You are on page 1of 7

‫د‪ .‬سبملي عبد السالم‪ -‬أ ‪ .

‬بقــت هــدى‬ ‫انعكبسبث دسرتة احلق يف بيئت سليمت علي القوانني البيئيت‬

‫انعكاسات دسرتة احلق يف بيئة سليمة على القوانني البيئية‬


‫الدكتور ساملي عبد السالم – أستاذ حماضر أ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسة – جامعة اجللفة‪ -‬مدير خمرب قانون البيئة‬
‫بقة هدى – طالبة دكتوراه دولة ومؤسسات عمومية –كلية احلقوق والعلوم السياسية‪-‬جامعة اجللفة‬

‫مقدمـ ــة‪:‬‬
‫يعد موضوع محاية البيئة من ادلسائل ذات االىتمام على الصعيدين الدويل و الوطين خاصة بعد ازدايد‬
‫وتفاقم مظاىر اإلخالل هبا ادلصاحبة للتطور الصناعي و االستغالل السيئ للموارد الطبيعية وأصبحت ادلناداة خبلق‬
‫تشريعات داخلية مواكبة لالتفاقيات و ادلعاىدات الدولية اخلاصة بتوفًن بيئة سليمة و إجياد آليات لتفعيلها ضرورة‬
‫ملحة ‪,‬وقد استجابت العديد من الدول لذلك إال أن التشريعات الداخلية العادية مل تكن كفيلة أبدا بردع ادلخاطر‬
‫البيئية ما جعل الرفع من مستوى التشريع البيئي الداخلي وتضمينو يف الدساتًن أمرا حتميا وىو ما سارت عليو‬
‫بعض الدول كاسبانيا يف دستور ‪ 1979‬و إيران يف دستور ‪ 1980‬و ادلملكة العربية السعودية يف دستور‬
‫‪ ... 1992‬وأخًنا انضمت اجلزائر لركب الدول ادلضمنة احلق يف بيئة سليمة يف دساتًنىا و ذلك من خالل‬
‫التعديل الدستوري األخًن لسنة ‪ 2016‬استجابة للمطالب الدولية و الداخلية إبدراج اجليل الثالث حلقوق‬
‫اإلنسان ضمن دستور البالد‪.‬‬
‫ما املقصود ابحلق يف بيئة سليمة؟ و ما املتوقع من دسرتة احلماية البيئية ابلنسبة للقوانني البيئية؟‬

‫‪01‬‬ ‫العدد الثبلث ــــــــــــــــ جملت العلوم القبنونيت واالجتمبعيت تصدرهب جبمعت زيبن عبشور ببجللفت‬
‫د‪ .‬سبملي عبد السالم‪ -‬أ ‪ .‬بقــت هــدى‬ ‫انعكبسبث دسرتة احلق يف بيئت سليمت علي القوانني البيئيت‬

‫أوال‪ :‬مفهوم احلق يف بيئة سليمة‬


‫‪ .1‬تعريف احلق يف بيئة سليمة‬

‫يعرف احلق على أنو القدرة أو ادلكنة اليت يقرىا القانون و يعرتف هبا و حيميها لشخص ما من أجل ربقيق‬
‫مصلحة معينة(‪ )1‬؛ أما البيئة فتعرف لغة على أهنا مشتقة من الفعل تبوأ أي ىيأ ادلكان و ازبذه زلل إقامة(‪،)2‬‬
‫وتعرف كذلك أبهنا الوسط أو االكتناف و اإلحاطة(‪.)3‬‬
‫وتعرف اصطالحا أبهنا احمليط الذي يعيش فيو اإلنسان دبا يشملو من ىواء و ماء و فضاء و تربة و‬
‫كائنات حية و منشآت أقامها اإلنسان إلشباع حاجاتو(‪ ,)4‬كما تعرف على أهنا الوسط أو اجملال ادلكاين الذي‬
‫يعيش فيو اإلنسان يتأثر و يؤثر فيو(‪.)5‬‬
‫وقد أعطت قمة استكهومل سنة ‪ 1972‬تعريفا واسعا دلفهوم البيئة واعتربهتا أكثر من رلرد عناصر طبيعية بل ىي‬
‫رصيد ادلوارد ادلادية و االجتماعية ادلتاحة يف وقت ما و يف مكان ما إلشباع حاجات اإلنسان وتطلعاتو‪ .‬ومن‬
‫التعريفٌن نستنتج أن احلق يف بيئة سليمة ىو مكنة األشخاص اليت تقرىا القوانٌن للعيش يف وسط وزليط زلميٌن‬
‫من كل أشكال التلوث وغًنه من األضرار البيئية‪.‬‬
‫وقد مت االعرتاف هبذا احلق بداية على مستوى دويل من خالل االتفاقيات و ادلعاىدات الدولية ادلتعلقة ابلبيئة‬
‫واليت حثت على ضرورة تكريس احلق يف بيئة سليمة على ادلستوى الداخلي خبلق قوانٌن و آليات لتفعيلو‪.‬‬
‫‪ .2‬خصائص احلق يف بيئة سليمة‪:‬‬

