Professional Documents
Culture Documents
أدوات ومناهج البحث الجغرافي - الغالبي - الحصة3
أدوات ومناهج البحث الجغرافي - الغالبي - الحصة3
)ﺟﻐﺮاﻓﯿﺎ طﺒﯿﻌﯿﺔ(
اﻟﺤﺼﺔ .3
ذ :ﺧﻼف اﻟﻐﺎﻟﺑﻲ
اﻟﻘﯿﺎس واﻟﺘﻔﺴﯿﺮ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
اﺧﺗﻼف اﻵراء اﻟﺟﻐراﻓﯾﯾن )أﻋﺿﺎء ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق أوﺳﻊ(
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻟم ،واﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻛﯾف ﻧطرح اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺑﺧﺻوﺻﮫ
ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ھﻧﺎك ھدﻓﺎن رﺋﯾﺳﯾﺎن ﻟﻸﺑﺣﺎث:
• اﻟﮭدف اﻷول ھو اﻟﺗﻔﺳﯾر :وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﮭﻣﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ وراء "اﻷﺣداث" أو
"أﺣوال اﻟﻌﺎﻟم" اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭﺎ
ﻣﻌظم ﻣﺎ ﻧﻌرﻓﮫ ﺗﻘﻠﯾدﯾﺎ ﻛﻌﻠم ﯾﻧطﻠﻖ ﻣن ھذا اﻟﻣﻧظور
ﻟﻛن ﻣؤﯾدﯾﮫ ﻣﺎ زاﻟوا ﻣﻧﻘﺳﻣﯾن:
* -/اﻟﻌﻠم ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر ﺣدث واﺣد؛
* -/اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﺗرﻓض ذﻟك وﯾﻌﺗﻘد ﻣﻌﺗﻧﻘوھﺎ أن اﻷﺣداث اﻟﻔردﯾﺔ ﺗﺳﺗﺣﻖ
اﻟﺗﻔﺳﯾر
• اﻟﮭدف اﻟﺛﺎﻧﻲ ھو اﻟﻔﮭم :ﻣن ھذا اﻟﻣﻧطور ﻓﺈن ھدف اﻟﻣﻌرﻓﺔ ھو اﻟﻣﻌﻧﻰ واﺧﺗﻼﻓﺎﺗﮫ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﻓﻲ ﺳؤاﻟﻧﺎ" :ﻣﺎذا ﯾﻌﻧﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻘدﯾم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ؟ "؛ أو "ﻟﻣﺎذا ھذه اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﮭووﺳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺟد؟"
ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻔﮭم ،اﻟﻣﻌﻧﻰ ھو ﻣوﺿوع اﻟﺗﻔﺳﯾر )ﺑدﻻً ﻣن اﻟﻘﯾﺎس(
واﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﺧﺑرات اﻟﻣوﺻوﻓﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ )أﻧﻣﺎط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺳﯾرة اﻟذاﺗﯾﺔ( إﻟﻰ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ )ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺿﻊ اﻷﻓراد ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﯾﺎﻗﺎت اﻟﻛﺑﯾرة(.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺑﺣث واﻟﺳؤال ﺣول اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾﺗوﺳل ﺑطرق وﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺄوﯾل.
إﻧﮫ ﻣﺟﺎل ﻣﺣﺗرم ﻟﻠﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ظﮭر ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص
ﯾﺗطﻠب اﻟﺗﺄوﯾل أن ﯾﺗﺧﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻋن ﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﯾﻌﺗﻣدوا ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل
ﻋﻠﻰ ﺗوﻟﯾد ﻓﮭوم ﺗﻌﺎطﻔﯾﺔ ﻣﺣددة وﻣؤﺳﺳﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻛﻣوﺿوع ﻟﻠﺑﺣث،
ﺿﺎ ﻓﺣص اﻟﺳﯾﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ .ﻟذﻟك ،ﯾﺗم ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﮭﺗﻣﯾن ﺑﺗﻔﺳﯾر ﯾﺗطﻠب ھذا اﻟﻧﮭﺞ أﯾ ً
اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺧراط ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟذاﺗﻲ )أي ،اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟذاﺗﻲ( اﻟذي ﯾﺿﻊ ﻣوﻗﻌﮭم اﻟﺧﺎص
ﻛﻣﺗرﺟﻣﯾن ﻓورﯾﯾن ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻ ﯾﻘل أھﻣﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﺑﺣﺛوﻧﮫ.
ﻷﻧﮫ ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻘط ﯾﻣﻛﻧﮭم ﺗﻘﯾﯾم ﺻدى ھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ وﻓﻘًﺎ ﻷﺻوﻟﮫ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺣددة وﺟﻣﺎھﯾره اﻟﻣﺗوزﻋﺔ ﺑﺷﻛل
ﻣﺧﺗﻠف )ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺑﺎﺣث(.
