Professional Documents
Culture Documents
Copy of ولا يزال لها فصول- ساحر الكتب
Copy of ولا يزال لها فصول- ساحر الكتب
المقدمة
الفصل االول
الفصل الثالث
...........................الفصل الرابع......................
.تسللت االصوات المعتادة الى كل صباح الى اذنه
اصوات ضوضاء الورش واصوات االطفال الذين
يلعبون ويصرخون ،اصوات تبادل الحديث بين
النساء عبر النوافذ والشرفات ،صوت الراديو صادحا
باغنية بالسالمة فكر ساخرا كأن هناك من اليزال
يستمع الى هذه االشياء ليعلو صوت بائع الفول :فول
بليلة ليكمل السيمفونية المعتادة .نهض من فراشه
متمطيا في كسل فهو لم ينم اال في ساعات الصباح
االولى ،لقد ظل ساهرا مع بعض االصدقاء على
شاطئ البحر غير مهتمين ال بالبرد وال بالهواء
الشديد استخدموا بعض النار للتدفئة والحمد هلل ان
المطر لم يسقط ،النه ما ان تنتهي نوة التكاد االرض
تجف حتى تعقبها نوة اخرى ،كانت هذه هي االيام
المفضلة لديه وقد استعادت المدينة الساحلية الكبيرة
هدوئها بعد أن هجرها المصطفون واكتفت باهلها..
فكر ساخرا انها ليس أصال من أهلها ولكنه يعتبر
نفسه كذلك في هذه االيام .توجه الى الحمام ولم يكد
يخرج منه حتى تعالت الطرقات مصحوبة بصوت
صاخب :يا بشمهندس معتز ن يابشمهندس معتز.
توجه فاتحا الباب ليتندفع عاصفة الى الداخل متمثلة
في الفتى علي الذي يعمل في الورشة ليكمل بسرعة :
لماذا تاخرت ان االسطى فوزي يشد في شعره ؟ وضع
ذراعه على كتف الفتى محاوال تهدئته ليقول له :
تمهل يا فتى والتقط انفاسك ،انا مستعد وسانزل االن
.نزال سويا الى الشارع ليرى المنظر المعتاد لقد كانت
جارته هيام تقف في الشرفة منتظرة خروجه لتوجه
له االبتسامة الصباحية المعتادة .قال للفتى :علي أنا
أتضور جوعا وغمز له اريد أفطارا معتبرا .ووضع
فييده بعض االوراق النقدية ليجري الفتى الى عربة
الفول ليحصل على االفطار .توجه بعدها الى الورشة
القريبة من الميناءوالمختصة بصيانة السفن
والقوارب وحتى اليخوت ،ليجد العمال منهمكين في
اعمالهم ويقابله عم فوزي ويبادره بالقول :ما كل هذا
التأخير يابني ؟ لقد أتى سعيد الكاشف بنفسه هذه
المرة ليسأل عن اليخت الخاص به ولم أدري ماذا
أقول له،وانت حتى لم تعاينه؟ ضيق معتز ما بين
حاجبيه قائال :ولماذا لم تخبره بالحقيقة وهي ان
دوره لم يحن بعد؟
يا بني ان هذا ال يجد فبعض الناس ليسول مثل
االخرين .شعر معتز بالحنق فهو لم يترك عالمه
السابق ليستمر فيهذا الهراء الطبقي وقال للرجل
محاوال ان يهدأ من غضبه :أنت تعلم أنه لم ياتي الينا
اال بعد فشل شركات الصيانة الكبرى ولذا عليه ان
ينتظر فهو من يحتاجنا .رد الرجل بعدم اقتناع :ولكنا
نحتاجه ايضا فالعائد سيكون كبير وسيكون دعايا
جيدة للورشة .رد معتز بتصميم :حتى هذا ال يعني ان
ياخذ دور قارب صياد يعتمد عليه في تحصيل رزقه
وربما ال يكون لديه واوالده قوت يومهم ،لو كان
هدفي هو المال لقبلت بعروض الشركات الكبرى
والتي تعرض عليا مبالغ خيالية لاللتحاق بها ،وعلى
االقل اعمل بشهادتي .لقد كانت هذه هي هوايته منذ
طفولته المبكرة كان يقوم بتفكيك االجهزة مدعيا
تصليحها وحتى دراجته لم تنجو من ذلك ،ليتخصص
في النهاية في الهندسة الميكانيكية.
انتهى
........................الفصل
الخامس.........................
...توجهت فرح بعد مغادرتها للجامعة الى شركة
والدها لتكون المبادرة من قبلها ،فهي تعلم أنها اذا
ذهبت الى المنزل فان والدتها ستفاتحها في موضوع
خطبتها من الدكتور أحمد ،لذا فاالفضل ان تبدأ هي
....................دخلت عبر بهو االستقبال الواسع
حتى وصلت الى الطابق الخاص بوالدها ،حيث مكتب
السيدة نوال سكرتيرة والدها ،كانت تجمعها بالسيدة
عالقة مودة فهي سكرتيرة لوالدها منذ كانت طفلة ،
ولكنها اكتفت بتحية عابرة مما اثار دهشة السيدة التي
لم تعتد منها ذلك ،ولكن حالتها لم تكن مواتية لتبادل
االحاديث....................دخلت الى المكتب الواسع
مقبلة والدها ،الذي استقبلها مبتسما وهو يقول :
الحمد هلل انتهيت أخيرا من اختباراتك المزعجة ،هل
أجبت جيدا يا فتاة ؟ ............قالت وهي تحاول
السيطرة على انفعاالتها ،فربما يفيد بعد المزاح في
ذلك :أنت تعلم سيد بابا أنني دائما أفعل ،ربما عليك
القلق على شخص آخر .............. .ضخك والدها
وهو يعرف انها تقصد شقيقها حسام فهو ال يهتم
بالدراسة ،وربما يذهب الى اختباراته دون يفتح
كتابا............ولكنه اكمل :أنا بالتأكيد أقلق من هذه
الناحية ،ولكن ما يقلقني في هذه اللحظة هو المبلغ
الذي أشعر أنك أتيت لتطلبيه ............... .كانت تدرك
أن والدها يمزح فهو ال يبخل عليهم بأي شئ وينفذ كل
طلباتهم ،وربما أكثر من الالزم ،لذا قالت :دع هذا
القلق ليوم آخر ،النني جئت ألحدثك في موضوع
مختلف...........رد والها مستفهما :موضوع آخر ؟
...........قالت بسرعة قبل أن تخونها شجاعتها :ان
زميل لي يريد التقدم لخطبتي........................رد
والدها مضيقا ما بين عينيه :ولكنك تقريبا
مخطوبة ...........ردت بصوت خافت وقد بدأ القلق
يزيد بداخلها :مخطوبة لمن ؟ كيف يكون هذا وأنا ال
أعرف ..........قال والدها بهدوء :ألننا أجلنا هذا
حتى تنتهي امتحانتك حتى ال نشغلك عنها ،..وانت
مخطوبة للدكتور أحمد السعيد ،أنت بالتأكيد تذكرينه
لقد قابلناه في النادي ............ردت عليه وقد فقدت
أعصابها وهل لمجرد أني رأيته مرة يصير خطيبي ،
انا حتى لم أقول رأيي ،ويبدو أن اللقاء لم يكن
عارضا ،لقد أتى ليعاين ويعطي رأيه ...................
رد والدها :وربما عندما رأك أعجب بك ،ولكن ليس
هذا جوهر الموضوع .المهم أنه تقدم اليك عريس
ممتاز تفخر به كل العائالت ،وأنا شخصيا أوافق عليه
ولن أسمح لك برفضه جريا وراء أوهام ال طائل منها
............ردت في ذهول :أوهام ،أي أوهام ،أنا
أحب زياد وهو يحبني ومن حقنا أن نرتبط
....................رد والدها بصبر نافذ :ومتى سيكون
زميلك هذا جاهز للزواج انه مجرد طالب ليس له عمل
حتى ،ربما سيساعده أهله ،ما حالة عائلته
المادية؟....................ردت وهي تشعر أنها تخسر
معركتها :انهم أناس عاديون ،ولكن والده اشترى له
شقة في مدينة جديدة ...............قال والدها :أي
مدينة ،وكم مساحة الشقة؟ ..................ذكرت اسم
المدينة ومساحة الشقة في صوت منخفض فهي تشعر
أن الوضع يزداد سوءا ................لتفاجئ بوالدها
يصرخ بها :انه مكان مقطوع شبه صحراء ،ثم ان
حجرتك أكبر من مساحة الشقة ..................ليقول
بعدها في لهجة حاسمة :أنت تفكرين االن أنني ألعب
دور الوالد الشرير الذي يريد التفريق بينك وبين
حبيبك ،ولكنك ستدركين فيما بعد أن هدفي االول
واالخيرهو سعادتك ،ثم ان الرجل الذي اخترته لك
يشهد الجميع باخالقه .........قام والدها ووضع يديه
فوق ذراعيها وهو يقول وافقي الجلي يا حبيبتي
وصدقيني لن
تندمي.............................................
..................................................
................................كان سرير سارة يبدو وكأن
عاصفة من االوراق قد ضربته امسكت باحد المالزم
وهي تفكر انه لحسن الحظ أن هذه آخر مادة ،فلقد
نفدت طاقتها ولم يعد لديها قدرة على تحمل المزيد ،
فوجئت باندفاع ريهام الى داخل الحجرة وهي تقول
لها :لن أ عطلك يا سارة خمس دقائق فقط .
..................أفسحت لها سارة مكانا لتجلس فيه
وهي تقول لها :ال بأس يا حبيبتي فأنا أحتاج لبعض
الراحة ............قالت ريهام فيشرود :لقد جئت
ألسألك عن موعد عودتك غدا ............ .ردت سارة
:أنت تعلمين أن غدا هو آخر أيام االختبارات وقد
اعتدنا على الخروج بعدها ،لذا فانني
سأتأخر ..............قالت ريهام باحباط :اذا ال عليك يا
حبيبتي ،اخرجي واستمتعي وال تشغلي
بالك.................أمسكت سارة بيدها تمنعها عن
القيام :ولكني أريد أن أعرف ما يقلقك
.............ردت عليها شاردة :ان حازم سيأتي غدا
ألخذ عمر ......................ان شقيقتها حتى االن ال
تزال تهرب من مواجهة زوجها ،ربما المواجهة هي
الحل .لذا قالت لها :كل ما عليك هو أن تجهزيه
وتخرجيه حين يطرق حازم الباب وسينتهي االمر
.......................شعرت أنها لن تستطيع الهرب هذه
المرة لذا قالت :سأفعل بالتأكيد................فكرت
سارة أن شقيقتها تحتاج لتدعيم ثقتها بنفسها في
البداية وربما هذا سيساعدها على أخذ قرارها فقالت
لها :ريهام ألم تفكريفي أن تعملي ‘ أنا أعرف أن
العمل سيشغل وقتك ويشعرك بالسعادة
....................ردت عليها :لقد فكرت أن أعمل
ولكن وجدت أنني سأضطر للعمل عند يوسف فأنا
خريجة فنون جميلة والعمل المناسب هو الديكورات
................ردت سارة مشجعة :وما المشكلة ؟انه
فقط سيعطيك الفرصة ،وبعد ذلك أنت من عليك التعب
والنجاح هل تظني أن يوسف سيسمح بافساد العمل ،
انه لن يجاملك بالتأكيد ،.ام أن المشكلة انك ستقابلين
شخصا آخر وقتها ............وأكملت دون أن تمنحها
فرصة للرد :ربما عليك الكف عن الهرب ان
الموضوع بسيط اال وهو :هل تحبينه حتى االن ؟ هل
هذا الحب كاف لك لتتمكني من مسامحته؟ فكري بعمق
وفي النهاية ان وجدت أن ذلك غير ممكن انفصلي
عنه وأكملي حياتك انك بحق هللا في الخامسة
والعشرون ،كثيرات في مثل عمرك لم تتزوجن حتى
االن ............نظرت ايها ريهام في حيرة هل كبرت
سارة الى هذه الدرجة وأصبحت تنظر لألمور بعمق ،
ولكن بالنسبة لها فاالمور ليست بهذه البساطة حتى
لو انفصلت عن حازم هل ستجد شخص يتزوجها من
أجل نفسها ؟ أم أن الموضوع سيكون مجرد صفقة
أخرى .............نظرت سارة الى شقيقتها الشاردة
وهي تفكر في عضب أن الرجال هم سبب كل المعاناة
والمصائب..........................................
..................................................
...........................كانت انجي تجلس بجوار
شقيقها عماد في سيارته فقد أصر أن يوصلها الى
محطة القطارات بعد أن رفض رفضا قاطعا ان تسافر
بالسيارة الن الجو كان مليئا بالغيوم الكثيفة التي تنذر
بسقوط االمطار وربما الثلوج ،لم تكد تصل الى هذه
النقطة في تفكيرها حتى وجدت الثلج وقد بدأ يضرب
مقدمة السيارة والذي لم يكن كثيرا حتى االن ولكن
متناثرا.................نظر اليها عماد وهو يقول :
ساتصل بأبي ليستقبلك هناك......................ردت
عليه في دهشة :ال داعي لهذا ،انني لست طفلة في
الخامسة ال حظى بالتوصيل واالستقبال ،ال داعي
لتعطيل أبي ،عندما أصل سأستقل سيارة أجرة حتى
باب المنزل .............نظر اليها عماد فيشك ولكنه لم
يعلق ...................حاولت أن تغير من الجو
المشحون قليال فقالت له مبتسمة :عليك أن تستغل
فترة سفري وتتعرف على فتاة جميلة ،فلم يتبقى اال
ترم واحد على تخرجي وعندها ستتخلص من المهمة
الثقيلة ..................رد عليها نافيا :وهل تظنين أن
وجودك يمنعني عن ذلك ،ان هذا ليس صحيحا ،لو
كنت وجدت الحب في أي وقت فتأكدي انه لم يكن
سيمنعني شيئا ..................قالت له في شرود :
وهل أنت حقا تبحث عن الحب ؟ ربما عليك ايجاد فتاة
مناسبة تختارها بعقلك وينتهي االمر
................شعر ببعض االحباط فعلى ما يبدو أن
انجي متمسكة برأيها وترفض
تغييره............................................
.................................................ب عد عدة
ساعات وصلت انجي الى منزل أسرتها كان المنزل
واسعا على الطراز االنجليزي التقليدي يرتفع طابقين
ويعلوه سقف من القرميد األحمر ،تحيط به حديقة
متوسطة الحجم ولكن في هذه اللحظة كانت النباتات
قد اختفت تحت الثلوج ،طرقت الباب لتجد السيدة
جونسون مدبرة المنزل أمامها ،دخلت بسرعة لتشعر
ببعض الدفء فالمنزل به تدفئة مركزية ألقت التحية
على السيدة جونسون ثم قبلتها بخبث فهي تعرف أن
السيدة ال تحب ذلك فهي ليست من النوع العاطفي ،
كانت السيدة ماري جونسون مثال نموذجي لمدبرة
المنزل االنجليزية التي تظهر في االفالم القديمة
بشعرها المعقود الى الخلف ومالمحها الصارمة
..........................قالت لها مبتسمة من فضلك
احتاج الى شراب ساخن فأنا أكاد اتجمد
...............خلعت قفازيها ومعطفها واعطتهم لها
لتجففهم وحركت رأسها ليتحرر شعرها واصال الى
منتصف ظهرها ،وفكرت مبتسمة ان السبب الوحيد
لتركها شعرها هو أمها فقد هددتها بالقتل ان تجرأت
وقصته.................وجدت جسما صغيرا يندفع اليها
لتجد سلمى تهتف :جيجي لقد أتيت أخيرا
................نزلت على ركبتيها وعانقتها
بشوق.............رفعت انجي رأسها لتجد سيف واقفا
ينظر اليهما وهو يقول بحنق :ألن تكفا عن تصرفات
الفتيات هذه ؟.................أمسكت انجي يد سلمى
واقتربت منه قائلة :وماذا تنتظر من فتاتين ايها
الذكي غير تصرفات الفتيات ؟ ...........رد عليها
رافعا احدى حاجبيه :ربما سلمى ،ولكن كنت اظن
انك لست فتاة تماما .....................شهقت في لهجة
مسرحية وهي تضرب صدرها بيدها وتهتف :حتى
انت يا سيفو لم أكن أظن أنك ستصدمني صدمة
عمري هكذا.............نظر اليها بغضب وهويقول :
ومن سيفو هذا ،لم يبقى اال حرف الدال ويصبح
اسمي (سيفود) أي طعاما بحريا ..............اندفعت
نحوه بسرعه وتحتضنه هاتفه :أجل أنت سيفود الذي
سيأخذ عناق وقبلة كبيرة ..............ظل يتخبط بين
ذراعيها وبعد أن تركته ظل يمسح وجهه بقوة حتى
أصبح أحمر اللون ................نظرت اليه ضاحكة
وهي تقول لسلمى في تواطأ :انظري لقد أصبحت
خدوده حمراء كالفتيات ...................انصرف
غاضبا وتركهما...............أمسكت سلمى بيديها
وهي تقول لها متحمسة :دعك منه االن سنصالحه
فيما بعد ،ولكن ماذا أحضرت لي ؟
.....................غمزت لها وهي تقول :عليك
التخميين يا صغيرة...................قالت وعيناها
تبرقان بالنجوم :هل أحضرت لي ثوب أميرة
...........قالت لها :بالتأكيد فاالميرة يجب أن ترتدي
ثوب أميرة ..................فتحت حقيبتها وأخرجت
الثوب لتنظر اليه سلمى بانبهاروهي تقول :انه
رائع............قبلتها وهي تقول لها :بل أنت األروع يا
أميرة ....وقامت باخراج سيارات السباق لعلها تحصل
على رضاء سيف عندما يراهم
..................................................
..................................................
...........................كان يشعر بها تتسلل اليه وتمأل
رأتيه حتى يوشك على االختناق ،والعجيب أنه ليس
شئ سئ انها اجمل رائحة شمها في حياته
....................ولكن ما يشعره باالختناق حقا أنه ال
يستطيع أن يتذكر متى شم هذه الرائحة وال أين ومن
صاحبها ،بل بالتحديد من صاحبتها فهو متأكد انها
تنتمي ألنثى .......................ورغم ذلك ال يستطيع
نسيانها ،ان هذا الحلم تكرر معه لمرات
.............وكلما تكرر كلما شعر بازدياد حاجته اليها ،
انها رائحة شديدة الجمال والتفرد ،يحتاجها كما
يحتاج الهواء الذي يتنفسه .لقد بات يشعر بالم
جسدي حقيقي لشدة هذا االحتياج....................ان
أحداث الحلم قد تتغير لكن محورها ال يتغير راى هذه
المرة (ان هناك فتاة -أو ربما امرأة _ففي حلمه لم
يكن الوجه ظاهر ،ولكنه كان يأخذها بين ذراعيها
محتضنا أياها بقوة وكأن حياته تعتمد عليها ،في حين
أن العبير المنبعث منها لم يتغير عن كل
مرة.................لقد خطر بباله انها ربما تكون ألمه ،
ولكنه استبعد ذلك النه يذكر ان والدته كانت رائحتها
حميلة ومحببة للنفس ولكن مختلفة ...................
