫التحدث معك )‪ ............‬عادت لتجلس ثانية والقلق‬
‫يملؤها بدرجة كبيرة ‪.......‬قال بهدوء وهو يتأملها (‬
‫اظن ان المفترض الذي يجب ان اقوم به االن هو‬
‫لومك النك لم تخبريني عن االطفال على االقل منذ‬
‫لقائنا االخير وانكشاف شخصياتنا ‪.........‬يمكنك ان‬
‫تقولي انني بعد ان راجعت ما دار بيننا اظن انك كنت‬
‫تنوين اخباري ‪..........‬االن يمكنك ان تقولي انني ابدأ‬
‫بالتعرف على اطفالي متأخرا بما يقرب من سبع اعوام‬
‫لذا البد ان يكون هناك عنصر ثابت من حياتهم‬
‫الماضية حتى ال تحدث لهم صدمة اذا فالواقع يقول ان‬
‫وجودك ضروري ‪.......‬واتمنى ان تحاولي التكيف مع‬
‫االمر من اجل مصلحتهم )‪.........‬كانت صامتة حتى‬
‫تسمع ما يقوله وتتفهمه ‪........‬اذا فتقبله لها هو على‬
‫اعتبار دورها بالنسبة لسيف وسلمى اما بالنسبة له‬
‫فقد اصبحت دون معاييره ‪...........‬قالت بسخرية‬
‫هادئة (ان كنت قد انتهيت من رسم االدوار هل تسمح‬
‫لي بالمغادرة ؟)‪..........‬رغم هدوء صوتها اال انه بكل‬
‫تأكيد لم يستطع اال ان يالحظ تلك النار الزرقاء‬
‫المضطرمة في احداقها ‪..........‬قال بال مباالة (انت‬
‫حرة يمكنك ان تفعلي ما تريدين )‪.........‬نظرت نحوه‬
‫بتحدي ثم قالت ( اذا سافعل ما اريد )‪...........‬بسرعة‬
‫كانت قد اقتربت منه وانحنت نحوه لتلف ذراعيها‬
‫حوله وتطبع قبلة على شفتيه بينما تضمه اليها قائلة‬
‫( لقد كدت اموت قلقا عليك )‪.........‬اعتدلت ثانية‬
‫بسرعة لترى عيناه هو االخر قد اشتعلتا ويقول من‬
‫بين اسنانه (كفي عن االالعيب )‪.........‬نظرت نحوه‬
‫بتحدي لتقول (وهل تظن ان صفعاتك قد اعادت الي‬
‫عقلي المفقود ؟ ال اظن انك تتوقع هذا خاصة وقد‬
‫طعنتك بعدها بالسكين )‪...........‬يبدو انها ستفسد‬
‫جميع خططه‪ .......‬بكل تأكيد قربها يؤثر فيه بصورة‬
‫كبيرة ‪.........‬قال بهدوء (اظن طعانتك السابقة لها لم‬
‫تجعلني اشعر بها من االساس )‪...........‬قالت وهي‬
‫تغادر ( فكر جيدا في كالمي وانت تعلم انه لم يكن‬
‫صادم بشكل كبير انت كنت تعلم قبلها طريقة حياتي‬
‫)‪..........‬لم يتبادال بعدها الكالم فقد استيقظ االطفال‬
‫واتفقوا معه على الذهاب الى مدينة االلعاب‬
‫‪.........‬عندها وبما انها قررت ان تتحداه اتخذت جانب‬
‫سيف والذي اختار االلعاب الخطرة وهي قررت ان‬
‫تشاركه فيها ‪...........‬وكان اخر شئ رأته هو وجه‬
‫يوسف الغاضب والذي كان واقفا مع مدللته سلمى‬
‫والتي كانت تشير الى العاب بسيطة تتعلق باالطفال‬
‫الصغار‪...........‬تبا ما الذي عليه ان يفعله هل عليه‬
‫ان يقف جوار النساء ليقوم بدفع ارجوحة االميرة‬
‫سلمى‪......‬بينما امها المزعجة تستقل لعبة (قطار‬
‫الموت )‪..........‬كانت تشعر بسعادة كبيرة سببها في‬
‫االساس روح التحدي التي مألتها وجعلتها تثبت له‬
‫انها ليست نكرة يستطيع تجاهلها بسهولة يبدو ان‬
‫سيف ايضا اعجبته اللعبة وهاهو يستمر في تواطئه‬
‫معها توقفا قليال ليتناوال الغداء في احد مطاعم البيتزا‬
‫الشهيرة الموجودة بالمكان بما انها تلعب معه او‬
‫تالعبه كانت تتصرف دون اي تحفظ ارتدت مالبس ال‬
‫تعبر باي شكل انها متزوجة كما قامت بعمل ضفيرة‬
‫طويلة لشعرها واحضرت معها حقيبة صغيرة للظهر‬
‫هو ايضا كان قد تخلى عن مالبسه الرسمية واكتفى‬
‫بتيشرت وبنطال من الجينز كانت تتبادل مع سيف احد‬
‫النكات عندما انتبهت الى شئ ما فتاتان تجلسان‬
‫مقابلهما وتحاوالن لفت نظر زوجها تجاهلت االمر في‬
‫البداية ولكن مع زيادة وتيرته الى نوع من االغراء‬
‫الفج اتجهت نحوهما لتمسك بدورق الماء الموجود‬
‫وتسكب بعضه على الفتاة االولى والباقي على الفتاة‬
‫الثانية ثم تضحك ضحكة مستفزة وهي تقول (هذه‬
‫عاقبة من يتطلع الى ممتلكات الغير ) كانتا تنظران‬
‫اليها بذهول ثم قامتا بسرعة لتغادرا المكان بينما‬
‫تبعتهما بعض الضحكات وجدته يقول لها بصوت‬
‫خافت (هل ستفهميني االن ما سبب هذا العرض الذي‬
‫قمت به منذ قليل ؟) اجابت ببراءة (انت ال تدري كيف‬
‫كانتا تنظران الى سيف وكما تعلم علي ان احافظ على‬
‫اخالقه ) تبا الحمقاء تستفزه الى اقصى درجة يبدو ان‬
‫الحرب الباردة لن تفلح معها وهو في وجود االطفال‬
‫حتى ال يستطيع ان يرد عليها كما ينبغي جذبها سيف‬
‫ذاكرا انهما لم يجربا احد االلعاب بعد كان ينظر الى‬
‫اللعبة التي بدت خطيرة جدا والتي تستقلها زوجته‬
‫وابن ه كان عليه ان يراها اوال قبل ان يستقالها توقفت‬
‫اخيرا ليجد سيف يقترب منه ويبدو عليه القلق ليقول‬
‫بعدها (جيجي متعبة ال تستطيع حتى ان تنزل ) سار‬
‫معه ليصال اليها بسرعة فيجد االلم واضحا على‬
‫مالمحها مختلطا بحبات عرق على جبينها وبعض‬
‫الدموع المتساقطة بينما تمسك بظهرها بشدة رفعها‬
‫ليحملها حتى وصال الى احد المقاعد فقال لها (ماذا‬
‫هناك ؟) قالت بصوت واهن (اظن ان حركات اللعبة‬
‫العنيفة جعلتني اشعر بالتعب ) قال بنفاذ صبر (مما‬
‫تشكين تحديدا ؟) كان عقلها يدور في دومات وهي‬
‫تفكر (انا اعاني من مؤشرات اجهاض ) عمليا هي لم‬
‫تعلم بانها حامل حتى موعد دورتها هو اليوم او الغد‬
‫ومع كالمه السابق لم تظن انها قد تكون حامل واالن‬
‫تتمنى فقط ان يمر الموضوع بخير فهي تريد هذا‬
‫الطفل الذي لم تشعر بوجوده اال وهي توشك على‬
‫فقده‬
‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪...‬الفصل الثالث والخمسون‬


‫‪.....................................‬كان عقلها يدور في‬
‫دومات وهي تفكر (انا اعاني من مؤشرات اجهاض‬
‫)‪..........‬عمليا هي لم تعلم بانها حامل حتى‬
‫‪.......‬موعد دورتها هو اليوم او الغد ومع كالمه‬
‫السابق لم تظن انها قد تكون حامل ‪............‬واالن‬
‫تتمنى فقط ان يمر الموضوع بخير فهي تريد هذا‬
‫الطفل الذي لم تشعر بوجوده اال وهي توشك على‬
‫فقده !!!!!!!!!‪.........‬قالت بصوت خافت وهي تعض‬
‫باسنانها على شفتها السفلي فيخرج الصوت بالكاد‬
‫(يوسف ارجوك اعدني الى الشقة انا اريد فقط‬
‫االستلقاء على السرير الن ظهري يؤلمني‬
‫)‪.............‬منذ اخبره سيف وحتى قبل ان يراها شعر‬
‫بحالة من الرعب تجتاحه ‪............‬تلك الحمقاء‬
‫المجنونة ماذا دهاها حتى تندفع في كل هذا الصخب‬
‫لتؤذي نفسها في النهاية ‪.........‬قال باعتراض (لن‬
‫نعود الى الشقة بل سأخذك الى المستشفى‬
‫)‪............‬لم تكن تستطيع حتى الجدال ونوبة اخرى‬
‫من االلم تضربها مسببة لها االلم ‪................‬حملها‬
‫حتى السيارة والطفالن يسيران الى جوارهما‬
‫!!!!!!!!!‪.......‬حاولت الجلوس في وضع مريح‬
‫‪...........‬اال ان افكارها المضطربة ابت ان ترحل عنها‬
‫في سالم ‪.......‬لم تخبره مباشرة بكونها حامل فليس‬
‫لديها طاقة االن الي نقاش ‪...........‬واالن ما الذي‬
‫يثبته كونها حامل ثانية وبهذه السرعة ‪..........‬هي‬
‫في االساس تشعر انها ستحمل ما ان يمر بجوارها‬
‫وهو الذي يظن نفسه عقيما دون اي امل في االنجاب‬
‫‪..........‬الواقع الحي امامها يصرخ ان تحاليله‬
‫المزعومة ال يمكن ان تكون صحيحة ‪......‬من ناحية‬
‫اخرى هي لم ترها بعينها وهو يقول انه قام باجرائها‬
‫عدة مرات ‪...........‬اذا احتمال حدوث خطأ هو احتمال‬
‫مستبعد ‪.........‬اسندت رأسها الى المقعد وهي تحاول‬
‫ابعاد االفكار عن رأسها عليها ان تفكر االن في سالمة‬
‫طفلها وتدعو ان يتجاوز المحنة‪............‬اما بالنسبة‬
‫لزوجها فعليه ان يواجه الواقع ويكتشف الحقيقة‬
‫‪...............‬خاطر مفاجئ مر بعقلها تلك التحاليل‬
‫مزورة ‪..........‬لمعت عيناها بحدة والفكرة تصبح اكثر‬
‫قبوال لديها ‪.........‬هناك شخص ما كان يغير نتائج‬
‫تحاليل زوجها ‪........‬صرخ عقلها باسم واحد فتلك‬
‫المرأة هي الوحيدة التي لها عالقة بالموضوع‬
‫‪............‬استسلمت للنوم اخيرا بعد ان وصلت الى‬
‫تلك النتيجة ‪..........‬نظر الى جانبه فوجدها قد‬
‫استسلمت للنوم هذا جيد ‪.........‬اال اذا كان ما تمر به‬
‫هو فقدان للوعي ناتج عن االلم ‪.............‬نظر الى‬
‫الطفالن الصامتان في الخلف وقال (ال تقلقا ستكون‬
‫بخير )‪............‬هزت سلمى رأسها موافقة بينما‬
‫سيف ظل عاقدا حاجبيه بشدة ليقول بعدها (أنا من‬
‫تسببت لها بهذا )‪..........‬قال له وهو يحاول النظر‬
‫لالمام (بالتأكيد ال ثم ان الجميع يركبون هذه االلعاب‬
‫واالمر ان شاء هللا سيكون بسيطا )‪..........‬سيأخذها‬
‫الى المستشفى التي يعمل فيها احمد وعماد فهي جيدة‬
‫وحتى تكون قريبة منهما ‪........‬حاول االتصال باحمد‬
‫فوجد هاتفه مغلقا ‪..........‬اتصل بعدها بعماد الذي رد‬
‫عليه مباشرة سلم عليه ثم قال له بهدوء (نحن في‬
‫الطريق الى المستشفى )‪...........‬هو يعلم ان شقيقته‬
‫واوالدها مع يوسف واحمد اخبره انهم في لندن ترى‬
‫ماذا حدث ؟‪........‬قال بقلق (هل حدث شئ‬
‫؟)‪.............‬رد عليه قائال (انجي متعبة وانا ال اعرف‬
‫السبب على كل حال دقائق ونصل )‪...........‬خرج‬
‫بسرعة متجها الى البوابة فقابلهم فور وصوله‬
‫‪.......‬اخذوا شقيقته للفحص في حين جلس هو‬
‫ويوسف مع االطفال في االنتظار ‪...........‬نظر مبتسما‬
‫الى سلمى والتي جلست تلقائيا في حضن والدها‬
‫وكأنها اعتادت على هذا طوال عمرها ‪.......‬ليشير‬
‫يوسف الى سيف الذي يبدو عليه القلق فجلس الى‬
‫جواره فلف ذراعه حوله يضمه ايضا اليه‬
‫‪............‬لديه كثير من الكالم يريد ان يقوله لزوج‬
‫شقيقته ولكن بالتأكيد الوقت غير مناسب ‪..........‬قام‬
‫االثنان عندما شاهدا الطبيب يخرج من حجرة الفحص‬
‫‪..........‬قال الطبيب بلهجة عملية ( حتى االن االمور‬
‫جيدة ولكن يظل احتمال فقدان الجنين قائم ‪........‬نحن‬
‫قمنا بتهدئة االنقباضات ولكن عمر الحمل االن تقريبا‬
‫ثالث او اربع اسابيع فقط لذا قد ال يستطيع الصمود‬
‫)‪............‬كان يتابع الطبيب الذي غادر بهدوء بعد ان‬
‫فجر قنبلته في وجهه ‪.........‬عندما سمع كلمات‬
‫الطبيب كان يتساءل في داخله هل المعنى الذي وصل‬
‫اليه صحيح ؟ الطبيب يتحدث عن جنين‬
‫؟!!!!!!!!!!ملك حامل !!!!!!!وماذا قال ايضا قد‬
‫يفقدوه !!!!!!!!ال ان شاء هللا سيبقى دعا في سره ان‬
‫تكتب له النجاة ‪........‬قال ايضا ان عمر الحمل اقل من‬
‫شهر هذا مؤكد على كل حال ‪..........‬واالن ما الذي‬
‫يعنيه هذا ؟‪........‬هل هي معجزة اخرى ام ماذا‬
‫؟‪........‬عقله االن يضج بكل انواع االفكار سعادة بطفل‬
‫اخر يشهد كل لحظة يمر بها وخوف من احتمال فقده‬
‫‪..........‬ثم تساؤل كبير حول كل تحاليله وفحوصاته‬
‫كيف يكون عقيم وطفله الثالث في الطريق‬
‫؟!!!!!!!!!!!انتبه على صوت عماد يقول بتعاطف‬
‫( مبارك لك يا ابو سيف وان شاء هللا تمر االزمة على‬
‫خير )‪.........‬ابتسم بشحوب وقال (ان شاء هللا‬
‫)‪.........‬وجده يتجه نحو الطفالن ويقول بمرح ( االن‬
‫اريد ابتسامة رائعة ترحبون بها باخيكم الجديد‬
‫)‪..........‬نظرت سلمى اليه بذهول لتقول (هل جيجي‬
‫لديها طفل االن ؟)‪..........‬كان ينظر الى رد فعلهما‬
‫ليجد نظرات ابنه ترتفع نحوه باتهام ‪..........‬ابتسم له‬
‫وقال وهو يعبث بشعره (لماذا تنظر الى هكذا‬
‫؟)‪.........‬قال سيف بتحدي (لقد كنت اظن انني‬
‫المتسبب بتعبها ولكن اتضح ان هناك شئ اخر هو‬
‫السبب)‪..........‬واالن ما الذي عليه ان يقوله لهذا‬
‫الولد الذي يشعر احيانا انه اكبر كثيرا من عمره ولكن‬
‫مشاعره في النهاية مشاعر طفل ‪.....‬كما انه يقوم‬
‫بدور الحامي المه بشكل مبالغ فيه ‪........‬كان عماد‬
‫هو من رد عليه بهدوء وقال (سيف انه مجرد شئ‬
‫عارض وفي النهاية ستحصلون على طفل جميل‬
‫)‪*****.....................‬‬

‫*******‪....‬قال لعماد وقد اتخذ قرار مفاجئ فرغم‬


‫انه اقسم على انه لن يجري مزيدا من التحليالت اال‬
‫انه سيكفر عن قسمه ‪.........‬هو يشعر بشئ مريب لذا‬
‫عليه ان يتأكد ‪............‬اتجه الى المعمل الموجود في‬
‫المستشفى وقام باجراء التحاليل والتي سيحصل على‬
‫نتائجها خالل ساعات ‪...........‬عاد الى حيث تركهم‬
‫ليجد احمد قد انضم اليهم ‪.........‬ابتعدا قليال ليقول له‬
‫بسخرية ( يبدو انني ساحصل على طفل اخر‬
‫)‪.........‬قال احمد بهدوء (الف مبروك )‪.........‬اطلق‬
‫ضحكة وهو يقول (ما تفسيرك الطبي لما يحدث‬
‫؟)‪.........‬لم يرد فاكمل هو ( ربما لم ادرس الطب اال‬
‫انني اربي خيول وحيوانات لذا اظن ان االمر ال يمكن‬
‫ان يفسر على كونه معجزة ‪..........)......‬قال احمد‬
‫(فلتترك االمر على ما هو عليه فقط ) ‪...........‬قال‬
‫باستنكار (بالتأكيد ال لقد بدأت اشعر بشئ قذر في‬
‫الموضوع ‪..........‬لذا قمت باجراء تحليل االن‬
‫)‪........‬قال احمد بتفكير (هل تشك بشخص ما‬
‫؟)‪..........‬قال وعيناه تبرقان بعنف (ساعات ونعرف‬
‫نتيجة التحاليل )‪............‬استيقظت لتجد نفسها في‬
‫حجرة خاصة باحد المستشفيات كان االلم قد توقف‬
‫ولكن ما الذي يعنيه هذا ؟ هل فقدت الطفل‬
‫؟‪.........‬وضعت يدها فوق بطنها تلقائيا ليصلها صوت‬
‫يقول (انه بخير )‪..........‬اتجهت عيناها الى مصدر‬
‫الصوت لتجد يوسف يقول (هل كنت تعلمين عن‬
‫الحمل ؟)‪.........‬قالت بصوت خافت ( ال لم تظهر اي‬
‫اعراض بعد وال اي دالئل اخرى ‪......‬انا علمت فقط‬
‫من االعراض التي شعرت بها هناك )‪...........‬لم يرد‬
‫فاكملت هي ( انا بالتأكيد لم اكن ساعرض نفسي‬
‫للخطر لو كنت اعلم ‪...........‬كما ان هناك شخصا ما‬
‫كان مصر على انني لن احمل )‪..........‬نظر اليها‬
‫بسخرية وقال (صدقيني لم يكن يخدعك ‪.........‬واالن‬
‫اخبريني بصدق هل انت مستاءة من الحمل‬
‫؟)‪...........‬رغم انها كانت تشعر منذ دقائق بالوهن‬
‫الى ان حوارها معه يجعلها تشعر بقوة كبيرة ورغبة‬
‫في القتال لذا قالت بسخرية ( بالعكس انا سعيدة بهذا‬
‫الطفل خاصة ان الواضح انه لم يعد لدي فرصة اخرى‬
‫للحصول على غيره )‪............‬قال بهدوء (عليك االن‬
‫ان تفكري في سالمتك وسالمته وليس في شئ‬
‫اخر)‪.........‬قالت بموافقة (بالتأكيد ‪.........‬اين سيف‬
‫وسلمى ؟)‪..........‬قال (لقد ذهبا مع عماد الوقت تأخر‬
‫وكانا تقريبا نائمين )‪.........‬اذا عماد ايضا كان‬
‫موجود قالت وقد عاد تفكيرها الى نقطة محددة‬
‫(يوسف ال اظن انك بعد حملي مرة اخرى ال زلت‬
‫تتصور انك غير قادر على االنجاب )‪...........‬كان رده‬
‫عليها هي نظرة متأملة اعقبتها ضحكة عالية ليقول‬
‫وهو ينظر اليها بتوعد ( لقد قال الطبيب انك حامل في‬
‫طفل واحد وهذا ذكرني بموضوع صديقتك وتوأمها‬
‫الذي جاء نتيجة مرة واحدة ‪..........‬يبدو انني اعرفها‬
‫جيدا )‪...........‬نظرت نحوه بتحدي وقالت (اظن انني‬
‫حذرتك من نتيجة حسدك للرجل )‪............‬بابتسامة‬
‫جانبية قال (انت ايضا ذكرت اللقب الذي تطلقه عليه‬
‫)‪............‬ردت بتسلية ( انت ايضا اطلقت عليه نفس‬
‫اللقب واظن انه اتضح االن انه مناسب)‪............‬قال‬
‫بسخرية (في النهاية ال اظن ان االنسان يجمع بين‬
‫الشئ وعكسه لم يبق اال القليل وتظهر نتائج‬
‫التحليالت التي اجريتها االن )‪...........‬قالت بتفكير‬
‫(لدي اقتراح اخر اظن انه سيجعل الحقيقة تتضح اكثر‬
‫)‪............‬نظر اليها باستفهام فقالت (الواقع خير دليل‬
‫على ان هذه التحاليل كاذبة بعبارة ادق مزروة‬
‫)‪..........‬نظر اليها بتفكيروهو يحاول تتبع طريق‬
‫تفكيرها وقال (مزورة ولكن كيف ؟ من الذي سيجعل‬
‫عدة معامل تغير النتائج وخاصة المعامل العالمية‬
‫)‪.............‬قالت بتفكير (انا اعرف مكان التحاليل انها‬
‫في منزل المزرعة ‪........‬عليك ان تتصل باحد‬
‫الموجودين هناك ليصورها ويرسلها الينا‬
‫‪.........‬يمكننا بعد معرفة التاريخ ان نطلب من المعمل‬
‫ارسال ورقة بالنتائج الينا )‪.........‬قال وقد انتقل اليه‬
‫حماسها (بالتأكيد )‪...........‬كان تفكيره ايضا يدور‬
‫حول احتمال التزوير ولكن فكرة الحصول على النتائج‬
‫السابقة لم تخطر على باله يبدو ان ذكاء زوجته عندما‬
‫يعمل في االتجاه الصحيح يكون مفيدا !!!!!!!!!!!‬
‫حصل على صورة من التحاليل بعد ان اخبر احد‬
‫الموظفين بمكانها وفعل ما طلبه فقام بتصويرها‬
‫وارسالها اليه‪...............‬كانت ارقام المعمل والبريد‬
‫االلكتروني متوافرة على االوراق لذا بادر باالتصال‬
‫طالبا منهم انجاز االمر بسرعة ‪..........‬قام بتحويل‬
‫الرسوم التي طلبوها ‪.............‬لتصله النتائج على‬
‫بريده االلكتروني في ساعة متأخرة من‬
‫الليل‪..........‬امسك بورقة التحاليل القديمة والتي قام‬
‫بطبعها وبالنسخة التي وصلته االن وبدأ يقارن بينهما‬
‫ليدرك التفاوت الكبير بين االرقام في كل الخانات‬
‫‪............‬نظر الى زوجته فوجدها ال تزال نائمة وحتما‬
‫احمد لم يصل بعد ‪.........‬لينتظر حتى يحصل على‬
‫نتائج تحاليله الجديدة وبعدها سيسافر ويحصل على‬
‫الحقيقة كاملة ‪............‬انتهى الطبيب من الفحص‬
‫ليخبره ان الوضع اصبح مستقر والطفل على ما يرام‬
‫‪..........‬قال بتساؤل (دكتور هل سيؤثر السفر بالطائرة‬
‫عليها ؟)‪...........‬قال الطبيب بلهجة عملية (هذا‬
‫يتوقف على كون الرحلة طويلة وهل هناك تنقل بين‬
‫الطائرات ام ال )‪............‬قال بهدوء (سيكون بطائرة‬
‫خاصة دون تغيير حتى الوصول )‪.........‬قال اخيرا‬
‫(ليس هناك مشكلة )‪...........‬بعد خروج الطبيب قالت‬
‫له باستفهام (هل سنسافر اليوم ؟)‪.........‬قال وهناك‬
‫تصميم في عينيه (بالتأكيد )‪.........‬ناولها بعدها ثالث‬
‫ورقات وقال (انظري جيدا واخبريني ما الذي توصلت‬
‫اليه ؟)‪.............‬بعد نظرة متفحصة قالت ( انني‬
‫اتساءل عن السبب الذي لم يجعلني احمل تلك المرة‬
‫يبدو ان المشكلة كانت مني!!!!!!! )‪..........‬عادت‬
‫لتكمل بجدية (الواضح ان تحاليلك كانت تزور في‬
‫مرحلة تالية بعد استالمها والسؤال االن من كان يقوم‬
‫باستالمها ؟ ام انها كانت ترسل اليك بالبريد‬
‫؟)‪............‬قال بهدوء (كانت ترسل الى مقر‬
‫المجموعة وانا اعرف االن من كان يغيرها وايضا‬
‫لصالح من سأتأكد فقط وبعدها لينل كل شخص جزاءه‬
‫)‪.........‬قالها بنبرة شديدة القسوة جعلتها تحمد هللا‬
‫انها لن تكون موضع النتقامه وشئ اخر اراحها انه‬
‫عاد يتحدث معها ‪..‬‬

‫**يبدو ان ابنها قد حقق اخيرا احد احالمه ‪......‬كان‬


‫مبهورا بالطائرة الخاصة وكونه قادرا على التنقل فيها‬
‫ورؤية طاقم القيادة ‪...........‬بل انه جلس جوارهم‬
‫لوقت طويل وهو ينظر باهتمام الى اجهزة التحكم‬
‫والتوجيه بل يوجه اليهم االسئلة احيانا ‪..........‬يبدو‬
‫انه سيتعلم قيادة الطائرة قبل ان يتعلم قيادة السيارة‬
‫‪.........‬على االقل رحلتهم بالطائرة ستكون نقطة‬
‫لصالح يوسف والذي كان متفانيا في ارضاء الفتى‬
‫النافر دون جدوى او رد فعل من جانبه‬
‫‪...........‬يسعدها اهتمامه بالصغيرين تحب ان تنظر‬
‫اليه معهما ‪........‬ترى انه قادر على التفاعل معهما‬
‫بسهولة وكأنه يعرفهما منذ يوم ميالدهما ‪.........‬انها‬
‫حتى تشعر في بعض االحيان بالندم النها لم تخبره منذ‬
‫البداية ولكن اي بداية تحديدا ال تعلم‬
‫‪...................‬مشاعر اخرى تنتابها خاصة وسلمى‬
‫تتدلل عليه (الغيرة) الفتاة تلتصق به طوال الوقت‬
‫‪.........‬دائما تجلس على مكانها المفضل فوق ركبتيه‬
‫‪.........‬يمكنها ان تصف مشاعرها كطفل جاء له اخ‬
‫صغير سارقا اهتمام والديه ‪..........‬هل هو شعور‬
‫مرضي ان تشعر بالغيرة من ابنتها ؟ ربما يكون‬
‫‪.........‬ولكن هي ايضا معذورة فهي لم تحظى‬
‫باهتمامه وحنانه اال ايام قليلة ‪..........‬ثم هاهو يعاقبها‬
‫وال تدري متى ستنتهي عقوبته او انها قد ال تنتهي‬
‫‪ ..........‬التقت عيناها بعينيه اللتان تنظران اليها‬
‫بنظرة مهتمة حيادية ‪.......‬وكأنه يريد ان يعرف‬
‫حالتها الصحية ال أكثر يا هللا !!!!!!!اين ذهبت تلك‬
‫النظرات المهتمة المحبة الممتلئة بالحنان والشغف‬
‫ايضا !!!!!!!!!!كانت تشعر بكل هذا في تعامله معها‬
‫وكأنه يجمع كل شئ في نظرة واحدة ‪..........‬نظرت‬
‫اليه نظرة اظهرت ما بداخلها تصرخ قائلة (انا افتقدك‬
‫) لماذا تبتعد في الوقت الذي ايقنت فيه اني احبك‬
‫؟‪...........‬لوال تواجدهم االن وسط اشخاص اخرين‬
‫والطفالن حولهما ‪.........‬لكانت صرخت به مخرجة ما‬
‫بداخلها ولكن االن لتنتظر ‪............‬كانوا في طريق‬
‫الخروج عندما وجدت زوجها يتبادل الكالم مع احد‬
‫الرجال الضخام والذي يقف بجواره مجموعة اخرى‬
‫تماثله ‪.............‬يبدو انهم حراسة خاصة ‪.....‬في‬
‫نفس الوقت خرجت امرأة يبدو عليها االناقة اتجهت‬
‫نحوه فوجدته ينظر اليها بسخرية تجاهلتها المرأة‬
‫التي كانت تقول بلهجة عملية (سيد يوسف لقد‬
‫احضرت ما طلبته مني )‪..........‬نظر اليها بطريقة‬
‫نافذة ليقول بعدها ببرود (دعك من االوراق االن‬
‫ولتتعرفي اوال على القادمين معي )‪..............‬رفعت‬
‫نشوى عينيها لتنتبه الى الواقفين خلفه امرأة شديدة‬
‫الجمال وطفالن ‪...........‬لم يستطع عقلها تحديد من‬
‫يكونون فوقفت في انتظار ان يعرفها بهما‬
‫‪...........‬قال ببرود ساخر ( انهم انجي وسيف وسلمى‬
‫)‪(...........‬زوجتي وابنائي ‪.......‬كما ان هناك طفال‬
‫اخر في الطريق )‪.........‬ارتدت رأسها للخلف في‬
‫مزيج يجمع بين الصدمة والذعر ليبدأ جسدها في‬
‫االرتجاف فعليا ويقول هو بلهجة صارمة ( ماهر‬
‫اصطحب نشوى معك )‪..........‬عاد بعدها ينظر‬
‫مبتسما لسلمى التي كانت تمسك دميتها الجديدة‬
‫وسيف الواقف ينظر حوله متأمال المكان ليقول‬
‫موجها اوامره الى سالم (خذهم الى القصر ونفذ ما‬
‫اخبرتك به ‪..........‬عليه االن ان يعرف التفاصيل اوال‬
‫من نشوى ‪........‬فبما انه قد عرف اخيرا فال مجال‬
‫الي انتظار تلك الحقيرة ستلقى جزاءها بدءا من الليلة‬
‫‪............‬وجيد انه لم يطلقها حتى يستطيع التعامل‬
‫معها كما يريد ‪..........‬وصلت السيارتان الى احد‬
‫المواقع الخاصة بهم والذي كان في منطقة منعزلة‬
‫واالن في مرحلة التشطيبات ‪.......‬كان ينظر الى‬
‫نشوى الجالسة امامه ترتجف بال تعبير ليقول بعدها‬
‫بصوت مرعب (واالن هل ستخبريني بكل شئ ام اجعل‬
‫الرجال يتعاملون معك ؟)‪..........‬قالت بصوت مرتجف‬
‫متوسل (ال ارجوك ساخبرك بكل ما تريد )‪...........‬هي‬
‫تعلم ان لحظة الحساب قد اتت واالن لن ينفع الندم‬
‫‪..........‬ولكن معنى وجود طفالن له في هذا السن انه‬
‫لم يصدق تلك التقارير المزورة !!!!!!!!!او ربما ال‬
‫اضطرابها يجعلها ال تفكر جيدا ‪........‬قالت وهي ال‬
‫تستطيع السيطرة على ارتعاش جسمها (ساخبرك‬
‫‪.........‬السيدة نهال ‪............)........‬وصلت مباشرة‬
‫الى الشئ الذي كان متأكد منه ‪.........‬تابع كالمها (‬
‫كانت تعطيني ظرف مشابه للظرف الذي كان المعمل‬
‫يرسله وتطلب مني ابداله ‪...........‬قال بعنف (وانت‬
‫كنت تفعلين هذا ببساطة ‪.........‬تخونين ثقتي بك من‬
‫اجل ماذا ؟‪..........‬هل كانت تدفع لك جيدا‬
‫؟)‪............‬قالت ودموعها تتساقط (انا كنت احتاج‬
‫المال بشدة في ذلك الوقت كانت امي مريضة والعالج‬
‫مكلف ‪.........).........‬قاطعها بحدة (ال اذكر انك طلبت‬
‫مني مساعدتك وانا امتنعت ‪.........‬لقد فضلت ببساطة‬
‫ان تتعاوني مع تلك الحية وتطعنوني في ظهري‬
‫‪..............‬انت بكل تأكيد تعلمين ما الذي كان يعنيه‬
‫تغيير التقارير لقد جعلني اعاني لسنوات‬
‫‪...........‬سنوات اشعر بالعجز والضعف وفي النهاية‬
‫كنت ساقتل زوجتي عندما عرفت انها انجبت من قبل‬
‫‪..........‬وربما فعلتكما هذه هي ما جعلني اخسر‬
‫سنوات من عمر اطفالي الني لم اتصور ان يكون لي‬
‫ابناء)‪............‬صوته المرعب المثقل بالمشاعر زاد‬
‫من احساسها بالذنب مع خوفها لتجد كل ذلك يزداد‬
‫ويجعلها تشعر بالموت يحاصرها وهو يقول (اظن ان‬
‫الجزاء العادل ان استضيف ابنتك عندي لعدة سنوات‬
‫وبعدها قد افكر باعادتها لك عندما تمرين بما مررت‬
‫به )‪............‬صرخت برعب وهي تهتف (ارجوك‬
‫اتوسل اليك عاقبني انا كما تريد ولكن ال تحرمني منها‬
‫)‪...........‬ان ابنتها هي كل ما تملك خاصة وانها‬
‫اصبحت كل ما تملك في الدنيا بعد طالقها‬
‫‪...........‬ابتعد عنها عندما وجد سالم يتصل به قال‬
‫بهدوء وقد استطاع السيطرة على اعصابه (هل‬
‫اوصلتهم ؟)‪...........‬رد عليه ليقول له بعدها ( لقد‬
‫اتصل بي الضابط المسئول عن قضية افساد الفرامل‬
‫واخبرني انهم امسكوا الشخص الذي صورته‬
‫الكاميرات في قضية اخرى ‪...........‬اعترف في‬
‫النهاية انه يعمل لدى شخص اسمه سمير وهو الذي‬
‫كلفه باالمر )‪............‬قال بنبرة قاطعه ( اريدك ان‬
‫تتوصل الى سمير هذا قبل الشرطة اعلم منه من الذي‬
‫اراد قتلي وبعدها سلمه لهم )‪...........‬اغلق الهاتف‬
‫مفكرا ان المواجهات وتصفية الحسابات ستأتي‬
‫مجتمعة ‪**************......................‬‬