ﯾﺗﻧﺎول ھذا اﻟدرس ھدﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟﻔﮭم ﺗﺣت ﻻﻓﺗﺔ اﻟﻘﯾﺎس واﻟﺗﻔﺳﯾر
وﻣﻊ اﻟوﻗت ﺳﯾظﮭر أن ﻛﻼ ﻣن اﻟﻘﯾﺎس واﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣﻧﻔﺻﻼن وﻓﻘﺎ ﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﺗﻘﺎﺑل اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧوﻋﯾﺔ
وﺑﺎﻟﻔﻌل ،ﻣﻧذ ﺳﻧوات ﻋدﯾدة ،ﺑدا وﻛﺄﻧﮫ ﺗﻣﯾﯾز ﻣﮭم ﻓﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ وﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ،ﺗم إﺟراء ﺑﻌض اﻟﺗﻐﯾﯾرات:
* -/ﺗﺗﻣﺛل إﺣدى أھم ھذه اﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ ظﮭور ﻣﻘﺎرﺑﺎت ﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ
ﺑﻌد ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ ﻓﻲ اﻷدﺑﯾﺎت ،ﺑدأ اﻟﺑﺎﺣﺛون ﯾرون ﻗﯾﻣﺔ ﻛﻼ ﻣن اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻛﻣﻲ واﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ
وﻗد أﺻﺑﺢ اﻵن ﻟدى اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﻌض اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ
* -/ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧظري
ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﺗﺣدﯾﺎت أﻣﺎم اﻟﻧﻣوذج اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻘدﯾم اﻟذي ﻟم ﯾﻘر ﺳوى اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر
وﯾﺷﻣل ذﻟك ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺛل اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻟﻧﺳوﯾﺔ واﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ
ﻛل ھذه اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻛﺳرت اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ اﻟﻛﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﺻص
ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻘﺑول اﻵن إﺟراء اﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﺟزﺋﯾًﺎ أو ﺣﺻرﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ.
وأﺧﯾرا ،أدرك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟﻐراﻓﯾﯾن أﻧﮫ ﺣﺗﻰ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻛﻣﯾﺔ -اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺻﻧﯾﻔﺎت ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ وﻗﯾﺎﺳﺎت وﺣﺳﺎﺑﺎت دﻗﯾﻘﺔ ﻟﺗطوﯾر
ً
اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ -ھﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ "ﻟﻐﺔ".
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود اﺧﺗﻼﻓﺎت ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟدﻗﺔ واﻟﺿﺑط ﺑﯾن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻣﻲ واﻟﻧوﻋﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﯾدرﻛون اﻵن أن ﻣﺟرد
ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻛون ﻗطﻌﺔ ﻣن "اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت" رﻗم وﻟﯾﺳت وﺻﻔًﺎ ﺳردﯾًﺎ ﻻ ﯾﺟﻌل ﻣﻧﮭﺎ أﻓﺿل ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ "اﻟﻌﻠم" ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظراﻟواﺳﻌﺔ
اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟدرس
ﻗﻀﺎﯾﺎ وﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎﺳﺎت
اﻟﻣﺗﻐﯾرات واﻟﻌﻼﻗﺎت؛
وﺣدات اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﻣراﻗﺑﺔ ؛
اﻟﺳﻣﺎت واﻟﺧﺻﺎﺋص واﻟﻣﺗﻐﯾرات.
اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات واﻟﻌﻼﻗﺎت
ﺗﻘﺎرب ﻣﻌظم اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻗﯾم اﻟﺳﻣﺔ أو اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف
ﻣن ﻣﻼﺣظﺔ إﻟﻰ أﺧرى
ﺗﺳﻣﻰ ﻗﯾم ﺳﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻘﯾﺳﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔﺋﺔ أو ﻧوع ﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾر
ﺗﺣﺎول اﻟﻧظرﯾﺔ ﺷرح ﺳﺑب اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﯾر ﺑﮭﺎ.
ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ،إذا ﺗﺳﺑﺑت ﻗوة أو ﻋﺎﻣل ﻣﺳﺗﻘل ) indépendantأو ﺳﺑﺑﻲ( ) (Xﻓﻲ ﺣدوث ﺗﺄﺛﯾر ﻣرﺗﺑط
) dépendantأو ﻧﺗﯾﺟﺔ أو اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ( ) ، (Yﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﯾﺟب أن ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس
ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات Xو .Yﯾﺟب ،ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ،أن ﺗﺗﻐﯾر Xو Yﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ.
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻏﯾر ﻣوﺟودة ،ﻓﺈن اﻟﻧظرﯾﺔ ﺧﺎطﺋﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺣدﺛت ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ دراﺳﺔ
وﺟودھﺎ.
إذا اﺗﺿﺢ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺧﺎطﺋﺔ.
وھذا ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻘول إن اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﺛﺑﺗﺔ ،ﻓﻘد ﺗﻛون ھﻧﺎك ﻣواﻗف أﺧرى ﻻ ﺗوﺟد ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ،أو ﻗد ﯾﻛون
ھﻧﺎك ﺳﺑب ﻟوﺟود اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻏﯾر اﻟذي ﻛﺎن اﻓﺗراﺿﮫ ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ.
اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات واﻟﻌﻼﻗﺎت )ﺗﺎﺑﻊ(
ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ؟
ﺿﺎ إﻟﻰ أن ﺗﻛون ﻟﮭﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺳﻣﺔ ،Yﻓﮭﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔإذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻼﺣظﺎت ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺳﻣﺔ Xﺗﺳﻌﻰ أﯾ ً
إذا اﺧﺗرت ﻋﺷواﺋﯾًﺎ اﻟﺗﻘﺎطﻌﺎت اﻟﺣﺿرﯾﺔ ووﺟدت أﻧﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ھﻧﺎك ﺳوق ﻣﻣﺗﺎز ،ﻓﻼ ﯾوﺟد ﺳوق ﻣﻣﺗﺎز آﺧر ﻋﻠﻰ ﺑﻌد
ﻧﺻف ﻣﯾل ،ﻓﮭذه ﻋﻼﻗﺔ؛
ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ أﯾﺿﺎ إذا ﻛﻧت ﺗرى ﻋﻣرو ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﺗرى ﻓﯾﮭﺎ زﯾد ،ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧك ﻻ ﺗﻌرف طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ .إذا
ﺿﺎ ﻋﻼﻗﺔ. ﻟم ﺗراھﻣﺎ أﺑدًا ﻣﻌًﺎ ،ﻓﮭﻲ أﯾ ً
ﻧﺗﺣدث ﻋن ﻋﻼﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺗﻲ ﺗظﮭرﻗﯾﻣﺎ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﻣﺔ Xﺗﻧﺣو ﺑﺎﺗﺟﺎه ﻗﯾم ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﻣﺔ ) Yواﻟﻌﻛس
ﺻﺣﯾﺢ(
ﻣﺛﺎل :ﻛﻠﻣﺎ زاد ﻣﺳﺗوى ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻔﻼح ﻛﻠﻣﺎ زاد دﺧﻠﮫ
وﺗﺳﻣﻰ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ أو ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺣو اﻟﻣﻼﺣظﺎت ذات اﻟﻘﯾم اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﻣﺔ Xإﻟﻰ أن ﺗﻛون ﻟﮭﺎ ﻗﯾم ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ
ﻟﻠﺳﻣﺔ) Yواﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ(
ﻣﺛﺎل :ﻛﻠﻣﺎ زادت ﻧﺳﺑﺔ اﻟوﻋﻲ واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔﺿت ﻛﻠﻔت اﻹﺻﻼح
اﻟﻌﻼﻗﺎت ھﻲ ﻣﺗوﺳط اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺎت .ﺗﺳﻣﻰ اﻹﺣﺻﺎءات اﻟﺗﻲ ﺗﺻف اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﺳواء
ﻛﺎﻧت ﻗرﯾﺑﺔ أو طﺑﯾﻌﺔ أو ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ ،اﻻرﺗﺑﺎطﺎت .ﯾﻌد اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻟﻠﺗﺣﻘﻖ ﻣن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺈﺣﻛﺎم
ﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺟﻧب اﻟﺗﺣﯾز ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎرھﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺟﻧب اﻛﺗﺷﺎف ﻋﻼﻗﺔ ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﺑﺎﻟﻔﻌل أو اﻟﻌﻛس
وﺣﺪات اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ واﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ
اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠدراﺳﺔ ھو اﻟﻣﻼﺣظﺔ أو وﺣدة اﻟﻣﻼﺣظﺔ ).(Unité d’observation
ﺿﺎ "ﻋﻧﺻرا "Elémentأو "ﺣﺎﻟﺔ "Cas
وﯾﺳﻣﻰ أﯾ ً
إذا ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﺣﻠﯾل ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ،ﻓﺈن اﻟﻔرد ھو وﺣدة اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﻧﺎس وﺣدات ﻣﻼﺣظﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ.
ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ،ﯾدرس اﻟﺟﻐراﻓﯾون ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﺑﻐﯾﺔ ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﺑب اﺧﺗﻼف اﻟﺳﻣﺎت ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ آﺧر )أي ﺷرح
اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ(.
ﺗﺗﻣﺛل وﺣدات اﻟرﺻد اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك "اﻟﻔﺿﺎءات" اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺑﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋﻧﮭﺎ:
اﻟدول أو اﻟوﻻﯾﺎت )أو اﻷﻗﺎﻟﯾم(؛ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت؛ اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣﺿرﯾﺔ MSAs؛ ﻣﻧﺎطﻖ اﻟﺗﻣدﯾن؛ اﻟﻣدن؛ ﻣﺳﺎﺣﺎت
اﻟﺗﻌداد.
ﻓﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﺗﺷﻣل وﺣدات اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ :اﻷﺣواض اﻟﻧﮭرﯾﺔ وﻣﺣطﺎت اﻟطﻘس واﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣرﺋﯾﺔ
اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺔ )اﻟﺑﯾﻛﺳل( وﻋﯾﻧﺎت ﻣﯾداﻧﯾﺔ...
ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣﺛوث ،ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻛل ﺷﻲء وﺣدة ﻣﻼﺣظﺔ.
إذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﺳﻣﺎت ﺑﯾن "اﻷﺷﯾﺎء" ،ﻓﺈن ھذه "اﻷﺷﯾﺎء" ھﻲ وﺣدات اﻟﻣﻼﺟظﺔ ،إﻧﮭﺎ اﻟﻛﯾﺎن اﻟذي ﻧﻘوم ﺑﻘﯾﺎس
ﺳﻣﺔ Attributأو ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻣن ﺧﺻﺎﺋﺻﮫ .caratéristiques
اﻟﺴﻤﺎت واﻟﺨﺼﺎﺋﺺ واﻟﻤﺘﻐﯿﺮات
اﺳﺗﺧدﻣت ھﻧﺎ "اﻟﺳﻣﺔ" أو "اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ" ﺑﺷﻛل ﺗﺑﺎدﻟﻲ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﻣل ﺳﻣﺎت اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﻧرﻏب ﻓﻲ دراﺳﺗﮭم:
اﻟﺳن وﻟون اﻟﺷﻌر وﻣﻌدل اﻟﻧﻘﺎط واﻟرﺗﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل وﻋدد اﻷﺷﻘﺎء واﻟﺟﻧس...
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎطﻖ ،ﻗد ﻧﻛون ﻣﮭﺗﻣﯾن ﺑﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﻧﻔﺳﮭﺎ ،أو اﻷﻓراد ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﻘول ،أو ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷﺷﯾﺎء ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺟﺎﻻت.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎطﻖ ،ﻗد ﻧﻛون ﻣﮭﺗﻣﯾن ﺑﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﻧﻔﺳﮭﺎ واﻷﻓراد ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻧﺎطﻖ أو أﺷﯾﺎء أﺧرى ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻧﺎطﻖ.
ﻗد ﺗﺷﻣل أﻣﺛﻠﺔ وﺣدات اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻗﺎﻟﯾم أو اﻟﺟﮭﺎت:
ﻣﺗوﺳط ھطول اﻷﻣطﺎر ﻓﻲ ﺷﮭر ﯾﻧﺎﯾر ﻣن ﻛل ﻋﺎم؛ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣزروﻋﺔ؛ ﻋدد أو ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣزارﻋﯾن اﻟذﯾن ﺗزﯾد أﻋﻣﺎرھم ﻋﻠﻰ 65ﺳﻧﺔ؛ ﻣﻌدل
اﻟطﻼق ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ؛ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن ﺗﺣت ﺳن 15ﺳﻧﺔ؛ وﺣﺟم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت )ﺑﺎﻟدرھم( ﺑﺎﻟﺗﻘﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺎﺿﻲ...
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟوﺣدات اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ،ﺗﺗﻛون اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﺷﻛل ﻋﺎم
* -/ﻣن ﻣﺗوﺳطﺎت وﺣدات ﻣراﻗﺑﺔ أﺧرى ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺛل اﻷﻓراد )ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﻘراء(
* -/أو ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋدد وﺣدات اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻷﺧرى )ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل :ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘﺳﯾط(.
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون وﻗت اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻣﮭﻣﺎ .وﻣﻌظم اﻟﺳﻣﺎت -ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺳﻣﺎت ﻣﺛل اﻻﻣﺗداد واﻻرﺗﻔﺎع -...ﺗﺗﻐﯾر ﺑﻣرور اﻟوﻗت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷي وﺣدة ﻣراﻗﺑﺔ
ﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﻟوﺻف ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺎطﻖ ،ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻷﻣر واﺿ ًﺣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﺧﺻﺎﺋص.
ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻔﯾزﯾﺎء واﻟﻛﯾﻣﯾﺎء ﺣﯾث ﺗﻛون طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎدة واﻟطﺎﻗﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻹطﺎر اﻟﺑﺷري ،إذ ﺗﺗﻐﯾر ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺎطﻖ ﻣﻊ اﻟزﻣن.
ﻣﺗﻐﯾرا.
ً إذا ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ ﻗﯾﺎس ﺳﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﻼﺣظﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،ﻓﺈن ھذا اﻟﻘﯾﺎس ﯾﺷﻛل
إذا ﻛﺎﻧت وﺣدة اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣوﻗﻊ أو ﻣﻧطﻘﺔ وﻛﺎﻧت اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﺗﻐﯾر ﺟﻐراﻓﯾًﺎ ،ﺣﯾﻧﮭﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻘﯾﺎس
ﻣﺗﻐﯾرا ﻣﻛﺎﻧﯾًﺎ.
ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﻧﺷﺗﻐل ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺗﻐﯾرة ،ﻓﺳﻧﺟد أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻧﺗﺣدث -ﻏﺎﻟﺑًﺎ -ﻋن اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻓﻘط وﻟﯾس ﻋن
اﻟﺻﻔﺎت واﻟﺧﺻﺎﺋص.
ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،إذا ﻛﺎن ھﻧﺎك أﺷﯾﺎء ﻻ ﯾﺗﻐﯾر ،ﻓﻠﯾس ھﻧﺎك ﻣن داع ﻟﻼھﺗﻣﺎم ﺑﮭﺎ!
ﻟﻘول أي ﺷﻲء "ﻣوﺿوﻋﻲ" ﺑﺧﺻوص ﺳﻣﺎت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺎت ،ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻗﯾﺎس ھذه اﻟﺳﻣﺎت.
ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن ﻗﯾﺎس ﻛل ﻣﺎ ھو "ﺣﻘﯾﻘﻲ" .وﻧﻌﻧﻲ ﺑﻛﻠﻣﺔ "ﺣﻘﯾﻘﻲ" ﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ،أن اﻟﻔروق ﺑﯾن اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻣن
ﺣﯾث اﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﻟدﯾﮭﺎ ﺻﻔﺔ ،ﻓروق واﺿﺣﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ.
ﯾﻧﺎﻗش اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﻻ ﺷﻲء ﺣﻘﯾﻘﻲ وأن وﺟود ﻛل اﻷﺷﯾﺎء )ﻋﻠم اﻟوﺟود = اﻷﻧطوﻟوﺟﯾﺎ( ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
اﻹدراك اﻟﺑﺷري أو ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻟﺑﺷر ﻟوﺻف وﺟودھم )ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ = اﻹﺑﺳﺗﻣوﻟوﺟﯾﺎ(
ﻟﻛﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺗﺣدث ﻋن "اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ" ﻓﻲ ھذه اﻻﺗﺟﺎھﺎت .ﺑل ﺑﻣﻌﻧﻰ إذا ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺷﻲء واﺿﺢ ﻟﺣﺎﺳﺔ ﻣن اﻟﺣواس
اﻟﺧﻣس ﻋﻧد اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﻓﮭو ﺣﻘﯾﻘﻲ.
ﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ب "ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ"؟
ﺗُﻘﺎس اﻟﻣواﻗف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﺣﺎﻓظﺔ وﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ ،...إﻧﮭﺎ ﺳﻣﺎت "ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
وﺻﻔﮭﺎ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺻﻣﯾم ﻣﻘﺎﯾﯾس ﻟﮭﺎ.
وﯾﻧطﺑﻖ اﻟﺷﻲء ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﯾز واﻟﺗدﯾن واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء.
ﻧﻘول إن ھذه اﻟﺳﻣﺎت ،ﺳﻣﺎت "ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ" ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣدﯾدھﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﯾﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ.
ھذه اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ھﻲ ﺗﺻورات إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻻ ﺗدرﻛﮭﺎ اﻟﺣواس ﺣﻘﯾﻘﺔ.
وﻣﻊ ذﻟك ،ﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎﺳﮭﺎ ﺑﻣوﺿوﻋﯾﺔ :ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن وﺿﻊ ﻣؤﺷرات ﻟﮭﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﺷﺧص آﺧر ﻣن إﻋﺎدة إﻧﺗﺎج
اﻟﻘﯾﺎس وﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﮭﺎ.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻋﻧد وﺿﻊ اﺳﺗﺑﯾﺎن أو اﺳﺗﻣﺎرة ﻣن ﺗﺣﻘﻖ أﻣرﯾن ﻣﮭﻣﯾن:
* -/اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ:
وھﻲ ﺗﺛﯾر ﺳؤال ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﯾﻘﯾس ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﻔﮭوم أو اﻟﺑﻧﺎء اﻟذي ﯾﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﯾﻘﯾﺳﮫ
* -/اﻟﻣوﺛوﻗﯾﺔ:
وﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﯾﺎس أو ﺟﮭﺎز اﻟﻘﯾﺎس ﯾﻘﯾس اﻟﺳﻣﺔ ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل ﻣﻼﺣظﺔ أو
ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة أو ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﯾﮫ.
ﺗﻣﺛل اﻟﺟداول 4.1إﻟﻰ 4.3أﺟزاء ﻣن ﻣﺻﻔوﻓﺎت اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
وھﻲ ﺗوﺿﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل
ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺢ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرات واﻟﻣﻼﺣظﺎت.
ﺟودة اﻟﻘﯿﺎﺳﺎت
ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻘﯾﺎس ﯾﻌﻧﻲ إﻧﺷﺎء ﻓﺋﺎت أو أﺻﻧﺎف ﻟﻠﺳﻣﺔ وﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻟﺗﻠك اﻟﻔﺋﺎت.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﯾُﺻﻧف ﺟﻧس اﻷﻓراد ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ذﻛر أو أﻧﺛﻰ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎس اﻟدﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻋدة
ﻓﺋﺎت أﺧرى؛
وﺗﺧﺗﻠف ھذه اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ﻋن اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻛﻣﻌدﻻت اﻟﻣواﻟﯾد اﻟﺧﺎم أو ھطول اﻷﻣطﺎر ،اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﯾر
ﺑﺎﺳﺗﻣرار.
