You are on page 1of 130

‫لة‬ ‫ب ض اف – ال‬ ‫جامعة م‬

‫ل ة العل م اﻹن ان ة واﻻج اع ة‬


‫العل م اﻹن ان ة‬ ‫ق‬

‫قاعدة التيسير ورفع الحرج‬


‫وتطبيقاتها في العبادات‬
‫في العل م اﻹسﻼم ة‬ ‫ات ن ل شهادة ال اس‬ ‫م ة م لة ل ق‬
‫‪ :‬فقﻪ وأص لﻪ‬ ‫ت‬

‫رة‪:‬‬ ‫إش اف ال‬ ‫م إع اد ال ال ة‪:‬‬


‫رح اني ن ة‬ ‫عﻼل ز‬

‫ال ة ال امع ة‪2020/2019 :‬‬


‫بض ف–ا‬ ‫ج‬
‫واﻻج ع‬ ‫م اﻹن ن‬ ‫ا‬
‫م اﻹن ن‬ ‫ا‬ ‫ق‬

‫ق دة ال س ر ورفع الحرج‬
‫و طب ه في ال ب دات‬
‫م اﻹسﻼ‬ ‫يا‬ ‫شه دة ا س‬ ‫تن‬ ‫ة‬
‫‪ :‬ﻪ وأص ﻪ‬

‫رة‪:‬‬ ‫إش اف ا‬ ‫‪:‬‬ ‫إع اد ا‬


‫رح ني ن‬ ‫عﻼل ز‬

‫‪2020/2019 :‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬


‫اﻹﻫ ـ ـ ـ ــﺪاء‬
‫أﻫﺪي ﺛﻤﺮة ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ‬

‫رﻓﻴﻖ درب اﻟﺤﻴﺎة و ﻣﺸﻮار اﻷﻳﺎم ﺣﻔﻈﻪ ﷲ‬

‫اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ اﻟﻜﺮﻳﻤﻴﻦ رﻋﺎﻫﻤﺎ ﷲ‬

‫إﻟﻰ اﻟﻔـﺎﺿﻠﺔ ﺟﺪّة اﻷوﻻد ﺻﺎﻧﻬﺎ ﷲ‪.‬‬

‫أﺑﻨﺎﺋﻲ اﻷﻋﺰاء ﺟﻌﻠﻬﻢ ﷲ ذﺧﺮا ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺴﺪاد و اﻟﺼﻼح‪.‬‬

‫إﻟﻰ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ و ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣﺒّﺔ‬

‫و إﻟﻰ ﻛﻞ اﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﻓﻲ درب اﻟﻌﻠﻢ و اﻟﻌﻤﻞ و اﻟﻌﻄﺎء‪.‬‬


‫ﺷﻜـ ـﺮ و ﻋﺮﻓ ـ ـﺎن‬

‫ﺑﻌﺪ ﺷﻜﺮ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ و ﺣﻤﺪﻩ‬


‫ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻲ أن أﺗﻮﺟّﻪ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺸﻜﺮ و اﻻﻣﺘﻨﺎن ﻟﻸﺳﺘﺎذة اﻟﻔـﺎﺿﻠﺔ و اﻷﺧﺖ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮرة‬
‫" رﺣﻤﺎﻧﻲ ﻧﺠﻴّﺔ "‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺑﺬﻟﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ و ﻣﺎ أﺳﺪت ﻣﻦ ﻧﺼﺢ ﻓﻲ إﻃﺎر إﺷﺮاﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺚ ﻓـﻠﻬﺎ ﻣﻨّـﺎ ﺧﺎﻟﺺ‬
‫اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ و اﻟﺴﺪاد ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﺗﻮﺟّﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ إﻟﻰ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ إدارة و أﺳﺎﺗﺬة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ و اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻرﺗﻘـﺎء ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ و ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﺧﺗﺻرات اﻟﺑﺣث‬

‫ال م‬ ‫اﻹس‬

‫ج‬ ‫ال ء‬
‫ص‬ ‫ال ف ة‬
‫د‬ ‫عة‬ ‫دون رق‬
‫دت‬ ‫دون تارخ لل‬
‫دمن‬ ‫دون م ان لل‬
‫دتم‬ ‫دون تارخ وم ان ال‬
‫م‬ ‫ال ﻼد‬
‫ﻫـ‬ ‫اله‬
‫مقدمة‬

‫‪0‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫الحمد هلل الذي تتم بنعمته الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على خاتم األنبياء و المرسلين و على آله‬
‫و صحبه أجمعين‪ .‬سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم‪.‬‬

‫وبعد‪:‬‬

‫فقد شرع هللا تعالى الشريعة اإلسالمية لتسع حياة اإلنسان من كل جوانبها ‪ ،‬وحياة المجتمع اإلنساني‬
‫متن هللا تعالى بها على عباده و وصفها بالكمال فقال ‪ " :‬اْلَي ْو َم أَ ْك َمْلت َلك ْم ِديَنك ْم َوأَ ْت َم ْمت‬ ‫بكل أبعادها‪ ،‬وا ّ‬
‫اْل ْس ََل َم ِديًنا" ] المائدة ‪.[3:‬‬
‫َعَل ْيك ْم ِن ْع َم ِتي َوَر ِضيت َلكم ِْ‬

‫لما استظلوا بظالل أحكامها‬‫بل هي نعمة النعم‪ ،‬بها انتظمت حياة المسلمين واستقامت أمورهم ّ‬
‫وقويهم‪ ،‬فقيرهم وغنيهم‪ ،‬عالمهم وجاهلهم‪ ،‬فخرجوا بها من ضيق الدنيا إلى وسع اإلسالم‬
‫الوارفة‪ ،‬ضعيفهم ّ‬
‫فأصبحوا هداة األمم بعدما كانوا رعاة غنم‪.‬‬

‫واإلسالم بما له من مبادئ وأصول أكسبته الكثير من الخصائص‪ ،‬لعل من أبرزها اليسر والسماحة‬
‫ميسرة للفهم‪ ،‬وأحكام الشريعة ميسرة للتفعيل والتطبيق في جميع‬
‫ميسر للذكر‪ ،‬وأمور العقيدة ّ‬
‫‪ .‬فالقرآن ّ‬
‫األبواب ومخلتف المجاالت‪ .‬والعبادات من أبواب الشريعة التي سرت فيها روح التيسير في أحكامها ورفع‬
‫الحرج عن المكلفين بما يمكنهم من أدائها بخضوع وخشوع وكمال‪.‬‬

‫وا نطالقا من هذه المفاهيم جاء هذا البحث الذي يتضمن إحدى القواعد الفقهيةالجليلة والموسوم بـ‪:‬‬

‫قاعدة التيسير ورفع الحرج وتطبيقاتها في العبادات‪.‬‬

‫هذه القاعدة التي تنطوي على معاني التيسير في التكاليف الشرعية‪ ،‬والتي ستكون موضع البيان و التوضيح‬
‫من خالل هذا البحث‪.‬‬

‫أ‬
‫‪ -1‬أهمية موضوع البحث‪:‬‬

‫عدة أمور من أهمها‪:‬‬


‫تبرز أهمية الموضوع من خالل ّ‬

‫أ‪ -‬كون اليسر من خصائص الشريعة وسماتها التي طبعت أحكامها ليس في العبادات فقط‪ ،‬ولكن في‬
‫باقي األبواب من معامالت وجنايات وغيرها‪ ،‬هي الخاصية التي لها عالقة مباشرة برفع الحرج عن الناس‬
‫ودفع المشقة عنهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬وتتضح هذه األهمية أيضا من خالل العالقة الوثيقة بين موضوع البحث وعلم الفقه الذي يعتبر اإلطار‬
‫العلمي لألحكام الشرعية العملية‪ ،‬وما يتعلق بأفعال المكلفين‪ ،‬من خالل بيان األحكام المنبثقة عن هذه‬
‫القاعدة و تطبيقاتها في مجال العبادات‪.‬‬

‫ج‪ -‬كما أن موضوع البحث مرتبط بشكل أساسي بعلم القواعد الفقهية‪ ،‬الذي انتظم الفروع الفقهية بشكل‬
‫يخدم الفقه‪ ،‬مما يسهل على الفقهاء فهم المسائل واإلحاطة بجوانبها و تكوين الرؤية الشرعية الصحيحة‪.‬‬

‫‪ -2‬أسباب اختيار موضوع البحث‪:‬‬

‫يعود اختيار موضوع البحث إلى أسباب منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرغبة الشخصية في تناول هذا الموضوع بالبحث واالستقصاء ألهميته التي جاء بيانها‪ ،‬كما أن البحث‬
‫في مثل هذه المواضيع يوسع أفق الباحث خاصة في مسائل الفقه‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحاجة إلى بيان أن اليسر الذي جاء في أحكام الشريعة من أخص ميزاتها‪ ،‬وأن تخفيفات الشرع و‬
‫رخصه ما هي إال صورة لهذا التيسير مراعاة لمصالح الناس إذا كان ضمن الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلسهام في بيان أهمية القواعد الفقهية عموما‪ ،‬وقاعدة التيسير و رفع الحرج خصوصا‪ ،‬من خالل‬
‫تبيين ماهيتها و ضوابط العمل بها و تطبيقاتها خاصة في باب العبادات‪.‬‬

‫ه‪-‬الرغبة في بيان أن التشدد في أمور الدين ليس من الدين في شيء‪ ،‬وأنه منافي للفطرة و بعيد عن الفهم‬
‫الصحيح لما جاءت به الشريعة‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمة‬

‫‪ -3‬أهداف البحث‪:‬‬

‫يمكن إجمال أهم أهداف البحث في النقاط التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬بيان حقيقة التيسير في أحكام الشريعة وأنه من سماتها وخصائصها‪ ،‬واألخذ به من عوامل رفع الحرج‬
‫عن الناس و مراعاة مصالحهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬تبيين العالقة بين رفع الحرج و مقاصد الشريعة‪.‬‬

‫ج‪ -‬تعزيز فهم القواعد الفقهية عموما وقاعدة التيسير ورفع الحرج خصوصا‪ ،‬وصور العمل بها و تفعيلها‪.‬‬

‫د‪ -‬تصحيح المفاهيم المغلوطة حول األخذ بالتيسير ضمن رؤية فقهية صحيحة‪ ،‬حتى ال يكون ذريعة‬
‫للتساهل في أمور الشريعة و التملص من تكاليفها‪.‬‬

‫ه‪ -‬الوقوف على مدى تفعيل العلماء لقاعدة التيسير و رفع الحرج و تطبيقها على المستجدات و الوقائع‬
‫المعاصرة‪.‬‬

‫‪ -4‬إشكالية موضوع البحث‬

‫تم بيانه من أهمية الموضوع‪ ،‬ومن خالل األهداف المسطرة‪ ،‬فإن اإلشكالية األساس لهذا‬
‫على ضوء ما ّ‬
‫البحث تتبلور حول حقيقة قاعدة التيسير ورفع الحرج في الشريعة اإلسالمية ومدى تأثيرها في أحكام‬
‫العبادات بما فيها النوازل والمستجدات‪.‬‬

‫و يتفرع عن هذا اإلشكال التساؤالت التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬إلى أي مدى يمكن اعتبار التيسير و رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية في تقرير األحكام الشرعية؟‬

‫ب‪-‬هل يمكن أن يكون األخذ بالتيسير مدخال للتهاون والتفّلت من تكاليف الشرع؟‬

‫مستجدات العصر و وقائعه؟‬


‫ّ‬ ‫ج‪ -‬كيف يمكن إعمال قاعدة التيسير ورفع الحرج و تطبيقها على‬

‫‪1‬‬
‫‪ -5‬المنهج المعتمد للبحث‪:‬‬

‫يغلب على هذا البحث المنهج الوصفي من خالل التعريف بقاعدة التيسير ورفع الحرج والتأصيل‬
‫لها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه وعالقة هذا المبدأ بمقاصد الشريعة‪ ،‬ثم وصف أثر ذلك على أحكام‬
‫العبادات من خالل نماذج متنوعة مع التحليل والمقارنة إذا تطلب األمر ذلك‪.‬‬

‫‪ -6‬الدراسات السابقة في موضوع البحث‪:‬‬

‫من أهم الدراسات التي وقفت عليها أثناء إعدادي لهذا البحث مما له عالقة مباشرة بالموضوع أذكرها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫الدراسة الولى‪ :‬لصالح بن عبد هللا بن حميد بعنوان رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية‪ -‬ضوابطه‬
‫و تطبيقاته ‪ -‬رسالة دكتوراه في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة اإلسالمية فرع فقه وأصول‪ ،‬جامعة أم‬
‫القرى ‪ ،‬سنة ‪1982-1981‬م‪.‬‬

‫تناولت هذه الدراسة مسألة رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية في مختلف أبوابها‪ ،‬معتمدة المنهج الوصفي‬
‫التحليلي‪ .‬وقد ختم الباحث دراسته في الكالم عن العالقة بين األجر والمشقة فكان من نتائج بحثه أن‬
‫المشقة ليست مناطا لألجر‪ ،‬كما خلص إلى أن المقصود من التكليف هو حصول الطاعة وتحقيق مقاصد‬
‫الشرع‪ .‬وقد تقاطعت هذه الدراسة مع موضوع بحثنا في تناولها لمسألة رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية‬
‫مع التأصيل لها وذكر أسبابها‪ .‬أما وجه االختالف األساسي فيكمن في أن دراسة الباحث كانت في التيسير‬
‫في أبواب الشريعة ككل‪ ،‬بينما تمحور موضوع بحثنا حول رفع الحرج في باب العبادات‬

‫الدراسة الثانية‪ :‬لطاهر بن الصادق األنصاري بعنوان‪ :‬التيسير في العبادات‪ ،‬رسالة دكتوراه في‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة و الدراسات اإلسالمية فرع الكتاب و السنة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬سنة‬
‫‪ .1984-1983‬تطرقت الدراسة إلى موضوع التيسير في العبادات و ما جاء فيها من أحكام‪ ،‬و هي دراسة‬
‫نظرية تطبيقية اعتمد فيها الباحث أساسا على المنهج الوصفي في بيان الحقائق و دراسة الظواهر‪ ،‬من‬
‫نتائج هذه الدراسة أن الشرع جاء مشتمال على التيسير بدون استثناء‪.‬‬

‫د‬
‫ومنها أيضا إمكانية الترجيح لجانب التيسير في كثير من المسائل المختلف فيها‪.‬‬

‫ومن أوجه اإلتفاق بين الدراستين تناول كل منها التيسير في العبادات مع التأصيل لذلك وبيان‬
‫بعض صور التيسير فيها‪ ،‬أما أوجه االختالف فتكمن في أن دراستنا كانت من منطلق قاعدة من القواعد‬
‫الفقهية العظيمة و بالتالي كانت مفاهيم القواعد الفقهية من محاور بحثنا‪ ،‬بينما خلت منه دراسة الباحث‪،‬‬
‫كما اعتنينا في بحثنا بالتطبيقات المعاصرة بينما لم تأت دراسة الباحث على ذكر هذه التطبيقات المعاصرة‪.‬‬

‫الدراسة الثالثة‪ :‬لـعبد هللا بن إبراهيم الطويل بعنوان‪ :‬منهج التيسير المعاصر‪ -‬دراسة تحليلية رسالة‬
‫ماجستير كلية الشريعة قسم الثقافة اإلسالمية جامعة محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬سنة ‪1425‬ه‪.‬‬

‫مبرز لمعوامله وأسبابه و آثاره‪.‬‬


‫ا‬ ‫عالج الباحث في دراستة مسألة منهج التيسير المعاصر‬

‫وهي دراسة نظرية تطبيقية اعتمد فيها على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬و كذا المنهج النقدي للوصول‬
‫إلى الحقائق‪ ،‬ومما خلص إليه الباحث في دراسته أن لهذا المنهج جذور تاريخية ونفسية وفكرية فهو ليس‬
‫البين والتيسير المفرط من أصحابه‬
‫جديدا برمته‪ .‬ومن النتائج أيضا أن في تطبيقات هذا المنهج التجاوز ّ‬
‫ومناصريه‪.‬‬

‫هذا ومن أوجه اإلتفاق بين الدراستين معالجة موضوع اليسر في الشريعة مع بيان لبعض النماذج‬
‫التطبيقية المعاصرة‪ .‬ومن أوجه اال ختالف أن موضوع بحثنا محوره األساسي التيسير في العبادات إنطالقا‬
‫من قاعدة رفع الحرج‪ ،‬والتطبيقات جاءت في هذا الباب بينما التطبيقات في دراسة الباحث شملت العبادات‬
‫والمعامالت المالية واألسرة والعقوبات‪.‬‬

‫‪ -8‬الخطة العامة لموضوع البحث‪:‬‬

‫تكونت خطة البحث من مقدمة وفصلين وخاتمة‪.‬‬

‫هـ‬
‫المقدمة احتوت على تمهيد مع بيان ألهمية الدراسة وأهدافها وأسباب اختيار الموضوع والدراسات السابقة‬
‫مع إبراز إشكالية الموضوع‪ ،‬والمنهج المتبع في إنجاز البحث وأخي ار عرض لخطة البحث‪.‬‬

‫خصص للتعريف بقاعدة التيسير ورفع الحرج والتأصيل الشرعي لها مع بيان أسبابها‬
‫أما الفصل األول فقد ّ‬
‫من خالل مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول تناول حقيقة رفع الحرج و بيان أدلته‪ ،‬بينما المبحث الثاني فتطرق إلى أسباب التخفيف‬
‫وضوابطه‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني‪ :‬فقد كان في تطبيقات القاعدة في العبادات مع ذكر بعض النماذج المعاصرة‪.‬‬

‫من خالل مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول تطرق إلى تطبيقات القاعدة في الصالة والزكاة‪ .‬بينما المبحث الثاني تناول تطبيقات القاعدة‬
‫في الصوم والحج‬

‫وقد تم إنجاز هذا البحث في إطار المعايير التي جاءت في الدليل المنهجي إلعداد مذكرة الماستر‬
‫المعد من طرف قسم العلوم اإلسالمية ‪ -‬كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية جامعة محمد بوضياف جامعة‬
‫المسيلة‪ ،‬غير أننا في جانب الفهرس اعتمدنا على تصنيف المصادر والمراجع إلى أبواب بخالف ما جاء‬
‫في الدليل المنهجي في إتباع الترتيب األلف بائي‪.‬‬

‫هذا و هللا نسأل أن نكون في مراتع العلم من الناهلين و في مدارج العمل النافع من السالكين‪.‬‬

‫و‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫الفصل الول‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب‬
‫رفع الحرج وضوابطه‬
‫ويحتوي على مبحثين‪:‬‬
‫المبحث الول‪:‬‬

‫حقيقة رفع الحرج وأدلته‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫أسباب رفع الحرج وضوابطه‬

‫أ‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫لقد جاءت التكاليف الشرعية من أجل أن تنتظم حياة اإلنسان فيسودها الخير والطمأنينة‪ ،‬سواء في‬
‫عالقته مع ربه أو مع الناس‪ ،‬فقد بني الشرع اإلسالمي مبنيا على أسس لها من السمات ما يجعلها صالحة‬
‫البقاء‪ ،‬وبما يحقق السعادة في الدارين‪ ،‬ومن هذه السمات خلوها من كل مايدعو إلى الحرج والمشقة‪،‬‬
‫وسنتناول في هذا الفصل مفهوم قاعدة التيسير ورفع الحرج والتطرق ألهم أدلة رفع الحرج و أسبابه في‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬من خالل مبحثين‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫المبحث ال ول‪ :‬حقيقه رفع الحرج و أدلته‬


‫لكي تتضح معالم رفع الحرج‪ ،‬البد من معرفة حقيقته‪ ،‬هذه الحقيقة التي تبرز في كثير من المعاني‪،‬‬
‫لعل من أبرزها الوقوف على مدلول رفع الحرج من جهة‪ ،‬و بيان دالئله من جهة أخرى‪ ،‬وهذا ما سنتناوله‬
‫في هذا المبحث‪ ،‬من خالل مطلبين كاآلتي‪:‬‬

‫المطلب ال ول‪ :‬ماهية رفع الحرج وعَلقته بالمشقة‬


‫نسلط الضوء في هذا المطلب على معنى القاعدة من خالل بيان لمفرداتها ومدى صلتها بمفهوم‬
‫المشقة‬

‫الفرع ال ول‪ :‬التعريف بالمصطلحات‬

‫أوال‪ :‬تعريف القاعدة لغه واصطَلحا‬


‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬القاعدة من البناء هي أساسه‪.‬‬

‫وردت كلمة القواعد ثالث مرات في القرآن الكريم ‪ ،‬إثنتان منهما بمعنى األساس أو الجذر ومن ذلك قوله‬
‫الس ِميع اْل َعلِيم ) [البقرة ‪:‬‬ ‫اعد ِمن اْلبي ِت واِسم ِ‬
‫اعيل َرَّبَنا َت َقَّب ْل ِمَّنا ِإَّنك أَْن َت َّ‬ ‫تعالى ‪ ( :‬واِ ْذ يرَفع ِإبر ِ‬
‫اهيم اْلَقو ِ‬
‫َ َْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َْ‬
‫‪2‬‬
‫‪.[127‬‬

‫اع ِد )]النحل ‪.[26 :‬‬


‫َّللا بْنياَنهم ِمن اْلَقو ِ‬
‫َ َ‬ ‫واآليتان األخريان هما‪َ ( :‬فأ ََتى َّ َ‬
‫ِ‬ ‫اء َّ ِ‬ ‫النس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الَل تي َالَيْرجو َن ن َك ً‬
‫احا) ]النور‪ [60 :‬فهذه اآلية ال تعني األساس أو‬ ‫وقوله تعالى ( َواْلَق َواعد م َن َ‬
‫الجذر‪ .‬إذن المعنى اللغوي للقاعدة هو األساس‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اصطَلحا‪ :‬القاعدة هي األمر الكلي الذي ينطبق عليه جزئيات كثيره يفهم أحكامها منها‪.‬‬

‫‪ -1‬مجمع اللغة العربية ‪،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪،‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬ط‪ ،2004 ،4‬مادة قعد ‪،‬ص‪.748‬‬
‫‪ - 2‬فرج علي الفقيه حسين‪ ،‬مظاهر التيسير ورفع الحرج في الشريعة اإلسالمية‪ :‬دار قتيبة‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -3‬تاج الدين السبكي‪ :‬عبد الوهاب بن على ابن عبد الكافى (ت‪771:‬ه) ‪ ،‬األشباه والنظائر ‪ ،‬تحقيق عادل أحمد عبد الموجود و علي محمد‬
‫معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،، 1،1991‬ص‪.11‬‬
‫‪9‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫ويعرفها مصطفى الزرقا‪ :‬هي أصول فقهية في نصوص موجزة دستورية تتضمن أحكام تشريعية عامة في‬
‫‪1‬‬
‫الحوادث التي تدخل تحت موضوعها‪.‬‬

‫لم تنشأ القواعد الفقهية دفعة واحدة في وقت واحد‪ ،‬وانما تكونت مفاهيمها بالتدرج في عصور تدوين‬
‫الفقه على يد كبار العلماء‪ ،‬وفقهاء األحناف هم أول من قعد القواعد الفقهية وصاغها قبل أن يصوغها‬
‫غيرهم من الفقهاء‪ ،‬وعنهم نقل بعض الفقهاء‪. 2‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف التيسير‬


‫‪3‬‬
‫لغة‪ :‬من اليسر وهو السهوله ‪ ،‬وتيسر واستيسر ‪ :‬تسهل و يسره ‪ :‬سهله‪.‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬قريب من المعنى اللغوي أي السهولة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعريف الحرج‬

‫لغة‪ :‬الحرج بالفتح‪ :‬المكان الضيق كثير الشجر‪.4‬‬

‫والحرج بكسر الحاء‪ :‬اإلثم ‪ ،‬ويقال ليلة محراج أي شديدة القر والتحريج أي التضييق‪.‬‬

‫ورفع الحرج في االصطالح هو منع وقوع أو بقاء الحرج على العباد‪ ،‬بمعنى حصوله ابتداء‪ ،‬أو‬
‫‪5‬‬
‫بتخفيفه أو بتداركه بعد تحقق أسبابه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عَلقة رفع الحرج بالمشقة‬

‫أوال‪ :‬تعريف المشقة‬

‫‪-1‬مصطفى أحمد الزرقا ‪ ،‬المدخل الفقهي العام ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،2004 ،2‬ص ‪.965‬‬
‫‪-2‬فرج علي الفقيه حسين ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪-3‬الفيروزآبادي ‪ :‬مجد الدين محمد بن يعقوب(ت‪1291 :‬ه)‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬مراجعة أنس محمد الشامى و زكريا جابر أحمد‪(،‬دط)‪،2008،‬‬
‫ص‪.791‬‬
‫‪-4‬الفيروزآبادي‪،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.345‬‬
‫‪-5‬يعقوب عبد الوهاب الباحسين‪ ،‬رفع الحرج فى الشريعة اإلسالمية دراسة أصولية تأصيلية‪ ،‬مكتبة الرشد الرياض‪،‬ط‪2001، 4‬ص‪.48‬‬
‫‪10‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫لغة‪:‬يقال شق عليه األمر شقا ومشقة أي صعب‪ ،‬وشق عليه أي أوقعه في المشقة‪ ،‬والشق من كل شيء‬
‫‪1‬‬
‫نصفه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اصطَلحا‪ :‬ومن المعنى اللغوى يتضح أن العمل الشاق هو الذى فيه صعوبة و شدة وثقل عند القيام به‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع المشقة‬

‫‪-1‬المشقة المعتادة‬

‫الواقع أن أي فعل ال يخلو من مشقة ‪ ،‬فالمشقة من لوازم التكليف‪ ،‬ولكن إذا كانت مشقة معتادة‬
‫تطيقها النفس البشرية فال يلتفت إليها‪ ،‬والتكون حائالا دون التكليف‪ 3.‬وهي مشقة تدخل فى دائرة‬
‫االستطاعة‪،‬وهذا ما يميز جل التكاليف الشرعية التى جاءت بما يتوافق مع وسع اإلنسان لقوله تعالى ( َال‬
‫ي َكلِف َّ‬
‫َّللا َن ْف ًسا ِإَّال و ْس َع َها)] البقرة ‪ ،[286 :‬بل إن األعمال الدنيوية بما فيها كسب المعاش فيها كلفة‪ ،‬بل‬
‫‪4‬‬
‫كلف ال تخفى‪ ،‬لكنها التخرج بأي حال عن حدود المعتاد وال يتقاعس الناس من أجلها عن العمل‪.‬‬

‫وتختلف هذه المشقة المعتادة بحسب طبيعة العمل‪ ،‬وحال المكلف والظروف المحيطة ‪ ،‬فليست‬
‫المشقة في الصالة كمثلها في الصيام وال المشقة في الصيام‪ ،‬كمثلها في الحج‪ ،‬ونحو ذلك من تكاليف‬
‫الشرع‪.‬‬

‫وكما تتفاوت األعمال فيما بينها في ذاتها كذلك يأتي االختالف بسبب اختالف الظروف الزمنية والمكانية‬
‫‪ ،‬فليس إسباغ الوضوء في زمن الشتاء كإسباغه في الزمن المعتدل ‪ ،‬وال القيام إلى الصالة في قصر الليل‬
‫‪5‬‬
‫أو في شدة البرد‪ ،‬كمثله حين طوله واعتداله‪.‬‬

‫‪ - 1‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.877‬‬


‫‪ -2‬صالح بن عبد هللا بن حميد‪ ،‬رفع الحرج فى الشريعة اإلسالمية ضوابطه وتطبيقاته‪،‬رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الشريعة‬
‫اإلسالمية‪،‬كلية الشريعة و الدراسات اإلسالمية‪ ،‬قسم الدراسات العليا‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،1982-1981،‬ص‪.24‬‬
‫‪-3‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪،‬مؤسسة الرسالة ناشرون ‪ ،‬بيروت‪(،‬د ط ) ‪ ،2014،‬ص‪.74‬‬
‫‪ - 4‬صالح بن عبد هللا بن حميد ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ - 5‬الشاطبي‪ :‬أبى اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمى ( ت‪790 :‬ه)‪ ،‬تقديم بكر بن عبد هللا أبو زيد‪ ،‬الموافقات‪ ،‬دار ابن عفان‪،‬‬
‫المملكة العربيه السعوديه‪ ،1997 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪11‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫‪ -2‬المشقة غير المعتادة ‪:‬‬

‫تطر على المكلف أحيانا ظروف خاصة في بدنه‪ ،‬أو ماله أو غيرها‪ ،‬مما يجعل في القيام ببعض‬
‫قد أ‬
‫األعمال والتكاليف حالة من الحرج والمشقة‪ ،‬كالصيام في حالة السفر والمرض‪ ،‬واإلكراه على كلمة الكفر‪،‬‬
‫ففي هذه األ حوال دفع الشارع الحكيم هذه المشقات بالرخص التي شرعها‪ ،‬فأباح للمكلف ترك األفعال‬
‫‪1‬‬
‫الواجبة واتيان األفعال المحظورة دفعا للمشقات ورفعا للحرج‪.‬‬

‫فكلما اشتدت المشقة كانت أدعى للتخفيف ومراعاة التيسير‪ ،‬كالوصال في الصوم‪ ،‬ففي القيام به‬
‫خروج عن المعتاد‪ ،‬يؤدي إلى إرهاق البدن‪ ،‬فهذه المشاق التي ال يقدر عليها سواء كانت من قبل ما ال‬
‫يطاق أو كانت من قبل ما يطاق‪ ،‬لكنها غير معتادة ومفضيةإلى الملل والسآمة‪ ،‬وربما إلى ترك التكليف‬
‫‪2‬‬
‫من أصله‪.‬‬

‫فالمشقه العظيمه كمشقة الخوف على النفوس واألطراف ومنافع األطراف‪ ،‬فهذه مشقة موجبة‬
‫للتخفيف والترخيص‪ ،‬ألن حفظ المهج واألطراف إلقامة مصالح الدارين أولى من تعريضها للفوات في‬
‫‪3‬‬
‫عبادة أو عبادات تفوت أمثالها‪.‬‬

‫‪ -3‬مشاق واقعة بين هاتين المشقتين‪:‬‬

‫فال ترتقي في شدتها إلى المشقة العظيمة‪ ،‬كما أنها ليست بالخفيفة أو المعتادة‪ ،‬بحيث ال أثر لها‬
‫في إسقاط العبادات والتكاليف‪ ،‬فما دنا منها من المشقة أوجب التخفيف‪ ،‬وما دنا منها من المشقة الدنيا‬
‫لم يوجب التخفيف إال عند أهل الظاهر كالحمى الخفيفة ووجع الضرس اليسير‪ ،‬وما وقع بين هاتين‬
‫‪4‬‬
‫المرتبتين مختلف فيه‪ ،‬فكلما قارب العليا كان أولى بالتخفيف وكلما قارب الدنيا كان أولى بعدم التخفيف‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬


‫‪ -2‬نور الدين بن مختار الخادمي‪ ،‬علم المقاصد الشرعيه‪ ،‬مكتبه العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص ‪.123‬‬
‫‪ - 3‬العز ابن عبد السالم‪ :‬عز الدين عبد العزيز( ت‪660 :‬ه)‪ ،‬القواعد الكبرى‪ ،‬تحقيق نزيه كمال حماد و عثمان جمعة ضميرية‪ ،‬دار القلم‪،‬‬
‫دمشق‪ ( ،‬د ط )‪ ،2000 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 4‬العز بن عبد السالم‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪12‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫ثالثا‪ :‬دفع المشقة ال يعني ترك التكليف أو التهاون فيه‬

‫إذا كان التيسير من القواعد التي جاءت لتسهيل مصالح الناس‪ ،‬فال يعني ذلك اإلخالل بأحكام‬
‫الشريعة‪ ،‬فالقول بأن دين هللا يسر ومخفف‪ ،‬وبأن الحرج مرفوع ومدفوع‪ ،‬ال يعني إطالقا ترك التكليف أو‬
‫التهاون فيه بترك بعض الواجبات‪ ،‬وتغيير أوقاتها‪ ،‬أو كيفياتها ومقاصدها‪ ،‬استجابه لهوى النفس‬
‫وشهواتها أو لضغط الواقع والحياة‪ ،‬أولرغبات بعض الناس وميوالتهم‪ ،‬قصد ترضيتهم وجلب عواطفهم‪،‬‬
‫ذلك‪1.‬‬ ‫ومكرماتهم وما أشبه‬

‫وهذا الفهم غير الصحيح لدفع المشقة ورفع الحرج يمكن أن يتجلى في أمور من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬تتبع الرخص‬
‫أ‪ -‬تعريف‪:‬‬

‫الرخصة لغة‪ :‬الرخصة لغة التسهيل‪ ،2‬فالرخصة يراد بها التخفيف والتيسير‪.‬‬

‫‪-‬اصطَلحا‪ :‬يقول الغزالي‪ 3.‬هو عبارة عما وسع للمكلف في فعله لعذر وعجز منه‪ ،‬مع قيام السبب‬
‫‪4‬‬
‫المحرم‬

‫ويمكن تعريف الرخصة أيضا بالحكم الثابت على خالف الدليل القائم لعذر شاق‪.5‬‬

‫ب‪ -‬الخذ بالرخصة ال يعني اتباع الهوى وتجاوز أحكام الشريعة‬

‫مما سبق يتبين أن الرخصة ما شرع لعذر استثناءا من أصل كلي‪ ،‬فالذي يتلمس التخفيفات ويتتبع‬
‫مواطن الرخص‪ ،‬ورفع الحرج بعيدا عن الغاية الحقيقية من تمام العبودية‪ ،‬وخالص الخضوع والطاعة هلل‬

‫‪ - 1‬نور الدين الخادمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫الفيروزبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.628‬‬
‫آ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ - 3‬هو ابو حامد الغزالي‪ ،‬فقيه وأصولي وفيلسوف‪ ،‬من مؤلفاته إحياء علوم الدين‪.‬‬
‫أبو حامد الغزالي (ت‪505 :‬ه) المستصفى من علم األصول‪ ،‬اعتناء ناجي سويد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪( ،‬د ط)‪( ،‬د ت ن)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪.134‬‬
‫‪ - 5‬علي أبو بصل‪" ،‬المشقة تجلب التيسير"‪ ،‬مجلة الحكمة‪ ،‬العدد‪( ،97‬د م ن)‪ 1419 ،‬ه‪ ،‬ص‪.413‬‬
‫‪13‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫وحده‪ ،‬وسعي في جلب المصالح و درء المفاسد‪ ،‬وانما غايته أن يأخذ بالسهل من األمور‪ ،‬الذي قد يؤدي‬
‫إلى االنسالخ من األحكام واإلبتعاد عن الشرع‪ ،‬والتهاون في مسائل الحالل والحرام في المطاعم والمشارب‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والمعامالت المالية وغيرها‪ ،‬مدعين أن ال حرج في الدين‪ ،‬فقد أخطا وضل السبيل‪.‬‬

‫فإذا صار المكلف في كل مسألة عنت له يتبع رخص المذاهب وكل قول وافق هواه‪ ،‬فقد خلع ربقة‬
‫‪2‬‬
‫التقوى ‪ ،‬وتمادى في متابعة و نقض ما أبرمه الشارع و أخر ما قدمه وأمثال ذلك كثيرة‪.‬‬

‫‪ -2‬التحايل على أحكام الشريعة‬


‫أ‪ -‬تعريف‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫لغة‪ :‬التحايل من الحيلة وهي لغة الحذق‪ ،‬وجودة النظروالقدرة على دقة التصرف‬
‫‪4‬‬
‫اصطَلحا‪ :‬هي تقديم عمل ظاهره الجواز‪ ،‬إلبطال حكم شرعي‪ ،‬وتحويله في الظاهر إلى حكم آخر‬

‫كالواهب ماله عند أرس الحول ف ار ار من الزكاة‪ ،‬وهي تطلق على الطرق الخفية التي يتوصل بها إلى الغرض‬
‫المذموم شرعا أو عقال أو عادة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أقسام التحايل‪ :‬يقسمها العلماء إلى قسمين رئيسيين‪ :‬جائزة شرعا وغير جائزة‪.‬‬

‫‪-‬الجائزة شرعا‪ :‬وهي التي يقصد بها التوصل إلى الحالل‪،‬أو فعل واجب أوترك حرام أو إثبات حق أو‬
‫دفع باطل ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪-‬الحيل المحرمة شرعا‪ :‬وهي ما كان المقصود منها محرما أو محظو ار كإسقاط واجب أو استحالل حرام‬
‫أو تحريم حالل أو إبطال حق أو إثبات باطل ‪ ،‬وهي الحيل التي تهدم أصال شرعيا أو تناقض مصلحة‪.‬‬

‫‪ - 1‬صالح بن عبد هللا بن حميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬


‫‪- 2‬الشاطبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.123‬‬
‫‪ - 3‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.424‬‬
‫محمد سعد بن أحمد بن مسعود اليوبي‪ ،‬مقاصد الش ريعة اإلسالمية و عالقتها باألدلة الشرعية‪ ،‬دار الهجرة للنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪، 1‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪،1998‬ص ‪.584‬‬
‫‪14‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫كمن كان في رمضان فسافر ليأكل‪ ،‬أو كان له مال يستطيع الحج به فوهبه أو أتلفه بوجه من وجوه اإلتالف‬
‫كي ال يجب عليه الحج‪ ،‬والحيل الغير جائزه ثبت تحريمها‪،‬واستدل العلماء على ذلك من خالل النصوص‬
‫كقوله تعالى في المنافقين‪ ( :‬ي َخ ِادعو َن َّ ِ‬
‫آمنوا )]البقرة ‪.[9 :‬‬ ‫ين َ‬ ‫َّللا َو َّالذ َ‬
‫الس ْب ِت ) ] البقرة ‪.[65 :‬‬
‫اع َت َد ْوا ِمْنك ْم ِفي َّ‬ ‫ِ‬
‫وقوله تعالى في أصحاب السبت‪َ ( :‬وَلَق ْد َعلِ ْمتم َّالذ َ‬
‫ين ْ‬
‫وفي الحديث الشريف يقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬قاتل للا يهودا‪ ،‬حرمت عليهم الشحوم‬
‫‪1‬‬
‫فباعوها وأكلوا أثمانها‪.‬‬

