You are on page 1of 36

‫األستاذ‪:‬‬

‫خالد الروسي‬

‫‪A-B‬‬ ‫الفـــــــــــــوجان‬

‫السنـــــــة الجـــــامعية‬
‫‪2022/2021‬‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬
‫المبحث األول‪:‬‬

‫الميراث تعريفه وأسبابه‪ ،‬شروطه وأركانه‪.‬‬


‫أوال‪ :‬تعريف الميراث لغة واصطالحا‬

‫تعريف الميراث لغة‪.‬‬

‫الميراث لغة يطلق على معنيين‪:‬‬

‫األول‪ :‬البقاء ومنه قوله تعالى َ‬


‫"وزَ َك ِريَّا ِإ ْذ نَادَى َربَّهُ َر ِ‬
‫ب ََل تَذَ ْرنِي فَ ْردًا‬
‫ـخالئق‪ ،‬و" كان رسول هللا‬
‫َ‬ ‫ت َخي ُْر ْال َو ِارثِينَ "‪ 1‬أي الباقـي الدائم الذي َي ِر ُث ال‬
‫َوأ َ ْن َ‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقول اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله‬
‫الوارث مني" أي أبق البصر صحيحا سليما إلى أن أموت‪،‬‬

‫والثاني‪ :‬االنتقال ومنه قولهم‪ ،‬ورث فالنا المال ومنه وعنه يرثه ورثا وورثا‬
‫وإرثا ورثة ووراثة صار إليه ماله بعد موته‪ 2.‬أي انتقل ما كان له إليه‪،‬‬

‫وانتقال الشيء من شخص إلى آخر قد يكون معنويا كالعلم مثال وقد يكون‬
‫حسيا كالمال وهذا األخير هو المتبادر إلى الذهن في عرف الناس‪.‬‬

‫[األنبياء‪]89 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬المعجم الوسيط ج‪/2‬ص‪1024‬‬


‫تعريف الميراث اصطالحا‪.‬‬

‫وأما اصطالحا‪ :‬فهو َم ْع ِرَف ُة اْل َوَرثَ ِة َو ُحُقوِق ِه ْم من التَّ ِرَك ِة أي العلم الذي يبحث‬
‫في المواريث ومستحقيها إليصال كل ذي حق حقه‪.‬‬

‫وعلم المواريث يسمى بعلم التركات أو علم الفرائض‪.‬‬

‫واألصل فيه النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة‪:‬‬

‫كقوله هللا سبحانه وتعالى‪:‬‬


‫سا ًء فَ ْوقَ اثْنَتَي ِْن‬ ‫َّللاُ فِي أ َ ْو ََل ِد ُك ْم ِللذَّ َك ِر ِمثْ ُل َح ِظ ْاْل ُ ْنثَيَي ِْن فَإِ ْن ُك َّن نِ َ‬
‫ُوصي ُك ُم َّ‬‫"ي ِ‬
‫ُس‬‫سد ُ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ال ُّ‬ ‫ف َو ِْلَبَ َو ْي ِه ِل ُك ِل َو ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫احدَة ً فَلَ َها النِ ْ‬
‫َت َو ِ‬ ‫فَلَ ُه َّن ثُلُثَا َما ت ََر َك َو ِإ ْن َكان ْ‬
‫ث فَإِ ْن َكانَ لَهُ‬ ‫ِم َّما ت ََر َك ِإ ْن َكانَ لَهُ َولَدٌ فَإِ ْن لَ ْم يَ ُك ْن لَهُ َولَدٌ َو َو ِرثَهُ أَبَ َواهُ فَ ِِل ُ ِم ِه الثُّلُ ُ‬
‫ُوصي بِ َها أَودَي ٍْن آبَا ُؤ ُك ْم َوأ َ ْبنَا ُؤ ُك ْم ََل ت َ ْد ُرونَ أَيُّ ُه ْم‬ ‫صيَّ ٍة ي ِ‬ ‫ُس ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ‬ ‫سد ُ‬ ‫إِ ْخ َوة ٌ فَ ِِل ُ ِم ِه ال ُّ‬
‫ع ِلي ًما َح ِكي ًما" (‪[ )11‬النساء‪]11 :‬‬ ‫َّللاَ َكانَ َ‬ ‫ضةً ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا ِإ َّن َّ‬ ‫ب لَ ُك ْم نَ ْفعًا َف ِري َ‬ ‫أ َ ْق َر ُ‬

‫وقوله سبحانه‪:‬‬
‫ف َما ت ََر َك أ َ ْز َوا ُج ُك ْم ِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن لَ ُه َّن َولَدٌ َفإِ ْن َكانَ لَ ُه َّن َولَدٌ فَلَ ُك ُم‬ ‫"ولَ ُك ْم نِ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫َ‬
‫ُوصينَ بِ َها أ َودَي ٍْن َولَ ُه َّن ُّ‬
‫الربُ ُع ِم َّما ت ََر ْكت ُ ْم ِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن‬ ‫صيَّ ٍة ي ِ‬ ‫الربُ ُع ِم َّما ت ََر ْكنَ ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ‬
‫ُّ‬
‫صونَ بِ َها أ َودَي ٍْن‬ ‫صيَّ ٍة تُو ُ‬ ‫لَ ُك ْم َولَدٌ فَإِ ْن َكانَ لَ ُك ْم َولَدٌ فَلَ ُه َّن الث ُّ ُم ُن ِم َّما ت ََر ْكت ُ ْم ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ‬
‫ُس فَإِ ْن‬ ‫سد ُ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ال ُّ‬ ‫ت فَ ِل ُك ِل َو ِ‬‫ث َك ََللَةً أ َوا ْم َرأَة ٌ َولَهُ أَ ٌخ أ َوأ ُ ْخ ٌ‬ ‫ُور ُ‬‫َوإِ ْن َكانَ َر ُج ٌل ي َ‬
‫غي َْر‬ ‫صى بِ َها أ َودَي ٍْن َ‬ ‫صيَّ ٍة يُو َ‬ ‫ث ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ‬ ‫ش َر َكا ُء فِي الثُّلُ ِ‬ ‫َكانُوا أ َ ْكث َ َر ِم ْن ذَ ِل َك فَ ُه ْم ُ‬
‫ع ِلي ٌم َح ِلي ٌم" (‪)12‬‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫صيَّةً ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫ار َو ِ‬ ‫ض ٍ‬
‫ُم َ‬

‫وقول هللا عز وجل‪:‬‬


‫ْس لَهُ َولَدٌ َولَهُ أ ُ ْخ ٌ‬
‫ت فَلَ َها‬ ‫ام ُر ٌؤ َهلَ َك لَي َ‬ ‫َّللاُ يُ ْفتِي ُك ْم فِي ْال َك ََللَ ِة إِ ِن ْ‬
‫" يَ ْست َ ْفتُون ََك قُ ِل َّ‬
‫ف َما ت ََر َك َو ُهويَ ِرث ُ َها إِ ْن لَ ْم يَ ُك ْن لَ َها َولَدٌ فَإِ ْن َكانَت َا اثْنَتَي ِْن فَلَ ُه َما الثُّلُث َ ِ‬
‫ان ِم َّما ت ََر َك‬ ‫ص ُ‬
‫نِ ْ‬
‫َضلُّوا‬ ‫سا ًء فَ ِللذَّ َك ِر ِمثْ ُل َح ِظ ْاْل ُ ْنثَيَي ِْن يُبَ ِي ُن َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم أ َ ْن ت ِ‬ ‫َو ِإ ْن َكانُوا ِإ ْخ َوة ً ِر َج ًاَل َونِ َ‬
‫ع ِلي ٌم" (‪[ )176‬النساء‪]176 :‬‬ ‫ش ْيءٍ َ‬ ‫َّللاُ ِب ُك ِل َ‬
‫َو َّ‬

