You are on page 1of 315

‫مسرح المتفرج الصغير‬

‫عشر مسرحيات‬
‫لألطفال‬

‫نورالدين الهاشمي‬

‫‪1‬‬
‫تمهيد‬
‫النص المسرحي الطفلي هو النص الذي يبدعه الكاتب ليكون عماد العرض‬
‫كبار أم األطفا ُل أنفسهم أم ضم العمل‬
‫ٌ‬ ‫المسرحي ‪ ,‬سواء أقدم هذا العرض ممثلون‬
‫الكبار والصغار معا ً ‪.‬‬
‫فالنص المسرحي الطفلي ُيكتب ليُجسد على خشبة المسرح ال ليقرأ ‪ 0‬و النص‬
‫الناجح هو الذي يمزج بين التراجيديا والكوميديا ‪,‬إذ ال يجوز أن يكون النص هزليا ً‬
‫من بدايته حتى نهايته فهذا يضعف تأثيره على األطفال واألفضل هو أن يكون النص‬
‫جادا ً تتخلله المشاهد الكوميدية التي تحمل السعادة إلى الطفل وتعيد نشاطه واهتمامه‬
‫بالعرض المسرحي ‪.‬‬
‫وتبقى المتعة هي الجناح األساسي الذي يحقق النجاح في النص المسرحي‬
‫وتتحقق المتعة من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫قوة الحبكة وتشوق الطفل لمعرفة ما سيحدث للبطل وهو يمضي في مغامرته‬ ‫‪-‬‬
‫وصراعه مع الشر ‪..‬‬
‫طرافة الشخصيات وتمايزها الحاد فالطفل تستهويه شخصية األحمق‬ ‫‪-‬‬
‫والمدعي‪...‬واألكول‪..‬والبخيل الحريص‪..‬‬
‫طرافة المواقف التي تمر بها الشخصيات كموقف البخيل مثالً الذي يفقد‬ ‫‪-‬‬
‫محفظة نقوده المليئة ‪..‬‬
‫األغنية الجميلة ‪..‬سواء تلك التي تعبر عن موقف إنساني ومشاعرالشخصيات‬ ‫‪-‬‬
‫أو تلك األغاني الطريفة ذات اإليقاع الخفيف في موقف كوميدي وتلك التي‬
‫ترسم الشخصيات بشكل طريف مبالغ فيه ‪.‬‬
‫بت تركيبا ً جديدا ً‬
‫الخيال المبدع ‪..‬فاألطفال يهوون رؤية األشياء وقد ُر ِّك ْ‬ ‫‪-‬‬
‫‪..‬الشجرة التي تسير‪..‬الجبل الذي يضحك ويلعب ‪..‬الصخرة التي تعطس‬
‫‪..‬السلحفاة الطائرة‪..‬‬
‫الرموز واأللغاز ‪..‬ألنها تثير عقل الطفل وتشوقه إلى معرفة حل هذه‬ ‫‪-‬‬
‫الرموز‪...‬‬
‫تصرف الكبار كاألطفال فالطفل يجد متعة كبيرة في رؤية ذلك ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معاقبة الشرير‪ ..‬ألنه يريد للعدالة أن تتحقق ‪..‬وسعادة لدى الطفل‬ ‫‪-‬‬
‫ويتميَّز مسرح األطفال بنوعية الجمهور الذي يشاهد هذا العرض وما يقدمه هذا‬
‫المسرح من بهجة ومتعة أوالً وما يحمله أيضا ً من قيم تربوية هادفة لألطفال ليكونوا‬
‫األفضل في المستقبل ثانيا ً ‪ .‬ألن غاية مسرح الطفل تربوية أوال وهذا ما يحمل‬
‫‪2‬‬
‫الكاتب المسرحي مسؤولية لتجويد إبداع مسرحي قادر على النهوض بجناحي الفكر‪.‬‬
‫وأخيرا ً فإن مسرح الطفل يجب أن يعمل مع الفنون األخرى كي يولد في شخصية‬
‫الطفل القدرة على اإلبداع بحيث تغدو هذه الشخصية قادرة ً على امتالك زمانها عقليا ً‬
‫وعاطفيا ً وإراديا ً وهنا يجب النظر إلى الطفل على أنه عالم إنساني له خصوصيته‬
‫ضمن العمومية التي يشترك فيها مع األجيال األخرى ‪.‬‬
‫فالطفل يجب أن يكون هو الصانع والنتيجة ‪..‬عبر الفعل الذي ننجزه معا ً في‬
‫الحاضر من أجل الحاضر والمستقبل ‪ .‬والمتعة معا ‪.‬‬
‫هذه عشرون مسرحية لألطفال كتبتها على مدى خمس وعشرين عاما وقد قُ ِّدم‬
‫معظ ُمها في سورية وفي بعض األقطار العربية وتركيا ‪ .‬وقد كان أول عرض قدمته‬
‫لألطفال عام ‪1983‬على مسرح دار ا لثقافة في حمص وهو بعنوان (الصيدالثمين‬
‫) من قبل فرقة المركز الثقافي التي كنت عضوا فيها ‪...‬ثم تتالت كتاباتي لمسرح‬
‫الطفل وقمت بإخراج بعض المسرحيات التي أنضجت تجربتي في الكتابة ‪ ,‬وال‬
‫أزعم أنني قد تفرغت تماما لكتابة هذا النوع من المسرح فقد كتبت خالل هذه‬
‫المرحلة القصة القصيرة ومسرح الكبار والدراما التلفزيونية ‪.‬‬
‫لقد أردت في هذه المسرحيات أن أسد النقص الحاصل في هذا النوع من المسرح‬
‫وأن أغني مكتبة مسرح الطفل ‪ .‬كما أردت أن أغرس في الطفل من خاللها مختلف‬
‫القيم التي هو بحاجة إليها في مرحلة بناء الشخصية ‪.‬‬
‫لقد اعتمدت في مسرحياتي على الحكاية المشوقة المبنية على الحبكة البسيطة‬
‫والشخصيات الطريفة الواضحة السمات والحوار الممتع الرشيق واألغنية التي‬
‫تساهم في رسم الشخصية ودفع الحدث ووضوح الصراع بين الخير والشر وانتصار‬
‫الخير في النهاية كمثل أعلى يجب أن يقتديه الطفل ويتمثله ‪.‬وقد استفدت من التراث‬
‫العربي واإلنساني في صوغ العديد من هذه المسرحيات ‪.‬‬
‫إنني ال أزعم الكمال في هذه المسرحيات ‪..‬ولكنني حاولت قدر ما أستطيع أن أبتعد‬
‫عن المباشرة والتعليمية وأن أقدم نصا مسرحيا يحلق بجناحي المتعة والفائدة ‪.‬‬

‫نورالدين الهاشمي‬

‫‪3‬‬
‫اآلن ‪..‬اآلن‪...‬‬
‫هو المستقبل‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫الشخصيات الرئيسية ‪:‬‬
‫‪ -1‬مروان‬
‫‪ -2‬سارة‬
‫‪ -3‬األب‬
‫‪ -4‬األم‬
‫‪ -5‬الجد‬
‫‪ -6‬األصدقاء ‪ ( :‬علي – سمير – حسن – سليمان – أحمد)‬
‫‪ -7‬المعلم عرفان‬
‫‪ -8‬الببغاء ريشو‬

‫‪5‬‬
‫المشهد األول‬

‫(المسرح فارغ ‪...‬تتعالى الموسيقا شيئا فشيئا ثم يدخل الممثلون بثياب التمثيل وهم‬
‫يقومون بحركات إيقا عية راقصة مرحبين بجمهور األطفال ويعدونهم ال ستقبال‬
‫العرض المسرحي ‪)..‬‬
‫الممثلون يغنون ‪:‬‬
‫الفن‬
‫مسرح ِّ‬
‫ِّ‬ ‫في‬ ‫أهالً بك ْم أهالً‬

‫والعين‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫في القل ِّ‬ ‫أحبابنا أنت ْم‬
‫يحلو بها زمني‬ ‫لقاؤكم أعيا ْد‬
‫‪-----------------‬‬
‫ْ‬
‫البسمة‬ ‫لنرسم‬ ‫حينا ً ِّ‬
‫نغني ُك ْم‬
‫ْ‬
‫الحكمة‬ ‫لتفهموا‬ ‫حينا نناديكم‬
‫يا نبع ألحاني‬ ‫يا كنز أوطاني‬
‫ْ‬
‫الحكمة‬ ‫هيَّا افهموا‬

‫(ينسحب الممثلون شيئا فشيئا وهم يرددون العبارة األخيرة )‬


‫( إظالم )‬

‫‪6‬‬
‫المشهد الثاني‬
‫( المكان صالون األسرة ‪.‬هناك باب إلى اليمين يؤدي إلى غرفة الطفلة سارة وباب‬
‫إلى اليسار يؤدي إلى غرفة مروان ‪.‬في صدر المسرح إلى اليمين جدار أبيض‬
‫سوف يستخدم كشاشة للعرض ‪ .‬الوقت ظهرا ً ‪.‬‬
‫أبو مروان وزوجته أم مروان يستعدان للسفر وهناك حقائب سفر قليلة على‬
‫األرض واألب ينهي إغالق إحدى الحقائب واألم تساعده ‪ .‬هناك ساعة كبيرة في‬
‫صدر الصالون تشير إلى الواحدة ‪,‬وهناك قفص فيه ببغاء اسمه ريشو معلق على‬
‫حامل إلى اليسار )‬
‫األب ‪ :‬كم صارت الساعة اآلن ؟‬
‫األم ‪( :‬وهي تنظر إلى ساعة الجدار ) إنها الواحدة تقريبا ‪..‬‬
‫األب ‪ :‬سيحضر السائق بعد ربع ساعة ‪..‬‬
‫قدوم مروان وسارة‬
‫ِّ‬ ‫األم ‪ :‬ال يمكنُنا أن نسافر قبل‬
‫األب ‪ :‬لقد تأخرا ‪..‬‬
‫( يرن الهاتف ويكون الجد على الخط ‪..‬أبو مروان يرد )‬
‫األب ‪ :‬أهال يا أبي ‪..‬أنا ومروة مسافران بعد قليل إلى دمشق ‪..‬أسامة ‪..‬شقيق‬
‫زوجتي مروة قد عاد من إنكلترا ‪..‬نعم لقد أنهى دراسته ونال شهادة مهندس‬
‫ميكانيك طائرات سأتصل بك عندما نصل إلى دمشق ‪..‬سوف أنقل له‬
‫سالمك وتهنئتك‪..‬‬
‫مروان وسارة لم يأ ِّتيا بع ُد ‪..‬سأوصي مروان أن يشتري لك الدواء والخبز ‪..‬‬
‫اطمئن ‪...‬‬
‫الببغاء ‪( :‬يردد ) سارة ‪..‬سارة ‪ ..‬سارة ‪...‬‬
‫األب ‪ :‬يبدو أن سارة قد جاءت ‪(..‬ينهي المكالمة ) مع السالمة يا أبي ‪..‬سأتصل‬
‫بك من هناك ‪..‬‬
‫( تدخل الطفلة سارة وهي في ثياب المدرسة إنها بحدود الحادية عشرة من‬

‫‪7‬‬
‫العمر تتصف بالمرح والذكاء وتسلم على والديها وتقبلهما)‬
‫سارة ‪ :‬مسا ُء الخير ‪..‬مساء الخير ريشو‬
‫الببغاء ‪ :‬مساء الخير ‪..‬مساء الخير‪...‬‬
‫أخوك مروان ؟‬
‫ِّ‬ ‫األم‪ :‬أين‬
‫سارة ‪ :‬لقد طلب مني أن أسبقه إلى البيت‪.. .‬يريد أن يرى رفاقه‬
‫األم‪ :‬أال يشبع منهم أبدا ‪..‬‬
‫ب المدرسة‬
‫عشر دقائق على با ِّ‬
‫ِّ‬ ‫سارة‪ :‬لقد انتظرتُهُ أكثر من‬
‫األب‪ :‬هذ ِّه عادة ُ مروان دائما ‪..‬‬
‫الببغاء ‪ :‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬‬
‫األم ‪ :‬يبدو أنه قد جاء أيضا ً‬

‫(يدخل مروان في ثياب المدرسة وهو في حدود الثانية عشرة يحمل الحقيبة يفاجأ‬
‫بوجود حقائب السفر )‬
‫مروان‪ :‬السالم عليكم‬
‫األب‪ :‬وعليك ُم السال ُم‪..‬بابا ُ‬
‫نحن مسافران لتهنئة خالك أسامة بنجاحه وعودته إلى‬
‫أرض الوطن بالسالمة‬
‫مروان ‪ :‬هل أصبح طيارا ‪..‬‬
‫األم ‪ :‬لقد أصبح مهندس طيران وليس طيارا ً‬

‫مروان ‪ :‬أنا سأ صبح طيارا ً ‪..‬وسوف أقود طائرة ركاب كبيرة أطير بها فوق الجبال‬
‫والبحار‪..‬‬
‫األم ‪ :‬إن شاء هللا ‪...‬‬
‫األب ‪ :‬عمك قد نال ما يتمناه بالعمل والدراسة وليس بالكالم‬
‫مروان ‪ :‬وأنا أيضا سأعمل وأدرس ‪..‬‬

‫‪8‬‬
‫األم ‪ :‬سنرى‬
‫سارة ‪ :‬متى ستعودان ؟‬
‫األب ‪ :‬بعد غد إن شاء هللا ‪...‬‬
‫األم ‪( :‬تتجهز للرحيل ) اعتنيا بالبيت في غيابنا وتعاونا مع بعضكما ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬حاضر‬
‫سارة ‪ :‬حاضر‬
‫( األب يعطي مروان ورقة )‬
‫مروان ‪ :‬ما هذا ؟‬
‫األب ‪ :‬هذه واجباتك أثناء غيابنا‬
‫األم ‪( :‬تعطي سارة ورقة ) وهذه واجباتك يا سارة‬
‫األب ‪ :‬اقرأ ما عليك من واجبات يا مروان‬
‫مروان ‪ :‬أوال حل وحفظ واجباتي المدرسية ‪..‬‬
‫طبعا ‪.‬طبعا سأحلها ‪..‬‬
‫ثانيا ‪..‬شراء الخبز والدواء لجدي ‪...‬‬
‫ثالثا االتصال ببائع الغاز لتبديل اإلسطوانة‬
‫الفارغة‪ ..‬ورقم البائع ‪264783....‬‬

‫رابعا ‪..‬وضع الطعام والماء لريشو ‪(..‬يتوقف )‬


‫األب ‪ :‬مابك ؟‬
‫مروان ‪( :‬وكأنه قد فطن ) لدي امتحان رياضيات يوم الثالثاء القادم‬
‫األب ‪ :‬غدا عطلة ‪..‬ويمكنك الدراسة اليوم وغدا ‪...‬هناك وقت جيد وكاف للتحضير‬
‫‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬وعندي وظائف كثيرة ‪..‬‬
‫األم ‪ :‬تستطيع ‪...‬‬
‫‪9‬‬
‫المهم أن تنظم وقتك ‪...‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫مروان ‪( :‬غير قانع ) حاضر ‪..‬‬
‫عليك أن تفعلي ِّه في غيا ِّبنا يا سارة‬
‫ِّ‬ ‫األم ‪ :‬اقرئي ما‬
‫( سارة تقرأ ومروان ينظر في ورقته )‬
‫بس في الغسالة ثم نشرها على الشرفة‬ ‫سارة ‪ :‬حف ُ‬
‫ظ واجباتي ‪ .‬وض ُع المال ِّ‬
‫تنظيف المطبخ ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ترتيب غرفتي –‬
‫ُ‬ ‫–‬
‫( نسمع صوت سيارة األجرة ويرن الهانف الخلوي مع األب )‬
‫االب ‪ ( :‬وهو يرد ) نحن قادمان يا زكريا ‪(.‬لألم) لقد جاء السائق هيا ‪..‬‬
‫(سارة تساعد أبويها في حمل الحقائب وتغادر خلفهم ‪...‬مروان يبحث‬
‫هنا وهناك على (اآلي باد) يعثرعليه أخيرا ً يتمدد على الديوان ويبدأ اللعب‬
‫‪...‬نسمع بصوت مرتفع أصوات االنفجارت والدبابات ‪...‬ينغمس مروان‬
‫في اللعبة ‪ ..‬نرى ما يلعبه على الشاشة المنصوبة في صدر المسرح‬

‫الببغاء ‪ :‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬أنا جائع ‪..‬أنا جائع ‪...‬أنا جائع ‪..‬‬
‫(مروان ال يسمع فاألصوات قوية )‬
‫(يرفع صوته) أنا جائع ‪..‬أنا جائع ‪..‬أ‪ ،‬جااااااااائع أال تسمع ‪..‬‬
‫(يتعرض مروان للخسارة في اللعبة ونرى ذلك على الشاشة )‬
‫‪( :‬بغضب ) اسكت ‪..‬اسكت‪..‬لقد جعلتني أخسر اللعب يا ريشو‬ ‫مروان‬
‫( يتابع اللعب ‪...‬تدخل سارة )‬
‫سارة ‪ :‬ماذا تفعل ؟‬
‫مروان ‪ :‬أتسلى بلعبة (وورلد أوف تانك )‪...‬لقد حطمت ‪..‬تسع دبابات للعدو لكن‬
‫ريشو جعل دبابتي تحترق‬

‫‪10‬‬
‫ْ‬
‫واغسل يديك‬ ‫سارة ‪ :‬هيا بد ْل تيابك‬
‫مروان ‪ ..:‬فيما بعد ‪ ..‬فيما بعد‪ ...‬أنا جائ ٌع اآلن ‪..‬أرجوك ‪..‬جهزي لنا الغداء‬
‫يا أختي العزيزة‪...‬‬
‫سارة ‪ :‬سأبدِّل ثيابي أوال ‪(...‬تخرج سارة )‬
‫الببغاء ‪ :‬أنا جائع ‪..‬أنا جائع ‪..‬‬
‫مروان ‪ ( :‬وهو يتابع اللعب ) قلت لك فيما بعد‪ ..‬فيما بعد ‪..‬أال تفهم ؟‬
‫الببغاء ‪ :‬أنا جائع وعطشان أيضا ‪..‬‬
‫(غاضبا) لقد جعلتني أخسر اللعبة مرة ثانية‪....‬سأعاقبك‪..‬‬ ‫مروان ‪:‬‬
‫( يحمل القفص ويخرج به ويضعه على الشرفة ثم يعود ويتابع اللعب‬
‫في اآلي باد ‪ ..‬تدخل سارة )‬
‫سارة ‪ :‬أين ريشو؟‬
‫مروان ‪ :‬لقد عاقبت ُه ووضعته على الشرفة ‪ ..‬إنه ثرثار ‪..‬لقد جعلني أخسر مرتين ‪...‬‬
‫سارة ‪ :‬هل وضعت له الطعام والماء ؟‬
‫مروان ‪ :‬ضعيهما أنت ‪.‬‬
‫سارة ‪ :‬هذه مسؤوليتك ‪...‬‬
‫مروان ‪( :‬وهو يلعب ) مسؤوليتي‬
‫‪ :‬طبعا ‪..‬هل نسيت ورقة الواجبات ؟‪...‬أين هي ؟‬ ‫سارة‬
‫مروان ‪( :‬يبحث عنها ) ال أدري أين وضعتها ؟ ‪..‬سأجدها ‪.‬سأجدها‪..‬‬
‫أرجوك يا أختي العزيزة جهزي لنا طعام الغداء اآلن ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬تعال وساعدني ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬تحضير الطعام من واجب البنات ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬واللعب والكسل من واجب الصبيان ‪..‬تعال وساعدني‬
‫مروان ‪ :‬أرجوك يا أختي الغالية ‪..‬أنا متعب اآلن‪...‬سوف أساع ُدك في تحضير‬
‫‪11‬‬
‫العشاء ما رأيك ‪..‬؟‬
‫( تدخل سارة المطبخ مرغمة ويتابع مروان اللعب ‪..‬يرن الهاتف ويكون‬
‫الجد على الخط‪...‬يتلكأ مروان في الرد وهو يلعب ‪.‬ثم يرد أخيرا )‬
‫أهال جدي ‪...‬‬
‫ص ‪.‬الجد ‪ :‬ماذا تفعل ؟‬
‫مروان ‪ :‬أنا‪..‬أنا ‪...‬سوف أساعد أختي في تحضير الغداء ‪..‬‬
‫ص ‪ .‬الجد‪ :‬ومتى ستجلب لي الدواء والخبز ‪...‬‬
‫مروان ‪ :‬أنا مشغول اآلن يا جدي ‪..‬بعد ساعتين ‪...‬ما رأيك ؟‬
‫ص ‪ .‬الجد ‪ :‬ال بأس ‪..‬ال تتأخر ‪..‬مع السالمة ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬مع السالمة‬
‫( تدخل سارة وهي ترتدي مريوال ‪)...‬‬
‫سارة ‪ :‬تفضل ‪..‬‬
‫( يسرع باتجاه المطبخ ‪..‬وهو يحمل اآلي باد )‬
‫( صوت الساعة الكبيرة‪ .‬تشير معبرة عن مرور بعض الوقت ‪..‬‬
‫إطفاء‪...‬إضاءة )‬
‫( مروان يدخل إلى المسرح وهو يمسح يديه بمنديل ويضعه في جيبه‬
‫ثم يعود كما هوويستلقي على الديوان ويتابع اللعب ‪ ..‬تدخل سارة )‬
‫ْ‬
‫تغسل يديك بعد ؟‬ ‫سارة ‪ :‬ألم‬
‫مروان ‪ :‬لقد مسحتُهما بالمنديل‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬هذا ال يكفي‬
‫مروان ‪ :‬أتريدين أن تعلميني أصول النظافة ‪...‬سا محك هللا ‪..‬‬
‫تنظيف المائدةِّ وغس ِّل الصحون‬
‫ِّ‬ ‫سارة ‪ :‬تعال وساعدْني في‬

‫‪12‬‬
‫مروان ‪ :‬أنا متعب ‪...‬أرجوك اتركيني اآلن ‪..‬‬
‫( سارة تتجه نحو المطبخ ‪..‬يناديها )‬
‫مروان ‪ :‬سارة ‪..‬سارة ‪..‬أريد كأسا كبيرا من الشاي ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬تعال وحضره بنفسك‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬أرجوك لدي واجبات كثيرة وامتحان رياضيات ‪...‬وال أستطيع الدراسة‬
‫دون‬
‫كأس من الشاي ‪..‬أنت بارعة في تحضير الشاي ‪..‬والقهوة أيضا ‪..‬هكذا‬
‫تقول‬
‫أمي‪...‬اسأليها ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬حاضر ‪..‬على شرط‬
‫مروان ‪ :‬ما هو ؟‬
‫سارة‪ :‬أن تبدأ الدراسة‬
‫مروان ‪ :‬طبعا سأبدأ الدراسة ‪..‬بعد قليل‬
‫( تدخل سارة المطبخ ثم تعود بسرعة )‬
‫ُ‬
‫الغاز قد ن ِّفد‪ ...‬أخبْر بائع الغاز‬ ‫سارة ‪:‬‬
‫مروان ‪ :‬ما هذا الحظ السيء !‬
‫سارة ‪ :‬اتركنا من الحظ السيء اآلن واتصل ببائع الغاز‬
‫مروان ‪ :‬هل هذا واجبي ؟‬
‫سارة ‪ :‬طبعا ‪...‬‬
‫مروان ‪ :‬هل أنت متأكدة ‪..‬؟‬
‫سارة ‪ :‬متأكدة ‪..‬هيا اتصل به ‪..‬‬
‫سأخبرهُ فيما بعد ‪..‬دعيني اآلن‪..‬‬
‫ُ‬ ‫مروان ‪:‬‬
‫سارة ‪ :‬هذه مهمتُك كما أوصاك أبي‪..‬هل نسيت ؟‬

‫‪13‬‬
‫سأخبره فيما بعدُ‪...‬دعيني اآلن‪..‬‬
‫ُ‬ ‫مروان ‪ :‬الورقة ضائعة وفيها الرقم ‪...‬‬
‫( يرن جلس الباب )‬
‫سارة ‪ :‬افتحْ الباب يا مروان‬
‫مروان ‪ :‬افتحيه أنت ‪..‬‬
‫ص‪.‬سليمان ‪ :‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬‬
‫مروان ‪( :‬بفرح وحماس ) إنهم رفاقي ‪.‬‬
‫( مروان يسرع اآلن ويفتح الباب بحماس وهو مندهش )‬
‫( يدخل األطفال علي ‪ ،‬سمير‪ ،‬حسن ‪ ،‬سليمان ‪ ،‬وهم في ثياب فريق‬
‫كرة وعلي يحمل الكرة )‬
‫ْ‬
‫نسيت ؟‬ ‫الحمر‪.‬هل‬
‫ِّ‬ ‫ع يا مروان‪ ...‬لدينا مباراة ٌ اليوم مع فري ِّ‬
‫ق النسور‬ ‫علي ‪ :‬هيا أسر ْ‬
‫ويجب أن نهزمه ُم اليوم‬
‫ُ‬ ‫الشهر الماضي‬
‫ِّ‬ ‫حسن ‪( :‬يشجعونه ) لقد هزمونا في‬
‫سمير ‪ :‬أنت حارس مرمانا الوحيد ‪..‬‬
‫سارة ‪( :‬توبخهم ) كيف تدخلون هكذا بأحذي ِّتكم الوسخة ؟‬
‫علي ‪ :‬اطمئني ‪..‬سنخرج‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬أنا سأنظف األرض‪..‬هل أنت مسرورة ؟‬
‫سارة ‪ :‬أنت !‬
‫مروان ‪ :‬طبعا أنا‬
‫سارة ‪!! :‬متى ؟‬
‫مروان ‪ :‬بعد أن أعود من المباراة ‪...‬‬
‫سارة ‪( :‬بدهشة ) وهل ستذهب معهم ؟!‬
‫مروان ‪ :‬طبعا ً‪..‬هل تريدينهم أن يخسروا المباراة ‪...‬هذا عيب ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬ودواء جدك ‪...‬والغاز‪..‬؟‬

‫‪14‬‬
‫مروان ‪ :‬فيما بعد ‪..‬فيما بعد ‪...‬‬
‫سارة ‪ :‬والواجباتُ وامتحان الرياضيات ؟‬
‫مروان ‪ :‬هو ‪..‬هو ‪....‬قلت لك فيما بعد ‪...‬ما زال هناك وقتٌ طويل‪..‬طويل‪..‬‬
‫سارة ‪( :‬تسأل رفاق مروان ) أليس لديكم امتحان ؟‬
‫علي ‪ :‬كال ‪..‬امتحاننا في األسبوع القادم‬
‫مروان ‪ :‬رفاقي من الفصل الثاني ‪..‬ياليتهم كانوا في فصلي ‪..‬‬
‫ننتظرك في الخارج‬
‫ُ‬ ‫(وهم يخرجون ) أسر ْ‬
‫ع يا مروان نحن‬ ‫أحمد ‪:‬‬
‫( مروان يسرع الى غرفتة وبسرعة كالبرق يخرج وقد ارتدى لباس‬
‫حارس‬
‫المرمى وهو يجري بعض التمارين ويمازح أخته بالكرة ‪ ..‬سارة تغضب‬
‫‪،‬‬
‫يخرج مروان ‪ ،‬سارة تعود باتجاه المطبخ لترتيبه)‬
‫(إضاءة خفيفة)‬
‫( على يمين المسرح تظهر شاشة كبيرة يُعرض عليها مباراة بين فريق مروان‬
‫وفريق الخصم المسمى النسور الحمر وهم يلعبون الكرة بحماس‪...‬مشاهد مختلفة‬
‫ومروان هو حارس المرمى يتلقى هدفا ويلومه أصدقاؤه على ذلك ‪.‬‬
‫لقطة أخرى لالعب ضخم من فريق النسور الحمر اسمه حميد الحوت ينفرد‬
‫بالمرمى ’مروان يحاول إيقافه فيتعرض للسقوط ويتلقى هدفا ً آخر وينهض مروان‬
‫وهو يعرج ‪..‬يستمر اللعب )‬

‫( إطفاء)‬

‫‪15‬‬
‫المشهد الثالث‬

‫(إظالم على المسرح وتسليط الضوء على الساعة الكبيرة – الساعة تتحرك ثالث‬
‫ساعات وتشير إلى السادسة وعشردقائق مساء – إضاءة ‪ .‬يرن الهاتف ويكون الجد‬
‫على الخط ‪ .‬تخرج سارة من غرفتها وهي تحمل كتابا كانت تقرأ به وتجيب على‬
‫الهاتف )‬

‫الخير يا سارة‬
‫ِّ‬ ‫ص الجد ‪ :‬مسا ُء‬
‫أهال ياجدي ‪..‬مساء الخير‬ ‫سارة ‪:‬‬
‫ت حتى اآلن ؟‬
‫ص الجد ‪ :‬أين مروان ‪..‬ألم يأ ِّ‬
‫‪ :‬كال ياجدي‬ ‫سارة‬
‫ص الجد ‪ :‬لقد تأخر الوقت ‪.‬‬
‫‪ :‬أناآسفة يا جدي ألن مروان لم يشتر لك الدواء والخبز‪..‬هل تريد أن‬ ‫سارة‬
‫أشتريهم أنا ؟‬
‫ص‪ .‬الجد ‪ :‬ال تقلقي ياسارة لقد اشتريتهم ‪..‬أخبريني عندما يعود هذا العفريت‬
‫حاضر ياجدي ‪..‬أنا آسفة‪..‬مع السالمة ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪:‬‬ ‫سارة‬
‫( يدخل مروان وهو في حالة سيئة ‪ .‬ثيابه وسخة وهو يعرج وشعره‬
‫منفوش وهو غاضب ألن فريقه قد خسر المباراة )‬
‫مروان ‪( :‬وهو عابس )‬
‫‪ :‬مساء الخير ‪..‬مابك ؟‪......‬لماذا تعرج ؟‬ ‫سارة‬
‫الدب لقد‬
‫ِّ‬ ‫‪ :‬لقد اصطدمتُ مع حميد الحوت أثناء المباراة ‪..‬إنه مث ُل‬ ‫مروان‬
‫أوقعني على األرض ودخلت الكرة ُ في مرماي‬
‫‪ :‬هذا يعني أنكم خسرتُم المباراة ؟‬ ‫سارة‬

‫‪16‬‬
‫ْ‬
‫يمسك خصمهُ جيدا وتسبب في‬ ‫الذنب على سليمان األحمق الذي لم‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫مروان‬
‫تسجي ِّل هدفين‬
‫(سارة تضحك )‬
‫مروان ‪ :‬أنت تضحكين ‪...‬بسيطة ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬أضحكُ على منظرك الغريب‬
‫مروان ‪ :‬سنغلبُهم في المباراة القادمة‬
‫تحزن ‪...‬الرياضةُ رب ُح وخسارة ٌ كما يقولون‬
‫ْ‬ ‫‪ :‬ال‬ ‫سارة‬
‫‪ :‬ال ‪..‬ال الرياضة ربح فقط‪..‬‬ ‫مروان‬
‫اخلع هذ ِّه الثياب الوسخة اآلن واذهبْ إلى الحمام‬
‫ْ‬ ‫‪.. :‬هيا‬ ‫سارة‬
‫آخ ْ‬
‫‪..‬آخ‪..‬فيما بعد‪ ..‬أنا متعب ورجلي تؤلمني ‪..‬دعيني استرحْ‬ ‫‪ْ :‬‬ ‫مروان‬
‫في غرفتي قليال ‪.‬‬
‫‪ :‬ألن تتحمم أو تبدل ثيابك ؟‬ ‫سارة‬
‫‪ :‬قلت لك ‪..‬أنا متعب ‪..‬فيما بعد‪..‬فيما بعد ‪..‬‬ ‫مروان‬
‫( مروان يذهب باتجاه غرفته وهو يئن ويعرج بشكل مبالغ فيه‬
‫( يفطن ) أخ‪..‬لقد نسيت شراء الدواء والخبز لجدي‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬اطمئن لقد اشتراهما بنفسه ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬لماذ يُتعب نفسه ‪..‬كنت أنوي شراءها له‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬متى ؟ ! لقد أصبحت الساعة السادسة والربع اآلن ‪...‬وسوف يح ُّل الظالم‬
‫مروان ‪ :‬كان بإمكانه أن يصبرني حتى الغد ‪..‬سامحك هللا يا جدي‪..‬أنت مستعجل‬
‫دائما‬
‫سارة ‪ :‬اسكت ‪..‬اسكت ‪..‬هل تريده أن يبقى دون خبز ودواء حتى الغد‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬ماذا أفعل ؟ لقد أصيبت رجلي أثناء المباراة ‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫سارة ‪ :‬كان عليك أال تذهب مع أصدقائك ؟‬
‫مروان ‪ :‬أتريدينهم أن يبقوا دون حارس مرمى‬
‫سارة ‪ :‬وماذا نفعهم حارس المرمى ؟‬
‫مروان ‪ :‬سامحك هللا ‪...‬أتشمتين بخسارتنا ‪..‬؟‬
‫سارة ؟ كال ‪..‬المهم أن تكسب اآلن ما تبقى من وقت المتحان الرياضيات ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬معك حق ‪..‬سأدرس ‪...‬سأدرس ‪..‬أخوك شاطر كثيرا في الرياضيات ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬الكالم وحده ال يكفي‬
‫مروان ‪ :‬أنت مث ُل أمي تماما ‪..‬ال يعجبها شيء ‪..‬ادرس ‪..‬ادرس ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬اذهب اآلن ‪..‬أنت تضيع الوقت ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬أريد منك كأس عصير برتقال ‪...‬أنا عطشان ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬حاضر ‪..‬حاضر ‪..‬اذهب إلى غرفتك‪(..‬تتجه نحو الهاتف وتتصل بجدها‬
‫جدي‪...‬مساء الخير‪..‬لقد عاد مروان ‪)..‬‬

‫(إظالم)‬

‫‪18‬‬
‫المشهد الرابع‬

‫( غرفة حسا م ‪..‬غرفة فيها سرير ومكتب وخزانة وهناك ساعة على المكتب‪..‬‬
‫صور على الجدران لالعبي كرة القدم وأبطال أفالم كرتون ‪.‬سيارات رياضية ‪.‬‬
‫كتب مروان منثورة بشكل فوضوي على المكتب واألريكة وثيابه مرمية هنا‬
‫وهناك ‪ .‬يدخل مروان يخلع حذاء الرياضة ويرميه بشكل عشوائي يجلس وراء‬
‫مكتبه ‪..‬ويفتح دفترا صغيرا ويسأل نفسه بصوت مرتفع )‬

‫مروان ‪ :‬دفتر الواجبات اليومية ماذا سأدرس ُ‪..‬؟ماذا سأدرس ‪..‬بم أبدأ ُ يا تُرى ؟‪..‬‬
‫بم أبدأ‪ ..‬؟ بم ستبدأ ُ يا مروان ؟ بم ستبدأ ؟‪(..‬يتناول كتاب اللغة اإلنكليزية )‬
‫سأبدأ ُ بمادة اللغ ِّة اإلنكليزية ‪(..‬يردد )‬
‫ت التالي ِّة ‪ :‬شير – وير‪ -‬ذير –دير‪ -‬مير ‪ -‬كير ‪ -‬شير ‪..‬‬ ‫ْ‬
‫احفظ الكلما ِّ‬
‫أعرف‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪..‬آخ‪ ..‬ليتني‬ ‫يا إلهي إنها متشابهةٌ ‪ ..‬األستاذُ حامد يري ُد تعجيزنا‬

‫ما الفائدة ُ من ِّ‬


‫تعلم هذه اللغ ِّة الغريب ِّة العجيبة ‪ (..‬يرمي الكتاب ويتناول كتاب‬
‫اللغة العربية ويفتحه )‬
‫تعبير ‪.‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫الواجب ‪ :‬موضوعُ‬
‫ُ‬ ‫لغة عربية ‪...‬‬
‫ْ‬
‫وثوان‬ ‫ٌ‬
‫دقائق‬ ‫العمر يا إنسان‬
‫ُ‬
‫فلن يعود ْ‬
‫اآلن‬ ‫ْ‬ ‫والوقتُ ْ‬
‫إن مضى‬

‫واألمم ‪..‬‬
‫ِّ‬ ‫ت في حياةِّ األفرا ِّد‬ ‫ُ‬
‫تتحدث فيه عن أهمي ِّة الوق ِّ‬ ‫اكتبْ موضوعا‬
‫خمس دقائق ‪ْ ..‬‬
‫ولكن فيما بعد ‪...‬‬ ‫ِّ‬ ‫ماهذا الموضوعُ السخيف ؟‪....‬سأكتبُه ُ خالل‬
‫( يرمي كتاب اللغة العربية ‪ )...‬وظيفة علوم‪..‬‬

‫‪19‬‬
‫الواجب ‪..‬ارس ْم جهاز التنفس الموجود في الصفحة الخامسة واألربعين‬
‫ُ‬
‫من كتاب العلوم ‪..‬لكن أين كتاب ا لعلوم ؟‬
‫( يبحث في الحقيبة وعلى الطاولة وهنا وهناك عن الكتاب )‬
‫أنا شاطر في الرسم ولكن ‪.‬أين الكتاب ؟ ‪ ..‬أين ‪(...‬ينادي )‬
‫سارة ‪..‬سارة ‪(...‬تدخل سارة وهي تحمل كاس العصير )‬
‫سارة ‪ :‬ما بك ؟!‬
‫مروان ‪ :‬هل رأيت كتاب علومي ؟‬
‫سارة ‪ :‬كال ‪..‬ابحث عنه‬
‫مروان ‪ :‬لقد بحثت ‪...‬ربما سرقه أحد مني ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬لم يسرقه أحد ‪..‬تذكر جيدا أين وضعته ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬أعيريني كتابك‬
‫سارة ‪ :‬يا لك من ذكي ‪..‬أنا في الصف الخامس وأنت في السادس‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬كنت أمزح معك ‪..‬هأ‪..‬هأ‪..‬هأ‪...‬‬
‫سارة ‪ :‬اترك اللعب اآلن ‪..‬وابدأ في حل الواجبات‬
‫مروان ‪ :‬كيف سأحل واجب العلوم وأنا ال أجد الكتاب ‪..‬؟!‬
‫سارة ‪ :‬هذه مشكلتك ‪..‬‬
‫سارة ‪( :‬تقدم له كأس العصير ) تفضل ‪...‬‬
‫مروان ‪ :‬شكرا ياأحسن أخت في الدنيا ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬أحسن أخت تطلب منك أن تبدأ العمل‬
‫مروان ‪ :‬طبعا ‪..‬طبعا ‪...‬بعد أن أشرب كأس العصير هذا ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬أتريد شيئا ؟‪...‬لدي أعمال وواجبات ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬شكرا ‪...‬شكرا ‪(...‬تغادر سارة )‬

‫‪20‬‬
‫( يشرب قليال من العصير ثم يتناول كتاب الرياضيات ‪).‬‬
‫ٌ‬
‫‪..‬امتحان من الصفح ِّة‬ ‫الرياضيات‬ ‫مروان ‪( :‬يحدث نفسه بصوت مرتفع )‬
‫العاشرةِّ إلى الصفح ِّة أربعين‪..‬يا إلهي !‪..‬ثالثون صفحةً ‪..‬سامحك هللاُ يا‬
‫شاطر‬
‫ٌ‬ ‫أستاذُ عرفان هذا عقوبة وليس امتحان‪..‬ال بأس أنا‬
‫في الرياضيات‪(..‬يفتح الصفحة األولى ‪)....‬‬
‫أوجد ناتج العمليات التالية ‪..‬ماهو أقرب رقم عشري إلى‬
‫األرقام التالية ‪( 65.. 41...38..‬يتثاءب ) ال أستطيع حل أي شيء‬

‫وأنا نعسان سأنا ُم قليال ‪...‬نصف ساعة فقط ‪..‬ال أكثر وال أقل ‪..‬‬
‫( ينام ونسمع شخيره ‪..‬إظالم خفيف ‪..‬موسيقى مناسبة ‪..‬يدخل كتاب اللغة‬
‫اإلنكليزية ويقترب من سرير مروان وهو يناديه )‬
‫كتاب اللغة ‪ ( :‬يغني )‬
‫ْ‬
‫تغرق في المنا ْم‬ ‫ال‬ ‫مروان يا مروان‬
‫فالوقتُ كالحسام‬ ‫ْ‬
‫العمل‬ ‫هيا إلى‬
‫يجري إلى األمام‬ ‫يمضي وال يعو ْد‬
‫السخيف ‪ (..‬يتثاءب مروان ويغني)‬
‫ُ‬ ‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬ابتع ْد ‪..‬ابتع ْد أيها‬ ‫مروان‬

‫ْ‬
‫نعسان‬ ‫دعْني دعْني أنا‬ ‫ْ‬
‫تعبان‬ ‫دعْني دعني أنا‬
‫ْ‬
‫الجيران‬ ‫ُ‬
‫وأسابق ديك‬ ‫أفيق نشطا ً‬
‫وغدا سوف ُ‬

‫( يغادر كتاب اللغة األجنبية ويظهر كتاب اللغة العربية ويطلب‬


‫من مروان أن ينهض ‪) .‬‬
‫وانج ْز عمل ْك‬
‫ِّ‬ ‫تتأخر‬
‫ْ‬ ‫انهض هيا هيا ال‬
‫ْ‬ ‫انهض‬
‫ْ‬

‫‪21‬‬
‫إن لم ْ‬
‫تفعلهُ اآلن اآلن يصبحْ ِّح ْمال يكسر ظهر ْك‬

‫ْ‬
‫نعسان‬ ‫دعْني دعْني أنا‬ ‫ْ‬
‫تعبان‬ ‫دعْني دعني أنا‬ ‫مروان ‪:‬‬
‫وأسابق ديك الجيران‬ ‫وغدا سوف أفيق نشيطا ً‬

‫(يغادر كتاب اللغة العربية ويظهر اآلن كتاب الرياضيات ويقترب‬


‫من مروان ويغني ‪:‬‬
‫ينفع‬
‫نو ُمك ال يجدي أو ْ‬ ‫‪..‬اسمع‬
‫ْ‬ ‫اسمع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫مروان‬ ‫يا‬
‫يرجع‬
‫ْ‬ ‫األنهر ال ال‬
‫ِّ‬ ‫ما ُء‬ ‫كماء النهر‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫الزمن‬ ‫يجري‬

‫مروان ‪ :‬اذهب عني يا كتاب اللغة العربية ‪..‬‬


‫ْ‬
‫نعسان‬ ‫هيا اتركني أنا‬ ‫ْ‬
‫تعبان‬ ‫هيا اتركني أنا‬
‫ْ‬
‫الجيران‬ ‫ُ‬
‫وأسابق ديك‬ ‫وغدا سوف ُ‬
‫أفيق نشيطا‬
‫(يظهر كتاب العلوم )‬
‫اسمع كالمي ْ‬
‫اآلن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مروان‬ ‫مروان ُيا‬
‫ْ‬
‫العميق‬ ‫نومك‬
‫من ِّ‬ ‫اصح يا صديق‬
‫لزمان لتعيش في ْ‬
‫أمان‬ ‫ْ‬ ‫واحرص على ا‬
‫ْ‬
‫مروان ‪ :‬كتاب العلوم !!‪..‬أنت أيضا تريد نصحي‪..‬ألم ْ‬
‫تكن ضائعا‪...‬؟‬
‫كتاب العلوم ‪ :‬لستُ ضائعا ‪...‬أنا موجود تحت السرير‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬تحت السرير! ‪..‬وما الذي تفعله تحت السريريا شرير ؟‬
‫كتاب العلوم ‪ :‬لقد وقعتُ من يدك و نسيتني هناك وها أنا أعود إليك من أجل‬
‫الواجب‬
‫الكتب السخيفةُ ؟!‪...‬جميعك‬
‫ُ‬ ‫لك أيتُها‬
‫مروان ‪( :‬يصرخ ) واجب واجب ‪..‬ماذا جرى ِّ‬

‫‪22‬‬
‫تريدين نصحي ‪..‬اتركيني أسترح ‪..‬أال تفهمين ‪..‬ابتعدي عني ابتعدي‬
‫( يغادر كتاب العلوم غاضبا ‪..‬تسليط اإلضاءة على الساعة الكبيرة‬
‫وهي تدور وتدور حتى تصل إلى التاسعة صباحا ‪..‬تدخل سارة إلى‬
‫غرفة مروان وهي تناديه )‬
‫‪..‬انهض يا مروان ‪..‬إنها التاسعةُ صباحا ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫سارة ‪( :‬بدهشة ) مروان ‪..‬مروان‬
‫ما بك ‪..‬؟‬
‫( مروان ينهض وهو يتثاءب ‪)..‬‬
‫مروان ‪ :‬ماذا ‪!..‬؟ كم الساعة ؟‬
‫سارة ‪ :‬إنها التاسعة ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬صباحا ً ‪..‬أم مساء ؟‬
‫‪ :‬صباحا يا شاطر‪..‬أنظر‪(...‬تريه ضوء النافذة )‬ ‫سارة‬
‫عليك ‪..‬لماذا لم توقظيني ليلة البارحة؟‪..‬‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫الحق‬ ‫مروان ‪ :‬يا إلهي‬
‫سارة ‪ :‬كنت مشغولة ‪..‬لدي واجبات أيضا ‪..‬ظننتُ أنك تدرس ‪..‬لقد سمعتك‬
‫تتكلم كثيرا أثناء الليل ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬كنت أتكلم مع الكتب ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬مع من ؟!‬
‫مروان ‪ :‬ال شيء ‪..‬ال شيء‬
‫سارة ‪ :‬هل وجدت كتاب العلوم ؟‬
‫مروا ن ‪ :‬أعتقد أنه موجود تحت السرير ( يهبط تحت السرير ويخرج الكتاب )‬
‫كيف وصل إلى هنا ؟‬ ‫سارة ‪:‬‬
‫مروان ‪ :‬أعتقد أنه سقط من يدي البارحة أثناء القراءة قبل النوم‬
‫ْ‬
‫أصبحت رجلك اآلن ؟‬ ‫سارة ‪ :‬كيف‬

‫‪23‬‬
‫اإلفطار جاهز ؟‬
‫ُ‬ ‫مروان ‪ :‬ما زالت تؤلمني ‪..‬هل‬
‫سارة ‪ :‬تعال وساعدْني ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬قلتُ ِّ‬
‫لك رجلي تؤلمني‬
‫بيض مسلوق على الفطور‬
‫ٌ‬ ‫سارة ‪ :‬انتب ْه ‪.‬ال يوج ُد شا ٌ‬
‫ي أو‬
‫مروان ‪ :‬لماذا ؟‬
‫الغاز كما أوصاك والدُك‬
‫ِّ‬ ‫ببائع‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫تتصل‬ ‫شاطر ‪..‬ولم‬
‫ُ‬ ‫سارة ‪ :‬ألن الغاز قد ن ِّفد يا‬
‫مروان ‪ :‬سوف أتصل به اآلن ‪..‬أين الهاتف‬
‫سارة ‪ :‬يالك من نشيط ‪...‬أوال رقم بائع الغاز ليس معك‬
‫مروان ‪ :‬سابحث عنه في دليل الهاتف‬
‫اليوم عطلة يا شاطر ‪..‬وبائع الغاز ال يعمل ‪..‬‬ ‫سارة ‪:‬‬
‫مروان ‪ :‬أرايت لقد فعلت ما أستطيع ‪..‬اسبقيني إلى المطبخ‪..‬‬

‫( إظالم )‬

‫‪24‬‬
‫المشهد الخامس‬

‫( الصالة ‪..‬يخرج مروان من المطبخ باتجاه الصالة وهو يحمل شطيرة وعلبة‬
‫عصير‪.‬يأكل دون شهية ‪..‬يجلس ويفتح جهاز التلفاز ويتأمل بشغف أفالم كرتون‬
‫‪..‬ينتهي من طعامه ويرمي العلبة الفارغة بشكل عشوائي ‪ .‬تدخل سارة )‬
‫هللا يا أختي لقد أكلتُ الطعام بارداً‪..‬وحرمتني من الشاي والبيض‪.‬‬
‫مروان ‪ :‬سامح ِّك ُ‬
‫سارة ‪ :‬وهل الذنب ذنبي ؟ ( تقوم بإطفاء جهاز التلفاز بغضب )‬
‫ت التلفاز ؟‬
‫مروان ‪ :‬لماذا أطفأ ِّ‬
‫سارة ‪ :‬لديك واجباتٌ كثيرة ٌ ‪..‬ولم تنجْ ز شيئا ‪...‬هيا‪..‬‬
‫كثير حتى العاشر ِّة ليال ‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫النهار طويال ‪...‬وعندي وقتٌ‬
‫ُ‬ ‫مروان ‪ :‬ما زال‬
‫وأحضر كتبك ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫سارة ‪ :‬الوقتُ ُّ‬
‫يمر بسرعة‪...‬اذهبْ اآلن‬
‫مروان ‪ :‬هل تسا عديني ؟‬
‫بعض الواجبات‬
‫ُ‬ ‫سارة ‪ :‬سوف أساعدُك مع أنه قد بقي لدي‬
‫( يدخل مروان ويحضر الكتب المطلوبة ثم يخرج)‬
‫ضني على‬ ‫ْ‬
‫‪..‬وكانت تح ُّ‬ ‫مروان أتصدقين يا سارة ُ بأن الكتب قد كلمتني أثناء الليل‬
‫الدراسة‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬معها حق ‪..‬‬
‫ب‬
‫التنفس ؟‪..‬وأنا سأقو ُم بواج ِّ‬
‫ِّ‬ ‫بالعلوم ‪..‬مارأي ُِّك أن ترسمي لي جهاز‬
‫ِّ‬ ‫مروان ‪ :‬سأبدأ ُ‬

‫اإلنكليزي ‪..‬‬
‫شاطر ‪..‬هذه وظيفتُك‪..‬أوال ‪.. ..‬وثانيا ‪..‬وقد يأتيك هذا الرس ُم في‬
‫ُ‬ ‫سارة ‪ :‬ال يا‬
‫االمتحان ‪..‬ماذا ستفعل ؟‬
‫ت شاطرة ٌ في التعبير ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬اسمعي ‪..‬لدي فكرة ٌ أخرى‪ ..‬أن ِّ‬
‫التعبير إنه سهل عن الوقت ‪..‬‬
‫ِّ‬ ‫ما رأي ُِّك أن تكتبي عني موضوع‬

‫‪25‬‬
‫وأنا سأقو ُم ببقي ِّة الواجبات ؟‬
‫ب عنك ‪(...‬تتركه وتغادر )‬
‫سارة ‪ :‬ال‪..‬ال‪..‬اسمع ‪...‬لن أكتب أي واج ٍ‬
‫مروان ‪ ( :‬يتصنع الغضب )ال بأس ‪..‬ال أري ُد مساعدة أحد ‪..‬أنا سأفع ُل ك َّل شيءٍ‬
‫بنفسي ‪.‬وسأبدأ ُ بدراس ِّة الرياضيات ‪(..‬يخرج كتاب الرياضيات بغضب)‬
‫مذاكرة رياضيات من الصفحة عشرة حتى الصفحة أربعين ‪..‬‬
‫يا إلهي إنها ثالثون صفحة ‪..‬ال بأس ‪...‬أوجد ناتج العمليات التالية ‪..‬‬
‫( ينادي ) سارة ‪..‬سارة ‪..‬سارة ‪..‬‬
‫سارة ‪( :‬تدخل سارة وهي تحمل كتابا وقلما ‪..‬وكأنها كانت تدرس ) ماذا تريد‬
‫مروان ‪ :‬سأبدأ بالتحضير المتحان الرياضيات ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬ال بأس ‪..‬المهم أن تبدأ ‪...‬‬
‫مروان ‪ :‬أريد كأسا ً من عصير الجزر ‪..‬لقد سمعت بأن الجزر ينشط العقل على‬
‫ويساعد الذهن في حل مسائل الرياضيات‬
‫سارة ‪ :‬ولكني أدرس ولم أنجز واجباتي كلها بعد‬
‫مروان ‪ :‬أرجوك ‪..‬أال تريدينني أن آخذ درجة ممتازة‬
‫سارة ‪ :‬ال بأس سأحضر لك عصير الجزر (تتجه نحو المطبخ )‬
‫( يُخرج مروان كتاب الرياضيات يرن جرس الباب ونسمع صوت‬
‫سليمان )‬
‫ص‪ .‬سليمان ‪ :‬مروان ‪..‬مروان‪...‬‬
‫ص ‪ .‬علي ‪ :‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬هذا علي ‪..‬‬
‫(يسرع مروان ويفتح الباب ‪..‬يدخل رفاقه علي ‪ -‬سليمان – سمير‪-‬‬
‫حسن – أحمد )‬

‫‪26‬‬
‫علي ‪ ( :‬بحماس ) هيا ‪..‬هيا بسرع ٍة ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬إلى أين ؟‬
‫حسن ‪ :‬إلى مدينة األلعاب ‪..‬هيا أسرع ‪..‬‬
‫(تدخل سارة وهي تحمل كأس عصير الجزر )‬
‫سارة ‪( :‬بغضب ) وماذا سيفعل بمدينة األلعاب ؟‬
‫سليمان ‪ :‬وماذا يفعلون بمدينة األلعاب ‪...‬هأ‪..‬هأ‪...‬هأ‪..‬‬
‫علي ‪ :‬بحماس ) لقد أحضروا سيارات جديدة ً وألعابا ً كهربائيةً ممتعةً ‪..‬هيا بسرعة‬
‫سارة ‪ :‬اتركوه ‪..‬لديه واجباتٌ كثيرة ٌ‬

‫سمير ‪ :‬لن نغيب طويال‪..‬ساعة واحدة فقط‬


‫علي ‪ :‬هيا بسرعة ‪...‬ماذا قررت ؟‬
‫سأذهب معكم طبعا ً‬
‫ُ‬ ‫مروان ‪:‬‬
‫سارة ‪ :‬والدراسة وامتحان الرياضيات ؟!‬
‫مروان ‪ :‬ما زال هناك وقتٌ كثير ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬ستأتي ُمتعبا ً كما جئت البارحة‬
‫مروان ‪ :‬ال ال ‪..‬سأعو ُد نشيطا و سعيدا أيضاً‪..‬وسوف ترين ‪:‬كيف ألته ُم الكتب‬
‫التهاما ‪..‬‬
‫ننتظرك في الخارج‪..‬هيا أسر ْ‬
‫ع وال تتأخر ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أحمد ‪ :‬نحن‬
‫سليمان ‪ :‬ال تنس إحضارالنقود ‪....‬‬
‫لعاب كثيرة ٌ ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫حسن ‪ :‬األ‬
‫( يغادرون ‪..‬يسرع مروان فرحا إلى غرفته ناسيا تعبه ‪ ..‬تجلس سارة‬
‫حزينة وهي ال تدري ماذا ستفعل ‪.‬تضع كوب العصير على ا لطاولة‬
‫‪..‬يخرج مروان من الغرفة بسرعة وهو يتابع ارتداء ثيابه ‪..‬ثم يعد نقوده‬

‫‪27‬‬
‫بسرعة ويرتشف من العصيربسرعة )‬
‫مروان ‪( :‬ألخته )هل يمكنُ ِّك أن تقرضيني بعض الما ِّل يا أختي العزيزة‬
‫‪ :‬آسفة ‪..‬‬ ‫سارة‬
‫مروان ‪ :‬دين ‪....‬سأر ُّدها لك في أقرب وقت عندما آخذ مصروفي من أبي ‪...‬‬

‫سارة ‪ :‬آسفةٌ ‪..‬أنا أد ُ‬


‫خر المال ألشتري حاسوبا‬
‫لك من بخيلة ( يعود مسرعا وغاضبا باتجاه الداخل ثم يخرج ومعه‬
‫مروان ‪ :‬يا ِّ‬
‫حصالة نقود وهو يخرج جميع النقود منها )‬
‫سارة ‪ :‬ماذا تفعل ؟‬
‫مروان ‪ :‬هذه نقودي‬
‫سارة ‪ :‬أعرف ولكنك تجمعها لشراء حاسوب أيضا‬
‫مروان ‪ :‬سأجمع غيرها ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬أتريد صرف النقود على األلعاب ‪..‬؟!‬
‫مروان ‪ :‬هذه نقودي وأنا حر بها‬
‫(نسمع صوت رفاق مروان وهم يستعجلونه ‪..‬يغادر مروان وسارة تنظر‬
‫إليه بتأثر تذهب إلى غرفتهاثم تعود ومعها كتاب تقرأ فيه ُ‪..‬تغادر‬
‫‪..‬إطفاء‪)..‬‬
‫(تسلط بقعة ضوء على الساعة ‪...‬العقارب تسير مسرعة‪..‬يسلط الضوءعلى‬
‫الشاشة البيضاء حيث نرى مروان ورفاقه يدخلون مدينة األلعاب ‪...‬لقطات‬
‫لهم وهم يرتادون لعبة السيارات الكهربائية ويصدمون بعضهم‪..‬لقطات لهم‬
‫وهم يركبون األحصنة الدائرة ‪..‬‬
‫الساعة تشير إلى الثالثة ‪ ..‬إطفاء عام ‪.. .‬إضاءة ‪.‬يدخل الجد وهو يحمل‬
‫كيسا فيه طعام ‪..‬ينادي )‬

‫‪28‬‬
‫الجد ‪ :‬سارة ‪..‬سارة ‪..‬مروان ‪..‬مروان‪(...‬تدخل سارة )‬
‫سارة ‪ :‬أهال ياجدي العزيز ( تقبل جدها )‬
‫أعرف أنكم تحبون السمك‬
‫ُ‬ ‫الجد ‪ :‬أحضرتُ لكما طعام الغداء ‪...‬سمكا ً مشويا ً ‪..‬أنا‬
‫وخاصةً العفريت مروان‪..‬أين مروان ؟‬
‫غير موجود‬
‫سارة ‪( :‬بحزن ) مروان ُ‬
‫الجد ‪( :‬بدهشة ) أين هو ؟ !‬
‫سارة لقد خرج مع رفاقِّه منذُ العاشرةِّ ولم يع ْد حتى اآلن ‪.‬‬
‫الجد ‪( :‬بقلق ) وأين ذهبُوا‬
‫سارة ‪ :‬قالوا بأنهم سيذهبون إلى مدين ِّة األلعاب‬
‫الجد‪ :‬إنها الثالثة بعد الظهر‬
‫سارة ‪ :‬لقد نصحت ُه بعدم الذهاب ‪..‬ولكنه أصر ‪..‬أنا قلقة ‪..‬يا جدي ‪..‬‬
‫ت جائعة ؟‬
‫الجد ‪ :‬اطمئني ‪..‬سيعود ‪..‬ألس ِّ‬
‫سارة ‪ :‬نعم يا جدي ‪...‬ولكن سننتظر مروان‬
‫الجد ‪ :‬هل أنهيت واجباتك ‪..‬؟‬
‫سارة ‪ :‬نعم يا جدي ‪..‬بقي علي حفظ أبيات في حب اللغة العربية‬
‫الجد ‪ :‬أسمعيني إياها ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬قال الشاعر حليم دموس في اللغة العربية‬
‫سارة ‪ :‬ال تل ْمني في هواها ‪..‬‬
‫الجد ‪ ( :‬يكمل بفرح ) أنا ال أهوى سواها‬
‫نفس وتمشت في دماها ‪..‬‬ ‫ْ‬
‫نزلت في كل ٍ‬
‫سارة ‪ :‬أتعرفها يا جدي ؟‬
‫الجد ‪ :‬نعم وأحفظها منذ الصغر ‪...‬أنا أحبُّ اللغة العربية‬

‫‪29‬‬
‫سارة ‪ :‬ألهذا صرت صحفيا يا جدي ؟‬
‫الجد ‪ :‬نعم ‪..‬وهناك سبب آخر ‪(..‬ممازحا) أتعرفين ماهو ؟‬
‫سارة ‪ :‬ماهو ؟‬
‫الجد ‪ :‬جدتك رحمها هللا كانت صحفية أيضا ‪(..‬يضحك )‬
‫سارة ‪( :‬تضحك ) اآلن عرفت ‪...‬‬
‫الجد ‪ :‬إنها تشب ُهك كثيرا‬
‫سارة ‪ :‬إذن لقد كانت جميلة مثلي (يضحكان )‬
‫الجد ‪ :‬أخبريني يا سارة ‪..‬بم تحلمين أن تكوني في المستقبل‬
‫سارة ‪ :‬أ حلم أن أكون طبيبةً أطفال‬
‫الجد ‪ :‬لألطفال فقط ‪..‬وأنا ‪..‬ألن تعالجيني إذا مرضت ؟‬
‫سارة ‪ :‬طبعا يا جدي ‪..‬أمدك هللا بالصحة والعافية ‪..‬‬
‫الجد ‪ :‬وهل ستأخذين أجرا مني ؟‬
‫سارة ‪ :‬طبعا ‪...‬‬
‫الجد ‪ :‬يا لك من طماعة ‪..‬وما هي األجرة ؟‬
‫سارة ‪ :‬حكاية ‪...‬نعم تروي لي حكاية فقط‪..‬‬
‫الجد ‪( :‬ينظر إلى الساعة ) ال بأس ‪...‬تعالي سأرويها لك منذ اآلن ونحن نأكل‬
‫السمك‪.. ..‬سنتركُ لمروان حصته ‪.‬‬
‫سارة ‪ :‬والقصيدة‪...‬‬
‫الجد ‪ :‬أساعدك في حفظها أيضا ‪..‬هيا‬
‫( يدخالن المطبخ ‪...‬إظالم ‪..‬ثم تظهر الشاشة ونرى لقطات لمروان ورفاقه‬
‫وهم مشغولون تما ما في مدينة األلعاب ‪..‬إنهم يركبون الناعورة الكبيرة‬
‫يهبطون إطفاء الشاشة الساعة تشير إلى الرابعة ‪)..‬‬

‫‪30‬‬
‫(يخرج الجد وسارة من الداخل ‪..‬والجد يستعد للذهاب )‬
‫سارة ‪ :‬إلى أين يا جدي ؟‬
‫سأذهب إلى صالة العصر في المسجد ثم‬
‫ُ‬ ‫الجد ‪( :‬ينظر إلى الساعة ) إنها الرابعة‬
‫البيت فلدي مقالة يجب أن أرسلها للصحيفة‬
‫سارة ‪ :‬أال تتوقف عن العمل يا جدي ؟‬
‫الجد ‪ :‬لدي أشياء كثيرة أريد أن أنجزها يابنتي ‪...‬والوقت ال ينتظر‬
‫سارة ‪ :‬كم عمرك يا جدي ‪..‬؟‬
‫الجد ‪ :‬أنا في السبعين ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬أرجو لك طول العمر يا جدي‬
‫الجد ‪ :‬ال تنظري إلى عمر اإلنسان يا جدي بل انظري إلى ما حققه في‬
‫حياته ‪(..‬يتجه نحو الباب )‬
‫سارة ‪ :‬مع السالمة ‪.‬‬
‫الجد ‪ :‬اتصلي بي عندما يعو ُد مروان‬
‫سارة ‪ ( :‬تردد أبيات القصيدة كما أوصاها الجد ثم تدخل المطبخ ‪..‬‬
‫يدخل مروا ن مرهقا متعبا وقد اتسخت ثيابه وهويعرج كالعادة )‬
‫سارة ‪ ( :‬تدخل ‪..‬غاضبة ) وأخيرا عدت ‪..‬حمدا هللِّ على سالم ِّتك‬
‫أستمتع بها كلها‬
‫ْ‬ ‫مروان ‪ :‬يا سالم ‪..‬ألعاب رائعة ‪..‬ولكني لم‬
‫سارة ‪ :‬لماذا ؟‬
‫ْ‬
‫نفدت مني ‪..‬آخ ‪..‬هل تصدقين أنني ركبت قطار الرعب ثالث‬ ‫مروان ‪ :‬النقو ُد قد‬
‫مرات ولم أخف ‪....‬سليمان صار يصرخ كاألطفال الصغار ‪...‬أخرجوني‬
‫‪..‬أخرجوني‪(....‬يهمس ) لقد بال على نفسه ‪.‬ياهللا ‪..‬كم ضحكنا ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬هل تعني بأنك صرفت جميع نقودك هناك ‪..‬‬

‫‪31‬‬
‫مروان ‪ :‬في الحقيقة نعم ‪....‬وأنا أموت من الجوع اآلن‬
‫سارة ‪ :‬ألم تأكلوا هناك شيئا ؟‬
‫مروان ‪ :‬سندويش ‪...‬ولكن السندويشة هناك بحجم اإلصبع وال تشبع عصفورا‪..‬‬
‫ْ‬
‫وتناولها‬ ‫ْ‬
‫‪..‬ادخل‬ ‫سارة ‪ :‬ترك لك جدُك سمكةً كاملةً‬

‫مروان ‪ :‬هل جاء جدي ؟!‬


‫سارة ‪ :‬طبعا ‪..‬وكان قلقا عليك‬
‫مروان ‪ :‬وهل أخبر ِّته أنني في مدينة األلعاب‬
‫سارة ‪ :‬طبعا ‪..‬‬
‫سامحك هللا ‪..‬سوف يغضب مني‬
‫ِّ‬ ‫مروان ‪:‬‬
‫سارة ‪ :‬وهل تريدني أن أكذب ؟‬
‫مروان ‪ :‬كان يمكن أن تقولي له مثال‪..‬لقد ذهب للمذاكرة عند صديقه ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬قلت لك أنا ال أكذب ‪..‬ادخل وتناول طعامك اآلن‬
‫أكيد‪..‬أرجوك سخنيه لي‬
‫ِّ‬ ‫مروان ‪ :‬الطعا ُم بار ٌد‬
‫سارة ‪ :‬ال يوج ُد غاز‪..‬أنسيت ؟‬
‫( يدخل مروان إلى المطبخ غاضبا ‪..‬نسمع صوت رنين الهاتف ترد‬
‫(سارة ‪)..‬‬
‫‪..‬اطمئن ‪ .‬لقد حضرمروان أخيرا ً ‪..‬إنه يأكل السمكة‪..‬‬
‫ْ‬ ‫سارة ‪ :‬مسا ُء الخير ياجدي‬
‫ص الجد ‪ :‬أتريدون شيئا ‪..‬؟‬
‫سارة ‪ :‬ال ياجدي ‪..‬شكرا ً‬

‫( يخرج مروان من المطبخ ومعه صحن فيه رز وسمك ‪..‬وهو يأكل بال‬
‫شهية)‬
‫سامحك هللا يا أختي ‪..‬أنا آك ُل الطعام باردا ‪..‬أيرضيك هذا ؟ هذه أو ُل مرةٍ‬
‫ِّ‬ ‫مروان ‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫ت يا أمي لتري ما تفعلُه بي سارة‬
‫آك ُل الطعام فيها باردا ‪...‬آه أين أن ِّ‬
‫( ينتهي مروان من األكل ويقدم الصحن الفارغ ألخته )‬
‫‪..‬أرجوك ‪..‬‬
‫ِّ‬ ‫خذيه واغسليه‬
‫سارة ‪ :‬ولماذا ال تغسلُه أنت ؟‬
‫وعلوم‬
‫ٍ‬ ‫ي وظيفةُ إنكليزي وعربي‬ ‫مروان ‪ :‬أنا مشغو ٌل بالدراس ِّة ‪..‬هل نسي ِّ‬
‫ت بأن لد َّ‬
‫بالتمام والكمال‪..‬وتريدينني أن‬
‫ِّ‬ ‫ي مذاكرة ُ رياضيات أيضا‪..‬ثالثون صفحةً‬
‫ولد َّ‬
‫هللا‬
‫أغسل الصحن ‪..‬سامح ِّك ُ‬
‫( تأخذ الصحن وتمضي نحو المطبخ )‬
‫سارة ‪ :‬هيا ‪..‬أرني شطارتك اآلن‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬اطمئني ‪..‬سألته ُم الكتب التهاما ‪..‬وسوف أدرس هنا في الصالون أمامك‬
‫ال تنسي أن تُحضري لي كأسا ً من العصير من أج ِّل أن يتفتح عقلي‬
‫سارة ‪ :‬حاضر ‪..‬سوف نرى ‪(..‬تدخل المطبخ )‬
‫( مروان يدخل إلى غرفته ثم يعود ومعه كومة من الكتب والدفاتر يرميها‬
‫على طاولة ثم يبدأ بالحوار مع نفسه )‬
‫مروان ‪ :‬بم أبدأ ُ ‪.‬بم ابدأ ُ ‪..‬بم ستبدأ ُ يا مروان ‪..‬بم ستبدأ ُ ؟!‪ (..‬يفطن ) سأبدأ ُ باللغ ِّة‬
‫اإلنكليزية ( يخرج الكتاب ‪..‬ويقرأ فيه ‪ )..‬ماهي معاني الكلمات التالية ‪:‬‬
‫‪Fool- tool- call- pool- holl- small-gool‬‬
‫أعرف سوى كلم ِّة جوول ‪..‬سأحف ُ‬
‫ظ البقية فيما بعد‬ ‫ْ‬ ‫يا إلهي لم‬
‫( يرمي كتاب اللغة اإلنكليزية ويتناول دفتر اللغة العربية ‪..‬يقرأ )‬
‫ْ‬
‫وثوان‪...‬‬ ‫ٌ‬
‫دقائق‬ ‫ْ‬
‫إنسان‬ ‫العمر يا‬
‫سخيف‪..‬الوقت ‪..‬الوقت‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫تتحدث فيه عن أهمي ِّة الوقت ‪...‬موضوعٌ‬ ‫اكتبْ موضوعا‬
‫( ينادي أخته )‬

‫‪33‬‬
‫سارة ‪..‬سارة ‪ (...‬تدخل سارة وهي تحمل كأس العصير )‬
‫سارة ‪ :‬تفضل ‪ ..‬نعم ‪..‬ماذا تريد ‪..‬؟‬
‫ت تقولين دائما ‪..‬أنا شاطرة ٌ في مواضيع التعبير ‪..‬صحي ٌح أم ال ؟‬
‫مروان ‪ :‬أن ِّ‬
‫سارة ‪ :‬صحيح‬
‫مروان ‪ْ :‬‬
‫إذن هيا أريني شطارتك وأكتبي لي هذا الموضوع‬
‫سارة ‪ :‬آسفة ‪..‬قلتُ لك هذا واجبُك وأنت تكتبُهُ ‪..‬‬
‫إذن أن ترسمي لي جهاز التنفس ‪..‬إنه بسي ٌ‬
‫ط وسه ٌل ‪..‬وباأللوان ‪..‬‬ ‫مروان ‪ :‬ما رأي ُِّك ْ‬

‫باأللوان أيضا‪...‬ال يا شاطر ‪..‬‬


‫ِّ‬ ‫سارة ‪:‬‬
‫(تضع كأس العصير وتغادر إلى المطبخ ‪)..‬‬
‫لك من أخ ٍ‬
‫ت ظالم ٍة ‪ (..‬يتصنع الغضب ) ال تكلميني بعد اآلن‪...‬‬ ‫مروان ‪ْ :‬‬
‫أخ‪ ...‬يا ِّ‬
‫كلها وحدي ‪..‬‬ ‫ذهب إلى غرفتي وأعم ُل الواجبا ِّ‬
‫ت ِّ‬ ‫ُ‬ ‫سأ‬
‫( يشرب بعض رشفات من العصير ثم يغادر غاضبا إلى غرفته وهو‬
‫يحمل‬
‫الكتب والدفاتر ‪...‬وكأس العصير)‬

‫(إظالم )‬

‫‪34‬‬
‫المشهد السادس‬

‫( غرفة مروان‪..‬مروان يستلقي بثيابه على الديوان والكتب مكومة قربه ‪...‬وكلما‬
‫أمسك بكتاب سرعان ما يبدله بكتاب آخر ‪..‬وأخيرا يشعر بالنعاس فيستلقي على‬
‫السرير وسرعان ما نراه يغرق في النوم ويرى حلما مفزعا فيلوح بيديه وهو‬
‫يصرخ اتركني اتركني ‪..‬تدخل سارة إلى غرفته فتعجب من حالته ‪ .‬توقظه ‪)..‬‬
‫ْ‬
‫استيقظ ‪..‬‬ ‫سارة ‪ :‬مروان‪..‬مروان ‪..‬هيا‬
‫( يستيقظ مروان مرعوبا وهو يلوح بيديه ‪)..‬‬
‫سارة ‪ :‬مابك يا أخي ‪..‬؟‬
‫مروان ‪ :‬أين أنا ؟‬
‫سارة ‪ :‬في البيت ‪...‬‬
‫ألنك أيقظ ِّتني ‪.‬لقد حل ْمتُ بأن طائرا ضخما ً له منقار من نحاس‬
‫ِّ‬ ‫لك‬
‫مروان ‪ :‬شكرا ِّ‬
‫ومخالب حادة فوالذية وهو يالحقُني ثم أمسك بي وطار‪.‬وطار حتى‬
‫ُ‬
‫الصحراء فوق الرمال‪..‬‬
‫ِّ‬ ‫اقترب من الغيوم ثم رماني ‪ ..‬فوقعت في‬
‫ثم انقض نحوي من جديد فاتحا منقاره يريد افتراسي‬
‫فركضتُ وركضتُ في الصحراء والطائر يطاردني ‪..‬حتى وصلت إلى واد‬
‫عميق‪..‬وقبل أن أرمي نفسي فيه أيقظتني ‪..‬شكرا لك ‪..‬‬
‫لماذا شاهدت هذا المنام في رأيك ؟‬
‫سارة ‪ :‬وما يدريني ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬ساستعير من مكتبة جدي كتابا عن تفسير األحالم ‪(.‬يفطن ) يا إلهي !‬
‫سارة ‪ :‬ماذا ؟‬
‫مروان ‪ :‬الطائر الذي رأيته في نومي يشبه الببغاء ريشو‪..‬ولكنه أضخم بكثير ‪..‬‬
‫أعتقد أنه قريب لريشو ‪ ..‬ويريد أن ينتقم مني ‪..‬‬

