Professional Documents
Culture Documents
القصة الخبرية
القصة الخبرية
الصغيران
مصطفى صادق الرافعي
الكاتب :
الكاتب هو الديب العالمي مصطفى صادق الرافعي ،من مواليد بهتيم إحدى
قرى محافظة القليوبية عام . 1880
أسرته من السر العريقة في سوريا ،وقد امتدت فروع منها إلى بعض
البلد العربية ومنها مصر ،وعرفت بالعلم والدب والطابع الديني .
كان أبوه من رجال القضاء الشرعي ،وفي رعايته أحب القراءة والطلع .
أصيب بالصمم فحال دن إتمام تعليمه ،إل أن هذه الصابة دفعته إلى
العتماد على نفسه والنكباب على التراث العربي حتى صار موسوعة في
يده في اللغة والدب العربي .
عمل كاتبًا بإحدى المحاكم في مدينة طنطا وظل بها حتى توفي عام . 1937
يعد الرافعي من أعلم مدرسة المحافظين في النثر ،ومن أدباء الطبقة
الولى لوفرة إنتاجه وتنوع موضوعاته وتمكنه من اللغة وقدرته على ابتكار
المعاني وتوليدها .
من أشهر مؤلفاته ( :وحي القلم – المساكين – السحاب الحمر ) .
النص المختار من كتابه " السحاب الحمر " .
في تلك الساعة كانت الرض قد عريت إل من أواخر الناس ,وطوارق الليل ,وبقية من
يقظة النهار تحبو في الطريق ذاهبة إلي مضاجعها ,فيينا أمد عيني وأديرهما في مفتتح
الطريق ومنقطعه إذا انفضت انتفاضة الذعر ,ووثبت رجة القلب بجسمي كله ,كما تثب
اللسعة بملسوعيها ,ذلك حين أبصرت الطفلين .
اللغويات
عريت :خلت . الرض :المقصود الطريق .
أواخــر :من يعودون من أعمالهم متأخرين ،والمفرد آخر وأخرى .
الصف الثالث الثانوي 1 أ .جمال بديع
البديع في النصوص 3 /ث .
طـوارق :مفردها ( طارق ) ،وهو الذي يأتي ليلً ،والمؤنث ( طارقة ) .
بقية من يقظة النهار :أي أثر من الحركة التي في أول الليل بعد نشاط النهار .
مضاجع :مفردها (مضجع) مكان النوم . تـحـبــو :تسير زحفًا من التعب .
مفتتح :أول وبداية . أمد عيني :أنظر أمامي بعيدًا .
انتفضت :اضطربت واهتززت . منقطعه :نهايته .
رجــــة :هزة واضطراب . الذعر :الفزع .
كما تثب اللسعة بملسوعها :أي كما ينتفض الملسوع من ألم اللسعة .
العاطفة
تسيطر على الكاتب عاطفة اللم والفزع والشفقة .
التعبير
جاءت اللفاظ معبرة عن العاطفة :
( الرض ) :استخدمها بدلً من الشارع ليدل على اتساع الفضاء أمامه
ليبدو الفراغ ممتدًا ،وتمهيدًا لم سيأتي من الذعر ،كما أنها تلئم امتداد
النظر في بداية الطريق ونهايته .
(بـقـيـة ) :توحي بقلة عدد السائرين وتأخر الوقت ليلً وكذلك ( أواخر ) .
(تحبـو ) :توحي بالعياء الشديد والتعب والرهاق وهي ملئمة للتفكير
في ( مضاجعها ) وتفسر عدم ملحظة المارة للطفلين ،وتلك البقية من
شدة العياء لم تلحظ الطفلين .
(أمـد وأديـر ) :توحي بيقظة الكاتب وانتباهه ،وتفسر ملحظة الكاتب
دون غيره للطفلين .
(انتفاضة الـذعـر ) :توحي بمدى ألم الكاتب وتأثره بمشهد الطفلين ،وهي
تثير الشفقة .
(حين أبصرت الطفلين ) :أخر سبب التألم للتشويق وإثارة الذهن وتأكيدًا
لثر الرؤية المفزع في نفس الكاتب ،وهو ما ل يحدث بتقديم الجملة ،
فالصل أن مشهد الطفلين محبب إلى النفس ويخفف اللم .