‫وكخبر الصحيحين " ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فألولى رجل ذكر "‪.‬‬

‫ال‪َ :‬ت َعَّل ُموا‬ ‫ُّ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫صَّلى َّ‬ ‫ض رسول َّ ِ‬


‫َّللاُ َعَل ْيه َو َسل َم َعَلى تَ َعلمه َوتَ ْعليمه َفَق َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫وَق ْد َح َّ َ ُ ُ‬
‫ض َوَت ْظ َهُر اْل ِف َت ُن‬ ‫ِن اْل ِعْل َم َسُي ْقَب ُ‬ ‫ِِ‬ ‫اْل َفَرِائ َ‬
‫وض‪َ ،‬وإ َّ‬ ‫امُرٌؤ َم ْقُب ٌ‬ ‫اس َفإني ْ‬ ‫وها َّ‬
‫الن َ‬ ‫ض َو َعلِ ُم َ‬
‫يض ِة َوَِل َي ِج َد ِ‬
‫ان َم ْن َي ْف ِص ُل َبْيَن ُه َما‪.‬‬ ‫ف ِاِل ْثَن ِ‬
‫ان ِفي اْل َف ِر َ‬ ‫َح َّتى َي ْخَتلِ َ‬
‫ِ‬
‫اس َفِإَّن َها ن ْص ُ‬
‫ف‬ ‫وها َّ‬
‫الن َ‬ ‫َو َسَّل َم َت َعَّل ُموا اْل َفَرِائ َ‬
‫ض َو َعلِ ُم َ‬ ‫َّللاُ َعَل ْي ِه‬
‫صَّلى َّ‬‫ال َ‬ ‫َوَق َ‬
‫ُمِتي‪.‬‬ ‫ع ِم ْن أ َّ‬ ‫َما ُيْن َز ُ‬ ‫اْل ِعْل ِم‪َ ،‬وإَِّن ُه ُيْن َسى‪َ ،‬وإَِّن ُه أ ََّو ُل‬

‫فضل‪ :‬آية‬
‫ٌ‬ ‫وقال عليه الصالة والسالم العلم ثالثة‪ ،‬وما سوى ذلك‪ ،‬فهو‬
‫محكمة‪ ،‬أوسن ٌة قائمةٌ‪ ،‬أو فريضة عادلة‪.‬‬

‫ط ِ‬
‫اب‪:‬‬ ‫الصحاب ِة والتَّاِب ِعين أَيضا‪َ ،‬فَقال عمر بن اْلخ َّ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َُ ْ ُ َ‬ ‫َ ًْ‬ ‫اع ٌة م ْن َّ َ َ َ‬ ‫ورغب فيهما َج َم َ‬
‫ض َفِإَّن َها ِم ْن ِد ِين ُك ْم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َّللاُ تَ َعاَلى َع ْن ُه تَ َعل ُموا اْلَف َرائ َ‬
‫ضي َّ‬‫رِ‬
‫َ َ‬
‫ض َفِإَّن ُه‬ ‫ِ‬
‫آن َواْلَف َرائ َ‬
‫َّ‬
‫َّللاُ تَ َعاَلى َع ْن ُه تَ َعل ُموا اْلُق ْر َ‬
‫ضي َّ‬ ‫ود ر ِ‬‫َّللاِ ْب ُن مس ُع ٍ‬
‫ال َع ْب ُد َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َوَق َ‬
‫اس إَلى ِعْل ِم َم ْن َي ْعَل ُم َها‪.‬‬
‫الن ُ‬‫َن َيْفتَِق َر َّ‬ ‫ُي ِ‬
‫وش ُك أ ْ‬
‫الر ُج ُل َعالِ ًما ُمْفِتًيا َحتَّى‬
‫َّللاُ تَ َعاَلى َع ْن ُه َال َي ُكو ُن َّ‬
‫ضي َّ‬ ‫اإلمام مالِك ر ِ‬ ‫وقال ِ‬
‫َ َ ْ َُ َ ٌ َ َ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح َو ْاأل َْي َم َ‬
‫ض َوالن َك َ‬‫ُي ْحك َم اْلَف َرائ َ‬
‫قلنا بأن علم المواريث هو‪ :‬علم يبحث في المواريث ومستحقيها إليصال‬
‫كل ذي حق حقه‪.‬‬
‫الت ِرَك ِة‪.‬‬
‫أوم ْع ِرَف ُة اْل َوَرَث ِة َو ُح ُقوِق ِه ْم من َّ‬
‫َ‬
‫والمقصود من التركة‪ ،‬كل ما يتركه الميت من مال أوحقوق مالية‪ .‬أي هو‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ان َل ُه‬ ‫ذاك اْل َح ِق اْل ُم َخلف َع ْن اْل َمِيت َيْقَب ُل التَّ َج ِزي‪َ ،‬‬
‫وي ْث ُب ُت ل ُم ْستَحقه َب ْع َد َم ْوت َم ْن َك َ‬
‫َذلِ َك‪.‬‬

‫وهذا ما نصت عليه مدونة األسرة في الكتاب السادس المتعلق بالميراث‬


‫فقالت في مادتها ‪.321‬‬

‫التركة مجموع ما يتركه الميت من مال أو حقوق مالية‪.‬‬

‫ثم عرفت اإلرث في المادة ‪.323‬‬

‫بأنه انتقال حق بموت مالكه بعد تصفية التركة لمن استحقه شرعا بال تبرع‬
‫وال معاوضة‪.‬‬

‫فاإلرث على هذا هو ذلك الحق المتبقي بعد تصفية التركة‪.‬‬

‫ويقصد بتصفية التركة إخراج الحقوق المتعلقة بها من حقوق عينية ونفقات‬
‫تجهيز الميت وديون ووصايا وما تبقى بعد ذلك يقسم بين الورثة‪.‬‬

‫فأول ما يبدأ به هي الحقوق العينية أي المتعلقة بعين التركة كالرهن‬


‫والضرائب وما شاكل ذلك‪.‬‬

‫ثم مؤنة تجهيزه من غسله وتكفينه وحمله ووضعه في قبره أو ما يحتاج إليه‬
‫من ذلك‪.‬‬
‫ثم الديون المرسلة "كحقوق اآلدميين من الديون الثابتة بالبينة أو بإق ارره بها‬
‫في صحته أوفي مرضه لمن ال يتهم عليه ثم حقوق هللا تعالى من الزكوات‬
‫‪3‬‬
‫والكفارات والنذور إذا أشهد على نفسه في صحته بوجوبها عليه"‬

‫ثم وصاياه‪ :‬وهي تبرع المالك بجزء من ماله ينفذ بعد موته ويشترط فيها أن‬
‫ال تتجاوز الثلث إال إذا رضي الورثة‪,‬و أال تكون لوارث‪ ،‬وأال تكون بمعصية‪.‬‬

‫ثم ما فضل يقسم على الورثة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن هذا الترتيب محل خالف بين الجمهور والحنابلة فذهب‬
‫الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن الحقوق العينية أي الحقوق المتعلقة بعين‬
‫المال‪ ،‬أول ما يبدأ به وقال الحنابلة بأن نفقات الميت من كفن وحنوط وأجرة‬
‫تغسيل وحفر وغير ذلك‪ ،‬يجب تقديمه على الحقوق العينية‪.‬‬

‫والذي ذهب إليه الجمهور هو الذي أقرته المدونة في مادتها ‪ 322‬فقالت‪:‬‬

‫تتعلق بالتركة حقوق خمسة تخرج على الترتيب اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الحقوق المتعلقة بعين التركة‪.‬‬