‫وغيرها من األدلة على تحريم الحيل الغير جائزة‪ ،‬ويقول الشاطبي‪ 2‬في هذا الشأن‪ :‬واألحاديث في هذا‬

‫المعنى كثيرة كلها دائرة على أن التحيل في قلب األحكام ظاه ار غير جائز‪ ،‬وعليه عامة األمة من‬
‫‪3‬‬
‫الصحابة والتابعين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدلة رفع الحرج وعَلقته بمقاصد الشريعة‬


‫لقد تعاضدت عدة شواهد ودالئل تبين أن األحكام الشرعية مبناها على التيسير‪ ،‬ونتطرق في هذا‬
‫المطلب إلى األدلة التي تثبت وتبين رفع الحرج في الشريعة وهي كمايلي‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬دالئل التيسير في الشريعة‬

‫وهي على أربعة أقسام‪ :‬أدلة من القرآن الكريم‪ ،‬من السنة النبوية‪ ،‬من منهج الصحابة والتابعين ومن‬
‫اإلجماع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الدلة من القرآن الكريم‬

‫ونتناول في هذاا لعنصر‪:‬‬

‫األدلة التي تنص على نفي الحرج‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري (ت‪656 :‬ه) في صحيحه‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب ال يذاب شحم الميتة وال يباع ودكه‪ ،‬رقم الحديث‪ ،2224:‬صحيح البخاري‪،‬‬
‫دار ابن كثير‪ ،‬دمشق‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1،2002‬ص‪.530‬‬
‫‪ - 2‬هو ابو اسحاق ابراهيم بن موسى عالمة أصولي‪ ،‬من مؤلفاته الموافقات‪ ،‬اإلفادات واإلنشادات‪.‬‬
‫‪- 3‬الشاطبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪15‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫أدلة التيسير والتخفيف‪.‬‬

‫‪-1‬الدلة التي تنص على نفي الحرج‬

‫ورد في القرآن الكريم آيات تنص على نفي الحرج‪ ،‬سواء عن الدين كّله أو عن فئات بعينها‪ ،‬وفي‬
‫حاالت خاصة لكن العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‪.‬‬

‫ومن هذه األدلة نذكر مايلي ‪:‬‬

‫َّللا لَِي ْج َع َل َعَل ْيك ْم ِم ْن َحَر ٍج َوََٰل ِك ْن ي ِريد لِي َ‬


‫ط ِهَرك ْم َولِي ِت َّم ِن ْع َم َته َعَل ْيك ْم َل َعَّلك ْم َت ْشكرو َن‬ ‫أ‪ -‬قوله تعالى‪َ ( :‬ما ي ِريد َّ‬
‫) ]المائدة ‪.[6 :‬‬

‫وهي جزء من آية جاءت في ختام الكالم عن الوضوء والغسل من الجنابة‪ ،‬والتيمم عند فقدان الماء‬
‫‪1‬‬
‫وهذا دفع للمشقة‪ ،‬فقوله ما يريد هللا ليجعل عليكم من حرج أي من ضيق في الدين‪.‬‬

‫وقوله وليتم نعمته عليكم أي بالترخيص في التيمم عند المرض والسفر‪.‬‬


‫ِ َّ ِ ِ ِ‬ ‫ب‪ -‬قوله تعالى‪ ( :‬وماجعل عَليكم ِفي ِ‬
‫الد ِ ِ‬
‫ين م ْن َحَر ٍج مل َة أَبيك ْم إ ْبَراه َ‬
‫يم )]الحج ‪.[78 :‬‬ ‫ََ َََ َ ْ ْ‬
‫فقد جاء نفي الحرج بعد ورود األمر بالطاعة وفعل الخير والجهاد في بداية اآلية في قوله تعالى‬

‫( وجاهدوا في للا حق جهاده )‬

‫ج‪ -‬قوله تعالى‪َ ( :‬الي َكلِف َّ‬


‫َّللا َن ْف ًسا ِإَّال و ْس َع َها ) ]البقرة‪.[286 :‬‬
‫‪2‬‬
‫يعني بذلك جل ثناؤه ‪ :‬ال يكلف هللا نفسا فيتعبدها إال بما يسعها فال يضيق عليها وال يجهدها‪.‬‬

‫فتبين هذه اآلية أن التكليف للنفس إال في حدود القدرة والمستطاع‪.‬‬

‫‪ -1‬القرطبى‪ :‬أبي عبد هللا محمد بن أحمد بن أبى بكر(ت‪671:‬ه)‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬تحقيق عبد هللا بن عبد المحسن التركى‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ج‪ ،7‬ص‪.370‬‬
‫‪- 2‬الطبرى‪ :‬أبي جعفر بن جربر(ت‪ 210 :‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد هللا بن عبد المحسن التركى‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪( ،‬د ط) ‪( ،‬د ت)‪،‬ج ‪،6‬‬
‫‪.129‬‬ ‫ص‬
‫‪16‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫َص َحاب اْل َجَّن ِةهم‬ ‫َٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫د‪ -‬قوله تعالى‪ ( :‬و َّال ِذين آمنوا وع ِملوا َّ ِ ِ‬
‫الصال َحات َال ن َكلف َن ْف ًسا ِإَّال و ْس َع َها أوَلئ َك أ ْ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫يها َخالِدو َن ) ]األعراف ‪.[ 42 :‬‬ ‫ِ‬
‫ف َ‬
‫النكلف نفسا إال وسعها جملة معترضة بين المبتدأ والخبر‪ ،‬للترغيب في اكتساب ما اليكتنفه وصف‬
‫الواصف من النعيم الخالد‪ ،‬مع التعظيم بما هو في الوسع وهو اإلمكان الواسع الغير الضيق‪ ،‬من اإليمان‬
‫والعمل الصالح‪.1‬‬

‫ففي اآلية بيان للعمل الصالح الذي يوصل العبد إلى الجنة‪ ،‬وأنه سهل في حدود ما يطيق البشر‪.‬‬

‫كما جاء ذكر الوسع في جزئيات األحكام كقوله تعالى‪َ ( :‬و َعَلى اْل َم ْولوِد َله ِرْزقهن َو ِك ْس َوته َّن‬
‫ِ‬
‫ِباْل َم ْعروف َال ت َكَّلف َن ْف ٌ‬
‫س ِإَّالو ْس َع َها ) ]البقرة‪.[233 :‬‬

‫وقوله ال تكلف نفس إالوسعها يعني طاقتها والمعنى أن أبا الولد ال يكلف في اإلنفاق عليه وعلى أمه إال‬
‫قدر ما تتسع مقدرته‪.2‬‬

‫‪ – 2‬أدلة التيسير والتخفيف‬

‫اْل ْن َسان َض ِعي ًفا ) ]النساء‪.[28 :‬‬ ‫َّللا أَن ي َخ ِف َ‬


‫ف َعْنك ْم َوخلِق ِْ‬ ‫أ‪ -‬قوله تعالى‪ ( :‬ي ِريد َّ‬

‫يريد هللا أن يخفف عنكم أي في شرائعه و أوامره ونواهيه وما يقدره لكم‪ ،3‬وهذا تذكير بأن هللا يولي رفقه‬
‫بهذه األمة وارادته بها اليسر دون العسر‪ ،‬وأن الضعف المشار إليه في اآلية هو ضعف اإلنسان أمام‬
‫الشهوة الجنسية‪ ،‬ألن اآلية تتحدث عن ترخيص هللا تعالى بنكاح اإلماء المؤمنات لمن عجز عن زواج‬
‫‪4‬‬
‫الحرائر‪.‬‬

‫‪ - 1‬الزمخشرى‪ :‬أبي القاسم جار هللا محمود بن عمر(ت‪538:‬ه)‪ ،‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د ط)‪(،‬د‬
‫‪.104‬‬ ‫ت ن)‪،‬ج ‪ ،2‬ص‬
‫‪-2‬القاسمى‪ :‬محمد جمال الدين (ت‪1332 :‬ه)‪ ،‬محاسن التأويل‪ ،‬تصحيح محمد فؤاد عبد الباقى‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬ط‪،1957 ،1‬‬
‫ج‪ ،3‬ص‪.611‬‬
‫‪-3‬القاسمي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.1801‬‬
‫‪ -4‬عبد هللا بن إبراهيم الطويل ‪ ،‬منهج التيسير المعاصر دراسة تحليلية‪ ،‬دار الهدى النبوي‪ ،‬مصر‪(،‬د ط)‪ ،2005 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪17‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ -‬قوله تعالى‪ ( :‬ي ِريد َّ ِ‬


‫اه َداكم‬ ‫َّللا بكم اْلي ْسَر َوَال ي ِريد بكم اْلع ْسَر َولِت ْكملوا اْلع َّدة َولِت َكبروا َّ َ‬
‫َّللا َعَل َٰى َم َ‬
‫َوَل َعَّلك ْم َت ْشكرو َن) ]البقرة‪.[185 :‬‬

‫ومعنى قوله يريد هللا بكم اليسر واليريد بكم العسر ولتكملوا العدة أي إنما أرخص لكم في اإلفطار للمرض‬
‫‪1‬‬
‫والسفر‪ ،‬ونحوهما من األعذار‪ ،‬إلرادته بكم اليسر‪.‬‬

‫اْل ْن َسان َض ِعي ًفا ) ] النساء‪.[28 :‬‬ ‫َن ي َخ ِف َ‬


‫ف َعْنك ْم َوخلِ َق ِْ‬ ‫ج‪ -‬قوله تعالى‪ ( :‬ي ِريد َّ‬
‫َّللا أ ْ‬
‫وقد قال كثير من المفسرين أن المراد عموم التخفيف في الشريعة‪ ،‬بناءا على ضعف اإلنسان أمام رغباته‬
‫ومغريات الحياة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدلة من السنة النبوية‬

‫ول ِم ْن أَْنف ِسك ْم َع ِز ٌيز َعَل ْي ِه‬


‫اءكم َرس ٌ‬
‫لقد وصف هللا تعالى رسوله صلى هللا عليه وسلم بقوله ( َلَق ْد َج َ‬
‫ين رء ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬
‫يم ) ]التوبة‪ ، [ 128 :‬فتجلت هذه الرحمة في أقواله وأفعاله‬ ‫وف َرح ٌ‬ ‫يص َعَل ْيكم ِباْلم ْؤ ِمن َ َ‬
‫اعن ُّت ْم َح ِر ٌ‬
‫َ َ‬
‫فسلك النبي هذا المنهج فكان بحق رحمة للعالمين‪ ،‬وقد أرشدت السنة النبوية المسلمين إلى التيسير وأمرتهم‬
‫بأن يأخذوا من األحكام ما يطيقون‪ ،‬وأن اليشددوا على أنفسهم ويكثروا من الجدل كما أكثر بنوا إسرائيل‬
‫فشدد هللا عليهم وأعنتهم بالتكاليف‪.2‬‬

‫وسنتناول هنا هذه األدلة من خالل قسمين‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬في بيان أن هذا الدين يسر‬

‫القسم الثاني‪ :‬في إرشاد الصحابة وأمرهم بالتخفيف ونهيهم عن التشدد‬

‫القسم الول‪ :‬في بيان أن هذا الدين يسر‬

‫‪ -1‬ابن كثير أبوالفدا إسماعيل بن عمر(ت‪ ،)774 :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار طيبة للنشر‪( ،‬د ط)‪( ،‬د ت ن)‪،‬ج‪ ،1‬ص ‪. 505‬‬
‫‪ -2‬منصور محمد منصور الحفناوى‪ ،‬التيسير فى التشريع اإلسالمي مطبعة األمانة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د ط)‪ ،1991،‬ص‪.102‬‬
‫‪18‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫‪ -1‬عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ (( :‬إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إال غلبه‬
‫فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة))‪.1‬‬

‫‪ -2‬عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ (( :‬ما خير النبى صلى للا عليه وسلم بين أمرين إال إختار‬
‫‪2‬‬
‫أيسرهما‪ ،‬مالم يأثم‪.)) ...‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -3‬قوله صلى هللا عليه وسلم‪ (( :‬أحب الدين إلى للا الحنيفية السمحة))‪.‬‬

‫‪ -4‬قوله عليه الصالة والسالم‪ (( :‬إني لقوم إلى الصَلة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي‬
‫‪4‬‬
‫فأتجوز كراهية أن أشق على أمه)) ‪.‬‬

‫‪ -5‬عن أبى هريرة أن النبي صلي هللا عليه وسلم قال‪ (( :‬لوال أن أشق على أمتى لمرتهم بالسواك عند‬
‫‪5‬‬
‫كل صَلة ))‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬أحاديث فى إرشاد الصحابة وأمرهم بالتخفيف ونهيهم عن الغلو‬

‫فكان عليه الصالة والسالم يرشدهم إلى التيسير واألخذ بالرفق بما يتوافق وفطرة اإلنسان ونهيهم‬
‫عن كلما يؤدى إلى الملل واالنقطاع عن العبادة و أداء األعمال والواجبات‪ .‬ونورد مايلى جملة من هذه‬
‫األحاديث‪:‬‬

‫‪ -‬لما بعث النبي صلي هللا عليه وسلم معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال لهما‪ (( :‬يس ار وال تعس ار وبش ار وال‬
‫تنف ار )) ‪.6‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (ت‪656 :‬ه ) فى صحيحه‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب الدين يسر‪ ،‬رقم الحديث‪ ،29‬صحيح البخاري‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬دمشق‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪ ،1،2001‬ص‪.20‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب إقامة الحدود‪ ،‬رقم الحديث‪ ،6786‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.680‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب الدين يسر‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،29‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب اآلذان‪ ،‬باب من أخف الصالة عند بكاء الصبي‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،707‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫‪-5‬أخرجه مسلم (ت‪261:‬ه)‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب السواك‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،42‬صحيح مسلم‪ ،‬تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪،1991 ،1‬ج‪،1‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -6‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،،‬كتاب المغازى‪ ،‬باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن‪ ،‬رقم الحديث‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬رقم الحديث ‪،4341‬‬
‫ص‪.1062‬‬
‫‪19‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫‪ -2‬عن عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلي هللا عليه وسلم دخل عليها وعندها إمرأة‪ ،‬قال‪ :‬من هذه؟‬
‫‪1‬‬
‫قالت‪ :‬فالنة‪ -‬تذكر من صالتها‪ -‬قال ‪ (( :‬مه عليكم ما تطيقون‪ ،‬فو للا ال يمل للا حتى تملوا ))‪.‬‬

‫‪ -3‬جاء رجل إلى رسول هللا صلي هللا عليه وسلم فقال‪ :‬إني ألتأخر عن صالة الصبح من أجل فالن مما‬
‫يطيل بنا‪ ،‬يقول راوى الحديث وهو أبو مسعود األنصارى‪ :‬فما رأيت النبي صلي هللا عليه وسلم غضب فى‬
‫موعظة قط أشد ما غضب يومئذ فقال‪ (( :‬أيها الناس إن منكم منفرين‪ ،‬فأيكم أم الناس فليوجز فإن من‬
‫‪2‬‬
‫ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة ))‪.‬‬

‫‪ -4‬عن أبي هريرة أن النبي صلي هللا عليه وسلم قال‪ (( :‬إذا أم أحدكم الناس فل يخفف فإن فيهم‬
‫‪3‬‬
‫الصغير والكبير والضعيف والمريض فإذا صلى وحده فليصلي كيف شاء))‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدلة من منهج الصحابة والتابعين‬

‫فكما كان الرسول صلى هللا عليه وسلم يرقب أصحابه الكرام‪ ،‬فإذا رأى منهم ميال إلى التعسير ردهم‬
‫‪4‬‬
‫إلى التيسير‪ ،‬وأرشدهم إلى األخذ بالرفق‪ ،‬وقد وجههم توجيها عاما إلى هذا النهج المبارك‪.‬‬

‫فكانوا هم كذلك النماذج العملية لهذا النهج وما اتصف به من سهولة ويسر‪ ،‬وسنبين هنا بعض ما أثر‬
‫عنهم في هذا الشأن ‪:‬‬

‫‪ -1‬عن يحيى ابن سعيد أن عمر رضي هللا عنه خرج في ركب فيهم عمرو بن العاص حتى وردوا حوضا‬
‫فقال عمرو‪ :‬يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع؟ فقال عمر‪ :‬ال تخبرنا فإنا نرد على السباع وترد‬
‫‪5‬‬
‫علينا‪.‬‬

‫‪-1‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب أحب الدين إلى هللا أدومه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،43‬ص‪.21‬‬
‫‪ -2‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب أمر األئمة بتخفيف الصالة في جماعة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،182‬صحيح مسلم‪ ،‬ص‪.340‬‬
‫‪-3‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب أمر األئمة بتخفيف الصالة في جماعة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،183‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.341‬‬
‫‪ -4‬عمر سليمان األشقر‪ ،‬خصائص الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مكتبة الفالح‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪ ، 1982 ،1‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -5‬رواه مالك (ت‪ )179:‬في الموطأ‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الطهور للوضوء‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،14‬موطأ مالك‪ ،‬تصحيح محمد فؤاد عبد الباقى‪،‬‬
‫دار إحياء التراث العربى‪ ،‬بيروت‪ ، 1985 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪20‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫‪ -2‬ويقول ابن عباس رضي هللا عنه لمؤذنه في صالة الجمعة في يوم مطير‪ :‬إذا قلت أشهد أن محمدا‬
‫رسول هلل فال تقل حي على الصالة قل صلوا في بيوتكم‪ ،‬فكأن الناس استنكروها قال‪ :‬فعلها من هو خير‬
‫‪1‬‬
‫مني‪ ،‬إن الجمعة عزمة واني كرهت أن أحرجكم في الطين والدحض‪ .‬والدحض هو الزلق‪.‬‬

‫‪ -3‬هذا غيض من فيض مما ورد عن الصحابة رضي هللا عنهم في أخذ بالتيسير وبعدهم عن التكلف‪،‬‬
‫وكذلك نهج التابعون نهج الصحابة الكرام في بعدهم عن التشدد واألخذ باليسر في األمور‪ ،‬كقول إبراهيم‬
‫النخعي‪ :2‬إذا تخالجك أمران فظن أن أحبهما إلى هللا أيسرهما‪ ،‬ويقول سفيان الثوري‪ :3‬إنما العلم أن تسمع‬
‫بالرخصة من الثقة‪ ،‬فأما التشديد فيحسنه كل أحد‪ ،‬وقال عمر بن عبد العزيز‪ :4‬أفضل األمرين أيسرهما‬
‫لقوله تعالى‪ ( :‬يريد للا بكم اليسر) ]البقرة‪.[ 185 :‬‬

‫فهكذا كان الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان‪ ،‬هذا هو منهجهم صالح في القلوب ورسوخ في العلم وبعد‬
‫عن التكلف‪ ،‬ومقاومة للتنطع والتشدد‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اْلجماع‬

‫وهذا الدليل ثبت من استقراء أقوال المسلمين منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا‪ ،‬في أن ال حرج في الدين‬
‫ولم يعلم لذلك معارض فكان إجماعا منهم عليه ‪ .‬بعد هذا العرض ألهم األدلة في رفع الحرج من كتاب‬
‫هللا والسنة المطهرة‪ ،‬ومنهج الصحابة والتابعين واجماع األمة‪ ،‬يظهر جليا نهج التيسير في أحكام الشريعة‬
‫التي جاءت لهداية الناس واخراجهم من ضيق الدنيا إلى وسع االسالم‪.‬‬

‫الفرع الثانى‪ :‬رفع الحرج ومقاصد الشريعة‬


‫لتوضيح مدى الترابط بين رفع الحرج ومقاصد الشريعة نتطرق إلى بعض المفاهيم كمايلى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المقاصد‬

‫‪-1‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب الرخصة إن لم يحضر الجمعة فى المطر‪ ،‬رقم الحديث‪ ،901‬صحيح البخاري‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫‪ -‬هو ابراهيم بن يزيد النخعي‪ ،‬فقيه من كبار التابعين‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬هو ابو عبد هللا سفيان سعيد‪ ،‬فقيه كوفي من أئمة الحديث‪ ،‬من مؤلفاته الجامع الكبير‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬هو أبو حفص عمر بن عيد العزيز تولى الخالفة بعد الخليفة سليمان بن عبد المالك عرف بالعدل‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪21‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫لغة‪ :‬القصد استقامة الطريق‪ ،‬واالعتماد‪ ،‬واألم‪ ،‬والفعل قصد هو يقصده‪ ،‬ويقال‪ :‬بيننا وبين الماء ليلة‬
‫‪1‬‬
‫قاصدة أي هينة السير‪.‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬المقاصد الشرعية هي المعاني الملحوظة في األحكام الشرعية والمترتبة عليها‪ ،‬سواء كانت تلك‬
‫المعاني ِحكما جزئية‪ ،‬أم مصالح كلية‪ ،‬أم سمات إجمالية‪ ،‬وهي تتجمع ضمن هدف واحد هو تقرير عبودية‬
‫‪2‬‬
‫هللا ومصلحة اإلنسان في الدارين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أقسام المقاصد‬

‫هناك عدة تقسيمات للمقاصد باعتبارات مختلفة نذكر أهمها بإيجاز‪:‬‬

‫النوع الول‪ :‬المقاصد باعتبار المصالح التى جاءت بالمحافظة عليها وتشمل مايلى‪:‬‬

‫‪ -1‬المقاصد الضرورية‪ :‬وهي المصالح التي تتضمن حفظ مقصود من المقاصد الخمسة وهي حفظ الدين‬
‫‪3‬‬
‫والنفس والعقل والمال والنسب‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاصد الحاجية‪ :‬هي ما كان مفتق ار إليهامن حيث التوسعة ودفع الضيق المؤدي إلى الحرج والمشقة‬
‫‪4‬‬
‫الالحقة بفوت المطلوب‪.‬‬
‫‪ -3‬المقاصد التحسينية‪ :‬وهي األمور الي تتطلبها المروءة واآلداب‪ ،‬ويحتاج إليها الناس لتسيير شؤون‬
‫‪5‬‬
‫الحياة على أحسن وجه وأكمل أسلوب‪ ،‬وأقوم منهج‪ ،‬واذا فقدت هذه األمور فال تختل شؤون الحياة‪.‬‬

‫‪ -4‬المكمَلت‪ :‬هي جملة األحكام التي تجعل المصالح الضرورية والحاجية والتحسينية تامة وكاملة‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫ومكتسبة على أحسن الوجوه وأفضلها‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬المقاصد باعتبار مرتبتها في القصد‬

‫‪ -1‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.1328‬‬


‫‪ -2‬نورالدين بن مختار الخادمي‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -3‬محمد سعد بن أحمد بن مسعود اليوبي‪ ،‬مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.182‬‬
‫‪ -4‬محمد سعد اليوبي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪ -‬محمد الزحيلي‪ ،‬موسوعة قضايا إسالمية معاصرة ” مقاصد الشريعة “‪ ،‬دار المكتبي‪( ،‬د ط)‪( ،‬د ت ن)‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.635‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬نور الدين بن مختار الخادمي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪22‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫‪ -1‬المقاصد الصلية‪ :‬هي مقاصد شرعية مطلوبة على وجه األصالة أو بالقصد األول ‪ ،1‬وشرعت ابتداءا‬
‫لتحقيق المصالح سواء الضرورىة أوالعامة‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاصد التابعة‪ :‬هي التي تخدم األصلية‪ ،‬وقد روعى فيها حظ المكلف عاجال‪ ،2‬فهي باعثة على‬
‫تحقيق المصالح األصلية‪.‬‬

‫النوع الثالث‪ :‬المقاصد باعتبار الشمول‬

‫‪ -1‬المقاصدالعامة‪ :‬هي األهداف والغايات التي جاءت الشريعة بحفظها ومراعاتها في جميع أبواب التشريع‬
‫‪3‬‬
‫ومجاالته‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -2‬المقاصد الخاصة‪ :‬وهي التي تختص بحكم من األحكام الشرعية‪ ،‬أو بنوع من األحكام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عَلقة رفع الحرج بمقاصد الشريعة‬

‫تتبلور هذه العالقة في أكمل صورها من خالل المقاصد الحاجية خاصة‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك عبر‬
‫المفاهيم التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬حقيقة المقاصد الحاجية‬

‫كما تم بيانه سابقا‪ ،‬أن المقاصد الحاجية ما كانت من باب التوسعة ورفع الضيق على العباد المؤدي‬
‫إلى المشقة‪ ،‬فلم تبلغ فيها الحاجة مبلغ الضرورة فهي دون الضرورية‪ ،‬فإذ لم تراع دخل على المكلفين على‬
‫‪5‬‬
‫الجملة الحرج والمشقة‪ ،‬ولكنه ال يبلغ مبلغ الفساد العادى المتوقع في المصالح العامة‪.‬‬

‫فالحاجيات لو فقدت التتعطل المنافع وال يصيب الخلل لنظام الحياة ولكن يلحق الناس الحرج والضيق‬
‫بفقدانها‪ ،‬ولهذا جاءت الشريعة بما يدفع ذلك الحرج ويرفع المشقة كما في قوله تعالى‪ ( :‬ما َج َعل َعَليكم‬
‫ِفي الدين ِمن َحَرج ) [الحج‪.]78 :‬‬

‫‪ -‬محمد سعد اليوبى‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.353‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد بكر إسماعيل حبيب‪ ،‬مقاصد الشريعة تأصيال وتفعيال‪( ،‬د ط) ‪( ،‬د م ن)‪ ،2003 ،‬ص‪295‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬محمد سعد اليوبى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.388‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬محمد بكر إسماعيل حبيب‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.300‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -5‬الشاطبي ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ج‪،2‬ص‪.21‬‬


‫‪23‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫وقوله تعالى‪( :‬يريد للا بكم اليسر وال يريد بكم العسر) [البقرة ‪.]185:‬‬

‫‪-2‬الغاية من المقاصد الحاجية‬

‫مما تقدم يظهر أن الغاية من المقاصد الحاجية تكمن في العديد من األمور من أهمها مايلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬رفع الحرج عن المكلف‪ :‬كي ال يقع في بغض العبادة وكراهة التكليف‪ ،‬أو خوف التقصير عند مزاحمة‬
‫الواجبات المتعلقة بالعبد‪.‬‬
‫ب‪ -‬حماية الضروريات فهي مكملة لها وفى هذا الشأن يقول الشاطبي‪ :‬فاألمور الحاجية إنما هي حائمة‬
‫حول هذا الحمى‪ ،‬إذهي تتردد على الضروريات تكملها‪ ،‬بحيث ترتفع في القيام بها واكتسابها المشقات‪،‬‬
‫وتميل بهم فيها إلى التوسط و االعتدال في األمور حتى تكون جارية على وجه اليميل إلى إفراط وال‬
‫‪1‬‬
‫تفريط‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحقيق مصالح أخرى‪ :‬ويظهر ذلك في األمور المستثناة من القواعد العامة‪ ،‬فإنها ما استثنيت إال‬
‫‪2‬‬
‫لمصالح راجحة ومنافع ظاهرة‪.‬‬

‫ومما تقدم يبرز مدى الترابط بين مقاصد الشريعة ورفع الحرج في التكاليف انطالقا من شواهد التيسير في‬
‫الشرع‪ ،‬بغية تحقيق المنافع و درء المفاسد‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب رفع الحرج و ظوابطه‬


‫تتمة لماجاء بيانه فى المبحث السابق‪ ،‬وبعد الوقوف على ماهية رفع الحرج وبيان أدلته‪ ،‬فإن القول‬
‫بالتيسير يقودنا إلى معرفة أسبابه التي من أجلها شرع رفع الحرج‪ ،‬مراعاة لمصالح الناس ودفعا للمشقة‬
‫عنهم‪ ،‬كما نتناول أهم ظوابطه‪ ،‬وسنتطرق إلى عناصر هذا المبحث كما يلى‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬التخفيف فى التكاليف وبيان أسباب‬

‫‪ -‬الشاطبى‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬ج‪،2‬ص‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬اليوبي‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.325‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫أرينا فى المبحث السابق أن التكاليف الشرعية ال تخلو من نوع مشقة‪ ،‬معتادة كانت أو غير معتادة‪،‬‬
‫ومن باب التيسير جاءت أحكام التخفيف‪ ،‬وسنتناول بعض المفاهيم فى هذا الشأن كما يلى‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬مفهوم التخفيف و أقسامه‬

‫أوال‪ :‬تعريف التخفيف‬


‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬خف يخف خفا و خفة‪ ،‬والتخفيف ضد التثقيل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اصطَلحا‪ :‬التخفيف تسهيل التكليف أو إزالة بعضه‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أنواع التخفيف‬

‫‪ -1‬تخفيف إسقاط‪ :‬وذلك كإسقاط الجمعة والحج والعمرة لألعذار المسقطة لذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تخفيف تنقيص‪ :‬بإنقاص التكاليف كقصر الرباعية إلى ركعتين‪.‬‬
‫‪ -3‬تخفيف إبدال‪ :‬كإبدال الوضوء والغسل بالتيمم‪ ،‬والصيام باإلطعام‬
‫‪ -4‬تخفيف تقديم‪ :‬كجمع التقديم فى الظهرين والعشائين ‪ ،‬وتقديم الزكاة على الحول وزكاة الفطر‬

‫فى رمضان‪.‬‬

‫‪ -5‬تخفيف تأخير‪ :‬كجمع التاخير و تأخير رمضان للمريض وغيرها‪.‬‬


‫‪ -6‬تخفيف ترخيص‪ :‬أي تشريع الترخيص كالعفو عن بعض النجاسات لمشقة االحتراز‪ ،‬وشرب الخمر‬
‫للغصة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -7‬تخفيف تغيير‪ :‬كتغيير هيئة صالة الخوف‪.‬‬

‫الفرع الثانى‪ :‬أسباب التخفيف‬

‫أوال‪ :‬السفر‬

‫‪ -‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.484‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد هللا بن إبراهيم الطويل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫السفر من أسباب التخفيف في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وجاءت النصوص الشرعية في ذلك واضحة‬

‫ولغة‪ :‬السفر يطلق على قطع المسافة‪.1‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬ال يختلف عن المعنى اللغوي وهو الخروج على قصد مسيرة ثالثة أيام و لياليها‪.2‬‬

‫وللعلماء أقوال عدة بشأن المدة التي يعتبر فيها صاحبها مساف ار شرعا‪ ،‬ومرد ذلك إلى إطالق السفر في‬
‫القرآن الكريم من غير تحديد لمسافة معينة‪ ،‬وكذلك اختالف المسافات والمدة التي قصر فيها النبي عليه‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬ومن ثم كان االختالف في اجتهادات الصحابة ومن بعدهم‪، 3‬ومسافة القصر عند الحنفية‬
‫مسيرة ثالثة أيام سي ار وسطا‪ ،‬ومسافة يومين عند المالكية والشافعية والحنابلة وتقارب الثمانين كيلومتر‪.‬‬

‫وقسم العلماء السفر إلى طويل‪ ،‬و مسافته ما ذكر سابقا‪ .‬ومن أحكام التخفيف فيه‪ ،‬قصر الصالة‬
‫الرباعية والفطر في رمضان‪.‬‬

‫والقسم الثاني‪ :‬سفر قصير وهو ما كان دون المسافة المذكورة و له أحكام معينة كعدم المطالبة بصالة‬
‫الجمعة و العيدين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحاجة‬
‫‪4‬‬
‫لغة‪ :‬حاج حوجا‪ :‬افتقر‪ ،‬وتحوج أي طلب الحاجة والحائج‪ :‬المفتقر‪.‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬هو ماكان مفتق ار إليه من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي إلى الحرج والمشقة الالحقة بفوت‬
‫المطلوب‪.5‬‬

‫طلت المنافع‪ ،‬ولكن جاءت الشريعة بما يدفع‬


‫فالحاجة لم تبلغ مبلغ الضرورة‪ ،‬بحيث لو فقدت لتع ّ‬
‫قسم العلماء الحاجة إلى قسمين‪:‬‬
‫تلك المشقة فهي من أسباب التخفيف‪ ،‬وقد ّ‬

‫الفيروزبادي‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.777‬‬


‫آ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد السيد الشريف (ت‪816:‬ه)‪ ،‬التعريفات‪ ،‬تحقيق ودراسة محمد صديق المنشاوي‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫(د ط)‪( ،‬د ت ط)‪ ،‬ص ‪. 103‬‬
‫‪ -3‬صالح بن عبد هللا بن حميد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -4‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط ‪،‬ص ‪.243‬‬
‫‪ -5‬صالح بن عبد هللا بن حميد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.198-192‬‬
‫‪26‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫‪-1‬الحاجة العامة‪ :‬والعموم هنا أن يكون االحتياج شامال جميع األمة على اختالف فئاتها وطبقاتها فهو‬
‫يتعلق بالمصالح العامة من تجارة وصناعة وزراعة وغيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬الحاجة الخاصة‪ :‬يراد بالخصوص هنا طائفة معينة من الناس كأهل بلد أو حرفة معينة من عمال‬

‫أو زراع أو صناع أو أطباء وأمثالهم من أهل المهن والصناعات‪ ،‬كإباحة لبس الحرير للذكور للحاجة‬

‫كما في حالة الجرب والحكة‪ ،‬وجواز اقتناء الكلب في حالة الحاجة كصيد وحراسة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المرض‬

‫لغة‪ :‬السقم وهو نقيض الصحة‪ ،‬حالة خارجة عن الطبع ضارة بالفعل‪.1‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬عرض يط أر على بدن اإلنسان فيؤثر على طبيعته النفسية والخلقية ويؤدي إلى إضعاف البدن‬
‫عن القيام بالمطلوب منه على الوجه المعتاد‪.2‬‬

‫ويقرر الفقهاء أن اإلنسان في حالة المرض إذا خشي باإلتيان بالتكاليف الشرعية على وجهها‪ ،‬فإنه‬
‫يعدل إلى األحكام المخففة مراعاة لحالة المريض‪ ،‬السيما في مجال العبادات‪ ،‬والمرض رخصه كثيرة‬
‫كالتيمم عند الخوف على نفسه أو على عضوه‪ ،‬أو من زيادة المرض أو بطئه‪ ،‬وكالقعود في الصالة‬
‫‪3‬‬
‫المفروضة واالضطجاع فيها واإليماء‪ ،‬والتخلف عن الجماعة مع حصول الفضيلة‪.‬‬

‫كما ذهب جمع من الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى صحة الجمع للمريض تقديما أو‬
‫تأخي ار وغيرها من أحكام التخفيف للمريض‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اْل كراه‬

‫لغة‪ :‬الكره‪ ،‬المشقة‪.‬‬

‫‪ - 1‬أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرى‪( ،‬ت‪770 :‬هـ)‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬تحقيق عبد العزيز الشناوي‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬جامعة االزهر ‪( ،‬د ط)‪( ،‬د ت)‪،‬ص‪.217‬‬
‫‪ - 2‬صالح بن عبد هللا بن حميد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.208‬‬
‫‪ - 3‬ابن نجيم الحنفى‪ :‬زين الدين بن إبراهيم (ت‪ ،)970 :‬األشباه والنظائر‪ ،‬تحقيق وتقديم محمد مطبع الحافظ‪ ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬ط‪،2005، 4‬‬
‫ص‪.84‬‬
‫‪27‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫والكره بالضم‪ :‬مااأكرهت نفسك عليه‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫والكره بالفتح هو ما أكرهك غيرك عليه‪.‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬حمل للغير على مايكرهه بالوعيد‪.2‬‬

‫واإلكراه من أسباب التيسير ورفع الحرج عن المكلف‪.‬‬

‫واإلكراه نوعان‪:‬‬

‫‪ -1‬اْل كراه الملجئ‪ :‬وهو الذي اليبقى للشخص معه قدرة وال اختيار‪ ،‬كاإللقاء من شاهق الجبل أو نحو‬
‫ذلك من كل مايتلف النفس أو عضو من األعضاء‪.3‬‬

‫‪ -2‬اْل كراه الغير الملجئ‪ :‬وهو التهديد بما ليس فيه تلف للنفس أو العضو كالضرب أو الحبس‪ ،‬وقد وضع‬
‫العلماء شروطا لإلكراه من أهمها أن يكون المكره قاد ار على إيقاع ماهدد به والمستكره عاجز عن الدفع‪،‬‬
‫ومنها أيضا أن يغلب على ظن المستكره أن المكره سيوقع ماهدد به‪ ،‬فيفعل ماأكره عليه تحت تأثير هذا‬
‫الخوف‪ ،‬ومن الشروط أيضا أن يكون بمايقع به ضرار كبي ار كالقتل أو إتالف عضو‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬النسيان‬

‫لغة‪ :‬لفظ مشترك بين معنين أحدهما ترك الشئ عن ذهول وغفلة‪ ،‬والثاني ترك عن تعمد ومنه قوله تعالى(‬
‫َوَال َتْن َسوا اْل َف ْضل َب ْيَنك ْم ) [البقرة‪.]237:‬‬
‫‪4‬‬
‫أي التقصد الترك واإلهمال‪ ،‬ونسيت ركعة أهملتها ذهوال‪.‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬عرفه بعضهم أنه عدم القدرة على استحضار الشئ عند الحاجة إليه‪.‬‬

‫‪ - 1‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬مادة كره‪ ،‬ص‪.1412‬‬


‫‪ - 2‬الجرجاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ - 3‬جاسم مبارك مشوح الدليمي‪ ،‬قاعدة المشقة تجلب التيسير ونماذج من تطبيقاتها الفقهية‪ ،‬مكتبة شمس األندلس‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪، 2018 ،1‬‬
‫ص‪.40‬‬
‫‪ - 4‬الفيومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.231‬‬
‫‪28‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫و بالنسبة للحقوق فالنسيان من األعذار الشرعية في هذا الباب‪ ،‬ولكن ينبغي التفريق فيما كان من حقوق‬
‫هللا تعالى‪ ،‬وماكان من حقوق العباد‪.‬‬

