You are on page 1of 26

‫‪ISSN 2710-7930 EISSN: 2800-0811‬‬ ‫مجلة ضياء للدراسات القانونية‬

‫الصفحات‪101-76 :‬‬ ‫السنة‪2023 :‬‬ ‫العدد‪01 :‬‬ ‫المجلد‪05 :‬‬


‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية‬
‫بالجزائر‬
‫‪Participatory democracy is an effective pillar for promoting‬‬
‫‪Algeria's local development‬‬
‫‪ -1‬زينب بليل‪.‬‬ ‫‪ -1‬نوال بن قلوش*‬

‫‪Zineb Bellil‬‬ ‫‪Nawal benkellouche‬‬


‫جامعة مصطفى اسطنبولي‬ ‫جامعة مصطفى اسطنبولي‬
‫معسكر(الجزائر)‬ ‫معسكر(الجزائر)‬
‫‪Zineb.bellil@univ-mascara.dz‬‬ ‫‪Nawel.benkelouche@univ-mascara.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪2023/12/30 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪ 2022/12/17 :‬تاريخ القبول‪2023/01/21 :‬‬


‫ملخص‪:‬‬
‫تنمية المجتمعات المحلية تعود أساسا إلى مجموع السياسات والبرامج والجهود الّتي تتبناها الهيئات‬
‫أن التنمية المحلية‬
‫المحلّية والّتي تستهدف تحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية وبذلك يتضح ّ‬
‫البناءة هي تلك التنمية الّتي تتأسس على مدى تحقيقها للشراكة المجتمعية وهو بدوره ما يتطلب وجود‬
‫مكون أساسي من‬
‫مقومات الديمقراطية التشاركية باعتبارها ّ‬
‫يكرس فعال ّ‬
‫مجتمع ديمقراطي مفتوح ّ‬
‫مكونات التنمية البشرية‪.‬‬
‫ّ‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬الديمقراطية التشاركية؛ التنمية المحلية؛ المجتمع المحّلي؛المجالس المحّلية المنتخبة؛‬
‫المبادرة المحلّية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Community development is mainly a result of the whole range of policies,‬‬
‫‪programmes and efforts adopted by local and social bodies aimed at improving‬‬
‫‪economic and social conditions. Thus, it is clear that constructive local‬‬
‫‪development is based on its achievement of community partnership, which in‬‬
‫‪turn requires an open democratic society that effectively enshrines the‬‬
‫‪foundations of participatory democracy as an essential component of human‬‬
‫‪development.‬‬
‫‪Keywords: Participatory democracy; Local development; Civil society‬‬
‫‪Elected local councils; People's participation.‬‬

‫* المؤلف المرسل‪ :‬زينب بليل‬

‫‪76‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫مقدمـــــــة‪:‬‬
‫مقوم جوهري من ّ‬
‫مقومات التنمية المحّلية باعتبار‬ ‫المشاركة الشعبية الفاعلة ّ‬
‫المعبرة حقيقة هن االنشغاالت العميقة‬
‫ّ‬ ‫هذه األخيرة تش ّكل نهجا للتسيير القاعدي‬
‫للمواطن المحّلين فالتنمية المحّلية البناءة هي تلك التنمية اّلتي تحمل في طياتها‬
‫تكريسا لمبدأ المناصفة وتكافؤ الفرص‪ ،‬مستندة على مبادئ الحوكمة المحّلية والتدبير‬
‫التشاركي للشأن المحّلي والعدالة االجتماعية والشفافية‪ ،‬هي رهانات حتمت الزامية‬
‫رفع التحدي من طرف السلطات العامة الجزائرية البحث عن السبل الكفيلة بالتجسيد‬
‫العملي للديمقراطية التشاركية كأداة للتسيير المحّلي وإعادة الثقة في المنتخبين‬
‫المحّليين وإرساء دعائم الحكم المحّلي الراشد والرقي باألداء المحّلي للجماعات‬
‫اإلقليمية وفواعل المجتمع المدني لدع عجلة التنمية المحّلية عبر مختلف أقاليم الدولة‬
‫الظل ومناطق الهضاب العليا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ظل التوجهات الجديدة لتنمية مناطق‬
‫خاصة في ّ‬
‫ّ‬
‫المشرع الجزائري ترسيخ اُسس‬
‫ّ‬ ‫خص بها‬
‫ّ‬ ‫دعم وجود ترسانة قانونية‬
‫أن‬
‫الديمقراطية التشاركية في إدارة الشأن العام على رأسها دستور ‪ 2020‬غير ّ‬
‫الوقائع العملية كشفت عن وجود العديد التحديات اّلتي تحتاج إلى معالجة بمختلف‬
‫تعد بمثابة جهود‬
‫األبعاد القانونية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬الثقافية واالجتماعية واّلتي ّ‬
‫مثبطة لجهود ترسيخ معالم الديمقراطية كآلية ناجعة لتدبير وإدارة الشأن العام المحّلي‪.‬‬
‫تكرس مفهوم المبادرة المحّلية الفاعلة في‬
‫إذا كانت الديمقراطية التشاركية ّ‬
‫بلورة مقترحات السياسة المحلية ففيما تكمن الضمانات الكفيلة بترسيخ الديمقراطية‬
‫التشاركية كدعامة لتشييد تنمية محلية بناءة؟‬
‫محاولة اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة أعاله تم اعتماد الفرضيتين‬
‫المواليتين‪:‬‬
‫‪ -‬الديمقراطية التشاركية مدخل بديل لتعزيز الحوار البناء بين المنتخبين‬
‫المحليين والمجتمع المحلي (مجال صنع القرار واسع)‪.‬‬
‫‪ -‬الديمقراطية التشاركية أساس حوكمة ق اررات السياسة المحلية وجودة‬
‫األداء المحّلي‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫اُعتمدت مجموعة من المناهج العلمية استنادا لمتطلبات موضوع الورقة‬


‫البحثية منها‪ :‬المنهج الوصفي اّلذي تجلى توظيفه على مستوى االطار النظري اّلذي‬
‫خص التعريف بالديمقراطية التشاركية والتنمية المحّلية ورصد ركائز كل على حدى‪،‬‬
‫ّ‬
‫كما أستعمل المنهج التاريخي من خالل اإلشارة الموجزة إلرهاصات تبلور مفهوم‬
‫أن الدراسة سلطت‬
‫تم استخدام منهج دراسة الحالة بحكم ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية‪ ،‬كما ّ‬
‫الضوء على واقع الجماعات اإلقليمية في الجزائر البحث في سبل تفعيل دورها في‬
‫التنمية المحلية انطالقا من الديمقراطية التشاركية‪ ،‬باإلضافة الى االستعانة باالقتراب‬
‫القانوني على اعتبار ّأنه تمّ االرتكاز على قوانين الجماعات اإلقليمية (القانون‬
‫البلدي‪ 10-11‬والقانون الوالئي ‪ 07-12‬وكذا دستور ‪.2020‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مدخل معرفي‬
‫نظ ار ألهمية دراسة وتحديد المفاهيم في أي بحث علمي خصص هذا الجزء‬
‫لمعالجة كل من مفهوم الديمقراطية التشاركية ومفهوم التنمية المحلية‪ ،‬بحيث تعتبر‬
‫الديمقراطية التشاركية آلية من آليات إشراك المواطنين بصورة مباشرة في اتخاذ‬
‫الق اررات المتعلقة بتسيير شؤونهم العامة‪ ،‬فحين أن التنمية المحلية بمفهومها العام‬
‫تقوم على مجموعة من العمليات والنشاطات الوظيفية التي يكون الهدف األساسي‬
‫منها النهوض واالرتقاء في كافة مجاالت الحياة وبنشاط المجتمع المحلي‪ ،‬ونظ ار لهذه‬
‫الغاية المشتركة بينهما اهتم الباحثين والمفكرين بضرورة تفعيل دور المواطن المحلي‬
‫في إدارة الشأن المحلي من خالل المشاركة في صناعة الق اررات المحلية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الديمقراطية التشاركية‬
‫عالج المطلب األول من المبحث األول للورقة البحثية تسليط الضوء على‬
‫الديمقراطية التشاركية وأهم مستلزمات نجاح تطبيقها كنظام للحكم والتسيير‪ ،‬وهو ما‬
‫تناولناه الفرعين المواليين على الترتيب‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الديمقراطية التشاركية‬
‫باعتبار الديمقراطية التشاركية مصطلح مركب ال بد من تحديد مدلولها‬
‫اللغوي ثم اإلصالحي ومن ثم التوصل إلى مفهوم اإلجرائي‪:‬‬
‫أ‪-‬المدلول الّلغوي‪ :‬يعتبر مصطلح الديمقراطية التشاركية مصطلح مركب‬
‫من كلمتين الديمقراطية والتشاركية‪ ،‬أما الديمقراطية فهي كلمة قديمة في القاموس‬
‫السياسي تعود إلى اليونانية وهي مكونه من مقطعين األول ‪ demos‬وتعني الشعب‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫والثانية ‪ kratos‬وتعني الحكم‪ ،‬وعليه فكلمة ديمقراطية تعني حكم الشعب‪ ،‬أما اللفظ‬
‫عبر في فلسفة اللغة‬‫الثاني أي التشاركية مشتق من لفظ المشاركة أي المساهمة فهي ت ّ‬
‫عن وجود نوع من التواصل بين طرفين نظ ار لميزات ترابطية تجمع بينها‪ ،‬فالتشاركية‬
‫تعكس اإليجابية في نظام العالقات"‪.1‬‬
‫ب‪-‬التعريف االصطالحي‪:‬على الرغم من تعدد التعاريف التي تناولت‬
‫الديمقراطية التشاركية من الناحية االصطالحية وهذا التعدد راجع إلى اختالف‬
‫وجهات نظر الباحثين والمفكرين إال أنها اتفقت على أن الفرد هو العنصر األساسي‬
‫في المشاركة في عملية صنع القرار‪ ،‬اذ عرفها الفيلسوف األمريكي "جون ديوي"‬
‫بأنها‪":‬مشاركة كل من يتأثر بالمؤسسات االجتماعية‪ ،‬حيث يشارك الفرد في رسم‬
‫وصنع السياسات في هذه المؤسسات واتخاذ الق اررات والتفاعل معها"‪.2‬‬
‫على العموم يشير مفهوم الديمقراطية التشاركية إلى مجموعة اإلجراءات والوسائل‬
‫واآلليات التي تتيح للمواطن االنخراط بشكل مباشر في تسيير الشؤون العامة‪ ،‬أي‬
‫مشاركة المواطنين في الق اررات التي لها تأثير مباشر على الشأن العام"‪.3‬‬
‫ت‪-‬التعريف االجرائي‪ :‬الديمقراطية التشاركية بأنها‪" :‬مساهمة وإشراك‬
‫المواطن في صنع واتخاذ الق اررات المحلية التي تمس الشأن العام المحلي وباألخص‬
‫تحقيق التنمية المحلية‪ ،‬من خالل مجموعة من اآلليات التشاركية التي تسمح له‬
‫باالقتراح والنقاش والمشاورة‪ ،‬باإلضافة إلى مراقبة تنفيذ المشاريع المحلية وقيمها"‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرتكزات الديمقراطية التشاركية‬
‫تعتبر الديمقراطية التشاركية أحد أشكال تقاسم وممارسة السلطة بهدف‬
‫تدعيم مشاركة المواطنين في اتخاذ الق اررات السياسية‪ ،‬ولتحقيق ذلك فعليا تعتمد على‬
‫آليات مختلفة ولعل أهم آلية تكمن فيما يعرف بالقرار المشترك‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى‬
‫عناصر أخرى تعتبر كدعامة أساسية في تفعيل مشاركة المواطنين وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪- 1‬نادية درقام‪" ،‬الديمقراطية التشاركية وعالقتها بالتنمية المحلية"‪ ،‬مجلة أبعاد‪،‬مختبر األبعاد القيمية‬
‫للمتحوالت الفكرية والسياسية بالجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،2019 ،01‬ص ‪.10‬‬
‫‪-2‬محمد العجاتي وآخرون‪ ،‬من الديمقراطية التمثيلية إلى الديمقراطية التشاركية‪ ،‬ترجمة نوران أحمد‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬روافد للنشر والتوزيع‪ ، 2011 ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -3‬بوحنية قوي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في ظل اإلصالحات السياسية واإلدارية في الدول المغاربية؛‬
‫عمان‪ :‬دار حامد لنشر والتوزيع‪ ،2015،‬ص‪.53‬‬