مط شفتيه محدثا نفسه لوكان ما رآه في حلمه هو
صورة ،كان يمكنه أن يرسمها أو يجعل الكمبيوتر
يقوم بذلك .....................ولكن ماذا عن الرائحة ألم
يخترعوا شيئا لذلك ؟......................فكر ساخرا :
لربما هذه أول عالمات الجنون ولقد بدأت تظهر عليك
يا يوسف..............................................
..................
..انتهى ---
----سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال اله اال أنت
استغفرك وأتوب اليك
.......................الفصل
السادس.................................
انتهى
.....................الفصل السابع
..............................
وقفت انجي في الشرفة تتطلع حولها ،لقد غطت
الثلوج المنطقة تماما ،لم يعد هناك مع اللون االبيض
اال المنازل ............كان منظرا مذهال فاالرض بيضاء
نقية تبدو كعروس ترتدي فستان
زفافها..............سمعت صوت خطوات تقترب نحوها
لترى سيف يقف بجوارها وهو يقول :ان المنظر
مذهل .مارأيك أن ننزل لنلعب ؟ ................قالت له
مبتسمة :فكرة جيدة ،ثم غمزت بعينها قائلة :هل
تستطيع التزلج على الجليد ؟ .........رد عليها وهو
يمط شفتيه :لألسف ال هل تستطيعي أنت ؟
............اومأت برأسها داللة على المعرفة
.................ليكمل بعدها :اذا عليك أن
تعلميني.................ردت في حماس :بالتأكيد سترى
أنه أكثر األشياء متعة............واندفعا للبحث عن
االحذية الخاصة بالتزلج لتجد بغيتها وتهتف به :
وجدته هاهو حذائي وأنا صغيرة سيناسبك ،وهاهو
أخر كبير ...............هيا ارتدي معطفك وسأحضر أنا
ايضا معطفي ..............أومأ برأسه وجرى ليحضر
المعطف .................عادت وقد أحضرت معطفها
لتراها واقفا مع سلمى وهو يقول :ال تكوني مفسدة
للمتعة ان جيجي ستعلمنا التزلج ..................هزت
سلمى رأسها برفض وهي تقول :انه يبدو مخيفا
ومن الممكن أن نسقط ...............قال من بين اسنانه
:جبانة ..............قالت انجي في تحذير :من الخطأ
أن تقول هذا على أختك ...........اتركها ولنذهب نحن
..............استدار موافقا لتجري سلمى خلفهم قائلة :
سأتي ألشاهدكم ..............ساعدتها في ارتداء
معطفها وهي تنظر اليها انها طفلة جميلة ربما تملك
عيون زرقاء مثلها هي وأمها ولكن مالمحها مختلفة
وعيناها هادئة ،بينما عيناها هي جامحة ،ولون
الشعر مختلف ليس اشقر مثل أمها أو أسود مثلها ،
ولكن كستنائي ........وسيف يبدو وكأن الجزء
االنجليزي لم يؤثر به بشعره االسود وعيناه
السودوان الواسعتان .............انهما حتى مختلفان
في الشخصية أكثر ..........من يراهما لن يخمن أبدا
انهما تؤام ................خرجت وبدأت في التزلج
شاعرة أنها تستعيد أحساس مذهل انها تشعر وكأنها
تحلق في الفضاء............ارتدى سيف حذائة
وامسكت باحدى يديه وهي تشرح له كيف ينجح في
التزلج بمفرده وبمضي بعض الوقت كان قد استطاع
ان ينطلق بمفرده وهو يطلق صيحات السرور
............مما جعل سلمى تقول في غيرة :أريد أن
أجرب أنا أيضا ...................لتبدأ في تعليمها حتى
نجحت في التزلج حتى أنها في النهاية لم تكن راغبة
في الدخول الى المنزل
..............................توجهوا الى الداخل من الباب
المفتوح على المطبخ تجنبا لعاصفة السيدة جونسون
اذا سقط شيئا من مالبسهم ليفسد المفروشات
...............جلسوا حول المنضدة لتحضر لهم السيدة
السندويتشات والشيكوالته الساخنة ،انها طيبة رغم
مظهرها الصارم نظر اليها سيف في جدية وقال :
جيجي هل تجيدين اللغة العربية ؟ .............قالت :
بالتأكيد انني اتكلم بها معك االن ..............كان
والدها قد حرص منذ صغرهم على مخاطبتهم داخل
المنزل باللغة العربية ،حتى ان امها قد تعلمت اللغة
العربية قبل مولدها حتى ،فكبروا وهم يتحدثون
اللغتين ............وقد فعلوا ذلكمع الصغيرين حتى
..............رد عليها :لست أقصد الحديث وانما
القراءة والكتابة................هزت راسها نافية وهي
تقول :ال لم نتعلمها في المدرسة ............رد عليها
بفخر :ولكني أتعلمها االن ............جذب انتباهها
لتقول له :حقا وأين ذلك ؟..................قال لها :في
المركز االسالمي أنا وسلمى نتعلم اللغة العربية
والقرآن .................فكرت انه شئ جديد فوالدها لم
يفعل ذلك معها هي وعماد ،أحست بنفس شعور
سلمى منذ قليل انها بالتأكيد الغيرة من أن يتعلم سيف
شئ جديد وهي ال ............................سألته :هل
يمكن للكبار ان يشاركوا في أخذ الدروس ؟ ليرد :
بالتأكيد ان هناك الكثير من الكبار يدرسون معنا عليك
االلتحاق بالدروس وال تقلقي سأشرح لك ما
فاتك............ردت في اخترام مبالغ فيه :سأكون
شاكرة لك طوال حياتي................هل أصبحت تجيد
القراءة ؟ :........................ال ليس تماما
...................استفسرت :كيف تتمكن من حفظ
القران؟ .................... :انني استخدم برنامج
المصحف المعلم .....فكرت ان هذا الولد ذكي جدا
وربما يحتاج لنوع خاص من التعليم .............
انتهى
........الفصل الثامن............
انتهى
..............................الفصل التاسع
........................................
......تعالى صوت جرس الباب ليشعر معتز بالحيرة
فمن الذي سيأتيه في هذا الوقت المتأخر ..........فتح
الباب ليرى أمامه شخصا غاب عنه لسنوات .انه
أحمد !شعر أن الوقت قد تالشى وأن الزمن عاد
للخلف ..........ربما يكون هناك صور متعددة للعالقات
االنسانية ولكن تبقى رابطة الدم بالتأكيد هي األقوى
..........أن يكون هناك أشخاص تعرفهم منذ يوم
مولدك شاركوك في رحم أمك وكانوا حولك دائما
..........وترى أحدهم بعد كل هذا الوقت شئ مفرح
ومؤلم مبهج وصادم ............هتف بدون تصديق :
أحمد ..................نظر اليه أحمد بابتسامته الهادئة
قائال :ألن تدعوني للدخول .......واستطرد :ان الجو
في هذه المدينة بارد جدا لقد تجمدت ...........كان
ينظر اليه وهو ال يعي ما يقول ...........لذا دخل أحمد
مباشرة ألن أخاه ال يزال في ذهوله وأغلق الباب خلفه
.............جعل الصوت معتز يفيق من ذهوله ويندفع
معانقا أخاه بقوة كبيرة ليبادله عناقه وهو يشعر أن
حالته غير طبيعية .........ابتلع غصة في حلقه وخاول
السيطرة على نفسه وهو يقول :اشتقت اليك يا شقيق
.............هز معتز رأسه وقال :أنا ال أستطيع أن
أصف لك شعوري ...........نظر اليه أحمد معاتبا :ان
مكاننا لم يتغير منذ غادرت وكان من السهل عليك أن
تأتي ،بينما أنت لم تستقر في مكان ،وحتى بعد بقائك
هنا كان علينا أن نبتعد ونطمئن عليك من بعيد حتى ال
تهرب مرة أخرى .....................قال معتز معترضا
:أنا لم أكن أهرب ،لقد أردت أن ابتعد فقط الن
وجودي معكم لم يسبب اال الكوارث
....................رفع أحمد حاجبيه بعد م تصديق قائال
:وبما تفسر اختفائك الدائم كلما عرفنا مكانك
................قال معتز :الن وصولوكم الى مكاني كان
ترجمة للنفوذ الذي يتمتع به شقيقنا العزيز
.............واكمل ساخرا :حتى ظني انني نجحت هذه
المرة كان مجرد وهم ،ربما لو كنت شاب عادي يقع
في المشاكل ويتلقى عقابه مثل االخرين لم أكن
ألتمادى حتى تصل مصائبي الى داخل بيتي وتضر
أقرب الناس لي .............قال أحمد باستنكار :هل
تلوم يوسف النه كان يخلصك من المشاكل التى فعلتها
في مراهقتك ،ان هذا بالتأكيد ظلم ،هل كنت تريد منه
أن يتركك تسجن وأال يحميك من نطش االخرين
.......................قال معتز في تصميم :ربما وقتها
كان الضرر سيقع علي فقط .......................أوقف
أحمد استغراقه بالحديث بقوله :من األفضل لك أن
تعيد تقييم األمور حتى التظلم غيرك وربما تظلم نفسك
أيضا ....................لقد كان معتز في السادسة عشر
عند وفاة والديهم في الحادث وقد مثل االمر بالنسبة
له صدمة عنيفة ظل صامتا لفترة قصية دون أي رد
فعل لينطلق بعدها وكأنه يتفنن في صنع المشاكل
والتصادم مع االخرين من يراه وقتها كان سيرجح أنه
كان يحاول االنتحار بطريقة غير مباشرة ،ومما جعل
األمور تستفحل أنه لم يكن وحده فقد وجد الصديق
الذي ماثله في الذكاء والتهور وكان بدوره يملك عقده
الخاصه ..............لقد بدا وكأن ال شئ يقف أمامهما
........مراهقان في قمة الذكاء والجنون الشجاعة
والتهور والتمرد على كل شئوأدى هذا الى اكتسابهما
كثير من االعداء اتصف بعضهم بالخطورة
................ولكنه ال يستطيع لوم يوسف على انقاذه
الدائم لمعتز فهو أيضا كان تحت نفس الظروف كان
في ذلك الوقت شاب صغير بالكاد انهى دراسته وذهب
مع أصدقائه في رحلة فاصلة بين فترة الدراسة
والعمل ليصدم بوفاة والديه فيعود ليجد نفسه أصبح
مسئوال عن أربع أشقاء وعن أعمال متشابكة ليس له
أي خبرة بها ..........وليس هناك بديل فال أحد من
أقاربهم يفهم شيئا في هذه االمور .........وفي ظل
عدم خبرته وكثرة الطامعين والمنافسين الذين
استغلوا الفرصة واعتبروه فريسه سهلة ولقمة سائغة
ونجح في النهاية ولكن ذلك ترك بصمته على
شخصيته ..........أصبح يبالغ في حمايتهم كما أن
ردود أفعاله تجاه أي شئ يتعرض له اخوته أصبح
مبالغ فيها وعنيفة أحيانا كان هو يدرك ذلك على
عكس معتز .................قال مغيرا مجرى الحديث
الذي لن ينتهي :لقد اتيت ألني لم أتخيل أن أحنفل
بزفافي دون وجودك...............قال معتز وقد تغيرت
حالته ربما هناك أشياء مبهجة حتى االن :مبارك لك
يا أخي متى سيكون الحفل ؟............قال أحمد وهو ال
يزال محتفظا بابتسامته :بعد ثالثة أيام ...........شعر
معتز بالسعادة فعلى ما يبدو أن أحمد أصبح مثل باقي
البشر يتزوج ويحب ويبدو أنه يحلق بين الغيوم لقد
كان أحمد طوال الوقت مثال للشاب النموذجي في كل
شئ متفوق هادئ مؤدب قال بسعادة حقيقية سأتي
بالتأكيد فأنا ال أستطيع تفويت زفافك يا
طبيب...........قال أحمد بتصميم :لن أغادر دونك
ستأتي معي وتساعديني في التجهيزات كما يفعل كل
األخوة .............مط معتز شفتيه وقال هناك بعض
االمور العااقة مادمت مصر أنتظر معي انهيها غدا
صباحا وبعدها نغادر أومأ أحمد برأسه موافقا ودخل
الى حجرة النوم ليحظى ببعض الراحة قبل العودة..
انتهى
......................................الفصل
العاشر..................................
توقفت السيارات في المساحة الواسعة قبل منزل الجد
ولكنهم لم يدخلوا مباشرة فبينما تنحت الفتاتان جانبا
اضطر الرجال للتوقف عدة مرات للسالم على
المتواجدين والمهنئين الذين يعرفون بعضهم وال
يعرفون اكثرهم ..........في النهاية توجهوا الى
الداخل حيث يجلس جدهم اخر اليوم في المضيفة التي
ال تكاد تخلو من الزوار ،وجدوا هناك الحاج محمود
زوج عمتهم وخالد وفارس ابنائه ،كما كان يوجد
أبناء عم والدهم وبعض كبار البلد .الذين استأذنوا
بعد السالم بسبب وجود الفتيات ،أمسك الجد يد سارة
وأجلسها بجواره فدائما كانت هي المفضلة لديه قال
لها بلهجة حنونة :ال تطيلي الغياب يا بنيتي فانت
تعلمين أن رؤيتك ترد الي روحي فأنت تشبهينها كثيرا
..................بدا وكأنه يتطلع الى شئ بعيد ولكن
بعده كان زمنيا ..............لقد كان والدهم أيضا يقول
عنها أنها شبيهة جدتها بشعرها الكستنائي وعيونها
العسلية وحتى هدوئها مع بعد التقلب أحيانا
...........لذا كانت دائما هي حفيدة الحاج سيف
المفضلة فهي تذكره بحبيبته الراحلة ان االمر قد يبدو
غريبا فالحاج سيف بكل هذه الهيبة والتسلط أحيانا
كان عاشقا بكل معنى الكلمة ولم يكن هذا مجرد كالم
ولكن أثبته مرات فالجدة بعد انجاب والدهم ظلت
خمس عشرة سنة حتى انجاب عمتهم وقد كان الجميع
يلحون عليه ليتزوج بأخرى ليحظى بمزيد من االبناء
يكونون له عزوة ولكنه رفض األمر تماما وحتى بعد
وفاتها وكان هو ال يزال يتمتع بصحة جيدة رفض
الزواج بأخرى ................تكلم وهو ال يزال شاردا
ببصره :كانت تجمع شعرها في ضفيرتين وعندما
تسير في الشمس كان يبرق مثل سبائك الذهب
.............قطع تأمالته صوت ريهام التي استغلت
الفرصة لتقول :اذا فجدتي كانت تخرج بشعرها يبدو
أني أشبهها في هذا ................ضربها جدها فوق
رأسها بخفة ليقول :كانت في الثانية عشرة وليست
امرأة أصبح ابنها ورائها ،ولكنها منذ دخلت بيتي لم
ير أحدا ظفرها .........قال ذلك وهو ينظر الى حازم
في حدة .........أحمر وحه ريهام بشدة فهي من جلبت
ذلك لنفسها فجدها ال يفوت فرصة كما أنه يتسم بحدة
الكالم ............قال معتز في مزاح لتغيير الموضوع :
يبدو أنها كانت قصة حب كبيرة .........لقد حاول أن
يخفف عن ريهام ليتلقى هو التقريع فيبدو أن جده كان
منتظرا مغادرة الناس ليعطيه نصيبه ........قال الجد :
أين كنت طوال هذه المدة ،أليس لك أهل ما الذي
يجعلك تختفي مثل المتشردين ؟ قال بخفوت محاوال
انهاء الموضوع :كنت موجودا وها قد أتيت
.........واقترب منه مقبال رأسه قائال :سامحني على
غيبتي الطويلة ..............أشارت ريهام لسارة
لتنهض معها للسالم على عمتهم الموجودة بالداخل ،
وقالت :بعد اذنك ياجدي سنذهب للسالم على عمتي
..........أومأ موافقا وقال لها :اطلبي منهم اعداد
العشاء ................دخلت الفتاتان لتقابلهم عمتهم
وصفاء ابنتها وبعض قريباتهن بالعناق والمباركة
على زواج شقيقهن احتضنت سارة صفاء بشدة فهما
في نفس السن ولطالما كانتا صديقتين مقربتين
........عانقتها ريهام وقالت أنها ستدخل عمر الى
حجرة النوم فقد نام منذ وجودهم في السيارة
.........قالت سارة :اشتقت اليك صافي ...........كانت
صفاء تشعر باالبتهاج الحقيقي لرؤية بنات خالها -
انها كانت تدرك أفكار أمها وانها كانت تريد تزويجها
ألحمد ولكنها لم تكن تكن له مشاعر خاصة ،كان
دائما هو ويوسف بالنسبة لها شخصيات غير حقيقية
يوسف بهيبته وشخصيته القريبة من جدها وأحمد
بهدوئه وكالمه القليل _كانا مثل المشاهير الذين
تعجب بهم ولكن من بعيد ،أما معتز بمرحه فكان
كشقيق ثالث لها ..............ردت على سارة بابتسامة
هادئة :أنا بخير واشتقت اليك جدا ...........ردت
سارة :ال يبدو ذلك لقد وعدتني أن تأتي لزيارتي مع
العم محمود حينما يكون في القاهرة ........قالت صفاء
باحراج :لقد رفضت أمي وقالت ال يصح أن أبقى مدة
طويلة في وجود أشقائك .........قالت لعمتها معاتبة :
اننا نعيش حاليا في شقة أحمد وهو غير متواجد في
أغلب األحيان ..........قالت عمتها :ال تحزني يا
حبيبتي سنأتي لزيارتكم جميعا في القريب بأذن هللا ،
الننا سنزل الى القاهرة لشراء جهاز صفاء .باركي
لها فقد خطبت والعقبى لك قريبا ...........تهلل وجه
سارة فرحا وهتفت :وحتى لم تكلفي نفسك ابالغي
هيا من يكون ؟ ما اسمه ؟ ما عمله ؟ .............كانت
ريهام قد عادت لتقاطعها ضاحكة :اهدئي قليال
وامنحيها فرصة لالجابة ........ردت صفاء في خجل :
ان اسمه سامح وهو ضابط برتبة رائد وأبوه هو
الحاج فاروق المنشاوي ..........قالت ريهام بتمثيل :
يجب أن نحذر منك يا فتاة خطيبك ضابط وأخوك وكيل
نيابة انك بالتأكيد خطيرة ........فكرت سارة :رغم
انها كانت تتمنى أن يتزوج أحمد من صفاء اال أن
القدر كان له رأي اخر فكل منهما قد وجد الشخص
المناسب له ..................................................