‫‪35‬‬
‫سارة ‪ :‬لماذا ؟‬
‫مروان ؛ ألنني نسيت وضع الطعام والماء له‬
‫طائر مسكين ‪(..‬تسرع سارة خارجة إلنقاذ الببغاء )‬
‫ٍ‬ ‫سارة ‪( :‬بغضب ) يا له من‬
‫مروان ‪ :‬إنه على الشرفة الشمالية‬
‫سارة ‪ :‬كيف تركتَّه دون طعام وماء‬
‫مروان ‪ :‬نسيت ‪..‬ماذا أفعل ؟لدي واجبات كثيرة ‪..‬سوف أعتذر منه‬
‫سارة ‪ :‬أنا سأتولى أمرالببغاء ‪..‬تابع الدراسة ‪..‬‬
‫( مروان يبدأ بالدراسة وينتقل بسرعة من كتاب إلى آخر ومن دفتر إلى‬
‫آخرهو حائر ‪..‬ثم يبدأ بالنعاس ويتثاءب ‪...‬نسمع صوت ريشو وهو يصرخ‬
‫في الخارج )‬
‫ريشو ‪ :‬سارة ‪..‬سارة ‪.. .‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬رياضيات ‪.‬رياضيات‬
‫يغضب مروان وينادي أخته )‬
‫مروان ‪ :‬سارة ‪..‬سارة ‪(...‬تدخل سارة وهي تحمل القفص وفيه الببغاء ‪)..‬‬
‫مروان ‪ :‬ابعدي هذا الببغاء عني ‪..‬إنه يشوش تفكيري ‪..‬ويمنعني من الدراسة‬
‫ريشو ‪ :‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬رياضيات ‪..‬رياضيات ‪..‬امتحان ‪..‬امتحان ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬اخرس ‪..‬اخرس ‪..‬األفضل أن تغطيه ‪..‬حتى يسكت ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬حاضر ‪(..‬تقوم سارة بتغطية الببغاء )‬
‫مروان ‪ ( :‬يتثاءب ) لحظة ‪..‬أشعر ببعض النعاس ‪..‬أريد عصير ليمون‬
‫(تغادر سارة وهي تحمل القفص‪...‬يفتح كتاب الرياضيات ‪)..‬‬
‫( يقرأ ) طائرة ركاب سرعتها أربع مائة كيلومتر بالساعة ‪..‬طارت‬
‫من لندن في الساعة الخامسة صباحا‪..‬فمتى تصل إلى نيويورك علما بأن‬
‫المسافة بين المدينتين تعادل ‪(..‬يتثاءب ) وما عالقة الرياضيات بالطائرات‬
‫يستلقي ‪...‬ويغفو ‪..‬تدخل سارة وهي تحمل العصير ‪..‬توقظه ‪)..‬‬
‫‪36‬‬
‫سارة ‪ :‬مروان ‪..‬مروان ‪..‬‬
‫شعر بالنعاس الشدي ِّد ‪..‬ماذا أفعل ‪..‬؟‬
‫مروان ‪ :‬أ ُ‬
‫سارة ‪( :‬ينهض بصعوبة ) يا إلهي كيف تنا ُم ولديك ك ُّل هذه الواجبات ؟‬
‫مروان ‪ :‬يقول جدي ‪..‬النوم سلطان‬
‫سارة ‪ :‬ويقول ‪...‬الوقت كالقطار ‪..‬إن لم تسرع لركوبه في الوقت المناسب‪..‬‬
‫لن تجد إال حمار الفشل ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬حمار الفشل ‪ !!...‬اسمعي ‪..‬لدي فكرة ٌ رائعةٌ ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬ماهي يا أبا األفكار ؟‬
‫مروان ‪ :‬سأنا ُم اآلن ‪..‬وأستيق ُ‬
‫ظ في الرابع ِّة صباحا قبل استيقاظ ديكةالجيران‪..‬وعندها‬
‫سألته ُم هذه الكتب التهاما‬
‫سارة ‪ :‬الرابعة صباحا !!‬
‫ويستوعب‬
‫ُ‬ ‫نشاطه‬
‫ِّ‬ ‫الصباح في أعلى‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫يكون في‬ ‫مروان ‪ :‬نعم‪..‬لقد سمعتُ بأن العقل‬
‫الباكر تعاد ُل دراسة اللي ِّل بأكم ِّل ِّه‬
‫ِّ‬ ‫الصباح‬
‫ِّ‬ ‫بسرع ٍة ‪..‬ودراسة ساعة واحدة في‬
‫سارة ‪ :‬لن تستطيع إنجاز ما عليك في ساعات الصباح ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬بل أستطيع‬
‫سارة ‪ :‬وم ْن سيوق ُ‬
‫ظك في الرابعة ؟‬
‫مروان ‪ ( :‬يأتي بساعة منبه ) هذه الساعةُ اللطيفةُ ‪..‬سأض ِّب ُ‬
‫طها عند الرابع ِّة صباحا ً‬

‫( يضبط الساعة ‪..‬ثم يذهب باتجاه السرير ويستلقي ‪ )..‬تصبحين على خير‬
‫خذي فنجان القهوة ‪...‬اسقيه لريشو ‪...‬هأ‪..‬هأ‪..‬‬
‫سارة ‪ :‬ألن تخلع ثيابك ؟‬
‫ب إلى المدرسة مباشرة وال أضي ُع وقتا ً‬
‫مروان ‪ :‬ال ‪..‬ال‪..‬حتى أكون جاهزا للذها ِّ‬
‫األمور السخيف ِّة‪..‬أطفئي النور من فض ِّل ِّك يا أختي العزيزة ‪..‬‬
‫ِّ‬ ‫في هذه‬

‫‪37‬‬
‫( سارة تغادر وهي حزينة ‪..‬مروان يغطي نفسه برداء ‪..‬تخفت اإلضاءة ‪..‬‬
‫في النوم ‪...‬الساعة تدور ‪..‬‬
‫(تدخل اآلن الكتب جميعها وتتجه نحو سرير مروان )‬

‫ْ‬
‫تغرق في المنا ْم‬ ‫ال‬ ‫ْ‬
‫مروان‬ ‫ُ‬
‫مروان يا‬ ‫الكتب ‪( :‬تغني معا )‬
‫فالوقتُ كالسها ْم‬ ‫ْ‬
‫العمل‬ ‫هيا إلى‬
‫يطير لألما ْم‬
‫ُ‬ ‫يمضي وال يعو ْد‬
‫(يقابلها مروان بالتقلب والشخير ويشير إليها كي تبتعد ‪)...‬‬
‫( تيأس الكتب منه فتخرج‪ ..‬يخفت الضوء أكثر ويسلط على الساعة‬
‫تسير العقارب حتى تصل للرابعة صباحا ‪..‬ترن الساعة الصغيرة‬
‫على المكتب وتقفز لكن مروان ال يستيقظ‪.‬وعندما تتابع الساعة رنينها‬
‫يمسك بها مروان ويقذفها بعيدا ‪...‬تبدأ اإلضاءة بالصعود شيئا فشيئا ‪...‬‬
‫تدخل أم مروان ثم األب قادمين من السفر األم تنادي ابنها باستغراب)‬
‫األم ‪ :‬مروان ‪..‬مروان ‪(..‬يتقلب مروان )‬
‫األب ‪( :‬بحزم أكبر ويهزه) مروان ‪..‬مروان ‪(.‬يفتح مروان عينيه تصعقه المفاجأة‬
‫‪...‬ينهض‪...‬وهوال يستوعب ما يجري )‬
‫األم ‪ :‬صباح الخير ‪..‬‬
‫مروان ‪( :‬يلتفت مذعورا ) صباح الخير ‪...‬كم الساعة ؟‬
‫األب ‪ :‬إنها السابعة والربع يا بني ‪..‬‬
‫مروان ‪( :‬وهو مضطرب ) متى عدتما ؟‬
‫األب ‪ :‬اآلن ‪...‬‬
‫مروان ‪ :‬وأنا ‪..‬أين أنا ‪...‬كم الساعة ؟‬

‫‪38‬‬
‫األب ‪ :‬السابعة والثلث ‪...‬‬
‫( يقفز من السريروهو يسرع مضطربا لجمع الكتب والدفاتر وحشوها‬
‫في الحقيبة ‪..‬‬
‫‪ :‬ما بك يا بني ؟‬ ‫األم‬
‫مروان ‪( :‬وهو مضطرب ) ال شيء ‪..‬ال شيء‬
‫األم ‪ :‬هل درست جيدا المتحان الرياضيات ؟ (مروان ال يرد ويتابع استعداده‬
‫للمغادرة )‬
‫األب ‪ :‬أمك تسألك ‪..‬لماذا ال ترد ‪..‬؟‬
‫مروان ‪ :‬ال ‪..‬ال ‪..‬نعم ‪..‬نعم‪..‬اتركوني اآلن أرجوكم ‪(..‬يتجه نحو الباب ‪).‬‬
‫األم ‪ :‬ألن تتناول طعام اإلفطار ؟‬
‫مروان ‪ :‬لقد تأخرت ‪..‬‬
‫األب ‪ :‬ألن تنتظر أختك ‪...‬؟‬
‫مروان ‪ :‬كال ‪..‬كال ‪..‬أنا مشغول ‪..‬مشغول جدا‪..‬جداً‪..‬‬
‫األم ‪ :‬خالك قد أتى لك بهدية تحبها كثيرا‬
‫مروان ‪ :‬ماهي ؟‬
‫األب ‪ :‬ستعرفها عندما تعود ‪..‬المهم أن تأتي اليوم بعالمة جيدة‬
‫(يغادر مروان مضطربا ‪)..‬‬

‫(إظالم)‬

‫‪39‬‬
‫المشهد السابع‬

‫( في الصف ‪..‬ويمكن تجسيد هذا المشهد بوساطة خيال الظل أو بواسطة شاشة‬
‫عرض ‪..‬ونرى ثالثة صفوف من المقاعد ‪..‬وفي كل مقعد طالب ‪..‬والجميع مشغول‬
‫في االمتحان‪..‬مروان يجلس في المقعد األمامي وأمامه ورقته شبه الفارغة وهو‬
‫يكتب ويشطب ويعصر رأسه ويشد شعره ‪..‬بقية الطالب يكتبون ‪...‬المدرس يتجول‬
‫بينهم وهو يراقبهم بحزم ‪.‬صوت تكات الساعة بقوة تسيطر )‬
‫مروان ‪ :‬هل يمكن أن اسأل سؤاالً يا أستاذ ؟‬
‫المدرس ‪( :‬وقد مل من أسئلته ) نعم ‪...‬ماذا تريد ؟‬
‫مروان ‪ :‬السؤال الثاني إجباري أم اختياري ؟‬
‫المدرس ‪ :‬أما زلت في السؤال الثاني ؟ لقد سألتني من قبل ‪..‬‬
‫وقلت لك إجباري ‪..‬أسرع لم يبق سوى خمس دقائق‬
‫ُ‬
‫الزمن بهذ ِّه السرعة ‪..‬؟‬ ‫!غير معقو ٍل يا أستاذ ‪..‬كيف مر‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬خمس دقائق‬ ‫مروان‬
‫ينتظر أحداً‪.‬‬
‫ً‬ ‫يسيربسرعة وال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪..‬الزمن‬ ‫المدرس ‪ :‬طبعا‬
‫مروان ‪ :‬سؤال أستاذ ‪..‬‬
‫المدرس ‪ :‬انتبه ‪..‬هذا هو السؤال األخير ‪..‬األسئلة واضحة‬
‫مروان ‪ :‬ماهي المسافة بين لندن ونيويورك ؟‬
‫المدرس ‪ :‬مكتوبة أمامك ‪...‬خمسة آالف وخمسمائة كيلومتر‬
‫مروان ‪ :‬أنا آسف لم أرها ‪..‬‬
‫( مروان يعود لمحاوالته الفاشلة في اإلجابة ‪...‬ويحاول أن يلتفت‬
‫فيصرخ به المدرس )‬
‫مروان انظر في ورقتك وإال سحبتُها منك‬ ‫المدرس‪: ..‬‬
‫ُ‬
‫ثالث دقائق‪...‬انتبهو ا سأصح ُح أوراق اإلجاب ِّة‬ ‫( يصرخ من جديد ) بقي‬
‫هذا اليوم ‪..‬وسوف تستلمونها في الحص ِّة األخيرة ‪..‬أسرعوا‪..‬‬
‫‪40‬‬
‫( يسلم الطالب أوراقهم للمدرس وال يبقى في الصف سوى مروان ‪..‬‬
‫يقترب منه األستاذ وينظر بدهشة إلى ورقته ‪ )..‬هيا أسر ْ‬
‫ع لقد انتهى‬
‫الوقتُ‬
‫مروان ‪ :‬أرجوك يا أستاذ ‪..‬أال يمكنُك ْ‬
‫أن تعطيني بعض الوقت ‪..‬؟‬
‫المدرس ‪ :‬هذا مستحي ٌل ‪..‬هيا ‪..‬ها ِّ‬
‫ت الورقة ‪..‬الوقتُ قد انتهى ( يسحب المعلم الورقة‬
‫من يد مروان ويتأملها بدهشة ‪ )..‬ماهذا؟! ‪..‬أنت لم تكتبْ شيئا ‪..‬‬
‫األفكار في رأسي بشدة ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫تداخلت‬ ‫أعرف ماذا حدث لي ‪..‬لقد‬
‫ُ‬ ‫مروان ‪ :‬ال‬
‫أشعر أنني متعب ورأسي يؤلمني ‪..‬‬
‫ُ‬
‫المدرس ‪ :‬انتظر ‪..‬ال تذهب ( يصحح الورقة بسرعة ‪ )..‬خ ْذ‪ ..‬خمس درجات من‬
‫ثالثين‪..‬هذا ما تستحقُه فقط‪...‬ما بك ؟ ‪..‬‬
‫مروان ‪( :‬يكاد يبكي ) ال أدري‬
‫المدرس ‪( :‬يوبخه ) هذا أسوأ امتحان تقدمه ‪..‬‬
‫انتب ْه ‪..‬عليك أن توقع ورقتك من والدك ‪..‬وأخبره أن عليه مراجعة‬
‫اإلدارة ‪ ...‬مفهوم ‪...‬‬
‫(وهو مطرق ) مفهوم ‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫حسا م‬
‫( يغادر المعلم وهو يتصفح األوراق ‪..‬يقف مروان حزينا بائسا ‪..‬يسمع‬
‫جرس الفسحة )‬
‫(إظالم)‬

‫‪41‬‬
‫المشهد الثامن‬
‫( األخير )‬

‫( في الصالة‪ ..‬األب يقرأ في صحيفة وأمامه علبتان فيهما جهازا كومبيوتر محمول‬
‫األم تقوم بترتيب بعض األشياء ‪..‬تدخل سارة في ثياب المدرسة ‪..‬تسلم على والديها‬
‫‪..‬تستغرب األم قدومها وحيدة دون أخيها‪)..‬‬
‫أخوك مروان؟‬
‫ِّ‬ ‫األم ؛ أين‬
‫ت معك ؟‬
‫األب ‪ :‬لماذا لم يأ ِّ‬

‫سارة ‪ :‬انتظرتُه طويال أمام با ِّ‬


‫ب المدرس ِّة ‪..‬ولم يخرجْ ‪..‬‬
‫األب ‪ :‬لم يعجبني حاله في الصباح ‪..‬‬
‫األم ‪ :‬أتعرفين ما به يا سارة ؟‬
‫سارة ‪( :‬تتردد )‬
‫األب ‪ :‬ما بك يابنتي ؟‪..‬‬
‫األم ‪ :‬هل تشاجرتما معا ‪..‬؟‬
‫سارة ‪ :‬كال ‪..‬كال ‪..‬‬
‫األب ‪ :‬أخبريني ما به ‪..‬‬
‫(يدخل مروان وهويحمل حقيبته مطرق الرأس خجوال ‪..‬يسلم بخجل وحزن‬
‫ويحاول أن يسرع إلى غرفته‪..‬لكن األب يستوقفه )‬
‫توقف ‪..‬إلى أين ؟‬
‫ْ‬ ‫األب ‪:‬‬
‫( مروان ال يرد ويكاد يبكي)‬
‫األم ‪ :‬مابك يا بني ؟‬
‫مروان ‪ :‬الشيء‬
‫األب ‪( :‬بحزم ) تكلم ‪..‬مابك ؟‬

‫‪42‬‬
‫مروان ‪:‬ال شيء ‪..‬‬
‫األب ‪ :‬ألم يكن لديك امتحان رياضيات اليوم ؟‬
‫مروان ‪ ( :‬بصوت منخفض ) نعم‬
‫األب ‪ :‬هل قدمت االمتحان أم ال ؟‬
‫مروان ‪ :‬قدمت ‪..‬‬
‫األب ‪ :‬أين ورقةُ االمتحان ‪..‬ألم ِّ‬
‫يعط ِّك إياها‬
‫المعلم‬
‫مروان ‪ ( :‬بخجل شديد ) بلى ‪..‬أعطاني إياها ‪..‬‬
‫األب ‪ :‬أخرجْ ها بسرعة‬
‫( يبحث مروان في الحقيبة ‪..‬يبحث ‪...‬وأخيرا يخطف األب الحقيبة يخرجها‬
‫األب يتأملها األب بدهشة وغضب ‪)..‬‬
‫األب ‪ :‬ماهذا يابُني ؟ !‪....‬خمس درجات فقط من ثالثين ‪..‬‬
‫األم ‪ :‬معنى هذا أنك لم تحضر لالمتحان أبدا ‪..‬‬
‫سافرنا ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫( تتأمل الورقة ) لقد و ِّث ْقنا بك حين‬
‫األب ‪( :‬بتأثر ) ماذ أقول لك يابني‪...‬لقد خ ْنت األمانة ‪..‬لن أثق بك بعد اآلن ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬أرجوك يا أبي ‪..‬سامحْ ني‬

‫األب ‪ :‬لقد كان لديك وقتٌ كافٍ للدراس ِّة ‪..‬واللع ِّ‬
‫ب أيضا‬

‫األم ‪ :‬يبدو أنك قد أضعت وقتك كلَّه في اللع ِّ‬


‫ب والله ِّو فقط‬
‫‪..‬أرجوك يا أمي ‪..‬سامحاني ‪..‬لقد أخطأت‬
‫ِّ‬ ‫مروان ‪ :‬أرجوك يا أبي‬
‫ب والله ِّو مع رفاقِّك ‪..‬‬
‫ي ‪..‬أنأ ال أحر ُمك من اللع ِّ‬
‫اسمع يا بن َّ‬
‫ْ‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ض أبدا‪..‬واعل ْم يابني أن الحاضر وما تفعلُهُ‬
‫ولكن وقت الدراس ِّة ال يعو ُ‬
‫اآلن هو الذي يصن ُع مستقبلك ‪..‬‬

‫‪43‬‬
‫القادم ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫االمتحان‬
‫ِّ‬ ‫آسف ‪..‬سوف أصح ُح خطأي في‬
‫ٌ‬ ‫مروان ‪ :‬أنا‬
‫األب ‪ :‬اسمعني جيدا ‪..‬لقد أرسل خالك هذين الحاسوبين ‪..‬واحد لك وواحد ألختك ‪.‬‬
‫ولكنك لن ترى هذا الحاسوب حتى آخر العام ‪..‬حين تحصل على نتائج‬
‫جيدة ‪...‬مفهموم ‪..‬‬
‫مروان ‪( :‬ندم حقيقي ) سأفعل ما في وسعي يا أبي ‪..‬‬
‫(ريشو يصرخ في القفص ‪)..‬‬
‫ريشو ‪ :‬مروان ‪..‬مروان ‪...‬أنا جائع ‪..‬أنا جائع ‪..‬أنا عطشان ‪..‬أنا عطشان ‪..‬‬
‫مروان ‪ :‬حاضر ‪..‬حاضر ‪..‬انتظرني حتى أخلع ثيابي ‪..‬‬
‫ريشو ‪ :‬اآلن ‪..‬اآلن ‪...‬اآلن‪...‬‬
‫مروان ‪ :‬حاضر ‪.‬حاضر ‪..‬‬

‫( يخرج جميع الممثلين ويغنون معا أغنية الختام ‪)..‬‬


‫الجميع ‪:‬‬

‫لللللللللللللللل عغ‬ ‫أو بعلللللللللللللللل‬ ‫د‬


‫تقللللللللغ ًلللللللل ًلللللللل‬ ‫ال‬

‫لللللللللللللللتقبغ‬ ‫ب للللللللللللا يختبللللللللللللللل‬ ‫أوقاتنللللللللللللا‬

‫لللللللللللا ينفللللللللللل‬ ‫د‬


‫أنفقللللللللللل‬ ‫نللللللو‬ ‫وقللللللن أل لللللل‬

‫لللللللل‬ ‫لللللللل ع لللللللل ال ي‬ ‫للللللل‬ ‫و ع للللللل ن للللللل‬

‫النهاية‬

‫‪44‬‬
‫األعدا ُد ال ُّ‬
‫سكرية‬

‫الشخصيات ‪:‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -1‬فارس‬
‫‪ -2‬برهان‬
‫‪ -3‬زهرة اللوز‬
‫‪ -4‬حربوص‬
‫‪ -5‬فلفلة‬
‫‪ -6‬القاضي‬
‫‪ -7‬المعلم غزال‬
‫‪ -8‬الشرطي كرباج‬
‫‪ -9‬اللص‬
‫‪ -10‬الوزير عابس‬
‫‪ -11‬المعلم كشتبان‬

‫‪46‬‬
‫المشهد األول‬

‫( المسرح خا ٍل تتصاعد الموسيقا شيئا ً فشيييئاً‪ ..‬يييدخل الممثلييون بثييياب‬


‫الشخصيات مع حركات راقصة مرحة وهم يغنون مرحبين باألطفييال )‬
‫‪.‬‬
‫( يغنون) ‪:‬‬ ‫الممثلون‪:‬‬

‫أهيييييييالً أهالً أهالً‬


‫أهيييييييالً باألحبابْ‬
‫القمر وغييييينى‬
‫ُ‬ ‫رقص‬
‫حين أتيييييى األصحابْ‬
‫ْ‬
‫قصة‬ ‫معنا لكييييييم‬
‫ْ‬
‫األزمان‬ ‫ميييييين ماضي‬
‫و سييييينرويها لكيم‬
‫فييييييي مسرحنا ْ‬
‫اآلن‬

‫(يعرف الممثلون بأنفسهم )‪.‬‬


‫اسمي فارس‪ ..‬أنا فارس‪..‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫أنا أكرهُ الحساب‬
‫والجبرذا الصعاب‬
‫في الهندسة ال تسألوا‬
‫أعرف الجوابْ‬
‫ُ‬ ‫ال‬

‫ْ‬
‫برهان‬ ‫اسمي أنيييا‬ ‫برهان‪:‬‬
‫ْ‬
‫فهمان‬ ‫تاجييير‬
‫ٌ‬ ‫أنا‬

‫‪47‬‬
‫لكن جسمي قد غييدا‬
‫ْ‬
‫تعبان‬ ‫عيييياجزا ً‬
‫ْ‬
‫المييشاكل‬ ‫وأصعب‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫الحيران‬ ‫ابني أنيييا‬

‫اسييمي اسمي زهر اللوز‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬


‫ق د َّك ْ‬
‫ان‬ ‫عندي فييي السو ِّ‬
‫ْ‬
‫طبية‬ ‫تيييحوي أعشابا ً‬
‫ْ‬
‫والمرضان‬ ‫تشفي العاجييز‬
‫تقهر أعيييشابي اآلال ْم‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫اإلنسان‬ ‫ليعم الفييير ُح‬

‫حربوص‬
‫ْ‬ ‫أنيييييا‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫حربوص‬
‫ْ‬ ‫أنيييييييييا‬
‫شرير‬
‫ٌ‬ ‫أنييييييا‬
‫حوس‬
‫ْ‬ ‫أنيييييا من‬
‫ليييييص خداعٌ‬
‫جيييييياسوس‬
‫ْ‬
‫ور‬
‫وأنا القاضي الشيييط ْ‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫المشهور‬
‫ْ‬ ‫عييب ُد الحق‬
‫الناس‬
‫ْ‬ ‫أحك ُم بيييييين‬
‫المشهور‬
‫ْ‬ ‫بيييالعد ِّل‬
‫قييييد جاءكم كرباجْ‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫بيييييسيفه البعاج‬

‫‪48‬‬
‫اللصوص‬
‫ْ‬ ‫يطيييييار ُد‬
‫كيييييأنهم دجاجْ‬
‫أحبابنا هيييييا انظروا‬ ‫المجموع‪:‬‬
‫بعقو ِّلكييم و قلوب ِّكم‬
‫المسرح‬
‫ِّ‬ ‫فنحن فيييوق‬
‫نسعى ألجي ِّل عيو ِّنكم‬
‫نييسعى ألجل عيونكم‬
‫( يتراجع الممثلون وهم يرددون البيت األخير) ‪.‬‬

‫إظالم‬

‫‪49‬‬
‫المشهد الثاني‬

‫( سوق شعبي قديم من أسواق الحكايا نرى فيه عددا ً من الدكاكين بينهييا‬
‫دكان التاجر برهييان فييي صييدر المسييرح وتظهيير فييي الييدكان األقمشيية‬
‫علقت على بيياب الييدكان أثييواب ملونيية‪ ,‬إلييى اليمييين قليييالً‬
‫المختلفة كما ُ‬
‫علقييت الفتيية‬‫دكان طبيبة األعشاب الفتاة زهر اللوز‪ ,‬الدكان مغلق وقييد ُ‬ ‫ُ‬
‫في أعاله تقول‪:‬‬
‫( طبيبة أعشيياب ز زهيير اللييوز ) وصييور لييبعض الزهييور والنباتييات‪..‬‬
‫التاجر برهان وهو في حدود الخامسة والخمسين يقييوم بترتيييب الييدكان‬
‫وتسجيل بعض الحسابات فييي دفتيير كبييير‪ ...‬يييدخل حربييوص المخييادع‬
‫ويراقب عمل التاجر برهان وقدوم زهر اللييوز‪ ..‬التيياجر برهييان يسييعل‬
‫ويضع يييده علييى صييدره ‪ ...‬يييركض حربييوص بلهفيية كاذبيية لمسيياعدة‬
‫برهان )‪.‬‬
‫ْ‬
‫صحة ياعم برهان‪ ...‬هل تريد أية مساعدة ؟‬ ‫صح ْة ‪..‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫كال‪ ..‬كال‪..‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫لقد أصبحت عجييوزا ً يييا عييم برهييان واألفضييل أن تبيعنييي هييذا الييدكان‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫وتستريح في البيت أو تسافر في أنحاء هذه الدنيا‪.‬‬
‫سأستريح بعد أن أعطي الدكان ألبني فارس‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( ساخرا ً ) فارس‪ ( ..‬يضحك ساخرا ً ) إنه ال يحسيين شيييئا ً وال يعييرف‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫حتى العد‪.‬‬
‫لقد أرسلته إلى المعلم غزال كي يعلمه الرياضيات ‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫ليين تسييتفيد شيييئا ً يييا عييم برهييان‪ ..‬فييارس ليين يييتعلم أبييدا فهييو يكييره‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫الرياضيات‪.‬‬
‫لن أفرط في هذه الدكان أبدا ً يا حربوص‪.‬‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫سأدفع لك ثمنها ألف دينار‪ ..‬ما رأيك ؟‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫كال‪ ..‬لن أبيع‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫ألف ومائتي دينار‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫قلت لك أنصرف‪ ..‬أال تفهم ؟‬ ‫برهان‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫ولكن ستكون هذه الدكان من نصيبي حتماً‪.‬‬
‫ْ‬ ‫سأذهب‪ ..‬سأذهب‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫(يتجه حربوص نحو المدخل اليميني حيث يلتقي بالمرأة المحتاليية فلفليية‬
‫يتهامس حربوص معها فتخرج ثوبا ً وتتجه نحو برهان‪ ,‬حربوص وهييو‬
‫يراقب ما يحدث)‪.‬‬
‫( لبرهان) أريد إرجاع هذا الثوب ‪.‬‬ ‫فلفلة ‪:‬‬
‫م ْن ‪..‬؟! فلفلة‪ !..‬أي ثوب ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫هذا الثوب قد اشتريته من دكانك منذ ثالثة أسابيع‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫اشتريته منذ ثالثة أسابيع وتريدين إرجاعه اآلن‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫لم تعجبني ألوانهُ‪( ..‬ترميه في الدكان) خذ‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫( يلتقط الثوب ويتفحصه) الثوب مستعمل‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫كال‪..‬‬ ‫فلفة‪:‬‬
‫بل مستعمل‪ ..‬انظري إلى هذه البقع واألوساخ ‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫لقد تذكرت‪ ..‬لقد ذهبييت بييه إلييى عييرس جارنييا الفييران ( أبييو رغيييف )‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫ولكنه لم يعجب النسوة في العرس‪.‬‬
‫يا سالم‪ ..‬ذهبت به إلى العرس وجئت تعيدينه اآلن‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫نعم‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫( يرمي الثوب في وجهها ) خذي الثوب وانصرفي من هنا‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( تهدده) ألن تعيده ؟‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫كال‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫سأشكوك إلى القاضي عبدالحق‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫اذهبي إلى العفاريت الزرق‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫هل تشتم القاضي عبد الحق وتقول بأنه عفريت أزرق ؟!‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫أنا ال أشتم أحدا ً ‪ ..‬خذي الثوب وانصرفي من هنا‪.‬‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫( تنصرف وهي تهدد ) سترى يا غشاش‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫أنا غشاش يا نصابة يا محتالة ( يطاردها فتهرب‪ ..‬يخرج حربوص من‬ ‫برهان‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫مخبئه )‪.‬‬
‫اهدأ يا عم برهان‪ ..‬اهدأ ( يعيده إلى الدكان ويجلسه علييى الكرسييي )‪..‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫لقد كبرت على مهنة التجارة وأصبحت قليل الصبر ‪.‬‬
‫أرأيت ما تدعيه هذه الماكرة ؟!‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫أصبح الناس كلهم ماكرين هذه األيام‪ ,‬وأنا أرى أن تتخلص بسرعة من‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫هذه الدكان وأنا مستعد أن أخلصك منها‪ (..‬يخييرج كيييس النقييود) وهييذه‬
‫ألف دينار ‪.‬‬
‫( يرمي كيس النقود بعيدا ً ) خذ دنانيرك انصرف من هنا‪.‬‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫( يركض حربوص وراء كيس دنانيره ويضعه في عبييه‪ ..‬تييدخل الفتيياة‬
‫زهرة اللوز متجهة إلى دكانها)‪.‬‬
‫صباح الخير يا عمي ‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫أهالً يا زهر اللوز‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( تتجه نحو دكانها‪ ...‬يعترض حربوص طريقها ومعه تفاحة )‪.‬‬
‫صباح الخير يا زهر اللوز‪ ..‬يا أحلييى ميين قلييب الجييوز‪ ..‬تفضييلي منييي‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫هذه التفاحة يا أحلى من طعم الراحة ‪.‬‬
‫حربوص المخادع ‪ ،‬ماذا تريد؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫أريد إهداءك هييذه التفاحيية التييي تشييبهك فييي رقتهييا وحالوتهييا ( يقضييم‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫التفاحة) يا سالم‪ ..‬حلوة‪ ..‬حلوة‪ ..‬طعمها كالمسك‪.‬‬
‫( زهر اللوز ال تأبه به وتتابع فتح الدكان وترتيب األكياس‬
‫والقطرميزات والعلب)‪.‬‬
‫أنا أحبك يا زهر اللوز كما أحب هذه التفاحة اللذيذة ( يأكل بنهم)‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫انا أكرهك كما اكره هذا الدواء المر‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫لماذا يا تفاحتي ؟‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫زهر اللوز ‪ :‬ألنك كذاب محتال‪.‬‬
‫سامحك هللا‪ ...‬تزوجيني فقييط وسييوف امييأل يييديك باألسيياور وأصييابعك‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫بالخواتم ؟‬

‫‪52‬‬
‫( تفتح زجاجة سوداء‪ )..‬هل تنصرف من هنا أو أرشك بسائل العميييان‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫فأجعلك أعمى طوال حياتك ؟‬
‫( يتراجع هارباً) أنا ذاهب ولكن تأكييدي بييأنني سييأعود وأشييتري دكييان‬ ‫حربوص ‪:‬‬
‫عمك برهان وأصبح جارا ً لك طوال الزمان‪.‬‬
‫( يخرج حربوص ويدخل المعلم غزال وهو ممسييك بييالفتى فييارس ميين‬
‫أذنه‪ ..‬يعود حربوص ليعرف ما يجري بين فارس ووالده)‪.‬‬
‫( ينادي) يا معلم برهان‪ ..‬يا معلم برهان‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫ماذا حدث يا معلم غزال؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫تعال واستلم ابنك المحتييرم فييارس ‪ ..‬لييم يييتعلم فييي مدرسييتي شيييئا ً ميين‬ ‫غزال‪:‬‬
‫الرياضيات خالل ثالثة أشهر‪.‬‬
‫الجمع ؟!‬ ‫برهان‪:‬‬
‫أبداً‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫الطرح ؟!‬ ‫برهان‪:‬‬
‫مستحيل ‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫الضرب ؟!‬ ‫برهان‪:‬‬
‫أبداً‪..‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫التقسيم؟!‬ ‫برهان‪:‬‬
‫مستحيل‪..‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫( مقاطعا ً ) كال لقد تعلمت جدول ضرب الواحد‪ ..‬هه‪ ..‬استمعوا ( يتلييوا‬ ‫فارس‪:‬‬
‫جدول الواحد) واحد في واحد واحد في اثنييين يسيياوي اثنييين واحييد فييي‬
‫ثالثةيساوي ثالثة‪.‬‬
‫( يصييرخ ) اخييرس‪ ..‬أال تخجييل ميين نفسييك؟! ثالثيية أشييهر ولييم تييتعلم‬ ‫برهان‪:‬‬
‫سوى ضرب الواحد‪ ..‬إنك تستحق الضرب على هذا الكسييل‪ ( ..‬لغييزال‬
‫) هل هو غبي ؟‬
‫كال ‪ ..‬إنه عفريت خارج من تحت األرض‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫لماذا لم يتعلم الحساب إذا ً ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫اسأله وسوف تسمع جوابا ً يهز البدن‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫لماذا لم تتعلم الحساب يا فارس ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( يتحذلق ) أوالً الحساب علم ال فائدة منه ابدأ‪ ..‬ثا نيا ً أنا أكره الحساب‪,‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫ثالثا ً إنه يوجع الدماغ‪ ..‬ويصدع الرأس‪.‬‬
‫اخرس يا كسول‪ ..‬آخ‪ ..‬الحق علي أنا ألني سمحت لييك بييأن تعيييش مييع‬ ‫برهان‪:‬‬
‫أخوالك في جزيرة القرد الكسالن‪.‬‬
‫وهو يحرض أيضا ً الطالب على إهمال دروس الحساب‪ ..‬هل تعلم ماذا‬ ‫غزال‪:‬‬
‫يغنون اآلن؟‬
‫( يرتفع صوتُ األطفال من خارج المسرح شيئا ً فشيئا ً وهم يغنون ) ‪.‬‬
‫درس ميرعب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الضربٌ‬ ‫األطفال‪:‬‬
‫والهندسة هييي أبش ٌع‬
‫والجمع قُ ْل لي يا فتى‬
‫قل ليييي بماذا ينف ُع‬
‫( يتالشى شيئا ً فشيئا ً غناء األطفال )‪.‬‬
‫هل سمعت ياسيد برهان ؟‬ ‫غزال‪:‬‬
‫نعم‪ ..‬ولكن من ألف هذه األغنية السخيفة ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( متباهيا ً ) أنا !‬ ‫فارس‪:‬‬
‫اخرس‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫أنا آسف يا أخ برهان‪ ..‬لم أعداستطيع احتمال ابنك في مدرستي ‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫( يتهيأ لالنصراف) ‪.‬‬
‫( يلحق به ) سامحه يا أستاذ غزال لقد عيياش عنييد أخوالييه فييي جزيييرة‬ ‫برهان‪:‬‬
‫القرد الكسالن وهناك ال يعرفون سوى صيد السمك والضييفادع ورعييي‬
‫اإلوز‪.‬‬
‫مستحيل ال أستطيع إعادته إلى المدرسة أبدا ً ‪ ..‬سوف يخرب لي عقييول‬ ‫غزال‪:‬‬
‫الطالب‪ ..‬السالم عليكم‪( ..‬ينصرف) ‪.‬‬
‫( يالحقه) أستاذ غزال‪ ..‬أستاذ غزال‪..‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( يلحقه قليالً خارج المسرح ثم يعود‪ )..‬واآلن قل لي يا سيد فارس ماذا‬

‫‪54‬‬
‫ستفعل ؟‬
‫سأخطب ابنة عمي زهر اللوز‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫وأنا لن أقبل بك إال إذا أتقنت مهنة مفيدة‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫هذه بسيطة‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫سأصبح تاجرا ً شاطرا ً مثل أبي‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫التجارة يا فهمان تحتاج إلى معرفة تامة بالحساب‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫بسيطة‪ ..‬أنا أعرف جدول الواحد وأعرف العد حتى المئة‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( ساخرا ً ) شاطر‪ ..‬شاطر‪ ..‬يا سالم ‪..‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( يدخل الشرطي كرباج )‪.‬‬
‫م ْن منكم اسمه‪ ..‬اسمه ( ينسى االسم ) عدنان‪ ..‬كال شعبان عثمان‪ ..‬في‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫االسم ألف ونون‪ ..‬ساعدوني‪..‬‬
‫هل تقصد العم برهان ؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫نعم‪ ...‬نعم‪ ..‬برهان‪..‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫أنا برهان‪ ..‬ماذا تريد ؟‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫أنا ال أعرف شيئاً‪ ..‬سيدي القاضي عبد الحق هو الذي يريدك‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫وماذا يريد ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫لقد اشتكتك امرأة ( ينسى االسم ) بلبلة‪ ..‬سلسلة‪ ..‬كال‪ ..‬فالفل‪..‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫تقصد فلفلة ؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫نعم فلفلة ‪ ..‬هذه المرأة ة كاذبة ومحتالة‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫أنا ال عالقة لي‪ ..‬هذا الكالم تقوله لسيدي القاضي عبييد الحييق ( يقييبض‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫عليه ) هيا‪ ..‬تعال معي‪ ..‬بسرعة‪.‬‬
‫اسمح لي فقط بإغالق الدكان‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫لن اسمح لك بشيء فربما هربت مني‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫ولماذا أهرب ؟‬ ‫برهان‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫ألنك شتمت سيدي القاضي ‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫أنا لم أشتم أحداً‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫تعال اآلن‪ ( ..‬يجره قليالً ثم يفطن ‪ ..‬يعود ) ‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫من منكم اسمه ( ينسى ) ورد وجوز‪ ..‬لوز وجوز ‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫هل تقصد زهر اللوز ؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫نعم‪ ..‬نعم‪ ..‬زهر اللوز‪..‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫أنا زهر اللوز ‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫سيدي عبد الحق يريدك في الحال ‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫ولماذا ؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫لديييه عسيير فييي الهضييم فقييد أكييل البارحيية ثالثيية ديييوك ونصييف جييدي‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫وأرنبين‪.‬‬
‫سأحضر دواء للهضم‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫هاتي الدواء وتعالي بسرعة ‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫(تأخييذ زهيير اللييوز قطرميييزا ً وتغلييق الييدكان ثييم تييذهب مييع برهييان‬
‫وكرباج)‪.‬‬
‫( وهو خارج ) ال تبع شيئا ً في غيابي يا فارس ‪ ..‬هل فهمت ؟!‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( يدفعه كرباج )‪.‬‬
‫( للجمهور ) سأبرهن ألبي و خطيبتي بأني شيياطر فييي البيييع والشييراء‬ ‫فارس‪:‬‬
‫وإن كنت ال أعييرف الحسيياب‪ ( ..‬يبييدأ فييارس بترتيييب الييدكان‪ ..‬يتنكيير‬
‫حربييوص بلحييية وشييارب وثييياب تيياجر صيييني ثييم يييأتي إلييى الييدكان‬
‫ويتفحص البضاعة )‪.‬‬
‫( فرحا ً ) لقد جاء الزبون ‪ ..‬أهالً وسهالً أهالً وسهالً ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫شان ‪ ..‬شون‪ ..‬شينا‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫( باستغراب ) ماذا ؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( يتصنع لكنة أجنبية طوال حديثه مع فارس ) أنا تيياجر صيييني كبييير‪..‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫وأريد شراء بضاعة كثيرة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫( يتردد في بيعه) انتظر قليالً حتى يعود أبي‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫ال أسييتطيع االنتظييار‪ ,‬القافليية سييتغادر إلييى الصييين بعييد نصييف سيياعة‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫فقط‪ (..‬ينهق أحد الحمير ) اسمع صوت الحمار وهو مستعد لألسفار‪.‬‬
‫هل تريد شراء كمية كبيرة ؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫طبعا ً فأنا شيخ تجار بكين في بالد الصين‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫اختر البضاعة التي تعجبك‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫أريد من هذا القماش‪ ..‬ومن هذا‪ ..‬ومن هذه األثييواب المعلقيية ( يحضيير‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫فييارس مييا يطلبييه حربييوص) احسييب لييي ثميين البضيياعة أنييا مسييتعجل‬
‫والقافلة سوف تتحرك بعد ( ينهق الحمار ) ربع ساعة‪.‬‬
‫( يحاول أن يحسب لكنه يفشل )‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫األفضل أن تحسبها أنت‪.‬‬
‫أال تعرف ؟‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫أعرف لكني أشعر بصداع في رأسي ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫حاضر‪.‬سأحسبها لك بكل دقة وأمانة ( يبدأ حربوص حساباته الكاذبة )‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫هذه ستة أثواب ‪ ..‬كم ثمن الثوب الواحد ؟‬
‫ربما كان ثالثين ديناراً‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫ستة أثواب في ثالثين ‪ ..‬الناتج خمسة عشر‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫ماذا‪ ..‬خمسة عشر فقط !‬ ‫فارس‪:‬‬
‫طبعا ً إن كنت ال تصدقني فا حسبها أنت‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫أنا ال أعرف الضرب في الحقيقة‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫إذا ً عليك أن تصمت فقييط‪ ( ..‬يتييابع حسيياباته العجيبيية ) كييم ذراعيا ً ميين‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫القماش في هذا الثوب ؟‬
‫ال أعرف‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( يقيس على ذراعه ) واحد‪ ..‬اثنان‪ ..‬ثالثة‪ ( ..‬يكمل العييد همسيا ً ) هييذا‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫الثوب فيه اثنان وثالثون ذراعا ً ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫أبي يقول أن فيه خمسين ذراعا ً ؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( يتصنع الغضب ) أنييا كييذاب إذن‪ ..‬هييذه اللحييية الطيياهرة التييي زارت‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫الحج عشر مرات كذابة إذن ؟‬
‫كال‪ ..‬كال‪ ..‬أنا لم أقل هذا ‪..‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫ال تقاطعني إذن وإال تركت البضاعة وذهبت إلى تاجر آخر‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫كال‪ ..‬كال تابع ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫اثنان وثالثون ذراعا ً ‪ ..‬وكم سعر الذراع ؟‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫عشرة دنانير‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫اثنان وثالثون مضروبة في عشرة ( يخرج ورقة وقلم ويتصنع الجمييع‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫والضرب ) الناتج اثنان وأربعون‪.‬‬
‫فقط‪..‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫نعم‪ ..‬فقط وإذا لم يعجبك حسابي فاحسبها أنت‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫قييل لييي بسييرعة كييم يصييبح ثميين الجميييع‪ ( ..‬يقييوم حيير بييوص بييالجمع‬ ‫فارس‪:‬‬
‫والضرب وهو يتمتم باألرقام والعمليات الحسابية )‪ .‬خمس عشرة زائييد‬
‫اثنان وأربعون ‪ ..‬يصبح المجموع خمسون دينييارا ً زائييد عشييرة دنييانير‬
‫يصبح المجموع ‪ ..‬المجموع ستون ديناراً‪.‬‬
‫فقط‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫عدنا إلى كلمة فقط‪ ( ..‬يخرج كيسا ً ) هييذا الكيييس فيييه مئيية دينييار‪ ..‬كييم‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫دينارا ً تريد مني؟‬
‫ستون دينارا ً ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫إذن كم دينارا ً يجب أن تعيد لي ؟‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫ال أدري ؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫أال تعرف الطرح ؟‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫كال‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫مئة دينارناقص ستون دينارا ً يساوي ( يفكيير ) سييبعين‪ ..‬يجييب أن تعيييد‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫لييي سييبعين دينييارا ً وسيييبقى معييك طبعيا ً ثالثييين دينيياراً‪ (..‬يفييتح الكيييس‬
‫ويعطيه ثالثين دينارا ً ) هذا حقك بالتمام والكمال علييى الذميية والصييدق‬

‫‪58‬‬
‫واألمانيية‪ ( ..‬ينهييق الحمييار ميين بعيييد )‪ ..‬القافليية سييترحل ‪ ( ..‬يجمييع‬
‫حربوص األغراض في كيس بسييرعة ‪ ..‬فييارس كالمييذهول وهييو يعييد‬
‫المبلغ )‪ ..‬سلم على والدك وقل له ان التيياجر الصيني‪..‬شييان ‪ ..‬شييون‪..‬‬
‫شينا ‪..‬يسلم عليه ويدعوك لزيارة الصين عنييدما ينضييج التييين ( يسييرع‬
‫حربوص خارجا ً وهو يحمل األثواب والقماش ‪ ..‬فارس يعد النقود وهو‬
‫دهش‪ ..‬يدخل برهان غاضبا ً مع زهر اللوز‪ ..‬وهو يحمييل الثييوب الييذي‬
‫كان مع فلفة )‪.‬‬
‫آخ‪ ..‬ليتني قطعت لسان هذه المحتالة فلفلة‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫ال تغضب يا عمي ‪ ..‬أنت مريض‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫كيف ال أغضييب وقييد حكييم لهييا القاضييي األحمييق بإعييادة الثييوب وكمييا‬ ‫برهان‪:‬‬
‫غرمني أيضا ً عشرة دنانير‪.‬‬
‫كيف صدقها القاضي بهذه السهولة ؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫ت بطنييه ينفجيير ميين‬
‫يك تركي ِّ‬
‫ألنه أحمق ‪ ..‬مغفييل ‪ ..‬غبييي‪ ..‬جاهييل‪ ..‬ليتي ِّ‬ ‫برهان‪:‬‬
‫األلم‪.‬‬
‫ال تشتمه يا عمي فربما سمعك أحد‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫لقييد دفعييتُ ثميين شييتمه مقييدما ً ( يقتربييان ميين الييدكان فيفُاجييأان بيينقص‬ ‫برهان‪:‬‬
‫البضاعة وفارس يحاول عد النقود) ‪ ..‬هل بعت شيئا ً ؟‬
‫نعم ‪ ..‬ستة أثواب واثنان وثالثون ذراعا ً من هذا القماش‬ ‫فارس‪:‬‬
‫هذا أغلى قماش ‪....‬أين ثمنها ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫هاهو ( يعطيه الدنانير )‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫ما هذا؟ إنها ثالثون دينارا ً فقط‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫أليس هذا ثمنها ؟!‬ ‫فارس‪:‬‬
‫إنها ال تعادل ثمن ثوب واحد‪ ..‬ألم أقييل لييك ال تبييع شيييئأ وميين اشييتراها‬ ‫برهان‬
‫منك؟‬
‫إنه صديقك التاجر الصيني شان شون شينا‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫وأين هو ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫لقد رحل إلى الصين على ظهر حمار‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫في هذا المكان يوجد حمار واحد هو أنت‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫ال‪ ..‬لقد دعاك لزيارته في مدينة بكين عندما ينضج التين ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫(ساخرا ً بمرارة ) يا سييالم‪ ..‬صييين بكييين تييين‪ ..‬صييين‪ ..‬تييين‪ ..‬بكييين‪..‬‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫خدعونا يا مسكين‪ (..‬يردده) صين‪ ..‬بكين‪ ..‬تين‪ ..‬خدعونا يا مسكين‪(..‬‬
‫يشعر بألم في رأسه )‪.‬‬
‫آخ ‪..‬آخ‪ ..‬رأسي ‪ ( ..‬تركض زهر اللوز وفارس ويجلسانه ) ‪.‬‬
‫( تتحسييس رأسييه) حرارتييك مرتفعيية يييا عمييي‪ ..‬يجييب أن تييذهب إلييى‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫البيت‪ (..‬تساعده في النهوض)‪.‬‬
‫هل تريدني أن أبقى في الدكان؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫كال ‪ ..‬أغلق الييدكان فقييط وسيياعدني ألصييل إلييى البيييت ( يغلييق فييارس‬ ‫برهان‪:‬‬
‫الدكان ويساعد والده مع زهر اللوز‪ ..‬ويخرجون من المسرح ‪ ..‬يييدخل‬
‫حربوص فرحا ً بما فعله)‪.‬‬

‫إظالم‬

‫‪60‬‬
‫المشهد الثالث‬

‫( المنظر السابق‪ ..‬برهان جالس في دكان شبه الفارغيية ‪ ..‬زهيير اللييوز‬


‫في دكانها تقوم بتحضير دواء لعمها‪ ..‬تذوبه في كأس ماء ثم تتجه نحييو‬
‫دكان برهان وتعطيه الكأس)‪.‬‬
‫تفضل الدواء يا عمي ‪ ..‬بالهناء والشفاء‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫(يشربه) شكرا ً يا زهر اللوز‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫األفضل أن تذهب إلى البيت وتستريح‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫ال أستطيع ترك الدكان مغلقة‪ ..‬سأصبر حتى يتعلم فارس مهنة الخياطة‬ ‫برهان‪:‬‬
‫كما وعدني ( تتركه زهر اللييوز وتعييود مييع الكييأس إلييى دكانهييا يييدخل‬
‫حربوص ومعه قفص فيه طائر أسود)‪.‬‬
‫صباح الخير يا عم برهان‪ (..‬برهان ال يرد ) سمعت بأنك مريض جييدا ً‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫‪-‬عافاك هللا‪ -‬وتريد بيع الدكان‪.‬‬
‫لن أبيع شيئاً‪ ،‬أما الدكان فسوف يعمل فيها ابني فارس‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( ساخرا ً ) وبماذا سيعمل فارس؟‪ ..‬بالتجييارة مييع الصييين واليابييان كمييا‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫سمعت ؟‬
‫كال‪ ..‬ابني فارس سيفتح هنا دكان خياطة‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫( يضحك ) فارس خياط‪ ..‬سأوصيه على بردعة لحماري‪ ( .‬يضحك )‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫األفضل أن توصيه على بردعة لك‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫سامحك هللا يا زهر اللوز‪ ..‬يا أحلى من قلب الجوز‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫( بجفاف ) ماذا تريد؟ أنا مشغولة‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫وأنا أيضا ً مشغول بحبك‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫لست مستعدة لسماع كالمك السخيف‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫أريد دواء يشفي قلبي المسكين الذي أسره حبك كهذا الطائر السجين‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫خذ طائرك وانصرف من هنا‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫أريد إهداءك هذا الطائر حتى تذكريني دائماً‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫لو أنك أهديتني بوما ً أو غرابا لتذكرت ُك أكثر‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫( يضحك ) دمك خفيف يا زهر اللوز‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫( تهدده بزجاجة فيها سائل أحمر )‪ ..‬أتنصرف من هنا أم أجعلك أعمى‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫وأطرش بهذا السائل ؟‪.‬‬
‫( يبتعد خائفا ً ) أنت تحبين هذا األحمق فارس‪ ..‬أليس كذلك؟‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫هذا األمر ال يعنيك‪.‬‬ ‫زهر اللوز؟‬
‫فارس شاب مغرور وأحمق وال يحسن أي عمل‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫ولكنه ليس نصابا ً ومحتاالً مثلك‪ ( ..‬تهييدده بالزجاجيية فيهييرب ويختبئييى‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫في مكان بحيث يراقب باهتمام ما يجري‪ ..‬يدخل معلم الخياطة كشييتبان‬
‫غاضباً‪ ..‬وهو ممسك فارس من أذنه )‪.‬‬
‫( ينهض الستقبال المعلم كشتبان ) أهالً بالمعلم كشتبان‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫ال فائدة ‪ ..‬ال فائدة أبدا ً يا معلم برهان‪.‬‬ ‫كشتبان‪:‬‬
‫ما الذي جرى يا معلم كشتبان ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫ابنك المحترم لن يتعلم مهنة الخياطة أبداً‪.‬‬ ‫كتشبان‪:‬‬
‫لماذا ؟!‬ ‫برهان‪:‬‬
‫مهنتي تحتاج إلى معرفة جيدة بالحسيياب ‪..‬طبعييا لحسيياب طييول الجسييم‬ ‫كشتبان‪:‬‬
‫وعرضه وطول الكم والخصر والذراع والجمع والطرح والتقسيم‪.‬‬
‫أنا أكره الحساب وأستطيع الخياطة دون هذا العلم السخيف‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫هل سمعت؟ الحساب علم سخيف ( وهو منصرف ) السالم عليكم‪.‬‬ ‫كشتبان‪:‬‬
‫( يالحقه ) انتظر يا معلم كشتبان‪.‬‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫اتركه يا أبي‪ ..‬ابنك فارس قد تعلم مهنة الخياطة‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫دون حساب ؟‬ ‫زهر اللوز ‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫طبعاً‪ ..‬لقد راقبت كشتبان كيف يعمل ‪ ..‬األمر بسيط وسييوف اثبييت لكييم‬ ‫فارس‪:‬‬
‫بأنني أصبحت خياطا ً ماهرا ً ‪.‬‬
‫( يغني متفاخرا ً بنفسه ‪ ..‬يعود األب برهان إلى الدكان )‪.‬‬
‫ْ‬
‫الخياطة‬ ‫المهنةُ التي يييييدعونها‬
‫ْ‬
‫بساطة‬ ‫مين أسهل المهن ‪ ،‬وكلها‬
‫سأخيط سرواالً من أحسن الملبوس‬
‫بييالعروس‬
‫ْ‬ ‫و أخيط أثوابا ً تليق‬

‫(يشعر بالمرض) هيا ابنتي زهر اللوز ‪ ..‬خذيني إلى البيت فأنا لييم أعييد‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫احتمل هذا المغرور‪.‬‬
‫هل أساع ُدك يا أبي ؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫كال‪ ..‬ابق في الدكان وعوضييي علييى هللا‪ ( ..‬يخييرج مييع زهيير اللييوز‪..‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫فارس يعلق لوحة كبيرة على باب الدكان ‪ ..‬كتب عليها الخياط الشيياطر‬
‫فارس‪.‬‬
‫خياطيية أثييواب ‪ ..‬سييراويل‪ ..‬قمصييان‪ ..‬تييدخل فلفليية ويتشيياور معهييا‬
‫حربوص لإليقاع بفارس‪ ..‬يخرجان )‪.‬‬

‫إظالم‬

‫‪63‬‬
‫المشهد الرابع‬

‫( في قاعة المحكمة حيث نرى القاضييي عبييد الحييق واقفيا ً وراء طاوليية‬
‫عالييية فوقهييا مطرقيية خشييبية كبيييرة وإلييى اليمييين واألمييام قليييالً قفييص‬
‫االتهام فيه اللص سرقون النائم‪ ..‬إلييى يسييار القاضييي الشييرطي كربيياج‬
‫يحرس بسالحه المحكمة‪ ..‬القاضي يخلع رداءه الواسع ويتفحصه)‪.‬‬
‫لقد أصبح ردائي قديما ً يا كرباج‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫ال بد أن تلبس ردا ًء جديدا ً لتظهر به أمييام الييوزير األكبيير عييابس الييذي‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫سيزور المحكمة‬
‫معك حق ولكني ال أحب الشراء‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫ماذا تحب إذن يا سيدي ؟‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫أنا أحب الهدايا‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫وأنا أيضا ً ( يضحكان )‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫( القاضييي يلييبس رداءه القييديم ثييم يجلييس يضييرب الطاوليية بالمطرقيية‬
‫فيصرخ كرباج )‪.‬‬
‫محكمة‪ ( ..‬يستيقظ سرقون ويصرخ )‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫أنا بريء ‪ ..‬أنا بريء‪...‬أقسم لكم ‪...‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫(ساخرا ً ) بريء‪ ..‬كلما قبضنا عليك تصييرخ ( يقلييده ) أنييا بييريء‪ ..‬أنييا‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫بريء‪.‬‬
‫ولكنكم لم تصدقوني مرة واحدة‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫ألنك لم تصدق مرة واحدة‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أنا مظلوم‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫( ساخرا ً ) مظلوم‪ ..‬م ْن الذي سرق محفظة شهبندر التجار؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫لست أنا يا سيدي‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫ولكنهم أمسكوا يدك في جيب الشهبندر‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫لقد ظننتها جيبي‪ ..‬صدقني يا سيدي‪.‬‬ ‫سرقون ‪:‬‬
‫اخرس‪ ..‬ولماذا صعدت إلى سطح البيت؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أردت أن أقييبض علييى عصييفور فطييار إلييى هنيياك‪ ..‬العصييافير تحييب‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫السطوح‪.‬‬
‫هه‪ ..‬ولماذا سرقت ثور الفالح إبراهيم ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أبداً‪ ..‬هو الذي تبعني إلى البيييت‪ ..‬هييل أمنعييه ميين اللحيياق بي‪..‬قلييت لييه‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫أكثر من مرة اذهب يا حيوان يا ثور‪ ..‬ولكنه لم يفهم‪.‬‬
‫والرسن الذي كان في يدك ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫لم أكن أعلم أن ثورا ً في نهايته‪ ,‬هل أنا ساحر؟‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫( يصرخ ويضرب بالمطرقة ) اخرس يييا كييذاب يييا لييص‪ ..‬يييا دجيال‪..‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫سأحاكمك أمام الوزير األكبر عابس وأحكييم عليييك بالسييجن مئيية عييام‪..‬‬
‫وهذا قليل أيضا ً ‪ ..‬وألف جلدة‪.‬‬
‫أنا بريء‪..‬‬ ‫سرقون ‪:‬‬
‫سيحضر محاكمتييك الييوزير ليييرى شييطارتي فييي محاكميية المجييرمين‪..‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫وربما جعلني قاضي القضاة‪( ..‬يفطن) آخ يجب آن أكون بثياب الئقة‪.‬‬
‫( تدخل فلفلة وهي تحمل ثوبا ً سيء الخياطة )‪.‬‬
‫النجدة يا سيدي القاضي‪ ..‬إنه لي‪ ..‬لقد أفسده الخياط فارس ابيين التيياجر‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫برهان ‪ ..‬انظر‪.‬‬
‫كيف ؟!‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أعطيته قماشا ً ثمينا ً ليخيط لي ثوبا ً ولكنه أفسده كما ترى‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫( لكرباج ) أحضر لي هذا الخياط حاالً‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫هل أحضره أنا ؟‬ ‫سرقون ‪:‬‬
‫كال‪ ..‬كال‪ ..‬أنت تخرس فقط ( يصرخ ) يا كرباج‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫نعم يا سيدي‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫اذهب حاالً واحضر لي الخياط ( لفلفلة ) ما اسمه؟‬ ‫القاضي‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫فارس‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫( لكرباج ) ما اسمه ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫( يردد ) فارس‪ ..‬فارس‪ ..‬فارس‪ ( ..‬يخرج وهو يردد االسم ‪ ..‬ثم يعود‬ ‫كربج‪:‬‬
‫بسرعة ) ما اسمه يا سيدي؟‬
‫يا ألهي‪ ..‬اسمه‪ ..‬اسمه‪ ( ..‬ينسى) ‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫اسمه فارس يا حضرة القاضي ‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫( لكرباج ) فارس يا غبي‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫( يخرج كرباج وهو يردد االسم) ‪.‬‬
‫( فرحاً‪ ..‬يكلم نفسه) جاءت الفرصة ألخيط ثوبا ً بالمجان‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أغلق له دكانه يا سيدي القاضي واسجنه أيضاً‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫أعرف مهنتي‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫لقد أتلف لي الثوب‪ ..‬جاءني القماش هدية ميين بييالد الهنييد‪ ..‬إنييه حرييير‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫هندي‪.‬‬
‫( ينشغل القاضي بالكتابة ‪ ..‬سرقون يشير إلى فلفلة كي تقترب منه )‪.‬‬
‫فلفلة‪ ...‬فلفلة‪ ...‬اقتربي قليالً‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫( بحذر ) ماذا تريد ؟‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫اطلبي من صديقي حربوص أن يعمل على إنقاذي‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫حاضر‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫( يدخل فارس يدفعه الشرطي كرباج )‪.‬‬
‫هل أنت الخياط فارس ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫نعم أنا فارس‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫كيف أفسدت الثوب لهذه السيدة ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫(بدهشة ) أنا ! ولكنني لم أخط شيئا ً لها‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫هل تعني بأني كذابة ؟‬ ‫فلفلة‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫ال أدري ولكنني لم أخط شيئا ً لك‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( تبكي ) ال تصدقه يا سيدي القاضي لقد أفسد لي هييذا الثييوب الثمييين‪..‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫أغلق له دكانه في الحال ‪ ..‬واسجنه أيضاً‪.‬‬
‫( بعد تفكير بسيط ) هل أنت خياط ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫نعم‪..‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫وشاطر ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫نعم‪ ..‬لقد تعلمت عند الخياط كشتبان‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( بعد تفكير قليل) سنرى إن كنت خياطا ً شاطر( ينهض ويقرأ الحكم )‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫حكمت المحكمة عليك بأن تخيط ثوبا ً للقاضييي‪ -‬أي نحيين‪ -‬وميين قميياش‬
‫ثمين ويكون جاهزا ً بعد ثالثة أيام‪.‬‬
‫أنا موافق‪ ..‬يحيا العدل ‪...‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫الحكم ليس لك يا أحمق‪ ..‬الحكم لفارس‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أنا مظلوم‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫حاضر‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫أريد الثوب جاهزا ً هنا في المحكمة بعد ثالثة أيام وإال بعتُ الييدكان فييي‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫المزاد العلني وسجنتك مع هذا العصفور البريء( يشير إلى سييرقون ‪..‬‬
‫ينصرف فارس) إلى أين‪...‬ألن تأخذ مقاسي ؟‬
‫نعم‪ ..‬نعم‪ ..‬نسيت‪ ( ..‬يبدأ فارس بأخذ مقاسات القاضييي بالشييبر والفتيير‬ ‫فارس ‪:‬‬
‫أو بواسطة مرسة والقاضي مدهوش من أفعال فارس)‪.‬‬

‫إظالم‬

‫‪67‬‬
‫المشهد الخامس‬

‫( فييي قاعيية المحكميية حيييث نييرى القاضييي عبييد الحييق جالسييا ً وراء‬
‫طاولته‪ ..‬سرقون في قفص االتهام‪ ..‬فلفلة قربه )‪.‬‬

‫أنا مستعجل ألن تحاكموني ؟‬ ‫سرقون‪:‬‬


‫ولم العجلة؟ ستبقى عندنا ضيفا ً ألعوام طويلة‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫هذا يعني أنكم تحبونني كثيرا‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫سأحاكمك اليوم في حضور الوزير األكبر عابس‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أنا بريء‪...‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫( يدخل كرباج )‪.‬‬
‫أين الخياط يا كرباج ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أي خياط يا سيدي ؟‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫( بدهشة ) الخياط فارس‪ ..‬الذي أرسلتك إلحضاره مع الثوب‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أي ثوب ‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫يا ألهي‪ ..‬ما هذه المصيبة‪..‬؟ الثييوب الييذي سييأرتديه فييي المحكميية امييام‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫الوزير األكبر عابس‪.‬‬
‫نسيت‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫اذهب حاالً وأحضر لي الخياط‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫والثوب ؟‬ ‫كرباج ‪:‬‬
‫طبعا ً يا أحمق‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫هل أذهب أنا ؟‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫كال‪..‬‬ ‫القاضي‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫أنا سريع في الجري ‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫اخرس‪ (..‬لكرباج ) اذهب بسرعة‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫ما اسمه يا سيدي‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫اقترب قليالً ( يقتييرب كربيياج فيخبطييه القاضييي بالمطرقيية علييى رأسييه‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫وهو يصرخ) فارس‪ ..‬فارس‪ ..‬فارس‪ ..‬هل سمعت ؟‬
‫( يصرخ ) آخ‪ ..‬آخ‪..‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫( يدخل فارس حامالً الثوب‪ ..‬يسرع القاضييي السييتقباله‪ ..‬يتجييه كربيياج‬
‫نحو الباب)‪.‬‬
‫( يصرخ ) كرباج ‪ ..‬إلى أين أنت ذاهب ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫إلحضار الخياط فارس‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫ولكنه أمامي ‪ ..‬أال تراه ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫ولماذا قلت لي إذن‪ ..‬اذهب إلحضاره‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫يا إلهي ! سيقتلني هذا الغبي ‪..‬تعال ‪ ..‬تعال ‪ (..‬يضييربه بالمطرقيية ) ‪..‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫اخرس فقط ‪ ..‬اخرس ( لفارس ) هل الثوب جاهز ؟‬
‫نعم يا سيدي‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫أسرع وألبسني إياه قبل حضور الوزير‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫( فارس يلبس القاضي الثوب العجيب الذي خاطييه فييال يييتمكن القاضييي‬
‫بسبب ضيق الفتحة من إخراج رأسه ويده اليسرى كما أن الثوب طويل‬
‫جداً)‪.‬‬
‫أنا ال أرى شيئاً‪ ..‬أين رأسي‪..‬؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫(يتلمس رأس القاضي) إنه في مكانه ياسيدي‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫انتظر ‪ ..‬سأقص قليالً فتحة الرأس ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( يحاول بالمقص توسيع فتحة الرأس ولكن القاضي يصرخ )‪.‬‬
‫آخ‪ ..‬آخ‪ ..‬لقد جرحت رأسي أيها األحمق‪ ..‬آه‪ ..‬سأختنق‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫سأفتح لك فتحة عند أنفك‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( يحاول فتح مكان عند األنييف ولكيين يبييدو أن المقييص قييد جييرح أنييف‬
‫القاضي)‪.‬‬
‫آخ‪ ..‬أنفي‪ ..‬أنفي‪ ( ..‬يبحث عن المطرقة) المطرقة‪ ..‬المطرقة‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫( يعطيه كرباج المطرقة فيكون أول من يتلقى الضربات‪ ...‬كما يحيياول‬
‫القاضي السير ولكنه يتعثر ويسقط نظرا ً لطول الثوب‪ ..‬يسييرع فييارس‬
‫وكرباج إلنهاضه ‪.‬‬
‫فلفلة تستغل الموقف وتساعد سرقون علييى الهييرب‪ ..‬سييرقون يهييرب‪..‬‬
‫يالحظه فارس يلحق به )‪.‬‬
‫إلحق به يا أحمق‪ ..‬إلحق به‪.‬‬
‫( كرباج يالحق اللص قليييالً ثييم يعييود فيمسييك بييه القاضييي الييذي يييدور‬
‫باحثا ً عن اللص)‪.‬‬
‫اللص‪ ..‬اللص‪ ..‬أمسكت بك‪ ( ..‬يضربه )‪.‬‬ ‫القاضي ‪:‬‬
‫كال يا سيدي‪ ..‬أنا كرباج‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫ولماذا عدت يا أحمق ؟‬ ‫القاضي ‪:‬‬
‫لم تقل بمن ألحق ‪ ..‬باللص أم بفارس ؟‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫أنا الذي سألحق بك‪ ( ..‬يضربه ‪ ..‬يهرب كربيياج يييدخل الييوزير عييابس‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أثناء هذه الفوضى فيصطدم به القاضي ويمسييك بييه‪ )..‬خييذ ‪ ..‬خييذ‪ ..‬يييا‬
‫كرباج يا كرباج‪.‬‬
‫(يصرخ ) أنا لست كرباجا ً يا غبي‪.‬‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫أنت اللص إذن ‪ ..‬خذ ‪..‬خذ‪ ( ..‬يضربه )‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أنا الوزير األكبر عابس ‪.‬‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫( ساخراً‪ ..‬غير مصدق )‪ .‬وأنا اإلمبراطور إذن‪ ..‬خذ‪ ..‬خذ‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫(مذعورا ً ) ‪ ..‬توقف يا سيدي‪ ..‬أنت تضرب الوزير األكبر‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫( يتوقف القاضي مذهوالً ‪ ..‬يبكي ميين األلييم بصييوت مرتفييع ‪ ..‬كربيياج‬
‫يساعد القاضي بصعوبة على خلع المالبس العجيبة )‪.‬‬
‫من أنت ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫(متذلالً) أنا القاضي عبد الحق‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫(بغضب شديد ) كيف تتجرأ على ضربي يا أحمق ؟!‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫سامحني يا سيدي ‪ ..‬ظننتك اللص سرقون‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫هل تعني بأنني أشبه اللصوص ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫كال ‪ ..‬ولكنني لم أرك بسبب هذه الثياب السخيفة‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫ومن خاطها لك ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫شاب اسمه فارس‪ ( ..‬يدخل فارس وقد قبض على اللص )‪ ..‬ها هييو يييا‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫سيدي‪.‬‬
‫( يشير إلى سرقون ) وهذا الطفل البريء من يكون ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫إنه اللص سييرقون ‪ ( ..‬القاضييي يضييرب سييرقون ) تهييرب منييي ‪ ..‬يييا‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫لص‪ ( ..‬يمسكه كرباج ويعيده إلى قفص االتهام )‪.‬‬
‫( للقاضي ) كيف هرب اللص من المحكمة يا عبد الحق ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫الذنب كله يقع على هذه الثياب اللعينة‪.‬‬ ‫القاضي ‪:‬‬
‫( لفارس ) أ أنت من خاط هذه الثياب اللعينة ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫نعم يا سيدي‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫ولماذا خطتها بهذا الشكل السيئ ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫( يدخل برهان وزهر اللوز) ‪.‬‬
‫( مقاطعا ً ) ألنه ال يعرف شيئا ً في الحساب يا سيدي الوزير‪.‬‬ ‫برهان ‪:‬‬
‫من أنتما ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫أنا والده يا سيدي الوزير‪.‬‬ ‫برهان‪:‬‬
‫وأنا ابنة عمه‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫(برهان يهمس في أذن الوزير شاكيا ً ولده)‪.‬‬
‫غير معقول تريد العمل في التجارة و الخياطة وال تعرف الحساب ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫( يدخل المعلم غزال )‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫يقول في الرياضيات أشعارا ً سخيفة‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫من أنت ؟‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫أنا غزال معلم الرياضيات‪.‬‬ ‫الغزال‪:‬‬
‫أسمعت ماذا يقول السيد فارس غزال‪.‬‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫الضرب درس ميرعب ٌ‬ ‫غزال‪:‬‬
‫والهندسة هييي أبش ٌع‬
‫والجمع قُ ْل لي يا صديق‬
‫قل ليييي بماذا ينف ُع‬
‫( يتالشى شيئا ً فشيئا ً غناء األطفال )‪.‬‬
‫( ساخرا ً ) هكذا إذن‪ ( ..‬يجلس وراء منصة المحكمة ويطرق بالمطرق‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫معلنا ً افتتاح الجلسة) أسمعوا أحكامي أوالً (للقاضي ) أنت محييروم ميين‬
‫الترفيع خمس سنوات يا عبييد الحييق وإذا أخطييأت ثانييية فسييوف أعينييك‬
‫قاضيا ً على مشاكل األوالد‪ ..‬ثانيا ً على الشاب فارس أال يخرج من بيته‬
‫أبييدا ً إال بعييد أن يييتقن علييم الرياضيييات‪ ( ..‬يضييرب بالمطرقيية) رفعييت‬
‫الجلسة‪.‬‬
‫أنا مظلوم ياسيدي‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أنا مظلوم أيضاً‪.‬‬ ‫سرقون‪:‬‬
‫( القاضي عبد الحق يضرب سرقون )‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫مظلوم‪ ..‬أنت تستحق الشنق والرمي في البحر‪.‬‬
‫أحكم بالعدل يا عبد الحق‪.‬‬ ‫الوزير‪:‬‬
‫( يكتم غضبه) حاضر‪ ..‬حاضر يا سيدي‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬

‫إظالم‬

‫‪72‬‬
‫المشهد السادس‬

‫( قاعة المحكمة ‪ ..‬القاضييي عبييد الحييق والمعلييم يفحصييان فييارس قبييل‬


‫إطالق سراحه‪ ..‬زهر اللوز وبرهان واقفان)‪.‬‬
‫‪ 9 × 9‬ماذا يساوي ؟‬ ‫غزال‪:‬‬
‫واحد وثمانون‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫اثنان وسبعون تقسيم ثمانية‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫تسعة‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫مساحة المثلث‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫القاعدة × االرتفاع‬ ‫فارس‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫كيف نحسب حجم الغرفة ؟‬ ‫غزال‪:‬‬
‫الطول × العرض × االرتفاع ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫ما رأيك يا استاذ غزال ؟‬ ‫برهان‪:‬‬
‫لقد أصبح جيداً‪.‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫هل يمكن إطالق سراحه ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫نعم‪..‬‬ ‫غزال‪:‬‬
‫( يقدم إليه ورقة ) وقع هنا‪ ( ..‬يوقع المعلم غييزال‪ ..‬يخييرج فييارس ميين‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫المحكمة فرحا ً مع زهر اللوز وبرهان )‪.‬‬

‫إظالم‬

‫‪73‬‬
‫المشهد السابع‬

‫( في السوق‪ ..‬فارس يرتب البضاعة في الدكان وهو فرح‪ ..‬زهر اللوز‬


‫في دكانها تراقبه مسرورة يدخل حربوص ومعه فلفلة التي تنكييرت فييي‬
‫زي إمرأة عجوز‪ ..‬تتهامس مع حربوص ثم تتجه نحو زهر اللوز)‪.‬‬
‫صباح الخير يا بنتي‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫أهالً يا خالة ماذا تريدين؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫أرجوك تعالى معي ‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫إلى أين ؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫إلى البيت ‪ ..‬ابني الوحيد مريض جداً‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫ماذا يشكو؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫ألم في رأسه‪ ..‬ودوخة‪.‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫هل حرارته مرتفعة ؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫طبعاً‪..‬‬ ‫فلفلة‪:‬‬
‫( تجهز زهر اللوز بعض األدوية واألعشاب تضعها في حقيبيية قماشييية‬
‫وتخرج من الدكان )‪.‬‬
‫( لفارس ) انتبه للدكان‪ ..‬سأعود بعد قليل ‪.‬‬ ‫زهر اللوز ‪:‬‬
‫( تخرج مع فلفلة‪ ..‬يخييرج حربييوص حييامالً زجاجيية شييراب ‪ ..‬ويتجييه‬
‫نحو فارس )‪.‬‬
‫مرحبا ً يا فارس‪.‬‬ ‫حربوص‬
‫ماذا تريد ؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫سمعت بأن زواجك من زهر اللوز سيكون في الشهر القادم‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫نعم‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( للجمهور ) لن يتم هذا األمر أبداً‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫ماذا تقول ؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫ال شيء‪ ..‬لقد جئت أهنئييك أوالً بخروجييك ميين السييجن بالسييالمة وثانييا ً‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫لتعلمك الحساب وثالثا ً ألهديك زجاجة من الشراب اللذيييذ الييذي صيينعته‬
‫بنفسي من عصير توت الثعلب‪.‬‬
‫خذ هديتك أيها الثعلب وانصرف من هنا ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( يصييب كأس يا ً ) ليين أنصييرف حتييى تشييرب ميين يييدي كأس يا ً ميين هييذا‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫العصير الميينعش‪ ..‬اشييرب يييا صييديقي‪ ..‬اشييرب ( للجمهييور ) سيييكون‬
‫آخر كأس في حياته‪ ( ..‬يضحك ) وسوف اتزوج زهر اللييوز واسييتولي‬
‫على هذا الدكان‪ (..‬يقدم إليه الكأس من جديد )‪.‬‬
‫قلت لك ال أحب مثل هذا الشراب وال أشعر بالعطش‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫بل أنت عطشان‪ ( ..‬بإلحاح ) أنا واثق بأنك عطشان‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫كال‪ ( ..‬يدخل فجأة القاضي ومعه كرباج )‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫بل أنا العطشان‪ ( ..‬يحمل الزجاجة ويتأملهييا ) يبييدو أنييه شييراب لذيييذ‪..‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫من جاء به؟‬
‫حربوص‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫سأتذوقه‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫(يمنعه) كال ياسيدي‪ ..‬سأهديك زجاجة أخرى‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫ولكنييي أشييعر بييالعطش الشييديد اآلن ( يشييرب القاضييي الكيياس دفعيية‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫واحييدة‪)..‬في طعمييه مييرار قليييل‪ (..‬فجييأة) آخ ‪ ..‬أخ بطنييي النجييدة‪..‬‬
‫النجييدة‪ ..‬الشييراب مسييموم( يهييرب حربييوص ‪ ..‬يتبعييه كربيياج) آخ‬
‫‪..‬سأموت أين زهر اللوز ؟‬
‫( مضطربا ً ) لقد ذهبت مع امرأة عجوز‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫أالتعرف فييي األدوييية‪..‬؟ أسييرع سييأموت ‪ ( ..‬يسييرع إلييى دكييان زهيير‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫اللوزوويفتح كتابا ً مكتوب على غالفه عالج المسموم ويبدأ بييالقرأة ميين‬
‫كتاب وتحضير الدواء )‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫خمس غرامات من القطرميز رقم سبعة‪ ..‬وسبع غرامات من القطرميز‬ ‫فارس‪:‬‬
‫رقم تسع عشرة ومقدار ربع‪ ..‬ربع ليتر من ماء الورد ‪.‬‬
‫( يضع الجميع في طاسة ماء ويحركها‪ ..‬ثم يقدم الييدواء للقاضييي الييذي‬
‫يشرب الدواء بسرعة)‪.‬‬
‫آه ‪..‬آه ‪..‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫كيف حالك اآلن ؟‬ ‫فارس‪:‬‬
‫لقد خف األلم‪ ..‬شكرا ً يا فارس‪.‬‬ ‫القاضي ‪:‬‬
‫( تحضر زهر اللوز غاضبة )‪.‬‬
‫يا لها من امرأة محتالة‪ ( ..‬تالحظ ما يجري ) ماذا حدث ؟‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫لقد شرب القاضي عبد الحق من هذا الشراب ( زهر اللوز تشمه )‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫هذا الشراب فيه سم الزرنيخ‪.‬‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫ماذا ؟!‪ ..‬سم الزرنيخ‪ ..‬النجدة‪ ..‬أنقذوني أرجوكم‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫( لفارس ) ماذا أعطيته ؟‬ ‫زهر اللوز ‪:‬‬
‫ركبت له هذا الدواء المضاد للمسموم ‪.‬‬ ‫فارس‪:‬‬
‫( يشيرإلى الصفحة )‪.‬‬
‫الييدواء صييحيح ولييوال معرفتييك بالحسيياب لكييان القاضييي فييي عييداد‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫األموات‪.‬‬
‫ولماذا أرادوا موتي ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫بييل مييوتي يييا سيييدي ‪ ..‬حربييوص هييو الييذي أهييداني زجاجيية الشييراب‬ ‫فارس‪:‬‬
‫المسموم‪.‬‬
‫وفلفلة هي التي تنكرت بثياب عجوز وأبعدتني عن المكان حتى ال أنقييذ‬ ‫زهر اللوز‪:‬‬
‫فارس إذا تسمم‪.‬‬
‫يا لهما من مجرمين ‪ ..‬ولكن لماذا ؟‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫حتى يتزوج حربوص من زهر اللوز ويستولي على الدكان‪.‬‬ ‫فارس ‪:‬‬
‫( يفطن ) أين كرباج يحضر ( كرباج ممسكا ً بحربوص )‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫أنا هنا يا سيدي وقد أحضرت لك صاحب الشراب‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫( القاضي يضربه ) تريد موتي يا سفاح يا مجرم‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫انا مظلوم‪ ..‬لم أقصد إيذاء أحد‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫والسم الذي في الشراب ؟‬ ‫القاضي‬
‫ابداً‪ ..‬ال يوجد سم ‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫( القاضي يصب كأسا ً ويقدمه لحربوص )‪.‬‬
‫تفضل إذن‪.‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫هذا عيب يا سيدي كيف أشرب من هديتي‪.‬‬ ‫حربوص‪:‬‬
‫يا سالم على الذوق‪ ( ..‬يصرخ ) يا كرباج‪.‬‬ ‫االقاضي‪:‬‬
‫نعم يا سيدي‪.‬‬ ‫كرباج‪:‬‬
‫خذ هذا المجرم من أمامي إلى السجن ( يدفع كرباج حربوص أمامييه ‪..‬‬ ‫القاضي‪:‬‬
‫القاضي يأخذ الزجاجة ويلحق بهما )‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫( زهر اللوز وفارس يغنيان ثم يلحق بهما بقية الممثلين والجميييع يغنييي‬
‫األغنية التالية) ‪:‬‬