الخـيـال
جاء الخيـال وليـد العاطفـة :
(الرض قد عريت ) :استعارة مكنية ،صور الرض بالجسم العاري ،
توحي بالسكون وفراغ الطريق من الضوضاء والمارة ،وسر جمالها
التشخيص .
(بقية تحبو ) :استعارة مكنية ،صور العائدين إلى بيوتهم بالطفل الصغير
يحبو ،توحي بالتعب والرهاق من العمل .
(أمد عيني أديرهما ) :كناية عن التطلع والتأمل ،وتوحي ببطء الحركة ،
وسر جمالها التيان بالمعنى مصحوبًا بالدليل .
(انتفضت انتفاضة الذعـر ) :تشبيه يدل على قوة النفعال .
(ووثبت رجة القلب ...كما تثب اللسعة : ) ...تشبيه يدل على شدة اللم
المفاجئ ،وفيه توضيح وإيحاء برقة شعوره نحو الطفال .
المحسنات البديعية
الطباق :بين ( مفتتح ،منقطع ) و ( الليل ،النهار ) يبرز المعنى ويوضحه
بالتضاد .
الساليب
الساليب كلها خبرية غرضها إثارة الشفاق والنتباه عند لقارئ وتهيئة نفسه للتعاطف مع
الطفلين الشريدين .
من وسائل التوكيد التي أكد الكاتب بها أفكاره :
الطناب :مثل ( أواخر الناس ،طوارق الليل ،بقية من يقظة النهار " .
قــــد :في ( قد عريت ) .
التوكيد المعنوي :في ( بجسمي كله ) .
التقديم :في ( من يقظة النهار – في الطريق ) .
صغيران ضل من أهلهما في هذا الليل ,يمشيان علي حيد الطريق في ذلة وانكسار ,
وتحسب أقدامهما من البطء والتخاذل ل تمشي ,بل تتزحزح قليلً ,فكأنهما واقفان .
أكبرهما طفلة تعد عمرها علي خمس أصابعها ,والآخر طفل يبلغ ثلث سنوات ,
ينحدران في أمواج الليل ،وقد نزل بهما من الهم في البحث عن بيتهما ما ينزل مثله من
تطوح به القدار إذا ركب البحر المظلم ليكشف عن أرض جديدة .
تتبين الخوف في عيونهما الصغيرة ,وتراه يفيض منهما علي ما حولهما حتى
ليحسب كلهما أن المنازل عن يمينه وشماله أطفال مذعورة .
ويتلفتان كما تتلفت الشاة الضالة عن قطيعها ,ل يتحرك في دمها بالغريزة إل
خوف الذئب ,ويتسحبان معًا وراء الشعة المنبثـقـة في الطريق كأن أضواء المصابيح
هي الطريق إلي قلبيهما الصغيرين .
منقطعان في ظلم الليل ,وليس علي الرض أهنأ من ليل الطفل النائم ,فهل
يكون فيها أشقى من ليل الطفل الضائع ؟ نامت أحلمهما ,واستيقظت أعينهما للحقائق
المظلمة الفظيعة .ضاعا من البيت ويحسبان أن البيت هو الضائع منهما .طفلن في وزن
مثقالين من النسانية ،ولكنهما يحملن وزن قناطير من الرعب .
اللغويات
حيد الطريق :جانبه ،جمعها ( حيـود ) . ضــل :تاهـا .
أمواج الليل :أي ظلمته . التخاذل :الضعف .
ذ لــــة :مهانة . الهـم :الحـزن .
تتزحزح :تتحرك . انكسار :ضعف وقلة الحيلة .
تـطــوح :تلقي . ينحدران :ينحطان وينزلن .
يفـيــض :يزيد . تتبين :تعرف وترى .
يتلفـتـان :ينظران حولهما . مذعورة :خائفة .
المنبثقة :النابعة . الغريزة :الطبيعة ،وجمعها ( غرائز ) .
الـبــطء :المشي الشديد . منقطعان :تائهان .
التخـاذل :الضعف الشديد . مثقالين :درهمين ،الجمع ( مثاقيل ) .
الشــرح
في هذه المقطوعة يصور الرافعي ذلـة الطفلين وضياعهما النفسي ،وهي تعليل وتفصيل
لما قبلها :
كان الطفلن يسيران علي جانب الطريق في بطء وذله ,وتردد وحيرة
وتخاذل وترقب ,وقد بدا عليهما من الهم والحزن مثلما يبدو علي إنسان تائه
في المحيط يبحث عن أرض جديدة .