............................في المضيفة كان الجد يشعر
بالسعادة البالغة كانوا قد تناولوا العشاء والتف حوله
أحفاده الخمسه الذين ورثوا طوله ...........لقد كانت
سلمى ستسعد بهذا المشهد لقد كانت تطالبه ان يتزوج
مرة أخرى حتى ينجب عدة أبناء يكونون عزوة له
وها هو قد حصل على العزوة ولكن بعد رحيلها
.......انهم يملئون العين وسادسهم حازم زوج حفيدته
،الذي رغم أنه ال ينتمي للعائلة أو حتى للبلدة كما
تمنى ان تتزوج حفيدته تنفيذا للتقاليد ولكنه رجل
بحق فهو لم ينس وقوفه الى جوارهم في شدتهم
...............اخرج من جيبه ظرف كبير به نقود وقال
:اقترب يا دكتور أحمد لتأخذ نقوطك ..........أخذها
أحمد منه وهو يشعر بالسعادة فرغم عدم احتياجه
للنقود اال ان القيمة المعنوية أكبر بالنسبة له
..........قال يوسف مستغال الفرصة :وأين نقوطي أنا
يا جدي ؟ .........قال الجد مضيقا عينيه فقد كان يعلم
ما الذي يريده بالضبط :وعلى ماذا ستأخذ النقود هل
ستخبرني بحمل زوجتك ،أم ستبشرني بزواجك من
أخرى؟.........................لقد فتح الباب على نفسه
ولكنه لن يستسلم فما يريده مهما جدا بالنسبه اليه لقد
ورث من جده عشق الخيول وكان جده يملك منذ زمن
طويل مجموعة من الخيول العربية االصيلة النادرة و
كان يتطلع لليوم الذي ستلد فيه الفرسة أميرة من
الحصان سلطان وهاهي قد أنجبت مهرة ذهبية رائعة
.............وهو بالتأكيد سيحصل عليها لقد عرض
على جده المبلغ الذي يريده ولكنه رفض بشدة وقال
انها هدية ولن يأخذها اال صاحبها .............قال
.:أنت تعرف ماذا أريد وهو بالتأكيد ليس النقود
..............رد الجد :لقد أخبرتك أن لها مالك سأهديها
اليه ..............قال يوسف باستنكار :وهل هو أهم
عندك مني؟...............رد الجد بخبث :
بالتأكيد.............رد بنفاذ صبر :اخبرني اذا من
يكون ؟...............قال الجد في تصميم :انه سيف
الصغير .المهرة ستكون البنك يا يوسف ،انت تريدها
وأنا أريده والعدل هو اعطني ما أريد أعطيك ما تريد
..............شعر بطعنة في قلبه وكأنه هو من يرفض
قدوم هذا السيف !!!!!!! .وهل سيهتم اذا حصل عليه
بامتالك المهرة .ربما سيتخلص عندها من هوسه
بالخيول ...............قال معتز بمشاغبة محاوال
التخفيف من ثقل الموقف :ومن أخبرك يا جدي أن
يوسف سيسمي ابنه على اسمك لقد أضعت فرصتك ،
أنت كنت كلما ولد أحدنا ترفض أن تسميه باسمك أو
اسم جدتي .......وغمز بعينه مضيفا :هل كنت تخشى
اذا وجد سمي لكما ان يرحل االكبر .............امسك
الجد عصاه وضرب معتز الذي لم يهرب في الوقت
المناسب ليقول متأوها :هل تغضب من الحق ؟
...........رفع الجد عصاه ليضربه مرة أخرى ولكنه
استطاع الهرب في الوقت المناسب ..........قال الجد :
اصمت يا ولد لقد كنا مرتاحين من مشاغبتك في
الفترة الماضية اطلق الجالسون ضحكات مستمتعة
فلقد افتقدوا وجود معتز الصاخب منذ مدة طويلة
انتهى
..............................الفصل الحادي
عشر.................................
تمت
انتهى
انتهى
انتهى
******************************
**********************
انتهى ---
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت
استغفرك واتوب اليك ..
رغم انه أول اسبوع في هذا الترم اال انه كان ممتأل
للغاية ،انهم ال يستطيعون التقاط انفاسهم بين
محاضرة واخرى ،لحسن الحظ كان لديهم مؤقتا
ساعتان فارغتان ألنه لم ينزل جدول محاضرات هذه
المادة بعد ،كانت تجلس مع صديقاتها على مقعد في
احد الحدائق المحيطة بالجامعة ،لقد شعرت بالسعادة
لعودتها الى الدراسة مرة أخرى فبعد عمل ريهام كانت
تقضي كثيرا من الوقت بمفردها مما جعلها أكثر
عرضة للعودة للذكريات السيئة انها حتى في الوقت
البسيط الفارغ تجد عقلها يضج بها ،لقد حاولت دائما
تنحية الماضي جانبا ولكن هذه االيام تجده يلح بشكل
غريب على عقلها ربما بسبب زيادة عروض الزواج ،
وما يقلقها جدا ان يكون هذا حدسا وان لديها نوع من
الحاسة السادسة باقتراب خطر ما ،تنهدت بصوت
مسموع لتستفيق بعدها على صوت والء صديقتها
وهي تقول (انتن ممالت ال يوجد في حياة اي واحدة
منكن تطورات أو احداث مثيرة ،هاهي االجازة قد
انتهت دون ان ترجع اي واحدة منكن بعريس في يدها
)............ضحكت سارة وهي تقول لها (هل هذا هو
مفهومك الوحيد عن التطورات واالحداث المثيرة
).......نظرت اليها بحنق وهي تقول ( انه المفهوم
الوحيد عند الفتيات في سننا)........ردت عليها ( ربما
كان عليك االبتعاد عن دراسة الهندسة ،فان البنت
التي تدخلها يتم التعامل معها على انها رجل
).....مطت شفتيها في حنق لتقول لها (مفسدة للمتعة
،انت حتى تئدين احالمي المستقبلية المشروعة)
....نظرت بعدها الى ندى صديقتهم لتقول لها بفضول
(لماذا انت صامتة هكذا اشعر انك تخفين امر ما )
.......قالت لها عليك ان تصمتي وعندما يكون هناك
شئ ما سأخبرك )...........كما يقال اذكر العفريت فما
ان اتموا حديثهم حتى تعالى صوت هاتفها لتجده يضئ
باسم صفاء ،ان صفاء صديقة طفولتها واختها الثانية
،ودائما ما يتحدثان عبر الهاتف ولكن في االونة
االخيرة تشعر انهما كلما تكلما حتى ولو لم تطرقا الى
موضوع خالد شقيقها فان الموضوع عالق دائما
مخيما بظالله فوقهما ........فتحت الخط ليصلها
صوت صفاء (كيف حال مهندستنا الجميلة
)........ردت عليها بمرح ( اكافح من اجل ان استحق
اللقب ) ........ثم اردفت ( كيف حال خطيبك الوسيم ؟
هل يطبق عليك القانون ام ان هناك تجاوزات
لالقارب).......سمعت ضحكتها الخجولة لتغير
الموضوع بعدها قائلة (ان امي قررت اني نأتي غدا
للتسوق قبل ان يزيد انشغالي في الدراسة ).......قالت
سارة بسعادة (اذا ستأتين اخير)...قالت صفاء ( لسنا
انا وامي فقط من سنأتي عليك ان تحذري).......قالت
لها (سيأتي العم محمود معكم ).......ردت عليها
صفاء (ال تكوني سخيفة والدي دائما في العاصمة
انني اتكلم عن شخص آخر ......شعرت سارة
باالضطراب هل سيأتي خالد معهم ؟......ردت صفاء
حين وجدتها صامتة (ان جدي هو من سيأتي معنا ،
فقد طلب الطبيب منه اجراء بعض الفحوصات وسيأتي
للعاصمة الجرائها )......شعرت سارة بالقلق هل جدها
مريض؟ 2لذا قالت لها باهتمام (لماذا ؟مما يشكو؟
)......قالت صفاء بهدوء (ال تقلقي انها فحوصات
روتينية ).......تكلمت معها قليال لينهيا المكالمة بعد
ذلك وهي مستغرقة بافكارها ،ان جدها بالتأكيد
سينزل عند يوسف وربما يفاجئهم بالزيارة فهو
يتعامل على انه ذاهب الى منزله وال يحتاج الى االذن
،من الجيد ان صفاء اخبرتها وعليها تنبيه يوسف
ليستعد الستقبالهم ،ويردع زوجته عن اي تهور او
فعل ال يليق......سمعت صوت يوسف يقول لها (كيف
حال مهندسة عائلة السعيد الجميلة؟ هل انتظمت في
الدراسة؟ ).....قالت له بمرح (انت تعلم انني اقف امام
باب الكلية منذ الليلة السابقة لبداية الفصل
الدراسي).....ضحك قائال (في هذه النقطة تشبهين
أحمد ،انتما دائما مثاال للتفوق).......قالت له ( انني ال
اتذكر حين كنت تذاكر حتى استطيع الحكم ).......قال
لها بامتعاض (انت تجرحين مشاعري المرهفه
بتذكيري كم انا عجوز ) ......قالت ضاحكة (يمكنك ان
تأتي الى الجامعه وسترى كيف تتشاجر الفتيات
عليك).....ضحك ضحكة صاخبة واجاب (اذا فالحافظ
على ابتعادي منعا لالشتباك المحتمل ).....قالت له
(هل علمت ان جدي وعمتي وابنتها سيأتون غدا الى
العاصمة)......عقد حاجبيه وهو يقول لها (من
اخبرك؟).......اجابته (صفاء اخبرتني ان جدي سيأتي
الجراء بعض الفحوصات وستأتي هي وعمتي لشراء
جهازها)....قال بصوت قلق (فحوصات
لماذا؟)......ردت عليه ( لقد قالت لي انها فحوصات
روتينية ).......رد بشرود قائال (ال بأس ....صمت
قليال ليقول بعدها لقد تركت لك انت وريهام حرية
البقاء بالشقة ولكن بوجود جدك فان الوضع سيكون
صعب وهو لن يجعل االمر يمر لذا سأتي الليلة ألخذكم
)....ردت عليه بتوتر (حسنا ساخبر ريهام
وسنستعد)......انه يشعر انهم مثل مؤسسة حكومية
تحاول على اخفاء اوجه النقص فيها حين يـأتي
التفتيش والذي يمثله في حالتهم الجد .......انه يتمنى
ان يكون جده قد اقتنع بتأجيل موضوع سارة في
الوقت الحالي ،انه يكره هذا النوع من الضغوط رغم
انه يعشق جده منذ طفولته اال انه يشعر انه يمسك
بمدية لها نصالن حادان ودائما ما يغرزهما في جسده
بقسوة دون قصد منه .......وكال الموضوعان ال
يستطيع االفصاح عنه ،انهما يمسان رجولته
بجانبيها المادي والمعنوي ......اتصل بالسائق
واخبره ان يذهب في الصباح الحضارهم .......عاد
الى المنزل ليتوجه الى جناحهم حيث توجد نهال دخل
ليجدها لم تغادر الفراش قال لها بتهكم (صباح
الخير)......ردت عليه والنوم يبدو على صوتها
(يوسف صباح الخير).....نظر اليها وهو يقول
(سيأتي جدي وعمتي وابتها وسارة وريهام
ويبقضون معنا بضعة ايام )....اجابته بتذمر (ولماذا
لم تدع اهل البلد جميعا ؟!!)......نظر اليها بحدة
ولكنها لم تتراجع فهي التطيق تواجدهم وخاصة هذا
الجد السليط اللسان والعمة وابنتها القرويتان ....قال
لها بلهجة صارمة (ستفعلين ما تقوم به اي زوجة
محترمة في مكانك ستحسنين مقابلتهم وتشعريهم
بالترحيب الشديد واياك ان يشعروا باي ضيق من
ناحيتك).....اجابته بنزق (ربما من االفضل ان اذهب
لمنزل والدي حتى يغادروا )....نظر اليها بشراسة لقد
باتت هذه المرأة تشعره باالشمئزاز ،ال يدري ما
اساس كل هذا الصلف والغرور اللذان تشعر
بهما....قاال لها بلهجة حاسمة بدت لها مرعبة
(ستبقين في المنزل وستحسنين استقبال اهل زوجك
وستتحملين برحابة صدر اي كلمة او فعل يقوم به
جدي...نقطة وانتهى السطر)......يبدو ان عقلها لم
يستطع االستيعاب لتكمل في غرورك (لست ادري لم
تستمر في عالقاتك مع هؤالء الفالحين اي رجل في
وضعك عليه ان يرتقي بمستوى معارفه ).....امسك
بذراعها في حدة وهو يقول (تقولين رجل في وضعي
اي وضع ؟! ان طين االرض ال يزال عالق في اظافري
،االسمنت والرمل اللذان نستعملهما في البناء ال تزال
اثارهما فوق مالبسي!!!انني لست تاجر للممنوعات
او االسلحة الفاسدة ولست اعتمد على وسيلة للثراء
السريع ،ان القصر الذي تعيشين فيه والمال الذي
تنفقينه دون حساب هو نتاج تعب هؤالء وشعوري
نحوهم هو التقدير واالمتنان ،وانا ال اشعر باي تكبر
تجاه اي انسان ،واهلي بالتحديد خط احمر عليك
احترامهم ووضعهم فوق رأسك).......شعرت بالسأم
فها هو يلقي عليها خطبة عصماء لمجرد انها
اعترضت على وجود العائلة المالكة ......حاولت
التراجع لتقول بعدها باستسالم (ال تقلق سأحسن
استقبالهم ).....نظر اليها بتمعن وهو يقول (اتمنى
ذلك ألجلك اوال).......انه يهددها تأففت مفكرة لماذا
كان عليها اختياره لتتزوج منه بالتأكيد كان هناك
اثرياء اكثر لطفا ورقيا !!!!!!!! خرج من المكان
صافقا الباب خلفه ليجد السيدة زهرة مدبرة المنزل
والتي اقترب عمرها من الخمسين ،انها الشخص
الوحيد الذي يريحه في هذا المنزل قال لها (سيأتي
جدي وعمتي واخوتي لقضاء عدة أيام من فضلك
جهزي ما يلزم لهم )......سار دون انتظار الرد لتنظر
زهرة في اثره نظرة تجمع بين التعجب واالعجاب
الحب والشفقة انها تعمل عندهم منذ كان طفل وقد
مرت حياتهم امامها ،انها تشعر دائما بانه غير سعيد
،ان الحمقاء المغرورة التي تزوجها ال تالئمه وهي ال
تدري ما الذي يدفعه للبقاء معها انها حتى لم تمنحه
اطفاال !!!!!!!!ان جميع العاملين في القصر ال
يشعرون بالراحة حال وجودها ولحسن حظهم فهي ال
تبقى اال قليال
د احب دائما تصليح االشياء وربما تخريبها وهو
يشعر بالسعادة حين يمارس هذا العمل ،والشئ اآلخر
الذي أحبه ربما اكثر هو الماء ولذا كان يمارس
التجديف وتفوق فيه كان يتدرب في النهر وأحيانا كان
يذهب مع فريقه لبعض المدن الساحلية ولكن عندما
اصبح لديه الحرية في اختيار المكان الذي يعيش فيه
اختار هذه المدينة الساحلية ،ربما يكون ترك
التجديف بشكل احترافي ولكنه لم يتركه كهواية وليس
التجديف فقط وانما االبحار بشكل عام يبحر بالقارب
ذي المجدافين او القارب الشراعي او حتى زورق
حتى عمله اختار ان يكون في اصالح ما يحب ،ربما
يوما ما سينتقل من االكتفاء بالتصليح الى البناء
سيبني القوارب والسفن وسيضع تصميماتها بنفسه
،فكر ضاحكا ان جيناته ال زالت تتالعب به فهاهي
الرغبة في التصميم والبناء تحركه .... ،واالمر االخر
هو الشقة التي يعيش فيها وسيارته القديمة انه يشعر
بانه شديد االرتباط بهما لكونهما نتيجة لمجهوده ،لقد
اصبح يملك ما يكفي من مال لشراء شقة في منطقة
راقية وكذلك سيارة جديدة ولكنه متردد في القيام بهذه
الخطوة ربما النه اصبح يشعر باالنتماء وااللفة مع
هذا الحي الشعبي حتى في التعبير عن المشاعر يشعر
