You are on page 1of 9

‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫مجلة شهرية تعنى بالدراسات اإلسالمية و بشؤون‬


‫الثقافة والفكر أسست سنة ‪1957‬‬

‫حاز هذا على إعجاب‏‪ ٥٤٩‬ألف‏ من األشخاص‪.‬‏تسجيل‏ لرؤية‬ ‫‪islamaumaroc‬‬


‫أ دقاؤك‬ ‫ا‬
‫أعجبني‬ ‫عن دعوة الحق‬

‫الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية‬ ‫العدد األخير‬


‫والقطيعة‬
‫أحمد الطريسي أعراب‬ ‫األرشيف‬

‫العدد ‪303‬‬ ‫الكتاب‬

‫المواضيع‬
‫يحاول بعض الباحثين المحدثين النظر إلى الشعر المغربي‪ ،‬من خالل مفه‬
‫القطيعة‪ .‬وهم في هذا النظر يحاولون تكريس مبدأ الفصل بين فترتين تاريخيتين‬ ‫السنة‬
‫فترة ما قبل االستقالل‪ ،‬وفترة ما بعده‪.‬‬
‫إن هؤالء الباحثين ينفون كل عالقة بين هاتين الفترتين في عملية اإلبد‬
‫العدد األخير‬
‫الشعري‪ .‬بمعنى أن كل فترة تستقل بتجربتها الشعرية‪ ،‬ورؤيتها اإلبداعية‪ .‬غ‬
‫أن هذا الرأي ال يصمد أمام منطق الحركة الشعرية‪ ،‬التي عرفها المغرب‪ ،‬م‬ ‫‪This is a SEO version of Numero 404‬‬
‫بداية القرن العرين إلى اآلن‪ .‬كما أنه ال يستجيب لمنطق تطور العملية اإلبداع‬ ‫‪Page 1‬‬
‫ذاتها‪ .‬ولذلك فإنني سأحاول في هذا البحث التأكيد على مبدأ االستمرارية ف‬ ‫‪To view this content in Flash, you must‬‬
‫‪have version 8 or greater and‬‬
‫حركة سير الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب‪ ،‬معتمدا على عناص‬ ‫‪Javascript must be enabled. To‬‬
‫موضوعية في تالحم الفترات التاريخية‪ ،‬وترابط األزمنة اإلبداعية‪ .‬نعم‪..‬‬ ‫‪download the last Flash player click‬‬
‫هناك اختالفا كبيرا بين فترتي‪ :‬ما قبل االستقالل وما بعده‪ ،‬وخاصة من حي‬ ‫‪here‬‬
‫التوجهات والرؤى‪ ،‬وأسس عملية إلى حد الفصل بين تجربتين شعريتين ال عال‬
‫بينهما‪.‬‬
‫إننا نقر بوجود تطور كبير في التجربة الشعرية التي عرفها المغرب منذ بدا‬
‫الستينيات إلى اآلن‪ .‬ولكن هذا التطور الذي لحق هذه التجربة‪ ،‬ساهمت فيه ك‬
‫التيارات األدبية والشعرية‪ ،‬التي سادت فترتي الثالثينيات واألربعينيات من القر‬
‫العرين‪ .‬فكل باحث موضوعي ال يمكن له استبعاد تأثير هذه التيارات التي عرفت‬
‫األوساط األدبية في المغرب‪ .‬إنني من خالل بحث هذا الموضوع‪ ،‬انتهيت إلى‬
‫هناك خمس مراحل أساسية مر من خاللها مفهوم الشعر‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة فترة أواخر القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة فترة أوائل القرن العشرين‪,‬‬
‫‪ -3‬مرحلة الثالثينيات‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة األربعينيات‪.‬‬
‫‪ -5‬المرحلة المعاصرة التي انطلقت منذ الستينيات إلى اآلن‪.‬‬
‫وكل مرحلة ن هذه المراحل الخمس‪ ،‬كان الشعر العربي في المغرب‪ ،‬يكتس‬
‫فيها مفهوما خاصا‪ ،‬حسب تطور وعي اإلنسان المغربي‪ ،‬في ظل التقدم الثقاف‬
‫واالجتماعي والفكري واألدبي‪.‬‬
‫إن التطور الذي لحق مفهوم الشعر‪ ،‬عبر هذه المراحل كلها‪ ،‬كان بطيئا حق‬
‫ولكننا نالحظ مع هذه الحركة البطيئة نوعا من التالحم أو الترابط بين المراح‬
‫‪Start Previous Next End‬‬
‫الخمس‪ .‬فليس هناك ما يمكن أن نعده طفرة‪ ،‬في حركة هذا التطور‪ ،‬من غ‬
‫إيجاد أسباب منطقية ومعقولة لذلك‪.‬‬ ‫‪11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬
‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪1/9‬‬
‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫‪ -1‬إن مفهوم الشعر‪ ،‬في فترة الربع األخير من القرن التاسع عشر‪ ،‬لم يكن يرتب‬ ‫‪20 19 18 17 16 15 14 13 12‬‬
‫بأي عنصر من عناصر الفن‪ .‬ذلك أن الشعر لم يكن له موضوعه المستقل‪،‬‬ ‫‪29 28 27 26 25 24 23 22 21‬‬
‫‪38 37 36 35 34 33 32 31 30‬‬
‫كان موضوعه مرتبطا بموضوعات العلم والمعارف األخرى‪ .‬وبمعنى آخر ف‬
‫‪47 46 45 44 43 42 41 40 39‬‬
‫الشعر كان مجرد أداة للعلوم الفقهية واللغوية‪ ،‬ووسيلة لحفظ الشواهد في معرض‬ ‫‪56 55 54 53 52 51 50 49 48‬‬
‫علم النحو‪ ،‬وعلم البالغة ورواية المثل السائر‪.‬‬ ‫‪65 64 63 62 61 60 59 58 57‬‬
‫إننا ال ننكر على شعراء هذه الفترة قراءاتهم المختلفة للموروث الشعري‪ .‬ف‬ ‫‪74 73 72 71 70 69 68 67 66‬‬
‫تأكدت لدينا هذه القراءات من خالل أشعارهم‪ ،‬وأيضا من خالل بعض كت‬ ‫‪83 82 81 80 79 78 77 76 75‬‬
‫التراجم‪ ،‬غير أن هذه القراءات لم تثمر‪ ،‬فهي لم تؤد إلى إضافة جديد‪.‬‬ ‫‪92 91 90 89 88 87 86 85 84‬‬
‫‪100 99 98 97 96 95 94 93‬‬
‫يقول علي مصباح في معرض حديثه عن المكانة التي يحتلها األدب إزاء ع‬
‫‪107 106 105 104 103 102 101‬‬
