You are on page 1of 28

‫قواعد التحقيق وسماع الشهود ( شرح المواد من ‪ 70‬الي ‪ 98‬اثبات )‬

‫‪/azizavocate.com/2022/07‬قواعد‪-‬التحقيق‪-‬وسماع‪-‬الشهود‪-‬شرح‪-‬المواد‪html.‬‬

‫‪ 27‬يوليو ‪2022‬‬

‫شرح اجراءات و قواعد التحقيق وسماع الشهود وفقا للمواد من ‪ 70‬الي ‪ 98‬من قانون االثبات المدني والتجاري مصحوبا‬
‫بأحكام محكمة النقض وأراء الفقهاء وستعرف ان كنت متقاضيا أو شاهدا علي ما لك وما عليك في هذه االجراءات وما قد‬
‫يعتريها من بطالن وصيغة حلف الشاهد والجزاء علي عدم حضوره أو حضوره ورفض اليمين واالجابة‬

‫محتويات الموضوع‬

‫شرح قواعد التحقيق في القضايا المدني‬


‫للمحكمة من تلقاء نفسها أن تأمر باإلثبات بشهادة الشهود‬
‫وجوب بيان الوقائع محل االثبات في منطوق الحكم‬
‫أثر تجاوز التحقيق الوقائع المأمور بإثباتها‬
‫بيان تاريخ بدء وانتهاء التحقيق‬
‫سماع الشهود عمل قضائي بحت تباشره المحكمة‬
‫وجوب سماع شهود اإلثبات وشهود النفي في جلسة واحدة‬
‫مد ميعاد التحقيق وحق التظلم من رفض المد‬
‫أثر انقضاء ميعاد التحقيق وعدم سماع شهود‬
‫الخصم ملزم بإحضار شهوده أو إعالنهم بالحضور‬
‫سقوط حق الخصم في االستشهاد‬
‫أثر امتناع الشهود عن الحضور‬
‫تغريم المحكمة للشاهد‬
‫إقالة الشاهد من الغرامة‬

‫شرح قواعد التحقيق في القضايا المدني‬

‫تولي المشرع بيان اجراءات التحقيق وسماع المحكمة للشهود في المواد ‪78 ، 77 ، 76 ، 75 ، 74 ، 73 ، 72 ، 71 ، 70‬‬
‫‪98 ، 97 ، 96 ، 95 ، 94 ، 93 ، 92 ، 91 ، 90 ، 89 ، 88 ، 87 ، 86 ، 85 ، 84 ، 83 ، 82 ، 81 ، 80 ، 79 ،‬‬
‫‪ ،‬وسنلقي الضوء بالشرح والتفصيل علي كل مادة ونص قانوني ويتضمن الجزء االول من هذا البحث شرح القواعد والنصوص‬
‫األتية ‪:‬‬

‫‪ .1‬للمحكمة من تلقاء نفسها أن تأمر باإلثبات بشهادة الشهود ( مادة ‪ 70‬اثبات )‬


‫‪ .2‬وجوب بيان الوقائع محل االثبات في منطوق الحكم ( مادة ‪ 71‬اثبات )‬
‫‪ .3‬سماع الشهود عمل قضائي بحت تباشره المحكمة ( مادة ‪ 72‬اثبات )‬
‫‪ .4‬وجوب سماع شهود اإلثبات وشهود النفي في جلسة واحدة ( مادة ‪ 73‬اثبات )‬
‫‪ .5‬مد ميعاد التحقيق وحق التظلم من رفض المد ( مادة ‪ 74‬اثبات )‬
‫‪ .6‬أثر انقضاء ميعاد التحقيق وعدم سماع شهود ( مادة ‪ 75‬اثبات )‬

‫‪1/28‬‬
‫‪ .7‬الخصم ملزم بإحضار شهوده أو إعالنهم بالحضور ( مادة ‪ 76‬اثبات )‬
‫‪ .8‬أثر امتناع الشهود عن الحضور ( مادة ‪ 77‬اثبات )‬
‫‪ .9‬تغريم المحكمة للشاهد ( مادة ‪ 78‬اثبات )‬
‫‪ .10‬إقالة الشاهد من الغرامة ( مادة ‪ 79‬اثبات )‬

‫للمحكمة من تلقاء نفسها أن تأمر باإلثبات بشهادة الشهود‬


‫تنص المادة ‪ 70‬من قانون الثبات علي‬

‫للمحكمة من تلقاء نفسها أن تأمر باإلثبات بشهادة الشهود في األحوال التي يجيز القانون فيها اإلثبات بشهادة الشهود متى‬
‫رأت في ذلك فائدة للحقيقة‪.‬‬
‫ًا‬
‫كما يكون لها في جميع األحوال‪ ,‬كلما أمرت باإلثبات بشهادة الشهود‪ ،‬أن تستدعي للشهادة من ترى لزوم لسماع شهادته‬
‫إظهارا للحقيقة‪.‬‬

‫حق المحكمة في األمر بسماع شهادة الشهود‬

‫يحق المحكمة في األمر بسماع شهادة الشهود من تلقاء نفسها بحثًا عن الحقيقة‬

‫ذكرنا سلفًا – راجع الشروح الخاصة بالمادة رقم ‪ 1‬من قانون اإلثبات والتي وردت بالباب األول في األحكام العامة – أننا إذا‬
‫قلنا أن من حق صاحب الحق أن يقيم أي دليل علي حقه ‪ ،‬فإن حاصل ذلك أننا سنواجه كم ال يحصي من األدلة‬

‫كما أننا قد نواجه أدلة غير مشروعة ‪ ،‬ما دام لصاحب الحق أن يثبت حقه بأي دليل ‪ ،‬وقد يؤدي بنا األمر في المنتهي الي هدم‬
‫مبدأ مشروعية الدليل وهو أحد أهم المبادئ الحاكمة للدليل عمومًا ‪ ،‬وإذا قلنا أنه ليس لصاحب الحق سوي تقديم أدلة بعينها‬
‫محدودة ومعدودة سلفًا ومعلومة القيمة واألثر‬

‫فإن حاصل ذلك أن الحق قد يضيع بسبب عدم القدرة علي تقديم دليل بعينه ‪ ،‬صحيح أن حصر األدلة وعدها وتحديد قوة كل دليل‬
‫علي حده يحقق مستوي راق من االستقرار إال أنه قد يضيع الحق ‪ .‬واألهم في هذا السياق الدور الذي أرده المشرع للمحكمة في‬
‫مواجهة طرق اإلثبات وهل هو دور سلبي بحت يتلقى من خالله القاضي فقط ما يعرض عليه ‪ ،‬أم دور إيجابي بحت بموجبه‬
‫يكون للقاضي البحث عن الدليل بنفسه دون أي قيود‬

‫وقد انتهينا إلي أن المشرع اختار طريقًا وسطًا اصطلح علي تسميته باإلثبات المختلط حيث حددت طرق اإلثبات ‪ ،‬لكن المشرع‬
‫منح المحكمة – بقيد هام عبر عنه نص المادة ‪ 70‬من قانون اإلثبات محل البحث بعبارة ” متى رأت فى ذلك فائدة للحقيقة ”‬
‫ونظام اإلثبات المختلط يجمع بين استقرار التعامل بما يفرضه من قيود ‪ ،‬وبين اقتراب الحقيقة القضائية من الحقيقة الموضوعية‬
‫مما يعطى للقاضي من حرية التقدير‬

‫م‪ .‬د ‪ .‬عبد الحكم فوده – موسوعة اإلثبات – ص ‪ ، 19‬د ‪ .‬أحمد سالمة – اإلثبات – ‪ – 1982‬ص ‪39‬‬

‫بقي أن نؤكد علي حقيقة هامة – تعد الشرط الجوهري لتطبيق هذه المادة – ومفادها أن حق المحكمة من تلقاء نفسها أن تأمر‬
‫باإلثبات بشهادة الشهود مقيد بأن يكون ذلك فى األحوال التى يجيز القانون فيها اإلثبات بشهادة الشهود ‪ ،‬لذا يكون للخصوم‬
‫جميعًا حق االعتراض علي ما أمرت به المحكمة من سماع الشهود إذا كان اإلثبات في هذا الصدد بشهادة الشهود غير جائز‬
‫قانونًا‬

‫راجع فيما يجوز إثباته بشهادة الشهود المواد ‪ 63 ، 62 ، 61 ، 60‬من قانون اإلثبات ‪ .‬وتراجع الشروح لألهمية المادة ‪ 7‬من‬
‫قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه ‪ :‬تقدم المسائل العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات للقاضي المنتدب وما لم يقدم له‬
‫منها ال يجوز عرضه على المحكمة ‪.‬‬

‫وما يصدر القاضى المنتدب من القرارات فى هذه المسائل يكون واجب النفاذ وللخصوم الحق فى إعادة عرضها على المحكمة‬
‫عند نظر القضية ما لم ينص القانون على غير ذلك‬

‫‪2/28‬‬
‫المحكمة ال تلزم باستعمال سلطتها في األمر باإلثبات بشهادة الشهود‬

‫حين تعرض الدعوى علي المحكمة بوقائعها ومستنداتها فإنها إثر مطالعتها ما سبق تقدر مدي صالحية ما عرض عليها لتكوين‬
‫عقيدتها ومن ثم الحكم فيها بحالتها ‪ ،‬فإذا رأت المحكمة أن الدعوى بحالتها صالحة للحكم فيها حكمت‬

‫وإذا رأت أن الدعوى غير صالحة بحالتها كان لها ‪:‬‬

‫‪ -1‬االستجابة لطلبات الخصوم المتعلقة باتخاذ إجراء من إجراءات اإلثبات كسماع الشهود ‪.‬‬
‫والمحكمة تترخص في اإلذن باتخاذ إجراء من إجراءات اإلثبات ومن ذلك سماع الشهود فتتثبت أوًال من توافر شروط اإلثبات‬
‫بشهادة الشهود ‪ ،‬إال أنها ال تملك الرفض مجردًا أي بدون أسباب ‪ .‬وتؤكد محكمة النقض ذلك علي نحو متصل من ذلك ما قضت‬
‫به‬

‫ال علي المحكمة إذا هي لم تستجب إلي طلب اإلحالة علي التحقيق إذا ما استبان لها أن إجابة الطلب إليه غير منتجة ‪ ،‬وأن لديها‬
‫من االعتبارات ما يكفي للفصل في الدعوى حتي مع التسليم بصحة الواقعة المطلوب إثباتها‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1956-5-25‬مج المكتب الفني سنة ‪ 7‬ص ‪847‬‬

‫‪ -2‬األمر من تلقاء نفسها بسماع شهود – دون أن يطلب ذلك أحد الخصوم – وهي افعل ذلك بمراد محدد وغاية محددة هي إظهار الحقيقة ‪.‬‬
‫وما سبق هو محض رخصة للمحكمة ال عليها إن استخدمتها وال عليها إذا لم تستخدمها ومن ذلك ما قضت محكمة النقض قديمًا‬
‫بأن عبارة ” تأمر بإجراء التحقيق ” ليس معناها إلزام المحكمة بإجرائه ‪ ،‬بل مقصدها أنها تأمر بالتحقيق إذا رأت موجبًا له ‪ ،‬ألن‬
‫الغرض من هذا اإلجراء هو اقتناع المحكمة برأي ترتاح إليه في حكمها ‪ .‬فإذا كان هذا االقتناع موجودًا بدونه فال لزوم له‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ – 1931-12-17‬مج القواعد القانونية في ‪ 25‬سنة – ج ‪ 1‬ص ‪ 48‬قاعدة ‪. 175‬‬

‫كما قضت محكمة النقض أيضًا في ذات الصدد بأنه‬

‫الحق المخول للمحكمة في المادة ‪ 70‬من قانون اإلثبات بأن تستدعي للشهادة من تري لزومًا لسماع شهادته كلما أمرت باإلثبات‬
‫بشهادة الشهود ‪ ،‬هذا الحق جوازي لها متروك لمطلق رأيها وتقدريها تقديرًا ال تخضع فيه لرقابة محكمة النقض‬

‫نقض مدني جلسة ‪ 1971-11-10‬سنة ‪ 22‬ص ‪. 891‬‬

‫كما قضت محكمة النقض‬

‫المدعي هو المكلف قانونًا بإثبات دعواه وتقديم األدلة التي تؤيد ما يدعيه فيها ‪ ،‬فإذا كان الحكم المطعون فيه قد أثبت أن الطاعن‬
‫لم يقدم دليًال علي ما يدعيه من رد الشركة من رد الشركة المطعون عليها جهاز ” الجرام فون “‬

‫الذي يطلب رد ثمنه إليه وكان الحق المخول للمحكمة في المادة ‪ 190‬من قانون المرافعات السابق المقابلة للمادة ‪ 70‬إثبات بأن‬
‫تأمر بإحالة الدعوى إلي التحقيق لإلثبات بالبينة ‪ ،‬هذا الحق جوازي لها متروك لمطلق رأيها وتقديرها ال تخضع فيه لرقابة‬
‫محكمة النقض ‪ .‬فإن النعي علي الحكم فيما انتهي إليه من رفض الدعوى في هذا الشق منها بمخالفة القانون يكون غير سديد‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1959-6-25‬مج المكتب الفني سنة ‪ 10‬ص ‪ ، 499‬ونقض مدني جلسة ‪ 1979-1-23‬الطعن رقم‬
‫‪ 933‬لسنة ‪ 45‬ق‬

‫للمحكمة حق العدول عن اإلثبات بشهادة الشهود‬

‫للمحكمة حق العدول عن اإلثبات بشهادة الشهود والعزوف عن نتيجة سماع الشهود إذا قررت المحكمة من تلقاء نفسها –‬
‫إعماًال للمادة ‪ 70‬من قانون اإلثبات – األمر بسماع شهود ‪ ،‬وأصدرت حكمًا بذلك‬

‫‪3/28‬‬
‫أي حكم بإحالة الدعوى للتحقيق بسماع شهود فإنها تملك العدول عن هذا الحكم ‪ ،‬فهي تملك العدول إذا كانت اإلحالة للتحقيق‬
‫وسماع الشهود بناء علي طلب أحد الخصوم ‪ ،‬فمن باب أولي فإنها تملك العدول إذا كانت هي من أمر – من تلقاء نفسها –‬
‫بسماع الشهود ‪.‬‬

‫والعدول ‪ ،‬إما أن يكون عدوًال عن اتخاذ إجراء اإلثبات ‪ ،‬أو عزوف عن األخذ بالنتيجة التي انتهي إليها إجراء اإلثبات ‪ ،‬وفي‬
‫الحالتين ال بطالن إذا تم العدول ولم تشير المحكمة إلي أسبابه‬

‫في هذا الصدد قضت محكمة النقض‬

‫فمؤدي نص المادة التاسعة من قانون اإلثبات أن حكم اإلثبات ال يحوز قوة األمر المقضي طالما خلت أسبابه من حسم مسألة‬
‫أولية متنازع عليها بين الخصوم ‪ ،‬وصدر بالبناء عليها حكم اإلثبات‬

‫ومن ثم يجوز للمحكمة أن تعدل عما أمرت به من إجراءات اإلثبات إذا ما وجدت في أوراق الدعوى ما يكفي لتكوين عقيدتها‬
‫للفصل في موضوع النزاع كما لها أال تأخذ بنتيجة اإلجراء بعد تنفيذه‬