باالختالف فهيام المعجبة به يشعر انها خارجة من
فيلم قديم متبعة نفس االساليب واالستراتيجيات التي
ذهب زمانها انه اليريد هذا التعلق من جانبها النه يعلم
انه ال مستقبل لهما وفي نفس الوقت يخاف ان
يجرحها ،وكأن ذكر فتاة قد جلب الى رأسه صورة
الفتاة االخرى ،انها مختلفة كليا عن هيام فهيام انثى
مكتملة متفجرة االنوثة تسعى اليه ،بينما االخرى ال
تزيد عن طفلة نحيلة خضراء العينين سليطة اللسان
افسدها الدالل ولكن رغم ذلك تشغل تفكيره ،هل
اليزال والدها في حالة سيئة ؟ أال زالت تبكي ؟من
الذي يبقى معها خالل الليل ؟..انه ال يعرف لماذا يفكر
عقله بهذه األشياء طوال الوقت ؟انها حتى ال تترك
احالمه لقد حلم باالمس ان هناك من يطاردها وهي
تصرخ وتحاول الهرب وال تجد من تلجأ اليه ،ان هذا
الحلم يسيطر على عقله منذ رآه هز رأسه ومرر
أصابعه خالل شعره محاوال ان يحصل على بعض
صفاء الذهن ،لقد انتهى من تصليح احد قوارب
الصيد وسيتم سحبه االن الى الميناء لتجربته ،ركب
القارب وقام بتشغيله لينطلق ناثرا الماء حوله في
مشهد منعش وممتع ،لقد اقترب الربيع ولذا فان الجو
يميل لالعتدال واالمواج لم تعد مرتفعة مثل السابق ،
لذا فاالبحار ممتع جدا ....بمرور بعض الوقت عاد الى
المرسى ،اوقف القارب ليجد االسطى سليم يشير له
بأن هناك شخص ينتظره ،تقدم الى حيث يجلس
الرجل على احد الكراسي ان الرجل يبدو في
االربيعينات ذو مالمح وقوره ويرتدي مالبس شديدة
األناقة.........عرفه بنفسه قائال (سالم كمال المحامي )
........تساءل محامي ما الذي يريده منه ؟ ان الرجل
يبدو في سن كبير ويرتدي مالبس انيقة ويبدو
كمحامي معروف ،فلماذا يتكفل عناء الحضور بنفسه
،اشار اليه الرجل بالجلوس الى الكرسي المجاور له
......قال له ( سادخل في الموضوع مباشرة ،انني
محامي السيد سعيد الكاشف وقد كلفني بالحضور اليك
) ......شعر بالدهشة فما الذي يريده منه سعيد
الكاشف ويجعله يرسل له هذا الرجل بنفسه!!!!!!قال
له في ثقة (خير ان شاء هللا هل هناك شئ معين
يحتاجني فيه )......نظر اليه الرجل بتفحص تعبر كانت
نظرته تعبر عن شخص لديه خبرة بالبشر ،وكان
ينتظر ردة فعل الشخص الموجود امامه ليقول بعدها (
انه يريدك ان تذهب اليه في المستشفى من اجل شئ
مهم )......نظر اليه بتوجس (هل يمكنني ان اعرف
السبب االن ؟).......قال الرجل وعيناه لم تفارقه
(ستعرف عندما تذهب اليه ولكن المهم االن ان يكون
ذلك بسرعة)..انه يشعر بالفضول الشديد لذا سيذهب
مع الرجل ،ومن ناحية اخرى لم يكن سيتجاهل رغبة
رجل مريض لذا قال(بضع دقائق اغير مالبسي
وساذهب بعدها معك ).......وصلوا الى حيث ذهب في
المرة السابقة وكذلك فان احساسه لم يتغير فها هو
يشعر بنفس القلق والتوجس ،ان حالة الرجل يبدو
انها قد ازدادت سوءا ،هل حقا سيموت ،ان هذا شئ
ال يعلمه احد فاالعمار بيد هللا ......جلس الى الكرسي
المجاور للسرير حيث اشار اليه الرجل بضعف ،انه
يشعر بشئ يهز اعماقه لقد كان نفسالشخص يحدثه
منذ حوالي شهرين وكان يبدو في اتم صحة ......انتبه
من شروده على صوت سعيد الكاشف يقول له (ربما
ما ساقوله لك سيشعرك بالدهشة العارمة ‘ النه ليس
بيننا عالقة وثيقة حتى اننا لم نلتق اال منذ وقت بسيط
،ولكن انا ساترك لك الحرية الكاملة في اتحاذ القرار
،ولكن انا اريدك حتى خالل هذه الدهشة ان تضع في
اعتبارك ان كالمي هذا تحكمه الظروف شديدة
الصعوبة التي امر بها ،وربما لو كان الوضع مختلف
فاني لم اكن سأفعلها ) .....صمت قليال ليكمل بعد ذلك
( لقد اكتشف االطباء اصابتي بمرض خطير ولالسف
فان هذا االكتشاف كان في مرحلة متأخرة لذا فقد فات
اوان العالج) .....كان سيحاول قول بعض الكلمات
التي قد تخفف عنه ولكنه اشار اليه فتراجع ليكمل
الرجل بعدها ( انت تعرف ابنتي لقد التقيت بها عدة
مرات ،انها ابنتي الوحيدة ولقد فقدت امها منذ حوالي
عامين ،ان امها لم تكن من هذا البلد لذا فانها ال تملك
اقارب من جهة امها ،وكذلك الوضع بالنسبة
القاربي ،هناك مشاكل يصعب حلها ،لذا فانني اشعر
اني اتركها لتواجه الدنيا وحيدة ،انها بال خبرة في اي
شئ انها حاليا في الصف الثالث الثانوي ،وحتى لو
تجاوزنا موضوع الخبرة فانها قاصر ولن تستطيع
تسيير اي شئ بشكل قانوني ،ومن ناحية اخرى وهي
االهم بالنسبة لي انه ال يمكنني ان اتركها وحيدة في
عالم ال يرحم مثل هذا لتكون لقمة سائغة لضعاف
النفوس)......سكت قليال فهو على ما يبدو سيجعل
الحديث ياخذ منحى مختلف ،انه يشعر بالحزن الشديد
من اجل الفتاة ،انها مجرد طفلة سيكون عليها بعد
قليل التعامل مع واقع قاسي وعالم ال يرحم ،وصل
اليه صوت الرجل الذي عاد ليكمل ( ولقد فكرت ان
الحل الوحيد المتاح امامي هو ان ازوجها ،فزواجها
سيجعلها تحت رعاية رجل وفي نفس الوقت سيكون
زوجها وصيا عليها ويستطيع تسيير االعمال).....ها
ما يهذي به صحيح هل يحدثه الرجل عن هذا االمر
الخاص ما شأنه هو بهذا ؟ خطر له خاطر ربما يكون
جنوني هل يريد منه ان يتزوج ابنته ؟ هل ستصبح
الطفلة الشقراء المجنونة زوجته!!!!!!لم ينتظر قليال
حتى جاءه الرد ( لقد اخترتك انت لهذا ،لقد اخبرتك
منذ البداية انك ستشعر بالدهشة ،ولكن يمكنك ان
تقول انه حدس قوي ،لقد شعرت منذ لقاءنا للمرة
االولى باصلك الطيب وعرفت ايضا نزاهة تعاملك ،
وهناك شئ اخر دفعني لذلك انني اشعر انك الشخص
االول الذي جعل شيرين تلتزم بما يقول ،ثم بعد ذلك
جمعت المعلومات حولك فعرفت خلفيتك العائلية
)......استدار اليه في حدة فاكمل الرجل (لن انكر ان
هذا احد االسباب التي شجعتني فانت بالتأكيد لن تكون
طامعا فيها ،واالن االمر كله في يديك انها الرغبة
االخيرة لرجل في الحياة رأى فيك شخصا جيد يستطيع
ائتمانه على اغلى شئ عنده ،انا اعلم انها مسئولية
غير متوقعة القيها على كاهلك ولكن عذري انه ليس
لدي حلول اخرى ،ساعطيك بعض الوقت لتفكر جيدا
،ولكن اتمنى اال يطول تفكيرك فقد يقضي هللا امره
).......كان يحدق فيه بذهول ،ثم في النهاية حاول
استجماع نفسه ليقول (ساحاول اتخاذ قرار باقرب
وقت ممكن ).....غادر بعد ذلك وهو ال يكاد يشعر
بنفسه
انتهى
انتهى
.............الفصل العشرون.......
....عادت الى الشقة حيث تعيش مع سارة وعمر ،
كانوا قد عادوا اليها في نفس يوم رحيل جدهم
والعائلة والتي لم تستغرق زيارتهم اال يومين وليلة
واحدة ،ان هذا لم يعجب يوسف انها تعلم امتعاضه
من بقائهم وحدهم بعد زواج احمد ،ريب انه االن
ينوي اعادة سارة للعيش معه بعد ان اصر الفرمان
الخاص بعودتها الى حازم ،لحسن الحظ ان سارة
اليوم قد عادت مبكرا من كليتها واعدت الغداء فهي
غيرقادرة على الوقوف والطبخ انها مرهقة جدا قد
يكون ارهاقها العقلي اكبر من ارهاقها الجسدي ولكنه
بال شك يؤثر عليها كثيرا ،انها في معظم االحيان
تضطر لتحضير الطعام بعد عودتها من العمل ،ويبدو
ان حتى مساعدة سارة المحدودة لن تستمر طويال
فسرعان ما سينتظم جدول محاضراتها ولن تعود
باكرا فياي يوم.......انها تعلم ان زيارة العائلةوما
صاحبها من احداث قد اثرت كثيرا على شقيقتها
فهاهي سارة من يومها دائمة الشرود انها تعلم ان ما
حدث لشقيقتها في طفولتها من الصعب ان تتقبله اي
فتاة انها تظن ان سارة تتصف بكثير من الشجاعة
لتتمكن من الصمود....دخلت الى المطبخ لتجد عمر
جالسا فوق المنضدة يلعب باالشياء الخاصة بالسالطة
في محاولة من سارة اللهائه ........التفتت سارة اليها
وقالت (هياغيري مالبسك فقد اوشكت على االنتهاء
وانا اتضور جوعا ) .......اجلست تتناول طعامها
وتحاول في نفس الوقت اطعام عمر الذي ال يكف عن
المشاكسة انها تعرف ابنها جيدا ان الشئ الوحيد
الذييردعه هو السلطة الذكورية فهو يكون منضبطا
اثناء وجود والده او احد اخواله ،ان ذلك سيكون احد
االيجابيات اذا عادت الى حازم ......نظرت الى سارة
لتجد نفس النظرة الشاردة تعلو وجهها قالت لها
بلطف (سارة حبيبتي اين ذهبت؟)......ابتسمت
ابتسامتها الخالبة التي لم تستطع اخفاء الحزن من
عينيها ،ان طبيعة شقيقتها الشفافة تجعل عينيها
دائما مرآة لما يدور في عقلها قالت لها (الى الجامعة
بالتأكيد ،لقد بدأت المعمعة مبكرا).......حاولت اجراء
حوار معها علها تجذبها من حالتها قالت لها متسائلة
(هل تظني ان علينا ان نذهب اليوم لزيارة احمد وفرح
ام من االفضل ان ننتظر لبعض الوقت )...........نظرت
اليها باهتمام لتقول بعدها في خجل (لنأجل الزيارة
اليوم فهما ال يزاالن عروسان وربما يودان الراحة
بعد تعب السفر ).......اومأت برأسها لتقوم بعدها
بجمع االطباق وغسلها ،خرجت من المطبخ لتجد
عمر في حجرة سارة يقوم بحل واجباته بينما سارة
تذاكر دخلت الى حجرتها واستلقت على السرير طلبا
لبعض الراحة ........ولكن انى لها هذه الراحة وتعبها
من داخل عقلها عادت االفكار لتعصف برأسها مرة
اخرى ،لقد قرر يوسف ان تعود لزوجها ،بنفس
الطريقة التي فعلها جدها قبل ايام ال تدري هل
تفكيرهما بهذه الطريقة له عالقة بالحيوانات
التييربيها كال منهما في مزرعته ،فالحل بالنسبة لهما
اجمع الذكر واالنثى في حظيرة واحدة وحتما سيتفقا
!!!!!!!ان صبر الجميع نحوها قد نفذ انهم يحسبون
االمر بالزمن ولكن المشكلة ان بعض الجروح ال تبرأ
مهما مضى من زمن اذا لم يتم عالجها ،حتى زوجها
ظن ان تجاهل االمر لفترة سيصلحه ،ال يعني هذا ان
لديها تصور معين عن الكيفية التي سيبرأ بها جرحها
!!ولكن من ناحية اخرى هو لم يبذل اي جهد ،لقد
قرر بنفسه العقوبة التي يستحقها وهي الحرمان من
زوجته وابنه ان هذا غباء!ان ابتعاده قد ضاعف
الجرح النه كان عقاب لها هي االخرى ولطفلها ايضا
،ان احدا منهم لم يفهم صرختها الصامتة ،ربما هي
من كانت تبالغ!عاد عقلها الى وقت سابق الى خمس
سنوات مضت ،كان قد مضى على زواجهما عشرة
اشهر بذلت خاللها كل ما استطاعته من جهد وطبقت
افكار كانت تخجل من مجرد التفكير فيها من قبل
بحثت حتى على النت عن افكار تستطيع من خاللها
جذب زوجها اال ان النتيجة دائما كانت واحدة
الفشل!وصلت في تلك الليلة الى ما يشبه االنفجار
كانت بالنسبة لها ليلة الحسم ال بد على االقل ان تفهم
.....ارتدت فستان قصير قرمزي اللون له حماالتان
رفيعتان وصدر منخفض نسبيا وتزينت جيدا ،
انتظرت عودته في الريسبشن دخل وهو يمسك
بسترته باحد اصابعه فوق كتفه القى عليها نظرة
خاوية جمعت بين الالمباالة واالشمئزاز وكانه يرسل
اليها بنفس الرسالة الشئ تفعلينه سيؤثر بي!!!توجه
بعد ذلك الى غرفته دون ان يوجه اليها كلمة ....تفجر
الغضب داخلها مقترنا باالحباط ليس من رد فعله
الحالي ولكن كبت استمر لعشر شهور تنسحب خاللها
ذليلة اندفعت خلفه وفتحت باب حجرته لتجده يغير
مالبسه وال يستره اال السروال ،لم يوقفها هذا بل
اندفعت الى الداخل وصرخت به (اريد ان اسألك سؤاال
واحد)..........رأت التساؤل في عينيه وكأنه ينتظر
منها ان تكمل لذ اضافت (أال اعجبك.؟)....ضيق ما
بين حاجبيه ليقول بعدها (ما الذي يجعلك تطرحين هذا
السؤال؟).......وضعت ذراعيها فوق صدرها في وضع
معكوس وهي تنظر الى وجهه الذي يبدو نافذ الصبر
ولكن هذا لم يثيها من ان تكمل بسخرية(اهتمامك
الشديد بي !).........نظر اليها باحتقار فعلى ما يبدو
ان االميرة تريد من الجميع االنحناء ويضايقها جدا ان
يكون هناك استثناء قال بضيق(ما الذي تريدينه
بالتحديد يا ريهام؟) .......قالت بحدة (اريد ان اعرف
لما تتجاهلني ؟ لماذا اشعر انك تشمئز مني وتحتقرني
؟)..........عندما لم يجب واستمر الصمت يحلق في
المكان كسحابة كئيبة حاولت استجماع شجاعتها
لتقول اخر شئ قد تقوله في اي ظروف اخرى (حازم
هل تعاني من شئ ما ؟).........نظر اليها بدهشة
واستنكار وهو يردد قولها (اعاني!ما الذي تقصدينه
).........نظرت الى االرض بخجل وهي تضغط كفيها
في توتر لتقول في النهاية (هل لديك مشاكل في قدرتك
كرجل )........اللعنة ان الغبية تظن انه معرض عنها
الن رجولته ناقصة ،انه يريد في هذه اللحظة ان يظل
يهزها حتى تفقد الوعي اقترب منها بخفة فلم تشعر به
اال عندما امسك ذراعها بقسوة فلقد طفح به الكيل قال
لها (هل تتهمنني اني عاجز كرجل الني ارفض
الحصول على شئ مستعمل سبقني اليه غيري
؟).........شحب وجهها انه يظن بل يتهمها انها بال
اخالق عاهرة تقوم بعالقات غيرشرعية حدقت فيه
بذهول وهي تصرخ (مستعمل ؟!هل تقول عني اني
شئ مستعمل؟).....كان وجهه ينضح بالحقد وهو يقول
(هل جرحتك الكلمة ؟هل قول الحقيقة قاس الى هذا
الحد ؟ ما الذي كنت تريدني ان افعله ؟ ان اوفر لك
رغباتك واتظاهر اني لم االحظ شيئا ؟ام ربما ان اكف
عن رجعيتي واعتقادي ان زوجتي يجب ان تكون
عذراء؟ لقد قررت من البداية انني لن اتخلى عن
صديقي واساعده على تخطي افعاله شقيقته المتهورة
