You are on page 1of 13

ISSN :1112-4377 ‫مجلة المعيار‬

5252 :‫ السنة‬25 :‫ عدد‬52 :‫مجلد‬

‫جودة الحياة ومعاييرها اإلسالمية‬


Quality of life and Islamic standards
1
‫ فاطمة حموني‬.‫د‬
‫جامعة بشار‬
hammounif@yahoo.fr
9890/82/00 ‫ النشر علي الخط‬9898/08/99 ‫ القبول‬9802/80/ 80 ‫تاريخ الوصول‬
Received 08 /05/2019 Accepted 22/10/2020 Published online 15/09/2021

:‫ملخص‬
‫ سواء‬،‫ وله استخداماته يف الكثري من جماالت احلياة‬،‫ بل هو متقدم قدمي‬،‫إن مصطلح اجلودة ليس وليد العصر املعاصر‬
‫ وقد عاجل اإلسالم‬،‫ اإلحكام‬،‫ التجويد‬،‫ اإلحسان‬،‫ واملفردات املماثلة هلا يف الشريعة اإلسالمية هي اإلتقان‬،‫كانت دينية أو دنيوية‬
. ‫ وإتقان األعمال جاءت به النصوص الشرعية من القرآن الكرمي والسنة النبوية‬،‫إصالح العمل بإتقان‬
.‫وإن ارتباط جودة احلياة بالقيم اإلسالمية حيمي مفهومها من االحنراف حنو االجتاهات النفعية اجملردة من القيم واملبادئ‬
‫ واملعايري الدنيوية هي‬،‫ ومعايري اجلودة يف اإلسالم تتمثل يف معايري دنيوية وآخروية‬،‫ولتقييم اجلودة يف احلياة تتطلب معايري‬
‫ فتتمثل يف شعور اإلنسان باملسؤولية والرقابة اإلهلية؛ ألن‬،‫ أما املعايري اآلخروية‬،‫الدقة والوضوح واالتقان والرغبة واالستمرارية‬
. ‫األعمال مرتبطة باجلزاء‬
.‫ املعايري اإلسالمية‬- ‫ جودة احلياة – معايري اجلودة – أمهية اجلودة‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract:
The term quality is not the product of modern times, but it is an old advanced, and
has its uses in many areas of life, whether religious or worldly, and similar vocabulary
in Islamic law is mastery of work, optimizing, rules, and Islam has dealt with the
reform of work well, and the perfection of the works came from the texts of the
legitimacy of the Holy Quran and Sunnah.
The association of quality of life with Islamic values protects its concept from
deviation towards utilitarian trends devoid of values and principles.
Quality in life require standards, quality standards in Islam are worldly and
afterlife, and worldly standards are precision, clarity, perfection, desire and continuity.
The afterlife criteria are the human sense of responsibility and Divine control.
Keywords: Quality of life - Quality standards - Importance of Quality - Islamic
standards.

hammounif@yahoo.fr :‫ فاطمة محوين الربيد اإللكرتوين‬:‫ املؤلف املرسل‬1


197
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫جاءت الشريعة اإلسالمية ساعية إىل حتقيق مصاحل العباد آجالً أو عاجالً‪ ،‬ومن مقاصدها حتقيق أرقى وأتقن اإلنتاجات‬
‫اإلنسانية‪ ،‬سواء على مستوى العبادات أو املعامالت ويف مجيع جماالت احلياة؛ ألن الشريعة اإلسالمية صاحلة لكل زمان ومكان‪،‬‬
‫وتسعى دائماً حتقيق لإلنسان حياة حضارية راقية لعيش كرمي‪ ،‬ومن مطالبها جتويد األقوال واألعمال طبقاً لنصوص من القرآن الكرمي‬
‫والسنة النبوية وأقوال الصحابة واجتهادات العلماء الذين عملوا على إرساء القواعد األساسية ألصول التشريع‪.‬‬
‫ومل يتناول اجلودة من وجهة النظر الشرعي إال القليل من األحباث‪ ،‬وأغلب ما نشر عنها من موضوعات متثلت يف بعض‬
‫التطبيقات الدينية‪ ،‬فندرت الكتابات واألحباث يف جمال قواعد جتويد العمل وإتقانه ومشوله جلوانب احلياة يف احلضارة اإلسالمية‬
‫مقارنة ما كتبه الغرب عن اجلودة‪.‬‬
‫وسبق اإلسالم غريه من املدارس واالجتاهات الغربية‪ ،‬فلما كان اإلسالم يدعو إىل تنمية كل القطاعات يف القرن السادس‬
‫امليالدي‪ ،‬كان التجاريون يف القرن السادس عشر يركزون على التجارة‪ ،‬أما الطبيعيون يف القرن الثامن عشر‪ ،‬فكان اهتمامهم‬
‫بالزراعة باعتبارها العامل الوحيد لتحصيل الثروة‪ ،‬وأمهل الرأمساليون جمال اخلدمات لرتكيزهم على املادية‪ ،‬وهناك كثري من اآليات‬
‫واألحاديث وأقوال الصحابة رضي اهلل عنهم اليت تدل على اهتمام اإلسالم باإلتقان واجلودة؛ ألنه دين يغذي اجلانب الروحي‬
‫واملادي لإلنسان‪.‬‬
‫ويرى العامل اليوم حاجة حياة اإلنسان إىل اجلودة من أجل بلوغ أهدافه وحتقيق مراميه‪ ،‬ومل يقتصر األمر على ضبط اجلودة‬
‫يف املؤسسات الصناعية والتجارية واملالية واالقتصادية‪ ،‬حىت أنه امتد االهتمام باجلودة يف بعض مؤسسات اجملتمع املدين وغريها‪.‬‬
‫ونسعى من خالل هذا البحث تأصيل اجلودة من الكتاب والسنة النبوية‪ ،‬وبيان معايريها من املنظور اإلسالمي‪.‬‬
‫واالشكال املمكن طرحه ملعاجلة هذا املوضوع‪ ،‬هل الشريعة اإلسالمية مستوعبة ملصطلح جودة احلياة؟ وما هي معايري جودة‬
‫احلياة من املنظور اإلسالمي؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -‬يهدف هذا البحث لبيان أن جودة احلياة ليس جديدا على الفهم الديين‪ ،‬وهو مصطلح ليس حديث العصر‪ ،‬وأنه أصيل‬
‫يف الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬بيان أمهية اجلودة يف حياة اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن معايري جودة احلياة من املنظور اإلسالمي‪.‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫يتطلب هذا املوضوع املنهج الوصفي لتعريف اجلودة وحتديد أمهيتها‪ ،‬واملنهج االستنباطي الستنباط املعايري اإلسالمية جلودة‬
‫احلياة من القرآن الكرمي والسنة النبوية‪.‬‬
‫وحيتوي هذا البحث على مبحثني‪ ،‬البحث األول يتناول تعريف اجلودة وأمهيتها يف اإلسالم‪.‬‬
‫أما البحث الثاين‪ ،‬فنريد من خالله بيان معايري جودة احلياة من املنظور اإلسالمي‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف الجودة وأهميتها في اإلسالم‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف الجودة‪:‬‬
‫أولا‪ :‬تعريف الجودة في اللغة‪:‬‬
‫اجلودة‪ :‬هي ضد الرداءة‪ ،‬وهي اجليد من كل شيء‪ ،‬يقال‪ :‬جاد‪ ،‬جودة‪ ،‬وأجاد‪ :‬أتى باجليد من القول أو الفعل‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أجاد فالن يف عمله وأجود‪.‬‬
‫الر ُج ُل‪،‬‬
‫جيدا نفيساً‪ ،‬وجاد ّ‬
‫جود ًة وجودةً‪ ،‬فهو جيِّد‪ ،‬جاد العمل‪ :‬أي أحسنه‪ ،‬وجاد املتاع‪ :‬صار ً‬
‫جود‪ :‬جاد‪َ ،‬يُود‪ُ ،‬ج ْد‪ْ ،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أتى باحلسن من القول أو الفعل‪ ،‬وهو شخص جيِّد‪.‬‬
‫اب أُ ْ‬
‫حك َِم ْ‬
‫ت‬ ‫املفردات اليت جاءت يف الشريعة مرادفة للجودة هي اإلتقان‪ ،‬اإلحسان‪ ،‬التجويد‪ ،‬اإلحكام‪ ،‬قال اهلل ‪﴿ ‬ك َِت ٌ‬

