Professional Documents
Culture Documents
/azizavocate.com/2022/07قواعد-التحقيق-وسماع-الشهود-شرح-الموادhtml.
27يوليو 2022
شرح اجراءات و قواعد التحقيق وسماع الشهود وفقا للمواد من 70الي 98من قانون االثبات المدني والتجاري مصحوبا
بأحكام محكمة النقض وأراء الفقهاء وستعرف ان كنت متقاضيا أو شاهدا علي ما لك وما عليك في هذه االجراءات وما قد
يعتريها من بطالن وصيغة حلف الشاهد والجزاء علي عدم حضوره أو حضوره ورفض اليمين واالجابة
محتويات الموضوع
تولي المشرع بيان اجراءات التحقيق وسماع المحكمة للشهود في المواد 78 ، 77 ، 76 ، 75 ، 74 ، 73 ، 72 ، 71 ، 70
98 ، 97 ، 96 ، 95 ، 94 ، 93 ، 92 ، 91 ، 90 ، 89 ، 88 ، 87 ، 86 ، 85 ، 84 ، 83 ، 82 ، 81 ، 80 ، 79 ،
،وسنلقي الضوء بالشرح والتفصيل علي كل مادة ونص قانوني ويتضمن الجزء االول من هذا البحث شرح القواعد والنصوص
األتية :
1/28
.7الخصم ملزم بإحضار شهوده أو إعالنهم بالحضور ( مادة 76اثبات )
.8أثر امتناع الشهود عن الحضور ( مادة 77اثبات )
.9تغريم المحكمة للشاهد ( مادة 78اثبات )
.10إقالة الشاهد من الغرامة ( مادة 79اثبات )
للمحكمة من تلقاء نفسها أن تأمر باإلثبات بشهادة الشهود في األحوال التي يجيز القانون فيها اإلثبات بشهادة الشهود متى
رأت في ذلك فائدة للحقيقة.
ًا
كما يكون لها في جميع األحوال ,كلما أمرت باإلثبات بشهادة الشهود ،أن تستدعي للشهادة من ترى لزوم لسماع شهادته
إظهارا للحقيقة.
يحق المحكمة في األمر بسماع شهادة الشهود من تلقاء نفسها بحثًا عن الحقيقة
ذكرنا سلفًا – راجع الشروح الخاصة بالمادة رقم 1من قانون اإلثبات والتي وردت بالباب األول في األحكام العامة – أننا إذا
قلنا أن من حق صاحب الحق أن يقيم أي دليل علي حقه ،فإن حاصل ذلك أننا سنواجه كم ال يحصي من األدلة
كما أننا قد نواجه أدلة غير مشروعة ،ما دام لصاحب الحق أن يثبت حقه بأي دليل ،وقد يؤدي بنا األمر في المنتهي الي هدم
مبدأ مشروعية الدليل وهو أحد أهم المبادئ الحاكمة للدليل عمومًا ،وإذا قلنا أنه ليس لصاحب الحق سوي تقديم أدلة بعينها
محدودة ومعدودة سلفًا ومعلومة القيمة واألثر
فإن حاصل ذلك أن الحق قد يضيع بسبب عدم القدرة علي تقديم دليل بعينه ،صحيح أن حصر األدلة وعدها وتحديد قوة كل دليل
علي حده يحقق مستوي راق من االستقرار إال أنه قد يضيع الحق .واألهم في هذا السياق الدور الذي أرده المشرع للمحكمة في
مواجهة طرق اإلثبات وهل هو دور سلبي بحت يتلقى من خالله القاضي فقط ما يعرض عليه ،أم دور إيجابي بحت بموجبه
يكون للقاضي البحث عن الدليل بنفسه دون أي قيود
وقد انتهينا إلي أن المشرع اختار طريقًا وسطًا اصطلح علي تسميته باإلثبات المختلط حيث حددت طرق اإلثبات ،لكن المشرع
منح المحكمة – بقيد هام عبر عنه نص المادة 70من قانون اإلثبات محل البحث بعبارة ” متى رأت فى ذلك فائدة للحقيقة ”
ونظام اإلثبات المختلط يجمع بين استقرار التعامل بما يفرضه من قيود ،وبين اقتراب الحقيقة القضائية من الحقيقة الموضوعية
مما يعطى للقاضي من حرية التقدير
م .د .عبد الحكم فوده – موسوعة اإلثبات – ص ، 19د .أحمد سالمة – اإلثبات – – 1982ص 39
بقي أن نؤكد علي حقيقة هامة – تعد الشرط الجوهري لتطبيق هذه المادة – ومفادها أن حق المحكمة من تلقاء نفسها أن تأمر
باإلثبات بشهادة الشهود مقيد بأن يكون ذلك فى األحوال التى يجيز القانون فيها اإلثبات بشهادة الشهود ،لذا يكون للخصوم
جميعًا حق االعتراض علي ما أمرت به المحكمة من سماع الشهود إذا كان اإلثبات في هذا الصدد بشهادة الشهود غير جائز
قانونًا
راجع فيما يجوز إثباته بشهادة الشهود المواد 63 ، 62 ، 61 ، 60من قانون اإلثبات .وتراجع الشروح لألهمية المادة 7من
قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه :تقدم المسائل العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات للقاضي المنتدب وما لم يقدم له
منها ال يجوز عرضه على المحكمة .
وما يصدر القاضى المنتدب من القرارات فى هذه المسائل يكون واجب النفاذ وللخصوم الحق فى إعادة عرضها على المحكمة
عند نظر القضية ما لم ينص القانون على غير ذلك
2/28
المحكمة ال تلزم باستعمال سلطتها في األمر باإلثبات بشهادة الشهود
حين تعرض الدعوى علي المحكمة بوقائعها ومستنداتها فإنها إثر مطالعتها ما سبق تقدر مدي صالحية ما عرض عليها لتكوين
عقيدتها ومن ثم الحكم فيها بحالتها ،فإذا رأت المحكمة أن الدعوى بحالتها صالحة للحكم فيها حكمت
-1االستجابة لطلبات الخصوم المتعلقة باتخاذ إجراء من إجراءات اإلثبات كسماع الشهود .