‫‪79‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫‪-1‬اآلليات اإلجرائية‪:‬‬
‫لتجسيد الديمقراطية التشاركية هناك عدة آليات إجرائية نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪-‬المعلومة (اإلعالم)‪ :‬تضع اإلدارة تحت تصرف المواطنين بصورة مباشرة‬
‫مجمل أعمالها وأنشطتها من خالل نشر المعلومات لتسهل عليهم االطالع على‬
‫المعلومات التي تهمهم‪ ،‬ولكي تكون المعلومات نافعة وفعالة يجب أن تتمحور حول‬
‫مستلزمات التنمية"‪ ،1‬هذا كمرحلة أولية إلنجاح الفعل التشاركي فهذا اإلجراء أداة هامة‬
‫للحوار بين اإلدارة والمواطن يضمن التواصل بين مختلف أطراف العملية السياسية‪،‬‬
‫وتأخذ وسائل اإلعالم واالتصال في هذا المجال عدة أشكال كاإلشهار حول‬
‫اجتماعات المجالس المحلية التداولية‪ ،‬أيضا فتح المجالس المحلية ألبوابها بشكل‬
‫يسمح لها بالتعريف بمشاريعها ومناقشة مختلف المواضيع المحلية‪ ،‬إتاحة الفرص‬
‫للمواطنين للتعبير عن انشغاالتهم‪ ،‬اللجوء إلى البث المباشر الجتماعات المجالس‬
‫المحلية‪ ،2‬ويجب اإلشارة إلى أن الحق في اإلعالم هو ميزة من ميزات المجتمع‬
‫الديمقراطي أين يكون اإلعالم والحوار االجتماعي حقين مكفولين للجميع‪ ،‬وتتضح‬
‫أهمية اإلعالم كإجراء في كونه يؤثر على مبدأ المشاركة‪ ،‬فغياب األول يؤثر على‬
‫الثاني‪.‬‬
‫ب‪-‬االستشارة‪:‬هي التعبير القانوني عن الرأي المعبر عنه فرديا أو جماعيا‪،‬‬
‫اتجاه سلطة إدارية‪ ،‬هي وحدها المؤهلة التخاذ القرار بشأن الموضوع محل‬
‫االستشارة‪ ،‬وتأخذ االستشارة على العموم نوعين هما االستشارة اإللزامية واالستشارة‬
‫غير إلزامية‪ ،‬فاألولى تكون ملزمة بموجب نص ملزم لمعرفة رأي جهة معينة مختصة‬
‫قبل اتخاذ القرار‪ ،‬أما الثانية فهي ال تقيد اإلدارة بالرأي الصادر عن الهيئة االستشارية‬
‫مما يمكنها من سلطة التعديل"‪.3‬‬
‫فاالستشارة هي عبارة عن إجراء سابق عن اتخاذ القرار من خالله تطلب‬
‫اإلدارة رأي المواطنين الذين يبدون اهتماما بمسألة اتخاذ القرار من دون أن تكون‬

‫‪ 1‬محمد سمير عياد‪" ،‬الديمقراطية التشاركية ومنطق حقوق اإلنسان"‪ ،‬مجلة أكاديميا‪ ،‬العدد ‪،02‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪68‬‬
‫‪ 2‬نادية درقام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪15‬‬
‫‪ 3‬سليمة غزالن‪" ،‬عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون الجزائري"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية الحقوق جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2010 ،3‬ص‪ .‬ص ‪.139-138‬‬

‫‪80‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫مرغمة على التقيد بها‪ ،‬ويعتمد اتساق االستشارة بنسبة عالية على نوعية المعلومة‬
‫المسبقة"‪ ،1‬وتعمل الجماعات المحلية باعتبارها أحد أطراف تحقيق التنمية المحلية‬
‫بإعالم المواطنين بالمشاريع وتطلب منهم أراءهم حولها فيأخذ المواطن موقع المالحظ‬
‫وعليه تعمل الجماعات المحلية على توجيهه أراءها وخيارتها وق ارراتها وفقا لما يراه‬
‫المالحظون (المواطنين)‪.2‬‬
‫ج‪-‬التشاور‪ :‬تقترح اإلدارة إطالق حوار مع المواطنين وهي ملزمة باعتماد‬
‫نتائجه عند اتخاذ الق اررات ويمكن اعتبار التشاور بمثابة أداة توفيقية بين المصالح‬
‫المتضاربة"‪ ،3‬هذا من جهة ومن جهة أخرى يسمح للمواطن المساهمة في عملية‬
‫صنع الق اررات العامة وهو ما يندرج ضمن اإلجراءات الكالسيكية للمشاركة‪ ،‬ويمارس‬
‫في شكل اجتماعات عامة ضمن المرحلة األولى لعملية اتخاذ القرار ويظهر خاصة‬
‫على المستوى المحلي من خالل إشراك المواطن في صنع الق اررات التي تدخل في‬
‫نطاق المنطقة التي يقطن فيها‪.‬‬
‫د‪-‬التعاون‪:‬يتم بموجب طلب من اإلدارة بإشراك المواطن في بلورة مقترحات‬
‫عملية اتخاذ لتتسنى عملية الخروج بالبديل اّلذي أثبت أفضليته من مجموع البدائل‬
‫المقترحة‪.‬‬
‫ه‪-‬االستفتاء المحلي‪:‬يعتبر من أحدث آليات مشاركة المواطنين في اتخاذ‬
‫الق اررات على المستوى المحلي ويضمن بالمقابل اتّساع قاعدة المشاركة السياسية إال‬
‫أن هذا اإلجراء على الرغم من كونه أكثر فاعلية غير أن تطبيقه يكون مكلفا على‬
‫اإلدارة المحلية من الناحية التنظيمية فاقتصر األمر على الق اررات المصيرية كتعديل‬
‫الدساتير‪.‬‬
‫و‪-‬الميزانية التشاركية‪:‬تعتبر هذه اآللية أرقى صور الديمقراطية التشاركية‬
‫فهي عبارة عن انتقال من التشاور إلى مستوى االشتراك الفعلي في صياغة الميزانية‬
‫المحلية‪ ،‬حيث يقرر من خاللها األشخاص العاديين كيفية تخصيص جزء من‬
‫الميزانية المحلية وهذا بعد التشاور بينهم وبين أعضاء المجالس المحلية‪ ،‬وبهذا يتم‬

‫‪ 1‬محمد سمير عياد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.68‬‬


‫‪ 2‬نادية درقام ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫‪ 3‬محمد سمير عياد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪68‬‬

‫‪81‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫تحديد األولويات وإنجاز المشاريع ذات المنفعة وباألخص االستثمار في األشغال‬


‫العامة‪.‬‬
‫ر‪-‬تقديم العرائض‪:‬يعتبر هذا اإلجراء أيضا كآلية من آليات التي تمنح‬
‫للمواطنين إمكانية تقديم عريضة إلى السلطات المختصة على غرار البرلمان من اجل‬
‫عرض مشروع تعديل أو اقتراح قانون"‪.1‬‬
‫ن‪-‬النقاش العام‪:‬هو عبارة عن وسيلة إعالم سابقة عن اتخاذ القرار تتجسد‬
‫من خالل التزام اإلدارة من جهة بنشر المعلومات الخاصة بالمشروع المراد القيام‬
‫بإنجازه‪ ،‬ومن جهة أخرى تمكين المواطنين إلبداء مالحظاتهم التي قد يكون لها تأثير‬
‫نظ ار ألهميتها البالغة على الجوانب االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وعليه وهو فتح نقاش‬
‫عام حول موضوعات محلية أو جهوية أو وطنية يتم فيها رصد أراء المواطنين حول‬
‫برنامج أو موضوع معين وإشراكهم في صنع السياسات العامة‪.‬‬
‫‪-2‬اآلليات التأسيسية‪:‬‬
‫تتميز هذه اآلليات بالطابع المحلي ويمكن تحديدها فيما يلي‪:2‬‬
‫أ‪-‬مجالس األحياء‪:‬مصطلح حي يشير إلى جزء تتكون منه المدينة بحيث‬
‫يكون لكل حي مجلس يجتمع قاطنيه حول مسائل تهمهم ولها عالقة مباشرة بهم‬
‫فيناقشون ويتحاورون ويقترحون برامج بموجبها يشاركون في اتخاذ الق اررات مع‬
‫السلطات المعنية أي تأخذ هذه المجالس موقع حلقة االتصال بين سكان الحي‬
‫واإلدارة المحلية فيجتمعون على األقل مرتين في السنة من أجل القضايا التنموية التي‬
‫تهمهم‪.‬‬
‫ب‪-‬مجالس الشباب‪:‬يوجد هذا النوع من المجالس في العديد من الدول‬
‫يكون على مستوى المحافظات وعلى المستوى الوطني يمثل اكبر شريحة في‬
‫المجتمع وقد يكون وجودها إلزاميا في بعض دول العالم‪ ،‬تعمل هذه المجالس‬
‫للتواصل فيما بينها وإبداء أرائهم وطرح مشاكلهم باإلضافة إلى التعبير عن مطالبهم‬
‫واحتياجاتهم‪.‬‬