‫**كان الطفالن ينظران حولهما بفضول منذ ان دخلوا‬


‫عبر البوابة الضخمة هي ايضا كانت تنظر بنفس‬
‫الطريقة فهذه هي المرة االولى التي تدخل فيها المكان‬
‫‪..........‬بدا وكأنهم انتقلوا الى عالم اخر غير الموجود‬
‫في الخارج ‪............‬يبدوا وانه في النهاية ستكتشف‬
‫ان زوجها احد رجال المافيا ‪.........‬هي على كل حال‬
‫شاهدت منظر مماثل فقط في افالمهم ‪.........‬عندما‬
‫وصلوا الى المبنى نفسه رفض الطفالن الدخول‬
‫وتوقفوا امام حوض السباحة الرائع ويبدوا عليهما‬
‫االستعداد للسباحة بمالبسهم ‪.......‬الليل لم يحل بعد‬
‫ولكن مضى على العصر ساعتان والجو اصبح الطف‬
‫‪........‬ولكن رغم هذا ظلت سلمى بالذات تتذمر من‬
‫الحر غير المعتاد بالنسبة لها ‪...........‬قالت بلهجة‬
‫امرة (انتظرا انتما لن تسبحا بمالبسكما وكما تعلمان‬
‫ليس معنا ثياب سباحة )‪.........‬نظرا اليها بتذمر لتجد‬
‫الشخص الذي اوصلهما يتنحنح ويقول (يمكننا ان‬
‫نحضر لهما ثياب سباحة بسرعة )‪.............‬ومن هي‬
‫لتعترض قالت مبتسمة (ساكون شاكرة لك جدا‬
‫)‪...........‬كانت ستضحك للنظرة الذي علت وجه‬
‫الرجل يبدو ان تأثيرها يصبح مدمرا خاصة عندما‬
‫تتصرف بتهذيب ‪............‬جلست على احد المقاعد‬
‫الموجودة جوار الحوض بينما قام سيف بخلع حذائه‬
‫ورفع بنطاله واضعا قدميه في الماء ‪......‬وسلمى التي‬
‫لم تكن ترتدي بنطال بل جيبة قصيرة من الجينز اكتفت‬
‫بخلع حذائها ووضع قدميها في الماء ‪........‬ابنتها‬
‫القابلة بسهولة لالنحراف يبدو انها جعلت والدها‬
‫يتخلى عن كل قيمه وتقاليده ويحضر لها مالبس اقل‬
‫ما يقال عنها انها فاضحة ‪.........‬مالبس فتيات كلها‬
‫قصيرة وال تغطي الذراعين ‪...........‬بعد جلوسهم‬
‫بقليل وجدت احد الفتيات تحضر العصير بينما تحاول‬
‫استراق النظرات اليهم ‪.........‬لتأتي بعدها فتاة اخرى‬
‫تحمل صينية ساندوتشات ‪.......‬ثم اخرى تحمل حلوى‬
‫‪.........‬يبدو ان هناك خبر انتشر في المكان ان هناك‬
‫مجموعة من الكائنات الغريبة موجودة امام حوض‬
‫السباحة لذا جاءوا لرؤيتهم ‪..........‬وجدت في النهاية‬
‫فتاة اخرى تقترب تبدو محتلفة عن االخريات ترتدى‬
‫بنطال من البرمودا تعلوه بلوزة صيفية كما يبدو‬
‫عليها الحمل ‪........‬ولها شعر اشقر لم تعرف من‬
‫تكون ولكنها في النهاية اقتربت منها لتقول وهي‬
‫تجلس (انا شيري زوجة معتز )‪........‬اذا فمعتز تزوج‬
‫الفتاة تبدو صغيرة وبريئة قالت لها بالمثل وهي تعلم‬
‫ان الفضول هو الذي اتى بها (انا ملك زوجة يوسف‬
‫)‪..........‬اتسعت عيناها بدهشة وهي تقول بسرور لم‬
‫تستطع اخفائه (اذا فقد فعلها اخيرا يبقى ان يتخلص‬
‫من تلك الشمطاء )‪..........‬ضحكت لطريقتها في الكالم‬
‫وقالت لها (لوال انك وكما يبدو حامل وانا ايضا مثلك‬
‫لكنا دخلنا وحملناها والقينا بها من الشرفة الى حوض‬
‫السباحة )‪..........‬اتسعت عينا الفتاة في انبهار وهي‬
‫تتخيل الموقف ثم قالت وكأنها انتبهت لشئ اخر (انت‬
‫حامل اذا ‪........‬لن تقيموا حفل زفاف لقد اردت ان‬
‫احضر )‪..........‬يبدو انها وجدت طفلة اخرى سيكون‬
‫جيد ان تجد سلمى من تلعب معها ‪...‬قالت بمواساة‬
‫(زفاف اخي قريب سوف اخذك معي )‪............‬يبدو‬
‫ان الفتاة شعرت بالرضا ‪.........‬اما سيف وسلمى‬
‫فوجدوا لعبة اخرى فقد قاموا بمأل بعض االكواب‬
‫بالماء وكانوا يقومون بالقائه على بعضهم‬
‫‪........‬كانت تراقبهم عندما كان سيف يحاول معرفة‬
‫مكان سلمى المختبأة وفي يده الماء فيرتطم بالشخص‬
‫القادم ويغرق مالبسه بالماء ‪.........‬كتمت ضحكتها‬
‫وهي تتابع المشهد بينما معتز ينظر بعينان متسعتان‬
‫الى سيف ويقوم باالمساك به من ياقته الخلفيه قائال‬
‫( من انت ؟ وما الذي تفعله هنا ؟ ومن الذي احضرك‬
‫؟‪..........).........‬نظر اليه سيف بحنق وهو يقول‬
‫بلهجة امرة (اترك مالبسي ايها االحمق وال شأن لك‬
‫بمن اكون او بالذي افعله وان كنت مصرا على ان‬
‫تعرف من احضرني انه مالك المكان يوسف سليمان‬
‫)‪...........‬نظر نحوه دون تصديق هو احمق واخوه‬
‫يوسف سليمان دون القاب وهذا الصبي يتعامل وكأنه‬
‫سلطان زمانه ‪...........‬قال بحنق (على االقل نادي‬
‫الشخص الذي احضرك بعمي )‪............‬نظر نحوه‬
‫وكأنه ينظر الى شخص معتوه ليقول بعدها باشمئزاز‬
‫( يبدو ان رأي بك من البداية صائب انت احمق ) كان‬
‫قد حمله مقتربا به من حوض السباحة ليقوم برميه‬
‫عندما وجد من ظهرت امامه ضاحكة وهي تقول‬
‫(معتز ليس لك شأنا به هيا انزله) نظر نحوها بدهشة‬
‫ليقول بعدها وهو يرفع احد حاجبيه (جيجي انت هنا‬
‫وانا من اقول انني رأيت هذا النوع من قبل يبدو ان‬
‫جيناتك قد انتشرت بشكل مدمر ) قالت بابتسامة‬
‫متالعبة ( اترك الولد واال ستلحق به ) قال بابتسامة‬
‫ملتوية (اذا فانت تهددين ثم من يكون هذا ال تقولي ان‬
‫الدكتور والدكتورة ال زاال مصرين على انتاج المزيد‬
‫من نوعك ) الحظ الفتاة الصغيرة التي اقتربت منه‬
‫بتهديد وهي تقول ( اترك اخي ) نظر اليها باندهاش‬
‫ثم بابتسامة تلقائية ليقول ضاحكا (ال تقولي ان هناك‬
‫المزيد ) انزل سيف اخيرا ليمد يده ويلمس شعر البنت‬
‫وينظر اليها ترتدي بلوزة دون اكمام حمراء برباط‬
‫فوق الرقبة وجيبة قصيرة من الجينز وتبدو رائعة‬
‫الجمال حتى وهي تنظر نحوه بتهديد وجد شقيقه‬
‫يقترب مبتسما وهو يرى المنظر امامه ويقول وهو‬
‫يمسك بالفتاة بيد واحدة ويرفعها لالعلى (اذا فقد‬
‫تقابلتم ) انزل البنت ليظل يحملها وتنظر نحوه‬
‫مبتسمة قال الخيه (بالتأكيد ) قاطعه الولد وهو ينظر‬
‫نحوه بسخرية قائال (من هذا ؟ تصور يريدني ان‬
‫اناديك عمي ) نظر يوسف نحوه باستنكار ليرد بعدها‬
‫على الولد قائال (دعك منه انه احمق ) كان دوره هو‬
‫لينظر باستنكار بينما تقابله نظرة الولد المنتصرة‬
‫ليقول بعدها وهو يشير اليه (من يكون هذا الكائن ؟)‬
‫وجد شقيقه يقول له (اذا فانت لم تعلم بعد هذا سيف‬
‫ابني اكمل وهو يشير الى الفتاة التي يحملها بفخر‬
‫وهذه سلمى ابنتي) انعقدت حاجباه في دهشة وهو‬
‫ينظر تجاه ملك ويقول (انا دائما كنت اعلم انك قادرة‬
‫على فعل المعجزات ولكن لم اتصور انك تستطيعين‬
‫انجاب طفلين في هذا الحجم خالل شهر ) وجد شقيقه‬
‫يقوم بانزال البنت ويسحبه الى الداخل ويقول ( حبيبي‬
‫اهدأ فقط وسافهمك ) دخال المكتب ليقول له مباشرة‬
‫(انهما سيبلغان سبع سنوات بعد شهرين ) قال بذهول‬
‫(كيف هذا ؟) اجابه ببساطة (انا تزوجت انجي منذ‬
‫اكثر من سبع سنوات ونصف ) اتسعت عيناه في‬
‫استنكار وهو يقول (عندما كانت في مصر وقت لم‬
‫يكمل الكلمة بل اردف لقد كانت ) قاطعه بسخرية قائال‬
‫(اعلم كيف كانت وقبل ان تسأل انا لم اعلم عن‬
‫االطفال اال منذ ايام احمد يعلم عن االمر لذا عليك ان‬
‫تخبر شقيقتيك ) نظر في اثره بذهول ليجلس بعدها‬
‫على احد الكراسي الموجودة في المكتب محاوال التقاط‬
‫انفاسه ‪.......‬‬

‫**انه االن ليس في مزاج يصلح للكالم الكثير لقد‬


‫اخبر رجاله ان عليهم تحديد اقامة نهال في غرفتها‬
‫‪..........‬وقد علم منهم انها لم تحاول حتى الخروج‬
‫‪.........‬اشار لسالم ومجموعة من الرجال الذين خلفه‬
‫بان يتبعوه ‪.........‬لقد توصل سالم سريعا الى مكان‬
‫المدعو سمير ومع استخدام الوسائل المناسبة اعترف‬
‫باكثر مما طلبوه منه ‪..........‬زوجته تلك الحية التي‬
‫كان يأويها في منزله هي المسئولة عن محاولة قتله‬
‫‪.........‬بل لم تكن المرة االولى التي تستعين فيها بهذا‬
‫المجرم الذي يمتلك مؤسسة كاملة ‪.......‬فقد زور لها‬
‫من قبل اوراق التحاليل ‪.............‬صعد السلم في‬
‫خطوات سريعة ليشير لهم بالتوقف ويدخل وحيدا الى‬
‫الجناح ‪.........‬اخذ نفسا عميقا بينما ينظر نحوها‬
‫ببرود ‪.........‬كانت جالسة امام المرآة تضع زينتها‬
‫‪.........‬رفعت رأسها تنظر اليه وتقول بلهجة ناعمة‬
‫وهي تقترب منه محاولة احاطته بذراعيها ( كنت اعلم‬
‫انك ستشتاق الي ‪.........).........‬لم يرد فقالت وهي‬
‫تقربه اليها ( حبيبي لقد كان طلبي لتلك االموال مجرد‬
‫طريقة لمنع الطالق ‪..........)............‬امسك بوجهها‬
‫يرفعه اليه لينظر في عينيها بشراسة (صدقا يا نهال‬
‫لم اظن انك بهذا الغباء ‪...........‬اي واحدة في مكانك‬
‫كانت ستبتعد الى ابعد مكان تستطيع الوصول اليه‬
‫‪..........).‬رفعت عيناها نحوه بحدة فوجدته يمسك‬
‫شعرها بقبضة حديدة جعلتها تصرخ في الم شديد‬
‫ليقول لها بصوت كالفحيح (ال تهدري صوتك في‬
‫الصراخ منذ االن فااللم لم يبدأ بعد )‪(............‬خمس‬
‫سنوات تقومين بخداعي وطعني في رجولتي بل انت‬
‫حتى كنت ال تتورعين عن اللمز بالكلمات الكاذبة‬
‫ونفث سمومك في اذني ‪............‬ولكن صدقيني انت‬
‫حتى لن تجدي وقت لتندمي خالله ‪..........‬ساجعلك‬
‫تتألمين اضعاف ما عنيته اليام طويلة ‪..........‬واالن‬
‫هو مجرد سؤال لم فعلتي هذا ؟‪............)........‬قالت‬
‫من بين شهقاتها (انا كنت احبك وكنت اعلم انك‬
‫ستتركني ان علمت انني ال انجب )‪.........‬رماها من‬
‫بين يديه بقوة لينظر بعدها نحوها باحتقار ويقول‬
‫(حب أي حب ايتها المجرمة ؟وربما حبك هذا هو ما‬
‫جعلك تحاولين قتلي ايضا؟!!!!!!!!انه حب الموالي ال‬
‫اكثر ‪.............‬انا اعلم ان نفسك المريضة ال تحب‬
‫احد حتى نفسك النك لو احببتها لعملت حساب هذا‬
‫اليوم ‪..........)............‬اتجه بثورة ناحية الدوالب‬
‫الخاص بها وهو يهدر بصوت عال (سالم ادخل‬
‫)‪..........‬كان يفتح الدوالب ملقيا بمالبسها الغالية‬
‫فوق السرير ويقول بصوت عال (سالم لقد قررت‬
‫السيدة التبرع بهذه المالبس لصالح االطفال االيتام‬
‫)‪...........‬كانت تنظر بجنون لما يفعله مالبسها‬
‫الجميلة الغالية التي حصلت عليها من اشهر بيوت‬
‫االزياء يرمي بهم للرعاع ‪.........‬كانت تحاول‬
‫االمساك بهم لتجد الرجال ينفذون اوامره‬
‫‪..........‬صرخت برعب وهي تراه يمسك الصندوق‬
‫الخاص بمجوهراتها ويقول (وهذا قم ببيع ما فيه‬
‫والتبرع به )‪............‬وجدته يمسك بذراعها بحدة‬
‫ليقول بعدها (واالن ستوقعين على تنازل عن كافة‬
‫االرصدة والتي تعرفين كيف حصلت عليها‬
‫‪........‬وليعوضك اهلك يا ابنة الحسب والنسب‬
‫‪.........‬قبل ان انسى انت طالق ‪.........‬وبالنسبة‬
‫لحقوقك كما ارى االطفال االيتام اولى بها‬
‫)‪.............‬كان وجهها قد تحول للون االسود بينما‬
‫تجد رجاله يجمعون االشياء كما امرهم ليصلها صوته‬
‫يقول ( نسيت ان اخبرك ان زوجتي حامل وهناك شيئا‬
‫اخر انا لدي ولد وبنت لذا كما ترين الجميع سعداء‬
‫وانت ايضا ستكونين سعيدة بعد ان ينتهي رجالي منك‬
‫)‪.............‬وجدت شئ ما يوضع على رأسها جعلها ال‬
‫ترى شئ حولها وتشعر باالختناق بينما تشعر ان‬
‫هناك من يقوم بجرها لتفقد بعدها وعيها تماما‬
‫‪.............‬عندما افاقت كان الظالم محيطا بها وال‬
‫تستطيع تحريك اطرافها يبدو انها مقيدة الى احد‬
‫الكراسي ‪........‬شئ اخر اثار رعبها وهو صوت عواء‬
‫قريب ‪........‬هل هي مقيدة في الصحراء في العراء‬
‫؟!!!!!!!!‪...........‬اطلقت صرخة حادة مليئة بالرعب‬
‫وهي تفقد وعيها مجددا‬
‫‪********..........................‬‬

‫****اغلق الخط مع سالم ليعود بانتباهه الى‬


‫الموجودين ‪...........‬يبدو ان االخبار قد انتشرت‬
‫والجميع قد علم انه احضر زوجته واوالده لذا هو‬
‫االن يرحب بالحاضرين ‪.........‬حازم اتى ومعه ريهام‬
‫الذي ظهر عليها الحمل ‪........‬يشعر ان دهرا قد مر‬
‫منذ اخر مرة رآهم فيها ‪.........‬حتى سارة لم تراهم‬
‫حتى االن فمع عودتها من الخارج كان الطفالن الذين‬
‫لم يسبحوا في النهاية اال قليال قد صعدوا للنوم بينما‬
‫سبقتهم امهم ‪...........‬يبدوا انه هو الوحيد الذي لن‬
‫ينام قريبا ‪.........‬ارتفعت انظاره مع قدوم شخص اخر‬
‫محمد اخو زوجته قد حضر ايضا !!!!!ترى من‬
‫المسئول عن اخباره هل هي انجي ام سارة ام ربما‬
‫مصادر خارجية ؟‪.........‬جلس هو ايضا فنظر نحوه‬
‫بتقييم ليقول بعدها بصوت خافت لم يسمعه سواه‬
‫(يبدو ان بيننا كثير من الكالم )‪...........‬قال بهدوء (‬
‫يمكنني ان اخمن فحواه ‪.......‬ولكن على كل حال لقد‬
‫حاولت اخبارك وانت من لم يستمع )‪............‬قال‬
‫بسخرية (في موقف متفجر وبعدها انت لم تحاول قط‬
‫وكأنك قد ارحت ضميرك الى االبد )‪..........‬قال بتفكير‬
‫(بل يمكنك ان تقول انها لحظة شجاعة لم استطع‬
‫العثور عليها ثانية ‪..........‬ابي كان مشددا جدا على‬
‫هذا االمر ولذا كما ترى ‪..........)........‬يبدو انه ال‬
‫مفر لها من االستيقاظ فهناك مطلبات حثيثة على‬
‫استيقاظهم ‪..........‬قامت من فوق الفراش واتجهت‬
‫الى الحجرة االخرى توقظ الطفالن ‪.........‬وجدت‬
‫شخص يطرق الباب لتجد فتاة تدخل وتخبرها ان‬
‫السيد يريد منهم النزول ‪.........‬قالت لها (دقائق‬
‫وسننزل )‪...........‬اخرجت مالبس من حقيبتها التي لم‬
‫تفرغ بعد وهي تتجه الى الحمام وتقول للفتاة‬
‫المنتظرة (ساعدي سلمى في اللبس )‪...........‬عندما‬
‫خرجت وجدت ابنتها اصبحت مستعدة ترتدي فستان‬
‫صيفي كت يصل الى الركبة بالكاد ولونه وردي بينما‬
‫شعرها تركته منسدال وتحيطه من االمام بطوق وردي‬
‫اللون ايضا ‪..........‬اما ابنها فقد استعد ايضا وصفف‬
‫شعره بعناية ‪.........‬ارتدت هي ايضا بلوزة طويلة‬
‫زرقاء اسفلها بنطال ابيض ووضعت قليل من المكياج‬
‫الخفاء شحوبها ‪..........‬كانت االنظار متجهه اليهم‬
‫عندما وصلوا لتجد اول من تحرك من مكانه هو محمد‬
‫الذي قام ليحتضنها ‪..........‬ثم يفعل المثل مع الطفالن‬
‫‪........‬ليعود بعدها الى مكانه بينما وجدت معتز يتكلم‬
‫معه ‪.........‬سارة ايضا سلمت عليها وعانقت سلمى‬
‫وسيف الذي لدهشتها لم يعترض كانت تقول له‬
‫بابتسامة (هل تذكرني لقد التقينا من قبل )‪.........‬قال‬
‫بتركيز ( اجل في المستشفى )‪...........‬كان التالي هو‬
‫ريهام التي كانت تنظر نحوهم بفضول لتقول بعدها (‬
‫لقد عرفت طوال عمري ان يوسف هذا يخفي الكثير‬
‫مرحبا بك يا زوجة اخي اظن انني ساحبك‬
‫)‪...........‬قالت لها مبتسمة (ليس عليك ان تصدري‬
‫احكاما متسرعة )‪............‬قالت بلهجة اقرب للتوسل‬
‫(ارجوك يكفي ما عانيته من الشمطاء زوجته‬
‫االولى)‪...........‬قالت باعتراض (انا زوجته االولى‬
‫)‪.............‬قالت بموافقة وهي تنظر الى االطفال‬
‫(صحيح انت االولى )‪...........‬امسك بيد حازم وهو‬
‫يقول له (اين ذهبت عيناك ؟)‪..........‬قال عاقدا‬
‫حاجبيه (من اين حصلت عليها ؟)‪...........‬قال‬
‫بسخرية (من اين حصلت على من ؟ )‪..........‬قال‬
‫حازم متنهد (انت بالتأكيد كنت تخفيها حتى نرضى‬
‫نحن بالموجود )‪.............‬قال بصوت عال (ريهام‬
‫يبدو ان حازم يريد ان يسمعك شيئا ما )‪...........‬عاد‬
‫بنظره اليه وهو يقول في براءة (كنت امزح يا صديقي‬
‫‪.‬وعلى كل حال انا اخطب سلمى لعمر منذ االن‬
‫)‪.............‬قال باستنكار ( ان عمر ابنك اربع سنوات‬
‫ونصف كيف يتزوجها ثم ان ابنتي ستختار من تريد‬
‫‪..........).........‬قال حازم (وما المشكلة الفتى موافق‬
‫؟)‪...........‬قالها وهو ينظر الى الطفلة الجميلة‬
‫‪..........‬لم تمض دقائق اال واندفع عمر نحو ابيه باكيا‬
‫وهو يقول له (لقد ضربني سيف وقال انني غبي‬
‫)‪..........‬نظر حازم نحو يوسف الذي ضحك وقال وهو‬
‫يشير لعمر باالقتراب ( ال تحزن انا ساعاقبه من اجلك‬
‫)‪.............‬لم تمض ثوان اال وكان قد عاد يلعب مع‬
‫الطفلين ليقول حازم ليوسف ساخرا (ابنك يقول ان‬
‫ابني غبي )‪...........‬كان رده عليه هو الضحك ليقول‬
‫بعدها بتساؤل (هل يعرف ابنك النظرية النسبية‬
‫؟)‪..........‬قال حازم في استنكار (اي نظرية تلك التي‬
‫سيعلمها انه لم يبلغ الخامسة )‪..........‬قال يوسف‬
‫باغاظه (اذا فهو غبي )‪...........‬قال حازم بدون‬
‫تصديق (وهل تعلمها انت ؟)‪..........‬قال بضحك (لقد‬
‫ظللت اراجعها باالمس واصبحت االن اعرفها‬
‫)‪............‬يبدو ان هذه الليلة لن تنتهي الجميع‬
‫يلومونه على عدم اخبارهم عن الطفلين ‪.......‬بداية‬
‫بسارة التي اتصلت لتنفجر فيه وتوجه اليه االتهام‬
‫باخفاء شئ بهذه االهمية عنها ‪..........‬وبعدها يوسف‬
‫واالن معتز ‪..........‬يبدو انه لم يكن عليه المجئ الليلة‬
‫ولكن هو كان يشعر بشوق شديد الخته واوالدها‬
‫ويريد ايضا ان يطمئن والده عليهم ‪..........‬اخته تبدو‬
‫مسيطرة على المكان وبالتأكيد ال تعاني من رهاب‬
‫التعرف على اشخاص جدد ‪...........‬تناولوا العشاء‬
‫ليبدأ الجميع بعدها في االنصراف ‪...........‬صعدت‬
‫زوجته واالطفال اوال بينما هو دخل المكتب ليقوم‬
‫باجراء بعض االتصاالت ‪..........‬صعد ليدخل الجناح‬
‫الخاص به ويجدها جالسة وامامها الالب بينما‬
‫الطفالن يقومان بالقفز فوق السرير ‪...........‬رغم كل‬
‫شئ يشعر بسعادة كبيرة ‪...‬ال عجب ان قلبه لم يكن‬
‫يشعر بالراحة لسنوات ‪.........‬وكيف سيشعر بها‬
‫وروحه كانت بعيدة عن جسده‬

‫انتهى‪ .........‬سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله‬


‫اال انت استغفرك واتوب اليك ‪..........................‬‬

‫‪......‬الفصل الرابع والخمسون‬


‫‪........................................‬‬
‫صعدت زوجته واالطفال اوال بينما دخل هو المكتب‬
‫ليقوم باجراء بعض االتصاالت ‪ ..........‬صعد ليدخل‬
‫الجناح الخاص به ويجدها جالسة وامامها الالب بينما‬
‫الطفالن يقومان بالقفز فوق السرير ‪...........‬رغم كل‬
‫شئ يشعر بسعادة كبيرة ‪...‬ال عجب ان قلبه لم يكن‬
‫يشعر بالراحة لسنوات ‪.........‬وكيف سيشعر بها‬
‫وروحه كانت بعيدة عن جسده ‪......‬وجد ابتسامة‬
‫ترتسم تلقائيا على وجهه وهو يقترب ليجلس على‬
‫السرير ويقول لهما مازحا (لقد افسدتما سريري‬
‫)‪.........‬اقتربت سلمى منه في دالل وهي تقول‬
‫(ساقوم بترتيبه‪..........‬هل ستجعلني انام بجوارك‬
‫؟)‪.........‬رفعت رأسها عندما انتبهت على كالم ابنتها‬
‫لتسمع رده ‪............‬الجناح به حجرتا نوم لذا‬
‫المفترض ان ينام االطفال في احدها وهما في االخرى‬
‫‪..........‬على كل حال هي تريد اجراء تعديالت في‬
‫المكان ‪.........‬ربما عليهم ضم الجناح المجاور النهم‬
‫سيحتاجون لمزيد من الغرف خاصة بعد والدتها‬
‫‪............‬ولكن االن ماذا سيقول ‪.‬؟‪.........‬قال لسلمى‬
‫مبتسما (بالتأكيد حبيبتي )‪..........‬قال سيف بهدوء‬
‫(هذا جيد حتى احصل انا على السرير االخر‬
‫)‪..........‬عاد يقول (اليوم ستنامان سويا مؤقتا وانا‬
‫ساظل معكما حتى تستغرقا في اليوم وفي الغد سيكون‬
‫لكل واحد فيكما سريره الخاص )‪.............‬قالت‬
‫سلمى باعتراض (اريد النوم معك طول الليل‬
‫)‪...........‬هز رأسه نفيا وقال (ال يا صغيرتي انت‬
‫عندما تستغرقين في النوم ال تستيقظين ثانية اال في‬
‫الصباح ‪...........‬كما ان المكان الذي ينام فيه بابا هو‬
‫جوار ماما )‪...............‬وجد ثالث ازواج من العيون‬
‫تنظر نحوه بعضها يحمل الدهشة واحدها تحمل‬
‫السرور ‪............‬يبدو انهم يفكرون في من تكون‬
‫ماما هذه ‪..........‬ومن جهة اخرى هذه الماما سعيدة‬
‫وكأنها فازت في مسابقة مع االخرين ‪...........‬الشئ‬
‫الذي اصبح متأكد منه انا اوالده ال يعتبران ملك امهما‬
‫من االساس ‪.........‬حتى في داخلهما هي على قدم‬
‫المساواة معهما والعجيب ايضا انها مثلهما تتعامل‬
‫معهما كأخت كبرى فقط ‪ .........‬ولكن بالتأكيد بحب‬
‫كبير ‪.........‬حمل سلمى العاقدة جبينها بين ذراعيه‬
‫وهو يقول (واالن الى النوم ايتها الجميلة الشقية‬
‫)‪........‬كان سيف يسير جوارهما فامسك به ورفعه‬
‫هو االخر وهو يقول (وانت ايضا ايها المسبب‬
‫للمشاكل )‪............‬القى باالثنان فوق الفراش ثم‬
‫جلس وسطهما وهو يقول (االن ليقوم كل واحد منكما‬
‫بقراءة القران في سره حتى ينام )‪...........‬قالت‬
‫سلمى باعتراض (احك لنا حكاية اوال )‪..........‬يحكي‬
‫حكاية؟ اي حكاية تلك ؟ فكر قليال وبدأ يحكي لهم قصة‬
‫نبي هللا صالح فوجدهما يسمعا بانتباه ليناما في‬
‫النهاية ‪.......‬ربما عليه ان يقرأ قصص وحكايات حتى‬
‫ينفذ لهما طلبهما ‪..........‬عندما عاد الى الحجرة وجد‬
‫ان السرير اصبح مرتبا وكانت ملك قد غيرت ثيابها‬
‫الى بيجامة من الحرير زرقاء اللون ‪..........‬قد تبدو‬
‫للوهلة االولى محتشمة اال انها بالتأكيد ليست كذلك‬
‫فهي تظهر ما خلفها بطريقة مضللة ‪........‬او ربما‬
‫يكون ما خلفها ال يحناج شيئا الظهاره من االساس‬
‫‪..........‬شعرها ايضا كان منسدال على ظهرها ورائحة‬
‫جميلة تنبعث منه ‪..........‬اما هي فقد تركت الالب‬
‫ولكن لتتجه بانتباهها الى الهاتف والذي يبدو انها‬
‫تلعب احد االلعاب الموجودة عليه ‪..........‬واالن‬
‫بالتأكيد هو المتسبب لنفسه بهذا لقد اراد ارساء بعض‬
‫القواعد ليتعود عليها االطفال واالن عليه ان يواجه‬
‫الموقف الذي وضع فيه نفسه ‪..............‬يبدو انه‬
‫وهو يبعد نفسه عنها يعاقب نفسه اوال قبل ان يعاقبها‬
‫‪..........‬هو في االساس لم يشعر باالكتفاء منها ويعلم‬
‫انه لن يصل ابدا الى هذه المرحلة ‪...........‬ورغم ما‬
‫حدث روحه ال تزال معلقة بها وقلبه تألم ولكن كان‬
‫اكبر االلم الجلها ‪ .........‬استلقى على الفراش مستندا‬
‫على ذراعه ليقول في هدوء ( هيا نامي فالوقت قد‬
‫تأخر )‪..........‬وضعت هاتفها واغلقت الضوء ولكنها‬
‫لم تضع رأسها على الوسادة بل اقتربت منه ووضعته‬
‫على كتفه دون كالم ‪.........‬رغم انه كان مرتديا‬
‫لتيشرت اال ان هذا لم يمنعه من الشعور بوجودها‬
‫خاصة وقد مألت رائحتها كل جزء فيه ‪..........‬يبدو‬
‫ان قطته المشاغبة تصر على ان تصعب االمور عليه‬
‫‪.........‬انه يتمنى فقط ان يكون قادرا على النسيان‬
‫وان يعودا كما كانا سابقا ‪.........‬ولكن رغم كل‬
‫االحداث التي تلت والتي غيرت حياته تماما يبقى ذلك‬
‫الجرح الذي سببته كالمتها عميقا ولم يشف بعد‬
‫‪........‬ال زال المه يجلده كلما تذكره وكلما شعر‬
‫بالحنين يجرفه يجد لسعاته توقفه ‪............‬شعرت‬
‫بسعادة كبيرة عندما قرر ان ينام معها وعندما اصبح‬
‫جوارها لم تستطع اال ان تقترب منه ‪........‬يكفيها ان‬
‫تشعر به بالقرب منها واالن ستنام في راحة وهدوء‬
‫ولتفكر في الغد بخطواتها التالية ‪.......‬شعر بها وقد‬
‫نامت بعد قليل اما هو فكان يعلم ان النوم اصبح بعيد‬
‫المنال ‪........‬يده تحرقه بشدة لتقوم بلمس شعرها‬
‫والذي يشعر به ممتد فوق ذراعه ‪.........‬شيئا اخر‬
‫يريد القيام به وهو ان يضع يده فوق مكان تواجد‬
‫الطفل ربما هو حتى لم يحدث اي تغيير بعد ولكن يريد‬
‫ان يتواصل معه ‪..........‬لم يدر كم ظل مستيقظا اال انه‬
‫في النهاية استسلم للنوم‬
‫‪**********************..............‬‬

‫***عندما استيقظت كانت وحيدة دخلت الحجرة‬


‫االخرى فوجدتها ايضا خالية ‪.........‬يبدو انهم غادروا‬
‫دون حتى ان تشعر ‪............‬بعد ان غيرت مالبسها‬
‫فتحت الشرفة التي تطل على الحديقة وهناك وجدت‬
‫الثالثة يلعبون في حوض السباحة ليس بمفردهم‬
‫ولكن معتز ايضا كان معهم ‪.............‬من الواضح ان‬
‫سيف وسلمى لن يتركوه قريبا‪........‬اتجهت الى‬
‫االسفل عليها ان تعثر على طعام فهي تشعر بالجوع‬
‫‪.........‬حتى االن لم ينجح الحمل في افساد شهيتها‬
‫ربما سيفعل فيما بعد ‪..........‬دخلت المطبخ الواسع‬
‫فوجدت السيدة زهرة هناك توجه التعليمات الى ثالثة‬
‫من الفتيات الالتي يقمن باعداد الطعام ‪...........‬دخلت‬
‫المطبخ لتجدهن يتوقفن عن العمل وينظرن اليها‬
‫‪........‬ربما ال يعلمن من تكون !!!!!!ابتسمت بهدوء‬
‫وقالت (انا سعيدة بالتعرف اليكن )‪..........‬كانت‬
‫السيدة زهرة اول من تكلم فقالت ( نحن سعداء‬
‫بوجودك كيف يمكنني ان اخدمك ؟)‪..........‬قالت وهي‬
‫تتفحص االصناف التي يعدونها (مبدئيا اريد‬
‫ساندوتش حتى يتم اعداد االفطار )‪..........‬كانوا‬
‫ينظرون نحوها بدهشة وهي تتفحص االشياء‬
‫الموجودة في المطبخ لتجلس بعدها فوق المنضدة‬
‫وهي تنظر اليهن ‪.........‬تحاول على قدر استطاعتها‬
‫التحلي بمظهر رزين اليست هي سيدة المنزل االن‬
‫؟!!!!!!ومن ناحية اخرى فان كونها حامل سيحد بكل‬
‫تأكيد من حركتها ‪..........‬حصلت على الساندوتش‬
‫الذي تريده واتجهت بعدها الى حوض السباحة جلست‬
‫على المقعد المريح تراقبهم يبدو ان هناك مباراة من‬
‫نوع ما قائمة ‪...........‬بدأت بالمتابعة بحماس كانوا‬
‫يلعبون نوع ما من كرة الماء سلمى ويوسف في‬
‫فريق وسيف ومعتز في فريق اخر ‪.........‬ما الحظته‬
‫ان وجود سلمى يعطل يوسف كثيرا ويبدو انهما‬
‫متأخران ‪..........‬عندما خرجوا كان سيف ومعتز‬
‫فخوران جدا بانجازهما وكان سيف يقول ( موعدنا‬
‫غدا ولكن عليكما احضار العب محترف‬
‫)‪...........‬ومعتز قال بعدها (هارد لك يا كبير!!!!!!!!‬
‫سوف اسجل هذا اليوم في التاريخ )‪..........‬كان رد‬
‫فعل يوسف ان قبل سلمى على جبهتها وقال ( ما رايك‬
‫ان نقوم برمي هذان االحمقان في الماء‬
‫)‪...........‬كانت هي من ردت فقالت بمكر وهي تنظر‬
‫الى معتز ( المباراة غدا ستكون بتبادل الالعبين‬
‫)‪...........‬نظر معتز بفزع وسيف وسلمى برفض بينما‬
‫اقترب يوسف من سيف وقال له شئ بصوت منخفض‬
‫جعل معتز يهتف بحنق (الرشوة ممنوعة‬
‫)‪..........‬رفع يوسف اليه عينان متألقتان وقال‬
‫باستنكار ( رشوة !!!!!!!!!ثم ان لم يعجبك التقسيم‬
‫الجديد احضر ابنك )‪..........‬يبدو ان سلمى السعيدة لم‬
‫تكن منتبهه للتقسيم الجديد‪..........‬ساعدت الطفالن‬
‫في تغيير مالبسهما لتجد يوسف قد ارتدى مالبس‬
‫العمل وكذلك فعل معتز ‪..........‬تنهدت وعيناها تقعان‬
‫على شعره المبتل وربطة عنقه الغير معقودة هل‬
‫سيرفض ان وقفت امامه وعقدتها له ؟!!!!!!!!ربما‬
‫عليها ان تحاول بعد انتهاء االفطار ‪.............‬تناولوا‬
‫الطعام الذي تخلله بعض المناكشات خاصة بين سيف‬
‫ومعتز قال معتز (اذا ستتخلى عني في اول فرصة‬
‫متاحة لك )‪..........‬قال سيف في غرور( بما ان‬
‫الجميع يريدني ساقوم كل يوم باللعب مع احد الفرق‬
‫)‪............‬ابتسمت على كل ابنها الذي يمأله الغرور‬
‫‪............‬عندما انهو طعامهم قام يوسف بتقبيل‬
‫الطفلين قبل ان يتجه نحو المرآة الموجودة في‬
‫الرواق‪ ........‬قامت خلفه لتقترب منه ثم تمد يديها‬
‫نحوه وهي تكتم انفاسها في انتظار رد فعله‬
‫‪..........‬وقف بجمود حتى انتهت من عقد رابطة العنق‬
‫‪.........‬كانت تنظر نحو عينيه التي بدت غير مقرؤة‬
‫‪............‬كما شعرت انه ايضا يحبس‬
‫انفاسه‪..........‬تتمنى االن ان يقبلها كما فعل مع‬
‫الطفلين ‪.........‬كان معتز من قطع الموقف بقوله‬
‫المرح (هل اخرج انا واالوالد حتى تأخذون راحتكم‬
‫؟)‪.........‬رد يوسف بنفاذ صبر ((هيا الى العمل ايها‬
‫المتبجح )‪..........‬نظرت الى معتز نظرة مشتعلة‬
‫بادلها اياها بابتسامة واسعة ‪..........‬لم تمر ساعات‬
‫اال ووجدت حجرة خاصة باالطفال تأتي للمكان كما‬
‫كان هناك مهندس ديكور وبعض العمال بدأوا في‬
‫تغيير شكل الحجرة الواسعة لتصبح مناسبة لالطفال‬
‫‪..........‬في منزل والدها كان للطفالن حجرة واحدة‬
‫ولكن هنا بما ان المكان شديد االتساع تريد ان يكون‬
‫لكل واحد منهما حجرة ولكن اجراء التعديالت سيحتاج‬
‫لوقت طويل لذا فلترضى مؤقتا بالموجود‬
‫‪........‬خرجت من المكان لتتجه الى جناح معتز ربما‬
‫تكون زوجته قد استيقظت ‪..........‬وجدتها تشاهد‬
‫التلفاز وتأكل ايس كريم ‪ ..........‬جلست جوارها‬
‫تتبادالن الحديث حول لندن التي زارتها الفتاة من قبل‬
‫‪...........‬سكتت الفتاة وشردت قليال فقالت لها باهتمام‬
‫(ماذا هناك ؟)‪.........‬قالت لها في تردد (انا اواجه‬
‫مشكلة يمكنك ان تقولي انها مزمنة كنت اظن انها‬
‫انتهت ولكن في النهاية ال تزال تطاردني‬
‫)‪.........‬لخصت قصتها مع عائلة والدها لتقول في‬
‫النهاية ( انا لم اخبر معتز هذه المرة لم ارد ان اتسبب‬
‫له في مزيد من االزعاج والمشاكل وقررت ان امكث‬
‫في المنزل فقط )‪..........‬قالت لها بتفكير (البقاء في‬
‫المنزل ليس حل لم يبق اال القليل وتبدأ دراستك في‬
‫الجامعة ‪.............‬كما ان خضوعك البتزاز ذلك‬
‫المجرم يعد انتصارا له ‪...........‬عليك ان تخبري معتز‬
‫او حتى يوسف وهو ينهي الموضوع تماما‬
‫)‪...........‬أومأت موافقة فقالت لها (االن كفي عن‬
‫الكسل وهيا نبحث عن االطفال الذين اشعر انهم تاهوا‬
‫في هذا المكان الكبير )‪...............‬توصلتا اخيرا الى‬
‫مكانهما حيث وجدت ابنها مع احد رجال االمن يحاول‬
‫اقناعه بتعليمه اطالق النار بينما الرجل يبدو محتارا‬
‫في كيفية التصرف معه ‪*********....‬‬