والمحكمة تترخص في اإلذن باتخاذ إجراء من إجراءات اإلثبات ومن ذلك سماع الشهود فتتثبت أوًال من توافر شروط اإلثبات
بشهادة الشهود ،إال أنها ال تملك الرفض مجردًا أي بدون أسباب .وتؤكد محكمة النقض ذلك علي نحو متصل من ذلك ما قضت
به
ال علي المحكمة إذا هي لم تستجب إلي طلب اإلحالة علي التحقيق إذا ما استبان لها أن إجابة الطلب إليه غير منتجة ،وأن لديها
من االعتبارات ما يكفي للفصل في الدعوى حتي مع التسليم بصحة الواقعة المطلوب إثباتها
-2األمر من تلقاء نفسها بسماع شهود – دون أن يطلب ذلك أحد الخصوم – وهي افعل ذلك بمراد محدد وغاية محددة هي إظهار الحقيقة .
وما سبق هو محض رخصة للمحكمة ال عليها إن استخدمتها وال عليها إذا لم تستخدمها ومن ذلك ما قضت محكمة النقض قديمًا
بأن عبارة ” تأمر بإجراء التحقيق ” ليس معناها إلزام المحكمة بإجرائه ،بل مقصدها أنها تأمر بالتحقيق إذا رأت موجبًا له ،ألن
الغرض من هذا اإلجراء هو اقتناع المحكمة برأي ترتاح إليه في حكمها .فإذا كان هذا االقتناع موجودًا بدونه فال لزوم له
نقض مدني – جلسة – 1931-12-17مج القواعد القانونية في 25سنة – ج 1ص 48قاعدة . 175
الحق المخول للمحكمة في المادة 70من قانون اإلثبات بأن تستدعي للشهادة من تري لزومًا لسماع شهادته كلما أمرت باإلثبات
بشهادة الشهود ،هذا الحق جوازي لها متروك لمطلق رأيها وتقدريها تقديرًا ال تخضع فيه لرقابة محكمة النقض
المدعي هو المكلف قانونًا بإثبات دعواه وتقديم األدلة التي تؤيد ما يدعيه فيها ،فإذا كان الحكم المطعون فيه قد أثبت أن الطاعن
لم يقدم دليًال علي ما يدعيه من رد الشركة من رد الشركة المطعون عليها جهاز ” الجرام فون “
الذي يطلب رد ثمنه إليه وكان الحق المخول للمحكمة في المادة 190من قانون المرافعات السابق المقابلة للمادة 70إثبات بأن
تأمر بإحالة الدعوى إلي التحقيق لإلثبات بالبينة ،هذا الحق جوازي لها متروك لمطلق رأيها وتقديرها ال تخضع فيه لرقابة
محكمة النقض .فإن النعي علي الحكم فيما انتهي إليه من رفض الدعوى في هذا الشق منها بمخالفة القانون يكون غير سديد
نقض مدني – جلسة 1959-6-25مج المكتب الفني سنة 10ص ، 499ونقض مدني جلسة 1979-1-23الطعن رقم
933لسنة 45ق
للمحكمة حق العدول عن اإلثبات بشهادة الشهود والعزوف عن نتيجة سماع الشهود إذا قررت المحكمة من تلقاء نفسها –
إعماًال للمادة 70من قانون اإلثبات – األمر بسماع شهود ،وأصدرت حكمًا بذلك
3/28
أي حكم بإحالة الدعوى للتحقيق بسماع شهود فإنها تملك العدول عن هذا الحكم ،فهي تملك العدول إذا كانت اإلحالة للتحقيق
وسماع الشهود بناء علي طلب أحد الخصوم ،فمن باب أولي فإنها تملك العدول إذا كانت هي من أمر – من تلقاء نفسها –
بسماع الشهود .
والعدول ،إما أن يكون عدوًال عن اتخاذ إجراء اإلثبات ،أو عزوف عن األخذ بالنتيجة التي انتهي إليها إجراء اإلثبات ،وفي
الحالتين ال بطالن إذا تم العدول ولم تشير المحكمة إلي أسبابه
فمؤدي نص المادة التاسعة من قانون اإلثبات أن حكم اإلثبات ال يحوز قوة األمر المقضي طالما خلت أسبابه من حسم مسألة
أولية متنازع عليها بين الخصوم ،وصدر بالبناء عليها حكم اإلثبات
ومن ثم يجوز للمحكمة أن تعدل عما أمرت به من إجراءات اإلثبات إذا ما وجدت في أوراق الدعوى ما يكفي لتكوين عقيدتها
للفصل في موضوع النزاع كما لها أال تأخذ بنتيجة اإلجراء بعد تنفيذه
والمشرع وإن تطلب في النص المشار إليه بيان أسباب العدول عن إجراء اإلثبات في محضر الجلسة ،وبيان أسباب عدم األخذ
بنتيجة إجراء اإلثبات الذي تنفذ في أسباب الحكم
إال أنه لم يرتب جزاء معينًا علي مخالفة ذلك ،فجاء النص في هذا الشأن تنظيميًا ،لما كان ذلك وكان البين من مدونات الحكم
المطعون فيه أن محكمة االستئناف وجدت في أوراق الدعوى ما يكفي لتكوين عقيدتها لحسم النزاع دون حاجة إلي تنفيذ حكم
االستجواب
وكان هذا منها عدوًال ضمنيًا عن تنفيذه ،فال يعيب الحكم عدم اإلفصاح صراحة في محضر الجلسة أو في مدوناته عن أسباب
هذا العدول