‫ي﴾)‪ ،(3‬ومعىن أحكمت ‪ :‬أتقنت وأحسنت)‪.(4‬‬ ‫ب‬‫خ‬


‫َ‬
‫ِيم‬
‫ك‬ ‫ت مِن َّ َُّل ْن َ‬
‫ح‬ ‫آيَاتُ ُه ُث َّم فُصلَ ْ‬
‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫)‪(5‬‬
‫واإلحسان يقال على وجهني‪ :‬أحدمها اإلنعام على الغري‪ .‬والثاين‪ :‬اإلحسان يف الفعل أو العمل‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫واإلحسان مفهوم واسع‪ ،‬ولكن إذا أطلق اللفظ فاملراد به فعل ما هو حسن‪ ،‬واحلسن صفة كمال‪ ،‬ضده القبح‪.‬‬
‫َّ َّ َ َ‬
‫اَّلل ل َم َع‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِينا َلَ ْهد َِي َّن ُه ْم ُس ُبل َنا ِإَون‬
‫َ‬ ‫وإن اإلحسان واإلتقان واجلودة فيه جماهدة‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿ َو َّاَّل َ‬
‫ِين َجاه ُدوا ف‬
‫سن َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ي﴾)‪.(7‬‬ ‫ال ُمح ِ ِ‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف الجودة في الصطالح‪:‬‬
‫يتضح مفهوم اجلودة يف اإلسالم من كون املقصد العام من التشريع يتمثل يف حفظ نظام األمة؛ ألن املقصد األعظم من‬
‫التشريع هو جلب املصاحل ودرء املفاسد‪ ،‬وقد عاجل اإلسالم إصالح العمل بتفنن‪ ،‬وصالح العمل جاءت به النصوص الشرعية‬
‫ُ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ودعت إليه‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿ َولِك َد َر َج ٌ‬
‫ون﴾)‪.(8‬‬‫ات م َِّما ع ِملوا َو َما َر ُّبك بِغاف ٍِل عما يعمل‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َّ ُ َ َ ُ ْ َ َ ُ ُ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اع َملوا ف َس َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ون﴾)‪ ،(9‬وقوله ‪ ‬إن اهلل ال ينظر إىل صوركم‬‫يى اَّلل عملكم ورسوُل والمؤمِن‬ ‫وقال أيضا ﴿ َوق ِل‬
‫)‪(2) (1‬‬
‫وأموالكم‪ ،‬ولكن ينظر إىل قلوبكم وأعمالكم‪. ‬‬