‫غنيي يوا معييييي لييييييييحن الحييييياةْ أحبتيييييي غنيييييوا معييييييييييييي‬

‫يور العقييييييول الهندسييييييييي ْ‬


‫والجبييييير عيييييييييييييل ُم البييييييارعِّ‬
‫ُ‬ ‫يية‬ ‫نييييي ُ‬

‫أميييييييييييا الحسيييييياب فممتيييييي ٌع ييييييييييييييهواه عقيييييي ُل المبييييييدعِّ‬

‫ْ‬
‫الزوبعيييية‬ ‫ْ‬
‫الحصييييان يييييييييجري كعصييييف‬ ‫فيييييييالثور ضييييخ ٌم و‬
‫ُ‬

‫يقر يعليييو فييييييي الفضييياء و إذا هيييييوى ميييييا أسييييييييييرع ْه‬


‫والصيي ُ‬

‫لكيينهم ال يحسييييييينون جميييعُه ْم العييييييد حيييييييييييييتى األربعييييي ْ‬


‫ية‬

‫( النهاية )‬

‫‪78‬‬
‫ُ‬
‫بيت األصدقاء‬

‫‪79‬‬
‫شخصيات المسرحية‬
‫‪ -1‬كنعان ‪ :‬طفل ضخم عدواني يحب السيطرة‬
‫‪ -2‬أم كنعان ‪ :‬امرأة فقيرة تعمل في الخياطة‬
‫‪ -3‬سالم ‪ :‬شقيقة كنعان ‪..‬تحب النباتات واألزهار‬
‫‪ -4‬بسام ‪ :‬طفل يحب الجدال والنقاش‬
‫‪ -5‬يوسف ‪ :‬طفل ‪..‬يحب االقتراحات وإبداء المالحظات‬
‫‪ -6‬ناصر‪ :‬طفل ‪..‬يحب التصويت واتباع الطرق الديمقراطية‬
‫‪ -7‬مازن ‪ :‬طفل ‪..‬متردد‬
‫‪ -8‬طالل ‪ :‬طفل عنيد ويحب النقاش‬
‫‪ -9‬أدهم ‪ :‬طفل طيب وشجاع‬
‫‪ -10‬وليد‪ :‬طفل شجاع يحب التعاون‬
‫‪ -11‬ريشو ‪ :‬ببغاء ثرثار لكنه طيب ويحب الخير‬
‫‪ -12‬سعران ‪:‬ساحر شرير‬
‫‪ -13‬غربون ‪ :‬غراب ماكر وهو خادم تابع لسعران‬
‫‪ -14‬حامد ‪( :‬أبو وداد ) بائع متجول وجار ألم كنعان‬

‫‪80‬‬
‫المشهد األول‬

‫ا (و ي نب ) ن ى و ط احة شج ة كب ة ا ذع ضخم وأًصا‬ ‫احة عل أط ف بل ة‬


‫حة‪.‬‬ ‫ريشو وهو أح شخص ات‬ ‫قوية يجلس عل ًص ق يب ع ألرض ببغاء‬
‫حول شج ة ن ى أربعة أطفال وهم ‪ :‬ب ام – يو ف – عا – طالل ‪.‬يع لو عل بناء ب ن ب ط‬
‫ع خشب وأًصا شج‬
‫وهم يغ ّنو ‪:‬‬
‫يلللللللللا ب تنلللللللللا غلللللللللا تبن لللللللللللللل أيلللللللللللللل ينا‬

‫للللللللللل أعان نلللللللللللا‬ ‫للللللللللللللعا تنا‬ ‫لللللللللللللل‬

‫نح لللللللللل ل ح ايللللللللللللات نشللللللللللللل و أًان نللللللللللللللا‬

‫للللللللللللللو نا ينللللللللللللللا‬ ‫با حللللللللللللللبّ نبن لللللللللللل ل‬

‫غناء ‪..‬‬
‫ببغاء ريشو أنتم شاط و‬ ‫قط‬
‫طالل اذ ياريشو ؟‬
‫يوعا و م تفعلو أي ش ء‬ ‫اذ ؟ ! ع‬ ‫ريشو‬
‫يو ف كنا نج ز ألع ة وخشب قف يا ريشو‬
‫ريشو وكم نا ذة ت و لب ن ؟‬
‫نا ذة و ح ة ‪..‬‬ ‫ناص‬
‫نا ذتا ‪..‬و ح ة صغ ة ع هنا وأخ ى كب ة ع هناك و قت ح أ تزرعو‬ ‫ريشو أنا أقت ح أ ي و‬
‫ورو أعام ب ن وخلف‬
‫الم ‪..‬تعال و اع نا‬ ‫أنن شاط قط‬ ‫ب ام‬
‫حن م ببناء ب ن ق ب شج ت ك ي ة‬ ‫وعا عالقت ؟ إن نا ي م ‪..‬أال ي ف أنن‬ ‫ريشو‬
‫ا ‪..‬‬ ‫ق أخذنا إذنا ع شج ‪..‬‬ ‫ناص‬
‫(ي ل شج ة ) ك ي ة ‪..‬هغ أعط ت م إذنا ببناء ب ن هنا ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫( شج ة ت ز أًصان ا ك ن ا تقول نعم )‬
‫يو ف أرأين ؟ ق قا ن نعم‬
‫ريشو عاذ ت و نا ي ؟‬
‫يو ف نا ي نجوم‬
‫ال يعجبن هذ ال م ‪...‬‬ ‫ب ام‬

‫‪81‬‬
‫؟‬ ‫وعاذ تقت ح أ ت‬
‫م بل تنا ‪..‬‬ ‫نا ي رأس نب عل‬ ‫يو ف‬
‫نا ي نجوم أ غ‬ ‫ب ام‬
‫بغ نا ي رأس نب‬ ‫يو ف‬
‫با تصوين ‪..‬ه ا ‪..‬‬ ‫ب ام‬
‫أنا عو‬ ‫ناص‬
‫وأنا عو ‪...‬‬ ‫ب ام‬
‫م نا ي ر س نب ي ي‬ ‫ع د يو عل‬ ‫يو ف‬
‫نتظ و ‪ ...‬حظة ‪...‬ال ي ن م تصوين‬ ‫ناص‬
‫اذ ؟‬ ‫ريشو‬
‫هغ ن تم أ ص يق م و ًائب ؟‬ ‫عا‬
‫هذ صح ح ‪..‬و ًائب وهو صاحب قت ح بناء ب ن‬ ‫ريشو‬
‫ق ت خ ‪..‬‬ ‫عا‬
‫(يصع شج ة ويت عغ بع ) ‪ ...‬نتظ و ‪...‬هاهو قا م‪ ...‬وعع شخص آخ‬ ‫طالل‬
‫شخص آخ ‪..‬ع هو ؟‬ ‫ريشو‬
‫ال أ ري ‪ ..‬م أر ع قبغ ‪..‬‬ ‫ب ام‬
‫أ هم وهو يح غ حق بة‬ ‫عثغ ن م و‬ ‫( يصغ و وهو يح غ أخشابا لبناء وعع طفغ آخ‬ ‫ريشو‬
‫ا ع ة نجارة ‪)..‬‬
‫م بعض ألخشاب ‪..‬‬ ‫صباح خ ‪...‬أنا آ ف كنن أ‬
‫بل تنا عنذ لاللة أيام ‪..‬‬ ‫أع ّ م عل ارنا ج ي وص يق أ هم ‪ ..‬ق نتقغ ع أهل ل‬
‫هنا بل ت م ج لة‬ ‫نجارة ‪ ..‬ئنا ل‬ ‫أ هم ‪..‬ووو ي يع غ‬ ‫(ي ي ل صا حة )‬ ‫أ هم‬
‫أهال و ال ‪..‬أنا يو ف‪..‬‬ ‫يو ف‬
‫أنا عا‬ ‫عا‬
‫أنا ب ام ‪ (..‬يتاب ألطفال تع يف عل أنف م عصا ح )‬ ‫ب ام‬
‫ا ك ي ة وه ص يقت‬ ‫وأنا ريشو ‪..‬وهذ شج ة‬ ‫ريشو‬
‫أهال و ال‬ ‫أ هم‬
‫أخب ن و أن م ت ي و بناء ب ن نا ي م ص ف ‪..‬‬
‫نا ي ر س نب‬ ‫هذ صح ح و وف ن‬ ‫ب ام‬
‫بغ نجوم‬ ‫يو ف‬
‫(يتجا ال )‬
‫أل غ أ تبنو نا ي أوال ‪..‬لم تتفقو عل ال م ا بع ‪..‬‬ ‫أ هم‬
‫نجارة‬ ‫أ هم وف ي اع نا ‪ ..‬و يع غ‬ ‫و‬
‫بناء ؟‬ ‫وهغ يع ف‬ ‫طالل‬
‫نعم‪...‬كنن أ اع و ي صن نو ذ و ألبو ب و خز ئ ‪..‬‬ ‫أ هم‬
‫بنائنا ؟‬ ‫عا رأي‬ ‫عا‬
‫(يت عغ عا بنو ) ج ر ضع فة ‪ ..‬تص طويال أعام ياح و عو صف‪..‬‬ ‫أ هم‬
‫أي عخطط بناء ؟‬

‫‪82‬‬
‫عخطط !!‬
‫نعم عخطط ‪..‬ال ي ن م بناء و عخطط ع ب ‪..‬‬ ‫ب ام‬
‫أوال يجب عع ة ع احة وش غ ألرض ت وف تبنو عل ا ‪..‬‬
‫لان ا ش غ بناء ذي وف تق ون ‪..‬‬
‫ولا ثا عا ه وظ فت ‪..‬‬
‫ا ذي وف يبنو عل ‪..‬ي اع‬ ‫( يخ ج ش يط علو ع حق بت ع عت ق اس تح ي‬
‫ا ‪)...‬‬ ‫ألطفال وريشو تح ي‬
‫ن ‪..‬وهنا ت و ب ية ج ر اري ‪..‬‬ ‫أنا أقت ح أ ت و شج ة ب ية ج ر‬
‫باب و ع هنا ‪ ...‬نا ذة ع هنا ال تقبال ش س و وء ‪..‬‬
‫أنا أقت ح أ ي و هناك نا ذة أخ ى صغ ة ع ج ة غ ب ة‬ ‫أ هم‬
‫اذ ياريشو ؟‬ ‫ريشو‬
‫ك ت و جبال بع ة و ق م ت يغ ها ثلج‬ ‫أ هم‬
‫ة لة ‪...‬عا رأي م ؟‬ ‫ريشو‬
‫( يو قو )‬
‫نا ذة وأتحا ث عع م‬ ‫طبعا ‪..‬و وف أقف أنا‬ ‫أ هم‬
‫(ي ح و )‬
‫( كنعا ) وهو يح غ قطا ع ذيل و قط ي وء صارخا ‪..‬‬ ‫( ج ة يظ طفغ ش س العح‬ ‫ريشو‬
‫نار ك ا يعل ع ع أل خاخ ‪...‬‬ ‫تة ت صطا ها‬ ‫ك ا يعل ع ع عصا‬
‫يتوقف ألطفال ع ع غ خائف وهم ي و ‪...‬كنعا ‪..‬كنعا ‪)..‬‬
‫عا ب م ؟ !‪ ..‬اذ توقفتم ؟ ع هو كنعا ؟‬
‫(يش و إ كنعا ‪)...‬‬
‫(بغ ور و تعالء ) عاذ تفعلو هنا ؟‬ ‫أ هم‬
‫(بخوف ) نبن ب تا ‪..‬كا ت ى‬ ‫كنعا‬
‫و اذ تبنو ب تا ؟‬ ‫يو ف‬
‫و عق نا ينا ‪..‬خالل ص ف ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ح م بذ ؟‬ ‫وع‬ ‫يو ف‬
‫اح ‪..‬؟‬ ‫وهغ بناء ب ن يحتاج إ‬ ‫كنعا‬
‫طبعا ‪..‬يجب أ ت خذو إذنا عن أوال‪...‬‬ ‫و‬
‫ألرض و شج ة عل عام لج‬ ‫كنعا‬
‫أنا ال أ ح م ببناء ب ن‬ ‫طالل‬
‫اذ ؟‬ ‫كنعا‬
‫ألنن أض أ خاخ ص ي تحن هذ شج ة وأصطا ث ع ط ور هنا ‪..‬‬ ‫يو ف‬
‫ع أعل ) أنا خائف‪..‬أبع و عن ‪..‬‬ ‫(يغا ر إ‬ ‫كنعا‬
‫نا ينا ‪..‬عا رأي ؟‬ ‫نجعل ع و‬ ‫ريشو‬
‫نا ينا‪..‬‬ ‫(يعت ض ) كال ‪ ...‬ال ن ي ر ب وك ا‬ ‫يو ف‬
‫(بغ ب ) أت خ عن يا ب ام ؟‪..‬وتع ّ ن با وب أي ا ‪ ..‬ري م‬ ‫ب ام‬
‫نح آ فو ‪...‬ال تقغ هذ الم ياب ام‪..‬‬ ‫كنعا‬

‫‪83‬‬
‫بناء ‪..‬‬ ‫تعال و اع نا‬ ‫يو ف‬
‫(بغ ب ) ال أري كم وال أري نا ي م ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫(ي هم ) ه ا ح لو أً ض م خ فة و نص و ع هنا حاال‪..‬وإال‪..‬‬
‫(ي تع ألطفال لذهاب ‪..‬يوقف م أ هم )‬
‫توقفو ‪(...‬بتص م )‬ ‫أ هم‬
‫ننص ف ع هنا‬
‫ع أنن ؟‬ ‫كنعا‬
‫ا‬ ‫نن هذ بل ة عنذ أيام وهؤالء أص قائ ‪..‬و نت ك هذ‬ ‫أ هم ‪..‬وق‬ ‫أ هم‬
‫أتتح ن أي ا غ يب ؟ ‪...‬يب و أن ال تعلم ع أنا‬ ‫كنعا‬
‫ع فة ‪..‬وتصطا ط ور ج لة ‪..‬‬ ‫أعلم‪..‬أن إن ا عغ ور وش ي تت ل بتعذيب ح و نات‬ ‫أ هم‬
‫وتحب إيذ ء خ ي ‪..‬‬
‫(ي ع قط بع بغ ب ‪..‬وي ع أل خاخ وي تع لقتال ‪ )..‬ري إذ ع أنا ‪..‬ه ا إ قتال‬ ‫كنعا‬
‫‪..‬أنا ال أري قتال أح ‪...‬أري أ أكو ص يقا لج هنا‪..‬‬ ‫قل ال )‬ ‫(يت‬ ‫أ هم‬
‫بغ أنن با وخائف ‪ ..‬وف أ عل عب ة م ‪(.. ..‬ي ح ها ئا ويتخذ وضع ة قتال عبا غ ا)‬ ‫كنعا‬
‫ه ا قاتلن يا با ‪..‬ه ا ‪..‬‬
‫أنا ال أحب قتال ‪..‬أر وك‬ ‫أ هم‬
‫أنن ا ة ضع فة ‪....‬ه ا إ قتال يا با‬ ‫كنعا‬
‫ك ات ي‬ ‫أ هم‬
‫(ي تع أ هم لقتال ‪..‬ويش غ ألطفال حلقة حو ا‪..‬وهم خائفو عل أ هم ‪..‬ي ور كنعا وأ هم حول‬
‫ا ‪...‬ينقض كنعا عل أ هم ‪ ..‬أ هم بح كة بارعة يتفا ‪...‬وبح كة ن ة ي ع أرضا‬ ‫بع‬
‫أ هم يتفا‬ ‫‪...‬كنعا ال يص ق عا ى ين ض ًاضبا لم ين ب غ قوت وهو يص خ‬
‫وي تغغ ن اع ويط ح أرضا ‪..‬يبق كنعا اقطا عل ألرض حظات وهو أقص حاالت‬
‫ذل و ذهول‬
‫و و ‪..‬وهو ً عص ق عا يج ي عع‬
‫ععف‬ ‫يصف ألطفال ح بفو أ هم ‪..‬ي وهم أ يتوقفو ‪..‬ين ض كنعا وهو ذ غ وو‬
‫با ت ب ‪..‬ين ض ويتوع ألطفال وخاصة أ هم ‪)..‬‬
‫(ي ا يب ع ق ) ري م ‪ ..‬ري م يا بناء ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ح وهو ال يلتفن أب ‪...‬يلح ب ببغاء ريشو ‪)..‬‬ ‫(ي كض خارج‬
‫( إظالم )‬

‫‪84‬‬
‫المشهد الثاني‬
‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫اح‬ ‫كف‬ ‫يؤ ي إ‬ ‫ع خغ و ي وف ‪ ..‬صخور ا و قاتم ي ّ ب ن ا ع ض‬
‫ً بو عل إح ى صخور وهو ينع ‪..‬‬ ‫يقف ً ب‬
‫يصغ كنعا وهو يل ث إ ع خغ و ي وهو حا ة ً ب ش ي ول اب عل ئة با غبار وخلف‬
‫يط ببغاء ريشو يحاول إصالح ألع ‪..‬‬
‫(ينا ي) كنعا ‪..‬كنعا ‪..‬توقف يا كنعا ‪...‬‬ ‫ريشو‬
‫(يتوقف كنعا ) عاذ ت ي عن ؟‬ ‫كنعا‬
‫أري ك أ تعو إ أص قائ وتتصا ح عع م‬ ‫ريشو‬
‫و أص قائ ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫ت تط ع ش وح ك و أص قاء يا كنعا‬ ‫ريشو‬
‫بغ أ تط ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫غ ب ش ي ً بو )‬ ‫(يظ‬
‫( بلطف خب ث ) ع عغ ب هذ يا ص يق ؟‬ ‫ً بو‬
‫ال أح ‪ ..‬ق وقعن ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫(شاعتا و اخ ) كال ‪ ..‬ق تشا ت ع طفغ غ يب أ هم ‪...‬وهزع ‪..‬ه ‪..‬ه ‪..‬ه ‪ ..‬ق رأيت م‬ ‫ً بو‬
‫‪..‬‬
‫ة قا عة ‪..‬‬ ‫(ي ب بحج ) أت خ عن يا ً بو ‪ ...‬هزع‬ ‫كنعا‬
‫عف‬ ‫ت تط هزي ت ب ذ ج م‬ ‫ً بو‬
‫بل ة كل ا‬ ‫بغ أنا أقوى صب‬ ‫كنعا‬
‫ناك ع هو أقوى عن‬ ‫كنن أقوى صب ‪...‬أعا‬ ‫ً بو‬
‫نطقة‬ ‫ي ‪...‬بغ أقوى شخص‬ ‫بل ة كل ا ع‬ ‫‪..‬هغ ت ي أ تصبح أقوى صب‬
‫كل ا ‪..‬‬
‫ة قا عة‬ ‫هزع‬ ‫كنعا‬
‫ت زع إال إذ ت عن الع‬ ‫ً بو‬
‫كالم هذ ش ي يا كنعا‬ ‫ال ت‬ ‫ريشو‬
‫) ن يا ببغاء يا ل لار ‪..‬وإال عزقت ‪(..‬يبتع ريشو )‬ ‫(ي ا‬ ‫ً بو‬
‫كالع يا كنعا ‪...‬‬ ‫ال ت‬ ‫ريشو‬
‫) خ س وإال ‪(...‬ي ب ريشو)‬ ‫(ي ا‬ ‫ً بو‬
‫تبعن ‪..‬ه ا ‪..‬‬ ‫ً بو‬
‫إ أي ؟‬ ‫كنعا‬
‫اح ع ‪..‬‬ ‫آخذك إ ص يق‬ ‫ً بو‬
‫اح ع ؟‬ ‫وعاذ أ عغ عن‬ ‫كنعا‬
‫وف ي نح قوة كب ة‬ ‫ً بو‬

‫‪85‬‬
‫وهغ هزم طفغ غ يب ؟‬ ‫كنعا‬
‫طبعا ‪..‬و ت زم عش ة عع ‪..‬ه ا تعال عع‬ ‫ً بو‬
‫اح ع ؟‬ ‫وأي ي‬ ‫كنعا‬
‫و ي وف و ء ‪...‬تعال عع ‪..‬‬ ‫ً بو‬
‫(ي تع كنعا لذهاب )‬
‫(يعو ريشو نصح كنعا ) ال تذهب ل اح ع يا كنعا ‪ ..‬تن م ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫بغ ذهب ‪..‬و وف ي نحن قوة كب ة ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫اح ش ي يا كنعا ‪..‬‬ ‫ع‬ ‫ريشو‬
‫(يت خغ ) ن ن أي ا غ ب ث لار ‪..‬‬ ‫ً بو‬
‫اح ط ب قلب ويحب ع اع ة خ ي تعال ‪..‬تعال ‪..‬‬ ‫ي ع‬
‫غ ب ي ذب ‪..‬ال تص ق يا كنعا‬ ‫ريشو‬
‫ر أو ص صار‪..‬‬ ‫ي ع أ يحو إ‬ ‫) أت حغ ع هنا يا ل لار أم أطلب ع‬ ‫(ي ا‬ ‫ً بو‬
‫(يغا ر ريشو وهو يحذر كنعا ‪)...‬‬
‫ح ب يا كنعا ‪ ..‬خذك إ عغارة ي ع حت تصبح أقوى ألقوياء ‪(..‬ينع ) ه ا‬
‫ح ب ب عة ‪ ..‬ق ت خ وقن ‪..‬‬

‫(إظالم )‬

‫‪86‬‬
‫المشهد الثالث‬

‫باب عغارة اح ع ‪...‬وعل ا تائ ع لو ح و نات ‪..‬‬


‫أعام باب عا يشب طاو ة حج ية ‪...‬وعل ا ج ة لور ‪..‬أو ح و ً يب ش غ ‪..‬‬
‫اح‬ ‫ر ف خار ع ونة ع أشبا رؤوس ح و نات ‪..‬لور ‪..‬ت‬ ‫صخور ت ت ّو‬
‫ًوريلال‪ ..‬ب ‪..‬أ ع ‪...‬ق ش ‪..‬وح ق ‪..‬‬
‫يصغ ً بو ك ن يط وهو ينع ‪..‬يتبع كنعا الهثا عتعبا ‪..‬‬
‫نتظ هنا ‪..‬‬ ‫ً بو‬
‫اح ع ؟‬ ‫أي‬ ‫كنعا‬
‫ح يّة ع و ي وف ‪ ..‬عو بع قل غ ‪..‬‬ ‫و‬ ‫إن يح ّ‬ ‫ً بو‬
‫باء ‪..‬‬ ‫قط ع ز ت ‪..‬ح‬ ‫عع‬ ‫(يصغ اح ع وهو ي ت ي لو ح و نات ‪..‬وق أح‬
‫أ ع ‪ ..‬لحفاة ‪..‬وضف ع ‪..‬ك ا يح غ بعض نباتات و ألشو ك ‪)..‬‬
‫(يص خ ) ع أنن ؟‬ ‫ع‬
‫(ي تب ) أنا ‪..‬أنا ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫عاذ تفعغ هنا ؟‬ ‫ع‬
‫هذ كنعا يا ي اح ع ‪..‬إن ص يق ‪..‬‬ ‫ً بو‬
‫وعاذ اء يفعغ هنا ‪ ..‬؟‬ ‫ع‬
‫أخب يا كنعا‬ ‫ً بو‬
‫أري أ أكو قويا يا ي اح‬ ‫كنعا‬
‫(يت عغ م كنعا ) ن قوي ج م ك ا أرى ‪..‬‬ ‫ع‬
‫أري أ أكو أقوى ب ث ‪..‬وال أح ي تط تغلب عل‬ ‫كنعا‬
‫بٌّ‬ ‫خت قوة ح و ذي ت ي ‪ ...‬نظ ‪(...‬يش إ و و ح ونات ) هذ لورب ي ‪..‬هذ‬ ‫ع‬
‫بل ‪ً..‬وريلال ‪..‬ق ش‪..‬أ ع كوب ‪...‬وح ق ‪..‬عاذ ت ي ؟‬
‫‪..‬‬ ‫أري أ أكو قويا‬ ‫كنعا‬
‫(يص خ ) كلّ ا قوية ‪ ...‬نظ‬ ‫ع‬
‫أذ كنعا ناصحا)‬ ‫(ي س ً بو‬
‫أري قوة ثور ب ي‬ ‫كنعا‬
‫ش ب ثور ب ي‬ ‫نتظ ‪ ...‬ح‬ ‫ع‬
‫ع‬ ‫ف ‪...‬يعو‬ ‫صوت خو رلور ب ي‪..‬ويخ ج ضباب أ و ع‬ ‫(ي خغ ع ‪...‬ن‬
‫وهو يح غ ك ا عل ر م لور ب ي و ش ب أصف يطفو بخار وق ‪)..‬‬
‫هذ ش ب جعل أقوى شخص هذ بال وال أح ي تط تغلب عل ‪..‬‬
‫(ي كنعا ي ش ب بح اس)‬
‫‪87‬‬
‫(يص خ ) نتظ ‪ ..‬نتظ ‪..‬‬
‫(ب هشة ) اذ ؟‬ ‫كنعا‬
‫(ي ح بصخب ع ً بو ) إن يقول اذ يا ً بو ‪...‬ه ‪..‬ه ‪..‬ه ‪..‬‬ ‫ع‬
‫عاذ ح ث ؟‬ ‫كنعا‬
‫عاذ ح ث ؟‪..‬ت ي أ تحصغ عل ش ب ثور ب ي با جا ه ذ ‪...‬يا ع لور أح‬ ‫ع‬
‫!‪..‬ه ‪..‬ه ‪..‬‬
‫وب ) عع نصف ينار ‪..‬‬ ‫وعاذ تطلب ل ن ؟ (يبحث‬ ‫كنعا‬
‫ي ع ً بو اخ ) نصف ينار ‪...‬عع نصف ينار ‪..‬ه ‪..‬ه ‪..‬ه ‪..‬‬ ‫(ي ح ع‬ ‫ع‬
‫ي ي أ يعط ن ل ش ب ثور ب ي ‪..‬نصف ينار يا ً بو ‪...‬ه ‪..‬ه ‪..‬ه ‪(...‬ي ح عع‬
‫ً بو )‬
‫ت صط ت ا‬ ‫عط هذ عصا‬ ‫كنعا‬
‫ي ) أ عن يا ً بو ‪..‬ي ي أ يعط ن عصا‬ ‫عصا ( ي ح ع‬ ‫ع‬
‫قطا حت ي كغ عصا ؟‬ ‫ي ع‬ ‫(وهو ي ح ) وهغ تظ‬ ‫ً بو‬
‫خ س يا ً بو ‪...‬‬ ‫ع‬
‫ال أري نقو ك وال عصا ك‬
‫عاذ ت ي إذ ؟‬ ‫كنعا‬
‫‪......‬أري ‪...‬قلب ‪..‬‬ ‫ع‬
‫قلب !‪..‬وك ف ع ش و قلب ‪..‬؟!‬ ‫كنعا‬
‫صنوع ع حم و م يا ًب‬ ‫آخذ قلب‬ ‫ع‬
‫عاذ ت خذ إذ ؟‬ ‫كنعا‬
‫آخذ عن حب ‪ ..‬قط ‪..‬‬ ‫ع‬
‫حب !!‬ ‫كنعا‬
‫نعم ‪ ...‬قط‪..‬‬ ‫ع‬
‫كف؟ مأ م‬ ‫كنعا‬
‫ألع ب ط ‪...‬ال تف إال نف ‪ ...‬ك د ك َّغ ناس ‪..‬ال ت اع د أح ‪..‬‬ ‫ع‬
‫عاذ ق رت ؟‬
‫(يت كنعا )‬
‫(يث ح ا ) أت ي ذ غ يب أ يتغلب عل وي خ عن أعام أهغ بل ة ‪..‬؟‬ ‫ً بو‬
‫ن ي ي أ ي خذ حب ع قلب ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫وعا حا ت إ ‪...‬أطفال رأس نب ي هون ‪..‬أ م ت هم ك ف خ و عن عن عا ر بن‬ ‫ً بو‬
‫‪..‬و خ و عن أي ا عن عا تغلب عل هذ و غ يب ‪..‬‬
‫ي‬ ‫أت ي أ يتغلب عل لان ة وأ ي خ و عن ع‬

‫ش ب‬ ‫كال ‪..‬ع تح غ ‪..‬أعطن‬ ‫كنعا‬


‫نعا ‪ )...‬ر ئحت ك ي ة ‪..‬‬ ‫ش ب‬ ‫(يق م ع‬
‫ش ب‬ ‫ّ عفعو قوي ‪..‬ه ا‬ ‫ع‬
‫ش ب‪..‬وألناء ش ب ن ى ط فا أ رق عل ش غ قلوب‬ ‫ً بو‬ ‫(يش ب كنعا وي اع‬

‫‪88‬‬
‫ف اء ‪...‬ينت كنعا ع ش ب ائغ ‪..‬يشع بقوة‬ ‫تخ ج ع ص ر كنعا وتتالش‬
‫اح قطعة خشب كب ة قوم ب ها ب و ة ‪)..‬‬ ‫‪..‬يص خ كا ثور ائج ‪..‬يعط‬
‫أرأين ؟‪...‬ه ا نطل ‪..‬و نتقم ‪..‬‬
‫(ينطل كنعا ر ك ا وهو يص خ كا ثور )‬
‫(إظالم )‬

‫‪89‬‬
‫المشهد الرابع‬
‫احة شج ة ج ها ارًة وهناك إطار باب ي تن لشج ة ‪..‬يقوم بتحط‬ ‫(يصغ كنعا إ‬
‫‪...‬يظ ريشو ع ور ء شج ة وهو خائف )‬
‫اذ حط ن باب يا كنعا ‪..‬؟‬ ‫ريشو‬
‫‪..‬أنا قوي ‪ ...‬نظ ‪...‬ه ‪..‬ه ‪...‬‬ ‫و وف أحطم كغ ش ء عنذ‬ ‫كنعا‬
‫أي ذهب جبناء ؟‬
‫ق عا و إ ب وت م ‪ ..‬وقن ق ت خ ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫عو و ؟‬ ‫وعت‬ ‫كنعا‬
‫ً صباحا‬ ‫ريشو‬
‫وهغ عو و غ يب عع م ؟‬ ‫كنعا‬
‫طبعا عو ‪ ..‬ق صار ص يق م وهو ي اع هم بناء ب ن‬ ‫ريشو‬
‫ي و هناك بناء ب ن ‪..‬و ري م ً ع أنا ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫اح ع يا كنعا ؟‬ ‫عاذ علن عن‬ ‫ريشو‬
‫ً تع ف ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫(ي تع لذهاب )‬
‫نتظ‬ ‫ريشو‬
‫عاذ ت ي ؟‬ ‫كنعا‬
‫أس )‬ ‫انب‬ ‫رأ ‪..‬هنا ‪..‬وهنا‪(..‬يش إ‬ ‫هناك ش ء عا يب‬ ‫ريشو‬
‫(يتل س رأ بخوف) ال يو ش ء‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫بغ يو‬ ‫ريشو‬
‫ن ( ي ع بقطعة خشب ‪..‬ي ب ريشو ‪..‬يغا ر كنعا وهو يتح س رأ وق ب حقا‬ ‫كنعا‬
‫عل انب رأ ك ن ا ق نا صغ )‬ ‫عظ ا صغ‬
‫إظالم‬

‫‪90‬‬
‫المشهد الخامس‬

‫ب ن أم كنعا ‪...‬أرض ر أل ة ق ة ن ا نظ فة وع تبة ‪,‬هناك ورو وأ هار ‪. .‬‬


‫ن ى ع ع ألقفاص ت تحتوي عل ط ور عختلفة ععلقة عل ج ر و ألرض أي ا ‪.‬‬
‫نشاه أم كنعا وه تقوم بخ اطة لوب ن ائ ب ط و غ ‪ ..‬بنت ا الم وه‬
‫ثان ة عش ة تقوم بصن أ هار ع ق اش لو ‪..‬‬
‫طبخ ‪..‬‬ ‫ار يؤ ي إ‬ ‫ار يؤ ي إ ً ة وباب إ‬ ‫باب إ‬

‫(بقل ) ت خ كنعا يا أع ‪...‬‬ ‫الم‬


‫كا عل أال توبخ كث ع أ غ ر وب‬
‫وأ ح ؟!‪ ...‬ق نجح ج إال هو ‪..‬عاذ ينقص ‪..‬‬ ‫وهغ ت ي ينن أ أ ً‬ ‫ألم‬
‫ق خ ج ًاضبا ع ب ن ‪..‬وأخاف أ يؤذي نف ‪..‬‬ ‫الم‬
‫بغ أخاف أ يؤذي خ ي ‪..‬‬ ‫ألم‬
‫بار ي ‪.‬ال ي لم ويجلس بع ‪)..‬‬ ‫(ي خغ كنعا وق عصب رأ ك يخف عظ‬
‫ع اء خ يا بن ‪..‬أي كنن ؟‬ ‫ألم‬
‫أي كنن ‪..‬؟!‬ ‫(بجفاف ) وعاذ ي‬ ‫كنعا‬
‫أخاف عل‬ ‫أنا أع وع حق‬ ‫ألم‬
‫‪(...‬يص خ ) هغ عتم ‪..‬؟ ال أري كم أ تقلقو عل ‪..‬وأنا أقل عل م‬ ‫ال تخا و عل ّ بع‬ ‫كنعا‬
‫أي ا‬
‫عاذ ى يا بن ‪ ..‬اذ تص خ ب ذ ش غ ؟‬ ‫ألم‬
‫ك ا أشاء ‪..‬وأ عغ عا أشاء (ي ح لم يذهب يتفق ط ور )‬ ‫ت لم وأص خ عنذ‬
‫هغ أطع تم ط وري ووضعتم ا اء ؟‬ ‫كنعا‬
‫نعم ‪..‬ونظفن ا ألقفاص أي ا ‪...‬‬ ‫الم‬
‫(ي ى قفصا ارًا ) أي شح ور ذي كا هنا ؟‬ ‫كنعا‬
‫ق عات ‪..‬‬ ‫الم‬
‫ل ن ‪..‬‬ ‫(يص خ ) ك ف عات ‪ (...‬الم ) أنن ع ؤو ة ع عوت ‪ ...‬ت ع‬ ‫كنعا‬
‫حا‬ ‫ألقفاص يا أخ ‪..‬أطل‬ ‫هذ ط ور ال تحب ع ش‬ ‫الم‬
‫حا‬ ‫ح ا !!‪..‬هغ أنن عجنونة ‪ ...‬ق تعذبن أياعا ص ها وت ي ينن أ أطل‬ ‫أطل‬ ‫كنعا‬
‫أخب ن ‪..‬عاذ تفعغ ب ا ؟‬ ‫ألم‬
‫ب ع ا ‪..‬وإذ م ي تن ب ا ع عنا ب ‪ ..‬ذبح ا ‪..‬ه ‪..‬ه ‪..‬ه ‪..‬نعم ذبح ا ‪..‬أو أحنط ا‬ ‫كنعا‬
‫وأضع ا عل ج ر ‪..‬عا رأي م هذ ف ة عبق ية ‪ ..‬تحن ط ‪(..‬ي ح بش غ ه ت ي )‬
‫(بقل ) عا ب يابن ؟‬ ‫ألم‬
‫(يص خ ) ال ش ء ‪..‬ال ش ء ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫اذ ت بط رأ ه ذ ؟‬ ‫الم‬
‫؟‬ ‫ن ال عالقة ‪...‬أتف‬ ‫أن ِ‬ ‫كنعا‬
‫‪91‬‬
‫(يص خ ) اذ ت لم أخت ب ذ ش غ ؟‬ ‫ألم‬
‫ك ا أشاء ( ألخت )‬ ‫ت لم عنذ‬ ‫كنعا‬
‫ه ا أح ي طعام عشاء ‪..‬أنا ائ ‪..‬‬
‫ن كغ عا عن عا أن خ اطة هذ ثوب‪..‬‬ ‫ألم‬
‫بغ آكغ وح ي ‪(..‬ألخت ) أ ع بجلب طعام‬ ‫كنعا‬
‫يجب أ نن خ اطة هذ ثوب‬ ‫ألم‬
‫وأري ك أ ت خذ ب ن ارتنا أم و‬
‫آخذ ش ئا ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ع ر ة خاصة ويجب أ ن اع ها ك تذهب ل قابلة بث اب الئقة‬ ‫ي ا عقابلة ع غ ً‬ ‫و‬ ‫ألم‬
‫‪..‬وتصبح ععل ة‬
‫أ اع أح ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫وري أ ي و ثوب عن ارتنا هذ ل لة‬ ‫ع‬ ‫ألم‬
‫ألع ب ط‪...‬أر ل الم‬ ‫كنعا‬
‫هذ ل غ ‪..‬يا ع أنان !‬ ‫أت ي أ أر غ أخت‬ ‫ألم‬
‫نعم أنا أنان وال أحب إال نف ‪ (...‬الم )‬ ‫كنعا‬
‫طعام عشاء‬ ‫ه ا ضع‬
‫أخت عتعبة ‪...‬‬ ‫ألم‬
‫و اذ ه عتعبة ؟‬ ‫كنعا‬
‫خ اطة ثوب وتزي ن با ورو‬ ‫كانن ت اع ن‬ ‫ألم‬
‫صناعة ورو أع ال خ فة ‪...‬و خ اطة أي ا ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ب‬ ‫وع أي ن ت با ال نع ش ‪..‬و ك ق تو وأنن ت ض أ تع غ ع ارنا أبو و‬ ‫ألم‬
‫حلويات‬
‫نا ة و ع ول ‪..‬‬ ‫أنا أك ع غ كبائ عتجول وأنا ي عل‬ ‫كنعا‬
‫تع غ إال خالل هذ ص ف ك ت اع نا عص وف ب ن‬ ‫ألم‬
‫ط ي‬ ‫ارة‬ ‫أع غ ع أح ‪..‬وال تن أ ع بة ارنا ق تحط ن بع أ ص عت‬ ‫كنعا‬
‫(ي ح ) ق ن ت ر ل ‪..‬ه ‪..‬ه ‪..‬ه ‪...‬‬
‫إصالح ع بة ‪..‬‬ ‫ي ن أ ت اع‬ ‫الم‬
‫ال أري ع غ وال أري إصالح أي ش ء ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ر ة وال ت ي ع غ‬ ‫م تنجح‬ ‫ألم‬
‫عاذ ت ي ؟ قغ‬
‫بال كل ا‬ ‫أري أ أصبح أقوى شخص‬ ‫كنعا‬
‫اذ ؟‬ ‫ألم‬
‫حت يخاف عن ج ‪..‬ويحت عونن‬ ‫كنعا‬
‫ناس تحت ع عن عا تحب ناس وتقوم ب ش اء تنفع م‪..‬‬
‫ر ت ‪..‬وتتفوق ‪..‬‬ ‫وعن عا تنجح‬ ‫ألم‬
‫ر ة‪..‬أنا أك ج ‪..‬هغ تم ؟‬ ‫ة ر ة ‪..‬أنا أك‬ ‫ع نا‬ ‫كنعا‬
‫جار أبو و وهو يعت عل ع ا ‪..‬ت حب ب الم‬ ‫(ي ق باب ‪...‬تفتح الم ‪...‬يظ‬

‫‪92‬‬
‫ع اء خ ‪...‬‬ ‫أبو و‬
‫أهال با عم أبو و ‪...‬تف غ‬ ‫الم‬
‫أع هغ نت ن ع خ اطة لوب و‬ ‫ش يا بنت ‪..‬‬ ‫أبو و‬
‫نعم ق نت ن ‪ ...‬حظة ‪(...‬ت ي ثوب ) عا رأي ؟‬ ‫ألم‬
‫غ ‪ ...‬ل ن ي ك يا أم كنعا‬ ‫إن‬ ‫أبو و‬
‫وأنا ينت ب ذ ورو‬ ‫الم‬
‫ل ن ي ك يا بنت ‪..‬‬ ‫أبو و‬
‫نجاح ً وأ تصبح ععل ة نا حة ‪..‬‬ ‫أت ن و‬ ‫ألم‬
‫ع غ وع بت‬ ‫إ شاء هللا ‪ ..‬نح بحا ة إ هذ ع غ يا أم كنعا ‪ ...‬نا ك ا ت ي ال أ تط‬ ‫أبو و‬
‫ع ورة ‪..‬‬
‫كم ت ي ي أ ة ثوب ؟‬
‫ال أري ش ئا ‪..‬‬ ‫ألم‬
‫ال أي ا‬ ‫ع تح غ ‪ ..‬نتم بحا ة إ‬ ‫أبو و‬
‫آخذ عن عا تنجح و ‪..‬وتحصغ عل أول ر تب إ شاء هللا‬ ‫ألم‬
‫ط بو ‪..‬تصبحو عل خ‬ ‫ش يا أم كنعا ‪...‬أنتم‬ ‫أبو و‬
‫(يغا ر)‬
‫اذ م ت خذي عن أ ة ثوب ؟‬ ‫كنعا‬
‫ك ف ت ي ن أ آخذ عن وهو ب ذ حا ة ‪..‬‬ ‫ألم‬
‫يجب عل ناس أ ت اع بع ا ‪..‬وخاصة أوقات ش ة‬ ‫الم‬
‫ع اع ة ناس أع خ ف ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫هذ كالم خاط يا بن‬ ‫ألم‬
‫بغ صح ح ‪(..‬ألخت ‪..‬يص خ )‬ ‫كنعا‬
‫ه ا هات عشاء ‪ ..‬عا ب ؟!‪..‬أنا ائ ‪..‬‬

‫ارة با طعام ‪..‬ي كغ وح بن م‪..‬ش ي ‪..‬و ارة ت قب بقل وخوف ‪ ..‬ج ة‬ ‫(يجلس كنعا ‪...‬ت ت‬
‫يتل س رأ ‪...‬ين ض هاربا‪)..‬‬
‫عا ب ؟‬ ‫الم‬
‫ال ش ء ‪..‬الش ء‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫(تحاول الم و ألم لحاق ب ‪..‬يص خ ‪ )..‬ت كون ‪ .‬ت كون ‪..‬أال تف و ؟‬
‫‪)..‬‬ ‫(يغا ر باتجا ً ت هاربا وهو ي ري و‬
‫(إظالم)‬

‫‪93‬‬
‫المشهد السادس‬

‫احة ‪ ..‬ألطفال ب ام – يو ف – عا – طالل – أ هم – يقوعو ببناء ب ن وق نتصبن‬


‫اء‬ ‫كنعا ‪..‬ريشو يقوم بتو ي‬ ‫بعض ألع ة و ج ر ‪..‬أ هم يقوم ب صالح باب ذي ك‬
‫عل م ‪..‬‬
‫ق نا وإ كا يخف ا تحن ًطاء يلف حول‬ ‫ج ة يظ كنعا وق تغ ت حنت قل ال ‪..‬وب‬
‫رأ ‪..‬‬
‫(وق رأى كنعا ) نتب و ‪..‬كنعا ش ي قا م ‪..‬كنعا ش ي قا م ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫(يتوقف ألطفال ع ع غ وي تع و ل و ة ‪)..‬‬
‫أ تتوقفو ع بناء هذ ب ن خ ف ‪..‬؟‬ ‫كنعا‬
‫ال ش ء نعنا ع بناء ب ن ‪..‬‬ ‫و‬
‫ان صار طويال يا و ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫‪..‬‬ ‫ينفع م ص يق م غ يب بع‬
‫‪ ..‬ت ى ع هو كنعا‬ ‫ه ا أي ا غ يب ‪ ...‬ق هزعتن بارحةألنن كنن ع ي ا وعتعبا‪...‬ه ا‬
‫‪...‬‬
‫ال أري قتال أر وك ‪...‬أري ص قت ‪.‬‬ ‫أ هم‬
‫أعام ج ‪..‬عف وم ‪..‬‬ ‫وأنا ال أري ص قت ‪...‬أري هزي ت‬ ‫كنعا‬
‫ه ا يا با ‪...‬‬
‫أ هم ي نع ‪..‬وكذ بق ة ‪)..‬‬ ‫(يحاول كنعا ت يم ب ن‬
‫ه ا يا با ال تحت ب ص قائ ‪..‬‬
‫ا ويش غ ألطفال حلقة حو ا ‪..‬ي ا م كنعا بش ة‬ ‫(ي تع أ هم لص ع ‪...‬ي ور حول بع‬
‫وهو يخور كا ثور ‪..‬يتلقا أ هم بفن ة وشجاعة ويط ح أرضا ‪...‬ي ا يج ‪...‬ين ض وي ا م‬
‫ق نا بش غ و ضح ‪..‬‬ ‫بوحش ة ن ي قط عل ألرض ‪..‬وي قط ًطاء رأ ويظ‬
‫ي س ألطفال ‪ ..‬زع ‪..‬‬
‫(ب هشة ع خوف ) نظ و ‪ ..‬ق نا ‪ ..‬ق نا ‪ .....‬ق نا ‪!!..‬‬ ‫ألطفال‬
‫(يتل س كنعا ق ن ‪..‬يشع با فزع ويغا ر هاربا وهو يحاول ت ق ن يلح ب ريشو )‬

‫إظالم‬

‫‪94‬‬
‫المشهد السابع‬
‫ع خغ و ي وف ‪..‬‬
‫كنعا يجلس عل صخ ة عن ع خغ و ي وف وهو يل ث ‪..‬يب و أش حاالت إلحباط‬
‫و غ ب ‪..‬وهو يتل س ق ن ‪..‬وي ا يب‬
‫يصغ ريشو وهو يلح ب كنعا ‪..‬‬
‫كالع ‪..‬‬ ‫اح و ن م ت‬ ‫نصحت بع م ذهاب إ‬ ‫ريشو‬
‫نظ عاذ ح ث‬
‫اع أي ش ء ‪ ..‬بتع عن ‪..‬‬ ‫خ س ‪..‬ال أري‬ ‫كنعا‬
‫بناء ب ن‬ ‫ع عع و اع ألص قاء‬ ‫ريشو‬
‫أ اع أح ‪..‬و و أص قائ‬ ‫كنعا‬
‫ع تغلب عل أ هم ع ا صار‪ ...‬ري ع أنا‬ ‫ال ب‬
‫(ينا ي ) يا ً بو ‪..‬يا ً بو‬
‫غ ب ً بو وهو ي كغ كو ذرة ) عاذ ت ي ؟‬ ‫(يظ‬ ‫ً بو‬
‫عاذ أري أي ا خا ع غشاش ‪...‬؟‬ ‫كنعا‬
‫أنا ًشاش ‪ ...‬ا عح هللا ‪...‬أتشت ن ‪..‬؟‬ ‫ً بو‬
‫نعم أشت ألن خ عتن ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫أنا خ عت ؟! ً ععقول ‪...‬‬ ‫ً بو‬
‫ق نصحتن ب أختار قوة ثور ب ي ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫صح ح ‪...‬إن قوي ‪..‬‬ ‫ً بو‬
‫ي ‪..‬‬ ‫س قويا ‪ ...‬ق تغلب عل ّ أ هم ع‬ ‫كنعا‬
‫تعال عع ‪ ...‬ختار ح و نا أقوى ‪..‬‬ ‫ً بو‬
‫ة ‪..‬‬ ‫إياك أ تخ عن هذ‬ ‫كنعا‬
‫أنا ؟! ع تح غ ‪..‬تعال ‪..‬تعال ‪..‬‬ ‫ً بو‬
‫ال تذهب يا كنعا ‪....‬‬ ‫ريشو‬
‫تنفع قوة أب ‪..‬‬
‫بغ تنفعن ‪..‬و خاف ج عن ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫أل غ أ يحب ناس ‪..‬وال يخا و عن ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫بغ أري هم أ يخا و عن ‪..‬و أ ت يح حت أهزم هذ غ يب ‪ ...‬وأهزع م عا‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫الم هذ ببغاء ث لار ‪..‬‬ ‫تعال عع يا كنعا وال ت ت‬ ‫ً بو‬
‫ريشو)‬ ‫ت‬ ‫( يشو ) ه ا ذهب ع هنا ب عة ‪(..‬ي ا‬
‫(يغا ر كنعا ع ً بو ‪..‬ريشو يت لغ خلف ا )‬
‫إظالم‬
‫‪95‬‬
‫المشهد الثامن‬
‫‪..‬‬ ‫ع‬ ‫عغارة اح‬
‫يصغ ً بو إ باب غارة يتبع كنعا الهثا ‪...‬‬
‫ك ا يصغ ريشو ويختب ع قبا عا يج ي ع ا عنا ب‬
‫( نعا ) ه ا أ ع ‪..‬عا ب ؟‬ ‫ً بو‬
‫(ينا ي ) يا ي ع ‪..‬يا ي ع ‪..‬‬
‫( يخ ج ع وهو ي ق بعض قو ق و ألص ف وعاء ع فخار و ر وم ً يبة وتلتف‬
‫إلناء‬ ‫اح ‪...‬ويقوم بعص م أل ع‬ ‫أ ع حول عن‬
‫عاذ ت ي ؟ و اذ لبن عع هذ شخص لان ة‪..‬؟‬ ‫ع‬
‫أنن اح ًشاش ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫أنا ًشاش ‪...‬ه ‪..‬ه ‪..‬ه ‪...‬‬ ‫ع‬
‫أ عن يا ً بو ‪...‬أنا ًشاش ‪...‬يا ع كتشاف ع هش ‪(..‬ي ح ا )‬
‫‪(...‬ي ي ق ون )‬ ‫ص ع و نظ عاذ ح ث‬ ‫ق أعط تن ش با خ فا ‪...‬خ ت‬ ‫كنعا‬
‫تصبح لور ب يا‪..‬ت ان نا ‪....‬ه ‪..‬ه ‪..‬ه ‪...‬‬ ‫ع‬
‫ال أري أ أصبح لور ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫عاذ ت ي ؟‬ ‫ع‬
‫أري أ أصبح أقوى شخص هذ بل ة وال أح ي تط تغلب عل ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫أعط ت قوة ثور ب ي ‪..‬أال ي ف ‪..‬‬ ‫ع‬
‫كال ‪....‬إن ا ضع فة ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ألع ب ط ‪ ..‬خت ح و نا آخ (يش إ ح و نات بار ة بو وه ا عل ج ر ‪)..‬‬ ‫ع‬
‫س أذن )‬ ‫أنا أنصح ‪(..‬يقت ب ً بو‬ ‫ً بو‬
‫بتع عن ‪..‬ال أري نص حت يا عخا ع ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫(يت عغ كنعا و و ح و نات ‪ )..‬ختار ف غ‬
‫ف غ !‪ ...‬خت ار ر ئ ‪ ...‬ف غ أقوى ح و نات ‪...‬وض بة و ح ة ع خ طوع ت زم عش ة ر ال‬ ‫ع‬
‫ش ب ف غ ‪ ..‬ق صنعت ع خ طوم غ وأذن وعا ‪(..‬يتوقف ج ة )‬ ‫‪ ..‬نتظ ‪ ..‬ح‬
‫ق طنن ‪...‬عاذ تعط ن ل ش ب ف غ ‪..‬؟‬
‫ال يو عع ش ء ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫بغ يو ‪..‬‬ ‫ع‬
‫عاهو ؟‬ ‫كنعا‬
‫روح‬ ‫ع‬
‫روح !!‪..‬ك ف أعط روح ‪!..‬‬ ‫كنعا‬
‫ألع ب ط ‪..‬ال تشع با ف ح أب ‪..‬ال تشع با حز عل أح ‪ ...‬ك رؤية ألش اء غ ‪..‬‬ ‫ع‬
‫وهغ صبح قويا وأتغلب عل ج ‪..‬؟‬ ‫كنعا‬

‫‪96‬‬
‫طبعا ‪...‬أنن ت خذ قوة ف غ ‪..‬هغ ن ن ؟‬ ‫ً بو‬
‫بل ة ه ذ ( يقل عش ة ختال تعج ف )و ج يخاف عن‬ ‫تخ غ نف وأنن ت ش‬
‫وي بو ع ط يق كا فئ ‪..‬وض بة و ح ة ع خ طوع ‪-‬أقص ع قب ت ‪ -‬تط ح ب قوى‬
‫ال ‪..‬‬
‫ه ا ب عة ‪..‬خذ عا ت ي وأعطن قوة ف غ ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫نتظ ‪..‬‬ ‫ع‬
‫خغ غارة لم يعو وعع عصا ا لالث رؤوس عل ش غ أ اع ي لط‬ ‫( ي خغ ع إ‬
‫‪..‬وخالل ذ‬ ‫اح عصا ذ ت أل اع عل ص ر كنعا ن ى وع ا ور يا يخ ج ع‬
‫وح ويتحول و كنعا إ عا يشب‬ ‫يشع كنعا بآالم ن يحت غ ‪ ..‬ينت خ وج عشاع‬
‫ت ثال حج ي ويقف اع عنتظ )‬
‫ك ا خاريا عل‬ ‫اح وق أح‬ ‫صوت ن م ف غ يعو‬ ‫خغ ن‬ ‫(ي خغ ع إ‬
‫ر م غ و ش ب أصف يخ ج بخار عن ‪)...‬‬
‫ه ا ش ب هذ س حت آخ قط ة يا كنعا ‪..‬وإياك أ ت قط قط ة و ح ة‬
‫س باش ئز عل عات ‪..‬وي اع ً بو ويشجع ‪...‬و ور نت اء ش ب‬ ‫(يش ب كنعا‬
‫ن ى تغ يط أ عل و كنعا ح ث تع ض أكتا ويطول أنف قل ال‪..‬كخ طوم صغ ‪)..‬‬
‫ه ا أ ع ‪...‬‬
‫(يغا ر ريشو ر ك ا و أ ينتب أح إ )‬
‫احة ‪..‬أ ع نحوهم و ًلب م‬ ‫ع وك أ هم ور اق عا و‬ ‫ً بو‬
‫عب وك ‪ ..‬لفا ‪..‬‬
‫(ين كنعا ر ك ا ب اج ك ن ح و وهو يص ر ن ا كصوت ف غ )‬
‫(إظالم )‬

‫‪97‬‬
‫المشهدالتاسع‬
‫بناء ب ن وق‬ ‫احة ‪ ..‬ألطفال (ب ام – يو ف‪ -‬عا – طالل – أ هم – و ) يع لو‬
‫قف ‪..‬‬ ‫عاع‬ ‫عن وتوضّحن ععا م ب ن‬ ‫أنجزو ق ا‬
‫ي خغ ريشو الهثا ‪..‬‬
‫حذرو ‪ ..‬حذرو ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫عا ألع يا ريشو ؟‬ ‫و‬
‫ي ‪..‬وأعطا قوة ف غ‬ ‫اح ع ع‬ ‫ق ذهب كنعا إ‬ ‫ريشو‬
‫أنا أقت ح أ نتق ش كنعا و نختار ع انا آخ بناء ب ن‬ ‫عا‬
‫ا‬ ‫نت ك هذ‬ ‫و‬
‫ي ‪..‬‬ ‫ا خو ا عن وف يط بنا ويالحقنا ع‬ ‫إذ ت كنا هذ‬ ‫أ هم‬
‫ن قا م وعع قوة غ‬ ‫ريشو‬
‫ال تخا و ‪ ...‬قاتل‬ ‫أ هم‬
‫يا أ هم‪..‬‬ ‫ن ع تقاتل وح ك‬ ‫يو ف‬
‫ة‬ ‫عا هذ‬ ‫نقاتغ عع‬ ‫ب ام‬
‫(يت ؤو لقتال وق أع كغ و ح عن م ب الح ع أخشاب وعص ‪..‬‬
‫ي خغ كنعا وق تغ ت حنت ت اعا وتحول إ وحش حق ق ‪..‬ق نا ق نبتا عل انب رأ‬
‫‪..‬وخ طوم غ صغ يت ع أنف ‪..‬وهو يص ر أصو تا عفزعة ‪..‬‬
‫يفا با تع ألص قاء ‪..‬ك ا يفا ؤو بش ل وحش )‬
‫أي هذ غ يب جبا ‪...‬؟ ظ يا با‬ ‫كنعا‬
‫أنا هنا ‪...‬‬ ‫أ هم‬
‫ة‬ ‫عنا هذ‬ ‫نقاتل‬ ‫طالل‬
‫(ي ا ون وهم يص خو وي ورو حو ‪ ..‬وحش ‪ ..‬وحش‪ ..‬وحش‪ ..‬وحش ‪..‬ال ي تط‬
‫بات ي ب وهو يص خ ع أل م ويالحقون وهم يص خو‬ ‫عقاوعت م ويتلق ع ي ع‬
‫‪ .‬وحش ‪ ..‬وحش‪..‬‬
‫خارج وحش ‪ ..‬وحش‪ ...‬وحش‪ ..‬وحش‬ ‫وتتعا ص خات ناس‬
‫يعو ألطفال عا ع طالل‪..‬وهم حو بانتصارهم‬
‫كغ ع ا ‪...‬‬ ‫(لم ي خغ طالل ) أهغ بل ة يالحقو كنعا‬ ‫طالل‬
‫خارج تالح كنعا ‪ ..‬وحش‬ ‫عونا نتاب بناء ب ن ‪(..‬يتابعو و صو ت ناس‬ ‫أ هم‬
‫‪ ..‬وحش‪)..‬‬
‫(إظالم)‬

‫‪98‬‬
‫المشهد العاشر‬
‫بش ة ‪..‬‬‫ع ا ق ب غابة ‪ ,‬كنعا يجلس عل صخ ة أو ذع شج ة وهو يب‬
‫ي خغ ريشو باحثا ع كنعا ‪..‬‬
‫(وهو يل ث ) أنن هنا ‪...‬ح هلل ‪ ..‬ق و ت أخ ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫ال أري رؤية أح ‪ ..‬بتع عن ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ال تب يا كنعا ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫ج صار ي هن ويخاف عن ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫إن م يطار ون وينا ونن ‪..‬يا وحش ‪..‬‬
‫تخ غ أ أخت الم م تع ن وطار تن عع م أي ا ‪..‬‬
‫ق أصبحن تشب وحش حقا يا كنعا ‪...‬‬ ‫ريشو‬
‫أنا!!‬ ‫كنعا‬
‫طبعا أنن ‪...‬‬ ‫ريشو‬
‫اذ ؟‬ ‫كنعا‬
‫ألن أعط ن اح قلب وروح ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫اح يا ريشو‬ ‫ق خ عن‬ ‫كنعا‬
‫ذنب ذنب يا كنعا‬ ‫ريشو‬
‫اذ ؟!‬ ‫كنعا‬
‫أنن أر ت أ ت و قوي ج م قط و روح أو قلب ‪ ...‬تحو ن إ وحش‬ ‫ريشو‬
‫أري أ أعو إن انا ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫يجب أ ت ت قلب وروح ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫اح وأ ت ها عن‬ ‫ذهب إ‬ ‫كنعا‬
‫يعط إياها‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫عاذ أ عغ ؟‬ ‫كنعا‬
‫م أال تذهب إ م لان ة‬ ‫ريشو‬
‫ك ف أ ت روح وقلب ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫وف ت تع ه ا إذ ت عن إ ‪..‬و علن عا أقو‬ ‫ريشو‬
‫إ عا كا عل ؟‬ ‫وهغ عو و‬ ‫كنعا‬
‫نعم يا كنعا ‪...‬ح تحب ناس وت اع هم وت اعح م ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫كف؟‬ ‫كنعا‬
‫ت ا ‪...‬‬ ‫ح ط ور ت أ‬ ‫نة وتطل‬ ‫أوال ‪ :‬يجب أ تتخل ع ص ط ور‬ ‫ريشو‬
‫رم هذ أل خاخ ش ي ة ت تح ل ا ‪..‬‬ ‫و‬
‫(ي ع كنعا أل خاخ عل ألرض )‬ ‫كنعا‬
‫عاذ عغ ‪..‬؟‬ ‫و‬

‫‪99‬‬
‫بناء ب ن ‪..‬‬ ‫اح م وت اع هم‬ ‫تذهب إ أ هم وتعتذر عن وع ر اق وتطلب‬ ‫ريشو‬
‫ن ًلبن ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫أ هم ط ب قلب ‪..‬أنن ع تح ‪..‬وطلب قتا ‪..‬وق أر ص قت ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫وف ي خ ج عن وأب و نظ ألوال ضع فا و بانا‬ ‫كنعا‬
‫بغ أنن قوي و شجاع ‪..‬ألن تعتذر عن م وتطلب اح م ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫ه ا تعال عع ‪..‬‬
‫؟‬ ‫أي هم‬ ‫كنعا‬
‫عا يز و عن شج ة ‪..‬أ ع قبغ ً اب ش س ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫خا و عن ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫يخا و ‪..‬ح يعل و أن ت ي ع اع ت م ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫(يت )‬
‫ط ئ ‪ ..‬وف أ بق إ م وأخب هم ‪..‬‬
‫(يغا ر ريشو ع عا )‬

‫إظالم‬

‫‪100‬‬
‫المشهد الحادي عشر‬
‫بن‬ ‫ر‬ ‫– طالل – ب ام ) يقوعو با ع غ وق بنو‬ ‫ألطفال ( أ هم – و – يو ف – عا‬
‫ر ب ن ‪..‬يحاو و ‪..‬‬ ‫قف ووضع عل‬ ‫وبق عل م ر‬
‫يظ ريشو وخلف يظ كنعا ‪...‬‬
‫ي تع ألطفال لع ك ع كنعا ‪....‬يح لو عص و ألخشاب ‪..‬‬
‫توقفو ‪..‬كنعا ال ي ي قتا م ‪...‬‬ ‫ريشو‬
‫عاذ ي ي إذ ؟‬ ‫ب ام‬
‫إن ي ي ص قت م ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫هذ ً صح ح ‪..‬‬ ‫يو ف‬
‫بغ صح ح ‪..‬أري ص قت م حقا‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫أنا آ ف ‪ ...‬ق أخط ت وأنا أعتذر عن م ‪..‬‬
‫أهال و ال ‪..‬‬ ‫و‬
‫نا ي م ‪...‬؟‬ ‫هغ تقبلون ع و‬ ‫كنعا‬
‫هذ ألعور خط ة نق رها با تصوين ‪...‬‬ ‫ناص‬
‫ي ‪..‬‬ ‫نا ي ل‬ ‫ه ا ‪...‬ع يقبغ أ ي و كنعا ع و‬
‫ج أي ي م عا ع أ هم ‪)..‬‬ ‫(ي‬
‫أال ت ي ن أ أكو ص يق يا أ هم ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫و عل ص قت و عل ش ط‬ ‫أ هم‬
‫عا هو ؟!‬ ‫كنعا‬
‫ت اع نا ر هذ قف ووضع وق ج ر ‪..‬‬ ‫أ هم‬
‫(يبت م ) ‪..‬أنا اهز ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫ه ا بنا ‪...‬‬ ‫أ هم‬
‫قف ووضع وق ج ر ‪..‬ويقوعو بتثب ت ‪..‬‬ ‫يتعاو ج عل ر‬
‫نا ي ‪..‬‬ ‫ق صبحن ع و‬ ‫و‬ ‫ب ام‬
‫عب وك ‪..‬‬
‫(يتلق ت نئة ع ج يشع با خجغ )‬
‫(وق ال حظ ش ئا ) كنعا ‪..‬كنعا ‪ ....‬ق عا أنف طب ع ا ك ا كا ‪(..‬يق م إ ع آة )‬ ‫ريشو‬
‫(يف ح كنعا كث ‪...‬لم يتل س ق ن صغ ي ‪..‬ي تع لذهاب ‪)..‬‬
‫إ أي ؟‬
‫إ ب ن ‪...‬‬ ‫كنعا‬
‫( قط )‬

‫‪101‬‬
‫المشهد الثاني عشر‬
‫ب ن أم كنعا ‪ /‬باحة ر‬
‫ا طعام و اء‬ ‫أم كنعا تقوم با خ اطة ‪ ...‬الم تقوم بتفق ط ور وت‬
‫ش يا بنت ‪ ..‬والك اتن هذ ط ور ‪...‬‬ ‫أم كنعا‬
‫ال أحب ا أ ت و خغ ألقفاص يا أع ‪..‬‬ ‫الم‬
‫وأنا أي ا ‪...‬و أخاك غ ب كث إذ أطلقنا ح طائ و ح‬ ‫أم كنعا‬
‫أشع أن ق تغ كث ‪..‬هناك ش ء عا ق ح ث‬ ‫الم‬
‫ق ت خ كعا ت ‪...‬‬ ‫أم كنعا‬
‫أخش أ يصا ف وحش ذي طار ألها خارج بل ة ‪..‬‬ ‫الم‬
‫(ي خغ كنعا وهو يح غ باقة أ هار لة ك ا عصب رأ ك يخف ق و صغ ة )‬
‫ع اء خ ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ع اء خ ‪..‬أهال يابن ‪..‬‬ ‫أم كنعا‬
‫(يق م أل هار ألخت ) تف ل يا الم ‪..‬أنا أع ف أن تحب أل هار كث ‪..‬‬
‫أ هار ن س ‪..‬يا إ كم أحب ا ‪..‬ش يا أخ‬ ‫ارة‬
‫إن ا تنبن ق ب ضفاف ن‬ ‫كنعا‬
‫أ ن ائعا يابن ؟‬ ‫أم كنعا‬
‫أ ع وضع طعاعا ألخ‬
‫آكغ حت ت كلو عع ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ة‬ ‫ح ‪ ..‬ن كغ وية هذ‬ ‫أم كنعا‬
‫بغ كغ ع ة يا أع ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫(تتج ارة تج ز طعام )‪ ..‬حظة يا أخت ‪..‬‬
‫عا ألع ؟‬ ‫ارة‬
‫ح ط ور ‪..‬‬ ‫طل‬ ‫كنعا‬
‫(يتج نحو ألقفاص )‬
‫أتقول هذ حقا يابن ؟‬ ‫أم كنعا‬
‫طب عة ‪..‬‬ ‫نعم يا أع ‪ ...‬ق أخط ت بحق ا كث ‪..‬إن ا عخلوقات ر ئعة ويجب أ تح ا ح ة‬ ‫كنعا‬
‫(يتج نحو ألقفاص )‬
‫حظة يا أخ ‪...‬‬ ‫ارة‬
‫ظالم ‪..‬‬ ‫ن ا غ و ت تط ط ور ط‬
‫هنا وهناك ‪..‬‬ ‫عع ح ‪ ...‬وف ت‬ ‫كنعا‬
‫صباح عن ش وق ش س ‪..‬‬ ‫ح ا إذ‬ ‫أطلقو‬ ‫أم كنعا‬

‫‪102‬‬
‫وهو يع ج حاعال بعض حلوى )‬ ‫خغ أبو و‬ ‫ع كنعا فتح باب‬ ‫(يق ع باب ‪..‬ي‬
‫ع اء خ ‪..‬‬ ‫أبو و‬
‫وظ فة و ح هلل ‪..‬‬ ‫أحببن أ أبش كم ب بنت و ق قبلن‬
‫يا أم كنعا ‪..‬تف لو هذ حلوى ع صنع ‪..‬‬ ‫ش‬
‫أ ف عب وك ‪..‬‬ ‫أم كنعا‬
‫م أ ة ثوب عن عا تقبض و ر تب ا ألول‬ ‫وف أ‬ ‫أبو و‬
‫‪..‬‬ ‫ال تقغ هذ الم يا عم ‪..‬نح‬ ‫كنعا‬
‫يا بن ‪..‬‬ ‫ش‬ ‫أبو و‬
‫عم حاع ‪...‬هغ ت ح با ع غ عل ع بت ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫ع بت ع ورة يا بن‬ ‫أبو و‬
‫قوم ب صالح ا أنا ور اق ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫أت تط عو ذ ؟‬ ‫أبوو‬
‫نعم يا عم حاع ‪ ..‬ص يق أ هم يع ف با نجارة و وف ن اع‬
‫أنن تصن حلوى ‪..‬وأنا ب ع ا عل ع بة خالل هذ ص ف ‪..‬و بح عناصفة‬
‫ر ة ‪...‬و تنجح‪..‬‬ ‫(تت خغ ) تع غ قط خالل ص ف و ب ية خ يف ‪ ..‬تعو إ‬ ‫أم كنعا‬
‫حاض يا أع ‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫عا رأي يا عم حاع ؟‬
‫عل ب كة هللا ‪..‬‬ ‫أبو و‬

‫إظالم‬

‫‪103‬‬
‫المشهد الثالث عشر‬
‫ه ة ‪..‬‬ ‫ب ن ألص قاء ق كت غ بناؤ وهو ب و‬
‫ألطفال ‪ :‬ب ام – يو ف – ناص – عا – طالل – أ هم –و – كنعا يقوعو ب صالح‬
‫يصلحو ع بة بائ جو ل ح وي عو ا إلطار ت ‪..‬ي اع هم ريشو‬
‫ج يغنو ‪:‬‬

‫لللللللللللال تقلللللللللل د‬
‫لغ أنلللللللللللا أنلللللللللللا‬ ‫صللللللل ل ي ِ ال ًِنللللللل ل‬ ‫عللللللل ل‬

‫للللللل ن‬ ‫للللللل‬ ‫و علللللللل د‬


‫لغ لللللللللؤ ك هللللللل ل ة تن لللللللاب عطللللللل‬

‫فللللللللالةد‬ ‫ح لللللاة تغللللللل و كللللللللوحش للللللل‬ ‫إ د عشلللللن وحلللل ك لللل‬


‫دْ‬
‫نلللللللللللا‬ ‫يخشللللللاك وعللللللا علللللل د يلللللل ك وتعللللللللللل ش عحللللللللللل وم‬

‫وق رأس كنعا وق ختف كغ ش ء وعا طب ع ا ك ا‬ ‫ع‬


‫خالل ألًن ة ‪..‬ن ى غطاء ينح‬
‫كا ‪..‬‬
‫يتوقف ألطفال عنا غناء ع بقاء و قا كخلف ة وهم ينظ و بف ح إ كنعا ‪..‬‬
‫(ي ع ريشو حا وي ت نعا با آة )‬
‫(بف ح ) كنعا ‪ ..‬نظ ‪ ..‬نظ ‪..‬‬ ‫ريشو‬
‫(يتل س رأ ) يا إ ‪ ..‬ق ختف كغ ش ء‪..‬‬ ‫كنعا‬
‫(وهو ي ور حا ) أنا إن ا ‪..‬أنا إن ا ‪...‬أنا إن ا ‪..‬‬
‫إصالح ع بة ‪...‬ينت و ع إصالح ع بة ‪...‬يصع‬ ‫(يتاب ألطفال غناء وهم يع لو‬
‫ح وهم يغنو ب ح‪)..‬‬ ‫ع بة أر اء‬ ‫ريشو وق ع بة ‪...‬ويقوم أ هم وكنعا ب‬

‫ور‬
‫لنفس غللل ل د‬
‫لللل ِ‬ ‫عللللللل ل د يللللللل ل ي عصلللللللللا حا و بعللل ل د عللل ل‬

‫لللللللللعا ة و نللللللل ل‬ ‫إحللللللللم ألنللللللللام علللللللل ألذى تلللللللل ل‬

‫عحبللللللللللللللة وتعلللللللللللللللاو وصللللللللللللل ل قة‬


‫روح ح للللللللللللللاةِ َّ‬
‫‪104‬‬
‫ال تقغ أنا ‪..‬أنا‬

‫إظالم‬
‫ن اية‬

‫‪105‬‬
‫الدب الطماع‬

‫شخصيات المسرحية ‪:‬‬


‫‪------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬دبدوب‪ :‬قوي‪ -‬ضخم‪ -‬شره‪ -‬ساذج‪.‬‬
‫‪ -2‬الغزال‪ :‬سريع‪ -‬شجاع‪ -‬جرئ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحمار‪ :‬طيب‪ -‬هادئ‪ -‬شجاع‪ -‬صبور‪.‬‬
‫‪ -4‬العنزة‪ :‬رشيقة‪ -‬جريئة‪ -‬شجاعة‪ -‬متشائمة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -5‬دبدوبة‪ :‬زوجة دبدوب‪ -‬طبيبة‪ -‬شجاعة‪ -‬تحب زوجها‪.‬‬
‫‪ -6‬الثعلب‪ :‬ماكر‪ -‬مخادع‪ -‬أناني‪.‬‬
‫‪ -7‬الواوي‪ :‬صديق الثعلب له نفس صفاته‪ -‬المتملق‪ -‬التملق والمداهنة‪-‬‬
‫الجبن‪.‬‬
‫‪ -8‬الخنزيرة‪ -‬مغرورة‪ -‬أنانية‪ -‬تحب التزين‪ -‬مدللة‪ -‬طماعة‪.‬‬

‫المشهد األول‬

‫(الفريق يغني مع حركات رشيقة راقصة أغنية االفتتاح للترحيب باألطفال‬


‫وتهيئة المناخ المالئم لعرض المسرحية)‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫األغنية ‪:‬‬