… والمشرع وإن تطلب في النص المشار إليه بيان أسباب العدول عن إجراء اإلثبات في محضر الجلسة ،وبيان أسباب عدم
األخذ بنتيجة إجراء اإلثبات الذي تنفذ في أسباب الحكم إال أنه لم يرتب جزاءا معينًا علي مخالفة ذلك فجاء النص في هذا الشأن
تنظيميًا
وفي حكم هام لمحكمة النقض تبرر عدم صحة إلزام المحكمة باألخذ بنتيجة إجراء اإلثبات ،فتقرر :حكم اإلثبات .عدم حيازته
قوة األمر المقضي طالما خلت أسبابه من حسم النزاع في مسألة أولية من الخصم .مؤداه .جواز عدول المحكمة عما أمرت به
من إجراء اإلثبات وعدم األخذ بنتيجته بعد تنفيذه .عدم التزامها ببيان أسباب هذا العدول .عله ذلك
ويكون حظر العدول عن سماع شهادة الشهود الذي أمرت به المحكمة إذا تضمن حكم التحقيق قضاء قطعي
كما ذكرنا حال بيان الشروح الخاصة بالمادة رقم 9من قانون اإلثبات – إذا كان المشرع يمنح المحكمة الحق في العدول عن
األحكام الصادرة بإجراءات علي نحو ما سلف
فإن ثمة استثناء يرد علي هذا الحق في العدول مفاده أنه ال يجوز العدول عن أحكام اإلثبات التي تضمنت قضاء قطعيًا .فما
معني ذلك وما تبريره ..؟
4/28
نقرر أن عدول المحكمة عن حكمها الذي أمرت فيه بإجراء من إجراءات اإلثبات مقيد بأال يكون هذا الحكم قد تضمن قضاء
قطعيًا في مسالة تتعلق بجواز اإلثبات أو عدم جوازه
فإذا كانت المحكمة قد فصلت في حكمها الذي أمرت فيه باإلحالة إلي التحقيق في أمر جواز إثبات الواقعة موضوع التحقيق
بشهادة الشهود فإنها ال تملك العدول عن هذا الحكم ألنه لم يقتصر علي األمر بإجراء التحقيق فحسب بل تضمن أيضًا قضاء
قطعيًا بجواز اإلثبات بهذه الوسيلة
وإذا أصدرت حكمًا باالستجواب فصلت في أسبابه في تكييف العقد بأنه وصية ال يجوز لها العدول عنه ألنه قضاء قطعي في هذا
األمر
إذا فصلت المحكمة في أسباب حكمها القاضي باالستجواب في تكييف العقد بأنه وصية ،لم يجز لها العدول عن حكم االستجواب
المبني علي هذا التكييف
إذن فالقاعدة المقررة في هذا الشأن أن األحكام القطعية .موضوعية أو فرعية ولو كانت باطلة أو مبنية علي إجراء باطل .عدم
جواز العدول عنها من ذات المحكمة التي أصدرتها
يجب أن يبين في منطوق الحكم الذي يأمر باإلثبات بشهادة الشهود كل واقعة من الوقائع المأمور بإثباتها وإال كان باطال ,ويبين
كذلك في الحكم اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق والميعاد الذي يجب أن يتم فيه.
يجب أن يتبين من حكم التحقيق يبين بدقة الوقائع المأمور بإثباتها فقد :
أوجب المشرع أن يتضمن الحكم الصادر باإلثبات بسماع شهادة الشهود بيان بجميع الوقائع المأمور بإثباتها وإال كان هذا الحكم
باطًال
السؤال األول
لما استوجب المشرع ذلك .اإلجابة ببساطه ليعلم كل خصم في الدعوى ما هو مكلف بإثباته إذا كان مدعيًا وما هو مكلف بنفيه
إذا كان مدعي عليه
5/28
د .عبد الحكم فوده – المرجع السابق – المجلد الثاني – ص 666
السؤال الثاني
ما عالقة تحديد الوقائع المأمور بإثباتها بشهادة الشهود .اإلجابة أيضًا وببساطه إن اإلثبات بشهادة الشهود يقوم علي ركنين تعلق
الوقائع المراد إثباتها بالدعوى وكونها منتجة فيها
السؤال الثالث
هل البطالن المشار إليه كجزاء لعدم تحديد الوقائع المأمور بإثباتها بطالن مطلق أن نسبي .اإلجابة أن هذا البطالن ورغم النص
عليه صراحة إال أنه بطالن نسبي ال مطلق ،وهو ما يعني أنه يزول بسكوت الخصم المضار منه وتنفيذ حكم التحقيق
والحديث عن بطالن حكم التحقيق ألنه لم يتضمن البيانات الخاصة بالوقائع المأمور بإثباتها بشهادة الشهود يثير الحديث عن وقت
التمسك بالدفع بالبطالن حتي ال يسقط هذا الدفع .
وهنا يجب الرجوع لما تقرره المادة رقم 7من قانون اإلثبات والتي تقرر :
تقدم المسائل العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات للقاضى المنتدب وما لم يقدم له منها ال يجوز عرضه على المحكمة .
وما يصدر القاضى المنتدب من القرارات فى هذه المسائل يكون واجب النفاذ وللخصوم الحق فى إعادة عرضها على المحكمة
عند نظر القضية ما لم ينص القانون على غير ذلك .