‫الفقه‪ ..." :‬وأما مكانة علم األدب من العلوم‪ ،‬فحسبه أن الفقه أشرف العل‬ ‫‪114 113 112 111 110 109 108‬‬
‫وأوالها بالنقد في الفضل والشرف‪ ...‬فمعظم علوم األدب آلة لفقه‪.)1( "...‬‬ ‫‪121 120 119 118 117 116 115‬‬
‫إن مثل هذا المعنى الذي ينقص م قيمة األدب‪ ،‬كان شائعا في الكتب السائدة ف‬ ‫‪128 127 126 125 124 123 122‬‬
‫هذا العصر‪ ،‬وقد انتقل بكامل ثقله إلى الفترة الالحقة التي تمتد من بداية القر‬ ‫‪135 134 133 132 131 130 129‬‬
‫العشرين إلى حدود العشرينيات منه‪ ،‬وذلك من غير أن ننكر بعض األثر الذ‬ ‫‪142 141 140 139 138 137 136‬‬
‫‪149 148 147 146 145 144 143‬‬
‫أحدثته الحركة السلفية في األدب والشعر‪ .‬لقد استطاعت الحركة السلفية أن تحد‬
‫‪156 155 154 153 152 151 150‬‬
‫هزة وخلخلة في مفهوم الشعر‪ ،‬ولكن هذه الهزة‬ ‫‪160 159 158 157‬‬
‫أو الخلخلة كانت لصالح الحركة نفسها وليس للفن الشعري‪.‬‬
‫‪ -2‬ففي هذه المرحلة التاريخية لم يعد الشعر مجرد ثقافة مكملة لشخصية العال‬
‫بل أصبح ذا موضوع مستقل نسبيا‪ ،‬هو موضوع الفكر السلفي‪ .‬فالتغير الذي ط‬ ‫العدد ما قبل األخير‬
‫على مفهوم الشعر‪ ،‬لم يمس عناصر الفن‪ ،‬وإنما مس فقط مجال موضوعه‪ ,‬ولذل‬
‫‪This is a SEO version of Numero 400‬‬
‫كان البد من انتظار فترة الثالثينيات التي سيبدأ فيها الصراع بحدة‪ ،‬بين أنص‬ ‫‪Page 1‬‬
‫التجديد وأنصار التقليد‪.‬‬ ‫‪To view this content in Flash, you must‬‬
‫‪ -3‬في هذه الفترة المتقدمة‪ ،‬ظهر مفهوم جديد للشعر‪ ،‬أخذ يقترب من عناص‬ ‫‪have version 8 or greater and‬‬
‫الفن شيئا فشيئا‪ ،‬وكان للشعراء الشباب دور كبير وحاسم في ظهور هذا المفه‬ ‫‪Javascript must be enabled. To‬‬
‫الجديد‪ ،‬يقول األستاذ عالل الفاسي في الشعر‪)2( :‬‬ ‫‪download the last Flash player click‬‬
‫‪here‬‬
‫جمعت مــن اآلالم واألحـزان‬ ‫قــد مثلته بد األولــهة كتلة‬
‫نســجت من اإلقالل والحرمان‬ ‫وكسته من أيدي الطبيعة حـلة‬
‫وينــام نـوم العاشق الولهان‬ ‫يبكـي مع األطيـار في دوحـاتها‬
‫ليشارك الـمشتاق في التحنـان‬ ‫ويئن للصـوت الضعيف وينثني‬
‫كان وراء اكتساب هذا المفهوم الجديد للشعر‪ ،‬أسباب موضوعية من أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬التطور الذي حدث للبنية االجتماعية والثقافية والفكرية‪ .‬فقد عملت الحر‬
‫الوطنية على بث الوعي في نفوس الناس‪ ،‬وشجعت على إنشاء المدارس والمعا‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ -2‬التواصل بين المغرب والمشرق الذي كان قويا في هذه الفترة‪ ،‬عن طري‬
‫البعثات العلمية والكتب والمجالت والصحف التي كانت تصل إلى المغر‬
‫بانتظام‪ .‬فما كان معروفا في الساحة المشرقية من علوم معارف أصبح معرو‬
‫في الساحة المغربية‪)3(.‬‬
‫ظهور حركة نقدية‪ ،‬عملت على نشر بعض المفاهيم في إطار اتجاهات متنوع‬
‫ويمكن أن نقسم هذه الدراسات النقدية إلى قسمين‪ :‬قسم كان يهتم باألدب العرب‬
‫القديم‪ ،‬وقسم آخر يهتم باألدب العربي الحديث‪.‬‬
‫إننا –منذ فترة الثالثينيات‪ -‬نجد أقالما جادة تكتب حول أعالم مدرسة النهضة ف‬
‫المشرق‪ .‬فنقرأ على سبيل المثال دراسات حول شوقي والبارودي وحافظ إبراه‬
‫إلى جانب دراسات أخرى حول طه حسين والعقاد والرافعي‪ .‬ونشير بص‬ ‫‪Start Previous Next End‬‬
‫خاصة إلى دراسة تشيد بعبقرية أحمد شوقي‪ ،‬نشرتها مجلة المغرب‪)4( ،‬‬
‫نشرت بعد ذلك تحت اسم " يوم شوقي بفاس" عام ‪ 1936‬م‪ )5( .‬ونشير كذل‬ ‫‪11 10 9‬‬ ‫‪8 7 6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4 3 2‬‬ ‫‪1‬‬
‫إلى دراسات لألديب محمد أبا حنيني عن العقاد‪ ،‬وطه حسين والرافعي بمج‬ ‫‪20 19 18‬‬ ‫‪17 16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14 13‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪29 28 27‬‬ ‫‪26 25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23 22‬‬ ‫‪21‬‬
‫المغرب‪ )6( .‬إلى سعيد حجي حول حافظ إبراهيم وأحمد زكي أبي شادي‪7( ،‬‬ ‫‪38 37 36‬‬ ‫‪35 34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32 31‬‬ ‫‪30‬‬
‫وعبد الكبير الفاسي حول آثار الرافعي‪ )8( .‬أما مجلة السالم التطوانية‪ ،‬فإن‬ ‫‪47 46 45‬‬ ‫‪44 43‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪41 40‬‬ ‫‪39‬‬
‫كانت تخصص ركنا لدراسة ونقد كل ما يصل من الشرق العربي من آثار أدب‬ ‫‪56 55 54‬‬ ‫‪53 52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪50 49‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪65 64 63‬‬ ‫‪62 61‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪59 58‬‬ ‫‪57‬‬
‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪2/9‬‬
‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫وشعرية‪ )9( .‬هذا باإلضافة إلى عشرات من الدراسات األخرى حول آث‬ ‫‪74 73 72 71 70 69 68 67 66‬‬
‫القدماء من الشعراء والكتاب‪.‬‬ ‫‪83 82 81 80 79 78 77 76 75‬‬
‫إن هذه الحركة النشطة في مجال الدراسات األدبية والنقدية‪ ،‬أفرزت ع‬ ‫‪92 91 90 89 88 87 86 85 84‬‬
‫‪100 99 98 97 96 95 94 93‬‬
‫اتجاهات على مستوى التصورات والمفاهيم‪ .‬كان من أبرزها اثنان‪:‬‬ ‫‪107 106 105 104 103 102 101‬‬
‫أولهما؛ مجدد‪ ،‬يرمي إلى تطوير الحركة األدبية والشعرية في ضوء التصورا‬ ‫‪114 113 112 111 110 109 108‬‬
‫الجديدة التي عمل أصحاب التيار اإلحيائي على نشرها وإذاعتها‪.‬‬ ‫‪121 120 119 118 117 116 115‬‬
‫وثانيهما؛ محافظ؛ يرمي إلى اإلبقاء على التقاليد في بناء اللغة الشعرية حفاظا م‬ ‫‪128 127 126 125 124 123 122‬‬
‫ضياع ما كان يسمى باألصالة العربية اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪135 134 133 132 131 130 129‬‬
‫غير أن أهم من كل هذا‪ ،‬هوأننا ألول مرة‪ ،‬بدأنا نسمع الحديث عن بعض‬ ‫‪142 141 140 139 138 137 136‬‬
‫‪149 148 147 146 145 144 143‬‬
‫المصطحات من مثل‪ :‬الخيال الشعري‪ ،‬والشعور‪ ،‬واإلبداع‪ ،‬والذات الشاعر‬ ‫‪156 155 154 153 152 151 150‬‬
‫والذات الجماعية وما إلى ذلك‪ .‬ولكن كل ذلك كان يتم في إطار الحركة الوطن‬ ‫‪162 161 160 159 158 157‬‬
‫وعالقة هذه الحركة باإلبداع األدبي‪.‬‬
‫إن نجاح هذه الفترة في نظري‪ ،‬يتمثل فقط‪ ،‬في أن أصحابها عملوا على تغيي‬
‫المفاهيم القاصرة التي كانت تسود الفترات السابقة‪ .‬ويتمثل كذلك في الكشف ع‬
‫بعض التطور الذي حدث لمفهوم الشعر‪ .‬ويعود الفضل في ذلك إلى نقاد ه‬
‫المرحلة‪ ،‬الذين بدأوا يفهمون أن الشعر الحق‪ ،‬هو الذي يعبر عن ذات الفر‬
‫وذات الجماعة في آن واحد‪ .‬فالبد للشعر أن يكون صورة صادقة لخلجات النفس‬
‫وصورة تعكس أحالم الناس‪ .‬وهو حين يفعل أ يتوخى الصدق والصواب‪ ،‬ويبت‬
‫عن الكذب والزيف‪ ،‬وأن يستلهم موضوعاته من الكون والطبيعة‪.‬‬
‫فالشعر كما يقول أحد نقاد هذه المرحلة‪ " :‬صورة صادقة لخلجات نفس صاحبه‬
‫(‪ )10‬والشاعر الحقيقي من يستطيع‪ " :‬أن يرسم بشعره صورة لخلجات نفس‬
‫وأمل أمته‪ ،‬وينطق بالصواب الذي ال يتطرق إليه الزيف والكذب‪ ،‬وال المبالغ‬
‫وال يفسده الغموض واإلبهام"‪)11( .‬‬
‫‪ -‬عراء المناسبات‪ ،‬أولئك الذين كانوا يعتبرون العشر مطية لنيل الحظوة والمال‬
‫والجاه والوظيفة‪ .‬إذ الشعر الذي يترك هؤالء ساقط مرذول‪ ،‬هو عر يدل عل‬
‫قرائح جافة‪ ،‬ويعتبر ع أرواح فانية وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -1‬محاكاته لنماذج األقدمين‪ ،‬وهي محاكاة في غير روح من الفن‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم الصدق فيما يقولون‪ .‬والنقد هنا يهاجم عراء المدح الذين ينتهزو‬
‫الفرص لقضاء مآربهم وأغراضهم الرخيصة‪ .‬فهذا أحدهم وهو الشاع‬
‫البيضاوي‪ " :‬ال يدع الفرصة دون أن ينتهزها‪ ،‬وال يفوته عيد أو رحلة سيد‪ ،‬م‬
‫غير أن يهيئ لها قصيدة من نظمه ليقدمها برهانا على والئه وإخالصه‪ ،‬وزك‬
‫لوظيفته التي يتمتع بها"‪)12( .‬‬
‫هكذا كابن العباس القباج‪ ،‬يحمل بعنف على هؤالء الشعراء الذين يجافون الحقي‬
‫والصواب في شعرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬الصورة االنعكاسية؛ وهي الصورة التي تعبر عن القصور والعجز في الرؤ‬
‫والتعبير معا‪ .‬فلم يكن هؤالء الشعراء يتجاوزن النقل الحسي والحرفي لمظاه‬
‫الحياة المختلفة‪.‬‬
‫لقد أجمع الناس على مختلف مداركهم على أهمية رسالة األدب والشعر‪ ،‬ك‬
‫أجمعوا على رفض التقاليد الشعرية البالية‪ ،‬هذه التقاليد التي كانت تسخر الشع‬
‫من أجل مآرب خاصة‪ .‬هكذا نالحظ أن األسس التي قامت عليها هذه الحر‬
‫النقدية‪ ،‬أعطت نتائجها في فترة الثالثينيات‪ ،‬وعملت على خلق تيار عري وتي‬
‫نقدي في الفترات الالحقة‪.‬‬
‫وبالذات في سنوات األربعين من هذا القرن‪ ،‬ويعتبر الباحثون المغاربة أن هذ‬
‫التيارين‪ :‬العري والنقدي‪ ،‬من أهم منجزات مرحلة الثالثينيات‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة األربعينيات وسيادة مفهوم الشعر الوجداني‪ :‬اكتسب الشعراء المغارب‬
‫منذ السنوات األولى من األربعين مفاهيم جديدة حول الشعر‪ ،‬تجاوزوا ف‬
‫الشعراء في الفترات السابقة‪ .‬لقد كان هذا المفهوم يستمد مقوماته وأسسه م‬
‫المذهب الرومانسي الذي تأثر به المغاربة في هذه الحقبة التاريخية‪ .‬وكان م‬
‫ساعد على هذا المفهوم مجموعة من األسباب أهمها‪:‬‬

‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪3/9‬‬
‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫‪ -1‬العنصر الزمني‪ .‬فمن المالحظ أن الوعي األدبي الذي بدأ قبل هذه الفتر‬
‫وصل في مرحلة األربعينيات إلى مستوى متقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬استمرار احتكاك المغرب بالمشرق على نحو أشد‪ ،‬مما جعل الشعر‬
‫المغاربة يكتشفون طرقا جديدة في التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم‪ .‬ففي ه‬
‫الفترة تم التعرف بشكل أفضل وأعمق على المدارس الشعرية الجديدة‪ ،‬مثل أبو‬
‫والمهجر‪ ،‬والديوان‪ ،‬وفي هذا الصدد وقفنا على أصناف كثيرة من المجال‬
‫والصحف التي كانت تصل إلى المغرب بانتظام‪ ،‬بل وأكثر من ذلك وجد‬
‫مجالت مغربية كانت تصدر يومئذ في بعض المدن‪ ،‬تخصص أعمدة خاص‬
‫تشير فيها باستمرار إلى الدراسات المنجزة ضمن تلك المدارس الجديدة‪.‬‬
‫‪ -3‬مواصلة نشر الدراسات األدبية والنقدية في صور أكثر عمقا في دراس‬
‫القضايا األدبية والشعرية‪ ،‬وأشير هنا بصفة خاصة إلى مقاالت عبد الكريم‬
‫ثابت‪ ،‬والتي كانت تنشر تحت ) ركن حديث مصباح( في جريدة المغرب‪)13(.‬‬
‫‪ -4‬ظهور صحف ومجالت أخرى عززت الحركة األدبية في مناحيها الجديد‬
‫مما أدى إلى ظهور جيل جديد من الشباب كان يكتب باستمرار في هذه الصحف‬
‫والمجالت‪.‬‬
‫كان من شأن هذه العوامل كلها أن تعمل على خلق حركة شعرية جديدة غنية ف‬
‫مضامينها وصيغها وعناصرها الفنية‪ .‬ومن الشعراء الشباب الذين أسهموا في ه‬
‫الحركة نجد‪ :‬عبد الكريم بن ثابت‪ ،‬ومصطفى المعداوي وعبد السالم العلو‬
‫وعبد المجيد بنجلون وعالل بن الهاشمي الفيالني والبوعناني ومحمد السرغيني‬
‫باإلضافة إلى الشعراء الذين ينتمون إلى الفترة السابقة‪ ،‬وكانت لهم استمراريت‬
‫في هذه الحقبة مثل‪ :‬عبد القادر حسن‪ ،‬وعبد المالك البغيثي ومحمد الحلوي‪.‬‬
‫وجد هؤالء الشعراء زادا ال ينفذ في صور الشعر الجديد وصيغها الجديدة ك‬
‫عند الشابي وأحمد أبي شادي وإيليا أبي ماضي وغيرهم‪.‬‬
‫إن الشعر بالنسبة إلى هؤالء الشعراء أصبح روح الحياة وجوهرها‪ ،‬إنه الفرص‬
‫المتأللئة في فضاءات األمل والدمعة المرتعشة في جفون األلم والنسمة المنعش‬
‫في طلعة الزهر‪ .‬والوخز المؤلم في إبرك الشوك‪ ،‬واألرق في إشراقة الشمس‬
‫وابتسامة القمر‪ ،‬والظالم والغضب في وجه العاصفة‪ ،‬والطهر والبراءة في أغان‬
‫الطير‪ ،‬والصفاء والنقاء في طلعة الفجر‪ .‬وهذه األشياء شهادات تؤكد أن الشع‬
‫بمفهومه الوطني االجتماعي أصبح متجاوزا‪ .‬فالوسط األدبي المغربي بدأ يعرف‬
‫هذه الثروة الضخمة من الشعر الوجداني الذي يتفجر بمشاعر وإحساسات جديدة‬
‫إن هؤالء العراء الجدد ذاتيون‪ ،‬ينطلقون من كون الشعر تعبيرا عن الوجد‬
‫وأسرار الذات‪ ،‬وهم في ذلك يلتقون مع أصحاب المدارس التجديدية في المشر‬
‫العربي‪ .‬يلتقون معهم في التصوارت والمفاهيم‪ ،‬كما في الممارسة اإلبداعية‪.‬‬
‫لقد سئم الناس الحديث عن شعر اإلصالح والدعوة إلى إنشاء المدارس وبن‬
‫المالجئ الخيرية وإنشاء القناطر‪ .‬ومن ثم بدأوا يلتفتون إلى ذواتهم‪ ،‬ويرحلون ف‬
‫غابات نفوسهم‪ .‬فالفرحة تمتزج بالحزن في هذا الشعر‪ ،‬واالبتسامة بالدمع‬
‫والصباح بالليل‪ ،‬والشروق بالغروب‪ ،‬والنعيم بالشقاء‪ ،‬واألمل باأللم‪ .‬وكل ذل‬
‫في هذا الشعر الذي يكشف عن عمق تلك المعاني من خالل الكلمة الجديدة‪.‬‬
‫إن الشعر عاطفة قوية‪ ،‬وشعور عارم لدى شعراء هذه المرحلة‪ .‬وهو يقوم عل‬
‫عنصر الخيال‪ .‬والخيال عند شعراء فترة األربعين‪ ،‬هو المنفذ الوحيد إلى أعما‬
‫حقيقة الحياة‪ ،‬واألجنحة القوية التي تحملهم إلى عوالم‪ :‬األحالم والحر‬
‫واالنعتاق‪ ،‬بعيدين عن الرتابة وقيود الحس وموانع المادة‪ .‬يقول عالل‬
‫الهاشمي الفياللي‪)14( :‬‬
‫ه و قــد كـان يـوسع الكـون دوا‬ ‫فـي يـدي أرعن الخلود أماتـو‬
‫من صدى الروح ضاع في غير جدوى‬ ‫فـتهاوت آلـهة الشعر صـرعى‬
‫شــاعر شـاء لــتقاليد مـحوا‬ ‫مــن خيالـي صغت الجنان فقالوا‬
‫ـه وتيهي في وهلة الغيب زهـوا‬ ‫رفـرفي يا صالة روحـي إلى اللـ‬
‫انت في عــالم الطــالسم أقوى‬ ‫وأطـلقي الـروح في تـقاليد كون‬
‫ــوه بحـلم وكان لي الحلم مهوى!‬ ‫في دمي واقع واقع الحياة أحاطــ‬

‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪4/9‬‬
‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫فالحديث عن أرغن الخلود‪ ،‬وآلهة الشعر‪ ،‬والخيال الذي يصوغ الجنان‪ ،‬وصال‬
‫الروح‪ ،‬وعالم الطالسم‪ ،‬هو نوع جديد في مسيرة الشعر المغربي‪.‬‬
‫إن الشعر الرومانسي الذي هيمن على هذه الفترة نوعان‪ :‬نوع يرحل في األشي‬
‫إلى درجة التوحد والذوبان‪ .‬وهذا النوع يرقى إلى مستوى الشعر الرؤياوي الذ‬
‫يكشف عن األبعاد العميقة في النفس اإلنسانية‪ .‬ونوع ذاتي يهتم بالنزاعا‬
‫والميوالت الفردية‪ .‬وال يستطيع تجاوزها إلى احتواء ذوات اآلخرين‪ .‬وهذا النو‬
‫األخير هو الذي كان سائدا بشكل يلفت النظر‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن هذا الشعر بنوعيه لم يكن ليسلم من نقد الواقعيين‪ ،‬الذين يرو‬
‫في األدب والشعر مفهوما مخالفا ومغايرا‪ .‬ولذلك فإن هذه الفترة ستشهد صرا‬
‫حادا بين اتجاهين‪ :‬احدهما واقعي وثانيهما رومانسي‪ .‬ولك هذا الصراع لم يك‬
‫بين تيارين‪ ،‬أحدهما يتمسك بتقاليد عتيقة‪ ،‬وثانيهما بتقاليد جديدة‪ ،‬كما كان شأن ف‬
‫الثالثينيات‪ .‬وإنما الصراع سيأخذ سبيال آخر‪ ،‬فهو بين هذين االتجاهين كل واح‬
‫منهما يهدف إلى التطور والتجديد في إطار تصور واضح المعالم‪ .‬فالنظرا‬
‫النقدية‪ -‬في الفترة السابقة – كانت منصبة على مبادئ أساسية‪ ،‬من أهمهم‬
‫التخلص من تقاليد القدماء‪ ،‬ومحاكاتهم‪ ،‬والتزام الصدق في التجربة‪ ،‬وتصو‬
‫الحياة الواقعية لإلنسان المغربي‪ ،‬وتجنب األساليب العتيقة في عملية بناء الشعر‬
‫وغير هذه األشياء التي تكشف عن تصورين متناقضين‪.‬‬
‫أما النظرات الجديدة في الفترة التي نحن بصددها‪ ،‬فقد تجاوزت تلك القضايا إل‬
‫مناقشة بعض المفاهيم في صور أكثر شموال أكثر عمقا‪ .‬فأغلبية المقاالت النقدي‬
‫كانت تحلل وتعمق النظر في مفهوم الواقعية في األدب‪ ،‬ومفهوم الذاتية وكان‬
‫تعطي آراءها المتباينة حول ماهية اإلبداع‪ ،‬ووظيفة الشعر‪ ،‬وعالقة اللغة الشعر‬
‫بالحياة‪ .‬فالرومانسيون أو الذاتيون ينطلقون من كون الشعر تعبير عن الوجد‬
‫وأسرار الذات‪ .‬والتركيز على الذات اإلنسانية ال يعني الهروب من الواقع‪،‬‬
‫يعني االنطالق إلى ما هو أعمق في هذا الواقع‪ ،‬حتى يستطيع اإلنسان أن يدر‬
‫الظواهر ويكتنه أسرار الطبيعة‪.‬‬
‫لقد أجمع الرومانسيون؛ على أن الشعر رسالة سماوية‪ ،‬تعمل لخير البشرية‪ ،‬و‬
‫الشاعر ليس واصفا للواقع‪ ،‬أو مركبا للجمل اللغوية حسبما تتطلبه الموضوعات‬
‫وإنما هو كاشف للحقيقة في مجال الكون‪ .‬والشاعر الحقيقي حين يشعر‪ ،‬ال يقص‬
‫إلى هدف معين‪ ،‬أو يحسب حسابات لكل خطوة يخطوها‪ .‬وأكثر عيوب الشعر ف‬
‫نظر شاعر كابن ثابت هو‪ :‬القيد‪ .‬فالقيد يكبل النفس ويحجزها‪ .‬فيقول‪ " :‬الشع‬
‫تعبير عن الذات‪ ،‬والشاعر ذو رؤية متطلعة إلى استكشاف مجاهل النفس دو‬
‫تفاعل مع األحداث اآلنية‪ ،‬ولكن مع الحياة الكون في إطار قوامة‪ :‬اللفظة الهاد‬
‫لكنها شاعرية"‪)15( .‬‬
‫إننا هنا ال نشك في تأثر ابن ثابت بالمدارس التجديدية التي ظهرت في الع‬
‫العربي‪ ،‬وبمقاالت الشابي خاصة‪ .‬بالمفاهيم التي ينظر من خاللها إلى الظواه‬
‫األشياء‪ ،‬والتحليالت التي يقدمها في كتاباته وهو يركز على عناصر‪ :‬الشعو‬
‫بالحرية والتلقائية‪ ،‬كل ذلك يجعل منه أديبا وشاعرا يربط بقوة بالمنظور الجد‬
‫الذي كان سائدا عند الشعراء والنقاد المجددين في المشرق العربي وفي تونس‪.‬‬
‫إننا ال ننكر بعض الحماس في بعض كتابات نقاد هذه الفترة‪ .‬وخاصة حين ل‬
‫بعضهم إلى المقارنة بين موروثنا الشعري والشعر األجنبي‪ .‬فقد أدت ه‬
‫المقارنة إلى إصدار بعض األحكام القاسية التي تجاوزت حدود الموضوعية‪.‬‬
‫فهذا الناقد والشاعر الرومانسي عبد السالم العلوي‪ ،‬الذي أغنى الحركة النقد‬
‫الشعرية في فترة األربعين‪ ،‬نراه يكتب مقاالت أغلبها في موضوع المقارنا‬
‫الموازنات بين األدب العربي واألدب األجنبي‪ .‬ففي مقالة نقدية طويلة‪ ،‬جعل ب‬
‫الشعراء الفرنسيين أمثال‪ :‬كورني‪ ،‬وراسين‪ ،‬والمرتين‪ ،‬وفكتور هيجو م‬
‫الشعراء واألدباء اإلنسانيين‪ ،‬وفي مقابل ذلك نراه ينزل بالشعراء العرب إل‬
‫أسفل منزلة‪ .‬إنهم في نظره ليسوا سوى أصحاب البديع والمحسنات‪)16( .‬‬
‫فاألدب العربي برمته –كما في نظره‪ -‬ال عالقة له بالفن والجمال‪ ،‬وإن ما بل‬
‫األدب العربي من نضج ورقي في عصوره الحديثة‪ ،‬إنما يرجع سببه إلى العال‬

‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪5/9‬‬
‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫المحكمة التي ربطها أصحابه بالتيارات األدبية في الغرب‪)17( .‬‬


‫إن السبب المباشر الذي دفع العلوي إلى مثل هذا الحكم‪ ،‬يكمن فيما الحظه م‬
‫وفرة شعر المديح في موروثنا‪ .‬يقول‪ ..." :‬إن المديح من األغراض الساقطة الت‬
‫ال تمت إلى األدب بصلة‪ ،‬ألنه يسخر السخر فيما يخلق له‪ ،‬ويبعده عن فضي‬
‫الصدق ورقة اإلحساس‪ ،‬ونبل العواطف التي هي من أوكد مميزاته‪ .‬ومعاذ هللا‬
‫يكون الشاعر قد وجد لمثل هذه السفاسف‪ ،‬وهو رسول الخير والجمال إلى ه‬
‫العالم"‪)18(.‬‬
‫ومهما تكن المسوغات‪ ،‬فإن الحكم غير موضوعي‪ .‬إذ ال يحق ألي ناقد أن يختز‬
‫أربعة عشر قرنا من الزمان‪ ،‬ويصدر عليها حكما في فقرة استنادا إلى عناص‬
‫واهية!‬
‫إن عبد السالم العلوي كان مأخوذا بالشعر الذي يستوحي القيم الفنية الجديد‬
‫وهذا شيء حق‪ ..‬ولكن حين يعمد إلى نسف بناء موروث شعرها القديم بكامل‬
‫ونكران صيغة الفنية جملة‪ ،‬فأعتقد أن في األمر مبالغة‪ ،‬ال تصدر عن ناقد خ‬
‫وسبر عمق الشعر العربي‪ ،‬كما هي جلية وواضحة في شعر الجاهل‬
‫واإلسالميين والعباسيين واألندلسيين‪.‬‬
‫فالتراث الشعري عند العرب يزخر بإبداعات إنسانية رائعة‪ .‬ولكن المشكل يكم‬
‫في فهم وتأويل هذا الشعر‪ .‬ومع رأينا الواضح في هذا النقد‪ ،‬فإننا ال نشك ف‬
‫إخالص العلوي لموروثه الشعري‪ .‬فالغاية التي كان يهدف إليها هي في محاو‬
‫التخلص من بعض القيود التي كانت تفرض على الشعر من الخارج‪ ،‬وبث رو‬
‫الجديد الذي يساير تطور العقول في المجتمعات اإلنسانية الحديثة‪.‬‬
‫هكذا كان هذا االتجاه الذاتي الذي ينتصر للشعور والخيال في العملية اإلبداعي‬
‫وهو يسعى إلى ترسيخ مفهوم الواقعيين‪ .‬إن الحركة الواقعية التي دخلت ف‬
‫صراع حاد ضد الرومانسيين في فترة األربعينيات‪ ،‬تختلف كل االختالف ع‬
‫التيار الوطني الذي عرفته حقبة الثالثينيات‪ .‬فالواقعيون الجدد يعترفون بأن األد‬
‫معاناة قبل كل شيء‪ ،‬وأنه تجربة ذاتية‪ ،‬ولكن على الشعراء جعل هذه المعاناة ف‬
‫خدمة قضايا الوطن‪ .‬والوطن يومئذ يئن تحت وطأة ظروف االستعمار فف‬
‫نظرهم أن الوطن في حاجة إلى ما يزيح عنه كابوس العبودية والظلم‪ ،‬ال ما يبك‬
‫وينتحب ويجتر أوهام الذات‪ .‬يقوم أحدهم‪ " )19( :‬فنحن نريد أدبا يمثلنا‪ ،‬ال أد‬
‫ينعطف على الذات ويستغرقها"‪ .‬فالشاعر هو الذي يرتبط بالحياة الواقعي‬
‫ويصف هموم الناس‪ ،‬ويعيش معهم مشاكلها اليومية‪ .‬إن األدب عامة‪ ،‬والشع‬
‫خاصة هو‪ " :‬مرآة النفوس البشرية‪ ،‬يقوى ويضعف تبعا لتطورات هذه النفوس‬
‫ووفقا لما هي عليه من تفاؤل أو تشاؤم ولذلك يكون للمنتج أثره في تصوير الح‬
‫بحسب المنظار الذي ينظر إليها‪ ...‬إن داء الميوعة قد كاد يستفحل ويتدخل ف‬
‫شؤوننا بواسطة بعض من يكتبون تحت تأثير جبران خليل جبران‪ ،‬وتالم‬
‫مدرسته‪ ،‬وأملنا أن تكون نهضتنا الفكرية واألدبية عربية مغربية"‪)20(.‬‬
‫فالميوعة‪ ،‬والضعف‪ ،‬والمنتج‪ ،‬واإلنتاج ومرآة النفوس‪ ،‬والنهضة المغرب‬
‫والواقعية‪ ،‬كل ذلك من المصطلحات الجديدة‪ ،‬التي أصبحت رائجة في الوس‬
‫األدبي المغربي في هذه الحقبة التاريخية‪ .‬وبمعنى آخر فإن الواقعية أصبح‬
‫تتجاوز ما كان يدعى بالوطنية واإلصالحية في فترة الثالثينيات‪.‬‬
‫إن الواقعيين أصبحوا يتحدثون عن األدب الذي يحمل الرؤى والتصورات‪ ،‬وليس‬
‫األدب الذي يحمل أفكار اإلصالح‪.‬‬
‫يقول األستاذ عبد هللا إبراهيم‪ " )21( :‬إننا ال نستطيع أن ننتج أدبيا مغربيا حي‬
‫إال إذا أنتجنا أدبا إنسانيا حيا‪ ،‬ولن ننتج هذا األدب الحي إال إذا تيقنا بأن الحقي‬
‫واحدة في الشرق وفي الغرب‪ ،‬وأن اإلنسان هو اإلنسان في كل مكان"‪ .‬فالمفه‬
‫يعمد فيه صاحبه إلى النظر في الشعر من زاوية الرؤية اإلنسانية‪ ،‬ومن خال‬
‫عالقته بالحقيقة الواحدة التي توجد في كل زمان وكل مكان‪ .‬فلكي ننتج أد‬
‫مغربيا‪ ،‬البد ن أ نمتلك الحس اإلنساني‪.‬‬
‫إن الصراع الذي عرفته سنوات األربعين بين الذاتي والواقعي في األد‬
‫والشعر‪ ،‬يكشف عن وعي آخر‪ ،‬غير الوعي الذي شهدته فترة الثالثينيات‪ .‬إ‬

‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪6/9‬‬
‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫وعي مرتبط بالقضايا التي تهم قواعد الفن األدبي والشعري‪ ،‬وتمس طبي‬
‫ورسالة ووظيفة األدب والشعر‪.‬‬
‫هكذا يمكن أن نلخص المفاهيم األدبية السائدة في فترة األربعينيات في العناص‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الشعر الذي يضع نفسه في خدمة وجدان اإلنسان الفرد‪ .‬وقد سار ه‬
‫المفهوم في اتجاهين اثنين‪ :‬أحدهما مرتبط باإلنسان المغربي في إطاره الضي‬
‫وبيئته المحصورة‪ .‬وثانيهما متعلق باإلنسان المطلق‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الشعر الذي يقف موقفا مخالفا‪ ،‬وينادي بالواقعية انطالقا من وجد‬
‫الجماعة‪ .‬وقد طرح مجموعة من التصورات في موضوع األدب وطبيع‬
‫ووظيفته ورسالته‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم ثالث؛ وهو يحاول الجمع بين وجدان الفرد والجماعة‪.‬‬
‫هكذا تتبعنا تحول مفهوم الشعر لدى المغاربة‪ ،‬في الحقبة التاريخية الممتدة م‬
‫أواخر القرن التاسع عشر إلى بداية الخمسينيات من القرن العشرين‪ .‬وقد خض‬
‫هذا التحول لعدة مؤثرات ضاغطة‪ ،‬بعضها مرتبط بأسباب الحياة السياس‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وبعضها اآلخر‪ ،‬بأسباب ثقافية عامة وأدبية وشعرية‪.‬‬
‫فمن مفهوم‪ ،‬يخضع فيه الشعر لخدمة أهداف علوم أخرى‪ ،‬مثل علوم الفقه والل‬
‫والبالغة‪ ،‬إلى مفهوم ثاني‪ ،‬يضع فيه نفسه ضمن الفكر السلفي في خدمة الحر‬
‫اإلصالحية‪ ،‬إلى مفهوم ثالث يجد فيه نفسه مرتبطا بأهداف الحركة الوطن‬
‫المغربية‪ ،‬إلى مفهوم رابع‪ ،‬ارتمى فيه في أحضان وجدان اإلنسان المغربي ف‬
‫صورتيه‪ :‬الفردية والجماعية‪.‬‬
‫إن هذا التحول الذي خضع له مفهوم الشعر‪ ،‬كان يواكب حركة وعي اإلنس‬
‫المغربي‪ ،‬خالل هذه الفترات التاريخية‪ ،‬فكل فترة من هذه الفترات‪ ،‬كان في‬
‫المجتمع يخضع لرؤية معينة نحو الحياة‪.‬‬
‫ستعرف هذه الحقبة التاريخية‪ ،‬من الربع األخير في القرن الماضي‪ ،‬إلى بدا‬
‫االستقالل عام ‪1956‬م‪ ،‬ثالث محطات تستحق الوقوف والتأمل‪ ،‬وتفرض عل‬
‫أي باحث أن يقرأها بأكثر من معنى‪:‬‬
‫‪ -1‬المحطة األولى‪ ،‬تمثلت في ظهور كتاب محمد بن العباس القباج‪ ) :‬األد‬
‫العربي في المغرب األقصى(‪ .‬وهذا الكتاب الذي ظهر في نهاية العشرينات ليس‬
‫مهما فيما جمعه من نصوص‪ ،‬وقدمه من تراجم‪ ،‬وإنما أهميته تكمن في نظري‬
‫في األسباب التي كانت وراء إعداد الكتاب‪ .‬فوراء إعداد الكتاب وعي أدبي‬
‫ترجمه صاحبه في المقدمة التي صدر بها كتابه‪ .‬يقول‪» )22( :‬منذ سنتين كن‬
‫في مجمع ضم ثلة من أدبائنا وعلية من مفكرينا‪ ،‬فجرى ذكر األدب العربي الذ‬
‫تطور في فجر هذا القرن تطورا محسوسا‪ ،‬وساير العلم والحضارة في تقدم‬
‫وارتقائهما‪ ،‬فساقنا الحديث في األمة العربية من قطر إل قطر‪ ،‬واستعرضنا أمام‬
‫شعراء العراق والشام ومصر والسودان والمهاجر وتونس والجزائر‪ ،‬فإذا بنا‬
‫ندرك حق اإلدراك ونعلم علما يوشك أن يكون يقينا مقدره أي أديب من أدباء ك‬
‫قطر‪ ،‬ونعرف حق المعرفة المكانة التي تبوأها من البيان والبراعة واالبتكار‪ ،‬و‬
‫ذلك إال من مزايا حركة النشر والتأليف التي أمدتنا وأفادتنا كثيرا‪ .‬ومن عظ‬
‫اهتمام أهل كل قطر بشعرائه وأدبائه‪ ،‬حيث قاموا أجل قيام بنشر بنات أفكار‬
‫وثمرات قرائحهم‪ .‬هذه النظرة هي التي ألقيناها على الشعوب العربية‪ ،‬فسرتنا‬
‫السرور‪ ،‬وطفحنا بها بشرا واغتباطا‪ ،‬ولكن لما حانت منا التفاتة إلى قطر‬
‫المغربي‪ ،‬الذي هو جزء من أجزاء األمة العربية‪ ،‬ونظرنا هل له مثل هذه السم‬
‫األدبية والشهرة العالية‪ ،‬وهل أوتي أدباؤه وشعراؤه ذكرا يرفع مقامهم‪ ،‬ويط‬
‫شهرتهم‪ ،‬ألفينا من خمول الذكر ما ال ترضى به أمة تنشد الحياة‪ ،‬وتؤمل أن يكو‬
‫لها مركز في الوجود‪.‬‬
‫في ذلك الحين جال في ضميري‪ ،‬ألول مرة‪ ،‬أن أتصدى للقيام بجمع تأليف يض‬
‫بين دفتيه تراجم شعرائنا ومنتخبات من شعرهم‪ ،‬ليعطي لكل قارئ صورة صاد‬
‫من الشعر المغربي‪ ،‬ويفيد كل باحث في األمة المغربية مبلغ تدرج األدب في‬
‫وطرق تفكير شعرائها ‪«.‬‬

‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪7/9‬‬
‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫لقد تعمدت أن آتي بهذا النص رغم طوله‪ ،‬ليتبين القارئ مدى التقدم الذي حص‬
‫لوعي اإلنسان المغربي في مسيرته األدبية‪ ،‬ففي الوقت الذي كان يشك في قي‬
‫األدب والشعر‪ ،‬وتنزع منهما وظيفتهما السامية‪ ،‬وخاصة عند شعراء فترة الر‬
‫األخير من القرن التاسع عشر وأوائل العشرين‪ ،‬أصبحنا اآلن أمام وعي جد‬
‫يؤمن بفعالية األدب ورسالة الشعر والشعراء‪ ،‬فاألدب في نظر القباج هو الذ‬
‫يرفع من شأن األمة‪ ،‬والشعراء هم الذين يبوؤون مراكز أممهم في الوجود‪ .‬وم‬
‫أجل ذلك‪ ،‬كان كتاب األدب العربي في المغرب األقصى يحمل أكثر من دال‬
‫وأكثر من معنى في مسيرة تطور األدب المغربي‪.‬‬
‫‪ -2‬أما المحطة الثانية‪ ،‬فيمثلها كتاب »النبوغ« (‪)23‬لألستاذ عبد هللا كنون الذ‬
‫صدر في سنة ‪1938‬م‪ .‬ومن خالل مقدمة هذا الكتاب الضخم نستشف الدواع‬
‫التي كانت وراء تأليف كتاب النبوغ‪ .‬إنها تدخل في هذه الحركة من الوعي بقي‬
‫األدب ودور األدباء في حياة األمم‪ .‬فعبد هللا كنون يتطرق إلى اإلبداع المغرب‬
‫منذ فجر التاريخ إلى عصوره الحديثة‪ ،‬فيواصل الماضي بالحاضر‪ .‬ويكشف‬
‫للناس هذه الثروة الكبيرة‪ ،‬التي تعبر عن أحالم المغاربة خالل الفترات التاريخ‬
‫المتعاقبة‪.‬‬
‫لقد كان لظهور هذا الكتاب تأثير كبير على الحركة األدبية والشعرية‪ ،‬في فت‬
‫األربعينيات‪ ،‬وعمل على شحذ همم الشباب لمواصلة الطريق‪ ،‬وإعادة االطمئن‬
‫والثقة إلى النفوس‪ ،‬واإليمان بشخصية اإلنسان المغربي في مجال الخل‬
‫واالبتكار واإلبداع‪ .‬وعبد هللا كنون إلى جانب هذا الكتاب‪ ،‬كان مثل محمد‬
‫العباس القباج‪ ،‬يسهم بكتاباته النقدية التي أحدثت تأثيراتها في نفوس الشباب ف‬
‫فترة األربعينيات‪ .‬ومن مقاالته المهمة التي تركها في هذا المجال‪ ،‬مقالة نشر‬
‫في مجلة المعتمدة‪ .‬يقول في فقرة منها‪)24( :‬‬
‫»‪ ...‬وإذن فالشعر المغربي له اتجاه واحد معين‪ ،‬هو حفز الهمم وإذكاء المشاع‬
‫وتربية اإلرادة والحث على التضحية‪ ،‬من أجل حياة الخلود‪ ،‬والشعراء يعتبرو‬
‫كقواد مظفرين‪ ،‬يقودون جيوشهم من معركة إلى معركة‪ ،‬حتى يربحوا معر‬
‫النصر األخيرة‪ ...‬والشعر بهذا المعنى بعيد عن مفهومه األدبي األصيل‪ .‬فما جع‬
‫هللا الشعر إال رجعا لصدى األبدية في مواكب الحياة‪ ،‬وشعورا بالجمال في مج‬
‫الطبيعة الفاتنة‪ ،‬واستجابة لوحي الوحدة في الغاب وسحر األنس في حض‬
‫حواء‪ ،‬وهياما في أودية الخيال‪ ،‬وشغفا بتملح الخالق في وجوه خلقه‪ ،‬واستما‬
‫لصوت القدرة القاهرة في قصف الرعد‪ ،‬وعصف الريح‪ ،‬ولصوتها الحنون ف‬
‫زقزقة العصفور وخرير الجداول‪ ،‬وتوقانا مالزما مدى الحياة إلى العوالم غ‬
‫المنظورة‪ ،‬حيث تسعد نفس الشاعر وتتوالى فتوحات قلبه «‪.‬‬
‫ومثل هذا التصور الجديد لمفهوم الشعر‪ ،‬كان يلقى الرضى والبول لدى كثير م‬
‫الشعراء الشباب الذين أشرنا إليهم فيما سبق‪ ،‬من أمثال ابن ثابت‪ ،‬والعلوي‬
‫والهامشي الفياللي وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬المحطة الثالثة؛ تمثلها الكتابات النقدية‪ ،‬التي أسهم بها كل من ابن ثابت وع‬
‫السالم العلوي وعبد هللا إبراهيم؛ في المجالت الثقافية واألدبية التي ظهرت زم‬
‫األربعينيات‪ .‬فقد عملت هذه الكتابات على ترسيخ المفاهيم والتصورات الجدي‬
‫حول الفن بصفة عامة‪ ،‬واألدب والشعر بصفة خاصة‪ ،‬على النحو الذي أشر‬
‫إليه قبل قليل‪ .‬وتستمر الحركة الشعرية في ضوء هذه التصورات إلى أواخ‬
‫الخمسينيات من القرن العشرين‪.‬‬
‫هكذا نالحظ أن التطور الذي خضع له مفهوم الشعر‪ ،‬كان تحت تأثير التصورا‬
‫المتباينة التي عرفها المغرب‪ ،‬منذ بداية القرن العشرين إلى بداية الستينيات م‬
‫هذا القرن‪ .‬وقد تم ذلك في ظل تطور وعي اإلنسان المغربي بفضلل التق‬
‫االجتماعي والثقافي واألدبي‪.‬‬
‫إن هذا الغنى في التصورات والرؤى‪ ،‬التي عرفتها الحركات األدبية والنقدي‬
‫وخاصة في فترتي‪ :‬الثالثينيات واألربعينيات‪ ،‬عمل بطريقة مباشرة أو غ‬
‫مباشرة‪ ،‬على تفجير القصيدة الشعرية المعاصرة‪ ،‬التي بدأت في الستينيات‪.‬‬

‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪8/9‬‬
‫‪31/03/2024 23:45‬‬ ‫دعوة الحق ‪ -‬الشعر المغربي الحديث والمعاصر بين مفهومي االستمرارية والقطيعة‬

‫‪)1‬علي مصباح‪ -‬ديوان علي مصباح ص‪.145 :‬‬


‫‪ )2‬محمد بن العباس القباج‪ :‬األدب العربي في المغرب األقصى‪ .‬ج‪ ،2‬ص‪.70:‬‬
‫(‪ 3‬أحمد الطريسي أعراب‪ :‬الرؤية والفن في الشعر العربي‪ .‬ص‪.109 :‬‬
‫(‪ 4‬مجلة المغرب‪ :‬ع‪ 3-2‬يوليوز ‪1932‬م‪.‬‬
‫(‪ 5‬يوم شرفني بفاس‪ :‬طبعة عام ‪.1932‬‬
‫(‪ 6‬مجلة المغرب‪ :‬ع يناير ‪1937‬م‪.‬‬
‫(‪ 7‬مجلة المغرب‪ :‬ع‪11/1938‬م‪.‬‬
‫(‪ 8‬مجلة السالم‪ :‬ع‪8/1934‬م‪.‬‬
‫(‪ 9‬انظر ملحق جريدة المغرب الثقافي‪ ،‬ابتداء من عدد أبريل ‪1938‬م‪.‬‬
‫(‪ 10‬محمد بن العباس القباج‪ -‬مجلة المغرب‪ :‬ع‪ /3‬يوليوز ‪1934‬م‪.‬‬
‫(‪ 11‬نفسه‪.‬‬
‫(‪ 12‬محمد صادق عقيقي‪ :‬النقد األدبي في المغرب‪ :‬ص‪.109 :‬‬
‫(‪ 13‬جمعت هذه المقاالت ونشرت في كتيب صغير سنة ‪ 1968‬تحت عنوان‪ :‬حديث مصباح‪.‬‬
‫(‪ 14‬مجلة رسالة المغرب ع‪3/1947‬م‪.‬‬
‫(‪ 15‬عبد الكريم بن ثابت‪ :‬حديث مصباح‪ :‬ص‪.49 :‬‬
‫(‪ 16‬أنظر مجلة الثقافة المغربية ع ‪ 2‬س ‪2/1942‬م‪.‬‬
‫(‪ 17‬نفسه‪.‬‬
‫(‪ 18‬رسالة المغرب ع‪/2‬س‪2/1943‬م‪.‬‬
‫(‪19‬أ‪.‬ب‪ .‬جريدة العلم ع ‪ /276‬غشت ‪1947‬م‪.‬‬
‫(‪ 20‬نفسه‪.‬‬
‫(‪ 21‬مقالة تحت عنوان‪ :‬ماذا تكتب‪ -‬منشورة في جريدة العلم‪ /‬ديسمبر ‪1947‬م‪.‬‬
‫‪ )22‬محمد بن العباس القباج – األدب العربي في المغرب األقصى‪) .‬المقدمة (‬
‫(‪ 23‬عبد هللا كنون‪ .‬النبوغ المغربي في األدب العربي‪.‬‬
‫(‪ 24‬مجلة المعتمد‪ .‬ج ‪12/1948‬م‪.‬‬

‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية المشور السعيد ‪ -‬الرباط ‪ -‬المغرب الهاتف ‪212( 5 37 76 68 01 - )212( 5 37 76 68 51 :‬‬

‫‪https://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7748‬‬ ‫‪9/9‬‬

You might also like