وفي عيونها الصغيرة خوف طاغ فاض علي كل ما حولهما حتى استحالت
المنازل في خيالهما المهتز أطفال مذعورة .
ويتلفتان تلفت الشاه الضالة ل تتوقع إل الذئب والموت ,ويسيران في خط
متعرج وراء أضواء المصابيح لنها تلقي في روعهما شيئا من المن
والطمأنينة .
هكذا كان الطفلن في شقاء ,كانا جديرين بهناء الطفولة النائمة ،ولكن ذهبت
سعادتهما ,وتجسدت أمامهما الحقيقة المرة ,فإنهما ضائعان ,فـقـدا الحنان
والمان وحمل في قلبيهما الصغيرين أعباء ثقال من الحزن والرعب .
العاطفة
تسيطر على الكاتب عاطفة الحزن والسى لحال الطفلين .
التعبير
جاءت اللفاظ ملئمة للعاطفة :
(ذلة وانكسار ) :جمع بينهما ليشير إلى الضعف النفسي والبدني مما يؤكد
القسوة النفسية .
(الليل ) :توحي بالوحشة والرهبة .
الصف الثالث الثانوي 4 أ .جمال بديع
البديع في النصوص 3 /ث .
المحسنات البديعية
الطباق :بين ( ل تمشي ،تتزحزح ) ( ،يمينه ،شماله ) ( ،أهنأ ،
أشقى ) ( ،نامت ،استيقظت ) ( ،مثقالين ،قناطير ) .
المقابلة :بين ( ليس على الرض أهنأ من ليل الطفل النائم ) و ( فهل يكون
فيها أشقى من ليل الطفل الضائع ) وكلها تبرز المعنى وتؤكده .
الساليب
النشائية :الستفهام في ( فهل يكون فيها أشقى من ليل الطفل الضائع ) غرضه النفي
والثارة لجذب انتباه القارئ إلى حال الطفلين .
الخبرية :بقية الساليب خبرية غرضها إثارة المشاعر للشفاق على الطفلين .
من أساليب التوكيد :
قـــد :مثل ( قد نزل بهما . ) ...
أن :مثل ( يحسبان أن البيت هو الضائع ) .
أسلوب القصر :مثل ( ل يتحرك في دمهما بالغريزة إل خوف الذئب ) .
الترادف :مثل ( ذلة ،انكسار ) ( ،البطء ،التخاذل ) .
أسلوب التقديم :مثل ( من البطء والتخاذل ) ( ،عن يمينه وشماله ) ( ،على
الرض ) .
وقد أسندت منكبيه إلي صدرها وهي تمشي ،فل أدري إن كان ذلك لتحمل معه
بعض تعبه فل يتساقط ,أو ليكون بها أكبر من جسمه الضئيل فل يخاف أو لنها حين لم
تسطع أن تفهمه ما في قلبها بلغة اللسان أفاضته علي جسمه بلغة اللمس ,أو ل هذا ول
ذاك إنما هي تستمد من رجولته الصغيرة حماية لنوثتها بوحي الطبيعة التي رسخت فيها .
ولما وقفا بازائنا كان هذا الصغير يقلب في وجوه الناس نظرات يتيمة ترتـد على
قلبه آلما ل رحمة فيها ،إذ يشهد وجوها كثيرة ليس لها ذلك الشكل النساني المحبوب
الذي ل يعرفه الطفل من كل خلق ال إل في اثنين :أمه وأبيه .
اللغويات
جنح :ظلم . سواك :غيرك .
عرضت :أظهرت . تـنـبــه :توقظ .
أكبر حقيقة في القلب :المراد بها " الرحمة والعطف والحب والحنان " .
متساندًا :معتمدًا . جـــذب :شـــد .
الرحمة :يقصد بها الطفلة . الـحــب :يقصد به الطفل .
كـآبتهـا :حزنها . مسكنـة :هدوء ومذلة .
تشد على يده :تقـويـه . غريزة :طبيعة ،الجمع " غرائز " .
منـكـب :موضع اجتماع رأس الكتف بالعضد ،والجمع " مناكب " .
لغة اللمس :الحنان . لغة اللسان :الكلم .
رسـخـت :قويت وثبتت . أفاضته :أعطته .