‫ففي حقوق هللا تعالى فهي مبنية على العفو والمسامحة‪ ،‬ويعتبر النسيان عذ ار من ناحية استحقاق‬
‫اإلثم والعقوبة األخروية‪ ،‬أما من ناحية ترتب األحكام على الفعل فالنسيان يكون عذ ار عند عدم التقصير‬
‫منه كأكل الصائم وشربه ناسيا‪ ،‬أما في حالة وجود تقصير الشخص مع وجود المذكر فال يعتبر عذرا‪،‬‬
‫كاألكل في الصالة ناسيا‪.‬‬

‫المشاحة فالنسيان ال يعتبر عذ ار فمن أتلف مال غيره نسيانا وجب‬


‫ّ‬ ‫أما حقوق العباد فهي مبنية على‬
‫عليه الضمان‪ ،‬فأموال الناس محترمة‪ ،‬وفي إتالفها من غير ضمان ضرر بالغ يؤدي إلى تفويت المصالح‬
‫‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الخطأ‬

‫لغة‪ :‬ضد الصواب‪ ،‬والخطيئة الذنب‪ ،‬أو ماتعمد منه والخطأ مالم يتعمد‪ ،‬وأخطأ أي سلك سبيل خطأ عامدا‬
‫‪1‬‬
‫أو غيره‪.‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬الخطأ هو ماليس لإلنسان فيه قصد‪ ،‬فهو عذر صالح لسقوط حق هللا تعالى إذا حصل عن‬
‫اجتهاد‪.2‬‬

‫طأْتم ِبه َوََٰل ِك ْن َما َت َع َّم َد ْت‬


‫َخ َ‬
‫يما أ ْ‬ ‫فالخطأ يراد به ماقابل العمد ومنه قوله تعالى ( وَليس عَليكم جَن ٌ ِ‬
‫اح ف َ‬ ‫َْ َ َْ ْ‬
‫يما ) [االحزاب ‪.]05 :‬‬ ‫َّللا َغف ا ِ‬
‫ور َرح ً‬
‫ً‬ ‫ان َّ‬
‫قلوبك ْم َوَك َ‬

‫والخطأ يعتبر من أسباب التخفيف فيما كان من حقوق هللا تعالى فهي مبنية على المسامحة كما‬
‫ط ْأَنا ) [البقرة ‪.]286 :‬‬ ‫اخ ْذَنا ِإن َن ِسيَنا أَو أ ْ‬
‫َخ َ‬ ‫في الدعاء في اآلية الكريمة ( رَّبَنا َال ت َؤ ِ‬
‫َ‬

‫‪ -1‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.448‬‬


‫‪ -2‬الجرجاني‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.88‬‬
‫‪29‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫كالذي يخطئ في اال جتهاد في معرفة القبلة فصالته صحيحة مادام قد بذل الوسع في معرفتها ‪ ،‬كما يصلح‬
‫الخطأ شبهة في د أر الحد‪.‬‬

‫أما حقوق العباد فال يعتبر الخطأ فيها موجبا للعفو ألن حقوق العباد مبناها على المشاحاة والمقاضاة‪،‬‬
‫كمن أتلف مال غيره خطأ فعليه الضمان‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬الجهل‬

‫لغة‪ :‬جهله جهال ‪ ،‬و جهالة ضد علمه‪ ،‬و أرض مجهل أي ال يهتدى فيها‪.1‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬اعتقاد الشيء على خالف ما هو عليه‪.2‬‬

‫والجهل من أسباب التخفيف والتيسير على المكلفين في مجال األحكام الشرعية‪.‬‬

‫ومن األمور المقررة في الشريعة أ ن شرط التكليف بأمر من األمور من قبل الشارع‪ ،‬علم المكلف‬
‫بطلب الشارع الفعل في الواقع‪ ،‬ويعتبر المكلف عالما إما بعلمه به حقيقة واما بتمكنه من العلم بالتعلم‪ ،‬أو‬
‫سؤال أهل الذكر‪.3‬‬

‫وقد قسم العلماء الجهل إلى قسمين ‪:‬‬

‫القسم الول‪ :‬الجهل الذي يعذر صاحبه ويعفى عنه ‪ ،‬وهو الذي يشق االحتراز منه في العادة ‪ ،‬كمن أكل‬
‫طعاما نجسا يظنه طاه ار‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬الجهل الذي ال يعذر صاحبه و هو الذي ال يشق االحتراز منه كالجهل بأصول الدين و‬
‫الجهل بضروريات الدين من صالة وزكاة وصيام وحج‪ ،‬ألن هذه من األمور الشائعة في الديار االسالمية ال‬
‫تخفى على العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.306‬‬


‫‪ -2‬الجرجاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ -3‬صالح بن عبد هللا بن حميد‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.247‬‬
‫‪30‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫ثامنا‪ :‬عموم البلوى‬

‫لغة‪ :‬عموم وعام من عم والعامة خالف الخاصة‪ ،‬ومعنى العموم ترك التفصيل إلى اإلجمال‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫والبلوى من البالء‪ :‬المحنة تنزل بالمرء ليختبر بها‪ ،‬وابتاله أي جربه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اصطَلحا‪ :‬مسيس الحاجة في عموم األحوال بحيث يعسر االستغناء عنه إال بمشقة زائدة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ويمكن تعريفه أيضا بشيوع البالء‪ ،‬بحيث يصعب على المرء التخلص منه أو االبتعاد عنه‬
‫وعموم البلوى متأتي من الحاجة و الضرورة و صعوبة األمر الناتج عن تك ارره ‪ ،‬أو وقوعه عاما أو غير‬
‫ذلك مما يعود في حقيقته إلى بيان أن المشقة خارجة عن المعتاد ‪.5‬‬
‫وقد وضع الفقهاء ضوابطا للقول بعموم البلوى من أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬ن ازرة الشيء وقلته‪ ،‬ومن هنا كان العفو عن يسير النجاسات وعن أثر االستجمار فى محله‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرة الشيء وشيوعه و انتشاره‪ ،‬فيشق االحتراز منه ويعم البالء به‪.‬‬
‫ومن أمثلة عموم البلوى دم البراغيث والبق فى الثوب وان كثر‪ ،‬طين الشوارع وأثر نجاسة عسر زواله‬
‫‪ .6‬ومن ذلك أيضا ما ورد فى شأن الهرة أن رسول هللا صلي هللا عليه و سلم قال‪ ( :‬إنها ليست بنجس‪،‬‬
‫الطوافين عليكم ) ‪.7‬‬
‫إنما هي من َّ‬

‫‪ -1‬الفيومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬مادة عم‪ ،‬ص ‪.163‬‬


‫‪ -2‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬مادة باله ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬
‫‪ - 3‬صالح بن عبد هللا بن حميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪289‬‬
‫‪ - 4‬يعقوب عبد الوهاب الباحسين‪ ،‬رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.435‬‬
‫‪ - 5‬جاسم مبارك مشوح الدليمي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ - 6‬ابن نجيم‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ - 7‬أخرجه األربعة وصححه الترمذي‪ ،‬ابن حج‪:‬أحمد بن على العسقالنى(ت‪852:‬ه)‪،‬بلوغ المرام‪ ،‬كتاب الطهارة باب المياه رقم الحديث ‪،11‬‬
‫تحقيق ماهر ياسين الفحل‪ ،‬دار القبس‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ،2014 ،1‬ص‪. 51‬‬
‫‪31‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫فقد علل طهارتها بكثرة طوافها‪ ،‬أي لعسر االحتراز منها‪ ،‬مع كونها تأكل الفأر والميتة‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬النقص‬
‫لغة‪ :‬النقص أي الخسران فى الحظ‪ ،‬والنقصان اسم للقدر الذاهب من المنقوص‪.1‬‬
‫اصطَلحا‪ :‬يراد بالنقص ما يوجد فى اإلنسان من حالة أو وصف من شأنها عدم قدرته على القيام ببعض‬
‫التكاليف الشرعية التى يكلف بها غيره‪ ،‬مما استوجب التخفيف والتيسير على صاحب هذا النقص‪.2‬‬

‫المرة‪ ،‬خفف عنها فى أمور عديدة كالتي تخص الحيض والنفاس وكذا بعدم تكليفها بكثير‬
‫ومن أمثلة ذلك أ‬
‫مما يجب على الرجال كالجماعة والجمعة والجهاد‪.‬‬

‫ومن األمثلة أيضا عدم تكليف الصبي والمجنون‪ ،‬ففوض أمر أموالهما إلى الولي‪ ،‬ومنها األعمى فرفعا‬
‫للحرج عنه لم يجب عليه الجهاد وال الجمعة وال الجماعة إال أن يجد قائدا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ضوابط رفع الحرج‬


‫إذا كانت أحكام الشريعة بنيت على رفع الحرج رعاية لمصالح الناس ‪ ،‬فإن األخذ بالتيسير له‬
‫ضوابط يجب مراعاتها‪ ،‬ولتوضيح ذلك نذكر ما يلى‪:‬‬

‫الفرع االول‪ :‬مفاهيم أساسية حول الضوابط‬

‫أوال‪ :‬تعريف الضابط‬

‫لغة‪ :‬ضبطه ضبطا وضباطةأي حفظه بالحزم‪ ،‬ورجل ضابط بمعنى قوي شديد‪.3‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬الضابط معناه القاعدة الكلية ‪ ،‬ويراد بها هنا القيود التى تحدد نطاق الموضوع‪.4‬‬

‫‪ - 1‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1643‬‬


‫‪ -2‬جاسم مبارك‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ -3‬الفيروز أبادي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪963‬‬
‫‪ -4‬عبد هللا بن إبراهيم الطويل‪ ،‬منهج التيسير المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪32‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫ثانيا‪ :‬أهم الضوابط التى يجب مراعاتها فى رفع الحرج‪.‬‬

‫‪ -1‬عدم معارضة نصا من كتاب أو سنة‬

‫كما هو معلوم أن القرآن والسنة هما المصدران األساسيان في التشريع‪ ،‬وقدأمر هللا تعالى بتقديم‬

‫كتابه وسنة نبيه والرجوع إليهما لقوله تعالى‪ (:‬يا أَُّيها َّال ِذين آمنوا َال ت َق ِدموا بين يد ِي َّ ِ‬
‫َّللا َوَرسولِه )‬ ‫َْ َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫[الحجرات‪.]1:‬‬

‫فاألخذ بالتيسير يجب أن ال يتجاوز حدود النص‪ ،‬غير أن بعض دعاة التطور والعصرانية والتيسير‪،‬‬
‫لم يفرقوا بين مبادئ الشريعة التي اليعتريها التبدل والتغير‪ ،‬والفروع التي يمكن أن توصف بهذه األوصاف‬
‫فأجروا على الشريعة ما ال يجري على القوانين الوضعية ذاتها وحملوا النصوص على غير محملها وجعلوا‬
‫التيسير الموهوم والنفع المزعوم ضابطا يتقلب مع الحكم وجودا وعدما وهذا افتئات على النصوص وتضييع‬
‫لحق هللا في التشريع‪.1‬‬

‫‪ -2‬عدم تتبع الرخص بالتشهي والهوى‪ ،‬واالقتصار على موضع الضرورة والحاجة‬

‫‪.‬فاأل\خذ باليسر دفعا للمشقة عن المكلف الينبغي أن يؤدي إلى تتبع الرخص بمنطلق الهوى‬

‫فينبغي أن يقتصر على مواضع الحاجة في الرخصة‪ ،‬ألن الضرورة تقدر بقدرها‪ ،‬فالحكم فيها مؤقت‬
‫‪2‬‬
‫بوجود الحال الذي إقتضته فإذا زال سبب التيسير والتخفيف فإنه يجب الرجوع الى الحكم األصلي الراجح‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم مجاوزة النص فى الخذ بالتيسير‬

‫فال يجوز االستزادة فى التخفيف والتيسير ال كما وال كيفا على ماورد به النص‪ ،‬فال يجوز لمن‬
‫يستطيع الصالة جالسا أن يصليها مستلقيا ‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا بن إبراهيم الطويل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪56‬‬


‫‪ -2‬حذيفة أحمد عكاش‪ ،‬ضوابط التيسير فى الفتوى‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت ن ‪ ،‬ص‪46‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا بن ابراهيم الطويل ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪33‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫فال ينبغى التوسع فى التخفيف بما التقتضيه حالة المكلف بداعى رفع الحرج‪ ،‬فكلما كان االنضباط فى‬
‫األخذ بالتيسير كلما كان أقرب إلى روح النص الشرعى والحكم المستفاد منه‪.‬‬

‫‪ -4‬أن ال يترتب على الخذ باليسر معارضة مقاصد التشريع‬

‫كما هو معلوم أن أحكام التشريع مشروعة لتحقيق مصالح الخلق فى الدنيا واالخرة‪ ،‬وهذه المصالح‬
‫تشمل جلب المنافع ودرء المفاسد‪ ،‬ومن أهم مقاصد التشريع حفظ الكليات الخمس‪ ،‬فمراعاة التخفيف واليسر‬
‫ال يعنى اإلضرار بالمصالح التى جاءت الشريعة لحفظها‪ ،‬وما يحتاجه المجتهد أو الباحث فى النظر إلى‬
‫المسائل‪ ،‬معرفة المصالح ودرجتها بين الكليات الخمس‪ ،‬ومدى أهميتها فى حفظها ‪،‬ويقول الدكتور البوطى‬
‫بشأن األخذ بالمصالح أنه إن كان األخذ بها يعود بالنقض على ما هو أهم‪ ،‬وجب إطراحها واهمالها‪ ،‬واال‬
‫كانت مشروعة وأعطى لها من حكم اإلباحة أو الندب أو الوجوب حسب قدر الحاجة اليها‪.1‬‬

‫الفرع الثانى‪ :‬أهم القواعد التى بنيت على رفع الحرج‬

‫أوال‪ :‬قاعدة المشقة تجلب التيسير‬

‫‪ -1‬معنى القاعدة‬

‫أرينا سابقا أن القاعدة هى األساس‪ ،‬والمشقة بمعنى الجهد والعناء‪ ،‬أما التيسير فهو السهولة والليونة‪،‬‬
‫ومعنى جلب لغة ‪:‬أي ساقه من موضع إلى آخر ‪.2‬‬

‫ومعنى القاعدة فى االصطالح‪ :‬أن األحكام التى ينشأ عن تطبيقها حرج على المكلف ومشقة فى نفسه‬
‫‪3‬‬
‫وماله ‪ ،‬فالشريعة تخففها بما يقع تحت قدرة المكلف دون عسر أو إحراج‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد سعيد رمضان البوطى‪ ،‬ضوابط المصلحة فى الشريعة االسالمية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪( ،‬د ط)‪ ،1973 ،‬ص‪.258‬‬
‫‪ -2‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ -3‬محمد صدقي بن أحمد البورنو‪ ،‬الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪(،‬د ط)‪ ،‬بيروت‪ ،1996 ،‬ص‪.218‬‬
‫‪34‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫ولقد بينا سابقا أن للمشقة أنواع منها المعتادة ومنها غير المعتادة التى لها أثر فى التخفيف‪ ،‬وهذه‬
‫القاعدة فيها تفسير لألحكام التى روعي فيها التيسير والمرونة‪ ،‬وأن الشريعة لم تكلف الناس بما اليستطيعون‬
‫أو بما يوقعهم فى الحرج‪ ،‬وبما ال يتفق مع غ ارئزهم وطبائعهم‪ ،‬و أن المراعاة والتيسير والتخفيف مرادة و‬
‫مطلوبة من الشارع الحكيم‪.1‬‬

‫‪ -2‬أدلة قاعدة المشقة تجلب التيسير‬

‫األدلة على هذه القاعدة كثيرة‪ ،‬وهى أدلة التيسير ورفع الحرج فى الشريعة‪ ،‬والتي جاء بيانها فى موضع‬
‫سابق ال بأس فى التذكير ببعضها ‪:‬‬

‫َّللا ِبكم اْلي ْسَر َوَال ي ِريد ِبكم اْلع ْسَر ) ]البقرة ‪.[185 :‬‬
‫‪-‬قوله تعالى ( ي ِريد َّ‬

‫َّللا أَن ي َخ ِف َ‬
‫ف َعْنك ْم ) ]النساء‪.[28:‬‬ ‫‪-‬قوله تعالى‪ ( :‬ي ِريد َّ‬

‫ين ِمن َحَر ٍج ) ]الحج ‪.[78 :‬‬ ‫‪-‬قوله تعالى‪ ( :‬وماجعل عَليكم ِفي ِ‬
‫الد ِ‬ ‫ََ َََ َ ْ‬
‫َعَر ِج َحَر ٌج َوَال َعَلى اْلم ِر ِ‬
‫يض َحَر ٌج ) ]النور‪.[61:‬‬ ‫َع َم َٰى َحَر ٌج َوَال َعَلى ْال ْ‬
‫س َعَلى ْال ْ‬
‫‪-‬قوله تعالى‪َ ( :‬ل ْي َ‬
‫َ‬
‫‪ - 3‬أهم القواعد الفقهية المندرجة تحت هذه القاعدة‬

‫أ‪ -‬قاعدة إذا ضاق المر اتسع‬

‫ومعنى القاعدة أنه إذا ط أرت مشقة و تضايق الناس أو المرء من حكم شرعي في األحوال‬
‫العادية جاز لهم الترخص في األحكام وعدم التزام القواعد العامة المطردة‪ ،‬وخفف عليهم بأخذ األيسر‬
‫َّللا ِبكم اْلي ْسر َوَال ي ِريد ِبكم اْلع ْسَر )]البقرة ‪:‬‬
‫واألسهل ما دام هناك حرج وضيق لقوله تعالى ‪ ( :‬ي ِريد َّ‬
‫‪.[185‬‬

‫‪ -1‬علي أحمد الندوي‪ ،‬القواعد الفقهية مفهومها نشأتها وتطورها‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.302‬‬
‫‪35‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫فمعنى ضاق أي شق ارتكابه لكثرة وقوعه‪ ،‬ومعنى اتسع أي ترخص الشخص وأخذ باأليسر إذا كانت‬
‫الضرورة قائمة ‪ .1‬ومثل ذلك في الطهارات يتسامح في قليل النجاسة و الدم مما يشق االحتراز منه‬

‫ب‪ -‬الضرورات تقدر بقدرها‬

‫ومعناها أن كل ما أبيح للضرورة من فعل أو ترك فإنما يباح بالقدر الذي يدفع الضررواألذى‪ ،‬و‬
‫اغو َال َعا ٍد‬ ‫معنى اإل باحة رفع المؤاخذة ال الضمان‪ ،‬ودليل هذه القاعدة قوله تعالى ‪َ ( :‬ف َم ِن ْ‬
‫اضطَّر َغ ْيَر َب ٍ‬
‫َف ََل ِإ ْثم َعَل ْي ِه )]البقرة ‪. [173 :‬‬

‫إذن الجائز عند الضرورة هو مقدار ما يدفع به الضرورة ‪ ،‬فالمظطر ال يأكل من الميتة إال قدر ما‬
‫يسد الرمق و الطبيب ينظر من العورة بقدر الحاجة للمعالجة‪.‬‬

‫ج‪ -‬ما جاز لعذر بطل بزواله‬

‫و معنى القاعدة أن ما قام على الضرورة يزول بزوال هذه الضرورة ‪ ،‬ألن جوازه لما كان لعذر فهو‬
‫‪2‬‬
‫خلف عن أصل المتعذر فإذا زال العذر أمكن العمل باألصل‪.‬‬

‫و مثال ذلك المتيمم إذا وجد الماء و قدر على استعماله بطل تيممه ‪ ،‬و الذي يصلي قاعدا متى زال عذره‬
‫لزمه القيام‪.‬‬

‫د‪ -‬الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة‬

‫والضرورة هى بلوغ اإلنسان حدا إذا لم يتناول الممنوع عنه هلك‪ ،‬أو قارب‪ ،‬وهذا يبيح تناول الحرام‪.‬‬

‫‪-1‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬نظرية الضرورة الشرعية مقارنة مع القانون الوضعي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1985 ،1‬ص‪.222‬‬
‫‪ -2‬محمد البورنو ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫‪36‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫أما الحاجة‪ :‬فقد تم بيانها فيما سبق ‪ ،‬وهى بلوغ اإلنسان حدا يكون فيه فى حرج و مشقة ‪ ،‬ولكن دون‬
‫منزلة الضرورة‪ ،‬ومعنى هذه القاعدة أنه إذا كانت هناك حاجة عامة لمجموع من الناس ‪ ،‬أوخاصة بشخص‬
‫‪1‬‬
‫ما ‪ ،‬نزلت هذه الحاجة منزلة الضرورة فى جواز الترخيص ألجلها‪.‬‬

‫ومثال ذلك كإباحة لبس الحرير المحرم على الرجل المسلم لحاجة مرضية كالحكة والجرب‪ ،‬كما يجوز‬
‫تضبيب اإلناء بالفضة للحاجة‪ ،‬إذا كان المراد بالتضبيب ليس التزيين و إنما إصالح موضع الكسر‪.‬‬

‫ه‪ -‬االضطرار ال يبطل حق الغير‬

‫والمقصود أن االضطرار وان كان سببا من أسباب إباحة الفعل‪ ،‬كما فى حال أكل الميتة وتناول‬
‫الدم والخمر ونحوها‪ ،‬من أسباب امتناع المسؤولية الجنائية‪ ،‬مع بقاء الفعل محرما كالتلفظ بالكفر عند‬
‫‪2‬‬
‫اإلكراه‪ ،‬فإنه اليسقط حق إنسان آخر من الناحية المادية‪.‬‬

‫ومن أمثلته أنه من إضطر بسبب الجوع الشديد إلى طعام الغير‪ ،‬له أن يأخذه جب ار عنه ولكنه‬
‫يضمن قيمته بعد زوال االضطرار‪.‬‬

‫والحاصل أن االضطرار وان أباح للمضطر تناول أو إتالف مال الغير‪ ،‬دون أن يترتب عليه عقاب‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ال يكون سببا للخالص من الضمان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قاعدة الضرورات تبيح المحظورات‬

‫‪ -1‬معنى القاعدة لغة واصطَلحا‬


‫‪4‬‬
‫لغة‪ :‬الضرورة أى الحاجة واالضطرار واالحتياج إلى الشيء‪.‬‬

‫‪ -1‬الزحيلى ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬


‫‪ -2‬وهبة الزحيلى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫‪ -3‬محمد بكر إسماعيل‪ ،‬القواعد الفقهية بين األصالة والتوجيه‪ ،‬دار المنار‪ ،‬هليوبولس‪(،‬د ط)‪، 1997 ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ -4‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬مادة ضرر‪ ،‬ص‪.971‬‬
‫‪37‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫‪1‬‬
‫تبيح‪ :‬من اإلباحة‪ ،‬و إباحة الشىءأي ليس بمحظور عليه‪ ،‬فأمره واسع غير مضيق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ومحظوري ممنوع ‪.‬‬
‫أ‬ ‫والمحظور‪ :‬من الفعل حظر وهو المنع‪ ،‬وحظرالشىء منعه ‪،‬‬

‫اصطَلحا‪ :‬أن حاالت االضطرار أو الحاجة الشديدة تجيز ارتكاب المحظور أي المنهي شرعا عن فعله‪،‬‬
‫بشرط أال ينزل منزلة المباحات والتبسطات‪ ،‬فيتناول المضطر من الحرام بمقدار رفع السوء واألذى‪.3‬‬

‫‪ -2‬أدلة هذه القاعدة‬

‫من أهم هذه األدلة نذكر ما يلى‪:‬‬

‫اضط ِرْرت ْم ِإَل ْي ِه ) ]األنعام‪.[119 :‬‬


‫ص َل َلك ْم َما َحَّرَم َعَل ْيك ْم ِإَّال َما ْ‬
‫أ‪ -‬قوله تعالى ‪َ (:‬قد َف َّ‬

‫يم ) ]البقرة ‪.[173:‬‬ ‫ِ‬


‫ور َرح ٌ‬
‫َّللا َغف ٌ‬ ‫ِِ‬ ‫اغ َوَال َعا ٍد َف ََل ِإ ْث َم‬
‫َعَل ْيه إ َّن َّ َ‬ ‫اضطَّر َغ ْيَر َب ٍ‬
‫ب‪ -‬قوله تعالى‪ ( :‬ف َمن ْ‬
‫يم ) ]األنعام ‪.[145 :‬‬ ‫ِ‬ ‫اغ َوَالعا ٍد َفِإ َّن َرَّب َك‬ ‫ج‪ -‬قوله تعالى‪َ ( :‬ف َم ِن ْ‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫َغف ٌ‬ ‫اضطَّر َغ ْير َب ٍ‬
‫يم ) ]النحل ‪.[115 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫د‪ -‬قوله تعالى‪َ ( :‬ف َم ِن ْ‬
‫َّللا َغفور َرح ٌ‬
‫اغ َوَالعا ٍد َفإ َّن َّ َ‬
‫اضطَّر َغ ْير َب ٍ‬
‫‪ -3‬ضوابط الضرورة‬

‫للعمل بهذه القاعدة البد من مراعاة لضوابط معينة منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون الضرر فى المحظور الذى يحل عليه اإلقدام أنقص من ضرر حالة الضرورة‪ ،‬ولهذا من‬
‫القيود التى وضعها بعض العلماء قولهم‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات شرط عدم نقصانها عنها‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫ذلك جواز أكل الميتة عند خوف الهالك‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن فارس‪:‬أبى الحسن أحمدبن فارسبن زكرياء(ت‪395 :‬ه)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪،‬تحقيق عبد السالم محمد هارون‪،‬دار الفكر‪،‬‬
‫(د م ن)‪ ( ،‬دط)‪ ،1979،‬ج‪ ،1‬ص‪.315‬‬
‫‪ -2‬الفيروزبادى‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.971‬‬
‫‪- 3‬وهبة الزحيلى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬مع بعض التصرف‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫‪38‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫ب‪ -‬أن يكون مقدار ما يباح أو يرخص فيه مقيدا بمقدار ما يدفع الضرورة فيقتصر فيما يباح تناوله‬
‫للضرورة فى رأى جمهور الفقهاء‪ ،‬على الحد األدنى أو القدر الالزم لدفع الضرر‪ ،‬ألن إباحة الحرام ضرورة‬
‫والضرورة تقدر بقدرها‪ ،1‬ومن األحكام التي بنيت على ذلك أن المضطر ال يأكل من الميتة إال قدرما يسد‬
‫الرمق‪ ،‬وأن الجبيرة يجب أن التستر من الصحيح إال بقدر ماالبد منه لالستمساك‪.‬‬

‫أي أن الشىء الذى يجوز بناءا على الضرورة‪ ،‬يجوز إجراؤه بالقدر الكافى إلزالة تلك الضرورة فقط‪.2‬‬

‫ج‪ -‬أن يكون زمن اإلباحة أو الترخيص مقيدا بزمن بقاء العذر‪ ،‬فإن زال العذر زالت اإلباحة‪ ،‬ومن هنا‬
‫‪3‬‬
‫جاءت قاعدتهم‪ :‬ما جاز لعذر بطل بزواله‪ ،‬وقاعدتهم‪ :‬إذا زال المانع عاد الممنوع‪.‬‬

‫ومن أمثلة ذلك بطالن التيمم بوجود الماء قبل الدخول في الصالة‪.‬‬

‫د‪ -‬أن يتعين على المضطر مخالفة األوامر أو النواهى الشرعية‪ ،‬أو أال يكون لدفع الضرر وسيلة أخرى‬

‫من المباحات إال المخالفة‪ ،‬بأن يوجد فى مكان اليجد فيه إال ما يحرم تناوله‪.‬‬

‫‪ -4‬أنواع الرخص التى تتخرج على هذه القاعدة‬

‫النوع الول‪ :‬يفيد إباحة المرخص به ما دامت الضرورة قائمة‪ ،‬كأكل الميتة للمضطر بقدر رفع الهالك‬
‫عند المجاعة ‪ ،‬واساغة اللقمة من الغصة بالخمر‪،‬أوعند اإلكراه التام ال الناقص كحبس أوضرب ال يخاف‬
‫منه التلف‪ ،‬فال يحل له أن يفعل‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬وهنا الرخصة ال تسقط الحرمة‪ ،‬أي أن الفعل يبقى حراما ولكن للضرورة رخص بإتيانه‪،‬‬
‫كإتالف مال المسلم أو النطق بكلمة الكفر إكراها مع اطمئنان القلب باإليمان‪ ،‬فتبقى هذه األفعال محرمة‬
‫مع ثبوت الرخصة التى ترفع المؤاخذة‪.‬‬

‫‪ -1‬وهبة الزحيلى‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫‪ -2‬على حيدر‪ ،‬درر األحكام فى شرح مجلة األحكام‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬ط‪ ،1991 ،1‬ج‪ ،1‬ص‪.38‬‬
‫‪ -3‬يعقوب عبد الوهاب الباحسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.441‬‬
‫‪39‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫النوع الثالث‪ :‬أفعال التباح بحال وال يرخص فيها أصال ال باإلكراه التام وال غيره ‪ ،‬كقتل المسلم أو قطع‬

‫عضو منه أو الزنا أو ضرب الوالدين أو أحدهما‪ ،‬فهذه األفعال اليباح اإلقدام عليها وال ترتفع المؤاخذة‬
‫‪1‬‬
‫باإلثم لو فعل مع اإلكراه‪.‬‬

‫وحاصل القول بشأن هذه القاعدة أن المحظور ال يباح إال لضرورة‪ ،‬والضرورة تقدر بقدرها مراعاة‬
‫للمصالح‪ ،‬ودفعا للمشقة‪ ،‬وفى هذا يقول العز بن عبد السالم‪ :2‬الضرورات مناسبة إلباحة المحظورات جلبا‬
‫لمصالحها‪ ،‬والجنايات مناسبة إليجاب العقوبات درءا لمفاسدها‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬قاعدة الصل فى المنافع اْلباحة‬

‫‪ -1‬التعريف بالقاعدة‬
‫‪4‬‬
‫لغة‪ :‬األصل بمعنى أسفل الشيء ‪ ،‬جمع أصول‪.‬‬

‫اإلباحة سبق بيانها أي ليس بمحظور عليه‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫المنفعة من النفع وهو الخير وهو ما يتوصل اإلنسان إلى مطلوبه‪.‬‬

‫معنى القاعدة اصطَلحا‪ :‬أنها أطلقت حكم اإلباحة في المنافع التي لم يرد نص بشأنها أو بشأن ماهو قريب‬
‫‪6‬‬
‫و مشابه لها لتقاس عليه‪ ،‬وعدم منع المنافع عن المكلف رفع واضح للحرج‪.‬‬

‫‪ -2‬أدلة هذه القاعدة‬


‫من هذه األدلة نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬محمد البورنو ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫‪ -2‬هو أبو محمد عبد العزيز بن عبد السالم عالم وقاضي من مؤلفاته القواعد الكبرى‪.‬‬
‫‪ -3‬العز بن عبد السالم‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪-4‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪59‬‬
‫‪ -5‬الفيومي‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.236‬‬
‫‪ -6‬يعقوب عبد الوهاب الباحسين ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.403‬‬
‫‪40‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫أ‪ -‬من القرآن الكريم‬


‫الطِيب ِ‬
‫ات ِم َن ِ‬ ‫َّللا َّال ِتي أ ْ ِ ِ ِ ِ‬
‫‪ -‬قوله تعالى‪ ( :‬قل من حَّرم ِزيَن َة َّ ِ‬
‫الرْز ِق ) ]األعراف‪.[32 :‬‬ ‫َخَر َج لعَباده َو َّ َ‬ ‫ْ َْ َ‬
‫حيث أنكر هللا تعالى على من حرم ذلك‪ ،‬واذا انتفت الحرمة ثبتت اإلباحة‪.‬‬
‫وحا‬ ‫َن َيكون َم ْي َت ًة أ َْو‬ ‫ط ِ‬
‫اع ٍم َي ْط َعمه ِإَّال أ ْ‬ ‫َجد ِفيما أ ِ‬
‫وح َي ِإَل َّي م َحَّرًما َعَل َٰى َ‬ ‫‪-‬قوله تعالى‪ ( :‬ق ْل َال أ ِ‬
‫َد ًما َم ْسف ً‬ ‫َ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬
‫ور َرح ٌ‬‫َغف ٌ‬ ‫اغ َوَال َعادٍ َفِإ َّن َرَّب َك‬
‫اضطَّر َغ ْيَر َب ٍ‬ ‫َّللا ِب ِه َف َم ِن ْ‬
‫أَو َلحم ِخْن ِز ٍير َفِإَّنه ِرجس أَو ِفسًقا أ ِهل لِ َغير ِ َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ٌ ْ ْ‬ ‫َْ‬
‫]األنعام‪.[145 :‬‬

‫فجعل األصل اإلباحة و التحريم مستثنى‪.‬‬

‫اْل ْث َم َواْلَب ْغي ِب َغ ْي ِر اْل َح ِق َوأَن ت ْش ِركوا‬


‫َ‬ ‫ظ َهَر ِمْن َها َو َما َب َ‬
‫ط َن َو ِْ‬ ‫ش َما َ‬ ‫‪-‬قوله تعالى‪( :‬قل ِإَّنما حَّرم رِبي اْل َفو ِ‬
‫اح َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ََ‬
‫طاًنا وأَن َتقولوا عَلى َّ ِ‬ ‫ِب َّ ِ‬
‫َّللا َما َال َت ْعَلمو َن )]األعراف‪.[33 :‬‬ ‫َ‬ ‫اَّلل َماَلم يَن ِزل ِبه سْل َ َ ْ‬

‫ففي هذه اآلية تعداد بطريق الحصر فدل ذلك على إباحة ما سواه‪.‬‬

‫ب‪ -‬و من السنة النبوية نذكر الحديث الشريف عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى هللا عليه و‬
‫‪1‬‬
‫سلم أنه قال‪ " :‬إن أعظم المسلم جرم من سأل عن شيء فحرم على السائل من أجل مسألته"‪.‬‬

‫يبين هذا الحديث أن السؤال عن الشيء قد يكون سببا لتحريم شيء مباح‪ ،‬فيكون سببا لتضييق‬
‫األمر على جميع المكلفين‪.‬‬

‫هذا وهناك العديد من األحاديث في هذا الباب التي تبين أن ما لم ينص على حله وال حرمته فهو‬
‫مما عفي عنه‪ ،‬فهو حالل‪ ،‬نكتفي بالحديث السابق للتوضيح ال الحصر‪.‬‬

‫ج‪ -‬من المعقول‪ :‬أن االنتفاع بالمباح ا نتفاع بما ال ضرر فيه على المالك و هو هللا سبحانه قطعا وال‬
‫على المنتفع فوجب أن ال يمتنع‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب االعتصام بالسنة ‪ ،‬باب ما يكون من كثرة السؤال وتكلف ما ال يعنيه‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬رقم الحديث‬
‫‪ ،7288‬ص ‪.361‬‬
‫‪41‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫واألمر الثاني أن هللا سبحانه إما أن يكون خلق هذه األشياء لحكمة أو لغير حكمة ‪ ،‬و كون خلقها لغير‬
‫ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫ض َو َما َب ْيَنه َما َالع ِب َ‬
‫ين ) ]الدخان ‪.[38 :‬‬ ‫ات َو ْالَْر َ‬ ‫حكمة باطل لقوله تعالى ‪َ ( :‬و َما َخَل ْقَنا َّ َ َ‬
‫وخلقها لحكمة‪ ،‬ال تخلو هذه الحكمة إما أن تكون لعود النفع إلى هللا تعالى أو إلى خلقه‪ ،‬واألول‬
‫باطل الستحالة االنتفاع عليه عز وجل‪ ،‬فثبت أنه خلقها لينتفع بها عباده وهم المحتاجون إليها‪ ،‬وهذا يثبت‬
‫‪1‬‬
‫أن األصل في المنافع اإلباحة‪.‬‬

‫وخالصة القول في هذه القاعدة أن المسكوت عنه في الشريعة مباح حالل سواء كان من األشياء‬
‫واألعيان أم من األفعال والتصرفات المدنية أو المعامالت والعادات‪ ،‬فاألصل فيها عدم التحريم ألن قوله‬
‫‪2‬‬
‫ص َل َلك ْم َما َحَّرَم َعَل ْيك ْم ) ]األنعام ‪ ، [119 :‬عام في كل شيء‪.‬‬
‫تعالى‪َ ( :‬وَق ْد َف َّ‬

‫‪ -1‬محمد البورنو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪،193‬مع بعض التصرف‪.‬‬


‫‪ -2‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪42‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫فى ختام هذا الفصل‪ ،‬وعلى ضوء ما تم بيانه فى المبحث األول والثانى‪ ،‬يتضح أن رفع الحرج من‬
‫أهم سمات التكاليف الشرعية‪ ،‬ولها صلة وثيقة بمقاصد الشرع‪ ،‬ولقد شهدت لذلك دالئل بينة من الكتاب‬
‫والسنة وغيرهما‪ ،‬هذا التيسير جاء لدواع و أسباب خاصة وعامة من أجل دفع المشقة عن الناس ورفع‬
‫الحرج‪ ،‬فى إطار من الضوابط حيث ال إفراط وال تفريط‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفع الحرج وضوابطه‬ ‫الفصل الول‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬

‫ويحتوي على مبحثين‪:‬‬

‫المبحث الول‪:‬‬

‫تطبيقات القاعدة في الصَلة والزكاة‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫تطبيقات القاعدة في الصوم والحج‬

‫عع‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شرع هللا تعالى العبادات‪ ،‬وفرضها على عباده تقوية لإليمان وتهذيبا للنفوس‪ ،‬وتمتينا لصلة العبد‬
‫بربه فهي من أسمى صور العبودية هلل تعالى‪.‬‬

‫وبقدر ما جاء في هذه العبادات من تكاليف وواجبات بقدر ما تجلى فيها التيسير ورفع الحرج عن‬
‫الناس‪ ،‬من أجل جلب المصلحة ودرء المفسدة تماشيا مع مقاصد الشرع‪.‬‬

‫وسنتناول في هذا الفصل بعض مظاهر التيسير في العبادات ‪ ،‬مع ذكر بعض صوره المعاصرة‬
‫وذلك من خالل مبحثين ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطبيقات القاعدة في الصالة والزكاة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات القاعدة في الصوم والحج‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث ال ول‪ :‬تطبيقات القاعدة في الصَلة والزكاة‬