‫*خرج اخيرا من حجرة العمليات بعد ساعات طويلة‬


‫قضاها بالداخل ‪..............‬اخوه واسرته سافروا منذ‬
‫االمس لتعود شقته وحياته الى الخواء‬
‫‪.........‬ارتسمت ابتسامة على شفتيه بشكل تلقائي‬
‫وهو يتذكر الطفالن وسعادة اخوه بهما بل وبالطفل‬
‫القادم ايضا ‪............‬حقا كيف يتغير حال االنسان بين‬
‫يوم واخر ‪.........‬انعقد حاجباه وهو يفكر بالمتسببة‬
‫في كل هذا ‪..........‬نهال تلك لم يكن يستريح لها منذ‬
‫اول يوم رآها فيه وهاهي حقيقتها قد انكشفت اخيرا‬
‫‪..........‬شئ اخر شغل تفكيره منذ علم بالحقيقة وهو‬
‫ما حدث منذ سنوات ولم يعلم به‬
‫احد‪...........‬المشتركين فيه وردود افعالهم ال يدري‬
‫حقا من عليه ان يلوم‪...........‬هو حتما ال يوافق على‬
‫ما فعله يوسف منذ البداية ورغم انه ال يعرف‬
‫التفاصيل اال انه يظن ان تلك الزيجة لم تكن بالرضا‬
‫‪.........‬لو كان االمر تم بشكل طبيعي كانوا سيخبرون‬
‫اخاه عن االطفال ‪........‬واالن هل عليه ان يصدر‬
‫االحكام ؟!!!!!!!!يعلم ان القدر يحرك االمور وفي‬
‫النهاية من االيمان ان تؤمن بالقدر يكفى ان النهاية‬
‫كانت هذان الطفالن الرائعان ‪........‬واالن عليه ان‬
‫يفكر في طفله هو وفي زوجته امسك هاتفه واتصل‬
‫بها قال بهدوء (كيف حالك االن ؟)‪..........‬اجابته‬
‫(الحمد هلل كل شئ في احسن حال )‪.............‬قال‬
‫بشكل مباشر (ساكون عندك غدا في المساء‬
‫‪..........‬استعدي فهذه المرة ساخذك معي‬
‫)‪..........‬قالت باعتراض (ولكن انا مرتبطة بعقد‬
‫‪........).........‬قاطعها قائال بهدوء (حبيبتي انت‬
‫تعلمين ان االمر ال يمكن ان يستمر طويال لذا فلننه‬
‫االن وتعود االمور الى طبيعتها ‪..........‬انا االن اتمنى‬
‫ان تكون زوجتي جواري اضمها واشعر بها وبطفلي‬
‫)‪............‬لم تستطع النطق هل احمد هذا من يتكلم؟‬
‫‪...‬اردف قائال في مرح (ساخبرك بشئ صادم‬
‫‪.........‬لقد اكتشفنا ان يوسف لديه طفالن سيف‬
‫وسلمى )‪..........‬قالت بحيرة (شقيقك لديه ثالث‬
‫زوجات !!!!!!!!)‪.........‬رد ضاحكا (انهما من ملك‬
‫هو متزوج منها منذ سنوات كما انها ستنجب طفل‬
‫ثالث )‪.............‬قالت بدهشة (ولماذا كان يخفيهما‬
‫؟)‪.........‬قال بهدوء (انه لم يكن يعلم هما توأم‬
‫)‪.........‬اذن هناك في العائلة توأم بالفعل عليها ان‬
‫تقوم بعمل سونار قريبا لتعلم ماذا ستنجب على االقل‬
‫من حيث العدد !!!!!!!!!!!قال بحنين (واالن صرت‬
‫انا الوحيد بين اخوتي الذي يعيش بمفرده لذا عليك ان‬
‫تغيري لي الوضع )‪...........‬تنهدت في استسالم‬
‫وقالت ( وماذا سافعل ؟ بالتأكيد علي انقاذك يا دكتور‬
‫)‪...........‬قال بارتياح (اذا فقد صدر اخيرا قرار العفو‬
‫واالن يا حلوتي قومي بالسالم على زمالئك قبل‬
‫المغادرة وسلمي على قريبتك تلك منذ االن فلعلمك‬
‫هذه المرة لن اسمح بدخول اي من ابناء خالك‬
‫)‪.........‬وصلته ضحكتها وقالت (انهم مثل المالئكة ثم‬
‫انت تتشوق لالطفال فال تكن مزدوج المعايير‬
‫)‪............‬قال بسخرية (ليس لك اقارب في لندن على‬
‫كل حال لذا سيختلف الوضع )‪...........‬كانت تنظر الى‬
‫الهاتف المغلق وافكارها تأخذها في كل اتجاه لقد‬
‫حسمت امرها وهاهي في طريقها للعودة اليه‬
‫‪...........‬يبدو انه قد تغير معها او على االقل اختلفت‬
‫نظرته نحوها ‪.........‬واصبحت تحتل مكانا حقيقيا في‬
‫حياته ‪.....‬هل يعني هذا ان عليها ان تتخلى عن‬
‫تحفظها وتتعامل معه على طبيعتها ؟‪...........‬ربما‬
‫عليها هذا ففي النهاية هي تعلم ان مصيرهما واحد‬
‫وهي راضية بهذا ‪...........‬عليها ان تعود لالنفتاح‬
‫معه واظهار حبها وتعويض ما فاتهما بعد توصلها‬
‫لهذا القرار اصبحت تعد الدقائق في انتظار عودته‬
‫وداخلها يهتف (مرحبا لندن )‬

‫*كان يلح عليها في االتصال بينما هي تتجاهل‬


‫اتصاالته ‪............‬منذ معرفتها بوجود سيف وسلمى‬
‫وغضبها موجه بشكل كبير نحوه كيف يخفي عنها‬
‫شئ بهذه االهمية ‪......‬أو على االقل لما لم يخبر‬
‫يوسف او معتز ؟‪..........‬تعلم ان غضبها موجه بشكل‬
‫كبير اليه اال ان الحقيقة هي تخبط شديد بداخلها نتيجة‬
‫االكتشاف الصادم الذي فاجئها باالمس ‪............‬معتز‬
‫دخل الى حجرتها في حالة عجيبة ليقول لها بهدوء‬
‫ساخر (الف مبروك لقد صرتي عمة )‪......‬نظرت‬
‫نحوه بذهول لتقول بعدها (هل ولدت شيري كيف هذا‬
‫؟ انها في الشهر السادس فقط )‪.........‬هز رأسه نفيا‬
‫ليقول (لست انا من جعلك عمة بل اخوك الكبير‬
‫‪..........‬لديك االن ابنا اخ سيف وسلمى )‪.........‬كان‬
‫عقلها يجري مجموعة من الحسابات وبعض المشاهد‬
‫تعود الى ذاكرتها لقد رأت ملك وقت اصابة محمد ولم‬
‫يكن يبدو عليها شئ !!!!!!!!!!قال في النهاية (حتى‬
‫ال تفكري كثيرا انهما توأم تقريبا في السابعة‬
‫)‪...........‬صرخت بحدة (ماذا ؟ كيف هذا‬
‫؟)‪..........‬قال وهو يمط شفتيه (انها الحقيقة فقط‬
‫)‪..........‬كان االمر ال يحتاج تفسير مع قيامها ببعض‬
‫الحسابات يوسف متزوج منذ زواجها يبدو انه وفي‬
‫النهاية اتضح صحة تلك الشكوك التي راودتها عندما‬
‫عرفت عن زواجه بملك ‪..........‬هي حتى ال تدري‬
‫كيف تنظر اليها او حتى الى اخاها الذي كان بالنسبة‬
‫لها في منزلة االب ‪..........‬ما تعرفه االن انهم سعداء‬
‫كيف وصلوا الى تلك النقطة ال تعلم ‪..........‬ولكن حتما‬
‫الوصول اليها لم يكن سهال والدليل هو ان الثقة لم‬
‫تكن موجودة ‪..........‬ما خفف من وطأة االمر عليها‬
‫هي رؤية الولد والبنت بالتأكيد يستحقان تحمل االلم‬
‫‪.........‬يبدو انها وفي النهاية لم تكن االكثر تضررا‬
‫فملك قد مرت باالصعب ‪............‬فتحت الخط لتقول‬
‫بعدها في حدة (واالن ماذا تريد ؟)‪.........‬قال بلهجة‬
‫ساخرة (اريدك ان تهدأي قليال وتنظري لالمر من‬
‫جميع الجهات ‪.........‬ان القرار لم يكن يخصني حتى‬
‫اقوم باخبارك انجي وحدها هي صاحبة الحق في‬
‫اتخاذه ‪.........‬ومن ناحية اخرى انت حتى لم تكوني‬
‫تعلمي ان اخاك متزوج منها ‪........‬اذا كيف كنت‬
‫ساخبرك )‪..........‬ربما يكون محقا في كالمه ولكن‬
‫هي تعود فتشعر من جديد انه السبب في كل ما حدث‬
‫والذي اتضح انه لم يكن لها فقط ولكن في اخته ايضا‬
‫‪............‬ربما االنصاف يقول ان شقيقها ايضا‬
‫مشترك في االمر ولكن هي ال تستطيع محاكمة‬
‫شقيقها عن فعل ما ظن انه االفضل لها لذا يبقى هو‬
‫‪..............‬لم ترد فقال (سانتظرك في النادي بعد‬
‫ساعة ال تتأخري )‪.........‬اغلقت الهاتف دون ان ترد‬
‫فلينتظر لالبد ‪..........‬عاد الهاتف ليرن من جديد لتجد‬
‫المتصل هو صفاء ‪.........‬وجدتها تقول بحماس‬
‫(سارة لن تصدقي سيأتي بابا اليوم من اجل ان يخطبك‬
‫بشكل رسمي ‪.........‬ال تتصوري كيف احلم منذ االن‬
‫بخطوبتكما انني اكاد اطير فرحا ‪...........)........‬لم‬
‫تكن حتى منتبهة لباقي الكالم ما معنى ما تقوله‬
‫سيأتون لخطبتها بشكل رسمي ‪.........‬هل حانت لحظة‬
‫االنفجار ؟‪.........‬يبدو وان االمر لن يمر بهدوء‬
‫‪.......‬المشكلة ان زوج عمتها والذي يظن ان االمر‬
‫منته قد يأتي بعائلته معه وسيكون عندها الموقف‬
‫اكثر احراجا ‪.........‬قامت لتغير مالبسها بسرعة لقد‬
‫قررت الذهاب الى النادي بدل البقاء والكالم مع نفسها‬
‫‪..........‬عندما وصلت لالسفل وجدت سيف فقط‬
‫الموجود وامامه الالب ويلعب احد االلعاب ‪........‬قال‬
‫عندما رآها (سأخرج معك )‪........‬نظرت نحوه بتفكير‬
‫لتقول بعدها (ال بأس )‪..........‬وصال الى النادي كان‬
‫الولد ينظر حوله باهتمام وهو يخبرها باللعبات التي‬
‫سيشترك بها ‪..........‬احضرت لهما عصير وجلسا في‬
‫صمت ‪........‬عندما وصل محمد جلس مباشرة ليسلم‬
‫على سيف ثم عليها ‪......‬كانت نظرات الولد تنتقل‬
‫بينهما ليقول بعدها بتفكير (واالن هل ستعترفون ام‬
‫علي ان اخمن ؟‪........‬هل هناك شيئا يدور بينكما في‬
‫الخفاء ؟)‪ ..........‬كان محمد الذي نظر اليه مبتسما‬
‫ليقول بعدها (باعتبار انك ابن اختي وابن اخيها عليك‬
‫ان تلعب دور كيوبيد وتجعلهم يوافقون على ارتباطنا‬
‫)‪..........‬نظرت سارة اليه بحنق وقالت باعتراض‬
‫(سيف ال تصدق كالمه انه يمزح)‪..........‬قال وقد عقد‬
‫حاجبيه (يبدو ان كل فتيات هذه العائلة يحتجن الى‬
‫تحديد اقامتهن )‪.............‬نظرت اليه باستنكار وهي‬
‫تقول (ما الذي تقوله انا عمتك !!!!!!!!وهذا الجالس‬
‫هو خطيبي )‪........‬قال بتفكير (اذا عمتي مخطوبة‬
‫لخالي )‪...........‬قال محمد (اجل واالن بما انه ليس‬
‫لديك دور قم وافعل اي شئ )‪.........‬نظر نحوه بتفكير‬
‫وقال لسارة (هل يعلم اخوك انك هنا معه‬
‫؟)‪.........‬قالت بهدوء (من تقصد تحديدا باخي ؟ هل‬
‫هو ابوك ؟)‪............‬أومأ برأسه فقالت هي (عليك ان‬
‫تسأله )‪..........‬غادرهما دون كالم لتجد محمد يقول‬
‫(واالن هل فهمت االسباب ام ماذا ؟)‪..........‬قالت‬
‫(اجل انا هنا من اجل موضوع اخر ‪.........‬ان زوج‬
‫عمتي قادم اليوم ليخطبني البنه )‪..........‬قال باستنكار‬
‫(يخطبك ؟!!!!!!!!!اليوم !!!!!!!!!)‪..........‬قال وهو‬
‫يفكر بعمق (اظن ان اعالن الخطوبة لن يكون كافيا‬
‫وبالتأكيد اظهار تاريخ الزواج الحقيقي مشكلة كبيرة‬
‫)‪.........‬قالت بتوتر ( ان الزواج دون اخبار اقاربي‬
‫يعد ايضا مشكلة كبيرة واالن اشعر انني ساموت قلقا‬
‫خصوصا بوجود جدي الذي قد يجعل االمور تتطور‬
‫الى االسوأ)‪..............‬قال بهدوء (ربما علي ان اقابل‬
‫جدك )‪...........‬قالت باستنكار (تقابله مباشرة ‪.‬على‬
‫اي اساس ؟)‪............‬بنفس الهدوء قال (ساخبره اننا‬
‫غارقان في الحب وليس من العدل ان يتم تفريقنا‬
‫)‪.......‬هزت رأسها نفيا وقالت ( بالتأكيد ال فهو ال‬
‫يؤمن بهذه االشياء ‪...........‬ثم ان االفضل ان نرى رد‬
‫فعل يوسف هم بالتأكيد اخبروه )‪.....‬نظر اليها بتفكير‬
‫متى ستنتهى كل تلك العوائق التي تعترض طريقهما ؟‬
‫يشعر احيانا ان نصف الكرة االرضية ترغب في ان‬
‫تخطبها واالن الموضوع عائلي مما يجعله اكثر تعقيدا‬

‫**منذ الصباح لم يجلس وال دقيقة لقد تغيب عن‬


‫العمل لمدة طويلة لذا كان يحتاج لمتابعة كل المواقع‬
‫‪...........‬من ناحية اخرى ما زاد الوضع سوءا انه‬
‫االن بدون سكرتيرة وهو ال يظن انه سيثق بسهولة‬
‫في اخرى الداء الوظيفة ‪..........‬ربما عليه ان يختار‬
‫رجال لهذا الدور ‪.........‬فالنساء في حياته قد تركن‬
‫بصمة سوداء واالن ينلن جزائهن ‪..........‬نشوى‬
‫عادت الى منزلها دون عمل لتجد زوجها السابق رفع‬
‫عليها قضية حضانة لطفلتها فلتقضي عدة سنوات في‬
‫قلق من فقد ابنتها لتجرب شعور الغير ‪.......‬اما نهال‬
‫فستظل في محبسها طويال وليرى كم ستستطيع‬
‫الصمود ‪..........‬غدا الجمعة وهو ينوي اخذ ابنائه‬
‫لمقابلة جده ولينتظر المواجهة العاصفة ‪........‬يشعر‬
‫ان لحظة الحساب على افعاله قد اقتربت ‪..........‬لم‬
‫يكد يذهب بتفكيره الى هناك حتى وجد زوج عمته‬
‫يتصل به ‪..........‬اخبره انه سيأتي اليوم لزيارتهم‬
‫‪...‬ودون ان يخبره عن السبب فهم ما بين السطور‬
‫‪..........‬واالن ماذا عليه ان يفعل ؟ ال بد ان يستبق‬
‫االحداث حتى ال يحدث مزيدا من المشاكل‬
‫‪.........‬والصعوبة الحقيقية تكمن في ضيق الوقت لذا‬
‫عليه ان يجد حال سريعا ‪.........‬ضغط رقم خالد ابن‬
‫عمته رد عليه فاخبره انه يريده ان يأتي‬
‫لمقابلته‪..........‬من الجيد ان عمله في العاصمة حتى‬
‫ال يضيعا مزيدا من الوقت ‪...........‬المشكلة في ان‬
‫يكون الشاب يحب شقيقته ولكن على كل حل ليس‬
‫هناك حل للمشكلة يرضي جميع االطراف ‪.........‬هو‬
‫يعلم انه حتى لو طلب من خالد التراجع في هذه‬
‫المرحلة فان هذا لن يكون مقنعا للكبار لذا عليه ان‬
‫يفجر الموقف ‪............‬وهو سيتحمل كل المسئولية‬
‫وبالتأكيد كل اللوم ‪.........‬اجرى اتصاال اخر قبل ان‬
‫يجلس لمراجعة بعض العقود ‪..........‬لتبلغه الموظفة‬
‫التي تم احضارها الداء عمل السكرتيرة ان هناك من‬
‫يطلب مقابلته ‪...........‬دخل ليجلس مقابل ابن خاله ال‬
‫يشعر باالطمئنان منذ اتصل به وطلب حضوره العاجل‬
‫‪..........‬هو حتى يشعر االن ان زواجه من سارة‬
‫اصبح يراوغه كحلم صعب المنال ‪..........‬يشعر دائما‬
‫عندما يكلمها ان هناك حاجز غير مرئ بينها وبينه‬
‫يحول دون تواصلهما ‪............‬يحاول كثيرا ان يكذب‬
‫احساسه واالدعاء ان كل شئ سيصير بخير دون فائدة‬
‫‪..........‬واالن في لحظة االقتراب من تحقيق الحلم‬
‫يشعر ان هذه المقابلة ستغير كل خططه‬
‫‪..........‬انصرفت السكرتيرة بعد ان احضرت له‬
‫مشروبا باردا فوجد يوسف ينظر نحوه بتفحص ليقول‬
‫بعدها (خالد انا لن ابدأ بمقدمات ليس لها داع ولكن‬
‫كما تعلم ان الزواج في النهاية نصيب ‪........‬واحيانا‬
‫القدر يخط في حياة كال منا اشياء لم يكن يتوقعها‬
‫ولكن في النهاية نعلم ان ما كتبه هللا لنا هو االفضل‬
‫)‪...........‬رغم انه قال انه ال يريد البدء بمقدمة ولكن‬
‫الدخول في الحقيقة مباشرة كان صعبا جدا‬
‫‪.............‬كان ينظر نحوه بتوتر فقال له ( سارة‬
‫مرتبطة بشخص اخر )‪............‬قال عاقدا حاجبيه‬
‫(كيف هذا ؟ كيف يحدث هذا وهي تقريبا مخطوبة لي‬
‫)‪..........‬قال بلهجة قاطعة ( ربما تكمن المشكلة في‬
‫ترتيب االحداث )‪..........‬بحيرة قال (ترتيب االحداث‬
‫!!!!!!!هل تعني انها مخطوبة له قبل ان اخطبها انا‬
‫؟!!!!!!!!! ولكن احدا لم يقل شيئا )‪..........‬قال بهدوء‬
‫(ربما النهم لم يكونوا يعلمون )‪ ............‬هز رأسه‬
‫دون تصديق ليقكمل يوسف كالمه (يمكنك ان تقول ان‬
‫ارتباطها ذاك كان حل لمشكلة تتعلق بي شخصيا‬
‫)‪...........‬في النهاية موضوعه هو سيعرفه الجميع‬
‫لذا فليقم بتغيير بعض الحقائق صيانة لسمعة اخته‬
‫‪...............‬وليكن هو الشرير الوحيد في نظر الجميع‬
‫ففي النهاية هو رجل وكان ارتباطه زواج شرعي وال‬
‫يظن انهم سيعارضون اساسا بالنسبة لنقطة السن‬
‫‪.............‬انهى كالمه ليجد خالد يقول في هدوء‬
‫(ساخبر ابي ان تكون الزيارة تهنئة بعودة اوالدك الى‬
‫الوطن فقط )‪.............‬خرجا سويا ليتجه هو الى‬
‫المنزل محاوال ترتيب افكاره ‪...........‬سيخبر جده‬
‫بنفس الكالم ولكن هل سيقتنع كما فعل خالد والذي‬
‫ادرك ان المحصلة النهائية انها لم تعد له لذا لم يناقش‬
‫من االساس ‪*************.................‬‬

‫**وصل هناك فوجد ثالثتهم جاهزون ‪.....‬نظر نحوها‬


‫ببطء يبدو انها التزمت بالتعليمات السابقة ال مكياج‬
‫لبس محتشم ‪..............‬كما انها كانت سعيدة عندما‬
‫اخبرها انهم ذاهبون لزيارة جده ‪........‬يبدو انها‬
‫طبقت نفس القواعد على سلمى والتي كان يعلو‬
‫فستانها االبيض بوليرو بنصف كم واسفله كولون‬
‫يغطي ساقيها ‪...........‬وتبدو الفتاة كأميرة حقيقية‬
‫‪.............‬اما ابنه فعلى غير العادة لم يكن متذمرا بل‬
‫يتطلع الى الذهاب معهم ‪.........‬قال بهدوء وهو‬
‫يتفحص حالتها (هل ستشعرين بالتعب‬
‫؟)‪............‬هزت رأسها نفيا وقالت (بالطبع ال ثم ان‬
‫المكان ليس بعيدا ‪...........)........‬قاطعهم حضور احد‬
‫العامالت والتي ناولت زوجته صندوق يحتوى على‬
‫الطعام كما رأى ‪........‬واضح ان زوجته ال ننسى‬
‫الطعام ربما هذا جيد بما انها حامل وتحتاج الى‬
‫التغذية ‪..........‬توقف لشراء الحلوى ليأخذها معهم ثم‬
‫عادوا لالنطالق شعر بالراحة فقط عندما تجاوزوا‬
‫الزحام ‪............‬وصلوا بعد العصر هو لم يخبر احد‬
‫عن قدومهم فهو يريد ان يكون حضورهم مفاجئ‬
‫‪...‬ربما خالد قام باخبارهم عن تراجعه عن الخطوبة‬
‫سيرى االن ‪..........‬مع دخولهم القرية قال لملك‬
‫بصوت منخفض ( هل سيكون علينا ادخالهما ام‬
‫نتركهما بالخارج ؟)‪.........‬وجدها تضحك قائلة (دع‬
‫االمر لي وانا ساقنع الحاج سيف )‪..........‬نظر نحوها‬
‫بتفكير وقال (المشكلة ان االمر ليس متعلق بنا فقط لذا‬
‫ساجازف انا وابلغه وانت فقط ال تشعليها‬
‫)‪.........‬نظرت نحوه ببراءة لتقول ( حبيبي انت تعلم‬
‫ان والئي لك الى النهاية )‪..........‬قال بسخرية (نهاية‬
‫الطريق ثم تتحولين في وجود الحاج )‪..........‬دخلوا‬
‫الى المنزل فاتجه الى غرفة الضيوف لحسن حظه كان‬
‫جده موجودا بمفرده اقترب منه مسلما عليه ‪......‬ثم‬
‫تبعته هي وقامت بنفس الشئ ‪..........‬تركا الطفالن‬
‫خارج الحجرة مؤقتا حتى يخبراه عن االمر ‪.........‬قال‬
‫الجد وهو ينظر نحوها بتقدير (كيف حالك يا بنيتي ؟‬
‫جيد انك اعدتيه سريعا للزيارة )‪...........‬كان هو من‬
‫رد معترضا (جدي انا من احضرها وانت تعلم انني‬
‫دائما ارغب في زيارتك )‪............‬نظر اليه بعدم‬
‫تصديق وقال (ساصدقك عندما تفعلها بانتظام‬
‫)‪..........‬ردت هي (ان شاء هللا يا جدي ‪.......‬طمئنني‬
‫اوال على حالك )‪...........‬قال مبتسما (لقد كانت‬
‫نصائحك جيدة يبدو انني ساجعلك طبيبتي منذ االن‬
‫)‪.........‬نظرت اليه بسعادة ثم قالت ( انها اشياء عامة‬
‫ثم انت اساسا ال تحتاج لطبيب )‪...........‬نظر نحوهما‬
‫بسخرية وقال (يبدو اننا لن نتجاوز مرحلة العشق‬
‫الممنوع هذه سريعا ‪........‬لذا ساخبرك بشئ هام ثم‬
‫ساترككما لتكمال حتى النهاية )‪...........‬نظر جده نحوه‬
‫بحدة وقال (لقد صرت قليل الحياء )‪............‬قالت‬
‫بابتسامة ( ال تظلمه يا جدي )‪..........‬ثم اكملت‬
‫بصوت منخفض لم يسمعه غيره (هو قليل الحياء منذ‬
‫البداية )‪...........‬قال وعيناه تلمعان ( االن نأتي الى‬
‫الشئ الهام ‪.......‬يبدو انك حصلت اخيرا على سيف‬
‫ليس هو فحسب ولكن على سلمى ايضا‬
‫)‪.......‬ارتسمت عالمات السرور على وجه الرجل‬
‫ليقول وهو ينظر اليها بتقدير (انت حامل في توأم يا‬
‫ابنتي مبارك لك )‪........‬نظر نحو جده بغيظ وقال‬
‫(مبارك لها وما موقعي انا بالضبط في هذا االمر‬
‫؟!!!!!!!على كل حال هي حامل في طفل واحد فقط‬
‫هذه المرة )‪...............‬لقد اخبرهما ان ينتظرا فيما‬
‫اطلق عليه الفراندا ذلك المكان الذي كان عبارة عن‬
‫شرفه واسعة جدا تطل على الحقول المجاورة‬
‫‪..........‬كانت سلمى الحمقاء تنظر بانتباه الى الكائن‬
‫الذي يقوم احد العاملين بنقل الزرع فوقه( الحمار)‬
‫‪.........‬تبدو مبهورة به لتقول في النهاية (سانزل الى‬
‫االسفل واركبه )‪.........‬سار خلفها نازال بينما العيون‬
‫تتبعهما خاصة تلك الحمقاء ‪..........‬وجد شاب طويل‬
‫يقف امامهما وينظر الى سلمى بتأمل وهو يقول‬
‫متسائال (من انت؟)‪..........‬اجابته بميوعة (انا سلمى‬
‫يوسف ‪....‬وعادت لتكمل ‪ :‬اريد ان اركب هذا‬
‫)‪.........‬واشارت الى الحمار االبيض ‪..........‬قال‬
‫بابتسامة (لك ما تشائين يا صغيرتي‬
‫)‪..............‬رفعها لتركب الحمار ثم قام بجره لينتقل‬
‫به في المكان ‪.....‬لتقول له في النهاية (يكفي هذا االن‬
‫)‪...........‬انزلها من فوقه وقبلها على خدها‬
‫‪.......‬ليجد الولد الذي كان معها يقف امامه ويقول له‬
‫بحدة (كيف تقبلها هكذا ؟)‪..........‬قال بدهشة (انها‬
‫طفلة ما المشكلة في ان اقبلها؟ )‪...........‬وجده يقول‬
‫بنفس الحدة (انها ليست طفلة )‪........‬ثم امسك بيدها‬
‫وجرها خلفه بينما ارتفع صوت بكائها ليضربها على‬
‫يدها ويقول (االن لديك سبب للبكاء)‪.........‬كانت‬
‫عيناه تتبعانهما بدهشة من يكون هذان الصغيران وما‬
‫الذي اتى بهما الى منزل جده ‪.........‬ابتسم وهو يتذكر‬
‫رد فعل الولد ليقول بعدها في نفسه وهو يتذكر العينان‬
‫الزرقوتان (ليتها لم تكن طفلة ‪........‬صدقني كنت‬
‫سافعل شئ اخر لو كانت اكبر )‪.........‬ربما عليه ان‬
‫يدخل ويعرف من يكونا ‪.........‬عندما وصل الى‬
‫الداخل قالت له احد العامالت ( فارس انتظر حتى‬
‫تدخل الضيافة معك )‪..........‬لم يكمل يوسف كالمه‬
‫فقد وجدوا الباب ينفتح ليدخل سيف ممسكا بسلمى‬
‫الباكية والتي اندفعت نحوه وهي تقول (بابا لقد قام‬
‫سيف بضربي وسبب االلم ليدي )‪.........‬كانت هناك‬
‫عينان تنظران الى اربعتهم بذهول انقلب بعدها الى‬
‫انعقاد في الحاجبين مع ارتفاع صوت الجد قائال ( ما‬
‫الذي يعنيه هذا ؟)‬
‫انتهى‪ .........‬سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله‬
‫اال انت استغفرك واتوب اليك ‪.‬‬

‫‪............‬الفصل الخامس والخمسون‬


‫‪.......................................‬لم يكمل يوسف كالمه‬
‫فقد وجدوا الباب ينفتح ليدخل سيف ممسكا بسلمى‬
‫الباكية والتي اندفعت نحوه وهي تقول (بابا لقد قام‬
‫سيف بضربي وسبب االلم ليدي )‪.........‬كانت هناك‬
‫عينان تنظران الى اربعتهم بذهول انقلب بعدها الى‬
‫انعقاد في الحاجبين مع ارتفاع صوت الجد قائال ( ما‬
‫الذي يعنيه هذا ؟)‪...................‬كان ممسكا بابنته‬
‫يحاول تهدئتها يبدو ان سيف يحتاج للكثير من الحزم‬
‫‪.........‬فرغم كونه يحاول التعامل معه برفق حتى ال‬
‫تكون بدايتهما سويا عبارة عن اوامر وتحكم اال ان‬
‫الفتى سيصعب تقويمه ان استمر على هذا الحال‬
‫‪...........‬ارتفع صوت جده منبها اياه الى المأزق الذي‬
‫يواجهه لقد انكشفت الحقيقة بشكل درامي واالن يشعر‬
‫برغبة كبيرة في الضحك ‪..........‬قام ممسكا سلمى‬
‫بيده مقتربا بها من جده واشار الى سيف باالقتراب‬
‫ليقول بعدها بابتسامة هادئة (ها هما سيف وسيف‬
‫وسلمى اللذان كنت اخبرك عنهما )‪...........‬انعقدا‬
‫حاجبا الجد وهو ينظر نحوهما بتركيز ليشير الى‬
‫سيف باالقتراب منه ثم يقربه منه محتضنا اياه بشدة‬
‫وهو يقول (بسم هللا ما شاء هللا حقا اللي خلف ما‬
‫متش )‪...........‬اتجهت االنظار نحو الجد في حيرة‬
‫ليجدوه يقول (اتدري من يشبه ؟ انه صورة من والدك‬
‫رحمه هللا منذ اللحظة التي دخل فيها الحجرة وانا‬
‫اشعر ان الزمن قد عاد للخلف )‪...........‬جذب سلمى‬
‫بيده االخرى محتضنا لها وهو يقرأ عليها ويحصنها‬
‫ثم يقول وهو يتمعن بها ثم ينظر نحو ملك (وانت يا‬
‫صغيرة شديدة الجمال مثل امك )‪..........‬دخل‬
‫بالضيافة ليتفاجئ بالبنت تندفع نحو ابن خاله وتناديه‬
‫بابا ثم بما حدث بعدها ‪...........‬كيف هذا ؟ هو ال يعلم‬
‫من قبل ان يوسف لديه اوالد ‪.........‬يبدو ان جده‬
‫بذكائه الذي لم يفقده بل زاد حكمة بمرور السنين‬
‫‪............‬وربما بحكم تربيته للخيول وقوانين الوراثة‬
‫قد توصل الى عدة امور ‪.........‬كما انه لحسن الحظ‬
‫لن يبدأ في استجوابه وتأديبه في وجود االطفال‬
‫‪.........‬كان سيف هو الذي تكلم قاطعا الصمت الذي‬
‫ساد المكان بعد كالم الجد ليقول وهو يشير الى فارس‬
‫ابن عمته والذي لم ينتبه لوجوده اال االن (هذا هو‬
‫الفتى الذي قام بتقبيل سلمى )‪..........‬اتجهت االنظار‬
‫الى فارس الجد باستنكار وملك بدهشة ويوسف‬
‫بهدوء ليقول بعدها لسيف (فارس ابن عمتي وهو‬
‫يعتبر عم سلمى لذا ليس هناك مشكلة )‪...........‬كان‬
‫فارس الذي استمع الى الكالم هو من علت وجهه‬
‫عالمات االستنكار ليقول بعدها (لست عمها‬
‫)‪...........‬رفع يوسف احد حاجبيه وقال (حقا‪.......‬اذا‬
‫انت تستحق العقاب )‪.............‬قال فارس بابتسامة‬
‫كبيرة ( اكيد ‪.........‬وبما انني قبلتها فساصحح خطأي‬
‫واخطبها االن )‪............‬نظر يوسف نحوه بحدة ما‬
‫الذي يقوله هذا االحمق ؟ هم لم ينتهوا حتى االن من‬
‫موضوع خالد وسارة ليأتي هذا ويزيدها‬
‫‪...........‬وربما جده يتمسك بالموضوع ‪..........‬ثم ما‬
‫لعب االطفال الذي يريده هذا الغبي ‪............‬قال الجد‬
‫بحزم (فارس خذ سيف وسلمى واجعلهم يشاهدون‬
‫الخيول الموجودة في االسطبل ال تنس ان تغلق الباب‬
‫خلفك )‪.........‬اخذهم وخرج لينظر الجد نحوهما‬
‫بتفحص ويقول (من منكما سيتحدث؟)‪............‬اخذ‬
‫نفسا عميقا ليقول بعدها مبتسما (انا سافعل‬
‫)‪ (.............‬من الواضح ان زواجنا لم يكن منذ‬
‫شهور فقط بل منذ حوال ثمان سنوات )‪...........‬رفع‬
‫نظره نحوها محاوال ارسال رسالة يتمنى ان تلتقطها‬
‫بذكائها المعتاد ‪...........‬نظرت اليه بحيرة فاشار لها‬
‫بالصمت وعاد يتابع (يمكنك ان تقول انني منذ اللحظة‬
‫االولى التي رأيتها فيها قررت ان تكون لي‬
‫‪...........‬تعلقت بها بشدة ولم يكن في عقلي اي حلول‬
‫اخرى ‪............‬كان عمرها وقتها اقل من ستة عشر‬
‫عاما ‪............‬لذا رفض والدها بشدة ان اتزوجها‬
‫‪..........).........‬كانت تنظر نحوه بحيرة ما الذي‬
‫يقوله ؟ يبدو انه يحاول بطريقة ما تحسين االحداث او‬
‫اللقاء اللوم على نفسه !!!!!!!!!!!!!!كان يقول (انا‬
‫بالتأكيد لم استسلم وصممت ان احصل على ما اريده‬
‫بأي طريقة )‪...........‬كان يرى عالمات الغضب تظهر‬
‫بشدة على وجه جده اال انه لم يقاطعه فعاد يكمل‬
‫(يمكنك ان تقول اني تزوجتها باالكراه ‪.........‬ثم‬
‫عندما عرفت انها لم تكن في الحقيقة اال طفلة كان‬
‫االوان قد فات لذا وجدت ان اقل ما يمكنني فعله هو ان‬
‫اتركها تعيش سنوات عمرها كما يجب لهذا تركتها‬
‫لتسافر مع والديها وابعدت نفسي تماما‬
‫‪...........)...........‬ابتسم بسخرية وقال (حتى الخطوة‬
‫التي ظننت انني اصحح بها خطأي كانت خطأ‬
‫‪............‬فيبدو ان ما لم احسب له حساب قد حدث‬
‫كانت حامل والنتيجة كما ترى هي هذان الطفالن‬
‫)‪...........‬كان جده ينظر نحوه بتعبير مازال يحمل‬
‫الغضب اال انه اختلط بشئ اخر ربما‬
‫الشفقة‪..........‬عندما استمر صمته كان جده هو من‬
‫تكلم فقال (لقد خيبت املي بك ويبدو اننا قد أسأنا‬
‫تربيتك ‪..........‬كما ان ما لم تذكره يبدو اسوأ‬
‫‪...........‬ولهذا لم نعرف اوالدنا لسنوات‬
‫)‪.............‬كانت تستمع للحوار الدائر وقد ادركت ما‬
‫فعله يوسف لقد حمل نفسه كامل الذنب حتى قصتهما‬
‫وزواجه منها باالكراه جعله بسبب رغبة في االمتالك‬
‫فقط وليس كرد فعل لشئ اخر ‪ .........‬تعلم ان الحقيقة‬
‫اذا ذكرت كاملة ربما لم يكن جده سيلومه من االساس‬
‫‪.......‬بل قد يعتبر فعله متخاذل النه لم يقتل اخاها‬