‫)‪ (1‬ابن منظور حممد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة (جود)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪3002 ،‬م‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.322‬‬
‫)‪ (2‬أمحد عمر وآخرون‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1231(1‬ه‪3002/‬م)‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪.214‬‬
‫)‪ (3‬سورة هود اآلية ‪.1‬‬
‫)‪ (4‬السعدي‪ ،‬عبد الرمحن بن ناصر‪ ،‬تفسري السعدي‪ ،‬حتقيق عبد الرمحن بن معال اللوحيق‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1230(1‬ه‪3000/‬م)‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫)‪ (5‬الفريوز آبادي حممد بن يعقوب‪ ،‬بصائر ذوي التمييز يف لطائف الكتاب العزيز‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪( ،‬د ت)‪ ،‬ص‪.232‬‬
‫)‪ (6‬التهانوي حممد علي‪ ،‬موسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلوم‪ ،‬حتقيق علي دحروج وآخرون‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،1113 ،‬ص‪.333‬‬
‫)‪ (7‬سورة العنكبوت اآلية ‪.31‬‬
‫)‪ (8‬سورة اجملادلة اآلية ‪.11‬‬
‫)‪ (9‬سورة التوبة اآلية ‪.102‬‬
‫‪199‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫وإن مصطلح اجلودة ليس وليد العصر املعاصر‪ ،‬بل هو متقدم قدمي‪ ،‬وله استخداماته يف الكثري من جماالت احلياة‪ ،‬سواء‬
‫كانت دينية أو دنيوية‪ ،‬وقد ورد عدد من التعريفات للجودة‪ ،‬فهناك من عرفها بالوصف وهناك من خصصها‪ ،‬ومنهم من عرفها‬
‫تعريفاً عاماً‪ ،‬ومن هذه التعريفات ما يلي‪:‬‬
‫عرفها اجلرجاين‪ ،‬فقال‪« :‬اجلود صفة‪ ،‬وهي مبدأ إفادة ما ينبغي ال بعوض‪ ،‬فلو وهب واحد كتابه من غري أهله‪ ،‬أو من أهله‪،‬‬
‫لغرض دنيوي أو آخروي ال يكون جواداً»)‪.(3‬‬
‫وأهنا‪« :‬إتقان الصناعة»)‪.(4‬‬
‫وعرفها إبراهيم طه العجلوين‪ ،‬فقال‪« :‬هي الداللة على حسن املوصوف باجلودة‪ ،‬إذا استوىف شرائط معينة يف كل جماالت‬
‫احلياة»)‪.(5‬‬
‫وأهنا‪« :‬املواصفات واخلصائص املتوقعة يف املنتج ويف العمليات واألنشطة اليت من خالهلا يتحقق رضا رب العاملني أوالً‪ ،‬مث‬
‫تتحقق تلك املواصفات وقابلية االستعمال»)‪.(6‬‬
‫وأهنا‪ « :‬املسامهة الفاعلة يف إجناز األعمال على حنو سليم يف ظل خمافة اهلل ‪ ‬يف السر والعلن وبصورة تنموية إبداعية‬
‫متطورة على الدوام‪ ،‬وقائمة على أساس منظومة القيم واملثل واملبادئ اإلسالمية إنسانيتها ومساحتها»)‪.(7‬‬
‫وأهنا‪« :‬عملية تستهدف حتقيق منتج تعليمي عايل اجلودة‪ ،‬يتحلى باملبادئ والقيم النبيلة‪ ،‬يتناسب مع متطلبات واحتياجات‬
‫العصر احلديث‪ ،‬يليب حاجات سوق العمل‪ ،‬ويكون اهلدف إرضاء اهلل ‪ ،‬والقيام بواجب االستخالف يف األرض»)‪.(8‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن كل من التعاريف اللغوية واالصطالحية تدل على أن اجلودة هي حسن األداء يف األعمال واألقوال وإتقاهنا؛‬
‫وفق ما يتطلبه العمل وما يضبطه الشرع‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬ميكن تعريف اجلودة‪ :‬أهنا بذل اجلهد واألخذ بأفضل الوسائل إلجناز األعمال املكلف هبا‪ ،‬مع مراعاة‬
‫رضا اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬الرب والصلة واآلداب‪ ،‬باب‪ :‬حترمي ظلم املسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله‪ ،‬حديث‪ ،3232 :‬النووي حيىي بن‬
‫شرف‪ ،‬شرح النووي على صحيح مسلم‪ ،‬دار اخلري‪ ،‬دمشق‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط(‪1213‬ه‪1113/‬م)‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.130‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ينظ ر عبيد بن عبد اهلل السبيعي‪ ،‬التأصيل اإلسالمي إلدارة اجلودة الشاملة‪ ،‬جملة عامل الرتبية‪ ،‬املؤسسة العربية لالستثمارات العلمية وتنمية املوارد البشرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬أكتوبر‪3011 ،‬م‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫اجلرجاين علي بن حممد‪ ،‬معجم التعريفات‪ ،‬حتقيق صديق املنشاوي‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬الرياض‪( ،‬د ت)‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حممد رواس قلعجي وحامد صادق قنييب‪ ،‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1122(3‬م)‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫)‪(5‬‬
‫إبراهيم طه العجلوين‪ ،‬إدارة اجلودة الشاملة يف اإلسالم‪ ، :‬ورقة حبثية مقدمة إىل املؤمتر العريب األول حول جودة اجلامعات ومتطلبات الرتخيص واالعتماد‪،‬‬
‫(‪ ،)pdf‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫)‪(6‬‬
‫إدارة اجلودة الشاملة يف املؤسسات الرتبوية‪ ،‬التطبيق ومقرتحات التطوير‪ :‬عليمات صاحل‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪3002 ،‬م‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫)‪(7‬‬
‫عدنان بن حممد وزان وآخرون‪ ،‬اإلتقان واجلودة النوعية الشاملة يف حضارة اإلسالم ‪ ،‬النظرية واملآل‪ ،)pdf( ،‬موقع اجمللس السعودي للجودة‪ :‬ص‪12‬‬
‫‪www.sqc.org.sa‬‬
‫)‪(8‬‬
‫مرزوق بن مطر الفهمي‪ ،‬درجة إسهام مديري املدارس يف تنمية الوعي بثقافة اجلودة يف مدارس التعليم العام من وجهة نظر مديري املدارس مبحافظة الليث‪،‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪3013/3011 ،‬م‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪200‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية الجودة في اإلسالم‪:‬‬
‫إن من أهم تقدم األمم وتطورها هو إتقان العمل‪ ،‬املتمثل يف الوصول إىل اجلودة يف مجيع جماالت احلياة‪ ،‬وإتقان املسلم‬
‫لعمله فوائد عظيمة باإلضافة إىل األجر والثواب من اهلل عز وجل يف اآلخرة‪ ،‬فينال التوفيق والنجاح يف الدنيا‪ ،‬ويرفع معدل اإلنتاج‬
‫ونوعيته‪ ،‬فيعم النفع على اجملتمع‪ ،‬فمن كان يستحضر مراقبة اهلل عز وجل له يف عمله‪ ،‬أتقن عمله وأخلص‪ ،‬ونال حمبة اهلل وحمبة‬
‫)‪(1‬‬
‫العباد‪ ،‬وكتب مع امل ْخلصني املخلصني‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وإن أداء األعمال بإتقان وجودة عالية أصيل يف اإلسالم‪ ،‬وحث عليه القرآن الكرمي والسنة النبوية‪ ،‬وهو مقصد سعت إىل‬
‫حتقيقه الشريعة اإلسالمية ملا يف ذلك من حتقيق املصلحة‪.‬‬
‫)‪(2‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ َّ َّ َ ْ َ َ ُ َّ َ‬
‫وإن اهلل ‪ ‬أتقن وجود كل ما خلق‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿صنع اَّللِ اَّلِي أتقن ُك َش ٍء﴾ ‪ ،‬وأن كل شيء قدره بتوازن لقوله‬
‫ً‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُك َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ‬‫َّ ُ َّ‬
‫ات ط َِباقا َّما‬
‫)‪(3‬‬
‫َش ٍء خلقناه بِقد ٍر﴾ ‪ ،‬ومن يتأمل خلق اهلل ال يرى خالله خلالً‪ ،‬وقال ‪﴿ ‬اَّلِي خلق سبع سماو ٍ‬ ‫‪﴿ ‬إِنا‬
‫َ َ َ َْ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َض أم ًرا‬
‫ات واْلر ِض ِإَوذا ق ٰ‬‫او ِ‬ ‫ِيع َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫َص َه ْل تَ َر ٰ‬
‫ى مِن ُف ُطور﴾)‪ ،(4‬قوله أيضا ﴿بَد ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ارجعِ اْلَ َ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ى ِِف خل ِق الرحم ٰ ِن مِن تفاو ٍت ف ِ‬ ‫تَ َر ٰ‬
‫ٍ‬
‫َ َّ َ َ ُ ُ َ ُ ُ َ َ ُ ُ‬
‫ون﴾)‪.(5‬‬ ‫فإِنما يقول ُل كن فيك‬
‫وإبداع اهلل ‪ ‬وعظم صنعه واضح يف كتابه الكرمي‪ ،‬فاهلل ‪ ‬أتقن كل شيء‪ ،‬وأمر عباده بإتقان أعماهلم‪ ،‬إذ يقول اإلمام‬
‫النووي يف شرحه حلديث ‪‬فأحسنوا القتلة‪ « :‬عام يف كل قتيل من الذبائح والقتل قصاصا ويف حد‪ ،‬وحنو ذلك وهذا احلديث من‬
‫األحاديث اجلامعة لقواعد اإلسالم‪ ،‬واهلل أعلم»)‪.(6‬‬
‫وإن ارتباط مفهوم اجلودة بالقيم اإلسالمية تنظرياً وتطبيقاً يوجه وحيمي جودة احلياة من االحنراف حنو االجتاهات احلديثة‬
‫املادية والنفعية اجملردة من القيم واملبادئ واألخالق‪.‬‬
‫وتطورت الدراسات حماولة التوسع حول موضوع جودة احلياة يف هذا العصر‪ ،‬وقبل هذا كان سبب انتشار مصطلح اجلودة‪،‬‬
‫حاجة املعامالت االقتصادية لإلنتاج األفضل حلاجات الفرد مث انتقلت إىل الدراسات النفسية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وغريها مث‬
‫حل حمله مصطلح اجلودة الشاملة لتشمل مجيع جماالت احلياة‪ ،‬حىت مسيت جبودة احلياة‪ ،‬حلاجة اإلنسان للتكوين النفسي يف اإلتقان‬
‫واإلحسان واإلبداع من أجل بلوغه الرفاهية والسعادة يف مجيع جماالت حياته‪ ،‬فيتحقق عنده تربية ذاتية ملفهوم جودة احلياة‪ ،‬وهذا‬
‫مطلب ال بد منه على كافة املستويات‪ ،‬وإنه مطلب أساسي يف القيم اإلسالمية‪ ،‬املتمثل يف اإلحسان واإلبداع واإلتقان‪ ،‬لقيام‬
‫مصاحل العباد وحفظ ضروريات احلياة‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر محود بن عبد اهلل بن محود بن عبد الرمحن التوَيري‪ ،‬غربة اإلسالم‪ ،‬دار الصميعي للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1221( 1‬ه‪3010/‬م)‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.221‬‬
‫)‪ (2‬سورة النمل اآلية ‪.22‬‬
‫)‪ (3‬سورة القمر اآلية ‪.21‬‬
‫)‪ (4‬سورة امللك اآلية ‪.2‬‬
‫)‪ (5‬سورة البقرة اآلية ‪.114‬‬
‫)‪ (6‬النووي‪ ،‬شرح النووي على صحيح مسلم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.12‬‬
‫‪201‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫واملسلمني فرض عليهم العمل باجلودة يف أعمال احلياة املختلفة‪ ،‬وقد أمرنا الدين احلنيف باإلجادة واإلحسان يف األقوال‬
‫واألفعال يف مجيع أمورنا‪ ،‬بوضع قواعد عامة كربى للجودة مشلت كل أعمال املكلفني باإلضافة إىل احلياة اليومية‪ ،‬وهي مطلب‬
‫ضروري يف اإلسالم‪ ،‬جاء احلث عليها عند احلديث عن اإلحسان‪ ،‬ملا ورد يف القرآن والسنة النبوية‪.‬‬
‫وهناك فرق بني مطلب اجلودة يف اإلسالم ومطلبها يف القوانني الوضعية‪ ،‬الختالف األهداف واملقاصد‪ ،‬ففي الفكر الغريب؛‬
‫احلرص على اجلودة من أجل إرضاء العميل أو املستهلك‪ .‬أما يف اإلسالم‪ ،‬فمن أجل إرضاء اهلل ‪ ‬مث اكتساب الطمأنينة والراحة‬
‫النفسية‪ ،‬أي احلصول على الرضى‪.‬‬
‫وإن اإلسالم دين اإلبداع واإلحسان واإلتقان يرحب بكل ما يوافق العقل لنهضة األمة؛ ألنه أطلق للعقل البشري التفكر‬
‫والتفكري الراقي‪ ،‬وإن املسلم ينطلق يف إتقانه لعمله واإلحسان فيه من أساس ديين؛ ألنه مطالب به من اهلل ‪ ،‬ولتتحقق اجلودة يف‬
‫)‪(1‬‬
‫حياة اإلنسان‪ ،‬وتصبح منهاجاً يف حياته‪ ،‬فال بد من توفر الرقابة الذاتية‪.‬‬
‫وإن عدم األخذ مببادئ اجلودة فيه خطر على األمم والبشرية‪ ،‬خاصة األمة اإلسالمية وما تعيشه من تدهور وتراجع يف‬
‫ت‬‫ضوء خرج ْ‬‫العديد من اجملاالت‪ ،‬وجماالت اإلتقان كثرية‪ ،‬منها ما هو يف العبادات مثل قول النيب ‪ ‬م ْن ت وضأ فأ ْحسن الْ ُو ُ‬
‫خطاياهُ م ْن جسده‪.(2) ‬‬
‫اهتم اإلسالم‬
‫وإن اجلودة عند املسلمني ليست خاصة بالشعائر التعبدية‪ ،‬وإمنا كذلك يف األعمال الدنيوية‪ ،‬ففي جمال التعليم ّ‬
‫بإتقان التعليم‪ ،‬وحسن اإلفادة من مناهج العلماء‪ ،‬ويف جمال الرتبية اهتم اإلسالم‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ‬‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ََْ‬
‫اها﴾)‪.(3‬‬‫اهتماماً عظيماً برتبية النفس وتزكيتها‪ ،‬قال تعاىل ﴿ق ْد أفلح من زَّكها وقد خاب من دس‬
‫أما يف العالقات الزوجية‪ ،‬قد اهتم اإلسالم هبذه العالقة من شىت نواحيها‪ ،‬وكذلك يف جمال احلكم والسياسة‪ ،‬حرص‬
‫ومسؤول عن رعيته‪ ،(4) ‬و يف جمال األخالق صرح ‪ ‬أ ّن أهم مضامن الشريعة‬ ‫ٌ‬ ‫اإلسالم على اجلودة لقوله ‪ ‬كلُّكم ر ٍاع‬
‫عثت ألمتِّم مكارم األخالق‪ ،(1) ‬ويف املعامالت املالية بوضع األحكام اخلاصة هبا‪،‬‬
‫اإلسالمية اجلوانب األخالقيّة‪ ،‬لقوله ‪ ‬إمنا بُ ُ‬
‫ومنع الغش‪ ،‬والغنب والتغرير‪ ،‬ويف إعداد القوة لألعداء‪ ،‬نلمس اجلودة العالية يف اإلسالم‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿ َوأَع ُِدوا ل َ ُهم َما ْ‬
‫اس َت َط ْع ُتم ِمن‬
‫َ ُ َ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ‬
‫كم﴾)‪.(2‬‬ ‫اْليْ ِل ت ْره ُِبون بِهِ عدو اَّللِ وعدو‬ ‫ق َو ٍة َومِن رِ َب ِ‬
‫اط‬
‫إن اجلودة أو اإلحسان أو اإلتقان يف املفهوم اإلسالمي ليس سلوكاً فحسب‪ ،‬بل هو ظاهرة حضارية تؤدي إىل التنمية‬
‫والتطور‪ ،‬وعليه تقوم احلضارات‪ ،‬فلما كان اإلتقان واحلرص يف األعمال؛ حفظت األموال‪ ،‬وتطورت البالد‪ ،‬وازدهرت األمة‬