‫‪ 1‬بهلول سمية‪ ،‬قارس بوبكر‪" ،‬دور الديمقراطية التشاركية في تحقيق التنمية في الجزائر"‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق والحريات‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،2019 ،02‬ص ‪-‬ص ‪.168-167‬‬
‫‪ 2‬األمين شريط‪" ،‬الديمقراطية التشاركية األسس واألفاق"‪ ،‬مجلة الوسيط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪،2008 ،06‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.31-30‬‬

‫‪82‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫ج‪-‬ورشات العمل الفئوية‪:‬تتعلق أساسا بالمستفيدين من المرافق العمومية‬


‫يجتمعون للمناقشة والحوار وإبداء آرائهم وتوصياتهم‪.‬‬
‫د‪-‬الندوات العلمية‪:‬وهي آلية تأسيسية مطبقة ليس في كل دول العالم تتمثل‬
‫في لقاء عدد من المواطنين للحوار والنقاش المباشر مع خبراء بعد تحضير معمق‬
‫وشامل لموضوع الندوة وينتهي هذا النقاش بإصدار تقرير يتضمن ق اررات وتوصيات‬
‫اللجنة‪.‬‬
‫ه‪-‬الشبكات المحلية لألنترنت‪:‬تعتمد اغلب دول العالم على اإلجراء خاصة‬
‫مع التطور التكنولوجي فتعمل العديد من المؤسسات العمومية والسياسية على إنشاء‬
‫مواقع الكترونية وصفحات في مواقع التواصل االجتماعي خاصة بها تعرض من‬
‫خاللها برامجها وأنشطتها والمقابل تكون كمجال لتلقي االقتراحات وأراء المواطنين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم التنمية المحلية‬
‫انطالقا من كون التنمية المحلية السبيل نحو تحقيق التوازن الجهوي بين مختلف‬
‫األقاليم‪ ،‬ففكا تكمن الركائز الكفيلة بتحقيق ذلك‪ ،‬والفرعين المواليين عالج ذلك‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالتنمية المحلية‬
‫أ‪ .‬المدلول الّلغوي‪:‬‬
‫يعتبر مصطلح التنمية المحلية من المفاهيم المركبة بحيث يتكون من‬
‫التنمية ويقصد بها النماء والكثرة والعمل على إحداث النماء"‪" ،1‬فالتنمية عملية‬
‫مخططة وموجهة تحدث تغيي ار في المجتمع لتحسين ظروفه وظروف أفراده من خالل‬
‫مواجهة مشكالته وإزالة العقبات وتحقيق االستغالل األمثل لإلمكانيات والطاقات‬
‫أما المحلية فهي مذهب‬
‫لتحقيق التقدم والنمو للمجتمع والرفاهية والسعادة لألفراد" ‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬

‫تفضيل كل ما هو محلي أي يتصل بمنطقة جغرافية محددة نسبيا أو بجماعة صغيرة‬


‫ويقوم نظام حكم الالمركزية على أساس االهتمام بالجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن منظور‪ ،‬معجم لسان العرب المحيط‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬بيروت‪ :‬دار العرب‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪ ،.‬ص ‪.725‬‬
‫‪ 2‬محمد شفيق‪ ،‬التنمية االجتماعية دراسة في قضايا التنمية ومشكالت المجتمع‪ ،‬اإلسكندرية‪:‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،1993 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪83‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫ب‪ .‬المدلول االصطالحي‪:‬‬


‫لقد حظي مفهوم التنمية المحلية باهتمام الباحثين األمر اّلذي نجم عنه‬
‫تباين وجهات النظر وتعدد التعاريف إال أن اغلبها تركز على أن القاعدة األساسية‬
‫لنجاح التنمية المحلية وهي إشراك الفرد المحلي واالهتمام بالمورد البشري ومتطلباته‪.‬‬
‫ع ّرف "محي الدين صابر" التنمية المحلية على أنها "مفهوم حديث ألسلوب‬
‫العمل االجتماعي واالقتصادي في مناطق محددة‪ ،‬ويقوم على أسس وقواعد من‬
‫مناهج العلوم االقتصادية واالجتماعية‪،‬يرمي إلحداث تغيير حضاري في طريقة‬
‫التفكير والعمل والحياة عن طريق إثارة وعي البيئة المحلية‪ ،‬وأن يكون ذلك الوعي‬
‫قائما على أساس المشاركة في التفكير واإلعداد والتنفيذ من جانب أعضاء البيئة‬
‫المحلية جميعا في كل المستويات عمليا وإداريا"‪:1‬‬
‫في حين يعرفها الدكتور أحمد رشيد بأن التنمية المحلية هي" دور السياسات‬
‫والبرامج الحكومية التي تتم وفق توجهات عامة إلحداث تغيير مقصود ومرغوب فيه‬
‫على المستوى المحلي‪ ،‬تهدف إلى رفع مستوى المعيشة في تلك المجتمعات من‬
‫خالل تحسين نظام توزيع الدخل"‪.2‬‬
‫بناءا على التعاريف السابقة فالتنمية المحلية يقصد بها‪" :‬لك العمليات التي‬
‫توحد بين جهود األهالي وجهود السلطات الحكومية لتحسين األحوال االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية للمجتمعات المحلية تحقيقا لتكاملها في إطار حياة األمة‬
‫ومساعدتها على المساهمة التامة في التقدم القومي‪ ،‬حيث تقوم هذه العمليات على‬
‫عاملين أساسيين‪:‬مساهمة األهالي أنفسهم في الجهود المبذولة لتحسين مستوى‬
‫معيشتهم‪ ،‬وكذا توفير ما يلزم من الخدمات الفنية وغيرها بطريقة من شانها تشجيع‬
‫والمساعدة المتبادلة بين عناصر المجتمع وجعل هذه‬ ‫المبادرة والمساعدة الذاتية‬
‫العناصر أكثر فعالية"‪.3‬‬

‫‪ 1‬عبد المطلب عبد المجيد‪ ،‬التمويل المحلي والتنمية المحلية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪،2001 ،‬‬
‫ص ‪.184‬‬
‫‪ 2‬رشاد أحمد عبد اللطيف‪ ،‬أساليب التخطيط للتنمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬المكتبة الجامعية‪ ،2002 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ 3‬جمال زيدان‪ ،‬إدارة التنمية المحلية في الجزائر بين النصوص القانونية ومتطلبات الواقـع‪ ،‬الج ازئررر‪:‬‬
‫دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،2014 ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪84‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫أ‪ .‬التعريف االجرائي‪:‬‬


‫باالستناد على ركائز التنمية المحلية من العنصر البشري‪ ،‬اإلقليم‪ ،‬فيمكن تقديم‬
‫تعريف إجرائي للتنمية المحلية "على أنها أسلوب إداري يعمل على مواجهة مشكالته‬
‫بما يحقق اإلنماء االقتصادي‪ ،‬يعتمد أساسا على سكان المجتمع المحلي أنفسهم‬
‫باعتبارهم األقدر على التعبير عن احتياجاتهم ومشكالتهم بغرض خدمة المجتمع‪،‬‬
‫تعطي األسبقية لحاجيات المجتمع المحلي‪ ،‬ويمكن بواسطتها تحقيق التعاون الفعال‬
‫بين المجهود الشعبي والحكومي لالرتقاء بمستوى الوحدات المحلية في مختلف‬
‫المجاالت"‪.‬‬
‫مقومات التنمية المحلية‬
‫الفرع الثاني‪ّ :‬‬
‫إذا كانت التنمية الشاملة تشير الى تلك العملية الجذرية المعقدة والمستمرة‬
‫فان التنمية‬
‫تمر بمراحل وتحتاج لتضافر الجهود الوطنية ّ‬
‫والمتواصلة والتراكمية اّلتي ّ‬
‫المحّلية بدورها تحتاج للتخطيط المحّلي وتحديد المشاكل وترتيب األولويات ألجل‬
‫الخروج بخيارات تحمل في طياتها تنمية متوازنة تتماشى مع خصوصية كل إقليم‬
‫مقومات التنمية‬
‫فان ّ‬
‫وتكرس مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة االجتماعية‪ ،‬وبناءا على ذلك ّ‬
‫ّ‬
‫المحّلية تتخلص في كل من‪:‬‬
‫‪ -‬كفاءة الهيئات المحلية واّلتي تتجسد من خالل مدى قدرتها على توفير‬
‫مواردها المالية بشكل مستّقل ذاتي وتغطية نفقاتها‪ ،‬فاالستقاللية المالية ضمانة‬
‫لالستقاللية في ممارسة االختصاصات على مستوى اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -‬الخصوصية المحّلية مؤشر أو باألحرى ركيزة هامة في وجود استثمارات‬
‫وبرامج تتماشى وخصوصية اإلقليم وهو بدوره ما يتطلب قيادة أفراد المجتمع المحّلي‬
‫للمجالس المحّلية بشكل يمكنهم من استغالل اإلمكانيات المحّلية لتلبية حاجيات‬
‫المجتمع المحّلي‪.1‬‬
‫فقوة وصالبة وتوازن جهاز اإلدارة المحّلية مصدرها‬
‫‪ -‬الكفاءة العلمية ‪ّ :‬‬
‫‪2‬‬

