Professional Documents
Culture Documents
5
مقـــدمـــة :
تعتبر غراسات الفستق من الغراسات
الهامة في تونس وتنتشر خصوصا
في املناطق اجلافة وشبه اجلافة.
ورغم امتدادها التاريخي لقرون كثيرة
وحتملها للظروف املناخية الصعبة
فقد بقيت مردودية هذا القطاع
ضعيفة رغم اجملهودات املبذولة
لتوسيع املساحات املغروسة.
لقد سجل هذا القطاع منوا ودعما
ملحوظا في بداية سبعينات القرن املاضي من خالل مشاريع لتنمية املناطق اجلافة
وشبه اجلافة وذلك باعتماد أنواع أشجار تتحمل اجلفاف .وقد كان لشجرة الفستق
حظوة في هذا اجملال .ولكن إدخال هذه الغراسة في املنظومة الفالحية لهذه املناطق
لم تقابله اإلحاطة الفنية الالزمة باملنتجني .وقد سبب اجلهل بالتقنيات الزراعية
املالئمة إلجناح هذه الغراسات عزوف عدد كبير من الفالحني عن غراسات محدثة.
فأهمل البعض منها ولم يعط البعض اآلخر املردودية املنتظرة وبقي هذا القطاع
يشكو ضعف اإلنتاج وتباينا في اجلودة نظرا للتنوع احلاصل في األصناف اإلناث التي
كثير منها غير منتقى.
ورغم هذه النقائص التي يشكو منها القطاع فإن مجال تطويره كبير جدا بالنظر
الى العديد من الغراسات الناجحة التي تنتشر في أغلب مناطق اإلنتاج التقليدية.
فبإتباع التقنيات الزراعية املالئمة ميكن حتسني حالة األشجار ومنوها وانتاجها.
إن هذه الوثيقة تقدم ملخصا للتقنيات الزراعية واحلماية الرشيدة لشجرة الفستق
منذ إحداث الغراسات وخالل أطوار النمو واإلنتاج.
7
التقنيــات الــزراعية ل�شجــرة الف�ستـــق
حممد غراب ،عزة ال�شلي ال�شعبوين ،ح�سونة ڤوتة ومهدي بن ميمون
1ـ اخل�صائ�ص البيولوجية ل�شجرة الف�ستق
تتميز �شجرة الف�ستق بت�ساقط الأوراق يف اخلريف واالنف�صال اجلن�سي حيث توجد �أ�شجار
�إناث و�أخرى ذكور .تبلغ الأ�شجار الفتية طور الإنتاج بعد فرتة ترتاوح بني � 5سنوات و 20
�سنة وذلك ح�سب اخل�صائ�ص الفيزيولوجية لل�شجرة والظروف البيئية املتواجدة بها.
تبد�أ الدورة البيولوجية ل�شجرة الف�ستق بعد فرتة ال�سبات الفيزيولوجي بنمو الرباعم الزهرية.
ويكون الإزهار بحلول ف�صل الربيع (مار�س) .وي�سبق يف غالب الأحيان �إزهار الذكور الإناث
التي تزهر يف �شهر �أفريل .يتم التلقيح طبيعيا عند تفتح �أزهار الإناث بحبات اللقاح التي يتم
حملها بوا�سطة الرياح وتتحدد مدى جناح عملية التلقيح بن�سبة التوافق يف فرتات الإزهار
بني الإناث والذكور.
بعد جناح التلقيح وتكوين اجلنني تنمو الثمار تدريجيا اىل �أن تبلغ حجمها النهائي يف �أوائل
ف�صل ال�صيف (جوان) .ثم يبد�أ القلب يف النمو طوال فرتة ال�صيف اىل �أن تبلغ الثمار الن�ضج
الكامل يف �أواخر هذا الف�صل.
ت�شهد الرباعم اخل�رضية منوا �رسيعا ابتداء من �أواخر �شهر �أفريل ثم يتباط�أ هذا النمو تدريجيا
حتى حلول ف�صل اخلريف فرتة ت�ساقط الأوراق والدخول يف مرحلة ال�سبات .وتتكون الرباعم
الزهرية على الأغ�صان اخل�رضية مع بداية ف�صل ال�صيف مما يوجد تناف�سا حادا مع منو الثمار.
2ـ اخل�صائ�ص الإيكولوجية ل�شجرة الف�ستق
يتميز الف�ستق على معظم الأ�شجار املثمرة
الأخرى بتحمله للجفاف وامللوحة حيث
ميكنه النمو يف مناطق قاحلة و�شبه قاحلة.
وتتواجد بع�ض الأنواع الربية يف قمم
اجلبال �أو على الأرا�ضي الهام�شية والفقرية
واملحجرة يف و�سط البالد وجنوبها.
ونظرا ملقاومتها للجفاف وقع اعتماد �شجرة
الف�ستق لتنمية املناطق اجلافة و�شبه اجلافة.
فقد �أثبتت قدرتها على تثمني الأرا�ضي
الهام�شية والفقرية التي ال ميكن ا�ست�صالحها
�شجرة من البطم الأطل�سي يف جهة ال�سند (قف�صة) بغرا�سات الزيتون واللوز.
9
3ـ غرا�سات الف�ستق يف تون�س
تواجدت �أ�شجار الف�ستق يف تون�س منذ القدم .وتعد من �أقدم الغرا�سات يف �شمال �إفريقيا.
وتعترب جهات الو�سط واجلنوب التون�سي املناطق الأ�صلية للف�ستق احللبي حيث ثبت تواجد
�أ�شجار هرمة يف قف�صة والق�رصين و�سبيطلة و�صفاق�س .حتتل �شجرة الف�ستق مكانة هامة
يف منظومة الإنتاج مبناطق الو�سط واجلنوب التون�سي .وهي بالأ�سا�س غرا�سات مطرية تت�أثر
بالعوامل الطبيعية� .أما امل�ساحات املروية فهي حمدودة الأهمية نظرا ل�شح املوارد املائية
الطبيعية كما وكيفا.
لقد عرفت هذه ال�شجرة اهتماما خا�صا يف تون�س منذ مطلع ال�سبعينات رغم جتذرها منذ
القدم ببع�ض املناطق .و�شهدت امل�ساحات املغرو�سة تطورا كبريا بف�ضل امل�شاريع التنموية
لتتعدى 40الف هك حاليا يف حني مل تتجاوز 30هك يف �سنة .1970ومتثل هذه الغرا�سات
حوايل 2٪من م�ساحات الأ�شجار املثمرة.
لقد كان تو�سع هذه الغرا�سات على م�ساحات �شا�سعة بالو�سط واجلنوب ثمرة جمهودات لت�أهيل
املناطق القاحلة .وبرغم هذا التطور احلا�صل يف امل�ساحات بقي الإنتاج �ضعيفا مبردودية مل
تتجاوز 50كلغ/هك .ويعزى ذلك اىل م�شاكل عدة تقنية منها باخل�صو�ص.