‫والمشرع وإن تطلب في النص المشار إليه بيان أسباب العدول عن إجراء اإلثبات في محضر الجلسة ‪ ،‬وبيان أسباب عدم األخذ‬
‫بنتيجة إجراء اإلثبات الذي تنفذ في أسباب الحكم‬

‫إال أنه لم يرتب جزاء معينًا علي مخالفة ذلك ‪ ،‬فجاء النص في هذا الشأن تنظيميًا ‪ ،‬لما كان ذلك وكان البين من مدونات الحكم‬
‫المطعون فيه أن محكمة االستئناف وجدت في أوراق الدعوى ما يكفي لتكوين عقيدتها لحسم النزاع دون حاجة إلي تنفيذ حكم‬
‫االستجواب‬

‫وكان هذا منها عدوًال ضمنيًا عن تنفيذه ‪ ،‬فال يعيب الحكم عدم اإلفصاح صراحة في محضر الجلسة أو في مدوناته عن أسباب‬
‫هذا العدول‬

‫نقض مدني – الطعن رقم ‪ 75‬لسنة ‪ 46‬ق جلسة ‪1979-10-29‬‬

‫كما قضت محكمة النقض في حكم آخر‬

‫… والمشرع وإن تطلب في النص المشار إليه بيان أسباب العدول عن إجراء اإلثبات في محضر الجلسة ‪ ،‬وبيان أسباب عدم‬
‫األخذ بنتيجة إجراء اإلثبات الذي تنفذ في أسباب الحكم إال أنه لم يرتب جزاءا معينًا علي مخالفة ذلك فجاء النص في هذا الشأن‬
‫تنظيميًا‬

‫نقض مدني جلسة ‪ 1986-5-15‬سنة ‪ 37‬ق الجزء األول ص ‪561‬‬

‫وفي حكم هام لمحكمة النقض تبرر عدم صحة إلزام المحكمة باألخذ بنتيجة إجراء اإلثبات ‪ ،‬فتقرر ‪ :‬حكم اإلثبات ‪ .‬عدم حيازته‬
‫قوة األمر المقضي طالما خلت أسبابه من حسم النزاع في مسألة أولية من الخصم ‪ .‬مؤداه ‪ .‬جواز عدول المحكمة عما أمرت به‬
‫من إجراء اإلثبات وعدم األخذ بنتيجته بعد تنفيذه ‪ .‬عدم التزامها ببيان أسباب هذا العدول ‪ .‬عله ذلك‬

‫نقض ‪ 1997-7-24‬طعن رقم ‪ 182‬لسنة ‪ 63‬قضائية – أحوال شخصية‬

‫حظر العدول عن سماع شهادة الشهود الذي أمرت به المحكمة‬

‫ويكون حظر العدول عن سماع شهادة الشهود الذي أمرت به المحكمة إذا تضمن حكم التحقيق قضاء قطعي‬

‫كما ذكرنا حال بيان الشروح الخاصة بالمادة رقم ‪ 9‬من قانون اإلثبات – إذا كان المشرع يمنح المحكمة الحق في العدول عن‬
‫األحكام الصادرة بإجراءات علي نحو ما سلف‬

‫فإن ثمة استثناء يرد علي هذا الحق في العدول مفاده أنه ال يجوز العدول عن أحكام اإلثبات التي تضمنت قضاء قطعيًا ‪ .‬فما‬
‫معني ذلك وما تبريره ‪..‬؟‬

‫‪4/28‬‬
‫نقرر أن عدول المحكمة عن حكمها الذي أمرت فيه بإجراء من إجراءات اإلثبات مقيد بأال يكون هذا الحكم قد تضمن قضاء‬
‫قطعيًا في مسالة تتعلق بجواز اإلثبات أو عدم جوازه‬

‫فإذا كانت المحكمة قد فصلت في حكمها الذي أمرت فيه باإلحالة إلي التحقيق في أمر جواز إثبات الواقعة موضوع التحقيق‬
‫بشهادة الشهود فإنها ال تملك العدول عن هذا الحكم ألنه لم يقتصر علي األمر بإجراء التحقيق فحسب بل تضمن أيضًا قضاء‬
‫قطعيًا بجواز اإلثبات بهذه الوسيلة‬

‫وإذا أصدرت حكمًا باالستجواب فصلت في أسبابه في تكييف العقد بأنه وصية ال يجوز لها العدول عنه ألنه قضاء قطعي في هذا‬
‫األمر‬

‫وفي هذا الصدد قضت محكمة النقض‬

‫إذا فصلت المحكمة في أسباب حكمها القاضي باالستجواب في تكييف العقد بأنه وصية ‪ ،‬لم يجز لها العدول عن حكم االستجواب‬
‫المبني علي هذا التكييف‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1980-1-26‬مجموعة المكتب الفني سنة ‪ 31‬ص ‪286‬‬

‫إذن فالقاعدة المقررة في هذا الشأن أن األحكام القطعية ‪ .‬موضوعية أو فرعية ولو كانت باطلة أو مبنية علي إجراء باطل ‪ .‬عدم‬
‫جواز العدول عنها من ذات المحكمة التي أصدرتها‬

‫نقض مدني جلسة ‪ – 1992-11-15‬الطعنان أرقام ‪ 701 ، 679‬لسنة ‪ 53‬ق‬

‫وجوب بيان الوقائع محل االثبات في منطوق الحكم‬

‫تنص المادة ‪ 71‬اثبات علي‬

‫يجب أن يبين في منطوق الحكم الذي يأمر باإلثبات بشهادة الشهود كل واقعة من الوقائع المأمور بإثباتها وإال كان باطال‪ ,‬ويبين‬
‫كذلك في الحكم اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق والميعاد الذي يجب أن يتم فيه‪.‬‬

‫حكم التحقيق – بسماع شهادة الشهود – يجب أن يبين بدقة الوقائع‬

‫يجب أن يتبين من حكم التحقيق يبين بدقة الوقائع المأمور بإثباتها فقد ‪:‬‬

‫أوجب المشرع أن يتضمن الحكم الصادر باإلثبات بسماع شهادة الشهود بيان بجميع الوقائع المأمور بإثباتها وإال كان هذا الحكم‬
‫باطًال‬

‫وهو ما يطرح التساؤالت الثالث التالية‬

‫السؤال األول‬

‫لما استوجب المشرع ذلك ‪ .‬اإلجابة ببساطه ليعلم كل خصم في الدعوى ما هو مكلف بإثباته إذا كان مدعيًا وما هو مكلف بنفيه‬
‫إذا كان مدعي عليه‬

‫‪5/28‬‬
‫د‪ .‬عبد الحكم فوده – المرجع السابق – المجلد الثاني – ص ‪666‬‬

‫السؤال الثاني‬

‫ما عالقة تحديد الوقائع المأمور بإثباتها بشهادة الشهود ‪ .‬اإلجابة أيضًا وببساطه إن اإلثبات بشهادة الشهود يقوم علي ركنين تعلق‬
‫الوقائع المراد إثباتها بالدعوى وكونها منتجة فيها‬

‫د‪ .‬عبد الحكم فوده – المرجع السابق – المجلد الثاني – ص ‪666‬‬

‫السؤال الثالث‬

‫هل البطالن المشار إليه كجزاء لعدم تحديد الوقائع المأمور بإثباتها بطالن مطلق أن نسبي ‪ .‬اإلجابة أن هذا البطالن ورغم النص‬
‫عليه صراحة إال أنه بطالن نسبي ال مطلق ‪ ،‬وهو ما يعني أنه يزول بسكوت الخصم المضار منه وتنفيذ حكم التحقيق‬

‫راجع نص المادة ‪ 20‬من قانون المرافعات الخاصة بالبطالن وحاالته‬

‫والحديث عن بطالن حكم التحقيق ألنه لم يتضمن البيانات الخاصة بالوقائع المأمور بإثباتها بشهادة الشهود يثير الحديث عن وقت‬
‫التمسك بالدفع بالبطالن حتي ال يسقط هذا الدفع ‪.‬‬

‫وهنا يجب الرجوع لما تقرره المادة رقم ‪ 7‬من قانون اإلثبات والتي تقرر ‪:‬‬

‫تقدم المسائل العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات للقاضى المنتدب وما لم يقدم له منها ال يجوز عرضه على المحكمة ‪.‬‬

‫وما يصدر القاضى المنتدب من القرارات فى هذه المسائل يكون واجب النفاذ وللخصوم الحق فى إعادة عرضها على المحكمة‬
‫عند نظر القضية ما لم ينص القانون على غير ذلك ‪.‬‬

‫إذن‬

‫فيجب علي الخصم المضار من بطالن حكم التحقيق لعدم تحديد الوقائع المطلوب إثباتها ونفيها بشهادة الشهود أن يتمسك بالدفع‬
‫بالبطالن بمجرد بدء إجراءات التحقيق فإذا ما لزم الصمت ونفذ حكم التحقيق باصطحاب شهوده أو بمناقشة شهود خصمه فإنه‬
‫يسقط حقه في الدفع بالبطالن‬

‫وقد عرض األمر علي محكمة النقض فقررت‬

‫إن مفاد المادة السابعة من قانون اإلثبات هو وجوب عرض المسائل العارضة الخاصة باإلثبات على القاضى المنتدب للتحقيق‬
‫حتى ما كان منها من اختصاص المحكمة الكاملة و إال سقط الحق فى عرضها‬

‫و ذلك سواء كانت هذه المسألة متعلقة بموضوع الدليل و كونه مقبوًال أو غير مقبول أو متعلقة بإجراءات تقديم الدليل و تحققه و‬
‫ما يجب أن يراعى فيها من مواعيد و أوضاع‬

‫ولما كان الثابت أن الطاعن استحضر شهوده الذين سمعوا أمام قاضى التحقيق دون أى تحفظ و دون إبداء أى مالحظة خاصة‬
‫بفوات الميعاد فإن ذلك ال يجعل من حقه أصًال عرضها على المحكمة بهيئتها الكاملة عند إعادتها للمرافعة‬

‫الطعن رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 43‬مكتب فنى ‪ 26‬صفحة رقم ‪ 1435‬بتاريخ ‪1975-11-19‬‬

‫كما قضت محكمة النقض في ذات السياق‬

‫وجوب بيان الوقائع المطلوب إثباتها بمنطوق حكم اإلثبات م ‪ 71/‬إثبات علته تجاوز التحقيق تلك الوقائع أثره بطالن غير متعلق‬
‫بالنظام العام ‪ .‬التحدث به أمام محكمة النقض شروطه‬

‫‪6/28‬‬
‫نقض مدني جلسة ‪ 1981-4-25‬الطعن رقم ‪ 673‬لسنة ‪ 46‬ق‬

‫وقد ذكرنا سابقًا – المادة ‪ 7‬من قانون اإلثبات – أن هذا الرأي يشايعه المستشار عز الدين الدناصوري إذ يقرر‬

‫وتطبيقًا لذلك إذا أحالت المحكمة الدعوى إلي التحقيق إلثبات واقعة ال يجوز إثباتها بالبينة وندبت أحد قضاتها إلجرائه وحضر‬
‫الخصم جلسة التحقيق ولم يدفع بعدم جواز اإلثبات بالبينة وسمع القاضي الشهود في حضوره‬

‫فليس له بعد ذلك أن يبدي هذا الدفع أمام المحكمة ‪ ،‬أما إذا حضر أمام القاضي وتمسك بالدفع فسمع القاضي الشهود كان له أن‬
‫يتمسك بهذا الدفع أمام المحكمة عند إعادة الدعوى للمرافعة‬

‫د‪ .‬عبد الحكم فوده – المرجع السابق – المجلد األول ص ‪ – 67‬راجع الشروح الخاصة بالمادة ‪ 7‬من قانون اإلثبات‬

‫أثر تجاوز التحقيق الوقائع المأمور بإثباتها‬


‫بطالن الدليل المستمد من التجاوز‬

‫متي أمرت المحكمة بالتحقيق بسماع الشهود وحددت بمنطوق الحكم الصادر بالتحقيق الوقائع المأمور بإثباتها فإنه ال يجوز‬
‫تجاوز التحقيق الوقائع المأمور بإثباتها ‪ ،‬وهذا ما يوجب قراءة حكم التحقيق وتحديدًا منطوق حكم التحقيق اآلمر باإلثبات بعناية‬
‫فائقة حيث يتم تحديد الوقائع التي أمر الحكم بإثباتها واقعة ‪ .‬واقعة علي نحو دقيق تمامًا ‪.‬‬

‫وحقيقة الحال‬

‫أن المشكلة ليست في تجاوز حدود الوقائع المأمور بإثباتها بشكل مجرد‬

‫فالمحكمة أو القاضي المنتدب للتحقق غالبًا مما تمتد أسئلته لوقائع أخري مرتبطة علي نحو ما بالوقائع التي يحققها بسماع شهادة‬
‫الشهود ‪ .‬وهذا من فنيات التحقيق التي نسلم بها ما دامت تتم دون تجاوز وبقصد إظهار الحقيقة‬

‫المشكلة الحقيقة والتي تؤدي إلي تحقق البطالن فعًال ولو كان نسبيًا‬

‫أن تسمع المحكمة شهادة الشهود بخصوص واقعة لم ترد في منطوق حكم التحقيق ويتخذ من هذه الشهادة دليًال علي ثبوت أو نفي‬
‫هذه الواقعة رغم أنها لم تكن من الوقائع المأمور – المسوح – بإثباتها ونفيها ‪ ،‬فهذا الدليل هو استخالص ناتج عن إجراءات‬
‫باطلة فيبطل الدليل حينئذ ‪.‬‬

‫محكمة النقض قضت في هذا الصدد‬

‫المشرع قد أوجب في المادة ‪ 71‬من قانون اإلثبات أن يبين في منطوق الحكم الذي يأمر باإلثبات كل واقعة من الوقائع المطلوب‬
‫إثباتها وإال كان باطًال ‪ ،‬إنما يهدف وعلي ما جاء بالمذكرة اإليضاحية أن ينحصر التحقيق فيها ليعلم كل طرف بما هو مكلف‬
‫بإثباته أو نفيه‬

‫فإذا استخلصت المحكمة من أقوال الشهود الذين سمعتهم دليًال علي ثبوت أو نفي واقعة لم يتناولها منطوق حكم التحقيق فإن‬
‫استخالصها هذا يكون مخالفًا للقانون‬

‫إال أن البطالن المترتب علي هذه المخالفة وعلي ما جري به قضاء محكمة النقض مقرر لمصلحة الخصوم وليس متعلقًا بالنظام‬
‫العام ويشترط للتحدي به أمامها أن يكون قد سبق التمسك به‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1992-5-17‬الطعن رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 57‬ق‬

‫كما قضت محكمة النقض في ذات الصدد‬

‫ًال‬
‫‪7/28‬‬
‫فإذا استخلصت المحكمة من أقوال الشهود الذين سمعتهم دليًال علي ثبوت أو نفي واقعة لم يتناولها منطوق حكم التحقيق وتمسك‬
‫الخصم بطالن هذا الدليل فإن استخالصها هذا يكون مخالفًا للقانون إذ أنها انتزعت من التحقيق دليًال علي خصم لم مكنه من‬
‫إثبات عكسه‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1981-6-6‬الطعن رقم ‪ 609‬لسنة ‪ 50‬ق‬