إذن
فيجب علي الخصم المضار من بطالن حكم التحقيق لعدم تحديد الوقائع المطلوب إثباتها ونفيها بشهادة الشهود أن يتمسك بالدفع
بالبطالن بمجرد بدء إجراءات التحقيق فإذا ما لزم الصمت ونفذ حكم التحقيق باصطحاب شهوده أو بمناقشة شهود خصمه فإنه
يسقط حقه في الدفع بالبطالن
إن مفاد المادة السابعة من قانون اإلثبات هو وجوب عرض المسائل العارضة الخاصة باإلثبات على القاضى المنتدب للتحقيق
حتى ما كان منها من اختصاص المحكمة الكاملة و إال سقط الحق فى عرضها
و ذلك سواء كانت هذه المسألة متعلقة بموضوع الدليل و كونه مقبوًال أو غير مقبول أو متعلقة بإجراءات تقديم الدليل و تحققه و
ما يجب أن يراعى فيها من مواعيد و أوضاع
ولما كان الثابت أن الطاعن استحضر شهوده الذين سمعوا أمام قاضى التحقيق دون أى تحفظ و دون إبداء أى مالحظة خاصة
بفوات الميعاد فإن ذلك ال يجعل من حقه أصًال عرضها على المحكمة بهيئتها الكاملة عند إعادتها للمرافعة
وجوب بيان الوقائع المطلوب إثباتها بمنطوق حكم اإلثبات م 71/إثبات علته تجاوز التحقيق تلك الوقائع أثره بطالن غير متعلق
بالنظام العام .التحدث به أمام محكمة النقض شروطه
6/28
نقض مدني جلسة 1981-4-25الطعن رقم 673لسنة 46ق
وقد ذكرنا سابقًا – المادة 7من قانون اإلثبات – أن هذا الرأي يشايعه المستشار عز الدين الدناصوري إذ يقرر
وتطبيقًا لذلك إذا أحالت المحكمة الدعوى إلي التحقيق إلثبات واقعة ال يجوز إثباتها بالبينة وندبت أحد قضاتها إلجرائه وحضر
الخصم جلسة التحقيق ولم يدفع بعدم جواز اإلثبات بالبينة وسمع القاضي الشهود في حضوره
فليس له بعد ذلك أن يبدي هذا الدفع أمام المحكمة ،أما إذا حضر أمام القاضي وتمسك بالدفع فسمع القاضي الشهود كان له أن
يتمسك بهذا الدفع أمام المحكمة عند إعادة الدعوى للمرافعة
د .عبد الحكم فوده – المرجع السابق – المجلد األول ص – 67راجع الشروح الخاصة بالمادة 7من قانون اإلثبات
متي أمرت المحكمة بالتحقيق بسماع الشهود وحددت بمنطوق الحكم الصادر بالتحقيق الوقائع المأمور بإثباتها فإنه ال يجوز
تجاوز التحقيق الوقائع المأمور بإثباتها ،وهذا ما يوجب قراءة حكم التحقيق وتحديدًا منطوق حكم التحقيق اآلمر باإلثبات بعناية
فائقة حيث يتم تحديد الوقائع التي أمر الحكم بإثباتها واقعة .واقعة علي نحو دقيق تمامًا .
وحقيقة الحال
أن المشكلة ليست في تجاوز حدود الوقائع المأمور بإثباتها بشكل مجرد
فالمحكمة أو القاضي المنتدب للتحقق غالبًا مما تمتد أسئلته لوقائع أخري مرتبطة علي نحو ما بالوقائع التي يحققها بسماع شهادة
الشهود .وهذا من فنيات التحقيق التي نسلم بها ما دامت تتم دون تجاوز وبقصد إظهار الحقيقة
المشكلة الحقيقة والتي تؤدي إلي تحقق البطالن فعًال ولو كان نسبيًا
أن تسمع المحكمة شهادة الشهود بخصوص واقعة لم ترد في منطوق حكم التحقيق ويتخذ من هذه الشهادة دليًال علي ثبوت أو نفي
هذه الواقعة رغم أنها لم تكن من الوقائع المأمور – المسوح – بإثباتها ونفيها ،فهذا الدليل هو استخالص ناتج عن إجراءات
باطلة فيبطل الدليل حينئذ .
المشرع قد أوجب في المادة 71من قانون اإلثبات أن يبين في منطوق الحكم الذي يأمر باإلثبات كل واقعة من الوقائع المطلوب
إثباتها وإال كان باطًال ،إنما يهدف وعلي ما جاء بالمذكرة اإليضاحية أن ينحصر التحقيق فيها ليعلم كل طرف بما هو مكلف
بإثباته أو نفيه
فإذا استخلصت المحكمة من أقوال الشهود الذين سمعتهم دليًال علي ثبوت أو نفي واقعة لم يتناولها منطوق حكم التحقيق فإن
استخالصها هذا يكون مخالفًا للقانون
إال أن البطالن المترتب علي هذه المخالفة وعلي ما جري به قضاء محكمة النقض مقرر لمصلحة الخصوم وليس متعلقًا بالنظام
العام ويشترط للتحدي به أمامها أن يكون قد سبق التمسك به
ًال
7/28
فإذا استخلصت المحكمة من أقوال الشهود الذين سمعتهم دليًال علي ثبوت أو نفي واقعة لم يتناولها منطوق حكم التحقيق وتمسك
الخصم بطالن هذا الدليل فإن استخالصها هذا يكون مخالفًا للقانون إذ أنها انتزعت من التحقيق دليًال علي خصم لم مكنه من
إثبات عكسه
متي صدر حكم التحقيق أصبح تنفيذه منوطًا بالقاضي المنتدب للتحقيق – إذا لم تري المحكمة إجراء التحقيق بكامل هيئتها –
ساعتها يجب علي كال الخصمين أن يتتبع بدقة منطوق الحكم الصادر بالتحقيق للوقوف علي الوقائع التي أمر الحكم بإثباتها
ونفيها بشهادة الشهود
وهذا يعني أنه علي الخصم تنبيه القاضي المنتدب للتحقيق إذا تعرض لواقعة لم يشملها حكم التحقيق علي اعتبار أنها من المسائل
العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات طبقًا للمادة 7من قانون اإلثبات ،فإذا لم يفعل ولزم الصمت فليس له من بعد التمسك
بالبطالن .