10
حـــالة الغرا�سات
لقد �أدى التو�سع ال�رسيع يف امل�ساحات وقلة خربة
املزارعني بهذه ال�شجرة ونق�ص الإحاطة الفنية اىل
تنامي امل�شاكل و�إهمال الغرا�سات .فقد �أنتج الطلب
الكبري واملتنامي لل�شتالت اىل �إنتاج �شتالت دون
التحري يف الأ�صناف املطعمة .مما �أدى اىل ظهور
تباين كبري يف نوعية الثار املنتجة و�أ�صناف الذكور
وتوزيعها .حيث بينت املعاينات واملتابعات امليدانية املجراة ب�أهم مناطق الإنتاج بالو�سط
واجلنوب نقائ�ص عديدة ي�شكو منها القطاع.
لقد �أدى ا�ستعمال �شتالت دون التحري يف جودتها وقلة العناية بالغرا�سات الفتية اىل �ضياع
الأ�صناف املطعمة واىل ظهور �أنواع خمتلفة وما تبعه من تداعيات .حيث ظهر اختالف كبري
يف ن�سبة توزيع الذكور على امتداد امل�ساحات املنتجة التي تراوحت بني 2و 90٪يف حني
�أن الن�سبة التي وقع اعتمادها عند الغرا�سة هي . 11٪كما وجدت ن�سبة هامة من الأ�شجار
غري املنتجة والتي مل يت�ضح ال جن�سها وال نوعها.
�أ�صبحت غرا�سات الف�ستق تتميز مبزيج من الأ�صناف بالن�سبة للإناث �أو الذكور على حد
�سواء .حيث لوحظ عدم تطابق فرتات �إزهار �أ�صناف الإناث والذكور الذي اجنر عنه احلد
من مردودية التلقيح الطبيعي يف كثري من احلاالت .كما برز عدم التطابق الكلي يف ظروف
مناطق الو�سط واجلنوب بني فرتة �إزهار �صنف ماطر و�صنفي الذكور املنتقني كملقحني .كما
متيز الإنتاج بجودة ثمار متباينة .فاختلفت �أحجام الثمار و�ألوانها كما تباينت ن�سب تفتح
الثمار ون�سب الثمار الفارغة.
2500
2000
1500
1000
500
0
1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002 2003 2004
ميكن �إكثار الف�ستق احللبي بوا�سطة البذور �أو عن طريق التطعيم .لكن
ا�ستعمال العقل لإكثار الف�ستق لي�س �شائعا ل�صعوبة تكون اجلذور.
الإكثار بوا�سطة البذور
ينتج الإكثار بوا�سطة البذور �شتالت متباينة ذوات موا�صفات خمتلفة
عن ال�شجرة الأم ،لذا ف�إنه ال ين�صح �إ�ستعمال هذه الطريقة لإكثار
الأ�صناف ذوات املوا�صفات املحددة .وت�ستعمل البذور عادة لإنتاج
�أ�صول �أو �أ�صناف جديدة .وت�ستخدم عدة �أنواع من الف�ستق لإنتاج �أ�صول الف�ستق احللبي.
يتم جمع الثمار النا�ضجة و�إزالة غالفها اخلارجي (الحتوائه مواد م�ضادة للإنبات) وجتفيفها
للح�صول على البذور .يكون الإنبات �رسيعا و�سهال بالن�سبة للبذور املنفتحة مثل بذور الف�ستق
احللبي� .أما بالن�سبة لبذور �أغلب الأنواع الربية فهي منغلقة ويكون الإنبات �أكرث �صعوبة �إذ
يتطلب ذلك معاجلتها للحد من �سمك و�صالبة الغ�شاء اخلارجي للبذرة لكي يتمكن املاء من
الت�رسب داخل البذرة وت�سهيل عملية الإنبات.
إنبات بذور البطم األطلسي
13
تقنيات التطعيــم
التطعيم بالربعم :تعد هذه الطريقة �أكرث ا�ستعماال يف تون�س ويف بقية الدول املنتجة للف�ستق.
يتم فك رباط الطعم بعد �أ�سبوعني على الأقل من عملية التطعيم وي�ستح�سن متديد هذه الفرتة
يف الأماكن كثرية الرياح (يف حالة التطعيم يف الب�ستان)
ميكن التطعيم يف الربيع (مار�س ـ �أفريل) با�ستعمال براعم نائمة يتم �أخذها يف ال�شتاء
وحفظها يف الثالجة (� 4إىل 5درجات) .كما ميكن التطعيم يف ف�صل ال�صيف (جوان ـ �سبتمرب)
با�ستعمال الرباعم املتواجدة يف تلك الفرتة.
التطعيم الإ�سطواين :ت�ستعمل هذه الطريقة لإكثار الف�ستق احللبي خا�صة يف �إيران يف ف�صلي
الربيع وال�صيف عندما يكون انف�صال الق�رشة عن اخل�شب �سهال.
التطعيم بالـرقاقـة :يختلف هذا النوع عن الأول يف طريقة �أخذ الربعم �إذ يتم قطع جزء من
اخل�شب مع الربعم .وتتميز هذه الطريقة بن�سبة جناح عالية (ح�سب درا�سة �أجنزت يف بع�ض
دول املتو�سط الأوروبية) .كما ميكن متديد الفرتة املنا�سبة للتطعيم مقارنة بالتي يتم فيها
التطعيم بالربعم �إذ �أنه ميكن ا�ستعمال �أطعمة يف حالة ن�شاط فيزيولوجي.
14
ظــروف جنــاح التطعيــم
ا�ستعمال �أدوات تطعيم نظيفة وحادة.
�ســالمة ال�شجريات الأ�صـول وال�شجريات الأم التي ت�ؤخذ منها الأطعمـة من الأمرا�ض
وتكون يف حالة منو جيد .
التوافق بني �أن�سجة الأ�صل والطعم.
ال�رسعة يف �إجناز التطعيم لتجنب جفاف الطعم والن�سيج الداخلي للأ�صل.
أخذ البرعم مع جزء من اخلشب مع القيام بفتحة في نفس القيام بفتحة بساق األصل مع أخذ
حجم الفتحة التي أجريت على األصل جزء من اخلشب
التثبيت اجليد للطعم بواسطة شريط مطاطي إدخال البرعم في الفتحة اخملصصة له في األصل
15
العقبات الرئي�سية لإكثـار الف�ستق
يخ�ضع �إكثار الف�ستق لبع�ض القيود املرتبطة �أ�سا�سا بالأ�صل والطعم وبطريقة �إنتاج
امل�شاتل.