‫وقت التمسك بالدفع بالبطالن لتجاوز التحقيق الوقائع المأمور بإثباتها‬

‫متي صدر حكم التحقيق أصبح تنفيذه منوطًا بالقاضي المنتدب للتحقيق – إذا لم تري المحكمة إجراء التحقيق بكامل هيئتها –‬
‫ساعتها يجب علي كال الخصمين أن يتتبع بدقة منطوق الحكم الصادر بالتحقيق للوقوف علي الوقائع التي أمر الحكم بإثباتها‬
‫ونفيها بشهادة الشهود‬

‫وهذا يعني أنه علي الخصم تنبيه القاضي المنتدب للتحقيق إذا تعرض لواقعة لم يشملها حكم التحقيق علي اعتبار أنها من المسائل‬
‫العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات طبقًا للمادة ‪ 7‬من قانون اإلثبات ‪ ،‬فإذا لم يفعل ولزم الصمت فليس له من بعد التمسك‬
‫بالبطالن ‪.‬‬

‫وهذا يعني وطبقًا للمادة ‪ 7‬من قانون اإلثبات أن ما ال يعرض علي القاضي المنتدب للتحقيق ال يجوز عرضه علي المحكمة بعد‬
‫انتهاء التحقيق ‪ ،‬وما ال يجوز عرضه علي محكمة الموضوع ال يجوز أن يكون سببًا للطعن في الحكم‬

‫وفي هذا الصدد قضت محكمة النقض بأنه‬

‫البطالن المترتب علي مخالفة هذه القاعدة غير متعلق بالنظام العام وهو مقرر لمصلحة الخصوم ‪ ،‬ويشترط للتحدي به أمام‬
‫المحكمة أن يكون قد سبق التمسك به أمام محكمة االستئناف بتجاوز التحقيق الوقائع المطلوب إثباتها ‪ ،‬فال يجوز التحدي بذلك‬
‫ألول مرة أمام محكمة النقض‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1990-2-4‬الطعن رقم ‪ 819‬لسنة ‪ 55‬ق‬

‫إذن – فالمادة ‪ 71‬من قانون اإلثبات إذ تبطل حكم التحقيق ‪ .‬إذا لم يبين في منطوق الحكم الذي يأمر باإلثبات بشهادة الشهود كل‬
‫واقعة من الوقائع المأمور بإثباتها وإال كان باطًال‬

‫فإن البطالن ال يشمل هذا حكم التحقيق فقط ‪ ،‬بل يمتد – وهو األهم ليشمل الدليل المستمد من تحقيق وقائع لم يشملها هذا منطوق‬
‫حكم التحقيق ‪.‬‬

‫والحقيقة‬

‫أننا ال نواجه دفعًا واحدًا بالبطالن‬

‫فثمة دفع أولي بالبطالن يوجه إلي حكم التحقيق ذاته لغموضه وإبهامه لعدم تحديده الوقائع المطلوب إثباتها علي وجده الدقة‬
‫واليقين ‪ ،‬وهذا الدفع بالبطالن يجب أن يثار قبل بدء مباشرة التحقيق ‪ ،‬وثمة آخر بالبطالن إذا تعرض القاضي المنتدب للتحقيق‬
‫إلثبات وقائع لم يوردها الحكم‬

‫فالتجاوز هنا مجلبة للدفع ببطالن التحقيق نفسه وهذا الدفع يجب أن يثار في مواجهة القاضي المنتدب للتحقيق ويثبت بمحضر‬
‫الجلسة ‪ ،‬وثمة دفع أخير بالبطالن لبناء الحكم في الموضوع علي دليل استمدته المحكمة من تحقيق وقائع حققت ولم يوردها‬
‫منطوق حكم التحقيق‬

‫وهذا الدفع األخير بالبطالن ال يمكن إثارته إال لدي استئناف الحكم في الموضوع ألنه لن يظهر للوجود إال بصدور الحكم في‬
‫الموضوع ‪.‬‬

‫وإذ عرض األمر علي محكمة النقض فقضت‬

‫‪8/28‬‬
‫اإلثبات بشهادة الشهود – م ‪ 71‬إثبات – يقوم علي ركنين تعلق الوقائع المراد إثباتها بالدعوى وكونها منتجة ‪ .‬مؤدي ذلك‬
‫استخالص المحكمة من أقوال الشهود – يراعي أن محكمة النقض تشير إلي محكمة الموضوع وليس إلي القاضي المنتدب‬
‫للتحقيق – الذي ن سمعتهم دليًال علي ثبوت أو نفي واقعة لم تناولها منطوق حكم التحقيق وتمسك الخصم اآلخر ببطالن هذا‬
‫الدليل مخالف للقانون‬

‫نقض مدني – الطعن رقم ‪ 1226‬لسنة ‪ 53‬جلسة ‪1987-3-15‬‬

‫كما قضت محكمة النقض‬

‫أوجبت المادة ‪ 71‬من قانون اإلثبات رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1968‬أن يبين في منطوق الحكم الذي يأمر باإلثبات بشهادة الشهود كل‬
‫واقعة من الوقائع المأمور بإثباتها وإال كان باطًال وقد هدفت إلي أن تكون الوقائع معينة بالدقة وبالضبط لينحصر فيها التحقيق‬
‫وليعلم كل طرف ما هو مكلف بإثباته ونفيه‬

‫ألن اإلثبات بشهادة الشهود يقوم علي ركنين تعلق الوقائع المراد إثباتها بالدعوى وكونها منتجة فيها ‪ ،‬ولما كان الواقع في‬
‫الدعوى أن المطعون عليها قصرت مدعاها علي طلب التطليق للضرر بسبب التعدي عليها بالسب والضرب‬

‫وكان الثابت أن محكمة أول درجة أحالت الدعوى إلي التحقيق لتثبت المطعون عليها أنها زوجة للطاعن بصحيح العقد الشرعي‬
‫وأنه دخل بها وعاشرها معاشرة األزواج‬

‫وأنها ال تزال في عصمته وطاعته ‪ ،‬وأنه يسيء معاملتها ويتعدى عليها بالسب والقذف والضرب بما ال يستطاع معه دوام‬
‫العشرة بين أمثالهما‬

‫وخولت الطاعن النفي ‪ ،‬فإنها تكون قد بينت الوقائع التي يجب أن ينحصر فيها التحقيق ‪ ،‬وهي كلها متعلقة بالدعوى ومنتجة فيها‬
‫وال يعيبه أنها أوردت في الوقائع المراد إثباتها قيام الزوجية رغم ثبوتها بوثيقة رسمية غير مجحودة إذ ال يعدوا ذكرها في الحكم‬
‫وجوب ن تكون الزوجية قائمة وقت سماع الشهود‬

‫وإال أصبحت دعوى التطليق غير ذات موضوع ‪ ،‬وال ينم هذا اإلجراء بمجرده عن عدم إحاطة بموضوع الدعوى أو تقصير في‬
‫تمحيص مستنداتها‬

‫نقض أحوال شخصية – جلسة ‪ 1979-1-10‬العدد األول ص ‪176‬‬

‫بيان تاريخ بدء وانتهاء التحقيق‬


‫حكم التحقيق بسماع شهادة الشهود يجب أن يبين بدقة تاريخ بدء التحقيق ونهايته‬

‫أوجب المشرع بالمادة ‪ 71‬من قانون اإلثبات أن يتضمن الحكم الصادر بسماع شهادة الشهود بيان اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق‬
‫والميعاد الذي يجب أن يتم فيه‬

‫ويفهم من نص المادة محل البحث أن المشرع ألزم المحكمة بأن تحدد في الحكم الصادر عنها ميعاد لبدء التحقيق وميعاد آخر‬
‫لالنتهاء منه ‪ ،‬وعمًال فإن المحكمة تقرر دائمًا بالحكم الصادر عنها ” …… ‪ ،‬وحددت المحكمة لذلك مدة ثالثة أشهر تبدأ من‬
‫_‪ __/_/‬وتنتهي في _‪___/_/‬م‬

‫وأول ما يجب ذكره بخصوص هذه المدة أنها ليست من مدد قانون المرافعات أي أنها ليست من اآلجال القانونية بل هي مدة‬
‫خاص بقانون اإلثبات‬

‫وهذا يعني – ولألهمية – أن المحكمة إذا ما حددت ميعادًا للتحقيق بسماع الشهود فإن اليوم الذي يصدر فيه هذا الحكم يحسب‬
‫من هذه المدة ‪ ،‬والقاعدة في قانون المرافعات أن اليوم الذي يصدر فيه الحكم أيا كان هو يوم ناقص وال يبدأ حساب أي مدة‬
‫خاصة به إال من اليوم التالي لصدور هذا الحكم‬

‫‪9/28‬‬
‫قضت محكمة النقض في ذلك‬

‫… إذ الميعاد الذي تحدده المحكمة إلجراء التحقيق خالله ال عالقة له بمواعيد قانون المرافعات باعتبارها اآلجال التي يحددها‬
‫القانون لمباشرة إجراءاتها‬

‫الطعن رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 43‬جلسة ‪ – 1975-11-19‬أحوال شخصية‬

‫والحديث عن المدة التي قررها المشرع بالمادة رقم ‪ 71‬من قانون اإلثبات يوجب الحديث عن مواد أخري مرتبطة بها علي نحو‬
‫ال يمكن إغفاله ‪:‬‬

‫‪ -1‬وفيما يتعلق ببدء ميعاد التحقيق ‪ ،‬فتنص المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 1‬من قانون اإلثبات علي أنه‬

‫إذا ندبت المحكمة أحد قضائها لمباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات وجب عليها أن تحدد أجال ال يجاوز ثالثة أسابيع لمباشرة هذا‬
‫اإلجراء ‪ .‬فهذه الميعاد خاص ببدء التحقيق ‪ ،‬وعمومًا فهو ميعاد تنظيمي ال يترتب علي مخالفته البطالن‬

‫راجع الشروح الخاصة بالمادة ‪ 3‬من قانون اإلثبات‬

‫‪ -2‬وفيما يتعلق بحظر سماع الشهود بعد انتهاء الميعاد المحدد بحكم اإلحالة للتحقيق وسماع الشهود ‪ ،‬فتنص المادة رقم ‪ 75‬من‬
‫قانون اإلثبات علي أنه ‪:‬‬

‫ال يجوز بعد انقضاء ميعاد التحقيق سماع شهود بناء علي طلب الخصوم ‪ .‬وميعاد التحقيق الذي تشير إليه هذه المادة يعني ميعاد‬
‫التحقيق المشار إليه بمنطوق حكم التحقيق بما قد يطرأ عليه من تعديل بالزيادة طبقًا لحكم المادة رقم ‪ 74‬من قانون اإلثبات ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن ميعاد التحقيق الذي تحدده المحكمة في منطوق حكم التحقيق بسماع الشهود قابل للتعديل ‪ ،‬فتنص المادة رقم ‪ 74‬من‬
‫قانون اإلثبات علي أنه ‪:‬‬

‫إذا طلب أحد الخصوم خالل الميعاد المحدد للتحقيق مد الميعاد حكمت المحكمة أو القاضى المنتدب على الفور فى الطلب بقرار‬
‫يثبت فى محضر الجلسة ‪.‬‬

‫وإذا رفض القاضى مد الميعاد جاز التظلم إلى المحكمة بناء على طلب شفوي يثبت فى محضر التحقيق وتحكم فيه المحكمة على‬
‫وجه السرعة ‪ ،‬وال يجوز الطعن بأى طريق فى قرار المحكمة ‪ ،‬وال يجوز للمحكمة وال للقاضى لمنتدب مد الميعاد ألكثر من‬
‫مرة واحدة ‪.‬‬

‫‪ -4‬وفيما يتعلق بحق محكمة الموضوع – إذا كانت تباشر التحقيق بنفسها أو باشره القاضي المنتدب للتحقيق – في سماع الشهود‬
‫خارج الميعاد المحدد بالمادة رقم ‪ 71‬من قانون اإلثبات‬

‫فإن للمحكمة وللقاضي المنتدب للتحقيق ذلك شريطة أال يكون ذلك بناء علي طلب الخصوم ‪ ،‬فيجب أن يكون هذا القرار بعيدًا‬
‫عن طلبات الخصوم‬

‫لذا يجب التثبت من سبب سماع الشهود خارج النطاق الزمني المحدد بالحكم ‪ ،‬وهل كان بناء علي طلب أحد الخصوم أم بناء‬
‫علي قرار ذاتي من المحكمة ‪ .‬وعمًال فإن دفاع الخصوم إذ يطلب سماع الشهود بعد المواعيد ال يعمد إلي إثبات ذلك‬

‫فإذا ما أصدرت المحكمة قرارًا بسماع الشهود – بعد المواعيد – نسب القرار للمحكمة وليس لطلب الخصم ‪ .‬فهو يتفادى الحكم‬
‫البطالن بعد إمالء الطلب بمحضر الجلسة مكتفيًا بلفت نظر المحكمة ‪.‬‬

‫وفي المقابل يجب علي دفاع الخصم أن يطلب من المحكمة أن سماع الشهود بعد المواعيد كان بناء علي طلب خصمه وصوًال‬
‫لتحقيق الدفع البطالن‬

‫وقد عرض الدفع بعدم جواز سماع شهود بناء علي طلب الخصوم إال في الميعاد الذي تحدده المحكمة إلجراء التحقيق فقضت‬

‫‪10/28‬‬
‫والثابت أن اليوم المقرر لبدء التحقيق هو ‪ 3‬من يناير ‪ 1972‬فإن هذا اليوم ينبغي احتسابه ضمن الميعاد ألن من الجائز سماع‬
‫الشهود وإجراء التحقيق فيه بالذات وتكون نهاية الشهور الثالثة المحددة إلجراء التحقيق خاللها هو يوم ‪ 2‬من إبريل ‪ 1972‬ال‬
‫اليوم التالي‬

‫حكم النقض السابق الطعن رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 43‬جلسة ‪ – 1975-11-19‬أحوال شخصية‬

‫سماع الشهود عمل قضائي بحت تباشره المحكمة‬

‫تنص المادة ‪ 72‬من قانون االثبات المدني علي‬

‫يكون التحقيق أمام المحكمة ويجوز لها – عند االقتضاء – أن تندب أحد قضاتها إلجرائه‪.‬‬

‫سماع الشهود عمل قضائي بحت تباشره المحكمة بكامل هيئتها أو تندب أحد قضاتها إلجرائه‬

‫خطورة سماع الشهود وما قد يتولد عنه من أدلة استوجب أال يتم سماع الشهود إال بمعرفة المحكمة بكامل هيئتها وعند االقتضاء‬
‫تندب المحكمة أحد قضاتها إلجرائه‬

‫وهذا ال يعني أنه ال قيمة علي اإلطالق لشهادة الشهود التي تسمع خارج مجلس القضاء كسماع الشهود بمحضر شرطة أو‬
‫تحقيقات إدارية أو أمام الخبير كل ما األمر أن هذه الشهادة – بسبب غياب ضمانات اإلدالء بها أمام القضاء ال تعد دليًال بل‬
‫مجرد قرينة تضاف إلي دليل أو أدلة أخري لتحمل حكمًا‬

‫قضت محكمة النقض‬

‫سماع الشهود بمحضر الشرطة أو التحقيقات اإلدارية أو أمام الخبير ‪ .‬عدم اعتباره تحقيقًا بالمعني المقصود ‪ .‬االستهداء به‬
‫كقرينة تعزز أدلة أو قرائن أخري‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1997-2-6‬الطعن رقم ‪ 8862‬لسنة ‪ 65‬ق‬