‫كما هو معلوم‪ ،‬الصالة الركن الثاني بعد الشهادتين‪ ،‬ولسمو مكانتها عند هللا تعالى فرضت في‬
‫السماء‪ ،‬فهي تعبير عن خالص الطاعة من العبد اتجاه ربه‪ ،‬فيها تجّلت مظاهر العبودية من خشوع وركوع‬
‫وسجود‪ ،‬وبالمثل فرضت الزكاة لتطهير العبد من آفة الشح والبخل‪ ،‬وتزكية لماله وتثبيتا ألسس التعاون‬
‫والمواساة بين اإلنسان وأخيه اإلنسان‪.‬‬

‫وفي هذا المبحث سنسّلط الضوء على بعض صور التيسير في األحكام الشرعية الخاصة بهاتين‬
‫العبادتين‪ ،‬وذلك من خالل مطلبين نوضحهما كما يلي‪:‬‬

‫المطلب ال ول‪ :‬مظاهر رفع الحرج في الصَلة‬


‫جاءت التكاليف الشرعية الخاصة بالصالة لتؤكد قيمتها بين باقي العبادات‪ ،‬وسنبين في هذا المطلب‬
‫بعض صور التيسير الخاصة بأحكام الطهارة والصالة‪.‬‬

‫الفرع ال ول‪ :‬مظاهر التيسير في الطهارة‬

‫تعتبر الطهارة من أهم شروط الصالة‪ ،‬ومن أهم صور رفع الحرج في أحكامها نذكر ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الطهارة‪:‬‬

‫لغة‪ :‬الطهارة في اللغة عبارة عن النظافة‬

‫طهر فهو طاهر‪ ،‬والطهارة نقيض النجاسة‬


‫والفعل ا‬
‫‪1‬‬
‫اصطَلحا‪ :‬الطهارة عبارة عن غسل أعضاء مخصوصة بصفة مخصوصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أحكام التيسير في الطهارة‪:‬‬

‫من أهم األحكام نذكر مايلي‪:‬‬

‫‪-1‬العفو عن يسير النجاسة وما يصعب االحتراز منه‬

‫‪ -1‬الجرجاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪46‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعفى عن قدر درهم من دم أو قيح أو صديد أو أثر الذباب‪ ،‬الواقع على البدن والثوب من النجاسة‪،‬‬
‫وعن السلس إن الزم كل يوم ولو قطرة‪ ،‬وأثر الجروح والقروح والدمامل‪ ،‬إال من دمل واحد ُفجر اختيا ار‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬وكل ما يعسر االحتراز منه‪.‬‬

‫ومما يعفى عنه أيضا أثر البول والغائط في مخرجيهما‪ ،‬فهذا ال خالف في أنه ال تجب إزالته‪ .‬وكذلك‬
‫ثوب المرضعة يعفى عن بول الصبي فيه ما لم يتفاحش‪ .‬وأيضا ال بأس بطين المطر‪ ،‬وماء المطر المنتقع‬
‫‪2‬‬
‫وفيه العذرة والبول والروث‪.‬‬

‫‪-2‬إعفاء المرأة من نقض شعر رأسها في الغسل‬

‫فيكفي صب الماء عليه وتخليله وتحريكه حتى يصل إليه الماء فهذا من التخفيف‪.‬‬

‫و في ما رواه مسلم أن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬لقد كنت أغتسل أنا ورسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم من إناء واحد ‪،‬وال أزيد على أن أفرغ على رأسي ثالث إفراغات" وذلك ردا على عبد هللا بن عمر‬
‫‪3‬‬
‫عندما أمر النساء بنقض رؤوسهن عند الغسل وخالفته عائشة رضي هللا عنها‪.‬‬

‫وقال الحنفية يكفي بل أصل الضفيرة أي شعر المرأة المضفور رفعا للحرج ‪ ،‬وكذلك قال المالكية ال‬
‫يجب على المغتسل نقض مضفور شعره مالم يشتد الضفر‪ ،‬حتى يمنع وصول الماء إلى البشرة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫والخالصة أن المذاهب األربعة متفقة على أن نقض الشعر غير واجب إن وصل الماء إلى أصول الشعر‪.‬‬

‫‪ -3‬المسح على الخفين‬

‫رخص للرجل والمرأة في حضر وسفر في المسح على الخفين‪ ،‬بدال من غسل الرجلين في الوضوء‪،‬‬
‫وهذا من صور التيسير في الطهارة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز حمد آل مبارك‪ ،‬تبيين المسالك شرح تدريب السالك إلى أقرب المسالك‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬د ط‪ ، 2013 ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -2‬القرافي ‪ :‬شهاب الدين أحمد بن إدريس( ت‪ 264 :‬ه)‪ ،‬الذخيرة‪ ،‬تحقيق محمد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي بيروت‪ ،‬ط‪، 1،1994‬‬
‫ص ‪.199-198‬‬
‫‪-3‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الحيض‪ ،‬باب حكم ضفائر المغتسلة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،59‬صحيح مسلم‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫‪ -4‬وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط ‪، 1985 ،2‬ج‪، 1‬ص ‪.370-369‬‬
‫‪47‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪1‬‬
‫والمسح على الخفين جائز عند جميع األئمة وحديثه متواتر‪.‬‬

‫وقد روى عن الحسن البصري‪ 2‬أنه قال أدركت سبعين رجال من أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫‪3‬‬
‫وسلم كلهم يمسحون على الخفين‪.‬‬

‫واألصل في ذلك ماورد من أحاديث شريفة كالذي جاء من حديث المغيرة بن شعبة أن النبي صلى‬
‫هللا عليه و سلم مسح على الخفين ‪ ،‬وزاد البخاري و مسلم أن المغيرة قال ‪ :‬فأهويت لنزع خفيه فقال ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين‪.‬‬

‫‪ - 4‬التيمم‬

‫من مظاهر التيسير في أحكام الطهارة التيمم‪.‬‬

‫أ ‪ -‬تعريف التيمم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫لغة‪ :‬القصد ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬وَال َتي َّمموا اْل َخ ِب َ ِ‬
‫يث م ْنه تْنفقو َن ) ]البقرة‪ .[267 :‬يقال ّ‬
‫تيممه‪ :‬قصده‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫َ َ‬
‫‪6‬‬
‫شرعا‪ :‬هو القصد إلى الصعيد لمسح الوجه و اليدين بنية استباحة الصالة و نحوها‪.‬‬

‫وهو طهارة ترابية بدال عن الطهارة المائية‪.‬‬

‫ب‪ -‬أسباب التيمم‪:‬‬

‫من أهم أسباب التيمم نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬عدم الماء في السفر و المرض إجماعا‪ ،‬و في الحضر من غير مرض‪.‬‬

‫‪ -‬الخوف من العطش على النفس أو على الغير‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز حمد آل مبارك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.235‬‬


‫‪ - 2‬هو الحسن بن يسار البصري‪ ،‬عالم محدث من التابعين روى عن بعض الصحابة كأنس بن مالك‪.‬‬
‫‪ -3‬الكاساني‪ :‬عالء الدين أبي بكر بن مسعود ( ت‪ 587 :‬هـ) ‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬تحقيق علي محمد معوض و عادل‬
‫أحمد عبد الموجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ، 2003 ، 2‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب المسح على الخفين‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،79‬صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪ -5‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1795‬‬
‫‪ -6‬عبد العزيز آل مبارك‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪48‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬الخوف من حدوث مرض أو زيادته أو تأخر البرء‪.‬‬

‫‪ -‬الخوف على النفس من اللصوص أو السباع إن خرج في طلب الماء‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬الخوف من فوات الوقت إذا ذهب إلى طلب الماء‪.‬‬

‫وأسباب التيمم في حد ذاتها من مظاهر اليسر مراعاة ألحوال المكلف‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور التيسير في أحكام الصَلة‬

‫بالرغم من التكاليف الشرعية التي جاءت في الصالة‪ ،‬إال أن العديد من صور رفع الحرج تجّلت‬

‫في أحكامها‪ ،‬وسنتطرق في هذا الفرع إلى أهم هذه الصور نوضحها كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التيسير في استقبال القبلة‬

‫‪-1‬مشروعية استقبال القبلة‪:‬‬

‫من شروط صحة الصالة استقبال القبلة مع الذكر والقدرة‪.‬‬

‫والقبلة هي الجهة‪ ،‬وانما سميت قبلة ألن المصلي يقابلها وتقابله‪.‬‬

‫فعلى المصلي أن يستقبل عين الكعبة إن كان بمكة‪ ،‬ويستقبل جهتها إن كان خارجا عنها‪ ،‬وذلك مع‬
‫‪2‬‬
‫الذكر والقدرة‪ ،‬و مع األمن أيضا‪.‬‬
‫ِ‬
‫واألصل في ذلك قوله تعالى‪َ (:‬ف َو ِل َو ْج َه َك َش ْطَر اْل َم ْس ِجد اْل َحَار ِم َو َح ْيث َما كْنت ْم َف َوُّلوا وج َ‬
‫وهك ْم َش ْطَره )‬
‫]البقرة‪.[144 :‬‬

‫‪ - 2‬العذار المبيحة الستقبال غير القبلة‬

‫قد تأتي على المصلي أحوال يجد فيها مشقة في استقبال القبلة‪ ،‬فجاءت النصوص الشرعية مسقطة‬
‫كل ما من شأنه حصول المشقة على المصلين في ذلك ‪ ،‬و من هذه األعذار نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬ابن جزي‪ :‬محمد بن أحمد الغرناطي (ت‪ 741 :‬هـ)‪ ،‬القوانين الفقهية في تليخص مذهب السادة المالكية‪ ،‬تحقيق ماجد الحموي‪ ،‬دارابن‬
‫حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز آل مبارك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫‪49‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ ‪ -‬السفر‪ :‬المسافر سفر قصر له أن يتنفل على الدابة التي يركبها‪ ،‬و جهة سفره هي قبلته‪.‬‬

‫فإن كان يعجز عن استقبال القبلة في ابتداء صالته‪ ،‬كراكب راحلة ال تطيعه‪ ،‬أو كان في قطار‬
‫‪-‬القطار من اإلبل عدد على نسق واحد ‪ -‬فليس عليه استقبال‬

‫القبلة في شيء من الصالة‪ 1.‬و هذا في صالة التطوع‪ .‬وذلك لما ثبت في السنة مثل ما ورد عن ابن عمر‬
‫قال‪" :‬كان النبي صلى هللا عليه وآله وسلم يسبح على راحلته ِقبل أي وجهة توجه ويوتر عليها غير أنه ال‬
‫‪2‬‬
‫يصلي عليها المكتوبة"‪.‬‬

‫ويشترط المالكية لجواز التنفل لغير القبلة في السفر شروطا منها‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون السفر سفر قصر‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون راكبا ال ماشيا‪ ،‬أما الراكب في السفينة فيصلي إلى القبلة فإن دارت السفينة استدار‪.‬‬

‫ب ‪ -‬حالة العجز عن استقبال القبلة كمرض و نحوه‪ ،‬فيؤدي الصالة على الهيئة التي يطيقها‪.‬‬

‫ج ‪ -‬حالة الخوف من عدو كسبع أو لص‪ ،‬و يصلي على ظهر دابته إيماء للقبلة إن أمكن‪ ،‬و إن لم‬
‫يمكن صلى لغير القبلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التيسير في القراءة في الصَلة‬

‫‪-1‬مشروعية القراءة في الصَلة‪:‬‬

‫اس َت ِمعوا َله‬


‫ِئ اْلقْرآن َف ْ‬
‫القراءة في الصالة واجبة عند جمهور العلماء بدليل قول هللا عز وجل‪َ ( :‬واِ َذا قر َ‬
‫َوأَْن ِصتوا َل َعَّلك ْم تْر َحمو َن ) [ األعراف‪.]204 :‬‬

‫‪ -1‬ابن قدامة ‪ :‬موفق الدين أبي محمد عبد هللا (ت‪ 620 :‬هـ)‪ ،‬المغني‪ ،‬تحقيق عبد هللا بن عبد المحسن التركي عبد الفتاح محمد الحلو‪،‬‬
‫دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ط‪ ،3،1997‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -2‬حديث صحيح‪ ،‬باب تطوع المسافر على مركوبه حيث توجه به‪ ،‬رقم الحديث‪ ،1:‬نيل األوطار شرح منتقى األخبار‪ ،‬الشوكاني‪ :‬محمد‬
‫بن علي بن محمد( ت‪ 1250 :‬هـ) ‪ ،‬و ازرة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ (،‬د ط)‪(،‬ت ن)‪،‬ج ‪، 2‬‬
‫ص ‪.182‬‬
‫‪50‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قر القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‪ ،‬إذ ال يجب اإلنصات للقارئ و استماع قراءته إال‬
‫ألن المعنى في ذلك إذا أ‬
‫على المأموم لإلمام‪ 1.‬أما قراءة الفاتحة فقد قال الجمهور غير الحنفية‪ :‬ركن القراءة الواجبة في الصالة‬
‫‪3‬‬
‫هو الفاتحة‪ 2.‬لقوله صلى هللا عليه وسلم‪( :‬ال صَلة لمن لم يق أر بفاتحة الكتاب)‪.‬‬
‫‪-2‬صور التيسير في القراءة في الصَلة‪:‬‬

‫ومن التيسير في القراءة ‪ -‬أن الذي لم يق أر بالسورة بعد الفاتحة فصالته صحيحة ويسجد سجود السهو‪،‬‬
‫و قال مالك‪ 4‬في هذا الشأن‪ :‬إن ق أر بأم القرآن في صالته كلها وترك ما سوى ذلك من القرآن فلم يق أر مع‬
‫أم القرآن شيئا في صالته تجزئه‪ ،‬و يسجد سجدتي السهو قبل السالم‪ ،‬وان هو ترك قراءة السورة مع أم‬
‫‪5‬‬
‫القرآن في الركعتين األولتين سجد للوهم‪.‬‬

‫أما من تعذر عليه حفظ سورة الفاتحة بعد بلوغ مجهوده‪ ،‬فيكفيه أن يذكر هللا بدال من القرآن‪ ،‬بما أمكنه‬
‫من تكبير و تهليل أو تحميد أو تسبيح و ال حول و ال قوة إال باهلل‪ ،‬إذا صّلى وحده أو مع اإلمام فيما‬
‫‪6‬‬
‫أسر فيه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التيسير في قصر الصَلة وجمعها في السفر‬
‫‪ -1‬قصر الصَلة‬
‫أ‪ -‬مشروعية قصر الصَلة‪ :‬رخص للمسافر أن يقصر الصالة ‪ ،‬واألصل في مشروعيتها قوله تعالى ‪:‬‬
‫الص ََل ِة ِإ ْن ِخ ْفت ْم أَن َي ْف ِتَنكم َّال ِذين َك َفروا)‬
‫اح أَن َت ْقصروا ِم َن َّ‬
‫س َعَل ْيك ْم جَن ٌ‬ ‫( َواِ َذا َضَرْبتم ِفي ْال َْر ِ‬
‫ض َفَل ْي َ‬
‫[النساء‪ ،]101‬وفي هذه اآلية علق القصر على الخوف‪ ،‬ألن غالب أسفار النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪7‬‬
‫لم تخل منه‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن رشد ‪ :‬أبي الوليد محمد بن أحمد القرطبي ( ت‪ 520 :‬هـ)‪ ،‬المقدمات الممهدات‪ ،‬تحقيق محمد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1988 ،1‬ج ‪ ،1‬ص ‪.179‬‬
‫‪ -2‬وهبة الزحيلي‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ج‪ ،1‬ص ‪.649‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب وجوب القراءة لإلمام و المأموم في الصلوات كلها‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،756‬صحيح‬
‫البخاري‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ - 4‬هو ابو عبد هللا مالك بن أنس بن مالك فقيه ومحدث صاحب المذهب المالكي من مؤلفاته الموطأ‪.‬‬
‫‪ -5‬سحنون بن سعيد التنوخي( ت‪ 240 :‬هـ) المدونة الكبرى‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬و ازرة األوقاف السعودية‪ ( ،‬د ط) ‪ ،2014،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -6‬فرج على الفقيه حسن‪ ،‬مظاهر التيسير و رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -7‬البهوتي ‪ :‬منصور بن يونس بن إدريس ( ت ‪ 1051‬هـ) ‪،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع ‪ ،‬تحقيق إبراهيم أحمد عبد الحميد‪،‬دار عالم‬
‫الكتب ‪،‬الرياض ‪(،‬دط)‪ ، 2003 ،‬ص ‪.598‬‬
‫‪51‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفي الحديث الشريف عن أبي يعلى بن أمية الضمري قال ‪ :‬قلت لعمر بن الخطاب قلت له قوله تعالى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( َفَليس عَليكم جَناح أَن َت ْقصروا ِمن َّ ِ‬
‫الص ََلة ِإ ْن ِخ ْفت ْم أَن َي ْفتَنكم َّالذ َ‬
‫ين َك َفروا) وقد أمن الناس‪ ،‬فقال لي‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ َْ ْ‬
‫ّللا عنه‪" :‬عجبت مما عجبت منه‪ ،‬فسألت رسول َّللا عن ذلك فقال‪ :‬صدقة تصدق َّللا بها‬ ‫عمر رضي ّ‬
‫‪1‬‬
‫عليكم فأقبلوا صدقته"‪.‬‬

‫وعن ا بن عباس رضي هللا عنه قال‪ :‬أقام النبي صلى هللا عليه وسلم تسعة عشر يقصر‪ ،‬فنحن إذا‬
‫‪2‬‬
‫سافرنا تسعة عشر قصرنا ‪،‬وان زدنا أتممنا"‪.‬‬

‫ب ‪-‬شروط القصر‪:‬‬

‫من أهم هذه الشروط ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون السفر جائزا‪ ،‬وهو السفر المأذون فيه‪ ،‬وأما المسافر سف ار غير جائز كالمسافر لقطع الطريق‪،‬‬
‫فال يجوز له القصر‪.‬‬

‫‪-‬أن ال تقل مسافة السفر عن أربعة ُب ُرِد‪ ،‬و ُ‬


‫الب ُرد جمع بريد‪ ،‬والبريد يساوي أربعة فراسخ‪ ،‬والفرسخ يساوي‬
‫ثالثة أميال‪ ،‬أي مسافة القصر ثمانية وأربعون ميال‪.‬‬

‫وهذا على المشهور في المذهب المالكي‪ ،‬وخاصة الشافعي والحنبلي‪ ،‬وقيل أربعون‪ ،‬وقال أبو حنيفة‪ 3‬مسيرة‬
‫‪4‬‬
‫ثالثة أيام‪.‬‬

‫‪-‬وال يجوز القصر أقل من المسافة السابقة‪ ،‬أي ثمانية وأربعون ميال‪ ،‬فإن قصر أحد في ستة وثالثين ميال‬
‫‪5‬‬
‫فما دون بطلت الصالة‪ ،‬وتصح بعد الوقوع في سبع وثالثين ميال إلى سبع وأربعين ميال‪.‬‬

‫‪-‬أن تكون الصالة المراد قصرها رباعية ال ثنائية أو ثالثية‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪،‬كتاب الصالة ‪،‬باب صالة المسافرين وقصرها ‪،‬رقم الحديث‪ ، 686‬صحيح مسلم‪ ،‬ص ‪.478‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب تقصير الصالة ‪ ،‬باب ماجاء في التقصير‪ ،‬رقم الحديث ‪، 1080‬صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ - 3‬هو النعمان بن ثابت بن مزريان الكوفي فقيه صاحب المذهب الحنفي من مؤلفاته الفقه األكبر‪.‬‬
‫‪ -4‬ابن جزي ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -5‬أحمد بوساق‪ ،‬الوافي في الفقه المالكي باألدلة دار الحديث القاهرة ‪( ،‬د ط)‪ ، 2009 ،‬ص‪.61‬‬
‫‪52‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أن يجاوز البلد وما يتصل به من البناءات والبساتين المعمرة عند الجمهور‪ ،‬فيبدأ المسافر القصر بعد أن‬
‫يخرج من بلده‪ ،‬فمن سافر عن طريق الطائرة يبدأ القصر بعد أن يصل إلى المطار‪ ،‬ومن سافر بالسيارة‬
‫‪1‬‬
‫يبدأ القصر بعد أن يخرج من بلده‪ ،‬بحيث ينقطع اتصال البيوت المسكونة من جهة قرية سكناه‪.‬‬

‫‪ -‬أن ال يعزم في خالل سفره على اإلقامة أربعة أيام بلياليها‪ ،‬وقال ابن حنبل‪ :‬أكثر من أربعة أيام‪ ،‬وقال‬
‫‪2‬‬
‫أبو حنيفة خمسة عشر يوما‪.‬‬

‫ج‪ -‬المور التي تقطع القصر في السفر‪:‬‬

‫نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬دخول المسافر البلدة التي يسكنها‪ ،‬ولو لم تكن موطنه األصلي‪.‬‬

‫‪-‬دخول وطنه األصلي‪ ،‬ولو لم ينو اإلقامة به ألنه مظنة اإلقامة واالستقرار‪.‬‬

‫‪-‬النزول بمكان ينوي فيه المسافر إقامة أربعة أيام صحاح تستغرق عشرين صالة فأكثر‪.‬‬

‫أما إذا أقام ببلد دون أن ينوي اإلقامة‪ ،‬فال يقطع ولو قضى شه ار ‪،‬ألن النبي صلى هللا عليه وسلم أقام‬
‫‪3‬‬
‫بمكة تسعة عشر يوما يقصر‪.‬‬

‫قال الشافعي‪ : 4‬إذا زاد على ثمان عشرة ليلة أتم الصالة‪ ،‬ألن النبي صلى هللا عليه وسلم أقام بمكة بعد‬
‫‪5‬‬
‫الفتح ثمان عشرة ليلة فكان يقصر الصالة‪.‬‬

‫‪ -1‬الصادق عبد الرحمان الغرياني ‪،‬مدونة الفقه المالكي وأدلته ‪،‬مؤسسة الريان ‪،‬بيروت‪،‬ط ‪، 2002 ،1‬ص ‪.512‬‬
‫‪ -2‬إبن جزي ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز حمد آل مبارك ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.520‬‬
‫‪ - 4‬هو محمد بن ادريس إمام فقيه صاحب المذهب الشافعي من مؤلفاته الفقه األكبر‪.‬‬
‫‪ -5‬السرخسي ‪،‬شمس االئمة محمد بن أحمد بن أبي سهل ( ت‪490 :‬هـ )‪ ،‬المبسوط‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ( ،‬د ط)‪ ،1989 ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪53‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2‬جمع الصَلة في السفر‬

‫أ‪ -‬مشروعيته‪ :‬شرع جمع الصالة في السفر ‪،‬واألصل في ذلك ما ورد في الحديث الشريف عن أنس بن‬
‫مالك قال ‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم إذا أراد أن يجمع بين الصالتين في السفر أخر الظهر حتى‬
‫يدخل أول وقت العصر‪ ،‬ثم يجمع بينهما‪1.‬ومحل الجمع الظهران والعشاءان‪ ،‬فهما المشتركتان في الوقت‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسباب الجمع‪ :‬من أهم األسباب المشروعة في الجمع نذكر مايلي ‪:‬‬

‫‪-‬السفر‪ :‬يجوز في السفر الذي تقصر فيه الصالة عند مالك والشافعي في أحد قوليه خالف للحنابلة الذين‬
‫يشترطون السفر الطويل‪.‬‬

‫ويشترط عند المالكية جد السير أي االجتهاد في السير‪،‬حيث جاء في المدونة الكبرى ‪ " :‬وقال مالك‬
‫‪2‬‬
‫ال يجمع بين الصالتين في السفر إال أن يجد به السير‪.‬‬

‫وخالف أبو حنيفة في أنه ال يجوز الجمع في السفر بأي حال إال في عرفات ومزدلفة‪.3‬‬

‫‪-‬الجمع للمطر أو الطين مع الظلمة‪ :‬يرخص الجمع بين العشائين بسبب المطر‪ ،‬أو الظلمة مع الطين‪،‬‬
‫عند المالكية‪ ،‬بشروط منها أن يكون الجمع تقديم وأن يكون المطر واقعا أو متوقعا وكثيرا‪ ،‬أما في الطين‬
‫‪4‬‬
‫مع الظلمة فيلزم أن يكون كثيرا‪ ،‬وأن يكون الجمع في مسجد تقام فيه الصالة ولو غير مسجد جمعة‪.‬‬

‫ويجوز عند الشافعية الجمع بين الصالتين في المطر في وقت األولى منهما‪ ،‬واشترطوا المطر الذي‬
‫يبل الثياب‪ ،‬والمطر الذي ال يبل الثياب‪ ،‬فال يجوز الجمع ألجله ألنه ال يتأذى به‪ .5‬وعند الحنابلة يجوز‬
‫الجمع بين المغرب والعشاء لمطر أو طين‪ ،‬أما أبو حنيفة فقد تقدم أن الجمع ال يجوز عنده إال في عرفات‬
‫أو مزدلفة‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪،‬كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب جواز الجمع بين الصالتين في السفر‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،47‬صحيح مسلم‬
‫‪،‬ص‪.489‬‬
‫‪ -2‬سحنون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز حمد آل مبارك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.526‬‬
‫‪ -4‬أحمد أبو ساق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،267‬مع بعض التصرف‪.‬‬
‫‪ -5‬النووي ‪ :‬أبي زكرياء محي الدين بن شرف النووي (ت‪676 :‬هـ) المجموع شرح المهذب للشيرازي‪ ،‬تحقيق محمد نجيب المطيعي ‪،‬مكتبة‬
‫اإلرشاد‪ ،‬جدة‪( ،‬د ط )‪(،‬د ت ن)‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪54‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رابعا‪ :‬التيسير في صَلة المريض والعاجز‬

‫‪ - 1‬مشروعيتها‪:‬‬

‫العاجز عن تأدية أركان الصالة أو بعضها لمرض ونحوه يؤدي الصالة على الحالة التي يستطيعها‪.‬‬

‫ين ِم ْن َحَر ٍج ) ]الحج ‪.[78 :‬‬ ‫و األصل في ذلك قوله تعالى‪ ( :‬وما جعل عَليكم ِفي ِ‬
‫الد ِ‬ ‫ََ َََ َ ْ ْ‬
‫وفي الحديث عن عمر ابن حصين قال‪ :‬كانت بي بواسير فسألت النبي صلى هللا عليه وسلم عن الصالة‬
‫‪1‬‬
‫صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب))‪.‬رواه البخاري‬
‫فقال‪ّ (( :‬‬
‫‪2‬‬
‫و أجمعت األمة على أن من عجز عن القيام في الفريضة صالها قاعدا و ال إعادة عليه‪.‬‬
‫‪ - 2‬كيفيتها‪:‬‬
‫يصلي المريض صالته على الهيئة التي يستطيعها‪ ،‬فإن شق عليه القيام مشقة شديدة لضرر من زيادة‬
‫‪3‬‬
‫مرض أو تأخر برء أو نحوه‪ ،‬كما لو كان القيام يوهنه فإنه يصلي قاعدا‪.‬‬
‫فإن لم يستطع القعود فعلى جنب‪ ،‬للحديث السابق ذكره‪ ،‬فإن لم يستطع فعلى ظهره‪ ،‬قال مالك‪:‬‬
‫صلى على قدر ما يطيق من قعوده أو على جنبه أو على‬
‫" و إن لم يستطع المريض أن يصلي متربعا ّ‬
‫‪4‬‬
‫ظهره و يستقبل به القبلة‪.‬‬
‫بل في شدة المرض يصلي باإليماء‪ ،‬كما ورد في الحديث عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال‬
‫‪ :‬عاد النبي صلى هللا عليه وسلم مريضا فرآه يصلي على وسادة فرمى بها و قال‪(( :‬صلي على األرض إن‬
‫‪5‬‬
‫استطعت‪ ،‬و إال فأومئ إيماء‪ ،‬و اجعل سجودك أخفض من ركوعك‪ .‬رواه البيهقي))‪.‬‬

‫‪ -1‬حديث صحيح رواه البخاري‪ ،‬كتاب الصالة ‪،‬باب صالة المسافر والمريض‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،442‬بلوغ المرام‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ -2‬النووي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ج‪ ،4‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -3‬البهوتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.593‬‬
‫‪ -4‬سحنون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -5‬حديث راوه البيهقي و صححه أبو حاتم ‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب صالة المسافر و المريض‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،443‬بلوغ المرام‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪55‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خامسا‪ :‬إعفاء الحائض و النفساء من قضاء الصَلة‬

‫‪ - 1‬تعريف‪:‬‬

‫لغة‪ :‬الحيض يقال حاضت المرأة ‪ :‬سال دمها‪ ،‬والحيضة ‪ :‬المرة ‪.‬‬

‫والنفاس‪ :‬والدة المرأة‪.1‬‬

‫شرعا‪ :‬الحيض‪ :‬هو الدم الخارج من فرج المرأة التي يمكن حملها عادة من غير والدة وال مرض‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ودم النفاس‪ :‬هو الخارج من الفرج بسبب الوالدة‪.‬‬

‫‪ - 2‬حكم قضاء الصَلة على الحائض والنفساء‪:‬‬

‫يحرم على الحائض والنفساء الصالة والصيام ومس المصحف والطواف بالبيت‪ ،‬كما أنهما معفيتان‬
‫من قضاء الصالة‪ ،‬و مما ورد في ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫لفاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض‪(( :‬إذا أقبلت الحيضة فدعي الصَلة‪ ،‬واذا أدبرت فاغسلي‬
‫وصلي))‪.3‬‬

‫ونقل ابن المنذر والنووي وغيرهما إجماع المسلمين على أنه ال يجب على الحائض قضاء الصالة‪،‬‬
‫ويجب عليها قضاء الصيام‪ 4.‬و للمرأة النفساء الحكم نفسه‪.‬‬

‫وهذه األحكام كما نرى من قبيل التيسير مراعاة لما تالقيه المرأة في هذه األحوال من عناء‪ ،‬كما أن‬
‫مدة الحيض والنفاس قد تطول‪ ،‬فشرع إعفاؤها من قضاء الصالة تخفيفا ودفعا للمشقة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬نماذج من التيسير المعاصر في الصَلة‬

‫نتناول في هذا العنصر بعض الصور المعاصرة للتيسير في الصالة وذلك من خالل مسألتين‪:‬‬

‫المسألة الولى‪ :‬أوقات الصالة في البلدان التي يستمر فيها النهار أو يطول‪.‬‬

‫‪ -1‬الفيروزآبادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1635 ،428‬‬


‫‪ -2‬ابن جزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83- 81‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاي في صحيحه‪ ،‬كتاب الحيض‪ ،‬باب إقبال المحيض و إدباره‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،320‬صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫الشوكاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.354‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪56‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المسألة الثانية‪ :‬ترك صالة الجماعة و الجمعة لعذر‪ :‬مرض فيروس كورونا نموذجا‪.‬‬

‫ونبين هاتين المسألتين كما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬أوقات الصَلة في البلدان التي يستمر فيها النهار أو يطول‬

‫قد يستمر النهار في بعض البلدان أو يطول نظ ار لموقعها الجغرافي كالدول االسكندنافية‪ ،‬حيث‬
‫يطول النهار في الصيف ويقصر في الشتاء كما أن المناطق الشمالية منها ال تغيب عنها الشمس إطالقا‬
‫في الصيف‪ ،‬وعكسه في الشتاء‪ ،‬وهنا تطرح مسألة ضبط أوقات الصلوات في هذه البلدان‪.‬‬

‫وقد نظر العلماء إلى المسألة كالتالي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬من كان يقيم في بالد يتمايز فيها الليل من النهار بطلوع فجر و غروب شمس إال أن نهارها يطول‬
‫جدا في الصيف ويقصر في الشتاء‪ ،‬وجب عليه أن يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها المعروفة شرعا‪،‬‬
‫س ِإَل َٰى َغس ِق َّ‬ ‫الص ََلةَ لِدل ِ‬
‫لعموم النصوص الواردة في ذلك كقوله تعالى‪ ( :‬أ َِقمِ َّ‬
‫الل ْي ِل َوقْر َ‬
‫آن اْل َف ْج ِر‬ ‫َ‬ ‫الش ْم ِ‬
‫وك َّ‬

‫ِإ َّن قْر َ‬


‫آن اْل َف ْج ِر َكان َم ْشه ً‬
‫ودا ) [اإلسراء ‪.]78 :‬‬

‫ين ِك َت ًابا َم ْوق ً‬ ‫ِ‬ ‫وقوله تعالى‪ِ ( :‬إ َّن َّ‬


‫وتا ) [النساء ‪.]103 :‬‬ ‫الص ََل َة َكاَن ْت َعَلى اْلم ْؤ ِمن َ‬
‫ولما ثبت عن بريدة عن أبيه عن النبي صلى هللا عليه وسلم أن رجال سأله عن و قت الصالة فقال‬
‫له‪ ":‬صل معنا هذين‪ ،‬يعني اليومين فلما زالت الشمس أمر بالال فأذن ثم أمره فأقام الظهر ثم أمره فأقام‬
‫العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية‪ ،‬ثم أمره فأقام المغرب حيث غابت الشمس‪ ،‬ثم أمره فأقام العشاء حيث‬
‫غاب الشفق‪ ،‬ثم أمره فأقام الفجر حيث طلع الفجر‪ .‬فلما أن كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر فأبرد بها‪،‬‬
‫فأنعم أن يبرد بها‪ ،‬وصلى العصر والشمس مرتفعة أخرها فوق الذي كان‪ ،‬و صلى المغرب قبل أن يغيب‬
‫الشفق‪ ،‬وصلى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل‪ ،‬وصلى الفجر فأسفر بها ثم قال‪ :‬أين السائل عن وقت‬
‫الصالة؟ فقال الرجل‪ :‬أنا يارسول هللا‪ .‬قال ‪(( :‬وقت صَلتكم بين ما رأيتم‪1.‬رواه مسلم))‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب أوقات الصلوات الخمس‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،186‬صحيح مسلم ‪ ،‬ص‬
‫‪.428‬‬
‫‪57‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إلي غير ذلك من األحاديث التي وردت في تحديد أوقات الصلوات الخمس قوال وفعال ولم تفرق‬
‫بين طول النهار وقصره و طول الليل وقصره‪ ،‬مادامت أوقات الصلوات متمايزة بالعالمات التي بينها رسول‬
‫‪1‬‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫ب ‪ -‬من كان يقيم في بالد ال تغيب عنها الشمس صيفا‪ ،‬وال تطلع فيها الشمس شتاءا‪ ،‬أو بالد يستمر‬
‫نهارها إلى ستة أشهر ويستمر ليلها ستة أشهر‪ ،‬فيصلوا الصلوات الخمس في كل أربع وعشرين ساعة‪،‬‬
‫وأن يقدروا لها أوقاتها ويحددونها معتمدين في ذلك على أقرب بالد إليهم تتمايز فيها أوقات الصلوات‬
‫المفروضة بعضها من بعض‪.‬‬

‫لما ثبت في حديث اإلسراء و المعراج من أن هللا تعالى فرض على هذه األمة خمسين صالة كل‬
‫يوم وليلة‪ ،‬لم يزل النبي صلى هللا عليه وسلم يسأل ربه التخفيف حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات‬
‫كل يوم و ليلة لكل صالة عشر فذلك خمسون صالة‪.‬‬

‫وهذا ما أ فتت به بعض الهيئات العلمية كهيئة كبار العلماء في السعودية في الدورة الثانية عشرة‬
‫وكذلك مجمع الفقه اإلسالمي في‬ ‫‪2‬‬
‫المنعقدة بالرياض في القرار رقم ‪ 61‬بتاريخ ربيع األول ‪1398‬هـ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫دورته الخامسة المنعقدة بمكة المكرمة في القرار رقم ‪ 3‬بتاريخ ‪.1982/8/4‬‬

‫‪-2‬التخلف عن صَلة الجماعة لعذر‪ :‬مرض فيروس كورونا نموذجا‪.‬‬

‫أ‪ -‬مشروعية صَلة الجماعة‪ :‬صالة الجماعة مشروعة بالكتاب والسنة واالجماع‪ ،‬فمن القرآن قوله تعالى‬
‫الصالة‪[ ) ....‬النساء ‪ ،]102‬ومن السنة ماورد عن أبي هريرة رضي هللا‬ ‫‪ ( :‬وِاذا ُكنت ِفي ِه ْم فأق ْمت ل ُه ُم َّ‬
‫عنه ان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ( صَلة الجماعة أفضل من صَلة أحدكم وحده بخمسة‬
‫وعشرين جزءا )‪ .4‬ولقد أجمع الصحابة على مشروعيتها بعد الهجرة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين الجيزاني‪ ،‬فقه النوازل‪ ،‬دراسة تأصيلية تطبيقية‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط ‪ ،2006 ،2‬ج‪ ،2‬ص‬
‫‪.153‬‬
‫‪ -2‬الجيزاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -3‬رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬المجمع الفقهي اإلسالمي‪ ،‬الدورات من األولى إلى السابعة عشرة‪.‬‬
‫‪ -‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب المساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب فضل صالة الجماعة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،245‬صحيح مسلم‪ ،‬ص ‪.449‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪58‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وصالة الجماعة سنة مؤكدة عند الحنفية والمالكية للرجال العاقلين القادرين عليها من غير حرج ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وهي فرض كفاية عند الشافعية‪ ،‬أما الحنابلة فهي واجبة وجوب عين ‪.‬‬

‫اس َع ْوا‬ ‫ِ‬ ‫وصالة الجمعة فرض عين لثبوتها بالدليل القطعي لقوله تعالى‪ِ ( :‬إ َذا نوِدي لِ َّ ِ ِ‬
‫لص ََلة من َي ْومِ اْلجم َعة َف ْ‬ ‫َ‬
‫ِإَلى ِذ ْك ِر َّ ِ‬
‫َّللا ‪[ )......‬الجمعة ‪.]9:‬‬