‫*كانت تنظر الى وجهه الذي بدا عليه االلم وكأنه‬


‫يحمل هموم الدنيا فوق كتفيه لتشعر بنفسها تتألم‬
‫الجله ‪........‬في النهاية هي ال تطيق رؤية معاناته اال‬
‫يكفيه ما تسببت به له ‪..........‬قامت من مكانها‬
‫واتجهت الى جده وقالت له بهدوء (جدي ان االمر‬
‫متعلق بي وانا قد سامحته واتمنى ان تسامحه انت‬
‫ايضا ‪...........‬وان تلتمس لنا العذر الننا لم نخبركم‬
‫عن االطفال )‪.........‬قال الجد بصوت عميق ( ساجعله‬
‫يبذل كل ما يستطيع من اجل ارضائك )‪...........‬قالت‬
‫وهي تمسك بيده ( لقد فعل يا جدي لقد فعل‬
‫‪...........)...‬كان ينظر نحوها بتأمل ليقفز الى ذهنه‬
‫مشهد اخر ذلك اليوم في باريس حيث قامت بضرب‬
‫نهال واخبرته انها فعلتها من اجله ‪............‬وجد جده‬
‫يقول (ورغم ذلك ال بد ان يأخذ جزاءه فبنات الناس‬
‫لسن لعبة في يده )‪..........‬قالت هي وعيناها تلمعان‬
‫برقة وال زالت امام جده مباشرة (وقتها لم اكن اعرفه‬
‫صدقني لو كنت اعرف يوسف جيدا لم اكن ساوافق‬
‫على االبتعاد بل كنت ساظل معه حتى ولو رغما عنه‬
‫)‪..........‬عادت تكمل (لقد فهم وقتها ما لم استطع انا‬
‫فهمه النني كنت صغيرة ‪........‬فهم اننا كيان واحد‬
‫والبد ان يجتمع‪ ........‬وما فعله امر طبيعي الن‬
‫االنسان عندما تكون روحه معلقة بشخص اخر‬
‫سيسعى للحصول عليه بكل قوته‪.............‬في النهاية‬
‫ال يمكنك ان تلوم انسان يدافع عن حياته‬
‫)‪............‬كان يشعر بالدهشة لكالمها اكثر من جده‬
‫حتى ‪.......‬لقد استخدمت بعض كلماته‬
‫لها!!!!!!!‪..............‬وجد وجه جده يلين ويبتسم‬
‫ويقول (يبدو انك تحبينه كثيرا يا ابنتي‬
‫)‪.............‬تألقت عيناها بشكل كبير لتقول (اكثر مما‬
‫كنت اتخيل انني ساحب انسان في حياتي‬
‫)‪..............‬شعر بشئ داخله يتغير هل ملك تعترف‬
‫بحبها له ومسامحتها ايضا امام جده ‪ ........‬هو االن‬
‫يريد ان يحملها ويبتعد بها عن هذا المكان ليعبر لها‬
‫فقط عن سعادته بكالمها والذي شعر انه داوى جراح‬
‫كرامته‪ .......‬ولكن الكالم لم ينته بعد تنحنح ليقول‬
‫بعدها بصوت معتدل ( لكن هذه ليست نهاية الحكاية‬
‫)‪...........‬التفت جده نحوه في حدة فعاد يكمل واصال‬
‫الى الجزء االصعب ( ملك سامحتني وانا سأراضيها‬
‫بطريقتي ‪......‬ولكن هذا الكالم ال ينطبق على عائلتها‬
‫‪...........‬الحل الذي توصلنا اليه كان ان تتزوج اختي‬
‫من اخاها )‪...........‬قال الجد في استنكار (أي اخت‬
‫؟)‪..........‬قال بهدوء (سارة يا جدي انها اختي‬
‫الوحيدة الغير متزوجة )‪.............‬يعلم ان االمر ليس‬
‫جديدا على جده فلطالما تم استخدام الزواج‬
‫والمصاهرة لوأد المشاكل حتى التي تصل للدم‬
‫‪............‬عاد الجد يقول (ولكنها مخطوبة‬
‫)‪............‬قال يوسف بجمود (هي وافقت حتى‬
‫يستطيع اخاها ان يحصل على اوالده وزوجته‬
‫‪.........).........‬قاطعه قائال(ولكنك اعطيتهم كلمة‬
‫)‪.......‬قال بهدوء (انا اعلم انهم سيقدرون موقفي‬
‫وصدقني يا جدي لو كان لي اخت اخرى او حتى لو‬
‫كانت ابنتي كبيرة لم اكن ساتردد في تزويجها لخالد‬
‫فهو رجل بمعنى الكلمة وانت تعلم يا جدي انا الزواج‬
‫نصيب ‪...........‬سترى من سيكون زوج سارة وصدقا‬
‫سيعجبك )‪............‬قال الجد وقد بدأ يلين (ولكن‬
‫عمتك ستحزن )‪...........‬قال وهو يأخذ نفسا عميقا (‬
‫ومن سيسمح بحزنها سأراضيها يا جدي ال تقلق‬
‫)‪..........‬هكذا اذن يبدو ان يوسف استطاع تجاوز‬
‫االمر باقل الخسائر !!!!!!!!!!سارت ناحية االسطبل‬
‫تريد ان تذهب الوالدها وذلك الفتى المراهق الموجود‬
‫معهما ‪.........‬انتبهت الى صوت خطوات سريعة‬
‫تتبعها لتجد ذراع تلتف حولها بينما وصل اليها صوته‬
‫الهامس (ال تسيري وحدك هنا فنحن ال نريد تعطيل‬
‫المرور )‪...........‬قالت ضاحكة وهي تشير الى‬
‫الحيوانات الموجودة في الحقول (هل تظن ان االبقار‬
‫والحمير سيتوقفن اعجابا بي )‪..........‬اشار الى رجل‬
‫راكب حمار ينظر اليهما وقال (بل من يقودوهم واالن‬
‫اين كنت ذاهبة ؟)‪..........‬قالت مدعية االهتمام (لفض‬
‫االشتباك المحتمل بين معجبي ابنتك وشقيقها‬
‫)‪............‬قال وهو يجذبها اليه اكثر (يبدو انني انا‬
‫وابني سنعاني كثيرا البعاد معجبيك انت وابنتك‬
‫)‪...........‬قالت بدالل (هذه ضريبة القرب من الفاتنات‬
‫)‪..............‬قال هامسا في اذنها (ال اظن ان لديهم‬
‫فنادق هنا ‪.........‬لذا ليكن هللا في عوني حتى نعود الى‬
‫المنزل )‪..........‬نظرت نحوه بابتسامة متألقة ثم‬
‫امسكت يده مغيرة طريقهما لتتوقف خلف شجرة‬
‫عمالقة ثم تتنفس نفسا عميقا قائلة (على االقل‬
‫سارحب بعودتك)‪.............‬كان هو من قام بالترحيب‬
‫كما ينبغي ليقول بعد ان افلتها ليأخذا انفاسهما (لقد‬
‫كنت اظن انه لم يعد هناك في الدنيا ما يدهشني ولكن‬
‫اتضح انك تفعلين يا حارستي الجميلة‬
‫)‪.............‬اكمال طريقهما حتى وصال الى االسطبل‬
‫وهناك وجدهما سلمى واقفة جوار الفرس ملك‬
‫تطعمها وفارس يحاول تشجيعها على لمسها‬
‫‪..........‬بينما سيف يقول لها (انها لي وليست لك‬
‫)‪...........‬وهي ترد قائلة (انها انثى اي تخص الفتيات‬
‫يا احمق )‪...........‬امسك بسيف باحدى يديه وسلمى‬
‫باالخرى قائال في حزم (واالن ما الذي تفعالنه انتما‬
‫االثنين ؟‪..........‬بداية من هذه اللحظه من سيضرب‬
‫االخر او يقوم باطالق الشتائم سيعاقب‬
‫)‪..........‬اومأت سلمى بموافقة في حين نظر سيف‬
‫نحوه بحنق فبادله نظرته بغضب وقال ( انت تحديدا‬
‫افعل شيئا اخر وستعاقب بشدة )‪............‬لدهشتها‬
‫وجدت ابنها يخفض نظره في تراجع غير معتاد‬
‫بالتأكيد غضب يوسف مخيف ‪...........‬عندما عادوا‬
‫استوقفهم منظر غريب امام المنزل حيث كان هناك‬
‫تجمع ويبدو انه سيتم ذبح العجل المربوط في الشجرة‬
‫‪..........‬يبدو ان جده قرر االحتفال باحفاده بطريقته‬
‫دخلوا الى الفراندا فاقترب من جده محتضنا له ومقبال‬
‫يده فمعنى ما يحدث انه حصل على رضاه قال له جده‬
‫(اتصل باخوتك واطلب منهم القدوم ‪........‬انا اخبرت‬
‫زوج عمتك ان ضيافته ستكون عندي )‪..........‬اتصل‬
‫بمعتز واخبره بان يـأتي بسارة وشيري وكذلك بحازم‬
‫‪.........‬ثم قام باجراء اتصال بعمال المزرعة طالبا‬
‫منهم احضار عجلين اخرين سيكون من الجيد ان‬
‫يحتفل بنفس طريقة جده ويتم توزيع اللحم على عدد‬
‫كبير من الفقراء ‪......‬‬

‫*كانت سعيدة جدا بالجو المختلف الذي تعيشه االن‬


‫‪...‬انها المرة االولى التي تذهب فيها الى ريف حقيقي‬
‫زارت من قبل بعض المزارع التي يملكها االغنياء‬
‫ويتواجد بها العمال ‪........‬ولكن هنا االجواء مختلفة‬
‫‪............‬كانت تنظر الى كل شئ باعجاب ورغم ان‬
‫وصولهم كان مع اقتراب الظالم اال ان ما رأته اعجبها‬
‫‪.....‬هي سعيدة ايضا الن معتز اخبرها انهم سيقضون‬
‫الليلة واليوم التالي في المكان ‪............‬كانت اعداد‬
‫كبيرة من الرجال تتوافد الى المكان وايضا من النساء‬
‫‪..........‬نظرت الى العباءة المطرزة التي ترتديها‬
‫باعجاب ‪..........‬كانت ملك قد اتصلت بسارة واخبرتها‬
‫ان تشتري لها واحدة في طريقهم وعندما رأتها‬
‫اعجبتها واختارت واحدة لنفسها ‪.............‬نظرت الى‬
‫الوشاح الذي القت به على كتفيها والذي لونه يليق‬
‫مع العباءة ‪..........‬عندما وصلوا كان هناك تجمع‬
‫كبير وحيوانات تذبح لذا دخلوا الى المنزل مباشرة‬
‫‪..........‬اخبرتها ملك بعد ان نظرت اليها بتفحص‬
‫بحذائها المنخفض والبنطال الجينز والبلوزة التي‬
‫تبرز بطنها ان االفضل ان ترتدي العباءة قبل ان تدخل‬
‫لمقابلة الجد ‪...........‬فعلت ما قالته لها لتدخل بعدها‬
‫ليراها الرجل المهيب اال انها رغم هذا شعرت بحنانه‬
‫‪..........‬دموعها نزلت وهي تتذكر والدها وكأن وجود‬
‫شخص حنون يجعل ذكرياتها تعمل في نفس االتجاه‬
‫‪.............‬هي اساسا لم يكن لها اجداد من قبل لذا‬
‫كانت سعيدة وهي تناديه جدي ‪........‬واالن هي تقوم‬
‫بحمل الصواني الممتلئة بالطعام ومناولتها الشخاص‬
‫اخرين يضعونها في المكان المعد للطعام‬
‫‪..............‬يبدو ان الجميع يساعد في هذا المكان‬
‫سارة وملك وريهام ايضا مشتركات في تجهيز الطعام‬
‫وهي تفعل ما تستطيعه ‪............‬تعرفت على اشخاص‬
‫جدد ايضا عمة زوجها وابنة عمته يبدو ان هناك‬
‫اقارب طيبون في هذا العالم وليس كل االقارب سيئون‬
‫مثل اقاربها ‪.........‬لقد اخبرت معتز عن تعقب رامز‬
‫لها واخبرها انه ابلغ الشرطة ‪...........‬كما انه جعل‬
‫لها حراسة خاصة حتى يتم التوصل الى مكانه‬
‫والقبض عليه ‪.........‬ابتسمت لسلمى التي اقتربت‬
‫منها وقالت (شيري هل انا غريبة ؟)‪..........‬قالت‬
‫باهتمام (لماذا تقولين هذا ؟)‪.............‬قالت وهي تمط‬
‫شفتها السفلى (ان الجميع يحدقون بي‬
‫)‪............‬قالت شيرين ضاحكة (هذا النك جميلة جدا‬
‫)‪.........‬قالت بنفي (هناك فتاة تقول ان عيناي‬
‫غريبتان ولم ترى لونهما من قبل )‪...........‬قالت‬
‫شيري (دعك منها انها تغار منك واالن تعالي لننظر‬
‫من النافذة حتى نرى الموجودون بالخارج )‬
‫‪.............‬بعد عدة ساعات كانت هي ومعتز فقط من‬
‫قرروا البقاء بينما انصرف االخرون ‪............‬قال‬
‫معتز وهو يستلقي جوارها على السرير (واالن‬
‫اخبريني ما رأيك في بلدنا ؟)‪........‬قالت بتفكير (انها‬
‫رائعة كنت اتمنى دائما ان يكون لي جذور اعود اليها‬
‫عندما اشعر بالحنين )‪............‬قال وهو يجذبها نحوه‬
‫لتستلقي على صدره (لقد اصبحت جذورنا واحدة‬
‫يمكنك ان تجعلي جدي جدك وعمتي عمتك واخوتي‬
‫اخوتك ‪......‬وصدقيني ستجدين منهم كل محبة‬
‫ورعاية )‪......‬تنهدت بعمق وقالت (انا شعرت بهذا‬
‫بالفعل وقد احببت جدك كثيرا )‪..............‬ضحك وقال‬
‫لها (لقد كان الحاج سيف في زمانه هو وسيم المنطقة‬
‫وخيرة شبابها )‪ ..........‬قالت بابتسامة متأملة (من‬
‫منكم يشبهه ؟)‪..........‬ضحك قائال (هذا واضح ان‬
‫يوسف هو من يشبهه اما انا فاوسم واخف دما‬
‫)‪.........‬ضحكت بصوت عال لتقول من وسط‬
‫ضحكاتها (لقد عرفت دائما انك مهرج العائلة‬
‫)‪..........‬امسك بذراعيها مثبتا لهما فوق رأسها بينما‬
‫ضحكاتها لم تتوقف ليقول لها ( تقولين الكثير من‬
‫الكالم الذي ال تستطيعين تحمل نتائجه )‪..........‬قالت‬
‫ضاحكة (عفوا موالي اطلب منك السماح هذه المرة‬
‫)‪..........‬قال مفكرا (وما هو مقابل العفو‬
‫؟)‪...........‬قالت بتفكير (ساصنع لك االفطار في‬
‫الصباح )‪...........‬قال متظاهرا بالرعب (ان هذا لن‬
‫يكون اعتذار بل عقاب لذا فاالفضل ان تظل االمور‬
‫هكذا )‪..........‬ادارت وجهها في غضب وقالت (ناكر‬
‫للجميل )‪.............‬ابتسم لظهرها وكثيرا من الذكريات‬
‫تدور برأسه منذ عام لم يكن يعلم بوجود هذه‬
‫المخلوقة في الدنيا وهاهي االن تمأل حياته بالحياة‬
‫والضحك ‪..............‬ربما تكون ظروف زواجهما غير‬
‫طبيعية ‪......‬وحتى اذا فكر في اختيار زوجة ربما لم‬
‫يكن سيختارها ‪...........‬ولكن االن يعلم ان هللا قد‬
‫اختار له االفضل وحتى طفوليتها ال تزعجه بل ربما‬
‫تمتعه واالن يبدو انه سيضطر لمصالحتها بعد ان‬
‫قلبت الموقف عليه ‪..........‬قال باسترضاء (شيري‬
‫حبيبتي ال استطيع جعلك تنامين غاضبة لذا اطلبي ما‬
‫تريدين وانا سانفذ )‪..........‬التفتت نحوه بسرعة‬
‫لتقول بعدها بعينان المعتان (اريد ركوب‬
‫الحمار)‪***..............‬‬

‫*كانوا في طريق عودتهم من الزيارة التي تعتبر‬


‫قصيرة ‪..........‬التفت جهة ريهام الجالسة على‬
‫الكرسي المجاور له وقال (هل تذكرين اخر زيارة لنا‬
‫الى منزل جدك ؟)‪...........‬ضحكت بصوت مسموع‬
‫وهي تقول (اظن ان السيارة نفسها تتذكر كنت اشعر‬
‫يومها انهم اوقعوني في الفخ وانا اضطر الستقل‬
‫سيارة الوغد )‪...........‬قال بسخرية (الوغد‬
‫؟‪.........‬رغم هذا اظن ان اشياء كثيرة حدثت منذ‬
‫زفاف احمد ‪.......... )....‬نظر جهة سيارة يوسف التي‬
‫تسير بمحاذتهم ليقول لها (في المرة الماضية كانت‬
‫سارة فقط مع يوسف واالن انظري لقد اصبح له‬
‫عائلة جاهزة )‪...........‬قالت بمجاراة (ملك ايضا حامل‬
‫اظن ان شهور اخرى ستمر ويتغير بعدها المشهد‬
‫حتى نحن سنزيد فردا اخر )‪..........‬ابتسم وهو ينظر‬
‫نحوها ثم قال (ال تدركين مدى سعادتي وانا اراكم‬
‫طوال الوقت ‪..........‬المرة الماضية عندما كنت حامل‬
‫لم اكن حتى استطيع النوم من القلق وانا افكر فيك‬
‫خاصة مع اقتراب والدتك )‪..........‬تنهدت وهي تقول‬
‫بمزاح محاولة تغيير الجو (اذا انت ال تتذمر مما اسببه‬
‫لك بسبب الحمل )‪..........‬قال بحنق (ال تذكريني الحمد‬
‫هلل انتهت تلك المرحلة )‪..........‬قالت بغضب مصطنع‬
‫(ال تظن انها المرة االخيرة انا ساظل احاول حتى‬
‫احصل على طفلتي الجميلة )‪..........‬قال ضاحكا‬
‫(بالتأكيد سأكون سعيدا بالمرحلة االولى من المحاولة‬
‫اما المرحلة الثانية سارسلك في زيارة لشقيقك‬
‫)‪..........‬قالت بسخرية غاضبة (حقا ربما ستخبر‬
‫العصفورة ازواج شقيقاتك ليقوموا بالمثل‬
‫)‪..........‬رفع يديه في استسالم وقال (االفضل ان‬
‫يتحمل كل شخص مصيبته )‪.........‬نظرت نحوه‬
‫بغضب فتراجع قائال (حبيبته وقلبه )‪...........‬افترقت‬
‫عنهم السيارة االخرى ليصلوا بعدها بقليل الى منزلهم‬
‫قالت سارة وهي تغادر السيارة اوال (ساذهب الى‬
‫النوم مباشرة )‪...........‬خرج الطفالن يترنحان بعد ان‬
‫ايقظتهما من النوم فهما ليسا صغيران حتى يتم‬
‫حملهما ‪.........‬عندما وصلوا الى الداخل استقبلتهم‬
‫السيدة زهرة لتخبر يوسف ان هناك طرد قد وصل اليه‬
‫‪.........‬نظر نحوها وهو يتنهد ليقول (سأرى فربما‬
‫يكون شيئا مهما )‪............‬قالت بابتسامة (ال تتأخر‬
‫)‪........‬لتضيف بعدها دون صوت (سانتظرك‬
‫)‪..........‬نظر اليهم وهم يصعدون فوق السلم ليسير‬
‫بعدها الى المكتب ‪............‬صعدت معها احد العامالت‬
‫لتساعدها في تجهيزهم للنوم ليستغرقوا في النوم‬
‫بعدها بلحظات ‪........‬قامت هي في حماس لتبدأ في‬
‫االستعداد فتحت الدوالب واخرجت منه قميص نوم من‬
‫الحرير بلون الزمرد ووضعت زينة مناسبه له‬
‫‪..........‬صففت شعرها الطويل وتركته منسدال‬
‫‪.........‬مضت اكثر من نصف ساعة ولم يكن قد صعد‬
‫‪.........‬امسكت هاتفها بحنق محاولة االتصال به ولم‬
‫يكن هناك رد ‪.........‬واالن ماذا ؟ ان اختفائه هكذا‬
‫اصبح يقلقها ‪..........‬ارتدت روب ثقيل واتجهت الى‬
‫غرفة المكتب الموجودة في االسفل لحسن حظها لم‬
‫يكن هناك اثر الحد من العاملين‪.........‬طرقت الباب‬
‫فلم يرد فقامت بفتحه ودخلت ولكن لم يكن هناك احد‬
‫‪.........‬عادت الى االعلى وجلست على الفراش في‬
‫انتظاره‪..........‬يبدو انها استغرقت في النوم فعندما‬
‫استيقظت كان نور الشمس يمأل المكان‬
‫‪.........‬تحسست المكان الخالي جوارها ليصل الى‬
‫انفها رائحة عطره وتجعد الوسادة في الجهة االخرى‬
‫‪.........‬يبدو انه جاء ورحل دون ان تشعر ‪........‬لم‬
‫يكن امامها اال الهاتف اتصلت به لتجده يرد عليها‬
‫تحيتها ببرود (صباح الخير )‪.........‬قالت في هدوء‬
‫(قلقت عليك عندما تأخرت واغلقت هاتفك )‪.........‬قال‬
‫بنفس البرود (ال داع للقلق انتهيت فقط متأخرا واالن‬
‫الى اللقاء فانا مشغول )‪...............‬تبا ما الذي اصابه‬
‫؟ هذا الرجل حتما سيصيبها بالجنون‬

‫*لقد كان يوم امس شديد الصعوبة بالنسبة لها‬


‫‪............‬ان تقابل عمتها وابنتها في نفس اليوم الذي‬
‫علموا فيه بانتهاء خطوبتها لخالد كان شيئا غير‬
‫محتمل ‪................‬هما لم يتكلما في الموضوع‬
‫فالجميع كانوا مشغولون وربما كان هذا الحل االمثل‬
‫حفاظا على الروابط العائلية ‪............‬كانت نظرة‬
‫الحزن في اعينهما ولكن مصحوبة بالتعاطف معها في‬
‫نفس الوقت ‪........‬ما فهمته من جدها الذي انفرد بها‬
‫وتكلم معها مواسيا لها وشاكرا فعلها وتضحيتها‬
‫بنفسها من اجل العائلة ومن اجل شقيقها ‪...........‬ان‬
‫يوسف افهمه ان زواجها سيتم االن تسوية لوضعه‬
‫هو وزوجته ‪..............‬واالن رغم انها ال ذنب لها في‬
‫الموقف االول اال انها ستظل شاكرة ليوسف طوال‬
‫حياتها فهو في النهاية حافظ على رأسها مرفوعة‬
‫متحمال كل اللوم ‪.........‬واالن تشعر انها اصبحت حرة‬
‫بعد ان علم الجميع بارتباطها بزوجها ‪..........‬حتى‬
‫انهم اليوم سيذهبون لشراء الحلي الخاصة بها ويبدو‬
‫انه وفي النهاية تقرر االمر ولن يكون هناك احتفال‬
‫بالخطوبة بل بالزفاف مباشرة ‪..........‬فتحت هاتفها‬
‫لتجد صوته يقول لها بمرح (كيف حال عروسي‬
‫؟)‪............‬قالت بهدوء (الحمد هلل في خير حال‬
‫)‪..........‬قال بلوم (كان عليك ان تخبريني كي اتي‬
‫معكم الى جدك )‪........‬قالت (ظهورك سيكون في‬
‫المرحلة القادمة بعد استيعابهم للصدمة )‪...........‬قال‬
‫ضاحكا (ان ظهوري بالتأكيد ال يمثل صدمة‬
‫)‪..........‬قالت بسخرية (بالتأكيد ولكن ال تنسى ان‬
‫االستاذ سيف واالنسة سلمى ظهرا ايضا باالمس لذا‬
‫كان هذا كافيا )‪..........‬قال (حسنا من الذي سيذهب‬
‫معنا ام انك ستفرحيني وتخبريني اننا سنذهب بمفردنا‬
‫)‪........‬قالت ضاحكة مما جعلها يشعر بالدهشة ربما‬
‫هي تقريبا المرة االولى التي يسمعها تضحك فيها‬
‫(فقط سيأتي معنا ريهام وعمر وملك وسيف وسلمى‬
‫وشيري ومعتز‪............).....‬قاطعها قائال (ال تقولي‬
‫ان الدكتور احمد وزوجته عادا من السفر ليذهبا معنا‬
‫‪.........)........‬قالت باغاظة (بل كنت ساخبرك ان‬
‫يوسف مشغول لذا لن ياتي ‪.........)...........‬قال‬
‫بتهكم (سيرسل ثالثة مندوبين من جهته‬
‫)‪..........‬قالت باستفزاز (انهم من جهتك انت‬
‫‪..........).....‬قال باستسالم (بالتأكيد وبما ان االمور‬
‫وصلت الى هذا المستوى ساحضر امي وشذى‬
‫)‪..............‬في المساء كان يقف هو ومعتز الضاحك‬
‫بينما يبدو ان محادثات عالية المستوى متعددة‬
‫الجبهات تدور بداخل المحل ‪...........‬كان يشعر بالندم‬
‫النه لم يستمع الى نصيحة عماد الذي قال له ان‬
‫يشتري هو الشبكة ويقدمها لها كمفاجئة ‪.......‬ولكنه‬
‫اراد ان تشعر بالحرية في اختيار كل شئ فيكفي انها‬
‫لم تكن حرة في اختيار زوجها واالن فلينتظر نتيجة‬
‫المباحثات‪..........‬قال معتز في سخرية ( ال تخف ان‬
‫لم تكف نقودك ساقوم باقراضك مؤقتا مقابل شيك‬
‫والذي سيكون دون رصيد بكل تأكيد فاسجنك بعدها‬
‫)‪...........‬قال بحنق (ونعم االصدقاء والصداقة‬
‫)‪..........‬ضحك بصوت عال وقال (انت من تقف هنا‬
‫مبتعدا عليك ان تدخل وتفرض رأيك عليهن‬
‫)‪...........‬دلف للداخل ومعتز خلفه ليرى ما وقع عليه‬
‫االختيار ‪...........‬في النهاية استقروا على طقم بدا‬
‫لعينه ذات الحس الفني مناسب من الجيد ان زوجته‬
‫تتمتع بالذوق وكذلك شقيقتها ‪............‬كانت واقفة‬
‫تحاول ان تتفاعل معهم حتى ال يظهر شئ على‬
‫مالمحها وكان هذا يكلفها الكثير من ضبط النفس‬
‫‪..........‬االيام القليلة الماضية كانت صعبة بالنسبة لها‬
‫ليته فقط يتحدث معها او ينظر اليها لتقرأ عينيه‬
‫‪..........‬يبدو دائما متباعدا كأن بينهما مسافات‬
‫شاسعة حتى بقائه في المنزل اصبح نادرا‬
‫‪.........‬التفتت الى ام شقيقها العمة زينب والتي يبدو‬
‫عليها السرور البالغ سمعتها تقول (ال تدركين مقدار‬
‫سعادتي وانا اراه االن مع عروسه لطالما كان القلق‬
‫يمأل نفسي من اجله )‪...........‬ابتسمت لها قائلة‬
‫(الحمد هلل يا عمتي وكما سترين سارة فتاة رائعة‬
‫)‪...........‬قالت بسعادة (اجل انها جميلة ورقيقة ومن‬
‫عائلة جيدة )‪...........‬يبدو ان قرار زوجها كان صائب‬
‫فاحيانا يكون اخفاء الحقائق هو االفضل فعمتها التي‬
‫تحلق فرحا االن هل هذا سيكون شعورها لو عرفت‬
‫حقيقة االمور منذ بدايتها ‪.....‬لربما كانت ماتت خوفا‬
‫على ابنها من وقتها ‪...................‬كانت الخطوة‬
‫التالية هي دعوة الجميع على العشاء قال له معتز‬
‫(حتى تعرف قيمة الصداقة فساقوم انا بدعوتهم‬
‫ويكفيما دفعته حتى االن )‪..........‬قال لهم بعد ان‬
‫جلسوا (كل شخص يكتفي بطلب واحد‬
‫)‪............‬نظرت ملك نحوه بسخرية وقالت وهي‬
‫تمسك بالقائمة ( فلينتظر الجميع وانا ساطلب ما‬
‫سيجعله يفقد الوعي االن )‪...........‬امتلئت المائدة‬
‫باصناف الطعام فقال معتز بغيظ (ما رأيك ان ارسل‬
‫بالفاتورة لزوجك )‪.........‬قالت في تحدي ( وتصدمه‬
‫بان اخاه الصغير بخيل )‪............‬قال متظاهرا‬
‫بالتراجع (ال ال سادفع وامري هلل‬
‫)‪*********..................‬‬

‫**قال لها بترحيب (اهال بك اخيرا انارت لندن‬


‫)‪..........‬نظرت الى الشقة التي دخلتها منذ لحظات‬
‫وقالت (الشقة جميلة كما انه من الجيد ان بها حجرتا‬
‫نوم )‪..........‬قالتها بخبث ‪......‬فرد بدهشة (وما‬
‫حاجتنا لهما سنحتاج واحدة فقط )‪..........‬قالت مدعية‬
‫االستنكار (اذكر ان شخص ما كان يقول ان السبب‬
‫الذي يجعله ينام في حجرة نومي في دبي انه ليس‬
‫هناك غيرها )‪...........‬قال وهو يديرها نحوه محتضنا‬
‫لها ( ربما هنا توجد حجرتا نوم ولكن هناك فرح‬
‫واحدة وكما اكتشفت مؤخرا فانا ال استطيع االبتعاد‬
‫عنها )‪............‬ابتسمت له بحب تعلم انه صادق فيما‬
‫يقول لقد سافر الجل احضارها وفعل كل ما يلزم خالل‬
‫اقل من يومين ‪..........‬هو ايضا سوى االمر بالنسبة‬
‫لعملها واالن ستعمل معهم بشكل جزئي في الترجمة‬
‫عن طريق النت ‪..........‬اسعدها هذا الوضع فعلى كل‬
‫حال ستتمكن من اداء العمل من مكانها كما انها لن‬
‫تشعر بالملل خالل غيابه ‪.........‬يبدو انه ايضا في‬
‫النهاية استطاع الحصول على اعجاب خالها والذي‬
‫كان يشعر بالفضب تجاه الرجل الذي تسبب بااللم البنة‬
‫شقيقته ‪..........‬احتضنها مخفيا لها بين ذراعيه وهو‬
‫يقول (اخيرا عادت االمور الى نصابها الصحيح‬
‫‪.......‬واالن اخبريني بصراحة هل انت متعبة‬
‫؟)‪..........‬قالت بهدوء (ال انا بخير )‪..........‬نظر‬
‫نحوها بشك فقد اصيبت بالغثيان اثناء وجودهم‬
‫بالطائرة وقال (عليك ان تستريحي االن وبعدها‬
‫سنخرج لتناول الطعام ‪........‬اومأت برأسها موافقة ثم‬
‫اتجهت الى حجرة النوم مخرجة اول مالبس قابلتها‬
‫من الحقيبة لتغير مالبسها وتنام ‪........‬عندما‬
‫استيقظت كانت الشمس قد اوشكت على المغيب ولكن‬
‫شعرت انها افضل خرجت من الحجرة لتجده جالسا‬
‫وامامه الالب الخاص به ويبدو انه يؤدي بعض العمل‬
‫‪........‬اشار لها لتقترب منه ثم قال (هل ارتحت االن‬
‫؟)‪.......‬قال مبتسمة (اجل ‪......‬اذكر انك كنت تتحدث‬
‫عن طعام ما )‪..........‬قال ضاحكا (سنتناول الطعام في‬
‫الخارج وبعدها نشتري ما تريدين للمنزل‬
‫)‪..........‬قالت بسخرية (اشعر انك احضرتني هنا من‬
‫اجل هذا ايها السيد الطبيب )‪..........‬قال بتفكير (من‬
‫اجل هذا ؟ تقصدين اعداد الطعام هذا مؤكد سبب ولكن‬
‫هناك اسباب اخرى منها على سبيل المثال التنظيف‬
‫‪.........‬غسل المالبس ‪........‬ثم االهم هو‬
‫‪.........)........‬قطع كالمه ليقوم بتقبيلها فتراجعت‬
‫وهي تقول (يكفي صدمتي بكل اسبابك المثالية واالن‬
‫ساموت جوعا ‪.........‬حتى انني قد اكلك انت شخصيا‬
‫)‪..........‬قام بتذمر وهو يقول (ساجلب طن من الطعام‬
‫حتى ال تجعلي منه سبب للمقاطعة مرة اخرى‬
‫)‪..............‬اخيرا شعرت بانها قد اكتفت بعد ان لم يعد‬
‫هناك فراغ في معدتها ‪..........‬تشعر بالغرابة منذ‬
‫بدأت اعراض الحمل في الظهور‪ ..........‬احيانا ال‬
‫تطيق الطعام على االطالق واحيانا اخرى تكون قادرة‬
‫على التهام اي شئ امامها ‪ ..........‬ويبدو انها االن‬
‫في الحالة الثانية ‪............‬كان احمد يتحدث هاتفيا‬
‫وعندما انتهى قال لها مبتسما (لقد اشترت سارة‬
‫الشبكة وسيكون زفافها قريب )‪........‬نظرت اليه‬
‫بحيرة وقالت (هل خطبت سارة ؟ لمن‬
‫؟‪..........‬وزفاف مباشرة )‪............‬انتبه الى كونها ال‬
‫تعرف شيئا عن الموضوع من االساس ثم قال (لقد‬
‫رأيته من قبل هو دكتور محمد الذي تناول معنا نحن‬
‫وسارة الغداء من قبل )‪..........‬قالت في نبرة انتصار‬
‫(لقد عرفت من وقتها كان هناك شيئا ما عالقا بينهما‬
‫)‪............‬نظر نحوها بتأمل وقال (يبدو ان النساء‬
‫لديهن حاسة سادسة ‪..........‬اكمل بعدها هامسا واالن‬
‫فلنعد الى الشقة لنتأكد من عمل باقي حواسك يا‬
‫صاحبة الحاسة السادسة )‪............‬كانت تسير جواره‬
‫وعقلها يراجع الحواس التي يملكها االنسان فربما قام‬
‫بسؤالها عنهم ‪.......‬ثم كيف سيتأكد من عمل حواسها‬
‫؟ هل سيجري عليها اختبارات نظر او شم او غيرها‬
‫؟!!!!!!!!!!!!!!‪***********.............‬‬