‫‪ -2‬نفقات تجهيز الميت بالمعروف‪.‬‬

‫‪ -3‬ديون الميت‪.‬‬

‫‪ -4‬الوصية الصحيحة النافذة‪.‬‬

‫‪ -3‬منح الجليل ج‪/9‬ص‪597‬‬


‫‪ -5‬المواريث بحسب ترتيبها في هذه المدونة‪.‬‬

‫ثانيا أركان اإلرث‪:‬‬

‫الركن لغة‪ :‬هو جانب الشيء األقوى‪.‬‬

‫واصطالحا‪ :‬جزء الماهية أي ما ال توجد الحقيقة إال به‪.‬‬

‫وأركان التركة ثالثة مورث ووارث وحق موروث‪.‬‬

‫قال ابن عاصم‪ :‬في التحفة‬

‫جميعها أركانها ثالثة‪ ...‬مال ومقدار وذو الوراثة‪.‬‬

‫والمورث هو الميت أو الملحق به كالمفقود‪ ،‬بمعنى أنه إذا تغيب مدة معينة‬
‫وحكم القاضي بوفاته يعتبر من األموات فتجري عليه جميع أحكام الميت من عدة‬
‫الوفاة بالنسبة للمرأة إذا كان متزوجا وتقسيم تركته وغيرها من األمور‪.‬‬

‫جاء في المادة ‪.325‬‬

‫الميت حكما من انقطع خبره وصدر حكم باعتباره ميتا‪.‬‬

‫والوارث هو الحي بعد الميت ولو بلحظة‪ ،‬أو الملحق به كالجنين كأن نقول‬
‫مثال مات عن زوج حامل‪ .‬فاألجنة ملحقون باألحياء ألن الغالب عليهم الحياة‬
‫ولذلك ال تقسم التركة حتى تضع المرأة حملها‬

‫والحق الموروث‪ :‬هو كل ما تركه المورث من أموال ثابتة ومتحركة‪.‬‬


‫ثالثا شروط اإلرث‪.‬‬
‫الشرط في اللغة العالمة جمع أشراط‪ ،‬قال تعالى‪) :‬فقد جاء أشراطها(‪ ،4‬أي‬
‫عالماتها‪.‬‬

‫وفي االصطالح هو‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم وال يلزم من وجوده وجود وال‬
‫‪.5‬‬
‫عدم‬

‫أي ما يتوقف وجود الشيء على وجوده وكان خارجا عن حقيقته‪ ،‬وال يلزم‬
‫من وجوده وجود الشيء ولكن يلزم من عدمه عدم ذلك الشيء‪.‬‬

‫فالوضوء مثال شرط لوجود الصالة الشرعية التي تترتب عليها آثارها‬
‫الشرعية من كونها صحيحة مجزئة مبرئة للذمة‪ ،‬وليس الوضوء من حقيقة‬
‫الصالة‪ ،‬فقد يوجد الوضوء وال توجد الصالة‪.‬‬

‫وأما شروط اإلرث فهي ثالثة‪.‬‬

‫أحدها تحقق موت المورث أو إلحاقه باألموات‪.‬‬

‫والثاني تحقق وجود الوارث‪.‬‬

‫والثالث العلم بالجهة المقتضية لإلرث‪.‬‬

‫‪ -1‬التحقق من موت المورث أي بهالك حياة المورث حقيقة أو حكما‪.‬‬

‫‪ - 4‬المعجم الوسيط ج‪/1‬ص‪.479‬‬


‫‪ - 5‬الذخيرة ج‪/1‬ص‪.99‬‬
‫فأما حقيقة فبمفارقة الروح للجسد‪.‬‬

‫وأما حكما ففي حالة المفقود والغائب مثال‪ ،‬الذي يحكم عليهما القضاء بعد‬
‫استنفاد كل الوسائل ؛ بأنهما في عداد الموتى‪.‬‬

‫التحقق من حياة الوارث بعد موت مورثه ولو بلحظة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫‪ -3‬اقتضاء التوارث‪ :‬أي العلم بالجهة المقتضية لإلرث وتعيين جهة‬
‫القرابة ودرجتها‪.‬‬

‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 330‬إذ جاء فيها‪ :‬يشترط في استحقاق اإلرث ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحقق موت الموروث حقيقة أو حكما؛‬

‫‪ -2‬وجود وارثه عند موته حقيقة أو حكما؛‬

‫‪ -3‬العلم بجهة اإلرث‪.‬‬

‫رابعا أسباب اإلرث‪:‬‬

‫السبب لغة‪ :‬هو ما يتوصل به إلى الشيء‪.‬‬

‫واصطالحا‪ :‬هو ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم بذاته‪.‬‬

‫أي ما يلزم من وجوده وجود ذلك الشيء ومن عدمه عدم وجود ذلك الشيء‬
‫المقترن به‪.‬‬

‫والمتفق عليه بين جميع المذاهب أن أسباب الميراث ثالثة‪ :‬وهي‪:‬‬


‫أوِل‪ :‬القرابة أو النسب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرابطة الزوجية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوالء‪.‬‬

‫وقد نظمها ابن عاصم في كتابه تحفة الحكام قائال‪:‬‬

‫اإلرث يستوجب شرعا ووجب‪ .. .‬بعصمة أو بوالء أونسب‪.‬‬

‫غير أن المقنن المغربي أخذ بسببين فقط هما‪ :‬رابطة القرابة ورابطة الزوجية‬
‫فنص في المادة ‪ 329‬من قانون مدونة األسرة على أن " أسباب اإلرث كالزوجية‬
‫والقرابة أسباب شرعية ال تكتسب بالتزام وال بوصية‪ ،‬فليس لكل من الوارث أو‬
‫الموروث إسقاط صفة الوارث أو الموروث‪ ،‬وال التنازل عنه للغير"‪.‬‬

‫فجعل لإلرث سببين الزوجية والقرابة ولم يذكر الوالء على اعتبار أن ظاهرة‬
‫العبيد قد انقرضت منذ زمن بعيد‪.‬‬

‫‪ -1‬رابطة الزوجية‪ :‬يعتبر النكاح سببا من أسباب التوارث بين الزوجين‪.‬‬


‫فالزوجة ترث من ذمة زوجها والزوج يرث من ذمة زوجته‪ ،‬والنكاح الموجب‬
‫للتوارث هو عقد الزوجية الصحيح التي توافرت فيه أركانه وشروط صحته وانتفت‬
‫الموانع فإذا كان باطال فال يعتبر سببا لإلرث‪.‬‬

‫وإذا كان فاسدا وهو ما اختل فيه شرط من شروط صحته طبقا للمادتين ‪60‬‬

‫‪ – 61‬من مدونة األسرة‪ ،‬فإنه ال يترتب عليه أي شيء قبل البناء وتترتب عليه بعد‬
‫البناء آثار العقد الصحيح‪ .‬ومنها اإلرث إلى أن يصدر الحكم بفسخه‪.‬‬
‫‪-2‬رابطة القرابة‪ :‬وهي رابطة الدم التي يتصل فيها الوارث إلى الميت سواء‬
‫كان من فصوله أو أصوله أو حواشيه‪.‬‬

‫وأصول الهالك هم األبوين واألجداد وإن علوا‪.‬‬

‫وفصوله هم فروع الهالك من األوالد وأوالدهم وإن نزلوا‪.‬‬

‫والحواشي هم اإلخوة وأبناؤهم ممن يرثون‪ ،‬ثم األعمام وأبناؤهم ممن يرثون‬
‫ما لم يكن هناك مانع أو حاجب‬