‫كفاءة المنتخب المحّلي وكذا أعضاء المجالس المحّلية فال ّبد من وجود فريق عمل‬

‫‪ 1‬فضيل إبراهيم مزاري‪" ،‬إشكالية التنمية المحلّية في الجزائر قراءة للتحديات والمتطلبات"‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات في التنمية والمجتمع‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،01‬جوان ‪ ،2018‬ص‪-‬ص‪.157-156 :‬‬
‫‪2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪85‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫محّلي ذو كفاءة عالية بمسائل اإلحصاء والتخطيط وامتالك رؤية تنموية والتمتع‬
‫بثقافة المشروع االقتصادي وعلى اضطالع بالمشاكل اّلتي يعاني منها الس ّكان‬
‫المحّليون بما يمكن في نهاية المطاف من التشخيص الدقيق للشأن المحّلي‪.‬‬
‫تعد ركيزة جوهرية من ركائز التنمية‬
‫‪ -‬المبادرة المحّلية الفاعلة‪ :‬حيث ّ‬
‫المحلية باعتبارها تعكس وجود مشاركة شعبية فاعلة في بلورة مقترحات السياسة‬
‫تعبر عن وجود دور لمؤسسات المشاركة السياسية في تأطير‬ ‫العامة المحلية‪ ،‬كما ّ‬
‫تخص إدارة الشأن العام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مساهمة ومشاركة المواطن المحّلي في طرح خيارات‬
‫البناء التصاعدي للمشاريع التنموية‪ :‬بمعنى ال ّبد أن تبادر الهيئات المحّلية برسم‬
‫وتقديم البرامج التنمية المحّلية بشكل يجعلها تتوافق والخصوصية الجغرافية للمنطقة‬
‫أن كل منطقة أو إقليم يختلف من الموقع‬ ‫وكذا خصوصية البيئة المجتمعية علما ّ‬
‫الجغرافي ومن حيث الموارد‪ ،‬من حيث الكثافة السكانية‪ ،‬طبيعة النشاط الرئيسي‬
‫للمنطقة‪ ،‬وهي مؤشرات وجب مراعاتها خالل عملية اتخاذ الق اررات المحّلية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التنمية المحلية بالجزائر بين متطلبات الديمقراطية‬
‫التشاركية والرهانات العملية‬
‫تحسين المستوى المعيشي من خالل رفع نصيب الدخل الفردي من الدخل‬
‫الوطني اإلجمالي وتحسين القدرة الشرائية وتحقيق الرفاه االقتصادي هي غايات‬
‫التنمية باختالف أبعادها بما في ذلك التنمية المحلية‪ ،‬بلوغ ذلك تطلب من الدولة‬
‫الجزائرية تبني خيار الديمقراطية التشاركية كآلية لتسيير الشؤون العامة بصيغة‬
‫تضفي إلى التوافق بين التوجهات العامة للدولة والمطالب المجتمعية‪ ،‬وهو ما تطلب‬
‫تسطير العديد من استراتيجيات العمل اّلتي دعمتها ترسانة قانونية هائلة ت ّكرس‬
‫ظل وجود مجموعة من اإلشكاالت اّلتي تعترض‬ ‫الديمقراطية التشاركية خصوصا في ّ‬
‫هذه الجهود‪ ،‬هي نقاط يتم التفصيل فيها من خالل المطلبين المواليين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬واقع التنمية المحلية بالجزائر‬
‫تطبيق الديمقراطية كآلية لتسيير الشأن المحّلي والرقي بمستوى األداء‬
‫الوظيفي للجماعات اإلقليمية وإحداث قفزة نوعية في مستوى التنمية المحلية يتطلب‬
‫بالدرجة األولى التشخيص الدقيق لواقع التنمية المحلية بالجزائر حتى تسهل فيما‬
‫عملية رصد الحلول الكفيلة بترسيخ مؤشرات الديمقراطية التشاركية كتقنيات فعالة‬

‫‪86‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫المحليين‪ ،‬هي نقاط وأخرى يتم‬


‫ّ‬ ‫إلدارة الشأن العام وإشباع الحاجات العامة للسكان‬
‫التفصيل فيها من خالل الفرعين المواليين على الترتيب‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معطيات عملية حول التنمية المحلية بالجزائر‬
‫جسد موضوع تشييد تنمية محلية بناءة نابعة فعال من صميم البيئة‬
‫طالما ّ‬
‫المجتمعية حلقة هامة لدى السلطات العامة من خالل سعيها الدؤوب للقضاء على‬
‫الفوارق الجهوية في مستويات التنمية‪ ،‬وقصد تجسيد ذلك عمدت الدولة الجزائرية الى‬
‫برمجة العديد من القانونية اإلصالحات السياسية واالقتصادية واإلدارية واّلتي تصب‬
‫كّلها في سياق الرقي بميكانيزمات تسيير الشأن المحّلي وتحسين جودة األداء المحّلي‬
‫وذلك بالموازاة مع تعزيز دور البلدية في تسيير الشأن المحّلي باعتباره قاعدة نظام‬
‫الالمركزية في الجزائر‪ ،‬بناءا على ذلك سوف يتم تسليط الضوء على بعض‬
‫ّ‬
‫المعطيات العملية حول المراحل اّلتي شهدتها التنمية المحلية بالجزائر‪:‬‬
‫التغيرات دفعتها الى تغيير‬
‫ّ‬ ‫أن الدولة الجزائرية عرفت جملة من‬
‫معلوم ّ‬
‫منهجها التنموي فبعدما كانت الدولة المسؤول الوحيد عن التخطيط باالعتماد على‬
‫كمحرك أساسي استنادا لمبدأ الدولة الضابطة أصبح االتجاه نحو تبني‬
‫ّ‬ ‫الريع النفطي‬
‫الالمركزية وتقوية دور الجماعات اإلقليمية بوجه عام والبلدية بوجه خاص بحكم ّأنها‬
‫ّ‬
‫القاعدة اإلقليمية للدولة والمؤسسة األكثر احتكاكا بالمواطن وتش ّكل تطبيقا وتدعيما‬
‫تعد‬
‫لمبادئ الديمقراطية من خالل اشراك المواطن في رسم السياسة المحلية ‪ ،‬اذ ّ‬
‫‪1‬‬

‫المخططات التنموية البلدية شكال ومظه ار من األدوات التنموية اّلتي عمدت من‬
‫خاللها الدولة الجزائرية الى االشراك الفعلي للجماعات اإلقليمية في رسم المخططات‬
‫تصنف من‬
‫ّ‬ ‫كال من المخططات البلدية للتنمية (‪ )PCD‬حيث‬
‫التنموية واّلتي تشمل ّ‬
‫أهم المخططات المحّلية أكثر استعماال منذ سنة ‪ 1974‬اذ تختص بإحصاء وتسجيل‬
‫ّ‬
‫المعدة لصالح تنمية البلديات في اطار‬
‫ّ‬ ‫مختلف جوانب االستثمارات وكذا المشاريع‬
‫التوجهات الوطنية‪ ،2‬وكذا مخطط شغل األراضي ‪ POS‬اّلذي يعتبر مخطط تفصيلي‬
‫يحدد طرق شغل األراضي ّ‬
‫يعده رئيس المجلس الشعبي البلدي على ضوء المخطط‬ ‫ّ‬

‫‪1‬عادل أنزارن وانتصار عريوات‪" ،‬دور المخططات البلدية في التنمية المحلية في الجزائر"‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرية لألمن اإلنساني‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،2018 ،02‬ص ‪.62‬‬
‫‪2‬قديد ياقوت وآخرون‪" ،‬المخططات البلدية للتنمية ودورها في التنمية المحلية"‪ ،‬مجلة التكامل‬
‫االقتصادي‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،2015 ،03‬ص ‪.234‬‬

‫‪87‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫نص القانون رقم ‪ 29-90‬على ّ‬


‫أن هذا‬ ‫التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪ BDEU‬حيث ّ‬
‫األخير يش ّكل أداة للتخطيط والتسيير الحضري ّ‬
‫يحدد التوجهات األساسية للبلديات‬
‫المعنية"‪.1‬‬
‫باإلضافة الى المخططات القطاعية للتنمية‪PCD‬واّلذي تسند مهمة تحضيره‬
‫يعد مخطط للتنمية يتم من خالله ضبط الغايات وكذا‬ ‫للمجلس الشعبي الوالئي أين ّ‬
‫المعبئة من طرف الدولة في إطار مشاريع الدولة والبرامج البلدية‬
‫ّ‬ ‫البرامج والوسائل‬
‫للتنمية‪.‬‬
‫كال من المخططات البلدية‬
‫أن ّ‬‫استنادا على ما ورد وجب اإلشارة الى ّ‬
‫للتنمية ‪ PCD‬وكذا البرامج القطاعية غير الممركزة ‪PSD‬تندرج ضمن نفقات التجهيز‬
‫أن‬
‫يتضح ّ‬ ‫غير الممركزة اّلتي تخصصها الدولة لصالح الجماعات اإلقليمية‪" ،‬وعليه ّ‬
‫التنمية المحلية ال يقتصر قيامها على البرامج ذات الطابع المحّلي بل هناك العديد‬
‫من البرامج ذات الطابع الوطني سطرتها الدولة الجزائرية تهدف بالدرجة األولى لدعم‬
‫المحلية نذكر منها المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم (‪)2025-2010‬‬
‫ّ‬ ‫جهود التنمية‬
‫أهمها التحدي الديمغرافي المرتبط بالس ّكان‬
‫واّلذي رّكز على مجموعة من التحديات ّ‬
‫وتحديات سوق العمل وكذا التحدي االقتصادي المتعّلق بتنافسية وتأهيل األقاليم"‪.2‬‬
‫على نحو آخر ما دام الحديث عن برامج التنمية المحّلية ال ّبد من اإلشارة‬
‫الى البرامج التنموية ذات الطابع االقتصادي اّلتي رسمتها الدولة الجزائرية لدعم عجلة‬
‫التنمية على رأسها برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي (‪ ،)2004-2001‬البرنامج‬
‫النمو االقتصادي (‪ ،)2009-2005‬برنامج التنمية الخماسي‬‫التكميلي لدعم ّ‬
‫النمو االقتصادي (‪.)2019-2015‬‬
‫(‪ ")2014-2010‬وصوال الى برنامج توطيد ّ‬
‫‪،3‬‬