نظرات يتيمة :فيها ذل وانكسار . إزائنـا :أمامنا .
طريق المصادفة المجهولة :المراد به طريق الضياع في ظلم الليل .
الشــرح
في هذه الفقرة يسوق لنا الرافعي انطباعاته بمشهد الطفلين :
يا رب الرحمة لكل الكائنات ،ليس لهذين الصغيرين سواك ،لقد جعلت منهما
بهذا الوضع المؤلم في جنح هذا الليل أقوى مثير لمشاعر الحزن والتعاطف
والحب ،تلك المشاعر التي تتميز بها البشرية الصالحة .
وهل يستطيع إنسان أن يقف جامدًا وهو يرى طفلً صغيرًا يحتمي بأخته
الصغيرة من الضياع والذل والظلم ،ومن الخطار التي ل يعرفان أين
وكيف ومتى تنزل بهما .
وترى الطفلة بما فطرت عليه من غريزة المومة تضم أخاها إليها لتمنحه ما
ليس في طاقة البشر ،إنها تحاول أن تهبه طمأنينة ل تملكها وأمانًا ل تشعر به
.
اللهم رحمتك بهذه المسكينة التي أسندت منكب أخيها إلى صدرها لتبث فيه
شيئًا من القوة والطمأنينة أو فيضًا من الحب والحماية أو ربما فعلت ذلك
لتستمد من رجولته الصغيرة حماية لنوثتها .
ومع هذا فقد ظلت نظرات الطفل حزينة يائسة تسبب له آلمًا متتابعة كلما
فشلت في أن تعثر على الوجه المحبوب الذي ل يعرفه الطفل إل في وجه أمه
وأبيه .
العاطفة
تسـيطر على الكاتـب عاطفـة الشفاق والحزن ممتزجـة بعاطفـة المـل فـي إنقاذ الطفليـن مـن
الضياع .
التعبير
جاءت اللفاظ ملئمة للعاطفة وللفكار بما تحمله من إيحاءات :
(النملتين ) :توحي بضآلة الطفلين وضياعهما في هذا الليل المظلم .
(عرضت ) :توحي بظهور أثر مشهد الطفلين على من يراهما .
(لجذب إليها ) :توحي بشدة أثر المشهد على النفس .
(المصادفة المجهولة ) :توحي بالضياع وفقد المل .
(تنبهت ) :توحي بأن غريزة المومة الكامنة في نفس الطفلة قد أيقظها
خوف أخوها .
(متساندًا ) :توحي بالتهالك والعياء .
(يقلب ) :توحي بالقلق واللهفة والحيرة .
الخيال
(النملتين ) :استعارة تصريحيه ،شبه الصغيرين بنملتين ،توحي بالضآلة
والتعرض للخطر والضياع .
(هذا الليل الذي يشبه نقطة من غضبك ) :تشبيه ،شبه ظلم الليل بنقطة
من غضب ال ،وهو يبرز ما في الليل من رهبة ومخاوف ( وهي صورة
مبتكرة لتأثر الكاتب بالناحية الدينية ) .
(أخرجتهما مخرج موعظة ) :تشبيه ،شبه حالة الطفلين في ضياعهما
وآلمهما بحالة الموعظة التي تثير في القلب مشاعر المشاركة الوجدانية .
(صورة الحب ) :استعارة تصريحيه ،شبه الطفل بالحب ،وهي توحي
بالمودة وصلة الرحم .
(صدر الرحمة ) :استعارة تصريحيه ،شبه الطفلة بالرحمة ،وهي توحي
بالحنان والصفاء .
(الحب يمشي ) :استعارة مكنية ،صور الحب إنسانًا يمشي ،وفيها
تشخيص .
الصف الثالث الثانوي 8 أ .جمال بديع
البديع في النصوص 3 /ث .
المحسنات البديعية
الطباق :بين ( أوله ،آخره ) ( ،ضائعة ،لن تضيع ) .
الزدواج :بين ( ذل اليتم من الهل ) و ( مسكنة الضياع بين الناس ) ،
( تفهمه ما في قلبها بلغة اللسان ) و ( أفاضته على جسمه بلغة اللمس ) .
الساليب
النشائية :النداء في ( يا من ل إله إل هو) غرضه الدعاء
الستفهام في ( من سواك لهاتين النملتين ؟! ) غرضه النفي والسترحام .