‫خامسا‪ :‬موانع اإلرث‬

‫أ ـ المانع لغة‪ :‬الحاجز‪.‬‬

‫ب ـ واصطالحا‪ :‬ما يلزم من وجوده العدم ومن عدمه الوجود‪.‬‬


‫وهي في حالتنا هذه " األوصاف التي تقتضي عدم اإلرث مع قيام سببه " فالفتل‬
‫مثال بوجوده ينعدم الميراث‪ ،‬وبانعدامه وهو عدم قتل الوارث للمورث يوجد الميراث‪.‬‬

‫وموانع الميراث محل خالف بين الفقهاء في عددها‪ ،‬اتفقوا على ثالثة منها‬
‫وهي المجموعة في قول الرحبي‪:‬‬

‫ثـالث‬ ‫عـلل‬ ‫من‬ ‫ويمنع الشخص من الميراث *** واحدة‬


‫كاليقين‬ ‫الشك‬ ‫فليس‬ ‫ديــن *** فافهم‬ ‫واختـالف‬ ‫وقتل‬ ‫رق‬
‫و" المالكية " يقررون بأن هناك سبعة موانع جمعها صاحب " أسهل‬
‫المسالك" في قوله‪:‬‬

‫السبق‬ ‫أوبشك‬ ‫عمدا‬ ‫والقتل‬ ‫****‬ ‫ويمنع اإلرث بوصف الرق‬


‫األديـان‬ ‫تخالـف‬ ‫الزنا‬ ‫كذا‬ ‫****‬ ‫أولـعــان‬ ‫استهالل‬ ‫عدم‬ ‫أو‬

‫وقد اختصر العالمة " األخضري " جميع هذه الموانع في عبارة‪ :‬عش لك رزق‪.‬‬

‫ع‪ :‬عـدم اِلستهـالل‪.‬‬

‫ويعني أنه إذا كان بعض الورثة حمال أوليس ثم وارث إال الحمل فإن قسم‬
‫الميراث ال يجوز حتى يوضع الحمل فإن استهل وتحققت حياته‪ ،‬ورث وإال فال‪،‬‬
‫والمراد باالستهالل صدور ما يدل على حياة المولود في العادة من حركة أو‬
‫عطاس أو تنفس وما شابه‪.‬‬

‫وهذا ما أقرته مدونة األسرة في مادتها ‪ 331‬فنصت على أنه " ال يستحق‬
‫اإلرث‪ ،‬إال إذا ثبتت حياة المولود بصراخ أو رضاع ونحوهما"‪.‬‬

‫ش‪ :‬الشك في أسبقية الوفاة‪.‬‬

‫والمقصود أنه إذا مات أقرباء‪ ،‬كالرجل وأخيه أو ابنه ولم يعلم السابق منهما‬
‫فإنه ال يرث أحدهما اآلخر للجهل بالسابق ألن من شرط اإلرث تحقق حياة الوارث‬
‫بعد موت موروثه وذلك هنا متعذر ويرث كل واحد منهما ورثته‪ ،‬فإذا مات قوم‬
‫بهدم أو نار أو غرق‪ .. .‬وكانوا يتوارثون بأنسابهم وجهل من تقدم منهم موته ممن‬
‫تأخر لم يورث بعضهم من بعض وورث كل واحد منهم ورثته األحياء‪.. .‬‬
‫‪6‬‬
‫وال يرث أحد وال يورث بالشك‪ ،‬ومن ال يرث فال يحجب أحدا عن الميراث‪.‬‬

‫وقد أشارت المدونة إلى هذا في المادة ‪ 328‬فقالت‪:‬‬

‫إذا مات عدة أفراد‪ ،‬وكان بعضهم يرث بعضا‪ ،‬ولم يتم التوصل إلى معرفة‬
‫السابق منهم‪ ،‬فال استحقاق ألحدهم في تركة اآلخر‪ ،‬سواء كانت الوفاة في حادث‬
‫واحد أم ال‪.‬‬

‫ل‪ :‬اللعان‪.‬‬

‫من لعن هو مصدر العن مالعنة‪ ،‬من اللعن وهو لغة الطرد واإلبعاد‪.‬‬

‫ف َزْو ٍج َعَلى ِزَنى َزْو َجِت ِه‪ ،‬أَو‬ ‫ِ ِ‬


‫فقد حده ْاب ُن َع َرَف َة ِبَق ْوِله‪َ :‬حل ُ‬ ‫اصطالحا َ‬ ‫َوأَما‬
‫الال ِزِم َل ُه َو َحلُِف َها َعَلى تَ ْك ِذيِب ِه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َنْف ِي َح ْملِ َها‬

‫الزْو َج ْي ِن‪.‬‬ ‫الزَنا أَو َنْفي اْل َح ْم ِل َو ُهو ُم ْختَ ٌّ‬


‫ص ِب َّ‬ ‫إما ُرْؤَي ُة ِ‬
‫َف َسَبُب ُه‪َّ :‬‬
‫ُ‬
‫وحكمه‪ :‬الحرمة المؤبدة بعد التالعن‪.‬‬

‫واألصل فيه قوله سبحانه وتعالى‪َ :‬والَّذِينَ يَ ْر ُمونَ أ َ ْز َوا َج ُه ْم َولَ ْم يَ ُك ْن لَ ُه ْم‬
‫سةُ أ َ َّن‬ ‫صا ِد ِقينَ َو ْالخ ِ‬
‫َام َ‬ ‫اَّلل ِإنَّهُ لَ ِمنَ ال َّ‬
‫ت ِب َّ ِ‬
‫ش َهادَا ٍ‬ ‫ش َهادَة ُ أ َ َح ِد ِه ْم أ َ ْر َب ُع َ‬ ‫ش َهدَا ُء ِإ ََّل أ َ ْنفُ ُ‬
‫س ُه ْم فَ َ‬ ‫ُ‬
‫ت ِب َّ ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ش َهادَا ٍ‬ ‫اب أ َ ْن ت َ ْش َهدَ أ َ ْر َب َع َ‬ ‫علَ ْي ِه ِإ ْن َكانَ ِمنَ ْال َكا ِذ ِبينَ َو َي ْد َرأ ُ َ‬
‫ع ْن َها ْال َعذَ َ‬ ‫َت َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫لَ ْعن َ‬
‫‪7‬‬
‫صا ِد ِقينَ ‪.‬‬ ‫ع َل ْي َها ِإ ْن َكانَ ِمنَ ال َّ‬ ‫ب َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫ض َ‬
‫غ َ‬ ‫سةَ أ َ َّن َ‬ ‫َام َ‬‫ِإنَّهُ لَ ِمنَ ْال َكا ِذ ِبينَ َو ْالخ ِ‬

‫‪ -6‬انظر الكافي البن عبدالبر ج‪/1‬ص‪559‬‬


‫‪[ -7‬النور‪]9 - 6 :‬‬
‫ومن السنة‪ :‬أن ابن عمر رضي هللا عنهما روى‪:‬‬

‫ول َّ ِ َّ‬ ‫ان َرس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫َّللا‬
‫َّللا َصلى َّ ُ‬ ‫امَأر ََت ُه َفاْن َت َفى م ْن َوَلد َها في َزَم ِ ُ‬ ‫َن َر ُج اال َرَمى ْ‬ ‫"أ َّ‬
‫َّللا ثُ َّم‬
‫ال َُّ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ك‬‫َ‬ ‫ا‬‫ن‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َّللا َعَل ْي ِه َوسَّ‬
‫ل‬ ‫َّ‬ ‫ى‬ ‫َّللا صَّ‬
‫ل‬ ‫عَلي ِه وسَّلم َفأَمر ِب ِهما رسول َّ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ََ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ‬
‫َق َضى ِباْل َوَل ِد لِْل َمْ أر َِة َوَفَّر َق َب ْي َن اْل ُم َت َال ِعَن ْينِ"‪.‬‬
‫ِ ‪8‬‬