نقطة وانتهى السطر )........حاولت افالت ذراعها من
يده ولكنه كان ممسك به بقوة فوالذية لذا صرخت في
وجهه قائلة( دعني ال اريد منك شيئا ،ال اريد ان ارى
وجهك مرة اخرى)........لم يستجب الى طلبها بل فعل
العكس جذبها نحوه قائال(ال يا حلوتي ال يمكنني ان
ادعك تشكين ولو للحظة واحدة في
قدراتي).......وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه ليلقي
بعد ذلك بها فوق الفراش الذي شعت منه الرائحة
الخاصة بها ،انها لم تتصور للحظة واحدة هذا
السيناريو البائس ،زوجها يلقي عليها التهم انها
تعرف ان غبائها وطيشها هو الذي جعله يظن هذه
الظنون بها ،ولكن هل هكذا ايضا يظن بها يوسف ؟
هل يظن ان شقيقته فرطت في شرافها ؟ انها ال تعتقد
ذلك الن يوسف الذي تعرفه كان سيقتلها ال ان يطلب
من صديقه التستر عليها ......كان وجهه قريبا منها
يقبلها ،ال لم تكن قبلة بل كانت عقاب قهر مكبوت
انها لن تستسلم لهذا الحيوان السئ الظن بالتأكيد
....شعرت بعد ذلك بتمزق فستانها بين يديه اخذت
تتلوى محاولة االبتعاد عنه اال انها فشلت كانت تركله
وتصرخ به ان يبتعد ولكن الجدوى.......في ظل ما
يحدث فكرت لماذا تدافع عن نفسها بهذه االستماتة
انها ال تظن ان احد على ظهر االرض يعتقد انها ال
تزال كما هي .....فلتدعه يكمل ما يريد سيكون هذا
افضل انتقام منه عندما يتضح له اي وغد حقير سئ
الظن كان ،استسلمت لما يفعله مما جعله هو ايضا
يهدأ ،ال تدعي ان ما حدث هو تبادل للحب ولكن كان
نهاية حتمية لتوتر ثقيل خيم على االجواءطوال فترة
زواجهما ،محاولة اثبات براءة ونفي تهم من كال
الجانبين .......في لحظة ما شعرت بالم حاد جعلها
تطلق صرخة عالية انتفض هو بعدها مبتعدا عنها
كالملسوع استمر بكائها ،فيما جلس هو على طرف
السرير يزفر انفاسه بعنف .........وجدته يقترب منها
واضعا الغطاء فوقها ثم يجلس جوارها يربت على
شعرها قائال(ريهام حبيبتي انا اسف انا مجرد غبي
ظن نفسه يفهم كل شئ ليتضح في النهاية انه مجرد
احمق اخر)..........سكت قليال ليضيف بعدها (انا
اعتذر لك رغم ظني ان هذا لن يكون كافيا ابدا ،لقد
جمعت واحد زائد واحد فكانت النتيجة ثالثة
).........استمرت في صمتها بينما كانت شهقاتها
تخف مما جعله يكمل (انا اعلم انك تحبينني ودليل
الحب هو التسامح وانا سانتظر هذه اللحظة واعلم انك
لن تخذليني ).......اتجه بعدها ناحية الحمام الخارجي
تاركا لها الحمام الخاص بالحجرة قامت بعدها مباشرة
فهي ال تريد ان يعود ليجدها كما هي.........كانت
قررت بينها وبين نفسها انها لن تستمر معه بعد ما
حدث ولكن االمر بيدها كانت ستتركه تلك الليلة ولكنها
لم ترد ان تفسد زواج شقيقها الذي كان بعد شهر
قررت انها ستتركه ما ان يسافر شقيقها لقضاء شهر
العسل.........منذ تلك الحظة كانت االدوار قد انقلبت
كان يعود الى المنزل مبكرا يتكلممعها ويحضر لها
مختلف انواع الهدايا وخاصة الشيكوالته التي تحبها ،
وكان يعيش ايضا دور العريس الجديد وكأن فرحه
ببرائتها فاق ما ظنه مشكلة مؤقته بينهما .......بعد ان
كا ن يرفض النظر اليها وهي ترتدي قمة الثياب اثارة
لم يكن يكف عن تأملها وهي تختار ابشع ثيابها ،ولم
تكن المرة الوحيدة كانا فيها معا هي المرة االولى
ولكن فعلها بعد ذلك مرات عديدة لم تكن تعترض
ولكنها لم تكن تتجاوب ولكن يبدو انه كان يريد فرض
امرا واقعا ويظن انها ستلين مع الوقت ........كانت
اخر ليلة يقضيها معها هي ليلة زواج يوسف حيث
حملت بحازم كالهما عرفا ذلك فقد كانت المرة
الوحيدة التي كان فيها سويا بعد انتهاء دورتها
الشهرية .........عندما ذهبت في اليوم التالي الى
كليتها لتعود منها الى شقة احمد جن جنونه لم يصدق
انها تركته لقد ظن انها تجاوزت سوء ظنه وعدم ثقته
ولكنها لم تكن قد فعلت فقد ظنت ان عدم الثقة سيظل
بينهما دائما .......ترك لها بعض الوقت كما قالت الى
انه بعد معرفته حملها صمم على عودتها الى انها
رفضت ولم يرد احدهم الضغط عليها وهي
حامل.......وكانت المحاولة االخيرة بعد والدتها والتي
تظن انه فقد االمل بعدها .......ليتجدد الموضوع في
هذه الفترة ويبدو ان ال مهرب لها هذه المرة
كانت ترتدي مالبسها استعدادا للذهاب الى كليتها انها
تشعر ان عمرا قد مر منذ اخر مرة كانت هناك وقت
امتحانات منتصف العام ،ان هذا سيكون شئ جيد
لالبتعاد عن اجواء المنزل المتوترة انها حتى االن ال
تدري كيف ستذهب فهي ال تسأل احمد بل تنتظر ما
يقرره ارتدت حقيبتها بوضع معكوس فوق البلوزة
الكتان ذات الالكمام فالجو اليزال باردا واسفل منها
بنطلون من الجينز الضيق نزلت الى االسفل لتقع
عينيها على احمد الذي يشرب قهوته هل ينتظرها
؟!.ال حظت انه ينظر اليها من اعلى الى اسفل ثم قال
لها بخشونة (الى اين ستذهبين؟).......شعرت بالتوتر
ولكنها تنفست بعمق وههي تعد في سرها لتقول بعد
ذلك (الى الكلية فكما تعلم بدأت الدراسة منذ
كنا)....كانت ستقول في شهر العسل ولكنها توقفت في
اللحظة المناسبة قبل ان تكمل .....نظر اليها بسخرية
لتفهم انه توقع الكلمة التي تراجعت عنها .....كان ال
يزال يمعن النظر فيها ليس باعجاب او حتى رغبة
ولكن بتقييم قال بعدها (انت لن تذهبي هكذا
)......حدقت اليه بدهشة لتقول (هكذا كيف؟)......اكمل
بهدوء وهو يقرأ الضيق والترقب الذي اعتلى
مالمحها (بهذه المالبس)......ارتفع صوتها وهي
تقول (وما مشكلة مالبسي انها محتشمة تماما
).......نظر اليها باستخفاف وقال محتشمة! انها
ضيقة للغاية ).......انها تريد ان ينتهي االمر فقط لذا
قالت (ساصعد الغيرها)......هز رأسه نفيا وقال (كل
مالبسك ال تصلح ).....لقد فاض الكيل قالت من بين
اسنانها (انت لم تعترض من قبل على مالبسي ام ربما
تعاقبني على......).....نظر اليها بتحذير ثم قال (انا لم
اعترض عليها من قبل ال النها تعجبني بل النني كنت
اظنك فتاة حساسة ال داعي الثقالها باالوامر المتعددة
مرة واحدة وكل ما كنت انتويه ان اعطيك بعض
الوقت حتى تتكيفي ،ولكن ......مط شفتيه ثم اكمل
وبما ان ظني كان خطأ اظن ال ضرورة الي وقت
اضافي )........قالت من بين اسنانها (وما تعريفك
للمالبس المالئمة بالتحديد ؟).......نظر اليها بكسل ثم
قال ( مالبس غير ضيقة وليس من ضمنها البناطيل
بالتأكيد ويعلوها حجاب مالئم).........صرخت فيه
بذهول وهي تردد(حجاب !حجاب !انت تريد ان
ترغمني على لبس الحجاب )......نظر اليها بصرامة
وقال ( اياك ان يعلو صوتك مرة اخرى ،وان كنت
تقولين ارغمك فاجل انا افعل ان الحجاب فرض وعليك
االلتزام به )......هزت راسها وقالت (سافعل عندما
اكون مستعدة وليس تنفيذ الوامرك ،ثم انني من
ساحاسب ال انت ).......قال لها نافيا (بل ساحاسب انا
ايضا ما دمت زوجتي ساكون مسئوال عنك
)........قالت له بلوم ( ولكنك لم تفعل هذا عندما طلبت
مني ان اصلي لقد نصحتني فقط ).......نظر اليها
بتمعن ثم قال (رغم ان الصالة هي عماد الدين واهم
اركانه اال اني ال استطيع ارغامك عليها بل على ان
انصحك ،فان تركك لها يقع ضرره عليك فقط اما
التبرج فان ضرره يشمل المجتمع باكمله
)........نظرت اليه بعدم فهم ثم قالت (انا غير موافقة
حتى االن )........نظر اليها بهدوء (هل هذا يعني ان
اتفاقنا الغ).......شحب وجهها لتقول بعدها (اعلم اني
افعلها مرغمة).......مط شفتيه وقال (كما
تريدين).......رفع بعد ذلك هاتفه ليصل اليها صوته
وهو يقول (سارة لقد قررت فرح ان ترتدي الحجاب ،
وهي فور اتخاذها القرار رفضت الخروج دونه لذا
فانني ساتعبك واطلب منك ان تحضري لها طقم
مالبس كامل لتذهب به الى الكلية )هي قررت ! ام
ارغمت انه يجمل الصورة لشقيقته.......انهى المكالمة
لينظر الى الجالسة امامه تتميز غيظا وهي تقضم
اظافرها نظر اليها بتسلية وقال (كف عن هذه العادة
الطفولية السيئة)......عاندته ولم تتوقف انها بالتأكيد
ل ن تطيع هذا المتسلط لم يبق اال ان يخبرها كم مرة
عليها ان تتنفس في الدقيقة.......بعد مضي بعض
الوقت حضرت سارة ومعها المطلوب فستان دون
اكمام تعلوه سترة من الجينز وحجاب به ورود رقيقة
يتماشى مع الطقم انه يبدو جيد ،لقد كان يعجبها
اختيار سارة لمالبسها ......سمعت صوت سارة
الرقيق يقول لها (انه طقم جديد).......نظرت اليها في
خجل قائلة (ساعيده اليك فور ان اغسله).......وجدتها
تقول لها (انه هدية مني لك بمناسبة
حجابك)........قالت لها (شكرا لك ولكن ......).وجدتها
تقاطعه قائلة(لقد اصبحت شقيقتي وهذا شئ ال يذكر
بين االخوة)........اومأت برأسها مفكرة تقدمين الى
هدية بمناسبة تسلط شقيقك .......ارتدت الثوب
وساعدتها سلرة في ضبط الحجاب وادهشتها بعد ذلك
النتيجة النهائية لقد بدا اللبس مالئما لها تماما
واعطاها الحجاب هالة مالئكية ،خرجت من الحجرة
وهي تشعر بالخجل الى حيثينتظر احمد لينظر اليها
بتقييم وبدا راض عن النتيجة.......قالت له سارة ال
تهتم بوجودي وهي بارك لزوجتك )......ابتسم لها
وقال (لقد تأخرنا االن وسأبارك لها كما يجب عند
عودتنا ).......صمت قليال ثم قال (سارة هل ستكوني
مشغولة مساءا؟).....نظرت اليه باستفهام ليقول بعدها
(اريدك ان تصاحبينا في الذهاب لشراء مالبس لفرح
فانت تعرفين االماكن الجيدة للبس المحجبات).......تبا
انه يخطط ويتحدث وكأنها غير موجودة وماذا ان كان
لديها هي خطط اخرى لم تسمع رد سارة التي سبقتهم
وركبت سيارتها ،ركبت هي جواره ليقضيا الطريق
فيصمت لم يقطعه اال قوله ساتصل بك العلم متى
ستنتهي اخر محاضرة التي واخذك).......اومأت اليه
بااليجاب وهي تعود الى المكان الذي ال يزال كما هو
ولكن هي فقط من تغير .......وصلت الى حيث المكان
المعتاد لصديقاتها الالتي فوجئن بوجودها ليعلقن
تعليقات مختلفة ما بين تهنئة على الزواج ودهشة من
الحجاب الغير متوقع الذي لم يظهر عليها من قبل اي
نية في ارتدائه.....قالت في نفسها وال انا كنت اعلم انا
ايضا تفاجئت!!!!!!!!!!!!!!!!في المساء عادت سارة
بعد انتهائها من جولة التسوق مع احمد وفرح الى
حيث ريهام التي لم تكن رأتها حتى الصباح انها ال
تدري حقا ما الذي يحدث بين احمد وزوجته ولكنها
تشعر ان بينهما سراع قوي لالرادات ولكن من
الواضح ان فرح تضطر لالستسالم في النهاية ،انها
تعلم احمد جيدا فخلف الواجهة الهادئة شديدة التهذيب
الذي قد ينخدع البعض بها يوجد رأس عنيد من
الصعب ان يتراجع ولكنها في النهاية تأمل ان تستقر
االمور بينهما الى افضل حال........دخلت الى حيث
ريهام لتقول لها (هل عرفت لقد تحجبت فرح فور
عودتها الى البلد)........نظرت اليها ريهام بدهشة
وهي تقول(لقد عرفت دائما ان شقيقك الصامت هذا ال
يستهان به).......نظرت اليها بدهشة وقالت (ولما
تقولي ان احمد السبب ربما هي من قررت)......رفعت
ريهام حاجبها بدهشة وقالت (لن اصدق هذا ابدا ،
انها بركات الشيخ احمد بالتأكيد).......قالت لها (انا
اعلم ان احمد متدين ولكن هذا ال يعني ان يجبر
زوجته على الحجاب ،انظري ان يوسف لم
يفعل).......ضحكت ريهام بصوت عال لمدة حتى ان
سارة قالت لها بتذمر (لم اقل شئ مضحك الى هذا
الحد ).......اوقفت ضحكها وقالت (ليس بسبب ما قلته
ولكن الني تخيلت ريهام محجبة ،اظن انها قد تقتل
نفسها اوال ،ثم من ناحية اخرى يوسف اساسا غير
متدين)......قالت سارة باعتراض (ال تقولي هذا انه
يحرص على الصالة وال اظنه يوما قد اكتسب اي مال
حرام ).......اومأت ريهام موافقة وقالت (اعلم هذا انه
يحرص على االسس ربما بحكم التعود ولكن ال يهتم
بباقي الجوانب ،ال اظن انه حتى ال ينتبه الى لبس
زوجته اال اذا كان فاضح يمكنك ان تقولي انه ال يعبأ
بها من االساس ،ربما لوكان يحبها ويغار عليها كان
سيفعل اكثر من احمد ).......شعرت وكانها قد اثارت
شجونها فشقيقها الذي يتحمل عنهم كل همومهم
يستحق ان يحظى بمثل هذا الشعور قالت في لهجة
حالمة (هل تظني ان يوسف يحب في يوم من
االيام).......اجابتها ضاحكة(ربما هذا سيكون لسوء
حظ مسكينة ما ).......نظرت اليها سارة باعتراض
وقالت (ال تقولي عنه هذا انه سيجعل حبيبته اسعد
مخلوقة في الدنيا ،لوطلبت احد نجوم السماء فانه
سيحضرها لها).......قالت ريهام باصرار(تقولين هذا
بسبب حبك له ،ربما سيحضر لها النجمة ولكن ليضئ
به القمقم الذي سيضعها فيه)......نظرت اليها بغيظ
وقالت (التي ستوقعها في الحب من المستحيل ان
تكون امرأة ضعيفة اساسا لترضى بما تقولين) مطت
ريهام شفتيها وقالت (اذا سيقتل احدهما االخر في
النهاية ).......رمنها سارة بالوسادة القريبةمنها
وقالت (انت كتلة من االحباط) مطت شفتها بالمثل
قائلة (انا اتمنى ان يجدها على االقل هذا سيكون
افضل من ان يظل عالقا مع نهال لالبد
................الفصل الحادي
والعشرون......................