‫)‪ (1‬اجلودة يف ضوء السنة النبوية (دراسة موضوعية)‪ :‬عمر عودة خليل اهلندي‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية أصول الدين‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية بغزة‪ ،‬أكتوبر‪3014 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.22-23‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬باب‪ :‬خروج اخلطايا مع ماء الوضوء‪ ،‬حديث‪ ،322 :‬ينظر شرح النووي لصحيح مسلم‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫)‪ (3‬سورة الشمس اآلية ‪.10 ،1‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ :‬كتاب‪ :‬اإلمارة‪ ،‬باب فضيلة اإلمام العادل وعقوبة اجلائر واحلث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال املشقة عليهم‪ ،‬حديث‪:‬‬
‫‪ ،1231‬مسلم بن احلجاج النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪( ،‬د ت)‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.1221‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه البخاري يف صحيح األدب املفرد‪ ،‬حديث‪ ،342 :‬حتقيق حممد ناصر الدين األلباين‪ ،‬دار الصديق للنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1212(2‬ه‪1114/‬م)‪،‬‬
‫ص‪.112‬‬
‫)‪ (2‬سورة األنفال اآلية ‪.30‬‬
‫‪202‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫اإلسالم ية‪ ،‬وانتشر العلم‪ ،‬وعم الرخاء والرفاهية‪ ،‬كما حدث يف زمن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه‪ ،‬فقد كان اإلتقان يف عمله‬
‫وإدارة شؤن الناس صفة مالزمة له طوال حياته‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معايير جودة الحياة من المنظور اإلسالمي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التأصيل الشرعي للجودة من القرآن الكريم والسنة النبوية‪:‬‬
‫إن معاين اجلودة موجودة يف تعاليم اإلسالم‪ ،‬وهو مطلب إلرضاء اهلل ‪ ،‬وقد وردت العديد من النصوص القرآنية‬
‫واألحاديث النبوية الشريفة املعربة عن هذا املفهوم يف الكثري املواضع‪ ،‬وبألفاظ متعددة‪.‬‬
‫أولا‪ :‬التأصيل الشرعي للجودة من القرآن الكريم‪:‬‬
‫حث القرآن الكرمي على اجلودة يف كل األعمال واألقوال‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل بعض النصوص الشرعية الواردة يف القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫ُ َّ َ‬ ‫آم ُنوا َو َعملُوا َّ‬
‫ِيما َطع ُموا إذَا َما َّات َقوا َّو َ‬
‫اح ف َ‬ ‫اِلات ُج َن ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫لَع َّاَّل َ َ ُ‬ ‫َْ َ ََ‬
‫ات ث َّم اتقوا‬ ‫الص ِ َ‬
‫اِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِين آمنوا َوع ِملوا الص ِ َ ِ‬ ‫قوله تعاىل ﴿ليس‬
‫سن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اَّلل ُُي ُّ‬ ‫آم ُنوا ُث َّم َّات َقوا َّوأَ ْ‬
‫ح َس ُنوا َو َّ ُ‬ ‫َّو َ‬
‫ي﴾)‪.(3‬‬ ‫ِب ال ُمح ِ ِ‬
‫ََ ُْ ُ َ ْ َ َ ُ‬
‫ك ْم﴾)‪ ،(4‬أي ال ترتكوا العمل الصاحل بعد الشروع فيه‪.‬‬ ‫وقوله أيضاً ﴿وَل تب ِطلوا أعمال‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫وقال تعاىل ﴿ َوأت ُِّموا ْ َ‬
‫اِل َّج َوال ُع ْم َرةَ ِ ََّّللِ﴾)‪.(4‬‬
‫سن َ‬ ‫يع أَ ْ‬
‫ج َر ال ْ ُم ْ‬ ‫َّ ُ َ َ َّ َ َ ْ ْ َ َّ َّ َ َ‬
‫ي﴾)‪.(5‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ح‬ ‫ض ُ‬‫اَّلل َل يُ ِ‬ ‫وقال أيضا ﴿إِنه من يت ِق ويص ِِب فإِن‬
‫وقد صنع اهلل كل شيء يف هذا الكون بإتقان وإبداع‪ ،‬واستخلف اإلنسان يف األرض إلعمارها‪ ،‬فأوجب عليه اإلحسان‪،‬‬
‫ُ ْ َ َّ َّ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َّ ُ َ ٌ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫وهناه عن اإلفساد يف األرض بعد إصالحها‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿صنع اَّلل ِ اَّلِي أتقن ُك َش ٍء إِنه خبِي بِما تفعلون﴾‪.‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ان﴾ ‪.‬‬ ‫اْلحس ِ‬ ‫وقال أيضاً ﴿إِن اَّلل يأمر بِالعد ِل و ِ‬
‫سن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اَّلل ُُي ُّ‬
‫حس ُِنوا إ َّن َّ َ‬‫وقال أيضا ﴿ َوأَ ْ‬
‫ي﴾)‪.(2‬‬ ‫ِب ال ُمح ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫َ )‪(3‬‬ ‫َّ َّ َ َ ُ ُّ ْ ُ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫وقال أيضاً ﴿وأحسِن كما أحسن اَّلل إِ َك وَل تبِْ الفساد ِِف اْلر ِض إِن اَّلل َل ُيِب المف ِسدِين﴾ ‪.‬‬
‫سن َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫اَّللِ قَر ٌ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ ً َ َ َ ً َّ َ ْ َ َ َّ‬ ‫َ ُْ‬
‫ي﴾)‪.(4‬‬ ‫يب م َِن ال ُمح ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال أيضاً ﴿ َوَل تفس ُِدوا ِِف اْلر ِض بعد إِصَلحِها وادعوه خوفا وطمعا إِن رْحت‬
‫ََ ْ‬ ‫ك قَ ْو ُ ُُل ِِف ْ َ‬
‫َع ِِف‬
‫َ َّ‬
‫ِإَوذا تَ َو َّٰل َس َ ٰ‬ ‫ام‬
‫َْ‬ ‫اَّلل َ َ ٰ‬
‫لَع َما ِِف قلبِهِ َو ُه َو أ َُّّل اْل َِص ِ‬ ‫اَّلنْ َيا َوي ُ ْشه ُد َّ َ‬
‫ِ‬
‫اِل َياة ِ ُّ‬ ‫َ ُ ْ ُ َ‬
‫جب‬ ‫اس من يع ِ‬ ‫وقال أيضاً ﴿ َوم َِن اَلَّ ِ‬
‫ْ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ َّ ُ َ ُ ُّ ْ َ َ َ )‪(5‬‬ ‫ُْ َ َ َُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫اْلر ِض ِ َفسِد فِيها ويهل ِك اِلرث والنسل واَّلل َل ُيِب الفساد﴾ ‪.‬‬