‫*عادوا الى المنزل مع معتز وسارة وشيري يبدو ان‬


‫عليها ان تحصل على رخصة قيادة حتى تستطيع‬
‫التحرك بحرية ‪.........‬كانت االثارة التي صاحبت‬
‫خروجهم قد جعلت سيف وسلمى ينشغالن وال يسأالن‬
‫عن والدهما القليل الظهور ‪..........‬هي حتى ال تعلم‬
‫ان كان متواجدا في المنزل من االساس ‪...‬اصبحت‬
‫تشعره انه يختفي داخل المكان وهي حتى ال تعرف‬
‫عدد الحجرات الموجودة ولم تدخل كل االماكن الى‬
‫االن ‪...........‬اتجهت الى االسفل فربما تعثر عليه هذه‬
‫المرة ‪.........‬لم يكن متواجدا في حجرة مكتبه او في‬
‫االماكن المعتادة ‪........‬كانت قد يأست من البحث‬
‫وستعود الى الطابق العلوي عندما تناهى الى اذنها‬
‫صوت ارتطام مكتوم ‪ .........‬فاتجهت ناحيته لتدخل الى‬
‫ممر لم تره من قبل وجدت في نهايته باب مغلق‬
‫‪............‬مع تعالي صوت االرتطام قامت في النهاية‬
‫بدفعه فوجدته مفتوح ووجدت نفسها في صالة كبيرة‬
‫بها كثير من االجهزة الرياضية ‪...‬انتقلت عيناها في‬
‫المكان حتى توقفت على مصدر الصوت ‪.....‬والذي‬
‫يبدو انه بسبب االستغراق فيما يفعل لم ينتبه لها‬
‫‪.............‬لتتجمد عيناها على الشخص الموجود‬
‫امامها والفعل الغريب الذي يقوم به ‪.............‬كان‬
‫زوجها يقوم بضرب وركل مجسما خاص بالمالكمة‬
‫موجود امامه ‪......‬ربما يكون المنظر مألوف لشخص‬
‫يتدرب على رياضة عنيفة ولكن الطريقة نفسها كانت‬
‫مرعبة ‪........‬كان المنظر مفزع لها وهو تراه يقوم‬
‫بركل المجسم بعنف بالغ ودون فارق زمني وكأنه‬
‫يرغب بتحطيمه او بتحطيم نفسه ‪.........‬ما افزعها‬
‫اكثر مع اقترابها منه كانت خيوط الدماء التي ظهرت‬
‫فوق التيشرت والسروال اللذان يرتديهما‬
‫‪.........‬شهقت بحدة لتقترب منه وتمسك بذراعه هاتفه‬
‫(يوسف توقف )‪..........‬التفت لها وكأنه ال يفهم ما‬
‫نطقت به متوقفا عما كان يفعله لترى العرق يغطي‬
‫وجهه وتسمع صوت انفاسه المتسارعة وتشعر‬
‫بدموعها تسيل وهي تصرخ به (ما الذي تفعله ؟ انت‬
‫تقتل نفسك )‪............‬كانت عيناه تنظران لالسفل‬
‫ليقول بعدها بجمود (ربما يكون هذا افضل للجميع‬
‫)‪................‬هزت رأسها وكأنها ال تصدق ما تسمعه‬
‫ثم اقتربت منه لتحتويه بين ذراعيها بشدة فشعرت‬
‫بجسده يرتجف في حضنها ثم به يريح رأسه على‬
‫كتفها ويقول بتأوه (اااااااااااه)‪..........‬كانت هي ايضا‬
‫تبكي وهي تقول (حبيبي اخبرني فقط ماذا بك ؟ ما‬
‫الذي يؤلمك ؟‪.........‬انت تغيرت فقط بعد عودتنا من‬
‫زيارة جدك ‪.........‬ما الذي كان بداخل ذلك الظرف‬
‫؟)‪............‬كانت تشعر ان قدميها غير قادرتان على‬
‫حملها لذا جلست فوق االرض ليجلس معها والزاال‬
‫على نفس الوضع كال منهما محتضنا االخر ‪.........‬قال‬
‫بعد لحظات ودون ان ينظر اليها (الشئ الذي كان‬
‫داخل الظرف هو التقارير الطبية والنفسية الخاصة بك‬
‫)‪.........‬شهقت بحدة وابتعدت عنه ناظرة الى عينيه‬
‫وقالت (انا ال اعلم ماذا وجدت بها ‪...........‬ولكن اقسم‬
‫لك لم يلمسني اي رجل غيرك ‪.........‬انا اردت القاء‬
‫كلمات مسممة بسبب غضبي ولكن ما كان يحدث انهم‬
‫يعجبون بي ثم انا استمتع فقط عندما اختفي من‬
‫امامهم ‪...........‬اقسم باهلل كنت ابتعد قبل ان يلمسني‬
‫اي واحد فيهم حتى ‪............‬تلك الليلة التي اخبرتك‬
‫عنها انا وجدت نفسي مع اصدقاء وفي حجرة غريبة‬
‫كان من اعتنى بي امرأة ‪.......).......‬ربما لم ترى‬
‫حينها السكرتيرة ولكنهم اخبروها انها اعطتها‬
‫المالبس واعتنت بها ‪..........‬هو ادرك بعد تفكير انها‬
‫لم تفعل االسوأ وفي النهاية كان تقريبا قد تجاوز‬
‫الموضوع ربما كالمها االن يشعره براحة كبيرة‬
‫‪..........‬ولكن تلك لم تكن المشكلة هو كان يعاني‬
‫بسبب معرفته لكل ما مرت به بسببه بانها اصيبت‬
‫بانهيار عصبي وحالة من االنكار ‪...........‬وغيرها من‬
‫اشياء ال يتخيل حتى ان تصيبها واالسوأ ان يكون ذلك‬
‫بسببه ‪..............‬حتى بات ما اخبرته بها عن افعالها‬
‫مع الرجال االخرين هو مجرد عارض للمرض وهي‬
‫غير مسئولة عنه ‪..........‬هذا باالضافة الى حالتها‬
‫الجسدية المتأخرة ايضا ‪.........‬عندما ادرك كل ذلك لم‬
‫يعد قادرا حتى ان ينظر الى وجهه في المرآة او قادرا‬
‫على النظر اليها ‪........‬وان كان يتمنى سابقا ان ينسى‬
‫فهو يتمنى االن ان يختفي من الوجود ‪.........‬وضع‬
‫اصبعه على شفتها وقال (ملك هذا يكفي ‪........‬انا‬
‫اعلم ما تقوليه انا لم اتحمل ادراك مدى االذى الذي‬
‫لحق بك بسببي ‪.......‬اعلم االن ان كراهيتك لي اقل‬
‫مما يجب حتى ان تفعليه )‪.........‬كانت تهز رأسها‬
‫بينما دموعها مستمرة في االنهمار وقالت ( اكرهك‬
‫‪......‬انا حتى لم اعد ادرك كيف كان ذلك الشعور‬
‫‪ ..........‬ما اعلمه انني االن احبك واكره ان اراك تتألم‬
‫‪.......‬ثم ما الذي تفعله ؟‪........‬وانت تفعل هذا بنفسك‬
‫انت تزيد المي ومعاناتي ‪........‬هل ترى ان الحل ان‬
‫تعاقب نفسك باالبتعاد ؟‪...........‬هذا ليس عدال فانا من‬
‫سيتحمل االلم اوال )‪ ..........‬ضغطت وجهها في صدره‬
‫وهي تقول وشهقاتها تتعالي ( لماذا تبدو دائما كحلم‬
‫مراوغ كلما شعرت انه اصبح بين يدي وملكي اجده‬
‫يبتعد ثانية ؟!!!!!!!!!هل ستحرمني منك قبل ان‬
‫احصل عليك حتى ؟!!!!!!!!‪..........‬تريد تعويضي‬
‫عوضني بحبك وبالمزيد منه عاقب نقسك وانت تفعل‬
‫ما يرضيني فقط )‪.............‬رفع وجهها نحوه وهو‬
‫يقول بصوت عاشق حنون(وما الذي يرضيك االن‬
‫سيدتي ؟)‪............‬قالت وهي تمسح دموعها بيديها‬
‫(ما يرضيني ان تقول لي كل يوم في حياتي احبك‬
‫‪.........).......‬قال بهيام (احبك ‪........‬وماذا ايضا‬
‫؟)‪.........‬قالت وهي تقترب بشفتيه من شفتيها (وان‬
‫تقبلني االن حتى يزول كل الحزن الذي اشعر به‬
‫)‪............‬نفذ طلبها حتى تحولت الى االبتسام فقال‬
‫وهو يتأمل عينيها (وماذا ايضا ؟)‪..........‬قالت وهي‬
‫تريح رأسها على صدره (انت تعلم كم انا مؤدبة لذا ال‬
‫يمكنني اخبارك بايضا هذه )‪...........‬تعالت ضحكته‬
‫وقال وهو يمسك بجهاز تحكم عن بعد ليغلق باب‬
‫الصالة ( انت تعلمين ان ايضا هذه تحديدا ال استطيع‬
‫التأخر عن تلبيتها )‪.....................‬وصل اليها‬
‫صوته فجعلها تستيقظ ليقول بلهجة حنونة (ملوكي‬
‫انه موعد الفجر استيقظي لنعود الى حجرتنا قبل ان‬
‫يتم اكتشاف غيابنا )‪.........‬نظرت نحوه مبتسمة وهي‬
‫تغمز بعينها (ال اظن ان هناك مشكلة في ممارسة‬
‫الرياضة )‪...............‬قال بتواطؤ (حتما ال )‬

‫انتهى‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪.................‬الفصل السادس والخمسون‬


‫‪.................‬كان المنزل يعج بالصخب لقد ارادوا ان‬
‫يتم كل شئ على اكمل وجه ‪........‬لذلك فانهم في اليوم‬
‫السابق للزفاف سيقومون باالحتفال بليلة الحنة ولذا‬
‫امتأل المكان بصديقات سارة واالقارب وحتى سها‬
‫والتي يفترض ان زفافها ايضا في الغد قد حضرت‬
‫‪......‬تم تخصيص جزء من الحديقة لالحتفال كما تم‬
‫فرض نوع من حظر التجوال حتى تتصرف الفتيات‬
‫بحرية ‪.............‬نظرت الى سارة باعجاب تبدو‬
‫جميلة جدا بشعرها الكستنائي وزينتها والفستان الذي‬
‫ترتديه ‪ ..........‬لها ألق خاص بما انها في العادة‬
‫ترتدي الحجاب وال تضع زينة لذا كان الوضع االن‬
‫مختلف ‪..........‬اقتربت منها وهي تقول في مرح‬
‫(سارة اسفة جدا النني لن ارقص في زواجك‬
‫)‪...........‬قالت في مرح ( بما انكن جميعا حوامل‬
‫ساكتفي بصديقاتي )‪.............‬نظرت مبتسمة وقالت‬
‫(وبابنة شقيقي يبدو ان سلمى موهوبة‬
‫)‪...................‬اطلقت ضحكة وهي تقول في صوت‬
‫منخفض لم يسمعه غيرهما (ال تتصوري كيف كان‬
‫منظر يوسف عندما اخبرته انني كنت اريد احتراف‬
‫الرقص )‪..............‬بادلتها الضحك وقالت (اظن انك‬
‫تحصلين على معاملة خاصة بما انك الزلت على قيد‬
‫الحياة بعد هذه الكلمات )‪...................‬ارتسمت‬
‫ابتسامة حالمة على شفتيها هي بالتأكيد تحصل على‬
‫افضل مما حلمت في يوم من االيام ‪.........‬زوجها‬
‫يغدق عليها الحنان واالهتمام ويجعل حياتها سعادة‬
‫دائمة ‪..........‬يبدو انها وفي النهاية قد حصلت على‬
‫االطمئنان والسكينة التي طالما افتقدتهما‬
‫‪.........‬تتمنى االن ان يحصل اخاها وسارة على المثل‬
‫‪...........‬الفتاة تبدو في حالة طبيعية وهي تقوم بكل‬
‫مراسم زواجها ‪...........‬اشترت كل ما يلزم من‬
‫احتياجاتها كعروس والفستان احضره عماد كما‬
‫احضر لسها اخر خاص بها ‪..............‬هي من‬
‫اختارت التصميمين يبدو وان نزعتها الدكتاتورية لم‬
‫تخبو بعد ‪........‬ولكن في النهاية كانت اختياراتها‬
‫موفقة للغاية واعجبت العروسين ‪........‬كانت ابنتها‬
‫مستمرة في الرقص بجوار الفتيات االخريات والجميع‬
‫منهمكون في المشاهدة ‪..........‬شعرت بشيري تقترب‬
‫منها وهي تزفر في سأم لقد اصبحت بطنها اكثر‬
‫ظهورا االن قالت بضيق (ال ادري لما لم ينتظروا‬
‫والدتي حتى استطيع االستمتاع في الحفل‬
‫)‪.........‬قالت مطصنعة الذعر (هذا لوكان االمر‬
‫متوقفا عليك ولكن بما ان الوضع الحالي ما ان تلد‬
‫واحدة حتى تلحق بها االخرى فان اخي المسكين‬
‫سينتظر عاما كامال )‪................‬لم تكن قد انهت‬
‫عبارتها حتى شعرت باهتزاز الهاتف ‪.....‬ابتعدت عن‬
‫الصوت العالي لتجد صوته يصلها قائال (انا اعلم انك‬
‫ستساعدين اخاك المسكين وتجعليني ارى عروسي‬
‫)‪..............‬قالت ضاحكة (اهدأ يا فتى ال داعي لهذا‬
‫االستعجال )‪.............‬قال مستنكرا (استعجال‬
‫!!!!!!!!!!هناك حظر تجوال قائم منذ اعالن الخطبة‬
‫)‪..........‬قالت ببراءة (اذا فان لالنتظار للغد لن يغير‬
‫شئ )‪..............‬قال بلهجة حاسمة (انا االكبر هنا لذا‬
‫فلتسمعي كالمي وهي ابحثي عن طريقة )‪.......‬قالت‬
‫بهدوء (حبيبي انت لن تستطع تجاوز البوابة لذا‬
‫سارسل لك صورتها )‪...............‬قال بتجهم (ارسليها‬
‫اذا )‪...............‬اقتربت من سارة وقامت بالتقاط عدة‬
‫صور لها لتقول بعدها بصوت يسمعه من حولهما‬
‫ايضا (هذه الصور من اجل العريس‬
‫)‪..............‬نظرت سارة اليها بحدة في حين تعالت‬
‫الهتافات من المحيطات بهن ‪....‬فنظرت نحو سارة‬
‫باغاظة وهي تقول ( هذا اقل شئ اقدمه ألخي‬
‫)‪...............‬وجدت االنظار تتجه نحوها بدهشة وفتاة‬
‫تسألها (انت شقيقة دكتور محمد )‪..............‬قالت‬
‫مبتسمة (اجل )‪ .............‬وجدت امرأة تقترب منها‬
‫وتسألها بمودة ( كيف حالك حبيبتي ؟هل انهيت‬
‫دراستك ؟)‪.............‬شعرت بالتسلية فيبدو ان هناك‬
‫عريس يلوح في االفق قالت وهي تخفض عيناها في‬
‫خجل ( كانت هذه سنتي النهائية في كلية الطب‬
‫)‪...............‬وجدت اسارير المرأة تنفرج وهي تقول‬
‫لها ( ان شقيقي الصغير ايضا طبيب وانا ابحث له عن‬
‫عروس )‪................‬وجدت المرأة تحدق اليها عن‬
‫كثب فاستمرت بادعاء الخجل لتقاطع سلمى المشهد‬
‫وهي تندفع نحوها قائلة (جيجي لقد فسد شعري‬
‫وطلبت من سارة ان تمشطه لي فقالت انها عروس‬
‫وان علي ان اذهب الى امي لتمشطه لك‬
‫)‪...............‬كانت تكتم ضحكتها وهي تنظر الى شكل‬
‫المرأة التي عقدت حاجبيها في دهشة فقالت وهي‬
‫تمسك سلمى مبتعدة (عن اذنك سامشط شعر ابنتي‬
‫)‪.................‬خرجت سلمى بينما انتظرت هي‬
‫بالداخل وقامت بارسال الصور الى محمد الذي لم‬
‫يتوقف عن االتصال بها ‪..............‬وجدته بعدها‬
‫بدقائق يتصل بها ليقول في توتر (انجي اصدقيني‬
‫القول كيف تبدو سارة هل هي متوترة ؟‬
‫)‪............‬قالت بهدوء (ال هي بخير تتفاعل مع‬
‫الجميع في االحتفال واطمئن وكف انت عن التوتر‬
‫)‪.............‬قال وهو يتنهد (ليت االمر بيدي‬
‫)‪...........‬قالت مازحة ( ان توتر ما قبل الزواج‬
‫عارض طبيعي ولوال انك شقيقي الرجل واكبر مني‬
‫لكنت قدمت اليك نصائح هامة )ارتفع صوته ضاحكا‬
‫وهو يقول( ال تصدميني فيك وتجعليني اعلم ان‬
‫شقيقتي الصغيرة قد تفتحت عيناها ) قالت بمسايرة‬
‫(حتما ال )‬

‫*****رغم ان اليوم هو يوم زفاف شقيقته اال انه لم‬


‫يستطع التغيب عن العمل وها هو يحاول االنتهاء‬
‫ليعود مبكرا على االقل ‪..........‬يقام الزفاف المزدوج‬
‫في واحد من اكبر الفنادق في المدينة ويبدو انه يحظى‬
‫بقرابة جميع افراده ‪............‬تذكر مبتسما الزيارة‬
‫العائلية التي قاموا بها لمنزل والد زوجته لقد اخذ‬
‫زوجته وابناه وذهب اليهم كان الوضع متوترا في‬
‫البداية ولكن مع الوقت وخصوصا انهما رأيا سعادة‬
‫ابنتهما واوالدها زال التوتر‪.................‬انتبه لدخول‬
‫السكرتيرة والتي قامت بوضع بعض الملفات امامه‬
‫لتقول بعدها في توتر (هناك شخص في الخارج يطلب‬
‫مقابلتك )‪............‬قال بهدوء (من يكون‬
‫؟)‪.............‬اجابت والتوتر لم يفارقها (انها السيدة‬
‫نشوى السكرتيرة ‪..............)........‬قاطع كلماتها‬
‫ليقول عاقدا حاجبيه في حسم (دعيها تدخل‬
‫)‪..............‬ربما عليه اغالق هذه الصفحة الى االبد‬
‫‪........‬لقد انتهى بالفعل من المجرمة االولى ذهبت‬
‫افكاره الى اليوم السابق عندما اراد ان يرى بنفسه ان‬
‫كان ما حدث لها كاف ليشفي النار التي اتقدت داخله‬
‫لسنوات بسببها !!!!!!!!هو يعلم انه لوال خوفه من‬
‫هللا وانه لو ترك العنان لرغبته الحقيقية واطلق رغبة‬
‫الثأر داخله لكان قتلها بدم بارد ‪.......‬لذا كان عليه ان‬
‫يرضى بالموجود خاصة وقد استعاد بعضا مما فقده‬
‫وان السنوات التي اهدرتها من عمره في انتظار ابن‬
‫لم تذهب سدى النه كان له ابن وابنة ‪..........‬ولكن‬
‫من ناحية اخرى تلك السنوات المفقودة اثرت كثيرا‬
‫خاصة في عالقته مع ابنه التي ال تزال متوترة حتى‬
‫االن تنهد بسأم ان سيف حتى االن لم يناده بابا بل هو‬
‫ال يتكلم معه من االساس اال اذا بدأ هو ‪.............‬حتى‬
‫شوقه له يحاول ارضائه بعد ان يستغرق الولد في‬
‫النوم فيقبله او يحتضنه لبعض الوقت ‪................‬من‬
‫ناحية اخرى فان سلمى تقدم له التعويض المناسب‬
‫ابتسم تلقائيا وهو يتذكر صغيرته العاطفية‬
‫‪...............‬عندما رأى نهال بعد عدة ايام من التعذيب‬
‫النفسي فحسب وجدها تحولت الى مخلوق شاحب‬
‫منهار تماما لذا شعر انه قد اكتفى ‪.............‬طلب من‬
‫رجاله ايصالها الى منزل اسرتها هو يعلم انها تحتاج‬
‫الى عالج نفسي فهي على االرجح مصابة بانهيار‬
‫عصبي ‪.......‬عندما تتعافى قد تعود الى سيرتها االولى‬
‫فنفس كنفسها تأبى ان تقتنع بما تملك ‪..........‬او‬
‫تتعامل على االقل بصدق وتواضع لن ترضى ابدا‬
‫بقدرها ‪.............‬االهم انها ابتعدت عن حياته لالبد‬
‫يعلم انها بعد ما رأته لن تفكر في االقتراب منه واهم‬
‫شئ انها خرجت خالية اليدين ‪.............‬دخلت نشوى‬
‫وعلمات التوتر تغطي وجهها اشار اليها قائال ببرود‬
‫عندما وجدها ال تزال واقفة تعبث بحقيبتها (اجلسي‬
‫)‪...........‬اكمل قائال بسخرية (ما سبب زيارتك‬
‫المفاجأة ؟)‪...........‬قالت بصوت مضطرب (سيد‬
‫يوسف انا اتيت الرجوك بل التوسل اليك ان توقف‬
‫انتقامك )‪..............‬اطلق ضحكة عالية ليقول بعدها‬
‫وعيناه تنظران اليها بحدة (انتقامي ؟!!!!!!!!!هل‬
‫تظني ان لعب االطفال الذي يحدث االن هو انتقام‬
‫؟‪...........‬انت واهمة بالتأكيد انه مجرد تالعب‬
‫باالعصاب فحسب ‪..........‬اما لو اردت حقا ان انتقم‬
‫منك صدقيني لم تكن قدماك ستحملك حتى تصلين الى‬
‫هنا )‪................‬قالت بتوسل وعيناها تذرفان‬
‫الدموع (انا اعترف بخطأي وكما اخبرتك عاقبني انا‬
‫ولست ابنتي )‪................‬هي علمت خالل االيام‬
‫الماضية ان يوسف سليمان وحتى دون ان يبذل اي‬
‫مجهود قادر على تحويل حياتها الى جحيم رد‬
‫باستنكار (ابنتك !!!!!!!!!ال اظن ان احدا مد اصبعا‬
‫عليها ‪..........‬كل ما في االمر هو انني ارغب‬
‫بمصلحتها فكما تعلمين ليس من مصلحة الطفلة ان‬
‫تربيها امرأة باخالقك )‪..............‬قالت وقد تحول‬
‫بكائها الى شهقات (ربما انا كما تقول ولكن اباها هو‬
‫اسوأ نموذج الب هي ستتعذب لو حصل عليها وانا ال‬
‫املك احدا غيرها )‪................‬قال راغبا في انهاء‬
‫الحوار (نشوى اعتمدي علي سابحث االمر جيدا‬
‫)‪..............‬كانت غير قادرة على القيام من مقعدها‬
‫تشعر ان قدميها باتتا غير قادرتين على حملها تحتاج‬
‫قوة دافعة تساعدها على التحرك ‪...‬هي لم تحصل منه‬
‫على اي كلمة تريحها كيف تغادر هكذا‬
‫!!!!!!!!!!!!قالت بيأس (النقود التي حصلت عليها‬
‫منها اكملت بها ثمن الشقة التي نعيش فيها االن‬
‫واشتريت سيارتي ساتركهم لك )‪.................‬قال‬
‫باستخفاف (حقا ولماذا ؟ هل ستضيعين تعبك بهذه‬
‫السهولة ؟)‪.........‬قالت بنفس اليأس (افعل اي شئ‬
‫الجلها )‪..............‬قال بحزم (عودي الى ابنتك يا‬
‫نشوى وربما يوما ما سأصفح عنك اذا تمكنت من‬
‫نسيان خيانتك )‪.................‬غادرت وهي ال تكاد‬
‫ترى امامها يكفي انه اعطاها االمل ان كل هذا‬
‫الكابوس قد ينتهي ‪.....‬‬
‫*****كان يتجول في المكان في ملل ينظر الى‬
‫االشياء العجيبة التي يقمن بفعلها ‪........‬كان قد ظن‬
‫انه سيكتشف شئ جديد ربما يكون مثير‪ ........‬ليتضح‬
‫له في النهاية انه اخطأ بالقدوم وهاهو يقف نادما على‬
‫قراره المتسرع ‪...........‬ربما سيلوح امل في االفق‬
‫قريبا فلقد وعدهم يوسف انه سيأخذهم الى المزرعة‬
‫بعد زفاف سارة ‪..............‬هو يعلم انه سيحب البقاء‬
‫هناك خاصة وان المكان قريب نسبيا من البحر‬
‫‪.............‬عادت عيناه الى المصففة التي تشغل جهاز‬
‫ما يصدر اصوات عجيبة وهي تصفف شعر احد‬
‫النساء ‪............‬وقف امام الباب ناظرا الى الشارع‬
‫وهو يفكر في شئ قد ينقذه ويخرجه من المكان‬
‫‪..............‬جميع نساء عائلته موجودات بالداخل‬
‫يتجهزن للحفل حتى عروس خاله عماد‬
‫‪..............‬حتى سلمى الحمقاء تريد ان تتزين تبا‬
‫انهن فارغات العقل ‪.............‬انها تقريبا المرة االولى‬
‫التي تأتي الى مثل هذا المكان ‪.....‬ال بل هي الثانية‬
‫معتز كان قد اخذها الى مكان مشابه يوم زواجهما‬
‫تذكرت بابتسامة تصرفاتها وقتها ‪.......‬ال تستطيع ان‬
‫تتخيل انها كانت هكذا قبل سبعة اشهر زمن طويل قد‬
‫مر منذ تلك اللحظة على االقل بالنسبة لها نظرت الى‬
‫بطنها الظاهرة نسبيا انها في الشهر السابع والدراسة‬
‫ستبدأ خالل اسبوعين ربما عليها االنتظام في كليتها‬
‫تحسبا للوقت الذي ستتغيب فيه اثناء الوالدة‬
‫‪.............‬كانت تتجول في المكان لقد بدأ الفريق مع‬
‫سارة وسها بينما دورهن سيأتي الحقا ‪...........‬حتى‬
‫ملك قالت كالما مبهما عن كونها لن تحتاج للكثير‬
‫‪............‬رغم ان المكيف يعمل اال ان هذا لم يمنع‬
‫شعورها بالحر ‪........‬ستخرج لشراء بعض العصائر‬
‫والمرطبات للجميع ‪............‬امسكت بحقيبتها‬
‫متوجهه الى الخارج لقد رأت عندما اوصلهم السائق‬
‫كشك قريب يبيع هذه االشياء ‪........‬خرجت من المكان‬
‫لتقابلها حرارة الجو في الخارج لتزفر بسأم‬
‫‪...................‬االشجار تمال الحي الهادئ الراقي لذا‬
‫سارت اسفل ظلها ‪........‬كانت ستعبر الشارع الى‬
‫الجهة االخرى عندما فوجئت بشخص يمسك بها من‬
‫الخلف واضعا يده الكبيرة فوق فمها ‪..........‬لتظل‬
‫تتلوى وتحاول الصراخ علها تجذب انتباه احدهم‬
‫وجدته يلقي بها داخل سيارة ‪..............‬فنظرت الى‬
‫وجهه الملثم برعب لتجده يقول وهو ينحني تجاهها‬
‫فتتعرف الى صوته (اخيرا يا ابنة العم اصبحت لي‬
‫)‪..............‬وجدت عيناه الظاهرتان تنزل لتستقرا‬
‫فوق بطنها وهو يقول ( سأريك عاقبة ان تجعلي ذلك‬
‫الحقير يحصل على ما هو لي )‪.............‬قالت بحقد‬
‫(انت هو الحقير بينما معتز زوجي الذي احبه وال‬
‫استبدله باحد اخر )‪.............‬صفعها بقوة ليقول وهو‬
‫يخرج شئ من جيبه بينما تعالت شهقاتها في الم (‬
‫واالن حتى ال نلفت الينا االنظار ستنامين قليال‬
‫)‪..............‬كانت تحاول االبتعاد بهستريه بينما‬
‫يحقنها بمادة مخدرة ثم يلقي بها لتستند على المقعد‬
‫فاقدة وعيها ‪.................‬ليتوجه الى مقعد السائق‬
‫بعدها ويجلس جواره رجل ضخم ليشير بعدها الى‬
‫السيارة المرتكنة على جانب الطريق والممتلئة برجال‬
‫مفتولي العضالت ان تتبعهم ‪................‬وجدها‬
‫تخرج فاسرع ليلحق بها هربا من هذا الملل وحتى ال‬
‫تكون وحيدة في الخارج ‪........‬عندما خرج الى‬
‫الشارع ام يرها للوهلة االولى ولكن بعد ذلك رآها‬
‫تحت احد االشجار كان يخطو الحقا بها عندما شاهد‬
‫شيئا غريبا ‪..............‬كان هناك رجل يمسك بزوجة‬
‫عمه ويلقي بها في سيارة متوقفةعلى جانب‬
‫الطريق‪...........‬كان عقله يعمل بسرعة بينما ال تزال‬
‫السيارة متوقفة هو لن يستطيع مجارته جسديا وحتى‬
‫تسلله الى السيارة لن يفيد بشئ ‪.............‬توصل الى‬
‫قرار وهو يركز على السيارة الموجودة امامه بينما ال‬
‫يزال مختبئا خلف الشجرة كانت السيارة رباعية الدفع‬
‫بلون رمادي قرأ رمزها والرقم المسجل فوق اللوحة‬
‫‪...............‬انطلقت السيارة ليرى سيارة اخرى من‬
‫نفس النوع تلحق بها ‪...............‬التقط الرمز ولكن لم‬
‫يستطع قراءة الرقم بسبب انطالقها السريع‬
‫‪.............‬اخرج الهاتف الموجود في جيبه ليتصل‬
‫برقم لم يسبق له ان اتصل به قال في توتر لم يجعله‬
‫ينتبه الى كلماته وقبل ان ينطق الشخص االخر (بابا‬
‫لقد تم اختطاف شيري )‪..............‬كان لم يستوعب‬
‫بعد الكلمة االول التي نطق بها سيف عندما تفاجئ‬
‫بالصاعقة االخرى ‪..............‬قال في هدوء محاوال‬
‫عدم زيادة توتر ابنه (سيف اخبرني بما رأيته تحديدا‬
‫)‪..............‬حكى له ما حدث ثم اخبره برمز السيارات‬
‫ونوعها والرقم الذي استطاع حفظه ‪.................‬هو‬
‫يعلم ان ابنه ال يعلم الشوارع بعض ولكن على االقل‬
‫فان االتجاه سيفيد قال له (ركز معي جيدا ما الجهة‬
‫التي اختفت بها السيارة )‪................‬قال عاقدا‬
‫حاجبيه بتركيز (اظن انها جهة الشمال الشرقي‬
‫)‪..........‬قال له (االن توجه الى الداخل وال تجعل ايا‬
‫منهن تخرج وانا سارسل حراسة تنتظركم وال تخبر‬
‫احدا منهن عما حدث )‪..............‬قال بضيق‬
‫(سيالحظن غيابها ثم انا ال اريد البقاء هنا اجعل احدا‬
‫ياتي الخذي )‪.......‬بما ان سيف هو الوحيد الذي رأى‬
‫ما حدث ربما سيحتاجون لوجوده قال منهيا المكالمة‬
‫(ال بأس سارسل من يأخذك)‪..............‬فور ان انهى‬
‫المكالمة اتصل بمدير امن المنطقة الذي اخبره انهم‬
‫سيقومون في الحال بمحاصرة كل الطرق المتفرعة‬
‫من المكان ‪..............‬اتصل ايضا برجاله وبمعتز‬
‫الذي دخل فاخبره عما حدث ليجده يجلس في انهيار‬
‫وهو يقول (انه بالتأكيد الحيوان رامز انا المخطئ‬
‫بالتاكيد النني سمحت لها بالذهاب معهن فهو سرعان‬
‫ما استغل الفرصة )‪..............‬يشعر بما يعانيه شقيقه‬
‫ولكن من ناحية اخرى فان انهياره لن يفيد‬
‫احد‪.........‬قال له بتشجيع (ان شاء هللا سيمر االمر‬
‫على خير فهو لن يبتعد كثيرا من حسن الحظ ان سيف‬
‫رأى ما حدث )‪.......‬أومأ برأسه في شرود‬
‫‪...........‬وجده يجتاز المكان مقتربا منه يحاول‬
‫التماسك ولكن رغم هذا يظهر الخوف واالضطراب في‬
‫عينيه ‪.............‬قام من خلف مكتبه ووقف في‬
‫انتظاره ليفتح ذراعيه فيندفع الفتى دافنا نفسه فيهما‬
‫فيشعر بجسده يرتجف فيضمه اليه بقوة قائال (ال تقلق‬
‫يا حبيبي سيكون كل شئ على ما يرام )‪............‬قال‬
‫له وهو ال يزال على نفس الوضع لم يحاول ان يبتعد‬
‫كالمعتاد (انا لم استطع انقاذها )‪.........‬قال بهدوء‬
‫وتشجيع (انت تصرفت افضل تصرف ال اظن ان‬
‫تعريض نفسك للخطر كان سيكون حل افضل‬
‫)‪...........‬ابتعد عنه ناظرا الى وجهه وكأنه يبحث فيه‬
‫عن مدى صدق كلماته ليقول له بعدها (بابا لو حدث‬
‫لها شئ فانا لن اسامح نفسي )‪.........‬ربت على ظهره‬
‫قائال في فخر (بل ستفخر بنفسك بعد قليل وانت تراها‬
‫تعود الينا بفضل هللا ثم شجاعتك فانت لم تنهار باكيا‬
‫مذعورا عندما رأيت ما يحدث ‪..........‬كما انك فكرت‬
‫في جمع المعلومات وكل هذا يتطلب شجاعة كبيرة‬
‫)‪...........‬اجلسه على االريكة وجلس جواره بينما‬
‫يتابع اتصاالته لمتابعة اخر االخبار‬
‫‪***************.....................‬‬

‫** اخيرا استطاع ان يحصل على ما يريد ويحقق‬


‫انتقامه من هؤالء االغبياء ‪..............‬لطالما كره تلك‬
‫االسرة وكل ما تمثله ‪..........‬حتى قبل ان يقف في‬
‫طريق معتز كان مجرد مراهق وقد بدأ عمله من بداية‬
‫الطريق وكان يوزع البضاعة على الشباب والشابات‬
‫ليس بشكل مياشر ولكن عن طريق بعض التابعين‬
‫حين ظهر في وجهه ذلك الشاب وتصدى له ليس‬
‫بالقوة ولكن عن طريق جذب الشباب الى اهتمامات‬
‫حقيقية لطالما كره ذلك الطبيب او الذي كان وقتها‬
‫مجرد طالب طب ولكن بحكم كونه بعيد تماما لم‬
‫يستطع التعرض له حتى وجد شقيقه االصغر ولذا بدا‬
‫له هدف اسهل ولكن ليجد تدخله هو وصديقه االحمق‬
‫اكبر واكثر تعريضا له للمشاكل حتى خطته والتي‬
‫نفذها يشعر انها في النهاية لم تحقق شيئا بما ان‬
‫اليوم سيتزوج من تلك الفتاة التي كان يراها ملتصقة‬
‫بهما في الماضي ‪......‬ثم كانت القشة التي قصمت‬
‫ظهر البعير عندما سرق منه ما يخصه فتاته الصغيرة‬
‫التي كان يؤخر ارتباطه بها حتى تنهي المدرسة على‬
‫الرغم منه ‪...........‬تلك الدمية التي ارادها منذ وقعت‬
‫عيناه عليها وتعلق بها هو ال يعلم معنى الحب حتى‬
‫يستطيع ان يقول انه احبها ‪........‬ولكن خسارته لها‬
‫لصالح ذلك الغبي لم يستطع تجاوزها واالن قد حصل‬
‫عليها ‪.............‬انتبه الى صوت المرافق له والذي‬
‫يشير الى لجنة من الشرطة تعترض الطريق (رامز‬
‫ماذا ستفعل ؟)‪.............‬قال باستهتار (اصمت انت‬
‫وانا ساتحدث )‪......‬عندما اقترب منهم ناولهم الرخص‬
‫وهو يقول مبتسما ( ان زوجتي في الخلف على وشك‬
‫الوضع لذا اتمنى اال تعطلونا كثيرا )‪..............‬انتبه‬
‫الى مجموعة من الجنود تحيط بالسيارة شاهرين‬
‫اسلحتهم ليستوعب ان هناك من علم باالمر وانهم في‬
‫انتظاره ‪.........‬وضع يده على المقود مندفعا بسرعة‬
‫راميا في طريقه الحواجز التي قامت الشرطة بوضعها‬
‫وسيارته القوية تساعده في عمله ‪...........‬لم يكد‬
‫يبتعد كثيرا حتى وجد الطلقات النارية تالحقه امسك‬
‫الرجل الذي جلس جواره بالمسدس يبادلهم اطالق‬
‫النار بينما كان يحاول هو على السيارة التي يبدو ان‬
‫احد عجالتها قد ثقبت لتدور بشدة ثم تتوقف ‪...‬لم يجد‬
‫امامه اال ان يبادلهم اطالق النار كان يطلق النار‬
‫بعشوائية ليشعر بكتلة من النار تخترق كتفه انحنى‬
‫على اثرها بالم اال انه لم يتوقف ليشعر بعدها باخرى‬
‫تخترق صدره ثم يتوقف الزمن ‪............‬عندما‬
‫وجدوا ان اطالق النار من السيارة قد توقف اقترب‬
‫اثنان منهما بحذر ليقوم بفتح الباب فيجد رجالن‬
‫مضرجان في دمائهما في المقاعد االمامية‬
‫‪............‬سمع بعدها صوت انين خافت فنظر للخلف‬
‫ليجد امرأة ساقطة امام الكنبة الخلفية‬
‫‪...............‬وصله االتصال فقام مسرعا ليذهب الى‬
‫المكان اتصل بشقيقه الذي لم يطيق الجلوس انتظارا‬
‫لم سيحدث ‪............‬اتجه الى هناك مباشرة بينما‬
‫معتز الذي كان في مكان ابعد سيلحق به‬
‫‪..........‬عندما وصل وجد هناك شخصان تم تغطيتهما‬
‫حتى الرأس فعلم انهما قد توفيا اتجه الى الظابط‬
‫المسئول سائال عنها فاشار الى سيارة متوقفة على‬
‫جانب الطريق ‪..........‬كانت فوق سرير السيارة‬
‫وهناك اسالك تخرج من ذراعها سأل الطبيب عن‬
‫الوع فقال له ( سيتم نقلها الى المستشفى الن ما حدث‬
‫قد تسبب لها في حالة مخاض مبكر )‪..............‬كان‬
‫يدعو هللا في سره ان تنجو هي والطفل قال للطبيب (‬
‫سالحق بكم بسيارتي )‪................‬اتصل برقم معتز‬
‫مخبرا اياه ان يغير طريقه ويتجه الى المستشفى‬
‫‪****************..................................‬‬
‫********‬