....تتناول الغداء خالل االستراحة مع المجموعة
المعتادة ايمان ورضوى التيمنذ ايام تعاني من حالة
مزاجية سيئة بسبب اكتشافها ان السيد حازم عبد هللا
متزوج وان مشاعرها تجاهه ذهبت هدرا ،انها ال
تدري ماذا عليها ان تقول بالضبط لتواسي الفتاة
البائسة التي تحب زوجها!!!!!!!!!كانت تعبث
بالشوكة في الطعام الموجود امامها انها ال تدري ماذا
سيكون شعور الجميع نحوها حين تنكشف الحقيقة
هي في البداية طلبت منهم اخفاء من تكون لتتيح
لنفسها ان تكون مثل الجميع ليس لها اي مزايا تعتمد
على جهدها الخاص من اجل النجاح وال يكون هناك
اي حساسية من االخرين في تعاملهم معها ،ولكن
الكواليس الموجودة جعلت موقفها صعب هل
ستستطيع رضوى ان تنظر لوجهها مرة اخرى عندما
تعلم انها كانت تحب وتتغزل في زوجها امامها بالتأكيد
ال !!انها ال تشعر باي ضغينة نحوها بل تتعاطف معها
فحب رئيس العمل او االستاذ او اي نموذج فوقي هو
شئ معتاد وفي النهاية ال يكون حتى حب حقيقي
......كانت رضوى تقول (انا من كنت غبية لماذا
سيظل شخص في وسامته وحالته المادية دون زواج
حتى هذا الوقت ،كان علي ان افهم ان عالقته وثيقة
بعائلة السعيد ليحتل هذا المنصب )..........كانت ايمان
تشعر بالتعاطف نحوها فقد كانت كمن شيد قصورا
فوق الرمال فاتت موجة لتهدمها في غمضة عين ،
ولكن من ناحية اخرى هي ال تتهم السيد حازم بشئ
فهو لم يصدر عنه اي شئ بل هو ينأى بنفسه طول
الوقت عن الجانب النسائي في الشركة وال يتحدث
معهن اال فيما يخص العمل ،قالت لها بجدية (لست
وحدك من لم يخمن الوضع ولكن كلنا كنا كذلك
،وعليك االن ان تنسي ما حدث وتعودي اقوى من
االول ،سيكون هذا في صالحك اوال ،وصدقيني هذا
افضل ما حدث انت ال تدركين حقا ما هو قادر على
فعله لقد جعلني انهار ذلك اليوم )........زفرت بصوت
مسموع ثم قالت (انا احاول لقد ادركت غبائي اخيرا
وبالتأكيد ساتجاوز االمر ).......نظرت اماني الى
ريهام وقالت (انت لم تتكلمي منذ جلسنا اال تهتمين
بالموضوع ام ان هناك شئ اخر يشغلك
)..........غمزت بعينيها ثم قالت (ان معجبك اصبح
يحوم بالقرب ثم ان مدحت شخص جيد ربما عليك ان
تفكري في االمر جديا )..........انها تريد ان تضحك
دون توقف ان معجبيها هي وزوجها ال يتوقفون ربما
عليها ان تترك حازم وتغير اسمها وستحصل وقتها
على اخر ال يهتم حقا بمن تكون او ماهي عائلتها
وتعيش مغامرتها الخاصة ......ولكن ماذا تفعل
بعمر؟! انها لن تستطيع تركه بالتأكيد ربما عليها
تغيير اسمه هو ايضا .......رفعت عينها لتجد ايمان ال
تزال منتظرة فاضطرت لالجابة قائلة( ان ال اهتم باي
معجبين يمكنك ان تخبري المهندس مدحت اني حاليا
اهتم بعملي فقط )..........رفعت اماني كتفيها وقالت
(انه لم يطلب مني ان اسألك التكفل
باخباره)........عادوا الى مبني الشركة لتجد المهندس
مدحت يستوقفها قبل الدخول كما يقال اذكر العفريت ،
التفتت حولها انها ال تعلم اين حازم وحتى ان كان غير
موجود هي ال تريد اثارة االقاويل حولها وجدته يقول
(انسة ريهام انا معجب بك ).........ارادت مقاطعته
لكنه اشار اليها فيما يكمل حديثه (انا ال اريدك ان
تفهمي تقربي منك بشكل خاطئ فاني اريد ان يكون
ارتباطنا رسمي )......كادت تصرخ هل يطلب يدها
وفي هذا المكان !!!!قبل ان تحاول ايجاد الرد
المناسب رأته يخرج من سيارته ،ان مدحت هذا
بالتأكيد اغبى شخص رأته في حياتها فهو يقف ليفاتح
احد الموظفات امام البوابة وقت انتهاء الراحة في
موضوع ارتباط وكأنه يقوم بتقديم عرض مجاني
للجميع ....شعرت بالدماء تنسحب من جسمها انها
حتما ال تريد فضيحة وحازم غير مضمون كان يتقدم
نحوهما بمالمح غامضة تكلم ببرود مخاطبا مدحت
( مدحت هل هناك سبب ما لهذا التواجد امام باب
الشركة ؟)......اخفض مدحت رأسه في خجل وقال
(انه موضوع شخصي كنت اكلم فيه المهندسة ريهام
)........موضوع شخصي بين هذا االحمق وزوجته انه
يرى الشياطين تتقافز امامه ولكن الهدوء افضل حاليا
! قال بفتور محاوال التحكم بغضبه انه بالتأكيد سيعلن
زواجهما ولكن بطريقة الئقة فهو ال يريد التسبب
بفضيحة امام باب الشركة (يمكنك ان تؤجل موضوعك
فيما بعد فانا اريد المهندسة في شئ طارئ
حاليا).........قالها وسار ليدخل عبر الباب ومنه الى
المصعد وهي تسير خلفه دون ان يهتم بتوجيه كلمة
لها دخلت الحجرة الواسعة فاغلق الباب بعدها وجلس
خلف المكتب لينظر اليها بتفحص بارد ثم قال ( لقد
اخبرتني انك تريدين النزول الى المواقع....استعدي
غدا سامر على شقتك الصطحبك معي الى القرية
السياحية التي نعمل فيها )...........لقد ظنت انه
احضرها ليحقق معها بشأن ما رأه في االسفل ولكن
ها هو يتجاهل الموضوع ويخبرها انه سيحقق لها ما
كانت تتمناه منذ بدأت العمل .......قالت له بتساؤل
(لماذا ال اتي بسيارتي).......نظر اليها باستنكار
وكأنها تهذي ثم قال بنفس البرود (هل ستقطعين كل
هذه المسافة وجدك انك حتى ال تعرفين
الطريق)........نظرت اليه باحباط ان لديه حق بالتأكيد
،ربما هي المتوجسة اكثر من الالزم فما المشكلة ان
تركب سيارته لبضعة ساعات !!!!!!!!!قالت له
(ساكون جاهزه في الوقت المحدد )........وجدته بعد
ذلك ينظر الى اوراقفي يديه وكأنه ينهي المقابلة
.........تبا انه يتجاهلها بشكل فج منذ تلك الليلة هل
يعاقبها هل عدم استسالمها له ........لقد اعتادت في
الفترة االخيرة على مالحقته لها طول الوقت ليس
بشكل فعلي ولكن دائما كانت تشعربه يراقب خطواته
يعرف مستجداتها ويحاول استغالل اي فرصة ليتقرب
منها هل اصابه الملل ؟ هل اخبره يوسف بخططه
تجاههما ؟ هل شعر بالنفور منها بعد ان رماها
شقيقها له مرة اخرى او ربما ال يعلم بما قاله يوسف
لها هي تظن انه قد تأثر بما حدث وربما قد انجرحت
كرامته ،هل عليها ان تعتذر له تحاول ان تتقرب منه
ما الذي اخذ تفكيرها الى هذه الوجهه .....انك كما
انت دائما يا ريهام نقطة ضعفك هي حازم ،كانه
الترموتر الذي تقيم عبره حياتها مجرد رؤيتها للرضا
على وجهه يجعلها ايضا تشعر بالرضا سعادته
تسعدها وحزنه يحزنها ........كما ان حالته النفسية
السيئة حاليا منعكسه عليها هي ايضاوجدت نفسها
امام المكتب الخاص بها ان عليها انهاء عملها قبل
السفر في الغد ،لقد نسيت ان تسأله ما المدة التي
سيستغرقها سفرهم هل سيضطرون للمبيت؟
كان يصرخ بمحدثه قائال (هل يعني هذا انها تبخرت ،
ربما كان خطأي من البداية ان اعتمدت عليكم
)............صمت ليستمع الى الطرف االخر ويقول
بعدها بحنق (وما الذي استفدته من توصلكم انها كانت
بمنزل خالتها بعد مغادرتها له)(..........ال تتصل بي
ثانية اال اذا توصلت الى جديد)..........لقد مضت عدة
ايام منذ بدأ في البحث عنها انهى خاللها جولته وهو
االن في فرنسا وقد انهى عمله بالفعل ولكنه انتظر
ليكون قريبا اذا توصلوا الى مكانها ...........انه باق
هنا ولم يرجع الى انجلترا النه ال يضمن نفسه خاصة
بعد المواجهة االخيرة مع والدها ....لقد كان يتابع
خطوات رجاله دقيقة بدقيقة توصلوا في البداية انها
تعيش في لندن مع شقيقها عماد بسبب الدراسة ،
ولكن لم تكن ال هي وال شقيقها في تلك الشقة
.......وعندما توصلوا في النهاية الى وجودها عند
خالتها كانت قد رحلت........قد يكون الصبر هو الحل
فطالما يشعرون ببحثه خلفهم ستستمر لعبة االختباء
ربما عليه ان يتوقف حتى تستقر االمور وينسون ما
حدث وهو على ثقة انه عندها سيجدها بسهولة
........هل عليه ان يعود الى بلده ويتناسى الموضوع
لبعض الوقت؟ ال بد ان يتخذ قرارا سريعا حتى
يستطيع ترتيب اموره..........عاد الى جناحهم في ذلك
الفندق الباريسي ان نهال ال زالت ملتصقة به وهي في
قمة سعادتها النه اطال بقائه في فرنسا انه يعلم ان
وجوده هنا سيكلفه الكثير من االموال ال ريب انها االن
في جوالت ال تنتهي من الشراء!!!!!!!!!!!ربما هذا
افضل اللهائها انه ال يطيق اي كلمة منها او من
غيرها فاعصابه على المحك منذ تلك المواجهة
....عقله ال يتوقف عن استرجاع الحوار كلمة كلمة ،
كما انه منشغل ايضا بالبحث وكل هذا يضغط عليه
بشدة ربما سيفيده يوم من االسترخاء .........خرج
من الحمام بعد الحصول على دش دافئ ليرتدي بعدها
بنطلون جينز وقميص تعلوه سترة دون ربطة عنق
بالتأكيد ،الجو في باريس افضل كثيرا من لندن لذا
فليس هناك داعي للمزيد من الثياب.........كان في
المصعد عندما رن هاتفه ثانية ان االتصال من الشركة
يتعلق باالعمال لم يكد يخرج من المصعد متجها نحو
االستقبال حتى اوقفه شيئا ارتطم به بقوة جعلت
الهاتف يسقط من يده ويرطم باالرض شتم بغيظ
كلمات نابية بلغته االصليه ثم انحنى ليلتقط الهاتف من
االرض ليرى ما حل به ،في نفس اللحظة وجد يد
اخرى تسبقه وتلتقط الهاتف ثم تعتدل وفيما هو يعتدل
وقعت عيناه عليها .......شعر بصدمة كهربائية تمر
عبر جسده كله ما ان التقت عيناه بتلك العينان
الزرقوان ،لم ترحمه بل تضاعفت قوتها وعيناه تمر
فوق شفتاها ثم جسمها الرائع المكتمل االنوثة
وشعرها اسود غجري انه يشعر انه طويل رغم كون
هذا غير واضح تماما النها ترفعه بماسك للشعر
.....عادت عيناه لتستقرا فوق عيناها مرة اخرى انهما
آسرتان وكأن حولهما مجال مغناطيسي يجعل االنسان
غير قادر على االفالت منه ...... ،لم يدر كم مر من
الوقت وهو ينظر اليها كاالبله ربما لحظات وربما
ساعات انه ال يعلم فقط ال يعلم !!!!!!فقد كان في بعد
زماني ومكاني مختلف تماما ال تحكمه بالتأكيد قيود
هذا العالم ،كانت تمسك هاتفه بيدها حتى يدها قصة
اخرى لم يرى بالتأكيد ارق منها انه يشعر بااللم الم
حقيقي في جسده !!!! وربما في قلبه وعقله هل هذا ما
يسمونه بالحب من اول نظرة ؟!!!!!بالتأكيد ليس هو
من يقع في هذا الفخ ،انه ال يؤمن بتلك االوهام ،
ويحدث هذا له بعد ان اصبح في الرابعة والثالثون
بعيدا تماما عن مراهقته وبداية شبابه ،ال هذا غير
ممكن .....هل هو حقا غير ممكن اذا ما هذا الذي
انتابك نحو امرأه لمجرد ان وقعت عينيك عليها دون
حتى ان تعرف بلدها او لغتها او دينها او حتى وضعها
!!!!!هز رأسه محاوال ان يبعد عنه هذه االفكار
........وصل اليه صوتها قائلة بالفرنسية (انا اسفة يا
سيد لم اقصد ان اتسبب بهذا )........صدمة اخرى
اجتاحته قبل حتى ان يأخذ انفاسه من الصدمة االولى
اليس لديها ذرة من الرحمة !!!!!!صوتها كان مختلف
ليس شديد الرقة ولكن مؤثر يصل الى االعماق كما ان
هناك شئ حولها بدا مألوف ال يستطيع التوصل اليه
ولكن مألوف!!!!!!!الشئ مألوف حول هذه الساحرة
بالتأكيد ،لم يدر لما وصفها بالساحرة ولكنه يشعر
انها كذلك هذا الجمال ليس لبشر او مالئكة بل يخص
ساحرة تخطف العقول والقلوب ،هل القت عليه بعضا
من سحرها ...........مد يده ليأخذ الهاتف من يدها
لتصيبه الصدمة الثالثة عندما لمست يده يداها ،ابعد
يده بسرعة من يبعد يده عن جمرة مشتعلة ليجدها
تنظر اليه بدهشة او ربما ببعض الحبور قال محاوال
الرد ليتمكن من الخروج من الدائرة المدمرة حولها
(ليس هناك مشكلة ،شكرا لك).........قالها وسار الى
حيث كان ينتوي الذهاب من البداية
تمت
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت
استغفرك واتوب اليك
*********************************
**********ايقظها هذا الصباح ايضا من اجل
الصالة وغادر الى المسجد ولكن المختلف ان الخالة
عزيزة لم تقم باستدعائها كاليوم السابق ،لذا فهي ال
تزال مستلقية فوق الفراش تذكرت الليلة السابقة
والتي كانت مثل ليلتهما االولى في المكان تصعد هي
بينما يظل هو في االسفل لوقت متأخر حتى يصبح
متأكدا من أنها نامت ثم يصعد بعدها ليستيقظ اوال فال
تشعر انه شاركها الفراش من االساس .......شيئا
واحد فقط كان يخبرها بأنه فعل وهي رائحته العالقة
في المكان تقلبت لتصل الى موضع نومه وتدس انفها
في الوسادة وتشمها بعنف ،انها تحب رائحته مزيج
من النظافة مع معجون الحالقة وعطره الرائع مختلطا
برائحته الخاصة ،لتشعر بكل هذا يسحرها لقد
اصبحت متعلقة بأدق التفاصيل الخاصة به
!!!!!!!!!!!!بما انها لن تتمكن من العودة للنوم وال
تريد االستغراق في هذه االفكار المراوغة فاالفضل ان
تنزل فربما تستطيع الخالة عزيزة ان تساعدها على
شغل تفكيرها ..........نزلت مرتدية عبايتها وحجابها
فمنزل الجد ال يخلو من الضيوف والذي يمكنها ان
ترتطم باحدهم في أي مكان .....مع نزولها الى االسفل
وجدت أصوات عالية تصل الى اذنها اقتربت منها
لتجد هناك تجمع صغير فيما يقف خروف كبير
مربوطا امام البوابة ........على ما يبدو انه ضحية
اليوم !!!!!!!!!......لحسن الحظ انهم سيسافرون
مساءا فهذا اسلم حفاظا على باقي الحيوانات
المسكينة......انها لن تدعي انها نباتية بل انها تتناول
اللحوم بشكل يومي ولكن الفرق انها ال تكون قد رأت
ما تأكله وهو على قيد الحياة ......ان منظر البطات ال
يفارق خيالها حتى االن واالن سيضاف اليهم ضحية
جديدة ........دلفت مرة اخرى الى الداخل فهي ال تريد
أن تشاهد المجزرة .......يبدو انها استطاعت االختباء
جيدا فقد مرت ساعة دون ان يصل أحد الى مكانها
!!!!!!!لم تكد تدرك هذه الحقيقة حتى تغيرت في نفس
اللحظة فقد كان هناك رجل يدخل مجموعة من االواني
بها لحوم واشياء اخرى يبدو ان بها بقايا اجزاء
الخروف ،فيما الخالة عزيزة ترمقها بنظراتها الحادة
وتقول لها (هيا هل ستنظري الينا طول اليوم
)........بينما العمة تقول لها بابتسامة رقيقة (سيأتي
ضيوف للغداء لذا يجب ان نعد كل شيئا مبكرا
).........حمدا هلل يبدو انهم ليسوا المسئولون عما
حدث للمسكين ........كانت العمة تشرح لها ما
سيقومون باعداده من طعام تعرفت الى بعض انواعه
الفتة مثال يأكلونها في عيد االضحى فهي ليست شئ
جديد ،وكذلك الرقاق باللحم المفروم والكفتة
المصرية ..........ربما تتمكن من اقناعهم بان تقوم
هي بتصبيع الكفتة ......قاطع افكارها الصوت الحاد
قائال (قومي بغسل اللحم ثم امسكي مع سعاد وهي
تقطعه ،كانت تحاول ابعاد صورة القتيل عن ذهنها
بينما تمسك بجسم الجريمة بين يديها دون جدوى
!!!!!!.......بمرور الوقت بدأت الروائح الشهية في
الظهور ......لتتلقى الصدمة التالية تم وضع طن من
البصل امامها لتقول لها المرأة المتسلطة (قشريه ثم
اغسليه وقطعيه )...........ماذا الم يصل اليهم
االختراع المسمى بالكبة حتى االن
؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! بعد دقائق كانت ال ترى اي شئ
امامها اختفت الصورة بالكامل بينما دموعها تنهمر
غزيرة ......شعرت بالم حاد في اصبعها لترى عبر
الضباب ما بدا كسائل احمر!!! يبدو انها قطعت
اصبعها ،صرخت صرخة حادة لتجد الرءوس تلتفت
اليها والعمة تنظر اليها بخوف قائلة (اضغطي عليه
بالمنديل حتى احضر لك بعض البن ).......حتى البن
لم يكن كافيا فالجرح على ما يبدو عميق .......كانوا
قد اخرجوها من المطبخ واجلسوها في الصالة لترى
من بين دموعها أحمد يقترب منها وعلى وجهه نظرة
قلقة ،جلس جوارها وامسك يدها ليقول بهمس حار
(ما الذي فعلتيه بنفسك ؟)......نظرت اليه لتقول
بصوت باكي (كنت اقطع البصل فقطعت يدي
)........زفر ليقول لها (هيا الى االعلى فعلى ما يبدو
جرحك يحتاج غرزتين ).........نظرت اليه برعب
لتقول بعدها (ال أنا ال أريد أن اخيطه دعه وسيلتئم
وحده ).......نظر اليها ليقول بحزم (فرح ال داعي
لتصرفات االطفال هيا )........صعدت مضطرة لتجده
يتبعها بعد عدة دقائق وفي يده كيس يعلوه اسم
صيدليه ليجلس جوارها ويقول (ارني االن
).......تفحصه ليقول بعدها (لم يتوقف النزف لذا
افردي يدك واياك ان تبعديها او تثنيها اثناء الخياطة
).......حدقت اليه مبهوته لتفرد يدها وهي ترتعش
واغمضت عينيها كان يقول لها (سأرش لك بعض
البينج ليخفف من الوجع ،وان سحبت يدك فسأحضر
الخالة عزيزة لتقوم بامساك يدك)........هل يهددها
بخالته السفاحة !!!!!!!!كانت تعض شفتها السفلى
باسنانها بينما يقوم بعمله محاولة كتم صرخاتها
.....انتهت المحنة فتحت عينيها لتجده يناولها علبتا
حبوب ويقول لها (خذي من كل علبة حبة ،واحدة
مسكن واالخرى مضاد حيوي وحاولي ان تنامي
لبعض الوقت ).........استيقظت على صوت رقيق
فتحت عينيها لتجد صفاء جالسة جوارها وهي تقول
(كيف حالك حبيبتي لقد أتيت الطمئن عليك فور ان
عرفت بما حدث ،وامي ايضا قلقة عليك انها مشغولة
جدا فلقد اقترب موعد الغداء ،وستصعد لتطمئن عليك
فور ان يقدموه ).........نظرت اليها مبتسمة لتقول
(شكرا الهتمامك ،والداعي لتعب عمتي انه شئ بسيط
وسأنزل معك االن ).......نظرت اليها بشك وقالت (ال
داعي لهذا عليك ان تسترحي .........ثم غمزت لها
وقالت ستكون هذه حجة مناسبة اتخلص بها من
بقائي في االسفل )........نظرت اليها بخجل ثم قالت
(ان خطيبي قادم وانا ال اريد ان افسد مظهري
بالمساعدة في الطهو ).......نظرت اليها وافكارها
تأخذها بعيدا الى ايام خطوبتها هي حيث كانت تحاول
التهرب كلما أتى خطيبها للمنزل وتكون في قمة
الضيق ،ان صفاء تمثل فتاة طبيعية تشعر بالخجل
والشوق والترقب لقدوم خطيبها ،شعرت بضيق في
صدرها لقد اضاعت على نفسها كل هذه المشاعر
.......وليتها اكتفت بهذا بل زادت من افساد االمر بعد
زواجها ،هل سيمكنها تعويض فترة الخطوبة
؟ .......انها في هذه اللحظة بالتحديد ال تريد انها تريد
.........تريد......ان تكون زوجة له ،ان يكون من
حقها اذا شعرت بالحزن او االلم ان تلجأ الحضانه
!!!!!ان تقول له كل ما يخطر ببالها دون تردد او
خوف !!!!!!!!ان يحكي لها عن نفسه وعمله
ودراسته واخواته واقاربه !!!!!!!ان تحكي له
مواقفها الطريفة مع اخوتها وصديقاتها !!!!!!!!ان
تكون عندما تسألها صديقاتها بخبث عن الزواج
ورأيها فيه متقصدات الناحية الجسدية تملك االجابة ،
لديها االدارك للمعنى الكامن خلف الكلمة ........عندها
لن تخبرهم عن اسرارها ولكن سيكفيها المعرفة
!!!!!!!تريد ان يصبح هذا الكيان الرجولي المثالي
القوي الوسيم زوجها في الحقيقة ،لقد سئمت من
نفسها تتمنى لو انها فقط لم تخبره بكل هرائها السابق
!!!!!!! اجل هراء اصبح باهتا االن امام الحقيقة
بالوانها القوية !!!!!!!لم يكن حبا بل مجرد سعي الى
ما ظنته بابا لحريتها !!!!!!ربما تكون هكذا تظلم زياد
ولكن انه القدر الذي أبى اال ان يعلمها ان الدنيا ال
يزال بها الكثير !!!!!!!!لقد كرهت كونها ال تزال
االنسة فرح وعليها ان تغير هذا الوضع
!!!!!!!والسؤال هو هل سيستجيب الطرف اآلخر
لرغبتها هذه ،وهل عليها اظهارها فقط ام انها يجب
ان تخبره في كلمات محددة....انها وبكل صدق تحبه ،
وقد اكتشفت حبها من اول غرزة
انتهى
االبد!!!!!!!!!!!!!*****************..........