‫يتسم احلق يف بيئة سليمة جبملة من اخلصائص تتلخص يف كونو‪:‬‬


‫‪-‬حق عادلي ادلصدر حيث أن إقراره و ضمانو مت بداية على مستوى اجملتمع الدويل من خالل ادلعاىدا واالتفاقيات‬
‫الدولية مث عملت الدول على تكريسو داخليا على مستوى التشريعات الداخلية‪ ،‬و كونو عادلي ادلصدر جعلو يتطبع‬
‫خبصائص القانون الدويل وحقوق اإلنسان رغم أن ىذه األخًنة ىي زلل جدل حول مشوليتها فشق من الفقو و‬
‫رجال القانون يرون أن حقوق اإلنسان وربديدا حقوق اجليل الثالث ىي ذات طابع كوين إذ هتم كل إنسان مهما‬
‫كان بلده أو عرقو أو جنسو أو لغتو فتكون حقوق اإلنسان من ىذا ادلنظور رلاال خصبا للعادلية‬
‫و كال ال يتجزأ‪.‬‬

‫‪00‬‬ ‫العدد الثبلث ــــــــــــــــ جملت العلوم القبنونيت واالجتمبعيت تصدرهب جبمعت زيبن عبشور ببجللفت‬
‫د‪ .‬سبملي عبد السالم‪ -‬أ ‪ .‬بقــت هــدى‬ ‫انعكبسبث دسرتة احلق يف بيئت سليمت علي القوانني البيئيت‬

‫ومن جهة أخرى تعد بعض عناصر ىذا احلق إراث مشرتكا بٌن اجلميع حبيث ال تستأثر دولة ابستعماذلا أو‬
‫محايتها أو ملكيتها شلا يستوجب تظافر اجلهود لالنتفاع هبا ومحايتها‪.‬‬
‫_ حق دائم و مستمر ألجيال احلاضر و ادلستقبل حيث عادة ما يرتبط احلق يف البيئة ابالنتفاع يف إطار التنمية‬
‫ادلستدامة أي دبعىن انتفاع اجليل احلاضر ابحلق يف بيئة سليمة و استغالل ادلوارد دبا يضمن حق انتفاع جيل‬
‫ادلستقبل هبا‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫_ حق مركب من رلموعة من احلقوق كاحلق يف الصحة‪ ،‬احلق يف احلياة‪ ،‬احلق يف السلم واألمن‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬مفهوم القوانني البيئية‬
‫‪ .1‬تعريف قانون محاية البيئة‬