‫كما قضت محكمة النقض أيضًا‬

‫وال يعيب المحكمة اعتمادها علي أقوال شهود سمعوا في غير مجلس القضاء ألن المرجع في تقدير تلك األحوال كقرينة قضائية‬
‫هو اقتناع قاضي الموضوع ‪ ،‬علي أن المجادلة في هذا الخصوص تتعلق بتقدير الدليل في الدعوى مما تستقل به محكمة‬
‫الموضوع‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1957-2-28‬سنة ‪ 18‬ص ‪. 176‬‬

‫كما قضت محكمة النقض أيضًا‬

‫التحقيق الذي يصلح اتخاذه سندًا أساسيًا للحكم ‪ .‬شرطه ‪ .‬مادة ‪ 68‬إثبات ‪ .‬ما يجريه الخبير من سماع شهود ليس تحقيقًا واعتباره‬
‫مجرد قرينة مضافة إلي قرائن أخري تؤدي إلي النتيجة التي انتهت إليها محكمة الموضوع في تكوين عقيدتها‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1997-2-6‬طعن رقم ‪ 8862‬لسنة ‪ 65‬ق‬

‫ويقرر العميد الدكتور ‪ .‬عبد الوهاب العشماوى‬

‫فالظاهر من هذه المادة أن األصل هو سماع الشهود أمام المحكمة واالستثناء هو سماعهم بمعرفة أحد قضاتها ‪ .‬وعيب التحقيق‬
‫الذي يجري أمام قاض منتدب أنه ال ُيمكن للمحكمة من رؤية الشهود والوقوف علي حالتهم النفسية وقت أداء شهادتهم‬

‫الدكتور ‪ .‬عبد الوهاب العشماوى‬

‫‪11/28‬‬
‫مع أن لذلك أهمية كبري في تقدير شهادتهم وترجيح صدقهم أو كذبهم ‪ ،‬وأما االكتفاء باالطالع علي تلك األقوال بالمحضر مع ما‬
‫قد تكون عليه من إيجار ونقص ‪ ،‬فال يؤدي إلي تكوين اعتقاد ثابت صحيح‬

‫د‪ .‬عبد الحكم فوده – المرجع السابق – ص ‪451‬‬

‫وال يصح البدء بالتحقيق بسمع الشهود دون التثبت من صحة إعالن الخصم بحكم اإلحالة للتحقيق – إذا لم يكن حاضرًا –‬
‫إعماًال للمادة ‪ 5‬فقرة ‪ 2‬من قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه‬

‫ويجب إعالن األوامر الصادرة بتعيين تاريخ إجراء اإلثبات وإال كان العمل باطًال ‪ .‬ويكون اإلعالن بناء على طلب قلم الكتاب‬
‫بميعاد يومين‬

‫راجع الشروح الخاصة بالمادة ‪ 3‬من قانون اإلثبات‬

‫محضر التحقيق وثيقة رسمية يبطل إذا لم يوقع من القاضي‬


‫أوجب المشرع أن يكون محضر التحقيق الذي يباشر من القاضي موقعًا منه ومن سكرتير الجلسة وإال كان باطًال‬

‫ألن هذا المحضر باعتباره وثيقة رسمية ال يعدوا أن يكون من محاضر جلسات المحكمة وبهذه المثابة ال تكتمل له صفة الرسمية‬
‫إال بتوقيع من القاضي‬

‫ويترتب علي ذلك أن الحكم الذي يصدر استنادًا إلي محضر تحقيق لم يوقع من القاضي الذي باشره يكون مبنيًا علي إجراء باطل‬
‫وهو بطالن من النظام العام يجوز التمسك به في أية حالة تكون عليها الدعوى ولو ألول مرة أمام محكمة النقض ‪ ،‬بل أن لهذه‬
‫المحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها‬

‫نقض مدني جلسة ‪ 1985-1-30‬الطعن رقم ‪ 1637‬لسنة ‪ 54‬ق – السنة ‪ 36‬ص ‪176‬‬

‫ما سبق بخصوص حكم التحقيق نفسه ‪ ،‬أما بخصوص قرار ندب المحكمة ألحد قضاتها وهو – جزء من الحكم – فيكفي أن‬
‫تقرر المحكمة أنها ندبت لذلك السيد رئيس الدائرة أو السيد عضو اليمين أو عضو اليسار ‪ ،‬وال يشترط أن يبين اسم القاضي‬
‫المنتدب صراحة وال بطالن‬

‫وبخصوص عدم ذكر اسم القاضي المنتدب للتحقيق وأنه ال بطالن قارب حكم محكمة النقض التالي‬

‫عددت المادة ‪ 219‬من قانون المرافعات البيانات التى يجب اشتمال محضر التحقيق عليها و لم تستلزم ذكر اسم القاضى المنتدب‬
‫و الكاتب و اكتفت بتوقيع كل منهما ‪ .‬و من ثم فإذا كان محضر التحقيق يحمل توقيع المستشار الذي تولى التحقيق و الكاتب فإن‬
‫النعي ببطالنه لعدم بيانه اسمهما يكون غير سديد‬

‫الطعن رقم ‪ 5‬لسنة ‪ 33‬مكتب فنى ‪ 18‬صفحة رقم ‪ 92‬جلسة ‪1967-1-5‬‬

‫فض التعارض بين نص المادة ‪ 4‬من قانون اإلثبات والمادة ‪72‬‬

‫وردت المادة ‪ 72‬من قانون اإلثبات بالباب الثالث منه والذي خصصه المشرع لشهادة الشهود ‪ ،‬وطبقًا لهذه المادة يكون التحقيق‬
‫أمام المحكمة ويجوز لها – عند االقتضاء – أن تندب أحد قضاتها إلجرائه‬

‫وهو ما يعني علي ما سلف أن للمحكمة أن تنتدب أحد قضاتها إلجراء التحقيق ‪ .‬وقد أوردنا أن األصل أن تحقق المحكمة‬
‫الدعوى بكامل هيئتها‬

‫وأن قيام المحكمة بندب أحد قضاتها ضير بالعدالة ألن المحكمة إذ تقرر حجز الدعوى للحكم ال تقف إال علي مجرد أقوال للشاهد‬
‫دون أن تطالعه فتملك متابعته والحكم عليه بالصدق أو بالكذب ‪.‬‬

‫‪12/28‬‬
‫ونحن ال نقبل التذرع بزيادة أعداد القضايا للندب ‪ ،‬ونري أنه من الالزم قيام المحكمة بكامل هيئتها بمباشرة التحقيق ‪ .‬وألن‬
‫اإلعمال خير من اإلهمال فنري وجوب الوقوف طويًال عند مراد الشارع من عبارة‬

‫” عند االقتضاء “‬

‫وال نري أن هذه العبارة التشريعية ال يقصد بها معالجة زيادة عدد القضايا باإلضرار بمفهوم العدالة ‪.‬‬

‫وفي سياق متصل وردت المادة ‪ 4‬من قانون اإلثبات ضمن نصوص الباب األول من قانون اإلثبات في األحكام العامة لقانون‬
‫اإلثبات وتنص علي أنه ‪:‬‬

‫إذا كان المكان الواجب إجراء اإلثبات فيه بعيدًا عن مقر المحكمة جاز لها أن تندب إلجرائه قاضى محكمة المواد الجزئية الذي‬
‫يقع هذا المكان فى دائرتها ‪ ،‬وذلك مع مراعاة الميعاد المنصوص عليه فى المادة السابقة ‪.‬‬

‫وهذا النص ارتباطًا بنص المادة ‪ 72‬من قانون اإلثبات يعني أنه ليس للمحكمة فقط أن تندب أحد قضاتها لمباشرة التحقيق وسماع‬
‫الشهود بل لها إعماًال للمادة رقم ‪ 4‬المشار إليها أن تندب قاضي األمور الجزئية للتحقيق ومن ذلك سماع الشهود ‪.‬‬

‫فكأن القاعدة يرد عليها استثناءان ال استثناء واحد ‪ ،‬صحيح أن كالهما مبرر ‪ ،‬لكن هذه التبريرات تضير بالعدالة ‪ ،‬وإذا كان‬
‫التبرير الوارد بالمادة ‪ 4‬مقبوًال إلي حد ما بسبب بعد المكان الذي قد تجري فيه الشهادة عن مكان المحكمة ‪ ،‬فإنه غير مقبول في‬
‫الحالة الواردة بالمادة ‪ 72‬من قانون اإلثبات‬

‫راجع ارتباطًا المادة ‪ 96‬من قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه ‪:‬‬

‫يجوز لمن يخشى فوات فرصة االستشهاد بشاهد على موضوع لم يعرض بعد أمام القضاء ويحتمل عرضه عليه أن يطلب فى‬
‫مواجهة ذوى الشأن سماع ذلك الشاهد‬

‫ويقدم هذا الطلب بالطرق المعتادة إلى قاضى األمور المستعجلة وتكون مصروفاته كلها على من طلبه وعند تحقيق الضرورة‬
‫يحكم القاضى بسماع الشاهد متى كانت الواقعة مما يجوز إثباته بشهادة الشهود ‪.‬‬

‫وجوب سماع شهود اإلثبات وشهود النفي في جلسة واحدة‬


‫تنص المادة ‪ 73‬من قانون االثبات علي‬

‫يستمر التحقيق إلى أن يتم سماع جميع شهود اإلثبات والنفي في الميعاد ويجرى سماع شهود النفي في الجلسة ذاتها التي سمع‬
‫فيها شهود اإلثبات إال إذا حال دون ذلك مانع‪.‬‬

‫وإذا أجل التحقيق لجلسة أخرى كان النطق بالتأجيل بمثابة تكليف لمن يكون حاضرا من الشهود بالحضور في تلك الجلسة إال إذا‬
‫أعفتهم المحكمة أو القاضي صراحة من الحضور‪.‬‬

‫قاعدة‬

‫وجوب سماع شهود اإلثبات وشهود النفي في جلسة واحدة ؛‬

‫تحقيق العدالة يوجب أن يتم سماع شهود اإلثبات وشهود النفي في جلسة تحقيق واحدة ‪ ،‬حيث يمكن للمحكمة أو للقاضي المنتدب‬
‫للتحقيق تكوين انطباع دقيق عن جميع الشهود في وقت واحد ‪ ،‬فاالطمئنان إلى صدق الشاهد مردة إلى وجدان القاضى وهو غير‬
‫ملزم بإبداء أسباب لتبريره وال معقب عليه فى ذلك‬

‫الطعن رقم ‪ 83‬لسنة ‪ 18‬مكتب فنى ‪ 01‬صفحة رقم ‪ 289‬جلسة ‪1950-3-2‬‬

‫وكذا قضت محكمة النقض بشأن اطمئنان القاضي وكيف يتحقق بأنه‬

‫ًا‬
‫‪13/28‬‬
‫ال تثريب على محكمة الموضوع إن هى صدقت شاهدًا فى بعض أقواله دون البعض اآلخر ألن هذا مما تتناوله سلطتها فى تقدير‬
‫األدلة ‪ ،‬ومتى كانت قد أوردت جميع أقواله و أشارت إلــى ما فيها من تناقض ثم عولت على ما صدقته منها ‪ ،‬فليس فيما فعلته‬
‫مسخ ألقوال الشاهد ‪.‬‬

‫نقض مدني – الطعن رقم ‪ 77‬لسنة ‪ 19‬مكتب فنى ‪ 02‬صفحة رقم ‪ 260‬جلسة ‪1951-1-18‬‬

‫ومضاف إلي ذلك أن سماع شهود اإلثبات والنفي في جلسة واحدة منع الخصم المكلف بالنفي معرفة ما شهد به شهود اإلثبات‬
‫ومحاولة التأثير علي شهوده لدحضها ‪.‬‬

‫والتساؤل‬

‫هل يجوز الدفع ببطالن التحقيق إذا لم يسمع شهود اإلثبات والنفي في جلسة واحدة ؟‬

‫الدفع صحيح ‪ .‬فيجوز الدفع ببطالن التحقيق إذا لم يسمع شهود اإلثبات والنفي في جلسة واحدة‬

‫‪ ،‬ولكن وجود مانع يحول دون ذلك يفسد الدفع ‪ .‬لكن الدفع يظل صحيحًا منتجًا آلثاره من بطالن التحقيق وبطالن ما يستخلص‬
‫منه من أدلة إلي أن ترد المحكمة علي الدفع قوًال بوجود مانع حال دون ذلك علي أن تبين هذا المانع حتي ال يكون حكمها معيبًا‬
‫بالقصور ‪.‬‬

‫وقد عرض األمر علي محكمة النقض فقضت‬

‫ما يستفاد منه أن األصل هو سماع شهود اإلثبات والنفي في جلسة واحد وأنه ال يجوز سماع شهود اإلثبات في جلسة وشهود‬
‫النفي في جلسة أخري الحقة بكل تأكيد إال إذا قام عذر قهري تتحقق منه محكمة الموضوع وتورده ضمن واقعات حكمها ‪.‬‬
‫ورجوعًا لمحكمة النقض نجدها قد قضت في هذا الشأن‬

‫لما كان ذلك ‪ ،‬وكان البين من الحكم المطعون فيه أنه تصدي للرد علي دفع الطاعنات ببطالن التحقيق الذي أجرته محكمة أول‬
‫درجة لمخالفته نص المادة ‪ 73‬من قانون اإلثبات فأبان أن سماع الشهود إثباتًا ونفيًا في جلسة واحدة يكون عند عدم قيام المانع‬
‫الذي يحول دون ذلك‬

‫وقد ثبت قيامه لدي تلك المحكمة التي لم تسمع شهود النفي في ذات جلسة سماعها شهود اإلثبات لعذر قهري تعذر معه علي‬
‫المطعون ضده إعالنهم ‪ ،‬ومن ثم يكون الحكم في رده علي الدفع ببطالن التحقيق قد أصاب صحيح القانون ويضحي النعي الذي‬
‫تثيره الطاعنات علي غير أساس‬

‫نقض أحوال شخصية – جلسة ‪ 1977-24-11‬سنة ‪ 39‬العدد الثاني ص ‪1215‬‬

‫كما قضت محكمة النقض بشأن الدفع ببطالن التحقيق‬

‫التحدي ببطالن إجراءات التحقيق ال يجوز التمسك به ألول مرة أمام محكمة النقض‬

‫نقض ‪ 1977-11-14‬سنة ‪ 28‬ص ‪1784‬‬

‫ويقرر المستشار الدناصوري تعليقًا منه علي ما يعده من قبيل الموانع أنه‬

‫ويعتبر من قبيل المانع الذي يحول دون سماع الشهود جميعهم في جلسة واحدة كثرة عدد الشهود أو طول الوقت الذي يستغرقه‬
‫سماع أقوالهم ومناقشتها بحيث ال تتسع الجلسة الواحدة لسماع أقوالهم جميعًا ‪ ،‬وهنا يجوز تجزئة سماع الشهود وتحديد جلسة‬
‫أخري يتم فيها االستماع إلي شهادة من لم تتمكن من سماعهم في جلسة التحقيق األولي‬

‫د‪ .‬عبد الحكم فوده – المرجع السابق – المجلد األول – ص ‪599‬‬

‫أما العميد الدكتور عبد الوهاب العشماوى فيقرر بشأن ما يعد مانعًا من سماع الشهود جميعًا في جلسة تحقيق واحده‬