‫****كان يقف منتظرا خارج حجرة الفحص التي‬


‫خرج منها الطبيب ليقول له ( لقد دخلت في مرحلة‬
‫مخاض حقيقي لذا ستلد خالل ساعات قليلة‬
‫)‪...............‬قال عاقدا حاجبيه (هل الوضع مستقر‬
‫؟)‪...............‬صمت الطبيب للحظات بدا انه يفكر‬
‫خاللها ليقول بعدها (ال اخفي عليك ان الوالدة المبكرة‬
‫تتضمن قدر من المخاطرة خصوصا ان حالتها النفسية‬
‫غير مستقرة ندعو فقط اال يحدث‬
‫االسوأ)‪................‬أومأ موافقا ليجد هاتفه يرن‬
‫امسك به يرد على المتصلة ‪..........‬اجاب بعدها (انها‬
‫تلد االن )‪..............‬صمت يستمع الى كالمها ثم قال‬
‫(ال تأتي بمفردك ساجعل السائق يحضرك‬
‫)‪................‬اقتربت من ريهام وقالت لها بصوت‬
‫منخفض (شيري تلد وانا ذاهبة الى المستشفى‬
‫اخبريهم اننا عدنا الى المنزل حتى ال يشعروا بالقلق‬
‫)‪................‬قالت باعتراض (اريد الذهاب معك‬
‫)‪...........‬بصوت خافت قالت (ريهام سيكون االمر‬
‫مريبا لو اختفنيا في نفس الوقت عندما اعود اذهبي‬
‫انت )‪.................‬دخلت فوجدته جالسا على احد‬
‫المقاعد بينما معتز يسير في الممر بتوتر شديد‬
‫‪.............‬طلبت من امها ان تاتي لترى حالة الفتاة‬
‫فربما يكون وجودها ضروريا ‪............‬اتجهت في‬
‫البداية ناحية معتز والذي توقف عن الحركة فور ان‬
‫رآها قالت له (ال تقلق ان االمر مجرد والدة‬
‫)‪..........‬ابتسم بشحوب وهو يقول (هل تظني هذا‬
‫؟)‪..........‬قالت بمآزرة (ان شاء هللا ال تنسى انني‬
‫انجبت توأم وانا اصغر منها )‪............‬قال بتأييد (انت‬
‫مثال عظيم )‪............‬تركته واتجهت لتجلس جوار‬
‫زوجها الذي يبدو هو االخر شديد القلق قال مباشرة‬
‫(كنت انا من احضرها الى المستشفى عندما علمنا‬
‫انها حامل ‪...........‬وانا من احضرتها االن‬
‫‪..........‬اشعر وكأنني وانا ارى الطبيب في المرة‬
‫االولى يستنكر صغر سنها وهذه المرة والحالة صعبة‬
‫ان القدر يعيد محاسبتي على شئ ماض ‪...........‬اظن‬
‫ان والدك قد سمع نفس الكالم ومر بنفس المواقف‬
‫)‪............‬قالت وهي تريح رأسها على كتفه المجاور‬
‫لها ( يوسف ال اظن انني الوحيدة او شيري الالتي‬
‫انجبن في سن مبكر نسبيا هناك في انجلترا انجاب‬
‫القاصرات شئ معتاد بسبب العالقات الغير شرعية‬
‫)‪..............‬ضحك باستنكار (هل تظني ان قولك‬
‫اراحني ؟ انه جعل االمر أسوأ كونهم كانوا ينظرون‬
‫اليك بتلك الطريقة )‪.............‬قالت بسخرية ( انا لم‬
‫اسمع باذني على االقل )‪..................‬كانت امها قد‬
‫وصلت فقامت لتستقبلها دخلتا سويا الى حجرة شيري‬
‫‪...........‬الطبيب لم يعترض لتدخلهم بل كان سعيدا‬
‫كونه سيعمل مع الدكتورة سوزان سميث الشهيرة في‬
‫تخصصهم ‪............‬خرجت مبتسمة وفي يدها اللفافة‬
‫الصغيرة لتناولها لمعتز الذي امسك بها مرتجفا فقالت‬
‫له (لقد صممت ان اكون انا من يحمل اليك ولي العهد‬
‫)‪................‬اقترب يوسف لينظر بتأمل الى الطفل‬
‫الصغير جدا والذي كان مغمض العينين دون شعر‬
‫على االطالق ‪............‬قال له ينبهه وهو يالحظ‬
‫الدموع الظاهرة في عينيه ( هيا اذن في اذنه‬
‫)‪..........‬وجده يناوله لها ويقول ( فلتأذن انت ليوسف‬
‫الصغير )‪..........‬نظر نحوه بتأثر ليقول بعدها (انتظر‬
‫فربما ارادت زوجتك ان تطلق عليه اسم اباها‬
‫)‪............‬هز رأسه نفيا ليقول بعدها ( ال هو سيكون‬
‫يوسف )‪............‬امسك به مسميا باهلل وفعل ما طلبه‬
‫لتقول ملك ( االن سنأخذ الصغير حتى يفحصه طبيب‬
‫االطفال جيدا فربما احتاج للوضع في الحضانة بسبب‬
‫والدته المبكرة )‪..........‬دخل الى الحجرة التي تم‬
‫نقلها اليها فوجدها ال تزال فاقدة لوعيها ‪..........‬ولدت‬
‫بشكل طبيعي ولم تحتاج لعملية بفضل هللا ‪..........‬علم‬
‫ان رامز قد قتل ربما تكون هذه اشارة رمزية على‬
‫كونهم يبدأون فصل جديد من حياتهم ‪..........‬يوم‬
‫مولد ابنه وزواج شقيقته واستقرار شقيقه االكبر‬
‫تواكب مع انتهاء احد رموز الشر في حياتهم‬
‫‪..........‬شعر بها تفتح عينيها فاقترب منها يلمس‬
‫شعرها قائال (حمدا هلل على سالمتك يا حبيبتي‬
‫)‪............‬نظرت جوارها لتقول بخوف (اين ابني‬
‫؟)‪.............‬قال مبتسما (ابنك الذي اسرع الى الدنيا‬
‫يحتاج الى بعض العناية لذا سيبقى في الحضانة عدة‬
‫ايام )‪............‬قالت بصوت خافت (اريد ان اراه‬
‫)‪.............‬قال مبتسما (ساخذك لرؤية يوسف الصغير‬
‫فور ان تستطيعي السير ) ‪...............‬قالت مبتسمه‬
‫بحالمية (اسمه يوسف )‪.............‬ردا عليها (نعم يا‬
‫ام يوسف كما ترين نحن لم نتوقع ميالده االن لذا كان‬
‫علي اتخاذ قرارات سريعة )‪.........‬وصلتهما صوت‬
‫الطرقات ليجد ملك تدخل يتبعها يوسف الذي وقف‬
‫جانبا وقال (حمدا هلل على سالمتك )‪..............‬لم‬
‫يلبث اال دقائق وانصرف بعدها قالت ملك لها ممازحة‬
‫(ان ابنك رائع ليس لديه شعر لذا ال نعلم ان كان شعره‬
‫سيصبح اسود ام اشقر )‪...............‬نظر معتز نحوها‬
‫برعب وقال (ال تقولي هذا كيف يكون ولد اشقر‬
‫؟)‪.............‬نظرت شيري نحوه بغيظ وقالت (وما‬
‫المشكلة في ان يأخذ لون شعري )‪...........‬قال بحزم‬
‫( منذ االن ليكن في علمك ليس مشكلة ان تنجبي فتيات‬
‫شقراوات ولكن بالنسبة للفتيان حتما ال ‪..........‬افعلي‬
‫مثل جيجي )‪..............‬ردت ملك وهي تضحك ( ليس‬
‫مهما لون شعر طفلكما المهم ان يحظى ببعض العقل‬
‫الذي يبدو واضحا ان والديه فقداه‬
‫)‪................‬وجدت انظارهما اتجهت اليها لتقول‬
‫بعدها (ساتركك لتعتني بزوجتك اما انا فلن افوت‬
‫زواج شقيقاي )‪.............‬مطت شيري شفتيها في‬
‫غضب وقالت (انا اعلم ان حظي سئ حتى الزواج‬
‫الذي استعد له منذ اشهر ها أنا ذا لن احضره‬
‫)‪...............‬اقترب منها محتضنا وهو يقول (ال بأس‬
‫يا حبيبتي بالتأكيد ستأتي مناسبات كثيرة في المستقبل‬
‫)‪............‬قالت وهي تبتعد عنه قليال لتنظر في عينيه‬
‫(هل تحبني حقا يا معتز ؟)‪..............‬قال وقد زاد‬
‫بريق عيناه (بالتأكيد يا حمقاء ما الذي كان سيجعلني‬
‫اتحمل غبائك كل هذا الوقت ان لم اكن افعل‬
‫؟!!!!)‪............‬ضربته ضربة ضعيفة على كتفه وهي‬
‫تقول بحنق (كم انت رومانسي تسبني مرتين في‬
‫اعترافك بحبي )‪...............‬قال ضاحكا (بالطبع‬
‫رومانسي )‪..........‬عادت تضم نفسها اليه وهي تقول‬
‫(ال تتصور مقدار الرعب الذي شعرت به عندما‬
‫وجدته امامي وادخلني السيارة لقد شعرت اني اكاد‬
‫افقد الحياة ‪...........‬ربما فعل شئ جيد بتخديره لي‬
‫)‪...............‬قال وهو يربت فوق شعرها (لقد انتهى‬
‫كل شئ وقد حصل على جزاءه واسترحنا من شره الى‬
‫االبد )‪.............‬عاد يقول مبتسما (يبدو ان سيف‬
‫وجد في النهاية شيئا يستغل فيه ذكاؤه الذي كان‬
‫يمرضنا به )‪..............‬قالت بموافقة (اظن اني مدينة‬
‫له بحياتي )‪..............‬قال وهو يهز رأسه نفيا (لقد‬
‫اسمينا الولد باسم اباه لذا سددنا الدين‬
‫)‪................‬كانت تنظر الى الطفل الموجود داخل‬
‫الحضانة فتطفر عيناها بالدموع وهي تستند الى‬
‫زوجها الواقف جوارها قالت في سعادة شعرت بها‬
‫تفيض من قلبها (انه رائع وجميل للغاية )‪............‬‬
‫فتح عينيه وكأنه شعر بوجودهما جواره فقالت وهي‬
‫تشهق بفرح (ان عيناه خضروان مثلي )‪............‬قال‬
‫ضاحكا ( هذا اثبات اخر على حبي لك‬
‫)‪************.............................‬‬

‫********كان ينظر الى الجالسة جواره في الكوشة‬


‫بغيظ عروسه المصون ال تبدي اي قدر من التفاعل‬
‫مع ما يحدث ‪.........‬وها هما جالسان يشاهدان عماد‬
‫وعروسه وهم يرقصون مثل باقي المدعوين‬
‫‪.............‬حتى معتز لم يأت الن زوجته اختارت هذا‬
‫اليوم تحديدا لتلد ‪............‬ما يغيظه اكثر انها دعت‬
‫زمالئها في الجامعة وكونه استاذا لهم ال يجعله راغبا‬
‫في فعل ما قد يفسد هذه الصورة ‪..........‬وهاهم‬
‫الحمقى ال يكفون عن استغالل زفافه هو في االستمتاع‬
‫والرقص ‪.........‬يبدو انه المخطئ منذ البداية‬
‫لحصوله على الدكتوراه في هذه السن ‪..............‬لم‬
‫يصل عمره الى السابعة والعشرون ومضطر للجلوس‬
‫مثل الطاعنون في العمر ‪...........‬نظر بحنق جهة‬
‫عماد الذي يكبره بما يقرب من اربع سنوات ورغم‬
‫ذلك يفعل ما يريد ‪.............‬اقترب منها حتى تستطيع‬
‫سماع صوته وهو يقول (ان لم يكن عقد زواجنا‬
‫السابق قد اقنعك اظن ان عقد اليوم يؤدي المهمة لقد‬
‫تم بحضور مئات من البشر ووضعت يدي في يد جدك‬
‫‪...........‬صدقا ماذا علي ان افعل ايضا‬
‫؟)‪.............‬قالت بال مباالة (محمد ما الذي ال يعجبك‬
‫؟!!!!!!!!!انظر ان الجميع سعداء لماذا علي انا ان‬
‫اقوم من مكاني ليظلوا ينظرون الي دون داع‬
‫)‪............‬قال بحنق (النك العروس وال بد ان يحدث‬
‫هذا ‪........‬ثم انك محتشمة جدا بفستانك وحجابك حتى‬
‫المكياج غير ظاهر ‪..........‬والن اليوم يوم زواجي‬
‫واريد ان اشعر بهذا )‪.............‬قال وعيناه تلمعان‬
‫بخبث (اال اذا كنت تنوين التعويض علي عند وصولنا‬
‫للمنزل وقتها سانتظر )‪..............‬قالت دون ان تتغير‬
‫مالمحها (طبعا ساعوض لك عن كل شئ‬
‫‪...........).........‬لم يرتح للهجتها التي بدا انها تحمل‬
‫خلفها الكثير ‪...............‬كانا يقفان في شكل دائرة‬
‫بينما ينظرون الى مجموعة من الشباب يؤدون‬
‫رقصات صاخبة على موسيقى سريعة تصاحبها كلمات‬
‫عجيبة ‪...........‬قال هامسا في اذنها (يبدو ان االغاني‬
‫التي سمعتها منك تلك الليلة في النهاية ومقارنة بهذه‬
‫كانت هادئة وهادفة )‪.............‬الظاهر انه لن يتوقف‬
‫قريبا عن تذكيرها بهذا الموقف ‪.......‬قالت في تحدي‬
‫(لقد اطاحت بك منذ اللحظة االولى)‪ ..........‬قال‬
‫مبتسما وهو يضمها اليه (ما اطاح بي هو صاحبتها‬
‫وليست هي واالن قليل فقط واخذها الى مملكتي)‬
‫‪..............‬قالت باغاظة (وهل لديك مملكة يا دكتور؟‬
‫)‪...........‬قال وانفاسه الدافئة تلفح بشرتها (مملكة‬
‫حدودها ذراعي واسوارها شعرك الجميل وسكانها انا‬
‫وانت فقط )‪...........‬شعرت بنفسها ترتجف تأثرا من‬
‫كلماته هل يعني حقا هذه الكلمات ؟ومن ناحية اخرى‬
‫فان الكلمات التي تبدو في الظاهر رومانسية تخفي‬
‫تلميحات اخرى‪.............‬كان ينظر جهة باب القاعة‬
‫حيث ال زال الحضور يتوافدون ووالدها واقفا في‬
‫استقبالهم هو ووالده ويوسف (اشعر ان الكثير من‬
‫هؤالء زمالء لوالدك رغم انهم ال يرتدون الزي‬
‫الرسمي )‪............‬نظرت الى الجهة التي ينظر اليها‬
‫وقالت ( بالفعل اعرف عددا منهم لذا توخى الحذر‬
‫الني محمية من قبلهم )‪.........‬قال وهو يقربها منه‬
‫اكثر (انت محمية داخل اضلعي حيث مكانك في قلبي‬
‫)‪.............‬عادت تنظر نحوه بدهشة لماذا تشعر انه‬
‫يؤدي دورا ما فبما انه عريس يتصرف كواحد‬
‫؟‪............‬كانت تنظر حولها وهي جالسة على نفس‬
‫الطاولة مع امها اليزال زوجها يستقبل المدعوين ترى‬
‫متى سيتمكن من الدخول ‪..........‬لم تره منذ غادرا‬
‫المستشفى وهي تريده ان يرى المفاجأة التي اعدتها‬
‫له ‪................‬اخبرت امها انها ستبحث عن سلمى‬
‫وجدتها بفستانها االبيض الجميل والقصير المصنوع‬
‫من التل تتهادى كأميرة صغيرة ‪.........‬وهناك‬
‫مجموعة من االطفال من مختلف االعمار يشاركونها‬
‫الرقص في دائرة خاصة بهم ‪.........‬بينما كان سيف‬
‫بحلته الرسمية ينظر اليهم بتأمل اقتربت منه تحيطه‬
‫بذراعها قائلة (كيف حال بطلي الشجاع‬
‫؟)‪.............‬قال بهدوء (لست بطل )‪.........‬لم‬
‫تعترض وقالت له (لماذا ال تشاركهم الرقص‬
‫؟)‪............‬قال وهو يهز كتفيه (لماذا ؟ انا ال احب‬
‫هذه االشياء ؟)‪..............‬قالت باقناع (ولكنه يوم‬
‫زفاف والجميع سعداء لذا فلتشاركهم ما يفعلون فليس‬
‫شرط ان تقتنع تماما )‪.............‬قال بتفكير (ربما‬
‫سافعل ‪..............‬انك رائعة هكذا )‪............‬ابتسمت‬
‫له وهي تخبط كفها بكفه سيظل بكل تأكيد داعمها‬
‫االكبر ‪..............‬اتجهت عيناها ناحية باب القاعة‬
‫يبدو ان يوسف قد دخل اخيرا ‪......‬بحثت بعيناها‬
‫لتجده في النهاية واقفا في احد الجوانب الخلفية‬
‫ويتحدث مع رجل قريب منه في الهيئة الطول والجسم‬
‫القوي ‪.........‬اقتربت منهما فربما هذه هي فرصتها‬
‫قبل ان يعود للوقوف جوار الباب ‪................‬التقت‬
‫عيناها بعيناه فنظر نحوها مبتسما لتظهر عالمات‬
‫الدهشة المختلطة بالسرور على محياه وهو يشير لها‬
‫باالقتراب ‪.............‬وصلت جواره وعيناها ال تزاال‬
‫اسيرتا عيناه ‪.........‬لف ذراعه حولها مقربا لها منه‬
‫لتجده يخاطب الرجل الواقف امامها قائال وهو يشير‬
‫نحوها (ملك زوجتي )‪.............‬رفعت عيناها تجاه‬
‫الرجل لتتوقف في صدمة زادت وصوت زوجها‬
‫الهادئ يقول (دكتور مراد رفعت )‪.....‬‬
‫تمت سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬
‫استغفرك واتوب اليك‬

‫‪.‬الفصل السابع والخمسون واالخير ‪...............‬رفعت‬


‫عيناها تجاه الرجل لتتوقف في صدمة زادت وصوت‬
‫زوجها الهادئ يقول (دكتور مراد رفعت‬
‫)‪....................‬لم تحتج الى سماع االسم لتعرف من‬
‫يكون ‪.........‬انه الرجل الذي شهد لحظة ضعفها وذلها‬
‫‪.....‬وهاهو هنا وزوجها يعرفها به ربما يكون صديقه‬
‫ايضا ‪......‬ضربت عشرات االفكار رأسها كالصاعقة‬
‫ترى هل سيكشق ما حدث‪.‬؟‪..........‬ربما لن يتعرف‬
‫عليها من االساس مظهرها اليوم وخاصة بعد ارتدائها‬
‫الحجاب واستغنائها عن الزينة وبمالبسها المحتشمة‬
‫مختلف تماما ‪.......‬حتى اسمها مختلف ايضا‬
‫‪.........‬شعرت ان صمتها قد طال فقالت باقصى ما‬
‫استطاعت من هدوء (تشرفنا دكتور مراد‬
‫)‪............‬لم يظهر على مالمحه اي شئ ورد قائال‬
‫(الشرف لي )‪............‬وجدت يوسف يقول مضيفا‬
‫معلومات اخرى وكأن هذا ما ينقص ليعزز شكوك‬
‫الرجل (ملك تخرجت من كلية الطب هذا العام‬
‫)‪..............‬وجدته يقول بهدوء ( اظن في النهاية ان‬
‫هناك عالقة بين تخصصاتنا )‪...........‬ينبغي حتى االن‬
‫ان تكون شاكرة ان زوجها لم يرتاب بشئ وعليها ان‬
‫تنسحب من الموقف باسره ‪...........‬كانت تستعد‬
‫لالبتعاد عندما وجدت يوسف هو من يستأذن الن‬
‫احدهم اشار اليه بالقدوم ‪..........‬بعد انصرافه كانت‬
‫ستبتعد عندما استوقفها صوته قائال ( اظن انه من‬
‫الجيد ان رأيتك اليوم لقد ظللت طوال الوقت قلق عليك‬
‫‪............‬ولكن في النهاية يبدو ان االمور سارت جيدا‬
‫وها انت في افضل حال )‪..............‬قالت بابتسامة‬
‫شاحبة (اظن ان هذا ما يمكن ان يطلق عليه‬
‫باستحقاق الدنيا صغيرة )‪...............‬قال رافعا حاجبه‬
‫في تفكير (انا ال امثل مصدر لقلقك يا ملك يمكنك ان‬
‫تقولي فقط ان ما رأيته اليوم قد اعطاني امل في الغد‬
‫حتى اذا كانت االمور في قمة السوء‬
‫)‪...............‬اراحها كالمه فقالت (عليك ان تصل الى‬
‫الطريقة او كما يقال الوصفة السرية انها وكما عرفت‬
‫تتمثل في التسامح وااليمان )‪.............‬كان يبدو‬
‫وكأنه يقيم كالمها او يفكر في معناه عندما وجدت‬
‫سيف يقترب منهما ويقف بجوارها ابتسمت له‬
‫‪.........‬يبدو وان رجلها الثاني ينوب عن والده في‬
‫حمايتها ‪...............‬وجدت عيناه تنخفض الى سيف‬
‫فقالت بفخر (سيف الدين يوسف ابني‬
‫)‪..............‬كادت تضحك بصوت عال ولكنها تمكنت‬
‫من االكتفاء باالبتسام ‪..........‬يبدو وان مالمح مراد‬
‫رفعت والتي لم تر عليها رد فعل منذ قابلته قد تغيرت‬
‫اخيرا لتحط عليها مالمح الدهشة ‪..............‬قالت‬
‫مبتسمة ( تبقى سلمى وهكذا تكون قد تعرفت على‬
‫االسرة باكملها انها توأم سيف )‪..............‬ال تدري‬
‫اتجاه تفكير الرجل االن ولكن بالنسبة لها االمر ال‬
‫يمثل اي حساسية هي تفخر بابنائها جدا‬
‫‪..........‬ابتعدت ويبدو ان الموقف انتهى بخير‬
‫‪...........‬ذهبت عيناها الى الكوشة حيث يجلس محمد‬
‫العابث وسارة ذات المالمح المتجمدة ‪..........‬واالن‬
‫ماذا يحدث ؟هل تمسكت الفتاة بالهدوء طول الوقت‬
‫وانتهت طاقتها االن ؟!!!!!!!!!!اتجهت نحوهما‬
‫لتنحني وتهمس لها قائلة (سارة هيا قومي ان الذي‬
‫يراك االن سيقول انك مجبرة على الزواج‬
‫)‪..............‬هزت رأسها في عناد بينما كان التشنج‬
‫ظاهرا على كل جزء فيها ومحمد ينظر اليهما باحباط‬
‫‪...........‬يبدو ان الوضع يحتاج الى انقاذ سريع في‬
‫هذه اللحظة ‪..........‬كان زوجها قد اقترب منهم فقالت‬
‫له وعيناها عليهما (يوسف ان سارة ال تبدي اي‬
‫تفاعل هل يمكنك التدخل اظن ان لم تفعلها انت لن‬
‫يفعلها غيرك )‪.................‬ضحك وهو ينظر الى‬
‫زوجته المتألقة كان سعيدا جدا بارتدائها الحجاب اوال‬
‫الن في هذا طاعة هلل ‪......‬وثانيا النها خففت عنه كثير‬
‫من العناءوهي تحتشم فال ينظر غيره الى ما يخصه‬
‫‪.......‬يبدو انها لن تتوقف عن مفاجاته قط حتى في‬
‫تفاعلها مع الجميع واهتمامها بهم تريحه كثيرا‬
‫‪.........‬لطالما كان متحمال مسئولية عائلته وعالما بان‬
‫عبء حل مشاكلهم بل وراحتهم واجب عليه وهي‬
‫تمثل له خير عون ‪.......‬كما ان شخصيتها الصريحة‬
‫الذكية المرحة تجعل الجميع يحبها ويتقبلها ‪.......‬ربما‬
‫عليه ان يندم حقا على السنوات التي مضت دون‬
‫وجودها ‪......‬وان يحمد هللا ايضا على انها دخلت‬
‫حياته لتنثر بها كل انواع الفرح والحب‬
‫‪.............‬اقترب من العروسين ليمد يده الى سارة‬
‫قائال (هل تسمحي لي ان اراقصك يا عروسنا الفاتنة‬
‫)‪..........‬كانت تنظر نحوه بتردد وكأنها ال تستطيع‬
‫رفض طلبه وفي نفس الوقت تعلم انها ان قامت معه‬
‫فلن تستطع العودة ‪........‬فهمت انه ايضا ال يعجبه‬
‫جمودها وهو يريد اخراجها منه ‪............‬في النهاية‬
‫ال تستطيع ان ال تمسك بيده الممدوة لها‬
‫‪.............‬مدت يدها وقامت معه ليتجها الى المنتصف‬
‫‪..........‬وجدت شقيقها يتبعهما بنظراته فقالت وهي‬
‫تحثه على التحرك (هيا ال تضيع فرصتك )‬
‫‪............‬لحقا بهما لتجد يوسف يرقص مع سارة على‬
‫النغمات الهادئة وعماد وسها ايضا يرقصان فقالت‬
‫لمحمد (بما ان زوجتك اخذت زوجي ارقص معي‬
‫)‪..............‬ضحكت علىه وعيناه تتبعان سارة بينما‬
‫هو يرقص معها لتقول مصطنعة الغضب (ترقص مع‬
‫امرأة بكل هذا الجمال وعيناك تتجهان الى اخرى ايها‬
‫الوقح )‪..............‬التفت نحوها وهو يقول (اصمتي يا‬
‫حمقاء وبما سيفيدني جمالك )‪..........‬قالت بغيظ (ايها‬
‫الوغد وانا من اردت ان اساعدك ايها الناكر للجميل‬
‫)‪.....................‬قال لها يوسف وهو يقرص خدها‬
‫(ال تعلمين ما الذي تفوتينه بهذا العبوس ان كل‬
‫النساء في الحفل يتمنين ان يكن في مكانك الحالي‬
‫)‪.............‬قالت وهي تتخلى عن جمودها بعض‬
‫الشئ(اتمنى ان يحاولن لتقوم ملك مع من تتقدم‬
‫بالواجب )‪...........‬ضحك بصوت عال وقال (ال داعي‬
‫للفضائح لقد رأيت استراتجيتها من قبل‬
‫)‪...............‬شاركته الضحك وهي تشعر بتغير كبير‬
‫في حالتها النفسية******‬

‫**يبدو وان دخلوهم لساحة الرقص قد شجع غيرهم‬


‫على الفعل ‪...........‬احمد وفرح ايضا كانا يرقصان ثم‬
‫ظهرت ريهام وحازم ‪.............‬وجد ريهام تقترب منه‬
‫تاركة حازم وهي تقول موجهة كالمها له ولكن قاصدة‬
‫سارة ( اترك الفتاة لعريسها وارقص معي الست ايضا‬
‫شقيقتك ام انني ابنة البطة السوداء في هذه االسرة‬
‫؟)‪..............‬ارتسمت على وجهه ابتسامة مستنكرة‬
‫وقال وهو ينظر الى بطنها البارزة ( حبيبتي بمظهرك‬
‫هذا رقصك من االساس تصرف غير آدمي هيا عودي‬
‫الى مكانك وال تسببي االحراج للمسكين حازم‬
‫)‪..............‬قالت بغضب ( يوسف انا مصرة‬
‫)‪................‬تنهد بصوت مسموع وهو يقول (امري‬
‫هلل )‪..............‬كان احمد من اقترب من سارة وقال‬
‫(واالن حان دور االخ الثاني )‪................‬نظرت اليه‬
‫باحباط هي ابعدت يوسف عن سارة لتسلمها لعريس‬
‫الغفلة واالن اخاها االخر هو من اخذها تبا‬
‫‪.............‬كانت تضحك على منظره وهو يراقب ما‬
‫يحدث فيبدو انه ممتعض من سارة فهي عندما‬
‫تحركت في النهاية كان ذلك لصالح اشقائها‬
‫‪....................‬اقتربت شذى وهي تقول له (واالن‬
‫حان دوري )‪...............‬وكأن ما ينقصه هو اقتراب‬
‫اخته الصغيرة الحمقاء هل قال لهم شخص ما ان هذا‬
‫يوم االخوة ؟‪.................‬هي لن تترك المسكين‬
‫محمد يعاني وحده لذا اقتربت من عماد الذي بدا غائبا‬
‫عن العالم وهو يشارك سها الرقصة البطيئة وقالت له‬
‫( اترك عروسك قليال االن سترقص مع شقيقتك‬
‫)‪................‬سها اقترب منها شاب رجحت انه‬
‫شقيقها لتجد عماد يقول لها (ايتها المفسدة للمتعة لن‬
‫انس لك هذا التصرف )‪..................‬رفعت حاجبها‬
‫في تحدي وقالت (تبيع شقيقتك وتنسى تاريخكما‬
‫المشترك من اجل فتاة لم تعرفها اال منذ اشهر‬
‫)‪...............‬نظر نحوها بسخرية وقال (ملك اخيرا‬
‫جاء زوجك يبدو انه يريدك )‪..........‬التفتت لترى‬
‫يوسف يتقدم منها ممسكا بيدها ويقول ( اتركي‬
‫شقيقك في حاله )‪...........‬نظرت نحوه بتذمر لتومئ‬
‫بعدها بموافقة ليسحبها نحوه مقربا لها منه وتضع‬
‫هي جبهتها على كتفه وهي تستنشق رائحته بعمق‬
‫قائلة ( النك فقط طلبت )‪................‬دخل الى القاعة‬
‫ليجد الكوشة خالية بينما هناك تجمهر في المساحة‬
‫المخصصة للرقص ‪.........‬اقترب منهم ليجد محمد‬
‫واقفا في امتعاض بينما احمد يرقص مع سارة‬
‫‪.......‬يبدو ان الكثير قد فاته هو لم يستطع الحضور‬
‫منذ البداية وربما لم يكن سيحضر حتى ال يترك‬
‫زوجته وحيدة ولكن في النهاية انقذه مجئ السيدة‬
‫زهرة لتبق معها ‪............‬وقف بالقرب من محمد‬
‫الذي الحظ وجوده مندهشا لتظهر بعدها عالمات‬
‫السرور على وجهه ويقول (كنت اعلم انك ستأتي‬
‫)‪...............‬اقترب منه معانقا وقال (لم اكن الفوت‬
‫زواجك يارفيق )‪...................‬عاد يكمل محاوال‬
‫معرفة الوضع الذي بدت اثاره على مالمح محمد من‬
‫الواضح ان سارة متمسكة اليوم بالواجهة الخشبية‬
‫ولكن ربما عليه ان يتدخل ‪...................‬كانت تقول‬
‫له (ال تتصور مقدار سعادتي بحضورك‬
‫)‪..................‬قال وهو يمرر يده على ارنبة انفها (‬
‫لم اكن الفوت حفل زفافك )‪..............‬نظرت نحوه‬
‫بامتنان وقالت (وجودكم حولي يسعدني ‪........‬كما‬
‫انني سعيدة بعودتك انت وفرح الى بعضكما‬
‫)‪................‬اومأ موافقا وقال (واالن صغيرتي‬
‫الشجاعة ثتثبت للجميع مقدار قوتها اليس كذلك‬
‫)‪..........‬قالت بتفكير (ال تخف انا لن افر هاربة‬
‫)‪...............‬وجد يدا تربت على ذراعه ليصله صوت‬
‫معتز قائال (انه دوري االن في الرقص مع عروسنا‬
‫الفاتنة )‪..................‬اقترب منه معانقا وقال (حمدا‬
‫هلل على سالمة زوجتك ومبارك لك يوسف الصغير‬
‫)‪............‬قال ضاحكا ( ال تقل انك اصبحت عاطفيا يا‬
‫طبيب )‪...............‬نظر نحوه مدعيا الغضب وقال‬
‫(لطالما كنت عاطفيا )‪.............‬تركها له ليقول لسارة‬
‫مبتسما ( لم اتوقف عن الضحك منذ رأيت محمد ان‬
‫منظهره رهيب وهو يبدو كالطفل الذي اخذوا منه‬
‫لعبته المفضلة )‪.................‬قالت بحنق (لست لعبة‬
‫صديقك )‪.................‬قال متراجعا وهو يرى موقفها‬
‫الدفاعي (ال يا هندسة انت شخصية محورية لولبية‬
‫حلزونية ذات كيان مستقل )‪..................‬شعر بالم‬
‫في يده التي تمسك بيدها يبدو انها قرصته لتقول‬
‫بعدها (اظن ان بينك وبين التعقل عداوة دائمة‬
‫)‪.......................‬قربها الشديد منه يحرك به‬
‫مشاعر يظن انها لن تنطفئ ابدت قال لها بلهجة‬
‫ماكرة ( ما رأيك في هذا الفندق‬
‫؟)‪..................‬اندهشت لسؤاله بالتأكيد هو ال يحتاج‬
‫للسؤال فالفندق هو احد فنادق السلسلة العالمية‬
‫الشهيرة وال يمكنها ان تقول شئ عنه اجابت (انه‬
‫رائع )‪..............‬قال وكأنه يفكر (اريد ان ابني واحدا‬
‫على نفس الطراز لذا فكرت انني في حاجة لزيارة‬
‫الغرف واالجنحة الموجودة به )‪..............‬ال تظن انه‬
‫لم ينزل في فندق من السلسلة من قبل فحتما قد فعل‬
‫كما ان السلسلة كلها مبنية على نفس الطراز قالت (‬
‫اذا فلتفعل )‪................‬قال بخبث (ما رأيك ان نقم‬
‫بهذا االن )‪..............‬رفعت وجهها نحوه في ذهول‬
‫يبدو انها قد وصلت لقصده لتقول بعدها في سخرية‬
‫مرحة (اظن ان وجود المهندس حازم في هذه المعاينة‬
‫سيفيدك اكثر )‪..................‬قال باعتراض (ملوكي‬
‫ان الحفل سيستمر اكثر من ثالث ساعات ما المشكلة‬
‫في وقت مستقطع ؟)‪..............‬قالت ضاحكة (يوسف‬
‫تعقل سيثير غيابنا االستغراب كما انه ليس بالجيد ان‬
‫تختفي وتترك ضيوفك ‪.........‬واالهم ان سارة قد‬
‫تندفع هاربة وتترك الحفل )‪..................‬قال باحباط‬
‫( اظن ان المفترض وانت ترتدين مالبس ال تظهر شئ‬
‫وحجاب ان يقمع هذا مشاعري ‪.........‬ولكن الواضح‬
‫ان ما حدث هو العكس يبدو ان الهدية الملفوفة هي‬
‫في النهاية اكثر اثارة للفضول والتشويق‬
‫)‪.................‬عادت تضع رأسها على كتفه وتقول‬
‫(هل اسعدك ارتدائي للحجاب ؟)‪................‬قال‬
‫بصدق (ال تدركين مقدار ساعدتي باقدامك على هذه‬
‫الخطوة كنت أمل ان تفعليها من نفسك‬
‫)‪.................‬قالت بابتسامة متأملة (انا اذكر ان قلت‬
‫لي في باريس انك ستجعل زوجتك تتحجب هل كنت‬
‫تقصدني؟)‪.................‬ابتسم هو ايضا على الذكرى‬
‫وقال ( ومن ساقصد غيرك يا فاتنتي الجميلة‬
‫)‪********..............‬‬
‫‪.‬يبدو ان االمر الواقع فقط هو ما سيصلح معها لذا‬
‫اشار لمحمد دون ان تالحظ والذي اقترب منهما‬
‫ليتبادل معه موقعه ليقول له بانتصار (ها قد حصلت‬
‫على العروس )‪...................‬اخيرا اصبحت بين‬
‫ذراعيه ورغم تشنج جسدها اال ان خذا لم يقلل كم‬
‫سعادته قال لها بصوت مبحوح (واالن يا سارتي‬
‫اخيرا سنصبح سويا )‪..............‬شعر بها تتصلب وال‬
‫تمنحه اي جواب قال بهدوء وهو يضمها بطريقة‬
‫حيادية كطفلة صغيرة (اهدئي يا حبيبتي اقسم لك انني‬
‫لن أؤذيك او افعل اي شئ يضايقك‬
‫)‪...................‬هل كانت تحتاج لكلماته هذه ؟ ربما‬
‫تشعر ان توتره قد تراجع قليال ‪..‬وجدته يرفع وجهها‬
‫نحوه ناظرا الى مالمحها وهيئتها في ثوب الزفاف‬
‫ليقول بطريقة حالمة (لسنوات وان اتخيل هذا المنظر‬
‫امل واتمنى ان يحدث باقصى سرعة ضاربا بالزمن‬
‫عرض الحائط واالن وانت تبدين كحورية من الجنة ال‬
‫استطيع اال ان اتسائل هل استحق كل هذا‬
‫؟)‪................‬هذه المرة لم تهرب من مواجهة عيناه‬
‫بل ظلت تنظر نحوهما بحيرة ‪...........‬كلماته هذه‬
‫تصنع فيها االعاجيب ‪......................‬كان يريد في‬
‫هذه اللحظة ان يصرخ معترضا باعلى صوته فلم تكد‬
‫تستقر بين ذراعيه حتى وجد الموسيقى تتغير الخرى‬
‫صاخبة معلنة انتهاء الرقصة تراجعت الى الخلف اال‬
‫انه ظل ممسكا بيدها ليمنعها من العودة الى الكوشة‬
‫‪.........‬على االقل فليبقيا في قلب الحدث وجد الشباب‬
‫قد عاد للتجمع وانضم اليهم معتز الذي خلع سترته ثم‬
‫بدأوا في الرقص ‪..................‬يظن في هذه اللحظة‬
‫ان المشكلة ليست في الطلبة بل في وجود عميد‬
‫الجامعة والفيف من االساتذة الذين قام بدعوتهم لذا‬
‫فليكتف بالتفرج ‪.............‬وجد معتز يقترب منه جاذبا‬
‫له ثم ليبدا مجموعة من الشباب في حمله واطالق‬
‫الهاتفات لينسجم بعدها مع ما يحدث ناسيا كل شئ‬
‫‪................‬جلست الى المائدة التي بها العمة زينب‬
‫ام محمد لتنظر الى مالمحها المنشرحة بفرح كانت‬
‫قلقة ان يؤدي الزفاف المزدوج الى حدوث احراج‬
‫وافراد متباينون يجتمعون ولكن حتى االن االمور‬
‫تسير على ما يرام السنوات على كل حال تخفف من‬
‫وقع االمور الحساسة السابقة ‪................‬بما انها‬
‫اخت العروس لذا فلتقوم بمهامها على اكمل وجه‬
‫توجهت الى حيث الطاولة التي تجلس عليها عمتها‬
‫وابنتها وخالد الذي كان واقفا في استقبال الضيوف اال‬
‫انه االن جالس مع والدته ‪..‬رأت صفاء ايضا ولكن‬
‫هي االن تشاهد الرقص وفارس مختف في مكان ما‬
‫ربما هو مع الراقصين ‪..............‬جلست ترحب بهم‬
‫هي سعيدة ان خالد اتى فخورة بشجاعته وقدرته على‬
‫المواجهة والتحمل فهو وان كان ابن عمتها اال انه‬
‫ايضا اخاها في الرضاعة والمه كان يؤثر فيها بشكل‬
‫كبير ‪..............‬قالت مداعبة كاسرة حاجز الصمت‬
‫(واالن اين ذهب عقلك خالد بيك ؟)‪..............‬قال‬
‫بابتسامة هادئة ( الى البحث عن حجة اهرب بها من‬
‫الحاح امي وابي علي بان اخطب )‪...............‬قالت‬
‫بمؤازرة (اظن عندما تجد حبك الحقيقي انت من‬
‫ستزعجهما حتى يخطبا لك )‪..............‬نظر نحوها‬
‫بسخرية وقال (ربما ولكن انا ال اؤمن كثيرا بهذه‬
‫االشياء على كل حال )‪...............‬ازعجها كالمه ربما‬
‫كانت مشاعره تجاه سارة مجرد تعلق بفكرة عاش بها‬
‫لسنوات ولكن من جهة اخرى ال بد ان االمر احدث‬
‫جرحا ان لم يكن لقلبه فلكرامته تتمنى ان يجد ما‬
‫يستحقه وهو يستحق االفضل ‪..............‬تعالى رنين‬
‫هاتفه فنظر الى المتصل ليقوم مبتعدا ويجري مكالمة‬
‫قال بعد ان عاد موجها كالمه لها والمه (سيتم عرض‬
‫بعض االفراد على النيابة لذا انا مضطر للمغادرة‬
‫)‪.........‬قالت ريهام في دهشة (في هذا الوقت‬
‫)‪..............‬قال باستسالم (احيانا يكون هناك امور‬
‫ملحة او قضية تتعلق باشخاص لهم وضع خاص لذا‬
‫يتم العرض ليال )‪..................‬انهى الرقصة‬
‫الصاخبة وابتعد محاوال ضبط مالبسه ليجد ولد في‬
‫سنها يمسك بيدها مدير لها في رقصة مزدوجة‬
‫‪..........‬اقترب منهما ليقول للفتى (لقد انتهت الرقصة‬
‫هيا انصرف )‪.................‬نظر الولد نحوه باشمئزاز‬
‫لينصرف دون كالم ‪.............‬امسك بيدها وهو يقول‬
‫(ان اردت الرقص سترقصين معي‬
‫)‪................‬نظرت نحوه باستنكار وقالت (كيف هذا‬
‫وانت بكل هذا الطول )‪..............‬امسك بيدها وجعلها‬
‫تلف ليوقفها في النهاية وهي تضحك وتقول له بدالل‬
‫(فارس توقف )‪..............‬قال وكأنه يشرح لها‬
‫مستقبلها ( سلمى انت لن تظلي بهذا الطول بضع‬
‫سنوات وستطولين )‪..............‬قالت بتفكير (وماذا‬
‫ستفعل انت بعد بضع سنوات ؟)‪............‬قال وكأنه‬
‫يشاركها احد اسراره (سأقود الطائرات وعندها‬
‫شأخذك معي في جولة )‪..............‬قالت عاقدة‬
‫حاجبيها (يمكنك ان تقود طائرة بابا‬
‫)‪..............‬ضحك قائال ( هل تريديني ان اعمل سائقا‬
‫لديكم ال بالتأكيد انا سأقود الطائرات المقاتلة‬
‫)‪...............‬نظرت نحوه بانبها لتقول (واو سوف‬
‫اتي الراك )‪*********......................‬‬