‫يا أحباب المسييرحْ‬ ‫أهال أهال أهييييالً‬

‫نييرقص نمرحْ‬
‫ْ‬ ‫هيا‬ ‫هيا نشييييدو هيا‬

‫هاقد جئنا لنسليك ْم‬ ‫ها قد جئنا كي نسعدك ْم‬

‫قصصا ً بالحكمة تغنيك ْم‬ ‫ونقد ُم ألعابا ً حييلوةْ‬

‫قصصا ً بالحكم ِّة تغنيكم‬

‫(يتراجع الممثلون مع الموسيقا يبدأ عرض المسرحية)‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثاني‬

‫(طريق سهلي أخضر‪ ..‬تبدو في العمق أشجار جميلة خضراء‪.‬‬


‫يبدو الدب والعنزة والغزال والحمار يسيرون باحثين عن الطعام وهم‬
‫يغنون‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الغزال يحمل منظارا ً يتطلع به بين الحين واآلخر باحثاً‪.‬‬
‫الدب يحمل خارطة من القماش وهو دليلهم في البحث والتجول‪.‬‬
‫سلة فيها بعض الفواكه والخضار والفطور التي وجدوها ويحملها‬
‫الحمار)‪.‬‬
‫(يغنون مع حركات راقصة)‪:‬‬
‫هيا صحبي نمشي نسعى‬
‫ُ‬
‫نبحث في الغاب ِّة عن أك ِّل‬
‫فطر‬
‫جزر حل ٍو أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫عين‬
‫غض أو عس ِّل‬
‫ب ٍ‬‫عن عش ٍ‬
‫نصع ُد شيجرا ً نهب ُ‬
‫ط تال‬
‫ُ‬
‫نبحث في الوادي والجب ِّل‬
‫ُ‬
‫نتعاون فيي جني ِّ الرزق‬
‫نقس ُمه دومييا بالعد ِّل‬
‫(يتوقفون)‪.‬‬
‫(الحمار ينزل السلة ويستريح وخالل الحديث الذي يجري يتأمل اآلفاق‬
‫بمنظاره)‪.‬‬
‫لماذا توقفتم ؟‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫آه‪ ..‬أنا تعبت أريد االستراحة قليال‪ ..‬منذ ساعتين وأنا أحمل سلة‬ ‫الحمار ‪:‬‬
‫الطعام‪.‬‬
‫أنا حملتها مسافة طويلة قبلك ‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫(وهو يتابع النظر) وأنا أيضا ً ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫دبدوب لم يحملها أبدا ً ‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫أنا ال أحمل السلة ‪.‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫ولماذا ال تحملها ؟‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫ألنني الوحيد الذي يعرف السير في هذه الغابة وال تنسوا أنني دليلكم‪.‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫قلت بأننا سنجد طعاما ً كثيرا ً هنا أين هو ؟‪.‬‬ ‫الحمار ‪:‬‬
‫لم نجد إال القليل ‪..‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫ربما كانت الحيوانات األخرى قد سبقتنا ‪..‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫ماذا جمعنا حتى اآلن ؟‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫نصف السلة من الفواكه والخضار وبعض الفطور ‪.‬‬ ‫الحمار ‪:‬‬
‫هل يمكنني أن أخذ حصتي اآلن ؟‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫كال ‪ ..‬انتظر حتى تمتلئ ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫ولكنني جائع ‪.‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫كلنا جائعون‪ ..‬اصبر قليالً ‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫إذا صبرت أنا فإن كرشي ال يصبر ‪ ..‬ها ها ‪.‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫ليته يمتلئ بالحجارة حتى تشبع‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫سأشبع إذا أكلتك‪..‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫( يضحك دبدوب بغباء )‪.‬‬
‫(الغزال يتأمل حوله بالمنظار‪ ..‬يصرخ وقد شاهد شجرة تفاح مثقلة‬
‫بالثمار)‪.‬‬
‫شجرة تفاح ‪ ..‬شجرة تفاح ‪..‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫انظروا هناك ‪ ..‬انظروا‪.‬‬
‫أين ؟‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫( مازال ينظر ) هناك ‪ ،‬هناك قرب الصخور ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫( يخطف المنظار ) أرني بسرعة ‪..‬‬ ‫الدب ‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫(يتأمل الشجرة البعيدة ثم يقذف المنظار ويركض مسرعا نحو‬
‫الشجرة‪ ..‬يلحق به اآلخرون وهم يصرخون‪ ..‬تفاح‪ ..‬تفاح‪.) ..‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثالث‬
‫( شجرة تفاح جميلة مثقلة بأثمار التفاح الحمراء ‪.‬‬
‫(الدب قد وصل إلى الشجرة وهو يلهث‪ ..‬يصل الغزال‪ ..‬ثم العنزة‪..‬‬
‫وأخيرا ً الحمار )‪.‬‬
‫( يبعدهم عن الشجرة ويحميها بجسده )‪ .‬ابتعدوا‪ ..‬ابتعدوا‪...‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫لماذا ؟‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫ألن الشجرة لي أنا‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫ولماذا لك أنت ؟‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫لقد وصلتُ قبلكم ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫وأنا شاهدتها قبلك ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫وأنا كنت دليلكم في الغابة‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫الشجرة ملك الجميع يا دبدوب ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫كال إنها ملكي أنا وحدي‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫سأقطف من الشجرة رغما عنك‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫(تحاول قطف تفاحة ولكن الدب يدفعها ويسقطهاعلى األرض)‪.‬‬
‫خذوا حصتي من طعام السلة واتركوا لي الشجرة ما رأيكم ؟‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫(أثناء الشجار والحوار يدخل الثعلب والواوي ويقفان بعيدا ويتأمالن ما‬
‫يجري الستغالل الموقف)‪.‬‬
‫(ساخرا ) يا لك من كريم ‪.‬‬ ‫الحمار ‪:‬‬
‫طبعا أنا كريم ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫سنأخذ حقنا غصبا ً عنك ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫(يهاجم الغزال الشجرة مع الحمار والعنزة)‪.‬‬
‫(الواوي يستغل الموقف ويسرق سلة الطعام ويخفيها)‪.‬‬
‫(يبعد أصدقاءه ويدفعهم) ابتعدوا عن شجرتي يا لصوص ابتعدوا‪..‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫(يتمكن الغزال والعنزة من قطف تفاحتين)‬
‫تفاحي ‪ ..‬تفاحي‪..‬‬
‫(يحاول انتزاعهما‪ ..‬يتدخل الثعلب ويرمي عصا طويلة للدب)‪.‬‬
‫خذ أيها الصديق‪..‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬

‫‪112‬‬
‫(يتمكن الدب بواسطة العصا من إبعاد األصدقاء عن الشجرة‪ ..‬ويصفق‬
‫له الثعلب والواوي)‪.‬‬
‫مرحى‪ ..‬مرحى لك أيها الدب الشجاع‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫يا سالم‪ ..‬لم أر مثل هذه الشجاعة والبطولة أبداً‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫ما تفعله خطأ يا دبدوب‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫بل أنتم المخطئون‪ ..‬تريدون سرقة صديقنا دبدوب‪ ..‬الشجرة ملك له‪..‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫أنا واثق من ذلك‪.‬‬
‫وكيف عرفت يا مخادع ؟‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫بسيطة‪ ..‬ج ُّد جدي قال لي وهو يموت‪ :‬شجرة التفاح يا ثعلوب لصديقك‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫دبدوب‪.‬‬
‫نعم‪ ..‬جدتي أيضا قالت لي ذلك‪ ..‬يا واوي شجرة التفاح لدبدوب‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫الغاوي‪.‬‬
‫(ينتبه لسرقة السلة) يا أصدقاء‪ ..‬يا أصدقاء‪ ..‬لقد سرقوا سلة الطعام‪.‬‬ ‫الحمار ‪:‬‬
‫لسنا لصوصا ً أيها الحمار الغبي ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫بل انتم لصوص ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫( للدب ) أ رأيت ‪ ..‬أ رأيت مثل هذا الظلم في حياتك‪ ..‬يتهموننا بسرقة‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫السلة ألننا ساعدناك‪.‬‬
‫اتركوا أصدقائي وابتعدوا ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫ستندم يا دبدوب ‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫لن أندم ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫( للحمار والعنزة على جانب المسرح )‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫هيا بنا نسرع إلى بيت دبدوبة ‪ .‬يجب أن نخبرها بكل شيء‪.‬‬
‫( ينصرفون )‬

‫‪113‬‬
‫أنا صديقك الوفي ثعلوب ويلقبونني أبا الدجاج ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫وأنا صديقك الواوي ويلقبونني أبا البط ألنني أحب لحم البط والوز‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫( يضحكان )‬
‫شكرا لكما على المساعدة ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫ال شكر على واجب يا صديقي ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫يمكنك أن تشكرنا مع صحن من التفاح طبعا ً ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( يضحك )‬
‫سأقطف لكما ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫كال نحن سنقطف بأيدينا‪ ..‬ال تزعج نفسك ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( يغني ) ‪:‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫ي‬
‫هات السلة يا واو ُ‬
‫حتى نمألهيا تفاحا‬
‫دبدوب ال تقربْ منا‬
‫أبعد عنا ْ‬
‫كن مرتاحا‬
‫* * *‬

‫سنقطف ما نهواهُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نحن‬
‫األحمر‬
‫ْ‬ ‫التفاح‬
‫ِّ‬ ‫من هذا‬
‫ْ‬
‫جهز‬ ‫وإذا شئت فهيا‬
‫بالسكر‬
‫ْ‬ ‫شايا ً وامزجه‬

‫إظالم‬

‫‪114‬‬
‫المشهد الرابع‬

‫( الثعلب والواوي وقد مألا السلة بالتفاح وهما يأكالن أيضا ً من‬
‫الشجرة‪ .‬الدب يترقب قدوم الغزال والحمار والعنزة وزوجته )‪.‬‬
‫( يهدي الثعلب تفاحة كبيرة ) تفضل يا صديقي اشتهيت لك هذه التفاحة‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫( يقطف تفاحة ‪.‬يبدو االستياء على الدب )‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫وأنا أيضا ً اشتهيت لك يا صديقي الواوي هذه التفاحة ‪.‬‬
‫( يقطف الثعلب تفاحة ويقدمها للدب )‬
‫تفضل يا سيدي تفضل ‪ ..‬صحتين ‪.‬‬
‫لقد أكلت كثيرا ً ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫( يضعها الثعلب في السلة )‬
‫( الواوي يجد سكينا ً قديمة ‪ ،‬يحملها ويركض نحو الدب )‪.‬‬
‫انظروا ماذا وجدت قرب الشجرة ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫إنها سكين ‪ ..‬أنا واثق أن هناك مؤامرة يدبرها الغزال وأصحابه ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫ربما هاجموا صديقنا الدب‪ ..‬وقتلوه ‪ ..‬يا لطيف !!‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫ما العمل في رأيكم ؟‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫أجر بسيط جداً‪.‬‬
‫ال تخف نحن سنقوم بالحراسة ولن نأخذ منك سوى ٍ‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫ماذا ستأخذون ؟‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫لكل واحد منا في اليوم ‪.‬‬
‫عشر تفاحات ِّ‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫ولكن‪ ..‬هذا كثير !‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫حياتك مهددة ‪ ..‬والشجرة مهددة ‪ ..‬وتقول هذا كثير ‪ .‬هيا بنا يا واوي‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫حسن ‪ ..‬ابدؤوا العمل ‪ ..‬احرسوني جيدا ً ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫( يحمل كل من الثعلب والواوي عصوين ويدوران كحارسين هنا‬
‫وهناك)‪.‬‬
‫(الدب يجلس تحت الشجرة )‪.‬‬
‫(يرى الواوي الدبة واألصدقاء)‪.‬‬
‫( يصرخ ) األعداء قادمون ومعهم دبة سمينة كالحوتة‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫هذه زوجتي دبدوبة ( يضطرب ويفزع ) ماذا أفعل ؟‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫اختبئ وراء هذه األشجار يا سيدي ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫(يختبئ الدب)‪.‬‬
‫(تدخل دبوبة ويتبعها الغزال والعنزة ثم الحمار)‪.‬‬
‫أين دبدوب ؟‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫نعرف ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ال‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫لقد كان هنا ‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫ْ‬
‫تذكرت ‪ ..‬لقد ذهب لزيارة جده المريض‪ ..‬مسكين‪.‬‬ ‫ْ‬
‫تذكرت‪..‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫( يبكي الواوي ويتبعه الثعلب )‬
‫آ ‪ ..‬آ ‪ ..‬آ ‪ ..‬مسكين يا دبدوب جدك مريض ‪ ..‬إه ‪ ..‬إه ‪ ..‬إه ‪..‬‬
‫لكن ج َّد دبدوب قد مات منذ عشر سنوات‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫مات ! مات ! لم أكن أعلم لماذا لم تخبروني ‪..‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( يبكي ) آ‪ ..‬آ‪ ..‬آ‪..‬‬
‫وأنا أيضاً‪..‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫( يبكي ) آ‪ ..‬آ‪ ..‬آه مسكين يا دبدوب ‪.‬‬
‫كفاكما تهريجا ً وسخفاً‪ ..‬ماذا تفعالن هنا ؟‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫نحرس شجرة زعيمنا دبدوب ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫الشجرة ليست لدبدوب وحده‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫كال‪ ..‬إنها لدبدوب‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫ولنا أيضا ً ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫الكالم ال يفيد معكم ‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫( تهم بالذهاب )‬

‫‪117‬‬
‫إذا عاد زوجي فأخبراه بأنني أريده حاالً‪.‬‬
‫الثعلب‪+‬الو حاضر يا دبدوبة‪.‬‬
‫اوي‪:‬‬
‫( تنصرف دبدوبة مع األصدقاء)‪.‬‬
‫( يخرج الدب من مخبئه )‪.‬‬
‫هل انصرفوا ؟‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫نعم يا سيدي‪ ..‬اطمئن ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫أ رأيت كيف خلصناك منهم ؟‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫(وقد نوى على أمر ماكر ) كيف تحتمل يا سيدي هذه الزوجة‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫الشريرة؟‪.‬‬
‫(يغمز الواوي )‬
‫والبشعة ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫كال إنها طيبة ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫ال‪ ..‬ال‪ ..‬إنها شريرة وال تحترمك أبدا ً ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫سنختار لك عروسا ً جميلة‪ ..‬وأنيقة‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫يحلم بها جميع سكان الغابة‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫هل هي جميلة حقا ً ؟‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫جميلة فقط‪ ..‬إنها ملكة جمال الغابة ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( بشوق ) من هي ؟‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫قوامها رشيق‪ ..‬وأنفها دقيق‪ ..‬وخصرها رقيق‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫ما اسمها أرجوكم‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫الخنزيرة المشهورة فيفي‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬

‫‪118‬‬
‫الخنزيرة فيفي‪..‬؟!!‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫نعم‪ ..‬ألم تسمع بها‪.‬؟! مسكين‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫أنت محظوظ يا سيدي‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫وهل سترضى بي عريسا ً ؟‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫سأقنعها طبعا ً ‪ ..‬أنا ذاهب إلى وادي الخنازير‪ ..‬ابدؤوا أنتم بتزيين‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫المكان الستقبال ملكة جمال الغابة‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد الخامس‬

‫(المكان السابق وقد ُزين ببعض البالونات واألعالم الملونة وصور‬


‫الخنزيرة‪.‬‬
‫الدب والواوي ينتظران ‪ ،‬والواوي يلقن الدب ما سيفعله عند وصول‬
‫‪119‬‬
‫الخنزيرة فيفي‪.‬‬
‫تدخل أثناء ذلك العنزة ومعها الغزال والحمار ويتأملون ما يجري دون‬
‫أن يراهم أحد)‪.‬‬
‫عند وصول فيفي تبتسم وتركض نحوها وأنت تقول‪:‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬

‫أهالً يا فيفي الشطورة‬


‫أهالً يا أحلى غندور ْه‬
‫حسنُ ِّك طيَّر لي عقلي‬
‫دا ِّو قلبي ييا دكتور ْه‬
‫هيا‪ ..‬هل حفظتها ؟‪.‬‬
‫سأحاول ‪..‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫( يردد ) أهال يا فيفي الصرصورة‪.‬‬
‫الصرصورة‪ ..‬الشطورة يا دبدوب‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫حاضر‪ ..‬حاضر‪..‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫( يتابع ترديد األغنية )‬
‫أهال يا فيفي الشطورة‪..‬‬
‫( مقاطعا ً ) يجب أن يكون صوتك كصوت البلبل ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫( يدخل الثعلب مسرعا ً )‬
‫أقبلت فيفي‪ ..‬جاهزون الستقبالها ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫نعم جاهزون‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫( تدخل الخنزيرة وهي تتمايل وترقص وتغني ) ‪:‬‬
‫مييا أحالني ميا أحالني‬

‫‪120‬‬
‫اسيمي فيفي ميا أغالني‬
‫حلييو‬
‫ٌ‬ ‫بدر أنفي‬
‫وجهي ٌ‬
‫كالرمييان‬
‫ِّ‬ ‫خدي يلم ُع‬
‫مهري مهري غا ٍل جدا ً‬

‫ماس ذهبٌ مييع لولو‬


‫ٌ‬
‫حسني يشغ ُل كي َّل الدنيا‬
‫لو شياهدت ُم أحلى قولوا‬
‫أرقص أرقص كالعصفورة‬
‫كالغزالن‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫أقفز‬ ‫أجيري‬
‫( تنتهي الخنزيرة من الرقص وتبدأ بالدالل والغنج على الدب )‪.‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬أين خطيبي ؟‪.‬‬
‫أنا هنا ‪..‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫( الواوي يلكزه كي يقول شعر الترحيب )‪.‬‬
‫( ينشد بشكل مبالغ فيه )‪:‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫أهالً يا فيفي الشطورة‬
‫أهال يا أحلى غندور ْه‬
‫حسنك طيَّر لي عقلي‬
‫دا ِّو قلبي ييا دكتور ْه‬
‫الخنزيرة ‪ :‬أنا خجولة‪ ..‬أرجوك ‪..‬ما هذا الكالم ‪..‬‬
‫ما رأيك يا سيدي دبدوب ؟‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫أنا جاهز لخطبتها فوراً‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫انتظر حتى نعرف شروطها‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫(يقترب من الخنزيرة ليفاوضها)‪.‬‬
‫يا ملكة الحسن والجمال‪ ..‬دبدوب وقع في حبك‪.‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬ك ُّل الناس تقع في حبي من أول نظرة‪.‬‬
‫ويريد أن يخطبك‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬موافقة ‪ ..‬ولكن على شرط صغير ‪.‬‬
‫ما هو ؟‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫دبدوب موافق على جميع الشروط‪ ..‬أنا واثق من ذلك‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫اطلبي ما تشائين‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫شبيكي لبيكي‪ ..‬دبدوب بين ايديك‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬أريد مهرا ً لي ‪ ..‬جميع تفاح هذه الشجرة‪.‬‬
‫ودبدوب موافق ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫(يحتج دبدوب )‪.‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬وأريد أيضا ً أن يقطع هذه الشجرة ألبيع أخشابها للتاجر أبو فاس ‪.‬‬
‫سيدي موافق‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫أنا واثق ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫ولكن ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫يبدو انك تحبُّ الشجرة أكثر مني‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫كال‪ ..‬كال‪ ..‬ولكن‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫ال تتردد يا سيدي‪ ..‬انظر إلى هذا الجمال‪ ..‬إنه يساوي مليون شجرة‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫تفاح‪.‬‬
‫أخير أيضاً‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ولي شرط‬ ‫الخنزير ‪:‬‬
‫شرطك مقبول سلفاً‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬أريده أن يطلق زوجته دبدوبة‪.‬‬
‫هذا أمر بسيط‪ ..‬سيطلقها في الحال‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫(تنصرف العنزة بسرعة هنا إلخبار دبدوبة والحمار ويبقى الغزال‬
‫ليتابع ما يجري)‪.‬‬
‫ولكن ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫الخنزيرة ‪ ( :‬بدالل ) ماذا قلت يا حبيبي ؟‪.‬‬
‫( يستسلم الدب الغراءات الخنزيرة )‪.‬‬
‫موافق ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫هيا نقطف تفاح الشجرة ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫(يحضر مع الواوي والخنزيرة الصناديق وكأنهم كانوا يخفونها في‬
‫مكان قريب)‪.‬‬
‫(الغزال يراقبهم)‪.‬‬
‫(يبدؤون بقطف الشجرة)‪.‬‬
‫(صوت موسيقا )‪.‬‬
‫(ثم يحملون صناديق التفاح)‪.‬‬
‫إلى أين ؟‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫سنقدم التفاح لوالد الخنزيرة حتى يرضى ثم نجهز لك العرس‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( بلهجة كاذبة ) طبعا ً ‪ ..‬طبعا ً سنعود‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫( يغادرون حاملين صناديق التفاح)‪.‬‬
‫(الغزال يالحقهم‪.....‬يبقى الدب منتظرا ً )‬

‫إظالم‬

‫‪123‬‬
‫المشهد السادس‬
‫(شجرة التفاح عارية تماما ً بعد أن انتزع منها الثعلب والواوي‬
‫والخنزيرة كل ثمارها‪.‬‬
‫دبدوب ينتظر عودة الخنزيرة والثعلب والواوي‪.‬‬
‫تدخل دبدوبة تتبعها العنزة والحمار‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫دبدوب يختفي خلف الشجرة حتى يرى دبدوبة)‪.‬‬

‫لماذا خفت يا عريس الهنا ؟‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬


‫ألن تضربينني ؟‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫كال‪ ..‬أخرج حالً‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫(يخرج خجالً )‬
‫أين التفاح ؟‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫( بخجل ) أخذته فيفي مهرا ً لها ‪.‬‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫أال تخجل من نفسك ؟‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫ولماذا ؟‬ ‫الدب ‪:‬‬
‫لقد ضحكوا عليك يا مسكين ‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫سرقوا التفاح وهربت العروس‪.‬‬ ‫الحمار ‪:‬‬
‫(يدخل الغزال مسرعا ً )‬
‫هيا معي بسرعة‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫إلى أين ‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫لقد عرفت المكان الذي يخبؤون فيه تفاحنا‪ ..‬وسوف يبيعونه إلى التاجر‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫أبو فاسة‪.‬‬
‫( للدب ) تعال معنا‪ ..‬لتكتشف خداعهم وكذبهم بنفسك‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫(يسرعون وهم يحملون العصي المتنوعة)‪.‬‬

‫إظالم‬

‫‪125‬‬
‫المشهد السابع‬

‫( موقع آخر في الغابة )‪.‬‬


‫( بعض الصخور وصناديق تفاح مليئة )‪.‬‬
‫( الثعلب والواوي والخنزيرة جالسون حولها وهم يأكلون ويضحكون‬

‫‪126‬‬
‫)‪.‬‬
‫( يصل الدب ودبدوبة والغزال والعنزة والحمار وقد حملوا عصيا‬
‫ويختبؤون في أماكن مختلفة )‪.‬‬
‫(يكمل حديثا ) وكم سيدفع لنا التاجر ثمن التفاح ؟‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫مائة ليرة لكل صندوق ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬هذا قليل ‪.‬‬
‫ال تنسوا أننا لم ندفع ثمنه وسرقناه من الدب الغبي ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( يضحكون )‬
‫( ساخرا ً ) يا له من دب مغف ٍل أحمق ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬يريد أن يخطبني ‪..‬‬
‫( تضحك وتقلده )‬
‫حسنُ ِّك طير عقلي‬
‫داو قلبي يا دكتور ْه‬
‫( يضحكون ) ‪.‬‬
‫(الدب يتململ ويريد الهجوم من شدة غضبه لكن الغزال ودبدوبة‬
‫يطلبان منه التريث ويهمسان له بخطة لعقاب األعداء ) ‪.‬‬
‫أنا الذي علمت الدب الغبي هذه األغنية ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬
‫إنه ينتظر اآلن كالحمار األبله تحت شجرة التفاح الجرداء ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( يضحكون ) ‪.‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬لقد تأخر صديقك التاجر أبو فاس ‪.‬‬
‫سيأتي حتماً‪ ..‬إنه يحب شراء المسروقات ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫ألنها رخيصة ‪.‬‬ ‫الواوي ‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫( يضحكون )‪.‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬سآخذ حصتي من النقود وأعود إلى وادي الخنازير ‪.‬‬
‫حتى ندبر لك عريسا ً جديدا ً ‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( يضحكون )‪.‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬أريده مغفالً كالدب الغبي ‪.‬‬
‫( يضحكون )‪.‬‬
‫( الغزال ودبدوبة يشيران إلى الدب كي يبدأ بتنفيذ خطة لمعاقبة‬
‫األشرار )‪.‬‬
‫(دبدوبة تعطي دبدوب عقدا ً جميالً )‪.‬‬
‫( دبدوب ينادي دون أن يظهر وكأنه قادم من مكان بعيد يبحث عن‬
‫فيفي)‪.‬‬
‫( من وراء الكواليس ) يا فيفي ‪ ..‬يا فيفي ‪ ..‬أيها األصدقاء أين أنتم ؟‪.‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫( يُفاجأ األشرار بصوت دبدوب )‪.‬‬
‫صوت دبدوب ‪ ..‬كيف وصل إلى هنا ؟!‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( يتابع دبدوب نداءه ) ‪.‬‬
‫الخنزيرة ‪ :‬إنه يبحث عني ‪.‬‬
‫( يظهر الدب )‪.‬‬
‫عنك كثيراً‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫فيفي حبيبتي ‪ ..‬أين كنتِّ‪ ..‬بحثت‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫لماذا ؟‪.‬‬ ‫فيفي ‪:‬‬
‫أريد إهداءك هذا العقد الثمين ‪..‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫( يظهر العقد )‬
‫تعالي ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫( تسرع نحوه ) وأين وجدته ؟‪.‬‬ ‫فيفي ‪:‬‬
‫في الغابة قرب صخرة العُقاب ‪(..‬يهمس ) هناك كنز ثمين ‪...‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫( متشوقا ً لمعرفة المكان ) وأين تكون هذه الصخرة ؟‪.‬‬ ‫الثعلب ‪:‬‬
‫( يقترب من الواوي أيضا ً )‪.‬‬
‫صخرة العقاب‪ ..‬اقتربوا أكثر ألبوح لكم بالسر ‪.‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫( يقتربون جدا ً من المسرح ‪ ،‬يشير دبدوب ألصدقائه فيخرجون‬
‫بسرعة وينهالون على األشرار بالعصي وهم يضحكون ) ‪.‬‬
‫خذوا‪ ..‬خذوا يا أشرار ‪.‬‬
‫(الثعلب والواوي يفاجئهم الموقف ‪ ،‬يفرون هاربين وهو يصرخون )‪.‬‬
‫وأخيرا ً استرجعنا التفاح ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫وأنا استرجعت زوجي ‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫( يضحكون )‪.‬‬
‫سامحوني يا أصدقائي ‪ ..‬لقد أعماني الطمع‪.‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫( تعاتبه ) كنت تريد الزواج من الخنزيرة البشعة أليس كذلك ؟‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫أنا آسف ‪ ..‬سامحيني ‪ ..‬لن أتخلى عنك أبدا ً ‪.‬‬ ‫دبدوب ‪:‬‬
‫متى نقتسم التفاح ؟‪ ..‬أنا جائع ‪.‬‬ ‫الحمار ‪:‬‬
‫اآلن طبعا ً ‪.‬‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫ْ‬
‫ولكن بالعدل واإلنصاف ‪.‬‬ ‫العنزة ‪:‬‬
‫ينشر المحبة ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العد ُل‬ ‫الغزال ‪:‬‬
‫والطمع ينشر العداوة والكراهية ‪.‬‬ ‫دبدوبة ‪:‬‬
‫(موسيقى ‪ ..‬ينشدون وهم يرقصون ) ‪:‬‬
‫هيا بييينا نشدو‬

‫‪129‬‬
‫ْ‬
‫خالن‬ ‫صحب يا‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫كي تيطرب الدنيا‬
‫ْ‬
‫األلحان‬ ‫ب‬
‫بيأعذ ِّ‬
‫أزهييار‬
‫ٌ‬ ‫فالحبُّ‬
‫عبيرها فييواحْ‬
‫أميطار‬
‫ٌ‬ ‫و العد ُل‬
‫تهدي لنا األفراحْ‬
‫نيترك الطمعا‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫إن‬
‫الشر و الجشعا ْ‬
‫َّ‬ ‫و‬
‫ينتصر‬
‫ُ‬ ‫فالخييير‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫األمان‬ ‫و العد ُل و‬

‫إظالم‬

‫(النهاية)‬

‫‪130‬‬
‫عاصفة في المنزل‬

‫شخصيات المسرحية ‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫سلمى‪ :‬فتاة ذكية نشيطة تحب العمل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حسام‪ :‬شاب نشيط مرح ذكي يحب العمل أيضا وهو األخ األكبر‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نديم‪ :‬فتى ضعيف الجسد كثير الشكوى ‪..‬لكنه طيب وخجول ويحاول أن يعمل‬ ‫‪-3‬‬
‫ويساعد‪.‬‬
‫زهييوان‪ :‬شيياب مغييرور ثرثييار جييدا ال يحييب العمييل ويييدافع عيين الكسييل ولييه‬ ‫‪-4‬‬
‫طموحات خيالية ‪.‬‬
‫بطاح‪ :‬ضخم‪ ،‬غبي‪ ،‬مندفع ‪ ،‬يهوى الطعام كثيرا‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الحمار عصفور‪ :‬حمار نشيط‪ ،‬ذكييي ‪،‬صبور‪.‬يساعداألسييرة فييي أعمييال البيييت‬ ‫‪-6‬‬
‫والمزرعة ‪.‬‬

‫المشهد األول‬

‫‪132‬‬
‫المسرح خال تماما ً تتعالى الموسيقى شيئا ً فشيئا ً ثم يدخل الممثلون بالتتابع في حركييات‬
‫مرحة ونشطة هم يغنون ويقدمون أنفسهم للجمهور‪:‬‬
‫أحبابنا أهالً‬ ‫أطفالنا أهالً‬
‫نزلت ُم سهالً‬ ‫أتيتُم أهالً‬

‫ْ‬
‫نزدان‬ ‫بكم بكم‬ ‫بك ْم بك ْم نفرحْ‬
‫والعال ُم الفت ْ‬
‫ان‬ ‫السحر في المسرحْ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫اإلنسان‬ ‫و حكايةُ‬ ‫ْ‬
‫الحكمة‬ ‫النور و‬
‫ُ‬ ‫و‬

‫نشيطةٌ حلو ْه‬ ‫‪ :‬أنا أنا سلمى‬ ‫سلمى‬


‫كأنني النحل ْه‬ ‫ْ‬
‫البستان‬ ‫أطوف في‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫أعشق العمال‬ ‫أنا‬ ‫‪ :‬اسمي أنا حسا ْم‬ ‫حسام‬
‫وأكر ْه الكسال‬ ‫أنا أنا شجاع‬
‫ضعيف‬
‫ْ‬ ‫جسمي‬ ‫‪ :‬أنا ندي ْم أنا ندي ْم‬ ‫نديم‬
‫مريض‬
‫ْ‬ ‫لكنني‬ ‫أنا أعشق العمال‬

‫ثور نطاحْ‬
‫أقوى من ِّ‬ ‫‪ :‬أنا بطا ٌح‪ ..‬أنا بطاحْ‬ ‫بطاح‬
‫ْ‬
‫باذنجان‬ ‫رزا ً لحما ً‬ ‫آكل أكالً كالحيتان‬
‫أنا زهوان ‪ ...‬أنا زهوان‬ ‫زهوان‬
‫شخص في الدنيا‬
‫ٍ‬ ‫أذكى‬
‫وجمي ُع الناس ينادوني‬
‫ْ‬
‫فهمان‬ ‫أهال أهال‪ ..‬يا‬
‫جحش ‪ ...‬اسمي عصفور‬
‫ٌ‬ ‫عصييفور ‪ :‬أنا‬
‫(الحمار)‬
‫صبور‬
‫ْ‬ ‫أحمل أثقاالً و‬

‫‪133‬‬
‫أعبر سهالً ‪ ...‬أصع ُد جبالً‬
‫ُ‬
‫النسور‬
‫ْ‬ ‫وأسابق في ركضي‬
‫وينادوني يا عصفور‬
‫( يتراجع الممثلون شيئا ً فشيئا ً مع الموسيقى و ينسحبون خارج المسرح)‪.‬‬
‫(إظالم)‬

‫المشهد الثاني‬
‫( أرض بستان جميل ‪ .‬في العمق نرى حقال محصييودا ميين القمييح ‪..‬نييرى فييي طييرف‬

‫‪134‬‬
‫المسرح إلى اليسار شجرة كبيرة ‪ ..‬تحتها في الظل يجلييس زهييوان علييى بسيياط وهييو‬
‫يشرب العصير من كأس كبير و يلهو بييأوراق لعييب كبيييرة ‪ ..‬علييى بسيياط آخيير قربييه‬
‫يجلس أخوه بطاح و هو يتكئ على مخدات‪ ,‬وبطاح سمين ضخم إنه يشرب الشاي من‬
‫طاسة كبيرة و يأكل كعكا ً يبلله بالشاي ويبتلعه بنهم)‪.‬‬
‫‪ ( :‬و هو يأكل ) هل ظهر لك كنز ملك الجان سيسبان يا أخي زهوان ؟‬ ‫بطاح‬
‫سيظهر لي بعييد قليييل‪ ..‬و سأصييبح‬
‫ُ‬ ‫‪ ( :‬و هو يلعب ) كال يا بطاح ‪ ..‬و لكنني واثق أنه‬ ‫زهوان‬
‫من أغنى األغنياء ‪.‬‬
‫‪ :‬إذا ظهر لك الكنز فماذا ستعطيني يا زهوان؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬سأعطيك ربعه‪..‬ما رأيك ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬كال أريد نصفه‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬بحزم مبالغ فيه ) لن تأخذ إال ربعه‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬بل نصفه رغما عنك‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬لن تأخذ شيئا إذن (يتوقف عن اللعب ) ‪...‬سأحرمك منه‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬بل سآخذه كله ( يتشاجران ‪..‬وهما يفتعالن الشجار دائما )‬ ‫بطلح‬
‫( تدخل سلمى و معها سلة فيها بعض األغييراض وهييي تسييتعد للعييودة إلييى بيييتهم فييي‬
‫القرية )‬
‫(تفصل بينهما وهي غاضبة) كفى شجارا ‪...‬هل أنتما جاهزان للعودة إلى البيت ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا جاهز‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬لن أرحل مع هذا المتوحش الطماع‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬وأنا لن أرحل مع هذا البخيل الطماع ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬تصرخ بهما ) يكفي ‪..‬اذهبا اآلن و ساعدا أخاكما حسام في نقييل أكييياس القمييح إلييى‬ ‫سلمى‬
‫هنا‬
‫‪ :‬أنا مشغول جدا ً اآلن يا سلمى ‪ ..‬أال ترين ‪..‬انظري ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬ساخرة ) و بماذا أنت مشغول يا سيد زهوان؟‬ ‫سلمى‬

‫‪135‬‬
‫‪( :‬وهو يتابع اللعب في الورق ) أنا مشغول باكتشاف مكان كنز ملك الجان سيسبان‬ ‫زهوان‬
‫‪( :‬ساخرة ) يا سالم‪..‬أصبحنا إذن من األغنياء ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬طبعا ‪..‬اصبري قليال فقط ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬سيعطيني أخي زهوان نصف الكنز ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬بل ربعه ‪...‬ال تكن طماعا يا بطاح‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬هيا نهض يا بطاح وساعد أخاك حسام‪..‬هيا‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬وأنا أيضا مشغول جدا ‪..‬‬ ‫بطأح‬
‫‪ :‬يا سالم ‪ ..‬و بماذا أنت مشغول أيضا ً يا سيد بطاح ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪( :‬يتابع طعامه )أنا مشغول بالطعام كما ترين ‪..‬سوف أسيياعده بعييد أن أنهييي فطييوري‬ ‫بطاح‬
‫‪ ..‬تفضلي ‪ ..‬تفضلي أنا كريم أيضاً‪.‬‬
‫‪ :‬شكرا ً لقد أفطرنا ‪ ..‬هل نسيت ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬غير معقول ‪..‬متى ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬منذ نصف ساعة‬ ‫سلمى‬
‫وهل تناولت أنا طعام الفطور معكم ؟!‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬طبعا ً و أكلت ثالثة أرغفة و قطعة جبن كبيرة و خمس بيضات‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬وشربت إبريق شاي كامل‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا!!‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬نعم أنت ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬يبدو أنني قد نسيت ‪ ..‬أنا أنسى كثيرا ً هذه األيام و خاصة في مسييائل األكييل‪ ..‬اسييألي‬ ‫بطاح‬
‫زهوان‪.‬‬
‫‪ :‬هذا صحيح ‪ ..‬بطاح يفقد عقله تماما ً عندما يأكل ألن عقله الصغير ضييائع فييي بطنييه‬ ‫زهوان‬
‫الكبير (يضحك)‬
‫( يضحك و يتبعه بطاح ببالهة)‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ :‬دمك خفيف يا أخي زهوان ‪ ( ..‬يفطن أخيرا ً ) و ْ‬
‫لكن من هو صيياحب الييبطن الكبييير‬ ‫بطاح‬
‫و العقل الصغير ؟‬
‫‪ :‬أنت ! ألم تعرف بعد ( يضحك )‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا ؟ !!‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬نعم أنت ‪..‬وهل هناك أحد آخر ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنت غراب مغرور يا زهوان‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أنت طبل مكسور يا بطاح‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنت غراب ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أنت طبل‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يتشاجران و سلمى تنظر إليهمييا بغضييب ‪ ..‬إنهمييا يتصيينعان الشييجار دائميا ً لصييرف‬
‫األنظار عن المشكلة األساسية ‪ ..‬يتابعان الشجار ويمسييكان بخنيياق بعضييهما و سييلمى‬
‫تغادر غاضبة )‪.‬‬
‫‪ :‬يكفي يا بطاح لقد انصرفت سلمى ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يعودان إلى ما كان عليه من لهو وطعام )‪.‬‬
‫‪ :‬إذا ظهر لي ختيار الكبه بعد ثالث ورقييات سييوداء فسييوف أعييرف مكييان كنييز ملييك‬ ‫بطاح‬
‫الجان ‪ ( ..‬و يبدأ برمي الورق ) ختيار ‪ ..‬ختيار ‪..‬هيا ‪...‬‬
‫( يدخل أخوهم نديم مع رمي الورقة الثالثة و هو يجر الحمييار عصييفور ويتجييه نحييو‬
‫الشجرة التي يجلس تحتها زهوان وبطاح لربطه )‪.‬‬
‫‪ ( :‬وقد فشل في الورقيية الثالثيية و الحمييار ينهييق محتجييا‪ ) ..‬لميياذا أتيييت بهييذا الحمييار‬ ‫زهوان‬
‫المنحوس إلى هنا يا نديم ؟‬
‫‪ :‬حسام طلب مني أن أربطه هنا في الشجرة‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬اربط الحمار في مكان آخر‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬اربطه في مكان آخر‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬لكن حسام طلب مني أن أربطه هنا ‪...‬‬ ‫نديم‬

‫‪137‬‬
‫‪ :‬ابعد هذا الحمار الغبي عن هنا ( الحمار يحتج وينهق )‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ال تقل عنه غبي ‪...‬سوف يزعل‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬وأنا أريده أن يزعل ويغضب أيضا ‪(..‬يقوم بضرب الحمار ‪.‬يبعده نديم عنهما )‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أنا واثق أن هذا الحمار قد نحسني يا زهوان‪ ..‬انتهى الورق و لييم يظهرلييي ختيييار‬ ‫زهوان‬
‫الكبة‪..‬‬
‫ضاع الكنز يا بطاح (يبكي) ضاع ضاع (يبكي مع بطاح) اللعنيية عليييك أيهييا الحمييار‬
‫المنحوس‪.‬‬
‫‪ :‬الحمار عصفور ال ذنب له‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬ال ذنب له ‪ ..‬من أضاع الكنز إذن؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و أنا من الذي أفقدني شهية الطعام ؟‪ ..‬أليس هذا الحمييار ؟‪ ..‬لقييد انسييدت شييهيتي يييا‬ ‫بطاح‬
‫زهوان بسبب هذا الحمار‪.‬‬
‫‪ ( :‬يتأمل ما في الصحن ) و لكنك قد التهمت كل شيء‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬قل هنيئا مريئا ‪..‬صحة وعافية ‪...‬‬ ‫بطاح‬
‫( يدخل أخوهم حسام وهو يحمييل كيسيا ً ميين القمييح يضييعه قريبيا ً ميين الحمييار يسيياعده‬
‫نديم)‪.‬‬
‫‪ :‬ماذا حدث ؟‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬كنتُ أخرج كنز (سيسبان) ملك الجان فجاء هذا الحمار و نحسني وأطار المنزل‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و أنا كنت أتناول بعض الطعييام فأقبييل هييذا الحمييار و سي َّد شييهيتي بمنظييره وصييوته‬ ‫بطاح‬
‫القبيح ‪.‬‬
‫‪( :‬بجدية ) يكفي‪...‬لقد جئنييا للعمييل فييي البسييتان لكنكمييا أمضيييتما الصيييف فييي الكسييل‬ ‫حسام‬
‫واللهو و النوم والصيد والبحث عن الكنز الموهوم‬
‫‪ ( :‬باستغراب كاذب مبالغ فيه ) نحن كسالى؟!‪ ..‬سامحك هللا يا حسام ‪(.‬يتصيينع البكيياء‬ ‫زهوان‬
‫)‬
‫‪ :‬ال ال‪ ..‬هذه إهانة كبيرة ‪.‬‬ ‫بطاح‬

‫‪138‬‬
‫‪ :‬و نحن ال نقبل اإلهانات أبداً‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( نسمع صوت سلمى تنادي من خارج المسرح)‪.‬‬
‫‪ :‬هيه ‪ ..‬تعالوا و ساعدوني ‪ ..‬تعالوا ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬إنها تناديك يا نديم ‪ ..‬أسرع‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا مريض ‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬دائما ً تقول أنا مريض لتتهرب من الشغل‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬نديم مسؤول عن الحمار عصفور فقط‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬هذا عمل سهل‪ ..‬أنا سأصبح مسؤوال عن عصفور‬ ‫بطاح‬
‫( الحمار يحتج )‬
‫‪ :‬الحمارال يحبك ‪..‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬سيحبني رغما عنه ( يحاول ضربه لكن نديم يدافع عنه )‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬هذا يكفي ( لبطاح وزهوان ) هيا اذهبا لمساعدة سلمى ؟‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬ال أستطيع الذهاب قبل خروج الكنز‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬وأنا أيضا بطني يؤلمني ‪ ..‬أعتقد أنني جائع‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( يخرج حسام و نديم غاضبين )‪.‬‬
‫‪ :‬يريدوننا أن نعمل كل شيء ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و هم يستريحون‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬هذه ظلم‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و قلة أدب أيضا ً‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ماذا تحب أن تصبح في المستقبل يا بطاح ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬بائع فراريج ‪..‬ما رأيك ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬رائع ‪,..‬سوف أشتري من عندك فروجا ًكل يوم ‪..‬‬ ‫زهوان‬

‫‪139‬‬
‫( يحلم ) أبيع فروجا ً و آكل فروجا ً ‪ ..‬أبيع فروجا ً و آكل فروجاً‪ ..‬أبيع فروجيا ً و آكييل‬ ‫بطاح‬
‫فروجا ً ‪..‬‬
‫‪ :‬ألم تشبع بعد ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬كال ‪ ..‬أنا أموت في لحم الفراريج‪ ..‬وأنت ماذا تحب أن تصبح يا زهوان ؟‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫با ئع شاورما ؟‪...‬‬
‫‪ :‬ال‪..‬ال ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫( بغرور شديد ) أنا أحب أن أصبح مدير شركة كبيرة ‪ ..‬مييدير مصييرف ‪..‬وزيييرا ً ‪..‬‬
‫إمبراطورا ً ‪ ..‬نعم أنا أستحق ذلك ‪ ..‬ما المانع (يتأمل نفسه في المرآة )انظيير إلييى هييذا‬
‫الوجه الجميل؟‬
‫( تدخل سلمى و حسام و هما يحمييالن كيسييي قمييح كبيييرين يتبعهييا نييديم يحمييل بندقييية‬
‫صيد و جعبة ‪ .‬يضعان األكياس على ظهر الحمار )‬
‫‪ :‬ماذا سنفعل اآلن يا حسام ؟‬ ‫سلمى‬
‫ت و نديم و بطاح و زهوان تعودون إلييى البيييت و معكييم الحمارعصييفور وأكييياس‬
‫‪ :‬أن ِّ‬ ‫حسام‬
‫القمح‬
‫‪ :‬و أنت ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا سأبقى هنا في المزرعةألجمع بقية المحصول ومقابلة بعض التجار ثم ألحق بكم‬ ‫حسام‬
‫( ينهض زهوان و بطاح فييرحين و يبييدأان بجمييع أغراضييهما عييدة الشيياي ‪ -‬نارجيليية‬
‫أوراق لعب ‪ -‬ويغنيان)‪.‬‬
‫ْ‬
‫زهوان‪..‬‬ ‫‪( :‬يغنيان )هيا أسر ْ‬
‫ع يا‬ ‫بطاح‬
‫حاضر يا أخي بطاحْ ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫‪:‬‬ ‫زهوان‬
‫ال تنس أوراق اللعبْ ‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بطاح‬
‫ال تنس إبريق الشاي ‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫زهوان‬
‫ْ‬
‫النارجيلة‪..‬‬ ‫ْ‬
‫واحمل معك‬ ‫‪:‬‬ ‫بطاح‬
‫تشدو كالطير الصداحْ ‪..‬‬

‫‪140‬‬
‫بطييييييياح ‪ :‬سنعو ُد اآلن إلى البيت‪..‬‬
‫وزهوان‬
‫و تعو ُد معنا األفراح‪.‬‬
‫‪( :‬يقاطع غناءهما ) يا زهوان و يا بطاح‪..‬هناك أمر هام يجب أن تعرفاه ‪..‬‬ ‫حسام‬
‫بطييياح و ‪ :‬ما هو هذا األمر الهام ‪..‬؟‬
‫زهوان‬
‫‪ :‬بيتنا في القرية يحتاج إلى إصالح‬ ‫حسام‬
‫بطييياح و ‪ :‬ماذا ؟ ‪....‬إصالح‪!!!..‬‬
‫زهوان‬
‫‪ :‬نعم ‪ ..‬العاصفةُ التي هبت منذُ أيام هد ْ‬
‫مت قسما ً من سور البيييت كمييا أخبرنييي جارنييا‬ ‫حسام‬
‫الفالح مسعود ‪.‬‬
‫‪ :‬ربما كان كاذبا ً ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و لماذا يكذب؟‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬ها ها ‪...‬إذن أنت ترسلنا قبلك إلى البيت حتى نصلح السور ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬هذا صحيح ‪.‬‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬هذا ظلم‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬هذا حرام‬ ‫بطاح‬
‫‪ ( :‬بحزم ) اسمعاني جيدا ‪..‬‬ ‫حسام‬
‫إما أن تبقيا هنا في المزرعة و تعمال في جني المحصول أو تذهبا إلى البيت وتصييلحا‬
‫السور ‪ ..‬ما ذا قررتم ؟‬
‫( ينظر زهوان إلى بطاح و يتشاوران )‪...‬ما هو قراركم ‪..‬؟‬
‫نذهب إلى البيت‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬بل‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و تصلحان سوره ؟‪.‬‬ ‫حسام‬
‫‪ ( :‬يغمز بطاح ) نعم ‪ ..‬نعم ‪..‬سنصل ُح سور البيت ‪ ..‬ما رأيك يا بطاح ؟‬ ‫زهوان‬

‫‪141‬‬
‫‪ :‬طبعا ً ‪ ..‬طبعا ً ‪..‬ستجده قائما كجدار قلعة منيعة عند قدومك‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬خذا هذه البندقية معكما ( ينظر إلى سلمى نظرات ذات مغزى سيينعرف معناهييا فيمييا‬ ‫حسام‬
‫بعد )‪.‬‬
‫‪( :‬بدهشة ) لماذا ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬حتى تحميا نفسيكما من الدب‬ ‫حسام‬
‫زهييييوان ‪( :‬بخوف شديد ) الدب ‪..‬أي دب ؟!‬
‫وبطاح‬
‫‪ :‬أخبرني جارنا مسعود وبعض األهالي بأن دبا ً أسود مفترسا ً قد ظهر في المنطقة و‬ ‫حسام‬
‫هو يتجول هنا وهناك في التالل القريبة من القرية ‪.‬‬
‫بطييياح و ‪ ( :‬بخوف ) دب أسود !‬
‫زهوان‬
‫‪ :‬نعم و قد أكل ثورا ً و عنزة ً و ثالثة خراف و أرنبين ‪.‬‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬ربما كان مسعود كاذبا ً ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬األفضل أن تأخذا البندقية معكما‪.‬‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬و كيف سنذهب إلى البيت ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬على أقدامنا طبعا ً ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا سأركب على ظهر الحمار ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬بل أنا الذي سيركب‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬عصفور سيحمل أكياس القمح فقط‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أعتقد أنه يستطي ُع حملنا وحمل أكياس القمح‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( الحمار يحتج و ينهق )‪.‬‬
‫‪ :‬اخرس يا كسول ‪ ..‬يا وجه النحس‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬هذا الحمار يكرهنا يا زهوان ‪.‬‬ ‫بطاح‬

‫‪142‬‬
‫‪ :‬طبعا ً ألننا أذكى منه‪ ..‬وأجمل‪..‬انظرإلى هذا الوجه (يخرج مرآة يتأمل وجهييه فيهييا )‬ ‫زهوان‬
‫أمير‪..‬أمير في المرآة واألمير ال يسير ‪..‬‬
‫‪ :‬كبرا عقليكما واتركا عصفور‬ ‫حسام‬
‫الشمس ‪(.‬يغادرون‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬هيا ‪..‬علينا أن نتحرك قبل أن تحمى أشعة‬ ‫سلمى‬
‫‪:‬متى ستأتي إلى البيت يا حسام ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ ( :‬يغمزها ) بعد أسبوع إن شاء هللا ‪.‬‬ ‫حسام‬
‫( يتحركون ‪ ..‬نديم يجر الحماروعليه أكياس القمييح ‪ ..‬سييلمى تحمي ُل السييلة ‪ ..‬زهييوان‬
‫يحمل النارجيلة ويتقلد البندقية ‪ ..‬بطاح يأكل رغيفا ً و يحمل إبريق شيياي أو يعلقييه فييي‬
‫زناره مع ركوة القهوة ‪..‬يخرجون من المسرح‬

‫(إظالم)‬

‫المشهد الثالث‬

‫( طريق جبلي ‪ ..‬تبدو بعض الصخور الساقطة و جذع شجرة وأغصان تسييد الطريييق‬
‫تماما ‪ ..‬يدخ ُل الحمار عصفور وعلى ظهره أكييياس القمييح أوالً يسييرع خلفييه سييلمى و‬
‫نديم ‪ ..‬ثم يظهر بطيياح و زهييوان و همييا متعبييان يتكئييان علييى بعضييهما ويلهثييان ميين‬
‫‪143‬‬
‫التعب )‪.‬‬
‫‪ :‬ال تسرعوا أرجوكم ‪ ..‬رجالي قد تكسرت ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و أنا أيضا ً قد تعبت ‪ ..‬آه ‪ ..‬آه ‪..‬لماذا تسرعون ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬حتى نصل مبكرين ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا تعبت ‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬عصفور لم يتعب‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬طبعا ً ‪ ..‬ألنه حمار ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( الحمار يتوقف أمام الحواجز )‪.‬‬
‫‪ :‬لماذا توقف عصفور ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ألن الطريق مسدود‪....‬أال ترى ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬من الذي سد الطريق بهذه الصخور واألحجار ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أعتقد أنهم العفاريت أو الجان ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ال عفاريييت و ال جييان ‪ ..‬انظييروا العاصييفة هييي التييي حطمييت األشييجار و دفعييت‬ ‫سلمى‬
‫الصخور إلى هنا‪.‬‬
‫‪ :‬أنا أستطيع القفز فوق هذه الصخور‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا أشطر منك في القفز و تسلق الجبال‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أنا أشطر‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا أشطر‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ ( :‬تصرخ ) كفى ‪ ..‬هناك مشكلة‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا أحل أكبر مشكلة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬عصفور ال يستطيع العبور و فوقه هذه األكياس‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬عصفور سيطير فوق الحاجز مع األحمال أنا واثق من ذلك‬ ‫زهوان‬

‫‪144‬‬
‫‪ :‬عصفور ال يستطيع ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬و لماذا إذن يسمى نفسه عصفوراً‪(....‬يضحك )‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬سيطير و حافره فوق رأسه‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( الحمار ينهق محتجا ً )‪.‬‬
‫‪ :‬اخرس يا منافق يا كسول ‪..‬يا سلحفاة‬ ‫زهوان‬
‫(يضربه فيدافع عنه نديم و سلمى)‪.‬‬
‫‪ :‬يكفي ‪...‬اترك الحمار‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا أقترح أن نترك هذا الحمار هنا ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و لكنه يحمل لنا مؤونة الشتاء ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬هذا صحيح ‪..‬لقد نسيت‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬اسمعاني جيدا ‪...‬هناك حالن‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ما هما ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬تبحثان عن طريق آخر هنا أو هناك ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫( يتحرك بطاح و زهوان قليالً باتجاه يمين و يسار المسييرح يغيبييان قليييال ثييم يعييودان‬
‫بسرعة )‪.‬‬
‫‪ :‬ال يوجد طريق آخر‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬وما العمل ؟‪..‬هل سنبقى هنا ؟‪..‬أنا جائع ‪..‬وتعبان ايضا ً‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬علينا أن نسير في طريق الوادي إذن ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬و لكنه طويل جدا‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬وخطر ‪...‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ومليء باللصوص و قطاع الطرق‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و األفاعي ‪ ..‬صديقي جاسم أخبرني بأنه شاهد حية طولها مائة متر و رأسها كييرأس‬ ‫بطاح‬

‫‪145‬‬
‫الفيل‪.‬‬
‫‪ :‬هل هناك حل آخر؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ما هو يا أختنا العزيزة ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬نحمل نحن األكياس و األغراض وننقلها إلى الطرف اآلخر ثم يعبر عصفور وحده‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬و من سينقل األكياس ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا و أنت و بطاح ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬ابحثي عن حل آخر ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ال يوجد ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫( زهوان يجر الحمار مرغما وفوقه األكياس)‪.‬‬
‫‪ :‬أنا واثق أن هذا الحمار يستطيع العبور والقفز و أكياس القمح على ظهره‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( زهوان يجر الحمار رغما عنييه ‪ .‬بطيياح يييدفع الحمييار ميين الخلييف ‪ ..‬تحيياول سييلمى‬
‫منعهما لكنها تفشل‪ ..‬يتابع زهوان شد الحمييار و بطيياح يدفعييه ميين الخلييف ويضييربه‪..‬‬
‫الحمار يحاول القفز فوق الصخور وجذع الشجرة إلى الجهة الثانية لكنه يفشل ويتعثير‬
‫وتقع األكياس واألغراض فوق بطاح ‪ ..‬كما يقع زهوان أرضيا ً ‪ ..‬تييركض سييلمى و‬
‫نديم إلنقاذ بطاح الذي يصرخ متألما ً ‪ ..‬يزيحان األكياس عنييه ‪ ..‬بطيياح يقييذف الحمييار‬
‫بكل شيء يستطيع الوصول إليه ‪ ..‬الحمار يقف بعيدا ً و هو يضحك ناهقا ً )‪.‬‬
‫‪ :‬أتسخر مني أيهييا الحمييار اللعييين ؟ ( يغلييي غضييبه فيخطييف البندقييية و يطلييق النييار‬ ‫بطاح‬
‫باتجاه الحمار ) سأقتل هذا الحمار المجرم ( يطلق النار ‪ ..‬الحمار يتوارى هاربا إلييى‬
‫اليمين خلف األشجار و الصييخور و ال يظهيير سييوى ذنبييه الييذي يلييوح‪ ..‬يطلييق بطيياح‬
‫النار على ذنب الحمييار ‪ ..‬يختفييي الييذنب قليييالً ثييم يعييود للظهييور ملوحيا ً و متحييديا ً ‪..‬‬
‫تسرع سلمى و تنزع البندقية من يد بطاح )‪.‬‬
‫‪ :‬يكفي ‪ ..‬كبر عقلك‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬الحق عليكما‪...‬أردتما إرغام عصفور على القفز مع الحمل الثقيل‬ ‫نديم‬

‫‪146‬‬
‫ت معنا أم مع الحمار ؟‬
‫‪ :‬أأن ِّ‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا مع العدل ‪..‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬اسكت ‪..‬اسكت ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬يكفييي ‪ ..‬لقييد تأخرنييا ‪ ( ..‬تتجييه نحييو األكييياس ) سيياعداني فييي حمييل هييذه األكييياس‬ ‫سلمى‬
‫للجانب اآلخر‬
‫‪ :‬أنا ال أستطيع ‪ ..‬رجلي مكسورة ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و أنا أشعر بآالم في ظهري ‪..‬وبطني‬ ‫بطاح‬
‫( يقفز الحماراآلن بخفة من فوق العوائق بعد أن أزيح الحمل عنه ثم يختفي)‪.‬‬
‫‪ :‬لقد هرب عصفور ‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬اتبعه يا نديم ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫( نديم يسرع متسلقا الحاجز بصعوبة ليلحق بالحمار )‪.‬‬
‫حمار خائن ‪ ..‬و غدار‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪:‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و وجهه نحس أيضاً‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ليت رصاصاتي أصابته في كرشه‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬يكفي ‪ ..‬ما هذه السخافات ‪ ..‬عصفور يشتغل أفضل منكما‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬هذه إهانة كبيرة يا أختنا ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬تفضلين الحمار الغدار علينا ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( يعود نديم من حيث ذهب )‪.‬‬
‫‪ :‬لقد هرب عصفور ‪ ..‬و ال أثر له‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬ألم أقل لكم بأنه غدار و قليل أصل‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬لقد قُضي علينا يا زهوان ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬يجب أن نبحث عن حل جديد‬ ‫سلمى‬

‫‪147‬‬
‫‪ :‬كيف ؟! والحمار الخائن قد هرب ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬علينا إذن حمل األكياس ومتابعة المسير إلى البيت‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬مستحيل ‪...‬سأموت قبل أن أصل البيت‬ ‫بطاح‬
‫األفضل أن نتركها هنا ‪...‬‬ ‫زهوان‬
‫ال نستطيع تركها ‪...‬إنها مؤونة الشتاء ‪..‬وقد يأخذها اللصوص‬ ‫سلمى‬
‫( فجأة يدخل الحمار من جهة سلمى و إخوتها فينظييرون إليييه مسييتغربين كيييف وصييل‬
‫إليهم )‪.‬‬
‫غريب كيف وصل الحمار إلى هنا ‪..‬؟!‬
‫زهوان‬
‫‪ :‬هل وجدت طريقا ً آخر يا عصفور؟‬ ‫سلمى‬
‫( الحمار يهز رأسه باإليجاب )‪.‬‬
‫‪ :‬أنت حمار ذكي يا عصفور ‪ ( ..‬زهوان و بطاح يبديان غيرة)‪ ..‬هيا بنا يييا أذكييياء ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫( تحمل األكييياس علييى ظهيير الحمييار بصييعوبة يسيياعدها نييديم ‪ ..‬زهييوان و بطيياح ال‬
‫يتركان شيئا ً إال و يضعانه على ظهر الحمار انتقاما منه‪ ..‬يخرجون ميين المسييرح ميين‬
‫الطريق الذي اكتشفه الحمار )‬

‫(إظالم)‬

‫المشهد الرابع‬

‫(يظهر اآلن على المسرح بيت ريفي جميل قد تضرر بسبب العاصفة ‪..‬‬
‫حول البيت سور قد سقط قسم منه مع الباب الخارجي للبيت ‪ .‬فييي صييدر البيييت بابييان‬

‫‪148‬‬
‫‪..‬واحد إلى اليسار قد انخلع وسقط وآخر إلى اليمين و بينهما نافذة ‪ ....‬في باحة الييدار‬
‫شجرة توت كبيرة متينة األغصان تصلح للتسلق ‪ .‬و نرى في باحة الدار ديييوان قييديم‬
‫‪ ..‬بعض الكراسي ‪ ..‬سلم خشبي ‪ ..‬خلف البيت و في العمق البعيد تبدو أشييجار الغابيية‬
‫وجبال ‪..‬‬
‫يتصاعد اآلن صوت غناء زهوان و بطاح من خارج المسرح ‪ ..‬يدخالن و كل منهما‬
‫يحمل أدوات لهوه ‪ ..‬نارجيلة ‪ ..‬إبريق شاي ‪ ..‬بطاح يأكل و زهوان يشييرب النارجييية‬
‫وهما يغنيان )‬

‫عدنا يا بيت األفراحْ‬


‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫األغنية‬
‫عدنا عدنا كي ِّ نرتاحْ‬
‫ُ‬
‫أمضينا الصيف الماض ْي‬
‫نأك ُل عنبا ً أو تفاحْ‬
‫نرمي الطيرا ‪ ..‬نشوي اللحما ْ‬

‫نسهر حتى اإلصباحْ‬


‫ُ‬ ‫أو‬

‫( تدخل سلمى و نديم و معهما الحمار عصفور وعليه األكياس وغيرها تبدأ سلمى مييع‬
‫نديم بإنزال الحمل‪ ..‬زهوان وبطاح يكرران الغناء وال يفعالن شيئا‪ ..‬تنتظرهما سييلمى‬
‫حتى ينتهيا من الغناء )‪.‬‬
‫ْ‬
‫المسكين‬ ‫‪ ( :‬تغني ساخرة ) لكن البيت‬ ‫سلمى‬
‫يحتا ُج لبعض اإلصالحْ‬
‫بطييياح و ‪ :‬إصالح !!‪ ..‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬ما هذا الكالم يا أختنا العزيزة؟‬
‫زهوان‬
‫‪ :‬انظرا ما فعلته العاصفة بالبيت و السور‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫( تبدأ سلمى مع نديم بإنزال األغراض )‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ :‬اللعنةٌ على العاصفة ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬بل ألف لعنة و لعنة‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫اسمعوا‪ ..‬هذه الشتائم ال تنفع في شيء ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫( تنزل سلمى أحد األكياس وتستعد لنقله مع نديم )‪.‬‬
‫‪ :‬انقال الكيس الثاني‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬لن أعمل و أنا جائع ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬يؤازره ) وأنا أيضا ً جائع‬ ‫زهوان‬
‫( تنقل سلمى و نديم الكيس إلى باحة الدار ‪ ..‬ثم تعود و تنقل الكيس الثاني)‪.‬‬
‫‪ :‬ما رأيك يا أخي زهوان بصحن من الدجاج المشوي و المحمر بالزيت ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬في الحقيقة أنا أفضل الدجاج المسلوق فهو أنفع و أسهل هضماً‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬أنا أفضل الدجاج المحمر فهو أشهى و أطيب‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و أنا أفضل الدجاج المسلوق‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يتشاجران )‪.‬‬
‫‪ :‬ال تعاندني يا زهوان ‪ ..‬الدجاج المشوي أطيب ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ال تكن حمارا ً يا بطاح ‪ ,‬الدجاج المسلوق أطيب‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يتشاجران ‪ ..‬أثناء ذلك يأخذ نديم الحمار و يجعله يمر بينهما لفك االشتباك ثم‬
‫يترك الحمار و يدخل المنزل‪..‬زهوان يبعد الحمار بغضب ‪.) ..‬‬
‫(للحمار ) ابتعد ‪.‬ابتعد ‪..‬وإياك أن تتدخل بيني وبين أخييي بطياح (سييلمى تشييد الحمييار‬ ‫زهوان‬
‫وتبعده )‬
‫اطبخي لنا شيئا يا أختنا العزيزة‪..‬‬
‫بطاح‬
‫‪ :‬لن أطبخ شيئا ً قبل إصالح البيت‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬تريدننا أن نعمل و نحن جائعون‪.‬‬ ‫بطاح‬

‫‪150‬‬
‫اإلنسان كما سمعت ‪ ..‬ال يستطيع العمل أو التفكير أبدا ً و هو جائع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ ( :‬يتفلسف )‬ ‫زهوان‬
‫ت ‪ ..‬اإلنسييان ال‬
‫‪ :‬يا سالم ‪ ..‬فيلسوف ‪ ..‬فيلسوف و هللا يا زهوان ‪ ( ..‬لسلمى ) أسييمع ِّ‬ ‫بطاح‬
‫يستطيع التفكير و هو شبعان‪.‬‬
‫‪ ( :‬يصحح ) و هو جائع يا بطاح ‪..‬مابك ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬نعم ‪ ..‬وهو جائع ‪..‬أنا أغلط في الكالم ألني جائع ‪...‬وقد أنسى اسمي ‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬لقد أرسلكم حسام قبله إلى هنا إلصالح البيت ‪ ..‬أال تخجلون من أنفسكم؟!‬ ‫سلمى‬
‫بطييياح و ‪ :‬لماذا ؟‬
‫زهوان‬
‫‪ :‬في المزرعة كنتم تتهربون من العمل و جئتم إلى هنا‪ ..‬وانشييغلتم بييالثرثرة و الكسييل‬ ‫سلمى‬
‫وافتعال المشاكل‬
‫يالح البيييوت الخربيية ‪...‬أليييس‬
‫‪ :‬في الحقيقة ‪ ..‬نحن ال نصييل ُح ألعمييال الزراعي ِّة و إصي ِّ‬ ‫زهوان‬
‫كذلك يا بطاح ؟‬
‫طبعا طبعا ‪..‬‬
‫بطاح‬
‫‪ ( :‬ساخرة ) و لماذا تصلحون إذن يا عباقرة؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا سأصبح صاحب مطعم شاورما دجاج ‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬وأنت مثله ؟‬ ‫سلمى‬
‫ال ال ‪..‬أنا سأصبح وزيرا ‪...‬أو مدير بنك‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬األعمال العظيمة تحتاج إلى علم و شهادات ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬بسيطة ‪ ..‬و نحن أيضا ً كنا في المدرسة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و لكنهم طردوك من المدرسة ألنك رسبت ثالث سنوات في الصف الثاني ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬هذا ظلم ‪ ..‬كنت أشطر طالب في المدرسة ‪.‬ولكن المعلم كان يكرهني‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ولماذا يكرهك يا عبقري زمانك ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ال أدري ‪..‬مع أني كنت من أشطر الطالب‪..‬‬ ‫زهوان‬

‫‪151‬‬
‫‪ :‬أسمعني جدول الضرب إذن يا أشطر الطالب ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ ( :‬مرتبكا ً ) جدول الضرب‪!!..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬نعم ‪..‬هيا‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أسمعها جدول الضرب يا بطاح ‪ ..‬هيا ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا طردوني من الصف األول فأرحتهم و استرحت من جدول الضرب‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬إذن أنتما االثنان ال تعرفان جدول الضرب ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬بل أعرف اسألي أي سؤال ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬تسأل ) سبعة في سبعة ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ ( :‬يفكر ) سبعة في سبعة ‪ ..‬سبعة في سبعة ‪ ..‬سبعة في سييبعة‪ ..‬قييل لهييا الجييواب يييا‬ ‫زهوان‬
‫بطاح ‪.‬‬
‫‪ :‬سبعتان ‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬خطأ ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ماهو الجواب إذن ؟‬ ‫زهوان‬
‫( نسمع صوت الحمار و هو يقول تسع وأربعون ‪..‬تسع وأربعون ‪.) ..‬‬
‫‪ :‬الجواب صحيح ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬من الذي قال تسع وأربعون؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬عصفور ‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬ال ‪..‬ال ‪..‬هذه إهانة ‪..‬أنا ‪..‬كنت سأقولها ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬يهدد الحمار ) إياك أن تجيب عنا مرة ثانية ‪..‬أفهمت ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أبعدوا هذا الحمار من هنا فهو الذي طير الجواب من رأسي ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬لنديم ) خذ الحمار إلى اإلصطبل يا نديم ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫( يجر نديم الحمارخارج المسرح )‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ :‬إذن أنتما ال تعرفان جدول الضرب‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬العلم ليس مهما ً يا سلمى‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ما هو المهم إذن ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬الشطارة و الفهلوة والذكاء ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬هيا يا أختنا العزيزة جهزي لنا شيييئا ً نأكلييه فعضييالتي تصييبح رخييوة و ضييعيفة مييع‬ ‫بطاح‬
‫الجوع‬
‫‪ :‬أما أنا فدماغي ال يستطيع العمل أبدا ‪. ..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬جهزي لنا لحما مقليا بالسمن ‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫( يدخل نديم )‪.‬‬
‫‪ :‬أنا أريد حساء فقط‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬أصلحوا باب السور والباب على األقل حتى ال يدخل منه الدب األسود ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬الدب األسود‪....‬هذه إشاعات ‪..‬هل تصدقينها حقا يا سلمى ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬لكن حسام قال بأن هناك دبا ً خطرا ً يجول في المنطقة‬ ‫سلمى‬
‫‪ ( :‬يقاطعها ) دائما ً تصدقين حسام و تكذبيننا ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ال تخافي ‪ (..‬يستعرض عضالت جسمه )‬ ‫بطاح‬
‫إذا حضر الدب األسود فسوف أعصره كما يعصرون البندورة‪.‬‬
‫‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬أنا سأنهي حياته البائسة بطلقة واحدة من هذه البندقية‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و لميياذا تخسيير ثميين رصاصيية يييا زهييوان ؟!‪ ..‬أنييا سأقضييي عليييه بهييذه العضييالت‬ ‫بطاح‬
‫الجبارة ‪.‬‬
‫‪ :‬سوف نسلخه و نصنع من جلده معطفا ً جميالً‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و قبعة أيضا ً ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫ونهديك إياها ‪..‬‬ ‫زهوان‬

‫‪153‬‬
‫‪ ( :‬نفد صبرها ) هل تنوون إصالح السور أم ال ؟‬ ‫سلمى‬
‫( بطاح و زهوان يهزان رأسيهما بالنفي ‪ ..‬سلمى تدخل البيت وتخرج و كأنهييا تهيييأت‬
‫للذهاب )‪.‬‬
‫‪ :‬تعال يا نديم‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬إلى أين ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬سنعود إلى البستان ونخبر حسام ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬انتظري ‪ ..‬انتظري سنعمل و أمرنا هلل ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أين عدة الشغل؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أنها في الداخل‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬احضرها يا بطاح بسرعة ‪ ( ..‬يفتعل مشكلة )‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و لماذا ال تحضرها أنت ‪..‬؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أنا سأشرف على العمل يعني سأكون رئيس الشغل ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و من وضعك رئيسا ً علينا ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬طبعا ً ألنني أذكى الجميع و أكثرهم أناقة ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬هل تعني بأنني غبي و شرشوح ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬طبعا ً ‪ ..‬كيف عرفت ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬يمسك بخناق زهوان ) اسمع ‪ ..‬أنا غبي وأحمق كالحمار‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( عصفور ينهق خارج المسرح محتجا ً ‪ ..‬الء ‪ ..‬الء ‪ ..‬الء ‪.) ..‬‬
‫‪ :‬عصفور يحتج ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪... :‬و لكنني قوي كالثور ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( يتدافعان و يتماسكان و يتناطحان كييالثيران ‪ ..‬تسييرع سييلمى إلييى الييداخل وتحضيير‬
‫صندوق العدة و تفصل بينهما )‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ :‬كفى شجارا ً ‪ ..‬هاهو صندوق العدة ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫( يقف زهوان بعيدا ً ‪ ..‬شعره منفوش ‪ ..‬و يبدأ بإصالح هندامه )‪.‬‬
‫‪ :‬لن أعمل أبدا ً مع هذا الثور المتوحش ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و أنا لن أعمل أبدا ً مع هذا الطاووس المغرور ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( تحمل سلمى صندوق العدة و تتجه نحو باب السييور و تبييدأ االسييتعداد للعمييل ومعهييا‬
‫نديم ‪ ..‬يركض زهوان نحوها و ينتزع المطرقة منها )‪.‬‬
‫‪ :‬ماذا تفعلين يا أختنا العزيزة؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬سأصلح السور‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنت تصلحين السور و نحن نتفرج ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬هذا عيب ‪ ..‬ماذا سيقول الناس عنا ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬حتما ً ‪ ..‬سيقولون بأننا بال ذوق‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و ال أخالق أيضاً‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و ال ضمير أيضا ً ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬إذهبي إلى عملك في المطبخ ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و اتركي أعمال الرجال للرجال‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬سنصلح السور و نحن جائعون‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أرأيت يا أخي كيف نضحي ؟‬ ‫بطاح‬
‫( تدخل سلمى البيت ‪ ..‬يُخرج زهوان و بطاح من الصندوق مطرقيية أخييرى و كماشيية‬
‫و منشار‪ ..‬نديم يجلس بعيدا ً (يسمع صوت الحمار ينهض )‬
‫‪:‬إلى أين ؟‬
‫زهوان‬
‫سأطعم الحمار (يغادر )‬
‫نديم‬
‫‪ :‬أرأيت ؟‪..‬إنه يحب الحمار أكثر منا ‪..‬‬
‫زهوان‬

‫‪155‬‬
‫(تدخل سلمى ومعها سلة فيها خيار متنوع األحجام)‬

‫‪( :‬تنادي ) نديم ‪..‬نديم ‪..‬اغسل الخيار الذي في السلة ‪(..‬تضع سلة الخيار )‬ ‫سلمى‬
‫(من خارج المسرح ) حاضر‪..‬‬ ‫نديم‬
‫‪ ( :‬بصوت مرتفع ) جهزي لنا طعاما ً شهيا ً يا سلمى‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬اعمال أوال ‪(..‬تدخل )‬ ‫سلمى‬
‫‪ ( :‬همساً) هل سنعمل حقا ً يا زهوان ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬كال يا أحمق ‪ ..‬تظاهر فقط بأنك تعمل ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫(يبدأ زهوان بالطرق على صندوق خشبي و كأنييه يعمييل ‪ ..‬بطيياح يضييرب بالمطرقيية‬
‫أيضا ً مصدرا ً األصوات لخداع سلمى )‪.‬‬
‫‪ ( :‬يغمز بطاح ) أعطني مسمارا ً يا بطاح ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬يعطيه مسمارا ً ) خذ يا زهوان ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ ( :‬يشير إلى سلة الخيار) مسمارا ً أخضر يا أحمق ( يعني خيارة )‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬و قد فهم أخيرا ً ) حاضر يييا أخييي زهييوان ( يتجييه نحييو السييلة ويحضيير خيييارتين‬ ‫بطاح‬
‫يعطي القصيرة منها لزهوان ‪.‬‬
‫‪ :‬هذه قصيرة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬يغني ) ال ‪ ..‬ال طويلة‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬قصيرة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬طويلة‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬قصيرة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬طويلة ( يتحول جدالهما إلى غناء ) يا ليل ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( يخرج نديم فيكتشف خداعهما فيذهب نحو الداخل إلخبار سلمى )‬