‫‪14/28‬‬
‫ويجوز أن يعد من قبيل المانع الذي نصت عليه المادة تخلف بعض الشهود عن جلسة التحقيق األولي بسبب عدم إعالنهم وتمسك‬
‫الخصم اآلخر بطلب سماع شهوده الذين أحضرهم دون انتظار إلي جلسة مقبلة يتم إعالن شهود خصمه إليها‬

‫فهنا يجوز للمحكمة أن تجيبه إلي طلبه وأن تسمع شهوده وأن تحدد جلسة أخري لسماع باقي الشهود حتي ال يضار الخصم الذي‬
‫أحضر شهوده إذ يخشى أن يتضرر هؤالء من تضييع وقتهم ‪ ،‬فال يحضرون مرة أخري أو يطرأ علي بعضهم عذر أو مانع من‬
‫وفاة أو مرض أو سفر إلي الخارج فيتعذر حضورهم‬

‫وبذلك يحرم الخصم الذي يعتمد علي شهادتهم من دلل يؤيد حقه ‪ ،‬ويكون في ذلك تشجيع للخصم المماطل أو الذي يحس بضعف‬
‫موقفه من تعطيل التحقيق وتفويت األجل المحدد إلجرائه‬

‫وتمكين له من تجريد خصمه من دليله ‪ ،‬لذلك يجدر بالمحكمة أن توصد هذا السبيل أمامه بتجزئة سماع الشهود والمبادرة إلي‬
‫سماع من حضروا وتعيين جلسة أخري لحضور من تغيبوا وسماعهم فيها‬

‫د‪ .‬عبد الحكم فوده – المرجع السابق – الجزء الثاني – ‪549‬‬

‫ونري من جانبنا أن سماع جميع الشهود في جلسة تحقيق واحدة أو السماح بسماع كل منهم في جلسة تحقق مستقلة لوجود مانع‬
‫وصفته محكمة النقض بأنه عذر قهري يوجب التعرض ألحكام إعالن هؤالء الشهود بالحضور ‪ ،‬لذا فإننا نرجئ بيان رأينا‬
‫الخاص حتي تمام التعرض للمواد الحاكمة لذلك والمنظمة له‬

‫راجع ما سيلي بشأن المواد أرقام ‪ 78 77 ، 76‬من قانون اإلثبات‬

‫تأجيل جلسة سماع الشهود يعد تكليفًا بالحضور لمن حضر من الشهود‬

‫تأجيل جلسة سماع الشهود يعد تكليفًا بالحضور لمن حضر من الشهود بحضور الجلسة التالية طبقًا لصريح نص المادة ‪73‬‬
‫الفقرة الثانية من قانون اإلثبات إذا أجل التحقيق لجلسة أخرى كان النطق بالتأجيل بمثابة تكليف لمن يكون حاضرًا من الشهود‬
‫بالحضور فى تلك الجلسة‬

‫وفي هذا الصدد قضت محكمة النقض‬

‫إذا كان شهود الطاعن قد حضروا بالجلسة المحددة للتحقيق إال أن المحكمة قررت تأجيل التحقيق بناء علي طلب المطعون عليها‬
‫إلعالن شهودها إال أن شهود الطاعن لم يحضروا بالجلسة التالية ورفضت المحكمة إجابته لطلبه بإصدار حكم تحقيق آخر‬
‫تأسيسًا علي أنه عجز عن اإلثبات في الفترة التي اتاحتها له المحكمة‬

‫فإن الحكم يكون معيبًا ذلك أن تأجيل التحقيق علي ما تقضي به المادة ‪ 194/2‬من قانون المرافعات يعتبر بمثابة تكليف لمن‬
‫يكون حاضر من الشهود بالحضور لتلك الجلسة إال إذا أعم المحكمة من الحضور صراحة ‪ ،‬كان الطاعن قد علي النحو المتقدم‬
‫قد قام بما أوجبه عليه القانون من تكليف شهوده بالحضور للتحقيق مما يستوجب نقض الحكم لهذا السبب‬

‫نقض مدني – جلسة ‪ 1968-6-11‬سنة ‪ 19‬ص ‪1137‬‬

‫التزام محكمة االستئناف بسماع شهود المدعي عليه – المستأنف‬

‫التزام محكمة االستئناف بسماع شهود المدعي عليه – المستأنف – إذا لم يسبق سماعهم أمام محكمة الدرجة األولي‬

‫طلب التحقيق بشهادة الشهود جائزًا تقديمه في أية حالة تكون عليها الدعوى باعتباره من وسائل الدفاع التي يجوز إبداؤها ألول‬
‫مرة أمام محكمة االستئناف – والفرض أن المستأنف وقد كان لدي قضاء الدرجة األولي مدعي عليه لم يحضر أي جلسة من‬
‫جلسات المحكمة مع فرض صحة إعالنه قانونًا‬

‫فإنه متي استأنف الحكم كان من حقه طلب إحالة الدعوى للتحقيق لينفي ما أثبته المستأنف عليه أمام محكمة الدرجة األولي ‪.‬‬

‫وقد عرض األمر علي محكمة النقض فقضت ما يستفاد منه وجوب التفرقة بين حالتين‬

‫‪15/28‬‬
‫األولي – أن يحضر المستأنف أمام محكمة الدرجة األولي ويمكن من النفي فيتقاعس عن ذلك‬

‫الثانية – أال يسبق له حضور وفي هذه الحالة يكون له ويكون علي المحكمة االستئنافية االستجابة لطلب إحالة االستئناف إلي‬
‫التحقيق لينفي ما تثبت ضده لدي قضاء الدرجة األولي‬

‫وقد قضت محكمة النقض‬

‫متي كانت محكمة أول درجة قد أمرت بإجرائه وأحضر الخصم المكلف باإلثبات شهوده وتقاعس خصمه عن إحضار شهود‬
‫النفي ‪ ،‬فإنه ال علي محكمة االستئناف إذا لم تستجب إلي طلبه إحالة الدعوى إلي التحقيق من جديد ‪ ،‬طالما أن محكمة أول درجة‬
‫قد مكنته من نفي الوقائع المراد إثباتها بالبينة‬

‫لما كان ذلك ‪ ،‬وكان البين من األوراق أن محكمة أن محكمة أول درجة قد أحالت الدعوى للتحقيق لتثبت المطعون عليها وقائع‬
‫اإلضرار المدعاة بكافة طرق اإلثبات القانونية بما فيها شهادة الشهود ‪ ،‬وصرحت للطاعن بنفيها بذات الطرق ‪ ،‬ولكنه تخلف عن‬
‫حضور إجراءات التحقيق‬

‫وبالتالي لم يستشهد أحدًا فإنه ال تثريب علي محكمة االستئناف إذا ما التفتت عن طلبه إجراء التحقيق من جديد ‪ ،‬ويكون النعي‬
‫في الحكم باإلخالل بحق الدفاع لعدم استجابة المحكمة لهذا الطلب علي غير أساس‬

‫نقض أحوال شخصية – جلسة ‪ 1979-4-25‬العدد الثاني ص‪1981‬‬

‫قاعدة ‪ :‬وجوب سماع جميع الشهود – شهود اإلثبات وشهود النفي‬

‫قاعدة ‪ :‬وجوب سماع جميع الشهود – شهود اإلثبات وشهود النفي – خالل الميعاد الذي حددته المحكمة في منطوق حكم‬
‫التحقيق ؛‬

‫افتتح المشرع نص المادة رقم ‪ 73‬من قانون اإلثبات بعبارة نصها ” يستمر التحقيق إلى أن يتم سماع جميع شهود اإلثبات والنفي‬
‫فى الميعاد “‬

‫والميعاد الذي تشير إليه هذه العبارة هو الميعاد المشار إليه بعجز المادة ‪ 71‬من قانون اإلثبات إذ تنص هذه المادة في عجزها‬
‫علي أنه ” ويبين كذلك فى الحكم اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق والميعاد الذي يجب أن يتم فيه ” ‪.‬‬

‫فيجب أن يتم سماع جميع الشهود – شهود إثبات وشهود نفي – خالل الميعاد الذي تحدده محكمة لتنفيذ حكم التحقيق بشهادة‬
‫الشهود والذي تبينه المحكمة بمنطوق حكمها بالتحقيق ‪ .‬ويراعي‬

‫‪ -1‬جري العمل علي أن تحدد المحكمة لتنفيذ حكم التحقيق بسماع الشهود مدة ثالثة شهور تبدأ من _‪____/_/‬م وتنتهي‬
‫في _‪____/_/‬م‬
‫‪ -2‬طبقًا للمادة رقم ‪ 75‬من قانون اإلثبات ال يجوز بعد انقضاء ميعاد التحقيق سماع شهود بناء علي طلب الخصوم‬

‫راجع الشروح الخاصة بهذه المادة وكذا الشروح الخاصة بالمادة ‪ 74‬من قانون اإلثبات والتي تجيز للمحكمة وللقاضي المنتدب‬
‫للتحقيق مد مدة التحقيق ‪.‬‬

‫مد ميعاد التحقيق وحق التظلم من رفض المد‬

‫‪16/28‬‬
‫تنص المادة ‪ 74‬من قانون االثبات علي‬

‫إذا طلب أحد الخصوم خالل الميعاد المحدد للتحقيق مد الميعاد حكمت المحكمة أو القاضي المنتدب على الفور في الطلب بقرار‬
‫يثبت في محضر الجلسة‪.‬‬

‫وإذا رفض القاضي مد الميعاد جاز التظلم إلى المحكمة بناء على طلب شفوي يثبت في محضر التحقيق وتحكم فيه المحكمة على‬
‫وجه السرعة وال يجوز الطعن بأي طريق في قرار المحكمة وال يجوز للمحكمة وال للقاضي المنتدب مد الميعاد ألكثر من مرة‬
‫واحدة‪.‬‬

‫التظلم من قرار رفض مد ميعاد التحقيق‬

‫يقدم طلب مد ميعاد التحقيق إما للمحكمة بكامل هيئتها إذا تولت التحقيق بنفسها ‪ ،‬ويقدم للقاضي المنتدب للتحقيق حال ندبه فإذا‬
‫قدم للمحكمة بكامل هيئتها ورفضت المحكمة مد ميعاد التحقيق فال يمكن التظلم من هذا القرار‬

‫أما إذا صدر قرار الرفض من القاضي المنتدب للتحقيق جاز التظلم منه للمحكمة بكامل هيئتها ‪ ،‬ويكون التظلم بموجب طلب‬
‫شفوي يثبت بمحضر التحقيق ‪ ،‬وهو ما يعني أنه يجب علي القاضي المنتدب للتحقيق عرض األمر علي المحكمة بكامل هيئتها‬
‫للفصل في التظلم الذي تم إثباته بمحضر التحقيق‬

‫ومتي عرض التظلم من رفض مد ميعاد التحقيق كان لمحكمة أن تقرر ما تراه ‪ ،‬فلها أن تصدر قرارها بقبول التظلم ومد ميعاد‬
‫التحقيق ولها في المقابل تأييد قرار القاضي المنتدب للتحقيق برفض طلب المد ‪ ،‬وفي جميع األحوال ال يجوز الطعن علي قرار‬
‫المحكمة سواء صدر برفض طلب مد ميعاد التحقيق أو بقبوله بأي طريق وهو ما يؤكد أن ما يصدر عن القاضي المنتدب في‬
‫هذا الشأن هو قرار وليس حكم‬

‫قارب ‪ .‬م ‪ .‬عزالدين الدناصوري – المرجع السابق – المجلد األول – ص ‪603‬‬

‫وهنا يجب التوقف عند مدي التزام القاضي المنتدب للتحقيق في حالة رفضه مد ميعاد التحقيق والتظلم بمحضر التحقيق من هذا‬
‫القرار بعرض األمر علي المحكمة بكامل هيئتها‬

‫ونري من جانبنا وجوب عرض التظلم علي المحكمة وإال بطلت إجراءات التحقيق ‪ ،‬صحيح أن المشرع لم ينص صراحة علي‬
‫البطالن لكن هذا النص يقرر ضمانه للمتقاضين حتي ال نحميهم من تعسف القاضي المنتدب للتحقيق فقد يكون طلب مد ميعاد‬
‫التحقيق مبررًا ‪.‬‬

‫وإذا كان النص بصياغته تلك يلزم القاضي المنتدب للتحقيق إذا ما رفض مد ميعاد التحقيق وحصل تظلم من قراره ثبت بمحضر‬
‫التحقيق بعرض أمر التظلم علي المحكمة بكامل هيئتها فإننا نري جواز التظلم مباشرة إلي المحكمة بكامل هيئتها بتظلم كتابي‬
‫يقدم للمحكمة ‪.‬‬

‫إال أننا نري أنه ال يمكن اعتبار طلب مد ميعاد التحقيق من قبيل المسائل العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات التي أشار إليها‬
‫المشرع بالمادة ‪ 7‬من قانون اإلثبات حيث توجب هذه المادة تقديم هذه المسائل العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات للقاضي‬
‫المنتدب للتحقيق وما لم يقدم له منها ال يجوز عرضه علي المحكمة ‪.‬‬

‫حظر مد ميعاد التحقق ألكثر من مرة – ال بطالن‬

‫حظر المشرع من خالل الفقرة الثالثة من المادة رقم ‪ 74‬من قانون اإلثبات مد ميعاد التحقيق أكثر من مرة ‪ ،‬والمخاطب بالنص‬
‫هي المحكمة بكامل هيئتها وكذا القاضي المنتدب للتحقيق‬

‫والتساؤل‬

‫ما ذا لو قررت المحكمة أو قرر القاضي المنتدب للتحقيق عكس ذلك ‪ .‬فقرر مد ميعاد التحقيق أكثر من مرة ‪.‬‬

‫‪17/28‬‬
‫في البدء نقرر أن مد ميعاد التحقيق قد يكون من شأنه تعطيل الفصل في الدعوى المعروضة وإطالة أمد النزاع ‪ ،‬لكن األمر ليس‬
‫علي إطالقه فقد يكون مد ميعاد التحقيق ألكثر من مرة مبررًا ‪ ،‬وهنا ال يمكن الحديث عن تعطيل الفصل في الدعوى وال اللدد‬
‫في الخصومة ‪ ،‬وفي العموم فإن هذا النص هو نص تنظيمي ومن ثم ال يترتب علي مخالفته البطالن ‪.‬‬

‫ذات الرأي لمستشار ‪ .‬عز الدين الدناصوري – المرجع السابق – المجلد األول ص ‪. 604‬‬

‫إذ تنص المادة ‪ 20‬من قانون المرافعات علي أنه ‪:‬‬

‫يكون اإلجراء باطًال إذا نص القانون صراحة علي بطالنه أو إذا شابه عيب لم تتحقق بسببه الغاية من اإلجراء وال يحكم‬
‫بالبطالن رغم النص عليه إذا ثبت تحقق الغاية من اإلجراء‬

‫ميعاد التحقيق – طلب مد ميعاد التحقيق‬

‫ألزم المشرع المحكمة أن تحدد بمنطوق حكم التحقيق اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق والميعاد الذي يجب أن يتم فيه – مادة ‪ 71‬من‬
‫قانون اإلثبات – والمحكمة تترخص في تحديد هذا الميعاد وال يقيدها إال ما أورده المشرع بالمادة رقم ‪ 3‬من قانون اإلثبات إذ‬
‫قررت هذه المادة في فقرتها األولي “‬