‫ب‪ -‬أعذار التخلف عن صَلة الجماعة والجمعة‪:‬‬

‫من أحكام التيسير ودفع المشقة إباحة التخلف عن صالة الجماعة والجمعة ألعذار من أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬المرض الذي يشق معه الحضور‪ ،‬ولما مرض النبي صلى هللا عليه وسلم تخلف عن المسجد‪،‬‬

‫وأمر أبا بكر ليصلي بالناس‪.‬‬

‫‪-‬أن يخاف ضر ار في نفسه أو ماله أو عرضه‪.‬‬

‫ير‪ :‬إذا ُقْلت‪:‬‬ ‫َّاس‪َّ ،‬أن ُه قال لِ ُمؤِّذِن ِه في يو ٍم م ِط ٍ‬


‫بن عب ٍ‬ ‫عبد هللاِ ِ‬
‫‪-‬المطر والوحل والبرد الشديد‪ ،‬وقد ورد عن ِ‬
‫ْ‬
‫الصال ِة‪ُ ،‬ق ْل‪ :‬صلوا في ُبُيوِت ُك ْم‪،‬‬ ‫سول هللاِ‪ ،‬فال تُق ْل‪ :‬ح َّي على َّ‬ ‫أ ْشه ُد أ ْن ال إله َّإال َّ‬
‫ّللاُ‪ ،‬أ ْشه ُد َّ‬
‫أن ُمح َّم ادا ر ُ‬
‫ُح ِرج ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫است ْنك ُروا‪ ،‬قال‪ :‬فعله من هو خ ْير ِمِّني‪َّ ،‬‬
‫الج ُمعة ع ْزمة‪ ،‬واّني ك ِرْه ُت أن أ ْ‬ ‫إن ُ‬ ‫الناس ْ‬ ‫أن َّ‬
‫قال‪ :‬فك ّ‬
‫ِ ‪2‬‬
‫الد ْحض"‬ ‫طِ‬
‫ين و َّ‬ ‫فت ْم ُشون في ال ِّ‬
‫‪-‬يكره حضور المسجد لمن أكل ثوما أو بصال أو نحوه حتى يذهب ريحه‪.‬‬

‫ومن األعذار التي رخص فيها العلماء في أيامنا هذه التخلف عن صالة الجماعة والجمعة وجواز‬
‫صالتها في البيوت مرض فيروس كورونا‪ ،‬وآلثاره على المستوى العبادي والصحي واالقتصادي ارتأينا أن‬
‫نخصه بشيء من التبيين‪.‬‬

‫‪-‬نبذة توضيحية عن مرض فيروس كورونا و تداعياته‬

‫مرض فيروس كورنا ‪ 2019‬أو كوفيد ‪ 19‬سببه فيروس كورونا ‪ ، 2‬تفشى المرض للمرة األولى في‬
‫مدينة ووهان الصينية في أوائل شهر ديسمبر عام ‪.2019‬‬

‫‪-1‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ج‪ ، 2‬ص ‪.149‬‬


‫‪ -2‬الحديث سبق تخريجه وهو في صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا في ‪ 30‬جانفي أن تفشي الفيروس يشكل حالة طوارئ صحية عامة‬
‫تبعث على القلق الدولي‪.‬‬

‫ينتقل الفيروس بالدرجة األولى عند المخالطة اللصيقة بين األفراد‪ ،‬و غالبا عبر القطيرات التنفسية‬
‫الناتجة من السعال أو العطاس أو التحدث‪ ،‬تبلغ قابلية العدوى ذروتها خالل األيام األولى بعد ظهور‬
‫األعراض‪.‬‬

‫تتضمن األعراض الشائعة للمرض الحمى والسعال واإلعياء وضيق النفس وفقد حاسة الشم قد تشمل‬
‫قائمة المضاعفات كال من ذات الرئة ومتالزمة الضائقة التنفسية الحادة‪ .‬تتراوح المدة الفاصلة بين التعرض‬
‫للفيروس وبداية األعراض من يومين حتى أربعة عشر يوما‪ ،‬ال يوجد حتى اآلن لقاح أو عالج فيروسي‬
‫فعال ضد فيروس كورونا ويقتصر تدبير المرض على معالجة األعراض مع تقديم العالج الداعم‪.‬‬

‫تشمل التوصيات الوقائية غسل اليدين‪ ،‬وتغطية الفم عند السعال‪ ،‬والمحافظة على مسافة كافية بين‬
‫‪1‬‬
‫األفراد‪ ،‬وارتداء أقنعة الوجة الطبية أي الكمامات في األماكن العامة‪.‬‬

‫وفي الشريعة اإلسالمية تعاليم و قواعد في الحفاظ على حياة اإلنسان في الصحة والمرض‪ ،‬خاصة‬
‫األوبئة وانتشار األمراض‪ .‬و الوباء سواء كان طاعونا أو غيره‪ ،‬ال يجوز اإلقدام عليه وال الفرار منه‪ ،‬وقد‬
‫أرخ ابن قتيبة ألول طاعون في اإلسالم قائال ‪ " :‬أول طاعون في اإلسالم طاعون عمواس بالشام فيه‬
‫‪2‬‬
‫مات معاذ بن جبل وامرأتاه وابنه‪ ،‬وأبو عبيدة بن الج ارح‪.‬‬

‫هذا الطاعون الذي كان األول في اإلسالم برزت من خالله أغلب األحكام الفقهية المتعلقة باألوبئة‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،‬فقد جاء في هذا الطاعون الحديث الذي يعد أصال ألحكام القدوم على الوباء و الفرار منه‪.‬‬

‫فتاوى العلماء بشأن صَلة الجماعة والجمعة بالنظر إلى تفشي مرض فيروس كورونا‬

‫‪ -1‬ويكيبيديا‪ ،‬جائحة فيروس كورونا ‪ ( ، [http://ar.wikipedia.orgwiki/]، 20 -2019‬دخول بتاريخ ‪.)2020/07/02‬‬


‫‪ -2‬سيد أحمد سيد الخليل‪ ،‬فقه األوبئة‪ ،‬موقع اإلصالح‪ ( ،[elislah .mr/ ?p=9846] ،2020/03/17 ،‬دخول بتاريخ ‪.)2020/07/02‬‬
‫‪ -3‬سيد أحمد سيد الخليل‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نظ ار لالنتشار المقلق لهذا المرض والذي صنفته منظمة الصحة العالمية وباء عالميا‪ ،‬وبناء على‬
‫التقارير الطبية الموثوقة‪ ،‬فقد أفتى العلماء بجواز تعليق صالة الجماعة والجمعة في المساجد واستند‬
‫العلماء في هذا على دالئل شرعية وعلى مرتكزات من مقاصد الشريعة‪ ،‬ومن أهم هذه األدلة نذكر‪-:‬‬

‫الت ْهل َك ِة ) [البقرة ‪.]195:‬‬


‫‪ -‬قوله تعالى‪َ ( :‬وَال تْلقوا ِبأ َْي ِديك ْم ِإَلى َّ‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬قوله صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬ال َضَرَر َوال ِضَرار))‪.‬‬

‫‪ -‬النهي عن مجرد إدخال الرائحة الكريهة إلى المسجد‪ ،‬وادخال المرض أشد ضرورة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وممن أفتى بجواز تعليق صالة الجماعة والجمعة في المساجد‪ ،‬اإلتحاد العالمي للعلماء المسلمين‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫كما أفتت بذلك هيئة كبار علماء السعودية في دورتها االستثنائية الخامسة والعشرين المنعقدة بالرياض‪.‬‬

‫وذهب إلى نفس القول علماء األزهر بجواز تعليق صالة الجمعة والجماعة في المساجد بسبب مرض‬
‫‪4‬‬
‫فيروس كورونا‪.‬‬

‫كما أفتت اللجنة الو ازرية للفتوى التابعة لو ازرة الشؤون الدينية واألوقاف بالجزائر في البيان رقم ‪ 02‬تبعا‬
‫للبيان رقم ‪ 01‬الصادر بتاريخ ‪ ،2020-03-15‬بجواز اللجوء إلى تعليق صالة الجمعة و الجماعات‬
‫وغلق المساجد ودور العبادة في كل ربوع الوطن حماية ألرواح المواطنين وأن الجماعة مقصد تكميلي‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫وأن الحفاظ على النفس مقصد ضروري‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه مالك في الموطأ‪ ،‬كتاب األقضية‪ ،‬باب القضاء في المرفق‪ ،‬رقم الحديث‪ ،31‬حديث حسن ‪ ،‬الموطأ ص ‪.745‬‬
‫‪ -2‬اتحاد علماء المسلمين يفتى بإيقاف صلوات الجمعة والجماعة في بؤر الوباء‪ ،‬موقع الجزيرة‪،2020/03/14،‬‬
‫]‪ ( ،[http://www.aljazeera.net/news/politics‬تاريخ الدخول ‪.)2020/07/02 :‬‬
‫‪،sky‬‬ ‫‪news‬‬ ‫عربية‬ ‫موقع‬ ‫الحرمين‪،‬‬ ‫باستثناء‬ ‫المساجد‬ ‫في‬ ‫الصالة‬ ‫تحظر‬ ‫السعودية‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ( ،[http://www.skynewsarabia.com/middle-east//329037]،2020/03/15‬تاريخ الدخول ‪.)2020/07/02 :‬‬
‫‪ -4‬االزهر يفتي بجواز تعليق صلوات الجمعة والجماعة بسبب كورونا‪ (،[mubasher.aljazeera.net/news/]،‬دخول بتاريخ‪.)2020/07/02 :‬‬
‫‪ -5‬أسماء بهلولي‪ ،‬تعليق صالة الجمعة والجماعة بمساجد الجزائر بسبب كورونا‪ ،‬موقع بوابة الشروق‪،2020/03/17،‬‬
‫]‪ (،[http://www.echoroukonline/‬دخول بتاريخ‪.)2020/07/02 :‬‬
‫‪61‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفي فتوى أخرى أجازت لجنة اإلفتاء الصالة بدون وضوء أو تيمم لألطباء والممرضين والشرطة‬
‫‪1‬‬
‫والدفاع المدني خشية انتقال عدوى فيروس كورونا‪.‬‬

‫وفي ختام هذا المطلب‪ ،‬وعلى ضوء ما تم عرضه من أحكام الطهارة والصالة بما فيها المستجدات‬
‫المعاصرة‪ .‬يتجلى أن مبناها التيسير ودفع المشقة عن الناس‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر رفع الحرج في الزكاة‬

‫نتطرق في هذا المطلب إلى أحكام التيسير في الزكاة‪ ،‬هذه الفريضة التي تتجلى فيها صور التكافل‬
‫االجتماعي واالهتمام بفئة الفقراء والمساكين‪ ،‬كما أنها مورد هام من موارد االقتصاد في اإلسالم‪.‬‬

‫وفيما يلي نستعرض بعض مظاهر التيسير في هذا الركن من أركان اإلسالم‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬التيسير في مقدار الزكاة‬

‫لم يأمر هللا سبحانه و تعالى المزّكي بإخراج نصف ماله وال ربعه‪ ،‬ألن ذلك مما يشق على النفس‬
‫ويدفعها إلى البخل ويجعلها تشعر بثقل التكليف‪ 2.‬فكان ما فرضه هللا تعالى من مقدار الزكاة مما ال يشق‬
‫على مالك المال بعيدا عن الحرج والتعسير‪ ،‬وهذا ما سنوضحه من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬زكاة النقدين‬

‫النقدين هما الذهب والفضة‪ ،‬وتجب الزكاة فيهما على من ملك نصابا من أحدهما أو مجموعهما لقوله‬
‫يل َّ ِ‬
‫ض َة َوَال يْن ِفقوَن َها ِفي س ِب ِ‬ ‫ين ي ْكِنزو َن َّ‬
‫الذ َهب َواْل ِف َّ‬ ‫ِ‬
‫اب أَلِ ٍ‬
‫يم ) [التوبة ‪.]34:‬‬ ‫َّللا َفَب ِشْره ْم ِب َع َذ ٍ‬ ‫َ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬و َّالذ َ َ‬
‫ونصاب الذهب عشرون دينارا‪ ،‬ونصاب الفضة مائتا درهم‪.‬‬

‫كما ورد في الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم قال‪ (( :‬ليس فيما دون خمس أواق صدقة‪ ،‬و ليس فيما دون خمس ذود صدقة‪ ،‬و ليس فيما دون‬
‫‪3‬‬
‫خمس أوسق صدقة ))‪.‬‬

‫‪-1‬يونس بورنان‪ ،‬فتوى جزائرية بإجازة الصالة دون وضوء أو تيمم ألربعة فئات‪ ،‬موقع العين اإلخبارية‪[http://al-،2020/04/01،‬‬
‫]‪ (،ain.com/article/algeria‬دخول بتاريخ‪.)2020/07/05 :‬‬
‫‪ -2‬فرج علي الفقيه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما أدي زكاته فليس بكنز‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،1405‬صحيح البخاري ـ ص ‪.341‬‬
‫‪62‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪1‬‬
‫واألوقية الشرعية أربعون درهما‪ ،‬ومقدار زكاة النقدين هو ربع العشر‪.‬‬

‫ونصاب الذهب عشرون مثقاال وزنا‪ ،‬والمثقال هو الدينار الشرعي و وزنه ‪4.25‬غ فيكون نصاب الذهب‬
‫‪ 85‬غراما‪ ،‬و نصاب الفضة مائتا درهم وزنا‪ ،‬و الدرهم وزنه ثالثة غرامات تقريبا‪ ،‬فيكون نصاب الفضة‬
‫‪2‬‬
‫ستمائة غرام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬زكاة النعام‬


‫‪3‬‬
‫وهي مقصورة على الغنم والماعز واإلبل والبقر والجاموس‪ ،‬وعند الحنفية تذكر الخيل إذا كانت للتجارة‪.‬‬
‫ويشترط فيها بلوغ النصاب وحوالن الحول‪.‬‬

‫‪ -1‬ففي زكاة اإلبل‪ :‬ليس فيها دون خمس الزكاة‪ ،‬وفي الخمس شاة إلى تسعة ‪ ،‬وفي العشر شاتان إلى‬
‫أربع عشرة ‪ ،‬وفي خمس عشرة ثالث شياه إلى تسع عشرة ‪ ،‬وفي عشرين أربع شياه إلى أربع‬
‫وعشرين ‪ ،‬ثم تزول الغنم فيؤخذ من اإلبل‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي زكاة البقر‪ :‬ال زكاة في أقل من ثالثين ‪ ،‬وفي الثالثين تبيع جذع أو جذع ُة ِ‬
‫وسنة سنتان وقيل‬
‫سنة إلى تسع وثالثين ‪ ،‬وفي األربعين ُم ِسنة أنثى بنت أربع سنين وقيل ثالث إلى تسع وخمسين‪.‬‬

‫فما زاد ففي كل ثالثين تبيع ‪ ،‬وفي كل أربعين مسنة‪.‬‬

‫‪ -3‬أما الغنم ‪ :‬فال زكاة في أقل من أربعين‪ ،‬وفي األربعين شاة إلى مائة وعشرون وفي إحدى وعشرين‬
‫ومائة شاتان إلى مئتي شاة ‪ ،‬وفي إحدى ومئتين ثالث شاة إلى ثالث مئة وتسع وتسعين ‪ ،‬وفي أربع مئة‬
‫‪4‬‬
‫اربع شياه ‪ ،‬وما زاد ففي كل مئة شاة‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن جزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬


‫‪ -2‬الغرياني‪ ،‬مدونة الفقه المالكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -3‬الكاساني ‪،‬بدائع الصنائع ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ج‪،2‬ص‪.445‬‬
‫‪-4‬ابن جزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.197-196‬‬
‫‪63‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬زكاة الحرث‬

‫ال تجب الزكاة في الثمار والحبوب إال إذا بلغت خمسة أوسق ‪ ،‬لما جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري‬
‫أوسق ِمن التمر صدقةٌ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ (( :‬ليس فيما دون خمسة‬
‫الو ِرق صدقةٌ‪ ،‬وليس فيما دون خمس ذوٍد من اْلبل صدق ٌة )) ‪.1‬‬ ‫وليس فيما دون خمس أو ٍ‬
‫اق من َ‬
‫و األوسق جمع وسق وهو ستون صاعا ‪ ،‬والصاع أربعة أمداد ووزن الصاع من القمح ‪ 2.250‬غراما‬
‫فيكون وزن الخمسة أوسق ‪ 675.000‬كيلوغراما وهو وزن النصاب من القمح‪. 2‬‬

‫وأما المقدار الواجب من الزكاة في الثمار والحبوب نصف العشر فيما كان يسقى باآللة‪ ،‬وما كان‬
‫يسقى بالمطر أو النهر ففيه العشر‪ ،‬لما ورد في الحديث عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه أن النبي‬
‫‪3‬‬
‫الس ِانَي ِة ِن ْصف اْلع ْش ِر))‪.‬‬
‫يما س ِق َي ِب َّ‬ ‫ِ‬
‫يما َسَقت ْال نهار َواْل َغ ْيم اْلعشور َوف َ‬
‫ِ‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ (( :‬ف َ‬
‫والسانية هو البعير الذي يستقى به من البئر‪ .‬وتجب الزكاة عند الحنفية في كل ما تخرجه األرض فيشمل‬
‫‪4‬‬
‫ما كان للقوت أو غيره‪.‬‬

‫طِيب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َما َك َس ْبت ْم َو ِم َّما أ ْ‬
‫َخَر ْجَنا َلك ْم‬ ‫آمنوا أَْنفقوا م ْن َ َ‬ ‫وحجته في ذلك قوله تعالى‪َ ( :‬يا أَُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِم َن ْالَْر ِ‬
‫ض) [البقرة ‪.]267:‬‬

‫وعند المالكية تجب الزكاة فيما يقتات و يدخر‪ ،‬و هي عشرين نوعا من الحبوب والثمار‪ .‬وعند‬
‫الشافعية مثل المالكية وخالفوا في الزيتون‪ 5.‬وعند الحنابلة تجب الزكاة فيما يكال وييبس ويدخر من الحبوب‬
‫والثمار‪ ،‬فأضافوا ما يصلح للطعام كالكسبرة والكمون والكروية‪.‬‬

‫‪-1‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ليس فيما دون خمس ذود صدقة‪ ،‬رقم الحديث ‪،1459‬صحيح البخاري ‪ ،‬ص ‪.355‬‬
‫‪ -2‬الغرياني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -3‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الزكاة باب ما فيه العشر أو نصف العشر‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، 7‬صحيح مسلم ‪ ،‬ص ‪.675‬‬
‫‪ -4‬الكاساني‪ ،‬ج‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.505‬‬
‫‪ -5‬الشربيني‪ :‬شمس الدين محمد بن محمد الخطيب (ت‪977 :‬ه)‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬تحقيق و دراسة على محمد معوض و عادل أحمد‬
‫عبد الموجود‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪( ،‬دط)‪ ،2000 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.82‬‬
‫‪64‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعلى ضوء ما سبق بيانه بشأن المقدار الواجب إخراجه في الزكاة‪ ،‬يتجلى أن هذا المقدار يسير‬

‫بالنسبة ألصل الملك‪ ،‬كما أن اشتراط حوالن الحول في النقدين وزكاة الماشية من مظاهر التخفيف و اليسر‬
‫في هذا الباب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التيسير بإعفاء الحلي من الزكاة‬

‫أوال‪ :‬المراد بالحلي‬

‫الحلي هو ما تتزين به المرأة كالخواتم و االقراط‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أقوال العلماء في زكاة الحلي‬

‫ومما جاء في هذا الباب عند المالكية‪ ،‬ما بينه ابن رشد‪ 1‬في المقدمات على أنه على ما نوى به‬
‫مالكه‪ ،‬فإن نوى به التجارة زكاه‪ ،‬وان نوى به االقتناء لالنتفاع بعينه فيما ينتفع فيه بمثله سقطت عنه‬
‫‪2‬‬
‫الزكاة‪.‬‬
‫وقال الشافعية ال تجب الزكاة في الحلي المباح كخلخال المرأة ألنه معد الستعمال مباح‪ 3.‬وكذا‬
‫الحنابلة فال زكاة في حلي المرأة‪ ،‬ومما قاله ابن قدامة‪ 4‬في المغني ‪ ":‬ليس في حلي المرأة زكاة ‪ ،‬إذا كان‬
‫مما تلبسه أو تعيره"‪.5‬‬

‫ين ي ْكِنزو َن َّ‬


‫الذ َه َب َواْل ِف َّ‬ ‫ِ‬
‫ض َة َوَال‬ ‫أما الحنفية فعندهم تجب الزكاة في الحلي ‪ ،‬وفي قوله تعالى‪َ ( :‬و َّالذ َ َ‬
‫‪6‬‬

‫‪ -1‬هو ابو الوليد محمد بن احمد بن رشد شيخ المالكية وقاضي الجماعة بقرطبة من مؤلفاته المقدمات الممهدات‪.‬‬
‫‪ - 2‬ابن رشد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫‪ -3‬الشربيني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -4‬هو أبو محمد عبد هللا بن أحمد إمام وعالم من مؤلفاته المغني‪ ،‬العمدة‪.‬‬
‫‪ - 5‬ابن قدامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ -6‬كمال ابن الهمام‪ :‬كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي(ت‪ 861 :‬ه)‪ ،‬شرح فتح القدير‪ ،‬تعليق عبد الرزاق غالب المهدي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1،2003‬ج ‪ ،2‬ص ‪.223‬‬
‫‪65‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يل َّ ِ‬
‫يْن ِفقوَن َها ِفي س ِب ِ‬
‫اب أَلِ ٍ‬
‫يم ) [التوبة ‪ .]34 :‬قال الكاساني‪ 1‬في اآلية أن هللا ألحق الوعيد‬ ‫َّللا َفَب ِشْرهم ِب َع َذ ٍ‬ ‫َ‬
‫الشديد بكنز الذهب والفضة‪ ،‬وترك إنفاقها في سبيل هللا من غير فصل بين الحلي وغيره‪.2‬‬

‫ومما تقدم يظهر تيس ير الشريعة في إعفاء الحلي من الزكاة على قول الجمهور‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التيسير بعدم إيجاب كرائم الموال في الزكاة‬

‫أوال ‪ :‬تعريف‬

‫المراد بالكرائم نفائس األموال و أجودها من أي صنف كان ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وجه اليسر في المسألة‬

‫راعت الشريعة جهد أصحاب األموال في اكتسابها و جمعها و حفظها‪ ،‬فلم توجب عليهم الزكاة في‬
‫كرائم أموالهم‪.‬‬

‫ومن النصوص الواردة في هذا الشأن عن ابن عباس رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم لما بعث معاذا رضي هللا عنه إلى اليمن قال له‪ (( :‬إنك تقدم على قوم أهل كتاب‪ ،‬فليكن أول ما‬
‫تدعوهم إليه عبادة للا‪ ،‬فإن عرفوا للا فأخبرهم أن للا قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم و‬
‫ليلتهم‪ ،‬فإذا فعلوا الصَلة‪ ،‬فأخبرهم أن للا فرض عليهم زكاة من أموالهم و ترد على فقرائهم‪ ،‬فإذا أطاعوا‬
‫‪3‬‬
‫بها فخذ منهم‪ ،‬و توق كرائم أموال الناس))‪.‬‬

‫‪ -1‬هو عالء الدين أبو بكر بن مسعود فقيه حنفي المذهب‪ ،‬من مؤلفاته بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪.‬‬
‫‪ - 2‬الكاساني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.407‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ال تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة‪ ،‬رقم الحديث ‪،1458‬صحيح البخاري‪ ،‬ص‬
‫‪.354‬‬
‫‪66‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن اآلثار التي وردت في ذلك أنه ُم َّر على عمر بن الخطاب رضي هللا عنه بغنم من الصدقة‬
‫فرأى فيها شاة حافال ذات ضرع عظيم‪ ،‬فقال عمر‪ :‬ما هذه الشاة؟ فقالوا‪ :‬شاة من الصدقة فقال عمر‪ :‬ما‬
‫‪1‬‬
‫أعطى هذه أهلها وهم طائعون‪ ،‬ال تفتنوا الناس‪ ،‬ال ت ْأخذوا حزﺭ ِ‬
‫ﺍﺕ المسلمين نكبوا عن الطعام‪.‬‬

‫وحافال بمعنى‪ :‬مجتمعا لبنها‪ ،‬وحزرات المسلمين أي خيار أموالهم‪ ،‬و نكبوا عن الطعام‪ :‬أي ذوات الدر أي‬
‫اللبن و المقصود ال تؤخذ اللبون‪.‬‬

‫وقال مالك‪ :‬السنة عندنا‪ ،‬والذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا أنه ال يضيق على المسلمين في‬
‫وقد ذكر الشوكاني‪ 3‬عدة أحاديث تبين النهي عن كرائم‬ ‫‪2‬‬
‫زكاتهم‪ ،‬وأن يقبل منهم ما دفعوا من أموالهم‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫األموال‪ ،‬واخراج الزكاة من أوسط المال ال من ش ارره وال من خياره‪.‬‬

‫وجاء في م دونة الغرياني أنه إذا كان في الماشية التي وجبت فيها الزكاة خيار مثل الحوامل ذات‬
‫اللبن‪ ،‬وفيها المعيبة مثل الهرمة والمريضة و الضعيفة‪ ،‬فالواجب إخراج الوسط‪ ،‬إال أن يتبرع مالكها‬
‫‪5‬‬
‫باألجود‪.‬‬

‫وفي إخراج الوسط يسر بائن لكال الطرفين‪ ،‬فلو جاز إخراج الردئ لكان في ذلك ضرر للنفس‪ ،‬و‬
‫لو وجب اإلخراج من كرائم األموال لتضرر بذلك المالك‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التسهيل على الناس بإباحة الخرص‬

‫من صور التيسير على أصحاب المزارع إباحة االنتفاع بالثمار حال نضجها و عدم منعهم منها‬
‫إلى أن تجف و تخرج منها الزكاة‪ ،‬و هذا يقود إلى الكالم في الخرص‪.‬‬

‫‪ -‬أخرجه مالك في الموطأ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب النهي عن التضييق على الناس في الصدقة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،28‬الموطأ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.267‬‬
‫‪ -‬مالك بن أنس‪ ،‬الموطأ‪ ،‬ص ‪.268‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬هو محمد بن علي بن محمد عالم وقاضي مؤلفاته نيل األوطار‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬أنظر نيل األوطار للشوكاني‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.194‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -5‬الغرياني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.31‬‬


‫‪67‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الخرص‬

‫الخرص تقدير ما على النخل من الرطب تمرا‪ ،‬وما على الكرم من العنب زبيب‪ ،‬وذلك بأن ينظر‬
‫العارف فيقول‪ :‬يخرج من هذا التمر كذا‪ ..‬والزبيب كذا‪ .‬فيحصى على صاحبه و يحسب قدر العشر من‬
‫ذلك أو نصف العشر على ما قدر فيما سبق ثم تترك الثمار لصاحبها يصنع فيها ما أحب‪ ،‬فإذا ما حان‬
‫‪1‬‬
‫جني الثمار و قطف العنب أخذت من الزكاة على التقدير الذي قدره الخارص من قبل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشروعيته و الحكمة منه‬

‫ومما جاء في مشروعية الخرص ما رواه البخاري عن أبي حميد الساعدي قال غزونا مع النبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم غزوة تبوك‪ ،‬فلما جاء وادي القرى إذ إمراة في حديقة لها فقال النبي صلى للا عليه‬
‫و سلم لصحابه‪ (( :‬أخرصوا ‪ ،‬وخرص رسول للا صلى للا عليه وسلم عشرة أوسق‪ ،‬فقال لها إحصي‬
‫ما يخرج منها‪ ،‬قال ‪ :‬فلما أتى النبي صلى للا عليه و سلم وادي القرى قال للمرأة ‪ :‬كم جاء‬
‫‪2‬‬
‫حديقتك قالت‪ :‬عشرة أوسق خرص رسول للا صلى للا عليه وسلم))‪.‬‬

‫وجمهور العلماء على إجازة الخرص في النخيل واألعناب حتى يبدو صالحها‪ ،‬لضرورة أن يخلي‬
‫‪3‬‬
‫بينها و بين أهلها يأكلونها رطبا‪.‬‬

‫فالمالكية و الشافعية و الحنابلة على جواز الخرص‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد بكر إسماعيل‪ ،‬الفقه الواضح من الكتاب والسنة على المذاهب األربعة‪ ،‬دار المنار‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪( ،2‬د ت ن) ‪ ،‬ج ‪، 1‬ص ‪.484‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب خرص التمر‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،1481‬صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪.361‬‬
‫‪ -3‬ابن رشد‪ :‬أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد ( ت‪595 :‬هـ )‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬تحقيق ماجد الحموي‪ ،‬دار ابن‬
‫حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1995 ،1‬ج‪ ،1‬ص ‪.525‬‬
‫‪68‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد خالف األحناف ما ذهب إليه األئمة الثالثة وأكثر أهل العلم من السلف و الخلف وقالوا‪ :‬إن‬
‫ا لخرص ظن و تخمين ال يقوم به حكم شرعي‪ ،‬والحق أنه ليس من قبيل الظن والتخمين‪ ،‬بل هو اجتهاد‬
‫‪1‬‬
‫في معرفة قدر الثمر كاالجتهاد في تقويم المتلفات‪.‬‬

‫ويظهر التيسير في الحكمة من الخرص حيث يرفع الحرج عن المالك فيمكنه التصرف في ثمره‬
‫باألكل أو البيع أو اإلهداء‪ ،‬وبالتخريص يكون حق الفقير محفوظا في كل ذلك‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬تطبيقات معاصرة في التيسير في الزكاة ‪:‬مصرف العاملين عليها نموذجا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مشروعية مصرف العاملين عليها‬


‫ٱلص َد ََٰقت لِْلفَقَارٓ ِء َوٱْل َم ََٰس ِك ِ‬
‫ين‬ ‫مصرف العاملين عليها من مصارف الزكاة الثمانية‪ ،‬لقوله تعالى‪ِ ( :‬إَّن َما َّ‬
‫يض ًة ِمن َّ ِ‬ ‫يل َّ ِ‬ ‫َٰ‬ ‫َوٱْل ََٰع ِملِين َعَل ْي َها َوٱْلم َؤَّل َف ِة قلوبه ْم َوِفى ِ‬
‫ٱَّلل‬
‫ٱَّلل َو َّ‬ ‫َ‬ ‫ٱلس ِبي ِل َف ِر َ‬
‫ٱَّلل َو ْٱب ِن َّ‬ ‫ين َوِفى س ِب ِ‬
‫َ‬
‫ٱلرَق ِ‬
‫اب َوٱْل َغ ِرِم َ‬
‫يم ) [التوبة ‪.]60 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم َحك ٌ‬
‫َعل ٌ‬
‫وعن بسر بن سعيد أن ابن السعدي المالكي قال‪ :‬استعملني عمر على الصدقة‪ ،‬فلما فرغت منها‬
‫وأديتها إليه أمر لي بعمالة‪ ،‬فقلت ‪ :‬إنما عملت هلل‪ ،‬فقال ‪ :‬خذ ما أعطيت‪ ،‬فإني عملت على عهد رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم فعملني‪ ،‬فقلت مثل قولك‪ ،‬فقال لي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ (( :‬إذا أعطيت‬
‫‪2‬‬
‫شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق ))‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد بكر إسماعيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.485‬‬


‫‪ -2‬متفق عليه ‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب العاملين عليها ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، 1593‬المنتقى في األحكام الشرعية من كالم خير البرية ‪ ،‬تحقيق‬
‫طارق بن عوض هللا بن محمد ‪ ،‬دار ابن الجوزي ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬ط‪ 1429 ، 1‬هـ ‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫‪69‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬من هم العاملون عليها‬


‫العاملون عليها هم السعاة لجباية الصدقة‪ ،‬ويشترط فيهم العمالة والمعرفة بفقه الزكاة‪ 1.‬أي يقصد‬
‫بهم كل الذين يعملون في الجهاز اإلداري لشؤون الزكاة‪ 2.‬والعامل الذي يعطى من الزكاة يشمل الجامع‬
‫الذي يجمع المال ‪ ،‬ويشمل الكاتب وموزع المال ‪ ،‬أما الحارس والراعي لمال الزكاة فال يعطى منها عند‬
‫المالكية وانما يعطى من بيت المال‪.‬‬

‫ويعطي العاشر والعريف والحاسب والكاتب والجابي والقسام وحافظ المال من سهم العامل ألنهم من‬
‫العمال عند الشافعية‪ ،3‬والعاشر هو الذي يجمع أرباب األموال‪ ،‬والعريف هو الذي يعرف الساعي أهل‬
‫الصدقات إذا لم يعرفهم‪.‬‬

‫ولقد فصل العلماء قديما وحديثا في مهام العاملين عليها‪ ،‬اكتفينا بتوضيح أهمها من باب التبيين ال‬
‫الحصر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صور معاصرة لمصرف العاملين عليها‬

‫في وقتنا الحالي اتسعت المجاالت المعاصرة للعاملين على الزكاة‪ ،‬سواء في جمعها أو توزيعها‬
‫لكثرة الموارد الزكوية‪ ،‬وتوسع مصارفها وتنوع أعبائها وتطور أوضاعها‪ ،‬فأقيمت ألجل ذلك الصناديق‬
‫والمؤسسات الخيرية التي تختص بجمع الزكاة وتوزيعها وانتظمت تلك الجهات موظفين في مختلف‬
‫‪4‬‬
‫المجاالت‪.‬‬

‫‪ -1‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬الفقه المالكي الميسر‪ ،‬دار الكلم الطيب ‪ ،‬دمشق‪( ،‬دط)‪ ،2010 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.261‬‬
‫‪ -2‬يوسف القرضاوي ‪ ،‬فقه الزكاة دراسة مقارنة ألحكامها وفلسفتها في ضوء القرآن والسنة ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1997 ،3‬‬
‫‪،‬ص‪.579‬‬
‫‪ -3‬النووي ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ج‪ ، 6‬ص ‪.168‬‬
‫‪ -4‬عبد هللا بن منصور الغفيلي‪،‬نوازل الزكاة ‪ ،‬دراسة فقهية تأصيلية لمستجدات الزكاة ‪ ،‬و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪،‬قطر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.381‬‬
‫‪70‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعلى اختالف مهامهم‪ ،‬من جباة يحصلونها وحراس يحفظونها‪ ،‬ومن كتبة وحاسبين يضبطون‬
‫‪1‬‬
‫واردها ومصروفها‪ ،‬ومن موزعين يفرقونها على أهلها‪ ،‬كل هؤالء جعل هللا أجورهم في مال الزكاة‪.‬‬

‫وبالنظر إلى ما قاله الفقهاء في مصرف العاملين عليها‪ ،‬وبتطبيق ذلك على الواقع نجد أن الموظفين‬
‫في المؤسسات المختصة بجباية الزكاة وتوزيعها على نوعين‪:‬‬

‫النوع الول‪ :‬ممن يتقاضى مرتبا دوريا من بيت مال الدولة ألجل هذا العمل‪ ،‬فهؤالء ال يستحقون األخذ‬
‫من هذا المصرف‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬العاملون في المؤسسات والجهات األهلية التي تديرها مجالس خيرية‪ ،‬وانما تشرف عليها‬
‫الدولة إشرافا عاما‪ ،‬واال فهي مستقلة عن الدوائر الحكومية في إدارتها المباشرة‪ ،‬وبالتالي تمول من‬
‫المحسنين‪ ،‬وهذا النوع من الموظفين هم من ينطبق عليهم وصف العاملين في الزكاة سواء من باشر جمع‬
‫‪2‬‬
‫الزكاة وتوزيعها أو لم يباشر كاإلداري والمحاسب والباحث والفني والمراقب‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم ذكره يتبين اليسر في أحكام الزكاة بما يتوافق مع الشريعة ومقاصدها‪ ،‬وبمراعاة‬
‫ما يقتضيه الواقع لتسهيل إيصال أموال الزكاة لمستحقيها على الوجه المطلوب‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات قاعدة رفع الحرج في الصوم و الحج‬

‫من العبادات التي شرعت لتقريب اإلنسان من ربه‪ ،‬الصوم والحج‪ ،‬ففيهما من التكاليف ما يعد بحق‬
‫الس ُمو باألخالق‪ ،‬حتى تتحقق معنى العبودية‬‫مدرسة لتقوية اإليمان وزكاة النفس ‪ ،‬ومجاهدة الهوى و ُ‬
‫الخالصة ‪ ،‬والتي من أجلها ُخلق اإلنس والجن‪ ،‬فيرتقي اإلنسان بإيمانه وعمله في مدارج السالكين‪.‬‬

‫وسنتناول في هذا المبحث مدى التيسير الذي راعته الشريعة في أحكام الصوم والحج تماشيا مع مقاصد‬
‫الشريعة وعونا للعبد عل حسن عبادة خالقه‪ ،‬وذلك من خالل مطلبين نوضحهما كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬يوسف القرضاوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪579‬‬


‫‪ 2‬عبد هللا بن منصور الغفيلي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.382‬‬
‫‪71‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الول‪ :‬مظاهر رفع الحرج في الصوم ‪.‬‬

‫آمنوا ك ِت َب‬ ‫ِ‬


‫كتب هللا تعالى الصيام على المسلم كما كتب الصالة‪ ،‬فقال عزل وجل ‪َ (:‬يا أَُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َ‬
‫ين ِم ْن َقْبلِكم َل َعَّلك ْم َت َّتقو َن ) [البقرة ‪.]189‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعَل ْيكم الصَيام َك َما كت َب َعَلى َّالذ َ‬

‫وبقدر ما في الصوم من جهد ومصابرة و اجتهاد‪ ،‬بقدر ما جاءت أحكامه بكثير من التيسير دفعا‬
‫للمشقة ومراعاة ألحوال الصائم‪ ،‬وهذا ما نحاول تبيينه في هذا المطلب من خالل بعض صور التيسير في‬
‫الصيام‪.‬‬