وهذا يعني وطبقًا للمادة 7من قانون اإلثبات أن ما ال يعرض علي القاضي المنتدب للتحقيق ال يجوز عرضه علي المحكمة بعد
انتهاء التحقيق ،وما ال يجوز عرضه علي محكمة الموضوع ال يجوز أن يكون سببًا للطعن في الحكم
البطالن المترتب علي مخالفة هذه القاعدة غير متعلق بالنظام العام وهو مقرر لمصلحة الخصوم ،ويشترط للتحدي به أمام
المحكمة أن يكون قد سبق التمسك به أمام محكمة االستئناف بتجاوز التحقيق الوقائع المطلوب إثباتها ،فال يجوز التحدي بذلك
ألول مرة أمام محكمة النقض
إذن – فالمادة 71من قانون اإلثبات إذ تبطل حكم التحقيق .إذا لم يبين في منطوق الحكم الذي يأمر باإلثبات بشهادة الشهود كل
واقعة من الوقائع المأمور بإثباتها وإال كان باطًال
فإن البطالن ال يشمل هذا حكم التحقيق فقط ،بل يمتد – وهو األهم ليشمل الدليل المستمد من تحقيق وقائع لم يشملها هذا منطوق
حكم التحقيق .
والحقيقة
فثمة دفع أولي بالبطالن يوجه إلي حكم التحقيق ذاته لغموضه وإبهامه لعدم تحديده الوقائع المطلوب إثباتها علي وجده الدقة
واليقين ،وهذا الدفع بالبطالن يجب أن يثار قبل بدء مباشرة التحقيق ،وثمة آخر بالبطالن إذا تعرض القاضي المنتدب للتحقيق
إلثبات وقائع لم يوردها الحكم
فالتجاوز هنا مجلبة للدفع ببطالن التحقيق نفسه وهذا الدفع يجب أن يثار في مواجهة القاضي المنتدب للتحقيق ويثبت بمحضر
الجلسة ،وثمة دفع أخير بالبطالن لبناء الحكم في الموضوع علي دليل استمدته المحكمة من تحقيق وقائع حققت ولم يوردها
منطوق حكم التحقيق
وهذا الدفع األخير بالبطالن ال يمكن إثارته إال لدي استئناف الحكم في الموضوع ألنه لن يظهر للوجود إال بصدور الحكم في
الموضوع .
8/28
اإلثبات بشهادة الشهود – م 71إثبات – يقوم علي ركنين تعلق الوقائع المراد إثباتها بالدعوى وكونها منتجة .مؤدي ذلك
استخالص المحكمة من أقوال الشهود – يراعي أن محكمة النقض تشير إلي محكمة الموضوع وليس إلي القاضي المنتدب
للتحقيق – الذي ن سمعتهم دليًال علي ثبوت أو نفي واقعة لم تناولها منطوق حكم التحقيق وتمسك الخصم اآلخر ببطالن هذا
الدليل مخالف للقانون
أوجبت المادة 71من قانون اإلثبات رقم 25لسنة 1968أن يبين في منطوق الحكم الذي يأمر باإلثبات بشهادة الشهود كل
واقعة من الوقائع المأمور بإثباتها وإال كان باطًال وقد هدفت إلي أن تكون الوقائع معينة بالدقة وبالضبط لينحصر فيها التحقيق
وليعلم كل طرف ما هو مكلف بإثباته ونفيه
ألن اإلثبات بشهادة الشهود يقوم علي ركنين تعلق الوقائع المراد إثباتها بالدعوى وكونها منتجة فيها ،ولما كان الواقع في
الدعوى أن المطعون عليها قصرت مدعاها علي طلب التطليق للضرر بسبب التعدي عليها بالسب والضرب
وكان الثابت أن محكمة أول درجة أحالت الدعوى إلي التحقيق لتثبت المطعون عليها أنها زوجة للطاعن بصحيح العقد الشرعي
وأنه دخل بها وعاشرها معاشرة األزواج
وأنها ال تزال في عصمته وطاعته ،وأنه يسيء معاملتها ويتعدى عليها بالسب والقذف والضرب بما ال يستطاع معه دوام
العشرة بين أمثالهما
وخولت الطاعن النفي ،فإنها تكون قد بينت الوقائع التي يجب أن ينحصر فيها التحقيق ،وهي كلها متعلقة بالدعوى ومنتجة فيها
وال يعيبه أنها أوردت في الوقائع المراد إثباتها قيام الزوجية رغم ثبوتها بوثيقة رسمية غير مجحودة إذ ال يعدوا ذكرها في الحكم
وجوب ن تكون الزوجية قائمة وقت سماع الشهود
وإال أصبحت دعوى التطليق غير ذات موضوع ،وال ينم هذا اإلجراء بمجرده عن عدم إحاطة بموضوع الدعوى أو تقصير في
تمحيص مستنداتها
أوجب المشرع بالمادة 71من قانون اإلثبات أن يتضمن الحكم الصادر بسماع شهادة الشهود بيان اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق
والميعاد الذي يجب أن يتم فيه
ويفهم من نص المادة محل البحث أن المشرع ألزم المحكمة بأن تحدد في الحكم الصادر عنها ميعاد لبدء التحقيق وميعاد آخر