‫)‪ (3‬سورة املائدة اآلية ‪.12‬‬


‫)‪ (4‬سورة حممد اآلية ‪.22‬‬
‫)‪ (4‬سورة البقرة اآلية ‪.113‬‬
‫)‪ (5‬سورة يوسف اآلية ‪.10‬‬
‫)‪ (1‬سورة النحل اآلية ‪.10‬‬
‫)‪ (2‬سورة البقرة اآلية ‪.112‬‬
‫)‪ (3‬سورة القصص اآلية ‪.44‬‬
‫)‪ (4‬سورة األعراف اآلية ‪.23‬‬
‫‪203‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َن َوزِ َي َادةٌ﴾)‪.(6‬‬
‫اِل ْس َ ٰ‬ ‫ِين أ ْ‬
‫ح َس ُنوا ُ‬ ‫﴿ل َِّل َ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫وإذا كان معيار اجلودة عند العامل الغريب مادياً صرفاً‪ ،‬فإنه يف اإلسالم دنيوي وآخروي‪ ،‬وقد قال تعاىل﴿إِنا َج َعل َنا َما لَع‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً َّ‬ ‫َْ‬
‫اْل ْر ِض زِ َينة ل َها َلِ َبْل َو ُه ْم أ ُّي ُه ْم أ ْح َس ُن َع َمَل﴾)‪.(7‬‬
‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ُ ْ َ ُّ ُ ْ َ ْ َ ُ َ َ ً )‪(8‬‬ ‫َّ‬
‫وقال تعاىل ﴿اَّلِي خلق الموت واِلياة ِ َبلوكم أيكم أحسن عمَل﴾ ‪ ،‬وهذه اآلية فيها داللة على أن اجلزاء متعلق‬
‫بكيفية األداء‪ ،‬ليعلم اهلل من عاملني أيهم أحسن‪.‬‬
‫ْ َ ْ َّ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ً َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ََُْ‬
‫كما أن اجلودة تتمثل يف عدم تقصري العبد يف مسؤوليته‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿وأوفوا بِالعه ِد إِن العهد َكن مسئوَل وأوفوا الكيل‬
‫ْ ً‬ ‫َ َ َ ٌْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ي َوأ ْح َس ُن تَأوِيَل﴾)‪.(9‬‬ ‫اس ال ُم ْس َتقِي ِم ذٰل ِك خ‬
‫إِذا ِكِ ُت ْم َوزِنوا بِالقِ ْس َط ِ‬
‫ثاني ا‪ :‬التأصيل الشرعي للجودة من السنة النبوية‪:‬‬
‫هناك الكثري من األحاديث النبوية الشريفة الدالة على أن اجلودة حث عليها النيب ‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬
‫قوله ‪ ‬إن اهلل حيب إذا عمل أحدكم عمالً أن يتقنه‪ ،(10) ‬واملقصود باإلتقان اإلخالص يف العمل‪ ،‬أي أن اهلل ال يقبل‬
‫عمل امرئ حىت خيلصه من الرياء‪ ،‬فعلى العامل أن يتقن العمل الذي كلف به سواء كان شرعياً أم دنيوياً‪ ،‬والذي يشمل مجيع‬
‫حاجات اإلنسان‪.‬‬
‫قول النيب ‪ ‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ،(1) ‬هذا احلديث داللة ثبوت املسؤولية يف وظائف اإلنسان مهما‬
‫كانت‪ ،‬سواء كان حاكما أو الرجل يف بيته أو الزوجة على تربية أبناءها أو العامل يف عمله للكسب وغريه‪.‬‬
‫وقول النيب ‪  ‬إن اهلل تبارك كتب اإلحسان على كل شيء‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة‪ ،‬وإذا ذحبتم‪ ،‬فأحسنوا الذحبة‪،‬‬
‫ويلحد أحد شفرته‪ ،‬ولريح ذبيحته‪ ،(2) ‬فاحلديث حيث املسلم على اجلودة واالتقان يف أداء العمل من خالل إحسان الذبح والقتل‬
‫للحيوان‪ ،‬وفيه قيمة حماسبة النفس‪ ،‬ودعا عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه إىل حماسبة النفس‪ ،‬وجعل تقومي اإلنسان ذاته خرياً من‬
‫تقومي اآلخرين له‪ ،‬فقال‪" :‬حاسبوا أنفسكم قبل أن حتاسبوا‪ ،‬وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم"‪.‬‬
‫وقول النيب ‪ ‬إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة اهلل‪ ،‬فله أجره مرتني‪ ،‬فالقيام بالعمل على أحسن وجه وإمتامه‬
‫عبادة تضاعف األجر‪ ،‬ويقصد بالعبد يف هذا احلديث مجيع الفئات املكلفة يف التشريع اإلسالمي‪.‬‬