‫مل يعط ادلشرع تعريفا واضحا لقانون محاية البيئة و أمام صمت ادلشرع ديكن تعريف قانون البيئة على أنو رلموعة‬
‫القواعد التشريعية و التنظيمية ادلنظمة و اذلادفة حلماية احمليط الذي يعيش فيو اإلنسان دبختلف مشتمالتو و‬
‫عناصره الطبيعية (ماء‪ ،‬ىواء‪ ،‬تربة ‪ ،‬كائنات حية ) و الغًن طبيعية ( كادلصانع‪ ،) ...‬و ىناك من عرف قانون‬
‫محاية البيئة اليت تسعى إىل فرض و احرتام و محاية كل ما حنملو الطبيعة و سبنع كل أنواع االعتداءات اليت سبس هبا‪،‬‬
‫فمنها القواعد اجلنائية اليت ذبرم كل من يضر ابلبيئة و قواعد مدنية ترتب ادلسؤولية على من يسبب ضررا للبيئة‪ ،‬و‬
‫(‪)7‬‬
‫قواعد إدارية‪...‬‬
‫و ادلالحظ أن محاية البيئة مل تكن وليدة تشريع عادي بل ىي نتاج رلموع ادلواثيق الدولية‪.‬‬
‫‪ .2‬خصائص قانون محاية البيئة‬
‫‪ -‬قانون ذو طابع إداري‪ :‬و يظهر ذلك يف الوسائل اإلدارية اليت خوذلا ادلشرع لإلدارة لتدخل من أجل محاية‬
‫البيئة‪ ،‬كنظام الرتاخيص‪ ،‬نظام األوامر‪ ،‬نظام احلظر‪.‬‬
‫‪ -‬فرع من فروع القانون العام‪ :‬و ذلك ألنو ينظم العالقة بٌن اإلدارة و األفراد‪ ،‬ابإلضافة إىل كونو يدخل ضمن‬
‫متطلبات ادلصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬قواعده تتسم ابلطابع اإللزامي‪ :‬إذ ال جيوز اتفاق األفراد على سلالفة قواعد محاية البيئة‪ ،‬و ذلك ألنو وضع‬
‫جزاءات دلخالفة تلك القواعد‪.‬‬
‫‪ -‬قانون متعدد اجملاالت‪ :‬ألن موضوع البيئة يتسم بتشعبو و كثرة رلاالتو كمجال الصحة العمومية‪ ،‬رلال‬
‫العمران‪...‬‬

‫‪01‬‬ ‫العدد الثبلث ــــــــــــــــ جملت العلوم القبنونيت واالجتمبعيت تصدرهب جبمعت زيبن عبشور ببجللفت‬
‫د‪ .‬سبملي عبد السالم‪ -‬أ ‪ .‬بقــت هــدى‬ ‫انعكبسبث دسرتة احلق يف بيئت سليمت علي القوانني البيئيت‬

‫‪ -‬قواعده ذبمع بٌن اجلانب التشريعي الذي حيدد اإلجراءات الكفيل ة حبماية البيئة‪ ،‬و اجلانب ادلؤسسايت الذي‬
‫يرصد مجلة من األجهزة اليت تعمل على تنفيذ ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬تطور القانون البيئي يف اجلزائر‬