‫والولد الذي نفاه أبوه باللعان إنما يكون إرثه بأمه فقط ال بأبيه فإذا كان ألمه‬
‫ولد من أبيه الذي نفاه وولدته منه قبل اللعان أومن غيره فهو أخوه ألمه يرث‬
‫أحدهما من اآلخر السدس ال غير وإذا كان اللعان ينفي حمال فولدت توأمين فهما‬
‫فيما بينهما شقيقان يتوارثان توارث الشقيقين ألن المالعن إنما نفى بنوتهما ال‬
‫أخوتهما‪.‬‬

‫ما كان والسدس أقصى سهمه‬ ‫***‬ ‫بأمه‬ ‫إرثه‬ ‫اللعان‬ ‫وابن‬
‫هما شقيقان في اإلرث أبدا‪.‬‬ ‫***‬ ‫تعددا‬ ‫هبهما‬ ‫وتوأماه‬

‫وهذا ما ذهبت إليه المدونة في مادتها ‪ 332‬قائلة‪ :‬ال توارث‪ ... .‬بين من‬
‫نفى الشرع نسبه‪.‬‬

‫ك‪ :‬الكفر‪ :‬اختالف الدين‪.‬‬

‫‪ -8‬صحيح البخاري ‪)398 / 14( -‬‬


‫واألصل في هذا المانع مجموعة من األحاديث النبوية الشريفة منها قوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم " ال يتوارث أهل ملتين" وقد نصت المدونة في المادة ‪332‬‬
‫على هذا فقالت‪ :‬ال توارث بين مسلم وغير المسلم‪ ،‬وال بين من نفى الشرع نسبه‪.‬‬

‫ر‪ :‬الـرق‪ :‬العبودية‪.‬‬

‫أ ـ الرق لغة‪ :‬العبودية والضعف‬

‫ب ـ واصطالحا‪ :‬عجز حكمي يتصف به الشخص‪ ،‬يمنعه من نفاذ‬


‫تصرفاته‪.‬‬
‫وهو مانع للميراث من الجانبين‪ ،‬فال توارث بين حر ورقيق‪ ،‬وعدم التوارث بينهما‬
‫ناتج من أن الحر ال يرث الرقيق ألنه ال مال له فالعبد وما ملكت يداه ملك لسيده‪،‬‬
‫لقول رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ‪ :‬من باع عبدا له مال فماله للبائع إال أن‬
‫يشترط المبتاع "‪.‬‬

‫أما الرقيق فعدم ميراثه للحر فناتج من أنه لو ورثه ؛ فإن ميراثه سينتقل إلى‬
‫‪9‬‬
‫سيد ذالك العبد وهو ما يعتبر توريثا للسيد بغير سبب للميراث وهو غير مشروع‬

‫ز‪ :‬الزنى‪ :‬ولد الزنى‪.‬‬

‫ذكرت المادة ‪ 148‬من مدونة األسرة على أنه ‪:‬‬

‫ال يترتب على البنوة غير الشرعية بالنسبة لألب أي أثر من آثار البنوة‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫‪-‬انظر شرح ميارة ج‪/2‬ص‪521‬‬ ‫‪9‬‬


‫ق‪ :‬القتل العمد العدوان‪.‬‬

‫جاء في المدونة المادة ‪:333‬‬

‫من قتل موروثه عمدا‪ ،‬وإن أتى بشبهة لم يرث من ماله‪ ،‬وال ديته‪ ،‬وال‬
‫يحجب وارثا‪.‬‬

‫من قتل موروثه خطأ ورث من المال دون الدية وحجب‪.‬‬

‫فالقتل العمد على وجه الظلم والعدوان مانع من الميراث مطلقا أي ال يرث‬
‫ال من المال وال من الدية وهذا معنى اإلطالق وأما قاتل الخطأ فيرث من المال‬
‫دون الدية فيعطيها كاملة وال يرث منها شيئا ويرث من غيرها إن كان هناك مال‬
‫ويحجب في موضع يرث وال يحجب في موضع ال يرث‪.‬‬

‫مثال ذلك أن يترك الميت أما وأخوين أحدهما قاتله خطأ‪.‬‬

‫فإن األم ترث من المال السدس وما بقي لألخوين معا ألن األخوين‬
‫يحجبانها من الثلث إلى السدس‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫وترث من الدية الثلث ألن القاتل ال يرث من الدية فال يحجبها‪.‬‬

‫‪ -10‬انظر في هذا شرح ميارة ج‪/2‬ص‪ 521‬الثمر الداني شرح رسالة القيرواني ج‪/1‬ص‪ 641‬في باغية الثمر الداني شرح‬
‫رسالة القيرواني ج‪/1‬ص‪ 642‬الفواكه الدواني ج‪/2‬ص‪257‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬طرق اإلرث وأنواع الورثة‬

‫قبل أن نتطرق إلى طرق اإلرث البد‪ ،‬أوال‪ ،‬من معرفة من يرث من الذكور‬
‫ومن يرث من اإلناث‪.‬‬

‫الوارثون من الذكور‪:‬‬

‫الوارثون من الذكور عند جماهير الفقهاء خمسة عشر‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ )1‬اإلبن‪.‬‬
‫‪ )2‬إبن اإلبن وإن نزل بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪ )3‬األب‪.‬‬
‫‪ )4‬الجد من قبل األب وإن عال بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪ )5‬األخ الشقيق‪.‬‬
‫‪ )6‬األخ ألب‪.‬‬
‫‪ )7‬األخ ألم‪.‬‬
‫‪ )8‬إبن األخ الشقيق وإن نزل بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪ )9‬إبن األخ ألب وإن نزل بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪ )10‬العم الشقيق‪.‬‬
‫‪ )11‬العم ألب‪.‬‬
‫‪ )12‬إبن العم الشقيق وإن نزل بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪ )13‬إبن العم ألب وإن نزل بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪ )14‬الزوج‪.‬‬
‫‪ )15‬المعتق‪.‬‬

‫الوارثات من اإلناث‪:‬‬

‫الوارثات من اإلناث عشرة‪.‬‬

‫‪ )1‬الجدة ألم‬
‫‪ )2‬الجدة ألب‬
‫‪ )3‬األم‬
‫‪ )4‬البنت‪.‬‬
‫‪ )5‬بنت االبن وإن نزل أبوها بمحض الذكور‪.‬‬
‫‪ )6‬األخت الشقيقة‪.‬‬
‫‪ )7‬األخت ألب‪.‬‬
‫‪ )8‬األخت ألم‪.‬‬
‫‪ )9‬الزوجة‪.‬‬
‫‪ )10‬المعتقة‪.‬‬

‫أ‪ -‬طرق اإلرث‪:‬‬

‫اإلرث ينقسم إلى قسمين‪ :‬إرث بفرض وإرث بتعصيب‪.‬‬

‫فاإلرث بالفرض أن يكون للوارث نصيب مقدر كالنصف والربع مثال‪.‬‬

‫واإلرث بالتعصيب أن يكون للوارث نصيب غير مقدر بتقدير محدد فقد‬
‫يأخذ الكل وقد يأخذ البعض وقد ال يأخذ شيئا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع الورثة‪:‬‬

‫الورثة أنواع‪ ،‬فهناك من يرث بالفرض فقط وهناك من يرث بالتعصيب فقط‬
‫وهناك من من يرث بالتعصيب تارة‪ ،‬وبالفرض أخرى‪ ،‬ويجمع بينهما‪ .‬وهناك من‬
‫يرث بالفرض تارة‪ ،‬وبالتعصيب أخرى‪ ،‬وال يجمع بينهما ‪.‬‬
‫أوِل‪ :‬الوارثون بالفرض فقط‪ ،‬هم‪:‬‬
‫الزوج‪ ،‬والزوجة والجدة (الجدة ألم والجدة ألب) واألم واألخ ألم واألخت ألم‪.‬‬
‫جاء في المادة ‪ 337‬من مدونة األسرة‬