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إذا ،إن اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ.
ﺗﺳﻣﺢ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ذات اﻟﺟودة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑﺗﺣﻠﯾﻼت أﻛﺛر ﻗوة ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﯾﮭﺎ.
وﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ إﻟﻰ ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن ﺗﺳﺗوﺟﺑﺎن اﻟﺣذر ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎﺳﺎت واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ وﻋﻧد اﺧﺗﯾﺎر أو ﺗﺣدﯾد
اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة:
-اﻟﻘﯾﺎس ﻗد ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾر؛
-اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت ﻗد ﺗﻛون ﺳﯾﺋﺔ وﻏﯾر ﻣﻼﺋﻣﺔ.
ﻗﻀﺎﯾﺎ وﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ
ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻠﻐﺔ؛
ﻧﻣوذج اﻟﺗواﺻل.
ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﻠﻐﺔ
ﻟﻣﺎذا ﻧﺧﺗﺎر وﺻف اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﺻﻲ وﺗﻘدﯾم ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﻘدﻣﮫ ﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻓﯾﮫ ﻗﯾﺎس اﺧﺗﻼﻓﺎﺗﮫ واﻟﻣواﺻﻠﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﻌﻠم
)اﻟطرق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ(؟
ﺗﻛﻣن واﺣدة ﻣن اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﻛون اﻟﻠﻐﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻟوﺻف اﻟﻌﺎﻟم ﻟﯾﺳت ﻣﺣﺎﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﻣل ھذا اﻟﻌﺎﻟم.
ﺗﺳﻠط ھذه اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾل ) ،(Repesentationأي ﻛﯾف ﻧﻣﺛل اﻟﻌﺎﻟم ﻛواﻗﻊ ﻣﻠﻣوس.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟﻐراﻓﯾﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﺣﻘﺑﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ،
ﺗﺣدد ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﻓﻲ إطﺎرھﺎ ﺗﺳﻣﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﺎﻟم )اﻧظر ﻓﻘرة اﻷﻧطوﻟوﺟﯾﺎ( وﺗﺻﻧف وﯾرﺑط ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﺑﻌض.
إذا ﻟم ﻧﻧﺗﺑﮫ ﻟﻠﻘوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ وراء ﻣﺛل ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ،وﻣﻊ اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﻣﺗﺄﺻل وﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻠﻐﺔ،
ﺳﻧﺿطر إﻟﻰ إدارة اﻷﻋﻣﺎل ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻧﻣوذج واﻗﻌﻲ )أو "ﻣرآة"( ﻟﺗﻣﺛﯾل واﻗﻌﻲ ،ﻣﺗﺟﺎھﻠﯾن اﻟدور اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﮫ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ﻓﻲ
ﺗﺄطﯾر اﻟواﻗﻊ.
ﻛﻣﺎ ﺳﻧﮭﻣل اﻻﻧزﻻﻗﺎت واﻻﻧﺗﻘﺎءات اﻟﻣﺣددة ﺳﻠﻔﺎ واﻟﻣﺗﺣﯾزة ﻓﻲ وﺻﻔﻧﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟم.
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،إذا اﻧﻔﺗﺣﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺟوات ﺑﯾن اﻟواﻗﻊ وﺑﯾن ﺗﻣﺛﯾﻠﮫ ،وﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟداﺋم وﻏﯾر اﻟﻣﻧﺣﺎز ﻟﺛراء وﺗﻌﻘﯾد اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ
ﻣظﮭرا ﺷﻔﺎﻓﺎ أو ﺗﻣﻧﺣﮫ ﻋﺑر ذﻟك ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔً اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣدود ﻟﻠﻐﺔ ،ﺣﯾﻧﮭﺎ ﺳﻧرى ﻣن ﺧﻼل "اﻟﺗطﺑﯾﻌﯾﺎت "naturalzationsاﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻰ اﻟﻔﺿﺎء
واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ.
إن ﺗﺟرﯾد اﻟﻔﺿﺎء ﻣن اﻟوﺻف اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ طﺎﺑﻌﮫ اﻟﻣﺟﺎزي ،ﻟﯾس إﻧﻛﺎرا ﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻣﺎدﯾﺔ؛ إذ ﻻ ﯾﻧﻔﻲ ذﻟك إدراك أن اﻟﻔﺿﺎء ﯾدﻣﺞ
وﯾﻧﻘل ﻣﻌﺎﻧﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
أﺧﯾرا ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ھذه اﻟﻣدارك ،ﻓﻣن اﻟﻣؤﻛد أن اﻟﻌﺎﻟم "ﯾُﺑﻧﻰ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾًﺎ" -ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺑﺻﻔﺔ ﺟزﺋﯾﺔ -ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ.ً إذا ﺗﺻرﻓﻧﺎ
ﻟذا ﻓﺈن ﺗﺟﺎھل دور اﻟﺗﻣﺛﯾﻼت )اﻟﻣرﺋﯾﺔ أو اﻟﻧﺻﯾﺔ أو أﯾﺎ ﻛﺎﻧت( ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﻔﺿﺎء وﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻔﺿﺎء ،ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻘدان ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ.