‫إذا ندبت المحكمة أحد قضائها لمباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات وجب عليها أن تحدد أجًال ال يجاوز ثالثة أسابيع لمباشرة هذا‬
‫اإلجراء “‬

‫والواضح أن هذا القيد خاص بحالة ندب أحد قضاة المحكمة للتحقيق لكن ذلك ال يحول دون تطبيقه علي المحكمة نفسها إذا تولت‬
‫هي التحقيق‬

‫راجع الشروح الخاصة بالمادة ‪ 3‬من قانون اإلثبات ‪ ،‬وقد أوضحنا أن الميعاد الذي أورده المشرع بنص هذه المادة هو ميعاد‬
‫تنظيمي ال يترتب علي مخالفته البطالن‬

‫وطبقًا للفقرة األولي من المادة رقم ‪ 74‬فللخصوم – خالل الميعاد الذي يحدده منطوق حكم التحقيق للبدء في التحقيق واالنتهاء‬
‫منه – حق طلب مد الميعاد ‪ ،‬ولم يشترط النص أن يكون الطلب مكتوبًا أو يثبت في محضر الجلسة فقط كما لم يشترط أن يكون‬
‫هذا الطلب مسببًا وإن كان من الطبيعي يسببه مقدمه‬

‫يسبب طلب مد ميعاد التحقيق دومًا بحضور الشهود وهو ما يوجب الرجوع لما تقرره المواد الخاصة بحضور وإحضار الشهود‬
‫أمام المحكمة أو القاضي المنتدب للتحقيق ‪ ،‬وقد عالجها قانون اإلثبات في المواد أرقام ‪ 78 ، 77 ، 76‬لذا يرجي مراجعة‬
‫الشروح الخاصة بها‬

‫وفي جميع األحوال تحكم المحكمة أو القاضى المنتدب – إذا كانت المحكمة قد انتدبت أحد قضاتها للتحقيق وعلى الفور فى‬
‫الطلب ‪ ،‬ويكون فصل المحكمة أو القاضي المنتدب في طلب مد الميعاد بقرار وليس بحكم يثبت فى محضر الجلسة ‪.‬‬

‫أثر انقضاء ميعاد التحقيق وعدم سماع شهود‬

‫تنص المادة ‪ 75‬اثبات علي‬

‫ال يجوز بعد انقضاء ميعاد التحقيق سماع شهود بناء على طلب الخصوم‪.‬‬

‫تحديد المقصود ميعاد التحقيق الذي ال يجوز سماع شهود بعده‬

‫الميعاد الذي يشير إليه نص المادة ‪ 75‬من قانون اإلثبات هو الميعاد الذي تلزم محكمة الموضوع بتحديده إلجراء التحقيق بسماع‬
‫شهادة الشهود ‪ ،‬فقد ألزم المشرع محكمة الموضوع أن تحدد بمنطوق حكم التحقيق الذي تصدره اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق‬
‫والميعاد الذي يجب أن يتم فيه – مادة ‪ 71‬من قانون اإلثبات ‪ .‬وهنا يراعي لألهمية ‪:‬‬

‫ًا‬
‫‪18/28‬‬
‫‪ -1‬أن المحكمة تترخص في تحديد مدي هذا الميعاد فقد تقرر المحكمة بمنطوق حكمها أنها حددت لسماع الشهود ميعادًا قدره‬
‫شهرين أو ثالثة أشهر فال قيد يرد عليها في هذا الشأن ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن القيد الوحيد الذي يرد علي محكمة الموضوع بخصوص ميعاد التحقيق قررته المادة رقم ‪ 3‬فقرة ‪ 1‬من قانون اإلثبات إذ‬
‫قررت ” إذا ندبت المحكمة أحد قضائها لمباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات وجب عليها أن تحدد أجًال ال يجاوز ثالثة أسابيع‬
‫لمباشرة هذا اإلجراء ” وقد أوضحنا لدي بيان الشروح الخاصة بالمادة ‪ 3‬من قانون اإلثبات أن هذا الميعاد تنظيمي ال يترتب‬
‫علي مخالفته بطالن‬

‫‪ -3‬أن للمحكمة مصدره حكم التحقيق بسماع الشهود ‪ ،‬وكذا للقاضي الذي قد تنتدبه هذه المحكمة مد هذا الميعاد بناء علي طلب‬
‫من الخصوم أو أحدهما طبقًا للمادة ‪ 74‬من قانون اإلثبات ‪.‬‬

‫الدفع ببطالن التحقيق لسماع الشهود بعد الميعاد والرد عليه‬

‫قد يثير أحد الخصوم دفعًا ببطالن التحقيق لسماع الشهود بعد انتهاء الميعاد المحدد لحكم التحقيق ‪ ،‬وهذا الدفع مردود عليه بما‬
‫قررته محكمة النقض بأنه ‪:‬‬

‫إذا كانت المادة ‪ 20‬من قانون المرافعات القائم قد ال ترتب البطالن بغير نص صريح إال إذا شاب اإلجراء عيب لم تتحقق بسببه‬
‫الغاية منه ‪ ،‬وكان النص في المادة ‪ 75‬من قانون اإلثبات علي أنه ال يجوز بعد انقضاء ميعاد التحقيق سماع شهود بناء علي‬
‫طلب الخصوم هو نص تنظيمي ال يترتب البطالن علي مخالفته ‪ ،‬فيعتد بالتحقيق الذي يتم بعد انتهاء الميعاد طالما سمع شهود‬
‫الطرفين وتحققت الغاية من اإلجراء‬

‫نقض جلسة ‪ 1976-3-10‬سنة ‪ 27‬ص ‪592‬‬

‫إذن فال بطالن ‪ ،‬لكن األمر يحتاج إلي اإليضاح التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن محكمة النقض في الحكم المشار إليه أسست قضاءه برفض الدفع ببطالن التحقيق ليس فقط علي أن نص المادة ‪ 75‬من‬
‫قانون اإلثبات هو نص تنظيمي ال يترتب علي مخالفته بطالن ‪ ،‬بل قررت في عجز هذا الحكم أن محكمة الموضوع وإن‬
‫استمعت للشهود بعد انقضاء الميعاد إال أنها استمعت لجميع الشهود دون استثناء وهو ما يعني أن الغاية من النص قد تحققت‬
‫بمنح جميع الخصوم فرص متساوية في اإلثبات والنفي‬

‫قضت محكمة النقض ‪:‬‬

‫سماع شهود الطرفين بعد انتهاء ميعاد التحقيق ‪ .‬ال بطالن ‪ .‬االعتداد بهذا التحقيق ‪ .‬ال خطأ‬

‫نقض جلسة ‪ 1993-2-18‬الطعن رقم ‪ 948‬لسنة ‪ 57‬ق‬

‫‪ -2‬أن قاعدة عدم جواز سماع الشهود بعد انقضاء ميعاد التحقيق غير متعلقة بالنظام العام وسكوت الخصم علي اإلجراءات‬
‫يعتبر بمثابة قبول مانع من المنازعة فيه بعد ذلك ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن نص المادة ‪ 75‬من قانون اإلثبات محل البحث تتحدث عن حظر سماع الشهود بناء علي طلب الخصوم وهذا يعني أن‬
‫للمحكمة من تلقاء نفسها أن تسمع الشهود بعد فوات ميعاد التحقيق وال بطالن ‪.‬‬

‫التعليق علي حكم هام لمحكمة النقض بخصوص سماع الشهود بعد الميعاد المحدد ؛‬

‫بتاريخ ‪ 1975-11-19‬أصدرت محكمة النقض حكمًا هامًا كان مما ورد فيه الرد علي الدفع ببطالن التحقيق لسماع الشهود بعد‬
‫الميعاد ‪ ،‬وحال تعرض المحكمة للرد علي هذا الدفع تعرضت لحساب المدة التي يدعي الطاعن أن المحكمة خالفتها وهي مدة‬
‫نفاد حكم التحقيق ‪ ،‬وانتهت إلي أن سماع الشهود تم خالل المدة المحددة بحكم التحقيق وليس بعدها ‪.‬‬

‫‪19/28‬‬
‫فقضت ‪ … :‬والثابت أن اليوم المقرر لبدء التحقيق هو ‪ 3‬من يناير ‪ 1972‬فإن هذا اليوم ينبغي احتسابه ضمن الميعاد ألن من‬
‫الجائز سماع الشهود وإجراء التحقيق فيه بالذات وتكون نهاية الشهور الثالثة المحددة إلجراء التحقيق خاللها هو يوم ‪ 2‬من‬
‫إبريل ‪ 1972‬ال اليوم التالي‬

‫الطعن رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 43‬جلسة ‪ – 1975-11-19‬أحوال شخصية‬

‫وهذا الحكم أثار لبسًا بشأن اعتبار نص المادة ‪ 75‬من قانون اإلثبات نص تنظيمي أم ال وبالتالي الحكم بالبطالن لمخالفته ‪ ،‬فما‬
‫قررته المحكمة وحسابها لمدة حكم التحقيق ال ينبئ عن أنها تعتبر هذا النص نص تنظيمي‬

‫واألمر كان بحاجة إلي الرجوع لواقعات الدعوى كما عرضت علي محكمة النقض لنتفهم ما قررته ‪ ،‬وقد اتضح أن محكمة‬
‫الموضوع استعمت لشهود اإلثبات دون شهود النفي ‪ ،‬كما أن الطاعن قد تمسك دفع بعدم جواز سماع شهود اإلثبات بعد انتهاء‬
‫ميعاد التحقيق ‪.‬‬

‫إذن فقد كان لزامًا علي محكمة النقض – بعد أن أعلن الطاعن أمام قضاء الموضوع تمسكه بالدفع بعدم جواز سماع شهود‬
‫اإلثبات بعد الميعاد – أن ترد علي الدفع ببيان أن الشهود سمعوا خالل الميعاد ‪.‬‬

‫الخصم ملزم بإحضار شهوده أو إعالنهم بالحضور‬


‫تنص المادة ‪ 76‬من قانون االثبات علي‬

‫إذا لم يحضر الخصم شاهده أو لم يكلفه الحضور في الجلسة المحددة قررت المحكمة أو القاضي المنتدب إلزامه بإحضاره أو‬
‫بتكليفه الحضور لجلسة أخرى ما دام الميعاد المحدد إلتمام التحقيق لم ينقض فإذا لم يفعل سقط الحق في االستشهاد به‪ .‬وال يخل‬
‫هذا بأي جزاء آخر يرتبه القانون على هذا التأخير‪.‬‬

‫المفهوم الحركي لنص المادة ‪ 76‬اثبات‬

‫ما إن تصدر المحكمة حكمًا بإحالة الدعوى للتحقيق بسماع الشهود وإال وتضمن منطوق الحكم الصادر عنها تصريحًا بإعالن كل‬
‫خصم لشهوده أو إحضارهم دون إعالن حسب الحال‬

‫وهذا نموذج لحكم تحقيق في دعوى اعتراض علي اإلنذار بالدخول في الطاعة ثابت به أن المحكمة تصرح بمنطوق الحكم‬
‫باستحضار الشهود أو إعالنهم ‪:‬‬

‫حكمت المحكمة ‪:‬‬

‫وقبل الفصل فى الموضوع بإحالة الدعوى للتحقيق لتثبت الُمعترضة بكافة طرق اإلثبات بما فيها القرائن وشهادة الشهود‬
‫عناصر دعواها وعلى وجه الخصوص إثبات أن الُمعَترض ضده غير أمين على نفسها ومالها وأنه دائم التعدي عليها بالسب‬
‫والضرب‬

‫وأن المسكن الُموجه عليه إنذار الطاعة غير شرعي وال يقوم باإلنفاق عليها وبدد أعيان جهازها وعلى وجه العموم تحقيق‬
‫أوجه دفاع المدعية ومدى أحقيتها فى طلباتها الواردة بعريضة الدعوى ‪.‬‬

‫وللُمعترض ضده النفي بذات الطرق والمحكمة حددت جلسة …‪2011/……/..‬م‪ .‬لبدء التحقيق على أن ينتهي خالل ثالثة‬
‫شهور من تاريخ هذه الجلسة وندبت إلجرائه السيد رئيس الدائرة وله ندب من يشاء من أعضاء الدائرة وعلى طرفي الدعوى‬
‫إعالن شهودهم أو إحضارهم للجلسة المحددة‬

‫واعتبرت النطق بالحكم إعالنًا للمدعية وكلفتها بإعالن المدعى عليه بمنطوق الحكم والجلسة وأبقت الفصل فى المصاريف‬
‫…“‬

‫هذا يعني أن الخصم يعلم بكونه ملزم باستحضار شهوده أو إعالنهم بالحضور ‪ ،‬فإذا لم يكن الخصم حاضرًا بالجلسات السابقة‬
‫علي ذلك فقد وجب إعالنه طبقًا للمادة رقم ‪ 5‬فقرة ‪ 2‬من قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه ‪:‬‬

‫ًال‬
‫‪20/28‬‬
‫ويجب إعالن األوامر الصادرة بتعيين تاريخ إجراء اإلثبات وإال كان العمل باطًال ‪ .‬ويكون اإلعالن بناء على طلب قلم الكتاب‬
‫بميعاد يومين ‪.‬‬

‫التأجيل اإللزامي مع تكليف الخصم بإعالن شهوده أو إحضارهم ؛‬

‫طبقًا لصريح نص الفقرة األولي من المادة ‪ 76‬من قانون اإلثبات فإن المحكمة ملزمة إذا لم ُيحضر الخصم شهوده أو لم يعلنهم‬
‫بالحضور بالجلسة المحددة للتحقيق بالتأجيل لجلسة تالية مع إلزامه باستحضار شهوده أو بتكليفهم بالحضور ‪.‬‬

‫وهنا يراعي لألهمية‬

‫‪ -1‬أن القاضي المنتدب للتحقيق ملزم بالتأجيل لجلسة تالية فال يملك رادًا علي عدم إحضار الخصم لشهوده أو تكليفهم‬
‫بالحضور بالجلسة األولي للتحقيق توقيع أي جزاءات علي الخصم‪.‬‬
‫‪ -2‬أن التأجيل لجلسة تالية ال بد أن يكون مصحوبًا بتكليف صريح للخصم باستحضار شهوده أو إعالنهم وتكليفهم‬
‫بالحضور ألن هذا التكليف سيكون فيما يلي أساسًا وسندًا التخاذ إجراءات ضد الخصم وضد الشاهد الممتنع عن‬
‫الحضور لإلدالء بالشهادة كما سيلي بالمادة ‪ 78‬من قانون اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا أحضر الخصم المكلف بعبء اإلثبات شهوده بتلك الجلسة جاز للمحكمة أن تسمع شهادتهم ‪ ،‬فإذا رأت المحكمة‬
‫التأجيل لتسمع شهود اإلثبات والنفي معًا في جلسة واحدة اعتبر النطق بالتأجيل بمثابة تكليف لمن يكون حاضرًا من‬
‫الشهود فال داعي إلعادة تكليفهم ‪ ،‬وهذا يفترض إثبات حضور هؤالء الشهود بمحضر الجلسة ومن ثم النطق بالتأجيل‬