قلة تنوع الأ�صول امل�ستعملة لتطعيم الف�ستق يجعله �أكرث عر�ضة للآفات وي�ضعف مقاومته
للإجهاد غري احليوي كاجلفاف وامللوحة� .إن �أغلب حقول الف�ستق يف تون�س مطعمة على
الف�ستق احللبي بالرغم من تواجد �أنواع من الف�ستق الربي التي ميكن ا�ستعمالها كحامل
طعم ويرجع ذلك ل�سهولة اقتنائه ون�سبة �إنباته العالية .وقد �أثبت البطم الأطل�سي جناعته
ك�أ�صل ورغم ذلك مت التخلي عنه ل�صعوبة اقتناء البذور و�شدة التباين يف ن�سب الإنبات ح�سب
ال�شجرة الأم .وبينت البحوث �أن ن�سبة جناح التطعيم لهذا النوع من الف�ستق تعادل �أو تفوق
ن�سبة جناحه يف الف�ستق احللبي كما يخت�ص بتحمله للري ومقاومته ملر�ض الفيتفتورا
( )Phytophthoraالذي ي�سبب تعفن العنق واجلذور.
تدين جودة الغرا�سات املحدثة ل�ضعف الطعم �أو عدم مطابقته لل�صنف املطلوب �أو انت�شار
بع�ض الأمرا�ض املت�أتية من طعوم ملوثة .وي�سجل نق�ص فادح يف �أ�شجار الأمهات امل�ستعملة
كم�صدر للطعوم ويتم اقتناء الطعوم من احلقول اخلا�صة.
�إنتاج �شجريات مطعمة عارية اجلذور :يف غالب الأحيان تنتج ال�شتالت بعد زرع البذور
يف ف�صل اخلريف �أو بداية ف�صل ال�شتاء يف الأر�ض مبا�رشة على بعد � 25إىل � 30صم وبعد
الإنبات ومنو ال�شجريات يتم تطعيمها يف ف�صل ال�صيف ويف ال�شتاء املوايل تقلع هذه ال�شتالت
املطعمة وهي يف فرتة ال�سبات الفيزيولوجي لكي تغر�س يف احلقل .و�إن متتاز هذه الطريقة
ب�سهولتها وثمنها املنخف�ض ن�سبيا �إال �أن ا�ستئناف منو الغرا�سات ال يكون م�ضمونا كليا
�أو جزئيا عند نقلها للحقل �أو قلة العناية بال�شجريات نتيجة خماطر �إتالف جذور النبتة
عند قلعها من الأر�ض �أو جفاف اجلذور مبا�رشة عند غر�سها .ولتفادي �سلبيات هذه الطريقة
ين�صح ب�إنتاج �شتالت يف الأكيا�س �أو الأوعية البال�ستيكية وهي طريقة متكن من املحافظة
على جذور النبتة بالإ�ضافة �إىل �إمكانية متديد فرتة الغر�س �إىل جميع الف�صول باملقارنة مع
ال�شتالت العارية اجلذور والتي ي�ستوجب غر�سها يف ال�شتاء.
�أنــــــواع الأ�صـــول
ميكن ا�ستعمال جل �أنواع الف�ستق ك�أ�صول للف�ستق احللبي .ويتداول يف تون�س على ا�ستعمال
الف�ستق احللبي والبطم الأطل�سي ك�أ�صول .وين�صح �أن ت�أخذ خ�صو�صيات كل من هذه الأ�صول
بعني االعتبار الختيار الأ�صل ح�سب الظروف البيئية ال�سائدة .وتوجد �أنواع �أخرى برية
ومهجنة ت�ستعمل ك�أ�صول للف�ستق احللبي يف بع�ض البلدان الأجنبية :
بطم الكنجيك امل�ستعمل يف تركيا وبع�ض دول ال�رشق الأو�سط.
16
بطم الأنرتجرما امل�ستعمل خا�صة يف الواليات املتحدة وال�رشق الأق�صى وهو يتميز
مبقاومته ملر�ض الفرت�سليوم.
النوع املهجن ( )UCB1امل�ستعمل خا�صة يف الواليات املتحدة واملتميز بقوته العالية
ومقاومته ملر�ض الفرتي�سليوم.
السالالت
17
العنايــة بالغـرا�سات
العناية بالغرا�س الفتيـــة
حتدث الغرا�سات عن طريق غرا�س مطعمة يف املنابت �أو من خالل التطعيم يف احلقل .عندما
يتم �إنبات غرا�س مبا�رشة يف احلقل ليقع تطعيمها فيما بعد تكون العملية �أكرث فاعلية من
ناحية نقاوة الأ�صناف املطعمة .يتم التطعيم على �أغ�صان خ�رضية باعتماد طعمني متباعدين
لكل غري�سة .تطعم الغرا�س يف بداية ف�صل اخلريف (�سبتمرب) باعتماد طريقة الربعم النائم.
ويقع احلد من النمو اخل�رضي لإجناح عملية التطعيم.
�أما يف حالة اقتناء غرا�س مطعمة يف املنبت فيجب االعتناء بها حتى ال ي�ضيع الطعم.
فاملعروف �أن النمو اخل�رضي للأ�صول يفوق بقدر كبري منو الطعم .لذلك يجب التدخل املتواتر
على الغرا�س املطعمة ب�إزالة النمو اخل�رضي للأ�صول والعناية بالطعم.
يف حال جناح التطعيم وبداية النمو اخل�رضي لل�صنف املطعم خالل ف�صل الربيع يجب توفري
الظروف املالئمة لذلك كالري واحلراثة .كما تربز �رضورة توجيه منو ال�صنف بو�ضع دليل
كع�صا من اخل�شب مال�صقة للغري�سة من جهة اجتاه الريح ال�سائد لت�شد اليها .كما يقع �إزالة
الأغ�صان املتفرعة يف اجلزء ال�سفلي من الغري�سة (� 50صم) للم�ساعدة على منو اجلذع وتفرعات
متكن من اختيار من 3اىل � 4أغ�صان رئي�سية لتكوين ال�شجرة .مع نهاية النمو اخل�رضي
الربيعي يقع ق�ص الغ�صن الرئي�سي على م�ستوى 80اىل � 100صم وتخفيف الأغ�صان الفرعية
حتى ي�سهل عند القيام بعملية تقليم التكوين اختيار التفرعات الرئي�سية لل�شجرة.
وتهدف عملية تقليم التكوين اىل احل�صول على �شجرة بجذع واحد مكونة من ثالثة اىل �أربعة
فروع رئي�سية مما ي�ساعد على �سهولة التدخل للعناية والنمو اجليد للأ�شجار.