‫)‪ (5‬سورة البقرة اآلية ‪.302-302‬‬


‫)‪ (6‬سورة يونس اآلية ‪.33‬‬
‫)‪ (7‬سورة الكهف اآلية ‪.4‬‬
‫)‪ (8‬سورة امللك اآلية ‪.3‬‬
‫)‪ (9‬سورة اإلسراء اآلية ‪.22-22‬‬
‫)‪ (10‬أخرجه البيهقي يف شعب اإلميان‪ ،‬باب‪ :‬األمانات وما َيب من أدائها إىل أهلها‪ ،‬حديث‪ ، 2131 :‬حتقيق عبد العلي عبد احلميد حامد‪ ،‬مكتبة الرشد‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي باهلند‪ ،‬ط‪1232( 1‬ه‪3002/‬م)‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪.322-322‬‬
‫)‪ (1‬سبق خترَيه‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬الصيد والذبائح وما يؤكل من احليوان‪ ،‬باب‪ :‬األمر بإحسان الذبح والقتل وحتديد الشفرة‪ ،‬حديث‪ ،1122 :‬شرح النووي‬
‫لصحيح مسلم‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪.12‬‬
‫‪204‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫وقال النيب ‪ ‬الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام الربرة‪.(3) ‬‬
‫وقال أيضاً ‪‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اهلل‪.(4) ‬‬
‫وقال ‪ ‬يف حسن كفن امليت ‪‬إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه‪.(5) ‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬معايير الجودة من المنظور اإلسالمي‪:‬‬
‫ال بد لكل عمل من تقييم ملعرفة مدى جناحه‪ ،‬وميكن أن حنصر املعايري اإلسالمية للجودة يف بعض الضوابط‪ ،‬وهي تنقسم‬
‫إىل معايري دنيوية ومعايري آخروية‪:‬‬
‫أولا‪ :‬المعايير الدنيوية‪:‬‬
‫‪- 1‬الدقة‪:‬‬
‫وهي أن يبلغ اإلنسان جهده وقدرته على أداء األعمال املوكلة إليه‪ ،‬مراعيا يف ذلك الضبط وما حيقق األهداف والغايات‬
‫اخلاصة هبذه األعمال‪ ،‬وتتطلب اجلودة الدقة يف التفكري والتخطيط والتنفيذ‪ ،‬والبحث عن كل األمور اليت هلا عالقة باملفاهيم املراد‬
‫إتقاهنا وإجادهتا؛ بذهنية متوازنة‪ ،‬ولقد أكد الدين اإلسالمي على اإلحسان يف العمل حىت جعل أعلى درجات اإلميان هو‬
‫سن َ‬ ‫ْ‬ ‫اَّلل ُي ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫حس ُِنوا إ َّن َّ َ‬ ‫َ‬
‫اإلحسان‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿ َوأ ْ‬
‫ي﴾‪ ،‬ويقول النيب ‪ ‬إن اهلل كتب اإلحسان يف كل شيء‪ ،‬وعليه‪،‬‬ ‫ِب ال ُمح ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫)‪(6‬‬
‫فإن الدقة يف العمل وإجادته مطلب تقتضيه طبيعة احلياة‪ ،‬وهو قبل كل شيء مطلب شرعي‪.‬‬
‫‪- 3‬اإلتقان‪:‬‬
‫ويقصد به املهارة العالية ألداء األعمال‪ ،‬مع توخي احلذر من الوقوع يف األخطاء‪ ،‬فاجلودة حتتاج إىل إتقان باعتبارها منظمة‬
‫يف إطار أهداف ومقاصد معينة‪ ،‬وحتتوي على العديد من جوانب التطوير والتنمية‪.‬‬
‫واإلتقان هو معيار متيز اجلودة وقوهتا‪ ،‬وإمتام عملية اجلودة حيث اإلسالم على العلم وتطبيق مناهجه‪ ،‬مثل‪ :‬االستقراء‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫واالختبار والتجربة واالستنباط واالستنتاج والتحليل والرتكيب يف كل ما وجد يف هذه احلياة‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿ه َو اَّلِي خل َق لكم َّما‬
‫َ ً )‪(2) (1‬‬ ‫َْ‬
‫ِِف اْل ْر ِض َجِيعا﴾ ‪.‬‬
‫ولقد ورد يف القرآن الكرمي يف عدة مواضع؛ أن التكليف باألعمال منوط بالكفاءة والقدرة على األداء حبسب متطلبات‬
‫َْْ َ ْ َ‬
‫ت الْ َقويُّ‬ ‫العمل‪ ،‬من ذلك ذكر ابنة نيب اهلل شعيب عليه السالم لكفاءة سيدنا موسى ألبيها قائلة ﴿إ َّن َخ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ي َم ِن استأجر‬ ‫ِ‬

‫)‪ (3‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬صالة املسافرين وقصرها‪ ،‬باب‪ :‬فضل املاهر يف القرآن والذي يتتعتع فيه‪ ،‬حديث ‪.412‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬املساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب‪ :‬من أحق باإلمامة‪ ،‬حديث‪ ،342 :‬ج‪ 3‬ص‪.203‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬اجلنائز‪ ،‬باب‪ :‬يف حتسني كفن امليت‪ ،‬حديث‪ ،122 :‬ج‪ 1‬ص‪.12‬‬
‫)‪ (6‬عدنان بن حممد وزان وآخرون‪ ،‬اإلتقان واجلودة النوعية الشاملة يف حضارة اإلسالم‪ ،‬النظرية واملآل‪ ،)pdf( ،‬موقع اجمللس السعودي للجودة‪:‬‬
‫‪ www.sqc.org.sa‬ص‪.34-33‬‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة اآلية ‪.31‬‬
‫)‪ (2‬عدنان بن حممد وزان وآخرون‪ ،‬اإلتقان واجلودة النوعية الشاملة يف حضارة اإلسالم‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪205‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫َ َ ْ ْ‬ ‫ْ َ ُ )‪(3‬‬
‫اج َعل َِن‬ ‫ِي﴾ ‪ ،‬وعندما رشح سيدنا يوسف عليه السالم نفسه لوالية أمر املال واخلزانة‪ ،‬فذكر مؤهالته لذلك قائال‪﴿ :‬قال‬ ‫اْلم‬
‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َٰ َ‬
‫يظ َعل ٌ‬
‫ِيم ﴾)‪.(4‬‬ ‫لَع خ َزائ ِ ِن اْل ْر ِض إ ِ ِّن حفِ‬
‫‪- 2‬الوضوح‪:‬‬
‫يقصد بالوضوح إظهار كل املطالب واحلاجات واملشكالت‪ ،‬اليت تستهدف إجادة العمل وإتقانه‪،‬‬
‫فاجلودة ال ميكن االستفادة منها إذا كانت مبهمة وغري واضحة‪ ،‬والوضوح يساهم يف التنمية والتطور‪ ،‬وقد أكد‬
‫ْ َ‬ ‫ون﴾)‪ ،(5‬وقوله أيضا ﴿ َس ُ ْ َ َ‬ ‫َ َ ٰ َ ُ َ ُ َّ ُ َ ُ ْ َ َ َ َّ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ‬
‫اق َو ِِف‬
‫ُني ِهم آيات ِنا ِِف اْلف ِ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ‬عليه يف كتابه عند قوله ﴿كذل ِك يب ِي اَّلل لكم آياتِهِ لعلكم تشكر‬
‫لَع ُُك َ ٍْ‬
‫َشء َشه ٌ‬ ‫ٰ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ َ‬ ‫َ ُ ْ َ َّ ٰ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ ُّ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫يد ﴾)‪ ،(7) (6‬فإن رسالة اإلسالم واضحة يف تناوهلا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ك‬‫س ِهم حَّت يتبي لهم أنه اِلق ۗ أولم ي ِ ِ ِ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫ب‬ ‫ف‬‫ك‬ ‫أنف ِ‬
‫َش ٍء﴾)‪.(8‬‬ ‫للحياة الروحية االجتماعية واالقتصادية والثقافية والرتبوية والعلمية‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿ َّما فَ َّر ْط َنا ِِف الْك َِتاب مِن َ ْ‬
‫ِ‬