‫الفرع ال ول‪ :‬إباحة الفطر للكبير والعاجز‬

‫ين ي ِطيقوَنه ِف ْدَي ٌة‬ ‫ِ‬


‫‪..‬و َعَلى َّالذ َ‬
‫يباح للشيخ الكبير الفطر في رمضان‪ ،‬واألصل في ذلك قوله تعالى‪َ ( :‬‬
‫ط َعام ِم ْس ِك ٍ‬
‫ين‪[ ) ...‬البقرة ‪.]183 :‬‬ ‫َ‬

‫وعن ابن عباس رضي هللا عنه قال‪ُ ":‬ر ِخص للشيخ أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا وال قضاء‬
‫عليه‪ 1.‬وفي اآلية السابقة‪ ،‬ورد عن بعض أهل العلم إنها رخصة للشيوخ والعجائز خاصة إذا كانوا ال‬
‫‪2‬‬
‫يطيقون الصيام إال بمشقة‪.‬‬

‫وقد جاء في بداية المجتهد على أن الشيخ الكبير والعجوز اللذان ال يقدران على الصيام فإنهم‬
‫أجمعوا على أن لهما أن يفطرا‪ ،‬واختلفوا فيما عليهما إذا أفطروا‪ 3.‬وممن قال باإلطعام أبو حنيفة ويطعم‬
‫‪4‬‬
‫عن كل يوم نصف صاع من حنطة‪ ،‬أما الشافعية فيجب عليه عن كل يوم مد‪.‬‬

‫‪ -1‬صححه الدار قطني والحاكم ‪ ،‬كتاب الصيام ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،675‬بلوغ المرام ‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪ -2‬الشوكاني‪ :‬محمد بن علي بن محمد ( ت‪250:‬هـ) ‪ ،‬فتح القدير ‪ ،‬تحقيق عبد الرحمان عميرة ( د م ن) ‪ (،‬دط) ‪ ، 1994 ،‬ج‪ ، 1‬ص‬
‫‪.330‬‬
‫‪ -3‬ابن رشد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.586‬‬
‫‪ -4‬النووي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫‪72‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعند مالك اإلطعام ليس بواجب وانما يندب له أن يتصدق بمد من القمح عن كل يوم أفطره وليس‬
‫بواجب إذ ال يكلف هللا نفسا إال وسعها‪ 1.‬وفي جواز الفطر تيسير بين للكبير والعاجز أقرته الشريعة دفعا‬
‫للحرج عنهما‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إباحة الفطر للحامل والمرضع‪.‬‬

‫ال يجب الصوم على المرأة الحامل والمرضع فعنهما تقضيان وال تطعمان‪ ،‬وعند المالكية الحامل‬

‫إن خافت على نفسها أو على ما في بطنها أفطرت وقضت‪ ،‬وأما المرضع فتفطر إذا احتاجت إلى الفطر‬
‫‪2‬‬
‫لولدها إن لم يقبل غيرها ولم تقدر على االستئجار له وعليها القضاء‪.‬‬

‫وعند الشافعية إن خافت الحامل والمرضع على أنفسهما أفطرتا‪ ،‬وعليهما القضاء دون الكفارة‬

‫ألنهما أفطرتا للخوف على أنفسهما فوجب عليهما القضاء دون الكفارة كالمريض‪ ،‬وان خافتا على ولديهما‬
‫أفطرتا وعليهما القضاء‪ ،‬أما اإلطعام ففي أصح الوجوه عنده يجب على كل يوم مد من الطعام‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫وان أفطرتا فعليهما القضاء واطعام مسكين عن كل يوم عن الحنابلة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إباحة الفطر للمسافر والمريض‬

‫ان ِمْنك ْم‬


‫من أحكام التخفيف في الشريعة إباحة الفطر للمسافر والمريض لقوله تعالى‪َ .....( :‬ف َم ْن َك َ‬
‫ام أ َخَر‪[ )....‬البقرة‪ ]184 :‬وعليهما القضاء‪ .‬ويشترط في السفر أن يكون‬ ‫يضا أ َْو َعَلى َس َف ٍر َف ِعَّد ٌة ِم ْن أََّي ٍ‬
‫َم ِر ً‬
‫‪5‬‬
‫فيه مسافة القصر‪.‬‬

‫‪ -1‬الغرياني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.622‬‬


‫‪ -2‬ابن جزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬النووي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ -4‬ابن قدامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.393‬‬
‫‪ -5‬القرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.512‬‬
‫‪73‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن الشروط أيضا أن يكون السفر مباحا ال سفر معصية ألن الفطر في السفر إعانة للمسافر‪،‬‬
‫والعاصي ال يعان على المعصية‪ .1‬والصوم أفضل عند الحنفية إن لم يتضرر‪ ،‬وعند مالك الصيام في‬
‫رمضان في السفر مستحب لمن قوى عليه‪ ،2‬وكذلك عند الشافعية‪.‬‬

‫وعند الحنابلة يكره الصوم للمسافر ولو لم يجد مشقة‪ .3‬وبالنسبة للمريض فضابط المرض المبيح‬
‫للفطر هو الذي فيه مشقة شديدة أو يخشى زيادة المرض أو تأخر البرء‪.‬‬

‫وقال الحنفية والشافعية المرض يبيح الفطر‪.‬‬

‫وعند المالكية للمريض أربعة أحوال‪:‬‬

‫األولى‪ :‬أن ال يقدر على الصوم ويخاف الهالك من المرض أو الضعف إن صام فالفطر عليه واجب‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬أن يقدر على الصوم بمشقة فالفطر له جائز‪ ،‬وقال ابن العربي يستحب‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬أن يقدر بمشقة ويخاف زيادة المرض ففي وجوب فطره قوالن‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن ال يشق عليه ‪ ،‬وال يخاف زيادة المرض فال يفطر عند الجمهور خالفا البن سيرين‬

‫وقال الحنابلة يستحب الفطر حالة المرض ويكره الصوم‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التيسير في عدم التتابع في القضاء‬


‫‪5‬‬
‫ال يشترط المتابعة في قضاء رمضان عند الجمهور خالفا للحسن البصري والظاهرية‪.‬‬

‫وعن ابن عباس رضي هللا عنه قال‪":‬البأس أن ُيفرق‪ ،‬لقول هللا تعالى‪َ ( :‬ف ِعَّد ٌة ِم ْن أََّي ٍ‬
‫ام أ َخَر)‬
‫‪6‬‬

‫[البقرة ‪.]185‬‬

‫‪ -1‬الغرياني‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.623‬‬


‫‪ -2‬سحنون‪ ،‬المدونة الكبرى ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪ ،‬ج‪ ، 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.967‬‬
‫‪ -4‬ابن جزي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.221-220‬‬
‫‪ - 5‬ابن جزي‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ - 6‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب متى يقضى قضاء رمضان ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، 1950‬صحيح البخاري ‪ ،‬ص‪.469‬‬
‫‪74‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فعند الحنفية ال يشترط التتابع‪ ،‬وكذلك عند المالكية ال يجب التتابع‪ ،‬وقد ذكر ابن العربي‪ 1‬أن قوله‬

‫تعالى‪َ .. ( :‬ف ِعَّد ٌة ِم ْن أََّي ٍ‬


‫ام أ َخَر‪ )..‬يعني بظاهره قضاء للصوم متفرقا‪ ،‬وقد ورد ذلك عن جماعة من السلف‬
‫منهم أبو هريرة‪ ،‬وانما وجب التتابع في الشهر كونه معينا‪ ،‬وقد عدم التعيين في القضاء فجاز بكل حال‪.2‬‬

‫وعند الشافعية يستحب التتابع ويجوز تفريقه‪ 3.‬واليه ذهب الحنابلة‪ ،‬فعندهم قضاء شهر رمضان متفرقا‬
‫‪4‬‬
‫يجزئ‪ ،‬والمتابع أحسن‪.‬‬

‫فالتيسير يظهر هنا جليا في عدم إيجاب التتابع في القضاء من خالل ما بيناه من أقوال بعض العلماء‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬إباحة الفطر لمن غلبه الجوع والعطش‪.‬‬

‫من يسر الشريعة في أحكامها أنه من خشى على نفسه الهالك من جوع أو عطش في الصوم جاز‬
‫الت ْهل َك ِة ) [البقرة ‪.]195 :‬‬
‫له الفطر لقوله تعالى‪َ ( :‬والتْلقوا ِبأ َْي ِديك ْم ِإَلى َّ‬
‫‪5‬‬
‫فعند الحنفية ُعد العطش الشديد والجوع إذا خيف منهما الهالك من العوارض المبيحة للفطر‪.‬‬

‫وعند المالكية أن من أرهقه الجوع والعطش يفطر ويقضي‪ ،‬فإن خاف على نفسه ح ُرم عليه الصوم‪ 6.‬وقريب‬
‫من هذا القول ما قاله الشافعية‪ ،‬فقد ورد في المجموع لإلمام النووي أن من غلبه الجوع والعطش فخاف‬
‫الت ْهل َك ِة‪] )..‬البقرة‪:‬‬
‫الهالك ‪ ،‬لزمه الفطر و إن كان صحيحا مقيما‪ ،‬لقوله تعالى ‪َ .. (":‬والتْلقوا ِبأ َْي ِديك ْم ِإَلى َّ‬
‫‪7‬‬
‫‪ ، [195‬ويلزمه القضاء كالمريض‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫وعند الحنابلة أن من يخاف على نفسه الهالك لعطش أو نحوه يفطر وعليه القضاء‪.‬‬

‫‪ - 1‬هو محي الدين محمد بن علي‪ ،‬عالم روحاني وفيلسوف من مؤلفاته الفتوحات المكية‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.113-112‬‬
‫‪ - 3‬النووي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.413‬‬
‫‪ - 4‬ابن قدامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.408‬‬
‫‪ - 5‬كمال ابن همام الحنفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪ -‬ابن جزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -7‬النووي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.262‬‬


‫‪ -8‬ابن قدامة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.396‬‬
‫‪75‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع السادس‪ :‬تطبيقات التيسير المعاصرة في الصوم ‪ :‬صوم مريض الغسيل الكلوي نموذجا‪.‬‬

‫مريض الفشل الكلوي يضطر إلى عملية الغسيل الكلوي ‪ ،‬وللعلماء أقوال في رفع الحرج عن هذا‬
‫المريض بشأن صومه من عدمه ‪ ،‬حيث سنتناول هذه المسألة بشيء من التفصيل كالتالي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الغسيل الكلوي‬

‫الديال أو غسيل الكلية أو الديلزة أو الميز الغشائي‪ :‬هي تقنية تهدف إلى إزالة الفضالت والمواد‬

‫السامة من الجسم وتعويض فقدان عمل الكلي‪ ،‬وعادة يخضع مرضى المرحلة النهائية من الفشل الكلوي‬
‫أو مرضى القصور الكلوي الحاد إلى معالجتهم بالديال من حين آلخر‪ 1.‬ويوجد طريقتان للغسيل الكلوي‪:‬‬

‫ا‪-‬الغسيل الدموي أو الديال الدموي‪ :‬والتي تعمل من خالل ضخ الدم إلى خارج الجسم وتمريره بجهاز يقوم‬
‫بتنقيته من الفضالت والشوارد الزائدة ويعيد ضبط حموضة الدم ‪ ،‬ومن ثم يعاد الدم إلى الجسم‪.‬‬

‫ب‪-‬بالديال الصفاقي أو الديلزة الصفاقية‪ :‬وفيه يتم ضخ سائل الديالة أو التنقية حيث يوجد غشاء الصفاق‬
‫الغني باألوعية الدموية الصغيرة وذلك عبر إدخال أنبوب صغير في البطن ‪ ،‬ويتم تبادل الشوارد بين السائل‬
‫المدخل واألوعية الدموية ‪ ،‬ويتم بعد ذلك نزح السائل الموجود في التجويف البطني ‪ ،‬وتتطلب هذه العملية‬
‫من سبع إلى تسع ساعات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أقوال العلماء في صوم مريض الغسيل الكلوي‬

‫قاس العلماء هذا األمر على الحجامة وأثرها على الصوم ‪ ،‬والحجامة كما نعلم هي إخراج الدم من‬
‫الجسم بغرض التداوي‪ ،‬وأثر الحجامة على الصوم محل خالف بين العلماء على قولين ‪:‬‬

‫القول الول‪ :‬أن الحجامة ال تفسد الصوم‪ ،‬وهو قول الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنها تفسده وهو قول الحنابلة‬

‫‪ -1‬ويكيبيديا الموسوعة العربية ‪ ،‬الغسيل الكلوي[‪ ، ]http://ar.wikipedia.org/wiki‬دخول بتاريخ ‪.2020/07/10‬‬


‫‪76‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن أدلة القول األول‪ :‬ما رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫" إحتجم النبي صلى للا عليه وسلم وهو صائم"‪.‬‬

‫ومن أدلة ا لقول الثاني‪ :‬عن الحسن مرفوعا أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ (( :‬أفطر الحاجم‬
‫‪2‬‬
‫والمحجوم))‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق توجه الخالف في مسألة غسيل الكلى‪ :‬هل يفطر أو ال يفطر ويمكن حصر‬
‫‪3‬‬
‫أقوال العلماء في ذلك إلى قولين‪ ،‬بناءا على ما ذكر في مسألة الخالف في مسألة الحجامة‪.‬‬

‫القول الول ‪ :‬ذهب عدد من العلماء المعاصرين إلى أن غسيل الكلى مفسد للصوم ومفطر للصائم ومما‬
‫استدلوا به في ذلك‪:‬‬

‫‪ .1‬أن غسيل الكلى يزود الجسم بالدم النقي‪ ،‬وقد يزود مع ذلك بمواد أخرى مغذية وهو مفطر آخر‪.‬‬

‫‪ .2‬القياس على الحجامة كما في حديث‪ ":‬أفطر الحاجم والمحجوم "‪ ،‬بجامع أن في العمليتين إضعاف‬
‫للبدن واخرج للدم‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬وهو القول بعدم فساد الصوم بغسيل الكلى واخراج الدم وادخاله‪ ،‬وال يفطر الصائم بذلك‪ ،‬بل‬
‫يكمل صيامه وال شيء في ذلك‪ ،‬ومما استدلوا به‪:‬‬

‫‪ .1‬أن غسيل الكلي ليس أكال وال شربا‪ ،‬وانما هو حقن للسوائل في صفاق البطن ثم استخراجه بعد مدة ‪،‬‬
‫أو سحب الدم ثم إعادته بعد تنقيته‪.‬‬
‫‪ .2‬األصل أن الصائم ال يقضى بأنه مفطر إذا سلم من األكل والشرب والجماع ‪ ،‬إال بسنة ال معارض‬
‫لها‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب الصيام ‪ ،‬باب الحجامة والقيء للصائم ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، 1938:‬صحيح البخاري ‪ ،‬ص ‪.466‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب الصيام ‪ ،‬باب الحجامة والقي للصائم ‪ ،‬دون ترقيم ‪ ،‬صحيح البخاري ‪،‬ص‪.466‬‬
‫‪ -3‬نايف بن جمعان الجريدان ‪،‬مفسدات الصيام المعاصرة التي تعم بها البلوى ‪ ،‬موقع األلوكة الشرعية ‪،13/09/2008،‬‬
‫]‪ ، [http://www.alukah.net/sgarid/d3505/‬دخول بتاريخ ‪.10/07/2020‬‬
‫‪77‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .3‬أن سائل التنقية والمواد المضافة إليه في عملية غسيل الكلى ال يقصد بها التغذية من حيث األصل‬
‫لبدن المريض المعالج ‪ ،‬حتى ولو كان في هذه المواد ما يمكن وصفه بالتغذية ‪ ،‬بل تحولت إلى كونها مواد‬
‫عالجية دوائية‪.‬‬
‫وبناءا على ما سبق من العرض الطبي ‪ ،‬وما ذكر من الخالف في الحجامة وغسيل الكلى ‪ ،‬وما‬
‫صحب ذلك من عرض لألدلة كل طرف ‪ ،‬يرى الباحث ربط ذلك بطريقتي الغسيل الكلوي ‪ ،‬و يكون امام‬
‫المريض ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬المريض القائم بغسيل الكلى بطريقة الغسيل الدموي ‪ ،‬يكون يوم الغسيل مفط ار ‪ ،‬وعليه القضاء‪ ،‬إن‬
‫قدر على ذلك بعد شهر رمضان في األيام التي ال يقوم فيها بالغسيل ويمكن لهذا المريض األخذ برأي من‬
‫رأى بعدم فساد الصوم بذلك‪.‬‬
‫ب‪ .‬المريض القائم بطريقة الديلزة الصفاقية ‪ ،‬فهذا ومن خالل العرض الطبي ال يقدر على الصيام نهائيا‬
‫ألن الغسيل يستمر عنده يوميا من سبع إلى تسع ساعات وهذا يسقط عنه الصيام ألنه في حكم المريض‪.1‬‬
‫ومما تقدم يمكن القول أن رفع الحرج عن المريض في صومه من عدمه مرتبط بالحالة الصحية‬
‫للمريض‪ ،‬وكذا بالطريقة التي يقوم بها بالغسيل الكلوي‪ ،‬كما أن له صلة بما يقرره األطباء ‪ ،‬فالحكم يتغير‬
‫من مريض إلى آخر‪.‬‬

‫‪ -1‬نايف بن جمعان الجريدان ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪78‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر رفع الحرج في الحج‬

‫يتميز الحج عن باقي أركان الدين االسالمي كونه عبادة تتطلب قد ار من االستطاعة البدنية والمالية ألداء‬
‫هذه الفريضة‪ ،‬في رحلة يترك فيها الحاج األهل والوطن للتفرغ لعبادة ربه بأداء مناسك الحج ‪ ،‬والحديث‬
‫عن القدرة البدنية والمالية يجرنا إلى الحديث عن ما جاء في هذه العبادة من أحكام التيسير ليستطيع الحاج‬
‫أداء هذه الفريضة على أحسن حال‪.‬‬

‫وفي هذا المطلب نتناول بعض صور رفع الحرج عن الحاج في أداء هذا الركن كالتالي‪:‬‬

‫الفرع ال ول‪ :‬التيسير بعدم ايجاب الحج إال على المستطيع‬

‫اس ِح ُّج‬
‫الن ِ‬ ‫من اليسر في الشريعة‪ ،‬أن الحج ال يجب إال على المستطيع لقوله تعالى‪..( :‬و َِّ ِ‬
‫َّلل َعَلى َّ‬ ‫َ‬
‫اع ِإَل ْيه َس ِبيَل‪])..‬آل عمران ‪.[97 :‬‬ ‫ِ‬
‫ط َ‬ ‫اْلَب ْيت َم ِن ْ‬
‫اس َت َ‬

‫اع ِإَل ْي ِه َس ِب ً‬
‫يَل ) قال ‪ :‬قيل يا‬ ‫ط َ‬ ‫وعن أنس أن النبي صلى هللا عليه وسلم في قوله عز وجل‪َ ( :‬م ِن ْ‬
‫اس َت َ‬
‫‪1‬‬
‫رسول هللا ما السبيل قال ‪ :‬الزاد والراحلة‪ .‬رواه الدار قطني‪.‬‬

‫وللعلماء أقوال فيما تتحقق به االستطاعة‪ ،‬فعند الحنفية تتحقق االستطاعة بملك الزاد والراحلة وصحة‬
‫اع ِإَل ْي ِه‬
‫ط َ‬ ‫البدن‪ ،‬فال حج على المريض‪ ،‬وعن ابن عباس رضي هللا عنه في قوله عز وجل‪َ ( :‬م ِن ْ‬
‫اس َت َ‬
‫َس ِب ً‬
‫يَل ) أن يصح بدن العبد ويكون له ثمن زاد وراحلة‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وعند مالك‪ ،‬جاء في أحكام القرآن البن عربي أن مالكا سئل عن هذه اآلية أهو الزاد والراحلة قال‬
‫‪ :‬ال وهللا وما ذلك إال قدر طاقة الناس‪ ،‬وقد يجد الزاد والراحلة وال يقدر على السير‪ ،‬وآخر يقدر أن يمشي‬
‫‪3‬‬
‫على رجليه‪ ،‬وال صفة في ذلك أبين مما أنزل هللا‪ ،‬وهذا بالغ في البيان منه‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه الدار قطني‪ ،‬حديث صحيح‪ ،‬كتاب المناسك ‪ ،‬باب اعتبار الزاد والراحلة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،1‬نيل األوطار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،2‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -3‬ابن العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.377‬‬
‫‪79‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقال الشافعية‪ :‬إن لم يجد الزاد والراحلة وهو قادر على المشي‪ ،‬وله صنعة يكتسب بها كفايته لنفقته‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫إستحب له أال يحج‪ 1.‬واالستطاعة عند الحنابلة لمن ملك الزاد والراحلة لذهابه وعوده‪.‬‬

‫وخالصة القول أن االستطاعة تتحقق بأمور منها‪:‬‬

‫‪-1‬القدرة البدنية بحيث يستطيع الذهاب واإلياب دون مشقة‪.‬‬

‫‪-2‬القدرة المالية‪ ،‬ويكون فاضال عن قوته وقوت عياله‪.‬‬

‫‪-3‬وجود ما يحمله‪ ،‬وهو ما يسمى عند الفقهاء بال ارحلة‪.‬‬

‫الت ْهل َك ِة )[البقرة ‪.]195 :‬‬


‫‪-4‬أمن الطريق‪ ،‬فإن ُع ِدم سقط عنه الحج‪ ،‬لقوله تعالى‪َ ( :‬وَال تْلقوا ِبأ َْي ِديك ْم ِإَلى َّ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التيسير في محظورات اْلحرام‬

‫أوال‪ :‬تعريف اْلحرام ومحظوراته‬

‫‪ -1‬اإلحرام‪ :‬هو الركن األول في الحج ومعناه نية الحج والدخول فيه وهو ثالثة أنواع ‪:‬‬

‫ا‪-‬إفراد‪ :‬وهو أن ينوي مريد الحج اإلحرام بالحج وحده‪ ،‬وبعد الفراغ من الحج يعتمر إذا أراد‪.‬‬

‫ب‪-‬قران‪ :‬وهو أن ينوي مريد الحج اإلحرام بالحج والعمرة معا في وقت واحد‪.‬‬

‫ج‪-‬تمتع‪ :‬وهو أن ينوي المحرم اإلحرام بالعمرة وحدها في أشهر الحج‪ ،‬وبعد الفراغ منه يحرم للحج العام‬
‫‪3‬‬
‫نفسه قبل أن يرجع الى بلده‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -2‬محظورات اإلحرام‪ :‬هو ما يحرم على المحرم بحج أو عمرة حتى يحلق رأسه بمنى‪.‬‬

‫‪ -1‬النووي‪ ،‬المجموع ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ‪.61‬‬


‫‪ -2‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.1058‬‬
‫‪ -3‬الغرياني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.98‬‬
‫‪ -4‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬الوجيز في الفقه اإلسالمي ‪( ،‬د م ن) ‪( ،‬دط )‪ ، 2004 ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.466‬‬
‫‪80‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬أقسام محضورات اْلحرام ‪:‬‬

‫وهي أربعة أنواع‪ :‬لبس المخيط وترفيه البدن وتنظيفه والصيد والنساء‪.‬‬

‫‪ -1‬لبس المخيط‪ :‬فحرام على الرجل اتخاذ الساتر بمخيط أو غيره سواء على رأسه ووجهه ولو بعصابة ‪،‬‬

‫أو سائر بدنه بمخيط ‪ ،‬وال يلبس خفا وال نعال مخيطا‪.‬‬

‫وذلك للنصوص الواردة منها ما جاء عن ابن عمر رضي هللا عنه أن رجال سأل رسول هللا صلى هللا‬

‫ص‪َ ،‬وال‬
‫التْلَبسوا اْلقم َ‬
‫عليه وسلم ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪َ (( :‬‬
‫ِ‬ ‫السر ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س اْلخ َّف ْي ِن‪َ ،‬وْلَي ْق َ‬
‫ط ْعه َما‬ ‫الن ْعَل ْي ِن‪َ ،‬فْلَيْلَب ِ‬ ‫س‪َ ،‬وال اْل ِخ َف َ‬
‫اف‪ِ ،‬إَّال أ َ‬
‫َحٌد ال َي ِجد َّ‬ ‫اويَلت‪َ ،‬وال اْلَبَران َ‬ ‫اْل َع َمائ َم‪َ ،‬وال َّ َ‬
‫‪1‬‬
‫الز ْع َفَران‪َ ،‬وال اْل َوْرس))‪.‬‬ ‫أَس َفل ِمن اْل َكعبي ِن‪ ،‬وال َتْلبسوا ِمن ِ‬
‫الثَياب َش ْيًئا َم َّسه َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫وجاء في فتح الباري أن الحكمة في منع المحرم من اللباس والطيب ‪ ،‬البعد عن الترفه ‪،‬‬

‫واالتصاف بصفة الخاشع ‪ ،‬وليتذكر بالتجرد القدوم على ربه ‪ ،‬فيكون أقرب إلى مراقبته وامتناعه‬
‫‪2‬‬
‫من ارتكاب المحظورات‪.‬‬

‫أما المرأة فتستر جميع جسدها ما عدا الوجه ‪.‬‬

‫فقد ورد في حديث عن ا بن عمر رضي هللا عنهما بين فيه النبي صلى هللا عليه وسلم إحرام المحرم فقال‬
‫‪3‬‬
‫بشأن إحرام المحرمة ‪ (( :‬وال تنتقب المرأة المحرمة وال تلبس القفازين ))‪.‬‬

‫‪ -1‬أ خرجه مسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب الحج ‪ ،‬باب ما يباح للمحرم بحج وعمرة وما ال يباح ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، 1177‬صحيح مسلم ‪ ،‬ص‬
‫‪.834‬‬
‫‪ -2‬ابن حجر العسقالني‪،‬أحمد بن علي ( ت‪852‬هـ) ‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ ،‬تحقيق عبد العزيز بن عبد هللا بن باز ‪ ،‬المكتبة‬
‫السلفية ‪( ،‬د م ن) ‪( ،‬د ط) ‪( ،‬د ت ) ج ‪ ، 3‬ص ‪.404‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب الحج ‪ ،‬باب ما ينهى من الطيب للمحرم والمحرمة ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، 1838‬صحيح البخاري ‪ ،‬ص‬
‫‪.444‬‬
‫‪81‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬ترفيه البدن وتنظيفه‪ :‬يحرم على المحرم ترفيه البدن بالطيب ونحوه من إزالة الشعر وتقليم الظفر‬
‫والطيب يحرم ا ستعماله في ثوب أو بدن للحديث الذي سبق ذكره بعدم جواز لبس الثياب الذي مسه‬
‫الزعفران والورس‪.‬‬

‫‪ -3‬أما الصيد فيحرم قتل صيد البر إال المؤذي‪ ،‬مثل األسد والذئب والحية ‪ ،‬ويباح للمحرم صيد البحر‬

‫مطلقا ‪ ،‬وذبح المواشي كاألنعام من اإلبل والبقر والدجاج لقوله تعالى ‪ ( :‬أ ِحل َلك ْم َص ْيد اْلَب ْح ِر َو َ‬
‫ط َعامه‬

‫اعا َّلك ْم َولِ َّ‬


‫لسَّي َارِة َوح ِرَم َعَل ْيك ْم َص ْيد اْلَب ِر َما د ْمتم حرًما ) [المائدة ‪.]96:‬‬ ‫َم َت ً‬
‫َشهٌر‬
‫‪ -4‬النساء‪ :‬فيحرم عقد الزواج‪ ،‬كما يحرم الجماع في اإلحرام ومقدماته لقوله تعالى‪ ( :‬اْل َح ُّج أ ْ‬
‫ال ِفي اْل َح ِج ‪[ )..‬البقرة‪.]197 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ات َفمن َفر َ ِ‬
‫ض في ِهن اْل َح َّج َف ََل َرَف َث َوَال فسو َق َوَال ج َد َ‬ ‫وم ٌ َ َ‬ ‫َّم ْعل َ‬
‫ثالثا‪ :‬مباحات اْلحرام‬

‫وتيسير على الحاج ودفعا للحرج عنه جاز له ما يلي‪:‬‬


‫ا‬

‫‪ .1‬يجوز اتقاء الشمس أو الريح أو المطر بشمسية أو خيمة‪.‬‬

‫‪ .2‬ستر الوجه أو تغطيته‪.‬‬

‫‪ .3‬يجوز للمحرم اتخاذ الحزام لحفظ نقوده‪.‬‬

‫‪ .4‬يجوز للمرأة إسدال ثوب أو خمار على وجهها إذا خافت الفتنة‪.‬‬

‫‪ .5‬يجوز للمحرم الدهان إذا كان لضرورة كالتداوي‪.‬‬

‫‪ .6‬كما يجوز إبدال الثياب أو غسلها إلزالة النجاسة‪.‬‬

‫‪ .7‬يجوز قتل الحشرات الضارة أو الهوام‪.1‬‬

‫‪ -1‬فرج علي الفقيه حسين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ .127‬بتصرف‪.‬‬


‫‪82‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فهذه اال ستثناءات من ممنوعات اإلحرام ليس فيها إثم وال فدية ‪ ،‬ويتجلى فيها التيسير في األحكام‬

‫تخفيفا على المحرم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التيسير بتشريع الفدية‬

‫أوال‪ :‬تعريف الفدية‬

‫الفدية صيام أو صدقة تكون لفعل بعض المنهيات وقت اإلحرام ‪.1‬‬
‫فهي جبر لها قد يرتكبه الحاج من محظورات الحج ‪ ،‬وهذا من رحمة هللا و لطفه ‪ ،‬فاإلنسان معرض للسهو‬
‫والنسيان ولعدم القدرة على فعل بعض المناسك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الفدية‬
‫تجب الفدية بفعل أي محظور من محظورات اإلحرام التي سبق ذكرها‪ ،‬وتكفي فدية واحدة‪.‬‬
‫يضا أ َْو ِب ِه أَ ًذى ِمن‬
‫ان ِمنكم َّم ِر ً‬
‫والفدية هي واحدة من ثالثة أشياء على التخيير لقوله تعالى‪َ .. ( :‬ف َمن َك َ‬
‫ِ‬
‫َّ ْأر ِسه َف ِف ْدَي ٌة ِمن ِصَي ٍ‬
‫ام أ َْو َص َد َق ٍة أ َْو نس ٍك‪[ )..‬البقرة‪ ،] 196 :‬وهي كما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬الصيام‪ :‬وهو صيام ثالثة أيام ‪ ،‬ويجوز صومها في كل وقت يجوز فيه الصيام سواء كان في الحج أو‬
‫بعد رجوع الحاج الى بلده‪.‬‬
‫‪-2‬الصدقة‪ :‬والمراد بها التصدق على ستة مساكين ‪ ،‬لكل مسكين مدان من غالب قوت البلد‪.‬ذبح شاة‬
‫‪2‬‬
‫للتصدق بها على الفقراء ‪ ،‬ويشترط فيها ما يشترط في األضحية من السالمة من العيوب‪.‬‬
‫فمن قلم أظافره أو لبس المخيط والمحيط لمرض أو ضرورة‪ ،‬فعليه أن يصوم ثالثة أيام ‪ ،‬أو يطعم ستة‬
‫مساكين ‪ ،‬أو يذبح شاة‪ .‬فالفدية تيسير من هللا للحاج دفعا للحرج عنه ‪ ،‬وفي التخيير فيها تيسير ثاني‪.‬‬

‫‪ -1‬الغرياني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪.170‬‬


‫‪ -2‬الغرياني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.171-170‬‬
‫‪83‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الرابع‪ :‬رفع الحرج عن الحاج في حلق رأسه إذا تضرر ضر ار بالغا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مشروعية حلق الرأس‬

‫وسك ْم َح َّتى َيْبل َغ‬ ‫ِ‬


‫حلق الشعر من ممنوعات اإلحرام كما سبق بيانه لقوقه تعالى‪َ ( :‬وَال َت ْحلقوا رء َ‬
‫اْل َه ْدي َم ِحَّله ) ]البقرة ‪.[196 :‬‬

‫و قد أباح هللا تعالى لمن به مرض في رأسه ‪ ،‬أو قمل أو غير ذلك ‪ ،‬أن يحلق رأسه رحمة و تيسي ار‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يضا أ َْو ِبه أَ ًذى ِم ْن َ ْأر ِسه َف ِف ْدَي ٌة ِم ْن ِصَي ٍ‬
‫ام أ َْو َص َد َق ٍة أَو نس ٍك ) ]البقرة ‪:‬‬ ‫ان ِمْنك ْم َم ِر ً‬
‫فقال تعالى‪َ ( :‬ف َمن َك َ‬
‫‪.[196‬‬

‫وقد جاء في أسباب نزول هذه اآلية‪ ،‬ما ورد في الحديث عن كعب بن عجرة رضي هللا عنه أن‬
‫أسك‪ ،‬قال‪ :‬نعم فقال له‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مر به زمن الحديبية‪ ،‬فقال له‪ (( :‬آذاك هوام ر ٌ‬
‫النبي صلى للا عليه وسلم ‪ :‬فاحلق رأسك‪ ،‬ثم اذبح شاة نسكا‪ .‬أو صم ثَلثة أيام‪ ،‬أو أطعم ثَلثة آصع‬
‫‪1‬‬
‫من تمر على ستة مساكين))‪.‬‬

‫وقال ابن العربي أن كل من كان مريضا و احتاج إلى فعل محظور من محظورات اإلحرام فعله‪،‬‬
‫و افتدى ‪ ،‬كما قال النبي صلى هللا عليه و سلم لكعب بن عجرة‪ ،‬و هو حديث صحيح متفق عليه من أوله‬
‫‪2‬‬
‫إلى آخره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فدية حلق الرأس‬


‫كما جاء في اآلية السابقة ‪ ،‬فالفدية صيام أو صدقة أو نسك والصيام ثالثة أيام في الحج أو بعد‬
‫رجوع الحاج إلى بلده عند جميع فقهاء المسلمين‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،84‬صحيح مسلم ‪ ،‬ص ‪.861‬‬
‫‪ -2‬ابن العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪84‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫أما النسك‪ ،‬فعند الحنفية ال يجزئ دم الفدية إال بمكة ‪ ،‬أما الصدقة و الصوم فإنهما يجزئان حيث شاء‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وعند المالكية‪ ،‬النسك والصدقة على التخيير في أي مكان شاء في الحج أو بعد رجوعه الى بلده‪.‬‬
‫والفدية عند الشافعية‪ ،‬على التخيير بين شاة‪ ،‬وصوم ثالثة أيام‪ ،‬و إطعام ثالثة آصع لستة مساكين كل‬
‫مسكين نصف صاع والنسك وجب صرفه لمساكين الحرم‪ ،‬لقوله تعالى ‪َ ( :‬ه ْدًيا َبالِ َغ اْل َك ْعَب ِة ) ]المائدة‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،[95‬وكذلك اإلطعام‪ ،‬أما الصيام جاز أن يصوم في كل مكان ألنه ال منفعة ألهل الحرم في الصيام‪.‬‬

‫وعند الحنابلة ‪ ،‬النسك و الطعام لمساكين الحرم ‪ ،‬و الصوم حيث شاء‪ ،‬و فدية أذى الرأس يفرقه‬
‫‪4‬‬
‫على المساكين في الموضع الذي حلق فيه‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬تطبيقات التيسير المعاصرة في الحج‪ :‬رفع الحرج في تحديد الميقات المكاني لإلحرام‬
‫لمن كان حجه بالطائرة نموذجا‬

‫يستعمل معظم الحجاج الطائرة لبلوغ بلد الحرمين آلداء الحج أو العمرة‪ ،‬ولإلحرام في الطائرة من عدمه‬
‫للعلماء فيه أقوال‪ ،‬نتناوله كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الميقات المكاني‬

‫الميقات المكاني هو مكان اإلحرام بالحج و العمرة ‪ ،‬و يختلف باختالف الجهات التي يوجد فيها‬
‫‪5‬‬
‫من يريد اإلحرام‪.‬‬

‫‪ -1‬الكاساني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.193‬‬


‫‪ -2‬الغرياني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.481‬‬
‫‪ -3‬النووي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪.481‬‬
‫‪-4‬ابن قدامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪.449‬‬
‫‪-5‬عبد هللا الطويل‪ ،‬منهج التيسير المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪85‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬مشروعية اْلحرام من الميقات‬

‫اإلحرام من الميقات من واجبات الحج و العمرة ‪ ،‬فالحاج أو المعتمر ال بد له عند الدخول في‬
‫النسك حجا أو عمرة أن يحرم من الميقات المكاني الذي حدده النبي صلى هللا عليه وسلم لكل جهة‪.‬‬

‫واألصل في ذلك ما ورد في الحديث عن ابن عباس رضي هللا عنه قال ‪ ":‬أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم و قت ألهل المدينة ذا الحليفة‪ ،‬وألهل الشام الجحفة‪ ،‬وألهل نجد قرن المنازل‪ ،‬و ألهل اليمن يلملم‪،‬‬
‫هن لهن و لمن أتى عليهن من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة‪ ،‬و من كان دون ذلك فمن حيث أ ْنشأ‪ ،‬حتى‬
‫‪1‬‬
‫أهل مكة من مكة "‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أقوال العلماء في المسألة‬

‫كما ذكرنا أن القدوم بالطائرة لبالد الحرمين ألداء مناسك الحج أو العمرة‪ ،‬تطرح فيه مسألة اإلحرام‬
‫في الطائرة للمارين من الميقات ‪ ،‬و للعلماء أقوال في هذا نبينها كالتالي‪:‬‬