‫‪156‬‬
‫‪ :‬قصيرة ‪ ..‬يا عين!‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬طويلة ‪ ..‬يا ليل!‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬قصيرة يا عين‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يرقصان و هما يرددان اإليقاع يييا ليييل يييا عييين ‪ ..‬يييا ليييل يييا عييين ‪ ..‬تييدخل سييلمى‬
‫وخلفها نديم تتأملهما ‪ ..‬يتجمدان ‪ ..‬ثم يعودان بسرعة للعمل )‪.‬‬
‫‪ ( :‬بغضب ) ماذا تفعالن ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬نحن نغني أثناء العمل‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ ( :‬يتفلسف ) الغناء أثناء العمل يخفف من التعب‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬يا سالم ‪ ..‬فيلسوف و هللا يا زهوان ‪ ..‬يا سالم ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬بغضب) اسمعوا ‪ ..‬هل تريدون إصالح السور أم ال ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬طبعا ً ‪ ..‬طبعا ً‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬انظري ‪ ..‬نحن نعمل ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ ( :‬ينظر بغضب إلى نديم ) و من قال لك بأننا ال نعمييل فهييو كيياذب و فسياد و راعييي‬ ‫زهوان‬
‫حمير ‪ ( ..‬يقصد نديم )‪.‬‬
‫عليك تجهيز الطعام‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ت‬
‫‪ :‬أن ِّ‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و علينا إصالح السور ‪ ( ..‬يحضران بيياب السييور و يتظيياهران بإصييالحه ‪ ..‬تييدخل‬ ‫زهوان‬
‫سلمى ‪ ..‬يعودان إلى عبثهما )‪ ..‬طويلة ‪ ..‬يا ليل‪.‬‬
‫‪ :‬قصيرة ‪ ..‬يا عين‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫(يحاوالن أخذ الخيار من السلة لكن نديم يمنعهمييا ويييدخل حييامال سييلة الخيييار ‪.‬تخييرج‬
‫سلمى فيعودان بسرعة إلى عملهما ‪ ..‬تتأملهما سلمى با رتياب)‬
‫‪ :‬ماذا تريدين اآلن يا أختنا العزيزة ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬لقد عطلت عملنا‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أريد أن أطبخ ‪.‬‬ ‫سلمى‬

‫‪157‬‬
‫‪ :‬يا سالم ‪ ..‬أحلى خبر سمعته في حياتي ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أريد بعض الحطب إلشعال النار‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا مشغول‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و أنا أيضاً‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أرسلي نديما ً مع الحمار الذكي لجمع الحطب‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬نديم مشغول بترتيب البيت وتنظيفه وال يستطيع الذهاب معي‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬و نحن مشغوالن أيضا ً ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬نحن نصلح السور ‪ ..‬أال ترين ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬بتذمر)‪ ..‬كم عمالً يُمكن لإلنسان أن يقوم به في وقت واحد ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ارحمينا يا أختنا العزيزة‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( تتناول سلمى فأسا ً و تخرج ‪ ..‬يتسلل خلفها زهوان فرحا ً ليتأكد ميين ذهابهييا ‪ ..‬نسييمع‬
‫صوت الحمار يعود زهوان )‪.‬‬
‫‪( :‬بفرح ) لقد ذهبت و أخذت معها الحمار ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا تعبت سأنام قليالً‪(.‬يظهر نديم وبيده مكنسة وهو يقوم بالتنظيف والترتيب )‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬كيف تتركان أختكما تذهب وحدها ؟‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬هيا ‪ ..‬إلحق بها يا شاطر‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬يقلد نديم ساخرا) رأسي يؤلمني ‪ ..‬أشعر بدوخة في رأسي‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ ( :‬يتابع السخرية ) أنا مريض ‪ ..‬اتركوني ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬يستلقي على الديوان ويتثاءب ) لقد بقينا هنا للدفاع عن البيت ضد الدببة السوداء‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬لن يجرؤ دب على االقتراب من سور البيت ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬آخ‪...‬ال أستطيع النوم و أنا جائع‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬جائع ‪ ..‬لماذا لم تخبرني يا بطاح ( يأتي ببندقية الصيد ) ماذا تشتهي يييا بطيياح ؟ أنييا‬ ‫زهوان‬

‫‪158‬‬
‫خارج للصيد ( يضع قبعة كبيرة على رأسه )‪.‬‬
‫‪ ( :‬يتثاءب ) أنا أحبُّ لحم األرانب البرية‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و أنت يا نديم ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ال أريد شيئاً‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬بطاح سيأكل لحم األرانب و أنت تشرب حساء األرانب ‪ ..‬تعييال معييي يييا‬ ‫زهوان‬
‫نديم ‪.‬‬
‫‪ :‬ال أريد الذهاب ‪..‬أنا مشغول ‪..‬‬ ‫نديم‬
‫‪ ( :‬يجبره ) بل ستذهب معي ‪ ..‬هيا أحضر كيسا ً كبيرا ً حتى نضييع فيييه الصيييد الييوفير‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( ..‬يجبره على حمل الكيس )‪.‬‬
‫‪ :‬أيقظاني عندما يصبح الطعام جاهزا ً ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ألن تحرس البيت في غيابنا؟‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬طبعا ً ‪ ..‬سأنام و أحرس ‪ ..‬أنا نييومي خفيييف و أشييعر بخيييال بعوضيية إذا مييرت فييي‬ ‫بطاح‬
‫الصين‪.‬‬
‫( ينام و يشخر ‪ ..‬يخرج نديم و زهوان )‪.‬‬

‫( إظالم )‬

‫المشهد الخامس‬

‫( غابة ‪ ..‬أشجار و صخور ‪ ..‬بطاح يبحث عن صيييده بشييكل مضييحك و هييو يصييوب‬

‫‪159‬‬
‫بندقيته هنا و هناك و القبعة تسقط على وجهه بين الحين واآلخيير ‪ ..‬نييديم خلفييه يحمييل‬
‫الكيس الفارغ )‪.‬‬
‫‪ :‬اطمئن يا نديم سيمتلئ هذا الكيس باألرانب و البط و الوز والنعام‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يخرجان من الطرف اليمين ‪ ..‬يدخل أرنب نشيييط ميين يسييار المسييرح ويجييري هنييا‬
‫وهناك باحثا ً عن طعامه يتوقف عند بعض األعشاب ‪ ..‬يعود زهوان مادا ً البندقية يرى‬
‫زهوان األرنب فيطلييب ميين نييديم السييكوت ‪ ..‬ثييم يسييدد بثقيية متناهييية نحييو األرنييب ‪..‬‬
‫األرنب يتوارى بسييرعة خلييف أعشيياب أو شييجيرات‪ ..‬ثييم يظهيير فيعييود زهييوان إلييى‬
‫التسديد ‪ ..‬لكن األرنب يغير مكانه مرارا ً بسرعة‪ ..‬زهوان يغضب و يسييدد فييي اتجيياه‬
‫األرنب تسقط القبعة على وجهه فيطلق النار عشوائيا ً ‪ ..‬األرنب يهرب و يسييقط شيييء‬
‫ما فوق رأس زهوان فيالحق األرنب و هو يطلق النييار عليييه ‪ ..‬نييديم يسييرع خلفييه ‪..‬‬
‫يهرب األرنب خارج المسرح يتبعه زهوان بتصميم ثم نديم )‪.‬‬

‫(إظالم)‬

‫المشهد السادس‬

‫(نفس المشهد الثالث ‪ ..‬البيت ‪ ..‬بطاح نائم على الديوان وهو يشخر ‪ ..‬نسييمع صييوت‬
‫إطالق نار يقترب ‪ ..‬يدخل األرنب باحة البيييت مييذعورا يبحييث عيين مهييرب و خلفييه‬

‫‪160‬‬
‫زهوان و هو يطلق النار بشكل عشوائي ‪ ..‬األرنييب يحتمييي خلييف الييديوان الييذي ينييام‬
‫عليه بطاح ‪ ..‬زهوان ال يأبييه و يتييابع إطييالق النييار ‪ ..‬يسييتيقظ بطيياح مرعوبيا ً فيييلمح‬
‫زهوان و هو يسدد البندقية نحوه )‪.‬‬
‫‪ ( :‬يصرخ خائفا ً ) ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال ‪..‬تطلق النار يا زهوان أنا بطاح ‪ ( ..‬زهييوان ال يأبييه‬ ‫بطاح‬
‫و يطلق النار علييى األرنييب الييذي يختفييي خلييف بطيياح ‪ ..‬يسييقط بطيياح علييى األرض‬
‫متوهما ً أنه قد أصيب ‪ ..‬األرنب يتابع الهرب ‪ ..‬يسرع خارج المسرح و زهوان يتبعه‬
‫‪ ..‬نديم يقترب خائفا ً من بطاح ويهزه)‪.‬‬

‫‪ ( :‬يتفقد بطاح ) بطاح ‪ ..‬بطاح ‪ ..‬بطاح ‪ ..‬لماذا ال ترد ؟‪ ..‬بطاح‪. .‬‬ ‫نديم‬
‫( يدخل زهوان مخفقا)‪.‬‬
‫‪ :‬آخ‪..‬آخ ‪ ..‬لقد ضاع مني أرنب سمين ‪ ( ..‬ينتبه إلى بطاح ) بطيياح‪ ..‬هييل أنييت نييائم‬ ‫زهوان‬
‫؟‪ ..‬آخ ‪..‬كنت سأطعمك أشهى األرانب ‪ ..‬انهض‪( ..‬لنديم) لماذا ال ينهض ‪.‬‬
‫‪ :‬ربما كان ميتا ً ‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬بطاح ال يموت قبل أن يأكل (يضحك )‬ ‫زهوان‬
‫( ينتفض بطاح غاضبا ً و ينتزع البندقييية ميين يييد زهييوان و يرميهييا بعيييدا ً ‪ ..‬و يمسييك‬
‫بخناق زهوان )‪.‬‬
‫‪ :‬سأتغداك يا أحمق‪ ...‬يا ديك الغرور ( يبييدأ بعضييه و نهشييه وزهييوان يهييرب يالحقييه‬ ‫بطاح‬
‫بطاح )‪.‬‬
‫‪ :‬آخ ‪ ..‬ستقتلني يا أحمق ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬بل أنت الذي أطلق النار وأراد قتلي ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬كنت أطارد أرنبا ً سمينا ً حتى تتعشاه‪ ...‬أال تحب لحم األرانب ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬بل أحب لحمك أيها الطاووس المغرور‬ ‫بطاح‬
‫( يعض بطاح ظهر زهوان فيصرخ زهوان‪ ..‬و مع صرخته نسمع صراخ سلمى ميين‬
‫خارج المسرح ‪..‬يتوقفان جامدين)‪.‬‬
‫‪ :‬هل هذا صوتك ؟!‬ ‫بطاح‬

‫‪161‬‬
‫‪ :‬ال‪...‬إنه صوت سلمى يا أحمق ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( تدخل سلمى راكضة و معها بعض الحطب ترميه على األرض بسييرعة ثييم تخطييف‬
‫البندقية و تصعد أعلى الشجرة بواسطة السلم )‪.‬‬
‫‪ :‬ماذا حدث ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪( :‬من فوق الشجرة ) الدب األسود في الغابة ‪ ..‬لقد شاهدته بعيني‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ربما كنت تحلمين ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬كال ‪..‬أقول لكم لقد شاهدته بعيني ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أين عصفور ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ال أدري ‪ ..‬لقد هرب عندما سمع صوت الدب ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬يا له من جبان لئيم ‪ ..‬انزلي ‪ ..‬انزلي ال تخافي ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬سيهاجمنا الدب و لم تصلحوا سور البيت بعد‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬هاتي البندقية ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬سأطلق النار على الدب من هنا إذا اقترب من البيت ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ ( :‬ساخرا ً ) أنت ستطلقين النار ؟!‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬نعم أنا‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬األفضل أن تطلقي النار على قدر المحشي‬ ‫بطاح‬
‫( يضحكان )‪.‬‬
‫‪ :‬معك الحق يا بطاح ‪ ..‬النساء للطبخ و الجلي و المسح و تنظيف األطفال‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و الرجال ؟! (يستعرض عضالته )‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬للدفاع عن البيت طبعا‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و صيد الدببة‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬هاتي البندقية ‪..‬هاتي ‪..‬‬ ‫زهوان‬

‫‪162‬‬
‫‪ :‬سوف ترين بطوالتنا ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( ترمي سلمى البندقية)‪.‬‬
‫‪ :‬تفضال ‪..‬خذاها ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا خائف‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬خائف ‪ ..‬اصعد إلى شجرة الجبناء مع سلمى‪..‬هيا ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫ُ‬
‫‪..‬حسن‪ ...‬اصعد يا نديم ‪. .‬هيا‪..‬‬ ‫‪( :‬بغضب ) أنا جبانة‬ ‫سلمى‬
‫( يصعد نديم السلم ‪ ..‬تساعده سلمى ثم تسحب السلم إلى األعلى )‪.‬‬
‫‪ :‬ماذا تفعلين ؟لماذا تسحبين السلم ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أحبُّ أن أرى شجاعتكم عندما يأتي الدب‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬الدب لن يأتي ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬هذه خرافات وأوهام‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و إذا جاء ‪ ..‬فلن نصعد كالقرود إلى شجرة الجبناء‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬نحن ال نخاف أبدا ً ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬إذا جاء الدب األسود فسوف أجعلك تتسلين بمنظره و هو يزحف و يبكي و يقييول ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫اتركوني أرجوكم‪.‬‬
‫‪ :‬أنا قطة و لست دبا ً ‪..‬أنا فأر‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫( يضحكان )‪.‬‬
‫‪ :‬أنا سمكة ‪ ..‬نعم سمكة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يضحكان )‪.‬‬
‫‪ :‬أنا نملة ‪ ..‬نملة مشلولة ‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫( يضحكان )‪.‬‬
‫‪ ( :‬تضبط نفسهامن الغضب ) أصلحوا السور قبل فوات األوان ‪.‬‬ ‫سلمى‬

‫‪163‬‬
‫( بطاح و زهوان يغنيان مع موسيقا كاريكاتيرية )‪.‬‬

‫ْ‬
‫زهوان‬ ‫أنا بطا ٌح ‪ ..‬أنا‬
‫ْ‬
‫الشجعان‬ ‫و كالنا أقوى‬
‫الغدار‬
‫ْ‬ ‫أمسكنا الذئب‬
‫ْ‬
‫الهربان‬ ‫و سلخنا النمر‬
‫ْ‬
‫المجنون‬ ‫لو جاء الدبُّ‬
‫ْ‬
‫المعجون‬ ‫نعصره مثل‬
‫ُ‬
‫الخروف‬
‫ْ‬ ‫نسل ُخه مثل‬
‫ْ‬
‫قمصان‬ ‫و نفصله إلى‬

‫( في نهاية األغنية تماميا ً نسييمع زئييير الييدب القييوي والمفييزع ميين خييارج المسييرح ‪..‬‬
‫يتجمد بطاح و زهوان من الخوف )‪.‬‬
‫‪ ( :‬ممسكا ً بزهوان ) ما هذا ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أعتقد أنه صوت قطة يتيمة ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يظهر الدب األسود من وراء السورمكشرا عن أنيابه ‪ ..‬يرتجفان من الخوف )‪.‬‬
‫‪ ( :‬ساخرة ) انظروا إلى هذه القطة اليتيمة يا شجعان‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬هل هذا دب حقيقي يا زهوان ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ال أدري ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬اسألوه‪..‬هيا ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أتسخرين منا ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أطلق النار على الدب يا زهوان‪.‬‬ ‫بطاح‬

‫‪164‬‬
‫‪ ( :‬و البندقية في يده ) أين البندقية ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬إنها في يدك‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و لكني ال أحسن إطالق النار ( يرمي البندقية لبطاح الذي يتلقاها وهييو غييير راغييب‬ ‫زهوان‬
‫فيها )‪...‬خذ‪..‬‬
‫‪( :‬يعيدها إليها)‪...‬خذها أنت ‪..‬ألست صيادا ؟‬
‫بطاح‬
‫‪ :‬أنا !‪ ..‬ألم ترني لم أستطع إصابة األرنب ونظري ضعيف‪ ( ..‬يرمي البندقييية لبطيياح‬ ‫زهوان‬
‫‪ ..‬الدب يقترب )‪ ..‬أقتله يا بطاح ( يسدد بطاح مرتجفا ً باتجاه الدب ‪ ..‬يضغط الزناد و‬
‫لكن الرصاص ال يخرج ‪ ..‬يتفحصها )‪.‬‬
‫‪ :‬البندقية فارغة ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬وهو فوق الشجرة ) زهوان أطلق كل الرصاصات على األرنب ‪.‬‬ ‫نديم‬
‫( الدب يقترب ميين السييور ثييم يقييوم بييإغالق فتحيية السييور والبيياب باألكييياس وأشييياء‬
‫أخرى ليمنعهم من الهرب ‪.)..‬‬
‫‪ :‬ماذا يفعل هذا الوحش ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنه يسد الباب و السور‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬حتى يأكلكم على مهل‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬يأكلنا!!‪...‬و هل نحن فراريج ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬كيف يأكلني و أنا جائع ؟‬ ‫بطاح‬
‫( يهاجمهما الدب و يالحقهما في الباحة أوالً ويدوران حول الشجرة ثم يييدخالن البيييت‬
‫يالحقهما من الباب اليساري فيهربان خارجه من الباب اليميني ‪ ..‬يخرجان إلى الباحيية‬
‫و كلما حاوال الوصول إلى السييور و الهييرب يالحقهمييا ويمنعهمييا ‪ ..‬يالحقهمييا مجييددا ً‬
‫داخل الباحة ثم داخل البيت ‪ ..‬يحاول زهوان الهرب من النافذة لكنه يتلقى عضة ميين‬
‫الدب تجعله يقفز بسرعة )‪.‬‬
‫‪ ( :‬يتوسل وهو يركض) أنزلي السلم يا أختنا العزيزة‪.‬‬ ‫زهوان‬

‫‪165‬‬
‫‪( :‬وهو يركض ) آخ ‪ ..‬آخ ‪ ..‬انزليه يا أختنا الحلوة ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬ساخرة) الشجرة للجبناء ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫سالن إلييى سييلمى‪ ..‬أخيييرا ً تشييفق‬
‫( يطاردهما الدب ‪ ..‬يدوران حول الشجرة و هما يتو َّ‬
‫عليهما سلمى و تنزل السلم فيتسابقان في الصعود إلى الشجرة)‪.‬‬

‫( إظالم)‬

‫المشهد السابع‬

‫( نفس المشهد الخامس بعد مييرور فتييرة زمنييية ونشيياهد أن سييلمى ‪ -‬نييديم ‪ -‬بطيياح ‪-‬‬
‫زهوان فوق الشجرة ‪ .‬الدب ينتظر في األسفل )‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫‪ :‬مضت ست ساعات و نحن معلقون فوق هذه الشجرة‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬سننتظر حتى يذهب الدب‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬بثقة ) الدب لن يذهب ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬بل سيذهب ال بد أن يجوع ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬الدببة تستطيع الصوم أسابيع عديدة‪..‬وشهورا أيضا ‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا ال أستطيع الصبر على الجوع ساعة واحدة‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬لن ينقذنا إال حسام حين يعود ‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬لن يعود قبل أسبوع ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أسبوع ‪ ..‬أكون قد مت من الجوع ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ ( :‬فجأة ) اسمعوا ‪ ..‬جاءتني خطة رائعة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ما هي ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬لبطاح ) أنت ونديم تهبطان الشجرة ‪..‬نديم يذهب إلى المطييبخ و يحضيير لنييا بعييض‬ ‫زهوان‬
‫الطعام ‪..‬و أنت يا بطاح تذهب و تطلب لنا النجدة بسرعة‪.‬‬
‫‪ :‬و هذا الوحش الذي ينتظر في األسفل‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬إنه لطيف ‪ ..‬انظر‪ ..‬إنه يبتسم ‪ ( ..‬الدب يزأر )‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬انزل أنت إذن و استمتع بلطفه و ابتسامته ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬نديم الشجاع هو الذي سينزل و يحضر لنا الطعام ‪..‬هيا يا نديم يا بطل‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا خائف ‪ ..‬و أشعر بدوخة في رأسي‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬انزل إلى األسفل و سوف تزول الدوخة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪( :‬بحزم ) نديم لن ينزل ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬من سينزل إذن ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬الجائع هو الذي سينزل ‪.‬‬ ‫سلمى‬

‫‪167‬‬
‫‪ :‬أنا لست جائعاً‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنا سأموت من الجوع حتماً‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و لماذا ال تموت و أنت تقاتل الدب‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬كال ‪ ..‬الموت من الجوع أسهل كما أعتقد‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬اسمعوا ‪ ..‬جائتني فكرة عبقرية‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ما هي ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬نصرخ جميعا ً بصوت واحد و نطلب النجدة ‪ ..‬هيا‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫بطييياح و ‪ ( :‬يناديان )‪.‬‬
‫زهوان‬
‫النجدةْ النجدةْ يا أصحابْ‬
‫النجدةْ النجدةْ يا أحبابْ‬
‫الدبُّ الدبُّ سيأكلُنا‬
‫باألسنان و باألنيابْ‬
‫ِّ‬
‫‪ :‬ال فائدة من صراخكم فبيتُنا بعي ٌد جدا عن بيوت القرية‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ليتني أمأل ُ بطني مرة ً واحدة ً ثم أموت ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أنا سأنزل ‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬كال ‪ ..‬لن تنزلي‪.‬‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬اتركها يا نديم‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫الماء من اختصاص النساء‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الطعام و‬
‫ِّ‬ ‫جلب‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫بطاح‬
‫‪( :‬ساخرة ) و األك ُل و الثرثرة من اختصاص الرجال‪ ..‬أليس كذلك؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ال تقولي ثرثرة ‪ ..‬قولي فلسفة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أال تخجالن من تعريض أختكما للخطر ؟‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬هه ‪ ..‬انزل إذن أنت يا نديم‬ ‫زهوان‬

‫‪168‬‬
‫‪ ( :‬ساخرا ً ) رأسي يؤلمني ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬أشعر بدوخة في رأسي ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( يضحكان ساخرين ‪ ..‬و يفاجأان بأن نديم قد هبط الشجرة بسييرعة غاضييبا ‪ ..‬الييدب‬
‫يزأر و يتبعه يجري نديم داخل البيت ‪ ..‬الدب يتبعه ‪ ..‬نسمع صوت زئير الييدب داخييل‬
‫البيت‪ ..‬يرتفع صراخ نديم ‪ ..‬تحاول سلمى النزول ‪ ..‬لكن بطاح و زهوان يمسكان بها‬
‫‪ ...‬يخرج الدب من داخل المنزل و معه قطعة من قميص نديم )‪.‬‬
‫‪ :‬يبدو أنه قد أكل نديم‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و لم يترك منه شيئاً‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ ( :‬يبكي ) آه ‪ ..‬آه ‪ ..‬لن نرى نديما ً بعد اآلن ‪ ..‬آه ‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫زهوان و ‪ ( :‬يغنيان )‪.‬‬
‫بطاح‬
‫يا وياله يا وياله‪..‬‬
‫أكل الدبُّ أخانا آه‬
‫كان جميالً ما أحاله‬
‫كان كريما ً ما أغاله‬
‫كان شجاعا ً ما أبهاه‬
‫هيا نبكي عليه آه‬
‫أبدا ً أبدا ً لن ننساه‬
‫ب و البكاء‪.‬‬
‫‪ ( :‬تصرخ ) كفى ‪ ..‬توقفوا عن هذا الند ِّ‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬تريدين منا أال نبكي على نديم؟!‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬آه منك يا قاسية القلب‬ ‫زهوان‬
‫‪:‬؛ لم تذرفي دمعةً واحدة على نديم‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬آه يا نديم حبيبنا آه ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬اآلن صار حبيبكم‪.‬‬ ‫سلمى‬

‫‪169‬‬
‫‪ :‬نعم نديم حبيبنا ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫يقاتل من أجله و يأخ ْذ بثأره‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ :‬م ْن يحب اآلخر‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬سنقاتل ‪ ..‬سنقاتل ونأخذ بثأره‪ ..‬انظري ( باتجاه الدب ) اللعنة عليك يا متوحش‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬يا مفترس‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬يا آكل لحم البشر ‪ ..‬أنت دنيء‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنت لئيم‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫ت ذبابة عمياء‪.‬‬
‫‪ :‬أن ِّ‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬أنت بعوضة عرجاء‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬آخ‪...‬لقد تعبت من قتال الدب‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و أنا أيضاً‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬يجب أن نستريح حتى نستعد للمعركة القادمة‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬ستكون معركةً فاصلة‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬هل تظنون أن شتائمكم تهم الدب في شيءٍ أو يأبه لها‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬طبعا ً ال‪...‬ألنه عديم الشعور‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و اإلحساس‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و األخالق ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و الضمير‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬وحش مفترس‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬آه منك يا جبان‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬صرصار بال شارب‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬فأر بال ذنب‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬نملة مجنونة‪.‬‬ ‫زهوان‬

‫‪170‬‬
‫‪ :‬دودة عمياء ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ ( :‬تصرخ ) كفى ‪ ..‬أال تملون من أسلوب الشتائم السخيف هذا؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬و ماذا يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬لقد أغرقنا الدبَّ بالشتائم ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬بُح صوتي واهترأ لساني و أنا أشتمه‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬الكالم و الصياح ال ينفعان في شيء ‪ ..‬هيا انزلوا معي و قاتلوه‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬إنه متوحش ‪ ..‬انظري‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و أقوى منا حتماً‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬خوفكم الكبير هو الذي جعله أقوى منكم بكثير‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬أنا لست جبانا ً ‪ .‬انظري‪..‬هه ( يصفع أخاه زهوان فيرد اآلخرالصفعة بسرعة )‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬االعتداء على اإلخوة ليس شجاعة‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬سأرمي نفسي من أعلى الشجرة لتري شجاعتي‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و االنتحار ليس شجاعة‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬ما هي الشجاعة إذن ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬الشجاعة الحقيقية حين تدافعون عن بيتكم و عن حقكم ‪...‬‬ ‫سلمى‬
‫( تستعد سلمى للنزول فيحاوالن منعها )‪.‬‬
‫‪ :‬سيأكلك الدب ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬و هنا سنموت من الجوع و الخوف ‪ ..‬هيا انزلوا معي و قاتلوه‪ ( ..‬ال يردان ) حسن‬ ‫سلمى‬
‫‪..‬‬
‫أنا سأنزل ( تهبط بسرعة ‪ ..‬يهاجمها الدب ‪ ..‬تتناول عصا ‪ ..‬يبدأ صراع بينها و بييين‬
‫الدب ‪ ..‬تهاجم حينا ً وتتراجع حينا ً ‪ ..‬تسقط أخيرا ً على األرض ‪ ..‬يتقدم الدب منتصييرا ً‬
‫نحوها ويشهر مخالبه وأنيابه استعدادا لالنقضيياض عليهييا‪ ..‬زهييوان يضييع يديييه علييى‬
‫عينيه ‪ ..‬تثور النخوة في روح بطاح فيتناول غصنا ً من الشجرة و يهبط صارخا ً )‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ :‬ال تخافي يا سلمى ‪ ..‬أنا قادم ‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫( يزيح بطاح الدب بعنف عن سلمى و يبدأ بالصراع معييه ‪ ..‬يتشييجع زهييوان و يهييبط‬
‫مترددا ً في البداية ثم يشترك مع بطاح بقتال الدب‪ ..‬يتعثر الدب فيسقط على ظهره)‪.‬‬
‫‪ :‬هيا يا بطاح نضربه معا ً ‪ ..‬واحد ‪ ..‬اثنان ‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫( تسرع سلمى و تحجز بين بطاح و زهوان و بين الدب )‪.‬‬
‫‪ :‬توقفوا عن العراك ‪ ..‬هذا يكفي‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬تدافعين عن الدب ؟!‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬اصبرا قليال‪..‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫زهوان‬
‫( ترفع سلمى رأس الدب المجوف فيبدو وجه حسام شقيقهم )‪.‬‬
‫زهوان و ‪ ( :‬بدهشة شديدة ) حسام !!‬
‫بطاح‬
‫‪ :‬نعم حسام ‪ ..‬آخ ‪..‬كدتم تقتلونني ‪ .‬أين كنتم تخفون هذه الشجاعة؟!‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬لماذا فعلت ذلك ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬اتفقت مييع سييلمى ونييديم علييى إعطييائكم درسيا ً فييي الييتخلص ميين الخييوف واإلهمييال‬ ‫حسام‬
‫والدفاع عن البيت‬
‫‪ :‬أكنت تعرفين حقيقة الدب منذ البداية ؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬نعم ‪..‬ونديم أيضا ً‬ ‫سلمى‬
‫‪:‬و طلقات البندقية ؟!‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬كانت وهمية‪.‬‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬آه يا عفاريت‪..‬‬ ‫زهوان‬
‫‪( :‬ممازحا) هل أكلت نديم يا حسام؟‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬كيف آكله يا أحمق ‪.‬‬ ‫حسام‬

‫‪172‬‬
‫( يخرج نديم من داخل البيت فيتلمسه بطاح ثم زهوان ويعانقانه)‪.‬‬
‫‪ :‬لم أكن أعلم بأني شجاع هكذا‪.‬‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬و أنا أيضاً‪.‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬الشجاعة موجودة داخل كل إنسان ‪..‬‬ ‫حسام‬
‫‪ :‬ويجب أن يستخدمها حين الدفاع عن حقه العادل‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬و إهمال األمور الصغيرة يؤدي إلى نتائج خطيرة‪.‬‬ ‫حسام‬
‫(يدخل اآلن الحمار عصفور‪..‬هاربا )‬
‫‪ :‬ما بك يا عصفور ؟‬ ‫نديم‬
‫(فجأة يتعالى من بعيد صوت دب حقيقي ‪..‬يصمتون فزعين )‬
‫‪ :‬ما هذا ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬إنه صوت دب حقيقي‪..‬‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬من أين جاء ؟‬ ‫سلمى‬
‫‪ :‬من الغابة ‪ ..‬أو الجبل‬ ‫نديم‬
‫‪ :‬ماذا سنفعل ؟‬ ‫زهوان‬
‫‪ :‬سيأكلنا حتما‬ ‫بطاح‬
‫‪ :‬ال وقت للخوف أو ا لكالم اآلن‪...‬هيا بنا نصلح سور البيت ‪..‬‬ ‫حسام‬
‫( يسرع الجميع إلى إصالح البيت مع األغنية التالية التي ينشدها الجميع و هم يعملون‬
‫كما يشترك الحمارعصفور أيضا ً في العمل)‪.‬‬
‫خطييييييييييييير‬
‫ْ‬ ‫يغير فغييييييييييييدا ً سييييييييييييتلقاه‬
‫ال تهمييييييييي ِّل األميييييييييير الصييييييييي ْ‬

‫يطييييييييييييير‬
‫ْ‬ ‫شييييييييييييرر‬
‫ٌ‬ ‫ت نييييييييار ثارهييييييييييييا‬ ‫قييييييييد تحييييييي ُ‬
‫يرق الغابييييييييا ِّ‬

‫يغير‬ ‫ْ‬
‫كانييييييت سيييييييييييوى بييييييييييييض صييييييييييي ْ‬ ‫ت مييييييا‬
‫أخطيييييير الحيييييييا ِّ‬
‫ُ‬ ‫و‬

‫‪173‬‬
‫ير‬
‫يالعزم الكبيييييييييي ْ‬
‫ِّ‬ ‫يار بييييييييي‬ ‫ين حازميييييييي يا ً و ادفييييييييي ْ‬
‫يع أذى األخطييييييييي ِّ‬ ‫كييييييييي ْ‬

‫(النهاية)‬

‫‪174‬‬
‫أميرةُ ال َحمام‬

‫• ُمعدة عن قصة ( الحمامة المطوقة ) كليلة ودمنة‬

‫شخصيات المسرحية ‪:‬‬


‫سيدة الحمام‬ ‫الحمامة بديعة‬ ‫‪-1‬‬
‫حمامة‬ ‫أم الريش‬ ‫‪-2‬‬
‫حمامة‬ ‫سريعة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪175‬‬
‫حمامة‬ ‫هديل‬ ‫‪-4‬‬
‫حمامة‬ ‫سجيعة‬ ‫‪-5‬‬
‫حمامة‬ ‫سحاب‬ ‫‪-6‬‬
‫حمامة‬ ‫شفق‬ ‫‪-7‬‬
‫حمامة‬ ‫رفيف‬ ‫‪-8‬‬
‫صياد طماع أحمق‬ ‫فشكول‬ ‫‪-9‬‬
‫غراب ماكر‬ ‫غربون‬ ‫‪-10‬‬
‫ثعلب ماكر مخادع‬ ‫ثعلوب‬ ‫‪-11‬‬
‫صديق وفي‬ ‫السنجاب‬ ‫‪-12‬‬

‫المشهد األول‬

‫(سهل أخضر تحيط به أشجار الغابة المتنوعة ‪ ..‬نسمع موسيقا ناعميية ثييم صييوت غنيياء‬
‫الطيور يتعالى شيئا ً فشيئا ً و هي قادمة لتحط في المكان )‪.‬‬
‫و لينيا أجنحةٌ زرقيا ْء‬ ‫نيحين حماماتٌ بيضا ْء‬

‫‪176‬‬
‫نصع ُد فيي أعلى الفضا ْء‬ ‫نهوى نهوى ركوب الريحْ‬

‫الطالع‬
‫ْ‬ ‫نمر ُح حول الجب ِّل‬ ‫الواسع‬
‫ْ‬ ‫نشدو فوق السه ِّل‬

‫ْ‬
‫شجاعة‬ ‫فييها نب ٌل فييها‬ ‫وأميرت ُنا مييا أحالها‬

‫ْ‬
‫بديعة‬ ‫ونناديها نييحن‬

‫يف حولهييا و‬
‫( يهييبط سييرب الحمييام علييى األرض تقييوده الحماميية بديعيية ‪ ..‬السييرب يلتي ُّ‬
‫يصغي )‪.‬‬
‫‪ ( :‬و هي تتأمل المكان ) ‪ ..‬المكان جميل ‪ ..‬م ْن اكتشفه ؟‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬أنا ‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬شكرا ً يا شفق ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬الطعام وفير ‪ ..‬هل نبدأ الطعام ؟‬ ‫سحاب‬
‫‪ :‬كال يا سحاب‪ ..‬علينا أن ننظم الحراسيية أوالً ‪( .‬تلقييي أوامرهييا ) أم الييريش تحييرس و‬ ‫بديعة‬
‫تراقب من هذه الجهة‪.‬‬
‫‪ ( :‬و هي تنصرف ) حاضر ‪.‬‬ ‫أم الريش‬
‫‪ :‬هديل تحرس من هذه الجهة‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ ( :‬و هي تنصرف ) حاضر ‪.‬‬ ‫هديل‬
‫( تبدأ الحمامات بالبحث عيين الطعييام هنييا و هنيياك ‪ ...‬و بديعيية تييراقبهم و ترعيياهم ميين‬
‫مكان مشرف )‪.‬‬
‫( سحاب تأتي لبديعة ببعض الطعام )‪.‬‬
‫‪ :‬تفضلي يا زعيمة‪.‬‬ ‫سحاب‬

‫‪177‬‬
‫لست جائعة ‪ ..‬أطعمي أخواتك ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬و لكنك لم تأكلي شيئا ً منذ الصباح ‪.‬‬ ‫سحاب‬
‫‪ :‬سآكل بعد أن يشبع الجميع ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬ما أروعك يا زعيمة ‪ ..‬تحبيننا أكثر من نفسك ‪.‬‬ ‫سحاب‬
‫( تتابع الحمامات البحث عن الطعام ‪ ..‬فجأة نسمع شييجارا ً بييين شييفق وسييريعة ‪ ..‬حييول‬
‫التفاحة ‪ ..‬تتدخل بديعة )‪.‬‬
‫‪ :‬يكفي ‪ ..‬لماذا تتشاجران ؟‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬هذه التفاحة لي ‪ ..‬أنا رأيتُها أوالً ‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬بل لي ‪ ..‬أنا رأيتُها و قطفتها ‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫‪( :‬تصرخ ) قلت يكفي ‪ ..‬ما األمر ؟‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬أنا رأيتُ هذه التفاحة في أعلى الشجرة ‪ ..‬و حين قطفتها سقطت في الشوك ‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬و أنا دخلت بين األشواك و تعرضت لألذى و حصلت على التفاحة‪ ..‬إنها لي‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫‪ :‬بل لي‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ ( :‬لسريعة ) أعطني التفاحة ‪ ( .‬تقدم التفاحة لبديعة فتقسمها إلى قسمين ‪ ..‬فتقدم نصفها‬ ‫بديعة‬
‫لشفق و نصفها لسريعة ) كالكما اشترك في الحصول على التفاحة والعدل يقضي بييأن‬
‫تأخذ كل واحدة نصف التفاحة ‪.‬‬
‫‪ :‬أنا رضيت ‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬و أنا قبلت ‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫‪ :‬شكرا ً يا زعيمة ‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬الطمع أص ُل الشرور فاحذرا منه ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫( تدخل أم الريش و هي نصرخ )‪.‬‬
‫‪ :‬يا زعيمة ‪ ..‬يا زعيمة ‪ ( ..‬الحمام يتجمع حول بديعة باستعداد )‬ ‫أم الريش‬
‫‪ :‬ما األمر ‪ ..‬لماذا تركضين ؟‬ ‫بديعة‬

‫‪178‬‬
‫‪ :‬غربون الطماع و ثعلوب الماكر قد قبضا على صديقنا سنجوب‪.‬‬ ‫أم الريش‬
‫‪ :‬أين ؟‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬قرب أشجار السنديان ‪.‬‬ ‫أم الريش‬
‫ت المسؤولة عن السرب في غيابي‪.‬‬
‫‪( :‬تنادي ) هديل ‪ ..‬أن ِّ‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬حاضر ‪.‬‬ ‫هديل‬
‫‪ :‬تعالي يا أم الريش يجب أن ننقذ سنجوب ‪( ..‬و تخرجان بسرعة)‪.‬‬ ‫بديعة‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثاني‬

‫( في ساحة أخرى من الغابة أو طريق بين األشجار نرى ثعلوب وغربون و قييد أمسييكا‬
‫بسنجوب و ربطاه من رقبته بحبل و هما يتسليان بتعذيبه )‪.‬‬
‫ونهار‬
‫ْ‬ ‫األشجار سلينا ليالً‬
‫ْ‬ ‫ارقص يا فأر‬
‫ْ‬

‫‪179‬‬
‫وأمش بالمقلوبْ‬
‫ِّ‬ ‫واركض‬
‫ْ‬ ‫اقفز ْ‬
‫اقفز با سنجوبْ‬ ‫ْ‬

‫‪ :‬أنا تعبت ‪ ..‬اتركاني أرجوكما ‪.‬‬ ‫سنجوب‬


‫‪ :‬نتعذب في صيدك مدة أسبوع ثم تريدنا أن نتركك هكذا‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬اتركاني ‪ ..‬أرجوكما ‪ ..‬عندي أخوة صغار ‪ ...‬إنهم ينتظرونني في البيت‪.‬‬ ‫سنجوب‬
‫‪ :‬دلنا على بيتكم حتى نصبح أصدقاء ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬مستحيل ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬إذن ستبقى أسيرنا ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬ماذا تريدان مني ؟‬ ‫سنجوب‬
‫‪ :‬سؤال وجيه ‪ ..‬هئ ‪ ..‬هئ ‪ ..‬أخبره يا غربون ماذا نريد منه‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬نريدك أن تصبح خادما ً عندي‪.‬‬ ‫غربون‬
‫( تصل الحمامة بديعة أثناء الحوار و معها أم الريش )‪.‬‬
‫‪ :‬كال ‪ ..‬كال ‪ ..‬بل سيصبح خادما ً عندي أنا وحدي‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬بل عندي ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬بل عندي ‪ ( .‬يمسك غربون من رقبتييه ‪ ..‬يخيياف غربييون ) لييو لييم يكيين لحمييك كريييه‬ ‫ثعلوب‬
‫الطعم ألكلتك يا غربون النحس ‪.‬‬
‫‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬سيبقى شهرا ً واحدا ً عندك ‪ ..‬و شهرا ً واحدا ً عندي ما رأيك يا زعيم ؟‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬بل شهرين عندي و يوما ً واحدا ً عندك ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫اسمع‪ ..‬لدي اقتراح جميل‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ :‬ال بأس ‪ ..‬كما تريد يا صديقي ‪ ..‬كما تريد ‪...‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬ما هو ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬ما رأيك أن نبيع سنجوب لبعجور محنط الحيوانات ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬و كم سيدفع لنا ثمنه ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬خمسة دنانير ‪ ..‬ثالثة لك و اثنان لي ‪ ..‬ما رأيك ؟‬ ‫غربون‬

‫‪180‬‬
‫‪ :‬بل أربعة لي وواحد لك ( يمسكه من خناقه ) ماذا قلت ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ ( :‬على مضص ) موافق ‪ ..‬موافق يا زعيم‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬و أين يقع بيت بعجور ‪ ..‬محنط الحيوانات ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬قرب الطاحونة القديمة ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬هيا ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫( يسيران و هما يدفعان سنجوب تتبعهما بديعة و أم الريش )‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثالث‬

‫( طريق في الغابة ‪ ..‬ثعلوب وغربون يسيران و هما يقودان أمامهما سيينجوب ‪ ...‬فجييأة‬
‫تبرز بديعة و قد غيرت مالمحها كأنها تاجر ‪ ..‬ولها قبعة و نظارات ‪ ..‬أم الريش تكميين‬
‫في مكان مناسب )‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ :‬من أنت ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬أنا طحمور مساعد بعجييور ‪ ..‬و قييد أرسييلني إلييى الغابيية لشييراء بعييض الحيوانييات ‪..‬‬ ‫بديعة‬
‫ألديكما شيء للبيع ؟‬
‫‪ :‬نعم ‪ ..‬نعم ‪ ..‬لدينا هذا السنجاب الظريف‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫( بديعة تتفحص سنجوب ‪ ..‬و تبدي عدم إعجابها )‪.‬‬
‫‪ :‬إنه سنجاب ضعيف و هزيل و منظره بشع جدا ً بعد التحنيط ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬كال ‪ ..‬كال ‪ ..‬إنه سنجاب رشيق وجميل ‪ ...‬انظر يا طحمور‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬و هو يحسن الرقص أيضا ً هأ ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪ ..‬ارقص ارقص يا سنجوب (يضربه)‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬كم ستدفع لنا ثمنه ؟‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬ثالثة دنانير كما يدفع معلمي طحمور ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬أال يمكن أن تزيد المبلغ دينارا ً آخر ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬كال ‪ ..‬أتريدان البيع أم أبحث عن صياد آخر ؟‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬نبيع ‪ ..‬نبيع ‪ ...‬هات الدنانير ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫( تخرج بديعة كيسا ً و تتعمد إسييقاط الييدنانير منييه و بسييبب حييدة الطمييع ينحنييي االثنييان‬
‫اللتقاط النقود تشير بديعة إلى أم الريش التي تحمل عصاها ‪ ..‬فتنهال بقوة على غربييون‬
‫و ثعلوب ‪ ...‬كما تنزع بديعة ثياب التنكر و تلتقط عصا و تبدأ بضرب االثنين ‪ ..‬اللييذين‬
‫يسييقطان علييى األرض و همييا يتوجعييان ‪ ..‬بديعيية و أم الييريش تفكييان أسيير سيينجوب و‬
‫يجري الثالثة هاربين )‪.‬‬
‫‪ :‬آه ‪ ..‬آه ‪ ..‬آه ‪..‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬آه ‪ ..‬آه ‪ ..‬آه ‪..‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬عرفتُها إنها بديعة أميرة الطيور ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬خدعتني و أنا الثعلب المخادع ‪ ..‬يا سواد وجهي من الثعالب ‪..‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬يجب أن ننتقم منها يا سيدي ‪.‬‬ ‫غربون‬

‫‪182‬‬
‫‪ :‬نعم سننتقم ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬لن يهنأ لي عيش حتى أرى بديعة و رفيقاتها محنطات عند بعجور‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬لن يهنأ لي عيش حتى أرى بديعيية و رفيقاتهييا مشييويات و مقليييات ‪ ..‬كيييف سييننتقم ‪..‬‬ ‫ثعلوب‬
‫كيف ؟‬
‫‪ :‬كيف سننتقم ؟‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬فكر معي أيها الغراب األحمق‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬يجب أن نبحث عن الصياد فشكول‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬ألنه يكره سرب الحمام مثلنا و يحاول صيده منذ زمن بعيد ‪ ..‬هيا‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬هيا ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬

‫إظالم‬

‫المشهد الرابع‬

‫( في ركن فسيح من أركان الغابة نرى الصياد فشكول و هو يحمل شبكته علييى كتفييه و‬
‫يدور باحثا ً عن الطيور و عن مكان مناسب لنصب شباكه ‪ ...‬يغني )‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫‪ ( :‬يغني )‪:‬‬ ‫فشكول‬
‫أنيا فشكول أنيا فشكول‪..‬‬
‫مييشهور‬
‫ْ‬ ‫صييا ٌد جيدا ً‬

‫يجذب كي َّل جناحْ‬


‫ُ‬ ‫شبكي‬
‫عصفور‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫لقلق ‪ ..‬هده ْد أو‬
‫الطير‬
‫ْ‬ ‫أهيوى أهوى لحم‬
‫زرزور‬
‫ْ‬ ‫بيطيا ً وزا ً أو‬
‫ْ‬
‫ليكن أحيلى أكل عندي‬
‫طور‬
‫حمام ميع طر ْ‬
‫ٍ‬ ‫لح ُم‬
‫( يناجي نفسه ) و لكن أين لح ُم الحمام اآلن أين ؟‬
‫( يبرز غربون و ثعلوب )‬
‫‪ :‬لحم الحمام موجود أيها الصياد الماهر ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬من ؟ ‪ ..‬ثعلوب ‪ ..‬و غربون ‪ ..‬لوال أني أكره لحم الثعالب والغربييان الصييطدتكم فييي‬ ‫فشكول‬
‫الحال‪.‬‬
‫‪ :‬مهالً يا فشكول مهالً ‪ ..‬فقد جئنا لمساعدتك ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬بماذا تساعدانني ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬بالصيد طبعاً‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬و هل نسيتُم طعامي الذي خطفتماه في المرة الماضية حين كنت نائما ً يا لصوص‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬نحن لم نخطفه‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬بل أنتم لقد شاهدتكم بأم عيني ‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬في الحقيقة كنا جائعين و استعرناه ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬سنعوضك عن هذا الطعام ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬

‫‪184‬‬
‫‪ :‬كيف ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬نساعدك في صيد الحمام‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬أنتما !؟!‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬نعم نحن ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬و ماذا تريدان مني مقابل ذلك ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬ال شيء ‪ ..‬سنخدمك هكذا دون مقابل ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬ألننا نحبك ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬هأ ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪ ..‬الثعلييب يحييبُّ الصييياد فشييكول ‪ ..‬هييأ ‪ ..‬هييأ ‪ ..‬وكيييف سييتخدمني يييا‬ ‫فشكول‬
‫حبيبي يا ثعلوب ‪.‬‬
‫‪ :‬سأدلك اآلن على مكان سرب الحمام ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ ( :‬بحماس شديد ) أين ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬في الساحة الشمالية عند أشجار الصنوبر ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫( فشكول يترك االثنين و يركض مسرعا ً )‪.‬‬
‫‪ :‬انتظر ‪ ..‬انتظر ‪..‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬انتظر ‪ ..‬انتظر ‪..‬‬ ‫غربون‬
‫( يتبعانه )‪.‬‬
‫( فشكول ال يرد عليهم و يتابع الجري نحو هدفه )‪.‬‬

‫إظالم‬

‫‪185‬‬
‫المشهد الخامس‬

‫( منظر المشهد األول ‪ ..‬بديعة و أم الريش تودعان سنجوب مييع الحمامييات و سيينجوب‬
‫يشكرهن ‪ ..‬و يستعد للوداع )‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ :‬الوداع يا سنجوب ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬شكرا ُ يا بديعة‪.‬‬ ‫سنجوب‬
‫‪ :‬الوداع يا سنجوب‪.‬‬ ‫أم الريش‬
‫‪ :‬شكرا ً يا أم الريش ‪ ...‬شكرا ً لكم جميعاً‪.‬‬ ‫سنجوب‬
‫( يغني )‪:‬‬
‫شيكرا ً شييكرا ً يا بديعة‬
‫شيكرا ً شيكرا ً أم الريش‬
‫حين ييييكون القائد فذا ً‬

‫العيش‬
‫ْ‬ ‫يحلو يحلو ميعيه‬
‫لن أنساكم أبييييدا ً أبدا ً‬

‫لن أنسى من صان حياتي‬


‫سييأغادر ُكم نحو األه ِّل‬
‫يسييعدني ْ‬
‫أن تأتوا بيتي‬
‫( يلوح لهم سنجوب و يغادر )‪.‬‬
‫‪ ( :‬لسرب الحمام ) هيا إلى العمل ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬الحراسة أوالً ‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫ت يا سريعة ‪.‬‬
‫‪ :‬أحسن ِّ‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬أنا سأقف هناك ‪ ( ..‬تنصرف لمكانها )‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫سأحرس هناك ‪ ( ..‬تنصرف لمكان حراستها )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬و أنا‬ ‫هديل‬
‫ث عن الطعام هنا و هناك )‪.‬‬
‫( يبدأ البقية بالبح ِّ‬
‫ت الطيور و الصغار و المرضى الذين تركناهم في البرج‬
‫‪ :‬ال تنسين جمع الطعام ألمها ِّ‬ ‫بديعة‬
‫‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫( فجأة يبرز الصياد فشكول و هو يتسلل ‪ ..‬تراه سريعة فتصرخ)‪.‬‬
‫‪ ( :‬تطلق صافرة اإلنذار ثم تصرخ ) الصياد فشكول ‪ ..‬الصياد فشكول ‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫‪( :‬تصرخ ) الجميع إلى هنا ‪ ..‬الجميع إلى هنا ‪ ..‬صفوا الحواجز ‪ ..‬بسرعة ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫( أفراد السرب يقومون بإلقاء جذوع أشجار وصخور و موانع في طريق الصييياد ‪ ..‬ثييم‬
‫تقوم بديعة بقيادة السرب و الطيران خارج المسرح)‪.‬‬
‫يركض الصياد فشكول محاوالً إلقاء شبكة صيده فوق سرب الحمام‪ ..‬يفشييل ‪ ..‬يييركض‬
‫‪ ..‬يتعثر ببعض الموانييع يسييقط و يقييع علييى األرض‪ ..‬ييينهض ثانييية و يييركض محيياوالً‬
‫اللحاق لكن يتعثر أيضا ً )‪.‬‬
‫خامس مرة أفشييل فيهييا فييي صيييد حماميية‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬آخ ‪ ..‬آخ ‪ ..‬اللعنةُ على سرب الحمام‪ ..‬هذه‬ ‫فشكول‬
‫واحدة ‪.‬‬
‫( يصل غربون و ثعلوب و يساعدان الصياد على النهوض ويجمعان أدواته )‪.‬‬
‫‪ :‬الحق على زعيمتهم التي ينادونها ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬بديعة ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬نعم بديعة ‪ ..‬إنها قائدة ُ السرب‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬سأنتقم منها ‪ ..‬سأشويها ‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬أنا مستع ٌد ألكلها نيئة ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪..‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬أخ أنا أفش ُل ك َّل مرة في صيد الحمامات‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬ألن طريقتك في صيد الحمامات فاشلة يا فشكول ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬ألن بديعة تنظم الحراسة جيدا ً حتى ال يفاجئها صياد أحمق مثلك ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪..‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬اخرس ‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫منظرك جميل و أنت تسييقط علييى األرض ‪ ..‬هييأ‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬خرست و لكنك أحمق ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪..‬‬ ‫غربون‬
‫‪ ..‬هأ ‪..‬‬

‫‪188‬‬
‫‪( :‬يضربه ) اسكت يا غربون ‪ ( ..‬للصياد ) أتري ُد صيد الحمامات يا فشكول ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬طبعا ً فأنا لم آكل حمامةً واحدة منذ سنتين ‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬إذا جعلتُك تصيد كل الحمامات فماذا تعطيني ؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬سأعطيكم أربع حمامات ‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬بل ستة‪ ..‬و من بينهم الزعيمة بديعة أيضا ً ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬ثالثة لي وثالثة لسيدي ثعلوب ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬اخرس اآلن‪ ،‬سنتقاسمها فيما بعد ‪ ( ..‬للصياد ) ماذا قلت؟‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬موافق ‪ ..‬و لكن ماذا ستفعالن بالحمامات ‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬سآكل ثالثة ‪ ..‬و أبيع ثالثة لبعجور محنط الحيوانات‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬و أنا يا سيدي ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬حصتُك فيما بعد ‪ ..‬فيما بعد ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫( يبدو الغضب على غربون )‪.‬‬
‫‪ :‬ما هي الخطة ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬أخبره بخطتنا الذكية يا غربون ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫سأطير مسا ًء إلى موطن الحمام و أتجسس عليهن ألعرف المكان الييذي سيييذهبن إليييه‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫غربون‬
‫غدا ً ‪ ..‬و عليك أن تسبق الحمامات لتنصب شباكك قبل قدومهن ‪.‬‬
‫( و يتابع سرد الخطة للصياد‪ .‬فشكول مسرور للخطة)‬
‫( الثالثة مع موسيقا مناسبة)‬

‫ميؤامرةْ ‪ ..‬ميؤامرةْ‬
‫هييَّا نيحوكُ مؤامرةْ‬

‫الغدر ميين طباعنا‬


‫ُ‬

‫‪189‬‬
‫و لينا الفعا ُل الماكرةْ‬

‫وي ٌل له سرب الحمام‬


‫قد جاءه الموتُ الزؤا ْم‬

‫بالغدر سوف نصي ُدهُ‬


‫ُ‬
‫نحن و فشكو ُل ال ُهما ْم‬

‫إظالم‬

‫المشهد السادس‬

‫( موطن الحمام ‪ ..‬فيه كوى صغيرة متعددة تسكن فيها الحمامات ‪ ..‬يحط سرب الحمييام‬
‫بانتظام ‪ ..‬و أخيرا ً تهبط بديعة ) ‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫سرب الحمام يغني ‪:‬‬

‫ْ‬
‫الحنان‬ ‫ييا بيتنا الغال ْي ييا نسمة‬

‫ْ‬
‫الغدران‬ ‫عدنا من‬ ‫ْ‬
‫الغابة ُ‬ ‫جئنا مين‬

‫ب و الديدان‬
‫وبيطوننا امتألت بالح ِّ‬

‫ْ‬
‫الجيران‬ ‫الجميع األهل و‬
‫ْ‬ ‫وسنطع ُم‬

‫‪ :‬رفيف و أم الريش هيا وزعا الطعام على األمهات و الفراخ الصغيرة ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫رفيييف وأم ‪ :‬حاضر ‪ ( ..‬تنصرفان )‬
‫الريش‬
‫‪ :‬سريعة و هديل تأخذان الطعام للمرضى‬ ‫بديعة‬
‫سيييريعة و ‪ :‬حاضر ‪ ( ..‬تنصرفان )‬
‫هديل‬
‫‪ :‬كيف سننام الليلة يا زعيمة ؟‬ ‫سحاب‬
‫‪ :‬الكبار في الكوى العليا و الصغار في الوسط و السفلى ‪ ..‬يا شفق‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬نعم يا زعيمة‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬عليك تنظيم الحراسة هذه الليلة‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬حاضر ‪.‬‬ ‫شفق‬
‫( الغراب يتسلل متنكرا ً و يختبئ في مكان مناسب و يصغي إلى ما تقوله بديعة )‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫سنذهب غدا ً يا زعيمة ؟‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬أين‬ ‫سجيعة‬
‫‪ :‬أفك ُر في قيادة السرب إلى بستان التوت‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬لماذا يا زعيمة ؟‬ ‫سجيعة‬
‫‪ :‬لقد غادره البستاني بعد أن قطف األشجار و ما زالت هناك في األعلى ثمييرات كثيييرة‬ ‫بديعة‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬أنا أحبُّ ثمار التوت‪.‬‬ ‫سحاب‬
‫‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬ ‫سجيعة‬
‫( تدخل شفق )‪.‬‬
‫‪ :‬هذا هو جدول الحراسة يا زعيمة ‪.‬‬ ‫شفق‬
‫( ينصرف الغراب فرحا ً و هو مسرور )‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد السابع‬

‫‪192‬‬
‫( ساحة بين أشجار التوت ‪ ..‬الصياد فشكول يقوم بنصب شباكه على األرض و يخفيهييا‬
‫بأوراق األشجار يساعدهُ ثعلوب و غربون )‪.‬‬
‫‪ :‬أسرع يا فشكول لم يبق إال القليل على قدوم الحمام‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫ْ‬
‫أصبحت جاهزة ‪ ..‬وفوقها طبقة من القش و عليهييا أشييهى الحبييوب ‪ ..‬قمييح ‪..‬‬ ‫‪ :‬الشباك‬ ‫فشكول‬
‫شعير ‪ ..‬جوز ‪ ..‬لوز ‪.‬‬
‫‪ :‬أين ستختبئ يا فشكول ؟‬ ‫غربون‬
‫‪ ( :‬يخرج كيسا ً ) هنا في هذا الكيس ‪ ( ..‬يدخل في الكيس ) سأراقب الحمام ميين هيياتين‬ ‫فشكول‬
‫الفتحتين ‪ ..‬و معي طرف الحبل ‪ ..‬و أنتما أين ستختبئا ‪.‬‬
‫‪ :‬نحن سنختبئ هناك خلف هذه األشجار ‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫الشر للصياد )‪.‬‬
‫َّ‬ ‫( يغادران ويختبئان وهما ينويان‬
‫( الصياد يختفي في الكيس و هو يمسييك بطييرف الحبييل الموصييول بالشييباك ‪ ..‬موسيييقا‬
‫تعبر عن قدوم الحمام ‪ ..‬صوت غناء الحمام ) ‪:‬‬
‫نيييحن حماماتٌ بيضا ْء‬
‫ولينيا أجنحةٌ زرقييا ْء‬
‫نهوى نهوى ركوب الريحْ‬
‫نصع ُد فيي أعلى الفضا ْء‬
‫( تبدأ الحمامات بالدخول حيث نرى سريعة ثم رفيف ثم هديل )‪.‬‬
‫‪ :‬يا سالم ‪ ..‬ما أحلى هذا المكان ‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫‪ :‬الزعيمة قد اختارته ‪.‬‬ ‫هديل‬
‫‪ ( :‬و قد رأت طبقة القش المليء بالحبوب ) انظييروا ‪ ..‬انظييروا‪( .‬تسييرع نحييو الشييباك‬ ‫رفيف‬
‫المموهة )‪.‬‬
‫‪ :‬األرض مليئة بالحبوب اللذيذة ‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫( تسرع نحو الحبوب و يتبعها معظم الحمامات ‪ ..‬تظهر بديعة‪ .‬تصرخ في حين تييراهن‬
‫مزدحمات على الطعام )‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪ ( :‬تصرخ ) انتظروا ‪ ..‬انتظروا ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬ما األمر يا زعيمة ؟‬ ‫أم الريش‬
‫( يبدأ أفراد السرب باألكل )‪.‬‬
‫‪ :‬ال تقتربوا من هذا الطعام ؟‬ ‫بديعة‬
‫الحبوب لذيذة ‪ ..‬انظري ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫هديل‬
‫‪ :‬هذه الحبوب تثير الشكوك ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬لماذا ؟ ‪ ..‬طعا ٌم لذيذ و دون تعب ‪.‬‬ ‫سجيعة‬
‫‪( :‬تلتفت) ال أحد يرمي الطعام هكذا مجانا ً ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬و لكن ال يوجد أح ٌد هنا ‪ ..‬انظري يا زعيمة ‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬تعالي يا زعيمة و تذوقي من هذه الحبوب ‪.‬‬ ‫سحاب‬
‫‪ ( :‬تصرخ ) قلت لكم ابتعدوا عن هذه الحبوب حاالً ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫( تسرع نحوهم إلبعادهم عن الطبقة ‪ ..‬الصياد فشكول يشد الحبييل فتطبييق الشييبكة علييى‬
‫سييرب الحمييام و حييين يه ي ُّم الصييياد بييالخروج ميين الكيييس يسييرع ثعلييوب و غربييون و‬
‫يضربان على رأسه بعصوين و يعيدانه إلى الكيس و يربطانه )‪.‬‬
‫‪ :‬ماذا تفعالن يا خائنان ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬نعيدك إلى مكانك في الكيس يا فشكول ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬ألنك غبي و أحمق ‪ ..‬ها ‪ ..‬ها ‪..‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬أين اتفاقنا ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬و هل للثعالب عهود و مواثيق ؟ هأ ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪..‬‬ ‫ثعلوب‬
‫‪ :‬ماذا سنفعل بالحمامات يا زعيم ؟‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬سجيعة لفطوري ‪ ..‬و هذه لغدائي ‪ ..‬و هذه لعشائي‪.‬‬ ‫ثعلوب‬

‫‪194‬‬
‫‪ :‬و أنا يا زعيم ‪ ..‬أين حصتي من الصيد ؟‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬اذهب اآلن إلى بعجور ُمحنط الحيوانات ‪ ..‬و اطلب منه أن يأتي إلييى هنييا ويختييار مييا‬ ‫ثعلوب‬
‫يعجبه من هذه الحمامات الجميلة ‪ ..‬هيا أسرع ‪.‬‬
‫‪ :‬أخاف أن يمسك بي بعجور‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬و ماذا يفعل بغراب بشع مثلك ‪..‬؟ هيا ‪ ..‬هيا ‪ ..‬دعني أتأمل هذه الحمامات الجميالت‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫( ينصرف غربون و هو غاضب )‪.‬‬
‫‪ ( :‬لبديعة ) كيف تريدين أن آكلك يا زعيمة ‪.‬؟ مشوية أم مقلية ‪ ..‬هأ‪ ..‬هييأ ‪ ..‬و أنييت يييا‬ ‫ثعلوب‬
‫أم الريش ‪ ..‬هل تريدين أكلك هكذا أم دون ريش ‪ ..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪..‬‬
‫( غربون يعود متسلالً و يقوم بفك كيس الصياد فشكول ثم يهرب)‪.‬‬
‫‪ :‬و أنت يا هديل ‪ ..‬أحبُّ أن تغني لي قليالً و ترقصين قبل أن آكلك‪.‬‬ ‫ثعلوب‬
‫( الصياد يستطيع الخالص من كيسه )‪.‬‬
‫‪ ( :‬و هو يهاجم الثعلب ) أنا الذي سأجعلك تغني و ترقص يا مكار يا غدار ‪.‬‬ ‫الصياد‬
‫( يُفاجأ ثعلوب بالصياد ‪ ..‬يهرب ‪ ..‬يلحق به الصياد خارج المسرح)‪.‬‬
‫‪ ( :‬تصرخ ) توقفوا ‪ ..‬توقفوا ‪ ..‬ماذا تفعل كل واحدة منكن ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬أريد تخليص نفسي من هذه الشباك‪.‬‬ ‫رفيف‬
‫‪ :‬و أنا أيضاً‪.‬‬ ‫أم الريش‬
‫‪ :‬و أنا أيضا ً أري ُد تخليص نفسي ‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫‪ :‬و أنا قبل عودة الصياد‪.‬‬ ‫هديل‬
‫ْ‬
‫حاولت كل واحدة‬ ‫نحن اآلن في مصيبة كبيرة وقعنا فيها جميعا ً وإذا‬
‫‪ :‬اسمعوني جيدا ً ‪ُ ..‬‬ ‫بديعة‬
‫منكن أن تخلص نفسها فقط دون اآلخرين فسوف نفشل جميعا ً و تضيع جهودنا هبا ًء ‪.‬‬
‫‪ :‬ما الحل إذن يا زعيمة ؟‬ ‫سحاب‬
‫‪ :‬الحل واضح ‪ ..‬و هو أن نعمل اآلن جميعا ً كيد واحدة و نوحيد جهييدنا و نطييير جميعيا ً‬ ‫بديعة‬
‫معا ً في وقت واحد ‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ :‬كيف نطير و نحن عالقون في الشباك‪.‬‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬ال شيء مستحيل أمام إرادة الجميع ‪ ..‬هيا ‪ ..‬هيا ‪( ..‬تشييجعهم)‪ ..‬هيييا نحييرك أجنحتنييا‬ ‫بديعة‬
‫معا ً دفعة واحدة ‪ ..‬واحد ‪ ..‬اثنان ‪ ..‬هيا‪ ..‬ثالثة‪.‬‬
‫(سرب الحمام يطير قليالً ثم يهوي )‪.‬‬
‫‪ :‬يبدو أنه ال أمل لدينا في النجاح‪.‬‬ ‫سجيعة‬
‫‪ :‬بل لدينا كل األمل ‪ ..‬و إياكن و اليأس ‪ ..‬هيا نحاول ثانية ‪ ..‬واحييد‪ ..‬اثنييان ‪ ..‬ثالثيية ‪..‬‬ ‫بديعة‬
‫(الحمامات يحركن أجنحتهن بصعوبة ) أقوى ‪ ..‬أقوى ‪ ..‬أقوى (السرب يطييير ‪ ..‬يطييير‬
‫‪ ..‬رغم الشباك ‪ ..‬يدخل اآلن غربون و يحيياول أن يعرقييل طيييران السييرب لكنييه يتلقييى‬
‫ضربة من سجيعة ‪ ..‬السرب يطير و يبتعد خارج المسييرح ‪ ..‬يييدخل الصييياد فشييكول و‬
‫يفاجأ بأختفاء الحمامات ‪ ..‬يسرع باحثا ً بلهفة)‪.‬‬
‫‪ ( :‬يصرخ ) الحمامات ‪ ..‬الحمامات ‪ ( ..‬يبحث هنا و هناك ‪ ) ..‬أين ذهبت ؟‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬لقد هرب السرب يا فشكول من هنا‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬هرب ‪ ..‬و أنت ماذا تفعل هنا يا غادر يا لئيم ؟‬ ‫فشكول‬
‫( يلحق به ويضربه)‪.‬‬
‫‪ :‬آخ ‪ ..‬آخ ‪ ..‬أنا الذي أطلقت سراحك يا سيدي ‪.‬‬ ‫غربون‬
‫‪ :‬و أنت الذي غدرت بي ‪ ..‬خذ ‪ ..‬خذ ‪ (.‬غربون يهرب و هو يتوجع )‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫‪ :‬سألحقك مع ثعلوب و أصطادكم و لو هربتم إلى آخر الدنيا ‪.‬‬ ‫فشكول‬
‫( يالحقه ‪ ..‬غربون يهرب )‪.‬‬
‫إظالم‬

‫المشهد الثامن ( األخير )‬

‫‪196‬‬
‫( شجرة صنوبر يسكن فيها سنجوب ‪ ..‬الحمام يطير و فوقه الشبكة تقوده بديعة ‪ ..‬و قييد‬
‫بدا التعب على الجمييع )‪.‬‬
‫‪ :‬أنا تعبت ‪ ..‬ال أستطي ُع مواصلة الطيران ‪.‬‬ ‫سريعة‬
‫‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬ ‫هديل‬
‫‪ :‬اصبرن قليالً لم يبق إال القليل ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬إلى أين تقوديننا يا زعيمة ‪.‬‬ ‫أم الريش‬
‫‪ :‬إلى صديقي و صديقكم سنجوب‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬و هل بيتُه هنا ؟‬ ‫شفق‬
‫‪ :‬نعم ‪ ..‬و هو الذي سيخلصنا من هذه الشبكة ‪ ...‬ها قد وصلنا‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫( يهبط سرب الحمام قرب شجرة الصنوبر )‪.‬‬
‫‪ ( :‬تنادي ) يا سنجوب ‪ ..‬يا سنجوب ‪ ( ..‬يهبط سنجوب من الشجرة قافزا ً و بيييده كييوز‬ ‫بديعة‬
‫صنوبر كان يأكله )‪.‬‬
‫‪ ( :‬يسرع للقائها ) م ْن ‪ ..‬األميرة بديعة ‪ ..‬أصدقائي الطيور من الذي فعل بكم هذا ؟!‬ ‫سنجوب‬
‫الصياد الشرير فشكول ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬و قد ساعده غربون و ثعلوب ‪.‬‬ ‫سجيعة‬
‫( سنجوب يتفحص الشبكة ‪ ..‬يشد خيوطها فيراها قاسية )‪.‬‬
‫‪ :‬خيوط الشبكة متينة يا سنجوب ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬ال تقلقييي ‪ ..‬أسييناني قوييية ‪ ( ..‬لسييجيعة ) سأخلصييك يييا صييديقتي فييي الحييال ‪( ..‬يبييدأ‬ ‫سنجوب‬
‫بقرض الشبكة من جهة بديعة )‪.‬‬
‫‪ :‬ال تنقذني أنا أوالً يا سنجوب ‪ ..‬بل أنقذ صديقاتي‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ ( :‬بدهشة ) لماذا يا بديعة ؟‬ ‫سنجوب‬
‫‪ :‬أخاف إذا أنقذتني أوالً أن تتكاسل عيين إنقيياذ صييديقاتي ‪ ..‬أمييا إذا أنقييذت أخييواتي فييي‬ ‫بديعة‬
‫البداية فلن تتوقف حتى تنقذني ‪ ..‬أنا واثقة من ذلك‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ :‬ما أروعك يا زعيمة ‪ !..‬تفضلين اآلخرين دوما ً على نفسك‪.‬‬ ‫سنجوب‬
‫‪ :‬القيادة مسؤولية كبيرة يا سنجوب ‪ ..‬و القائد الحقيقي عليه أن يكون آخيير ميين يأكييل و‬ ‫بديعة‬
‫آخر من يشرب ‪ ..‬و لكن عليه أن يكون أول من يضحي بنفسه في سبيل الجميع ‪.‬‬
‫ت حياتي ‪.‬‬
‫‪ :‬ما أحلى هذا الكالم ‪ ..‬لن أنسى أبدأ أنك أنقذ ِّ‬ ‫سنجوب‬
‫بأسر هذه الشبكة الكريهة ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ :‬أسر ْ‬
‫ع يا سنجوب فقد ضقنا‬ ‫بديعة‬
‫( يبدأ سنجوب بقرض الشبكة بهميية و نشيياط ميين جهيية أم الييريش ثييم سييحاب ‪ ..‬و تبييدأ‬
‫الحمامات بالخروج من الشبكة من جهة بديعة وتساعده بقية الحمامات )‪.‬‬
‫‪ ( :‬وهي تخرج من الشبكة ) و أخيرا ً عدنا للحرية ‪ ..‬شكرا ً يا سنجوب ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫( تشكره بقية الحمامات )‪.‬‬
‫‪ ( :‬ممازحا ً ) أنا في الخدمة دائما ً ‪ ..‬و لكن احذرن من الوقوع في الشباك ثانية ‪.‬‬ ‫سنجوب‬
‫‪ :‬مستحيل ‪ ..‬لن يخدعنا هذا الصياد بطعامه الرخيص ثانية ‪.‬‬ ‫بديعة‬
‫‪ :‬و اآلن جاء وقت الغناء‪.‬‬ ‫أم الريش‬
‫( يغنون و هم يرقصون و يشاركهم السنجاب )‪.‬‬

‫عييييي يدنا عيييييييدنا ييييييييييييا حرييييييي ْ‬


‫ية يييييا أغلييييى ميييين مييييالي و نفسييييي‬ ‫ُ‬

‫يوار الشييييييييييمس‬
‫تغمرنييييييييا أنييييييي ُ‬
‫ُ‬ ‫يب ظهيييييير الييييييريح‬
‫عيييييييدنا نركييييي ُ‬

‫شيييييييكرا ً شييييييكرا ً يييييييا سيييييينجوبْ يييييييييا أغلييييييى ِّخيييييي ٍل للصييييييح ِّ‬


‫ب‬

‫ب‬
‫يكن عييييييرش القليييي ي ِّ‬ ‫شييييييييييكرا ً شييييييييكرا ً لزعيمتنييييييييا ُّ‬
‫حبيييي يك يسييييي ُ‬

‫‪198‬‬
‫إظالم‬

‫النهاية‬

‫‪199‬‬
‫جزيرة ُ األصدقاء‬

‫شخصيات المسرحية‬

‫قرد قوي ‪ ،‬شجاع ‪ ،‬نشيط ‪.‬‬ ‫سعدون ‪:‬‬ ‫‪)1‬‬


‫قرد حكيم ‪ ،‬شجاع ‪ ،‬نشيط ‪.‬‬ ‫ميمون ‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫سنجاب نشيط ‪ ،‬شجاع ‪.‬‬ ‫سنجوب ‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫سنجابة ذكية ‪ ،‬مرحة ‪ ،‬ساخرة ‪.‬‬ ‫سنجوبة ‪:‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‪200‬‬
‫نسنوس ‪ :‬قرد صغير ‪ ،‬ماكر ‪ ،‬كسول ‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫دبدب ‪ :‬دب غبي ‪ ،‬كسول ‪ ،‬يحب الطعام ‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫ديبان ‪ :‬ذئب غدار ‪ ،‬جشع ‪ ،‬زعيم عصابة من األشرار ‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬ثعلب ماكر ‪ ،‬مخادع ‪ ،‬منافق ‪ ،‬و هو أحد أفراد العصابة ‪.‬‬ ‫‪)8‬‬
‫ضبعان ‪ :‬ضبع غبي ‪ ،‬طماع ‪ ،‬أحمق ‪ ،‬جشع ‪ ،‬وهو أحد أفراد العصابة‪.‬‬ ‫‪)9‬‬
‫برق ‪ :‬غزال سريع شجاع ‪.‬صديق لسكان جزيرة النهر‬ ‫‪)10‬‬

‫المشهد األول‬

‫( جزيرة خضراء صغيرة وسط نهر عميق يحيط بها من كييل جانييب ‪ .‬و تتصييل‬
‫الجزيرة مع الغابة بجسر خشييبي يمكيين رفعييه و إنزالييه للحماييية ‪ .‬فييي الجزيييرة‬
‫أربعة من أشجار الجوز الضخمة يعتمد عليها سكان الجزيرة في معيشتهم ‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫يعيييش علييى الجزيييرة سييعدون و ميمييون و همييا قييردان كبيييران و سيينجوب و‬
‫سنجوبة و دبدب و نسنوس ‪.‬‬
‫سعدون و ميمون و سنجوب و سنجوبة يعملون اآلن فييي قطييف ثمييار الجييوز و‬
‫وضعها في كيس ملون جميل و هم في نشاط و مرح ‪..‬‬
‫دبييدب و نسيينوس يجلسييان بكسييل علييى شيياطئ النهيير و همييا يصيييدان بواسييطة‬
‫قصبتين ‪ ..‬ينتظران بملل و هما يتثاءبان )‬

‫نسنوس ‪ ( :‬وهو ينظر في سلته الفارغة ) ما هذا النحس ‪..‬؟ لم أصطد سمكة واحدة‬
‫منذ يومين‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً ‪ ..‬آخر سمكة صدتها تبين لي أنها ضفدعة ‪.‬‬
‫( يتثاءبان )‬
‫نسنوس ‪ ( :‬يربط القصبة و يثبتها طرفها على األرض ثم يستلقي ) إذا صادت‬
‫صنارتي شيئا ً فأيقظني يا صديقي دبدب‬
‫دبدب ‪ ( :‬يربط القصبة أيضا و يثبتها ثم يستلقي لينام ) إذا صادت قصبتي شيئا ً‬
‫فأيقظني يا نسنوس‬
‫( سعدون و ميمون و سنجوب و سنجوبة يبدؤون الغناء و هم يعملون في قطف‬
‫الجوز‬
‫و وضعه في الكيس ) ‪:‬‬

‫بكيل ْ‬
‫أمان‬ ‫ِّ‬ ‫نعيش بها‬
‫ُ‬ ‫جيزيرتُنا جزيرتنا‬
‫ْ‬
‫العدوان‬ ‫الماء حاط بها و يحمينا مين‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫عميق‬
‫ْ‬
‫العطشان‬ ‫نهرنا‬
‫ثمار الجيوز مأكلنا و يروي ُ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫األلحان‬ ‫نغني فيي محاسنها و ننش ُد أعذب‬

‫نسنوس ‪ ( :‬يستيقظ نسنوس منزعجا ً من الغناء ) ما هذه األصوات المزعجة ؟‬


‫أزعجتموني بغنائكم ‪.‬‬
‫دبدب ‪ ( :‬يستيقظ دبدب أيضا ً ) ماذا جرى ؟ أين السمكة التي صدتها يا نسنوس ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬لم تصطد صنارتك شيئا ً يا دبدب‬
‫دبدب ‪ :‬لماذا استيقظت إذن ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬لقد أزعجوني بغنائهم ‪..‬ألم تسمع ؟‪..‬‬
‫دبدب ‪ :‬صحيح ‪ ..‬و أنا أيضا ً لقد أزعجوني بغنائهم ‪..‬‬
‫( يستريح فريق العمل قليالً و يأكلون بعض الجوز ‪ ..‬سنجوبة تقدم طبقا ً من ا‬
‫لجوز لنسنوس و دبدب )‬
‫سنجوبة ‪ :‬تفضال مع أنكما ال تستحقان ‪..‬‬