‫‪- 2‬اخلربة‪:‬‬
‫تعترب اخلربة من أهم املعايري اليت َيب االلتزام هبا يف احلكم على معاين اجلودة‪ ،‬فال ميكن أن ترى احلياة التنمية والتطور إال إذا‬
‫تناولت اجلودة أيدي ماهرة خبرية مبدعة؛ ألن التجربة العملية اليت يعيشها اإلنسان يف حياته معقدة ينعكس أثرها على سلوكه‬
‫وأدائه‪ ،‬وإن صور جودة التنمية اإلنسانية ليست عملية قائمة بذاته‪ ،‬بل هي نتاج واقع حياة اجملتمع وثقافته‪ ،‬ومعيار اخلربة أكده‬
‫َ ْ َْ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ ُ ُ ْ َ ْ‬ ‫ُْ َْ َْ َ‬
‫اب﴾ ‪ ،‬وقوله أيضا ﴿فاسأل بِهِ‬‫اإلسالم يف قوله تعاىل ﴿قل هل يستوِي اَّلِين يعلمون واَّلِين َل يعلمون إِنما يتذكر أولو اْلْل ِ‬
‫َ ً )‪(3) (2‬‬
‫خبِيا﴾ ‪.‬‬
‫‪- 2‬الرغبة يف املشاركة‪:‬‬
‫إن تنفيذ اجلودة إلتقان وجتويد العمل وأدائه حيتاج توفر قدر كبري من الرغبة‪ ،‬ليكون املشارك فيها على قدر من االستعداد‬
‫للرتكيز‪ ،‬وأكثر اهتماماً للمشاركة يف صور التنمية والتطوير واإلبداع‪ ،‬والرغبة قد وجهها اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬ويتبني ذلك يف عدة‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِين﴾)‪ ،(4‬فالدين ال يأيت باإلكراه مع ما فيه من قيم وجناة يف الدنيا واآلخرة‪،‬‬
‫مواضع‪ ،‬منها اختيار الدين لقوله تعاىل ﴿َل إِكراه ِِف اَّل ِ‬

‫)‪ (3‬سورة القصص اآلية ‪.3‬‬


‫)‪ (4‬سورة يوسف اآلية ‪.22‬‬
‫)‪ (5‬سورة املائدة اآلية ‪.21‬‬
‫)‪ (6‬سورة فصلت اآلية ‪.22‬‬
‫)‪ (7‬عدنان بن حممد وزان وآخرون‪ ،‬اإلتقان واجلودة النوعية الشاملة يف حضارة اإلسالم‪ ،‬ص‪.32-34‬‬
‫)‪ (8‬سورة األنعام اآلية ‪.22‬‬
‫)‪ (1‬سورة الزمر اآلية ‪.1‬‬
‫)‪ (2‬سورة الفرقان اآلية ‪.21‬‬
‫)‪ (3‬عدنان بن حممد وزان وآخرون‪ ،‬اإلتقان واجلودة النوعية الشاملة يف حضارة اإلسالم‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫)‪ (4‬سورة البقرة اآلية ‪.323‬‬
‫‪206‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫َّ‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫اَّلل َنف ًسا إَِل ُو ْس َع َها﴾)‪ ،(5‬وقوله ‪ ‬اكفلوا من العمل ما تطيقون‪،‬‬ ‫وكذلك ما دونه من أمور احلياة‪ ،‬وقوله تعاىل ﴿َل يُكل ِف‬
‫)‪(7‬‬
‫فإن اهلل ال ميل حىت متلوا)‪.(6‬‬
‫‪- 3‬االستمرارية‪:‬‬
‫ركزت الشريعة اإلسالمية على جودة املقاصد واألهداف يف واقعيتها ومشوهلا وتوازهنا‪ ،‬وأكدت على االستمرارية يف اإلحسان‬
‫والتجويد‪ ،‬مع احلرص على ضرورة مراعاة التنمية والتطوير جملاالت احلياة‪ ،‬وإن النجاح وليد االستمرار واملثابرة‪ ،‬وقد بوب اإلمام‬
‫َ َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ َّ ْ َ ْ‬
‫ب اْلع َما ِل إَِل اَّلل ِ‬ ‫البخاري يف مجع األحاديث النيب ‪ ‬باب مساه‪ ،‬القصد واملدامة يف العمل‪ ،‬وحديث النيب ‪ ‬وأن أح‬
‫َ‬
‫أ ْد َو ُم َها‪.(8) ‬‬
‫ثاني ا‪ :‬معايير أخروية‪:‬‬
‫‪- 1‬الرقابة‪:‬‬
‫ُ ُ َّ‬
‫وتتمثل الرقابة يف احملاسبة اإلهلية‪ ،‬وهي أعلى درجات املسائلة على مستوى الفرد واجلماعة لقوله تعاىل ﴿ َوق ِفوه ْم إِن ُهم‬
‫َّ ْ ُ ُ َ‬
‫ون﴾)‪ ،(9‬فإن مراقبة اهلل ‪ ‬يف مجيع األعمال والتصرفات‪ ،‬والرسول ‪ ‬يف حديث اإلميان يقول عن اإلحسان‪ ،‬الذي يعترب‬ ‫مسئول‬
‫مثرة اإلتقان ‪‬اإلحسان‪ :‬أن تعبد اهلل كأنك تراه‪ ،‬فإن مل تكن تراه فهو يراك‪ ،(10) ‬فاإلميان يريب الضمائر‪ ،‬ويهذب األفعال‪ ،‬وينبت‬
‫جمزي به عند اهلل‪ ،‬وهو الذي ال‬
‫يف قلب املسلم عقيدة اخلوف من اهلل ومراقبته‪ ،‬فما من عمل يقوم به إال وهو حماسب عليه أو ٌ‬
‫يعزب عن علمه وقدرته وسلطانه ذرة يف األرض وال يف السماء إال ويعلمها‪ ،‬وال يضيع عنده عمل عامل مهما قل أو كثر‪ ،‬لقوله‬
‫ََ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ ً ْ َ َ َْ َ‬ ‫َ َ َ ُ َْ َ َ ْ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ‬
‫امةِ فَل تظل ُم نف ٌس شيْئا ِإَون َكن مِثقال َح َب ٍة م ِْن خ ْرد ٍل أتيْ َنا ب ِ َها َوكَف ب ِ َنا‬‫تعاىل ﴿ونضع الموازِين القِسط ِ َو ِم القِي‬
‫َحا ِسب َ‬
‫ي﴾)‪.(1‬‬ ‫ِ‬
‫‪- 3‬املسؤولية‪:‬‬
‫حيث اإلسالم على اإلتقان ألجل الوصول إىل قناعة ممارسة اإلحسان يف مجيع جماالت احلياة‪ ،‬حيث ربطها بأمانة العمل‬
‫واإلخالص فيه‪ ،‬وهي مسؤولية فردية‪ ،‬وإحساس بقيمة العمل ؛ ألن اجلودة يقتضي فيها توفر شروط مفعلة لألداء املتميز دون تفريط‬
‫أو تقصري أو غش أو خداع‪ ،‬لقوله ‪ ‬إن اهلل يقبل من العمل إال ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه‪.(2) ‬‬