‫القول الول‪ :‬يرى أن القادمين اليوم بطريق الجو في الطائرات لحج أو عمرة ‪ ،‬ال يشملهم تحديد المواقيت‬
‫األرضية التي حددها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهم في الجو‪ ،‬وبالتالي الحكم المناسب في هذا‬
‫الموضوع‪ ،‬والذي ال يترتب عليه حرج وال إخالل حسب هذا الرأي هم أن القادمين بالطائرات اليوم ال يجب‬
‫عليهم اإلحرام اال من بعد أن تهبط الطائرة بهم في البلد الذي يسلكون بعده الطريق األرضي‪ ،‬و بما أن‬
‫المطار الدولي الذي يهبط فيه الحجاج والمعتمرين هو في مدينة جدة‪ ،‬وهي واقعة ضمن بعض المواقيت‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬فيكون ميقاتهم لإلحرام مدينة جدة‪ .‬ممن قال بهذا الرأي مصطفى الزرقا‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أن الواجب على الحجاج أن يحرموا إذا حاذوا أقرب ميقات إليهم من المواقيت المشروعة‬
‫جوا أو بحرا‪ ،‬فإن اشتبه عليهم ذلك‪ ،‬ولم يجدوا معهم من يرشدهم إلى المحاذاة‪ ،‬وجب عليهم أن يحتاطوا‪،‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الحج ‪ ،‬باب مهل أهل مكة للحج و العمرة ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،1523‬صحيح البخاري‪ ،‬ص ‪.371‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا الطويل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪86‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وأن يحرموا قبل ذلك بوقت يعتقدون أو يغلب على ظنهم أنهم أحرموا قبل المحاذاة ـ ألن اإلحرام قبل الميقات‬
‫جائز مع الكراهة ومنعقد‪ ،‬ومع التحري واالحتياط خوفا من تجاوز الميقات بغير إحرام تزول الكراهة‪.‬‬

‫والراجح أن إحرام اركب الطائرة و نحوها إذا حاذى أقرب المواقيت إليه‪ ،‬و هو قول أكثر المتأخرين‪،‬‬
‫لحديث ابن عباس السابق‪ 1.‬فليس للحجاج و العمار الوافدين من طريق الجو أو البحر و ال غيرهم أن‬
‫جدة ليست من المواقيت التي وقتها رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫جدة‪ ،‬ألن ّ‬
‫يؤخروا اإلحرام إلى وصولهم إلى ّ‬
‫‪2‬‬
‫وسلم‪.‬‬

‫وممن قال بهذا مجمع الفقه اإلسالمي بمكة المكرمة في دورته الخامسة سنة ‪ ،1982‬حول حكم‬
‫اإلحرام من جدة للواردين إليها من غيرها‪.‬‬

‫وبعد هذا العرض للقولين‪ ،‬نرى و هللا أعلم أن في القول األول والثاني مراعاة للتيسير ورفع الحرج‬
‫عن الحجاج‪ ،‬ففي القول األول باإلحرام بعد النزول الى المطار يرى من قال بذلك‪ ،‬أن هناك بعض الحرج‬
‫قد يقع على المحرم و هو في الطائرة باعتبار أن الطائرة ليست مجاال مناسبا للقيام باإلحرام و سننه‪ ،‬من‬
‫االغتسال و لباس اإلحرام و غيرها‪ ،‬فدفعا لإلحراج‪ ،‬اإلحرام بعد هبوط الطائرة في مدينة جدة‪.‬‬

‫والقول الثاني باإلحرام في الطائرة فهو من باب المستطاع في حق من لم يمر على نفس الميقات‪،‬‬
‫فيحرم عند مرور الطائرة بمحاذاة الميقات المكاني لتلك الجهة‪ ،‬و يتجرد من المخيط و المحيط‪ ،‬ولبس‬
‫مالبس اإلحرام‪.‬‬

‫‪ -1‬خالد بن علي المشيقح‪ ،‬مختصر نوازل الحج‪ ،‬جمعية إحياء التراث اإلسالمي‪( ،‬د م ن)‪،‬ط ‪ ،2013 ،2‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -2‬المجمع الفقهي اإلسالمي‪ ،‬ق اررات المجمع الفقهي اإلسالمي بمكة المكرمة‪ ،‬الدورات من األولى إلى السابعة عشرة‪ ،‬ص ‪ 89‬مع بعض‬
‫التصرف‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في ختام هذا الفصل‪ ،‬وبناءا على ما تم بيانه‪ ،‬تبرز للعيان خاصية التيسير التي تميزت بها الشريعة‬
‫عامة‪ ،‬وفي العبادات خاصة‪ ،‬من صالة وزكاة وصوم وحج ‪ ،‬فبقدر ما طبع هذه العبادات من تكاليف‪،‬‬
‫بقدر ما تحلت فيها أحكام التيسير‪ ،‬كقصر الصالة للمسافر‪ ،‬ومشروعية التيمم عند فقد الماء و إباحة الفطر‬
‫للمريض‪ ،‬وغيرها من أحكام التيسير التي عمل بها الفقهاء في سابق العصور‪ ،‬أو حديثا من خالل مستجدات‬
‫الوقت المعاصر بوقائعه وأحداثه‪ ،‬مراعاة لمصالح الناس و رفعا للحرج في انسجام تام بين أحكام الشريعة‬
‫‪2‬‬
‫منته"‪.‬‬
‫‪ ،‬وهذا ما عبر عنه ابن القيم بقوله ‪ " :‬فتناسبت الشريعة في أحكامها و مصالحها بحمد هللا و ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪ - 1‬هو شمس الدين محمد بن أبي بكر فقيه ومحدث‪ ،‬من مؤلفاته إعالم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪.‬‬
‫‪-2‬ابن قيم الجوزية‪ :‬أبي عبد هللا محمد بن أبي بكر أيوب (ت ‪751‬هـ)‪ ،‬تقديم و تعليق أبو عبيدة مشهور حسن آل سلمان‪ ،‬دار ابن‬
‫الجوزي‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1423، ،1‬ه ‪.‬ج ‪ ،3‬ص ‪.360‬‬
‫‪88‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫هههه‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫وفي ختام هذه الجولة عبر ثنايا هذا الموضوع‪ ،‬واتماما لخطوات هذه المسيرة العلمية‪ ،‬وجنيا لثمارها‬
‫توصلنا إليه من نتائج‪:‬‬
‫‪ ،‬وفي إطار ما تضمنه البحث من أهداف نسجل أهم ما ّ‬
‫‪ -‬أن الشريعة اإلسالمية مبناها على التيسير‪ ،‬وقد انفرد اإلسالم بالكثير من مظاهر اليسر في التكاليف‪،‬‬
‫وتوسيع دائرة اإلباحة وتضييق دائرة التحريم‪ ،‬وهذا التيسير شمل جميع األبواب الفقهية وعلى رأسها باب‬
‫العبادات‪ ،‬تسهيال للعبد في أداء الواجبات بعيدا عن العسر والمشقة‪.‬‬

‫‪ -‬إن مبدأ اليسر في التكاليف الشرعية ورفع الحرج عن المكلفين قد شهدت له نصوص الشرع من الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬وهو روح تسري في جسد الشريعة اإلسالمية كلها‪ ،‬وقد تجسد عمليا في منهج الصحابة والتابعين‬
‫من خالل فهمهم وتطبيقهم للوحي‪.‬‬

‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫إن اليسر في اإلسالم عميق الصلة بمقاصد الشرع‪ ،‬التي جاءت األحكام الشرعية لحفظها‬
‫‪ّ -‬‬
‫المقاصد الضرورية التي ال تستقيم حياة الناس دونها‪ .‬فالتيسير وسيلة رعاية وحفظ المصالح حتى ال يلحق‬
‫الناس العنت والحرج‪ ،‬حيث بنيت مقاصد الشريعة على جلب المصالح و درء المفاسد كما ّبين ذلك العلماء‬
‫كالعز بن عبد السالم والشاطبي وغيرهما مما جاء في طيات البحث‪.‬‬

‫‪ -‬ليس المقصود من التكاليف إلحاق المشّقة بالناس ولكن المراد تحقيق معنى العبودية هلل تعالى من خالل‬
‫ما شرع من أحكام‪ ،‬وهو صورة من صور الطاعة‪ ،‬هذه النظرة الصحيحة للتكاليف تجعل المكلف يقبل‬
‫عليها بخالص االمتثال حتى ولو وجد فيها نوعا من المشقة‪.‬‬

‫إن األخذ باليسر ليس معناه التساهل في أحكام الدين‪ ،‬و اتباع الهوى فيما يأخذ به المكلف أو يترك‪،‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫التشدد المذموم أو التساهل‬
‫ّ‬ ‫وأن ذلك منوط بمعايير شرعية واضحة ّبينة تضبط أفعال المكلفين‪ ،‬بعيدا عن‬
‫في الترخص غير المحمود‪ ،‬فال يكون بابا يلج منه المتساهلون للتحّلل من تكاليف الشرع و أحكامه بحجة‬
‫اليسر والتخفيف‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬إن للقواعد الفقهية دو ار ظاه ار في تسهيل الفقه اإلسالمي وجمع متفرقه‪ ،‬وتجلى ذلك في انتظام الفروع‬
‫الفقهية بشكل يخدم الفقه‪ ،‬مما شكل معينا ال ينضب للفقه‪ ،‬ورافدا من روافده ينهل منه كل من أراد ذلك‪،‬‬
‫طالب العلم في مسلكه‪ ،‬والمجتهد في اجتهاده‪ ،‬والفقيه في استنباطه‪.‬‬

‫إن الن اظر في القواعد الفقهية يجد أن كثي ار منها مبناها على التيسير كقاعدة المشقة تجلب التيسير‪،‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫يبين أن أحكام الشريعة بنيت على اليسر‬ ‫مما ّ‬
‫وقاعدة الضرورات تبيح المحظورات وغيرها من القواعد‪ّ ،‬‬
‫رحمة من هللا لعباده‪ ،‬فلم يكّلفهم بما ال يطيقون‪ ،‬وهذا ما يتناسب مع فطرة اإلنسان التي فطره هللا عليها‪.‬‬

‫‪ -‬إن التطبيقات المعاصرة لقاعدة التيسير ورفع الحرج في العبادات‪ ،‬لم يخرج فيها العلماء عن دائرة الرؤية‬
‫الشرعية‪ ،‬فكان منطلقهم أصول الشريعة ومقاصدها في بسط أقوالهم واجالء أرائهم‪ ،‬واسقاط هذه األصول‬
‫والمقاصد على مستجدات العصر وقائعه‪ ،‬مثلهم مثل الفقهاء قديما في إعمالهم لنصوص الشرع مع تحري‬
‫وجه اليسر والتخفيف رفعا للحرج عن الناس‪.‬‬

‫التوصيات و المقترحات‪:‬‬

‫إن كان لي من توصية في ختام هذا البحث وتجسيدا لنتائجه فما نراه وهللا أعلم‪:‬‬

‫وخاصة المالية منها‪ ،‬والتي‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬تشجيع الدراسات والبحوث التي تتناول اليسر في باب المعامالت المعاصرة‬
‫تعددت صورها كشركات المساهمة وعقود التأمين وغيرهما‪ ،‬فقد اتسعت دائرة المعامالت بين الناس بما‬
‫يستوجب مزيدا من الدراسات في هذا الباب‪ ،‬تيسي ار على الناس في كثير من مسائل المعامالت في الحياة‬
‫المعاصرة‪ ،‬فتأتي هذه الدراسات للتأصيل والتفعيل ورسم معالم هذه المعامالت دون إفراط أو تفريط‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على التقريب بين المذاهب وأقوال الفقهاء خاصة في المسائل الخالفية مع مراعاة التيسير‬
‫والتخفيف في هذه المسائل مراعاة لمصالح الناس في إطار المعايير الشرعية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬العمل على إنشاء ما يمكن تسميته بهيئة النوازل الفقهية‪ ،‬قوامها علماء من مختلف التخصصات‪ ،‬الفقه‬
‫وأصوله‪ ،‬الطب‪ ،‬القانون وغيرها‪ ،‬تكون لها لقاءات دورية علمية إستشرافية تكون جاهزة لطرح الرؤية‬
‫الشرعية والفتاوي الفقهية في الحوادث‪.‬‬

‫‪ -‬االستفادة من الفقه االفتراضي الذي اشتهر به المذهب الحنفي لإلستعداد للنوازل قبل وقوعها في إطار‬
‫نصوص الشرع ومقاصد الشريعة على غرار جائحة كورونا التي ال تخفى آثارها وتداعياتها على أحد‪.‬‬

‫منا العزيمة والعمل‪ ،‬ومن هللا‬


‫ختاما ال ّندعي ّأننا استوفينا البحث كماله‪ ،‬وال الجهد تمامه‪ ،‬ولكن ّ‬
‫تعالى التوفيق وتجنيب الزلل‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫فهرس آيات و سور القرآن الكريم‬

‫فهرس آيات و سور القرآن الكريم‬

‫الصفحة‬ ‫رقم‬ ‫السورة واالية‬


‫االية‬
‫البقرة‬
‫‪9‬‬ ‫الس ِميع ‪127‬‬
‫اعيل َرَّبَنا َتَقَّب ْل ِمَّنا ِإَّنك أَْن َت َّ‬‫اعد ِمن اْلبي ِت واِسم ِ‬ ‫اهيم اْلَقو ِ‬ ‫( واِ ْذ يرَفع ِإبر ِ‬
‫َ َْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َْ‬
‫اْل َعلِيم )‬
‫‪11‬‬ ‫‪286‬‬ ‫(َال ي َك ِلف َّ‬
‫َّللا َن ْف ًسا ِإَّال و ْس َع َها)‬
‫(ي َخ ِادعو َن َّ ِ‬
‫‪15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫آمنوا)‬ ‫ين َ‬ ‫َّللا َو َّالذ َ‬
‫الس ْب ِت)‬
‫اع َت َد ْوا ِمْنك ْم ِفي َّ‬ ‫ِ‬
‫‪15 65‬‬ ‫ين ْ‬ ‫( َوَلَق ْد َعلِ ْمتم َّالذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪17 233‬‬ ‫س ِإَّالو ْس َع َها)‬‫( َو َعَلى اْل َم ْولوِد َله ِرْزقهن َوك ْس َوته َّن ِباْل َم ْعروف َال ت َكَّلف َن ْف ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(ي ِريد َّ ِ‬
‫‪18 185‬‬ ‫َّللا بكم اْلي ْسَر َوَال ي ِريد بكم اْلع ْسَر َولِت ْكملوا اْلعَّدة َولِت َكبروا َّ َ‬
‫َّللا َعَل َٰى‬
‫اه َداكم َوَل َعَّلك ْم َت ْشكرو َن)‬
‫َم َ‬
‫‪24 185‬‬ ‫(يريد للا بكم اليسر وال يريد بكم العسر)‬
‫‪28 237‬‬ ‫( َوَال َتْن َسوا اْل َف ْضل َب ْيَنك ْم)‬
‫‪29 286‬‬ ‫ط ْأَنا )‬ ‫اخ ْذَنا ِإن َن ِسيَنا أَو أ ْ‬
‫َخ َ‬ ‫( رَّبَنا َال ت َؤ ِ‬
‫َ‬
‫‪35 185‬‬ ‫َّللا ِبكم اْلي ْسَر َوَال ي ِريد ِبكم اْلع ْسَر )‬ ‫( ي ِريد َّ‬
‫‪36 137‬‬ ‫اغو َال َعا ٍد َف ََل ِإ ْثم َعَل ْي ِه )‬‫اضطَّر َغ ْيَر َب ٍ‬ ‫( َف َم ِن ْ‬
‫‪38 137‬‬ ‫يم )‬ ‫ِ‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫َّللا َغف ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اغ َوَال َعا ٍد َف ََل إ ْث َم َعَل ْيه إ َّن َّ َ‬ ‫اضطَّر َغ ْيَر َب ٍ‬ ‫( ف َمن ْ‬
‫‪48 267‬‬ ‫يث ِمْنه تْن ِفقو َن )‬ ‫( َوَال َتَي َّمموا اْل َخ ِب َ‬
‫ِ‬
‫‪49 144‬‬ ‫وهك ْم َش ْطَره )‬‫( َف َو ِل َو ْج َه َك َش ْطَر اْل َم ْس ِجد اْل َحَارمِ َو َح ْيث َما ك ْنت ْم َف َوُّلوا وج َ‬
‫‪61 195‬‬ ‫الت ْهل َك ِة )‬
‫( َوَال تْلقوا ِبأ َْي ِديك ْم ِإَلى َّ‬
‫َخَر ْجَنا َلك ْم ِم َن‬ ‫طِيب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪64 267‬‬ ‫ات َما َك َس ْبت ْم َو ِم َّما أ ْ‬ ‫آمنوا أَْنفقوا م ْن َ َ‬ ‫ين َ‬ ‫( َيا أَُّي َها َّالذ َ‬
‫ض)‬ ‫ْالَْر ِ‬

‫‪92‬‬
‫فهرس آيات و سور القرآن الكريم‬

‫ين ِم ْن َقْبلِكم َل َعَّلك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪72 189‬‬ ‫آمنوا كت َب َعَل ْيكم الصَيام َك َما كت َب َعَلى َّالذ َ‬ ‫ين َ‬ ‫( َيا أَُّي َها َّالذ َ‬
‫َت َّتقو َن )‬
‫‪72 183‬‬ ‫ين‪) ...‬‬ ‫ين ي ِطيقوَنه ِف ْدَي ٌة َ‬
‫ط َعام ِم ْس ِك ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪..‬و َعَلى َّالذ َ‬ ‫( َ‬
‫‪73 184‬‬ ‫ام أ َخَر‪)....‬‬‫يضا أ َْو َعَلى َس َف ٍر َف ِعَّد ٌة ِم ْن أََّي ٍ‬ ‫ان ِمْنك ْم َم ِر ً‬ ‫(‪َ .....‬ف َم ْن َك َ‬
‫‪74 185‬‬ ‫ام أ َخَر)‬‫( َف ِعَّد ٌة ِم ْن أََّي ٍ‬
‫ِ‬ ‫ات َفمن َفر َ ِ‬
‫‪82 197‬‬ ‫ض في ِهنا اْل َح َّج َف ََل َرَف َث َوَال فسو َق َوَال ج َد َ‬
‫ال‬ ‫وم ٌ َ َ‬ ‫َشهٌر َّم ْعل َ‬ ‫( اْل َح ُّج أ ْ‬
‫ِفي اْل َح ِج ‪)..‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪83 196‬‬ ‫يضا أ َْو ِبه أَ ًذى ِمن َّ ْأر ِسه َف ِف ْدَي ٌة ِمن ِصَي ٍ‬
‫ام أ َْو َص َد َق ٍة‬ ‫ان ِمنكم َّم ِر ً‬ ‫( ‪َ ..‬ف َمن َك َ‬
‫أ َْو نس ٍك‪)..‬‬
‫‪84 196‬‬ ‫وسك ْم َح َّتى َيْبل َغ اْل َه ْدي َم ِحَّله )‬ ‫ِ‬
‫( َوَال َت ْحلقوا رء َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪84 196‬‬ ‫يضا أ َْو ِبه أَ ًذى ِم ْن َ ْأر ِسه َف ِف ْدَي ٌة ِم ْن ِصَي ٍ‬
‫ام أ َْو َص َد َق ٍة أَو‬ ‫ان ِم ْنك ْم َم ِر ً‬
‫( َف َمن َك َ‬
‫نس ٍك )‬
‫سورة آل عمران‬
‫اع ِإَل ْيه َس ِبيَل‪)..‬‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫(‪..‬و َِّ ِ‬
‫‪79‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ط َ‬‫اس َت َ‬ ‫اس ح ُّج اْلَب ْيت َم ِن ْ‬ ‫َّلل َعَلى َّ‬ ‫َ‬
‫سورة المائدة‬
‫أ‬ ‫‪03‬‬ ‫اْل ْس ََل َم ِديًنا )‬‫(اْلَي ْو َم أَ ْك َمْلت َلك ْم ِديَنك ْم َوأَ ْت َم ْمت َعَل ْيك ْم ِن ْع َم ِتي َوَر ِضيت َلكم ِْ‬
‫‪16‬‬ ‫‪6‬‬ ‫َّللا لَِي ْج َع َل َعَل ْيك ْم ِم ْن َحَر ٍج َوََٰل ِك ْن ي ِريد لِي َ‬
‫ط ِهَرك ْم َولِي ِت َّم ِن ْع َم َته َعَل ْيك ْم‬ ‫( َما ي ِريد َّ‬
‫َل َعَّلك ْم َت ْشكرو َن)‬
‫‪82‬‬ ‫‪96‬‬ ‫اع َّالك ْم َولِ َّ‬
‫لسَّي َارِة َوح ِرَم َعَل ْيك ْم َص ْيد اْلَب ِر َما‬ ‫( أ ِحل َلك ْم َص ْيد اْلَب ْح ِر َو َ‬
‫ط َعامه َم َت ً‬
‫د ْمتم حرًما )‬
‫سورة النساء‬
‫‪17‬‬ ‫‪28‬‬ ‫اْل ْن َسان َض ِعي ًفا)‬
‫ف َعْنك ْم َوخلِق ِْ‬ ‫َّللا أَن ي َخ ِف َ‬
‫(ي ِريد َّ‬
‫‪51 101‬‬ ‫الص ََل ِة ِإ ْن ِخ ْفت ْم‬
‫اح أَن َت ْقصروا ِم َن َّ‬ ‫س َعَل ْيك ْم جَن ٌ‬ ‫( َواِ َذا َضَرْبتم ِفي ْالَْر ِ‬
‫ض َفَل ْي َ‬
‫أَن َي ْف ِتَنكم َّال ِذين َك َفروا)‬
‫‪93‬‬
‫فهرس آيات و سور القرآن الكريم‬

‫ين ِك َت ًابا َم ْوق ً‬ ‫ِ‬ ‫( ِإ َّن َّ‬


‫‪57 103‬‬ ‫وتا )‬ ‫الص ََل َة َكاَن ْت َعَلى اْلم ْؤ ِمن َ‬
‫‪17‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ف َعْنك ْم )‬ ‫َّللا أَن ي َخ ِف َ‬
‫( ي ِريد َّ‬
‫‪58 102‬‬ ‫الص ََل َة‪)...‬‬ ‫( َواِ َذا كنت ِفي ِه ْم َفأَ َق ْم َت َلهم َّ‬
‫سورة النعام‬
‫‪38 119‬‬ ‫اضط ِرْرت ْم ِإَل ْي ِه )‬
‫ص َل َلك ْم َما َحَّرَم َعَل ْيك ْم ِإَّال َما ْ‬ ‫( َقد َف َّ‬
‫‪41 145‬‬ ‫َن َيكون َم ْي َت ًة أ َْو‬‫اع ٍم َي ْط َعمه ِإَّال أ ْ‬‫ط ِ‬ ‫وح َي ِإَل َّي م َحَّرًما َعَل َٰى َ‬ ‫َجد ِفيما أ ِ‬ ‫( ق ْل َال أ ِ‬
‫َ‬
‫اضطَّر‬ ‫َّللا ِب ِه َف َم ِن ْ‬
‫دما مسفوحا أَو َلحم ِخْن ِز ٍير َفِإَّنه ِرجس أَو ِفسًقا أ ِهل لِ َغير ِ َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ٌ ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ًَ َْ ً‬
‫ِ‬
‫يم )‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫اغ َوَال َعادٍ َفِإ َّن َرَّب َك َغف ٌ‬ ‫َغ ْيَر َب ٍ‬
‫ِ‬
‫‪38 145‬‬ ‫يم )‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫اغ َوَالعا ٍد َفِإ َّن َرَّب َك َغف ٌ‬‫اضطَّر َغ ْير َب ٍ‬ ‫( َف َم ِن ْ‬
‫‪42 119‬‬ ‫ص َل َلك ْم َما َحَّرَم َعَل ْيك ْم )‬ ‫( َوَق ْد َف َّ‬
‫سورة العراف‬
‫ات ِم َن ِ‬ ‫الطِيب ِ‬ ‫َّللا َّال ِتي أ ْ ِ ِ ِ ِ‬
‫( قل من حَّرم ِزيَن َة َّ ِ‬
‫‪41 132‬‬ ‫الرْز ِق )‬ ‫َخَر َج لعَباده َو َّ َ‬ ‫ْ َْ َ‬
‫‪41‬‬ ‫‪33‬‬ ‫اْل ْث َم َواْلَب ْغي ِب َغ ْي ِر اْل َح ِق‬
‫َ‬ ‫ظ َهَر ِم ْن َها َو َما َب َ‬
‫ط َن َو ِْ‬ ‫ش َما َ‬ ‫(قل ِإَّنما حَّرم رِبي اْل َفو ِ‬
‫اح َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ََ‬
‫طاًنا وأَن َتقولوا عَلى َّ ِ‬ ‫وأَن ت ْش ِركوا ِب َّ ِ‬
‫َّللا َما َال َت ْعَلمو َن )‬ ‫َ‬ ‫اَّلل َماَلم يَن ِزل ِبه سْل َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫َٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(و َّال ِذين آمنوا وع ِملوا َّ ِ ِ‬
‫‪17‬‬ ‫‪42‬‬ ‫َص َحاب‬ ‫الصال َحات َال ن َكلف َن ْف ًسا ِإَّال و ْس َع َها أوَلئ َك أ ْ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫يها َخالِدون)‬ ‫ِ ِ‬
‫اْل َجَّنةهم ف َ‬
‫‪50 204‬‬ ‫اس َت ِمعوا َله َوأَْن ِصتوا َل َعَّلك ْم تْر َحمو َن )‬ ‫ِئ اْلقْرآن َف ْ‬
‫( َواِ َذا قر َ‬
‫سورة التوبة‬
‫ِ‬ ‫( َلَق ْد جاءكم رسول ِم ْن أَْنف ِسكم ع ِز ٌيز عَلي ِه م ِ‬
‫ين ‪18 128‬‬ ‫يص َعَل ْيكم ِباْلم ْؤ ِمن َ‬ ‫اعن ُّت ْم َح ِر ٌ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ ٌ‬
‫يم )‬ ‫رء ٌ ِ‬
‫وف َرح ٌ‬ ‫َ‬
‫يل َّ ِ‬
‫ض َة َوَال يْن ِفقوَن َها ِفي س ِب ِ‬ ‫ين ي ْكِنزو َن َّ‬
‫الذ َه َب َواْل ِف َّ‬ ‫ِ‬
‫اب أَلِ ٍ‬
‫يم ‪66 34‬‬ ‫َّللا َفَب ِشْرهم ِب َع َذ ٍ‬ ‫َ‬ ‫( َو َّالذ َ َ‬
‫)‬

‫‪69‬‬ ‫‪60‬‬ ‫اب‬ ‫ٱلص َد ََٰقت لِْلفَقَارٓ ِء َوٱْل َم ََٰس ِك ِ‬


‫ين َوٱْل ََٰع ِملِين َعَل ْي َها َوٱْلم َؤَّل َف ِة قلوبه ْم َوِفى ِ‬
‫ٱلرَق ِ‬ ‫(ِإَّن َما َّ‬
‫ِ‬ ‫ٱَّلل و َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل َف ِر َ ِ‬ ‫ٱلس ِب ِ‬ ‫يل َّ ِ‬ ‫ين َوِفى س ِب ِ‬ ‫َٰ‬
‫يم)‬
‫يم َحك ٌ‬
‫ٱَّلل َعل ٌ‬ ‫يض ًة م َن َّ َ‬ ‫ٱَّلل َو ْٱب ِن َّ‬ ‫َ‬ ‫َوٱْل َغ ِرِم َ‬
‫‪94‬‬
‫فهرس آيات و سور القرآن الكريم‬

‫سورة النحل‬
‫‪9‬‬ ‫‪26‬‬ ‫اع ِد)‬
‫َّللا بْنياَنهم ِمن اْل َقو ِ‬
‫َ َ‬ ‫( َفأ ََتى َّ َ‬
‫‪38 115‬‬ ‫يم )‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( َف َم ِن ْ‬
‫َّللا َغفور َرح ٌ‬ ‫اغ َوَالعا ٍد َفإ َّن َّ َ‬‫اضطَّر َغ ْير َب ٍ‬
‫سورة االسراء‬
‫س ِإَل َٰى َغس ِق َّ‬ ‫الص ََلة لِدل ِ‬
‫( أ َِقمِ َّ‬
‫آن اْل َف ْج ِر َكان ‪57 78‬‬ ‫الل ْي ِل َوقْر َ‬
‫آن اْل َف ْج ِر ِإ َّن قْر َ‬ ‫َ‬ ‫الش ْم ِ‬
‫وك َّ‬
‫ودا )‬
‫َم ْشه ً‬
‫سورة الحج‬
‫ِ َّ ِ ِ ِ‬ ‫الد ِ ِ‬ ‫(وماجعل عَليكم ِفي ِ‬
‫‪16‬‬ ‫‪78‬‬ ‫ين م ْن َحَر ٍج مل َة أَبيك ْم إ ْبَراه َ‬
‫يم)‬ ‫ََ َََ َ ْ ْ‬
‫سورة النور‬
‫ِ‬ ‫اء َّ ِ‬ ‫النس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪9‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الَل تي َالَيْرجو َن ن َك ً‬
‫احا )‬ ‫( َواْلَق َواعد م َن َ‬
‫‪35‬‬ ‫‪61‬‬ ‫َعَر ِج َحَر ٌج َوَال َعَلى اْلم ِر ِ‬
‫يض َحَر ٌج )‬ ‫س َعَلى ْالَ ْع َم َٰى َحَر ٌج َوَال َعَلى ْال ْ‬‫( َل ْي َ‬
‫َ‬
‫سورة الحزاب‬
‫َٰ ِ‬ ‫( وَليس عَليكم جَن ٌ ِ‬
‫‪29‬‬ ‫‪05‬‬ ‫ور‬
‫َّللا َغف ًا‬
‫ان َّ‬‫طأْتم ِبه َوَلك ْن َما َت َع َّم َد ْت قلوبك ْم َوَك َ‬ ‫َخ َ‬
‫يما أ ْ‬‫اح ف َ‬ ‫َْ َ َْ ْ‬
‫يما )‬ ‫ِ‬
‫َرح ً‬
‫سورة الدخان‬
‫ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫‪42‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ين )‬ ‫ض َو َما َب ْيَنه َما َالع ِب َ‬
‫ات َو ْالَْر َ‬ ‫( َو َما َخَل ْقَنا َّ َ َ‬
‫سورة الحجرات‬
‫‪33‬‬ ‫‪01‬‬ ‫َّللا َوَرسولِه )‬‫( يا أَُّيها َّال ِذين آمنوا َال تَق ِدموا بين يد ِي َّ ِ‬
‫َْ َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫سورة الجمعة‬
‫‪59‬‬ ‫‪09‬‬ ‫لص ََل ِة ِمن يومِ اْلجمع ِة َفاسعوا ِإَلى ِذ ْك ِر َّ ِ‬
‫َّللا ‪)......‬‬ ‫( ِإ َذا نوِد َي لِ َّ‬
‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬

‫‪95‬‬
‫فهرس األحاديث النبوية‬

‫فهرس األحاديث النبوية‪:‬‬


‫الصفحة‬ ‫الحديث‬
‫‪19‬‬ ‫أحب الدين إلى هللا الحنيفية السمحة‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫أخرصوا‪ ،‬وخرص رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عشرة أوسق‪ ،‬فقال لها‪.......‬‬
‫‪69‬‬ ‫إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫إذا أقبلت الحيضة فدعي الصالة‪ ،‬وإذا أدبرت فاغسلي وصلي‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫إذا أ ّم أحدكم الناس فل يخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف‪........‬‬
‫‪77‬‬ ‫أفطر الحاجم والمحجوم‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫إن أعظم المسلم جرم من سأل عن شيء فحرم على السائل من أجل مسألته‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إال غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا‪.......‬‬
‫‪66‬‬ ‫إنك تقدم على قوم أهل كتاب‪ ،‬فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة هللا‪ ،‬فإن‪.......‬‬
‫‪31‬‬ ‫الطوافين عليكم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫إنها ليست بنجس‪ ،‬إنما هي من‬
‫‪19‬‬ ‫إ ّني ألقوم إلى الصالة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق‬
‫على أمه‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫أيها الناس إن منكم منفرين‪ ،‬فأيكم أ ّم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا‬
‫الحاجة‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫الزاد والراحلة‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫ّللا بها عليكم فأقبلوا صدقته‪.‬‬
‫صدقة تصدق ّ‬
‫‪58‬‬ ‫صالة الجماعة أفضل من صالة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫صلي على األرض إن استطعت‪ ،‬و إال فأومئ إيماء‪ ،‬و اجعل سجودك‪......‬‬
‫‪55‬‬ ‫صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪84‬‬ ‫فاحلق رأسك‪ ،‬ثم اذبح شاة نسكا‪ .‬أو صم ثالثة أيام‪ ،‬أو أطعم ثالثة‪............‬‬
‫‪96‬‬
‫فهرس األحاديث النبوية‬

‫‪64‬‬ ‫ف أالعُ أش ِر‪.‬‬


‫ص ُ‬
‫سا ِن َي ِة ِن أ‬
‫ي ِبال َّ‬
‫س ِق َ‬
‫ور َوفِي َما ُ‬
‫ش ُ‬‫سقَت أاألنهار َو أالغَ أي ُم أالعُ ُ‬
‫فِي َما َ‬
‫‪15‬‬ ‫قاتل هللا يهودا‪ ،‬حرمت عليهم‪...‬‬
‫‪81‬‬ ‫س َرا ِويالتِ‪َ ،‬وال أال َب َرا ِن َ‬
‫س‪............‬‬ ‫ص‪َ ،‬وال أالعَ َما ِئ َم‪َ ،‬وال ال َّ‬
‫سوا أالقُ ُم َ‬
‫الت أَل َب ُ‬
‫‪51‬‬ ‫ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫ض َرار‪.‬‬
‫ض َر َر َوال ِ‬
‫ال َ‬
‫‪19‬‬ ‫لوال أن أشق على أمتى ألمرتهم بالسواك عند كل صالة‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫ق ِمن التمر صدقةٌ‪ ،‬وليس فيما دون خمس‪............‬‬
‫ليس فيما دون خمسة أوس ٍ‬
‫‪20‬‬ ‫مه عليكم ما تطيقون‪ ،‬فو هللا ال يمل هللا حتى تملوا‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫وقت صالتكم بين ما رأيتم‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫وال تنتقب المرأة المحرمة وال تلبس القفازين‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫يسرا وال تعسرا وبشرا وال تنفرا‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫فهرس القواعد الفقهية‬

‫فهرس اآلثار‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫األثر‬
‫‪19‬‬ ‫‪-‬ماخير النبي صلى هللا عليه وسلم بين أمرين اال اختار أيسرهما مالم يأثم‪....‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪-‬ياصاحب الحوض هل ترد حوضك السباع‪...‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪-‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم يسبح على راحلته‪...‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪-‬اذا قلت أشهد أن الاله اال هللا أشهد أن محمد رسول هللا فال تقل حي على الصالة قل‬
‫صلوا في بيوتكم‪...‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪-‬التأخذوا حزرات المسلمين ن ّكبوا عن الطعام‬
‫‪72‬‬ ‫‪-‬رخص للشيخ أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا وال قضاء عليه‪...‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪-‬البأس أن يفرق لقول هللا تعالى ( فعدة من أيام أخر)‬
‫‪86‬‬ ‫‪-‬وقّت ألهل المدينة ذا الحليفة‪...‬‬

‫‪90‬‬
‫فهرس القواعد الفقهية‬

‫فهرس القواعد الفقهية‬

‫الصفحة‬ ‫القاعدة‬
‫‪34‬‬ ‫قاعدة المشقة تجلب التيسير‬
‫‪35‬‬ ‫إذا ضاق األمر إتسع‬
‫‪36‬‬ ‫الضرورات تقدر بقدرها‬
‫‪36‬‬ ‫ما جاز لعذر بطل بزواله‬
‫‪36‬‬ ‫الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة‬
‫‪37‬‬ ‫االضطرار ال يبطل حق الغير‬
‫‪37‬‬ ‫الضرورات تبيح المحضورات‬
‫‪42‬‬ ‫األصل في المنافع اإلباحة‬

‫‪91‬‬
‫فهرس األعالم‬

‫فهرس األعالم المترجم لهم في البحث‪:‬‬


‫الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪51‬‬ ‫ابن رشد محمد بن أحمد‬
‫‪99‬‬ ‫ابن العربي محمد بن علي‬
‫‪102‬‬ ‫ابن قدامة عبد هللا بن أحمد‬
‫‪88‬‬ ‫إبن القيم محمد بن أبي بكر‬
‫‪52‬‬ ‫أبو حنيفة النعمان بن ثابت‬
‫‪48‬‬ ‫الحسن البصري‬
‫‪21‬‬ ‫سفيان الثوري‬
‫‪11‬‬ ‫الشاطبي إبراهيم بن موسى‬
‫‪102‬‬ ‫الشافعي محمد بن إدريس‬
‫‪99‬‬ ‫الشوكاني محمد بن علي‬
‫‪40‬‬ ‫العز بن عبد السالم‬
‫‪21‬‬ ‫عمر بن عبد العزيز‬
‫‪104‬‬ ‫الغزالي أبو حامد‬
‫‪66‬‬ ‫الكساني أبو بكر بن مسعود‬
‫‪51‬‬ ‫مالك بن أنس‬
‫‪21‬‬ ‫النخعي إبراهيم بن يزيد‬

‫‪100‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر‬
‫و المراجع‬

‫‪90‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر و المراجع‬


‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫القرآن الكريم‬
‫تفسير القرآن وعلومه‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن العربي ‪ ،‬أبي بكر محمد بن عبد هللا ‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬مراجعة محمد عبد القادر عطا ‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬ط‪.2003 ،3‬‬
‫‪ -2‬ابن كثير‪ ،‬ابو الفدا اسماعيل بن عمر‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار طيبة للنشر‪ ( ،‬د ط‪ ( ،‬د ت ن‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -3‬الزمخشرى‪ ،‬أبي القاسم جار هللا محمود بن عمر‪ ،‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪(،‬دط)‪( ،‬دتن)‪.‬‬
‫‪ -4‬الشوكاني ‪ ،‬محمد بن علي بن محمد ‪ ،‬فتح القدير ‪ ،‬تحقيق عبد الرحمان عميرة ( د م ن) ‪ (،‬دط)‬
‫‪. 1994 ،‬‬
‫‪ -5‬الطبري‪ ،‬أ بي جعفر بن جرير‪ ،‬تحقيق عبد هللا بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة بيروت‪،‬‬
‫ط‪.1994 ،1‬‬
‫‪ -6‬القاسمى‪ ،‬محمد جمال الدين‪ ،‬محاسن التأويل‪ ،‬تصحيح محمد فؤاد عبد الباقى‪ ،‬دار إحياء الكتب‬
‫العربية‪ ،‬ط‪،1957 ،1‬ج‪.3‬‬
‫‪ -7‬القرطبي‪ ،‬أبي عبد هللا محمد بن أحمد بن أبي بكر‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬تحقيق عبد هللا بن عبد‬
‫المحسن التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬
‫‪ -8‬محمد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ( ،‬د ط )‪.1984 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫كتب الحديث وشروحه‪:‬‬