‫‪1‬القانون رقم ‪ ،29-90‬المؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪ ،1990‬المتعّلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد ‪ 02 ،52‬ديسمبر ‪ ،1990‬المادة {‪.}16‬‬
‫‪ 2‬نور الدين حاروش ورفيقة حروش‪" ،‬التنمية المحلية في الجزائر بين نمطية البرامج وخصوصيات‬
‫األقاليم"‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،2021 ،02‬ص‪-‬ص‪:‬‬
‫‪.491-490‬‬
‫المطبقة في الجزائر في الفترة ‪-2000‬‬
‫ّ‬ ‫‪3‬نبيل بوفليج‪" ،‬دراسة تقييمية لسياسة اإلنعاش االقتصادي‬
‫‪ ،"2010‬مجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،09‬ص ‪.48‬‬

‫‪88‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫البرامج المخصصة لتنمية مناطق الهضاب العليا هري األخررى ج ّسردت حّير از‬
‫هام ررا ض ررمن البر ررامج والمخطط ررات الموج ّهر رة للرق رري بمس ررتويات التنمي ررة المحّلي ررة‪ ،‬أي ررن‬
‫انطرروت هررذه الب ررامج الموجهررة لوالي ررات الجنرروب ووالي ررات الهضرراب العلي ررا علررى مب ررال‬
‫مالية هامة في سبيل خلق استثمارات هامة بهذه األقاليم تمويال للتنمية وخلق مناصب‬
‫شغل دائمة لس ّكان المجتمع المحّلي"‪.1‬‬
‫الى غاية ‪ 10‬فيفري ‪ 2020‬طرحت ق ّ‬
‫ضرية تنميرة منراطق الظ ّرل وذلرك بنراءا‬
‫على التعليمة االستعجالية لرئيس الجمهورية القاضية بضرورة تقليص الفجوة الحاصلة‬
‫الكرريم مرن أجرل الوصرول الرى‬ ‫في مستويات التنمية بين مناطق الوطن وتوفير العري‬
‫أن ه ررذه المن رراطق ط رراردة للس ر ّكان‬
‫مس رراواة وتك ررافؤ الف رررص ب ررين الجمي ررع" ‪" ،‬خصوص ررا و ّ‬
‫‪2‬‬

‫لغيراب البنرى التحتيرة مرن شربكات الطررق البلديرة والمسرالك الريفيرة الرى الرربط بشرربكات‬
‫الكهربرراء الريفيررة والغرراز الطبيعرري‪ ،‬نقررص أو انعرردام الميرراه الصررالحة للشرررب‪ ،‬تفتقررر‬
‫رحية والتعليميررة وان وجردت فهرري غيرر مجهرزة‪ ،‬هري كّلهررا مؤشررات أضررفت‬
‫للم ارفرق الص ّ‬
‫الى غياب عدالة اإلقليم وخلل في التوازن اإلقليمي"‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المعيقات اّلتي تجابه التنمية المحلية بالجزائر‬
‫بالمقارنة مع البرامج والمخططات التنموية اّلتي رصدتها الدولة الجزائرية‬
‫لدفع عجلة التنمية المحلية والنهوض بالمستوى االجتماعي وكذا تحقيق الرفاه‬
‫أن المؤشرات العملية كشفت عن وجود العديد من‬‫االقتصادي بالمجتمع المحّلي‪ ،‬االّ ّ‬
‫االختالالت والمشاكل المتباينة المعطيات والخلفيات ال زالت تتصدر الواجهة‪ ،‬وفيما‬
‫يلي أبرز مظاهرها‪" :‬‬
‫‪ -‬غياب االرتباطات االقتصادية فيما بين األقاليم فالقطاع الريفي له‬
‫خصوصيته االقتصادية وكذا القطاع الحضري الحضري والقطاع السياحي بالنسبة‬
‫للبلديات الواقعة على الشريط الساحلي أو المناطق األثرية‪ ،‬فالنشاط الزراعي له‬

‫‪ 1‬دراجي عيسى ومركان محمد البشير‪" ،‬اسهامات الحكومة من خالل المجالس الوطنية لدعم التنمية‬
‫المحلية بواليات الجنوب والهضاب العليا مع مطلع القرن الواحد والعشرين"‪ ،‬مجلة أكاديميا للعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،2020 ،02‬ص ‪.14‬‬
‫الظل وقراءة وضعية البرنامج االستعجالي الخاص بمناطق‬
‫‪2‬وردة حدوش وسامي بسة‪" ،‬ماهية مناطق ّ‬
‫الظل"‪ ،‬مجلة السياسة العالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،2021 ،01‬ص ‪.10‬‬
‫ّ‬
‫‪3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪89‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫مدخالته فهو بحاجة الى تسويق مخرجاته‪ ،‬والصناعة التقليدية تحتاج الى تاريخ‬
‫اقتصادي والنشاط السياحي له خصوصيات وكذا متطلبات غيره كقطاع اقتصادي‪،‬‬
‫معينة وطبيعة النشاط االستثماري ال ينبغي أن يبقى‬
‫بمعنى لكل إقليم بيئة استثمارية ّ‬
‫منعزل عن القطاعات األخرى فال ّبد من مراعاة التشابك والتسلسل الحاصل بين‬
‫حلقات التنمية المحّلية للقضاء على التفاوت الجهوي في التنمية‪.‬‬
‫حق في السكن‬
‫‪ -‬ال يزال الفقر والتهمي واالفتقار للهياكل القاعدية من ّ‬
‫الصحية وخدمات النقل وغياب األمن‬
‫ّ‬ ‫الالئق والكهرباء والمؤسسات التعليمية والمرافق‬
‫ّ‬
‫المائي وعدم تكافؤ الفرص في الحصول على مناصب عمل (س ّكان المناطق‬
‫البترولية) وقائع تسيطر على الوضع العام في الكثير من المناطق بإقليم الوطن‬
‫خاصة ما تعّلق بمناطق الهضاب العليا والجنوب الكبير‪.‬‬
‫‪ -‬وجود العديد من المناطق الريفية وشبه الريفية والجبلية على هام‬
‫الظل"‪.1‬‬
‫النسيج العمراني للمدن واّلتي اُطلق عليها اسم "مناطق ّ‬
‫أهم عائق يواجه االستثمار‬
‫تعد ّ‬
‫‪ -‬اإلجراءات البيروقراطية المعّقدة اّلتي ّ‬
‫أن التنمية االقتصادية تتطلب حجم كبير من االستثمارات واّلتي‬‫المحّلي خصوصا و ّ‬
‫تتوقف بدروها على تحتاج حجم كبير من المدخرات‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف مؤسسات المشاركة السياسية األمر اّلي أدى تراجع المبادرة‬

‫أن قانون البلدية الساري المفعول رقم ‪ 10-11‬قد ّ‬


‫كرس إمكانية‬ ‫المحلية مع العلم ّ‬
‫نص المادة‬
‫اطالع المواطنين على مداوالت المجلس الشعبي البلدي وذلك ضمن ّ‬
‫حث على مشاركة المواطنين في تسيير شؤون البلدية تش ّكل اإلطار‬ ‫{‪ ، "}14‬كما ّ‬
‫‪2‬‬

‫المؤسساتي لممارسة الديمقراطية على المستوى المحّلي والتسيير الجواري"‪.3‬‬


‫المحلية والمتمّثلة في‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الركود اّلذي تعرفه القطاعات الحيوية للتنمية‬
‫المحلية هي حصيلة ثالث حلقات مترابطة ومتسلسلة‬
‫ّ‬ ‫أن التنمية‬
‫الزراعة والسياحة عل ّ‬
‫حضرية‪ ،‬ريفية‪ ،‬سياحية‪.‬‬

‫‪1‬نور الدين حاروش ورفيقة حروش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.503‬‬
‫‪2‬القانون رقم ‪ ،10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬المتعلّق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،37‬‬
‫‪ 03‬يوليو ‪ ،2011‬المادة {‪ ،}14‬ص ‪.08‬‬
‫‪3‬المرجع نفسه‪ ،‬المادة {‪ ،}11‬ص ‪.08‬‬

‫‪90‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫أن‬
‫‪ -‬غياب البعد البيئي ضمن أجندة عمل برامج التنمية المحلية علما ّ‬
‫تمول المشاريع التنموية باختالفها‪ ،‬وبالتالي‬‫البيئة تعتبر المنبع الرئيسي للموارد اّلي ّ‬
‫التنمية ال تتوقف عند حدود البحث عن الموارد اّلتي تحتاجه برامج التنمية المحلية بل‬
‫وجب مراعاة الحفاظ على هذه الموارد واستغاللها بطريقة عقالنية تتوافق وحاجيات‬
‫المشروع‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى ال ّبد من األخذ في الحسبان مبدأ المناصفة‬
‫بأقل تكلفة وأسرع وسيلة‬
‫بين األجيال من خالل العمل على اشباع الحاجات العامة ّ‬
‫ممكنة وأفضل جودة وصيانة نصيب األجيال القادمة‪.‬‬
‫‪ -‬مشكل التمويل المالي الذاتي اذ تعتمد الجماعات اإلقليمية بالجزائر على‬
‫تقدمها الدولة جراء ضعف قدرتها على توفير الموارد االلية الكافية‬
‫اإلعانات اّلتي ّ‬
‫لتغطية نفقاتها المحّلية وممارسة اختصاصاتها بطريقة مستعجلة‪ ،‬هذا من ناحية ومن‬
‫ناحية أخرى االعتماد في تمويل برامج التنمية على عائدات المحروقات اّلتي ال‬

‫تعرف االستقرار في أسعارها وهو ما يحول دون تشييد تنمية محّلية بناءة في ّ‬
‫ظل‬
‫االقتصاد الريعي"‪.1‬‬
‫لالمركزية والديمقراطية المحّلية‬
‫‪ -‬عدم التجسيد الفعلي ّ‬
‫‪ -‬عدم كفاءة الجهاز اإلداري المحّلي لقيامه بأعباء النشاط التنموي إضافة‬
‫الى محدودية وتدني الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين المحّليين"‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الديمقراطية التشاركية واألداء المحّلي للجماعات اإلقليمية‬
‫الوقوف عند واقع االرساء العملي لمعايير الديمقراطية التشاركية على‬
‫المستوى المحّلي‪ ،‬تم تسليط الضوء على قوانين الجماعات اإلقليمية السارية المفعول‬
‫المشرع الجزائري بدمقرطة أساليب التسيير المحّلي‪ ،‬هذا من جهة ومن‬
‫ّ‬ ‫ومدى اهتمام‬
‫فان السعي الدؤوب من طرف السلطات العامة في الدولة في تعميم‬ ‫جهة أخرى ّ‬
‫وترسيخ آليات الديمقراطية التشاركية سواء على المستوى المركزي أو على المستوى‬
‫كرسه دستور ‪ 2020‬اّلذي وسع من خيارات وسبل التطبيق العملي‬
‫المحلي قد ّ‬