18
التقليــــــم
تقليم التكويـــن
بعد حت�ضري الغرا�س املطعم خالل املو�سم الأول للنمو
اخل�رضي بابراز اجلذع على م�ستوى � 40صم من
م�ستوى الأر�ض وتخفيف الأغ�صان املتفرعة واحلد من
النمو للغ�صن الرئي�سي عند م�ستوى 80اىل � 100صم،
تبد�أ عملية تقليم التكوين مع دخول الغرا�س يف طور
ال�سبات ال�شتوي .يقع اختيار � 3أو � 4أغ�صان مباعدة
عن بع�ضها البع�ض ومتقابلة مبا يعطي ال�شجرة �شكال
دائريا .يجب �أن يكون �أحد الأغ�صان الرئي�سية املنتقاة
من جهة الريح ال�سائد.
تقليم الإنتــاج
عند دخول الأ�شجار طور الإنتاج يكون التدخل بالتقليم للمعادلة بني النمو اخل�رضي
والإنتاج وذلك بطريقة التخفيف .حيث يتم �إزالة الأغ�صان ال�شائكة واملتال�صقة لتهوئة
ال�شجرة وال�سماح با�ستقبال جيد لأ�شعة ال�شم�س .كما يقع �إزالة الأغ�صان الياب�سة التي متثل
م�صدر ا لالفات.
وي�ساهم التقليم يف طور الإنتاج يف التخفيف من ظاهرة املعاومة� .إذ �أن املعادلة بني النمو
اخل�رضي والإنتاج ت�ساعد على منو عادي للرباعم الزهرية وتقلل من ت�ساقطها.
19
ا لتلقيــح
مــراحل منو الرباعــم
تتفتح الرباعم عند الأ�شجار الإناث �أو الذكور على مراحل .وتتفتح الأزهار تدريجيا لتدوم
مدة قابليتها للقاح حوايل �ستة �أيام� .أما فرتة الإزهار لل�شجرة فتمتد لأكرث من �أ�سبوعني.
ولتحديد فرتات �إزهار الأ�صناف الإناث والذكور واملرحلة الفا�صلة لقابلية الأزهار الإناث
للقاح وجب معرفة مراحل منو الرباعم.
ويو�ضح امل�شهد التايل خمتلف مراحل منو الرباعم عند الأ�صناف الإناث مع تبيني للطور
الزهري عند تفتح الأزهار وقابليتها للقاح.
تبني ال�صور املوالية تطور منو الرباعم للأ�صناف الذكور مع حتديد للطور الزهري منها الذي
يتميز بن�ضج حبات اللقاح لت�صبح قابلة لتلقيح الأزهار الإناث.
تتحدد بداية فرتة الإزهار عند بلوغ 5باملائة من الرباعم الطور الزهري ونهايتها عند تفتح
�أكرث من 90باملائة من الرباعم .وتربز �أهمية حتديد فرتة الإزهار با�ستعمالها لتقدير مدى
تطابق وتوافق �إزهار الأ�صناف الإناث والذكور لفاعلية �أكرب للتلقيح الطبيعي.
20
حت�سيــن مــردودية التلقيــح الطبيعــي
يعترب مدى جناح عملية التلقيح املحدد الأكرب للإنتاج .يتم تلقيح الأزهار الإناث بحبات
اللقاح التي يقع نقلها عرب الهواء ومل ي�سجل دور يذكر لبع�ض احل�رشات لدعم هذه العملية كما
هو معروف عند غرا�سات �أخرى .فالنحل مثال يرتدد على براعم الأ�شجار الذكور لكنه ال يرتدد
على الأزهار عند الإناث لعدم وجود رحيق.
اعتمدت عدة طرق لتح�سني مردودية التلقيح الطبيعي .فقد وقع الرتكيز على ح�سن توزيع
الذكور داخل ال�ضيعة واعتمدت ن�سبة ذكر لكل ثمانية �إناث عند �إحداث الغرا�سات .كما ميكن
تدعيم ذلك مب�صدات رياح متكونة من �أ�شجار ذكور بفرتات �إزهار ممتدة ومتالحقة.
يرتكز �إحداث غرا�سات الف�ستق على الأ�صناف .لذلك يكون الختيار �أ�صناف ف�ستق من الإناث
والذكور ذوات �إزهار متزامن �أهم مرحلة لإجناح عملية التلقيح وبالتايل �ضمان الإنتاج.
غري �أن حالة الغرا�سات يف مناطق الو�سط واجلنوب ت�شكو من �سوء توزيع الأ�صناف الذكور
واختالط الأ�صناف الإناث مع تباين يف جودة الثمار وعدم توافق فرتات الإزهار يف �أغلب
احلاالت .كل هذه العوامل حدت من فاعلية التلقيح الطبيعي مما ي�ستدعي التفكري يف �إيجاد
احلول املنا�سبة.
21
التلقيــح الإ�صطناعــي
�إعـادة التطعيـــم
تعتمد طريقة �إعادة التطعيم يف الغرا�سات املنتجة على �أ�شجار دخلت طور الإنتاج .تهدف
هذه العملية اىل تطعيم �أ�صناف ذوات جودة ومردودية و�إعادة توزيع الأ�شجار الذكور داخل
ال�ضيعة .وتتميز ب�رسعة الدخول يف الإنتاج عند الأ�شجار املعاد تطعيمها.
ترتكز عملية �إعادة التطعيم على حتديد الأ�شجار الذكور عدمية اجلدوى �أو الإناث ذوات جودة
ثمار متدنية .يف املقابل يقع اختيار الأ�صناف التي �سيقع تطعيمها.
تقلم الأ�شجار التي �سيقع �إعادة تطعيمها بطريقة حادة يف ف�صل ال�شتاء .حيث تق�ص الأغ�صان
الرئي�سية عند م�ستوى التفرع ويقع طال�ؤها مبادة حافظة.
يتم اختيار الأغ�صان التي �ستحمل الطعم يف فرتة النمو اخل�رضي .يقع االعتناء بها ب�إزالة
ما تبقى من �أغ�صان والتي تنمو مع التقدم يف مراحل النمو� .أما الأ�شجار التي �سي�ؤخذ منها
الطعم فيقع ريها وت�سميدها للح�صول على براعم جيدة.
23
يتم التطعيم يف ف�صل ال�صيف مع بداية �شهر جويلية اىل بداية �شهر �أوت .ويقع التطعيم
على الأغ�صان اجلديدة لنف�س �سنة النمو .كما ي�ؤخذ الطعم من �أغ�صان مماثلة من الأ�صناف
املختارة .عند التطعيم يقع احلد من النمو اخل�رضي اىل حني جناح العملية .وعندما تنمو
الرباعم املطعمة يجب التخفيف من النمو اخل�رضي لل�شجرة الأ�صل حل�ساب منو الطعم.