‫بداية كانت اجلزائر تعمل على محاية البيئة من خالل مراسيم و تنظيمات كتلك ادلتعلقة حبماية السواحل(‪،)8‬‬
‫و مت إصدار أول تشريع متعلق بتنظيم اجلماعات اإلقليمية و صالحياهتا و ىو قانون البلدية لسنة ‪،)9(1967‬‬
‫حيث بٌن صالحيات رئيس البلدية يف محاية النظام العام‪ ،‬مث قانون الوالية لسنة ‪ 1969‬الذي تضمن النص على‬
‫احلماية من األمراض ادلعدية و الوابئية‪ ،‬مث مت إنشاء اجمللس الوطين للبيئة كهيئة استشارية تقدم اقرتاحاهتا يف رلال‬
‫البيئة‪ ،‬و يف سنة ‪ 1983‬صدر أول قانون خاص حبماية البيئة(‪ )10‬و تاله صدور العديد من القوانٌن و التنظيمات‬
‫ادلتعلقة دبجاالت معينة أمهها القانون ادلتعلق حبماية الصحة و ترقيتها‪ ،‬و القانون ادلتعلق ابلتهيئة العمرانية سنة‬
‫‪ ، 1987‬و يف سنة ‪ 1989‬مت تكريس احلماية القانونية للبيئة يف الدستور ابعتبارىا مصلحة عامة‪ ،‬و يف بداية‬
‫التسعينات قانوان البلدية و الوالية مشًنين إىل محاية البيئة‪ ،‬مث مت صدور القانون ‪ 10/03‬ادلتضمن محاية البيئة يف‬
‫إطار التنمية ادلستدامة(‪.)11‬‬
‫و أخًنا و من خالل التعديل الدستوري اجلديد لسنة ‪ 2016‬سبت دسرتة احلق يف بيئة سليمة فأصبح بذلك‬
‫من ادلبادئ الدستورية‪ ،‬ما لو أتثًن مهم على القوانٌن و القواعد البيئية يف اجلزائر‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أتثري دسرتة احلق يف بيئة سليمة على القوانني البيئية‬
‫‪_1‬ابلنسبة للتشريع البيئي‬
‫لعل من بٌن أىم أسباب دسرتة احلق يف بيئة سليمة عدم كفاية التشريعات و القوانٌن العادية و اآلليات ادلنبثقة‬
‫عنها والضرورة ادللحة حملاولة تطوير األطر التشريعية للمحافظة على سالمة البيئة يف ظل تزايد األخطار احملدقة هبا‬
‫لذلك فإن جعل محاية البيئة من ادلبادئ الدستورية لو انعكاساتو ادلهمة على مستوى التشريع البيئي سواء ادلنبثق‬
‫عن السلطة التشريعية أو التنظيمات وادلراسيم و اآلليات الصادرة من السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫أ_على مستوى السلطة التشريعية‪ :‬من ادلعروف أن التشريع بصفة عامة ىو اختصاص أصيل للربدلان دبوجب ادلادة‬
‫‪ 112‬من الدستور‪ ،‬و التشريع يف رلال البيئة من اجملاالت ادلنوطة صراحة ابلسلطة التشريعية حسب ما نصت‬
‫عليو ادلادة‪ 140‬واليت نصت على محاية البيئة بشكل عام ومباشر(القواعد العامة ادلتعلقة ابلبيئة وإطار ادلعيشة)‬
‫كما نصت ذات ادلادة على محاية البيئة بشكل غًن مباشر من خالل التطرق إىل أحد مكوانهتا مثل‪:‬‬
‫_القواعد العامة ادلتعلقة ابلصحة العمومية والسكان‪.‬‬

‫‪02‬‬ ‫العدد الثبلث ــــــــــــــــ جملت العلوم القبنونيت واالجتمبعيت تصدرهب جبمعت زيبن عبشور ببجللفت‬
‫د‪ .‬سبملي عبد السالم‪ -‬أ ‪ .‬بقــت هــدى‬ ‫انعكبسبث دسرتة احلق يف بيئت سليمت علي القوانني البيئيت‬