‫‪1‬ع ررامر هن رري‪ " ،‬قر رراءة ف رري مخطط ررات التنمي ررة ب ررالجزائر ‪ ،"2014-1967‬مجلـــة التنميـــة واالقتصـــاد‬
‫التطبيقي‪ ،‬العدد ‪ ،04‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،2018 ،02‬ص ‪.223‬‬
‫‪2‬بوعمامررة نصررر الرردين وبوعمامررة علرري‪" ،‬اسررتراتيجيات التنميررة المحليررة فرري ظر ّرل المحافظررة علررى البيئررة"‪،‬‬
‫مقدمررة خ ررالل الملتقــى الــوطني الثالــث حــول التنميــة المحليــة المســتدامة البعــد البي ــي‪،‬‬ ‫ورقررة بحثي ررة ّ‬
‫المركز الجامعي بالمدية‪03 ،‬و‪ 04‬مارس ‪ ،2008‬ص ‪.05‬‬

‫‪91‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫للديمقراطية التشاركية كقاعدة ومرجعية جوهرية في ادرة الشؤون العامة وتحسين جودة‬
‫األداء الوظيفي للمرافق العامة‪ ،‬وهي نقاط عالجها الفرعين المواليين على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مؤشرات الديمقراطية التشاركية ضمن قوانين الجماعات اإلقليمية‬
‫‪07-12 /10-11‬‬
‫حرصا على إحداث التوازن الجهوي بين األقاليم في مستويات التنمية‬
‫وضمان التوزيع العادل للموارد على مختلف الشرائح المجتمعية والخروج بخيارات‬
‫سياسية تتماشى وتتوائم مع متطلبات الجماهير العامة عمدت الدولة الجزائرية منذ‬
‫االستقالل الى إرساء دعائم الديمقراطية في تسيير الشؤون العامة أو الشؤون المحّلية‬
‫فإسناد مهمة إدارة األقاليم المحّلية لمنتخبين المحّليين دليل قاطع على السعي الدؤوب‬
‫لإلشراك الفاعل للمواطن المحّلي في تسيير شؤونهم‪ ،‬وفي هذا السياق ستتم محاولة‬
‫البحث في طبيعة المعالجة القانونية اّلتي منحتها للديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫بداية بقانون البلدية ‪ 10-11‬فقد عالج في العديد من نصوصه أسس‬
‫أن البلدية في الجزائر القاعدة األساسية‬
‫الديمقراطية التشاركية من خالل التأكيد على ّ‬
‫الالمركزية اإلدارية والجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة ومكان لممارسة المواطنة‬
‫لنظام ّ‬
‫وتش ّكل إطار مشاركة المواطن في تسيير الشؤون العمومية"‪ ،1‬وهو األمر اّلذي ّيدل‬
‫المشرع الجزائري من خالل ذلك فتح المجال أمام المواطنين للمبادرة المحّلية‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫على ّ‬
‫في طرح مقترحات السياسات المحّلية تفعيال ألسلوب الحوار والتشاور (مجال صنع‬
‫القرار واسع) في إدارة الشأن المحّلي وهما وتحديد وأولويات التنمية المحلية"‪.2‬‬
‫في نفس السياق دائما تكريسا لمسار دمقرطة أساليب التسيير المحّلي ورد‬
‫الباب الثالث من قانون البلدية بعنوان "مشاركة المواطنين في تسيير شؤون البلدية"‬
‫انطالقا من كون البلدية اإلطار المؤسساتي لممارسة الديمقراطية على المستوى‬
‫المحّلي والتسيير الجواري‪ ،3‬فضال عن إمكانية اطالع كل شخص على مستخرجات‬

‫‪1‬القانون رقم ‪ ،10-11‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬المادة {‪ ،}02{ ،}01‬ص ‪.07‬‬


‫‪ 2‬عمار عباس‪" ،‬الديمقراطية التشاركية آلية للحفاظ على البيئة وتحسين اإلطار المعيشي للمواطن"‪،‬‬
‫ورقة بحثية مقدمة خالل الملتقى الوطني حول تأثير نظام الرخص العمرانية على البي ة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مستغانم‪ 16-15 ،‬ماي ‪ ،2016‬ص ‪.17‬‬
‫‪3‬القانون رقم ‪ ،10-11‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬المادة {‪ ،}11‬ص ‪.08‬‬

‫‪92‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫خول القانون المجلس الشعبي البلدي إمكانية‬


‫مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬كما ّ‬
‫الالزمة إلعالم المواطنين بشؤونهم واستشاراتهم حول خيارات‬
‫اتخاذ كل التدابير ّ‬
‫وأولويات التهيئة والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،1‬وفي ذلك تعزيز لمعيار‬
‫الشفافية والمساءلة كركائز الديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬قد أ ّكد على الممارسة الديمقراطية التشاركية أين‬
‫جعل من المجلس الشعبي الوالئي اإلطار المناسب لتجسيد المشاركة الشعبية في‬
‫تسيير الشأن المحّلي هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أ ّكد القانون الوالئي رقم ‪-12‬‬
‫‪ 07‬على اعتماد اُسلوب االنتخاب في تشكيل المجلس الوالئي كهيئة مداولة في‬
‫الوالية وفي ذلك إرساء للشفافية والنزاهة في اختيار المنتخبين باعتبارها آليات‬
‫الحوكمة‪.2‬‬
‫يخص معيار المشاركة الشعبية فقد أ ّكد القانون الوالئي رقم ‪-12‬‬
‫ّ‬ ‫أما فيما‬
‫ّ‬
‫‪ 07‬في العديد من نصوصه ذلك باعتبارها الركيزة الجوهرية لنمط الديمقراطية‬
‫حث على ضرورة اعالم الجمهور بجدول أعمال دورات المجلس‬
‫التشاركية‪ ،‬كما ّ‬
‫الشعبي الوالئي"‪.3‬‬
‫البحث عن مؤشرات الديمقراطية التشاركية ضمن قوانين الجماعات‬
‫اإلقليمية يستدعي اإلشارة الى نقلة نوعية في مسار بناء النهج الديمقراطي والمتمّثلة‬
‫في دستور ‪ 2020‬ومدى اهتمام المؤسس الدستوري بتكريس مبادئ الديمقراطية‬
‫التشاركية‪ ،‬فالحديث عن الديمقراطية التشاركية يثير العديد من المعايير اّلتي يمكن‬
‫أن تتجسد من خاللها من مشاركة سياسية فاعلة‪ ،‬انتخابات نزيهة تتسم بالشفافية‪،‬‬
‫وجود مؤسسات مشاركة سياسية كفؤة لها القدرة على التعبئة‪ ،‬فالديمقراطية التشاركية‬
‫كمفهوم وعملية تفيد ترقية المواطن ومنحه القيمة الفعلية الذاتية التشاركية في اتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬فماذا عن دستور ‪ 2020‬ومدى تأكيده على نمط الديمقراطية التشاركية‬
‫كمدخل بديل يكون المنطلق األساس للقيام بإصالحات جوهرية وجذرية راديكالية‪.‬‬

‫‪1‬المرجع نفسه‪ ،‬المادة {‪ ،}14{ ،}11‬ص ‪.08‬‬


‫‪2‬القانون رقم ‪ ،07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ ،2012‬المتعلّق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ 29 ،12‬فيفري ‪ ،2012‬المادة {‪.}12‬‬
‫‪3‬المرجع نفسه‪ ،‬المادة {‪.}18‬‬

‫‪93‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫المشرع الجزائري سعى من‬


‫ّ‬ ‫أن‬
‫باستقراء نصوص دستور ‪ 2020‬يالحظ ّ‬
‫خالله الى وضع األسس القانونية الكفيلة بالترسيخ العملي لمؤشرات الديمقراطية‬
‫التشاركية وذلك من خالل توسيع حرية اإلعالم وتعزيز حرية الرأي والتعبير دفعا‬
‫للمشاركة الشعبية الفاعلة في بلورة مقترحات السياسات العامة والتعبير عن انشغاالت‬
‫نص على‬‫الحرة والمحايدة والنزيهة‪ ،‬حيث ّ‬
‫الجماهير العامة من خالل وسائل اإلعالم ّ‬
‫بالحق في الوصول إلى المعلومات والوثائق واإلحصائيات‬
‫ّ‬ ‫أن كل مواطن يتمتّع‬
‫ّ‬
‫والحصول عليها وتداولها" ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫أ ّكد المؤسس الدستوري من خالل نصوص دستور ‪ 2020‬على مبدأ‬


‫حث على‬
‫المشاركة باعتبارها الوعاء واإلطار اّلذي يؤطر العملية السياسية حيث ّ‬
‫إشراك المواطنين وفعاليات المجتمع المدني في تسيير الشؤون العامة أين ربط ذلك‬
‫بدور الجمعيات باعتبارها دعامة هامة في تدبير الشأن العام‪ ،‬فضال عن الدور اّلذي‬
‫يمكن أن تؤديه النقابات في بعث الوعي السياسي والتنشئة السياسية انطالقا من‬
‫بأن الحق النقابي مضمون ويمارس بكل حرية في إطار القانون‪.2‬‬
‫اإلقرار ّ‬
‫أن الدولة طالما عملت جاهدة على إرساء قواعد‬
‫يتبين ّ‬
‫استنادا على ما ورد ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية على المستوى المحّلي تمكينا للمشاركة الفاعلة للمواطن المحّلي‬
‫في إدارة التنمية المحلية بما يضفي الى تعزيز الثقة بين المحكومين والمنتخبين‬
‫أن هذه الجهود‬
‫جسدت الحلقة المفقودة في المجتمع المحّلي‪ ،‬االّ ّ‬
‫المحليين اّلتي طالما ّ‬
‫ال زالت تعترضها العديد من العقبات اّلتي تحتاج للمعالجة‪ ،‬وفيما يلي إشارة مقتضبة‬
‫ألهم التحديات‪:‬‬
‫ّ‬
‫مما أدى الى‬
‫ّ‬ ‫تام‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫دة‬ ‫محد‬
‫ّ‬ ‫غير‬ ‫اإلقليمية‬ ‫الجماعات‬ ‫سلطات‬ ‫‪-‬‬
‫غياب الحكم المحّلي‪.3‬‬
‫‪ -‬افتقار المجتمع المدني للبعد التمثيلي‪ ،‬فالديمقراطية التشاركية قوامها‬
‫المجتمع المدني باعتباره الجسر الرابط بين المواطن المحّلي والمنتخبين المحّليين‪،‬‬