تعترب طريقة �إعادة التطعيم �سهلة التطبيق وذات جدوى لتح�سني املردودية .فن�سبة جناح
التطعيم على الأغ�صان اخل�رضية كبرية �إذا و�ضعت االحتياطات الالزمة وخا�صة العناية
اجليدة بالأ�شجار التي �ستحمل الطعم �أو التي اختريت جلودتها و�أهميتها.
24
25
اخلا�صيات البيولوجية لأ�صناف الف�ستق
�صنـف مكنا�سي1 �صنـف الڤطــار1 �صنـف نــوري �صنـف طينـــة �صنـف ماطــر
الأنــــواع الربيــــة
توجد ببالدنا �أنواع وهجائن برية يف ظروف مناخية
�صعبة مما قد يجعل منها و�سيلة لتطوير الغرا�سات
با�ستعمالها ك�أ�صول .تنت�رش �أ�شجار البطوم يف مناطق
الو�سط واجلنوب ومتتاز مبقاومتها للجفاف .وقد �أظهرت
بع�ض الأنواع منها �سهولة يف �إنبات حباتها.
26
الغـرا�ســـات املـــــرويـــة
الــــري التكميلي :
يتمثل الري التكميلي يف تدخل حمدود حل�ساب الأ�شجار
املنتجة يف ظروف النق�ص احلاد يف الأمطار �أو عند توفر
كميات حمدودة من مياه الري .ويهدف اىل �إيجاد خمزون مائي
كاف لتمكني الأ�شجار من منو خ�رضي جيد والإيفاء مبتطلبات �إنتاج جيد واحلد من ت�ساقط
الرباعم وبالتايل من ظاهرة املعاومة وامل�ساعدة على توافق فرتات الإزهار.
ميكن التدخل بالري التكميلي على ثالث مراحل ،عند بداية النمو وقبل الإزهار يف حال نق�ص
يف الأمطار (مار�س) ،ثم يف فرتة النمو اخل�رضي ومنو الثمار
(�أفريل ـ ماي) ،ثم يف فرتة تكون القلب (منت�صف جوان).
عند القيام بالري التكميلي يجب تاليف اجناز �أحوا�ض مفتوحة
يالم�س فيها املاء جذع ال�شجرة واالبتعاد عن الري يف فرتة
�إزهار الأ�شجار ويف �أوقات ا�شتداد احلرارة خالل النهار.
املناطـق ال�سقويــة:
تعتمد الغرا�سات املكثفة يف املناطق ال�سقوية لتح�سني
املردودية وتثمني املوارد املائية حمدودة اجلودة.
يقع الت�رصف فيها كغرا�سات اقت�صادية بتوفر �أهم
عن�رص لالنتاج وهو الري الذي يقع تطبيقه ب�صفة
منتظمة خالل مراحل النمو وبكميات ت�صاعدية حتى
اكتمال منو الثمرة وبكميات حمدودة بعد اجلني.
متتد مراحل النمو على فرتات عدة :الفرتة الأوىل مع بداية منو اجلذور ثم الرباعم ( 20يوما) ،ففرتة
تكون القلب واكتمال النمو ( 30يوما) ثم فرتة ما بعد اجلني حتى ت�ساقط الأوراق ( 40يوما).
يتم تقدير احتياجات ال�شجرة من املاء عن طريق حتديد كميات النتح انطالقا من املعطيات
املناخية ومعاجلتها ب�ضارب لكل فرتة منو.
Kc مراحل النمو
0,40 فرتة ما بعد ال�سبات
0,65 فرتة النمــو
1,10 اكتمال النمـو
مـراحـل النّمــــو
0,45 نهايـة املو�سم
27
اجلنـي وجـــودة الثمـــار
تن�ضج الثمار على م�ستوى العنقود تدريجيا ويتغري لون الق�رشة مما ي�سهل عملية اجلني.
يتم اجلني على عدة مراحل باملوازاة مع تقدم ن�ضج الثمار .ول�ضمان جـودة املنتوج ،وجب
العمل على �إزالة الق�رشة مبا�رشة ون�رش حبات الف�ستق على فر�ش لتجفيفها طبيعيا ب�أ�شعة
ال�شم�س مع جتنب تعر�ضها للرطوبة وخا�صة الأمطار قبل خزنها.
بعد االنتهاء من جني الثمار النا�ضجة وجب احلر�ص على �إزالة ما تبقى من عناقيد حتتوي
حبات فارغة و�إتالفها بردمها �أو حرقها .فرتك الثمار الفارغة يف املزرعة �أو على الأغ�صان
ميثل �رضرا كبريا باعتبارها ب�ؤرة لذبابة الثمار.
لقد برزت عدة نقائ�ص عند جني املح�صول قد ت�ؤثر �سلبا يف جودة الثمار �أو يف �إنتاج
الغرا�سات يف ال�سنة املوالية.
تت�أثر جودة املنتوج ب�إ�صابة الثمار ببع�ض الفطريات ()Aspergilus flavus et parasiticus
التي تفرز �سموما ( )Aflatoxinesم�رضة بال�صحة عند تعدي م�ستوى معني .وت�ساهم
عديد العوامل يف تف�شي �إ�صابة الثمار بالفطريات من ذلك الت�شقق والتفتح املبكر حلبات
الف�ستق .كما ت�سهم الإ�صابة بذبابة الف�ستق يف تدين املنتوج وجودته ومتثل عامال للإ�صابة
بالفطريات.
28
وت�ؤثر عملية اجلني يف جودة املنتوج وعامال يف تف�شي الإ�صابة بالفطريات خا�صة من
خالل الثمار املت�ساقطة على الأر�ض .كما ي�ؤثر الوقت الفا�صل بني اجلني ومعاجلة الثمار،
من ف�صل الق�رشة وجتفيف حبات الف�ستق ،يف درجة تف�شي الفطريات .وتعترب الرطوبة العالية
حلبات الف�ستق خالل فرتة اجلني (�أكرث من )40٪عامال م�شجعا لنمو الفطريات (Aspergilus
)flavus et parasiticusكمـا يتم يف عديـد احلـاالت عـر�ض املنتج للبيـع مبا�شــرة بعـد اجلنـي
يف �أكيـا�س بال�ستيكية .وينجر عن هذه العملية تداعيات خطرية على �سالمة املنتج و�صحة
امل�ستهلك .فالرطوبة العالية واحلرارة ت�ساعدان على منو الفطريات التي لها �إفرازات �سامة.
كما ي�ساهم خزن املنتج من الف�ستق يف ظروف حرارية معتدلة ورطوبة عالية يف الإ�صابة
بالفطريات.