‫_القواعد ادلتعلقة حبماية الثروة احليوانية والنباتية‪.‬‬


‫_محاية الرتاث الثقايف والتارخيي واحملافظة عليو ‪.‬‬
‫_النظام العام للمياه ‪.‬‬
‫_النظام العام للمناجم و احملروقات‪.‬‬
‫_النظام العقاري‪.‬‬
‫_النظام العام للغاابت و األراضي الرعوية‪.‬‬
‫(‪)12‬‬
‫رلال واسع للمبادرة ابقرتاحات القوانٌن اخلاصة حبماية البيئة و القواعد‬ ‫ومنو نستنتج أن للربدلان بغرفتيو‬
‫ادلتناثرة بٌن سلتلف القوانٌن كالقانون اجلنائي ‪,‬القانون ادلدين ‪...‬وابلتايل فإن دسرتة احلق يف بيئة سليمة سيساىم ال‬
‫زلالة يف توسيع اجملال التشريعي للربدل ان فيما خيص القوانٌن البيئية وسيعمل الربدلان أكثر على خلق قوانٌن تساىم‬
‫يف تفعيل دسرتة احلماية البيئية على مستوى القوانٌن العادية‪.‬‬
‫أما خبصوص ادلبادرة ابلتشريع و بعد دسرتة احلماية البيئية فقد قيد رلال ادلبادرة الربدلانية ابقرتاحات قوانٌن ربرتم‬
‫وتوافق محاية البيئة فال تقبل أي مبادرات تناقض ىذا ادلبدأ الدستوري‪.‬‬
‫وابلنسبة للقوانٌن السابقة فسيتم مراجعتها دبا يتماشى مع التعديل الدستوري اجلديد دبا فيها ما خيص دسرتة‬
‫احلق يف بيئة سليمة‪.‬‬
‫ب_على مستوى السلطة التنفيذية‪:‬‬
‫طبقا دلبدأ الفصل بٌن السلطات فإن التشريع و سن القوانٌن اختصاص أصيل للسلطة التشريعية وتنفيذىا من‬
‫اختصاص السلطة التنفيذية إال أن جل الدول تشرك السلطة التنفيذية يف العملية التشريعية ألسباب عديدة منها‬
‫ضعف الربدلاانت وغياب الكفاءة على مستوى أعضائها وتفوق السلطة التنفيذية يف إعداد مشاريع قوانٌن يف‬
‫مس توى تطلعات و احتياجات الشعب ذلك لتوفرىا على الوسائل واإلمكانيات اليت تساعدىا على حسن‬
‫الصياغة وعمق الدراسة و تقرهبا من ادلواطنٌن ىذا إضافة إىل اعتالئها قبة النظام(‪.)13‬‬
‫وعليو فإنو إبمكان السلطة التنفيذية ادلشاركة يف التشريع البيئي دبشاريع قوانٌن تواكب وتفعل دسرتة احلق يف بيئة‬
‫سليمة أو عن طريق اآلليات التشريعية ادلتاحة ذلا كما ستعمل السلطة التنفيذية ويف إطار اختصاصها األصيل أن‬
‫ربرص على تنفيذ القوانٌن ادلتعلقة حبماية البيئة‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫العدد الثبلث ــــــــــــــــ جملت العلوم القبنونيت واالجتمبعيت تصدرهب جبمعت زيبن عبشور ببجللفت‬
‫د‪ .‬سبملي عبد السالم‪ -‬أ ‪ .‬بقــت هــدى‬ ‫انعكبسبث دسرتة احلق يف بيئت سليمت علي القوانني البيئيت‬

‫كذلك فإنو بعد دسرتة احلماية البيئية فإن السلطة التنفيذية ستوجد آليات قانونية إدارية أكثر فاعلية إضافة إىل‬
‫اآلليات السابقة ادلتمثلة يف اإلجراءات الوقائية (كالرتخيص‪ ,‬واحلظر واإللزام‪ )...‬واإلجراءات الردعية (كالتنبيو‪,‬‬
‫وقف النشاط و اجلباية البيئية‪.)...‬‬
‫‪ _2‬ابلنسبة ملكانة القوانني البيئية ضمن القوانني‬
‫أ_على مستوى تدرج القوانٌن‪ :‬حيتل الدستور قمة ىرم تدرج القوانٌن ما جيعل القواعد ادلتضمنة فيو تسمو على كل‬
‫القواعد والقوانٌن األخرى وىو ما جعل احلق يف بيئة سليمة بعد ترقيتو من مستوى التشريع العادي إىل مستوى‬
‫التشريع الدستوري حيتل مكانة رفيعة ما يوجب على ابقي القوانٌن أن ربرتمو وأن ال زبالف قواعده‪.‬‬
‫ب_عل ى مستوى ضماانت محايتو‪ :‬بعد دسرتة احلق يف بيئة سليمة دبوجب ادلادة ‪ 68‬من الدستور وجعلو من‬
‫احلقوق واحلرايت الدستورية و رفعو إىل مصاف القواعد الدستورية سيستفيد من خصائص القواعد الدستورية‬
‫وسيصبح بذلك زلميا دستوراي دبوجب ادلادة ‪ 38‬وادلادة ‪181‬و من ذباوز وسلالفة القوانٌن خاصة االقتصادية‬
‫والصناعية عن طريق الدفع بعدم دستورية أي قانون كان سلالفا لو من طرف اجلهات ادلخول إليها دستوراي حق‬
‫اإلخطار حسب نص ادلادة ‪ 181‬و ادلادة ‪ 188‬حسب احلالة وخضوعو لرقابة اجمللس الدستوري فإذا كان النص‬
‫سلالفا يتخذ قرار بعدم دستوريتو و يفقد بذلك النص أثره ابتداء من يوم قرار اجمللس الدستوري أو من اليوم الذي‬
‫حيدده قرار اجمللس(‪.)14‬‬
‫إضافة للحماية الدستورية زبضع احلق يف بيئة سليمة إىل محاية احلقوق واحلرايت ضمن القوانٌن العادية وذلك‬
‫برتتيب جزاءات على كل من خيالفها‪.‬‬