***** ***************لم تسطع الهرب حتى
االن انها تشعر انه يحاصرها لقد استيقظت مبكرا
وجمعت مالبسها في الحقيبة وبدأت في ارتداء
المالبس مستعدة للخروج ،لتجده يطرق الباب ويدخل
بعدها ثم يخرجان بعد ذلك طوال النهار ......وهاهي
االن جالسة معه في ذلك المطعم الباريسي الراقي
بموسيقاه الهادئة وطعامه الرائع ،ال تدري كيف
يسيطر عليها ،تشعر انه دائما يبقيها على الحافة في
حالة تأهب دائمة وكأنها تكتم انفاسها ،تشعر احيانا
بان كلماته لها معان مزدوجة او حقيقة وما وراء
الحقيقة التدري الى اين سيصالن فما بدأته كمحاولة
لالنتقام او كطريقة الرجاع حقها المهدور كما كانت
تقول لوالدها انها قادرة على اعادته بنفسها ال تدري
الى اين وصل ؟.......فبالكاد استطاعت تحقيق شيئا
يذكر !!!!!!لو المباراة بينهما تعتمد على تسجيل
النقاط فال ريب ان ما حققه من نقاط يجعله هو الفائز
!!!!!!بما انها االن موجودة معه بشكل اضطراري
فعليها ان تغير االستراتيجية لتتمكن من الفوز
بالضربة القاضية !!!!!!!نظرت الى مالمحه التي بدت
هادئة وكأنه يفكر في شئ ما هل يفكر بخصوصها ام
ربما بشئ آخر فهو رجل كثير المشاعر ،ذهبت
عينيها الى مكان آخر حيث تجمع عدد من الحضور
وبدأوا في رقصة هادئة .........لقد اخبره احمد ان
معتز قد تزوج ليس هذا فحسب بل ان تزوج فتاة من
عائلة الكاشف ،وكأن هذا الغبي يسعى للمشاكل او
هي من تبحث عنه ،الم يكتفي من االحتكاك بهؤالء
المجرمين الذين حاولوا قتله من قبل باالضافة الى
المشاجرات المستمرة التي كنت تحدث بينهم ،اتصل
بعدها به ليسأله عن التفاصيل فعرف منه ما حدث ،
لقد كان شقيقه هو البطل الذي يقوم بدور الشهم هذه
المرة ،وقد طلب من رجاله معلومات عن والد زوجة
شقيقه عرف من خاللها ان الرجل يتمتع بسمعة جيدة
ال غبار عليها وانه مريض جدا ،ولكن ما اقلقه هو
صلة القرابة المباشرة بين سعيد الكاشف ومحسن
الكاشف وابنه رامز ،مما يمثل خطورة بالغة .......لقد
امر طقم الحراسة لديه بتوفير الحماية لمعتز وزوجته
حتى يعود وهو ما سيكون غدا مساءا ،لذا فان هذه
الليلة حاسمة بالنسبة له !!!!!!!!! التفت اليها ليجد
عيناها تراقبان الراقصين ،مد يده اليها وقال
برقة(هل تسمحي لي بهذه الرقصة يا فاتنتي
؟).........مدت يدها اليه ليمسك بها حتى وصل الى
حيث الراقصين ،وضعت يديها على كتفيه بينما امسك
بخصرها لينطلقا بعدها في الرقص ،مألت رائحتها
العذبة رئتيه لتشعره بنفس المشاعر التي تجتاحه كلما
اقترب منها ،العودة الى الوطن الوصول الى
الهدف.............لقد فاجأها بطلبه والذي بدا لها
تجربة تستحق المجازفة ،هل سينسجما ؟ انها تشعر
ان التوافق واالنسجام في الرقص مؤشر جيد على
التالؤم بين شخصين ،ارتسمت ابتسامة سعيدة على
شفتيها ،ليهمس في اذنها قائال(ظننت ان الرقص
الصاخب هو المفضل لديك؟)........قالت بمرح (انا
احب كل انواع الرقص ).....ثم اضافت بشقاوة (لقد
أردت احتراف الرقص ،وربما قد افعلها يوم ما
!!!!!!!!)........هل عليه ان يضحك ام ماذا ؟ زوجته
المصون تريد ان تصبح راقصة !!!!!!!شعرت بالم
حاد في جانبها هل قرصها ؟ صرخت بخفوت وهي
تنظر اليه ليقول لها بابتسامة خبيثة (لقد اخبرتك من
قبل ان تكفي عن الوقاحة ).........قالت باعتراض
(انها الحقيقة وماذا لديك ضد الرقص ؟).......قال
مبتسما (الرقص الذي تتحدثين عنه جدي يقول عليه
قلة حياء).......انتهت الموسيقي مما جعله يمسك
بيدها ويعودا الى الطاولة لتقول له (وما الذي يقوله
سموك عنه ؟)........قال ببطء مازح(ما يقوله سموي
ان الرقص المسموح لك به فقط هو ألجلي
)........قالت باعتراض (تحيز ال اقبله )........قال
مستفهما فهو يريد سبر مزيدا من افكارها الجبارة
(تحيز ضد من ؟).........قالت بجدية (ضد االنثى
بالتأكيد ،وكبت لحريتها ).....قال بهدوء مقنع
(حريتها في ماذا في أثارة الغرائز الدونية للرجال ،
وربما حريتها في التعري )(........هل تظن ان الخطأ
يقع عليها ام عليهم ؟).......قال بلهجة حاسمة (على
الطرفين وعلى الرجال في البداية فهم الذين ادخلوا
هذه االفكار الى رءوس النساء فجعلوا حريتها
تتلخص في تسهيل الحصول عليها دون ان يكلفوا
انفسهم اي مجهود)..........قالت بحنق (ما الذي
تحاول ايصاله الي ؟ هل تريد اقناعي انك تقف في
صف النساء ؟)...........قال بدهشة (وما الذي قد
يوحي اليك بالعكس ؟.......ان حماية نسائنا هي اولى
اولويات الرجل المسلم والعربي ....هل تظني ان تركها
تتصرف وفقا الهوائها تصرفات خاطئة هو االفضل
).........قالت (ولماذا تكون انت من يحدد الصواب من
الخطأ؟ لماذا ال تتركها لتجرب ؟)......رد (انا افعل
بالتأكيد ولكن هناك خطوط حمراء ال يجب تعديها
).........قالت (ومن الذي يحدد هذه الخطوط
؟)........قال (الشرع اوال ثم العادات والتقاليد
)(......تحت وصايتك )........قال بحسم (اجل فهذا
دوري فالرجل هو راعي اهله وسيسأل عنهم
).......قالت بخفوت (ولكني ال ارى التزامك في كل
النواحي مثال زوجتك غير محجبة ).......قال بهدوء
(انا ال ازعم انني مثال نموذجي ولكن انا احاول واعلم
اني كثير الخطأ ،وباشارتك الى هذه النقطة فال تقلقي
ستتحجب زوجتي قريبا )ينبغي علي ان اقلل خطورتك
قدر استطاعتي يا فاتنة حتى ال يسقط مزيد من الرجال
.....قالها بابتسامة .......هل هزمها كالعادة ؟ ال زال
هناك المزيد قالت (اذا فانت تفضل القيام بدور
الدكتاتور العادل؟).........فوجئت بضحكته العالية
ليقول بعدها (لقد نفذت الى اعماقي ببراعة لتدركي
حقيقتي التي احاول طول الوقت اخفائها عن الناس
)........انه يسخر منها اكمل (ال داعي لكل هذه الجدية
)........قالت بتصميم (شئ اخير ،هل ستتضايق اذا
انجبت فتيات فقط ؟).........مشاعر متالحقه تتابعت
على وجهه ليقول بعدها بهدوء (اذا رزقني هللا بابنة
اقسم لك ستكون هذه افضل لحظة في حياتي
).......بالتأكيد ستكون طفلة صغيرة يضمها الى صدره
ويخفيها الى االبد تكبر قليال لتناديه (بابا )هي نعمة ال
يقدرها حق قدرها اال من حرم منها .........استطرد
مكمال (االبناء هبة من هللا اي هدية وليس عليك ان
تتشرط على من يهديك )......كانت نظراتها متجمدة
هناك شئ غريب فيما يحدث المشاعر التي تالحقت
على وجهه وما قالته االفعى زوجته !!!!!!!ما الذي
حدث هل تعرض لحادث مثال فقد خالله قدرته على
االنجاب ؟ انها ال تدري ن هذا بالتأكيد يجعل طفليها
اكثر اهمية بالنسبة له ماذا االن ؟ ...........وجدته
ينظر اليها مبتسما ليقول بعدها (بمناسبة ذكر الهدايا
ما رأيك في هذا ؟)..........مد اليها يده بعلبة مستطيلة
فتحتها لتجد قالدة مذهلة من الذهب وبها فصوص من
الياقوت االخضرموضوعة فوق قطعة من الحرير
االسود مكتوب عليها (كارتيه)ال بد انها غالية جدا كما
انها رائعة ،لقد فهمت االن سبب طلبه منها ان ترتدي
الفستان االخضر المصنوع من الساتان والذي قد
اشترته باالمس .......قالت بصدق (انها رائعة مذهلة
).........قال بابتسامة (يسعدني انها اعجبتك هيا
ارتديها)........فتحت المشبك وارتدتها ثم احنت رأسها
تجاهه ليقوم باقفالها ..........سهرة مثالية تشعر انها
متخمة بعدها حتى االعماق وسعيدة تحلق فوق
السحاب.........اوصلها الى باب حجرتها ليقول
بعدها(هناك امر هام اريد الحديث معك
بشأنه)........وضعت البطاقة لينفتح الباب ويدخال الى
الحجرة ........اشار ل ها بالجلوس ليقول بعدها (انا لن
استطيع البقاء كثيرا ويتحتم علي السفر لذا علينا
الزواج في الغد ).......الزواج .اي زواج ؟ وباي
اوراق ؟ ان عليها الهروب الى ابعد
مسافة!!!!!!!!!.....الحظ صمتها انه يعلم انه وضعها
في مأزق ،فبما ان ديليب هذه ليس لها وجود من
االساس فحتما ليس هناك اي اوراق تخصها ،ربما
عليه ان يضغط عليها فعلى الرغم انه يعلم انه ال يلعب
بنزاهة ولكن ربما الضغط الشديد يكون هو الوسيلة
الوحيدة !!!!!!!!!!!قال بخفوت كشخص يحاول
تفسير صمتها وفقا لما يعلمه عن ديليب فقط (انا اعلم
ان لديك خوف ما من العالقة الحميمة ،وقد فكرت ان
ذلك يرجع لكونك ال تزالين عذراء ).........قطع كلمته
حين وجدها تلتفت بحدة وفي عينيها نظرة قاتلة ،
فقال مستأنفا حديثه (ال تقلقي ساراعي ذلك جدا
وصدقا لن استعجل اي شئ )..........بما انها لن تبقى
اذا فليست مضطرة لالجابة ،اومأت برأسها فقط
.......فقام من مكانه ليقول (ال ريب انك متعبة جدا
االن ساتركك لتستريحي وتستعدي لليوم الكبير غدا
).........ايمائه من رأسها هي ما حصل عليه فهي
تشعر انها ستختنق بأي كلمة قد تخرج منها اغلق
الباب خلفه لتنتظر بعدها لحظات شعرت خاللها انه قد
ابتعد بما فيه الكفاية لتقوم بعدها صارخة بجنون
( عذراء ،عذراء تريد عذراء ايها الثور ايها
(.....،.....،....شتائم سيئة مشفرة) أال تكتفي ؟ كم
عذراء تريدها في حياتك؟ وتدعي انك لست مثل
الحيوان االخر كيف اكون عذراء وقد اوقعني حظي
العاثر في طريقك ؟ صدقني ان خير انتقام يريح
البشرية منك هو ان افقدك الوعي الجري اول عملية
جراحية في حياتي لك لتصبح بعدها بال حول وال قوة
قالتها وهي تشير بحركة قطع المقص دخل بسرعة
الى جناحه ليفتح الجهاز الملحق بالكاميرا التي
وضعها في حجرتها والتي تتيح له مراقبة
تحركاتها،ليوقف أي محاولة للهروب قد تقوم بها
وصلت اليه صورتها وهي في ثورة بالغة كانت
تتحدث بالعربية لقد تخيل كثيرا طريقة كالمها بالعربية
وظن ان حروفها ستكون مكسرة وتمنى كثيرا ان
يسمعها تتحدث بها وهاهي امنياته قد تحققت ليجدها
تتحدث باللهجة المصرية بطالقة ،مهال انها ال تتحدث
بل تسبه بشتائم لم يسمعها من قبل في احط االماكن
لتنهي وصلة السباب بتوعدها الدموي المشين هل
هذه هي الكائن الرقيق الذي تخيله ؟ انها سفاحة على
اقل تقدير كما انها بيئة ان عليه ان يأخذ حذره وربما
سيقيدها بعد ذلك عندما ينام
....الفصل الثالثون..جزء
...................................1مهال انها ال تتحدث بل
تسبه بشتائم لم يسمعها من قبل في احط االماكن
لتنهي وصلة السباب بتوعدها الدموي المشين
!!!!!!!!هل هذه هي الكائن الرقيق الذي تخيله ؟ انها
سفاحة على اقل تقدير !!!!!!!كما انها بيئة !!!!!!!ان
عليه ان يأخذ حذره وربما سيقيدها بعد ذلك عندما
ينام!!!!!!!!!!!!!......................اغلق الجهاز
مكتفيا بما رأه لهذه الليلة ،لقد خالفت كل توقعاته لم
يتصور للحظة ان خلف هذه الواجهة الجميلة هناك
شخصية مريعة لهذا الحد ،لدهشته ابتسم يبدو انه
حتى ما رأه لم يؤثر فيه ،انها تعطي لحياته كافة
االلوان حتى المنفرة منها ،ثم هو لن يدعي لنفسه
االخالق العالية ،فهو ال يتورع عن التفوه بكثير من
السباب كلما تضايق ،انه يتمنى فقط ان يكون هذا
الوجه خاص به فمهما كان هو ال يريد اثارة الفضائح
والمشاكل بينها وبين االخرين عندما تعيش
معه............بالنسبة له هو يعلم سبب تسرب هذه
االلفاظ الى قاموسه اللغوي ،فقد كان عمله دائما مع
الحرفيين والذين كان يقيم معهم لشهور اثناء القيام
بعمل ما خاصة في البداية ولكن ماذا عنها ،ان والدها
الرجل المحترم الوقور الذي يملك درجة كبيرة من
الرقي وضبط النفس لم يفقد اي منهما خالل
مواجهاتهما العاصفة ،وكذلك ما يعلمه ان امها طبيبة
انجليزية االصل واسلمت بعد ذلك ،وشقيقها ايضا
الطبيب معلوماته عنه انه مثل والديه ،يبقى البائس
االخر مؤكد انه مرجعيتها في انعدام االدب ،انه يريد
ان يعرف المزيد من المعلومات حولها ولكن من اين ؟
او من اي شخص بالتحديد ؟ والدها مستبعد بالتأكيد
!!!!!!!اخاها اكثر استبعادا !!!!!!!!!!!!!يبقى معتز
ربما يكون قد عرفها بل هذا هو المرجح فلقد كان ال
يفترق هو واخاها لذا فليسأله ...........هل الوقت
متأخر ؟ بالتأكيد متأخر ولكن ليس هناك مشكلة في
ازعاجه فلطالما ازعحه !!!!!!!!!!وصل اليه الصوت
من الطرف االخر محييا رد عليه التحية ليسأله بعدها
(كيف حالك وحال العروس؟).............نظر الى الباب
حيث تنام المدللة خلفه فقد انتقال الى هذه الشقة
الرائعة والتي تقع في منطقة راقية جدا وهي ملك
شقيقه وكان قد عرض عليه ان يقيم فيها منذ فترة
ولكنه رفض وقتها متمسكا بمبادئه ،ليتخلى في
النهاية عنها من اجل مدللته النه كان من الصعب
ظهور حرس خاص في المنطقة الشعبية حيث شقته
لذا اضطر لالنتقال ،ومن جهة اخرى يبدو انها حازت
على اعجاب العروس التي تنفست الصعداء اخيرا بعد
انتقالهما ،رد قائال (بخير شكرا لك )...............قال
بهدوء (ال تقلق انا عائد في الغد وساعمل على حسم
االمور حتى ال يقترب هؤالء الحثالة منكما
)..................رد قائال (اتمنى ذلك شكرا لك
).............قاطعة بهمهمة معترضة وهو يقول (لقد
اخبرتك ان عليك ان تلغي هذه الكلمة من قاموسك
معي ).............سكت قليال ليقول بعدها (اريد ان
اسألك عن شئ يتعلق بصديقك .................زوج
سارة )...................قاطعه باعتراض قائال (انه لم
يعد صديقي لقد قطعت عالقتي به منذ زمن بعيد
).............تبا ما بال هذا الموضوع ال يكف عن
الظهور خالل هذه االيام .................رد عليه
بصرامه (اصمت يا معتز وال تقاطعني ،ما اريد
سؤالك عنه يتعلق بأشياء سابقة ،هل تعرف
اشقائه؟)............قال بتوتر (اجل شذى وتامر ابنا
الخالة زينب)..................هذا الغبي وما الذي سيريد
معرفته عن الطفلين ؟ قال بحدة (من جهة
االب).............رد (الدكتور عماد
..................صمت ليقول بعدها بطريقة ممطوطة
وجيجي )..............قال باستفسار
(جيجي؟)............معتز بنفس اللهجة(انجل ،انجي ،
ملك)..................شعر بالم في اذنه حين هتف به
في حدة (تكلم جيدا ما هذه الميوعة؟!!!!!!!!!!!