التعجب في ( يا لرحمة ال ) غرضه الشفاق والحزن
الخبرية :بقية الساليب خبرية للتقرير .
من أساليب التوكيد :
لقـــد :مثل ( لقد أخرجتها . ) ...
قـــد :مثل ( قد أسندت . ) ...
أن :مثل ( لنها حين لم تستطع ) .
أسلوب القصر :مثل ( يا من ل إله إل هو ) ( ،إنما هي تستمد . ) ...
أسلوب التقديم :مثل ( للعين ) ( ،منهما للنسانية ) ( ،إليها ) ( ،عليها ) .
ولما رأيت الطفلين ضممتهما إلي ,وألهيتهما عن كآبة القلب بسرور البطن ,فدفنت كل
آلمهما في بعض قطع الحلوى فطعما واستضحكا وتطعما الحياة جديدة أمنه .
وبينما نحن على ذلك ,إذا ارتفع سواد مقبل كأنه روح ليلة مظلمة تغشي الطريق فتبينت ,
فإذا امرأة تهفو كذات الجناحين ,وكأنها تنساق بقوة تحترق في داخلها ,ثم أخذتنا عيناها ,
فإذا هي أم الطفلين ,تبدو من لهفتها واستطارتها لولديها ,كأنما تحاول أن تختطفهما من
بعيد بقوة قلبها ,وما عرفت أنها هي إل بأن روحها كانت منتشرة علي وجهها ,ملموسة
في نظراتها إلي الصغيرين ,وكانت لها هيئة أم وضعت الجنة تحت قدميها .وهل الطفلن
لما أبصرا أمهما ونفضا أيديهما نفص الجنحة ثم أكبت هي عليهما بجسمها ،ومدامعها
وقبلتها ,والتحما بها التحام الجزء بكله ,واشتبكت الذرع حتى ل تفرق بين ثلثتهم في
معاني الحب إل بالكبر والصغر ورجعت معهما طفلة كأن تاريخها ابتدأ جديدا في ساعة
من الساعات الفاصلة التي يتحول عندها التاريخ .
اللغويات
دفـنـت :أخفيت . ألهيتهما :شغلتهما .
كـآبـة :حــزن . تطعـمـًا :تذوقا .
تهفو :تسرع . تغشى :تغطي .
أكبت :أقبلت . استطارتها :فزعها .
ذات الجناحين :المراد بها الحمامة أو الطائر في خفته .
هـــل :صــاح . أخذتنا عيناها :أي شملتنا نظراتها الدقيقة .
الشـرح
في هذه الفقرة يعرض الكاتب شيئا من طبيعة الطفولة البريئة التي ل يشغلها إل الحاضر
وحده ,ول تفكر في الماضي أو المستقبل.
فالكاتب حين رأي الصغيرين ضمهما إليه ,واشتري لهما بعض الحلوى ,
فضحكا ونسيا حزنهما وألمهما وخوفهما ,وشعرا بشيء من المن
والطمئنان .
ثم صور الم متلهفة علي فقد طفليهما واندفاعها وراء البحث عنهما ,وكيف
تبدلت نظرتها الحائرة الفزعة في لحظة واحدة إلي سكينة ورضا حين رأت
طفليها .
ثم يصور لنا فرحة اللقاء بين الطفلين وأمهما فقد خفقت أيدهما كأجنحة الطير
,وانحنت عليهما بجسمها وأخذت تمطرهما بدموعها وقبلتها ,والتحم
الطفلن بأمهما وأصبحوا جميعا نموذجا مجسما للحب والرضا والسعادة .
العاطفة
تسيطر على الكاتب عاطفة الرضا والفرحة بلقاء الصغيرين بأمهما .
التعبير
(إذ ) :توحي بالمفاجأة .
(تغشى ) :توحي بانتشار الظلم في كل مكان .
(تهفو ) :توحي بالسرعة .
(تختطفهما ) :توحي بالرغبة الشديدة في الحصول عليهما وشدة اللهفة .
(التحما ) :توحي بقوة الترابط والندماج .
(الفاء :في " فتبينت" و " فإذا" ) :توحي بالسرعة .
(هـــل ) :توحي بشدة الفرحة .
(استضحكا ) :توحي بمحاولة الضحك .