‫‪202‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬بغضب و قرف ) جوز ‪ ..‬جوز ‪ ..‬تريدون إطعامنا جوزا ً كل يوم ‪..‬‬
‫كرهت حياتي من هذا األكل الممل ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً لم أعد أحب الجوز ‪.‬‬
‫سنجوبة ( ساخرة ) و ماذا تريداننا أن نقدم لكما ؟‬
‫دبدب ‪ :‬أنا أريد عسالً ‪ ..‬عسالً ‪ ..‬أموتُ في لحسة عسل ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬أنا أريد لحما ً ‪ ..‬أموت في قطعة لحم طري يقطر منها الدهن ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬و من أين سنأتي لكما بالعسل و اللحم ؟‬
‫ط ‪ ..‬بيعا كيس الجوز و اشتريا لنا بثمنه عسالً و لحما ً ‪.‬‬ ‫األمر بسي ٌ‬
‫ُ‬ ‫نسنوس ‪:‬‬
‫سعدون ‪ :‬سنشتري بثمنه ثيابا ً و قمحا ً للشتاء القادم ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬ه ُْو ‪ ..‬ه ُْو ‪ ..‬الشتاء مازال بعيدا ً ‪.‬‬
‫سنجوب ‪ :‬لم يبق لقدومه سوى شهرين ‪..‬‬
‫دبدب ‪ :‬إذن مازال بعيدا ً كما قال صديقي نسنوس ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬الحكيم من يستعد لأليام القادمة دائما ً ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬و تريدوننا اآلن أن نموت من الجوع ؟!‬
‫دبدب ‪ :‬نعم أنا أكاد أموت من الجوع ‪..‬لقد أصبحت ضعيفا ‪..‬انظروا‬
‫سنجوب ‪ :‬يمكنكما أن تأكال الجوز اللذيذ مثلنا ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬أنا أكره الجوز ‪ ..‬مللت منه ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬وأنا أيضا ً ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬أال تخجال من نفسيكما ؟‬
‫دبدب ‪( :‬بغباء ) لماذا ؟‬
‫سنجوبة ‪ :‬ال تعمالن شيئا ً و تنامان طوال النهار ‪ ..‬و تطلبان أطيب الطعام ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬ساخرا ً ) و بماذا نعمل ؟‪ ..‬بقطف ثمار الجوز ‪ ..‬و وضعها في األكياس ؟!‬
‫هذه أعمال سخيفة‬
‫دبدب ‪ :‬نعم أعمال سخيفة ومملة ‪..‬‬
‫نسنوس ‪ :‬سأرحل عن هذه الجزيرة أجالً أم عاجالً ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً سارحل ‪..‬وسوف تندمون على رحيلنا‬
‫( يعود سعدون و ميمون و سنجوب و سنجوبة إلى العمل و يعود دبدب‬
‫ونسنوس إلى الصيد بكسل )‬
‫سنجوب ‪ :‬لقد امتأل كيس الجوز ( يربطه ) ‪.‬‬
‫من سيأخذه إلى المدينة ؟‬ ‫سنجوبة ‪ْ :‬‬
‫نسنوس ‪ :‬أنا سآخذه على شرط‬
‫ميمون ‪ :‬ما هو ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬إذاسمحتم لي ببيعه و شراء ما أريد ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً سأذهب معه ‪ ..‬على شرط أن تسمحوا لي بشراء جرة عسل ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬شكرا ً ‪ ..‬لن يذهب أي واحد منكم ‪.‬‬
‫سأذهب ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ميمون ‪( :‬بتصميم ) ‪..‬أنا‬
‫سعدون ‪ :‬بل أنا يا أخي ميمون ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫سنجوب ‪ :‬ال ‪ ..‬ال أنا سأذهب ‪.‬‬
‫سعدون ‪ ( :‬يحم ُل الكيس بتصميم ) لن يذهب أح ٌد غيري ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬لكنك قد ذهبت في المرة الماضية يا سعدون ‪.‬‬
‫أخاف عليكم من عصابة الذئب ديبان ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫سعدون ‪ :‬أنا أعرف الطريق جيدا ً ‪ ..‬و‬
‫سنجوبة ‪ ( :‬بخوف ) الذئب ديبان‬
‫سعدون ‪ :‬نعم لقد سمعت بأن العصابة قد عادت لتقطع طرقات الغابة و تعتدي على‬
‫سكانها‬
‫ميمون ‪ :‬دعني إذن أذهبْ معك يا سعدون ألساعدك ‪..‬‬
‫ابق أنت مع سنجوب و سنجوبة لقطف الثمار و حراسة الجزيرة ‪.‬‬ ‫سعدون ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ْ ..‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬ساخرا ً ) و نحن ؟!‬
‫سنجوبة ‪ :‬أنتما تصلحان فقط للطعام و الكالم و النوم ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬يا سالم ‪ ..‬أحلى األعمال ‪.‬‬
‫دبدب ‪ ( :‬يضحك ) نعم أحلى األعمال ‪.‬‬
‫( ميمون و سنجوب و سنجوبة يُنزلون الجسر ‪ ،‬يعبر سعدون الجسر و هو‬
‫يحمل كيس الجوز ‪ ..‬يلوحون له مودعين )‬
‫سنجوبة ‪ ( :‬تنادي ) أحذر عصابة ديبان يا سعدون ‪..‬‬
‫( يغادر سعدون ‪ ..‬ميمون و سنجوب و سنجوبة ‪ .‬يرفعون الجسر وهم‬
‫يغنون )‬

‫صديقينا المقدا ْم‬ ‫إلى اللقا إلى اللقا‬


‫نرجو لك السال ْم‬ ‫نرجو لك السعادةْ‬
‫تحقق األحيالم‬‫ُ‬ ‫و عيودة ً مظفرةْ‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثاني‬

‫( مكان في الغابة ‪ .‬األشرار ‪ ..‬ديبان و ثعلبان و ضبعان يختبئون وراء‬


‫ُعدون خطة الصطياد غزال اسمه برق )‬ ‫األشجاروهم ي ِّ‬
‫ديبان ‪ :‬هل أنت واثق من مرور الغزال برق من هنا يا ثعلبان ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬نعم يا زعيم ديبان لقد راقبتُ الطريق أسبوعا ً كامالً و رأيته ُّ‬
‫يمر من هذا‬

‫‪204‬‬
‫المكان وهو يذهب كل يوم للمرعى‬
‫ديبان ‪ :‬وهل الخطة جاهزة ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬طبعا ً يا زعيم ‪ ..‬سوف أتمدد أنا هناك على الطريق و أتظاهر بأنني جريح ‪..‬‬
‫وحين يقترب الغزال مني أعطيكما إشارة ً ‪...‬فتنقضان عليه و ترميان الشبكة‬
‫فوقه ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬خطة رائعة ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬مزهوا ً ) هذه خطتي البارعة ‪..‬أنا خادمكم الذكي المطيع دائما ً يا سيدي ‪.‬‬
‫ي خطة أجم ُل بكثير ‪.‬‬‫ضبعان ‪ ( :‬بغباء ) لد َّ‬
‫ديبان ‪ :‬أجمل ! ما هي يا ضبعان ؟‬
‫ضبعان ‪ :‬سوف أجلس هنا قرب هذه الشجرة وأرقصو أغني ‪ ..‬و الب َّد أن يجذب‬
‫رقصي و صوتي الجميل لغزال برق ‪ ..‬وعندما يتوقف جامدا مسحورا ً‬
‫بغنائي تنقضان عليه ‪..‬ما رأيكم ؟‬
‫ديبان ‪ :‬أسمعنا أوالً غناءك الساحر يا ضبعان ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ ( :‬يغني بصوت منكر أجش مع رقص سخيف مضحك‪ ..‬و خالل غنائه يضع‬
‫ديبا ن و ثعلبان أصابعهم في آذانهم )‬

‫ْ‬
‫الضباعين‬ ‫ْ‬
‫ضبعان أبو‬ ‫أنا‬
‫ْ‬
‫الحساسين‬ ‫غارت من صوتي‬ ‫ْ‬
‫مشهور بالقوةْ‬
‫ٌ‬ ‫صوتي‬
‫ْ‬
‫الصين‬ ‫ْ‬
‫اسأل أهل‬ ‫ْ‬
‫اسأل‬
‫لما سمع الكل غنائ ْي‬
‫ْ‬
‫كالمجانين‬ ‫رقصوا رقصوا‬

‫( ضبعان يحاول أن يكرر غناءه لكن ديبان يسد له فمه و يضربه )‬

‫ديبان ‪ :‬اخرس يا بوم الضباع ‪ ..‬أنا الذي سيصبح مجنونا ً إذا سمعت صوتك ثانيةً ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬لكن صوتي جمي ٌل يا سيدي ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬اخرس ‪...‬و ال تتكلم أبدا ً ‪.‬‬
‫( يبدو الفرح على ثعلبان الذي يشمت دائما ً لعقاب ضبعان ‪) ..‬‬
‫ديبان ‪ :‬أين المنظار ؟‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬و هو يخرج المنظار بسرعة ) ها هو يا سيدي ‪..‬تفضل‬
‫( ديبان يحدق إلى حيث يتوقع قدوم الغزال )‬
‫ضبعان ‪ :‬ماذا سنفع ُل بالغزال إذا صدناه يا زعيم ؟‬
‫ط ‪ ..‬اللحم لزعيمنا ديبان ‪ ..‬و أنا وأنت سنأكل العظام‬ ‫ثعلبان ‪ ( :‬ينافق ) األمر بسي ٌ‬
‫اللذيذة ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬و لكني أحب اللحم فهو أطيب ‪.‬‬
‫ديبان ‪ ( :‬يضرب ضبعان ) لن تأكل إال العظام ‪ ..‬هل فهمت ( يضربه ) هل فهمت ؟!‬

‫‪205‬‬
‫ضبعان ‪ ( :‬و هو يتألم ) آخ ‪ ..‬فهمت يا سيدي ‪ ..‬فهمت ‪.‬‬
‫تستحق الضرب أيها األحمق ‪.‬أتريد لزعيمنا أن يأكل العظام ‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫ثعلبان ‪ ( :‬لضبعان )‬
‫ديبان ‪ ( :‬و قد شاهد الغزال ) اسكتا ‪ ..‬اسكتا اآلن ‪ ..‬لقد جاء الغزال ‪ (..‬لثعلبان ) هيا‬
‫أسرع و تمد ْد على الطريق يا ثعلبان‬
‫( يسرع ثعلبان و يتمدد على الطريق و يتأوه )‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يتظاهر باأللم و يمسك بكتفه ) آه ‪ ..‬آه ‪ ..‬النجدة ‪ .‬آه ‪ ..‬النجدة ‪ ..‬آه‪.‬‬
‫ضبعان ‪ ( :‬بغباء شديد و قد نسي الخطة تماما ) ماذا حدث لثعلبان يا زعيم‪ ..‬لماذ‬
‫يصرخ هكذا؟‬
‫ديبان ‪ ( :‬بضيق و هو يحدق بمنظاره إلى جهة قدوم الغزال ) ال شيء ‪ ..‬ال شيء‬
‫اسكت فقط ياغبي ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬لماذا يصرخ ثعلبان إذن و يطلب النجدة ؟‬
‫ديبان ‪ ( :‬يضربه بعد أن نفذ صبره ) هل نسيت خطة اصطياد الغزال يا أحمق (‬
‫خذ ‪ ..‬خذ ‪ ..‬اسكت اآلن فقط ‪...‬لقد وصل الغزال ‪.‬‬
‫( يدخل الغزال برق بحذر ‪ ..‬يتأمل المكان ‪ .‬ثعلبان يتأوه و يصرخ ‪..‬يتوقف‬
‫الغزال )‬
‫ثعلبان ‪ :‬آه ‪ ..‬آه ‪ ..‬أنجدني أيها الغزال الطيب ( يضع يده على كتفه ) آه كتفي ‪ ..‬آه ‪..‬‬
‫النجدة ‪.‬‬
‫برق ‪( :‬بحذر ) ماذا حدث لك أيها الثعلب ؟‬
‫ي فأصابني في كتفي ‪ ..‬آه ‪ ..‬آه ‪ ..‬ساعدني أرجوك‬ ‫ثعلبان ‪ :‬صياد شرير أطلق النار عل َّ‬
‫‪ .‬سأموتُ ‪ ..‬سأموت ‪(..‬يبكي )‬
‫برق ‪ ( :‬يقترب الغزال منه أكثر ) أرني مكان الجرح ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يشير خفية إلى ديبان و ضبعان و يتابع تظاهره باأللم ) آه هنا ‪..‬أنقذني‬
‫أرجوك ‪...‬سأموت ‪..‬‬
‫( يسرع ديبان و ينقض على الغزال كما يمسك به ثعلبان ‪ ،‬برق يقاوم و يكاد‬
‫يفلت ‪ ..‬ضبعان يحمل الشبكة ويركض هنا وهناك وهو ال يدري ما يفعل )‬
‫ديبان ‪( :‬يصرخ ) أسرع يا أحمق و ارم الشبكة فوق الغزال‬
‫( ضبعان يرمي الشبكة فتمسكُ الشبكة بالثالثة برق و ديبان و ثعلبان ‪ ..‬أثناء‬
‫ذلك يدخل سعدون وهويحمل كيس الجوز فيختبئ بسرعة و يراقب بدهشة ما‬
‫يجري )‬
‫ديبان ‪ ( :‬و هو يحاول الخروج من الشبكة ) ماذا فعلت أيها الضبع الغبي ؟‬
‫ضبعان ‪ :‬أردتُ صيد الغزال ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬لقد صدتنا معه يا أحمق ‪ ..‬هيا ارفع الشبكة بسرعة ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬سيهرب الغزا ُل ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬لن يهرب ‪ ..‬أنا أمسكُ به ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬
‫( يرفع ضبعان الشبكة بحذر و يتمكن الثالثة أخيرا ً من اإلمساك بالغزال و‬
‫ربطه )‬

‫‪206‬‬
‫ثعلبان ‪( :‬يتأمل الغزال ) يا سالم غزال سمين سيكفي زعيمنا ديبان أسبوعا ً كامالً ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬و نحن ‪ ..‬ماذا سنأكل ؟‬
‫ديبان ‪ :‬اطمئنا سأعطيكما الجلد و العظام والذنب‪..‬هأ‪..‬هأ‪...‬هأ‪...‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬ينافق ) يا سالم ‪ ..‬ما أروع كرمك يا زعيم ! شكرا ً يا سيدي ( لضبعان )‬
‫هيا اشكر زعيمنا ديبان على هذا الكرم يا ضبعان ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ ( :‬غاضبا ً ) سأشكره فيما بعد ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬هيا نأخذ الغزال اآلن إلى مغارتنا ‪.‬‬
‫يجرون الغزال برق الذي يقاوم فيضطرون إلى حمله ‪ ..‬سعدون يراقبهم ‪..‬‬ ‫( ُّ‬
‫يخفي كيس الجوزبين األعشاب الطويلة في مكان مناسب ثم يلحق بهم متسلال )‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثالث‬

‫( مكان ما في الغابة ‪ .‬ديبان و ثعلبان و ضبعان يسيرون في الغابة وهم يحملون‬


‫الغزال برق و يبدو عليهم التعب ‪ .‬يتوقفون قليالً لالستراحة و ينزلون الغزال‬
‫‪ .‬سعدون يتبعهم و يختبئ وراء إحدى األشجار )‬

‫‪207‬‬
‫ضبعان ‪ :‬لماذا ال نأكل هذا الغزال اآلن ونستريح من حمله ‪...‬‬
‫ديبان ‪ :‬لن آكله إال في المغارة وعلى مهل ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬ينافق كالعادة ) و مشويا ً أيضا ً وفوقه البهارات ‪..‬‬
‫ديبان ‪ :‬نعم و مشويا ً‬
‫ثعلبان ‪ :‬أنا سأشوي لك هذا الغزال يا زعيم ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬بل أنا الذي سأشويه ‪.‬‬
‫أتذكر يوم شويت األرنب لزعيمنا في الشهر الماضي فأكلت معظمه‬ ‫ُ‬ ‫ثعلبان ‪ :‬بل أنا ‪..‬‬
‫و بات زعيمنا المسكين جائعا ً‬
‫ضبعان ‪ :‬أنا ال أذكر ‪.‬‬
‫أذكر ‪ ..‬ثعلبان هو الذي سيشوي الغزال مفهوم ؟‬ ‫ُ‬ ‫ديبان ‪ ( :‬يضربه ) بل أنا‬
‫ضبعان ‪ ( :‬مرغما ً ) مفهوم ‪.‬‬
‫ديبان ‪ ( :‬يتثاءب ) أنا نعستُ ‪ ..‬سأنا ُم قليالً ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬ن ْم يا سيدي فأنت متعب ‪ ..‬أنا سأحرسك جيدا ً ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬بل أنا سأحرسه ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬كفاكما شجارا ً هيا احرساني كالكما جيدا ً وإياكما أن يقترب أحد من الغزال‬
‫( يغفو ديبان شيئا فشيئا )‬
‫ثعلبان ‪ :‬نوما ً هنيئا ً يا سيدي و أحالما لذيذة ً ‪.‬‬
‫ديبان ‪ ( :‬شبه نائم ) أيقظاني عندما تصبح أشعة الشمس فوق رؤوس األشجار ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬حاضر يا سيدي ‪ ..‬سأحرسك بعيوني ‪.‬‬
‫( لحظات قليلة يستلقي ثعلبان و يتثاءب )‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬لضبعان ) احرس المكان جيدا ً يا ضبعان ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬و أنت ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬أنا سأنا ُم قليالً ( ينام فورا ً و يشخر ‪ ..‬كما يشخر ديبان )‬
‫ضبعان ‪ ( :‬يحرس قليالً ثم يخرج ورق لعب ويبدأ يالعب نفسه ‪..‬يشعر بالنعاس شيئا‬
‫فشيئا يستغل سعدون الفرصة و يتسلل نحو الغزال برق و ي ُ‬
‫ُطلق سراحه‬
‫‪..‬ينتبه إليهما ضبعان متأخرا ً ‪ ..‬يهرب سعدون و الغزال )‬
‫ضبعان ‪ ( :‬يستيقظ ويصرخ ) النجدة ‪ ..‬انهضا ‪ ..‬انهضا ‪ ..‬بسرعة ( يوقظ ديبان و‬
‫ثعلبان ) انهضا ‪ ..‬بسرعة ‪ ..‬بسرعة‪..‬‬
‫ديبان ‪ :‬ما الذي جرى ؟‬
‫ضبعان ‪ :‬القرد سعدون أطلق سراح الغزال و هربا معا ً ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬و لماذا لم تمنعهما يا أحمق ؟ ( يضربه ) ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪( :‬يحرضه ) كان نائما ً يا سيدي ‪ ..‬أنا متأك ٌد من ذلك ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬بل أنت الذي كنت نائما ً ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬بل أنت !‬
‫ضبعان ‪ :‬بل أنت ‪ ( ..‬يتشاجران )‬
‫ديبان ‪ ( :‬يصرخ ) كفى ‪ ..‬من أين هربا ؟‬
‫ضبعان ‪ :‬من هنا ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫ديبان ‪ :‬وإلى أين سيهربان‬
‫ٌ‬
‫واثق من ذلك ‪.‬‬ ‫ثعلبان ‪ :‬إلى جزيرة الجوز حتما ً يا سيدي ‪ ..‬أنا‬
‫ديبان ‪ ( :‬بغضب شديد ) هيا نلحق بهما ‪ ..‬آه ‪ ..‬لقد طار طعامي ‪ ..‬أقسم بجدي أبو‬
‫األنياب بأنني سأفترسكما معا ً إذ لم تقبضا عليهما ‪ ..‬هيا ‪..‬‬
‫( يركضون بسرعة و يغادرون المسرح حيث هرب برق و سعدون )‬

‫إظالم‬

‫المشهد الرابع‬

‫( جزيرة الجوز ‪ ..‬ميمون يمارس الرياضة و القفز مع سنجوب ‪ .‬سنجوبة تقوم‬


‫بالتنظيف وجمع أوراق األشجار اليابسة ‪ .‬دبدوب و نسنوس يتباريان في‬
‫لوي أذرع بعضهما و قد لوى دبدب ذراع نسنو س أكثر من مرة )‬
‫‪209‬‬
‫نسنوس ‪ :‬آه ‪ ..‬يكفي ‪ ..‬ذراعي صار يؤلمني ‪.‬‬
‫دبدب ‪ ( :‬يضحك ) لقد هزمتك عشرين مرة ومرة ‪..‬‬
‫نسنوس ‪ :‬و يمكنك أن تهزمني مئة مرة أخرى ‪..‬أتعرف السبب يا دبدب ؟‬
‫دبدب ‪ :‬وما هو السبب ؟‬
‫نسنوس ‪( :‬يبكي ) ألني لم آكل لحما ً منذ شهرين ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا ‪ ..‬لو أنني أكلت عسالً لهزمت جميع حيوانات الغابة بإصبع واحدة ‪.‬‬
‫( يُسمع من بعيد صوتُ سعدون و هو ينادي أصدقاءه )‬
‫سعدون ‪ :‬أنزلوا الجسر ‪ ..‬أنزلوا الجسر ‪..‬‬
‫سنجوب ‪ ( :‬يتوقف عن العمل ) صوتُ سعدون ( يركض ميمون و سنجوب و سنجوبة‬
‫باتجاه مصدر لصوت )‬
‫ميمون ‪ ( :‬يحدق إلى البعيد ‪..‬بدهشة ) هذا أخي سعدون و معه الغزال برق ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬أنزلوا الجسر ‪ ..‬بسرعة ‪..‬يبدو أن أمرا خطيرا ً قد حدث ‪..‬‬
‫( ينزلون الجسر ‪ ..‬يدخل سعدون و برق ‪ ،‬يعبران الجسر إلى الجزيرة )‬
‫سعدون ‪ ( :‬و هو يلهث مع برق ) ارفعوا الجسر بسرعة ‪ ..‬عصابة ديبان تالحقنا ‪.‬‬
‫( يشترك سكان الجزيرة في رفع الجسر ما عدا دبدب و نسنوس ‪.‬‬
‫يصل ديبان و ثعلبان و ضبعان و يتوقفون مرغمين أمام ضفة النهر )‬
‫ديبان ‪ ( :‬يصرخ ) انزلوا الجسر يا جبناء ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ ( :‬ساخرة ) و لماذا ال تقفز إلينا أيها الذئب الغدار القبيح ؟‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬منافقا ً ) أتشتمين زعيمنا يا سنجوبة ؟!‬
‫سنجوبة ‪ :‬و أشتمك أيضا ً أيها الثعلب المنافق الكذاب ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬أسمعت ‪....‬إنها تشتمنا يا زعيم ‪.‬‬
‫أنك وقعت في يدي ألكلتك في لقمة واحدة ‪.‬‬ ‫ديبان ‪ :‬أخ لو ِّ‬
‫مر المذاق أيها الذئب الجشع ‪.‬‬ ‫سنجوبة ‪ :‬لحمي ُّ‬
‫ضبعان ‪ ( :‬متحمسا ً ) أتسمح لي يا زعيم بالسباحة إلى الجزيرة ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬تفضل ‪ ..‬أرنا شطارتك ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ ( :‬يمد رجله نحو النهر قليالً ثم يتراجع ) عفوا ً يا زعيم ‪ ..‬لقد فطنت ‪ ..‬أنا ال‬
‫أعرف السباحة ‪...‬يضحك بغباء ‪..‬هأ ‪..‬هأ ‪ ..‬هأ ‪..‬‬
‫ديبان ‪ ( :‬يضربه ) اخرس إذن ‪ ( ..‬لسكان الجزيرة ) هيا سلموني الغزال بسرعة ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬لن نسلمك صديقنا ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬أخ ‪ ..‬أخ ‪ ..‬أنتم تسرقون مني صيدي دائما ً ( يتباكى ) ‪.‬‬
‫سنجوب ‪ :‬بل نحن ننقذ أصدقاءنا من شروركم و طمعكم ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬سأحاصر الجزيرة حتى تموتوا جميعا ً من العطش و الجوع ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬لن تستفيدوا شيئا ً من حصاركم ‪.‬‬
‫ثمار الجوز مأكلنا ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫سنجوبة ‪ ( :‬تغني )‬
‫نهرنا العطشان ‪.‬‬‫سنجوب ‪ :‬و يروي ُ‬
‫ميمون ‪ :‬حاصروا كما تشاءون ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يهمس في أذن ديبان ) معهم حق يا زعيم ‪ ..‬لن نستفيد شيئا ً من حصارنا لهم‬

‫‪210‬‬
‫جربنا ذلك مرارا ً ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬ما العم ُل إذن ؟‬
‫ضبعان ‪ :‬نسبح إليهم كالتماسيح ‪.‬‬
‫ديبان ‪ ( :‬يضربه ) أنسيت أننا ال نعرف السباحة يا غبي ؟!‬
‫ثعلبان ‪ :‬ال تغضب يا زعيم من هذا األحمق ‪ ..‬لدي خطة رائعة لالستيالء على‬
‫الجزيرة ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬كيف ؟ أخبرني بها بسرعة ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬سأشرحها لك فيما بعد ‪ ..‬األفضل أن نغادر هذا المكان اآلن ‪.‬‬
‫( يغادر ديبان و ثعلبان و ضبعان )‬
‫برق ‪ :‬شكرا ً لكم يا أصدقائي ‪ ..‬لقد أنقذتم حياتي ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬ال تشكرنا يا برق ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬هذا واجب كل صديق يحب صديقه ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬يريد إثارة المشاكل ) إن أعمالكم هذه ستغضب عصابة ديبان ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬فليغضبوا كما يشاؤون !‬
‫دبدب ‪ :‬سيصبحون أعدا ًء لنا ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬و متى كانوا أصدقاءنا ؟‬
‫ميمون ‪ :‬األشرار أعداؤنا دائما ً ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬يريد إثارة المشاكل من جديد ) أين كيس الجوز الذي أرسلناه معك يا‬
‫سعدون ؟‬
‫كيس الجوز ؟‬ ‫ُ‬ ‫دبدب ‪ ( :‬مرددا ً ) نعم أين‬
‫سعدون ‪ :‬لقد أخفيته بين األشجار في الغابة ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬أنا واثق إنه سيضيع حتما ً ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً واثق بأنه سيضيع ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬لن يضيع ‪ ،‬لقد أخفيته بشكل جيد ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬يتظاهر بالبكاء ) ضاع كيس الجوز ‪ ..‬ضاع ‪ ..‬ضاع ‪ ..‬آه ‪ ..‬كم تعذبنا في‬
‫قطفه و جمعه ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬يا لكما من كاذبين ‪ ..‬لم تقطفا جوزة واحدة ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬كنا مشغولين بصيد األسماك ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬نعم كنا مشغولين بصيد األسماك ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬و النوم و الثرثرة ‪ ..‬هل نسيتما ذلك ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬هذا ظلم و افتراء ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬نعم هذا ظلم ‪.‬‬
‫برق ‪ ( :‬يستعد للذهاب ) وداعا ً يا أصدقائي ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬إلى أين ؟‬
‫برق ‪ :‬يجب أن أعود إلى البيت ‪ ..‬ابني وزوجتي بانتظاري ‪ ..‬ال بد أنهما قلقان اآلن ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬أحذر عصابة ديبان يا برق ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬أنزلوا الجسر ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫برق ‪ :‬ال حاجة لذلك ‪ ..‬أستطيع القفز ‪.‬‬
‫( يتراجع الغزال برق قليالً ثم يقفز برشاقة إلى الضفة الثانية )‬
‫سنجوب ‪ :‬ال تنس زيارتنا يا برق مرة ثانية ‪.‬‬
‫( يلوح برق مودعا ً ثم يغادر )‬

‫إظالم‬

‫المشهد الخامس‬
‫( مغارة العصابة ‪ ..‬مغارة كريهة المنظر تحيط بها النباتات اليابسة ‪ ..‬و قد‬
‫علقوا‬
‫بعض جلود الحيوانات وقرونها على باب المغارة ‪ .‬نرى قفصا ً كبيرا ً فارغا ً‬
‫تسجن فيه الحيوانات التي يصيدونها ‪...‬‬
‫‪212‬‬
‫ديبان يجلس أمام باب المغارة و هو ينهش بعض العظام و يرمي بالفضالت ‪.‬‬
‫يسرعُ ديبان بالتقاطها و حين يهم ضبعان بأخذ قطعة عظم من صحن ديبان‬
‫يتلقى رفسة أو ضربة ‪..‬‬
‫يخرج ثعلبان من المغارة و قد تنكر على هيئة بائع جوال كما يحمل صندوقا‬
‫خشبيا ً قليل العمق فيه شوكوال ‪ ..‬علوك ‪ ..‬بالونات ‪ ..‬نظارات شمسية‬
‫رخيصة‪ ..‬أكياس بطاطا مقلية ‪ ..‬قبعات سخيفة ‪ ..‬أقنعة ‪..‬أدوات تجميل‬
‫‪..‬زجاجات عطور )‬

‫ثعلبان ‪ ( :‬يستعرض نفسه أمام باب المغارة و ينادي مغنيا ً ‪:‬‬

‫ْ‬
‫الغابات‬ ‫أطوف في‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫جوال‬ ‫أنيا بائ ٌع‬
‫ْ‬
‫الخدميات‬ ‫أبي ُع أحلى بضاع ٍة و أقد ُم‬
‫ْ‬
‫بيالونيات‬ ‫طب ٌل و‬ ‫معي معي ألعابْ‬
‫ْ‬
‫قبيعات‬ ‫زمير و‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫نظارات‬ ‫عطر و‬
‫ٌ‬

‫( يتوقف عن الغناء و ضبعان ينظر إليه بدهشة )‬


‫ثعلبان ‪ :‬ما رأيك يا زعيم ؟‬
‫ديبان ‪ :‬رائع ‪ ..‬رائع !‬
‫ضبعان ‪ ( :‬بغباء ) من هذا البائع يا زعيم ؟‬
‫ديبان ‪ :‬إنه ثعلبان يا غبي ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬و لماذا تنكر بهذا الشكل ؟‬
‫ديبان ‪ ( :‬و قد نفذ صبره ) من أجل خداع سكان جزيرة الجوز ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ ( :‬يتمادى في غبائه ) و لماذا يريد خداعهم ؟‬
‫ديبان ‪ ( :‬يضربه ) اخرس تماما ً و ال تسمعني صوتك األحمق أبداً‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬هل أعجبك تنكري يا زعيم ؟‬
‫لكن من أين أتيت بهذه‬ ‫ديبان ‪ :‬أقسم بجدي أبو نابين بأنني لم أعرفك في البداية ‪ .‬و ْ‬
‫الثياب و البضاعة ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬لقد سرقتها من بائع جوال منذ عشرة أيام نزل إلى النهر ليستح َّم فخطفتها و‬
‫هربتُ ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬سوف يصاب بالمغص حتما ً ( يضحك ) ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬و الزكام أيضا ً ( يضحك ) ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬أخبرني ‪ ..‬ما هي خطتك لالستيالء على الجزيرة ؟‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يهمس ) سأذهب إلى جزيرة الجوز متنكرا ً بهذا الشكل ‪ ..‬و عندما أص ُل إلى‬
‫هناك ‪..‬‬
‫( يكمل خطته الخبيثة همسا ً وعندما يحاول ضبعان معرفة الخطة يتلقى ضربا‬
‫قويا‬
‫من ديبان ) ‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫إظالم‬

‫المشهد السادس‬

‫( جزيرة الجوز ‪ .‬سعدون يستعد للرحيل و إكمال مهمته في بيع كيس الجوز ‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫سنجوبة تقدم له الطعام والشراب ‪ .‬ميمون و سنجوبة يودعانه ‪ .‬دبدب و‬
‫نسنوس‬
‫يلهوان برمي األحجار في النهر ‪ ،‬ميمون و سنجوب و سنجوبة يغنون و هم‬
‫يودعون سعدون ) ‪.‬‬

‫نيرجو لك النجاحْ‬ ‫إلييى اللقا صديقنا‬


‫بيالخيير و الفالحْ‬ ‫و عيودة ً مييمونيةً‬
‫احذر شره ْم‬ ‫ْ‬ ‫سعدون‬ ‫احذر مكرهم‬
‫ْ‬ ‫سعدون‬

‫سعدون ‪ ( :‬سعدون يغني أيضا ً مودعا ً )‬

‫يا خير أصدقا ْء‬ ‫شكرا ً لكيم أحبتي‬


‫بالحب والعطا ْء‬ ‫صونوا الجزيرة دائما ً‬

‫( يُنزلون الجسر ‪ ..‬يعبر عليه سعدون ‪ ..‬يركض نحوه دبدب و نسنوس )‬


‫دبدب ‪ :‬ال تنس شراء جرة عسل لي يا سعدون ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬واللحم لي ‪..‬‬
‫ثمن الجوز لشراء القمح و الثياب فقط ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ميمون ‪( :‬بحزم )‬
‫نسنوس ‪ ( :‬ساخرا ً ) أنا واثق أنه لن يجد كيس الجوز ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬هل تقص ُد أنهم قد سرقوه ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬طبعا ً ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬ال تزعج نفسك بكالمهم يا سعدون ‪.‬‬
‫( يغادر سعدون )‬
‫دبدب ‪ :‬أنا جائع ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬يمكنك األك ُل من ثمار الجوز ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬ال أحبها ‪ ..‬سأعود للصيد ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬هل تراهنيني يا سنجوبة بأن سعدون لن يجد جوزة واحدة ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬أراهُنك ‪ ..‬و إذا خسرت ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬سأرمي بنفسي في النهر ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪( :‬ساخرة ) األفضل أن ترميا بنفسيكما منذُ اآلن ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬ولكن الماء بارد جدا ً يا سنجوبة ‪ ..‬ها ها ها ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬يضحك أيضا ً ) دمك خفيف يا دبدب ‪ ..‬ها ها ها ‪.‬‬
‫( يتعالى شيئا ً فشيئا ً ندا ُء ثعلبان الذي تنكر بهيئة بائع جول وهو يغني مناديا ً‬
‫على بضائعه ‪ ..‬ينصت الجميع إليه بدهشة )‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يدخل المسرح و هو يغني )‬

‫‪215‬‬
‫ْ‬
‫الغابات‬ ‫أطوف في‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫جيوال‬ ‫أنيا بيائ ٌع‬
‫ْ‬
‫بالونيات‬ ‫طب ٌل و‬ ‫معيي معيي ألعابْ‬
‫ْ‬
‫بيالملوك‬ ‫ُ‬
‫تيليق‬ ‫انيظر إليى الحلوى‬
‫ْ‬
‫العلوك‬ ‫و المشط و‬ ‫والشيبس و الشوكوال‬
‫تيعال يا سنجوبْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫سييعدان‬ ‫تيعال يا‬
‫تيعال يا دبدوبْ‬ ‫ْ‬
‫غييزال‬ ‫تيعال ييا‬
‫من عمكم محجوبْ‬ ‫هييا اشتروا هيييا‬

‫نسنوس ‪ ( :‬متحمسا ً ) يا سالم بائ ٌع جوال في غاباتنا ‪..‬ما هذا الحظ الرائع !‬
‫ثعلبان ‪ :‬يمكنكم أن تنادونني العم محجوب ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬وماذا تبيع يا عم محجوب يا محبوب؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬عندي كل ما تشتهون ‪..‬انظروا‬
‫دبدب ‪ :‬هل لديك عس ٌل ؟‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬مرتبكا ً ) عسل ‪ ..‬كال و لكن لدي شوكوال بالعسل ‪ ..‬تفضل ( يرمي له‬
‫بواحدة‬
‫فيلتقطها دبدب ويلتهمها بسرعة ) ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬لذيذة ‪ ..‬لذيذة ‪ ..‬أريد قطعة أخرى ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يرمي له بأكثر من قطعة ) تفضل يا صديقي ‪ ..‬تفضل ( يلتقطها دبدب و‬
‫يلتهمها بشراهة ) هنيئا ً مريئا ً ‪..‬يا سيد دبدب ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬هل لديك لحم سمك أو دجاج يا عم محجوب ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬عندي بطاطا بالدجاج ( يرمي له بكيس ) خذ يا صديقي الطيب خذ ( يلتقطها‬
‫نسنوس و يبدأ بالتهامها ) و عندي علوك لها طعم السمك ( يرمي له بكيس‬
‫)‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬أنا أيضا ً أري ُد بطاطا بالدجاج و علكة بالسمك ‪.‬‬
‫ت يا‬‫ثعلبان ‪ :‬على رأسي ( يرمي بكيسين فيلتقطهما دبدب و يبدأ بالتهامهما ) و أن ِّ‬
‫سنجوبة ماذا تريدين ؟‬
‫سنجوبة ‪ :‬ال أريد شيئا ً ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬عندي عطور ‪ ..‬و قبعات جميلة و نظارات و أمشاط ‪ ..‬انظري ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬و كم تري ُد ثمن هذه األشياء ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬ال أريد نقودا ً ‪..‬أنا أوزع اليوم بالمجان ‪..‬‬
‫نسنوس ‪ :‬بالمجان ‪ ..‬يا سالم ‪ ..‬إذا كان األمر كذلك فأنا أفضل زبون ( يضحك ) ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً ( يضحك ) ‪.‬‬
‫ميمون ‪ ( :‬با رتياب ) و لماذا تبيع اليوم بالمجان ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬من أجل الدعاية فقط و ألنها المرة األولى التي أزوركم ‪...‬وأريدكم أن‬
‫تصبحوا‬
‫زبائني و أصدقائي ‪ . .‬هيا ماذا تريدون ؟‬
‫نسنوس ‪ ( :‬متحمسا ً ) أريد قبعة جميلة و نظارة و علبة كاملة من العلوك بطعم‬

‫‪216‬‬
‫السمك ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬أنا ‪ ..‬أنا أريد علبة من الشوكوال بالعسل و طبالً و قبعة و نظارة و مشطا ً ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬حاضر ‪ ..‬و لكن ‪..‬أنزلوا الجسر يا أصدقائي حتى أصل إليكم و أعطيكم ما‬
‫تريدون ونصبح أصدقاء ‪..‬‬
‫( يركض دبدب و نسنوس إلنزال الجسر و لكن ميمون و سنجوب و سنجوبة‬
‫يمنعانهما ) ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬لن ينزل هذا الجسر أبدا ً ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬ابتعدوا من طريقنا ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬نريد إدخال صديقنا العم محجوب ‪.‬‬
‫سنجوب ‪ :‬يا سالم ‪ ..‬كيف أصبح صديقكم بهذه السرعة ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬لقد كان كريما ً معنا ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬لم يأخذ فلسا ً واحدا ً ثمن بضاعته ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬هذا شخص غريب ال نعرفه‪ ..‬و الغرباء ال يعطون شيئا ً دون مقابل ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يتظاهر بالبكاء ) أنا لستُ غريبا ً ‪ ..‬أنا صديقكم العم محجوب ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪( :‬بحزم ) لست صديقنا وال نعرفك ‪...‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬إذا سمحتم لي بالعبور إلى جزيرتكم فسوف أهديكم كل هذه األشياء الثمينة ‪.‬‬
‫وأصبح صديقا لكم ‪....‬‬
‫( يسرع دبدب و نسنوس من جديد إلنزال الجسر و لكن ميمون و سنجوب و‬
‫سنجوبة يمنعونهما )‬
‫دبدب ‪ ( :‬و هو يحاول لحماقته إنزال الجسر ) ألم تسمعوا ؟‪ ..‬سيهدينا كل ما معه من‬
‫بضاعة‬
‫سنجوب ‪ :‬لن نُنزل الجسر مهما قدمت لنا ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ ( :‬تصرخ ) انصرف من هنا أيها المحتال ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬أنا محتال !‪ ..‬سامحك هللا يا سنجوبة ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬لماذا تطردون صديقنا الغالي ؟‬
‫سنجوبة ‪ :‬يا سالم و أصبح صديقا ً غاليا ً أيضا ً ‪ ( ..‬تصرخ و ترجمه بالحجارة ) هيا‬
‫انصرف بسرعة من هنا ‪.‬هيا بسرعة (تتابع قذفه بالحجارة )‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يخاف من الحجارة ) حاضر ‪ ..‬حاضر ‪ ..‬سأنصرف ال أريد أن تتشاجروا‬
‫من أجلي أبدا ً ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬يا لك من صديق طيب يا عم محجوب ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬نعم ‪ ..‬نعم ‪ ..‬أنت صديق طيب ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يرمي لهما بقبعتين و نظارتين و علوك ) خذا مني هذه الهدايا للذكرى ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬شكرا ً يا صديقنا الطيب ‪.‬‬
‫( يرتديان القبعات و النظارات فيبدوان بشكل مضحك )‬
‫ثعلبان ‪ :‬يا سالم إنها تناسبكما تماما ً صرتما كنجوم السينما ‪...‬‬
‫دبدب ‪ :‬ألن تعود إلينا ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬سأعود طبعا ً سأعود فقد أحببت ُكم من كل قلبي ( يلوح بيده ) الوداع ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫( يخطو بضع خطوات خارج المسرح ثم يعود )‬
‫ثعلبان ‪ :‬آه ‪ ..‬لقد فطنت ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬ماذا تريد ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬أريد بعض أغصان الجوز حتى أبني كوخا ً لي في غابتكم ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬هناك أشجار كثيرة في الغابة ‪..‬اذهب واقطف منها كما تشاء‬
‫ثعلبان ‪ :‬هذا صحيح ‪ ..‬و لكن أشجار الجوز أقوى و رائحتها أجمل ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬أتريد أغصانا ً كبيرة أم صغيرة ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬كبيرة طبعا ً ‪.‬‬
‫( يركض دبدب مع نسنوس و يحطمان بسرعة بعض األغصان رغم ممانعة‬
‫سنجوب و سنجوبة وميمون ثم يرميانها لثعلبان الذي يبدأ يجمعها )‬
‫ميمون ‪( :‬يصرخ بألم ) لماذا كسرتم أغصان الجوز يا حمقى ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬صديقنا يحتاج إليها ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬نعم ‪ ..‬و الصديق وقت الضيق ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬انظرا كيف شوهتم األشجار ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬ستموت إذا قطعتم منها أغصانا ً أخرى ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬نحن أحرار ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬نعم ‪ ..‬نحن أحرار ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬األحرار ال يخربون أشجار وطنهم ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬ساخرا ً ) يا سالم ‪ ..‬حكمة رائعة ‪ ..‬اكتبها يا دبدب ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬ال أعرف الكتابة ( يضحك مع نسنوس )‬
‫( يحمل ثعلبان األغصان و يستعد للمغادرة )‬
‫ثعلبان ‪ :‬هل تريدون شيئا ً ؟‬
‫دبدب ‪ :‬أريد عسالً و سمكا ً ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬و أنا أريد لحما ً و موزا ً ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬حاضر ‪ ..‬حاضر ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬ساخرا ً ) أحضر لميمون كتابا و لسنجوبة مرآة و كحالً ‪ ..‬و لسنجوب‬
‫صابونا ً ( يضحك مع دبدب ) ‪.‬‬
‫دبدب ‪ ( :‬بغباء شديد ) و أحضر لسعدون حذاء رياضة و مظلة ( يضحك مع نسنوس‬
‫)‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يستغل غباء دبدب ) و لكن أين سعدون اآلن يا أصدقاء ؟‬
‫دبدب ‪( :‬بغباء ) ذهب منذ قليل كي يبيع كيس الجوز في المدينة ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬و من أين ذهب ؟‬
‫( يسرع ميمون و سنجوب يغلقان فمه بسرعة ‪ .‬لكن دبدب يشير بيده إلى جهة‬
‫رحيل سعدون ‪ .‬يسرع ثعلبا ن باالنصراف و مغادرة المكان )‬
‫ميمون ‪ ( :‬مؤنبا ً دبدب ) لماذا حدثته عن سفر سعدون يا أحمق ؟‬
‫دبدب ‪ :‬كي يأتي له بهدية ( يضحك ) ‪.‬‬
‫سنجوب ‪ :‬أال تعلم بان رحيل سعدون يجب أن يبقى سرا ً بيننا ؟‬

‫‪218‬‬
‫نسنوس ‪ :‬و لكن العم محجوب صديقنا ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬انظروا ماذا أعطاني ‪..‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬أنا قلقة اآلن على سعدون ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬يستعرض نفسه بالقبعة و النظارات أمام دبدب ) كيف أبدو بالقبعة و‬
‫النظارات يا دبدب ؟‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬تبدو لي مثل لص فاشل ( يضحك ) و أنا كيف أبدو لك ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬تبدو مثل تمساح أعمى ( يضحكان )‬

‫إظالم‬

‫المشهد السابع‬

‫( الغابة ‪ .‬ديبان و ضبعان و ثعلبان يكمنون لسعدون وراء بعض األشجار‬


‫والنباتات )‬
‫سيمر من هذا الطريق ؟‬
‫ُّ‬ ‫ديبان ‪ ( :‬لثعلبان ) هل أنت واثق بأن سعدون‬

‫‪219‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬طبعا ً يا زعيم ‪ ..‬هذه هي طريق المدينة ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬أخشى أن يكون قد سبقنا ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬ال يا سيدي إنه يحمل كيس جوز ثقيل وها قد أتينا إلى هنا من طريق‬
‫مختصر‬
‫‪ ...‬ال يعرفه أحد غيري‬
‫ضبعان ‪ :‬بل أنا أعرفه‬
‫ثعلبان ‪ :‬كال ال تعرفه (يتشاجران )‬
‫ضبعان ‪( :‬يصرخ ) كفى ‪(...‬لثعلبان ) من أخبرك بأن سعدون ذهب إلى المدينة ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬دبدب الغبي ‪ ..‬قلت لكم ذلك اكثر من مرة ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬و لماذا يذهب سعدون إلى المدينة ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬حتى يبيع كيس الجوز ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬أنا أحب لحم القرود ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬لن تأكل شيئا ً قبل أن يشبع زعيمنا ديبان ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬لكن زعيمنا ال يشبع أبدا ً انظر إلى بطنه الكبير ‪..‬‬
‫( يضحك وحده ‪ ..‬فيتلقى ضربة من ديبان )‬
‫ديبان ‪ :‬اخرس يا أحمق ( لثعلبان و قد نفد صبره من االنتظار ) أين سعدون يا ثعلبان‬
‫؟‬
‫اقسم بأنني سأنهش قطعة من ظهرك إذا لم يظهر ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬خائفا ً ) سيظهر يا سيدي ( يحدق إلى البعيد ) ها هو ‪ ..‬ها هو ‪.‬‬
‫( يدخل سعدون ‪ .‬يسير ببطء و هو يحمل كيس الجوز ‪ .‬يشعر ببعض التعب‬
‫ومايكاد يضع حمله قليالً حتى ينقض عليه ديبان وعصابته يقاومهم وهو‬
‫يصرخ‬
‫طالباالنجدة )‬
‫سعدون ‪ :‬النجدة ‪..‬النجدة ‪(..‬يتغلبون عليه و يقيدونه ويكممون فمه ‪ .‬يظهر اآلن الغزال‬
‫برق يراقب بالخفاء ما يحدث )‬
‫ثعلبان ‪ :‬أنا سأجر سعدون ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬بل أنا سأجره ‪.‬‬
‫( يتنازعان على اإلمساك بالقيد ‪ ..‬لكن ديبان يضربهما و ينهي النزاع )‬
‫ديبان ‪ :‬أنا الذي سأجر سعدون و أنتما ستحمالن كيس الجوز ‪.‬‬
‫( يجر ديبان سعدون ‪ .‬ضبعان و ثعلبان يحمالن كيس الجوز بغضب ‪ .‬يغادرون‬
‫‪.‬‬
‫الغزال ‪ .‬برق يتبعهم بحذر )‬

‫إظالم‬

‫‪220‬‬
‫المشهد الثامن‬

‫( مغارة العصابة ‪ .‬ديبان يجر سعدون ‪ ،‬ضبعان و ثعلبان يحمالن كيس الجوز‬
‫والتعب باد عليهما ‪ .‬الغزال برق يلحق بهما متسلالً ‪ .‬تتوقف عصابة ديبان‬
‫عند باب المغارة ‪ .‬يُدخلون سعدون بالقوة إلى القفص و يقفلون باب القفص )‬
‫‪221‬‬
‫ديبان ‪ :‬أدخل كيس الجوز إلى المغارة يا ثعلبان ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬حاضر يا زعيم ‪.‬‬
‫( يحمل ثعلبان كيس الجوز و يدخل المغارة ثم يخرج )‬
‫ضبعان ‪ :‬متى سنتقاسم الصيد يا زعيم ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬سنتقاسم كل شيء بعد انتصارنا على سكان جزيرة الجوز ‪ ..‬أليس كذلك يا‬
‫زعيم ؟‬
‫ديبان ‪ :‬طبعا ً ‪ ..‬طبعا ً ‪..‬ولكن يجب أن أنتقم منهم أوال على إنقاذ الغزال و سرقته‬
‫مني‬
‫ضبعان ‪ :‬و لكنني جائع جدا‪...‬ومتعب أيضا ‪..‬‬
‫ديبان ‪ :‬ادخل إلى المغارة لقد تركت لكم عظام أرنب ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬ال أحب العظام أنا أحب اللحم ‪.‬‬
‫ديبان ‪ :‬سنأكل اللحم اللذيذ بعد احتالل الجزيرة و أسر سكانها ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬نعم سنحتل جزيرة الجوز ونأسر سكانها‬
‫ديبان ‪ :‬ال بد من حراسة المغارة في غيابنا ‪.‬‬
‫ضبعان ‪ :‬أنا سأحرسها يازعيم‬
‫ديبان ‪ :‬أنت ؟! ألن تذهب معنا ؟‬
‫ضبعان ‪ :‬كال ‪ ..‬فأنا أشعر ببعض التعب والجوع‬
‫ثعلبان ‪ :‬اسمح له بأكل بعض الجوز ياسيدي ‪..‬‬
‫ديبان ‪ :‬ال بأس ‪ ..‬و لكن إياك أن تقترب من القرد سعدون في غيابنا‬
‫ضبعان ‪( :‬بلهجة كاذبة ) حاضر يازعيم‬
‫ثعلبان ‪ :‬اسمح لي يا سيدي أن أتنكر حسب الخطة الرائعة ‪.‬‬
‫( يدخل ثعلبان ليتنكر بثياب البائع الجوال )‬
‫ديبان ‪ :‬وأناأيضا سأرتدي ثياب الحرب التي كان يلبسها جدي أبو األنياب ‪..‬‬
‫(يدخل ثعلبان وديبان المغارة ‪..‬يتأمل ضبعان سعدون بشراهة ‪ ..‬يخرج‬
‫ثعلبان‬
‫وقد تنكر بهيئة بائع جوال ومعه منشار ‪...‬كما يخرج ديبان وقد ارتدى ثياب‬
‫حرب ‪..‬خوذة تغطي وجهه ودرع يغطي جسده ‪..‬وقد حمل رمحا في يده ‪..‬‬
‫ديبان ‪ :‬أنا جاهز لقتال األعداء في جزيرة النهر ‪..‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬وأنا جاهز أيضا لخداعهم ‪(..‬يضحك )‬
‫ديبان ‪ ( :‬باستغراب ) لماذا جئت بهذا المنشار ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬سوف ترى يازعيم خطتي العبقرية‬
‫ضبعان ‪ :‬هل ستغيبان طويالً ؟‬
‫ديبان ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬اطمئن ‪ ..‬لن نغيب سوى ساعة أو ساعتين على األكثرثم نعود و‬
‫معنا‬
‫صيد وفير يكفينا شهرا ً كامالً ‪ ..‬احرس المغارة جيدا يا ضبعان‬
‫ثعلبان ‪ :‬إباك أن تقترب من طعام الزعيم‬
‫ضبعان ‪ :‬اطمئنا ‪..‬‬

‫‪222‬‬
‫( يغادران ‪ .‬يلحق بهما ضبعان ليتأكد من ابتعادهما ‪ .‬برق يراقب الموقف ‪.‬‬
‫يعود ضبعان بسرعة ويُخرج سعدون من القفص و يدور حوله )‬
‫ضبعان ‪ :‬سمعت بأن لحمك لذيذ يا سعدون ( يضحك ) ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬ماذا ستفعل ؟‬
‫ضبعان ‪ :‬سآكلك طبعا ً ( يدو حوله ) من أين تريدني أن أبدأ بالتهامك ؟‬
‫( الغزال برق يعثر على عصا طويلة و قوية )‬
‫سعدون ‪( :‬يحاول كسب الوقت ) سيغضب زعيمك ديبان ويعاقبك إذا أكلتني وحدك‪...‬‬
‫ضبعان ‪ :‬لن يجداني هنا ‪ ..‬ألني سآكلك و أسرق كيس الجوز وأهرب‬
‫سعدون ‪ ( :‬يحاول إشغاله ) وإلى أين ستهرب ؟‬
‫ضبعان ‪ :‬إلى عصابة النمر األعرج ‪...‬لقد عرض علي منصب نائب رئيس العصابة‬
‫(ضبعان يدور حول سعدون ) سآكل كتفك أوالً ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال ظهرك ألذ‪ ..‬ال ‪..‬‬
‫ال سأهدي ظهرك إليى النمر األعرج حتى يقبلني في عصابته ‪ ..‬األفضل أن‬
‫أبدأ‬
‫برقبتك ‪.‬‬
‫( في اللحظة التي يه ُّم فيها بافتراس سعدون يهاجم الغزال برق ضبعان و‬
‫ينهال‬
‫عليه ضربا ً بالعصا فيخر ساقطا ً و يقوم الغزال بفك قيود سعدون ثم يتعاونان‬
‫على تقييد ضبعان و يدخالنه في القفص و يقفالن عليه الباب )‬
‫سعدون ‪ :‬شكرا ً يا برق لقد أنقذت حياتي ‪.‬‬
‫برق ‪ :‬ال تشكرني ‪ ..‬لقد أنقذت حياتي من قبل ‪..‬هيا يجب أن نسرع حتى ننقذ‬
‫األصدقاء‬
‫في جزيرة الجوز ( يغادران مسرعين )‬

‫إظالم‬

‫المشهد التاسع‬
‫(األخير )‬

‫‪223‬‬
‫( جزيرة الجوز ‪ .‬ميمون و سنجوبة و سنجوب يعملون ‪ .‬نسنوس و دبدب‬
‫مازاال‬
‫يلبسان القبعات المضحكة و النظارات و يمضغان العلوك و ينتظران عودة‬
‫البائع‬
‫الجوال )‬
‫دبدب ‪ :‬تأخر صديقنا العم محجوب يا نسنوس ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬اطمئن ‪ ..‬سيأتي حتما ً ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬هل تتوقع أن يجلب لنا العسل و اللحم و السمك ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬طبعا ً ‪ ..‬طبعا ً ‪ ..‬لقد وعدنا بذلك‬
‫ميمون ‪ ( :‬و هو يعمل ) و ماذا ستعطيانه ثمنا ً لهذه األشياء ؟‬
‫دبدب ‪ :‬لن نعطيه شيئا ً ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬محجوب صديقنا المحبوب ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬إنه كريم و يحبنا أكثر منكم ‪.‬‬
‫( يتعالى من بعيد صوت ثعلبان وهو ينادي كالعادة على بضاعته )‬

‫ْ‬
‫الغابات‬ ‫أطوف في‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫جوال‬ ‫أنا باعٌ‬
‫ْ‬
‫بالونات‬ ‫طب ٌل و‬ ‫معي معي ألعابْ‬

‫( دبدب و نسنوس يقفزان من الفرح و يصرخان مرحبين بالبائع و هما يغنيان‬


‫مرحبين ‪) ..‬‬

‫ْ‬
‫نموت‬ ‫إن لم تأت كدنا‬ ‫أهيالً أهيالً يا محجوبْ‬ ‫دبدب و نسنوس ‪:‬‬
‫ْ‬
‫البسكوت‬ ‫ت اللحم و‬
‫ها ِّ‬ ‫ت السمك‬
‫ت العسل ها ِّ‬ ‫ها ِّ‬

‫( يظهر ثعلبان أمام الجزيرة و هو بثياب البائع الجوال يتبعه ديبان متسلالً و قد‬
‫ارتدى ثياب الحرب و يختبئ في موقع مناسب مراقبا ما يجري )‬

‫ثعلبان ‪ :‬مرحبا ً يا أصدقاء ‪ ..‬صدقوني ‪ ..‬لقد اشتقت إليكم كثيرا ً ‪.‬‬


‫نسنوس ‪ :‬ونحن أيضا‬
‫دبدب ‪ :‬هل أحضرت لنا ما طلبناه ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬طبعا ً ‪ ..‬طبعا ً ‪ ..‬أنزال الجسر أوالً حتى أعبر إلى الجزيرة ‪ ..‬فأنا مشتاق‬
‫لمعانقتكم وتقبيلكم وتقديم الهدايا لكم ‪...‬‬
‫( يسرع دبدب و نسنوس إلنزال الجسر و لكن ميمون و سنجوب و سنجوبة‬
‫يعترضون بقوة طريقهما يتشاجرون )‬
‫ميمون ‪ :‬الجسر لن ينزل أبدا ً ‪..‬أال تفهمون ‪.‬‬
‫سنجوب ‪ :‬و لن نسمح لهذا الغريب بالدخول إلى جزيرتنا ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬ربما كان لصا ً أو مجرما ً هاربا ً من العدالة ‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يبكي ) أنا لص أو مجرم ‪ ..‬سامحك هللا يا سنجوبة ‪ ..‬أهذا جزائي ‪ ..‬لقد‬
‫أحضرت لك مرآة و مشطا ً و كريما ً للوجه و شعرا مستعار و كنت أريد‬
‫تقديمها‬
‫هدية لك ‪..‬انظري‬
‫سنجوبة ‪ :‬أنا ال أريد شيئا ً ‪.‬‬
‫سنجوب ‪ :‬و إذا أخذنا شيئا ً فسوف ندفع ثمنه ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬نحن ال نشتري أشياء ال تنفعنا ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬لكن األشياء التي معي نافعة و مفيدة ‪..‬ومجانية‬
‫سنجوبة ‪ :‬إنها سخيفة ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬و مع ذلك فأنا و دبدب نحبها ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬نعم أنا أحبها ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬أرجوكم يا أصدقائي ‪ ..‬أنزلوا الجسر أريد تقديم الهدايا لكم ‪.‬‬
‫( يحاول دبدب و نسنوس من جديد إنزال الجسر ولكن ميمون و سنجوب‬
‫و سنجوبة يقاومونهم )‬

‫ثعلبان ‪ :‬توقفوا ‪ ..‬ال تتشاجروا من أجلي أرجوكم ( ينادي ) دبدب ‪ ..‬نسنوس عندي‬
‫خطة‬
‫بسيطة للوصول إليكم ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬ما هي ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬تقطعان هذه الشجرة القريبة من الضفة ثم تدفعانها فوق النهر فتصبح جسرا ً‬
‫لطيفا ً‬
‫لي و لكم وتستغنون عن هذا الجسر السخيف ‪..‬‬
‫نسنوس ‪ :‬و لكن كيف نقطعها ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬األمر بسيط ‪ ..‬هه ‪..‬معي منشار‬
‫( يخرج ثعلبان المنشار و يربط قبضته بمرسة ثم يربط حجرا ً بالطرف اآلخر‬
‫للمرسة ويرمي الحجر باتجاه ا لجزيرة فيلتقطه نسنوس و يحصل على‬
‫المنشار )‬
‫ثعلبان ‪ :‬انشرا هذه الشجرة من األسفل و ادفعاها فوق النهر نحو هذه الضفة فتصبح‬
‫جسرا جميالً‬
‫نسنوس ‪ :‬فكرة رائعة ‪.‬‬
‫دبدب ‪ ( :‬يخاطب ميمون و سنجوب و سنجوبة ) لن نحتاج إلى جسركم بعد اآلن ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ ( :‬يختاران إحدى األشجار القريبة من النهر ) هيا ننشر هذه الشجرة يا دبدب‬
‫‪.‬‬
‫( يتصدى ميمون و سنجوب و سنجوبة لنسنوس و دبدب ويمنعانهما)‬
‫ميمون ‪ ( :‬بحزم ) لن نسمح لكما بقطع الشجرة ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬إنها شجرتنا ‪.‬‬
‫سنجوب ‪ :‬األشجار لجميع سكان الجزيرة ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫دبدب ‪ :‬و نحن من سكان الجزيرة ‪...‬هل نسيتم ؟( يضحك ) ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يحرضهم ) ما هذا الظلم ؟ تمنعون أصدقائي من إنزال الجسر و تمنعونهم‬
‫أيضا ً من قطع الشجرة ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬اسكت يا مخادع يا كاذب أنت العالقة لك بهذا األمر ‪..‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬ال ‪..‬ال ‪..‬لن اسكت ‪ ..‬أنتم تظلمون أصدقائي الطيبين ‪.‬‬
‫( يتشاجرون و يمنع ميمون و سنجوب و سنجوبة دبدب و نسنوس من قطع‬
‫الشجرة )‬
‫ي نصيحة لكم ‪ ..‬اسمعوها أرجوكم ‪.‬‬ ‫ثعلبان ‪ :‬ال تتشاجروا ‪ ..‬لد َّ‬
‫سنجوبة ‪ ( :‬ساخرة ) ما هي يا حكيم الزمان ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬نصيحتي لكم أن تتقاسموا أشجار الجزيرة بالعدل واإلنصاف‬
‫نسنوس ‪ :‬فكرة ممتازة ‪...‬‬
‫دبدب ‪ :‬نعم نتقاسم األشجار ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬الشجرة الكبيرة قرب النهر لصديقي دبدب و نسنوس و الباقي لكم ‪ ..‬ما رأيكم‬
‫؟‬
‫نسنوس ‪ :‬قسمة عادلة ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬أنا قاض عادل ‪.‬‬
‫( يتابع نس نوس و دبدب محاوالت نشر الشجرة رغم دفاع ميمون و سنجوب‬
‫وسنجوبة يدخل بهدوء أثناء ذلك الغزال برق و سعدون يراقبان ما يجري ‪.‬‬
‫‪.‬يالحظان ديبان المختبئ ‪...‬يتسلسالن نحو ديبان المتنكر و هما يحمالن‬
‫عصوين كبيرين ‪ .‬يضربه سعدون على رأسه و يكمل عليه برق و يمنعانه‬
‫من‬
‫الصراخ يخلعان عنه الخوذة والدرع ثم يربطانه ويكممان فمه و يضعانه‬
‫أخيرا ً‬
‫في كيس ‪ ..‬سنجوبة ترى سعدون و الغزال برق فيشير إليها سعدون أن‬
‫تصمت و تتابع الخطة ‪ .‬يقوم سعدون بارتداء الخوذة والدرع لخداع ثعلبان ‪.‬‬
‫يتقدم الغزال برق إلى الجزيرة كأنه قادم بشكل طبيعي من أحد أطراف‬
‫الغابة‬
‫يراه سكان الجزيرة و ثعلبان )‬
‫مرحبا ً يا أصدقاء‬ ‫برق ‪:‬‬
‫ميمون ‪ :‬أهال يا برق ‪ ..‬ما الذي جاء بك ؟‬
‫برق ‪ :‬جئت لزيارتكم ‪ ..‬لقد سمعت صراخكم لماذا تتشاجرون ‪ ..‬ما األمر ؟‬
‫سنجوب ‪ :‬دبدب و نسنوس يريدان قطع الشجرة ‪.‬‬
‫برق ‪ :‬لماذا ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬نريد أن نصنع جسرا ً خاصا بنا كي يعبر إلى جزيرتنا هذا البائع اللطيف ‪.‬‬
‫برق ‪ :‬و لماذا ال تنزلون الجسر ؟‬
‫دبدب ‪ :‬إنهم يمنعوننا ‪.‬‬
‫برق ‪ :‬لماذا تمنعونهم يا سنجوبة‬

‫‪226‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬هذا البائع غريب يا برق و نحن ال ندخل الغرباء إلى جزيرتنا ‪.‬‬
‫برق ‪ :‬ال ‪ ..‬ال يا سنجوبة ‪ ..‬يبدو لي أنه بائع ظريف ‪ ..‬لطيف ‪ ..‬ال يعرف الغش و‬
‫الخداع أبدا ً ‪..‬انظري إلى هذا الوجه الجميل البريء ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬كالمك صحيح تماما ً ‪ .‬شكرا ً يا برق ‪...‬‬
‫برق ‪ ( :‬يغمز سنجوب و سنجوبة و ميمون ) أنزلوا الجسر ( لنسنوس و دبدب ) و‬
‫توقفا‬
‫أنتما عن قطع الشجرة‪.‬‬
‫( ينزلون الجسر ‪ .‬يعبر برق إلى الجزيرة داعيا ً ثعلبان )‬
‫تفضل أيها البائع اللطيف ‪ (..‬يتجه ثعلبان إلى الجزيرة فرحا ً و هو ينادي ديبان‬
‫بصوت منخفض ويشير إليه كي يلحق به وهويتوهم أنه مازال خلفه)‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬همسا ً ) ديبان ‪ ..‬ديبان ‪..‬الحقني ‪ ..‬هاجم الجزيرة عندما أشير إليك ‪.‬‬
‫( سعدون قد تنكر بالدرع والخوذة يبدو كديبان و يومي إليه موافقا ‪ .‬يعبر‬
‫ثعلبان‬
‫فرحا ً يسرع نحوه نسنوس و دبدب )‬
‫دبدب ‪ :‬ماذا أحضرت لنا يا صديق محجوب ؟‬
‫ثعلبان ‪ :‬أحضرت لكم أحلى البضائع ( يشير ثعلبان بيده إلى ديبان فيتحرك سعدون‬
‫المتنكر ) اآلن يا أصدقائي أحلى البضائع ( يبدأ بإخراج بضاعته ) ‪.‬سأريكم‬
‫برق ‪ ( :‬يقترب منه ) و أنا سأريكم أحلى مخادع ( ينقض عليه برق يساعده سنجوب‬
‫وسنجوبة‬
‫و ينزعون عنه أدوات التنكر ‪ .‬اللحية و الشاربين و القبعة و الثياب ‪ .‬تبدو‬
‫الدهشة‬
‫الشديدة على نسنوس و دبدب )‬
‫من ‪ ....‬ثعلبان !!‬‫نسنوس و دبدب ‪ ( :‬يصرخان بدهشة ) ْ‬
‫ميمون ‪ :‬نعم ثعلبان أيها الغبيان ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬يصرخ ) النجدة يا زعيم ديبان ‪ ..‬النجدة يا زعيم ‪..‬‬
‫( يسرع سعدون حامالً عصاه ‪ ..‬و ينهال ضربا ً على ثعلبان )‬
‫ثعلبان ‪( :‬بدهشة شديدة ) آخ ‪ ..‬آخ ‪ ..‬ماذا تفعل يا زعيم ‪ ..‬آخ ‪.‬‬
‫( يكشف سعدون عن شخصيته )‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬بدهشة و حزن ) أنت سعدون ‪..‬أيضا ‪...‬يا ويلي ‪..‬‬
‫سعدون ‪ :‬نعم سعدون أيها المخادع الكذاب ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬أين ديبان ؟‬
‫سعدون ‪ :‬إنه مقيد في الكيس هناك ‪..‬‬
‫برق ‪ :‬و صديقك الطماع ضبعان مقيد في القفص عند باب المغارة ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ ( :‬مستسلما ً ) آه يا ويلي ‪ ..‬ارحموني أرجوكم ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬اخرس ‪..‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬واآلن ‪..‬ماذا سنفعل بعصابة ديبان ؟‬
‫سنجوب ‪ :‬نطردهم خارج الغابة ‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫سعدون ‪ :‬سيعودون ألعمالهم الشريرة من جديد ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬أقترح أن نرميهم في النهر ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬أنا موافق ‪.‬‬
‫ثعلبان ‪ :‬ال ‪ ..‬أرجوكم ‪ ..‬الماء بارد ‪..‬‬
‫ديبان ‪ ( :‬من داخل الكيس ) ‪..‬وأنا ال أعرف السباحة‬
‫برق ‪ :‬عندي فكرة أخرى ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬ما هي ؟‬
‫برق ‪ :‬نبيعهم إلدارة حديقة الحيوانات في المدينة ‪...‬‬
‫ميمون ‪ :‬فكرة ممتازة ‪ ..‬من يوافق ؟‬
‫( يرفع الجميع أيديهم بما فيهم نسنوس و دبدب )‬
‫ثعلبان ‪ :‬ال أرجوكم ‪..‬أنا ال أحب حديقة الحيوانات‬
‫ديبان ‪ :‬وأنا أيضا سيضربني األوالد بالحجارة ‪..‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬نرميكما في النهر إذن‬
‫ثعلبان ‪ :‬ال أرجوك ‪..‬‬
‫سنجوبة ‪ ( :‬تشير إلى نسنوس و دبدب ) و هذان الطماعان ماذا سنفعل بهما ؟‬
‫نسنوس ‪ :‬سامحوني أرجوكم ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬أعماكم الطمع و األنانية ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬أردتم قطع هذه الشجرة الجميلة من أجل أشياء تافهة ‪.‬‬
‫نسنوس ‪ :‬أنا آسف جدا ً ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬
‫سعدون ‪ :‬األفضل أن يرحل هذان الطماعان الكسوالن عن جزيرة الجوز لمدة سنة‬
‫كاملة‬
‫( يسأل أصدقائه ) ما رأيكم ؟‬
‫سنجوب ‪ :‬أنا موافق ( يرفع يده )‬
‫ميمون ‪ :‬و أنا أيضا ً ‪.‬‬
‫سنجوبة ‪ :‬و أنا ‪.‬‬
‫ميمون ‪ :‬هناك في الغربة ستدركان جمال جزيرتنا و الخطأ الذي ارتكبتماه بحق وطنكم‬
‫‪.‬‬
‫( يبدأ نسنوس و دبدب بجميع أغراضهما و التهيؤ للرحيل )‬
‫سنجوبة ‪ ( :‬تقدم لهما كيس جوز صغير ) خذا هذا الكيس فيه بعض الجوز ‪.‬‬
‫دبدب ‪ :‬شكرا ً يا سنجوبة ‪.‬‬
‫( يغادران و هما حزينان )‬
‫( األصدقاء يحملون ثعلبان و يعبران به الجسر ثم يلقيانه قرب ديبان المقيد‬
‫داخل‬
‫الكيس )‬
‫( ينشد الجميع أغنية الختام مع حركات تعبيرية )‬

‫‪228‬‬
‫يوطن‬ ‫يظ احفيييييييييي ْ‬
‫يظ خيييييييييييير اليييييييييي ِّ‬ ‫احفيييييييييي ْ‬

‫المحيييييييييين‬
‫ِّ‬ ‫ق وقييييييييييت‬
‫أوفييييييييييى صييييييييييدي ٍ‬

‫تسييييييييييييييرف‬
‫ْ‬ ‫ال تسييييييييييييييرف أبييييييييييييييدا ً ال‬

‫الييييييييييزمن‬
‫ِّ‬ ‫واحسييييييييييبْ دومييييييييييا ً غييييييييييدر‬

‫األعيييييييييييداء‬
‫ِّ‬ ‫مكييييييييييير‬
‫ِّ‬ ‫احيييييييييييذر مييييييييييين‬
‫ْ‬

‫الييييييييييييوطن‬
‫ِّ‬ ‫بروحييييييييييييك أرض‬
‫ِّ‬ ‫واحييييييييييييم‬
‫ِّ‬

‫(النهاية)‬

‫‪229‬‬
‫اللمسةُ الذهبية‬

‫شخصيات المسرحية ‪:‬‬


‫الراوي‬ ‫‪-1‬‬
‫عصام‬ ‫‪-2‬‬
‫حنان‬ ‫‪-3‬‬
‫األم‬ ‫‪-4‬‬
‫األب‬ ‫‪-5‬‬

‫‪230‬‬
‫زليخة‬ ‫‪-6‬‬

‫المشهد األول‬

‫( بيت ألسرة متوسييطة الحييال ‪ ..‬فييي وسييط المسييرح والييى العمييق قليييال‬
‫طاولة حولها بعض الكراسي ‪ ..‬فييوق الطاوليية مزهرييية أزهييار وبعييض‬
‫الكتب واألقالم‪ ..‬إلى اليسييار أريكيية طويليية ‪ ..‬فييي صييدر المسييرح بيياب‬
‫يؤدي إلى داخييل المنييزل‪ ..‬إلييى اليمييين بيياب يييؤدي إلييى المطييبخ ‪ ..‬إلييى‬

‫‪231‬‬
‫اليسييار بيياب يييؤدي إلييى خييارج المنييزل ‪ ..‬يييدخل الييراوي مييع موسيييقى‬
‫راقصة مفرحة ثم تتبعه مجموعة التمثيل وهم يغنون األغنية التالية ) ‪:‬‬

‫‪ :‬أطفالنا أهيال بك ْم‬ ‫المجموعة‬


‫ْ‬
‫األوطان‬ ‫يييا زهرة‬
‫ييا نورنا يا حلمنا‬
‫ْ‬
‫اإلنسان‬ ‫ييا فرحة‬
‫ييا فجرنا اآلتي غدا ً‬

‫ْ‬
‫األمان‬ ‫بييالخير و‬
‫مسرح‬
‫ِّ‬ ‫أهالً بكم في‬
‫يحلو بييه اللقا ْء‬
‫في كل حين نلتقي‬
‫بيالحب و الوفا ْء‬
‫نروي معا حكايةً‬

‫ْ‬
‫األلوان‬ ‫بييديعة‬

‫( تنخفض الموسيقا ً شيئا ً فشيئا ً ‪ ..‬ينسحب الممثلون ويبقى الراوي )‪.‬‬


‫‪ :‬أحبابي األطفال يا زينة هذا المكان‪ ..‬كان يا ما كان في هييذا الزمييان‬ ‫الراوي‬
‫فتاة شاطرة اسمها حنان ولها أخ أ صييغر منهييا بقليييل اسييمه عصييام‪..‬‬
‫وفي أحد األيام نجحت حنان ونالت أعلى الدرجات وعادت إلى البيييت‬
‫مسرعة وهي تنادي بأعلى األصوات ‪.‬‬
‫( ينسحب الراوي وتدخل حنان وبيدها ورقة العالمات وهي تنادي )‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ :‬ماما ‪ ..‬ماما ‪..‬‬ ‫حنان‬
‫( تدور قليالً في البيت وهي تبحث )‪.‬‬
‫‪ ( :‬وهو يخرج ) ما بك يا حنان‪..‬؟ لماذا تصرخين ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬متذمرة ) وما عالقت ُك أنت‪..‬؟ ( تتابع النداء ) ماما‪ ..‬ماما‪..‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬اخفضي صوتك‪ ..‬إنها تنيم أخاك الصغير‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬إنها دائما مشغولة به‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ ( :‬ينتبه إلى ورقة العالمات ) أخذتم أوراق العالمات‪..‬؟ أرني إياها‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬ال أريد‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬يبدو أنها عالمات منخفضة‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬كال يا شاطر‪ .‬أنا أحسن طالبة في الصف‪ .‬انظر ( تريه الدرجات )‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ال بأس بها‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬طبعاً‪ ..‬لست كسولة مثلك‪ ..‬فأرضى بالدرجة العشرين أو الثالثين‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ال‪ ..‬ال‪ ..‬أنت تظلمينني كثيراً‪ ..‬أنا حصلت على الدرجة العاشرة‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬وهل تسمي هذه درجة ؟!‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬هذا أفضل من أن أصبح مغرورا ً مثلك‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬تعود للنداء ) ماما‪ ..‬ماما‪..‬‬ ‫حنان‬
‫( تدخل األم فتسرع حنان نحوها )‪.‬‬
‫‪ ..‬انظري‪ ..‬انظري‪ ..‬لقد نلت الدرجيية األولييى وتفوقييت علييى أربعييين‬
‫طالبا ً وطالبة‪.‬‬
‫‪ ( :‬تتأمل ورقة الجالء بفرح ) ألف مبروك يا حنان ( تقبلها )‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ :‬ماما‪ ..‬لقد وعدتني أنت وبابا بهدية ثمينة‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬سأشترى لك كنزة حمراء جديدة ‪ ..‬ما رأيك؟‬ ‫األم‬