‫‪1‬دستور ‪ ،2020‬المؤرخ في ديسمبر ‪ ،2020‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 30 ،82‬ديسمبر ‪،2020‬‬


‫المادة {‪.}55{ ،}54‬‬
‫‪2‬المرجع نفسه‪ ،‬المادة {‪.}69{ ،}53‬‬
‫‪3‬مسعود شيهوب‪" ،‬اختصاص الهيئات التنفيذية للجماعات المحلية"‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2003 ،02‬ص ‪.24‬‬

‫‪94‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫الالزمة‬
‫فهو األداة التمكينية للمشاركة الشعبية في ممارسة السلطة وتوفير اآلليات ّ‬
‫لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة القضايا اّلتي تطرح على المواطنين للمناقشة والحوار تدور حول‬
‫حسن تسيير المرافق العامة والمجموعات المحّلية بما يجعل المشاركة تفتقر للبعد‬
‫السياسي ومحصورة في الجانب التسييري للشؤون العامة واالهتمامات الثانوية"‪.1‬‬
‫‪ -‬تراجع مستوى الثقافة السياسية لدى المواطن المحّلي نتيجة تدني مستوى‬
‫حد العزوف السياسي ما يؤثر بطبيعة الحال‬ ‫الوعي السياسي‪ ،‬اذ قد يصل األمر إلى ّ‬
‫على نوعية البرامج التنموية جراء إتاحة الفرصة لسيطرة المعايير القبلية والعشائرية‬
‫المحلية لمنطقة‬
‫ّ‬ ‫على عملية اختيار المنتخبين المحّلين المنوط بهم إدارة الشؤون‬
‫معينة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬قّلة انفتاح اإلدارة المحّلية على المواطن واالستماع النشغاالته وتطلعاته‬
‫المفعل باإلدارة‬
‫ّ‬ ‫سواء فيما يتعّلق بأيام االستقبال المحدودة أو سجل االنشغاالت غير‬
‫وهو ما يضفي في نهاية المطاف الى نقص التوافق فيما يرتبط بمشاركة األطراف‬
‫المجتمعية في خدمة الصالح العام‪ ،‬فالتنمية المحّلية المستديمة تتطلب أجهزة إدارة‬
‫محّلية تتسم بالشفافية والمشاركة المجتمعية وااللتزام بمبادئ الحوكمة الرشيدة‪.2‬‬
‫المقدمة من طرف الدولة وكذا الصندوق‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬االعتماد على اإلعانات‬
‫المشترك للجماعات اإلقليمية ‪Fccl‬أثّر على الق اررات المحّلية من حيث مدى‬
‫استقالليتها في ممارسة اختصاصاتها‪.‬‬
‫‪ -‬سوء تسيير الموارد البشرية على مستوى إدارات الجماعات اإلقليمية‪ ،‬اذ‬
‫أن الجهاز اإلداري يستمد توازنه من كفاءة الموارد البشرية فاألداء الوظيفي‬‫معلوم ّ‬
‫محصلة األداء الوظيفي للمرؤوسين اإلداريين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لإلدارة المحّلية هو‬
‫‪ -‬تذبذب مستوى التنمية االقتصادية نتيجة لضعف ّ‬
‫معدالت االستثمار‬
‫المحّلي اّلتي تجابهها العديد من العراقيل على رأسها مشكلة العّقار‪ ،‬وعدم استهداف‬
‫االستثمارات ان وجدت لبعد هام من أبعاد التنمية المحّلية والمتمّثل في الزراعة اّلتي‬

‫‪1‬األمين شريط‪" ،‬الديمقراطية التشاركية األسس واآلفاق‪ ،‬مجلة الوسيط‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،06‬ص ‪.51‬‬
‫‪2‬عبد الهادي مسعودي وبلقاسم بوفاتح‪" ،‬دور الحوكمة في تطوير إدارة الجماعات المحلّية دراسة‬
‫تحليلية"‪ ،‬مجلة المنتدى للدراسات واألبحاث االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،01‬جوان ‪ ،2019‬ص‬
‫‪.17‬‬

‫‪95‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫ترتبط كل االرتباط باألمن الغذائي اّلذي أصبح هاجسا يؤرق العديد من الدول‬
‫ظل التحوالت اّلتي تشهدها المنظومة الدولية‪.‬‬
‫خصوصا في ّ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آليات تكريس أسس الديمقراطية التشاركية كدعامة للتنمية المحلية‬
‫تشير الديمقراطية التشاركية الى ذلك البعد الهام من أبعاد التنمية المحّلية‬
‫فهي ذلك النمط اّلذي يضع المواطنين في مركز تسيير الشؤون العمومية وتسيير‬
‫الديمقراطية التشاركية الى جميع اآلليات واإلجراءات اّلتي تسمح بزيادة مشاركة‬
‫المواطنين وتعزيز نمط العمل الجماعي في الحياة السياسية وزيادة دورهم في عملية‬
‫صنع القرار"‪ ،1‬ففيما تكمن الوسائل والسبل الكفيلة بالترسيخ الفعلي والعملي لمؤشراتها‬
‫كدعامة وقاعدة وركيزة إلدارة التنمية المحّلية؟‬
‫‪ -‬االهتمام بمفهوم ومباد الحوكمة وتعزيز متطلبات المساءلة باشراك‬
‫المواطن والهيئات المجتمعية في عملية الرقابة والعمل على مكافحة أوج الفساد من‬
‫الجيد‪.2‬‬
‫خالل العمل على تطبيق القوانين والنزاهة والتسيير ّ‬
‫يخص االنضباط والشفافية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬زيادة فاعلية أجهزة اإلدارة المحّلية فيما‬
‫وتبسيط اإلجراءات وتنظيمها واالنفتاح أكثر على المواطن باعتباره شريك‬
‫اجتماعي"‪.3‬‬
‫الحق‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬توطيد عالقة المواطن المحّلي بالمنتخبين المحّليين عبر ضمان‬
‫في تحصيل البيانات قصد تحسين دوره في عملية بلورة السياسات المحّلية وتفعيل‬
‫ال التضاد بين المواطن المحّلي والهيئات المحّلية‪.‬‬ ‫أسلوب الحوار القائم على التعاي‬
‫طات التحول‬
‫‪ -‬تثمين المكتسبات الدستورية والتشريعية اّلتي هندست مح ّ‬
‫نحو الديمقراطية التشاركية بالجزائر واّلتي ساهمت بصورة فعلية في وضع األرضية‬
‫الالزمة لتجسيد الديمقراطية التشاركية بمعناها الحقيقي"‪.4‬‬
‫ّ‬

‫‪ 1‬بختي بوبكر‪" ،‬تحديات تفعيل الديمقراطية التشاركية في الجزائر"‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث‬
‫القانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.70‬‬
‫‪2‬عبد الهادي مسعودي وبلقاسم بوفاتح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪3‬المرجع نفسه والصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪4‬ليلى لعجال ‪" ،‬الديمقراطية التشاركية كمقاربة لتفعيل دور الجماعات اإلقليمية في تدبير الشأن البيئي‬
‫العمومي بالجزائر"‪ ،‬المجلة الجزائرية لألمن اإلنساني‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.178‬‬

‫‪96‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫‪ -‬تفعيل االستشارة العمومية من خالل االستعانة بالخبراء وذوي التجربة مم‬


‫كرسه القانون‬
‫كانوا مهيكلين في شكل جمعيات وممّثلين للمجتمع المدني" ‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫‪1‬‬

‫البلدي رقم ‪ 10-11‬من خالل البحث على إمكانية استعانة رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي بصفة استشارية بكل شخصية محّلية وكا خبير أو كل ممّثل جمعية محّلية‬
‫أي مساهمة مفيدة ألشغال المجلس أو لجانه‬
‫معتمدة قانونا اّلذين من شأنهم تقديم ّ‬
‫بحكم مؤهالتهم أو طبيعة نشاطهم"‪.2‬‬
‫‪ -‬ال ّبد من إعادة النظر في قوانين الجماعات اإلقليمية بصيغة تضفي الى‬
‫التقيد بمخرجات‬
‫وجود قواعد قانونية تلزم اإلدارة المحلية بضرورة اشراك المواطن و ّ‬
‫القوانين الصادرة عن الشراكة خاصة فيما تعّلق باالستشارة العمومية"‪.3‬‬
‫‪ -‬وجود مؤسسات مشاركة سياسية فاعلة قادرة على تأطير العمل الساسي‬
‫وتقديم منتخبين محّليين ذوي كفاءة وقدرة على تقديم برامج تنموية إصالحية نابعة من‬
‫صميم البيئة المجتمعية‪.‬‬
‫‪ -‬الديمقراطية التشاركية قوامها المشاركة المجتمعية وهو وما يتطلب وجود‬
‫يجسد معنى المسؤولية ويعطي دفعا لروح‬
‫ّ‬ ‫مهيكل بشكل صحيح‬ ‫مجتمع مدني ّ‬
‫المواطنة والمبادرة وتقاسم المسؤولية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫اتضحت النتائج التالية‪:‬‬
‫باالعتماد على ما ورد في متن الورقة البحثية ّ‬
‫‪-‬الديمقراطية التشاركية أساس الحوكمة اّلتي تضمن إمكانية نفوذ المواطن المحّلي‬
‫للمعلومات المتعّلقة بالسياسات المحّلية وكذا المشاركة الفاعلة في عملية اتخاذ‬
‫الق اررات المحّلية‪.‬‬
‫‪-‬الديمقراطية التشاركية دعامة لتقوية روح المواطنة من خالل تنشيط المواطن المحّلي‬
‫ثم إدارة الشأن المحّلي‬
‫للمساهمة البناءة في بلورة مقترحات السياسة المحّلية ومن ّ‬

‫‪1‬الهادي دوش‪" ،‬أليات تطبيق الديمقراطية التشاركية في تسيير المجالس المحلّية المنتخبة بالجزائر"‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،2021 ،01‬ص ‪.233‬‬
‫‪2‬القانون رقم ‪ ،10-11‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬المادة {‪.}13‬‬
‫‪3‬الهادي دوش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.239‬‬