‫*اخيرا انتهى حفل الزفاف كانا متوجهين الى الجناح‬


‫الخاص بهما في نفس الفندق عندما وجد انهما لم‬
‫يكونا بمفردهما في المصعد ‪........‬كانت ام زوجته قد‬
‫تبعتهما لتليها امه فتدخل المصعد ايضا ثم والد زوجته‬
‫وشقيقها الصغير ‪...........‬وصل المصعد الى الطابق‬
‫الخاص بهما وبدال من ان ينسحب الجميع تبعوهم الى‬
‫الداخل ‪.............‬ترى هل يظنون ان هذا وقت مناسب‬
‫الي نوع من انواع الضيافة ؟‪...........‬قال والد سها‬
‫(عماد سها امانة اعطيتها اليك الني واثق انك‬
‫ستصونها واعلم انك ستراعيها جيدا خاصة وانها‬
‫المرة االولى التي ستبتعد عنا وتتوجه لبالد بعيدة‬
‫)‪.............‬قال بثقة بصوته العميق الباعث على‬
‫االطمئنان (عمي ال تقلق هي في عيوني‬
‫)‪..............‬اقتربت امها لتعانقها ودموعها تتساقط‬
‫ظلت لبعض الوقت دون ان تفلتها ليجد دموع زوجته‬
‫ايضا قد تدفقت ‪...............‬واالن ما هذه الدراما في‬
‫يوم زفافه ؟ وكأن هذا لم يكن كافيا ليجد اياد الصغير‬
‫متعلقا بفستانها ويبكي بصوت عال‬
‫‪..................‬كانت امه تنظر نحوهم بدهشة‬
‫‪.......‬على كل حال يبدو ان جينات الحماة ال تتوقف‬
‫على الجنسية فها هي امه قد تبعته حتى ال تنفرد به‬
‫اسرة زوجته وربما يخطفونه ‪.......‬اال ان الموقف‬
‫انقلب الى دراما غير مفهومة واحد صفات الشعب‬
‫المصري تظهر جليا وهي البكاء في كل المناسبات‬
‫وتعبيرا عن كل انواع المشاعر ‪..............‬هل عليه‬
‫ان يتركهم يأخذون وقتهم الكامل ويكتفي بالمشاهدة‬
‫؟‪........‬او ربما ان يسحب زوجته منهم ويدفعهم‬
‫للخارج !!!!!!!!!!! لم يفكر كثيرا وعمه العزيز يستلم‬
‫المبادرة مقنعا زوجته بالتوجه الى الخارج وحامال‬
‫ابنه الصغير لتقوم امه بمشهد رسم ابتسامة على‬
‫شفتيه وهي تحتضنه ثم تحتضن كنتها الباكية‬
‫وتوصيها به‪..................‬ربما امه اظهرت بعض‬
‫المشاعر االن هو يعلم ان الفضل ال يعود له ‪....‬بل‬
‫لشقيقته التي عادت الى اسمها السابق حتى امه لم‬
‫تنج من تأثير الحالة التي كانت عليها ملك فتوارت‬
‫خلف درع البرود والذي كان جزء منه موجود بالفعل‬
‫اال انه اصبح اكثر تصلبا ‪.............‬اليوم كان منشغال‬
‫بنفسه وبعروسه اال انه قد الحظ ان امه كانت تحوم‬
‫حول والده طوال الوقت وكأنها لم تكن تريد منه ان‬
‫يقترب من زوجته السابقة ‪.............‬خرجت امه‬
‫مغلقة الباب خلفها ليتجه هو نحو زوجته بعد ان‬
‫اصبحا بمفردهما اخيرا ‪.............‬ابتسم تلقائيا وهو‬
‫ينظر ربما للمرة االلف الى شعرها الذي يظهر منه‬
‫جزء بينما الباقي مختفيا خلف طرحة الزفاف البيضاء‬
‫لونه البني الذي له بريق احمر كان ظاهرا جدا مع‬
‫لمعان مالبس الزفاف ‪...............‬مديده ليمسح‬
‫دموعها برقة وهو يقول مداعبا (لو لم تكفي عن‬
‫البكاء في هذه اللحظة ستجعليني مضطرا ان انهيه‬
‫بطريقتي الخاصة )‪..........‬رفعت رأسها في تساؤل‬
‫خبيث لتقول (هل ستخبرني باحد النكات‬
‫؟)‪..............‬لم يكن رده عليها بالكلمات بل جذبها الى‬
‫احضانه ضاما اياها بلهفة وهو يقول (بعد ساعات من‬
‫التعذيب اخيرا اصبحنا وحدنا )‪................‬اجفلت‬
‫جراء تصرفه هي ال تزال بثوب زفافها حتى االن وهو‬
‫ايضا لم يغير مالبسه ‪...........‬انها ليست بلهاء وتعلم‬
‫القادم خاصة من زوجها المتلهف ولكن ليس سريعا‬
‫هكذا !!!!!!!!!!قالت محاولة االبتعاد (عماد اريد‬
‫تغيير مالبسي )‪.................‬وجدت ان شفتيه تأسران‬
‫شفتيها لتتوقف عن الكالم رغما عنها‬
‫‪..............‬افلتها وهي تشعر ان نبضاتها وصلت الى‬
‫اقصاها وهو يقول (واالن يمكنك ان تغيري مالبسك‬
‫بعد ان حصلت على مسكن مناسب لمشاعري‬
‫)‪.............‬اسرعت نحو الحمام وهي ال تصدق انها‬
‫نجت ‪...........‬هي ال تستطيع التوصل الى طريقة‬
‫مالئمة للتصرف انها المرة االولى التي تجد نفسها‬
‫غير قادرة حتى على التفكير ‪...............‬ربما ما حدث‬
‫مع فرح يؤثر فيها لقد كانت شاهدة على رحلة المعاناة‬
‫الطويلة التي مرت بها صديقتها ‪...............‬واليوم‬
‫وهي تراها سعيدة تتمنى ان تحظى بالمثل‬
‫‪...........‬ولكن عليها ان تتعلم من تلك التجربة فتتجنب‬
‫درب االلم الطويل ‪...........‬هي لم تفكر في السابق في‬
‫الحب وحتى االن ال تستطيع تقييم مشاعرها ولكنها‬
‫ستمنح نفسها وزوجها الفرصة كاملة واالن سترتدي‬
‫مالبس العروس وتعيش تجربتها وتدعو هللا فقط ان‬
‫تنجح‪*************...............‬‬

‫**وصلت السيارات الى الفيال التي اسسها لزواجه‬


‫كان المفترض ان يظال هذه الليلة في الفندق مثل عماد‬
‫وعروسه ‪.......‬لكن في النهاية وتجنبا لما قد تقوم به‬
‫عروسه من تصرفات غير محسوبة رأى ان االفضل‬
‫ان يذهبا الى المنزل ‪................‬كانت تتبع سيارتهم‬
‫ثالث سيارات اخرى ‪...........‬لقد اصرت سارة ان‬
‫يوصلها كل اخوتها لذا تبعهم يوسف واحمد وفي‬
‫سيارة معتز كانت ريهام والذي اتجه زوجها الى‬
‫منزله ليوصل امه وشقيقته ‪...............‬خرجت من‬
‫السيارة متجاهلة يده الذي مدها نحوها لتسير بمفردها‬
‫حتى الباب ‪...............‬يشعر انهم وهم ينظرون‬
‫نحوهما يخفون مشاعر كثيرة ربما خوف مختلط‬
‫بالشفقة ورغبة في الضحك او اقتراب لراحة طال‬
‫غيابها ‪.......‬دلفوا جميعا الى الداخل لتتركهم سارة‬
‫وتصعد السلم متجهة الى االعلى لتتبعها ريهام دون‬
‫كالم ‪..................‬جلس صامتا فاقتربت منه ملك‬
‫قائلة (اهدأ وتخلص من التوتر عليك ان تتمسك‬
‫بالثبات وتحاول كسب معركتك الحاسمة )‪........‬أومأ‬
‫دون رد ليقول بعد لحظات من الصمت بصوت‬
‫منخفض (انا اضعها في المقدمة وساقدم مشاعرها‬
‫على مشاعري او رغباتي او احتياجاتي ‪........‬وانا‬
‫مستعد ان امنحها كل الوقت ولكن ال ارغب ان ارى‬
‫منها كل هذا الذعر )‪...............‬قالت بهدوء (مشكلة‬
‫سارة انها طوال الوقت التزمت واجهة هادئة‬
‫‪.........‬لذا ظلت مشاعرها مكبوتة دون اي تنفيس‬
‫واالن لم يعد هناك مجال للهرب لذا فانها تشعر‬
‫بالتخبط ‪..............‬انا ال استطيع ان اخبرك بانسب‬
‫طريقة للتعامل معها ولكن عليك ان تكتسب ثقتها اوال‬
‫)‪.................‬دخلت الحجرة خلفها فوجدتها تقف امام‬
‫المرآة وتبدأ في نزع الدبابيس التي تثبت حجابها ثم‬
‫تزيله عن رأسها بعدها فتحت الدوالب واخرجت‬
‫مالبس لتتجه الى الحمام دون كالم وبعدها بعدة دقائق‬
‫وجدتها تقول (ريهام خذي )‪...............‬ناولتها‬
‫فستان الزفاف فقامت بتعليقه وبعدها بدقائق خرجت‬
‫سارة مرتدية مالبس مخصصة للخروج‬
‫‪............‬نظرت نحوها بدهشة وقالت (لماذا ترتدين‬
‫هذه المالبس ؟)‪........‬قالت بجدية (النني ساغادر‬
‫معكم )‪.................‬نظرت اليها بذهول لتقول بعدها‬
‫(سارة ما هذا الجنون تعقلي )‪...............‬قالت‬
‫وعناها تلمعان باصرار (لقد انتهى العرض وها انا قد‬
‫تزوجته كما تريدون ‪........‬ولكني لن استمر اكثر من‬
‫ذلك )‪..............‬قالت بحدة (وهل تظني ان مغادرتك‬
‫بيت زوجك يوم الزفاف تصرف الئق ويعالج االمور‬
‫)‪..................‬قالت ببرود ( ال يهمني‬
‫)‪................‬تركتها تقوم بوضع حجاب مناسب‬
‫للمالبس التي ترتديها ثم توجهت الى االسفل وقالت‬
‫(يوسف اصعد اليها )‪.................‬قام بسرعة ليدخل‬
‫فيجدها مرتدية كامل مالبسها وحجابها نظر اليها‬
‫بتعجب وقال (سارة اين ستذهبين ؟)‪............‬نظرت‬
‫نحو عيناه باستجداء ففي النهاية سيظل سندها االول‬
‫وداعمها االكبر (انت وعدتني انني لن اكون مضطرة‬
‫للعيش معه )‪................‬اقترب منها ليجلس على‬
‫االريكة الجانبية الموجود في الحجرة ويجلسها جواره‬
‫ويقول بهدوء (حبيبتي كان هذا في البداية ولكن كثير‬
‫من االشياء اختلفت االن‬
‫‪..............).............‬قاطعته وهي تضع رأسها فوق‬
‫صدره (ال استطيع ‪..........‬ال اتصور ان يجمعني به‬
‫مكان بمفردنا ‪...............‬ان يكون له عندي حقوق‬
‫ان امتنعت عنها يغضب هللا علي )‪................‬ربت‬
‫على رأسها وقال (حبيبتي انت تعلمين ان ما يهمني‬
‫هو سعادتك ان اراك مستقرة تعيشين حياتك بصورة‬
‫طبيعية ان ارى اطفالك ‪..............‬وانت عليك ان‬
‫تحاولي بكل طاقتك ان تصنعي تلك السعادة‬
‫‪...............‬حتما اي ميالد جديد يصاحبه قدر كبير من‬
‫االلم هكذا هي الحياة ‪................‬المشكلة االن انك‬
‫وانت تنظرين للوضع تظنين ان هناك الكثير يحول‬
‫بينك وبين حياتك لكن الحقيقة انك قد قاربت على‬
‫الوصول هي فقط عنق الزجاجة ما عليك ان تمري به‬
‫‪..............‬ورغم كل شئ محمد رجل جيد وما يجعلني‬
‫اطلب منك االن ان تحاولي هو معرفتي بانه سيكون‬
‫االنسب لك فهو على دراية بما حدث ويحمل نفسه‬
‫الذنب ‪...........‬لكن لو تركته وتزوجت غيره في‬
‫المستقبل لن يحدث المثل )‪.................‬كانت دموعها‬
‫قد بدأت في التساقط وهي تشعر بانه ال يوجد مفر‬
‫لتقول بارتعاش (انا ال ارغب في الزواج مجددا‬
‫)‪..................‬رفع وجهها بيده وقال (ليس هذا حال‬
‫حبيبتي ‪..........‬الجلي فقط جربي وصدقا انت لست‬
‫في سجن مؤبدا ان لم ترغبي في البقاء بعد التجربة‬
‫فال احد سيجبرك) ‪...............‬مسح دموعها وقال‬
‫( االن البسي مالبس منزلية واري الجميع مقدار قوة‬
‫سارة سليمان )‪ ................‬بعد ان ترك الحجرة‬
‫نظرت الى مالبسها الموجودة في الدوالب لتختار‬
‫بلوزة وبنطال وفي النهاية قررت ان تستغنى عن‬
‫الحجاب ‪..............‬نامت واضعة الغطاء الحريري‬
‫فوقها واغلقت االضواء ‪...............‬كانت مغلقة‬
‫عينيها وهي تدعو في سرها ان تستسلم للنوم قبل ان‬
‫يدخل بال جدوى ‪..........‬شعرت بالباب ينفتح ليبدأ‬
‫جسدها في االرتعاد ثم يهدأ قليال عندما سمعت صوت‬
‫انغالق باب الحمام ‪..............‬عندما انفتح الباب ثانية‬
‫عادت لتغلق عينيها بقوة لتشعر بعدها بلحظات انها لم‬
‫تعد بمفردها في الفراش ‪..............‬وجدت صوته‬
‫يصل اليها قائال (سارة اعلم انك لم تنامي بعد انا لن‬
‫المسك حتى ولكن ساتحدث معك ‪..........‬لذا على االقل‬
‫استديري وانظري الى جهتي )‪...............‬هل عليها‬
‫ان تصدقه ؟ هل سيفي بوعده ؟ ربما سيقول شيئا‬
‫ها ما استدارت حاسمة امرها لتراه على الضوء‬
‫الخافت كانت يرتدي تي شيرت وبنطال منزلي ويجلس‬
‫مستندا الى السرير ‪..............‬قال بصوت هادئ بينما‬
‫عيناه تتأمالن بها (المفترض اليوم ان اخبرك بكلمات‬
‫الحب والعشق ولكن قبل ان افعل علي ان ابدأ بشئ‬
‫آخر ‪..............‬اخبرك بقصة خط القدر نهايتها اليوم‬
‫‪.............‬عن طفل عاش طفولته متخبطا يواجه واقع‬
‫حياته الغير مفهوم ‪...............‬يرى ام تحبه ولكن‬
‫الحزن ال يفارق عينيها ‪.............‬يرى والده الشخص‬
‫العظيم الذي يفخر به الجميع ولكن بالنسبة له هو اب‬
‫بدوام جزئي ‪.........‬اخوة يحبهم ولكن ال يراهم اال‬
‫قليال ‪........‬وعندما بدأ بالفهم وجد حياته تتغير لينتقل‬
‫لمكان آخر وهناك تعرف الى ولد في مدرسته‬
‫‪......‬ربما تقاربت ميولهما ولكن ما عزز صدقاتهما‬
‫اكثر انه وجد لديه ما حرم منه ‪........‬اسرة مستقرة‬
‫االب يتواجد دائما االم سعيدة واالخوة دائما في المنزل‬
‫‪.............‬وهناك رأى الصغيرة التي لم يالحظها في‬
‫البداية ولكن هي من شدت انظاره نحوها بالقوة وهي‬
‫تعتمد عليه ‪..............‬فيجد الفرصة ليعيش احد ادوار‬
‫حياته المفقودة ‪.............‬ورغم سنوات عمره‬
‫الصغيرة اال انه شعر انها تحت حمايته ‪.............‬بدأ‬
‫مرحلة المراهقة ليجد مشاعر حادة محرقة تداهمه‬
‫وهو يجد امه زوجة لرجل اخر غير ابيه‬
‫‪.............‬وفي نفس الوقت رأى انهيار دعائم االسرة‬
‫االخرى التي مثلت صورته المثالية لينزلق االثنان في‬
‫طريق من التخبط ‪............‬المشكلة انهما كانا يدركان‬
‫ما يقدمان عليه ويتراجعان وقت اللزوم ‪...........‬ولكن‬
‫يبدو ان ما ظناه تالعب منهما بالجميع وهرب في‬
‫الوقت المناسب لم يعجب البعض ‪..............‬لذا ارادوا‬
‫تدميرهم بخطة شيطانية وكما سمعته باذني وقتها‬
‫يقول اقسم ان اجعلكما تقتالن بعضكما لذا حدث ما‬
‫تعلمينه ‪..............‬لقد اكتشفنا مؤخرا ابعاد المؤامرة‬
‫ولذا يمكنك ان تقولي انني كنت مجرد شئ يتم ادارته‬
‫‪..........‬تلك الليلة انا لم اكن في وعي ليس النني‬
‫فعلت بارادتي ذلك ولكن النه تم حقني باالكراه‬
‫‪...............‬كما انني لم اكن املك مفتاح بل هم سرقوه‬
‫من معتز بعد ان ضربوه ‪............‬وانا حتى االن ال‬
‫اتذكر اال المشهد النهائي بعد ان استرددت وعي‬
‫الجدك بتلك الحالة ‪.................)..............‬كانت‬
‫تستمع الى كلماته بدهشة او بعدم تصديق ولكن هي‬
‫تذكر انه كان يتصرف كشخص بال ارادة ‪...........‬هي‬
‫طوال الوقت علمت انه كان تحت تأثير مخدر تناوله‬
‫بارادته ولكن االن تشعر بالتشوش انتبهت الى عودته‬
‫للحديث وقوله (انت تشعرين ان اخوتك تخلوا عنك‬
‫ولكن توقفهم عن معاداتي كان لعلمهم انني تقريبا‬
‫كانت ضحية اخرى )‪...............‬كانت تنظر اليه‬
‫بتشتت هل يعتبر هو االخر ضحية ‪......‬ربما لقد كان‬
‫طرفا مفعول به قام بدور الفاعل دون ارادة او وعي‬
‫‪...........‬واالن تشعر بالضياع وهي تتخيل ان قناعاتها‬
‫التي استمرت لسنوات كانت وهم ‪..............‬فجأة مر‬
‫شئ ببالها فقالت (هل اعرف الشخص المسئول عن‬
‫ما حدث ؟)‪............‬قال بتفكير (ربما ‪.........‬اسمه‬
‫رامز الكاشف وقد قتل على يد الشرطة اليوم‬
‫)‪.............‬عقدت جبينها وقالت (حقا يبدو هذا غريب‬
‫)‪.............‬قال بابتسامة (بل يبدو نهاية جيدة لفصل‬
‫من فصول حياتنا لنبدأ بعدها فصل جديد‬
‫)‪..............‬ارتفعت اصوات القرآن معلنة عن قرب‬
‫اذان الفجر لتسأله بصورة مفاجئة (محمد هل تصلي ؟‬
‫اقصد بشكل منتظم )‪..............‬ابتسم بتفكير وقال (‬
‫انا لن ادعي انني فعلت هذا طوال عمري ‪........‬ولكن‬
‫منذ سنوات وانا في المانيا اتخذت قرارا ان اصلح‬
‫عالقتي بربي حتى يصلح لي حياتي ‪..........‬هو لم‬
‫يكن اشتراطا بقدر ما كان يقين انني حتى وان لم‬
‫يحدث ما اريد فسارضى بقدري ‪............‬ومن لحظتها‬
‫انا والحمد هلل ملتزم بقراري )‪...............‬كان يشعر‬
‫بعالمات الراحة تسود وجهها ليقوم من فوق الفراش‬
‫ويقول ( ما رأيك ان ترتدي مالبسك انت ايضا ونخرج‬
‫لنصلي الفجر سويا وبعدها قد نذهب الى النيل نستقل‬
‫احد المراكب ونتناول االفطار ايضا )‪.................‬لم‬
‫تتردد وهي تقول (فكرة جيدة )‪................‬رد مبتسما‬
‫(ان لدي ذكريات ابحار متميزة ربما نعمل على‬
‫استعادتها )‪............‬اخرجت له لسانها وهي تأخذ‬
‫المالبس في يدها وتختفي ليقوم هو باطالق ضحكة‬
‫عالية ‪.............‬ربما لم تسر ليلة زفافه كما يريد اي‬
‫عريس ولكن هو سعيد وراض بما حدث‬
‫‪***********.................‬‬

‫* زيارتهم لن تستغرق اال يومين لذا قرر زوجها انهم‬


‫سيبقون في منزل شقيقه بدل ان يضطروا لقضاء‬
‫الوقت في تنظيف منزلهم ‪.............‬هي سعيدة جدا‬
‫بهذه االجازة والتي تعتبر فرصة جيدة لرؤية والديها‬
‫واخوتها ‪...........‬لقد علم الجميع بحملها وعندما يتم‬
‫سؤالها عن عدد شهور الحمل او موعد الوالدة ال‬
‫تعطي اجابةواضحة في النهاية الفارق الزمني شهر‬
‫فقط ويمكن االدعاء بان والدتها كانت مبكرة‬
‫‪...........‬ربما هي تبالغ في شعورها بالحرج ولكنها‬
‫حتى االم لم تستطع تجاوز تصرفها الذي ادى لحدوث‬
‫الحمل ‪.............‬استلقت على الفراش ليتبعها زوجها‬
‫فيضمها اليه قائال ( كيف حالك ؟)‪...........‬قالت‬
‫بابتسامة (ال داعي لكل هذا القلق )‪............‬قال‬
‫باعتراض ( ال احب سفرك المتكرر وانت حامل ولكن‬
‫الضرورة تحكم )‪............‬قالت وهي تبتسم ( لقد‬
‫احببت حضورنا اردت ان يشهد الوطن على لحظات‬
‫سعادتنا كما شهد على لحظات حزننا )‪..........‬قال‬
‫بدهشة وهو يضع يده على جبهتها (هل انت بخير يا‬
‫فتاة ما كل هذه الرومانسية ؟)‪............‬قالت ضاحكة‬
‫وهي تدفعه بيدها ( انا رومانسية طوال الوقت انت‬
‫فقط من لم يالحظ )‪.......‬قال باستسالم (بالتأكيد انا‬
‫احبك اساسا لهذا السبب )‪..............‬كانت مترددة‬
‫ولكنها حسمت امرها وهي تقول (احمد ساخبرك شئ‬
‫ال استطيع كتمانه اكثر من هذا ولكن اتمنى اال يسبب‬
‫لك الضيق او يصدمك )‪...............‬ال يدري ان كانت‬
‫جادة في كالمها ام ال ولكن حتما هو ال يحتاج لمزيد‬
‫من الصدمات )‪........‬قال باستسالم (اخبريني‬
‫ولنكتشف سويا تأثيره) ‪..........‬اخذت نفسا عميقا‬
‫لتقول بعدها (انه يتعلق بالمرة التي اتيت فيها للفيال‬
‫قبل طالقنا ‪...............‬االمر لم يكن مصادفة لقد اتيت‬
‫وانا اريد أمل ان يحدث شئ بيننا ‪........‬تمنيت ان‬
‫احصل على طفل منك حتى وان كنا سنفترق‬
‫‪.............‬انا حتى اخترت يوما مناسبا لحدوث الحمل‬
‫)‪............‬كان يشعر بمزيج من االستغراب وعدم‬
‫التصديق ‪..........‬وعدم الفهم ايضا لقد كانت في تلك‬
‫المرحلة تشعره انها ما عادت تطيقه ولكن الواقع‬
‫يقول انها كانت متمسكة به ‪......‬ثم هل عليه ان‬
‫يلومها حقا ؟ ربما ال في النهاية كما يقال كل شئ‬
‫مباح في الحب ‪.............‬تفاجأت من ضحكته‬
‫المرتفعة لتجده يثبت يديها فوق رأسها ممسكا بهما‬
‫وهو يقول (اذا فانت تعترفين انك اتيت الى منزلي‬
‫محاولة اغرائي وجعلي استسلم لك )‪............‬قالت‬
‫وهي تغلق عينيها خجال (اجل اعترف )‪...........‬مد‬
‫يده واضعا لها فوق بطنها وقال (والطفل الذي بالداخل‬
‫انت اردت الحصول عليه بشكل متعمد‬
‫)‪.............‬اومأت براسها لتجده يقول وهو يقرص‬
‫خدها (وما دمتي قادرة على االغراء هكذا لما لم‬
‫تفعلي شيئا منذ مدة طويلة ؟)‪.............‬نظرت نحوه‬
‫بدون تصديق وقالت ( هل كان علي انا ان ابدأ ؟ حتما‬
‫ال )‪..............‬قال ضاحكا (اذا المشكلة تتمثل في من‬
‫يكون البادئ ؟)‪...............‬قالت بموافقة (اجل يا‬
‫دكتور ‪........‬ثم يمكنك ان تقول ان الشجاعة المستمدة‬
‫من قلب اليأس هي االكبر‬
‫)‪**********..............‬‬

‫**(ملك نامي االن )‪...........‬ظلت جالسة وهي تقول‬


‫برفض (لن انام حتى تخبرني بالذي قلته لسارة‬
‫)‪..............‬نظر نحوها من وضع االستلقاء وقال‬
‫باصرار (ال يا حلوتي انا ال اخبر احدا عما اقوله لك‬
‫)‪...........‬مطت شفتها باعتراض وقالت حانقة (ما‬
‫تقوله لي ال يصح ان يعلم به احدا اخر ولكن كالمك‬
‫معها هو كالم عادي )‪.................‬اعتدل جاذبا لها‬
‫ليضمها نحوه ويقول (لقد كان يوما طويال ال اعلم‬
‫كيف لم تسقطي نائمة االن )‪................‬قالت وهي‬
‫تتنفس عبيره بعمق (النه كان مليئا باالثارة‬
‫‪.......‬الملل هو ما يجعلنا نستسلم للنوم‬
‫)‪...............‬قال (والتعب ايضا والحاجة للراحة‬
‫ارتاحي على االقل من اجل سليمان‬
‫)‪..............‬ابتعدت عنه بحدة وهي تقول باستنكار‬
‫(من سليمان هذا ؟)‪............‬اشار الى بطنها وهو‬
‫يقول( هذا )‪...........‬قالت باستنكار (وطاوعك قلبك ان‬
‫تطلق هذا االسم على جنين ال يزال في مرحلة التكوين‬
‫)‪.............‬قال رافعا احد حاجبيه (اال يعجبك اسم‬
‫والدي ؟)‪............‬قالت بتحدي (فقط كاسم لجد ابنائي‬
‫ولكن ان اطلق االسم على طفل صغير حتما ال يعجبني‬
‫‪.......‬ثم يكفي ان سميت اسماء جديك ‪..........‬لقد‬
‫عرفت االن لماذا اطلق معتز اسمك على ابنه فعلها‬
‫ليهرب من االسم االخر)‪............‬نظر اليها مدعيا‬
‫عدم التصديق وقال (وانا من ظننت انه فعلها لكونه‬
‫يحبني ولكن هاهي اهدافه الحقيقية قد اتضحت‬
‫‪..............‬ولكن رغم هذا ساسمي الولد سليمان‬
‫والبنت التالية هدى على اسم امي ‪........‬ثم التاليان‬
‫يمكننا ان نسميهما عبد الرحمن وسوزان على اسماء‬
‫والديك )‪..............‬هزت رأسها بعدم اقتناع وهي‬
‫تقول (اظن انك لم تذكر اسم الحراس الموجودن في‬
‫االسفل وعمال النظافة ‪.............‬ثم انني اتعجب حقا‬
‫كونك ستكتفي بست اطفال )‪...............‬ضحك على‬
‫منظر وجهها الممتعض ليقول بعدها (انا لن اكتفي ابدا‬
‫من اي شئ تمنحينه لي والعدد هو شئ بيد هللا‬
‫)‪...........‬قالت بعدم اقتناع (واالسماء ؟ ثم ان والدك‬
‫متوف اي حتى الفرح باطالق اسمه على ابنك لن‬
‫يشعر به )‪..............‬قال بتفكير (ربما واالن دع عنك‬
‫هذه االفكار ونامي )‪..............‬سكتت دقائق لتعتدل‬
‫بعدها بتأمل وتقول (اظن ان االمور لو سارت بشكل‬
‫طبيعي كان لقائنا االول سيحدث اليوم )‪..............‬قال‬
‫باستفهام (لقائنا االول ؟)‪..............‬اكملت باصرار‬
‫(اجل محمد كان سيخطب شقيقة صديقه وسأتي انا‬
‫لحضور حفل الزفاف فالتقي بشقيقها‬
‫الكبير)‪............‬قال بتفكير (فيراك ويقع في حبك من‬
‫النظرة االولى وتبادليه الحب وتتزوجا)‪.........‬هزت‬
‫رأسها نفيا وقالت (ال بالتأكيد انت عندها ستكون‬
‫متزوج وانا حتما لم اكن ساحب رجال متزوجا‬
‫‪............)..‬اكمل مسايرا (ثم ماذا ؟)‪...........‬قالت( ثم‬
‫ان هناك شيئا اخر هل تظن انني كنت ساظل حتى هذا‬
‫الوقت دون زواج او ارتباط ؟)‪..............‬اعتدل ليمد‬
‫يده ويضعها فوق فمها ويقول (ال اسمح لك حتى‬
‫بتخيل انك لشخص اخر )‪.........‬قالت ولهيب عينيها‬
‫االزرق يتألق (ديكتاتور )‪.............‬قال وشفتيه‬
‫تقتربان منها (اعترف بها صريحة انني ديكتاتور في‬
‫كل ما يتعلق بك )‪..................‬قالت وهي تعود‬
‫لتتنفس بعمق (ال ادري لما احب رائحتك هكذا يبدو ان‬
‫الحمل يؤثر بي )‪................‬رد عليها بضحكة عالية‬
‫(حمدا هلل ان دعوة حازم لم تلق قبول كان يدعو ان‬
‫تكرهني زوجتي خالل حملها وتطردني من المنزل كله‬
‫) عاد ليقول ( واالن ما رأيك بواقعك‬
‫؟)‪..............‬قالت بتفكير (واقعي الذي يتمثل بكوني‬
‫زوجتك وام لسيف وسلمى واحمل طفلك ؟ هذا يتطلب‬
‫تفكير مطول )‪................‬نظر نحوها بتهديد لتقول‬
‫برقة ( لن ارضى عنه بديال ولو خيروني االف المرات‬
‫) قال وهو يحتويها حتى اختفت كليا بين ذراعيه ( ال‬
‫استطيع ان اعدك بمزيد من الحب الني ال اتصور ان‬
‫يكون هناك المزيد )‬