وللحد من �إ�صابة املنتج بالفطريات واملحافظة على جودته وجب ما يلي :
ـ ف�صل الثمار ذوات التفتح والت�شقق املبكر،
ـ احلر�ص على عـدم مـالم�سة الثمار للأر�ض واالبتعاد عن خـدمة الأر�ض خــالل فتــرة
ن�ضج الثمار،
ـ املداواة �ضد ذبابة الثمار،
ـ التجفيف اجليد حلبات الف�ستق (رطوبة 5ـ )7٪مبا ي�سمـح بتخزينها مع احلــر�ص على
اعتماد حمل خزن مالئم (حممي ومينع الرطوبة والإ�صابة باحل�رشات).
29
الآفــات واحل�شــرات ل�شجـــرة الف�ستـــق
حممد علي الرتيكي ،علي رحومة وحممد براهيم
30
ـ بهدف وقائي (يف �أوائل الربيع ويف اخلريف) :تطبيق املداواة مرة واحدة �أو مرتني (كل
�شهر) على كامل تاج ال�شجرة مبادتي تيوفانات ميتيل Thiophanate-methyl (100غ
�أو 100مل 100/لرت ماء) وكربندازمي Carbendazime (50غ 100/لرت ماء)
ـ عند الإ�صابة :تطبيق مداواة واحدة �أو اثنتني (كل �شهر) على كامل تاج ال�شجرة مبادتي
النحا�س واملنكوزاب ()Mancozebe
مــر�ض الذبــول والتيبــ�س
م�سبب املــــر�ض
تت�سبب الفطريات التالية يف تعفن اجلذور :
Rhizoctonia solani, Fusarium solani,
Phytophthora. sp., Verticillium dahliae
تعي�ش هذه الفطريات لعدة �سنوات يف الرتبة
ب�أ�شكال عديدة (�أبواغ فطرية ،مورفولوجيا
الفطور ،الخ).
الأعـــرا�ض والأ�ضــــرار
ت�صيب هذه الفطريات جذور �شجرة الف�ستق عرب
اجلروح والتي ت�ؤدي اىل ان�سدادها .وينجر عن
هذه الإ�صابة ذبول عام يف ال�شجرة وتيب�س
تيبس نبتة جديدة في غرسة فستق بسبب بع�ض فروعها.
إصابة بفطر Fusarium sp
املـراقبة والوقايـة مـن املــر�ض
التدابري الزراعية n
ـ اعتماد حو�ضني حول اجلذع لتجنب ركود املياه حوله (يف حالة الري بال�سواقي).
ـ �إزالة وحرق الفروع والأغ�صان الياب�سة �أثناء تقليم ال�شتاء واحلماية الفورية جلروح التقليم
بوا�سطة مبيد فطري جهازي
ـ تطهري معدات التقليم بعناية قبل االنتقال اىل �شجرة �أخرى.
املكافحـة الكيميائية n
ـ مداواة الأ�شجار يف بداية الإ�صابة (بداية الإ�صفرار) بوا�سطة مبيدات فطرية جهازية ت�ضاف اىل
مياه الري (مواد فعالة :ميتاالك�سيل ،Metalaxylتيوفانات ميتيل Thiophanate-methyl
(100غ �أو 100مل 100/لرت ماء) ،كربندزمي Carbendazime (50غ 100/لرت ماء)
ـ طالء جذع ال�شجرة ال�سفلي مبادة نحا�سية مع اجلري ( Bouillie bordelaise) (1.5كلغ100/
لرت ماء) لتجنب تعفن عنق ال�شجرة.
31
مــر�ض تعفـــن الثمــــار
م�سبب املــــر�ض
الفطريات املت�سببة يف تعفن الثمار هي Aspergillus sp., Rhizopus sp., Alternaria sp :
الأعـــرا�ض والأ�ضــــرار
تبد�أ الإ�صابات غالبا من قمة الثمرة يف �شكل بقع بنية وي�ؤدي تطور املر�ض اىل تعفن الثمرة
جــزئيا �أو كليا كمـا ي�سبب خ�ســارة عند ت�سويقهـا .وتــ�ؤدي اال�صابات اىل تلــوث الثمـار
مبـواد Mycotoxinesالتي ي�صعب التخل�ص منها.
�إن تطور املر�ض مرتبط جدا ب�إ�صابات ح�رشات الف�ستق
Eurytoma plotnikovi Megastigmus pistaciaeو�أن الأبواغ الكونيدية املت�أتية من
الفطريات ،تدخل يف الثمرة عرب فتحات دخول وخروج احل�رشات.
املكافحـة والوقايـــــة
ـ جتنب اجلني يف فرتات الرطوبة العالية لأنها ت�ساعد على منو الفطريات التي لها �إفرازات
�سامة عند اخلزن.
تفتك ب�شجرة الف�ستق عديد الآفات منها ما ي�صيب الثمار ومنها ما يتكاثر على الأفرع والأغ�صان.
�أهم احل�شرات التي ت�صيب الثمار
هناك نوعان من احل�رشات التي تفتك بثمار الف�ستق يف تون�س حيث تتغذى على اللّب مما
يعطي ثمارا فارغة وهي Megastigmus pistaciaeو Eurytoma plotnikovi
حل�رشة E.plotnikoviجيل واحد يف ال�سنة �أما ح�رشة M. pistaciaeفيمكنها تكوين
جيلني .ويختلف متركز هاتان احل�رشتان ح�سب املناطق حيث تتواجد M. pistaciaeيف
اجلنوب و E.plotnikoviيف ال�شمال وتعترب منطقة �صفاق�س احلد الفا�صل لوجود احل�رشتني
(جراية وبرنار . )1971 ،يف حني بينت �آخر الدرا�سات حول التوزيع اجلغرايف الذي �شمل
85موقعا يف اجلمهورية التون�سية وجود ح�رشة E.plotnikoviيف ثـالثة �أرباع املواقع،
وتتواجــد احل�رشتان يف 19٪من املواقــع يف حني تـوجد M. pistaciaeيف 6٪من املواقع
فقط (ابراهم و�آخرون .)2010
E.plotnikovi ح�شــــــــرة
تت�سبب هذه احل�رشة يف �إتالف املح�صول كامال وت�ؤدي اىل خ�سارة كبرية ح�سب ن�سبة الإ�صابة.
33
E.plotnikovi الــدورة احلياتيــة حل�شــرة
ت�صيب ح�رشة وحيدة العائل ثمار الف�ستق فقط وتنت�رش يف بلدان حو�ض البحر الأبي�ض
املتو�سط و�إيران.
ت�ضع الأنثى عادة بي�ضة واحدة يف الثمار احلديثة العقد والطرية يف �أواخر �شهر �أفريل بداية
ماي.