(جديدة ) :أبرزت الموقف وقد تغير ،فقد تحول من الخوف والرعب
والذلة والحيرة بسبب الضلل عن البيت إلى سرور وهدوء وطمأنينة .
(آمنة ) :تدل على أن النفوس قد أمنت وزال عنها الرعب والخوف وحل
محلها المن والطمأنينة .
(ذات الجناحين ) :تبرز مدى السرعة المصحوبة بالحب والرحمة والسلم
.
الخيال
( سواد مقبل كأنه روح ) :تشبيه ،شبه السواد بروح ليلة مظلمة ،ويوحي
بالخوف والفزع .
(امرأة تهفو كذات الجناحين ) :تشبيه ،شبه إقبالها بسرعة مثل الطائر ذي
الجناحين ،ويوحي بلهفة الم على طفليها .
(نفضا أيديهما نفض الجنحة ) :تشبيه ،شبه نفض اليدي بحركة الجنحة
،وهي توحي بالفرحة والسعادة .
(التحما التحام الجزء بكله ) :تشبيه يوحي بقوة الترابط .
(رجعت معهما طفلة ) :تشبيه ،شبه الم بالطفلة ،توحي بالسعادة والمرح .
( ليلة مظلمة تغشي الطريق ) :استعارة مكنية ،صور ظلم الليلة بغطاء ،
توحي بانتشار الظلم في كل مكان .
(قوة تحترق داخلها ) :استعارة مكنية ،صور القوة الداخلية مادة تحترق ،
وتوحي بشدة اللهفة .
(تحاول أن تختطفهما من بعيد ) :كناية عن مدى الشوق والحنين واللهفة .
المحسنات البديعية
الطباق :بين ( الكبر ،الصغر ) يؤكد المعنى ويبرزه .
الساليب
الساليب كلها خبرية لتقرير العجاب والفرحة .
من أساليب التوكيد :
أسلوب القصر :مثل ( ما عرفت أنها هي إل بأن روحها كانت ( ، ) ...ل
تفرق بين ثلثتهم إل بالكبر أو الصغر ) .
التركيب اللفظي :مثل ( ثم أكبت هي عليهما ) .
التقديم :مثل ( لها ) ( ،في معاني الحب ) ( ،عندها ) ( ،معها ) .
التعليق العام
الأسئلة
السؤال الول :
" فـي تلك السـاعة كانـت الرض قـد عريـت إل مـن أواخـر الناس ,وطوارق الليـل ,
وبقية من يقظة النهار تحبو في الطريق ذاهبة إلي مضاجعها ,فيينا أمد عيني وأديرهما
في مفتتح الطريق ومنقطعه إذا انفضت انتفاضة الذعر " .
.1تخير الجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :
مضاد " :عريت " ( انقطعت – امتلت – ارتدت –
ازدهرت ) .
معنى " :الذعر " ( الخوف – اللم – الشكوى –
الضطراب ) .
مفرد " :طوارق " ( طريق – طريقة – طارق –
طرقة ) .
جمع " :بقية " ( أبواق – بقايا – بوائق – بواق ) .
.2يصف الرافعي مسرح الحداث بطريقة امتزج فيها الفكر بالوجدان .ناقش
ذلك مبينًا الثر الفني لذلك .
.3استخرج من العبارة صورتين خياليتين مختلفتين مبينًا قيمتهما الفنية ،
ومحسنًا بديعيًا ،وبين أثره في أداء المعنى .
.4يميل أسلوب الكاتب إلى الطناب ،وتقطيع الجمل وضح ذلك في ضوء
العبارة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال الثاني :
" ينحدران في أمواج الليل ،وقد نزل بهما من الهم في البحث عن بيتهما ما ينزل
مثله من تطوح به القدار إذا ركب البحر المظلم ليكشف عن أرض جديدة ".
.1بين مرادف " :تطوح " ،ومضاد " ينحدران " ،ومفرد " القدار " في
جمل مفيدة من عندك .
.2كيف صور هموم الصغيرين ؟ وما قيمته الفنية ؟
.3بم يتميز أسلوب الرافعي ؟ أذكر ثلثًا من خصائص أسلوبه .
السؤال الثالث :
" يـا مـن ل إله إل هـو .مـن سـواك لهاتيـن النملتيـن فـي جنـح هذا الليـل الذي يشبـه
نقطـة مـن غضبـك؟ لقـد أخرجتهمـا فـي الضياع مخرج أصـغر موعظـة للعيـن .تنبـه أكـبر
حقيقة في القلب " .