‫‪ -9‬ابن تيمية‪ ،‬عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم‪ ،‬المنتقى في األحكام الشرعية من كالم خير‬
‫البرية‪ ،‬تحقيق طارق بن عوض هللا بن محمد‪ ،‬دار ابن الجوزى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1429‬هـ ‪.‬‬
‫ابن حجر‪ ،‬أحمد بن علي العسقالني‪ ،‬بلوغ المرام‪ ،‬تحقيق ماهر ياسين الفحل‪ ،‬دار القبس‪،‬‬ ‫‪-10‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪.2014 ،1‬‬
‫ابن حجر‪ ،‬أحمد بن علي العسقالني‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق عبد العزيز‬ ‫‪-11‬‬
‫بن عبد هللا بن باز‪ ،‬المكتبة السلفية‪ ( ،‬د م ت)‪ ( ،‬د ط)‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬أبي عبد هللا محمد بن اسماعيل ‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪-12‬‬
‫ط‪.2002 ،1‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن‪ ،‬تنوير الحوالك‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬مصر‪ ( ،‬د‬ ‫‪-13‬‬
‫ط )‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬
‫الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي بن محمد‪ ،‬نيل األوطار شرح منتقى األخبار‪ ،‬و ازرة الشؤون‬ ‫‪-14‬‬
‫االسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ( ،‬د ط )‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬
‫مالك‪ ،‬أبو عبد هللا مالم بن أنس بن مالك بن أبي عامر االصبحي‪ ،‬موطأ مالك‪ ،‬تصحيح‬ ‫‪-15‬‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.1985 ،‬‬
‫مسلم‪ ،‬أبى الحسن مسلم بن الحجاج‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار‬ ‫‪-16‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1991 ،1‬م‪.‬‬
‫كتب الفقه وأصوله‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفقه المذهبي‪:‬‬
‫‪ -‬الفقه الحنفي‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ابن الهمام‪ ،‬كمال الدين محمد بن الواحد السيواسي‪ ،‬شرح فتح القدير‪ ،‬تعليق عبد الرزاق‬ ‫‪-17‬‬
‫غالب المهدي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫السرخسي‪ ،‬شمس األئمة محمد بن أحمد بن أبي سهل‪ ،‬المبسوط‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪-18‬‬
‫(دط)‪.1989 ،‬‬
‫الكاساني‪ ،‬عالء الدين أبي بكر بن مسعود‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬تحقيق علي‬ ‫‪-19‬‬
‫محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2003 ،2‬‬
‫‪ -‬الفقه المالكي‪:‬‬
‫ابن جزي‪ ،‬محمد بن أحمد الغرناطي‪ ،‬القوانين الفقهية في تلخيص مذهب السادة المالكية‪،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫تحقيق ماجد الحموي‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2013 ،1‬‬
‫ابن رشد‪ ،‬أبى وليد محمد بن أحمد القرطبي‪ ،‬المقدمات الممهدات‪ ،‬تحقيق محمد حجي‪ ،‬دار‬ ‫‪-21‬‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫ابن رشد‪ ،‬أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد‪ ،‬بداية المجتهد نهاية المقتصد‪،‬‬ ‫‪-22‬‬
‫تحقيق ماجد الحموي‪ ،‬دار إبن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1995 ، 1‬‬
‫ابن عبد البر‪ ،‬أبي عمر يوسف بن عبد هللا‪ ،‬الكافي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪-23‬‬
‫‪.1992‬‬
‫أحمد بوساق‪ ،‬الوافي في الفقه المالكي األدلة‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ( ،‬د ط )‪.2009 ،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫الحبيب بن الطاهر‪ ،‬الفقه المالكي وأدلته‪ ،‬مؤسسة المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2005 ،2‬‬ ‫‪-25‬‬
‫خليل بن إسحاق المالكي‪ ،‬مختصر العالمة خليل‪ ،‬تعليق أحمد ناصر‪ ،‬دار الفكر‪ ( ،‬د ط)‪،‬‬ ‫‪-26‬‬
‫‪.1981‬‬
‫سحنون بن سعيد التنوخي‪ ،‬المدونة الكبرى‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬و ازرة االوقاف السعودية‪ ( ،‬د‬ ‫‪-27‬‬
‫ط )‪.2014 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عبد العزيز حمد آل مبارك‪ ،‬تبيين المسالك شرح تدريب السالك إلى أقرب المسالك‪ ،‬دار ابن‬ ‫‪-28‬‬
‫حزم‪ ،‬بيروت ‪.2013 ،‬‬
‫الغرياني‪ ،‬الصادق عبد الرحمن‪ ،‬مدونة الفقه المالكي وأدلته‪ ،‬مؤسسة الريان‪ ،‬بيروتن ط‪،1‬‬ ‫‪-29‬‬
‫‪.2001‬‬
‫القرافي‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن إدريس الذخيرة‪ ،‬تحقيق دار الغرب اإلسالمي بيروت ‪ ،‬ط‪1‬‬ ‫‪-30‬‬
‫‪1994،‬م ‪.‬‬
‫وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه المالكي الميسر‪ ،‬دار الكلم الطيب‪ ،‬دمشقن ( د ط)‪.2010 ،‬‬ ‫‪-31‬‬
‫‪ -‬الفقه الشافعي‪:‬‬
‫الشافعي‪ ،‬محمد بن إدريس‪ ،‬األم‪ ،‬تحقيق رفعت فوزي عبد المطلب‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬المنصورة‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫ط‪.2001 ،1‬‬
‫الشربيني‪ ،‬شمس الدين محمد بن محمد الخطيب‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬تحقيق علي محمد‬ ‫‪-33‬‬
‫معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪( ،‬د ط)‪.2000 ،‬‬
‫النووي‪ ،‬أبي زكرياء محي الدين بن شرف النووي‪ ،‬المجموع شرح المهذب‪ ،‬تحقيق محمد‬ ‫‪-34‬‬
‫نجيب المطيعي‪ ،‬مكتبة اإلرشاد‪ ،‬جدة‪( ،‬د ط )‪( ،‬د ت ن)‪.‬‬
‫‪ -‬الفقه الحنبلي‪:‬‬
‫ابن قدامة‪ ،‬موفق الدين أبي محمد عبد هللا‪ ،‬المغني‪ ،‬تحقيق عبد هللا بن عبد المحسن التركي‬ ‫‪-35‬‬
‫وعبد الفتاح محمد الحلو‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪.3،1997‬‬
‫البهوتي‪ ،‬منصور بن يونس بن إدريس‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع ‪ ،‬تحقيق إبراهيم‬ ‫‪-36‬‬
‫أحمد عبد الحميد‪ ،‬دار عالم الكتب ‪،‬الرياض ‪(،‬دط)‪. 2003 ،‬‬

‫‪105‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ب‪ -‬الفقه العام وأصول الفقه‪:‬‬


‫ابن قيم‪ ،‬أبي عبد هللا محمد بن أبي بكر أيوب‪ ،‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬تقديم‬ ‫‪-37‬‬
‫وتعليق أبو عبيدة مشهور حسن آل سلمان‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1423‬هـ‪.‬‬
‫الباجي‪ ،‬أبى الوليد سليمان بن خلف‪ ،‬إحكام الفصول في أحكام األصول‪ ،‬تحقيق عمران‬ ‫‪-38‬‬
‫علي أحمد العربي‪ ،‬دار الكتب الوطنية ‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ط‪.2005 ،1‬‬
‫خالد بن علي المشيقح‪ ،‬مختصر نوازل الحج‪ ،‬جمعية إحياء التراث اإلسالمي‪( ،‬د م ن)‪ ،‬ط‬ ‫‪-39‬‬
‫‪.2013 ،2‬‬
‫رمضان علي السيد‪ ،‬المدخل لدراسة الفقه اإلسالمي‪ ،‬مطبعة االستانة‪ ،‬ط‪1403 ،2‬هـ ‪.‬‬ ‫‪-40‬‬
‫الشاطبي‪ ،‬أبى إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي‪ ،‬الموافقات‪ ،‬تقديم بكر بن عبد‬ ‫‪-41‬‬
‫هللا أبو زيد‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪.1997 ،1‬‬
‫صالح الصاوى‪ ،‬قضايا فقهية معاصرة‪ ،‬الجامعة الدولية بأمريكا الالتينية‪ ( ،‬د ط )‪ ( ،‬د ت‬ ‫‪-42‬‬
‫ن )‪.‬‬
‫عبد الرقيب صالح محسن الشامي‪ ،‬فقه التسيير في الشريعة اإلسالمية تأصيال وتطبيقا‪،‬‬ ‫‪-43‬‬
‫و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪.2019 ،1‬‬
‫عبد الكريم زيدان‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.2014 ،1‬‬
‫‪ -44‬عبد اللطيف بن عبد هللا التويجرين تتبع الرخص بين الشرع والواقع‪ ( ،‬د م ن )‪ ،‬ط‪.2009 ،1‬‬
‫‪ -45‬عبد هللا بن منصور الغفيلي‪ ،‬نوازل الزكاة‪ ،‬دراسة فقهية تأصيلية لمستجدات الزكاة‪ ،‬و ازرة األوقاف‬
‫والشؤون اإلسالمية‪ ،‬قطر‪ ،‬ط‪.2009 ،1‬‬
‫‪ -46‬عبد الوهاب خالف‪ ،‬علم أصول الفقه‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ( ،‬د ط )‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -47‬العز ابن عبد السالم‪ ،‬عز الدين عبد العزيز‪ ،‬القواعد الكبرى‪ ،‬تحقيق نزيه كمال حمادر عثمان‬
‫جمعة ضميرية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ( ،‬د ط )‪.2000 ،‬‬
‫‪ -48‬علي بن ناصر الشلعان‪ ،‬النوازل في الحج‪ ،‬دار التوحيد للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫‪ -49‬الغزالي‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬المستصفى من علم األصول اعتناء ناج سويد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪( ،‬‬
‫د ط )‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬
‫‪ -50‬محمد بكر إسماعيل‪ ،‬الفقه الواضح من الكتاب والسنة على المذاهب األربعة‪ ،‬دار المنار‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪ ( ،2‬د ت ن )‪.‬‬
‫‪ -51‬محمد حسين الجيزاني‪ ،‬فقه النوازل‪ ،‬دراسة تأصيلية تطبيقية‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ط ‪.2006 ،2‬‬
‫‪ -52‬محمد سعيد رمضان البوطى‪ ،‬ضوابط المصلحة فى الشريعة االسالمية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ( ،‬د ط‬
‫)‪. 1973 ،‬‬
‫‪ -53‬محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬أصول الفقه الغسالمي‪ ،‬مطبعة جامعة دمشق‪ ( ،‬د ط )ن ‪-1986‬‬
‫‪.1987‬‬
‫‪ -54‬مصطفى أحمد الزرقا ‪ ،‬المدخل الفقهي العام ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬دمشق‪.2004 ،‬‬
‫‪ -55‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬الوجيز في الفقه اإلسالمي‪( ،‬د م ن)‪( ،‬دط )‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -56‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬نظرية الضرورة الشرعية مقارنة مع القانون الوضعي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪.1985 ،1‬‬
‫‪ -57‬وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.1985 ،2‬‬
‫‪ -58‬وهبة الزحيلي‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.2016 ،2‬‬
‫‪ -59‬يوسف القرضاوي‪ ،‬الفقه اإلسالمي بين االصالة والتجديد‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1999 ،2‬‬
‫‪ -60‬يوسف القرضاوي‪ ،‬فقه الزكاة دراسة مقارنة‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1997 ،3‬‬

‫‪107‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -1‬مقاصد الشريعة وكتب أخرى‪:‬‬


‫أحمد الريسوني‪ ،‬نظرية المقاصد عند اإلمام الشاطبي‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪-61‬‬
‫ط‪.1995 ،4‬‬
‫حذيفة أحمد عكاش‪ ،‬ضوابط التيسير في الفتوى‪ ( ،‬د ط )‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬ ‫‪-62‬‬
‫رابطة العالم االسالمي‪ ،‬المجمع الفقهي الغسالمي‪ ،‬الدورات من األولى إلى السابعة عشرة‪،‬‬ ‫‪-63‬‬
‫( د م ن )‪ ،‬ط‪ ( ،2‬د ت ن )‪.‬‬
‫طه جابر العلواني‪ ،‬مقاصد الشريعة‪ ،‬دار الهادي‪ ،‬ط‪.2001 ،2‬‬ ‫‪-64‬‬
‫عبد الكريم زيدان المدخل لدراسة الشريعة االسالمية‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪-65‬‬
‫‪.2005‬‬
‫عالل الفاسي‪ ،‬مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها‪ ،‬دار الغرب الغسالمي‪ ،‬ط‪.1993 ،5‬‬ ‫‪-66‬‬
‫عمر سليمان االشقر‪ ،‬خصائص الشريعة االسالمية‪ ،‬مكتبة الفالح‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪.1982 ،1‬‬ ‫‪-67‬‬
‫فرج علي الفقيه حسين ‪ ،‬مظاهر التيسير ورفع الحرج في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬دار قتيبة‪،‬‬ ‫‪-68‬‬
‫دمشق‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫محمد الزحيلي‪ ،‬موسوعة قضايا إسالمية معاصرة‪ ،‬مقاصد الشريعة‪ ،‬دار المكتبي‪ ( ،‬د ط)‪،‬‬ ‫‪-69‬‬
‫( د ت ن )‪.‬‬
‫محمد الطاهر بن عاشور‪ ،‬مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬تحقيق ودراسة محمد الطاهر‬ ‫‪-70‬‬
‫الميساوي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ( ،2‬د ت ن )‪.‬‬
‫محمد بكر إسماعيل حبيب‪ ،‬مقاصد الشريعة تأصيال وتفعيال‪ ( ،‬د م ن )‪ ( ،‬د ط )‪.2003 ،‬‬ ‫‪-71‬‬
‫محمد سعد بن أحمد بن مسعود اليوبي‪ ،‬مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية‪،‬‬ ‫‪-72‬‬
‫دار الهجرة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬فقه السيرة النبوية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،11‬‬ ‫‪-73‬‬
‫‪.1991‬‬
‫محمد عبد العاطي محمد علي‪ ،‬المقاصد الشرعية وأثرها في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الحديث‪،‬‬ ‫‪-74‬‬
‫القاهرة‪ ( ،‬د ط )‪.2007 ،‬‬
‫محمد عبد هللا دراز‪ ،‬بحوث ممهدة لدراسة تاريخ األديان دار القلم‪ ،‬الكويت‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت ن‪.‬‬ ‫‪-75‬‬
‫مناع القطان‪ ،‬تاريخ التشريع اإلسالمي‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت ن‪.‬‬ ‫‪-76‬‬
‫منصور محمد منصور الحفناوى‪ ،‬التيسير فى التشريع اإلسالمي مطبعة األمانة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-77‬‬
‫(د ط)‪.1991،‬‬
‫نعمان جغيم‪ ،‬طرق الكشف عن مقاصد الشارع‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪-78‬‬
‫‪.2014‬‬
‫نور الدين بن مختار الخادمي‪ ،‬اإلجتهاد المقاصدي‪ ،‬حجيته‪ ،‬ضوابط‪ ،‬مجاالته‪ ،‬و ازرة‬ ‫‪-79‬‬
‫األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬الدوحة‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫نور الدين بن مختار الخادمي‪ ،‬علم المقاصد الشرعية‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪-80‬‬
‫‪.2001‬‬
‫يعقوب عبد الوهاب الباحسين‪ ،‬رفع الحرج فى الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دراسة أصولية تأصيلية‪،‬‬ ‫‪-81‬‬
‫مكتبة الرشد الرياض‪ ،‬ط‪.2001, 4‬‬
‫‪-5‬القواعد الفقهية‪:‬‬
‫ابن نجيم الحنفي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬تحقيق محمد مطيع‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.2005 ،4‬‬ ‫‪-82‬‬
‫بدر الدين الزركشي‪ ،‬المنثور في القواعد‪ ،‬تحقيق محمد حسن محمد حسن إسماعيل‪ ،‬دار‬ ‫‪-83‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬

‫‪109‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫تاج الدين السبكي‪ ،‬األشباه و النظائر‪ ،‬تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض‪،‬‬ ‫‪-84‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1999 ،1‬م‪.‬‬
‫صالح بن غانم السدالن‪ ،‬القواعد الفقهية الكبرى وماتفرع عنها‪ ،‬دار بالنسية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪-85‬‬
‫‪1417‬ه‪.‬‬
‫علي أحمد الندوي‪ ،‬القواعد الفقهية مفهومها نشأتها وتطورها‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،‬ط‪1998 ،1‬م‪.‬‬ ‫‪-86‬‬
‫علي حيدر‪ ،‬درر األحكام شرح مجلة األحكام‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬ط‪1991 ،1‬م‪.‬‬ ‫‪-87‬‬
‫محمد صدقي بن أحمد البورنو‪ ،‬الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية‪ ،‬مؤسسة الرسالة (دط)‪،‬‬ ‫‪-88‬‬
‫بيروت‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫محمد بكر إسماعيل‪ ،‬القواعد الفقهية بين األصالة والتوجيه‪ ،‬دار المنار‪ ،‬هليو بولس‪( ،‬دط)‪،‬‬ ‫‪-89‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-6‬القواميس والمعاجم‪:‬‬
‫ابن فارس‪ ،‬أبى الحسن أحمد‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار‬ ‫‪-90‬‬
‫الفكر‪( ،‬د م ن)‪( ،‬د ط)‪.1979،‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬أبى الفضل جمال الدين محمد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪( ،‬‬ ‫‪-91‬‬
‫د ط )‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬
‫الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد السيد الشريف‪ ،‬التعريفات‪ ،‬تحقيق ودراسة محمد صديق المنشاوي‪،‬‬ ‫‪-92‬‬
‫دار الفضيلة‪ ،‬القاهرة‪ ( ،‬د ط )‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬
‫الفيروز آبادي‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬مراجعة أنس محمد الشامي‬ ‫‪-93‬‬
‫وزكريا جابر أحمد ( د ط )‪.2008 ،‬‬
‫الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد علي الفيومي‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬تحقيق‬ ‫‪-94‬‬
‫عبد العزيز الشناوي‪ ،‬دار المعارض‪ ،‬جامعة األزهر‪ ( ،‬د ط )‪ ( ،‬د ت ن )‪.‬‬
‫مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬ط‪،4‬‬ ‫‪-95‬‬
‫‪.2004‬‬
‫محمد عميم البركتي‪ ،‬التعريفات الفقهية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2002 ،1‬‬ ‫‪-96‬‬

‫ثانيا‪ :‬المقاالت والبحوث‪:‬‬


‫‪ -97‬علي أبوبصل‪" ،‬المشقة تجلب التيسير "‪ ،‬مجلة الحكمة‪ ،‬العدد ‪97،1419‬ه‪.‬‬
‫‪ -98‬عمر محمد جبه جي‪ ،‬فقه التيسير في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬اإلمارات – العين‪ ( ،‬د ط )‪،‬‬
‫( د ت ن )‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ثالثا‪ :‬الرسائل الجامعية‪:‬‬


‫صالح بن عبد هللا بن حميد‪ ،‬رفع الحرج فى الشريعة اإلسالمية ضوابطه وتطبيقاته‪ ،‬رسالة‬ ‫‪-99‬‬
‫مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬قسم الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬جامعة أم القرى‪.1982-1981،‬‬
‫الطاهر بن الصادق األنصاري‪ ،‬التيسير في العبادات‪ ،‬رسالة دكتوراه في الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪-100‬‬
‫‪ ،‬فرع الكتاب والسنة‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪.1984 -1983 ،‬‬
‫عبد هللا ابن إبراهيم الطويل‪ ،‬منهج التيسير المعاصر دراسة تحليلية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم‬ ‫‪-101‬‬
‫الثقافة اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬جامعة محمد بن سعود اإلسالمية‪1425 ،‬هـ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مواقع النترنيت‪:‬‬


‫ويكيبيديا‪ ،‬جائحة فيروس كورونا ‪( ،http://ar.wikipedia.orgwiki/، 20 -2019‬‬ ‫‪-102‬‬
‫دخول بتاريخ ‪.)2020/07/02‬‬
‫اتحاد علماء المسلمين يفني بإيقاف صلوات الجمعة والجماعة في بؤر الوباء‪ ،‬موقع‬ ‫‪-103‬‬
‫الجزيرة‪( http://www.aljazeera.net/news/politics ،2020/03/14،‬تاريخ الدخول‪:‬‬
‫‪.)2020/07/02‬‬
‫السعودية تحظر الصالة في المساجد باستثناء الحرمين‪ ،‬موقع عربية‪،sky news‬‬ ‫‪-104‬‬
‫‪ ( ،http://www.skynewsarabia.com/middle-east//329037،2020/03/15‬تاريخ‬
‫الدخول ‪.)2020/07/02 :‬‬
‫يونس بورنان‪ ،‬فتوى جزائرية بإجازة الصالة دون وضوء أو تيمم ألربعة فئات‪ ،‬موقع العين‬ ‫‪-105‬‬
‫‪:‬‬ ‫بتاريخ‬ ‫اإلخبارية‪(،http://al-ain.com/article/algeria،2020/04/01،‬دخول‬
‫‪.)2020/07/05‬‬
‫‪112‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ويكيبيديا الموسوعة العربية‪ ،‬الغسيل الكلوي ‪ ، http://ar.wikipedia.org/wiki‬دخول‬ ‫‪-106‬‬


‫بتاريخ ‪.2020/07/10‬‬
‫نايف بن جمعان الجريدان‪ ،‬مفسدات الصيام المعاصرة التي تعم بها البلوى‪ ،‬موقع األلوكة‬ ‫‪-107‬‬
‫الشرعية ‪ ، [http://www.alukah.net/sgarid/d3505/] ،13/09/2008،‬دخول بتاريخ‬
‫‪.10/07/2020‬‬
‫هشام سعيدن تتبع الرخص‪ ،‬موقع الدرر ‪http:// dorar.net/article/396/‬‬ ‫‪-108‬‬
‫عبد العزيز بن عبد هللا آل الشيخ‪ ،‬التيسير في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬موقع ملتقى الخطباء‪،‬‬ ‫‪-109‬‬
‫‪http://khatabaa.com/khuabaa-section/corncr-sepeeches/175761‬‬
‫نايف بن جمعان الجريدان معالم التيسير ورفع الحرج في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬موقع مداد‪،‬‬ ‫‪-110‬‬
‫‪http://midad.com/article/220414/‬‬
‫الشرعية‪،‬‬ ‫األلوكة‬ ‫موقع‬ ‫المذاهب‪،‬‬ ‫رخص‬ ‫تتبع‬ ‫الودعان‪،‬‬ ‫فهد‬ ‫بن‬ ‫وليد‬ ‫‪-111‬‬
‫‪http://www.alukah.net/sharia/0/118457/‬‬
‫الفوائد‪،‬‬ ‫صيد‬ ‫موقع‬ ‫والتساهل‪،‬‬ ‫التشدد‬ ‫بين‬ ‫الفتوى‬ ‫يوسف‪،‬‬ ‫حسن‬ ‫محمد‬ ‫‪-112‬‬
‫‪http://www.saaia.net/arabic/35.htm‬‬
‫اإلصالح‪،2020/03/17،‬‬ ‫موقع‬ ‫األوبئة‪،‬‬ ‫فقه‬ ‫الخليل‪،‬‬ ‫سيد‬ ‫أحمد‬ ‫سيد‬ ‫‪-113‬‬
‫‪( ،elislah .mr/ ?p=9846‬دخول بتاريخ ‪.)2020/07/02‬‬

‫‪113‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫‪8‬‬ ‫الفصل الول‪ :‬التعريف بالقاعدة وأدلتها وبيان أسباب رفح الحرج وضوابطه‬
‫‪9‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬حقيقة رفع الحرج وأدلته‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماهية رفع الحرج وعالقته بالمشقة‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالمصطلحات‬
‫‪9‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف القاعدة‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف التيسير‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تعريف الحرج‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة رفع الحرج بالمشقة‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف المشقة‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع المشقة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1 -1‬المشقة المعتادة‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -2 -2‬المشقة غير المعتادة‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -3 -3‬مشاق واقعة بين هاتين المشقتين‬
‫‪13‬‬ ‫ثالثا‪ :‬دفع المشقة ال يعني ترك التكليف أو التهاون فيه‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -1 -1‬تتبع الرخص‬
‫‪13‬‬ ‫أ‪ -‬أ‪ -‬تعريف‬
‫‪13‬‬ ‫ب‪ -‬األخذ بالرخصة ال يعني اتباع الهوى وتجاوز أحكام الشريعة‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -2‬التحايل على أحكام الشريعة‬
‫‪14‬‬ ‫أ‪ -‬تعريف‬
‫‪14‬‬ ‫ب‪ -‬أقسام التحايل‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أدلة رفع الحرج وعالقته بمقاصد الشريعة‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دالئل التيسير في الشريعة‬
‫‪15‬‬ ‫أوال‪ :‬األدلة من القرآن الكريم‬
‫‪114‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪16‬‬ ‫‪ -1‬األدلة التي تنص على نفي الحرج‬


‫‪17‬‬ ‫‪ -2‬أدلة التيسير والتخفيف‬
‫‪18‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األدلة من السنة النبوية‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -1‬بيان أن الدين يسر‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -2‬إرشاد الصحابة وأمرهم بالتخفيف ونهيهم عن الغلو‬
‫‪20‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األدلة من منهج الصحابة والتابعين‬
‫‪21‬‬ ‫رابعا‪ :‬اإلجماع‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬رفع الحرج ومقاصد الشريعة‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف المقاصد‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أقسام المقاصد‬
‫‪22‬‬ ‫النوع األول‪ :‬المقاصد باعتبار المصالح التي جاءت بالمحافظة عليها‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬المقاصد الضرورية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -2‬المقاصد الحاجية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -3‬المقاصد التحسينية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -4‬المكمالت‬
‫‪22‬‬ ‫النوع الثاني‪ :‬المقاصد باعتبار مرتبتها في القصد‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -1‬المقاصد االصلية‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -2‬المقاصد التابعة‬
‫‪23‬‬ ‫النوع الثالث‪ :‬المقاصد باعتبار الشمول‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -1‬المقاصد العامة‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -2‬المقاصد الخاصة‬
‫‪23‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عالقة رفع الحرج بمقاصد الشريعة‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -1‬حقيقة المقاصد الحاجية‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -2‬الغاية من المقاصد الحاجية‬
‫‪24‬‬ ‫أ‪ -‬رفع الحرج عن المكلف‬
‫‪24‬‬ ‫ب‪ -‬حماية الضروريات‬
‫‪24‬‬ ‫ج‪ -‬تحقيق مصالح اخرى‬

‫‪115‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪24‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب رفع الحرج وضوابطه‬


‫‪24‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التخفيف في التكاليف وبيان أسبابه‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التخفيف وأقسامه‬
‫‪25‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف التخفيف‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع التخفيف‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب التخفيف‬
‫‪25‬‬ ‫أوال‪ :‬السفر‬
‫‪26‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحاجة‬
‫‪27‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المرض‬
‫‪27‬‬ ‫رابعا‪ :‬اإلكراه‬
‫‪28‬‬ ‫خامسا‪ :‬النسيان‬
‫‪29‬‬ ‫سادسا‪ :‬الخطأ‬
‫‪30‬‬ ‫سابعا‪ :‬الجهل‬
‫‪31‬‬ ‫ثامنا‪ :‬عموم البلوى‬
‫‪32‬‬ ‫تاسعا‪ :‬النقص‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ضوابط رفع الحرج‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول الضوابط‬
‫‪32‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الضابط‬
‫‪33‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهم الضوابط التي يجب مراعاتها في رفع الحرج‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -1‬عدم معارضة نصا من كتاب أو السنة‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -2‬عدم تتبع الرخص بالتشهي والهوى‪ ،‬واالقتصار على موضع الضرورة والحاجة‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -3‬عدم مجاوزة النص في األخذ بالتيسير‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -4‬أن ال يترتب على األخذ بالتيسير معارضة مقاصد الشريعة‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهم القواعد التي بنيت على رفع الحرج‬
‫‪34‬‬ ‫أوال‪ :‬قاعدة المشقة تجلب التيسير‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -1‬معنى القاعدة‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -2‬أدلة قاعدة المشقة تجلب التيسير‬

‫‪116‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪35‬‬ ‫‪ -3‬أهم القواعد الفقهية المندرجة تحت هذه القاعدة‬


‫‪35‬‬ ‫أ‪ -‬قاعدة إذا ضاق األمر اتسع‬
‫‪36‬‬ ‫ب‪ -‬الضرورات تقدر بقدرها‬
‫‪36‬‬ ‫ج‪ -‬ما جاز لعذر بطل بزواله‬
‫‪36‬‬ ‫د‪ -‬الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة‬
‫‪37‬‬ ‫هـ‪ -‬االضطرار ال يبطل حق الغير‬
‫‪37‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قاعدة الضرورات تبيح المخطورات‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -1‬معنى القاعدة‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -2‬أدلة هذه القاعدة‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -3‬ضوابط الضرورة‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -4‬أنواع الرخص التي تتخرج على هذه القاعدة‬
‫‪40‬‬ ‫ثالثا‪ :‬قاعدة األصل في المنافع اإلباحة‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -1‬التعريف بالقاعدة‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -2‬أدلة هذه القاعدة‬
‫‪41‬‬ ‫أ‪ -‬من القرآن الكريم‬
‫‪41‬‬ ‫ب‪ -‬من السنة النبوية‬
‫‪41‬‬ ‫ج‪ -‬من المعقول‬
‫‪45‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬تطبيقات قاعدة رفع الحرج في العبادات‬
‫‪46‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬تطبيقات القاعدة في الصَلة والزكاة‬
‫‪46‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مظاهر رفع الحرج في الصالة‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مظاهر التيسير في الطهارة‬
‫‪46‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الطهارة‬
‫‪46‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أحكام التيسير في الطهارة‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -1‬العفو عن يسير النجاسة وما يصعب االحتراز منه‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -2‬إعفاء المرأة من نقض شعر رأسها في الغسل‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -3‬المسح على الخفين‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -4‬التيمم‬
‫‪117‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪49‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صور التيسير في أحكام الصالة‬


‫‪49‬‬ ‫أوال‪ :‬التيسير في استقبال القبلة‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -1 -1‬مشروعية استقبال القبلة‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -2 -2‬األعذار المبيحة الستقبال غير القبلة‬
‫‪50‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التيسير في القراءة في الصالة‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -1‬مشروعية القراءة في الصالة‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -2‬صور التيسير في القراءة في الصالة‬
‫‪51‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التيسير في قصر الصالة وجمعها في السفر‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -1‬قصر الصالة‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -2‬جمع الصالة في السفر‬
‫‪55‬‬ ‫رابعا‪ :‬التيسير في صالة المريض والعاجز‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -1‬مشروعيتها‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -2‬كيفيتها‬
‫‪56‬‬ ‫خامسا‪ :‬إعفاء الحائض والنفساء من قضاء الصالة‬
‫‪56‬‬ ‫‪ -1 -1‬تعريف‬
‫‪56‬‬ ‫‪ -2 -2‬حكم قضاء الصالة على الحائض والنفساء‬
‫‪56‬‬ ‫سادسا‪ :‬نماذج من التيسير المعاصر في الصالة‬
‫‪57‬‬ ‫‪ -1 -1‬أوقات الصالة في البلدان التي يستمر فيها النهار أو يطول‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -2 -2‬التخلف عن صالة الجماعة لعذر‪ :‬مرض فيروس كورونا نموذجا‬
‫‪62‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر رفع الحرج في الزكاة‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التيسير في مقدار الزكاة‬
‫‪62‬‬ ‫أوال‪ :‬زكاة النقدين‬
‫‪63‬‬ ‫ثانيا‪ :‬زكاة األنعام‬
‫‪64‬‬ ‫ثالثا‪ :‬زكاة الحرث‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التيسير بإعفاء الحلي من الزكاة‬
‫‪65‬‬ ‫أوال‪ :‬المراد بالحلي‬
‫‪65‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أقوال العلماء في زكاة الحلي‬

‫‪118‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التيسير بعدم إيجاب كرائم األموال في الزكاة‬


‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف‬
‫‪66‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وجه اليسر في المسألة‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬التسهيل على الناس بإباحة الخرص‬
‫‪68‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم الخرص‬
‫‪68‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مشروعيته والحكمة منه‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬تطبيقات معاصرة في التيسير في الزكاة‪ :‬مصرف العاملين عليها نموذجا‬
‫‪69‬‬ ‫أوال‪ :‬مشروعية مصرف العاملين عليها‬
‫‪70‬‬ ‫ثانيا‪ :‬من هم العاملون عليها‬
‫‪70‬‬ ‫ثالثا‪ :‬صور معاصرة لمصرف العاملين عليها‬
‫‪71‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات قاعدة رفع الحرج في الصوم والحج‬
‫‪72‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مظاهر رفع الحرج في الصوم‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إباحة الفطر للكبير والعاجز‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إباحة الفطر للحامل والمرضع‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إباحة الفطر للمسافر والمريض‬
‫‪74‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬التيسير في عدم التتابع في القضاء‬
‫‪75‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬إباحة الفطر لمن غلبه الجوع والعطش‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬تطبيقات التيسير المعاصرة في الصوم‪ :‬صوم مريض الغسيل الكلوي نموذجا‬
‫‪76‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الغسيل الكلوي‬
‫‪76‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أقوال العلماء في صوم مريض الغسيل الكلوي‬
‫‪79‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر رفع الحرج في الحج‬
‫‪79‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التيسير بعدم إيجاب الحج إال على المستطيع‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التيسير في محظورات اإلحرام‬
‫‪80‬‬ ‫اوال‪ :‬تعريف اإلحرام ومحظوراته‬
‫‪81‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أقسام محظورات اإلحرام‬
‫‪82‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مباحات اإلحرام‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التيسير بتشريع الفدية‬

‫‪119‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪83‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الفدية‬


‫‪83‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع الفدية‬
‫‪84‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬رفع الحرج عن الحاج في حلق رأسه إذا تضرر ضر ار بالغا‬
‫‪84‬‬ ‫أوال‪ :‬مشروعية حلق الرأس‬
‫‪84‬‬ ‫ثانيا‪ :‬فدية حلق الرأس‬
‫‪85‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬تطبيقات التيسير المعاصرة في الحج‪ :‬رفع الحرج في تحديد الميقات المكاني‬
‫لإلحرام لمن كان حجه بالطائرة نموذجا‬
‫‪85‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الميقات المكاني‬
‫‪86‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مشروعية اإلحرام من الميقات‬
‫‪86‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أقوال العلماء في المسألة‬
‫‪90‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪92‬‬ ‫فهرس سور و آيات القران الكريم‬
‫‪96‬‬ ‫فهرس األحاديث النبوية‬
‫‪98‬‬ ‫فهرس اآلثار‬
‫‪99‬‬ ‫فهرس القواعد‬
‫‪100‬‬ ‫فهرس األعالم‬
‫‪102‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪114‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬
‫ملخص البحث‬

‫‪120‬‬
‫ملخص البحث‬

‫ملخص البحث‬

‫يتناول هذا البحث قاعدة التيسير ورفع الحرج و تطبيقاتها في العبادات‪ ،‬حيث تتمركز إشكالية‬
‫البحث حول أثر التيسير على مسائل العبادات وأحكامها والى أي مدى يمكن إعتبار التيسير وتوظيفه في‬
‫هذه المسائل‪ ،‬وهو من المواضيع الهامة التي يحتاجها الفقيه في النظر إلى المسائل واستنباط األحكام‪.‬‬
‫خاصة في العبادات‪ ،‬والوقوف على حقيقة التيسير‪،‬‬
‫ويهدف موضوع البحث إلى بيان يسر الشريعة ّ‬
‫وبيان مدى الصلة بين رفع الحرج ومقاصد الشريعة في مراعاة مصالح الناس ودفع المشقة عنهم‪.‬‬
‫وتم إنجاز هذا البحث من خالل فصلين‪ :‬الفصل األول تناول الجانب النظري للتيسيرو خصائصه‪ ،‬بينما‬ ‫ّ‬
‫الفصل الثاني تطرق إلى تطبيقات قاعدة التيسير ورفع الحرج في العبادات مع ذكر بعض النماذج المعاصرة‪.‬‬
‫أما الخاتمة فكانت عصارة ما خلصنا إليه من نتائج البحث مع بعض التوصيات‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬القاعدة ‪ -‬التيسير – المشقة ‪ -‬رفع الحرج ‪ -‬العبادات –‬
‫‪Research summary:‬‬
‫‪This research deals with the rule of facilitation and removal of hardships and‬‬
‫‪its applications in the acts of worship, where the problematic of the research‬‬
‫‪centers on the impact of facilitation on the issues of acts of worship and their‬‬
‫‪rulings and to what extent the facilitation can be considered and applied in‬‬
‫‪these matters, and it is one of the important topics that the Islamic jurist needs‬‬
‫‪in looking at the issues and deriving islamic rulings.‬‬
‫‪The research topic aims to explain the ease of Sharia law, especially in acts‬‬
‫‪of worship, to find out the reality of facilitation, and to show the extent of the‬‬
‫‪link between removal of hardships and the purposes of Sharia in taking into‬‬
‫‪account the interests of people and relieving them of hardship.‬‬
‫ملخص البحث‬

This research was accomplished through two chapters: The first chapter deals
with the theoretical side of facilitation and its characteristics, while the second
chapter deals with the applications of the rule of facilitation and removal of
hardships in the worship with mentioning some contemporary models. As for
the conclusion, it was the essence of what we concluded from the research
results with some recommendations.
- Key words: rule - facilitation - hardship - removal of hardships - worship

You might also like