لالنتهاء منه ،وعمًال فإن المحكمة تقرر دائمًا بالحكم الصادر عنها ” …… ،وحددت المحكمة لذلك مدة ثالثة أشهر تبدأ من
_ __/_/وتنتهي في ____/_/م
وأول ما يجب ذكره بخصوص هذه المدة أنها ليست من مدد قانون المرافعات أي أنها ليست من اآلجال القانونية بل هي مدة
خاص بقانون اإلثبات
وهذا يعني – ولألهمية – أن المحكمة إذا ما حددت ميعادًا للتحقيق بسماع الشهود فإن اليوم الذي يصدر فيه هذا الحكم يحسب
من هذه المدة ،والقاعدة في قانون المرافعات أن اليوم الذي يصدر فيه الحكم أيا كان هو يوم ناقص وال يبدأ حساب أي مدة
خاصة به إال من اليوم التالي لصدور هذا الحكم
9/28
قضت محكمة النقض في ذلك
… إذ الميعاد الذي تحدده المحكمة إلجراء التحقيق خالله ال عالقة له بمواعيد قانون المرافعات باعتبارها اآلجال التي يحددها
القانون لمباشرة إجراءاتها
والحديث عن المدة التي قررها المشرع بالمادة رقم 71من قانون اإلثبات يوجب الحديث عن مواد أخري مرتبطة بها علي نحو
ال يمكن إغفاله :
-1وفيما يتعلق ببدء ميعاد التحقيق ،فتنص المادة 3فقرة 1من قانون اإلثبات علي أنه
إذا ندبت المحكمة أحد قضائها لمباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات وجب عليها أن تحدد أجال ال يجاوز ثالثة أسابيع لمباشرة هذا
اإلجراء .فهذه الميعاد خاص ببدء التحقيق ،وعمومًا فهو ميعاد تنظيمي ال يترتب علي مخالفته البطالن
-2وفيما يتعلق بحظر سماع الشهود بعد انتهاء الميعاد المحدد بحكم اإلحالة للتحقيق وسماع الشهود ،فتنص المادة رقم 75من
قانون اإلثبات علي أنه :
ال يجوز بعد انقضاء ميعاد التحقيق سماع شهود بناء علي طلب الخصوم .وميعاد التحقيق الذي تشير إليه هذه المادة يعني ميعاد
التحقيق المشار إليه بمنطوق حكم التحقيق بما قد يطرأ عليه من تعديل بالزيادة طبقًا لحكم المادة رقم 74من قانون اإلثبات .
-3أن ميعاد التحقيق الذي تحدده المحكمة في منطوق حكم التحقيق بسماع الشهود قابل للتعديل ،فتنص المادة رقم 74من
قانون اإلثبات علي أنه :
إذا طلب أحد الخصوم خالل الميعاد المحدد للتحقيق مد الميعاد حكمت المحكمة أو القاضى المنتدب على الفور فى الطلب بقرار
يثبت فى محضر الجلسة .
وإذا رفض القاضى مد الميعاد جاز التظلم إلى المحكمة بناء على طلب شفوي يثبت فى محضر التحقيق وتحكم فيه المحكمة على
وجه السرعة ،وال يجوز الطعن بأى طريق فى قرار المحكمة ،وال يجوز للمحكمة وال للقاضى لمنتدب مد الميعاد ألكثر من
مرة واحدة .
-4وفيما يتعلق بحق محكمة الموضوع – إذا كانت تباشر التحقيق بنفسها أو باشره القاضي المنتدب للتحقيق – في سماع الشهود
خارج الميعاد المحدد بالمادة رقم 71من قانون اإلثبات
فإن للمحكمة وللقاضي المنتدب للتحقيق ذلك شريطة أال يكون ذلك بناء علي طلب الخصوم ،فيجب أن يكون هذا القرار بعيدًا
عن طلبات الخصوم
لذا يجب التثبت من سبب سماع الشهود خارج النطاق الزمني المحدد بالحكم ،وهل كان بناء علي طلب أحد الخصوم أم بناء
علي قرار ذاتي من المحكمة .وعمًال فإن دفاع الخصوم إذ يطلب سماع الشهود بعد المواعيد ال يعمد إلي إثبات ذلك
فإذا ما أصدرت المحكمة قرارًا بسماع الشهود – بعد المواعيد – نسب القرار للمحكمة وليس لطلب الخصم .فهو يتفادى الحكم
البطالن بعد إمالء الطلب بمحضر الجلسة مكتفيًا بلفت نظر المحكمة .
وفي المقابل يجب علي دفاع الخصم أن يطلب من المحكمة أن سماع الشهود بعد المواعيد كان بناء علي طلب خصمه وصوًال
لتحقيق الدفع البطالن
وقد عرض الدفع بعدم جواز سماع شهود بناء علي طلب الخصوم إال في الميعاد الذي تحدده المحكمة إلجراء التحقيق فقضت
10/28
والثابت أن اليوم المقرر لبدء التحقيق هو 3من يناير 1972فإن هذا اليوم ينبغي احتسابه ضمن الميعاد ألن من الجائز سماع
الشهود وإجراء التحقيق فيه بالذات وتكون نهاية الشهور الثالثة المحددة إلجراء التحقيق خاللها هو يوم 2من إبريل 1972ال
اليوم التالي
يكون التحقيق أمام المحكمة ويجوز لها – عند االقتضاء – أن تندب أحد قضاتها إلجرائه.