‫‪97‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫تكون بصيغة تضمن اشباع الحاجات العامة ّ‬


‫بأقل تكلفة وأفضل جودة وأسرع وسيلة‬
‫ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬الديمقراطية التشاركية ال يتوقف تكريسها عمليا على األطر القانونية بل دعمها من‬
‫خالل اعتماد ثقافة حوار وإجراءات االتصال الفاعلة بين الحاكم والمحكوم‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫جعل الديمقراطية التشاركية آلية لتحقيق التنمية المحّلية يتطلب‪:‬‬
‫‪-‬وجود نظام ال مركزي يعزز من قدرات الجماعات اإلقليمية بما يعطيها إمكانية‬
‫الدفع الذاتي للتنمية المحّلية‪.‬‬
‫‪-‬االهتمام بالبناء المؤسسي وترسيخ مبدأ الثّقة بين الفواعل المحّلية مع تعزيز حالة‬
‫الديمقراطية والحريات بهدف تمكين المجتمع المحّلي وتطوير مقدراته‪.‬‬
‫‪-‬اشراك المواطنين المحّليين في عملية بلورة مقترحات السياسات المحّلية‪.‬‬
‫أقل ضر ار بالبيئة مراعية لمبدأ المناصفة بين‬
‫بلورة مشاريع تنموية سليمة بيئيا أي ّ‬
‫األجيال‪.‬‬
‫‪-‬طرح منتج اقتصادي له القدرة على جلب استثمارات تش ّكل مددا للموارد المالية‬
‫ألجل إعادة األقاليم ذاتيا‪.‬‬
‫‪ -‬بلورة سياسات تنموية تتصف باإلنصاف والعدالة االجتماعية من خالل التوزيع‬
‫العادل للقيم والموارد المحّلية على الس ّكان المحّليين‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫الدساتير‬
‫‪-1‬دستور ‪ ،2020‬المؤرخ في ديسمبر ‪ ،2020‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪30 ،82‬‬
‫ديسمبر ‪.2020‬‬
‫القوانين‬
‫‪-1‬القانون رقم ‪ ،29-90‬المؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪ ،1990‬المتعّلق بالتهيئة والتعمير‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 02 ،52‬ديسمبر ‪.1990‬‬
‫‪-2‬القانون رقم ‪ ،10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬المتعّلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 03 ،37‬يوليو ‪.2011‬‬

‫‪98‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫‪-3‬القانون رقم ‪ ،07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ ،2012‬المتعّلق بالوالية‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 29 ،12‬فيفري ‪.2012‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب‬
‫‪-1‬ابن منظور‪ ،‬معجم لسان العربالمحيط‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬بيروت‪ :‬دار العرب‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪.‬‬
‫‪-2‬بوحنية قوي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في ظل اإلصالحات السياسية واإلدارية في‬
‫الدول المغاربية؛ عمان‪ :‬دار حامد لنشر والتوزيع‪.2015،‬‬
‫‪ -3‬جمال زيدان‪ ،‬إدارة التنمية المحلية في الجزائر بين النصوص القانونية ومتطلبات‬
‫الواقع‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع‪.2014 ،‬‬
‫‪-4‬رشاد أحمد عبد اللطيف‪ ،‬أساليب التخطيط للتنمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬المكتبة الجامعية‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -5‬عبد المطلب عبد المجيد‪ ،‬التمويل المحلي والتنمية المحلية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار‬
‫الجامعية‪.2001 ،‬‬
‫‪-6‬محمد العجاتي وآخرون‪ ،‬من الديمقراطية التمثيلية إلى الديمقراطية التشاركية‪،‬‬
‫ترجمة نوران أحمد‪ ،‬القاهرة‪ :‬روافد للنشر والتوزيع‪.2011 ،‬‬
‫‪-7‬محمد شفيق‪ ،‬التنمية االجتماعية دراسة في قضايا التنمية ومشكالت المجتمع‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬المكتب الجامعي الحديث‪.1993 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقاالت‬
‫‪-1‬األمين شريط‪" ،‬الديمقراطية التشاركية األسس واألفاق"‪ ،‬مجلة الوسيط‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪.2008 ،06‬‬
‫‪ -2‬األمين شريط‪" ،‬الديمقراطية التشاركية األسس واآلفاق‪ ،‬مجلة الوسيط‪ ،‬العدد ‪،06‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪-3‬بختي بوبكر‪" ،‬تحديات تفعيل الديمقراطية التشاركية في الجزائر"‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫والبحوث القانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪.2020 ،01‬‬
‫‪-4‬بهلول سمية‪ ،‬قارس بوبكر‪" ،‬دور الديمقراطية التشاركية في تحقيق التنمية في‬
‫الجزائر"‪ ،‬مجلة الحقوق والحريات‪ ،‬المجلد‪ ،05‬العدد ‪.2019 ،02‬‬
‫‪ -5‬دراجي عيسى ومركان محمد البشير‪" ،‬اسهامات الحكومة من خالل المجالس‬
‫الوطنية لدعم التنمية المحلية بواليات الجنوب والهضاب العليا مع مطلع القرن الواحد‬
‫والعشرين"‪ ،‬مجلة أكاديميا للعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪.2020 ،02‬‬

‫‪99‬‬
‫زينب بليل‬ ‫نوال بن قلوش‬

‫‪-6‬عادل أنزارن وانتصار عريوات‪" ،‬دور المخططات البلدية في التنمية المحلية في‬
‫الجزائر"‪ ،‬المجلة الجزائرية لألمن اإلنساني‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪.2018 ،02‬‬
‫‪-7‬عامر هني‪ " ،‬قراءة في مخططات التنمية بالجزائر ‪،"2014-1967‬مجلة التنمية‬
‫واالقتصاد التطبيقي‪ ،‬العدد ‪ ،04‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪.2018 ،02‬‬
‫‪ -8‬عبد الهادي مسعودي وبلقاسم بوفاتح‪" ،‬دور الحوكمة في تطوير وإدارة الجماعات‬
‫المحّلية دراسة تحليلية"‪ ،‬مجلة المنتدى للدراسات واألبحاث االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪،03‬‬
‫العدد ‪.2019 ،01‬‬
‫‪-9‬فضيل إبراهيم مزاري‪" ،‬إشكالية التنمية المحّلية في الجزائر قراءة للتحديات‬
‫والمتطلبات"‪ ،‬مجلة دراسات في التنمية والمجتمع‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،01‬جوان‬
‫‪.2018‬‬
‫‪-10‬قديد ياقوت وآخرون‪" ،‬المخططات البلدية للتنمية ودورها في التنمية المحلية"‪،‬‬
‫مجلة التكامل االقتصادي‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪.2015 ،03‬‬
‫‪ -11‬ليلى لعجال‪" ،‬الديمقراطية التشاركية كمقاربة لتفعيل دور الجماعات اإلقليمية في‬
‫تدبير الشأن البيئي العمومي بالجزائر"‪ ،‬المجلة الجزائرية لألمن اإلنساني‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،05‬العدد ‪.2020 ،01‬‬
‫‪-12‬محمد سمير عياد‪" ،‬الديمقراطية التشاركية ومنطق حقوق اإلنسان"‪ ،‬مجلة‬
‫أكاديميا‪ ،‬العدد ‪.2014 ،02‬‬
‫‪-12‬مسعود شيهوب‪" ،‬اختصاص الهيئات التنفيذية للجماعات المحلية"‪ ،‬مجلة الفكر‬
‫البرلماني‪ ،‬العدد ‪.2003 ،02‬‬
‫‪-13‬ن ادية درقام‪" ،‬الديمقراطية التشاركية وعالقتها بالتنمية المحلية"‪ ،‬مجلة أبعاد‪،‬‬
‫مختبر األبعاد القيمية للمتحوالت الفكرية والسياسية بالجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪،01‬‬
‫‪.2019‬‬
‫المطبقة في الجزائر‬
‫ّ‬ ‫‪-14‬نبيل بوفليج‪" ،‬دراسة تقييمية لسياسة اإلنعاش االقتصادي‬
‫في الفترة ‪ ،"2010-2000‬مجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫‪.2013 ،09‬‬
‫‪-15‬نور الدين حاروش ورفيقة حروش‪" ،‬التنمية المحلية في الجزائر بين نمطية‬
‫البرامج وخصوصيات األقاليم"‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،05‬العدد ‪.2021 ،02‬‬

‫‪100‬‬
‫ّ‬
‫الديمقراطية التشاركية دعامة فعالة للنهوض بالتنمية املحلية بالجزائر‬

‫‪-16‬الهادي دوش‪" ،‬أليات تطبيق الديمقراطية التشاركية في تسيير المجالس المحّلية‬


‫المنتخبة بالجزائر"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪.2021 ،01‬‬
‫الظل وقراءة وضعية البرنامج‬
‫ّ‬ ‫‪-17‬وردة حدوش وسامي بسة‪" ،‬ماهية مناطق‬
‫الظل"‪ ،‬مجلة السياسة العالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪،01‬‬
‫ّ‬ ‫االستعجالي الخاص بمناطق‬
‫‪.2021‬‬
‫رابعا‪ :‬الملتقيات‬
‫ظل‬
‫‪-1‬بوعمامة نصر الدين وبوعمامة علي‪" ،‬استراتيجيات التنمية المحلية في ّ‬
‫مقدمة خالل الملتقى الوطني الثالث حول التنمية‬
‫المحافظة على البيئة"‪ ،‬ورقة بحثية ّ‬
‫المحلية المستدامة البعد البيئي‪ ،‬المركز الجامعي بالمدية‪03 ،‬و‪ 04‬مارس ‪.2008‬‬
‫‪ -2‬عمار عباس‪" ،‬الديمقراطية التشاركية آلية للحفاظ على البيئة وتحسين اإلطار‬
‫المعيشي للمواطن"‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة خالل الملتقى الوطني حول تأثير نظام‬
‫الرخص العمرانية على البيئة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مستغانم‪-15 ،‬‬
‫‪ 16‬ماي ‪.2016‬‬
‫خامسا‪ :‬األطروحات‬
‫‪-1‬سليمة غزالن‪" ،‬عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون الجزائري"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر ‪.2010 ،3‬‬

‫‪101‬‬

You might also like