‫راجع الشروح الخاصة بالمادة ‪ 73‬من قانون اإلثبات‬

‫سقوط حق الخصم في االستشهاد‬

‫طبقًا لصريح نص الفقرة األولي من المادة ‪ 76‬من قانون اإلثبات إذا لم يحضر الخصم شهوده وباألدنى لم يكلفهم بالحضور‬
‫لجلسة التحقيق التالية نفاذًا لما أمر به القاضي المنتدب للتحقيق يسقط حقه في االستشهاد ‪،‬‬

‫محكمة النقض عرض عليها األمر فقررت‬

‫أنه من المقرر – في قضاء هذه المحكمة – أنه إذا لم يحضر الخصم شاهده بالجلسة المحددة لبدء التحقيق أو يكلفه بالحضور فيها‬
‫‪ .‬فإن المحكمة أو قاضي التحقيق يلزمه بذلك مع تحديد جلسة تالية ما دام أجل التحقيق قائمًا ‪ ،‬فإذا لم ينفذ الخصم ما الزم به سقط‬
‫حقه في االستشهاد به ‪ ،‬وهو جزاء يتقرر بغض النظر عن انتهاء أجل التحقيق أو بقائه ممتدًا‬

‫نقض ‪ 1988-3-29‬سنة ‪ 39‬الجزء األول ص ‪554‬‬

‫وفي بيان العلة والغاية من هذا اإلجراء قضت محكمة النقض ‪:‬‬

‫إن المشرع هدف إلي عدم تمكين الخصوم من إطالة أمر التقاضي عن طريق تعمد استغراق مدة التحقيق كاملة دون مقتضي ‪،‬‬
‫فأوجبت علي المحكمة أو القاضي المنتدب للتحقيق إذا لم يحضر شاهده بالجلسة المحددة لبدء التحقيق أو لم يكلفه الحضور فيها‬
‫أن يلزمه بذلك مع تحديد جلسة تالية ما دام التحقيق ما زال قائمًا‬

‫فإذا لم ينفذ الخصم ما التزم به سقط حقه في االستشهاد به وهو جزاء يتقرر بغض النظر عن انتهاء أجل التحقيق أو بقائه ممتدًا‬

‫نقض أحوال شخصية – الطعن رقم ‪ 51‬لسنة ‪ 50‬ق جلسة ‪1982-1-26‬‬

‫الجزاءات األخرى التي أشار إليها نص المادة ‪ 76‬من قانون اإلثبات‬

‫أبانت المادة ‪ 76‬أن عدم إحضار الخصم لشهوده أو إعالنهم بالحضور للجلسة التالية يترتب عليه الحكم بسقوط حق الخصم في‬
‫االستشهاد ‪ ،‬لكن ذات المادة قررت أيضًا ” وال يخل هذا بأي جزاء آخر يرتبه القانون علي هذا التأخير “‬

‫فيجوز إذن‬

‫‪21/28‬‬
‫‪ -1‬تغريم الخصم ‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ -2‬الحكم بوقف الدعوى جزائي ‪.‬‬
‫‪ -3‬اعتبار الدعوى كأن لم تكن لعدم تنفيذ ما أمرت به المحكمة‬

‫تنص المادة ‪ – 99‬الفقرات ‪ 4 ، 3‬من قانون المرافعات علي أنه ‪:‬‬

‫ويجوز للمحكمة بدال من الحكم علي المدعى بالغرامة أن تحكم بوقف الدعوى لمدة ال تجاوز شهرا بعد سماع أقوال المدعى‬
‫عليه‪.‬‬

‫وإذا مضت مدة الوقف ولم يطلب المدعى السير في دعواه خالل الخمسة عشر يوما التالية النتهائها ‪ ،‬أو لم ينفذ ما أمرت به‬
‫المحكمة حكمت المحكمة باعتبار الدعوى كأن لم تكن ‪.‬‬

‫راجع في هذا الصدد مؤلفنا في شرح قانون المرافعات – الشرح والتعليق علي المادة ‪ 99‬من قانون المرافعات‬

‫أثر امتناع الشهود عن الحضور‬

‫تنص المادة ‪ 77‬اثبات علي‬

‫إذا رفض الشهود الحضور إجابًة لدعوة الخصم أو المحكمة وجب على الخصم أو قلم الكتاب حسب األحوال تكليفهم الحضور‬
‫ألداء الشهادة قبل التاريخ المعين لسماعهم بأربع وعشرين ساعة على األقل عدا مواعيد المسافة‪.‬‬

‫ويجوز في أحوال االستعجال نقص هذا الميعاد وتكليف الشاهد الحضور ببرقية من قلم الكتاب بأمر من المحكمة أو القاضي‬
‫المنتدب‪.‬‬

‫كيف تتثبت المحكمة من أن الشاهد ممتنع عن الحضور‬

‫االمتناع تصرف إرادي ال يقوم بمجرد التوقع أو الظن أو التخمين ‪ ،‬لكن ال سبيل لهذا اليقين ‪ ،‬لذا فقد اعتبر المشرع أن مجرد‬
‫تكليف الشاهد تكليفًا صحيحًا وعدم الحضور يعد امتناعًا عن الحضور ‪ ،‬بما يعني أن المشرع اعتبر التكليف الصحيح بالحضور‬
‫قرينة حصول االمتناع ‪ ،‬لذا قررت المادة ‪ 79‬من قانون اإلثبات أنه يجوز للمحكمة أو للقاضي المنتدب إقالة الشاهد من الغرامة‬
‫إذا حضر وأبدي عذر مقبول منعه من الحضور ‪.‬‬

‫المادة تتحدث عن التكليف بالحضور وليس دعوة للحضور ؛‬

‫صياغة هذه المادة مقارنة بالمادة السابقة هي أكثر دقة ‪ ،‬فالمشرع يشير إلي ما سبق علي اعتبار أنها مجرد دعوة للحضور‬
‫لإلدالء بالشهادة فقد أورد المشرع العبارة التالية “‬

‫إذا رفض الشهود الحضور إجابة لدعوة الخصم أو المحكمة ” أما هذه المادة فتتحدث عن تكليف للشاهد أو للشهود بالحضور‬
‫لإلدالء بالشهادة ‪ ،‬يفهم ذلك بوضوح بما قررته المادة التالية – المادة ‪ 78‬من قانون اإلثبات – إذ أنها قررت جواز تغريم الشاهد‬
‫بحكم غير قابل للطعن عليه كما أجازت للمحكمة علي نحو ما سيلي إصدار أمر بإحضار الشاهد ‪.‬‬

‫ويقرر المستشار عز الدين الدناصوري ‪:‬‬

‫‪22/28‬‬
‫أوجب المشرع أن تكون دعوة الشاهد للحضور بتكليف بالحضور أي بإعالن علي يد محضر ‪ ،‬وذلك في حالة رفضه الحضور‬
‫إجابة لدعوى الخصم أو المحكمة ‪ ،‬فال يكفي في ذلك إعالنه بخطاب مسجل مصحوب بعلم الوصول فإذا تم التكليف صحيحًا ولم‬
‫يحضر وقعت عليه المحكمة الجزاء المقرر في المادة ‪ 78‬إثبات ‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد الحكم فوده – المرجع السابق – المجلد األول – ص ‪608‬‬

‫وطبقًا لصريح نص المادة ‪ 78‬من قانون اإلثبات فإنه يجب أن يكون التكليف بالحضور قبل اليوم المحدد لسماع الشهادة بأربع‬
‫وعشرين ساعة علي األقل مع مراعاة مواعيد المسافة‬

‫في تحديد مواعيد المسافة تنص المادة ‪ 16‬من قانون المرافعات علي أنه ‪:‬‬

‫إذا كان الميعاد معينا في القانون للحضور أو لمباشرة إجراء فيه زيد عليه يوم لكل مسافة مقدارها خمسون كيلو متر بين المكان‬
‫الذي يجب االنتقال منه والمكان الذي يجب االنتقال إليه ‪ .‬وما يزيد من الكسور علي الثالثين كيلو متر يزداد له الميعاد وال يجوز‬
‫أن يجاوز ميعاد المسافة أربعة أيام ويكون ميعاد المسافة خمسة عشر يومًا بالنسبة لمن يقع موطنه في مناطق الحدود‬

‫والحديث عن منح الشاهد فوق ميعاد الـ ‪ 24‬ساعة ومواعيد المسافة طبقًا للمادة ‪ 16‬من قانون المرافعات يثير التساؤل عن جواز‬
‫تطبيق المادة ‪ 4‬من قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه ‪:‬‬

‫إذا كان المكان الواجب إجراء اإلثبات فيه بعيدًا عن مقر المحكمة جاز لها أن تندب إلجرائه قاضى محكمة المواد الجزئية الذي‬
‫يقع هذا المكان فى دائرتها ‪ ،‬وذلك مع مراعاة الميعاد المنصوص عليه فى المادة السابقة ‪ .‬وقد وردت هذه المادة بالباب األول‬
‫من قانون اإلثبات في األحكام العامة ‪.‬‬

‫وقد راعي المشرع أحوال االستعجال كأن يكون الميعاد المحدد لالنتهاء من التحقيق قد قارب علي االنقضاء فأجاز بدًال من‬
‫التكليف بالحضور بإعالن علي يد محضر تكليف الشاهد الحضور ببرقية من قلم الكتاب بأمر من المحكمة أو القاضى المنتدب ‪.‬‬

‫تغريم المحكمة للشاهد‬

‫تنص المادة ‪ 78‬من قانون االثبات علي‬

‫إذا كلف الشاهد الحضور تكليفًا صحيحًا ولم يحضر‪ ,‬حكمت عليه المحكمة أو القاضي المنتدب بغرامة مقـدارها أربعين جنيهًا‬
‫ويثبت الحكم في المحضر وال يكون قابًال للطعن‪.‬‬

‫وفي أحوال االستعجال الشديد يجوز أن تصدر المحكمة أو القاضي أمرًا بإحضار الشاهد‪.‬‬

‫وفي غير هذه األحوال يؤمر بإعادة تكليف الشاهد الحضور إذا كان لذلك مقتض وتكون عليه مصروفات ذلك التكليف‪ ,‬فإذا‬
‫تخلف حكم عليه بضعف الغرامة المذكورة ويجوز للمحكمة أو القاضي إصدار أمر بإحضاره‪.‬‬

‫الحكم بتغريم الشاهد مع إعادة تكليفه بالحضور‬

‫سبق تكليف الشاهد بالحضور علي النحو المشار إليه بالمادتين ‪ 77 ، 76‬من قانون اإلثبات وعدم حضوره ‪ ،‬يعني من ناحية‬
‫افتراض أنه ال عذر له في عدم الحضور كما يعني من ناحية أخري اإلضرار بالعدالة بالحيلولة دون استكمال السير في الدعوى‬
‫لذا أجاز المشرع للحكمة أن تحكم بتغريمه وطبقًا لنص المادة ‪ 78‬محل البحث يثبت هذا الحكم بمحضر التحقيق وال يكون قابًال‬
‫للطعن عليه ‪.‬‬

‫والغرامة المشار إليها هي غرامة تهديديه ‪ ،‬لذا فقد قرر المشرع بالمادة ‪ 79‬من قانون اإلثبات أنه يجوز للمحكمة أو للقاضي‬
‫المنتدب إقالة الشاهد من الغرامة إذا حضر وأبدي عذرًا مقبوًال ‪ .‬وسيلي بيان ذلك ‪.‬‬

‫‪23/28‬‬
‫ومع تغريم الشاهد يجوز لمحكمة أن تأمر الخصم بإعادة تكليف الشاهد بالحضور وهو ما يعني التأجيل لجلسة تالية ‪ ،‬وألننا‬
‫بصدد إعادة تكليف بالحضور فقد استوجب نص المادة ‪ 78‬محل البحث أن تكون مصاريف إعادة التكليف علي عاتق هذا الشاهد‬
‫أو هؤالء الشهود حسب الحال ‪ ،‬فإذا تخلف هذه المرة أيضًا عن الحضور جاز الحكم عليه بضعف الغرامة المشار إليها ‪.‬‬

‫األمر بإحضار الشاهد‬

‫أجازت المادة ‪ 78‬من قانون اإلثبات للمحكمة – بكامل هيئتها – وللقاضي المنتدب للتحقق إصدار أمر بإحضار الشاهد وذلك في‬
‫حالتين ‪:‬‬

‫الحالة األولي‬

‫وهي خاصة بحالة االستعجال الشديد ‪ ،‬وقد ورد عليها النص بالفقرة األولي من هذه مادة محل البحث ‪ ،‬وال يوجد تعريف محدد‬
‫لحالة االستعجال الشديد التي أشارت إليها هذه الفقرة ‪ ،‬إال أنه يمكننا القول بأنها مرتبطة بقرب انتهاء الميعاد الذي حددته المحكمة‬
‫لالنتهاء من التحقيق ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‬

‫وهي خاصة بامتناع الشاهد عن الحضور رغم إعادة تكليفه بالحضور لإلدالء بالشهادة وسبق تغريمه بضعف الغرامة ‪ ،‬وهنا يعد‬
‫إصدار األمر باإلحضار ردًا مالئمًا علي شاهد استنفذت معه المحكم كل سبل التهديد للحضور من تغريمه ومضاعفة التغريم‬

‫قارب م‪ .‬عزالدين الدناصوري ويقرر سيادته ‪:‬‬

‫وفي حالة تخلف الشاهد عن الحضور ألول مرة بعد إعالنه فإن المحكمة ال تأمر بإحضاره إال في حالة االستعجال الشديد ‪ ،‬أما‬
‫إذا تخلف عن الحضور بعد إعالنه مرة ثانية فإنه كون من إطالقات المحكمة أن تأمر بإحضاره دون ما اشتراط لالستعجال‬
‫الشديد –‬

‫المرجع السابق – المجلد األول ص ‪609‬‬

‫ويبدوا األمر بتغريم الشاهد منطقيًا سواء في المجال المدني والجنائي ‪ ،‬كما يبدوا منطقيًا األمر باإلحضار في المجالين أيضًا ‪،‬‬
‫فالشهادة التي قد يدلي بها هذا الشاهد من األهمية بمكان في جميع المجاالت القانونية مع االختالف في طبيعة كل مجال‬

‫تنص المادة ‪ 117‬من قانون اإلجراءات الجنائية علي أنه ‪:‬‬

‫يجب على كل من دعي للحضور أمام قاضى التحقيق لتأدية شهادة أن يحضر بناء على الطلب المحرر إليه وإال جاز للقاضى‬
‫الحكم عليه بعد سماع أقوال النيابة العامة بدفع غرامة ال تجاوز خمسين جنيها ويجوز له أن يصدر أمرا بتكليفه بالحضور ثانيا‬
‫بمصاريف من طرفة أو أن يصدر أمرا بضبطه وإحضاره ‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 118‬من قانون اإلجراءات الجنائية علي أنه ‪:‬‬

‫إذا حضر الشاهد أماكم القاضى بعد تكليفه بالحضور ثانيا أو من تلقاء نفسه وأبدى أعذارا مقبولة جاز إعفاؤه من الغرامة بعد‬
‫سماع أقوال النيابة العامة كما يجوز إعفاؤه بناء على طلب يقدم منه إذا لم يستطع الحضور بنفسه‬

‫واألمر باإلحضار المشار إليه بالمادة ‪ 78‬من قانون اإلثبات ال يختلف عن األمر بالضبط واإلحضار الذي يصدره القاضي‬
‫المحقق في المجال الجنائي ففي جميع األحوال يتضمن إكراه الشاهد علي الحضور بتقييد حريته والدفع به أمام الجهة القضائية‬
‫التي أصدرت األمر ‪.‬‬