‫** اكيد هو من جلب هذا لنفسه بقبوله ان يشارك‬


‫عماد حفل الزفاف اوال ‪........‬ثم ثانيا بمجيئه معه الى‬
‫نفس المكان في شهر العسل ‪...............‬حتى انه‬
‫يجده دائما معه في نفس االماكن واخاه المتبجح ال‬
‫يتورع في كثير من االحيان عن احتضان زوجته او‬
‫حملها فوق رجله حتى انه يحملها احيانا اراحة‬
‫لقدميها من السير ‪........‬اما هو ومع طبيعة زوجته‬
‫المتحفظة فان اقصى ما يمكنه فعله هو االمساك بيدها‬
‫متوقعا في اي لحظة ان تستنكر فعله كما فعلت بطلة‬
‫المسرحية الشهيرة وتجعل الموجودون في الشارع‬
‫يضربونه ‪.............‬واالن وهما يركبان الجندول فيما‬
‫يعتبر الفعل االكثر رومانسية في اكثر المدن‬
‫رومانسية في العالم (فينسيا ) تكتفي بالتقاط الصور‬
‫وهو ربما عليه ان يظهر في الخلفية حتى يثبت‬
‫لالخرين انه موجود ‪..............‬مر اسبوع حتى االن‬
‫والمفترض ان وعده بعدم لمسها ال يزال ساريا واالن‬
‫لقد وصل الى اقصاه ‪..........‬ربما عليه ان يقوم‬
‫بالخطوة الحاسمة الليلة ما يثير جنونه هو االتصاالت‬
‫المتكررة بدعوى االطمئنان عليهما ‪.........‬حتى‬
‫اخوتها يصرون على التحدث معهما سائلين عن الحال‬
‫فيكون رده المعتاد (الحمد هلل )‪............‬وبما انهم‬
‫يعاودون االتصال يشعر انهم يعلمون مفادها‬
‫‪.............‬االن وفي ظل هذه الظروف هو لن يتراجع‬
‫‪..........‬ثم ما اسوا ما قد يحدث ربما ال شئ وهو من‬
‫يقلق دون داع ‪.............‬وصال الى الفندق بعد‬
‫تناولهما العشاء بالخارج ‪........‬قام بتغير مالبسه‬
‫وهذه المرة بدال من ان يتجه الى السرير الذي ينام‬
‫فوقه من اسبوع جلس على سريرها ‪.......‬اعتدلت‬
‫جالسة وهي تقول (ماذا تريد ؟)‪.............‬قال مدعيا‬
‫التفكير (أريد ان انام فوق هذا السرير )‪..........‬تأهبت‬
‫للقيام وهي تقول (اذا ساتركه لك )‪.............‬امسك‬
‫بمعصمها مانعا لها من الحركة وهو يهز رأسه نفيا‬
‫ويقول ( ال )‪............‬شعر بجسدها يتوتر وهي‬
‫تحاول جذب معصمها فشدها الى صدره بينما تحاول‬
‫االبتعاد ‪.......‬فاخذ يربت على ظهرها وهو يهمس في‬
‫اذنها قائال (حبيبتي ال تخافي وكوني واثقة انني لن‬
‫أؤذيك ‪............‬كل ما اريده هو قربك ان اشعر اننا‬
‫اصبحنا شخص واحد ‪........‬ان نتجاوز كل ما حدث‬
‫ونغلق الصفحة السيئة الى االبد) ‪.............‬شعر بها‬
‫تهدأ فابعدها عنه لينظر الى وجهها ويقول بينما‬
‫يمسح دموعها برقة (انا احبك يا سارتي اشعر ان هذا‬
‫الحب بداخلي منذ عرفت الدنيا ‪.............‬يمكنني ان‬
‫انتظرك الى االبد ولن ايأس ولكني اريد ان نفعل هذا‬
‫الجلك قبل ان يكون الجلي ‪..........‬أريد ان احررك من‬
‫كل مخاوفك وصدقيني عندها ستشعرين بقيمة الحرية‬
‫)‪..............‬نظرت اليه بأمل مختلطا بالخوف فقال لها‬
‫(ثقي بي فقط ) برقة شديدة بدأ يقبلها محاوال ان‬
‫يجذبها الى بقعة يتوقف فيها عقلها عن التفكير‬
‫وتشعر فقط كانت تحاول باقصى قوتها ان تبعد عنها‬
‫مخاوفها واضطرابها هما ولمدة اسبوع كانا يعيشان‬
‫واقع كالحلم الجميل يتصرفان كطفالن ال يحمالن هم‬
‫لم يضغط عليها بأي طريقة وهي حاولت ان تتناسى‬
‫ان هناك شئ معلق بينهما ال بد من حسمه في وقت‬
‫قريب كانت ترى عماد وسها اللذان تنطق تصرفاتهما‬
‫بما يعجز عنه الكالم هما شخصان في شهر العسل‬
‫وليس في رحلة مع صديق احيانا كانت تشعر بغيرة‬
‫زوجها الذي يحاول ان يخفيها ولكن كان من‬
‫المستحيل ان تصدر عنها اي اشارة فلم تصل الى اي‬
‫يقين بعد واالن وهو يسمعها كلمات الحب ويتوسل‬
‫اليها ان تمنحه ثقتها ليس امامها اال ان تفعل او على‬
‫االقل ان تحاول كانت تشعر بشفتيه رقيقتان تحاوالن‬
‫بثها االطمئنان قبل أي شئ آخر وهي استجابت‬
‫لندائهما مستقرة بين ذراعيه تبكي بعنف وجسدها‬
‫يرتعش بينما يشعر بالفزع وهو يضمها نحوه بشدة‬
‫ويقول (حبيبتي ال تبكي ارجوك هل أذيتك ؟ هل سببت‬
‫لك االلم ؟ ) لو لم يكن متأكدا من عدم عذريتها لشك‬
‫االن انها كذلك جسدها قام برد الفعل الذي يقوم به‬
‫جسد اي فتاة في مرتها االولى ربما يكون رد فعل‬
‫طبيعي نظرا النها من داخلها كانت ترفض ما حدث‬
‫مرت دقائق هدأت بعدها وكان ما اراحه انها لم تحاول‬
‫االبتعاد عنه ربما بعد زوال هذا العائق ستبدأ حوريته‬
‫من التحليق بحرية هي لم تتألم ولكن شعرت وكأن‬
‫هناك اصفاد كانت تكبلها لسنوات واثقال تجثم فوقها‬
‫ثم في هذه اللحظات ارتفعت عنها تاركة اياها خفيفة‬
‫بشكل غير متوقع ليكون رد فعلها هو الصدمة قبل اي‬
‫شئ آخر ثم انها منذ اخبرها الحقيقة تغيرت نظرتها‬
‫لالمور في البداية كانت تتعامل معه بشكل كان‬
‫يصدمها هي نفسها بنفور وكراهية اقل من المتوقع‬
‫تعلم االن ان داخلها شئ كان يخبرها ان هناك شئ‬
‫خاطئ ان صديق طفولتها ال يمكن ان يسبب لها كل‬
‫هذا االذى متعمدا واالن هي تشعر ببعض التعاطف‬
‫معه ربما كان هو االخر ضحية ولكن ما زاد عليه كان‬
‫نظرة االتهام من قبل الجميع شعوره بالذنب النه‬
‫تسبب باالذى لها حتى ولو دون قصد وحتما شعوره‬
‫بالذنب تجاه اخته امسك بوجهها ينظر نحوها بحب‬
‫وهو يقول (واالن يا سارتي تخطينا اصعب الحواجز‬
‫وانا اعدك انني لن اتوقف عن حبك ابدا ) ابتسمت له‬
‫ابتسامة حالمة وقالت ( لقد جعلتني احبك وهذا يعني‬
‫انك لم تعد تملك الخيار )‬

‫تمت سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك‬

‫الخاتمة‬

‫نادى بصوت منخفض وهو يهزه (سيف هيا استيقظ )‬


‫فتح عينيه ناظرا الى الظالم الذي ال يزال يخيم على‬
‫المكان ليقول في دهشة (بابا ماذا هناك ؟) قال وعيناه‬
‫تلمعان (قم فقط ولن تندم ) فعل ما طلبه منه ليجده‬
‫يسير في اتجاه االسطبل فيتبعه بخطوات سريعة وصال‬
‫هناك ليرى المنظر الرائع المتمثل في كائن صغير بني‬
‫اللون يقف جوار امه قال وهو يقترب منه (لقد ولدت‬
‫سمارة ) رد مبتسما (منذ قليل ) قال وعيناه تلمعان‬
‫(هل هو حصان ام فرس ) اجابه ضاحكا (لحسن الحظ‬
‫هو حصان لذا لن نضطر لشراء واحدا من اجل جاسر‬
‫) شقيقه الصغير عمره اقل من خمس شهور اال انه‬
‫يحب الخيول كثيرا حتى انه يرغب في قضاء معظم‬
‫الوقت معهم ليس الخيول فقط ولكن الحيوانات بكل‬
‫انواعها رد قائال (اظن انه سيكون اصغر فارس في‬
‫العالم ) كان يبتسم على كالمه بينما افكاره تذهب الى‬
‫ما يزيد عن عام شهر عسله الذي كان في المزرعة‬
‫والذي جاء جاسر خالله ربما يرجع الى هذا تعلق‬
‫الصغير بالحيوانات هو ال يكف عن شكر هللا على‬
‫سعادته هذه زوجته وابنائه حتى صغيره الجميل الذي‬
‫يشعر ان هناك لغة تفاهم خاصة تجمع بينهما منذ كان‬
‫جنين في بطن امه هو يشعر باستجابته له كلما‬
‫تواصل معه عادت ذاكرته الى ما يقرب من خمس‬
‫شهور يوم والدة ملك يا هللا هو حتما لم يكن نفسه‬
‫كان الوقت الذي قضته في غرفة العمليات عبارة عن‬
‫تعذيب خالص له ربما كان يرغب من قبل في كثير من‬
‫االطفال ولكن بعد تلك التجربة سيحمد هللا على ما‬
‫يملكه لم يكن يفكر في الموضوع ولكن اتضح له ان‬
‫والدتها ستكون بعملية بما ان المرة االولى كانت‬
‫بعملية لقد اتضح له عندها ان مالكه الرائعة اكثر‬
‫تحمال منه بينما هو كان راغبا في الشجار مع الجميع‬
‫كانت هي هادئة مبتسمة تقوم بتهدئته حتى حماته‬
‫والتي قد اتت من انجلترا وقتها كانت تحاول الشرح له‬
‫حتما لم يكن سيبدي اي انفعال لو كان االمر متعلق به‬
‫ولكن بما انها هي التي ستتألم عليه ان يقلب الدنيا ما‬
‫انهى الموضوع هو اقترابها منه هامسة في اذنه (انت‬
‫من ادخل الطفل هنا ) اشارت الى بطنها المنتفخة‬
‫لتكمل بعدها (قم باخراجه اذا ) عندما نظر نحوها‬
‫بعبوس قالت ( ان جميع النساء في العالم يلدن كل‬
‫لحظة لذا ادع لي فقط واترك االمر هلل ) احتضنها‬
‫بشدة ليتركها بعدها دون كالم بينما لسانه ال يتوقف‬
‫عن الدعاء كان احمد الواقف جواره مبتسما وهو‬
‫ينظر نحوه فقال له بثقة وصدق ( هل رأيت شقيقك‬
‫وهم يعرضون روحه للخطر امام عينيه ؟ هل تتعجب‬
‫من بعض االعتراضات او التذمر انها اقل شئ ) ربت‬
‫على كتفه مؤازرا وهو يقول ( ال اتعجب حتما بل انا‬
‫سعيد انك وجدت توأم روحك واالن ال داعي لقلقك فكل‬
‫شئ على ما يرام اقل من ساعة وتراها هي والطفل‬
‫الجديد ) تنهد موافقا وهو يشعر انه بالفعل يعبر‬
‫اصعب اوقات حياته عاد الى واقعه ليجد ضوء‬
‫الشمس قد بدأ يمأل المكان فقال لسيف (واالن ما رأيك‬
‫في جولة مبكرة بالخيول ) قال موافقا (بكل تأكيد ال‬
‫يمكنني رفض هذا االقتراح ) اسعده جدا كون زوجته‬
‫واوالده يحبون الخيول ويحبون المزرعة كثيرا انهم‬
‫ومنذ بدأ االجازة الصيفية متواجدون فيها حتى انه‬
‫يغادر منها الى عمله رغم البعد النسبي للمكان وخالل‬
‫عطلة نهاية االسبوع الحالية سيأتي الجميع لزيارتهم‬
‫ولالحتفال بمرور عام على زواج صغيرته سارة وجد‬
‫سيف يعتلي رماح بسهولة ابتسم عندما تذكر المشكلة‬
‫التي حدثت عندما ارسل جده الفرس ملك الى مزرعته‬
‫لقد تمسكت بها سلمى بشدة في حين سيف اصر انها‬
‫تخصه وانها هدية له ليقنعه في النهاية ان الرجال ال‬
‫يصح ان يمتطوا فرس انثى يعلم انه لم يقتنع ولكن في‬
‫النهاية وافق على اخذ رماح ‪...‬‬

‫****انهوا جولتهم في سرور ليعودا سويا الى‬


‫المنزل والذي كانا قد تركاه في حالة من الصمت‬
‫الشديد اال انه االن لم يعد كذلك ‪.................‬دخل‬
‫ليجد احمد وفرح وملك وسلمى وثالثة من االطفال‬
‫جالسون على االرض ‪...........‬تبادل معهم التحية‬
‫ليتجه بعدها الى ابنتا شقيقه التوأم نور وندى ويحمل‬
‫كل واحدة على ذراع ‪.........‬لتطلقا الضحكات فرحا‬
‫برؤيته‪ .........‬من ناحية اخرى كان هناك شخصا‬
‫معترضا ‪..........‬جاسر الصغير ظل يطلق االصوات‬
‫وهو يشير له ان يحمله عندما تجاهله وجده يندفع في‬
‫البكاء ‪...........‬اقترب احمد وهو يمسك ابنته يناولها‬
‫لفرح ثم يأخذ االخرى وهو يقول في تذمر مخاطبا‬
‫جاسر (انه ليس ملكية حصرية لك دعه يرحب بابنتا‬
‫اخيه ) نظر الصغير نحوه من موقعه الحالي في حضن‬
‫والده ماطا شفته السفلى ليعود فيلقى رأسه على كتفه‬
‫‪........‬ليجلس وهو ال يزال يحمله ‪.........‬قال احمد بعد‬
‫ان جلسوا (ال ادري ما سر عدائية اوالدك تجاهي يا‬
‫يوسف ) قال مفكرا (ولكن سلمى تحبك ) قال بتهكم‬
‫(بنت اخرى اما الولدان فمنذ االن يعلنان الرفض التام‬
‫للزواج من ابنتا عمهما ) قال يوسف ضاحكا (جاسر‬
‫اصغر منهما ) احمد باعتراض (باقل من شهر ما‬
‫المشكلة ‪.............‬اما االخر والذي ينظر نحوي‬
‫بطريقة ال استطيع تفسيرها ال اظن انه قد يفعلها )‬
‫كان يوسف مستمرا في الضحك ليقول بعدها (ان‬
‫عمرهما ستة اشهر فقط وتفكر في هذا ) قال معترفا‬
‫(ومنذ عرفت ان فرح حامل في بنتين )‪................‬‬
‫المطبخ كان مفتوحا الى الصالة لذا كان الحوار الدائر‬
‫يصل الى مسامعهما بينما تحضران طعام االفطار‬
‫‪.........‬قالت فرح باستياء (ال تظني ان الشئ الوحيد‬
‫الذي يشغل عقله هو زواجهما ‪..............‬انه يفكر في‬
‫كل شئ المدرسة التي سيذهبان اليها وحتى دراستهما‬
‫المستقبلية ‪........‬اظن ان احمد اصبح مهوسا بهما في‬
‫النهاية ) ضحكت على تذمر فرح بالنسبة لها شئ جيد‬
‫ان يتعلق الطفل بوالده وكذلك االب بطفله ‪..........‬على‬
‫االقل يحملون عنهما عبء االطفال اثناء انشغالهما‬
‫‪............‬هي تعذر فرح ايضا فبنتين في المرة الواحدة‬
‫كفيلتين بقلب كيان اي رجل رأسا على عقب اليست‬
‫سلمى امامها خير مثال ‪........‬احيانا تشعر انها تغار‬
‫منها وهي تجذب انتباه والدها بسهولة شديدة فال يرى‬
‫غيرها في العالم ‪............‬كما ان طلبات االميرة‬
‫سلمى هي قانون بالنسبة ليوسف ‪............‬وفي حالة‬
‫حدوث مشكلة بينها وبين سيف يسترضي سيف لينفذ‬
‫لها ما تريد ‪............‬فكرة رائعة خطرت بباله‬
‫وستعمل على تنفيذها في المستقبل ‪...........‬ستنجب‬
‫فتاة اخرى تنافس سلمى فبما انها ضرتها‬
‫‪..........‬فلتاتي لها ايضا بضرة !!!!!!!!يمكنها ان‬
‫تتمنى في حين يوسف مصر بشدة على كونه ال يريد‬
‫المزيد ‪.......‬قالت لفرح بمؤازرة (انه ليس الوحيد‬
‫على كل حال )‪ .............‬كانوا في حوض السباحة‬
‫الذي تم انشائه مؤخرا استجابة لطلب االطفال‬
‫‪...........‬حتى الصغار اخذوهم معهم ‪..........‬ظلت فرح‬
‫واقفة تراقب في قلق ندى التي يحملها والدها بينما‬
‫هي تمسك بنور ‪.............‬لعجبها كانت البنت سعيدة‬
‫جدا تضرب الماء بيدها الصغيرة ‪.......‬جاسر والذي‬
‫كان مع والده كان يضحك بفرح وهو يستخدم يديه‬
‫وقدميه في ضرب الماء ‪.............‬ناولها ندى ليقوم‬
‫بعدها بأخذ نور ‪.....‬لفت الفوطة حول الصغيرة‬
‫واستمرت في المراقبة ‪.............‬هي على كل حال ال‬
‫تستطيع التذمر من كونها في حالة دائمة من االرهاق‬
‫بسبب العناية بالطفلتين او بسبب كونها ال تنام اال‬
‫قليال فما ان تنام واحدة حتى تستيقظ االخرى‬
‫‪...........‬حتى حملها الثقيل شديد الصعوبة تحملته‬
‫بصبر أليست هي من تسبب لنفسها بهذا‬
‫؟!!!!!!!!!على كل حال لقد قدر للفتاتين ان تاتيا الى‬
‫الدنيا وما حدث ال يعدو ان يكون مجرد سبب ناولها‬
‫احمد الطفلة الثانية قائال (يكفي هذا كمرة أولى) ردت‬
‫(بالتأكيد يكفي الرعب الذي اصابني )‬

‫**كانت تحمل ابنتها وتقف بتذمر منتظرة نزوله‬


‫‪..........‬ال تدري ما سر الوقت الطويل الذي قضاه في‬
‫ارتداء مالبسه على غير المعتاد ‪............‬جلست فوق‬
‫االريكة تستريح وهي تنظر الى مريم الصغيرة لقد بلغ‬
‫عمرها شهر ونصف االن ‪...........‬ابتسمت وهي‬
‫تتذكر نفسها في اخر الحمل لقد انتهت اختبارتها في‬
‫الشهر التاسع من حملها ‪.............‬كان منظرها وهي‬
‫تدخل لجنة االمتحانات ببطنها الكبيرة مثيرا للشفقه‬
‫‪...........‬بالتأكيد حمدت هللا على التوقيت ففي النهاية‬
‫لم تلد اال بعد نهاية االختبارات باسبوعين‬
‫‪.............‬لحسن الحظ لم يدرس لهم محمد في الترم‬
‫الثاني بل في الترم االول فقط ‪................‬تظن انه لو‬
‫فعل مع مظهرها هذا لكانت االنظار ستنتقل بينهما‬
‫وهم يربطون بين وضعها والشخص الواقف في‬
‫المدرج ‪..............‬على االقل خالل الترم االولى لم‬
‫يكن الحمل ظاهرا عليها ‪..............‬سها هي من‬
‫حظت بادم اوال والذي اصبح عمره االن ثالثة اشهر‬
‫‪.............‬ابتسمت وهي تتذكر رد محمد الذي كان‬
‫يقول ردا على التساؤالت التي احيانا تكون صامتة‬
‫واخرى ال انها منشغلة بالدراسة لذا لن تنجب االن‬
‫يبدو انه كان معتمدا على النية فقط فهي لم تفكر رغم‬
‫انشغالها باخذ مانع للحمل وفي النهاية تم االمر على‬
‫خير حماتها امها الطيبة ام محمد زوجها كانت لها االم‬
‫التي لم تحصل عليها امرأة في غاية الطيبة والنقاء‬
‫واالن عندما تذهب لزيارتهم تظل تحمل الطفلة طوال‬
‫الوقت وعدتها انها ستعتني بها طول مدة بقائها في‬
‫الجامعة عندما تبدأ الدراسة شذى ايضا والتي اصبحت‬
‫تدرس في نفس الكلية ال تتركها في حالها لم يكن يمر‬
‫يوم الى وتاتي لمنزلهم لتشرح لها او يشرح محمد لها‬
‫شيئا ال تفهمه الفتاة تقول ببراءة ان السبب هو طرق‬
‫التدريس في المرحلة السابقة وكونهم كانوا يعتمدون‬
‫على الدروس في كل المواد لذا عند وصولهم للمرحلة‬
‫الجامعية يصعب عليهم االعتماد على انفسهم انها‬
‫تتساءل حقا وما الذي يفعله باقي الطلبة اخيرا وجدته‬
‫نازال السلم ينظر نحوها مبتسما ببراءة قال وهو‬
‫يقترب منها مقبال الطفلة ثم ممررا اصبعه فوق جبينها‬
‫( ما سبب التكشيرة ؟) قالت بهدوء (ال شئ فقط انك‬
‫سريع اكثر من الالزم ) قال ضاحكا (سارة ال ادري‬
‫سر استعجالك الشديد خاصة انك لم تعودي من هناك‬
‫اال منذ ثالثة اسابيع بعض قضاء ثالثة اسابيع هناك )‬
‫قالت في استنكار (الم تكن تريدني ان اذهب الى منزل‬
‫اخي بعد والدتي؟) بتراجع قال (حتما ال ولكن اقول ال‬
‫داعي لالستعجال كما ان معتز سيأتي االن وسنذهب‬
‫سويا ) حتما كان عليها ان تخمن ان شقيقها قابع في‬
‫مكان ما لم تعلق ليرتفع بعدها بدقائق صوت الهاتف‬
‫ويتجها للخارج ‪..........‬جلست جوار شيري في‬
‫المقعد الخلفي وهو بجوار معتز لم تمض دقائق حتى‬
‫بدأ ابن شقيها بممارسة هوايته المفضلة وهو يشير‬
‫نحو ابنتها قائال (نونة ) نظرت اليه بحدة قائلة ( ال يا‬
‫ابن معتز يكفي ما فعلته بها المرة السابقة ) سمعت‬
‫ضحكة معتز السمجة وهو يقول (سارة ما الذي‬
‫سيحدث لها اتركي الولد يلعب مع ابنة عمته ) قالت‬
‫بحنق (ابنتي ليست لعبة لكما ايها االحمق خذ هذا‬
‫االشقر معك في الكرسي االمامي ) قال باستنكار‬
‫(وتقوليها في وجهي ) ضحكت باغاظة وهي تقول‬
‫(انظر الى شعره المشع في نور الشمس مؤلما عيني‬
‫) يبدو ان معتز والذي يغيظ الجميع قد وجدوا له اخيرا‬
‫نقطة ضعف جيدة يوسف ابنها سيكون اليوم يوم‬
‫سعده بالتأكيد فمع وجود هذا الكم من االطفال الذين‬
‫يصغرونه عمرا وسيعتبرون فريسة مناسبة له‬
‫سيفرح بشدة ابن ريهام ال يصغره كثيرا ولكن بما انه‬
‫حتى االن يحبو فقط ولم يتمكن من السير بعد تسهل‬
‫السيطرة عليه‬

‫*تركت حازم وعمر بالخارج متجهين الى حوض‬


‫السباحة في حين اتجهت هي وعبدهللا الصغير الى‬
‫المنزل ‪...........‬وضعت ابنها على االرض بجوار باقي‬
‫االطفال في الصالة التي امتألت بااللعاب المختلفة‬
‫‪...........‬نظرت بعدها الى ملك وفرح المتواجدتان‬
‫داخل المطبخ لتقول باعتراض (ملك انا اعلم افكارك‬
‫الخارقة ال تقولي اننا مدعوون للقيام باشغال شاقة‬
‫لديكم ) ابتسمت لها محاولة ان تبرئ نفسها وهي‬
‫تقول (سنقيم حفل شواء في الخارج والرجال هم من‬
‫سيقومون بالعمل نحن فقط نجهز االشياء ‪............‬لذا‬
‫يمكنك الجلوس بكل راحة حتى ننتهي ) سمعت صوت‬
‫بكاء لتجد ابنها قام بعض نور ابنة احمد فاندفعت‬
‫تفض االشتباك ‪.............‬ال تدري ما الذي حدث‬
‫لعائلتهم هكذا مرة واحدة ؟‪...........‬فبعد ان ظل عمر‬
‫لسنوات هو الطفل الوحيد اصبح لديهم تسع اطفال‬
‫‪.........‬كان هناك سيف وسلمى قبل عمر حتى ولكن‬
‫عرفوهم مؤخرا فقط ‪............‬دقائق قليلة ووجدت‬
‫سارة تدخل وهي تحمل ابنتها لتتبعها شيري وهي‬
‫تحمل ابنها السفاح االشقر ‪..............‬ابنها جواره‬
‫يصنف كمالك بكل تأكيد ‪...........‬مع دخولهم وجدت‬
‫فرح تخرج من المطبخ تحمل طفلتيها وتجلس بهما‬
‫فوق االريكة لتقوم ملك بعدها بالمثل وتضع ابنها على‬
‫قدميها ‪..........‬ها حتى وجدوهم واالطفال تحت‬
‫حمايتهم لم يمنع الطفل الذي ظل يتململ حتى تركته‬
‫امه ليسير في بطء ينقل عيناه بينهم وكأنه يحدد‬
‫الهدف االفضل ليتوقف في النهاية امام سارة ويشير‬
‫الى ابنتها ‪............‬ضحكت وهي تتنهد بارتياح لتقول‬
‫سارة بلوم (انها صغيرة جدا ولن تتحمل ان يقوم‬
‫بجذبها ثانية )‪................‬قامت بعدها متجهة الى‬
‫االعلى وهي تقول بتحذير (شيري اياك ان تسمحي له‬
‫بالصعود ) ضحكت عليها وعلى الباقين ايضا لتقول‬
‫ملك ناظرة نحوها بتحدي (ال تظني ان شعورك هذا‬
‫سيستمر لالبد ‪..‬فارق الشهور يعتبر كبيرا فقط في‬
‫البداية اما بعد وقت قليل فسيكون غير ملحوظ وعندها‬
‫سيعود ابنك لك باكيا ) لم تجب وهي تفكر في كون هذا‬
‫لن يحدث ‪......‬معتز منذ االن يدرب يوسف الصغير‬
‫على الحركات القتالية وقد اخبرها ان تبقي االمر سرا‬
‫‪......‬يبدو ان زوجها مستمتع للغاية بتصرفات ابنه‬
‫‪...........‬انه ال تنجب ثانية حتى تتخرج وتتمنى وقتها‬
‫ان يكون ابنها قد اصبح اهدأ حتى ال يؤذي اخاه‬
‫االصغر في النهاية قالت بهدوء (انهم اطفال لذا ال‬
‫داعي للمبالغة ) قالت محدثة ابنها (واالن لنذهب الى‬
‫بابا ليجعلك تسبح قليال ) علمت مؤخرا انها نجحت‬
‫والحمد هلل ‪.............‬لم تكن تذهب الى كليتها كثيرا‬
‫ولكن في االيام التي ذهبت خاللها كانت تترك الطفل‬
‫وهي تعلم انه بين ايادي امينة ‪...........‬ملك كانت‬
‫تأخذه احيانا قبل ان تلد وبعد ذلك اصبحت تتركه اغلب‬
‫االحيان للسيدة زهرة وصلت الى هناك لتجد الحوض‬
‫مزدحما جميع الرجال تقريبا داخله لمحت معتز‬
‫فاتجهت الى مكانه وهي تعطيه له ليصرخ بفرح ابنها‬
‫معتاد على السباحة منذ كانت حامال فيه واالن هي‬
‫وهو يسبحان كثيرا ‪.......‬‬

‫* كان يقوم بتقليب اللحم الموضوع فوق المشواة‬


‫وهو ينظر الى يوسف الجالس جواره بحنق وهو‬
‫يقول (في النهاية جعلتنا نتورط في القيام بالشواء )‬
‫ابتسم له وقال ( بما اننا االكبر علينا ان نتحمل ولنترك‬
‫لهم الفرصة لالستمتاع ) قال حازم باعتراض (بل ان‬
‫نرتاح ونجعلهم يتعبون ) رد ضاحكا وقال (حازم ال‬
‫تقل انك ترغب باخذ ريهام والولدان لتتمشوا اسفل‬
‫االشجار) قال (بل سنتركهما ونذهب سويا ) قال له‬
‫(انا لن امنعك حتى ان اردت اخذها لمكان اخر‬
‫فالصداقة اوال ) قال بخبث (انا اختك تثير حولها ضجة‬
‫كبيرة لذا في النهاية تفشل الخطط ‪..........‬اظن ان‬
‫الجميع ال يجيد التخطيط الصامت بشكل متساو ) قال‬
‫بتحدي (بما انك ذكرتني اظن ان علي محاولة‬
‫التخطيط اليوم ‪..........‬رغم ان احتمال االنكشاف‬
‫اصبح كبيرا وهناك طفل صغير يطالب بامه معظم‬
‫الوقت ) قال بموافقة (اظن ان لديك حق وان االفضل‬
‫ان نقوم نحن بالشواء ) لقد تحدتهم انها ستستطيع‬
‫الحصول على بعض اللحم والذي ممنوع ان يأخذوا‬
‫منه شئ قبل االنتهاء ‪.........‬اقتربت منه مبتسمه لتجد‬
‫حازم يتراجع عن المكان فقالت هي برقة (حبيبي ال بد‬
‫ان الشواء في هذا الحر يزعجك ) بابتسامة جانبية‬
‫قال (وتزعجني ايضا القطط التي تتسلل رغبة في‬
‫سرقة اللحم ) قالت بادعاء للبراءة (ان هذا ظلم انا‬
‫فقط اردت التخفيف عنك ‪ )............‬قاطعها قائال‬
‫(وماذا غير ذلك ؟) قالت بشقاوة (وكسب الرهان حول‬
‫كوني استطيع الحصول على ما عجزن عن الحصول‬
‫عليه ) قال بتفكير (هكذا اذا ‪........‬وما المقابل ؟)‬
‫قالت في دالل (كلي لك حبيبي ) تنهد قائال (ستجعليني‬
‫افسد اقوانين هكذا ) بابتسامة مدمرة (ان لم تفسدها‬
‫الجلي فالجل من ستفعل اذا ؟) ناولها الطبق وقال (‬
‫اخبرينهن ان من ستأتي لن تأخذ شيئا ) سارت‬
‫نحوهن وعالمات االنتصار تمأل وجهها وتقول ( لقد‬
‫قلت انني ال اخسر ) ‪*************.........‬ظلوا‬
‫طوال النهار بالخارج بعد انتهاء الشواء لعبوا كرة‬
‫القدم ‪............‬كان تواجدهم بعيدا عن المنزل بشكل‬
‫كبير ‪............‬ما شغل الجميع هو اكل ثمار المانجو‬
‫مباشرة بعد قطفها من فوق االشجار‪...‬حتما هي‬
‫تجربة ال تنسى ‪.................‬عادوا في المساء الى‬
‫المنزل تتقدمهم سارة ‪.........‬فتحت الباب لتتراجع‬
‫تلقائيا وهي ترى شكل المكان وقد تغير بالكامل وجدت‬
‫محمد يدفعها برفق الى الداخل قائال (عيد زواج سعيد‬
‫سارتي ) التفتت لتجد االبتسامة ظاهرة فوق وجوه‬
‫الجميع ‪......‬هي كانت تعلم ان اليوم هو الذكرى‬
‫االولى لزواجها ولكن لم تتوقع انهم سيقومون باي‬
‫شئ ‪.............‬لم تتمالك نفسها والدموع تطفر من‬
‫عينيها لتجد محمد يجذبها اليه ويهمس لها قائال (ما‬
‫سبب الدموع ؟) قالت مبتسمة من بين دموعها (انها‬
‫دموع التأثر فقط ) وجدت نفسها تحضن مرة ثانية ثم‬
‫ثالثة عندما اصبحت بين ذراعي يوسف وجدت ملك‬
‫تقول لها (يكفي هذا اذهبي الى زوجك ودعي زوجي‬
‫لي ) شعرت بالحنق عندما تركها يوسف تعلم ان‬
‫شقيقها يحبها كثيرا ولكنها تدرك ان حبه لزوجته‬
‫مختلف حتما ال تغار هي كانت تدعو هللا ان يحب‬
‫شقيقها وها قد فعل لذا هي مدينة لمن منحته السعادة‬
‫نظرت نحوهما بينما يبتعدان وذراعه حولها وجدت‬
‫محمد يجذبها نحوه واضعا ذراعه حولها وهو يقول‬
‫(ال داعي للغيرة انا موجود الجلك اراحت رأسها على‬
‫كتفه موافقة كانا قد ابتعدا قليال فقال لها (هل تغارين‬
‫حقا من سارة ؟) قالت دون انكار (ومن سلمى ومن‬
‫كل شئ يحمل صفة التأنيث) ضحك قائال (متسلطة‬
‫حتى ابنتك تغارين منها ) قالت بتأكيد (انا انوي ان‬
‫انجب فتاة اخرى لتكف عن تدليلها قليال ) قال باغاظة‬
‫(وربما اقسم قلبي على ثالثة ويصبح نصيبك الثلث‬
‫فقط ) نظرت نحوه بحدة وقالت (هل تعني انني االن‬
‫املك النصف فقط ) اشار الى قلبه وقال (بل كله يا‬
‫مالكي لذا ال داعي لتهديد الفتاة واضطهادها كما انك‬
‫تعلمين انه ال مزيد من االطفال ) تعلم انه في كل شئ‬
‫يقدم مصلحتها حتى على نفسه ستبدأ بالعمل بعد شهر‬
‫عندما يبلغ ابنها الستة اشهر زوجها انشأ مستشفى‬
‫خاصة يديرها الدكتور احمد وحتى عماد اصبح ينظم‬
‫جدوله ويبقى في الوطن لوقت طويل مما اسعد سهى‬
‫كثيرا وهي ايضا ستنضم للعمل معهما احيانا تشعر انه‬
‫اقام تلك المستشفى الجلها لتعمل الوقت الذي يناسبها‬
‫فقط قاطعهما صوت معتز ينادي (يكفي هذا نريدكم‬
‫بالداخل ) دخال ليجدا الجميع في وضع االستعداد‬
‫اللتقاط الصور وقفت جواره وامامهما سيف وسلمى‬
‫ويحمل الصغير الجميع اتخذوا اوضاعا مشابهة شكر‬
‫هللا في سره وهو يرى ان فصل السعادة هو الذي حل‬
‫على حياتهم االن بعد فصول متعددة من االلم‬

‫انتهى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت‬


‫استغفرك واتوب اليك ‪...................‬‬

You might also like