ﻟﻛن ﻛﯾف ﻧﺑدأ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﺧﯾﺎرات ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗﺣدي اﻟﺗﻔﺳﯾري اﻟذي ﯾدﻋو إﻟﯾﮫ اﻟﺗﻣﺛﯾل؟
ﻧﻤﻮذج اﻟﺘﻮاﺻﻞ
ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ ،ﯾﺑدأ اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻔﺳﯾري ﻓﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺑﻧﻣوذج ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺟزاء ﯾﺗﺄﻟف ﻣن اﻟﻣرﺳل واﻟرﺳﺎﻟﺔ واﻟﻣرﺳل إﻟﯾﮫ
)،(Adams,2009
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻣﺛﯾل ھذه اﻟﻣﻛوﻧﺎت ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﻣرﺳل ← رﺳﺎﻟﺔ ← ﻣرﺳل إﻟﯾﮫ
ﺻﺎ أو ﺷﯾﺋًﺎ ﯾﻧﺗﺞ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻣﺳﺗﻠم ،وأن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻌطﯾﮭﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﯾوﺿﺢ ﻧﻣوذج اﻟﺗواﺻل أن ھﻧﺎك ﺷﺧ ً
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺎ.
ھذا اﻟﻣﻛون اﻷﺧﯾر ھو اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ،ﻟﻛﻧﮫ ﺟﺎﻧب واﺣد ﻓﻘط ﻣن اﻟﻧﻣوذج.
ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﺗﻧﺷﺄ ﻋن ذﻟك ﺗدﺧﻼت ﻧظرﯾﺔ وﻣﻧﮭﺟﯾﺔ وﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻋدة .ﺗؤﺛر ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﺣﻠﯾل )أو
وﺣدات اﻟﻣﻼﺣظﺔ( ﻓﻲ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ وﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧطور ﺑﮭﺎ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﮭﺎ.
ﯾﻣﯾل اﻟﺟﻐراﻓﯾون اﻟﻣﮭﺗﻣون ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر إﻟﻰ أن ﺗﻛون "رﺳﺎﺋﻠﮭم" ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ،ﻋﺎدة ﻧﺻﯾﺔ أو ﻣﻧظورة؛ ﻟﻛن ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮭم
ﻣﮭﺗﻣون ﻓﻘط ﺑﺎﻟوﺻف أو اﻟﻔﮭم.
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟﻐراﻓﯾﯾن )اﻟواﻗﻌﯾون اﻟﻧﻘدﯾون ﻣﺛﻼ( اﻟذﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺄﺑﺣﺎث ﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﯾﮭﺗﻣون ﺑﺗﻔﺳﯾر ﻛﯾف ﯾﺷﺗﻐل اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻧﻔس ﻗدر اھﺗﻣﺎم
زﻣﻼﺋﮭم اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟذﯾن ﺗﻌﺗﻣد أﺑﺣﺎﺛﮭم ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻔوﻓﺎت اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻷرﻗﺎم.
وﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﺳؤال اﻟذي ﻗد ﺗطرﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳك ھو :ﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟرﺳﺎﺋل أن ﯾﻛون ﺟﻐراﻓﯾﺎ؟
أﻻ ﯾﺟب أن ﯾﺗﻐﯾر ﺷﻲء ﻣﺎ ﻟﯾﻛون ﺟﻐراﻓﯾًﺎ؟
ﻛﯾف ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ھذه اﻷﻣﺛﻠﺔ ﺟز ًءا ﻣن ﺗﺧﺻص اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ؟
اﻟﺟواب ،ﻛﻣﺎ ذﻛر أﻋﻼه ،ھو أﻧﻧﺎ ﻧﻌﯾش ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣن اﻟﺗﻔﺳﯾر ،واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺗﺧدم ﺑﮭﺎ اﻟﻣدﻟوﻻت ﻟﮭﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻧظم
ﺑﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟم وﻧﻌﯾﺷﮫ وﻧﺗﺎﺑﻌﮫ وﻧﻐﯾره إﻟﻰ أﻓﺿل أو إﻟﻰ أﺳوأ.
ﻟﻘد وﻟدﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت واﻟﻛﻠﻣﺎت واﻟﺻور واﻷﻓﻌﺎل اﻟرﻣزﯾﺔ -ﻣﻌظم ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﺗداول ھذه اﻟﻌﻼﻣﺎت وإﻋطﺎﺋﮭﺎ ﻣﻌﻧﻰ
واﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ أﻧﺷطﺗﻧﺎ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﯾوﻣﯾﺔ.
ھﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﻧطرﺣﮭﺎ ﺣول اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎت اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ ،ﺗدور ﺣول اﻟﻣرﺳﻠﯾن أو "اﻟﻣؤﻟﻔﯾن" ،اﻟذﯾن
ﻗﺎﻣوا ﺑﻔﻌل اﻟﺗﻣﺛﯾل وﻟﻣﺎذا ﻗﺎﻣوا ﺑذﻟك؟
ﻟﻣﺎذا ﻗﺎﻣوا ﺑﺗﺿﻣﯾن )س( وﻟﯾس )ص( ،وﻟﻣﺎذا ﻗﺎﻣوا ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﺻورة أو اﻟﻠﻐﺔ ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ أو ﺑﺗﻠك؟
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،إذا وﺿﻌﻧﺎ اﻟﻣرﺳل ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺣﺗﻰ ﺟﻐراﻓﯾﺔ أوﺳﻊ ﻧطﺎﻗﺎ ،ﻓﻣﺎذا
ﯾﻔﯾدﻧﺎ ذﻟك ﻋﻧﮭم؟
ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻔواﺋد اﻷوﺳﻊ )اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ ،اﻟﻣﺗﻣرﻛزة ﺣول اﻟوطن( وﻷي ﻏرض؟
ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ ،وﻣﻊ ﻣﻌرﻓﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾوﺟد ﺗﻣﺛﯾل ﻣﺣﺎﯾد ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق وأﻧﮫ ﻻ ﺗوﺟد ﺻورة أو ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺻﺣﻔﯾﺔ )ﻧﺎھﯾك ﻋن ﻟﻌﺑﺔ
ﻓﯾدﯾو أو ﻋﻼﻣﺔ "ﻋدم اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻐﯾر" أو ﺧطﺎب ﺳﯾﺎﺳﻲ( ھﻲ "ﻣﺟرد ﺗﻣﺛﯾل"،
ﻧﺄﺗﻲ إﻟﻰ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺣول اﻟﻣرﺳﻠﯾن ﺗﺗﺟﮫ ﻣﺑﺎﺷرة ﻧﺣو ﻏرﺿﮭﺎ اﻷوﺳﻊ .وﯾﺷﻣل ذﻟك ﻓﺋﺗﮭم وﺟﻧﺳﮭم و "ﻋرﻗﮭم"
وﺧﻠﻔﯾﺗﮭم اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣوﻗﻌﮭم ﻛﻔﺎﻋﻠﯾن ﺟﻐراﻓﯾﯾن ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻔﺿﺎءات اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺣدرون ﻣﻧﮭﺎ
وﯾزﻋﻣون أﻧﮭم ﯾﻣﺛﻠوﻧﮭﺎ.
أﺧﯾرا ،ﺗظﮭر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻣن ﻧﻣوذج اﻟﺗواﺻل ھذا ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻠم )اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﮫ( .وﺗدور ھذه اﻷﺳﺋﻠﺔ "اﻟﻌﺎﻣﺔ"
ً
ﺣول ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻠﻘﻲ :ﻣﺎ ھو ﻧوع اﻟﺟﻣﮭور اﻟذي ﺗﺧﯾل اﻟﻣﺗﺣدث ﺑﻠوﻏﮫ ﺑﮭذه اﻟرﺳﺎﻟﺔ؟
...
ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ،ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑﺎﺣﺛون أن ﯾﻘﺻروا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﮫ أو اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ؛ ﺑل ﻋﻠﯾﮭم أن اﺳﺗﺟواب
اﻟﺳﯾﺎﻗﺎت اﻟظرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻓﯾﮭﺎ أﺳﺋﻠﺗﮭم.
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻣواد اﻟﻘﯾﺎﺳﺎت واﻟﺗﻔﺳﯾرات
ﻓﻲ ھذا اﻟدرس ،ﻗدﻣت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎھﯾم واﻹرﺷﺎدات ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺗوﺳط ﻣن اﻟﻣﻔﺎھﯾم
واﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺟﻣﻊ "اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت" ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ.
ﺑﻌض ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻛﻣﯾﺔ وﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻣﻘﺎﯾﯾس ﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺿﺑط
واﻟدﻗﺔ واﻟﻣوﺛوﻗﯾﺔ واﻟﺻﻼﺣﯾﺔ.
ﺑﻌﺿﮭﺎ ذو طﺑﯾﻌﺔ ﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ وﯾطرح أﺳﺋﻠﺔ ﺣول اﻟﻣﻌﻧﻰ -أﺻوﻟﮫ وﺷﺧﺻﯾﺗﮫ وﻧﺷره –
وﺣول اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ ،ﻛﻼھﻣﺎ ﺟزء ﻣن ﻣﺳﻌﻰ ﻋﻠﻣﻲ أﻛﺑر :ﻟﺷرح اﻟﻌﺎﻟم وﻓﮭﻣﮫ.