سماع الشهود عمل قضائي بحت تباشره المحكمة بكامل هيئتها أو تندب أحد قضاتها إلجرائه
خطورة سماع الشهود وما قد يتولد عنه من أدلة استوجب أال يتم سماع الشهود إال بمعرفة المحكمة بكامل هيئتها وعند االقتضاء
تندب المحكمة أحد قضاتها إلجرائه
وهذا ال يعني أنه ال قيمة علي اإلطالق لشهادة الشهود التي تسمع خارج مجلس القضاء كسماع الشهود بمحضر شرطة أو
تحقيقات إدارية أو أمام الخبير كل ما األمر أن هذه الشهادة – بسبب غياب ضمانات اإلدالء بها أمام القضاء ال تعد دليًال بل
مجرد قرينة تضاف إلي دليل أو أدلة أخري لتحمل حكمًا
سماع الشهود بمحضر الشرطة أو التحقيقات اإلدارية أو أمام الخبير .عدم اعتباره تحقيقًا بالمعني المقصود .االستهداء به
كقرينة تعزز أدلة أو قرائن أخري
وال يعيب المحكمة اعتمادها علي أقوال شهود سمعوا في غير مجلس القضاء ألن المرجع في تقدير تلك األحوال كقرينة قضائية
هو اقتناع قاضي الموضوع ،علي أن المجادلة في هذا الخصوص تتعلق بتقدير الدليل في الدعوى مما تستقل به محكمة
الموضوع
التحقيق الذي يصلح اتخاذه سندًا أساسيًا للحكم .شرطه .مادة 68إثبات .ما يجريه الخبير من سماع شهود ليس تحقيقًا واعتباره
مجرد قرينة مضافة إلي قرائن أخري تؤدي إلي النتيجة التي انتهت إليها محكمة الموضوع في تكوين عقيدتها
فالظاهر من هذه المادة أن األصل هو سماع الشهود أمام المحكمة واالستثناء هو سماعهم بمعرفة أحد قضاتها .وعيب التحقيق
الذي يجري أمام قاض منتدب أنه ال ُيمكن للمحكمة من رؤية الشهود والوقوف علي حالتهم النفسية وقت أداء شهادتهم
11/28
مع أن لذلك أهمية كبري في تقدير شهادتهم وترجيح صدقهم أو كذبهم ،وأما االكتفاء باالطالع علي تلك األقوال بالمحضر مع ما
قد تكون عليه من إيجار ونقص ،فال يؤدي إلي تكوين اعتقاد ثابت صحيح
وال يصح البدء بالتحقيق بسمع الشهود دون التثبت من صحة إعالن الخصم بحكم اإلحالة للتحقيق – إذا لم يكن حاضرًا –
إعماًال للمادة 5فقرة 2من قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه
ويجب إعالن األوامر الصادرة بتعيين تاريخ إجراء اإلثبات وإال كان العمل باطًال .ويكون اإلعالن بناء على طلب قلم الكتاب
بميعاد يومين
ألن هذا المحضر باعتباره وثيقة رسمية ال يعدوا أن يكون من محاضر جلسات المحكمة وبهذه المثابة ال تكتمل له صفة الرسمية
إال بتوقيع من القاضي
ويترتب علي ذلك أن الحكم الذي يصدر استنادًا إلي محضر تحقيق لم يوقع من القاضي الذي باشره يكون مبنيًا علي إجراء باطل
وهو بطالن من النظام العام يجوز التمسك به في أية حالة تكون عليها الدعوى ولو ألول مرة أمام محكمة النقض ،بل أن لهذه
المحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها
نقض مدني جلسة 1985-1-30الطعن رقم 1637لسنة 54ق – السنة 36ص 176
ما سبق بخصوص حكم التحقيق نفسه ،أما بخصوص قرار ندب المحكمة ألحد قضاتها وهو – جزء من الحكم – فيكفي أن
تقرر المحكمة أنها ندبت لذلك السيد رئيس الدائرة أو السيد عضو اليمين أو عضو اليسار ،وال يشترط أن يبين اسم القاضي
المنتدب صراحة وال بطالن
وبخصوص عدم ذكر اسم القاضي المنتدب للتحقيق وأنه ال بطالن قارب حكم محكمة النقض التالي
عددت المادة 219من قانون المرافعات البيانات التى يجب اشتمال محضر التحقيق عليها و لم تستلزم ذكر اسم القاضى المنتدب
و الكاتب و اكتفت بتوقيع كل منهما .و من ثم فإذا كان محضر التحقيق يحمل توقيع المستشار الذي تولى التحقيق و الكاتب فإن
النعي ببطالنه لعدم بيانه اسمهما يكون غير سديد
وردت المادة 72من قانون اإلثبات بالباب الثالث منه والذي خصصه المشرع لشهادة الشهود ،وطبقًا لهذه المادة يكون التحقيق
أمام المحكمة ويجوز لها – عند االقتضاء – أن تندب أحد قضاتها إلجرائه
وهو ما يعني علي ما سلف أن للمحكمة أن تنتدب أحد قضاتها إلجراء التحقيق .وقد أوردنا أن األصل أن تحقق المحكمة
الدعوى بكامل هيئتها
وأن قيام المحكمة بندب أحد قضاتها ضير بالعدالة ألن المحكمة إذ تقرر حجز الدعوى للحكم ال تقف إال علي مجرد أقوال للشاهد
دون أن تطالعه فتملك متابعته والحكم عليه بالصدق أو بالكذب .
12/28
ونحن ال نقبل التذرع بزيادة أعداد القضايا للندب ،ونري أنه من الالزم قيام المحكمة بكامل هيئتها بمباشرة التحقيق .وألن
اإلعمال خير من اإلهمال فنري وجوب الوقوف طويًال عند مراد الشارع من عبارة
” عند االقتضاء “
وال نري أن هذه العبارة التشريعية ال يقصد بها معالجة زيادة عدد القضايا باإلضرار بمفهوم العدالة .
وفي سياق متصل وردت المادة 4من قانون اإلثبات ضمن نصوص الباب األول من قانون اإلثبات في األحكام العامة لقانون
اإلثبات وتنص علي أنه :
إذا كان المكان الواجب إجراء اإلثبات فيه بعيدًا عن مقر المحكمة جاز لها أن تندب إلجرائه قاضى محكمة المواد الجزئية الذي
يقع هذا المكان فى دائرتها ،وذلك مع مراعاة الميعاد المنصوص عليه فى المادة السابقة .
وهذا النص ارتباطًا بنص المادة 72من قانون اإلثبات يعني أنه ليس للمحكمة فقط أن تندب أحد قضاتها لمباشرة التحقيق وسماع
الشهود بل لها إعماًال للمادة رقم 4المشار إليها أن تندب قاضي األمور الجزئية للتحقيق ومن ذلك سماع الشهود .