‫)‪ (5‬سورة البقرة اآلية ‪.323‬‬


‫)‪ (6‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬التهجد‪ ،‬باب‪ :‬ما يكره من التشديد يف العبادة‪ ،‬حديث‪ ،1121 :‬حتقيق حممد زهري بن ناصر الناصر‪ ،‬دار طوق‬
‫النجاة‪ ،‬ط‪1233(1‬ه)‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪.22‬‬
‫)‪ (7‬اإلتقان واجلودة النوعية الشاملة يف حضارة اإلسالم‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬الرقاق‪ ،‬باب‪ :‬القصد واملدامة يف العمل‪ ،‬حديث‪ ،3232 :‬ج‪ 2‬ص‪.12‬‬
‫)‪ (9‬سورة الصافات اآلية ‪.34‬‬
‫)‪ (10‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬تفسري القرآن‪ ،‬باب‪ :‬قوله‪﴿ :‬إن اهلل عنده علم الساعة﴾‪ ،‬حديث‪ ،2444 :‬ج‪ 3‬ص‪.112‬‬
‫)‪ (1‬سورة األنبياء اآلية ‪.24‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه النسائي يف السنن الصغرى‪ ،‬كتاب‪ :‬اجلهاد‪ ،‬باب‪ :‬من غزا يلتمس األجر والذكر‪ ،‬حديث‪ ،2120 :‬حتقيق عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬مكتب املطبوعات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬حلب‪ ،‬ط‪11203( 3‬ه‪1123/‬م)‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.32‬‬
‫‪207‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫ومحّل اإلسالم املسؤولية لوالة األمور؛ من حكام وعلماء والوالدين لألداء احلسن والرتبية عليه‪ ،‬لقوله ‪ ‬كلكم راع وكلكم‬
‫مسؤول عن رعيته‪ ،‬فاملسؤولية واملسائلة واحملاسبة واالهتمام بدرجة أداء العمل وإتقانه موجودة يف الدين اإلسالمي قبل أن تنطلق‬
‫شعارات اجلودة وما تذهب إليه متطلباهتا يف العصر احلاضر‪ ،‬حيث أن املفاهيم والقيم اإلسالمية هبذا اخلصوص جاءت كاملة شاملة‬
‫لكافة جماالت العمل دون ختصيص أو حتديد‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫اجلودة مطلب طبيعي وأساسي يف حياة اإلنسان؛ ألن احلياة ال ميكن أن تقام سليمة إال يف ظل وجود اجلودة واإلتقان‪ ،‬وإن‬
‫الشريعة اإلسالمية سبقت إىل جودة احلياة كل املنظرين؛ ألن من مقاصدها حتقيق املصاحل ودرء املفاسد‪ ،‬فهي األساس يف قيام‬
‫ضروريات احلياة‪ ،‬وأساس يف حفظ مقومات احلياة‪ ،‬وأساس يف التنمية ويف ضبط األعمال‪ ،‬وأساس يف مواجهة مستجدات العصر‬
‫والصعوبات واملشكالت احلياة‪ ،‬كما أهنا أساس الرقي احلضاري وتطوره‪.‬‬
‫وإن استقامة األعمال وجناحها‪ ،‬وبلوغ األهداف والغايات ال ميكن أن يكون إال باجلودة‪ ،‬وهذا ما يربز اإلبداع يف مجيع‬
‫األعمال يف حياة البشرية‪.‬‬
‫ومعىن اجلودة أصيل يف التشريع اإلسالمي وليس جديداً عليه‪ ،‬وال يكاد ينفك عمل أو خدمة عن اجلودة؛ ألنه مطلب‬
‫أساسي يف اإلسالم؛ وألن الشريعة اإلسالمية جاءت حلفظ املصاحل ودفع املفاسد‪ ،‬فشرع الشارع احلكيم الشريعة ليحقق لإلنسان‬
‫حياة تتسم بالنظام احملكم‪ ،‬فشرع ضوابط وقواعد حتث على مطلب اجلودة واإلتقان‪ ،‬إلعمار األرض وحتقيق العبودية اخلالصة هلل‬
‫ْ َ ْ َ َّ َ َ‬ ‫َّ ُ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ُ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ُ َ ُّ َ َ َ‬ ‫َُ ْ َ ُ َ َ ََ‬
‫ادة ِ‬‫ب والشه‬‫‪ ‬ويكون منه اجلزاء‪ ،‬لقوله تعاىل ﴿وق ِل اعملوا فسيى اَّلل عملكم ورسوُل والمؤمِنون ۖ وسُتدون إ ِ َٰل َعل ِ ِم الغي ِ‬
‫ََُ ُ ُ َ ُ ُْ ََُْ َ‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫فينبِئكم بِما كنتم تعمل‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬حممد مجال الدين بن مكرم‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪3002 ،‬م‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬إبراهيم طه العجلوين‪ :‬إدارة اجلودة الشاملة يف اإلسالم‪ ،‬ورقة حبثية مقدمة إىل املؤمتر العريب األول حول جودة اجلامعات ومتطلبات الرتخيص‬ ‫‪2‬‬
‫واالعتماد‪ ،(pdf) ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد عمر وآخرون‪ :‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1231(1‬ه‪3002/‬م)‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬عليمات صاحل‪ :‬إدارة اجلودة الشاملة يف املؤسسات الرتبوية‪ ،‬التطبيق ومقرتحات التطوير‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪3002 ،‬م‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬البخاري‪ ،‬حممد بن إمساعيل‪ :‬صحيح األدب املفرد‪ ،‬حتقيق حممد ناصر الدين األلباين‪ ،‬دار الصديق للنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫ط‪1212(2‬ه‪1114/‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬البخاري‪ ،‬حممد بن إمساعيل صحيح‪ ،‬حتقيق حممد زهري بن ناصر الناصر‪ ،‬دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪1233(1‬ه)‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬البيهقي‪ ،‬أمحد بن احلسني أبو بكر‪ :‬شعب اإلميان‪ ،‬حتقيق عبد العلي عبد احلميد حامد‪ ،‬مكتبة الرشد للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض بالتعاون مع‬ ‫‪2‬‬
‫الدار السلفية ببومباي باهلند‪ ،‬ط‪1232( 1‬ه‪3002/‬م)‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪ 25 :‬السنة‪5252 :‬‬
‫التوَيري‪ ،‬محود بن عبد اهلل بن محود بن عبد الرمحن‪ :‬غربة اإلسالم‪ ،‬دار الصميعي للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1‬‬ ‫‪- 10‬‬
‫(‪1221‬ه‪3010/‬م)‪.‬‬
‫اجلرجاين علي بن حممد‪ :‬معجم التعريفات‪ ،‬حتقيق صديق املنشاوي‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬الرياض‪( ،‬د ت)‪.‬‬ ‫‪- 11‬‬
‫عبيد بن عبد اهلل السبيعي‪ :‬التأصيل اإلسالمي إلدارة اجلودة الشاملة‪ ،‬جملة عامل الرتبية‪ ،‬املؤسسة العربية لالستثمارات العلمية وتنمية‬ ‫‪- 13‬‬
‫املوارد البشرية‪ ،‬مصر‪ ،‬أكتوبر‪3011 ،‬م‪.‬‬
‫عدنان بن حممد وزان وآخرون‪ :‬اإلتقان واجلودة النوعية الشاملة يف حضارة اإلسالم‪ ،‬النظرية واملآل‪ ،(pdf) ،‬موقع اجمللس السعودي‬ ‫‪- 12‬‬
‫للجودة‪: www.sqc.org.sa‬‬
‫عمر عودة خليل اهلندي‪ :‬اجلودة يف ضوء السنة النبوية (دراسة موضوعية)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية أصول الدين‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‬ ‫‪- 12‬‬
‫بغزة‪ ،‬أكتوبر‪3014 ،‬م‪.‬‬
‫حممد رواس قلعجي وحامد صادق قنييب‪ :‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1122(3‬م)‪.‬‬ ‫‪- 12‬‬
‫مرزوق بن مطر الفهمي‪ :‬درجة إسهام مديري املدارس يف تنمية الوعي بثقافة اجلودة يف مدارس التعليم العام من وجهة نظر مديري‬ ‫‪- 13‬‬
‫املدارس مبحافظة الليث‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪3013/3011 ،‬م‪.‬‬
‫مسلم بن احلجاج النيسابوري‪ :‬صحيح مسلم (املسند الصحيح بنقل العدل عن العدل إىل رسول اهلل ‪ ،‬حتقيق حممد فؤاد عبد‬ ‫‪- 14‬‬
‫الباقي‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪( ،‬د ت)‪.‬‬
‫النسائي‪ ،‬أمحد بن شعيب‪ :‬سنن النسائي الصغرى‪ ، :‬حتقيق عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬مكتب املطبوعات اإلسالمية‪ ،‬حلب‪ ،‬ط‪3‬‬ ‫‪- 12‬‬
‫(‪11203‬ه‪1123/‬م)‪.‬‬
‫النووي‪ :‬حييي بن شرف أبو زكريا‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم‪ ، :‬دار اخلري‪ ،‬دمشق‪ ،‬بريوت‪1213 ،‬ه ‪1113/‬م‪.‬‬ ‫‪- 11‬‬

‫‪209‬‬

You might also like