‫الوارث بالفرض فقط‪ ،‬ستة‪ :‬األم والجدة والزوج والزوجة واألخ لألم واألخت لألم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوارثون بالتعصيب فقط‪،‬هم‪:‬‬


‫االبن وابنه‪ ،‬واألخ الشقيق وابنه‪ ،‬واألخ ألب وابنه‪ ،‬والعم الشقيق وابنه‪ ،‬والعم‬
‫ألب وابنه‪ ،‬والمعتق والمعتقة‪.‬‬

‫إال أن المادة ‪ 338‬من مدونة األسرة لم تذكر المعتق والمعتقة على اعتبار أن الرق لم يعد‬
‫قائما فقالت ‪.‬‬
‫الوارث بالتعصيب فقط‪ ،‬ثمانية‪ :‬االبن‪ ،‬وابنه وإن سفل‪ ،‬واألخ الشقيق واألخ لألب‬
‫وابنهما وإن سفل‪ ،‬والعم الشقيق والعم لألب وابنهما وإن سفل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من من يرث بالتعصيب تارة‪ ،‬وبالفرض أخرى‪ ،‬ويجمع بينهما‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫األب والجد‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الوارثون بالفرض تارة‪ ،‬وبالتعصيب أخرى‪ ،‬وِل يجمع بينهما‪ ،‬هم‪:‬‬
‫البنت وبنت االبن واألخت الشقيقة واألخت ألب‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 334‬من مدونة األسرة فنصت على أن‪:‬‬
‫الورثة أربعة أصناف‪ :‬وارث بالفرض فقط ووارث بالتعصيب فقط ووارث بهما جمعا‬
‫ووارث بهما انفرادا‪.‬‬

‫الفروض المقدرة شرعا وأصحابها‬


‫الفروض المقدرة شرعا ستة وهي النصف ونصفه ونصف نصفه؛ والثلثين‬
‫ونصفه ونصف نصفه‪.‬‬
‫المجموعة الثانية‬ ‫المجموعة األولى‬
‫‪2\3‬‬ ‫‪1\2‬‬
‫‪1\3‬‬ ‫‪1\4‬‬
‫‪1\6‬‬ ‫‪1\8‬‬

‫شروط اِلستحقاق‬ ‫أصحاب النصف (خمسة)‬


‫عدم وجود الفرع الوارث (االبن وابن االبن وإن‬ ‫الزوج‬
‫نزل ؛ والبنت وبنت االبن وإن نزلت )‬
‫إذا انفردت‪ ،‬أي عدم وجود مساولها وعدم وجود‬
‫المعصب (االبن)‬ ‫البنت‬
‫إذا انفردت‪ ،‬أي عدم وجود مساو لها‪ ،‬عدم وجود‬
‫من هو أعلى درجة منها‪(،‬البنت) وعدم وجود‬ ‫بنت االبن‬
‫حاجب (االبن) وعدم وجود المعصب (ابن‬
‫االبن)‪.‬‬
‫إذا انفردت أي عدم وجود مساو لها (األخت ش)‪،‬‬
‫عدم وجود من هو أعلى درجة منها‪( ،‬بنت‬ ‫األخت الشقيقة‬
‫اِلبن‪،‬البنت) وعدم وجود حاجب (األب‪،‬اِلبن وابن‬

‫اِلبن وإن نزل) وعدم وجود المعصب (األخ ش)‬

‫إذا انفردت أي عدم وجود مساو لها ( األخت‬ ‫األخت ألب‬


‫ألب)‪ ،‬عدم وجود من هو أعلى درجة‬
‫منها‪(،‬األخت ش‪ ،‬بنت االبن‪ ،‬البنت) وعدم‬
‫وجود حاجب (األب‪،‬االبن وابن االبن وإن نزل‪،‬‬
‫األخ ش) وعدم وجود المعصب (األخ ألب)‪.‬‬

‫شروط اِلستحقاق‬ ‫أصحاب الربع (اثنان)‬


‫عند وجود الفرع الوارث‪( .‬االبن وابن االبن ؛ وإن‬
‫الزوج‬
‫نزل والبنت وبنت االبن وإن نزلت )‬
‫عند عدم وجود الفرع الوارث‪( .‬االبن وابن االبن؛‬
‫الزوجة‬
‫وإن نزل والبنت وبنت االبن وإن نزلت )‬

‫شروط اِلستحقاق‬ ‫أصحاب الثمن‪( :‬واحدة)‬


‫عند وجود الفرع الوارث‪( .‬االبن وابن االبن؛ وإن‬ ‫الزوجة أو الزوجات‬
‫نزل والبنت وبنت االبن وإن نزلت)‪.‬‬
‫شروط اِلستحقاق‬ ‫أصحاب الثلثين‪( :‬أربعة)‬
‫التعدد‪ ،‬بنتان فأكثر‬ ‫بنتان فأكثر‬
‫عدم المعصب وهو(االبن فأكثر)‬
‫التعدد‪ ،‬ابنتي ابن فأكثر‬ ‫ابنتي االبن فأكثر‬
‫عدم المعصب وهو(ابن ابن فأكثر)‬
‫عدم وجود من هو أعلى درجة منها‪ (،‬البنت)‬
‫عدم وجود الحاجب وهو اِلبن ‪.‬‬

‫التعدد‪ ،‬الشقيقتان فأكثر‬ ‫أختان شقيقتان فأكثر‬


‫عدم المعصب وهو(األخ ش فأكثر)‬
‫عدم وجود من هو أعلى درجة منها‪ (،‬البنت‪،‬‬
‫وبنت االبن) وعدم وجود الحاجب (األصل‬
‫المذكر والفرع المذكر)‬

‫التعدد‪ ،‬أختان ألب فأكثر‬ ‫أختان ألب فأكثر‬


‫عدم وجود المعصب وهو(األخ ألب فأكثر)‬
‫عدم وجود من هو أعلى درجة منها‪ (،‬البنت‪،‬‬
‫وبنت االبن واألخت ش) وعدم وجود (األصل‬
‫المذكر والفرع المذكر‪ ،‬واألخ ش)‬
‫شروط االستحقاق‬ ‫‪11‬‬
‫أصحاب الثلث (اثنان)‬
‫عدم وجود الفرع الوارث (االبن وابن االبن؛ وإن نزل‬ ‫األم‬
‫والبنت وبنت االبن وإن نزلت)‬
‫عدم وجود المتعدد من اإلخوة (اثنين فأكثر‪ ،‬أشقاء‬
‫أو ألب أو مختلطين)‪.‬‬
‫أن تكون إحدى الغراوين (وهي زوج أو زوجة مع أب‬
‫وأم) وترث األم فيها ثلث الباقي‪.‬‬
‫المتعدد من اإلخوة ( اثنان فأكثر)‬ ‫إخوة أو أخوات ألم‬
‫عدم وجود ( األصل المذكر والفرع الوارث) أي‬
‫( الجد واألب واالبن والبنت وابن االبن وبنت‬
‫االبن)‬
‫(تنبيه‪ :‬اإلخوة ألم يرث ذكرهم كأنثاهم )‬

‫شروطهم‬ ‫أصحاب السدس‪( :‬سبعة)‬


‫‪ -‬وجود الفرع الوارث المذكر‬ ‫الجد وإن عال‬
‫‪ -‬عدم األب أوجد أقرب‪.‬‬
‫‪ -‬وجود الفرع الوارث المذكر‬ ‫األب‬