).............ما الذي حدث واغضبه ؟ ثم لماذا يسأل
عنها هل تعرف اليها ؟ ولكنه في فرنسا وليس في
انجلترا؟!!!!!!!!!!!!!قال بعدها (اخبرني كل ما تعرفه
عنها )..................عاد بذاكرته الى الخلف حيث
رأى هذه الطفلة الزرقاء العينين المبهرة للمرة االولى
حين كان في بداية المرحلة االعدادية وهي تقريبا في
السابعة قال (انها جميلة جدا تقريبا اجمل فتاة رأيتها
في حياتي )................واضح ان شقيقة ال يريد
لالمر ان ينتهي على خير قال بحدة (ال اريد منك ان
تحدثني عن شكلها بل عن طباعها )..............رد
بتوتر ( انها ما يمكن ان تطلق عليها سيدة التناقضات
للوهلة االولى عندما تراها تشعر انها اسم على مسمى
وانها مالك اسما وفعال ولكن بعد دقائق اذا ناديتها
بنفس االسم ستشعر انك كاذب فهي كالجنية صخبا
وحركة وحتى في عمل المقالب ،احيانا تشعرك انها
ارقى من ملكة انجلترا لتعود بعدها بلحظات فتشعر
انها اكثر سوقية من اطفال الشوارع
!!!!!!!!!!!!!!!ثم هي في كل الحاالت ال تتنازل ابدا
بل تتمسك بموقفها حتى النهاية ،احيانا تكون بنضج
الكبار وفي لحظات كطفلة صغيرة ولكن ذكية جدا
يكفي ان اخبرك انها كانت تمسك منصب رئيس
العصابة الخاصة بنا حين تكون موجودة ترسم الخطط
وتشارك في تنفيذها ،كما انها ممثلة بارعة كانت
تفعل الشئ امام اعين الناس لتجعلهم بعدها يتشككون
انهم رأوا شيئا من االساس !!!!!!!!!!!ولكنها تكون
مخلصة جدا لم تؤمن به وتعتقده ،وهي عندما تحب
تمنح بال حدود )..................قال بهدوء (اال تظن
انك تبالغ في وصفها فانت لم تعرفها اال طفلة
ومراهقة وانت تتحدث كأنك تصف شخص عشت معه
حياة طويلة )...............قال باعتراض (انها من
هؤالء االشخاص الذين يتركون بصمة واضحة حتى
اذا اقتصرت معرفتك بهم على لقاء واحد
................سكت ليقول بعدها مثلك
)...............ربما من الجيد ان يتم الجمع بينهما في
وصف ما ولكن هناك ما يقلق هل تعلق شقيقه في
مراهقته بها ،قال متسائال بصراحة (هل كان لديك
مشاعر جهتها ؟)...............تفاجئ حين سمع
ضحكاته ليجده يقول (مشاعر اخوية فقط هل تظن اني
كنت ساضحي بنفسي واحبها ؟!!!!!!!!! بالتأكيد ال
انها مثل االضواء البراقة تبهرك ولكن ال تستطيع
االمساك بها )..................قال بعدها بفضول
(يوسف هل تعرفها ؟)..................ابتسم بسخرية
هل يعرفها ؟ بالتأكيد فما قاله شقيقه كان قد سبق
واكتشفه بنفسه وهي ايضا زوجته منذ اكثر من سبع
سنوات !!!!!!!!!!!وهي حبيبته الحالية ،قال
باقتضاب (اجل)............سأله (كيف حالها ؟ وما
الذي تريده منها بالتحديد ؟) رد بسخرية (هي بخير
تدرس في السنة النهائية بكلية الطب والذي اريده
منها ليس هناك مجال ان تعرفه في الوقت الحالي )
انهى المكالمة لينهض من فوق السرير متجها الى
الحمام فربما دش دافئ سيساعده على النوم
الفصل االربعون
تمطت بكسل وهي تمسك الهاتف وتغلقه ليتوقف
صوت المنبه ..............يبدو وان المهدئ الذي
تناولته كان تأثيره جيدا فها هي تستيقظ وقد زال
ارهاقها ..........تبقى فقط شعور من الخدر الغير
معتاد بعضالت جسدها ..........ابتسمت وهي تتذكر
حلمها باالمس ولكن بالتأكيد هي من جلبه لنفسها
بارتدائها لهذا القميص وهي تنام وحيدة
!!!!!!!!!!!وضعت الوسادة فوق وجهها وكانها
ستجعل الخياالت المندفعة الى رأسها تبتعد
.........ولكن لتجد االمر يزداد سوءا وهي تشم رائحة
العطر المميزة مختلطة برائحة جسمه التي تعرفها
.........اعتدلت جالسة بسرعة هل اصيبت بالجنون ؟
هل هناك نوع من الهالوس متعلق بحاسة الشم ؟ ربما
تتخيل بسبب معرفتها انه كان متواجدا باالمس في
المنزل ..........قفزت من فوق الفراش بسرعة وهي
تتجه الى الحمام ستتوضأ وتصلي حتى تستعد للسفر
..........بعد ان توضأت لم تشعر بالرضا عن نفسها
لذا عادت الى الحجرة واحضرت مالبس نظيفة
واتجهت الى الحمام ثانية ...........ستستحم هذا افضل
اخفضت رأسها لتضع انفها فوق بشرتها وتشم نفس
الرائحة !!!!!!!!!!!!فتحت الدش بسرعة لعل المياه
تزيل هلوساتها ثم لتضع كمية كبيرة من الشور فوق
اللوفة وتقوم بدعك جسمها ................بعد ان
فرغت من صالتها اتجهت الى غرفة التوأم ايقظت
سلمى اوال فتجهيزها يأخذ وقت اطول ...........فتحت
عينيها مبتسمة لتقول لها (صباح
الخير)................انها تعشقها تشعر انها طفلة
سعيدة خاصة عندما تفتح عينيها لها بابتسامتها
الرائعة ..........جلست لتقول لها ( ال اريد ان اسافر
اريد ان ابقى هنا )..........قالت لها بفضول (لما يا
حبيبتي ان اصدقائك هناك ؟)............قالت وهي تمط
شفتها (اريد ان اذهب الى المزرعة عند جو
)................انها حقا ال تفهمه لديه زوجة امام
الناس .............وزوجة اخرى وضعها جانبا ثم يظن
انه تزوج ثالثة ويدعي حبها !!!!!!!!!!!لماذا اذا يأتي
لزيارة اهل زوجته االولى ؟ هل يتصور نفسه زوج
لكل هؤالء ام ماذا ؟ ...........قالت لها (عندما نأتي
المرة القادمة ستذهبين حبيبتي واالن هيا حتى ال
نتأخر ).............قامت دون اقتناع لتقوم بعدها بايقاظ
سيف قالت برقة (حبيبي هيا االن كف عن الكسل
)............قال لها وهو يفتح عينيه بصعوبة (لقد نمت
متأخرا)...........قالت بقلق ( ما الذي اخرك ؟ واالن
ستظل متعب طول السفر)..............لم يستطع النوم
النه ظل يفكر بما حدث لقد رأى اباه الحقيقي اخيرا
والذي يبدو انه ال يعرفه من االساس !!!!!!!!!!!!لم
يستطع ان يفهم كيف هذا حتى وان لم يكن رآه من قبل
اال يعني وجوده في المنزل انه هو !!!!!!!!حتى كالم
سلمى عنه ال يعني شيئا هل هو يشعرهم بهذا النه
يظن انهم ال يعرفونه .........ثم انه ظل يفكر ايضا في
ان سماحه له بالدخول الى حجرة جيجي تصرف
خاطئ ولكن هو زوجها اذا ليس هناك مشكلة
!!!!!!!!!!!قال وهو يتمطى (سانام في الطائرة
)..........عاد يكمل (جيجي هل ركبت طائرة خاصة من
قبل ؟).............قالت وذهنها يذهب الى ذلك اليوم في
فرنسا لتقول له (اجل )............قال باهتمام (هل حقا
يوجد بها غرفة للنوم ؟)..............قالت بابتسامة
(بها حجرة نوم هل تريد السفر في واحدة
؟)..............قال بمزاح (بالتأكيد هيا اشتري لي
واحدة )..............قالت وهي تضحك (انا مجرد طالبة
مسكينة يمكنني ان اشتري لك دراجة مثال ولكن
شخص اخر يمكنه شراء الطائرة )..............ابنتها
تريد المزرعة وابنها الطائرة الخاصة هذه هي البداية
بالتأكيد !!!!!!!!............قال عاقدا حاجبيه بفضول
(جيجي هل نمت جيدا باالمس ؟).............اال من
بعض االحالم العجيبة والتي تصرفت فيها بطريقة غير
الئقة ...........يبدو ان احالمها انتقلت من مرحلة
الكوابيس الى مرحلة قلة االدب والعجيب انها لنفس
الشخص !!!!!!!!!!قالت (لم اشعر بشئ اطالقا حتى
الصباح)..................تنهد وهو يشعر بالراحة بسبب
مرور الموقف دون مشاكل ..
الفصل الخمسون
نظر الجالس نحوه بحدة وهو يترجم كالمه يبدو من
شكل الرجل والذي يضع يده على جانبه االيمن ان هذا
هو مكان الجراحة قال محاوال التأكد (العملية في
جانبك االيمن ؟) قال الرجل في موافقة (اجل كان االلم
في هذه الجهة قاتل لساعات ) استأذن رغم ان الزيارة
لم تستغرق الكثير من الوقت وسؤال واحد يضج في
رأسه (لماذا كذبت عليه بشأن العملية ؟ ثم ما هي
العملية التي تحاول اخفاء انها اجرتها ؟ كان يسير
بجوار خالد في شرود وعندما وصال جوار المنزل قال
لخالد وهو يتجه نحو سيارته( اذهب انت وانا سألحق
بك) نظر خالد في اثره بدهشة ترى ما الذي حل به
هكذا بال مقدمات ؟ استقل السيارة ليقودها ويستدير
مبتعدا ال بد ان يعرف االن يشعر بان هناك سر كبير
خلف الموضوع كما ان كل جزء فيه متحفز انه حتى
لن يستطيع العودة الى منزل جده سار بالسيارة حتى
توقف خلف المقهى الموجود بالقرية احتمال كبير ان
يكون لديهم واي فاي امسك بالالب الموجود في
المقعد الخلفي وقام بفتحه على محرك البحث ليكتب
وصف الجرح الذي رآه ولمسه عشرات المرات
تتابعت العناوين ليفتح مباشرة الصور ليجد امامه
عشرات الصور المشابهة لالثر الموجود لدى زوجته
والعنوان (اثر عملية قيصرية ) كانت ال تزال جالسة
معهم يتبادلون الحديث عندما عاد الشاب المسمى
خالد بمفرده ليقول لهم ( يوسف سيأتي بعد قليل )
ربما ذهب ليرى شيئا ما او شخصا ما فهي ال تعلم
عالقاته في هذا المكان انتبهت على صوت الجد يكلم
خالد ويقول (كيف حال منصور االن ؟) يبدو انه يسأله
عن الشخص الذين ذهبوا لزيارته قامت من الفراندا
واتجهت الى الداخل لتجلس مع العمة والتي قالت لها
بفخر (ان خالد ابني يعمل في النيابة ) ردت عليها
بمودة (ان الهيبة تشع منه ) اكملت العمة وكأنها تجد
الكالم عن ابنائها مصدر لالعتزاز (خطيب صفاء ايضا
ظابط شرطة اتمنى ان ينجح فارس بمجموع كبير
العام القادم في الثانوية العامة فهو يريد االلتحاق
بالكلية الجوية منذ كان صغيرا ).......ابتسمت لها
وقالت ( يريد ان يصبح طيار هذا شئ رائع
)..............أومأت برأسها لتقول بعدها (انه ال يكف
عن ممارسة الرياضة واالشتراك في المسابقات
خاصة في السباحة والتايكوندو )..........قالت لها
(يبدو ان كل العائلة تهتم بالرياضة ).........اكملت
العمة (ان خالد خطب سارة ابنة خاله وحفل الخطوبة
سيكون قريبا )...........نظرت ملك نحوها بدهشة
وقالت (سارة شقيقة يوسف ).........اجابتها السيدة
بابتسامة كبيرة (اجل انها فتاة جميلة وهادئة تدخل
القلب مباشرة )...........سارة زوجة اخاها مخطوبة
لخالد كيف هذا ؟ ربما العائلة ال تعلم حقيقة وضع
سارة ؟!!!!!!بالتأكيد ......فالمنطقي ان يوسف لم
يعلن االمر ولكن لماذا وافق على الخطبة
؟..........يبدو ان هذه احد معضالت وضعهم المتشابك
...........بعد ذلك لم تعد منتبهه لفحوى الحوار وكانت
ترد بموافقة او بايمائها ..........مع مرور الوقت
شعرت ان يوسف قد تأخر كثيرا ..........قالت لصفاء
( اريد ان اخذ هاتفك التصل بيوسف )...........ناولته
لها وهي تفكر ان عليها ان تقنعه باعادة هاتفها لها
بدال من ان تقوم بدور المتسولة كلما ارادت التحدث
في الهاتف .....ضغطت رقمه لتفاجئ بان الخط مغلق
حتى رقمه الخاص مغلق ايضا ما الذي يعنيه هذا ؟
اين اختفى زوجها وتركها ؟
***ارتدت مالبسها كما اخبرها وعادت الى السطح
لتجد الميناء قد ظهر من بعيد ...........اما هو فلم يغير
مالبسه بل اكتفى بارتداء التيشرت اعلى الشورت
الذي كان يلبسه ..............تذكرت بابتسامة اللقب
التي اطلقته عليه والء طرزان ما الذي كانت ستفعله
اذا رأته عاري الصدر......وعضالته المفتولة تلفت
االنظار ..........من الجيد ان زوجها رياضي ويتمتع
بجسد قوي رشيق ..........بالتأكيد كان سيكون صادم
لها ان تتزوج من شخص ال يهتم بالرياضة بعد حياتها
مع اخوتها .........وايضا حازم مثلهم لذا ال مجال الي
تلوث بصري بالنسبة لها .........عقدت جبينها بدهشة
لما وصلت اليه افكارها هي تفكر في اجسام الرجال
وعضالتهم مثل المراهقات ؟!!!!!!!!كانت عيناه على
وجهها الذي تتغير مالمحه بسرعة من االبتسام الى
التعجب الى الهدوء ترى ما الذي تفكرفيه
؟...........قال بصوت مرتفع (سارة اقتربي
)...........اقتربت من مكان القيادة ليقول لها بهدوء
( االن انظري الى طريقة القيادة انا اريدك ان تتعلمي
)..........نظرت نحو بدهشة فوجدته يقول (سارتي انا
اعلم انا الفتاة الرقيقة التي يراها الجميع قادرة على
صنع الكثير ان ارادت )...........قالت وهي ترفع
كتفيها بحيرة (سأرى هل سأتمكن من هذا ام ال
؟)...........قال وهو ينظر اليها بعينين مشعتين (لدي
مفاجأة لك الليلة ولكن كما تعلمين كل شئ له مقابل
)............هل فهمت ما يعنيه هل يساومها على شئ
ما؟ ......قالت في محاولة للتفاعل معه (هذا يتوقف
على نوع المفاجأة وعلى المقابل الذي تريده
)............كان ينظر نحوها ببراءة لم تصدقها ليقول
بعدها (ستعلمين يا حلوتي )............استقر اليخت
اخيرا في الميناء لتجده يقفز أوال ثم يعيد ما فعله في
الصباح حيث يمسك بخصرها ليرفعها وينزلها على
االرض ........تشعر هذه المرة ان لحظات ارتفاعها
عن االرض قد طالت بينما تشعر بشئ اخر انفاسه هو
اصبحت اسرع ........نظرت اليه بدهشة ووجهها
يحمر ليقوم بانزالها اخيرا بينما نظرته لم تتغير
ويتنهد اخذا نفسا عميقا ........امسك بيدها داخل يده
وهو يقول (االن سنذهب لتناول الطعام )...........لم
ارد فهو على ما يبدو لم يكن يأخذ رأيي بل يخبرني
بما قرره ..........ان ايضا استغرب نفسي لماذا
اصبحت اطيع اوامره بهذه الصورة يبدو ان ضربة
الشمس اثرت على عقلي ........او ربما المنافسة
المحتدمة جعلتني اغير نظرتي نحوه؟ ......او النني
اصبحت اعرفه افضل!!!!!!!!!! وصلنا الى المطعم
والذي كان ايضا يقدم مأكوالت بحرية هذا بالتأكيد
منطقي بسبب قربه من البحر ............امسك
بالشوكة ووضع بها قطعة كبيرة من السمك مقربا
اياها من فمها وهو يقول بابتسامة عابثة ( هذا
تعويض عما اخذته منك )...........نظرت نحو الشوكة
بدهشة ثم فتحت فمها تتناولها وهيا تشعر ان الحرارة
تتصاعد من وجهها. ........حاولت التغلب على الخجل
لتقول له بعتاب (وماذا عن الجزء الذي سقط في الماء
؟)...........قال بابتسامة متالعبة (ساطعمك سمكتي
كلها تعويضا عن سمكتك المفقودة )............قالت
وهي تتراجع (شكرا لك انت اشتريت لي بديال عنها
)............قال بجدية (سارة اريد ان اعرف شعورك
تجاهي االن انت تعلمين اننا بعد ايام سيكون لدينا حفل
خطوبة .........صمت ثم عاد ليكمل بهدوء والذي
اتمنى ان يتحول لحفل زفاف ) ...........رفعت عيناها
نحوه بدهشة لتقول بعدها (هذا سيكون سريعا جدا
.......كما انك لم تنهي المنزل بعد )...........قال
بابتسامة مقنعة (حبيبتي ما الفرق ؟..........صدقيني
االفضل ان ننهي الموضوع مباشرة)......كانت عيناه
تلمعان وقال :اما بالنسبة للمنزل ال تقلقي سيكون
جاهزا او يمكن ان نترك لهم الباقي لينجزوه ونحن في
شهر العسل )..........في هذه المرة كانت نظرتها اليه
اكثر حدة وهي تقول (اي شهر عسل
؟)................ابتسامة عابثة مألت وجهه ليقول وهو
يقترب منها( يمكنني ان اعطيك ملخص سريع عن
طبيعة الموضوع )........وجدت يده تقترب من فمها
فاجفلت لتجده يمر باصبعه على فمها وكأنه يزيل شيئا
من فوقه ........حدقت به كالبلهاء ولم تتكلم فقال
بهدوء (هيا اكملي طعامك فالليل قد حل وليس علينا
ان نتأخر اكثر من هذا )
انتهى
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ال اله اال انت
استغفرك واتوب اليك
الخاتمة