‫‪233‬‬
‫‪ :‬كنزة فقط ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ماذا تريدين يا حنان ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬لقد وعدني بابا بهدية غالية‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬وبماذا وعدك ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬غاضبة ) وما عالقتك أنت ؟‪ ..‬سيأتي بابا بعد قليييل وتعرفييان كييل‬ ‫حنان‬
‫شيء‪.‬‬
‫( يسمع طرق على البيياب‪ ..‬تييركض حنييان نحييو البيياب ولكنهييا ت ُفاجييأ‬
‫بدخول الجارة العجوز زليخة التييي تحليت بعقييود وأسيياور وخييواتم ‪..‬‬
‫تبدو الخيبة على حنان ولكنها تتأمل حلي زليخة )‪.‬‬
‫‪ :‬مساء الخير يا جيراني األعزاء ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬أهالً يا زليخة‪ ..‬تفضلي‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ :‬أنا مستعجلة‪ ..‬أريد أن أستعير بعض األغراض‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ماذا تريدين ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬أريد القدر الصغير وبعض السييكر والييرز وسييأردها بعييد يييومين أو‬ ‫زليخة‬
‫ثالثة أيام على األكثر‪.‬‬
‫‪ :‬دائما ً تقولين هذا وال تردين شيئاً‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬تصيح به ) عصام‪ ( ..‬لزليخة ) انتظري قليالً‪ ( ..‬تخرج )‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ ( :‬تنادي األم ) أريد شيئا ً من الشاي‪ ..‬إذا سييمحتِّ‪ ( ..‬لييألوالد ) أييين‬ ‫زليخة‬
‫والدكم ؟‬
‫‪ :‬إنه في الشغل‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬هل تريدين شيئا ً منه ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬أريد أن أوصيه على قفل جديد للباب‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ولكنك تضعين واحدا ً ‪.‬‬ ‫عصام‬

‫‪234‬‬
‫‪ :‬ال يكفي يا بني‪ ..‬اللصوص كثيرون هذه األيام ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬يبدو أن لديك أمواال كثيرة ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬أنا !!‪ ..‬من أين يا حسرتي ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬هل هذه األساور من الذهب ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬نعم‪ ..‬نعم وهذا العقد ميين اللؤلييؤ‪ ..‬لكنهييا ليسي ْ‬
‫يت لييي وضييعتها أختييي‬ ‫زليخة‬
‫أمانةً عندي‪.‬‬
‫لديك صندوقا ً من الذهب‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ :‬يقول أه ُّل الحي بأن‬ ‫عصام‬
‫هللا لسانهم‪ ..‬إنهم يطمعون بأموالي‪.‬‬
‫‪ :‬كاذبون‪ ..‬قطع ُ‬ ‫زليخة‬
‫( يسمع صوت خارج البيت‪ ..‬كأنه طرق أو صعود درج )‪.‬‬
‫‪ :‬ما هذا ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬يبدو أنه لص ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬لص‪ ..‬سيسرقني‪ ( ..‬تصيح ) حرامييي‪ ..‬حرامييي‪ ..‬النجييدة ( تخييرج‬ ‫زليخة‬
‫مسرعة وهي تنادي حرامي النجدة )‪.‬‬
‫( تدخل األم )‪.‬‬
‫‪ :‬أين زليخة ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬لقد أفزعها عصام ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬إنها تتخيل اللصوص دائماً‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬هيا خذ هذه األغراض وأوصلها إلى زليخة‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ ( :‬متذمرا ً ) ستبقيني ساعة على الباب ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬سأذهب أنا ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬أحب أن أتفرج على دارها ‪.‬‬ ‫حنان‬

‫‪235‬‬
‫‪ :‬تفضلي ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫( يحمل عصام األغراض ويخرجان )‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثاني‬

‫( أمام باب دار زليخة‪ ..‬جدار وباب قديم عليه عدة أقفال يوحي منظر‬
‫البيياب بالغرابيية‪ ..‬فييي أعيياله نافييذة صييغيرة عليهييا قضييبان حديدييية‪..‬‬
‫عصام وحنان أمام الباب‪ ..‬عصام يقرع الباب ويبدو وكأنه قد مل ميين‬

‫‪236‬‬
‫قرع الباب )‪.‬‬
‫‪ ( :‬وهو يدق ) يا زليخة‪ ..‬يا زليخة‪ ..‬افتحي يييا زليخيية‪ ..‬هييذه عادتهييا‬ ‫عصام‬
‫دائماً‪ ..‬ال ترد وال تفتح ألحد ‪ ..‬أنا سأذهب‪.‬‬
‫‪ :‬انتظر ( تقرع الباب ) يا خالة زليخة‪ ..‬يا خالة زليخة ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫( يسمع صوت من الداخل )‪.‬‬
‫‪ ( :‬من الداخل ) مين ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬الحمد هلل ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬من الداخل ) من أنتم ‪..‬؟ لصوص ؟!‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬أنا عصام‪ ..‬ومعي أختي حنان ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬تطل من النافذة العليا ) ماذا تريدان ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬معنا األغراض التي طلبتها من أمي ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬هل رأيتم لصوصا ً قرب بيتي ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬كال ‪ ..‬لم نر أحدا ً ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫( حنان تتأمل ما في البيت من النافذة الصغيرة ويبييدو عليهييا التعجييب‬
‫والدهشة )‪.‬‬
‫‪ :‬أال تسمحين لي بالدخول والتفرج على ما في البيت ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬كال‪..‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬إذا لم تفتحي الباب فسآخذ األغراض وأعود‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬انتظر سأفتح الباب‪ ..‬ضع األشياء هنا أوال أمام الباب‪..‬‬ ‫زليخة‬
‫( يضعها عصام ) ابتعد إلى الخلف‪ ( ..‬يبتعدان‪ ..‬تغلق زليخيية النافييذة‬
‫ثم يسمع أصوات أقفال تفتح‪ ..‬تمد زليخة رأسييها فجييأة يمينييا ويسييار‪..‬‬
‫تخطف األغراض وتدخل بسرعة)‪.‬‬
‫‪ :‬هل رأيت بيتها ؟‬ ‫حنان‬

‫‪237‬‬
‫‪ :‬كال ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬إنه مليء بالتحف واألشياء الثمينة ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ولهذا فهي خائفة دائما ً ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬ولكنها سعيدة‪ ..‬ليتني أملك ذهبا مثلها‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬مسكينة ‪..‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬م ْن‪ ..‬أنا ‪..‬؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬جارتنا زليخة ‪.‬‬ ‫عصام‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثالث‬

‫( المشهد األول نفسه‪ ..‬تبييدو األم جالسيية وهييي تقييوم بعمييل منزلييي ‪..‬‬
‫يدخل عصام غاضبا تتبعه حنان )‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫‪ :‬لن أذهب إلى هذه المرأة بعد اليوم أبدا ً ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬إنهييا توقفنييا أمييام البيياب سيياعة كامليية وال تفييتح قبييل أن تسييأل مائيية‬ ‫عصام‬
‫سؤال ‪..‬يقلدها ) من أنتم ؟ ‪..‬هل رأيتم اللصوص ؟‬
‫‪ :‬إنها تعيش وحيدة ‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ :‬وبيتها مليء باألشياء الثمينة ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬بخيلة وطماعة ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫( يدخل األب وهو في حدود األربعين من العمر‪ ..‬يبدو عليييه اإلجهيياد‬
‫والتعب )‪.‬‬
‫‪ ( :‬وهي تركض نحوه ) بابا‪ ..‬بابا‪ ..‬انظر‪ ..‬أنا األولى على الصييف‪..‬‬ ‫حنان‬
‫( يتأمل األب ورقة العالمات ) فزت على جميع الطالبات ‪.‬‬
‫‪ :‬أحسنت يا حنان ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬أريد الهدية التي وعدتني بها ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬أنا جاهز ‪ ..‬ماذا تريدين يا حنان ؟‬ ‫األب‬
‫‪ :‬هل أطلب ما أشاء ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬طبعا ً أنت تستحقين وقد وعدتك ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬أريد سوارا ً ذهبيا ً وخاتما ً ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ماذا تقولين‪..‬؟ !هل تعرفين كم يبلغ ثمن هذه األشياء ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬ال أعرف‪ ..‬ولكنكم وعدتموني بهدية ثمينة‪.‬‬ ‫حنان‬
‫لك بنطاالً‪ ..‬ما رأيك؟‬
‫‪ :‬لقد وعدتك بكنزة وبابا سيشتري ِّ‬ ‫األم‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬كال‪ ..‬ال أريد أي شيء ( تبكي )‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ ( :‬مواسيا ً ) ال تبكي يا حنان‪ ..‬سأشترى لك ما تريدين‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬السوار والخاتم‪.‬‬ ‫حنان‬

‫‪239‬‬
‫‪ :‬نعم‪ ..‬السوار والخاتم‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬أ رأيتم ‪ ..‬بابا يحبني أكثر منكم‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ولكن من أين ستأتي بالمال ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬اتركوا هذا األمر اآلن ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬الغداء جاهز ‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ :‬تغدوا أنتم ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬وأنت ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬سأتغدى فيما بعد ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬تعالوا يا أوالد ‪.‬‬ ‫األم‬
‫( تخرج األم وعصام وحنان‪ ..‬يبدو القلق على وجه األب‪ ..‬تعييود األم‬
‫وحيدة )‪.‬‬
‫‪ :‬هل ستشتري السوار والخاتم حقا ً ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫األب‬
‫(يدخل عصام أثناء حديث األم واألب )‪.‬‬
‫‪ :‬ومن أين ستأتي بثمنها ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬معي مكافأة العام وهي مبلغ صغير ‪..‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬ولكنك وفرت هذا المبلغ لتشتري به معطفا ً جديدا ً ‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ :‬نعم ‪...‬ولكني وعدت ُها بهذه الهدية ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬وكيف ستمضي الشتاء دون معطف ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬ما زال المعطف القديم صالحا ً ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬وبقية المبلغ ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬سأقترضه من بعض األصدقاء ‪.‬‬ ‫األب‬

‫‪240‬‬
‫( يتجه نحو داخل المنزل )‪.‬‬
‫‪ :‬إلى أين ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬سأستريح قليالً ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬والغداء ‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ :‬سآكل فيما بعد ‪.‬‬ ‫األب‬
‫( يخرج األب تتبعه األم‪ ..‬تييدخل حنييان وهييي تأكييل شيييئاً‪ ..‬حلييوى أو‬
‫فاكهة)‪.‬‬
‫‪ :‬أين ذهب بابا ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬إلى غرفته ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬لماذا ؟‬ ‫حنان‬
‫‪( :‬يلومها ) حتى يستريح منك ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬أنا‪..‬؟ ماذا فعلت له ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ال شيء أبداً‪ ..‬تطلبين منه سوارا ً وخاتما ً ميين الييذهب وأنييت تعلمييين‬ ‫عصام‬
‫أحوالنا المادية‪.‬‬
‫‪ :‬أنت تغار مني ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬هل سألت من أين سيأتي والدك بثمن هذه األشياء ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬ال يهمني ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬وماذا يهمك إذن ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬أن أضييع السييوار الييذهبي فييي يييدي والخيياتم فييي إصييبعي وترانييي‬ ‫حنان‬
‫رفيقات ويغرن مني ‪....‬‬
‫‪ :‬والدك سيحرم نفسه من المعطف وسيستدين من أجلك‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬ال ترد )‪.‬‬ ‫حنان‬
‫نفسك ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ت أنانية‪ ..‬ال تحبين إال‬
‫‪ :‬أن ِّ‬ ‫عصام‬

‫‪241‬‬
‫‪ :‬اسكت‪ ..‬أرجوك‪ ( ..‬تنادي ) ماما ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬إذا بقيت هكذا فسوف تصبحين مثل جارتنا زليخة ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬وماذا بها‪..‬؟ إنها أغنى امرأة في هذا الحي ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ولكنها بخيلة ال تزور أحدا ً وال يزورها أحد وال تخرج من البيت إال‬ ‫عصام‬
‫إذا أرادت أن تستعير أشيا ًء‪.‬‬
‫‪ :‬هذا ال يهم‪ ..‬لديها أموال كثيييرة وأسيياور وخييواتم‪ ( ..‬يخييرج عصييام‬ ‫حنان‬
‫يائسا ً ) وأنا سيصبح عندي مثلها‪ ..‬سيشتري لييي بابييا السييوار والخيياتم‬
‫وفي العام القادم سأطلب منه سلسيياالً وعقييداً‪ ..‬وعنييدما أكبيير سيصييبح‬
‫عندي ذهب كثير‪ ( ..‬تجلس علييى األريكيية ثييم تسييتلقي وهييي تحلييم )‬
‫سأشتري قصرا ً واملؤه بالذهب‪ ( ..‬تخفت األضواء‪ ..‬موسيقا حالميية‪..‬‬
‫أجواء حلم ‪..‬يسمع قرع على الباب‪ ..‬تنهض حنان وتقف خائفيية ) ميين‬
‫هذا ‪..‬؟‬
‫( تدخل زليخة وقد ارتدت ثياب سيياحرة بلييون الييذهب وامييتأل عنقهييا‬
‫ويداها باألساور والسالسييل‪ ..‬تتأملهييا حنييان بإعجيياب وتييتل َّمس ثيابهييا‬
‫وحليها ) ثوب رائع ‪.‬‬
‫‪ :‬إنه من الذهب الخالص ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬وهذه األساور والعقود ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬كلها من الذهب‪ ..‬هل أعجبتك ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬جداً‪ ..‬جداً‪..‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬هل تريدين امتالك مثلها ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬أتمنى ذلك‪ ..‬ولكن كيف‪..‬؟‬ ‫حنان‬
‫‪ ( :‬تخرج قفازين لهما شكل رأس األفعى )‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ما هذا ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬قفازان سحريان يحوالن كل شيء إلى ذهب بلمسة واحدة ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬صحيح ‪..‬؟ أعطني إياهما أرجوك ‪.‬‬ ‫حنان‬

‫‪242‬‬
‫‪ :‬على شرط ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ما هو ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬تعطيني أوالً جميع الكتب والدفاتر واألقالم في هذا البيت ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪:‬ماذا ستفعلين بها ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬عندي فئران سحرية تحبُّ أكل هذه األشياء ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ولكن‪ ..‬كيف سأذهب إلى المدرسة ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬وما حاجتك إلى العلم ؟ سوف تملكين ذهبا ً كثيرا ً وليين تحتيياجي إلييى‬ ‫زليخة‬
‫الكتب والدفاتر والمدارس‪ ..‬هيا أسرعي‪.‬‬
‫( تسرع حنان وتجمع الكتب والدفاتر وتعطيها لزليخة التي تقذفها فييي‬
‫كيس أسود )‪.‬‬
‫‪ :‬و اآلن أريد منك ورقة العالمات ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬كال لن أعطيك إياها ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬إذن‪ ..‬لن تحصلي على القفازات السحرية وسأعطيها لشييخص آخيير‬ ‫زليخة‬
‫( تتظاهر بالذهاب)‪.‬‬
‫‪ :‬انتظري‪ ..‬سأعطيك ما تريدين ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬هيا أسرعي‪ ..‬أنا مشغولة‪ ( ..‬تعطيها حنان سجل العالمييات فتضييعه‬ ‫زليخة‬
‫مع الكتب والدفاتر ) واآلن سأجعلك أغنى فتيياة فييي العييالم‪ ( ..‬تخييرج‬
‫القافزين ) ها هما القفييازان السييحريان إنهمييا يحييوالن كييل شيييء إلييى‬
‫ذهب‪.‬‬
‫‪ :‬كيف ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬يكفي أن تلبيسيهما في يديك ثم تلمسين أي شيء فيتحييول الييى ذهييب‬ ‫زليخة‬
‫لماع ‪.‬‬
‫‪ :‬هاتيهما أرجوك ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬كم تريدين االحتفاظ بهما ؟‬ ‫زليخة‬

‫‪243‬‬
‫‪ :‬إلى األبد ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬كال‪ ..‬هذا مستحيل‪ ..‬ما رأيك في يوم واحد ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ال‪ ..‬ال أرجوك ال يمكنني أن أحول أشياء كثيرة في يوم واحد ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬أسبوع واحد إذن ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬أكثر أرجوك ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ما رأيك في شهر ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬أريد سنة كاملة ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬أنت طماعة‪ ..‬لن تأخذيها أكثر من شهرين‪ ..‬ما رأيك ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ال بأس‪ ..‬أستطيع أن أحول خالل الشهرين أشياء كثيرة ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬هيياتي يييديك‪ ( ..‬تمييد حنييان يييديها ) سيلتصييق القفييازان بيييديك وليين‬ ‫زليخة‬
‫تستطيعي خلعهما قبل شهرين كاملين ‪.‬‬
‫‪ :‬موافقة ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ولن تستطيعي الخروج من البيت قبل شهرين ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬موافقة ‪ ..‬أسرعي أرجوك ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬وإذا خالفت أوامري فسوف يحترق هذا البيت وكل من فيه ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬حاضر ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ ( :‬تغني وهي تلبس حنانا القافزين )‪..‬‬ ‫زليخة‬
‫ْ‬
‫حنان‬ ‫يديك يا‬
‫ِّ‬ ‫هاتي‬
‫كي تغدو في القُفازين‬
‫دار‬
‫عليك ْ‬
‫ِّ‬ ‫السحر‬
‫ُ‬ ‫دار‬
‫سأعو ُد بعد شهرين‬
‫( تسرع حنان فرحة وتلمييس بعييض األشييياء علييى الطاوليية ‪ ..‬إظييالم‬

‫‪244‬‬
‫وأنوار متعاكسة‪ ..‬إضاءة‪ ..‬تبدو األشياء وقد تحولت إلى ذهب )‪.‬‬
‫‪ ( :‬فرحة ) ذهب‪ ..‬لقد تحولت إلى ذهب‪ ..‬ما أجملها ذهب‪ ..‬ذهب‪..‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬أنا ذاهبة‪ ..‬سأعود بعد شهرين‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫إليك قبل انتهاء الشهرين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ :‬وإذا احتجتُ‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬افركي القفازين ببعضهما ونادي‪ ..‬يا زليخة يا زليخيية ثييالث مييرات‬ ‫زليخة‬
‫فاحضر في الحال‪.‬‬
‫( تخرج زليحة‪ ..‬تركض حنان لتلمس كل األشياء )‪.‬‬
‫‪ ( :‬وهي تغني أثناء اللمس ) ‪..‬‬ ‫حنان‬
‫سأحول كيييل األشيا ْء‬
‫بييياللمس‬
‫ِّ‬ ‫ذهبا ً يأتيني‬
‫لن أدرس أبييدا ً أو أقرأ‬
‫النحييس‬
‫ِّ‬ ‫ولى عني عه ُد‬
‫الكأس سييأحولها‬
‫ُ‬ ‫هذي‬
‫ُ‬
‫الصحن وهذا الكرسي‬ ‫هذا‬
‫وستلمع نيييورا يتالال‬
‫الشمس‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أبهى مين أنوار‬

‫( تخفييت اإلضيياءة مييع نهاييية اللحيين‪ ..‬موسيييقا تعطييي انطباع يا ً بجييو‬


‫سحري‪ ..‬إضاءة قوية‪ ..‬يبدو المكان وقد تحول كل شيء إلى ذهب )‪.‬‬
‫‪ ( :‬فرحة ) ما أسعدني‪ ..‬ما أسعدني‪ ..‬حولييت كييل األشييياء إلييى ذهييب‬ ‫حنان‬
‫أصفر كالشمس‪ ..‬ولى عني عهد النحس‪ ( ..‬تسمع دقات الساعة تعليين‬
‫الثالثة موعد الغداء) أين أبي‪..‬؟ أين أمي‪..‬؟ أين أخي‪ ( ..‬تنييادي وهيي‬
‫تفتش البيت ) ماما‪ ..‬ماما‪ ..‬بابا‪ ..‬عصام‪ ( ..‬ال أحييد يييرد ) أييين ذهييب‬
‫الجميييع‪..‬؟ الييدار خالييية ولكنييي جائعيية‪ ( ..‬تفطيين ) يييا إلهييي‪ ..‬ميياذا‬

‫‪245‬‬
‫فعلت‪..‬؟ لقد حولت كل شيء إلى ذهب‪ ..‬الخبييز‪ ..‬الطعييام‪ ..‬الفواكييه‪..‬‬
‫ميياذا سييأفعل‪..‬؟ أنييا جائعيية ‪ ( ..‬تفطيين ) آه‪ ..‬عصييام يخبييئ بسييكويتا‬
‫وحلوى هناك‪( ..‬تفتح درج الطاولة وتجد علبة ميين البسييكويت ولكنهييا‬
‫ما تكاد نلمسها حتى تتحول إلى ذهب‪ ..‬تضعها في فمها فتصرخ ميين‬
‫األلم) أسناني‪ ..‬أسناني‪ ..‬إنها قاسية‪ ( ..‬تتأملهييا) يييا إلهييي لقييد تحولييت‬
‫إلى ذهب أيضاً‪ ..‬ماذا سأفعل‪..‬؟ ( تجد تفاحيية منسييية فييوق الطاوليية )‬
‫آه‪ ..‬تفاحيية‪ ..‬تفاحيية‪ ( ..‬تحيياول أكلهييا دون أن تلمسييها ولكنهييا تفشييل‬
‫وتسقط التفاحة على األرض‪ ..‬تحاول من جديد والتفاحة على األرض‬
‫دون جدوى ) ماذا سأفعل‪..‬؟ أنا جائعة وعطشانة أيضييا‪ ..‬اللعنيية علييى‬
‫هذه العجوز الماكرة لقد خدعتني‪ ( ...‬تفرك القفازين ثييالث مييرات ثييم‬
‫تنادي ) يا زليخة‪ ..‬يا زليخة‪ ..‬يا زليخة‪ ( ..‬إظالم وإضاءة ثم تحضيير‬
‫زليخة )‪.‬‬

‫‪ :‬ماذا تريدين ؟‬ ‫زليخة‬


‫‪ :‬أريد أن آكل‪ ..‬كما أريد كأسا ً من الماء ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬وما عالقتي أنا بالطعام والشراب ؟‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ك ُّل شيء ألمسه بيدي يتحول إلى ذهب ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫ت رغبت في ذلك ‪.‬‬
‫‪ :‬أن ِّ‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬لم أكن أعلم بأنني لن أستطيع الطعام أو الشراب ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬لن تستطيعي خلع القفازين إال بعد شهرين ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬ولكنني سأموت ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬سأنزع القفازين من يديك‪ ..‬ولكن كل شيء ذهبي سيعود إلى ما كان‬ ‫زليخة‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬كال ال أريد ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ستجوعين وتعطشين ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬لن يهمني ذلك ‪.‬‬ ‫حنان‬

‫‪246‬‬
‫‪ :‬ستندمين ‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫‪ :‬كال لن أندم ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬أنا ذاهبة ولن أعود قبل شهرين ( تخرج )‪.‬‬ ‫زليخة‬
‫( تعييود حنييان الييى محاوالتهييا فييي أكييل التفاحيية‪ ..‬يييدخل عصييام ميين‬
‫الخارج فتبدو عليه الدهشة تجاه المكان وتجاه عمل أخته )‪.‬‬
‫‪ :‬ما هذا‪ ..‬ماذا تفعلين ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬تركض نحوه ) عصام‪ ..‬عصام أنا جائعة ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫( نلمسييه دون أن تشييعر فيتجم يد عصييام‪ ..‬إظييالم مييع موسيييقا قوييية‪..‬‬
‫إضاءة‪ ..‬يبدو عصام وقد تحول إلى تمثال من الذهب )‪.‬‬
‫‪ ( :‬مذعورة تهز أخاها ) عصام‪ ..‬عصام‪ ..‬هل أصييابك شيييء‪ ..‬تكليم‬ ‫حنان‬
‫أرجوك‪ ..‬يا إلهي‪ ..‬لقد تحييول إلييى ذهييب‪ ..‬عصييام‪ ..‬عصييام‪ ..‬اللعنيية‬
‫علييى هييذين القفييازين‪ ( ..‬تحيياول خلعهمييا دون جييدوى ثييم تفطيين إلييى‬
‫خطورة عملها‪ ..‬حيييث تلمييح ومضيا ً أو نييارا ً (تنييادي) يييا زليخيية‪ ..‬يييا‬
‫زليخة‪ ( ..‬تحاول خلع القفييازين مييرة ثانييية ولكنهييا تشييعر بييآالم حييادة‬
‫يك أيتهييا السيياحرة‪..‬‬‫ويخرج منهمييا دخييان ولهييب) آه‪ ..‬آه‪ ..‬اللعنيية عليي ِّ‬
‫تعالي وخذي كل شيء‪ ..‬ال أريد هذا الذهب‪ ..‬ال أريده ‪ ..‬ال أريييده‪( ..‬‬
‫تبكييي‪ ..‬يييدخل األب واألم ميين الخييارج‪ ..‬يبييدو عليهمييا الفييرح أوالً‪..‬‬
‫تسرع نحوهما ولكنها تتوقييف فييي منتصييف الطريييق) ال‪ ..‬ال‪ ..‬ابتعييدا‬
‫عني‪ ..‬ابتعدا‪.‬‬
‫‪ :‬ما بك يا حنان ؟ ( يقترب مع األم )‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ ( :‬في خوف ورعييب ) ابتعييدا أرجوكمييا‪ ..‬ابتعييدا عنييي‪ ..‬ال تقتربييا‪..‬‬ ‫حنان‬
‫ستتحوالن إلى ذهب مثل عصام‪.‬‬
‫‪ :‬حنان ‪ ..‬حنان‪..‬‬ ‫األب واألم‬
‫( تتراجع حنان مذعورة وهي تطلب منهما االبتعيياد‪ ..‬يقتييرب األبييوان‬
‫منها كثيراً)‪.‬‬
‫‪ ( :‬تصرخ ) ابتعدا عنييي‪ ..‬ابتعييدا عنييي‪ ..‬ابتعييدا‪ ( ..‬تتعييالى أصييوات‬ ‫حنان‬
‫الموسيقا الصاخبة‪ ..‬إظالم‪ ..‬إضاءة‪ ..‬إظييالم‪ ..‬إضيياءة‪ ..‬تبييدو الغرفيية‬
‫‪247‬‬
‫كما كانت في بداية المشييهد األول‪ ..‬حنييان نائميية فييوق األريكيية وهييي‬
‫تصرخ‪ ..‬ابتعييدا عنييي‪ ..‬ابتعييدا‪ ..‬أرجوكمييا‪ ..‬األبييوان يحيياوالن إيقيياظ‬
‫حنان وعصام إلى جانبهما وهو خائف على أخته)‪.‬‬
‫‪ :‬حنان‪ ..‬حنان ‪ ..‬استيقظي يا حنان‪..‬‬ ‫األب‬
‫( تستيقظ حنان مذعورة )‪.‬‬
‫‪ :‬ال تخافي يا حنان ‪.‬‬ ‫األب‬
‫ت مريضة ؟‬
‫‪ :‬هل أن ِّ‬ ‫األم‬
‫‪ :‬كال‪ ..‬تتلمس ( أخاها وأمها وأباها بفرح )‪.‬‬ ‫حنان‬
‫بك يا حنان ؟‬
‫‪ :‬ما ِّ‬ ‫األب‬
‫‪ :‬لقد رأيت حلما مفزعا ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬ماذا رأيت ؟‬ ‫األب‬
‫‪ :‬رأيت ساحرة تشبه زليخة أعطتني قُفازين سحريين حولت بهما كييل‬ ‫حنان‬
‫شيء إلى ذهب حتى أنت يا عصام‪.‬‬
‫‪ :‬أنا‪..‬؟ ال أرجوك‪ ..‬أنا أحب أن أبقى إنسانا ً كما أنا‪.‬‬ ‫عصام‬
‫( تحضر األم كأسا ً من الماء فتشرب حنان منه )‪.‬‬
‫‪:‬وكيف حالك اآلن ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬أنا بخير‪ ( ..‬تنهض )‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬استريحي يا حنان ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬أنا في صحة جيدة ما رأيك يا ماما في الذهاب إلى السوق ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬اآلن ؟‬ ‫األم‬
‫‪ :‬نعم‪ ..‬أريد أن اشتري هدية ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬لكن المبلغ الذي معي ال يشتري ما تريدين ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬لم أعد أريد سوارا ً أو خاتما ً ‪.‬‬ ‫حنان‬

‫‪248‬‬
‫‪ :‬ماذا تريدين إذن ؟‬ ‫األم‬
‫‪ ( :‬تقترب من أمها وتهمس في أذنها ) ما رأيك يا ماما ؟‬ ‫حنان‬
‫‪ ( :‬فرحة ) هدية جميلة‪ ..‬هيا سنذهب سوية ‪.‬‬ ‫األم‬
‫( تخرج األم )‪.‬‬
‫‪ :‬ماذا ستشترين ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬لن أقول لك ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ ( :‬وهي ترتدي ثياب الخروج ) أسرعي يا حنان قبل أن يغلق السوق‬ ‫األم‬
‫)‪.‬‬
‫( تخرجان )‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد األخير‬

‫( المنظر السابق‪ ..‬تدخل حنان فرحة وهي تحمل علبيية كبيييرة ملفوفيية‬
‫بورق ملون تتبعها األم )‪.‬‬
‫‪ ( :‬تنادي ) بابا‪ ..‬بابا‪..‬‬ ‫حنان‬

‫‪249‬‬
‫( يدخل عصام )‪.‬‬
‫‪ :‬ماذا اشتريت يا حنان ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬سترى بعد قليل ‪ (..‬يدخل األب وتسرع حنان نحوه وتقدم إليه الهدية‬ ‫حنان‬
‫) تفضل يا بابا هذه الهدية‪.‬‬
‫‪ :‬لي أنا ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬نعم‪ ..‬افتح العلبة أرجوك ‪ ( ..‬يفتحها وتسيياعده حنييان ‪ ..‬يفاجييأ األب‬ ‫حنان‬
‫بوجود معطف له ) مبروك يا بابا‪ ..‬ما رأيك في لون المعطف ‪..‬؟ أنييا‬
‫اخترت هذا اللون‪.‬‬
‫‪ :‬شكرا يا ابنتي‪ ..‬ولكنك لم تشتر هديتك‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬هديتي أن أراكم في خير وسعادة‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬وسوار الذهب ؟‬ ‫عصام‬
‫‪ ( :‬تضحك ) الذهب ال يزين أحدا ً يا عصام ‪.‬‬ ‫حنان‬
‫‪ :‬هذا صحيح يا بنتي‪ ..‬أعمالنا هي التي تزيننا ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬ما رأيكم لو نخرج في مشوار ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬أنا موافق ‪.‬‬ ‫األب‬
‫‪ :‬وأنا أيضا ً ‪.‬‬ ‫األم‬
‫‪ :‬سأشتري لكم بوشارا ً على حسابي ‪.‬‬ ‫عصام‬
‫‪ :‬كريم‪ ..‬كريم‪ ..‬ما شاء هللا‪.‬‬ ‫حنان‬
‫( يضحك الجميع )‪.‬‬
‫( يخييرج الييراوي وتتعييالى الموسيييقا ‪ ..‬يبييدأ الجميييع بحركييات مرحيية‬
‫ويغنون معا األغنية التالية )‪..‬‬
‫ْ‬
‫اإلنسييييان‬ ‫هييييييييا هيييييا غنييييوا معنييييا الحييييييبُّ ربييييي ُع‬

‫ْ‬ ‫ين يجميييع مييياالً أو ذهبيييا ال يجنيييييي إال الخييييي‬


‫ييسران‬ ‫مييي ْ‬
‫‪250‬‬
‫ْ‬
‫حنييييان‬ ‫و كنييييوز العاليييييم تلقاهييييا إذ تميييينح حييييييبا ً و‬

‫يهييوى النح ي ُل رحيييق الزهي ِّير يهييوى المييو ُج عنيياق الصي ِّ‬
‫يخر‬

‫النهيير حكايييا القميير‬


‫ُ‬ ‫ير فضيياء الييدنيا يهييوى‬
‫يهييوى الطيي ُ‬

‫األرض دمييوع المطيير‬


‫ُ‬ ‫يهييوى الغييي ُم ركييوب الييريح تهييوى‬

‫ْ‬
‫اإلنسييييان‬ ‫حلييي َّيو كيييييي ُّل جمييييال الييييدنيا واألحلييييى هييييييذا‬

‫إظالم‬
‫النهاية‬

‫‪251‬‬
‫الغابة الخضراء‬

‫المشهد األول‬
‫( مرج أخضر‪ ..‬على جانبيه أشجار وأعشاب طويلة‪ ..‬المكييان جميييل‪..‬‬
‫يدخل شيخ األرانب وهو أرنب عجوز‪ ..‬يتقييدم المسييرح ويبييدأ بالتمهيييد‬
‫للحكاية )‪.‬‬
‫‪ :‬أهال بكم يا أطفال‪ ..‬أنا شيخ األرانب وهذه الغابة موطن لألرانب منييذ‬ ‫شيخ‬
‫القديم‪ ..‬عشت فيها مع رفاقي وأصدقائي منذ أعوام طويلة‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫األرانب‬
‫كنت صغيرا جرت معنا حكاية غريبة عجيبة‪ ..‬ما رأيكم لو شاهدنا معييا‬
‫هذه الحكاية؟‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫( يغني وتدخل مجموعة األرانب لتشترك معه في الغناء والرقص)‪.‬‬
‫المجموعة ‪:‬‬
‫الصغار‬
‫ْ‬ ‫في مسيييرح‬ ‫أحبابنا أهال بيييكم‬
‫األسييييرار‬
‫ْ‬ ‫كثيرة‬ ‫إليكم حكاييييية‬
‫األشييييجار‬
‫ْ‬ ‫بديع ِّة‬ ‫عيييين غاب ٍة جميل ٍة‬
‫جماعييييةُ األرانب‬ ‫فيها يييييعيش آمنا ً‬

‫كثييييير‬
‫ْ‬ ‫وعشبُهم‬ ‫وفييييير‬
‫ْ‬ ‫طعامه ُم‬
‫األشيييرار‬
‫ْ‬ ‫هاقد أتى‬ ‫الخطر‬
‫ْ‬ ‫وفجأة جيياء‬
‫مكار‬
‫ْ‬ ‫وثييييعلبٌ‬ ‫ذئبٌ عييجوز غاد ٌِّر‬
‫ْ‬
‫الحكاية‬ ‫بييييقي ِّة‬ ‫تييييأملوا أحبابنا‬
‫ْ‬
‫الحكاية‬ ‫تتييييمة‬ ‫تابعوا وشييياهدوا‬
‫(ينسحب الجميع مع المقطع األخير والموسيقى‪ ..‬إظييالم قليييل‪ ..‬إضيياءة‬
‫تدريجية ‪ ..‬يدخل شييعب األرانييب ميين جهييات المسييرح وهييم فييي حييذر‬
‫شييديد‪ ..‬يفحصييون المكييان بعناييية‪ ..‬يتييزعمهم أرنبيياد‪ ..‬ومعييه شييعب‬
‫األرانب‪ ..‬النطاط‪ ،‬أبو ديل‪ ،‬أبو فروة‪ ،‬أبو جزرة‪ ،‬أرنب‪ ،1‬ارنب‪.)2‬‬
‫‪ :‬ال بأس‪ ..‬توقفوا يا أصدقاء ‪ ..‬المكان خا ٍل من األعداء‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪( :‬متذمراً) فييي الحقيقييية ‪ ..‬هييذه الغابيية لييم تعييد آمنيية منيذُ قييدوم الييذئب‬ ‫أرنوب‬
‫والثعلب إليها‪.‬‬
‫‪ :‬أنا ال يهمني إال األكل‪ ..‬أنا جائع‪ ..‬سأبدأ باألكل (يبدأ) هم‪ ..‬هم‪ ..‬هم‪..‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬وأنا أيضا ً أحب القفز (يبدأ بالقفز)‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪( :‬بصوت حازم) توقف يا أبو جزرة عن الطعام وأنييت يييا نطيياط‪ ..‬ليين‬ ‫أرنوب‬
‫ي واحد قبل تنظيم الحراسة‪.‬‬
‫يأكل أ ُّ‬
‫أبو جزرة ‪ :‬أنا جائع جداً‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫‪ :‬تنظيم الحراسة قبل أي شيء‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫نحرس أكثر مما نأكل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صرنا‬
‫يوم حراس ِّة‪ْ ..‬‬
‫‪ :‬حراسة‪ ..‬حراسة‪ ..‬كل ِّ‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬الحراسة ضرورية حتى نتجنب خطر الثعلب والذئب‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬في الحقيقية هذه الغابة لم تعد تعجبني‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬غابتنا أجمل غابة في هذه البالد ويجب أن نحرسها‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬أنا حرست البارحة‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬وأنا حرست قبل البارحة‪.‬‬ ‫أبو ذيل‬
‫‪ :‬وأنا حرست قبل قب ِّل البارحة‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫دور الحراسة هذا اليوم على أرنوب‪.‬‬
‫أبو جزرة ‪ُ :‬‬
‫‪ :‬هذا صحيح‪ ..‬دور الحراسة عليك يا أرنوب‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬ال‪ ..‬ليس دوري‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬بل دورك يا أرنوب‪ ..‬أنت لم تحرس منذ عشرة أيام‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬أنا أكره الحراسة‪ ..‬وربما رحلت قريبا عن هذه الغابة‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬أتريد الرحيل عن هذه الغابة؟‬ ‫أرنباد‬
‫‪ ( :‬مترددا ً ) نعم ولكن ليس اآلن ‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬أنا لن أرحل أبداً‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬وأنا أيضا ً ‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬وأنا‪.‬‬ ‫أرنب ‪2‬‬
‫‪ :‬ما دمت معنا فعليك االلتزام بقانون الجماعة‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬ماذا تريد مني ؟‬ ‫أرنوب‬
‫واحرس الجميع أثناء انشغالهم بالطعام‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ :‬قم بواجبك‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬حاضر‪ ..‬سمعت‪ ..‬وأين عصا الحراسة ؟‬ ‫أرنوب‬

‫‪254‬‬
‫‪ :‬خذ‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫( يعطيه عصا الحراسة فيييجلس أرنييوب بملييل علييى صييخرة فييي يمييين‬
‫المسرح وتبدأ بقية األرانب باألكل مع الغناء والمرح والقفز)‪.‬‬

‫األخضر نسعى‬
‫ِّ‬ ‫فوق العشب‬ ‫‪ :‬ما أحلى هييذا المرع ْى‬ ‫الجميع‬
‫يغني‬
‫الطير‬
‫ُ‬ ‫الغصن يشدو‬
‫ِّ‬ ‫فييوق‬ ‫النهر‬
‫ُ‬ ‫أرض يجري فيييييها‬
‫ٌ‬
‫ْ‬
‫لكن نحذر غييدر الثعلبْ‬ ‫ْ‬
‫نأكل نلعبْ‬ ‫نركض‬
‫ْ‬ ‫هيا‬
‫غدر الثعلب ‪..‬‬
‫(يستمر األرانب بعييد األغنييية باألكييل والمييرح‪ ..‬أرنييوب يحييرس بملييل‬
‫ويبدو عليه النعاس فيتثاءب‪ ..‬يقترب منه أبو جييزرة وهييو يأكييل بيينهم‪..‬‬
‫يناديه أرنوب)‪.‬‬
‫‪ ( :‬بصييوت خافييت ) هيييه‪ ..‬أبييو جييزرة‪ ..‬أبييو جييزرة‪ ..‬أال تسييمعني‪..‬‬ ‫أرنوب‬
‫(يتوقف أبو جزرة عن الطعام)‪ ..‬اقترب قليالً‪.‬‬
‫‪ :‬ما بك يا أرنوب‪..‬؟ ماذا تريد مني؟‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫(يشير أرنوب إلى أبو جزرة أن يقترب أكثر فيقترب)‪.‬‬
‫‪ :‬لقد شغلتني عن الطعام‪ ..‬هيا قل ماذا تريد؟‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬أنا نعسان يا أبو جزرة‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫أبو جزرة ‪ ( :‬ساخرا ً ) نعسان‪ ..‬وهل أنا مخدة‪..‬؟!‬
‫‪ :‬ما رأيك لو تأخذ مكاني في الحراسة ؟‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬ال يا شاطر ‪.‬‬
‫‪ :‬اسمع يا أبو جزرة‪ ..‬سأعطيك جزرة كبيرة ولذيذة‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬جزرة كبيرة‪ ..‬أين هي‪..‬؟‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ ( :‬يخرج من عبه جزرة كبيرة حمييراء ) انظيير‪ ..‬مييا رأيييك‪..‬؟ أليسييت‬ ‫أرنوب‬
‫لذيييذة‪..‬؟ ( يحيياول أبييو جييزرة أخييذها فيخبئهييا أرنييوب ) ال‪ ..‬ال‪ ..‬ليين‬
‫‪255‬‬
‫تحصل عليها قبل أن تقف مكاني‪.‬‬
‫‪ :‬سيغضب أرنباد مني‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬ال تقلق سأقول له بأني مريض‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬هات الجزرة‪.‬‬
‫‪ :‬خذ عصا الحراسة أوالً‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫( يتناول أبو جزرة عصييا الحراسيية فيعطيييه أرنييوب الجييزرة ويسييتلقي‬
‫قرب الصخرة وينييام‪ ..‬يجلييس أبييو جييزرة علييى الصييخرة ويبييدأ بقضييم‬
‫الجزرة بنهم ناسيا كل شيء حولييه‪ ..‬يييدخل الثعلييب متسييلال ميين الجهيية‬
‫التي ينام فيها أرنوب‪ ..‬يتنبه أرنباد لدخول الثعلب فيصرخ فييي األرنييب‬
‫)‪.‬‬
‫‪ ( :‬صارخا ً ) الثعلييب‪ ..‬الثعلييب يييا أصييدقاء‪ ..‬اتركييوا المكييان‪ ..‬اتركييوا‬ ‫أرنباد‬
‫المكان‪.‬‬
‫( يهيياجم الثعلييب أرنييوب وأبييو جييزرة ويمسييك بهمييا بينمييا يهييرب بقييية‬
‫األرانب )‪.‬‬
‫‪ :‬النجدة‪ ..‬آه‪ ..‬آه‪ ..‬النجدة‪..‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬حظي جيد‪ ( ..‬يضحك ) أرنبان في ضربة واحدة‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫( أبو جزرة يتابع االستغاثة مع أرنوب )‪.‬‬
‫‪ :‬اسكتا أيها األرنبان الكسوالن‪ ..‬لن يسمعكما أحد‪ ..‬لقد هربوا جميعياً‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫(يضحك)‪.‬‬
‫يعيف ومسييكين‪ ..‬سييأفعل كييل مييا تطلبييه‬
‫‪ :‬اتركني أرجوك‪ .‬أنا أرنب ضي ٌ‬ ‫أرنوب‬
‫مني‪.‬‬
‫‪ ( :‬يتأملهما ثم يجسهما ) أنت ( يشير إلى أبييو جييزرة ) سييتكون لوجبيية‬ ‫الثعلب‬
‫الغداء‪ ..‬وأنت ( يشييير إلييى أرنييوب ) سييتكون لوجبيية العشيياء‪( ..‬يييدخل‬
‫أثناء ذلك الذئب ويستمع إلى الحديث)‪.‬‬
‫‪ ( :‬وهييو يقييبض علييى عنييق الثعلييب ويهزهييا )‪ ..‬أيهييا اللعييين الميياكر‬ ‫الذئب‬

‫‪256‬‬
‫الطماع‪ ..‬أرنب لغدائك وآخر لعشائك‪ ..‬وأنا‪ ..‬ماذا تركت لي‪..‬؟‬
‫‪ ( :‬بصوت مخنوق ) حصتك مضمونة يا سيدي الذئب‪( ..‬يييتخلص منييه‬ ‫الثعلب‬
‫ويخفي أبو جييزرة)‪ ..‬ولكيين اقسييم لييك إنييي لييم اصييطد إال هييذا األرنييب‬
‫الهزيل‪.‬‬
‫‪ :‬ابتعد أيها المحتال (يدفعه ويخرج أبو جزرة) هل تظن بأنييك تسييتطيع‬ ‫الذئب‬
‫خداعي‪.‬‬
‫‪ ( :‬مصطنعا الدهشة ) ما هذا‪..‬؟ أرنب آخر‪ ..‬أقسم لك بلحية جدي أبييي‬ ‫الثعلب‬
‫الثعالب بأني لم أر هذا األرنب إال اآلن‪.‬‬
‫‪ :‬تريد خداعي‪..‬؟ هل نسيت يا أحمق بأني سيد هذه الغابة‪..‬؟‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬طبعا يا سيدي طبعاً‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬هيا أحمل معي هذين األرنبين‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬إلى أين‪..‬؟‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬إلى بيتي طبعاً‪ ..‬األول لغدائي والثاني لعشائي‪( ..‬يضحك)‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬وحصتي‪..‬؟‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬لن تأخذ شيئا ً ألنك خدعتني وكذبت علي‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬ولكن يا سيدي الذئب أنا ‪...‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ ( :‬يضربه ) اخرس واحمل معي هذا األرنب‪( ..‬يشير إلى أرنوب)‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫‪ ( :‬مخاطبا ً الجمهور ) اللعنة على هذا الذئب‪ ..‬كلما صييدت شيييئا أخييذه‬ ‫الثعلب‬
‫هذا اللعين مني بالقوة‪.‬‬
‫‪ :‬هيا أسرع‪( ..‬يقتييرب الثعلييب ميين األرنييب السييمين أبييو جييزرة لحملييه‬ ‫الذئب‬
‫فينهره الذئب)‪ ..‬ها‪ ..‬ها‪ ..‬تريد خداعي مرة أخرى‪ ..‬قلت لك احمل هذا‬
‫األرنب‪.‬‬
‫‪ :‬حاضر‪ ..‬حاضر‪ ( ..‬يحمل أرنوب)‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬سر من هنا أمامي وإياك أن تهرب‪.‬‬ ‫الذئب‬

‫‪257‬‬
‫( يحمل الذئب األرنب أبو جزرة ثم يخرج الحقا بالثعلب)‪.‬‬
‫( يدخل أرنباد من الجهة الثانية بحذر يتبعه بقية األرنب )‪.‬‬
‫‪ :‬نجونا بأعجوبة‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ ( :‬يتفقد المجموعة ) أين أبو جزرة‪..‬؟ أين أرنوب‪..‬؟‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬شاهدتُ الثعلب يقبض عليهما‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬الحق على أرنوب‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬كان نائماً‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬يجب إنقاذهما‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬هذا مستحيل‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬لن نترك أصدقاءنا طعاما ً للثعلب‪..‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬موافقون‪ ..‬موافقون‪..‬‬ ‫الجميع‬
‫‪ :‬هيا‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫( يبدأ الجميع بالنداء وهم خارجون‪ :‬أبو جزرة‪ ..‬أرنوب‪ ..‬أبو جزرة‪..‬‬
‫وتردد الغابة صدى النداء )‪.‬‬
‫إظالم‬
‫المشهد الثاني‬

‫( منظيير فييي الغابيية أو المنظيير السييابق مييع تعييديالت فييي الصييخور‬


‫واألشجار تدل على تغير المكان)‪.‬‬
‫( يدخل الثعلب حامال أرنوب‪ ..‬يتبعه الذئب حامال أبييو جييزرة‪ ..‬يتوقييف‬
‫الثعلب متظاهرا بالتعب)‪.‬‬
‫‪ :‬آه‪ ..‬آه‪ ..‬أنا تعبت‪.‬‬ ‫الثعلب‬

‫‪258‬‬
‫‪ :‬لماذا توقفت يا أحمق‪..‬؟‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬أنا تعبت سأستريح قليالً ‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬مسافة قصيرة ونصل إلى بيتي‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬ال‪ ..‬ال‪ ..‬بيتك ما زال بعيداً‪( ..‬يضع أرنوب على األرض) آه‪ ..‬آه‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ ( :‬مستسلما ً وهو ينزل أبو جزرة ) حسنا أيها اللعين‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫( يقوم الذئب بربط األرنبين مع بعضييهما ويضييعهما قربييه ثييم يسييتريح‬
‫ناظرا إلى الثعلب بريبة وشك‪ ..‬الثعلب يتظاهر بعدم المباالة والنعاس‪..‬‬
‫يتثاءب فيتثاءب معه الذئب‪ ..‬يتظاهر الثعلب بالنوم فينام الذب مطمئنا‪..‬‬
‫ينهض الثعلب فجأة‪ ..‬يروح ويجيء مفكرا‪ ..‬يقترب من الجمهور)‪.‬‬
‫‪ :‬ماذا سأفعل‪..‬؟ حياتي صارت جحيما‪ ..‬هذا الذئب اللعين يغتصب مني‬ ‫الثعلب‬
‫معظييم مييا أصيييد‪ ..‬كيييف أتخلييص منييه‪..‬؟ كيييف أتخلييص منييه‪..‬؟ آه لييو‬
‫تخلصت منه ألصبحت سيد هذه الغابة‪ ..‬أصيد ما أشاء‪ ..‬أفطر أرانب‪..‬‬
‫أتغذى أرانب‪ ..‬واتعشى أرانب‪ ..‬ولكن كيف‪..‬؟ كيف أتخلييص ميين هييذا‬
‫الذئب العجوز‪( ..‬فجأة)‪ ..‬آه‪ ..‬جاءتني فكرة‪ ..‬حيليية بارعيية‪ ..‬سييأتخلص‬
‫بها من هذا الذئب اللعين‪.‬‬
‫( يخرج قليالً ثم يعييود ومعييه حزميية ميين الجييزر‪ ..‬يتقييدم ميين األرنبييين‬
‫المذعورين محاوالً التودد إليهما)‪.‬‬
‫‪ :‬مرحبا ً أيها الصديقان‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫(يحاوالن االبتعاد بخوف)‪.‬‬
‫اتركنا أرجوك‪ ..‬ال تأكلنا‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬كيف آكلكم وأنا صديقكم المخلص‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬أنت صديقنا ‪..‬؟!‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬نعم‪ ..‬نعم سوف أطلق سراحكما‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬إذا أطلقت سراحي فسوف أخدمك طوال عمري‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬هل ستطلق سراحنا حقا ؟‬ ‫أبو جزرة‬

‫‪259‬‬
‫‪ :‬طبعاً‪ ..‬طبعاً‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬شكرا لك أيها الثعلب الطيب‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬أنا لست عدوكم‪ ..‬خذوا هذا الجزر هدية لكم‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬ولكن‪ ..‬لماذا كنت تهاجمنا وتأكل رفاقنا‪..‬؟‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ ( :‬يتظاهر بالبكاء ) أنا‪ ..‬أنا‪ ..‬أبدا‪ ..‬أقسم لكم بأن الذئب هو الذي كييان‬ ‫الثعلب‬
‫يجبرني على ذلك‪ ..‬وإذا رفضت أوامره يعضني ويضربني‪.‬‬
‫( يتململ الذئب في نومه فيسرع الثعلب ويفك قيد األرنبين)‪.‬‬
‫‪ :‬اهربا حاالً قبل أن يستيقظ الذئب‪ ..‬بلغييا سييالمي لألرانييب وقييوال لهييم‬ ‫الثعلب‬
‫بأن الثعلب يتمنى صداقتكم من كل قلبه‪.‬‬
‫‪ :‬شكرا ً لك أيها الصديق العزيز‪ ..‬شكرا ً لك‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬سأزوركم قريبا ً ومعي جزر كثير‪ ..‬مع السالمة‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬هيا يا أرنوب ‪.‬‬
‫( يركضان وهما ال يصدقان بنجاتهما )‪.‬‬
‫‪ :‬واآلن يجب أن أسييتخدم عقلييي‪ ( ..‬يصييرخ فجييأة ) األرانييب هربييت‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫هربت األرانب‪.‬‬
‫(يبكي‪ ..‬ينهض الذئب مذعورا ثم يقبض على عنق الثعلب)‪.‬‬
‫‪ :‬أين األرانب أيها اللص األحمق ؟‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬هربت وأنت نائم‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬ولماذا لم تطاردهم؟‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬طاردتهم يا سيدي حتى أسفل الوادي عند البئر‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬وبعد ذلك‪ ..‬ماذا حدث‪..‬؟‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬فجأة‪ ..‬خرج علي من البئر ذئب كبير وضربني وقال لييي‪ :‬اتييركهم يييا‬ ‫الثعلب‬
‫مكار إنهم في حمايتي‪ ..‬ثم أمسك بهما‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫‪ :‬ألم تقل له بأنهما ملكي أنا ؟‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬قلت يا سيدي ولكن الذئب شتمك وسبك وقال‪ :‬إن سيدك ذئييب عجييوز‬ ‫الثعلب‬
‫وضعيف وجبان‪ ..‬وأنا أتحداه‪.‬‬
‫‪ :‬كفى‪ ..‬كفى‪ ..‬أين يسكن هذا الذئب؟‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬في البئر يا سيدي ‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬سوف يعرف من أنا‪ ..‬هيا نذهب إليه بسرعة‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫‪ :‬ال يا سيدي‪ ..‬األفضل أن نذهب إليه غدا حتى تفاجئييه‪ ..‬أمييا اآلن فهييو‬ ‫الثعلب‬
‫مستعد لقتالنا‪.‬‬
‫‪ ( :‬يفكر ) ‪ ..‬هذا صحيح‪ ..‬غدا سيعرف من أنا‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫( يخرجان )‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثالث‬
‫( المنظر سييهل فسيييح أخضيير علييى جانبييه بعييض الشييجيرات‪ ..‬يييدخل‬
‫أرنباد يتبعه بقية األرانب وهم في حالة حذر وترقب بعضهم ينييادي‪ :‬يييا‬
‫أرنوب‪ ..‬يا أبو جزرة )‪.‬‬
‫‪ :‬استريحوا قليال يا أصدقاء‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫(يتوقفون وبعضهم يراقب مدخل المسرح)‪.‬‬
‫‪ :‬بحثنا كثيرا ً ولم نجدهما‪.‬‬ ‫أبو فروة‬

‫‪261‬‬
‫‪ :‬لقد صارا في بطن الثعلب‪.‬‬ ‫أرنب ‪2‬‬
‫‪ :‬ال‪ ..‬قلبي يقول‪ :‬إنهما ما زاال في خير وأمان‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫( تسمع جلبة وصياح أبو جزرة وأرنوب‪ ..‬يا أصدقاء‪ ..‬يا أصدقاء)‪.‬‬
‫‪ :‬انظروا‪ ..‬انظروا من القادم؟‬ ‫أرنباد‬
‫( يدخل أرنوب يتبعييه أبييو جييزرة وهمييا يركضييان‪ ..‬يسييتقبلهما الجميييع‬
‫بفرح ويعانقونهما)‪.‬‬
‫‪ ( :‬فرحا ً ) كيف هربتما من الثعلب؟‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬نحن لم نهرب‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬لم تهربوا‪ ..‬كيف أتيتم أذن؟‬ ‫أرنباد‬
‫‪ ( :‬منبها ً ) صديقي الثعلب أطلق سراحنا ‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬وأرسل معنا هذا الجزر‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬خذوا وكلوا هدية صديقي الثعلب‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫( يبدأ بقضم جزرة وأبو جزرة يقضم واحدة أخرى )‪.‬‬
‫‪ ( :‬وهو يأكل بنهم ) إنه لذيذ‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫( يتراكض الجميع ما عدا أرنباد ألكل الجزر ويتخاطفونه وأبييو جييزرة‬
‫يحاول منعهم)‪.‬‬
‫‪ ( :‬ينادي بصوت حاسم وقوي ) توقفوا جميعا عن األكل واتركوا هدية‬ ‫أرنباد‬
‫األعداء حاالً‪.‬‬
‫( يتراجع الجميع ما عدا أرنوب وأبو جزرة وأرنب ‪.) 2‬‬
‫‪ :‬ولكن لماذا ؟‪ ..‬إنه جزر لذيذ‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬الثعلب صديقنا‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬الثعلب عدونا والعدو ال يقدم الهدايا إال لهدف شرير‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ ( :‬متذمرا ً ) الثعلب ليس عدواً‪.‬‬ ‫أرنوب‬

‫‪262‬‬
‫‪ :‬الثعلب ليييس عييدوا !‪ ..‬مي ْن الييذي كليين يفتييرس اخوتنييا ؟‪ ..‬ميين الييذي‬ ‫أرنباد‬
‫نهشت أنيابه صغارنا ؟‪.‬‬
‫‪ :‬الثعلب مظلوم‪ ..‬أنتم ال تعرفون الحقيقة‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬حقيقة ‪..‬؟! وهل عند األشرار حقائق‪..‬؟‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬نعييم‪ ..‬الثعلييب مظلييوم‪ ..‬والييذئب هييو الييذي كييان يجبييره علييى صيييد‬ ‫أرنوب‬
‫األرانب‪.‬‬
‫‪ :‬ثم ينتزع منه الصيد بالقوة‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬وإذا رفض كان الذئب يعضه ويضربه‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬وهل صدقتم هذا الكالم ؟‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬نعم‪ ..‬ألنه أطلق سراحنا‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬وأعطانا جزرا ً لذيذا ً ‪.‬‬
‫‪ :‬الذئب عدو والثعلب عدو ‪...‬وال بد أن في األمر حيلةً وخدعة‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫( يصرخ ) الثعلب‪ ..‬الثعلب‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫( يتوارى األرنب بسرعة‪ ..‬يظهر الثعلب من طرف المسرح وقد ربييط‬
‫رأسه وذراعه بضماد ويمشي متوكأ على عكاز )‪.‬‬
‫‪ ( :‬متألم يا ً ) آه‪ ..‬آه‪ ..‬يييا أصييدقائي ‪..‬آه‪ ..‬يييا أصييدقائي األرنييب‪ ..‬أييين‬ ‫الثعلب‬
‫انتم‪..‬؟ ( يخرج أرنوب مترددا ً )‪ .‬تعييال يييا صييديقي تعييال يييا أرنييوب‪..‬‬
‫تعييال يييا أبييو جييزرة‪ ..‬آه تعييالوا يييا أصييدقائي وانظييروا حييال صييديقكم‬
‫الثعلب‪ ..‬آه‪ ..‬آه‪ ..‬يا ذراعي‪ ..‬يا رأسي‪ ..‬اقتربوا‪ ..‬اقتربوا يا أصدقاء‪.‬‬
‫‪ ( :‬يظهيير وخلفييه بقييية األرانييب )‪ ..‬ابتعييد يييا أرنييوب‪ ..‬ابتعييد يييا أبييو‬ ‫أرنباد‬
‫جزرة‪ ..‬ال تصدقاه‪.‬‬
‫‪ ( :‬يقترب من الثعلب ) الثعلب صديقي سأساعده‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫( يساعده في المشي ويستريح الثعلب جالسا ً على إحدى الصخور وهييو‬
‫يتأوه ‪ ..‬يقترب منه أبو جزرة وأرنب ‪.) 2‬‬

‫‪263‬‬
‫‪ :‬انظروا يا أصدقاء ماذا فعل بي الذئب اللعين‪..‬؟‬ ‫الثعلب‬
‫‪ ( :‬باستغراب ) الذئب ‪..‬؟‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬لقد عضني وضربني ‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬لماذا ‪..‬؟‬
‫‪ :‬ألنني أطلقتُ سراحكما ( يبكي ) آه يا رأسي ‪ ..‬آه يا ذراعي‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬ال تحزن يا صديقي ‪ ..‬ال تحزن‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬يجب أن نتخلص من هذا الذئب ‪ ..‬ال يمكن أن نستريح حتييى نييتخلص‬ ‫الثعلب‬
‫من هذا الذئب‪.‬‬
‫‪ :‬اللعنة على هذا الذئب‪.‬‬ ‫أرنب ‪2‬‬
‫‪ :‬إذا تخلصنا منه سينتشر الحب والسالم بيننا‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬هذا صحيح‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬ولكن كيف ستقضي على هذا الذئب‪..‬؟ إنه قوي‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬أنتم ستساعدوني‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬نحن ‪..‬؟!‬
‫‪ :‬نعم يا أصدقائي أنتم‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬ال تصدقوا كالم هذا المحتال‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬سامحك هللا يا أرنباد‪ ..‬أنا أريد الخير لكم وتخليصكم من هذا الييذئب‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫وأنتم (يبكي) تشتمني ‪.‬‬
‫‪ :‬ال تحزن يا صديقي‪ ..‬أنا سأساعدك‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬وأنا ‪.‬‬
‫‪ :‬وأنا أيضاً‪.‬‬ ‫أرنب ‪2‬‬
‫‪ :‬شكرا ً يا أصدقائي شكراً‪ ..‬اقتربوا‪ ..‬يجب أن نضع خطة قوية للقضاء‬ ‫الثعلب‬
‫على الذئب‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫( يقترب أرنوب وأبييو جييزرة وأرنييب‪ 2‬ميين الثعلييب الييذي يبييدأ بشييرح‬
‫الخطة )‪.‬‬
‫‪ :‬اقفز يا نطاط بسرعة واستمع إلييى خطيية الثعلييب ‪ ..‬يجييب أن نعرفهييا‬ ‫أرنباد‬
‫جميعاً‪.‬‬
‫( يقفز النطاط ويتوارى بحيث يستمع إلى خطة الثعلب )‪.‬‬
‫‪ :‬هل رأيتم البئر العميقة في وادي شجرة السنديان‪..‬؟‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬نعم‪ ..‬نعم أعرفها‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬غدا في الصباح ستذهبون إلى هناك وتختبئون‪.‬‬ ‫الثعلب‬
‫( يكمييل الخطيية همسييا مييع حركييات ميين يديييه والنطيياط يسييتمع وعنييد‬
‫االنتهاء يعود النطاط إلى رفاقه مسرعا ً )‪.‬‬
‫( يغادر الثعلب المسرح مع أرنوب وأبو جييزرة وأرنييب ‪ 2‬وهييو يسييير‬
‫بشكل طبيعي ناسيا عكازه)‪.‬‬
‫‪ ( :‬يحمل عكازا ً ) يا له من مخادع ‪ ..‬هل رأيتم كيف كان يسير؟‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬كان يدعي بأن رجله مكسورة‪.‬‬ ‫أرنب‬
‫‪ :‬أخبرنا يا نطاط ما هي خطة الثعلب؟‬ ‫أرنباد‬
‫( تقترب المجموعة من أرنباد والنطاط يشرح لهييم خطيية الييذئب همسييا‬
‫مع موسيقى تغطي على الموقف )‪.‬‬
‫‪ :‬يا له من ثعلب ماكر‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬لقد خدع أصدقاءنا‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬ولكن لماذا يريد قتل الذئب ؟‬ ‫أرنب ‪1‬‬
‫‪ :‬حتى يصبح وحده سيد الغابة ويصيد ما يشاء‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬يجب إنقاذ األصدقاء‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬ولكن كيف؟‬ ‫النطاط‬

‫‪265‬‬
‫‪ :‬اسمعوا‪ ..‬عندي خطة أخرى تنقذ أصدقاءنا وتخلصنا من األعداء‪..‬‬ ‫أرنباد‬
‫( يقتربون منه ) سنذهب غدا إلى الوادي عند البئر‪ ..‬وهناك سنختبئ‪.‬‬
‫( يكمل الخطة همسا ً مع الموسيقى )‪.‬‬
‫‪ :‬خطة ذكية ‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬تحتاج إلى رفاق شجعان‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬أنا شجاع‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬وأنا شجاع أكثر‪.‬‬ ‫أرنب ‪1‬‬
‫( يغني الجميع مع الموسيقى )‪.‬‬
‫تجمعوا تجمعييوا‬ ‫‪ :‬هيا رفاقي أسيرعوا‬ ‫الجميع‬
‫ال تفزعوا ال تفزعوا‪.‬‬ ‫غدا لقا ُء عدونيييا‬
‫‪ :‬أنا سأقفز هكذا ( يقفز مهاجما ً )‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬وأنا سأهجم هكذا ( يهاجم )‪.‬‬ ‫أرنب ‪1‬‬
‫ال تكثروا الكالم‪.‬‬ ‫‪ :‬ال تكثروا الصياحا ً‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬هل ننتصر يا أرنباد؟‬ ‫أرنوب‬
‫ينتصر‬
‫ْ‬ ‫م ْ‬
‫ييين ال يخاف‬ ‫سننتصر‬
‫ْ‬ ‫ننتصر‬
‫ْ‬ ‫‪ :‬سييي‬ ‫أرنباد‬
‫األحرار‬
‫ْ‬ ‫يييييا موطن‬ ‫‪ :‬يييييا أرضنا الخضرا ْء‬ ‫الجميع‬
‫األشيييييرار‬
‫ْ‬ ‫ونبع ُد‬ ‫سنحميك‬
‫ِّ‬ ‫غييييييدا ً‬

‫األشيييييرار‬
‫ْ‬ ‫ونبع ُد‬ ‫سنحميك‬
‫ِّ‬ ‫غييييييدا ً‬

‫األشيييييرار‬
‫ْ‬ ‫ونبع ُد‬ ‫سنحميك‬
‫ِّ‬ ‫غييييييدا ً‬

‫( يخرج الجميع مع المقطع األخير )‪.‬‬


‫إظالم‬

‫‪266‬‬
‫المنظر األخير‬

‫( منظر في الغابة ‪ ..‬أشجار وكتل صخرية تصلح لالختباء‪ ..‬في طرف‬


‫المسرح إلى اليسار واألمام بئر ماء يرتفع بحدود ثمييانين سيينتمترا ً عيين‬
‫األرض‪ ..‬يييدخل أرنبيياد أوالً مييع رفاقييه بصييمت وحييذر وهييم يحملييون‬
‫العصي ويختبئون بين الصخور واألعشاب علييى يمييين المسييرح‪ ..‬بعييد‬
‫قليييل يييدخل أبييو جييزرة وأرنييوب وأرنييب ‪ 2‬ويختبئييون علييى يسييار‬

‫‪267‬‬
‫المسرح‪ ..‬يدخل الثعلب و الذئب خلفه يدفعه)‪.‬‬
‫‪ ( :‬يشير إلى الذئب بالصمت ) وصييلنا‪ ..‬هنييا يييا سيييدي‪ ( ..‬يشييير إلييى‬ ‫الثعلب‬
‫البئر ) يسكن عييدوك ذئييب الييوادي الييذي شييتمكم وتحييداكم‪ ..‬وضييربني‬
‫أيضا ً‪.‬‬
‫‪ :‬وهل رأيته يهبط البئر ؟‬
‫الذئب‬
‫‪ :‬طبعا ‪..‬ومعه األرنبان ‪.‬‬ ‫االثعلب‬
‫‪ :‬ابتعد‪ ..‬ابتعد‪ ..‬أريد أن أرى هييذا الجبييان‪ ..‬ولكيين الويييل لييك إذا كنييت‬ ‫الذئب‬
‫تكذب‪.‬‬
‫‪ :‬أقسم لكم بلحية جدي أبو الثعالب‪ ...‬بأنني صييادق‪ ..‬تعييال يييا سيييدي‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫وشاهد بنفسك‪ ( ..‬يقترب من البئر )‪ ..‬آه‪ ..‬ها هو يا سيدي‪ ..‬ها هو‪.‬‬
‫‪ :‬أين هو ‪..‬؟ ( يسرع للنظر داخل البئر ‪ ..‬يحدق )‪ ..‬أنا ال أرى شيئاً‪.‬‬ ‫الذئب‬
‫انحن يا سيدي‪ ..‬نعم‪ ..‬أكثر‪ ..‬أكثيير‪ ..‬هييا هييو‪ ..‬انظيير إنييه يمييد لسييانه‬
‫ِّ‬ ‫‪:‬‬ ‫الثعلب‬
‫ويسخر منك‪.‬‬
‫ُ‬
‫( ينحني الذئب أكثر‪ ..‬وأكثر‪ ..‬يشير الثعلب إلى أصدقائه من األرانب‪..‬‬
‫فيندفعون بسرعة ويدفعون الذئب داخل البئيير‪ ..‬فيسييقط وهييو يصييرخ‪..‬‬
‫يقفز الثعلب ويصفق فرحا مع أصدقائه )‪.‬‬
‫‪ ( :‬وهييو يفييرك يديييه ) اآلن تخلصييت ميين الييذئب وأصييبحتُ سيييد هييذه‬ ‫الثعلب‬
‫الغابة‪ ..‬شكرا ً يا أصدقائي شكراً‪ ..‬سأعطيكم مكافأة ثمينة ‪ ..‬ميين يحييزر‬
‫ما هي ؟‬
‫‪ :‬أنا عرفت‪ ..‬حزمة من الجزر ‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬ال‪ ..‬ال‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫‪ :‬حزمة من البرسيم ‪.‬‬ ‫أرنب ‪2‬‬
‫‪ :‬ال‪ ..‬ال‪ ..‬سييأقيم لكييم حفلييةً كبيييرة‪ ..‬وأضييع علييى المائييدة الفواكييه‬ ‫الثعلب‬
‫والخضار والحشائش والجزر األحمر‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫( يقترب األرانب منه وهم يحلمون‪ ..‬ينقض عليهم ويمسييك بهييم جميعييا‬
‫بقوة )‪.‬‬
‫‪ :‬كفاك مزاحا ً يا صديقي‪ ..‬أنت تؤلمني‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬أنا صديقك‪ ( ..‬يضحك ساخرا ً )‪ ..‬ما أطيب لحم األرانب ( يعضه )‪..‬‬ ‫الثعلب‬
‫آه ‪ ..‬آه‪..‬‬
‫‪ :‬اتركنا يا سيدي أرجوك ‪.‬‬ ‫أبو جزرة‬
‫‪ :‬اخرس يا أبو كرش‪ ..‬منذ اليوم سأشبع أرانب ‪ ..‬أصيد ما أشاء‪ ..‬ولييم‬ ‫الثعلب‬
‫يعد هناك ذئب يقاسمني ما أصيد‪ ( ..‬يضحك ) سأبدأ بأكل هييذا األرنييب‬
‫‪ ( ..‬يتردد ) ال‪ ..‬ال‪ ..‬هذا أوال‪ ..‬ال‪ ..‬ال‪..‬‬
‫أبو جزرة ‪ ( :‬صييارخا ً ) النجييدة‪ ..‬النجييدة‪ ..‬يييا أصييدقاء ‪ ..‬يييا أصييدقاء‪ ..‬النجييدة‪..‬‬
‫النجدة‪ ..‬يا أرنباد‪ ..‬يا نطاط‪..‬‬
‫( يخرج أرنباد فجأة مع مجموعة من األرنب وينهالون بالضييرب علييى‬
‫الثعلب من جميع الجهات‪ ..‬يتخلى بصييعوبة عيين األرنبييين ويييدافع عيين‬
‫نفسييه بيييأس‪ ..‬يتشييجع أبييو جييزرة وارنييب‪ 2‬ويشيياركون رفيياقهم بقت يال‬
‫الثعلب الذي يتراجييع هاربييا وهييو يتوعييد‪ ..‬يطييارده بعييض األرنييب ثييم‬
‫يعودون) ‪.‬‬
‫‪ :‬سامحني يا أرنباد‪ ..‬سامحوني يا أصدقاء ‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬كنا مخطئين ‪.‬‬
‫‪ :‬خدعنا كالم الثعلب وهداياه‪.‬‬ ‫أرنب‬
‫‪ :‬يجب أن ال يُخدع أحد بكالم العدو الجميل‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫أبو جزرة ‪ :‬لوال مساعدتكم لكنت اآلن في بطن الثعلب‪.‬‬
‫‪ :‬ربما هاجمنا الثعلب من جديد‪.‬‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬لن يجرؤ بعد أن نال عقابه ‪.‬‬ ‫أبو فروة‬
‫‪ :‬بل سيعود مادام يطمع في ضعفنا‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬ما العمل‪..‬؟ كيف نحمي غابتنا الخضراء ؟‬ ‫أرنب ‪1‬‬

‫‪269‬‬
‫‪ ( :‬يفكر ) سنحفر خنييدقا عميقييا يلتييف حييول هييذا المييرج األخضيير وال‬ ‫أرنباد‬
‫يستطيع الثعلب اجتيازه‪.‬‬
‫‪ :‬فكرة جميلة !‬ ‫النطاط‬
‫‪ :‬تحتاج إلى عمل كثير ‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫‪ :‬حين يعمل الجميع تزول كل المصاعب ‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫‪ :‬سأعمل معكم ‪.‬‬ ‫أرنوب‬
‫أبو جزرة ‪ :‬وأنا أيضا ً ‪.‬‬
‫‪ :‬هيا إلى العمل اآلن ‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫أبو جزرة ‪ :‬ما رأيكم لو نأكل أوالً ؟‬
‫‪ :‬سنأكل جميعا بعد العمل‪.‬‬ ‫أرنباد‬
‫( يتوزع الجميع العمل ويحفرون وهم يغنون )‪.‬‬

‫الحفر‬
‫ِّ‬ ‫هييا إلى‬ ‫‪ :‬رفاقنا هيا بينا‬ ‫أرنباد‬
‫الخطر‬
‫ِّ‬ ‫يحمي من‬ ‫نحفر خندقا‬
‫ُ‬ ‫بالعزم‬
‫‪ :‬أنيا سأحفر ها هنا ‪.‬‬ ‫أرنب ‪1‬‬
‫‪ :‬وأنا سأحفر من هنا ‪.‬‬ ‫أرنب ‪2‬‬
‫ْ‬
‫نشاط‬ ‫أعم ُل فيي‬ ‫ْ‬
‫النطاط‬ ‫‪ :‬أنييا أنيا‬ ‫النطاط ‪:‬‬
‫تغوص فيي الترابْ‬ ‫مييخالبي قيويةٌ‬

‫األحجار‬
‫ْ‬ ‫وأنييقل‬ ‫الصخور‬
‫ْ‬ ‫‪ :‬سيأنق ُل‬ ‫أبو فروة‬
‫األشييرار‬
‫ْ‬ ‫ونطر ُد‬ ‫ميعا سنحمي بيتنا‬
‫واغيفروا خطيئتي‬ ‫‪ :‬عفوا رفاقي سامحوني‬ ‫أرنوب‬
‫فوقعتُ في المصيب ِّة‬ ‫صدقتُ قيو ُل عد ِّونا‬

‫‪270‬‬
‫شكرا لكم أحبابنا‬ ‫أبو جزرة ‪ :‬شكرا ً لكيم رفاقنا‬
‫واعملوا بيال ْ‬
‫كلل‬ ‫‪ :‬هيا رفاقي أسرعوا‬ ‫أرنباد‬
‫واعملوا أنتم هينا‬ ‫احفروا أنتم هناك‬
‫اليوقيتُ للعمل‬ ‫‪ :‬ال وقيت للكالم‬ ‫الجميع‬
‫و اليمج ُد للعمل‬ ‫و المييج ُد للعمل‬

‫(النهاية)‬

‫‪271‬‬
‫الصيد الثمين‬

‫المشهد األول‬

‫( المسييرح خييال تمامييا‪ .‬تبييدأ الموسيييقى بالتصيياعد وهييي موسيييقى‬


‫المقدميية‪ ،‬تتصييف بالخفيية والمييرح ‪ .‬يييدخل الييراوي متراقصييا مييع‬
‫الموسيقى ثم يغني مرحبا ً باألطفال ويتتالى دخول الممثلين مشييتركين‬
‫بالغناء مع الراوي)‪.‬‬
‫أهالً بييكم أهالً‬

‫‪272‬‬
‫في مسيرح الفن‬
‫أحبابنا أنيييتم‬
‫العين‬
‫ِّ‬ ‫ب و‬
‫في القل ِّ‬
‫من أجلكم نسعى‬
‫من أجلكم نتعبْ‬
‫ْ‬
‫العين‬ ‫نيسر‬
‫َّ‬ ‫حتى‬
‫نسر القلبْ‬
‫َّ‬ ‫حتى‬
‫حينا ً نييغنيكم‬
‫ْ‬
‫لبسمة‬ ‫لنرسيم ا‬
‫حينا ً ننادييكم‬
‫ْ‬
‫الحكمة‬ ‫لتفهموا‬