‫خامت ــة‪:‬‬
‫إن ما جاء بو التعديل الدستوري األخًن من ترقية وتوسيع جملال حقوق اإلنسان و إدراج حقوق اجليل الثالث‬
‫دبا فيها رفع مستوى احلماية البيئية من مستوى التشريع العادي إىل مصاف القواعد الدستورية لو األمهية الكبًنة‬
‫سواء على القوانٌن البيئية سواء على ربسٌن وتوسيع مستوى التشريع البيئي أو على مستوى احلماية اليت ربظى هبا‬
‫التشريعات البيئية ‪.‬لكن يبقى التساؤل مطروحا حول ما إذا كانت ىذه اخلطوة كفيلة للذىاب إىل القانون البيئي‬
‫كفرع من فروع القانون‪.‬‬

‫‪04‬‬ ‫العدد الثبلث ــــــــــــــــ جملت العلوم القبنونيت واالجتمبعيت تصدرهب جبمعت زيبن عبشور ببجللفت‬
‫د‪ .‬سبملي عبد السالم‪ -‬أ ‪ .‬بقــت هــدى‬ ‫انعكبسبث دسرتة احلق يف بيئت سليمت علي القوانني البيئيت‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار ادلعارف‪ ،‬القاىرة‪ ،‬بدون سنة نشر‪.382 ،‬‬
‫خيضرر‬ ‫‪ -‬أمحد سامل‪ ،‬احلماية اإلدارية للبيئة يف التشرريع اجلزائرري‪ ،‬مرذكرة ماسررت زبصرص قرانون إداري‪ ،‬جامعرة‬
‫‪ ،‬بسكرة‪.2014/2013 ،‬‬
‫‪ -‬إحسان علي زلاسنة‪ ،‬البيئة و الصحة العامة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بدون طبعة‪.1991،‬‬
‫‪ -‬بن قري سفيان‪ ،‬النظام القانوين حلماية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة زبرج لنيل إجازة ادلدرسة الوطنية للقضاء‪.‬‬
‫‪ -‬خالررد ش رربلي‪ ،‬ض رررورة دس رررتة احل ررق يف بيئررة س ررليمة حن ررو ربقي ررق األم ررن البيئ رري‪ ،‬يومي ررة الوس ررط‪،‬منقولة م ررن موق ررع‬
‫اليومية‪ www.elwasst.com:‬بتاريخ‪ 2016.06.13:‬على الساعة‪.20:00:‬‬
‫‪ -‬ليلى اليعقويب‪ ،‬احلق يف بيئة سليمة‪ ،‬رللة جيل حقوق اإلنسان‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬بًنوت‪ ،‬يونيو ‪.2013‬‬
‫‪ -‬ماجد راغب احللو‪ ،‬قانون محاية البيئة يف ضوء الشريعة‪ ،‬دار ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬بدون طبعة‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬شريط وليد‪ ،‬السلطة التشريعية من خالل التطور الدستوري اجلزائري‪ ،‬أطروحة دكتروراه يف القرانون العرام‪ ،‬جامعرة‬
‫سعد دحلب‪.2012/2011 ،‬‬
‫‪ -‬الدستور اجلزائري اجلريدة الرمسية العدد‪ 14:‬ادلؤرخة يف ‪.2016.03.07 :‬‬
‫‪ -‬ادلرسوم رقم‪ 63/73:‬ادلتعلق حبماية السواحل‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،13‬بتاريخ‪.1963.03.04:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم‪ 67/73:‬ادلتضمن قانون البلدية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬بتاريخ‪.1967.01.18:‬‬
‫‪ -‬قانون رقم‪ 03/83:‬ادلتضمن محاية البيئة‪ ،‬ادلؤرخ يف‪.1983.02.05:‬‬

‫‪05‬‬ ‫العدد الثبلث ــــــــــــــــ جملت العلوم القبنونيت واالجتمبعيت تصدرهب جبمعت زيبن عبشور ببجللفت‬

You might also like