‫وطبقًا للمادة ‪ 35‬فقرة أخيرة من قانون اإلجراءات الجنائية فإنه ‪:‬‬

‫فى جميع األحوال تنفذ أوامر الضبط واإلحضار واإلجراءات التحفظية بواسطة أحد المحضرين أو بواسطة رجال السلطة العامة‬
‫‪.‬‬
‫ًال‬
‫‪24/28‬‬
‫وعمًال فإن المحكمة أو قاضي التحقيق حسب الحال – ويقصد حسب من أصدر األمر بإحضار الشاهد – تكلف النيابة العامة‬
‫بتنفيذ أمر اإلحضار ‪ ،‬فتقوم األخيرة تنفيذًا لهذا األمر بإلزام الجهات الشرطية بإحضار المتهم ‪.‬‬

‫ويراعي أنه يجوز للخصم طلب إصدار أمر بإحضار الشاهد ‪ ،‬فيما يجوز الحكم به يجوز طلبه ‪ ،‬إال أن المحكمة في جميع‬
‫األحوال تترخص في إصدار األمر باإلحضار فهي ليست ملزمة بإصدار األم باإلحضار ‪ ،‬ولم تشهد المحاكم المدنية – في حدود‬
‫علمنا – واقعة إصدار أمر بإحضار الشاهد ‪ ،‬لكن النص قائم ويجيز واإلعمال خير من اإلهمال ‪.‬‬

‫ويراعي لألهمية أن بعض الشهود يتمتعون بحصانة فال يجوز إصدار أمر بإحضارهم منهم رجال السلك الدبلوماسي وزوجاتهم‬
‫وأقاربهم‬

‫وفي هذا الصدد قضت محكمة النقض‬

‫رجال السلك السياسي وزوجاتهم وأقاربهم الذين يعيشون معهم في معيشة واحدة فيتمتعون بحصانة ال يجوز معها إكراههم علي‬
‫الحضور أمام القضاء ألداء الشهادة عن واقعة جنائية أو مدنية ‪ ،‬وقد أشارت إلي ذلك صراحة التعليمات القضائية للنيابة العامة‬

‫نقض جنائي – جلسة ‪ – 1953-12-28‬مج الخمسة والعشرين سنة الجنائية – ص ‪ 57‬رقم ‪ . 281‬ماده ‪: 792‬‬

‫ال يجوز دعوة رجال السلك السياسي األجنبي شهودا أمام المحكمة وال يجوز ندبهم ألعمال الخبرة سواء في المسائل الجنائية أو‬
‫المدنية ما لم تدع الي ذلك ضرورة وفي هذه الحالة يجب علي النيابة مخابرة النائب العام الستطالع الرأي فيما يتبع في هذا‬
‫الشأن ‪.‬‬

‫ماده ‪ : 793‬اذا لزم اعالن شهود من أعضاء السلك القنصلي األجنبي لسماع اقوالهم امام المحاكم فيجب علي النيابة ان ترسل‬
‫طلبات تكليف هؤالء الشهود بالحضور الي النائب العام بمذكرة يبين فيها موضوع القضية المطلوب أداء الشهادة عنها ومدي‬
‫تعلقها بأعمالهم الرسمية‬

‫ما المقصود بتكليف الشاهد بالحضور تكليفًا صحيحًا وما هي آثاره ؟‬

‫أخطأ المشرع بأن استعمل عبارة ” إذا كلف الشاهد الحضور تكليفًا صحيحًا ” والصحيح هو الحديث عن التكليف القانوني‬
‫بالحضور ‪ ،‬ألن العبارة التي استعملها المشرع قد توحي بجواز تكليف الشاهد تكليف غير صحيح وهذا ال يجوز وال يقبل قانونًا‬
‫‪ ،‬فالشاهد إما أن يكلف أو ال يكلف ‪.‬‬

‫والنص محل البحث يستدعي تطبيق نصوص المواد السابقة عليه وصوًال لفهمه وترتيب اآلثار التي رتبها المشرع علي النحو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬طبقًا للمادة ‪ 76‬من قانون اإلثبات يجب علي الخصم استحضار شاهده أو تكليفه بالحضور للجلسة التي حددها منطوق حكم‬
‫التحقيق لبدء سماع الشهود ‪ ،‬فإذا لم يحضر الخصم شاهده أو لم يكلفه بالحضور يؤجل التحقيق لجلسة تالية مع إلزام الخصم‬
‫بإحضار شاهده أو تكليفه بالحضور‬

‫فإذا لم يحضر شاهده أو يكلفه بالحضور سقط حقه في االستشهاد به إعماًال للمادة ‪ 76‬من قانون اإلثبات المشار إليها‬

‫‪ -2‬طبقًا للمادة ‪ 77‬من قانون اإلثبات إذا رفض الشاهد الحضور – رغم دعوته للحضور أو إخطاره من خصمه أو من قلم كتاب‬
‫المحكمة بالحضور – وجب التأجيل للمرة الثانية وتكليفه بالحضور رسميًا ألداء الشهادة‬

‫وطبقًا للمادة ‪ 77‬المشار إليها يكون اإلخطار في هذه الحالة قبل التاريخ المعين لسماع الشهود بأربع وعشرين ساعة علي األقل‬
‫عدا مواعيد المسافة ويجوز في أحوال االستعجال نقص هذا الميعاد وتكليف الشاهد الحضور ببرقية من قلم الكتاب بأمر من‬
‫المحكمة أو القاضي المنتدب‬

‫إذن فالمقصود بتكليف الشاهد تكليًف صحيحًا سبق تطبيق المادتين أرقام ‪ 77 ، 76‬من قانون اإلثبات ‪ ،‬في هذه الحالة يمكن‬
‫القول بحصول التكليف بالحضور صحيحًا علي النحو المشار إليه بالمادة ‪ 78‬من قانون اإلثبات ‪.‬‬

‫‪25/28‬‬
‫إقالة الشاهد من الغرامة‬

‫تنص المادة ‪ 79‬اثبات علي‬

‫يجوز للمحكمة أو للقاضي المنتدب إقالة الشاهد من الغرامة إذا حضر وأبدى عذرا مقبوال‪.‬‬

‫ماهية اإلقالة من الغرامة‬

‫أجاز قانون اإلثبات تغريم الشاهد إذا كلف بالحضور ولم يحضر ‪،‬‬

‫كما أجاز مضاعفة الغرامة إذا تكرر التكليف بالحضور لإلدالء بالشهادة ولم يحضر – مادة ‪ 78‬من قانون اإلثبات‬

‫إذن فالغرامة طبقًا لنص المادة السابقة هي جزاء عدم الحضور فإذا حضر الشاهد – مجرد الحضور ولو لم يدلي بشهادة –‬
‫وأبدي للمحكمة عذرًا منعه من الحضور‬

‫فللمحكمة أن تقدر هذا العذر فإذا قدرته وبالتالي قبلته زالت الحكمة من التغريم لذا أجاز قانون اإلثبات بموجب المادة ‪ 79‬من‬
‫قانون اإلثبات إقالة الشاهد من الغرامة‬

‫وعمًال فإن العذر األكثر شيوعًا هو عذر المرض ‪ ،‬وللشاهد أن يقدم الدليل علي مرضه ‪ ،‬كما للمحكمة أن تناظر الشاهد وتثبت‬
‫بمحضر الجلسة أنها ناظرته وثبت لها مرضه‬

‫قضت محكمة النقض ‪:‬‬

‫المرض من األعذار‬

‫نقض جنائي جلسة ‪ 16/10/1985‬مجموعة القواعد القانونية س‪ 36‬ص‪. 875‬‬

‫كما قضت محكمة النقض ‪:‬‬

‫تقدير كفاية العذر الذي يستند إليه المستأنف من حق قاضي الموضوع‪ ،‬فمتى انتهى إلى رفضه فال معقب عليه من محكمة النقض‬
‫إال إذا كانت علة الرفض غير سائغة‬

‫نقض جنائي جلسة ‪ 19/11/1973‬س‪ 21‬ق‪ 212‬ص‪1019‬‬

‫واإلقالة من الغرامة تعني اإلعفاء منها ‪ ،‬وقد كان لزامًا علي المشرع أن يشرع اإلقالة كنظام إعفاء من الغرامة إذ أن الغرامة‬
‫التي يوقعها القاضي المنتدب للتحقيق أو توقعها المحكمة بكامل تشكليها ال يجوز الطعن عليها بأي طريق من طرق الطعن ‪،‬‬

‫فقد ورد بالمادة ‪ 79‬من قانون اإلثبات نصًا ” وال يكون قابًال للطعن “‬

‫وإذا كانت اإلقالة من الغرامة تعني اإلعفاء منها ‪ ،‬فإنه ال يوجد تعريف خاص بالغرامة في قانون اإلثبات وهو ما يرجعنا إلي‬
‫تعريفها طبقًا لقانون آخر هو قانون العقوبات حيث تعرف المادة ‪ 22‬منه الغرامة بأنها‬

‫إلزام المحكوم عليه بأن يدفع إلي خزينة الحكومة المبلغ المقدر في الحكم‪ .‬فإذا ما تجاوزنا اعتبار عدم حضور الشاهد رغم تكليفه‬
‫بالحضور جريمة أمكننا القول بأن الغرامة المنصوص عليها بقانون اإلثبات هي حقًا إلزام الشاهد المتخلف عن الحضور بأن‬
‫يدفع إلي خزينة الحكومة المبلغ المقدر في حكم القاضي المنتدب للتحقيق أو المحكمة إذا صدر الحكم منها بكامل تشكيلها‬

‫أنواع الغرامات‬

‫د‪ .‬أمجد عثمان – شرح قانون العقوبات المصري – طبعة ‪ 2010‬دار النهضة العربية ‪:‬‬

‫ونقرر نقًال عن سيادته ما يعد مناسبًا لموضوع المادة محل البحث ‪:‬‬

‫‪26/28‬‬
‫الغرامة كعقوبة أصلية‪:‬‬

‫يقرر القانون الغرامة كعقوبة أصلية في المخالفات والجنح؛ فالغرامة في المخالفات هي العقوبة العادية ولم يعد الشارع يقرر‬
‫الحبس على المخالفات‪ ،‬والغرامة في الجنح ذات أهمية كبيرة فقد يقررها القانون وحدها في جنح غير هامة‪ ،‬وقد يقررها إلى‬
‫جانب الحبس كعقوبة وجوبية أو جوازيه‪ ،‬وقد يقررها مع الحبس على سبيل التخيير‪.‬‬

‫الغرامة كعقوبة تكميلية ‪:‬‬

‫يقرر الشارع الغرامة كعقوبة تكميلية إلى جانب عقوبة أصلية سالبة للحرية‪ ،‬وأكثر ما يفعل الشارع ذلك إنما يكون في الجنايات‪،‬‬
‫وهو ينتقي لذلك في الغالب الجنايات التي يدفع إلى ارتكابها باعث اإلثراء غير المشروع‪ ،‬ويريد بذلك أن يثبت للجاني أن ما ناله‬
‫هو النقيض مما كان يستهدفه‬

‫مثال ذلك‪:‬‬

‫الرشوة واختالس األموال العامة‪ ،‬وقد يقرر الشارع الغرامة كعقوبة تكميلية في جنايات ال يدفع إلى ارتكابها اإلثراء غير‬
‫المشروع كجنايات إحراز األسلحة والذخائر – المادة ‪ 26‬من القانون ‪ 394‬لسنة ‪.1954‬‬

‫الغرامة المختلطة ‪:‬‬

‫هي الغرامة التي تختلط فيه فكرة العقاب مع فكرة التعويض‪ ،‬ويبدو ذلك في الغرامة النسبية‪ ،‬والغرامة الضريبية‪ ،‬وغرامة‬
‫المصادرة‪.‬‬

‫الغرامة النسبية ‪:‬‬

‫هي الغرامة التي ال يحددها القانون بكيفية ثابتة بل يجعلها نسبية تتماشى مع الضرر الناتج من الجريمة أو الفائدة التي حققها‬
‫الجاني أو حاول تحقيقها ‪،‬‬

‫وتتميز الغرامة النسبية بحكم هام عن الغرامة العادية‪:‬‬

‫مؤداه أنه إذا تعدد المتهمون بالجريمة المستوجبة للغرامة النسبية فاعلين كانوا أو شركاء فال يحكم عليهم جميعا إال بغرامة واحدة‬
‫تقاس بضرر الجريمة أو بفائدتها ( أي وفقا لضابط التناسب الذي حدده النص الخاص بهذه الجريمة) ويلتزمون بها متضامنين‪،‬‬
‫ولكن يجوز للقاضي إعفاءهم من هذا التضامن‪..‬‬

‫الغرامة الضريبية ‪:‬‬

‫وتتحدد عادة بنسبة معينة مما لم يؤد من الضريبة‪ ،‬وقد ذهبت بعض األحكام إلى اعتبار هذه الغرامة ذات طبيعة مختلطة أي‬
‫تجمع بين صفتي العقوبة والتعويض‪ ،‬وذهبت بعض التشريعات إلى إطالق لفظ التعويض على هذه الغرامة وهو ما ال يتفق مع‬
‫تكيفها القانوني كعقوبة وإن خالطها معنى التعويض ‪.‬‬

‫غرامة المصادرة ‪:‬‬

‫وهي الغرامة التي يتعين الحكم بها بدال من الحكم بالمصادرة إذا لم تضبط المواد موضوع الجريمة ألي سبب كان‪ ،‬وقد نص‬
‫قانون الجمارك وقانون الرقابة على النقد في مصر على هذا النوع من الغرامات‬

‫الغرامة التي يتم إقالة الشاهد منها هي غرامة االمتناع عن الحضور‬

‫من المهم أن نعيد التأكيد علي أن الغرامة التي يشير إليها نص المادة ‪ 79‬من قانون اإلثبات محل البحث هي الغرامة التي توقعها‬
‫المحكمة بحكم غير قابل للطعن علي الشاهد الذي يتخلف دون عذر عن الحضور رغم تكليفه بالحضور تكليفًا صحيحًا ‪،‬‬

‫‪27/28‬‬
‫إذ تملك المحكمة كما يملك القاضي المنتدب للتحقيق تغريم الشاهد لسبب آخر هو االمتناع عن اإلدالء بالشهادة وهو ما خصص‬
‫له المشرع نصًا مستقًال هو نص المادة ‪ 80‬من قانون اإلثبات ‪،‬‬

‫صحيح أن المشرع أخضع الغرامة الواردة بالمادة ‪ 80‬من قانون اإلثبات ألحكام الغرامة الواردة بالمادة ‪ 79‬فيجوز من ثم اإلقالة‬
‫منها إال أن اختالف سبب التغريم هو ما دفعنا التأكيد علي ذلك ‪.‬‬

‫خاتمة الجزء االول اجراءات التحقيق وسماع الشهود‬

‫هنا انتهي الجزء األول من اجراءات التحقيق المدني ولمتابعة باقي األجزاء الروابط التالية‬

‫شرح المواد من ‪ 80‬الي ‪ 98‬االثبات ( اجراءات سماع الشهود )‬


‫الجزء الثالث‬
‫الجزء الرابع‬

‫‪28/28‬‬

You might also like