يفق�س البي�ض عن يرقة الطور الأول بعد مدة ترتاوح من ثالثة اىل خم�سة �أيام .تبقى هذه
الريقة دون تغذية اىل حني تكوين الثمرة (بداية من الن�صف الثاين من جوان) ثم تتغذى
�شيئا ف�شيئا على الثمرة ويكون ذلك بالتوازي مع منو الريقة .يكتمل منو الريقة خالل الن�صف
الثاين من �شهر جويلية عندها تدخل الريقة يف �سبات داخل الثمرة اىل غاية مار�س ـ �أفريل.
تبقى الثمار فارغة على ال�شجرة وال يتم قطفها.
تتعذر الريقة الكاملة النمو خالل الن�صف الثاين من �شهر �أفريل لت�صبح كهال ثم تثقب احلاجز
اخلارجي لثمرة الف�ستق وتخرج وتبادر بو�ضع البي�ض داخل ثمار الف�ستق اجلديدة.
34
طـــرق املكافحــــة
طـرق وقـائية
تعترب الطرق الوقائية من �أجنع الطرق للحد من ت�أثري احل�رشة على الإنتاج وتتمثل خا�صة يف :
ـ جتميع كل الثمار بعد اجلني (الباقية على ال�شجرة وامللقاة على الأر�ض) وكذلك ثمار
ال�سنوات املا�ضية ثم حرقها للق�ضاء على الريقات داخلها نظرا لقدرة احل�رشة على البقاء يف
�سبات لعدة �سنوات.
ـ ا�ستعمال النامو�سية حلماية الثمار من و�ضع البي�ض.
طـرق عـــالجيــة
وتتمثل يف املداواة للق�ضاء على الكهول عند خروجها من الثمار القدمية وقبل و�ضع البي�ض
مع �رضورة الرتكيز على فرتة اخلروج ويتم ذلك بجمع من 400اىل 500ثمرة م�صابة
وو�ضعها داخل قوارير بال�ستيكية مغلقة بنامو�سية يتم تعليقها على ال�شجرة بداية �شهر
�أفريل .تتم عملية متابعة خروج كهول احل�رشة � 3أو 4مرات يف الأ�سبوع .تبد�أ �أول مداواة عند
بداية الظهور (�آخر �أفريل ـ بداية ماى من كل �سنة).
ميكن حتديد فرتة خروج احل�رشة كذلك ب�أخذ عينات من الثمار بداية من الن�صف الثاين من
�شهر �أفريل وذلك بفتح الثمار ثم حتديد منو احل�رشة داخله .وميكن ا�ستعمال مركبات الف�سفور
الع�ضوية للمداواة.
ح�شــــــرة “M.pistaciae
ت�شبه الدورة احلياتية لهذه احل�رشة دورة E.plotnikoviت�ضع الأنثى بي�ضها داخل ثمرة
الف�ستق �آخر �شهر ماي لتعطي نوعني من الريقات :يرقات ذوات منو �رسيع ( 28٪ح�سب جراية
وبرنار )1971 ،حيث يخرج الكهول خالل حوايل �شهر ليعطي اجليل ال�صيفي مع املالحظ �أن
ن�سبة كبرية من الكهول ال ت�ستطيع حفر ثقب اخلروج ب�سبب ت�صلب ق�رشة الثمار فتموت .تبقى
بقية الريقات يف �سبات اىل غاية الربيع املقبل لتعطي اجليل الربيعي الرئي�سي.
35
ح�شرة خنف�ساء القلف �أو «ال�سكوليت» Chaetoptelius vestitus
ح�رشة �سكوليت الف�ستق التي تعرف بال�سو�سة لدى املزارعني هي عبارة عن خنف�ساء ا�سطوانية
ال�شكل تنتمي اىل عائلة خناف�س القلف ( )Curculionidaeلونها بني قامت طولها من 2.3
اىل 3.3مم وج�سمها حم ّدب ومغطى ب�شعريات دقيقة لونها بني ذو حمرة.
البيـــ�ض
�أبي�ض اللون مييل اىل الإ�صفرار .يبلغ طول البي�ضة الواحدة 0.9مم �أما عر�ضها 0.6مم .ت�ضع
الأنثى بي�ضها داخل رواق �صغري مواز للرواق الذي ت�صنعه الأنثى.
اليـرقـــات
يرقة الطور الأول بي�ضاء اللون ملتوية على �شكل قو�س لي�س لها عيون .هناك �أربعة �أطوار
يرقية تختلف بينها باحلجم .تبلغ يرقة الطور الثاين 1.1مم� .أما احلورية �أو العذراء فهي
بي�ضاء اللون عند بداية تكوينها ثم تتلون �شيئا ف�شيئا لت�أخذ لون الكهل.
36
الإ�صـابــــة
تعترب الآفـة ح�رشة �ضعف ( )ravageur de faiblesseنظرا ال�ستغاللها �ضعف ال�شجرة يف
�سنوات اجلفاف حيث يبد�أ الكهل بالتهام الرباعم اللينة اجلديدة عند بداية ظهورها (مار�س،
�أفريل) ثم يثقب نفقا داخل الغ�صن ثم يحفر يف الرباعم الثمرية واخل�رضية بحدود 1ـ � 3صم
ليتغذى عليها وينتقل من برعم اىل �آخر وميكن �أن يتغذى على �أكرث من 4براعم خالل املو�سم
مما ينتج عنه �سيالن الكثري من ال�صمغ وبالتايل ي�ساهم يف �إ�ضعاف ال�شجرة.
الدورة احلياتية للح�رشة مرحلتان ،مرحلة تغذية ومرحلة تكاثر (ابراهم وجردق.)2008 ،
فتـــرة التغذيـــــة
تتوافق بداية فرتة التغذية مع خروج
�شجرة الف�ستق من ال�سبات ال�شتوي ومنو
الرباعم (�آخر مار�س) .وتنتج عنها �أ�رضار
كبرية نظرا لوجود نوعني من الإ�صابة،
الأوىل من�ش�ؤها الكهول الذين ق�ضوا ال�شتاء
داخل الرباعم والأغ�صان والثانية مت�أتية
من الكهول املغادرة لأنفاق التكاثـر.
مظاهر اإلصابة بحشرة ( C. vestitusابراهم)
فتـــرة التكـاثــــر
بغية التكاثر ،يغادر الذكر والأنثى �أنفاق التغذية للبحث عن الأ�شجار ال�ضعيفة التي هي يف
طور التيب�س جراء قلة العناية �أو نق�ص الأمطار �أو تلك امل�صابة بالآفات �أو التي هي يف حالة
فيزيولوجية رديئة .تبحث احل�رشة �أي�ضا عن الأغ�صان امللقاة على الأر�ض �أو حطب التقليم
الذي مل يتم التخل�ص منه .يحبذ الكهول يف هذه احلالة الأغ�صان املتو�سطة والغليظة ن�سبيا
�أين يبد�أ الـذكر بحفر النفـق الـرئي�سي (طـوله من 2اىل � 7صم) وتليه الأنثى لو�ضع البي�ض
ويتم ذلـك على ميني وي�سار النفق .يفق�س البي�ض ويعطي يرقات حيث تقوم بحفر �أنفاق
مبا�رشة حتت طبقة القلف ( )écorceيبلغ طول النفق الفردي من 1اىل � 4صم وعند اكتمال
منو الريقة ت�صنع لنف�سها غرفة �صغرية ت�سمى غرفة التعذير حيث تتحول اىل عذراء ثم اىل
ح�رشة كاملة حيث تتلون ويت�صلب ج�سمها ثم حتفر لنف�سها ثقبا م�ستديرا تخرج منه لتعيد
دورة حياتها مرة �أخرى.