‫مالحظة ‪ :‬الجد يأخذ كذلك الثلث إن كان مع إخوة وكان الثلث أحظى له وسنتطرق‬ ‫‪11‬‬

‫إلى هذه المسألة في الميحث الخاص بميراث الجد‪.‬‬


‫‪ -‬وجود الفرع الوارث‬ ‫األم‬
‫‪ -‬أو وجود جمع من اإلخوة أو األخوات‬
‫(كاثنين فأكثر‪ ،‬أشقاء أو ألب أو ألم أو‬
‫مختلطين‪).‬‬
‫الجدة ألم أو ألب أوهما معا ‪ -‬عدم األم‬
‫عدم األب بالنسبة للجدة ألب‬
‫‪ -‬والجدة ألم القربى تحجب الجدة البعدى من‬
‫جهة األب‪.‬‬
‫‪ -‬عدم المعصب وهو(ابن االبن فأكثر)‬ ‫بنت االبن فأكثر‬
‫‪ -‬وجود البنت التي أخذت النصف (تكملة‬
‫للثلثين) وال ترث السدس إال معها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم المعصب وهو(األخ ألب فأكثر)‬ ‫األخت ألب فأكثر‬
‫‪ -‬وجود أخت شقيقة وارثة للنصف (تكملة‬
‫للثلثين) وال ترث السدس إال معها‬
‫‪ -‬االنفراد‬ ‫(األخ ألم) أو(األخت ألم)‬
‫‪ -‬عدم وجود الفرع الوارث‬
‫‪ -‬عدم وجود األصل المذكر‬
‫انظر من المادة ‪ 341‬إلى المادة ‪ 347‬من مدونة األسرة المغربية ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬العصبات‬

‫تعريف التعصيب‪.‬‬
‫العاصب لغة‪ :‬قرابة الرجل ألبيه‪ ،‬سموا بها ألنهم عصبوا به أي أحاطوا به‬
‫وكل شيء استدار حول شيء فقد عصب به ومنه العصائب وهي العمائم‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫وفي االصطالح هو من يرث بغير تقدير‪.‬‬

‫واألصل فيه قول الرسول صلى هللا عليه وسلم " ألحقوا الفرائض بأهلها فما‬
‫بقي فهو ألولى رجل ذكر"‪.‬‬

‫أقسام العصبة‬
‫العصبة على قسمين عصبة بالسبب وعصبة بالنسب‪.‬‬

‫فالعصبة بالسبب من كان تعصيبه بالوالء ‪ -‬وهم المعتق ذك اًر كان أو أنثى‪-‬‬
‫‪13‬‬
‫وهي قرابة حكمية تجب لمن اتصف بها حكم العصبة عند عدم العصبة النسبية‪.‬‬

‫أما العصبة النسبية‪ :‬فالمقصود بها " أقارب الميت الذين ال تتوسط بينهم‬
‫‪14‬‬
‫وبينه أنثى‪ ،‬كاالبن وابن االبن واألب وأب األب وهكذا‪...‬‬

‫وهي على ثالثة أنواع‪.‬‬

‫‪ -12‬تسهيل الفرائض ص ‪43‬‬


‫‪ -13‬انظر التلخيص في علم الفرائض ص ‪81‬‬
‫انظر أحكام التركات والمواريث ص‪157‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪ .1‬عصبة بالنفس‬

‫وهو كل من يكون عاصبا بنفسه وال يحتاج لمن يعصبه‪.‬‬

‫وهم كل وارث من الذكور الخمسة عشر إال (الزوج‪ ،‬واألخ ألم‪ ،‬والمعتق)‬

‫✓ أحكام العاصب بالنفس‬

‫تتعلق بالعاصب بالنفس ثالثة أحكام‬

‫األول‪ :‬إذا انفرد حاز جميع المال‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬هلك عن عم شقيق‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫عم شقيق‬ ‫ع‬

‫العم الشقيق يأخذ جميع المال النفراده‬

‫الثاني‪ :‬إذا كان مع أصحاب الفروض أخذ ما بقي‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬هلكت عن زوج وبنت وابن أخ شقيق‬

‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1\4‬‬
‫‪2‬‬ ‫بنت‬ ‫‪1\2‬‬
‫‪1‬‬ ‫ابن أخ ش‬ ‫ع‬
‫الثالث‪ :‬إن استغرقت التركة جميع المال لم يأخذ شيئا إال إذا كان العاصب‬
‫أبا أو ابنا فال يحرمان أبدا‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬هلكت عن زوج وأخت شقيقة وعم ألب ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1\2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت ش‬ ‫‪1\2‬‬
‫ـ‬ ‫عم ألب‬ ‫ع‬

‫هنا العم ألب ال يأخذ شيئا الستغراق الفروض التركة‪.‬‬

‫✓ ترتيب العصبة‬

‫يرث العصبة بالنفس بحسب الترتيب التالي‪ :‬الجهة ثم القرب ثم القوة‬

‫قال الجعبري‪:‬‬

‫التقديم بالقوة اجعال‬ ‫وبعدهما‬ ‫***‬ ‫التقديم ثم بقربه‬ ‫ِ‬


‫فبالجهة‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أوِل ‪ -‬الجهة‪ :‬وتشمل البنوة واألبوة والجدودة واألخوة وأبناءهم والعمومة‬
‫وأبناءهم وهي على الترتيب اآلتي‪.‬‬

‫‪ -1‬البنوة وتشمل األبناء وأبناء اإلبن وإن سفل‪.‬‬

‫‪ -2‬األبوة‪.‬‬

‫‪ -3‬الجدودة واألخوة وتشمل الجد و (اإلخوة األشقاء واإلخوة ألب)‪.‬‬

‫‪ -4‬أبناء اإلخوة األشقاء وأبناء اإلخوة ألب وإن نزلوا‪.‬‬


‫‪ -5‬العمومة األشقاء ثم ألب وأبناء العمومة األشقاء ثم أبناء العمومة ألب‪.‬‬
‫وأعمام أبيه كذلك وأعمام جده العصبي وإن عال وأبناء من ذكروا وإن سفلوا‪.‬‬

‫فيقدم صاحب الجهة المتقدمة على المتأخرة‪،‬‬

‫‪ -‬لذلك( يقدم األب على األخ الشقيق وعلى األخ ألب)‬

‫‪(-‬ويقدم األخ الشقيق واألخ ألب على ابن األخ الشقيق وابن األخ ألب)‬

‫‪(-‬ويقدم األخ الشقيق واألخ ألب على العم الشقيق والعم ألب وابن العم‬
‫الشقيق وألب)‬

‫‪(-‬ويقدم ابن األخ الشقيق وابن األخ ألب على العم الشقيق والعم ألب وابن‬
‫العم الشقيق وألب)‬

‫ثانيا ‪ -‬القرب‪ :‬عند االستواء في الجهة‪ ،‬يقدم األقرب درجة إلى الميت‪،‬‬
‫مثال ذلك‪ ،‬إذا مات عن ابن وابن ابن ـ الميراث كله لالبن ألن درجة االبن أقرب‪،‬‬
‫فيكون هو العاصب‪.‬‬

‫فيقدم االبن على ابن االبن‪ ،‬ويقدم ابن االبن على ابن ابن االبن)‬

‫‪(-‬ويقدم الجد األقرب على الجد األبعد)‬

‫‪(-‬ويقدم ابن األخ الشقيق على ابن ابن األخ الشقيق )‬

‫‪(-‬ويقدم ابن األخ ألب على ابن ابن األخ ألب)‬

‫ثالثا ‪ -‬القوة‪ :‬إذا استويا في الجهة والدرجة‪ ،‬قدم األقوى‪ ،‬واألقوى هو‬
‫المدلي بقرابتين والضعيف هو المدلي بقرابة واحدة مثال ذلك أخ شقيق وأخ ألب‪،‬‬
‫المال كله لألخ الشقيق ألنه أقوى قرابة‪ ،‬ومثله ابن أخ شقيق وابن أخ ألب‬
‫‪15‬‬
‫المال كله البن األخ الشقيق ألنه أقوى قرابة‪.‬‬