‫ْ‬
‫الحكمة‪...‬‬ ‫لتفهموا‬

‫(ينسحب الراوي مع الممثلين وهم يرددون‪:‬‬


‫افهموا الحكمة‪ ..‬افهموا الحكمة )‪.‬‬
‫( صمت بسيط يعود الراوي حامالً كيس الحكايييات‪ ..‬يتجييول قليييالً‪..‬‬
‫يبدو عليه التعب‪ ..‬يجلس على صخرة أو على األرض )‪.‬‬
‫( يدخل أيمن من جهة ومها من جهة أخرى ويفاجئان الراوي )‪.‬‬
‫( بصوت واحد ) عمي الراوي ‪ ..‬عمي الراوي ‪.‬‬ ‫أيمن ومها ‪:‬‬
‫( ينهض مذعورا ) ما بكما ؟‪ ..‬أفزعتماني يا عفاريت ‪.‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫انتظرناك طويالً يا عم ‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬

‫‪273‬‬
‫ت إلى بلدتنا منذ مدة طويلة ‪.‬‬
‫لم تأ ِّ‬ ‫مها ‪:‬‬
‫أين كنت ؟‪.‬‬ ‫ايمن ‪:‬‬
‫أدور في هذه الدنيا الواسعة‪ ..‬أسييمع األخبييار أتأمييل أحييوال النيياس‪..‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫وأقص الحكايات على األطفال‪.‬‬
‫حكاياتك جميلة جدا‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫نريداآلن أن نسمع منك حكاية‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫تكون جديدة وجميلة ‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫أنا آسف ‪.‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫لماذا ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫لم يبق معي شيء‪.‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫ْ‬
‫ابحث‪ ..‬فتش في هذا الكيس‪.‬‬ ‫أرجوك‪..‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫( يفتش في الكيس ) آه ‪ ..‬حظكما جيد‪ ..‬بقيت معي حكاية واحدة‪.‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫ما هي ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫( يخرج القصة ويقرؤها ) حكاية الصيد الثمين‪.‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫( بصوت واحد يدل على خيبة األمل ) نعرفها ‪.‬‬ ‫أيمن و مها ‪:‬‬
‫تعرفونها ؟!‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫نعم‪ ..‬حكيتها لنا السنة الماضية‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫عندي فكرة‪.‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫ما هي ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫نحكي معا ً هذه الحكايات لألطفال ( يشير إلى األطفال الحضور )‪.‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫كيف ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫نمثلها أمامهم ‪.‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬

‫‪274‬‬
‫أنا رضيت ‪ ..‬سآخذ دور أيمن الشجاع‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫وأنا سآخذ دور مها الذكية‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫وبقية الممثلين ؟‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫( يخرج جميع أعضاء العمل المسرحي من أماكن مختلفة )‪.‬‬
‫( بصوت واحد ) جاهزون ‪.‬‬ ‫أعضاء الفرقة ‪:‬‬
‫( ترتفع الموسيقى ويبدأ فريق العمل بترتيب قطع الديكور واألثيياث‪..‬‬
‫ويجهزون المشهد األول‪ ..‬ويغني الجميع بشكل جماعي وإفرادي ) ‪:‬‬

‫كان ياميييا ْ‬
‫كان‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫الزمان‬ ‫فيييي قديم‬
‫ْ‬
‫جييييميلة‬ ‫مدينةٌ‬

‫ْ‬
‫السيييكان‬ ‫كثيرة ُ‬

‫فقير‬
‫ْ‬ ‫و شيييعبها‬
‫ْ‬
‫حرمان‬ ‫يعيش فييي‬
‫ُ‬
‫والنهر قييييربها‬
‫ُ‬
‫يجري فيييي ْ‬
‫أمان‬
‫ْ‬
‫حكاية‬ ‫معنا ليكم‬
‫األسيييرار‬
‫ِّ‬ ‫كثيرة ُ‬

‫عيين صياد فقير‬


‫األنهار‬
‫ِّ‬ ‫يصيد فييي‬
‫ْ‬
‫الذكية‬ ‫وعيين مها‬
‫أيميين الشجا ْ‬
‫ع‬ ‫ِّ‬ ‫و‬

‫‪275‬‬
‫ْ‬
‫الملك‬ ‫وعيين تاج‬
‫وقاسييم الطما ْ‬
‫ع‬
‫تابعوا تابعوا الحكاية‬
‫ْ‬
‫النهاية‬ ‫معنا حيتى‬
‫معنا حتى النهاية ‪..‬‬
‫( ينسحب الجميع وهم يرددون‪ ..‬تابعوا‪ ..‬تابعوا الحكاية‪ ..‬معنييا حتييى‬
‫النهاية)‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثاني‬

‫(بيت الصياد أبو أيمن‪ .‬أثيياث بسيييط‪ ،‬طاوليية خشييبية‪ ،‬كرسييي قييديم ‪،‬‬
‫شباك صيد معلقة‪ ،‬صندوق كبير في الزاوييية اليمنييى يصييلح الختبيياء‬
‫شخص فيه‪ .‬باب إلى اليمين يؤدي إلى داخل البيت وباب إلى اليسييار‬
‫يؤدي إلى خارج البيت‪ .‬يدخل أيمن وهييو يحمييل وعيياء زجاجييا ً فيييه‬
‫سمكة)‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫( مناديا ً ) مها‪ ..‬مها‪ ..‬تعالي‪ ..‬صدتُ سمكة جميلة‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫( تدخل مها وهي فتاة مرحة بسيطة المالبس)‪.‬‬
‫سمكة‪ ..‬أرني ( تتأمل السمكة ) مألت البيت بالصراخ من أجييل هييذه‬ ‫مها ‪:‬‬
‫السمكة الصغيرة‪.‬‬
‫هي صغيرة حقا ً ولكنها جميلة ‪..‬انظري ‪..‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫من أين اصطدتها ؟‬ ‫مها ‪:‬‬
‫من الساقية القريبة‪ ..‬أنا شاطر في الصيد مثل أبي‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫والدنا أشطر صياد في المدينة ‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫أتمنى أن يعود ومعه سمك كثير اليوم‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫( بقلق ) أخاف أن يعود بدون صيد كما عاد البارحة‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫أمر غريب‪ ..‬ألول مرة يعود أبي دون صيد‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ال أحب رؤيته أبدا ً وهو حزين‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫رجوته صباحا ً أن يسمح لي بالذهاب معه‪ ..‬ولكنه رفض‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫مع أني شاطر بالصيد كثيرا ً في الصنارة‪.‬‬
‫( تدخل األم‪ ..‬متوسطة العمر بسيطة المالبس )‪.‬‬
‫أنتما تلعبان هنا وأنا وحدي في المطبخ ( أليمن ) هل أطعمت الييديك‬ ‫األم ‪:‬‬
‫والدجاجات يا أيمن ؟‪..‬‬
‫( تالحظ وعاء السمك)‪.‬‬
‫أنت شاطر في اللعب فقط‪ ..‬اخرج اآلن وأدخل الدجاجات في القن‪.‬‬
‫( يخرج أيمن )‬
‫هاتي دفترك يا مها ‪.‬‬ ‫اآلن ‪:‬‬
‫( تجلب مها الدفتر‪ ..‬تتأمله األم وتقلب صفحاته ) ‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫عظيم‪ ..‬عظيم‪ ..‬لقد قلت أخطاؤك‪.‬‬
‫سأحاول أن أتعلم أكثر‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫أتمنى لو كان في حارة الصيادين مدرسة يتعلم بها كل األطفال‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ولماذا ال يوجد مدرسة في حارتنا ؟‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫الصيادون فقراء والملك ال يريد العلم ألوالدهم ‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫( يدخل أيمن )‪.‬‬
‫أف من هذا الديك الشيطان‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ماذا فعل ؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ْ‬
‫أكلت ودخلت القن إال الديك‪ ..‬رفييض الييدخول وصييار‬ ‫كل الدجاجات‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫يقفز حولي ويركض‪.‬‬
‫أنت علمته الشيطنة وسميته عفريتاً‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫تصييوري يييا مامييا صييار الييديك العفريييت يعييرف جميييع الغربيياء‬ ‫مها ‪:‬‬
‫ويهاجمهم إذا اقتربوا من القن‪.‬‬
‫(موسيقى حزينة وهادئة ‪ ،‬يدخل األب صياد في األربعين ميين العميير‬
‫تبدو عليه عالمات الحزن واليأس‪ ،‬على كتفييه شييبكة‪ ،‬وفييي يييده سييلة‬
‫من القش)‪.‬‬
‫(وهي تسرع لتساعده) تأخرت يا أبو أيمن‪ ..‬قلبنا مشغول عليك‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(يقترب األوالد من السلة فيجدانها فارغة فيبتعدان حزينين)‪.‬‬
‫سأجهز لك طعاماً‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ال حاجة يا أم ايمن‪ ..‬أنا ال أشعر بالجوع‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يحمل وعاء السمك) بابا‪ ..‬بابا انظر‪ ..‬أمسكت سمكة جميلة‪.‬‬ ‫ايمن ‪:‬‬
‫صادها أيمن من الساقية‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫(يتأمل األب السمكة ويبتسم‪ ..‬ثم يعيدها بصمت)‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫بابا أرجوك ال تحزن‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫غدا ً ستعود ومعك سمك كثير‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫اتركوا أباكم يا أوالد‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫اتركيهم يا أم أيمن‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ال تحزن يا أبو أيمن سيزول هذا النحس عن الصيادين قريباً‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫أخاف أن تطول هذه الحالة‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫تطول ؟ وهل هرب السمك من النهر ؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫السمك لم يهرب ‪....‬ولكن‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ماذا حدث ؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫أمر لملك يمنع الصيد في النهر‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(باستغراب) الملك‪ ..‬لماذا؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫منذ أيام كان الملك يتنزه بزورقه في النهيير وفجييأة اصييطدم الييزورق‬ ‫األب ‪:‬‬
‫بصخرة فانقلب بمن فيه وسقط الملك وتاجه في النهر‪.‬‬
‫هل غرق الملك ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ال‪ ،‬أنقذه العسكر من الغرق‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫والتاج ؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫من سوء حظنا أن التاج بقي في أسفل النهر‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ألم يفتش العسكر عن التاج ؟‬ ‫مها ‪:‬‬
‫فتشوا كثيرا ً ولكنهم لم يجدوا شيئاً‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫وما عالقة الصيادين بتاج الملك حتى يمنعهم من الصيد؟‬ ‫األلم ‪:‬‬
‫أصدر الملك أمرا بمنع الصيد في النهر حتى يجد التاج‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫أال يوجد أمكنة أخرى للصيد ؟‬ ‫مها ‪:‬‬

‫‪279‬‬
‫هذا األمر يا بني يحتاج إلى سفينة صيد كبيرة‪ ..‬والصيادون فقراء ال‬ ‫األب ‪:‬‬
‫يملكون ثمنها‪.‬‬
‫هل تاج الملك من الذهب يا أبي ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫نعم من الذهب والجواهر أيضاً‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫كيف اشتراه الملك ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫آه يا أوالد لو تعرفون كيف جمع الملك الظالم ثمنه من أفراد الشعب‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫كيف ؟‬ ‫مها ‪:‬‬
‫ظل عساكره شهورا ً عديدة يجبييرون النيياس علييى دفييع المييال بالشييتم‬ ‫األب ‪:‬‬
‫والضرب واإلهانة حتى جمعوا ثمنه‪.‬‬
‫وهل سيرضى الملك البقاء بدون تاج ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ال أدري‪ ..‬هذا الملك سيجن إذا لم يجد التاج‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يُسمع طرق شديد على الباب‪ ..‬وصوت التاجر قاسم)‪.‬‬
‫(من خارج المنزل) افتح الباب يا أبو أيمن‪.‬‬ ‫التاجر قاسم ‪:‬‬
‫افتح الباب يا أيمن‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يخييرج أيميين لفييتح البيياب‪ ..‬يييدخل التيياجر بسييرعة وكأنييه متهيييئ‬
‫للشجار)‪.‬‬
‫أخيرا ً وجدتك يا أبو أيميين‪ ..‬يييا رجييل أييين أنييت؟ ميير يومييان ولييم أر‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫وجهك الجميل ‪ ..‬كنت تمر على دكيياني وتعطينييي حقييي ميين السييمك‬
‫أجرة البيت‪ ..‬فأسكت‪ ..‬أما اآلن فال أرى وجهك‪.‬‬
‫أرجوك يا قاسم اترك زوجي إنه متعب‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫وحقي‪ ..‬أجرة البيت من يعطيني إياها‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫دعه يا رجل ماذا تريد منه؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫( بسخرية) ال شيء‪ ..‬ال شيء أبدا‪ ..‬يبدو أنييك نسيييت أن هييذا البيييت‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ملكي أنا وزوجك قد وعدني بنصف ما يصيد كل يوم‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫اصبر علينا قليالً يا قاسم‪ ..‬األحوال سيئة‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫سيئة أم غير سيئة‪ ..‬أريد حقي‪ ..‬ماال أو سمكا أو أي شيء‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫قلت لك األحوال صعبة هذه األيام ‪...‬أال تفهم؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ال أفهم وال أريد أن أفهم‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫أنت غني جدا وبيتك مليء بالمال والذهب‪ ..‬وتطالبنا بأجرة البيت!‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫بيتي مليء بالمال والذهب‪ ..‬من قال لك هذا ؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫كل أهل المدينة يعرفون أنك طماع وبخيل وال تشبع من جمييع المييال‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫أبدا‪.‬‬
‫أنا‪ ..‬أنا بخيل وطماع‪ ..‬أتسمعون ولدكم‪ ..‬يشتمني وفي بيتييي أيضييا‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫وهللا سأطردكم منه‪.‬‬
‫عشرون سنة ونحن نييدفع لييك األجييرة‪ ..‬دفعنييا أكثيير ميين ثميين البيييت‬ ‫األم ‪:‬‬
‫بكثير‪.‬‬
‫ما شيياء هللا‪ ..‬مييا شيياء هللا‪ ..‬جميييعكم متييآمرون وتطمعييون فييي بيتييي‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ومالي‪ ..‬وهللا سأجعل العساكر يطردونكم منه حاال‪.‬‬
‫( يهم بالخروج )‬
‫( يعترض طريقه ) مهال‪ ..‬مهال يا قاسم‪ ..‬حقُّك محفوظ عندي‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫أنت لم تعطني شيئا منذ أيام يا أبو أيمن‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ألني لم أصطد شيئا منذ ايام‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫وما ذنبي أنا‪..‬؟ أريد حقي‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫الملك كما تعلم قد منع الصيد في النهر من أجل التاج‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ألم يجدوه حتى اآلن ؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ال ‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫( يحلم ) رأيتُ التاج مرة فوق رأس الملييك يلمييع مثييل الشييمس‪ ..‬آه‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬

‫‪281‬‬
‫آه‪ ..‬ليتني أجده‪.‬‬
‫وماذا ستفعل به ؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫أخبئه في أقوى صندوق عندي‪ ..‬ولن يراه أحد غيري‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( بتهكم ) إذا وجدنا هذا التاج فلن نعطيه لغيرك اطمئن يا قاسم‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫اسمع ( يهمس ) إذا وجده أحد فأنا مستعد لشرائه‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يدفعييه باتجيياه البيياب ) كيين مطمئنييا يييا قاسييم فسيييكون التيياج ميين‬ ‫األب ‪:‬‬
‫نصيبك‪ ..‬إذا وجدناه‪.‬‬
‫( يدفعه ) مع السالمة‪ ..‬مع السالمة‪.‬‬
‫( عائدا ) ال تنس يا أبو أيمن أريد حقييي علييى آخيير درهييم‪ ..‬سييأعود‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫غدا‪ ..‬ال تنس حقي‪.‬‬
‫أف من هذا اللعين‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ما أشد طعمه‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫ماذا ستفعل يا أبو أيمن ؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫سأذهب إلى مقهى الصيادين حتى نجد حال لمشكلة الصيد‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫( يخرج األب وتدخل األم إلى داخل المنزل )‪.‬‬
‫أ رأيت ما يفعله بنا قاسم يا أيمن ؟‬ ‫مها ‪:‬‬
‫آخ ‪ ..‬تمنيت لو ضربناه وطردناه من البيت‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ولكنه غني وسيجلب الشرطة لطردنا‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫( يسمع صوت طبول تدل على قدوم دورية الملك )‪.‬‬
‫( يصغي ) صوت طبول ‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫( تدخل األم‪ ..‬ويتعالى صوت الطبل )‪.‬‬
‫إنهم عساكر الملك‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬

‫‪282‬‬
‫ماذا يريدون منا أيضا ً ؟‬ ‫مها ‪:‬‬
‫ال أدري ‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫( يقترب صوت الطبل كثيراً‪ ..‬يتوقيف‪ ..‬يسييمع طييرق علييى البيياب‪..‬‬
‫يركض أيمن لفتح الباب)‪.‬‬
‫انتظر يا أيمن‪ ..‬أنا سأفتح الباب‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫( يدخل العريف غضبان والجندي سرحان ومييع سييرحان طبييل يييدق‬
‫عليه باستمرار‪ ..‬يقفان وسط المسييرح‪ ..‬يخييرج غضييبان ورقيية فيهييا‬
‫األمر الملكي‪ ..‬وحين يهم بالقراءة يدق سييرحان بقييوة علييى الطبييل‪..‬‬
‫يتوقف غضبان حانقاً)‪.‬‬
‫( وهو يكتم غضبه ) يا سرحان‪ ..‬يييا سييرحان‪ ..‬رأسييي سييينفجر ميين‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫صوت طبلك اللعين‪..‬‬
‫(سرحان يتابع الضرب)‬
‫توقف يا أحمق‪ ..‬أريد قراءة أمر الملك‪.‬‬
‫(يتوقييف سييرحان عيين الضييرب وحييين يهييم غضييبان بييالقراءة يتييابع‬
‫الضرب فرحاً)‪.‬‬
‫سأجن حتما من هذا اللعين ‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يهجم على سرحان وينتزع منه العصا ويحطمها‪ ..‬ويعود إلى مكانييه‬
‫منتصراً‪ ..‬لكن سرحان يخرج ببالهة عصا أخرى من عبيه ويسييتمر‬
‫في القرع)‪.‬‬
‫(مستسلما‪ ..‬يقرأ األمر مع فواصل من ضربات طبل سرحان)‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫يأمر موالنا السعيد‪..‬‬
‫صاحب العق ِّل الرشيد‪..‬‬
‫ُ‬
‫كل أفرا ِّد الرعية ‪..‬‬
‫كبير أو ولي ْد‪..‬‬
‫من ٍ‬

‫‪283‬‬
‫دينار ذهب‪..‬‬
‫ِّ‬ ‫بدفع‬
‫ِّ‬
‫ليشتري تاجا جديداً‪ ..‬ليشتري تاجا جديد ‪..‬‬
‫(يييرقص سييرحان مييع المقطييع األخييير وال يتوقييف إال بضييربة علييى‬
‫ظهره من قبل غضبان)‪.‬‬
‫(ألسرة الصياد) ألم تسمعوا أمر الملك هيا أسرعوا وأخرجييوا دينييارا‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫عن كل شخص من أفراد األسرة‪.‬‬
‫(بسخرية) ولماذا ؟‬ ‫األسرة ‪:‬‬
‫فرض الملك دينارا ً عن كل شخص من أفراد الرعية‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(متراقصاً) ليشتري تاجا ً جديد‪ ..‬ليشتري تاجا ً جديد‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(ينظر غضبان إليه مهدداً)‪.‬‬
‫مل ُكك هذه ال يفطن بنا إال عندما يريد المال‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫هس‪ ..‬هس ال تناقشني أوامر الملك واخرجي المال حاالً‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(باستهزاء) وكم دينارا يريد الملك منا؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫سأعد أفراد األسرة‪ ..‬واحد‪ ..‬اثنان‪..‬ثالثة‪..‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يعد سييرحان معهييم) أربعيية (يعييد نفسييه) خمسيية (ينظيير إلييى داخييل‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫المنزل) هل يوجد أحد بالداخل؟‬
‫ال يوجد ‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫أين زوجك ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫إنه في مقهى الصيادين‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(يعد على أصابعه) خمسة هنا زائدة واحد فييي المقهييى‪ ..‬خمسيية هنييا‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫زائدة واحد في المقهى‪ ..‬كم يصير المجموع يا سرحان؟‬
‫( مفاجأ ) خمسة هنا زائد واحد في المقهى ‪ ..‬خمسة هنا زائييد واحييد‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫في المقهى (يفكر قليال) سبعة‪ ..‬سبعة يا سيدي‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫سبعة‪ ..‬سبعة فقط يا حمار‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫كم يصير المجموع يا سيدي ؟‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫خمسة زائد واحد يساوي عشييرة‪ ..‬وربمييا أكثيير‪ ..‬هييل فهمييت (لييألم)‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫هاتي عشرة دنانير بسرعة‪.‬‬
‫ال يوجد معنا سبعة وال عشرة‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫لن تدفعي إذن (بلهجة آمرة) اقبض على األوالد وخذهم إلييى السييجن‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫حاالً يا سرحان‪.‬‬
‫(تركض األم وتحمي أوالدها)‪.‬‬
‫ال‪ ..‬ال ‪ ..‬اتركوا أوالدي أرجوكم‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫هاتي المال إذن ‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ومن أين سأعطيكم المال؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ماذا يعمل زوجك؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫زوجي صياد فقير لم يصطد شيئا منذ أيام‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫يا حرام ‪ ..‬أرجوك ‪ ..‬قلبي رقيق‪ ..‬ساكون رحيما معكم‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫شكرا ً لك‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫سأمهلكم بالدفع إلى الغد ولكن على شرط‪..‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ما هو ؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(هامسا ‪..‬بطمع ) هل قن الدجاج الذي في الخارج لكم ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫نعم‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(يفرك يديه فرحاً) عظيم‪ ..‬عظيم‪ ..‬سنأخذ منه دجاجة واحدة ونؤجيل‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫دفع الضريبة إلى الغد‪.‬‬
‫خذوا ما تريدون واتركوا أوالدي‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(بلهجة آمييرة) اذهييب يييا سييرحان إلييى قيين الييدجاج وأحضيير دجاجيية‬ ‫غضبان ‪:‬‬

‫‪285‬‬
‫سمينة‪.‬‬
‫(يخرج سرحان فرحا ويترك طبله‪ ..‬تسمع أصييوات الييدجاج والييديك‬
‫مختلطة مع أصوات سييرحان‪ ..‬ثييم يييدخل سييرحان هاربييا ميين الييديك‬
‫بحالة مضحكة ويده على وجهه)‪.‬‬
‫(وهو يجري) النجدة‪ ..‬النجدة‪ ..‬الحقوني‪ ..‬الحقوني‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫ماذا جرى لك يا سرحان؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يتوقف ويجلس على األرض ويده على عينييه) عينييي‪ ..‬عينييي‪ ..‬آه‪..‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫رأسي‪ ..‬آه عيني‪ ..‬يا سيدي‪ ..‬عيني‪ ..‬عيني‪.‬‬
‫ماذا حدث لك يا سرحان؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(وهو يلهث) الديك‪ ..‬الديك يا سيدي إنييه شيييطان‪ ..‬فتحييتُ بيياب القيين‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫آلخذ دجاجة فطار على وجهي وصار ينقرني تييك‪ ..‬تييك‪ ..‬تييك‪ ..‬آه‪..‬‬
‫آه‪.‬‬
‫(فرحان) هذا ديكي العفريت‪ ..‬هذا ديكي العفريت‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫(يشهر سيفه) سأذبح هذا الديك وكل الدجاجات‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ال‪ ..‬ال أرجوك‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫انتظر سأعطيك ما تريد‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫اسمعي‪ ..‬أريد اآلن دجاجتين‪ ..‬واحدة لي‪ ..‬والثانية لصديقي المسكين‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫سرحان‪.‬‬
‫(يهز سرحان رأسه موافقا وهو يبكييي‪ ..‬تخييرج األم ثييم تعييود ومعهييا‬
‫دجاجتان‪ ..‬يخطفهما غضبان ويوازن بينهمييا ثييم يعطييي الهزيليية إلييى‬
‫سرحان الذي ينظر إليها مرتابا)‪.‬‬
‫خذ يا صديقي المسكين خذ‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يأخذ سرحان الدجاجة ويتذمر من ضعفها)‪.‬‬
‫(لالم) سنعود غدا ً ال تنسي تجهيز الدنانير ضريبة التاج الجديد‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬

‫‪286‬‬
‫وإذا لم ندفع‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫بسيطة‪ ..‬نأخذ دجاجة في كل زيارة‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يخرجان وهما يضحكان)‪.‬‬
‫لصوص‪ ..‬لصوص لن تسرقوا منا شيئا بعد اآلن‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫اسكت يا أيمن مازاال قريبين‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫لست خائفا ً منهما‪.‬‬ ‫ايمن ‪:‬‬
‫أحذر يا بني إنهم أشرار‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫( تدخل األم )‪.‬‬
‫ما العمل يا أيمن ؟‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫كل األشرار يريدون شقاءنا‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫قاسم الطماع يريد طردنا من البيت‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫والملك يريد شراء تاج من أموال الشعب‪.‬‬ ‫ايمن ‪:‬‬
‫وعساكره يريدون الدجاج‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫مسكين أبي إنه ال يستطيع الصيد‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ماذا سنفعل ؟‬ ‫مها ‪:‬‬
‫عندي فكرة‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ما هي؟‬ ‫مها ‪:‬‬
‫نذهب غدا ً للصيد‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫أنا وأنت ‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫نعم‪ ..‬ما رأيك ؟‬ ‫ايمن ‪:‬‬
‫كيف نصيد وعساكر الملك يحرسون النهر‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫آه لو نستطيع الصيد دون أن يرانا أحد‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬

‫‪287‬‬
‫(فجأة) عندي فكرة‪ ..‬انتظر‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫(تدخل إلى داخل البيت ثم تعود ومعها قناعييان مخيفييان لتمسيياحين‪..‬‬
‫ترتدي أحدهما في رأسها)‪.‬‬
‫(متظاهرا بالخوف) يا لطيف‪ ..‬منظرك مخيف جداً‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫( تخلع القنيياع ) أتييذكر كيييف قتييل والييدنا هييذين التمسيياحين وخلييص‬ ‫مها ‪:‬‬
‫الناس من شرهما؟‬
‫ولكن ماذا سنفعل بهما ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫اسمع خطتي يا أيمن ‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫( تضع يدها على كتفه )‪.‬‬
‫(بصوت خافت) غدا نذهب للصيد ومعنا القناعان‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫(يتحدثان بشكل صامت‪ ..‬ثم يخرجييان‪ ..‬يييدخل الييراوي ويعلييق علييى‬
‫الحديث ريثما يتم تبديل الديكور للمشهد التالي)‪.‬‬
‫جاء صباح اليوم التالي‪ ..‬وانطلق األطفال إلى النهر‪ ..‬أيمن يصرخ‪..‬‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫سأصيد أربع سمكات ‪ ..‬ومها تصرخ وأنييا أكثيير‪ ..‬وأنييا أكثيير‪ ..‬لكيين‬
‫النهيير محيياط بالعسييكر‪ ..‬حييراس الملييك لقييد أمييروا‪ ..‬ممنييوع صيييد‬
‫األسماك‪ ..‬ممنوع صيد األسماك‪ ..‬يييا مهييا الحلييوة انتبهييي‪ ..‬يييا أيميين‬
‫أحذر‪ ..‬أحذر‪.‬‬
‫( يخرج الراوي )‬

‫إظالم‬

‫المشهد الثالث‬

‫(منظيير شيياطئ نهيير‪ ..‬صييخور‪ ..‬أشييجار‪ ..‬أعشيياب طويليية تصييلح‬


‫لالختباء‪ ..‬لوحة قرب الشاطئ على إحدى األشجار أو الصخور وقييد‬
‫‪288‬‬
‫كتب عليها بخط كبير ممنوع الصيد‪.‬‬
‫العريف غضبان والجندي سرحان يقومان بالحراسيية‪ ..‬يييدخل صييياد‬
‫عجوز ويقترب من شاطئ النهر فيركض غضبان نحوه)‪.‬‬
‫(صارخا) قف‪ ..‬قف‪..‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يتوقف سرحان خائفاً)‪.‬‬
‫هل قلت قف يا سيدي؟‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫ليس لك يا أحمق وإنما لهذا الصياد اللعين‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أرجوك يا سيدي اسمح لي بالصيد قليال‪.‬‬ ‫الصياد ‪:‬‬
‫(يدفعه بالرمح) اذهب من هنا حاال‪ ..‬أال تسمع؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أنا شيخ فقير وأوالدي جائعون‪.‬‬ ‫الصياد ‪:‬‬
‫الملك منع الصيد في النهر‪ ..‬ألم تسمع األوامر ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫الملك منع الصيد‪ ..‬لماذا يا سيدي؟‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(هائجا) ألف لعنة تصب على مخك الفاسد أال تعلم؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(خائفا) نسيت‪ ..‬نسيت‪ ..‬سامحني يا سيدي‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫اسكت اآلن‪( ..‬للصياد) وأنت اقرأ هذه اللوحة وانصرف‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أنا ال أعرف القراءة‪.‬‬ ‫الصياد ‪:‬‬
‫يا سرحان‪ ..‬اقرأ لهذا الصياد العجوز أمر الملك حتى ينصرف‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يقترب سرحان مترددا من اللوحة‪ ..‬ويحاول قراءتها)‪.‬‬
‫(بجهد شديد) مكتوب‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫اقرأ اللوحة يا سرحان وإياك أن تقول ال أعرف‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يقترب من اللوحة أكثر) مكتوب‪ ..‬مكتوب ممنوع‪..‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(متباهياً) نعم ممنوع ‪ ..‬تابع يا سرحان‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬

‫‪289‬‬
‫ممنوع‪ ..‬ممنوع‪( ..‬فجأة) السباحة‪ ..‬السباحة‪ ..‬ممنوع السباحة‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(هائجا ً يطييارده) عقلييي سيييطير ميين رأسييي حتمييا ميين هييذا اللعييين‪..‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يضربه فيضحك الصياد)‪.‬‬
‫وأنت مازلت هنا أيها اللعين ‪ ..‬اخرج‪ ..‬اخرج حاالً‪( ..‬يدفعه فيخييرج‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫يائساً)‪.‬‬
‫في الحقيقية يا سيدي أنا ال أحب شغلة الحراسة‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫في هييذه المييرة معييك حييق يييا سييرحان فييالوقوف هنييا متعييب ويوجييع‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫الرأس‪.‬‬
‫(يتابعان عملهما‪ ..‬ذهابا وعودة‪ ..‬وعند التقائهما يتحاوران)‪.‬‬
‫سيدي ‪ ..‬متى سنعود لجمع المال من الشعب؟‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫بعد انتهاء دورنا في الحراسة‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫المال والذهب للملك‪..‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫والدجاج لنا‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يضحكان ثم يتابعان الحراسة‪ ..‬يدخل أثناء ذلييك أيميين وهييو يرتييدي‬
‫قناع تمساح ويختبييئ خلييف إحييدى األشييجار أو الصييخور فييي يسييار‬
‫المسييرح وحييين يصييل سييرحان قربييه يخييرج رأسييه بشييكل يييراه‬
‫سرحان‪ ..‬ثم يختفي)‪.‬‬
‫( صارخا بصوت مرتجف ) تمساح‪ ..‬تمساح‪..‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(يقترب خائفا) أين ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫هنا‪ ..‬هنا يا سيدي‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(يقترب غضبان شاهرا ً رمحه وخلفييه سييرحان متجهمييين بحييذر إلييى‬
‫يسار المسرح‪ ..‬تدخل مها من يمين المسرح مرتدييية القنيياع وتصييدر‬
‫صوتا مخيفا فيلتفتان نحوها برعب تظهر قليال ثم تختفي)‪.‬‬
‫تخف يا سرحان‪ ..‬أنت تييذهب ميين هنييا (يشييير‬
‫ْ‬ ‫(يتصنع الشجاعة) ال‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫إلى مكان خروج مها) وأنا أذهب من هنا‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫(يخطوان في خوف باتجاهين متعاكسين يخرج أيمن ومها فييي وقييت‬
‫واحد من يسار المسرح ويمينه فيتراجع سرحان وغضبان فييي ذعيير‬
‫شديد ويصطدمان ببعضهما في خوف ويتماسكان‪ .‬يظهر أيميين ومهييا‬
‫من جهة‪ ..‬فيهرب غضبان يتبعه سرحان وهما يصيحان)‪.‬‬
‫تماسيح‪ ..‬تماسيح‪ ..‬إلحقونا‪ ..‬إلحقونا‪..‬‬ ‫سرحان‬
‫(يهربان وهما يستنجدان‪ ..‬يدخل أيمن ومهييا ينزعييان القنيياعين وهمييا‬
‫يضحكان)‪.‬‬
‫ماتا من الخوف!‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫هيا نسرع بالصيد‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫يجب أن ال نضيع دقيقة واحدة‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫(يجلبان أدوات الصيد ويجهييز أيميين الصيينارة ثييم يرميهييا فييي النهيير‬
‫وكذلك مها)‪.‬‬
‫(يخرج سمكة) وآه اصطدت سمكة يا مها‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫(ينزع السمكة ويصفها في السلة‪ ..‬ثم يجهز الصنارة)‪.‬‬
‫(تشد الخيط) وأنا أيضا‪ ..‬هذه سمكة أكبر‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫(تخلصها وتضعها في السلة وتجهز الصنارة )‪.‬‬
‫(وهو يشد الخيط) سمكة ثالثة‪ ..‬حظنا جيد‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫(يشد الخيط بقوة)‬
‫يبدو أنها سمكة كبيرة‪ ..‬ساعديني يا مها‪.‬‬
‫(تترك مها عملها وتركض لمساعدته‪ ..‬يشدان بقوة فتخييرج الصيينارة‬
‫وقد علقت بتاج الملك وعليه بعض األعشاب)‪.‬‬
‫(بدهشة) ما هذا ؟ (تزيح عنه األعشاب) هذا تيياج ‪ ..‬أيميين‪ ..‬انظيير‪..‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫هذا تاج‪.‬‬
‫(يقفييز) هييذا تيياج الملييك‪ ..‬هييذا تيياج الملييك‪ ..‬ذهييب‪ ..‬ذهييب‪ ..‬صييرنا‬ ‫أيمن ‪:‬‬

‫‪291‬‬
‫أغنياء‪ ..‬صرنا أغنياء‪.‬‬
‫ت أن الملك يبحث عنه؟‬
‫هل نسي ِّ‬ ‫مها ‪:‬‬
‫(يحتضنه) ال‪ ..‬ال لن يأخذه الملك‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫التاج ليس ملكنا يا أيمن‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫كال‪ ..‬هذا التاج ملكنا جميعا‪ ..‬لك ولي وألبييي وأمييي وكييل الصيييادين‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫الفقراء‪.‬‬
‫هذا تاج الملك‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫ت كالم أبي عن التاج وكيييف جمييع الملييك الظييالم ثمنييه‬
‫يبدو أنك نسي ِّ‬ ‫ايمن ‪:‬‬
‫من أفراد الشعب‪.‬‬
‫هيا نعد اآلن إلى البيت بسرعة‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫(بسرعة يجمع األشياء ثم يخرجان مسرعين‪ ,,‬يدخل الراوي)‪.‬‬
‫ايمن ومهييا ركضييا‪ ..‬عييادا كييالبرق إلييى البيييت‪ ..‬فييي السييلة كنييز مييا‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫أحاله‪ ..‬كنز ميين ذهييب وجييواهر لكيين الخطيير ازداد‪ ..‬اشييتد وتعيياظم‬
‫أكثرأكثر‪ ..‬يا أطفال‪ ..‬هيا انتبهوا يا أطفال‪ ..‬هيا انتبهوا يا أطفال‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد الرابع‬

‫(في بيت الصياد الذي يبدو قلقا‪ ..‬يروح ويأتي وينظر تارة من الباب‬
‫وتارة من النافذة‪ ..‬الزوجة تقف صامتة حزينة)‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫تأخر األوالد يا أم أيمن‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ليتني لم أسمح لهما بالذهاب إلى النهر‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫أخاف أن يؤذيهما العساكر (يهم بالخروج)‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫إلى أين؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫سأذهب ألبحث عنهما‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(تسمع أصوات أيمن ومها‪ ..‬ماما‪ ..‬ماما‪ ..‬بابا)‪,‬‬
‫الحمد هلل إنهما قادمان‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(يدخل ايمن ومها مسرعين ويقفان وهما يلهثان)‪.‬‬
‫(تركض نحوهما) هل أنتما بخير؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫نعم يا ماما‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫هل ذهبتما إلى النهر؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫نعم يا أبي‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫وصدنا أغلى سمكة في الدنيا‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫(يركض االثنان ويخرجان التاج)‪.‬‬
‫ما رأيك ؟‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫(يتأمل األب واألم التاج برهبة قوية)‪.‬‬
‫أليست سمكة جميلة؟‬ ‫مها ‪:‬‬
‫(وهو ينظر إلى التاج بدهشة) هذا تاج الملك‪ ..‬كيف حصلتما عليه؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫علق في صنارتي وأنا أصطاد‪.‬‬ ‫ايمن ‪:‬‬
‫وهل سمحوا بالصيد؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫لييم يسييمحوا‪ ..‬خوفنييا الحييراس فهربييوا (يخييرج القنيياعين) لبسييت أنييا‬ ‫مها ‪:‬‬
‫قناعاً‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫وأنا قناعاً‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫وحين اقتربنا من النهر‪ ..‬هرب العساكر كاألرانب‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫كانوا يصيحون (يقلد صراخ العساكر) تمساح‪ ..‬تمساح‪..‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫آه يا عفاريت‪..‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(يتأمل التاج) يا له من تاج جميل‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ماذا سنفعل به؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(يفكر) ال أدري‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫هل ستعيده إلى الملك؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ال يا بابا أرجوك‪ ..‬هذا التاج لنا‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫سيعاقبنا الملك إذا علم األمر‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫وهل تظنين أنه سيكافئنا إذا أعدنا له التاج؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ولكن‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫الملك بخيل وطماع وال يهمه إال جمع المال‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫هل شاهد التاج أحد؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ال ‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫تاج جميل‪ ..‬ولكنه سبب لنا الجوع والحرمان‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ومازال هذا التاج يسبب لنا الشقاء‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫حرمنا من الصيد وقطع أرزاقنا‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫المهم اآلن ماذا سنفعل بهذا التاج؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ال أدري حتى اآلن‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫األفضل أن نعيده إلى النهر‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ال يا أم أيمن‪ ..‬يجب أن يستفيد جميع الصيادين من التاج‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬

‫‪294‬‬
‫كيف ؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫سأذهب إلى الصيادين أتشاور معهم‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يسمع طرق شديد على الباب فيضطرب الجميع)‪.‬‬
‫هذا قاسم الطماع‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫يظهر أنه شم رائحة الذهب‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫(يزداد الطرق فيتراكض الجميع ‪ ..‬يفكر األب قليييال ثييم يضييع التيياج‬
‫في إحدى سالت الصيد ويضع السلة في مكييان بحيييث يراهييا قاسييم‪..‬‬
‫يشير األب إلى ايمن كي يفتح الباب‪ ..‬يدخل قاسم غاضبا)‪.‬‬
‫لماذا تأخرتم في فتح الباب‪..‬؟ هل كنتم تخفون شيئا من الصيد؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫اجلس يا قاسم اجلس‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يبحث في أنحاء الغرفة) أنا مشغول‪ ..‬سآخذ حقي وأنصرف‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫سنعطيك ما تريد من الصيد‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫متى ؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫(ببرود) عندما يسمح الملك بالصيد‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(متذمراً) هذا ليس من شأني‪ ..‬أريد المال أو السمك حاالً‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ولكني لم أصطد شيئاً‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫هذا ليس صحيحا أنت تخدعني (يتجول فييي أنحيياء المسييرح) وربمييا‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫كنتم تخفون شيئا ً من السمك‪.‬‬
‫(يعثر على السلة‪ ..‬يحاول األب منعه من معرفة ما فيها فيزداد طمييع‬
‫قاسم)‪.‬‬
‫أ رأيت‪..‬؟ هذه السلة مليئة بالسمك‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫صدقني يا قاسم ال يوجد فيها سمكة واحدة‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫دعني أرى ما بداخلها‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬

‫‪295‬‬
‫(يخطف السلة من األب‪ ..‬ويخرج التاج مبهوراً‪ ..‬خائفاً)‪.‬‬
‫(وهو يمسك بالتاج مبهورا) ما هذا‪..‬؟ تاج الملك (يصطنع الغضييب)‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫كيف حصلتم عليه؟‬
‫صاده األوالد من النهر‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يتأمل التاج مبهورا وحالما) ما أجمله‪ ..‬ذهب‪ ..‬جواهر‪ ..‬هل أنا فييي‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫حلم‪..‬؟‬
‫(يضع التاج على رأسه راميا قبعته في قرف على األرض ويصطنع‬
‫حركات الملوك‪ ..‬يتسلل األب من خلفه ويخطف التاج)‪.‬‬
‫التاج‪ ..‬التاج‪ ..‬أرجوكم هاتوه‪ ..‬هاتوه‪ ..‬أريد أن أراه وأتمتع بجماله‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫(مصطنعا) هذا تاج الملك ويجب أن نحافظ عليه‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫وماذا تنوي أن تفعل به؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫سأعيده إلى الملك طبعاً‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ماذا‪..‬؟ تعيده إلى الملك؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫وسأحصل من الملك على مكافأة ثمينة‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫هل أنت مجنون‪..‬؟ الملك لن يعطيك درهما واحدا وسيعاقبكم جميعاً‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫نعيد إليه التاج ويعاقبنا‪ ..‬هذا غير معقول‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫أنت ال تعرف هذا الملك الطماع‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ما العمل ؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫أنا أخلصكم من هذه الورطة‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫وكيف ؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫أشتريه منكم‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫(باستغراب) أنت تشتريه ؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ولن يعلم أحد بذلك‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬

‫‪296‬‬
‫وكم تدفع لنا ثمنه ؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫خمسة آالف دينار‪ ..‬هه‪ ..‬ما رأيكم؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫لكن التاج يساوي أكثر من ذلك بكثير‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫كم تريد ثمنه أيها اللعين؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫(يتشاور مع أفراد األسرة)‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫هيا تكلموا بسرعة‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫نريد عشرة آالف دينار ال تنقص دينارا واحد‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(ثائراً) عشرة آالف دينار‪ ..‬يا ويلي هذا كثير‪ ..‬كثير‪ ..‬ليين أدفييع هييذا‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫المبلغ أبداً‪.‬‬
‫أنت حر‪ ..‬هناك تجار كثيرون يتمنون الحصول عليه‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ال‪ ..‬أبدا لن يجرؤ أحد على شرائه غيري‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫اسمع يا قاسم لن نبيعه بأقل من عشرة آالف دينار‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(متوسالً) ال تكن طماعا ً يييا أبييو ايميين‪ ..‬خييذ هييذا الكيييس فيييه خمسيية‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫آالف دينار‪..‬‬
‫(أبو أيمن يتردد) خذ‪ ..‬وهذا كيس فيه ألف دينار‪ ..‬مبلييغ عظيييم‪ ..‬مييا‬
‫رأيكم؟‬
‫األفضل أن أبحث عن تاجر آخر‪( ..‬يحاول الخروج فيشده قاسم)‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫إلى أين‪..‬؟ ال‪ ..‬ال تغضب يا أبو ايمن‪ ..‬وهذه ألف أخرى‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫قلت لك لن أبيعه إال بعشرة آالف دينار‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(مستسلماً) غلبتني أيها اللعين‪ ..‬خذ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫(يتبادالن المال والتاج بحذر شديد ثم يأخييذ قاسييم التيياج ويضييمه إلييى‬
‫صدره ثم يبدأ بتقبيله بشوق شديد ثم يخلع عمامته ويضع التيياج علييى‬
‫رأسه ويحلم مزهوا بأن يصبح ملكا‪ ..‬ثم يخلعه‪ ..‬ويخاطبه)‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫(وهو يتأمل التاج) وأخيرا أصبحت ملكي‪ ..‬ذهييب‪ ..‬ذهييب جييواهر‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫سأضعك في أقوى صندوق عندي‪ ..‬ولن يراك غيري‪.‬‬
‫(فجأة يسمع صوت دقات طبول دورية الملك‪ ..‬فيسود االضييطراب‪..‬‬
‫ويظهر الفزع على وجه قاسم)‪.‬‬
‫إنهم عساكر الملك‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫جاءوا ألخذ ضريبة التاج‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(في فزع شديد) يا ويلي‪ ..‬عساكر الملك‪ .‬سيأخذون تاجي‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫(يدور مضطربا ً باحثا ً عن مكان يختبييئ فيييه ويشييتد اضييطرابه حييين‬
‫تبدأ الدورية بقرع الباب)‪.‬‬
‫وصلوا‪ ..‬وصلوا‪ ..‬خبئوني أرجوكم‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫(يبحث الجميع عن مخبأ وتقع عين مها على الصندوق)‪.‬‬
‫بابا‪ ..‬بابا‪ ..‬الصندوق‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫تعال إلى الصندوق‪ ..‬أسرع‪ ..‬أسرع يا قاسم‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يركض قاسم باتجاه الصندوق ويخبئ التاج بين ثيابييه ويتييوارى فييي‬
‫الصييندوق‪ ..‬يييدخل غضييبان يتبعييه سييرحان‪ ..‬يقييف غضييبان وسييط‬
‫المسرح ويخرج أمر الملك)‪.‬‬
‫بأمر موالنا السعيد‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(مقاطعة) نعرف أمر الملك‪ ..‬ال تقرأ‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫مادمتم تعرفون أمر الملك فهاتوا الدنانير‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫لن ندفع حتى يسمح الملك لنا بالصيد‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫لكنكم وعدتموني بالدفع هذا اليوم‪ ..‬أليس كذلك يا سرحان؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(مفكرا) أنا سمعتهم يقولون سندفع غدا‪ ..‬غدا‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫هل سمعتم ؟ صديقي سرحان ال يكذب أبدا‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬

‫‪298‬‬
‫(يبكي فجأة)‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫لماذا تبكي يا سرحان؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ألنك شتمتني البارحة وقلت عني كذاب‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫اسكت اآلن‪ ..‬اسكت‪( ..‬ألفراد األسرة) هاتوا المال حاال‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أنا ما وعدتك بشيء‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫بسيطة‪ ..‬نأخذكم جميعا إلى السجن‪ ..‬أو نؤجل دفع المال ولكن‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(مقاطعا باستهزاء) على شرط‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ما هو يا شاطر ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ستأخذ دجاجتين‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫(ضاحكا بقوة) ال يا شاطر هذه المرة سنأخذ ثالث دجاجات‪.‬‬ ‫عضبان ‪:‬‬
‫(ثائرا) أما كفاكم سرقة لن تأخذوا شيئا‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫اخرس أيها الصياد الشقي‪ ..‬لسانك طويل وال تدفع الضييرائب‪ ..‬خييذه‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫إلى السجن يا سرحان‪.‬‬
‫ال أرجوكم خذوا ما تريدون‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(فرحييان) اذهييب يييا سييرحان إلييى قيين الييدجاج وأحضيير لنييا ثييالث‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫دجاجات‪.‬‬
‫(يتلمس خائفييا عينيييه ووجهييه) أنييا ‪ ..‬ال أرجييوكم يييا سيييدي‪ ..‬أرسييل‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫واحدا غيري‪.‬‬
‫لماذا ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫هل نسيت الديك ؟‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫الديك‪..‬؟ (يضحك) آه يا جبان‪ ..‬تخاف من ديك صغير‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ما رأيك لو تذهب أنت يا سيدي؟‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫أنا ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬

‫‪299‬‬
‫نعم أنت بطل شجاع ويخاف منك الديك‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(مزهوا بغرور) سترى بطوالتي اآلن يا سرحان (يشهر سيفه) انظر‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ماذا سأفعل (يخرج صائحا شيياهرا سيييفه تجيياه قيين الييدجاج ‪ ..‬نسييمع‬
‫صوت الديك وصراخ غضبان مستغيثا متألما‪ ..‬ثم يدخل هاربا بحالة‬
‫مضحكة ثم يختبئ في إحدى الزوايا)‪.‬‬
‫(ضاحكا بغباء) سيدي‪ ..‬سيدي‪ ..‬الديك وراءك‪ ..‬الديك وراءك‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(ينهض مذعورا) ورائي‪( ..‬يركض ويختبئ بين ساقي سرحان)‪,‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(وهو راكب على ظهر غضبان) سيدي‪ ..‬أنت هربت من الديك‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫أبدا‪ ..‬أنا لم أهرب‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫وأنا رأيتك تهرب‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫(يقف) أنا لم أهرب‪ ..‬كنت أتسابق مع الديك‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يضحك الجميع بشدة ويضييحك معهييم غضييبان ‪ ..‬يفطيين فجييأة أنهييم‬
‫يضحكون منه فيتوقف عن الضحك عابسا)‪.‬‬
‫(صائحا) اخرسوا جميعا‪ ..‬اخرسوا‪..‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يسكت الجميييع مييا عييدا سييرحان الييذي يتييابع الضييحك فيقتييرب منييه‬
‫غضبان ويضربه بقوة على بطنه فيسكت متألما)‪.‬‬
‫أتسخرون مني‪..‬؟ هيا جميعا إلى السجن حاال‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫وأنا معهم يا سيدي؟‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫أنت تسكت فقط‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫انتظر سأحضر لك ما تريد من الدجاج‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫لم أعد أريد دجاجا‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫وماذا تريد إذن ؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يبحث ببصره في أرجاء المنزل) أريد شيئا آخر‪ ..‬شيئا آخر‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬

‫‪300‬‬
‫ولكننا فقراء كما ترى‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫(بسخرية) فقراء (يرى الصندوق) ماذا يوجد في هذا الصندوق‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(مرتبكة) طعام وثياب األوالد‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫سآخذ هذا الصندوق‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫اترك هذا الصندوق وخذ ما تريد‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يحدث نفسه) حتما في هذا الصندوق شيء ثمين (لألب) لن آخييذ إال‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫هذا الصندوق‪.‬‬
‫اترك الصندوق وسأعطيك خمس دجاجات‪.‬‬ ‫األم ‪:‬‬
‫ال أريييد إال هييذا الصييندوق‪ ..‬هيييا احمييل معييي يييا سييرحان‪( .‬يبييدأان‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫بحمله)‬
‫آخ‪ ..‬آخ‪ ..‬الصندوق ثقيل جدا يا سيدي‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫طبعا ألنه مليء بالطعام والثياب‪ ..‬وأنا متأكد أن فيه أشياء ثمينة‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫(يخرجان وهما يحمالن الصندوق بصعوبة)‬
‫الحمد هلل‪ ..‬خفت أن يفتحا الصندوق‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫أنا ذاهب‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫إلى أين ؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫إلى رفاقي الصيادين ألعطيهم المال‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫ماذا ستفعلون بهذا المبلغ الكبير؟‬ ‫األم ‪:‬‬
‫سأقترح شراء سفينة صيد كبيرة تكون ملكا لنا جميعا ونصيد بها فييي‬ ‫األب ‪:‬‬
‫األنهار والبحار‪.‬‬
‫ال تنسوا بناء مدرسة يتعلم بها كل أطفال الحي‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫سنعمل كل ما ينفع أهل المدينة‪( .‬يهم األب بالخروج‪ ..‬يتبعه أيمن)‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫خذني معك يا أبي‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬

‫‪301‬‬
‫إلى مقهى الصيادين؟‬ ‫األب ‪:‬‬
‫نعم يا أبي فأنا أصبحت صيادا مثلكم‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫تعال يا أيمن ستحكي للصيادين كيف صدت تاج الملك من النهر‪.‬‬ ‫األب ‪:‬‬
‫(يخرجان‪ ..‬ستار)‪.‬‬
‫(يخرج الراوي)‪.‬‬
‫غضييبان معييه سييرحان‪ ..‬خرجييا ميين بيييت الصييياد‪ ..‬حمييال صييندوق‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫الخشب‪ ..‬حتى يقتسييما بالعجييل مييا فييي الصييندوق ميين األكييل‪ ..‬لكيين‬
‫الصندوق بييه قاسييم‪ ..‬يخفييي تيياج الملييك الظييالم‪ ..‬ميياذا يحييدث؟ ميياذا‬
‫جرى‪ ..‬هيا انتبهوا يا أحباب‪ ..‬هيا انتبهوا يا أحباب‪.‬‬

‫إظالم‬

‫المشهد الخامس‬

‫(المشهد حقل وأشجار‪ ..‬بعييض البيييوت‪ ..‬أو طييرف المدينيية‪ ..‬يييدخل‬

‫‪302‬‬
‫غضبان وسرحان وهما يحمالن الصندوق وسرحان يمشي بصييعوبة‬
‫شديدة وهو يئن من التعب)‪.‬‬
‫آه‪ ..‬آه‪ ..‬آه‪ ..‬أنا تعبت من حمل هذا الصندوق اللعين ‪( .‬يتوقييف وهييو‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫يحمل الصندوق)‪.‬‬
‫تابع السير يا سرحان أخاف أن يرانا أحد هنا‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أنا تعبييان ليين أمشييي خطييوة واحييدة‪( .‬يضييع الصييندوق بهييدوء علييى‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫األرض)‪.‬‬
‫احمل يا سرحان سأعطيك نصف ما في الصندوق‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫دائما تقول هذا وتبلع كل شيء وحدك‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫أبدا‪ ..‬هذه المرة حصتك كبيرة ومضمونة‪ ..‬احمل يا سرحان احمل‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫( يحمل ) آه‪ ..‬آه‪ ( ..‬ينحني قليال ثم يتوقف)‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫( صائحا ) لماذا توقفت يا أحمق ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫تعبت‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫تابع السير يا حمار‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أنا حمار ؟! طيب‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫( بخوف ) ماذا ستفعل ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫سأرمي هذا الصندوق وأحطمه‪ ..‬هه‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫( صوت قاسم من الداخل)‪.‬‬
‫( من الداخل خائفا ) ال أرجوكم‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يفلتانه فنسمع صوت قاسم )‪.‬‬
‫آخ رأسي‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يهربان ويبتعدان شاهرين سيفيهما )‪.‬‬
‫( مرتجفا ) هل قلت آخ يا سيدي ؟‬ ‫سرحان ‪:‬‬

‫‪303‬‬
‫( بخوف شديد ) أنا لم أقل شيئا‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫( يشير سرحان إلى الصندوق‪ ..‬ثم يقترب من الصندوق ويصرخ )‪.‬‬
‫هل يوجد أحد في الصندوق ؟‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫( من الداخل ) ال يوجد أحد‪ ..‬ال يوجد أحد‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يهرب كل من سرحان وغضبان‪ ..‬ثم يتوقفان)‪.‬‬
‫هل تتكلم الصناديق يا سرحان ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫عفريت‪ ..‬عفريت في الصندوق ‪ ..‬عفريت يا سيدي‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫( يركضان في أنحاء المسرح ثم يصطدمان ببعضهما )‪.‬‬
‫اسمع يا سرحان ‪ ..‬يجب أن نفتح هذا الصندوق‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أنا يا سيدي‪ ..‬لماذا ال نتركه ونهرب؟‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫ليين أتركييه أبييدا‪ ..‬اسييمع‪ ..‬أنييت تفييتح الصييندوق وأنييا أضييربه بهييذا‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫السيف‪ ..‬هيا‪.‬‬
‫( يقترب سرحان مرتجفا من الصندوق ‪ ..‬بينما يبتعد غضييبان خائفييا‬
‫وهو يصيح)‪.‬‬
‫تقدم يا سرحان‪ ( ..‬يبتعد ) تقدم يييا جبييان ‪ ..‬تقييدم يييا جبييان‪ ( ..‬يبتعييد‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أكثر ) تقدم‪.‬‬
‫( يقترب سييرحان مرتجفييا بشييدة ميين الصييندوق ثييم يفييتح بييالرمح أو‬
‫السيف غطاء الصييندوق فيتشييجع ويهيياجم الصييندوق مغمضييا عينيييه‬
‫فتقع ضرباته خارج الصندوق أو على أطرافه )‪.‬‬
‫خذ أيها العفريت‪ ..‬خذ‪ ..‬خذ‪ ( ..‬يضرب دون تركيز )‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫( يخرج راية بيضاء مستسلما ثم يرفع رأسه فيتلقى بعض الضربات‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫العشوائية‪ ..‬ثم يخرج رافعا يديه ) آه‪ ..‬توقفييوا عيين ضييربي أرجييوكم‬
‫أنا لست عفريتا‪.‬‬
‫من أنت ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬

‫‪304‬‬
‫أنا التاجر قاسم‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫عفريت‪ ..‬عفريت ال تصدقه يا غضبان ‪ ..‬هذا عفريت‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫صدقوني أنا التاجر قاسم‪ ..‬المحترم‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ماذا كنت تفعل في الصندوق ؟ تكلم‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫كنت نائما ‪ ..‬أنا أحب النوم في الصناديق‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( متباهيا ) وهل أنا غبي حتى أصدق هذا الكالم ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أقسم لكم إنني ال أكذب ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫أنت لص ومختبئ في الصندوق ‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫لص ! ال أبدا أنا التاجر قاسم المحترم ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يالحظ عب قاسم المنتفخ ) ماذا تخفي تحت ثيابك ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ال شيء‪ ..‬ال شيء أبدا ً ( يحاول الهرب فيمسكه ويشهر عليه السيييف‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫)‪.‬‬
‫إلى أين ‪ .‬تريد الهرب ؟ فتشه يا سرحان‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫( يحاول قاسم التملص والهرب )‪.‬‬
‫دعوني أذهب أرجوكم ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫لن تذهب حتى نعرف ما تخفي تحت ثيابك ‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫سأعطيكم مائة دينار وتتركاني أذهب ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( مخاطبا نفسه ) أكيد مع هذا اللص شيييء ثمييين‪ ..‬ال ليين أقبييل أريييد‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫تفتيشك‪.‬‬
‫مائتي دينار‪ ( ..‬يهجمان عليه ) ثالثمئة دينار‪ ..‬ألف ‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يقبضان عليه ويخرجييان التيياج بييالقوة‪ ..‬ويقفييان مييذهولين ثييم يقييف‬
‫سرحان باستعداد ويحيي التاج)‪.‬‬
‫تاجي‪ ..‬تاجي‪ ..‬اتركوه يا لصوص اتركوه‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬

‫‪305‬‬
‫هذا تاج الملك‪ ..‬كيف سرقته يا لص ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫أنا لم أسرق التاج‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ولماذا كان معك إذن ؟‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫كنت أنوي إرجاعه للملك ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( تسييمع صييوت طبييول ثييم يييدخل الملييك مييع بعييض أفييراد الحاشييية‬
‫والحرس )‪.‬‬
‫( مضطربا ) موالي الملك‪ ..‬موالي الملك‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫( سرحان يؤدي التحية في كل اتجاه )‪.‬‬
‫( يبدو وكأنه يبحث عن شيء دون التاج على رأسه ‪ ..‬يدور قليييالً ‪..‬‬
‫يتوقف وينظر إلى غضبان وقاسم )‬
‫لماذا تقبضون على هذا الرجل؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫هذا الرجل لص يا موالي‪ ..‬انظر ‪ ..‬كان تاجكم الثمين معه‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫( يخطف التاج مسرورا ) تاجي‪ ..‬تيياجي‪ ( ..‬يتأملييه ثييم يضييعه علييى‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫رأسه ) حقا إنه تاجي‪..‬‬
‫( يركض قاسم نحوه ويركع متذلالً )‪.‬‬
‫الرحمة يا موالي‪ ..‬الرحمة‪ ..‬أنقذني من هؤالء‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يتأمل وجه قاسم ) صديقي التاجر قاسم‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫إنه لص يا موالي لقد سرق التاج‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫( مستغربا ) صديقي التاجر قاسم لص ‪ ..‬ال هذا مستحيل !‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫أبدا يا موالي ‪ ..‬كنت ذاهبا إلى القصر إلعادة التاج فامسكني هييؤالء‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫الجنود‪.‬‬
‫وهل كنت تنوي حقا إرجاع التاج يا قاسم ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫طبعا يا موالي ‪ ..‬اقطع رأسي لو كنت كاذبا‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬

‫‪306‬‬
‫وأين وجدت تاجي يا قاسم ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫لقد أنقذته من بين أيدي الصيادين ودفعت للصياد أبييو ايميين عشييرين‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ألف دينار حتى أعطاني التاج ‪.‬‬
‫تاجي أنا كان مع الصيادين ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫نعم يا موالي سرقوه من النهر وأخفوه عندهم ‪ .‬وأنا أنقذته منهم ‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫الويييل لهييؤالء الصيييادين يسييرقون تيياجي ويأخييذون مييال صييديقي‪..‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫سأعاقبهم‪.‬‬
‫نعم يا موالي‪ ..‬عاقبهم بشدة ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( بلهجة آمرة ) يا غضبان ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫أمرك يا موالي ‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫اذهب حيياال وأحضيير لييي الصييياد أبييو ايميين وأوالده وميين معييه ميين‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫الصيادين‪.‬‬
‫أمرك يا موالي ‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫( يخرج غضبان ومعه سرحان وبعض العساكر ثم يخرج الملك)‪.‬‬
‫( يخرج الراوي )‪.‬‬
‫ويعود الملييك إلييى قصييره‪ ..‬فرحييا بالتيياج علييى رأسييه‪ ..‬يتبعييه قاسييم‬ ‫الراوي ‪:‬‬
‫كالثعبان‪ ..‬يهمس في إذن السلطان بين الحين وبين الحين ليعاقب كل‬
‫الصيادين‪ ..‬هيا انتبهوا يا شطار مازال بقصتنا أسرار)‪.‬‬
‫إظالم‬

‫المشهد األخير‬
‫( قصر الملك‪ ..‬الملييك يجلييس علييى عرشييه‪ ..‬إلييى اليمييين يقييف أحييد‬
‫الحراس والى يسار الملك يقف التاجر قاسم بتذلل )‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫ما رأيك يا قاسم‪ ..‬كيف ترى شكلي بعد عودة التاج ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫جميل‪ ..‬رائع‪ ..‬أنتم زينة الملوك يا موالي‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫وتاجي ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫( متحسرا ً ) آه‪ ..‬أجمل تاج في الدنيا ‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يحدث نفسه ) ما أسوأ حظي ‪...‬‬
‫لم أستطع النوم لحظة واحدة ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫طبعا يا موالي طبعا ‪ ..‬كيف تنامون وتاجكم بين أيدي اللصوص ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫اللعنة على هؤالء الصيادين ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫اقتلهم قبل أن يصلوا إلى القصر يا موالي ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫سأعاقبهم أمامي أوال ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫وأنا يا موالي‪ ..‬متى سأحصل على نقودي ؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( غاضبا ً ) ليس اآلن ‪ ..‬انتظر حتى يأتي الصيادون‪ ( ..‬ثائرا ) لعنيية‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫هللا عليك وعليهم لماذا لم يصلوا حتى اآلن ؟‬
‫( يدخل غضبان وسييرحان وبعييض الجنييود يييدفعون أبييو أيميين ومهييا‬
‫وشيييخ الصيييادين‪ ..‬يقييف الملييك وأتباعييه فييي جهيية والصيييادون فييي‬
‫الطرف اآلخر )‪.‬‬
‫جئتم أخيرا يا لصوص ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫نحن لسنا لصوصا يا موالي ‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ماذا تقول ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫الصيادون شرفاء وال يسرقون أحدا ً ‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫لسانك طويل يا شيطانة ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫اسمح لنا بالكالم يا موالي ‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ال‪ ..‬ال تسمح لهم‪ ..‬لن يقولوا إال الكذب ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬

‫‪308‬‬
‫( بسخرية ) هيا تكلموا ‪ ..‬ماذا تريدون ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫تاجكم يا موالي سبب للصيادين مصائب كثيرة ‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫تاجي أنا يسبب المصائب‪ ..‬ال‪ ..‬ال‪..‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫نعم‪ ..‬عندما جمعتم ثمنه سبب لنا الفقر والشقاء وعندما ضيياع منعييتم‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫الصيادين من الصيد وقطعتم أرزاق الناس‪.‬‬
‫تاجي يقطع الرزق‪ ..‬اخرس يا لعين‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫ألم اقل لك يا موالي إنه عفريت وقليل أدب ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫لماذا سرقتم تاجي ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫نحن لم نسرق شيئا‪ ..‬التاج ملك الصيادين ‪.‬‬ ‫أبو أيمن ‪:‬‬
‫ماذا أسمع‪ ..‬آه‪ ..‬آه‪ ..‬لوال صديقي الطيييب قاسييم لبعييتم التيياج والملييك‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫أيضا ً ‪.‬‬
‫( بسخرية ) قاسم صديق طيب‪ ..‬لقد اشترى التاج بعشرة آالف دينار‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫ليضعه في خزانته ‪.‬‬
‫هل كالم الصبي صحيح يا قاسم ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫كذاب‪ ..‬كذاب‪ ..‬اقتله يا موالي‪ ..‬اقتله‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫هل دفعت عشرة آالف أم عشرين ألف دينار ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫عشرين ألف وأقسم لكم يا موالي بلحيتييي ولحييية جييدي أننييي دفعييت‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫هذا المبلغ‪.‬‬
‫وأين المال اآلن ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫اشترينا بالمال سفينة صيد جديدة كبيرة ‪.‬‬ ‫شيخ الصيادين ‪:‬‬
‫لماذا ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫حتى يعمل بها جميع الصيادين ونصيد بها في كل األنهار والبحار ‪.‬‬ ‫شيخ الصيادين ‪:‬‬
‫ضاع مالي‪ ..‬آه يا ويلي ضاع مالي‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬

‫‪309‬‬
‫هذا يعني أنكم لن تستطيعوا إعادة المال لقاسم‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫ال يا موالي ‪.‬‬ ‫شيخ الصيادين ‪:‬‬
‫مالي‪ ..‬مالي‪ ..‬آه‪ ..‬أريد أموالي يا موالي‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( مفكرا ً ) وهل ستجلب لكم السفينة صيدا ً كثيرا ً ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫نعم يا موالي ‪.‬‬ ‫شيخ الصيادين ‪:‬‬
‫بسيطة‪ ..‬سأسمح لكم بالصيد بواسطة السفينة ولكن على شرط‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫ما هو ؟‬ ‫شيخ الصيادين ‪:‬‬
‫ستقدمون لجاللتنا كل يوم‪ ..‬نصف ما تصيدون‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫والنصف الباقي يا موالي ؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫نصفه للصيادين ونصفه لك حتى يسددوا ثمن السفينة ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫( فرحا ً ) عاش الملك‪ ..‬عاش الملك‪ ..‬يحيا العدل‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫لن يرضى رفاقنا الصيادون بهذا الحكم يا موالي‪.‬‬ ‫شيخ الصيادين ‪:‬‬
‫ما تركتم لنا ال يكفي طعاما ألوالدنا‪.‬‬ ‫أبو أيمن ‪:‬‬
‫هذا ظلم ‪ ..‬ظلم‪.‬‬ ‫أيمن ‪:‬‬
‫هذه سرقة ‪.‬‬ ‫مها ‪:‬‬
‫اخرسوا يا عفاريت‪ ( ..‬للصيادين ) ماذا قلتم ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫لن يوافق الصيادون على هذا الحكم الظالم‪.‬‬ ‫شيخ الصيادين ‪:‬‬
‫اخرسوا جميعا‪ ..‬السفينة سفينتنا‪ ..‬والبحار واألنهار ملكييي أنييا‪ ..‬وإذا‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫رفضتم سأرسل عساكري لمصادرة السفينة حاال‪ ..‬ما رأيكم؟‬
‫( يتشاور الصيادون مع بعضهم )‪.‬‬
‫( هامسا البنته ) تسللي حاال من القصر يييا مهييا وأخبييري الصيييادين‬ ‫أبو أيمن ‪:‬‬
‫بما يحدث‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫( تتسلل مها من القصر بشكل خفي وتخرج من وراء الحراس )‪.‬‬
‫هه‪ ..‬ماذا قررتم ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫اشترينا السفينة حتى نتخلص من الفقر وظلييم التجييار فكيييف نرضييى‬ ‫شيخ الصيادين ‪:‬‬
‫بظلم آخر؟!‬
‫كفى‪ ..‬كفييى‪ ..‬أنييتم لصييوص‪ ..‬تخييالفون أوامييري وتسييرقون تيياجي‪..‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫(ينادي) يا حراس‪.‬‬
‫نعم يا موالي ‪.‬‬ ‫الحارس ‪:‬‬
‫خذ هؤالء إلى السجن وغدا سأشنقهم جميعاً‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫( ينادي ) يا غضبان ‪.‬‬
‫نعم يا موالي ‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫خذ معك بعض الجنود واحرقوا سفينة الصيادين‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫(يخرج غضبان وسرحان مع بعض الجنود)‪.‬‬
‫اهدأ يا موالي‪ ..‬اهدأ‪ ..‬ال تزعج نفسك‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫هيجوا أعصابي‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫أشرار‪ ..‬أشرار ال يستحقون الرحمة ‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫خالفوا أوامري وسمموا بدني‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫اجلس يا موالي‪ ..‬اجلس‪..‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( يجلس الملك )‬
‫أنا صديقكم الملخص قاسم‪.‬‬
‫أعرف‪ ..‬أعرف‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫ومتى سأحصل على أموالي يا موالي ؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( ثائرا ) أوه يا قاسم ‪ ..‬ال وقت لهذا الكالم اآلن ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬

‫‪311‬‬
‫متى يا موالي ؟‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫فيما بعد‪ ..‬فيما بعد‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫لعنة هللا علي إذا كنت سأقبض قرشا واحدا من هذا البخيل النصاب‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫( تسمع أصوات غضب وهياج‪ ..‬تقترب )‪.‬‬
‫( مذعورا ) ما هذا‪..‬؟ ما هذا‪..‬؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫( يدخل غضبان وسرحان في حالة مزرية تييدل علييى أنهمييا هاربييان‬
‫ومهزومان)‪.‬‬
‫( مذعورا ) النجدة يا موالي‪ ..‬النجدة‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ماذا حدث ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫سيقتلنا الصيادون يا موالي‪ ..‬أنجدنا يا موالي‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫هل أحرقتم السفينة ؟‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫ال يا موالي لم نستطع االقتراب منها‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫جبناء ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫كان الصيادون يحرسونها‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬
‫ضربوني على رأسي بحجر كبير ‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫( ترتفييع األصييوات الغاضييبة ويبييدو الخييوف والييذعر علييى الملييك‬
‫وأعوانه )‪.‬‬
‫أخرجوا أبو أيمن واألوالد‪.‬‬ ‫صوت ‪: 1‬‬
‫نريد شيخ الصيادين ‪.‬‬ ‫صوت ‪: 2‬‬
‫الموت للملك‪ ..‬الموت لقاسم‪.‬‬ ‫صوت ‪: 3‬‬
‫( مضطربا ) اطردوهم‪ ..‬اطردوهم حاال من هنا ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫الصيادون كثيرون ويحيطون بالقصر من جميع الجهات‪.‬‬ ‫غضبان ‪:‬‬

‫‪312‬‬
‫ومعهم العصي والحجارة‪.‬‬ ‫سرحان ‪:‬‬
‫( ثييائرا وهييو يضييرب الحييرس وغضييبان وسييرحان ) اخرجييوا هيييا‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫جميعييا وحيياربوا الصيييادين‪ ..‬سييأقطع رؤوسييكم جميعييا‪( ..‬يرفسييهم‬
‫ويضربهم)‪ ..‬أبعدوهم عن قصري يا جبناء‪ ..‬أبعدوهم حاال‪.‬‬
‫(يخرج العساكر مترددين خائفين‪ ..‬يسمع هياج‪ ..‬وأصوات قوية‪ ..‬ثم‬
‫يدخل العساكر وهم بحالة مضحكة ‪ ..‬وقد فقدوا أسييلحتهم وخييوذهم‪..‬‬
‫يختبئييون فييي أميياكن مختلفيية ويتييوارى الملييك وراء أحييد العمييدة ‪..‬‬
‫يستغل قاسم الفرصة ويجلس قليال على العرش مسييتغال االضييطراب‬
‫والفوضى ‪ ..‬ثم يترك العرش حين يستعيد الملك رباطة جأشه)‪.‬‬
‫يا حراس‪ ..‬يا حراس‪..‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫( ال أحييد يييرد ‪ ..‬يقتييرب منييه قاسييم ) ‪ ..‬مييا العمييل يييا قاسييم ؟‪..‬‬
‫سيهاجمون قصري‪.‬‬
‫أنا أرى يا موالي‪ ..‬أن تطلق سراح الصيادين حاال‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫ولكن يا قاسم‪ ..‬أخاف أن يطمع بنا الصيادون ‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫إذا لم تفعل ذلك يا موالي فستنتشر الثورة في كل البالد‪.‬‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫معك حق يا قاسييم فالصيييادون متحييدون وال يمكيين التغلييب عليييهم ‪..‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫(ينادي) أيها الحراس‪ ..‬أطلقوا سراح الصيادين حاال‪.‬‬
‫(يخرج غضبان وسرحان والحراس راكضين)‪.‬‬
‫يجييب أن نفكيير يييا مييوالي فييي خطيية عظيميية ننييتقم بهييا ميين جميييع‬ ‫قاسم ‪:‬‬
‫الصيادين‪.‬‬
‫سأجعلهم يركعون عند أقدامي‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬‬
‫(يخرجان وهما يتحادثان ‪ ..‬إضاءة خافتة ‪ ..‬يرتفييع صييوت موسيييقى‬
‫النصر مع النشيد التالي‪ ..‬وأثناء النشيد يدخل الصيادون المنتصييرون‬
‫ومعهم سفينة صيد كبيرة وجميلة يعملون فوقها ويرمون الشييباك مييع‬
‫إضاءة زرقاء خفيفة)‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫البحييير‬
‫ِّ‬ ‫الفجييير واركيييبْ ظهييير ميييياه‬
‫ِّ‬ ‫انييييهض قبيييل‬
‫ْ‬ ‫انهيييض‬
‫ْ‬

‫ْ‬
‫واجعييل هييذا المركييب يسييري‬ ‫وانشيييييير أشييييييرعةً للييييييريح‬
‫ْ‬

‫يزر‬
‫رزقييك فييي الميياء شييييييرقا غربييييا بييييين الجييي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ابحييث عيين‬

‫ارم الشييييبكة هيييييات السيييييمكة واميييينحْ شييييعبك كييييل الخيييي ِّير‬

‫يار ال ترهييييبْ أمييييييواج الخطيييي ِّير‬ ‫إن هبيييي ْ‬


‫يت رييييييي ُح اإلعصيييي ِّ‬

‫ت السيييي ْ‬
‫يمكة واميييينحْ شييييعبك كييييي َّل الخيييي ِّير‬ ‫ْ‬
‫الشييييبكة هيييييا ِّ‬ ‫ارم‬
‫ِّ‬

‫إظالم‬
‫النهاية‬

‫الفهرس‬
‫رقم صفحة‬ ‫عنو‬
‫‪2‬‬ ‫كل ة ؤ ف‬
‫‪4‬‬ ‫تقبغ‬ ‫هو‬ ‫‪..‬‬
‫‪45‬‬ ‫ية‬ ‫ألع‬

‫‪314‬‬
‫‪79‬‬ ‫ب ن ألص قاء‬
‫‪106‬‬ ‫ب ط اع‬
‫‪131‬‬ ‫نزل‬ ‫عاصفة‬
‫‪175‬‬ ‫أع ة ح ام‬
‫‪200‬‬ ‫زي ة ألص قاء‬
‫‪230‬‬ ‫ل ة ذهب ة‬
‫‪252‬‬ ‫ء‬ ‫غابة خ‬
‫‪272‬‬ ‫ص ث‬

‫‪315‬‬

You might also like