.1بين ما يلي :مرادف " :سواك " ،ومضاد " غضبك " ،وجمع " موعظة
" في جمل من تعبيرك .
.2لجأ الكاتب في هذه العبارة إلى ال ،واتخذ من الموقف تعبيراته ،وضح
ذلك مبينًا وسيلته في التعبير .
.3استخرج صورتين بيانيتين مختلفتين ،ومحسنًا بديعيًا ،وبين قيمتهما الفنية .
.4تظهر النزعة الدينية في أسلوب الرافعي ويشوب بعض تعبيراته بعض
الغموض – وضح ذلك في ضوء العبارة السابقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال الرابع :
" وقد أسندت منكبيه إلي صدرها وهي تمشي ،فل أدري إن كان ذلك لتحمل معه
بعض تعبه فل يتساقط ,أو ليكون بها أكبر من جسمه الضئيل فل يخاف أو لنها حين لم
تسطع أن تفهمه ما في قلبها بلغة اللسان أفاضته علي جسمه بلغة اللمس " .
.1ضع مضاد " الضئيل " ،وجمع " منكب " ،ومعنى " :أفاضته " في جمل
.
.2في العبارة صورة ممتدة للصغيرين ...وضحها ،وبين أجزائها .
.3استخرج صورتين بيانيتين مختلفتين ،ومحسنًا بديعيًا ،وبين قيمتهما الفنية .
.4من سمات أسلوب الرافعي توليد المعاني والطناب .وضح ذلك من خلل
النص.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال الخامس :
" وهل الطفلن لما أبصرا أمهما ونفضا أيديهما نفص الجنحة ثم أكبت هي عليهما
بجسمها ،ومدامعها وقبلتها ,والتحما بها التحام الجزء بكله ,واشتبكت الذرع حتى ل
تفرق بين ثلثتهم في معاني الحب إل بالكبر والصغر " .
.1تخير الجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :
"الجنحة " مفردها ( :الجانح – الجناح – الجنحة ) .
"التحم " مضادها ( :انفصل – انقطع – ارتخى ) .
"أكبت " معناها ( :أسرعت – التقت – أقبلت) .
.2رسم الكاتب صورة ممتدة للقاء الم بالصغيرين ...وضح ذلك .
.3استخرج من العبارة صورة بيانية ،ومحسنًا بديعيًا ،وبين القيمة الفنية .
.4يمثل مقال الرافعي اتجاهاً أدبيًا .اذكر هذا التجاه ،وبين خصائصه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.1ضع مرادف " :عريت " ،ومفرد " :طوارق " في جملتين من عندك .
.2كيف صور الرافعى مسرح الحادثة ؟ وما الهدف الذي يرمي إليه ؟
.3عين من الفقرة تقديما واذكر غرضه ،ومحسنا بديعياً واذكر أثره .
.4لدب الرافعي اتجاهات ثلثة .ما هي ؟ وإلى أيها ينتمي هذا النص ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال الحادي عشر :
" تتـبين الخوف في عيونهما الصغيرة ,وتراه يفيـض منهما علي ما حولهما حتـى
ليحســب كلهمــا أن المنازل عــن يمينــه وشماله أطفال مذعورة ،ويتلفتان كمــا تتلفــت
الشاة الضالة عن قطيعها ,ل يتحرك في دمها بالغريزة إل خوف الذئب ,ويتسحبان معًا
وراء الشعــة المنبثـــقـة فــي الطريــق كأن أضواء المصــابيح هــي الطريــق إلي قلبيهمــا
الصغيرين " .
.1انقل الصواب مما بين القوسين لما يلي :
مرادف " تتبين " ( :تري – تكشف – تعلم ) .
مضاد " يفيض " ( :ينخفض – ينقص – يقل ) .
.2ابرز الكاتب الجو النفسي للطفلين .وضح ذلك من خلل الفقرة .
.3يتميز أسلوب الرافعي بالبتكار في بعض صوره .استخرج من الفقرة
صورة مبتكرة وبين قيمتها الفنية .
.4إلي أي اتجاه أدبي ينتمي النص ؟ وما أهم سماته؟
نســـــــــــــــــألـكـــــــــــــم
الدعــــــــــــــــــــاء