وقد لوحظ �أن الإ�صابة ترتكز يف احلقول القريبة من دور ال�سكن نتيجة تخزين حطب الف�ستق
التي تعترب موئال لتكاثر احل�رشة.
37
طــــرق املكافحـــة
1ـ العناية اجليدة بالغرا�سات ل�ضمان منو الأ�شجار واملواظبة على تقليم وق�ص الأفرع
اجلافة والياب�سة وحرقها.
2ـ مراقبة احلالة ال�صحية لب�ستان الف�ستق وعدم تـرك احلطب والأغ�صان داخل احلقـل
لتفادي تكاثر احل�رشة.
3ـ القيـام بعمليـة تنظيف الب�ستان وحميطـه بتجميـع حطب التقليم وحرقــه (نوفمرب ـ
فيفري)
4ـ ن�رش امل�صائد احلطبية يف احلقول خالل فرتة تكاثر احل�رشة (الربيع واخلريف) يلي
ذلك حرقها.
5ـ تعترب املكافحة الكيميائية �صعبـة ن�سبيا نظرا لطـول فرتات خـروج الكهــول .لكــن
ميكن التدخل بر�شتني �أو ثالث با�ستعمال مواد ف�سفورية وتكون املداواة الأوىل عند خروج
ال�شجرة من ال�سبات ال�شتوي.
38
اخلــــــــــــــامتة
تعتبر شجرة الفستق من النباتات القالئل التي متتلك قدرات هائلة على التأقلم
في مناطق تختص بظروف بيئية صعبة .أضف على ذلك نوعية ثمارها اجليدة
املذاق واللون والتي تدخل في تركيبة عدة أصناف من األطعمة واملرطبات مما يجعل
طلبها في تزايد مستمر في السوق احمللية والدولية .كل هذه املميزات تدفعنا الى
تطوير هذه الغراسات الستغاللها على الوجه األمثل خاصة أن املساحات املغروسة
في تونس ،ورغم صغرها نسبيا مقارنة بقطاع الزيتون والنخيل واللوز ،متثل أكبر
مساحات ألشجار الفستق في شمال إفريقيا .ورغم ضعف انتاج هذا القطاع
والعراقيل التي يعاني منها ،فإن سبل النهوض به وتطويره ممكنة .إذ أن العوائق
الفنية التي يشكو منها القطاع يسهل جتاوزها وتكمن باألساس في نقص املعرفة
بهذه الشجرة الدخيلة على منظومة اإلنتاج في عديد املناطق ونقص في اإلحاطة
الفنية بالفالحني .كما أن مشكلة التلقيح تخفي عديد املشاكل األساسية منها
نوعية املشاتل واختالط األصناف وسوء انتقاء وتوزيع الذكور ومشكل اآلفات التي
تصيب الثمار.
ومن أهم املسائل التي يستوجب االعتناء بها والسعي الى حتسينها هي معرفة
املوروث اجليني لهذه الشجرة وانتقاء السالالت املتميزة بتأقلمها أو بنوعية ثمارها
لترشيد استغاللها وحتسني إنتاجية هذه الغراسات بصفة مستدامة.
39
املــــــــــراجع
n Chelli Chaabouni A., 2007. Multiplication du pistachier : Quelles voies pour une agriculture durable ? Actes du
» séminaire scientifique « Pistachier et Amandier : Situation actuelle du secteur et perspectives de la recherche
Medfood Sfax le 18 mai 2007 : 13-21
nBensassi F., Rhouma A., Ghrab M., Bacha H., Hajlaoui M.R., Evaluation of cultivar susceptibility
and storage periods towards aflatoxin B1 contamination on pistachio nuts
Mycotox Res., DOI 10.1007/s 12550 - 010 - 0054-7
nBraham M., Jardak T., 2008. Contribution à l’étude de la bio-écologie du scolyte du Pistachier
Chaetoptelius vestitus Muls & Rey (Coleoptera, Scolytidae) dans les régions du centre et du sud
Tunisiens. Revue Ezzaïtouna, 18 p. sous presse
n Braham M., Smiri H., cherif R., 2010. Geographical distribution and impact of Eurytoma plot-
nikovi Nik. (Hymenoptera : Eurytomidae) and Megastigmus pistaciae Walk. (Hymenoptera : To-
rymidae), insects damaging Pistachio nuts tunisia. option
Medit., 94 : 187-201
n Ghrab M., Ben Mimoun M., Chelly Chaabouni A., Gouta H., 2008. Nut tree crops in Tunisia : cur-
rent situation and perspectives. XIV GREMPA Meeting, Athens-Greece, 30 March - 5 april 2008
n Ghrab M., Ben Mimoun Gouta H., 2005 Mateur and Ohadi cultivars characteristics over ten years
nGhrab M., Ben Mimoun M., Triki H. and Gouta H., 2002. Evaluation of the performances of se-
venteen male pistachio-tree specimens. Acta Hort., 591 : 473-477
n Ghrab M., Ben Mimoun M., Triki H., Jabeur M., Laroussi K., 2002. L’amandier et le pistachier,
n Ghrab M., Zribi F., Ayadi M,? Elloumi O., Mnafki N., ben mimoun M., 2010. lipid characterisation
of local pistachio germplasm in central an southern Tunisia. j. Food Composition and Analysis 23 :
605 - 612
n Ghrab M., Zribi F., Chelly Chaabouni A., Gouta H., Ben Mimoun M., 2010. Genetic diversity of
nJerrya A., Bernard J., 1971 Premières observations bioécologiques sur Megastigmus pistaciae en-
Tunisie. Annales de l’Institut National de la Recherche Agronomique de tunisie, Vol 44(3) : 1 - 26
n Zribi F., Ben Mimoun M., Ghrab M., Ayadi M., 2006 Split rate and nuts oil composition for five
pistachio cultivars during the maturity process. Acta Hort., 726 : 533 - 537
n Zribi F.,? Ghrab M., Ben Saleh M., Ben Mimoun M., Hellali R., 2004. Caractérisation des variétés
40