‫فإذن عند االتحاد في الجهة والقرب يقدم األقوى‪ ،‬وهو بتقديم الشقيق على‬
‫من كان ألب‪( ،‬وهذا منحصر في اإلخوة وأبنائهم وإن نزلوا‪ ،‬وفي األعمام وأبنائهم‬
‫وإن نزلوا)‪،‬‬

‫مثاله‪:‬‬

‫‪(-‬يقدم األخ الشقيق على األخ ألب)‬

‫‪(-‬ويقدم ابن األخ الشقيق على ابن األخ ألب)‬

‫‪(-‬ويقدم العم الشقيق على العم ألب)‬

‫‪(-‬ويقدم ابن العم الشقيق على ابن العم ألب)‬

‫‪ .2‬العصبة بالغير‬

‫أنثى ترث بالفرض وتصير عاصبة بوجود ذكر من نفس جهة إرثها‪ ،‬وتثبت‬
‫ألربع من النسوة‬

‫البنت‪ ،‬بنت االبن‪ ،‬األخت الشقيقة‪ ،‬واألخت ألب‪ ،‬كل واحدة منهن‪ ،‬مع‬
‫أخيها‪.‬‬

‫البنت فأكثر مع االبن فأكثر‪.‬‬

‫‪ -15‬انظر الكنوز الملية في الفرائض الجلية ص ‪.48‬‬


‫بنت االبن فأكثر مع ابن االبن فأكثر‪.‬‬

‫األخت ش فأكثر مع األخ ش فأكثر‪.‬‬

‫واألخت ألب فأكثر مع األخ ألب فأكثر‪.‬‬

‫وتزيد بنت االبن بأن يعصبها‪ ،‬ابن االبن الذي هو أنزل منها درجة إن‬
‫احتاجت إليه‪.‬‬

‫وحكم العصبة بالغير المفاضلة للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬

‫أمثلة ‪ :‬هلك هالك عن جدة ألم وبنت ابن‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫جدة ألم‬ ‫‪1\ 6‬‬
‫‪5‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‬
‫ابن‬

‫أصل الفريضة من ستة للجدة ألم سهم واحد واالبن والبنت سيأخذان خمسة‬
‫أسهم تعصيبا للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬

‫هلك هالك عن زوجة وبنت ابن وابن ابن‬

‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 1\8‬زوجة‬
‫‪7‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫ع‬
‫ابن ابن‬

‫أصل الفريضة من ثمانية للزوجة سهم واحد وبنت ابن وابن ابن سيأخذان‬
‫سبعة أسهم تعصيبا للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫هلكت عن زوج وأخت ش وأخ ش‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1\ 2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت ش‬ ‫ع‬
‫أخ ش‬

‫أصل الفريضة من اثنين للزوج سهم واحد واألخت ش واألخ الشقيق‬


‫سيأخذان الباقي تعصيبا للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬

‫هلك هالك عن أم وأخت ألب وأخ ألب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1\6‬‬
‫‪5‬‬ ‫أخت ألب‬ ‫ع‬
‫أخ ألب‬

‫أصل الفريضة من ستة لألم سهم واحد‪ ،‬واألخت ألب واألخ ألب سيأخذان‬
‫خمسة أسهم تعصيبا للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬

‫العصبة بالغير‬

‫تكون عاصبة باالبن فأكثر‬ ‫البنت فأكثر‬


‫تكون عاصبة بابن االبن فأكثر‪ ،‬وبابن‬ ‫بنت االبن فأكثر‬
‫االبن األنزل منها إذا احتاجت إليه‬
‫األخت الشقيقة فأكثر تكون عاصبة باألخ الشقيق فأكثر‬
‫تكون عاصبة باألخ ألب فأكثر‬ ‫األخت ألب فأكثر‬
‫‪ .3‬العصبة مع الغير‬

‫أنثى ترث بالفرض وتصير عاصبة بوجود البنت أو بنت االبن‪،‬فهي كل‬
‫أنثى تصير عصبة مع أنثى أخرى‪ .‬وتثبت لصنفين لألخت الشقيقة‪ ،‬ولألخت‬
‫ألب‪.‬‬

‫األخت ش فأكثر مع البنت فأكثر أو مع بنت االبن فأكثر‪.‬‬

‫واألخت ألب‪ ،‬مع البنت فأكثر أو مع بنت االبن فأكثر‪.‬‬

‫قال الرحبي‪:‬‬

‫عصبات‬ ‫معهن‬ ‫فهن‬ ‫***‬ ‫واألخوات إن تكن بنات‬

‫وإذا كانت األخت ش عصبة مع الغير أصبح لها قوة األخ ش فتحجب ما‬
‫يحجبه األخ ش‬

‫مثال‪:‬‬

‫هلك هالك عن‪ :‬بنت ابن‪ ،‬أخت ش‪ ،‬ابن أخ ش‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪1\2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت ش‬ ‫ع‬
‫ـ‬ ‫ابن أخ ش‬ ‫م‬
‫ال شيء البن األخ ش ألن األخت ش عندما أصبحت عصبة مع الغير‬
‫(بنت االبن ) صار لها قوة األخ الشقيق فحجبت ما يحجبه األخ الشقيق‪.‬‬

‫ونفس الشيء بالنسبة لألخت ألب إذا كانت عصبة مع الغير صارت لها‬
‫قوة األخ ألب‪ ،‬فتحجب ما يحجبه األخ ألب‪.‬‬

‫فالعصبة مع الغير اثنتان األخت الشقيقة فأكثر واألخت ألب فأكثر‪.‬‬

‫العصبة مع الغير‬

‫تكون عاصبة مع بنت فأكثر أو بنت ابن فأكثر أو معهما معاً‪ ،‬وكن‬
‫وارثا ٍ‬
‫ت بالفرض‪ ،‬وَل يكون ذلك إَل مع عدم عاصب أقرب‬ ‫‪ -1‬اْلخت الشقيقة‬
‫قاعدة مهمة‬ ‫فأكثر‬
‫‪ -‬إذا كانت اْلخت الشقيقة عاصبة مع الغير حجبت كل من يحجبه اْلخ‬
‫الشقيق (فتحجب اْلخ ْلب فمن بعده)‬
‫قال العَلمة أبو بكر ابن شهاب الدين في الذريعة‬
‫واْلخت إذا بالبنت عصبوها‬
‫تحجب ما يحجبه أخوها‬
‫تكون عاصبة مع بنت فأكثر أو بنت ابن فأكثر أو معهما معاً‪ ،‬وكن‬
‫وارثا ٍ‬
‫ت بالفرض‪ ،‬وَل يكون ذلك إَل مع عدم عاصب أقرب‬
‫قاعدة مهمة‬ ‫‪ -2‬اْلخت ْلب‬
‫‪ -‬إذا كانت اْلخت ْلب عاصبة مع الغير حجبت كل ما يحجبه اْلخ ْلب‬ ‫فأكثر‬
‫(فتحجب ابن اْلخ الشقيق فمن بعده)‬
‫قال العَلمة أبو بكر ابن شهاب الدين في الذريعة‬
‫واْلخت إذا بالبنت عصبوها‬
‫تحجب من يحجبه أخوها‬

‫انظر فيما تقدم من المادة ‪ 348‬إلى المادة ‪ 353‬من مدونة األسرة ‪.‬‬

You might also like