فكأن القاعدة يرد عليها استثناءان ال استثناء واحد ،صحيح أن كالهما مبرر ،لكن هذه التبريرات تضير بالعدالة ،وإذا كان
التبرير الوارد بالمادة 4مقبوًال إلي حد ما بسبب بعد المكان الذي قد تجري فيه الشهادة عن مكان المحكمة ،فإنه غير مقبول في
الحالة الواردة بالمادة 72من قانون اإلثبات
راجع ارتباطًا المادة 96من قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه :
يجوز لمن يخشى فوات فرصة االستشهاد بشاهد على موضوع لم يعرض بعد أمام القضاء ويحتمل عرضه عليه أن يطلب فى
مواجهة ذوى الشأن سماع ذلك الشاهد
ويقدم هذا الطلب بالطرق المعتادة إلى قاضى األمور المستعجلة وتكون مصروفاته كلها على من طلبه وعند تحقيق الضرورة
يحكم القاضى بسماع الشاهد متى كانت الواقعة مما يجوز إثباته بشهادة الشهود .
يستمر التحقيق إلى أن يتم سماع جميع شهود اإلثبات والنفي في الميعاد ويجرى سماع شهود النفي في الجلسة ذاتها التي سمع
فيها شهود اإلثبات إال إذا حال دون ذلك مانع.
وإذا أجل التحقيق لجلسة أخرى كان النطق بالتأجيل بمثابة تكليف لمن يكون حاضرا من الشهود بالحضور في تلك الجلسة إال إذا
أعفتهم المحكمة أو القاضي صراحة من الحضور.
قاعدة
تحقيق العدالة يوجب أن يتم سماع شهود اإلثبات وشهود النفي في جلسة تحقيق واحدة ،حيث يمكن للمحكمة أو للقاضي المنتدب
للتحقيق تكوين انطباع دقيق عن جميع الشهود في وقت واحد ،فاالطمئنان إلى صدق الشاهد مردة إلى وجدان القاضى وهو غير
ملزم بإبداء أسباب لتبريره وال معقب عليه فى ذلك
وكذا قضت محكمة النقض بشأن اطمئنان القاضي وكيف يتحقق بأنه
ًا
13/28
ال تثريب على محكمة الموضوع إن هى صدقت شاهدًا فى بعض أقواله دون البعض اآلخر ألن هذا مما تتناوله سلطتها فى تقدير
األدلة ،ومتى كانت قد أوردت جميع أقواله و أشارت إلــى ما فيها من تناقض ثم عولت على ما صدقته منها ،فليس فيما فعلته
مسخ ألقوال الشاهد .
نقض مدني – الطعن رقم 77لسنة 19مكتب فنى 02صفحة رقم 260جلسة 1951-1-18
ومضاف إلي ذلك أن سماع شهود اإلثبات والنفي في جلسة واحدة منع الخصم المكلف بالنفي معرفة ما شهد به شهود اإلثبات
ومحاولة التأثير علي شهوده لدحضها .
والتساؤل
هل يجوز الدفع ببطالن التحقيق إذا لم يسمع شهود اإلثبات والنفي في جلسة واحدة ؟
الدفع صحيح .فيجوز الدفع ببطالن التحقيق إذا لم يسمع شهود اإلثبات والنفي في جلسة واحدة
،ولكن وجود مانع يحول دون ذلك يفسد الدفع .لكن الدفع يظل صحيحًا منتجًا آلثاره من بطالن التحقيق وبطالن ما يستخلص
منه من أدلة إلي أن ترد المحكمة علي الدفع قوًال بوجود مانع حال دون ذلك علي أن تبين هذا المانع حتي ال يكون حكمها معيبًا
بالقصور .
ما يستفاد منه أن األصل هو سماع شهود اإلثبات والنفي في جلسة واحد وأنه ال يجوز سماع شهود اإلثبات في جلسة وشهود
النفي في جلسة أخري الحقة بكل تأكيد إال إذا قام عذر قهري تتحقق منه محكمة الموضوع وتورده ضمن واقعات حكمها .
ورجوعًا لمحكمة النقض نجدها قد قضت في هذا الشأن
لما كان ذلك ،وكان البين من الحكم المطعون فيه أنه تصدي للرد علي دفع الطاعنات ببطالن التحقيق الذي أجرته محكمة أول
درجة لمخالفته نص المادة 73من قانون اإلثبات فأبان أن سماع الشهود إثباتًا ونفيًا في جلسة واحدة يكون عند عدم قيام المانع
الذي يحول دون ذلك
وقد ثبت قيامه لدي تلك المحكمة التي لم تسمع شهود النفي في ذات جلسة سماعها شهود اإلثبات لعذر قهري تعذر معه علي
المطعون ضده إعالنهم ،ومن ثم يكون الحكم في رده علي الدفع ببطالن التحقيق قد أصاب صحيح القانون ويضحي النعي الذي
تثيره الطاعنات علي غير أساس
التحدي ببطالن إجراءات التحقيق ال يجوز التمسك به ألول مرة أمام محكمة النقض
ويقرر المستشار الدناصوري تعليقًا منه علي ما يعده من قبيل الموانع أنه
ويعتبر من قبيل المانع الذي يحول دون سماع الشهود جميعهم في جلسة واحدة كثرة عدد الشهود أو طول الوقت الذي يستغرقه
سماع أقوالهم ومناقشتها بحيث ال تتسع الجلسة الواحدة لسماع أقوالهم جميعًا ،وهنا يجوز تجزئة سماع الشهود وتحديد جلسة
أخري يتم فيها االستماع إلي شهادة من لم تتمكن من سماعهم في جلسة التحقيق األولي
أما العميد الدكتور عبد الوهاب العشماوى فيقرر بشأن ما يعد مانعًا من سماع الشهود جميعًا في جلسة تحقيق واحده
14/28
ويجوز أن يعد من قبيل المانع الذي نصت عليه المادة تخلف بعض الشهود عن جلسة التحقيق األولي بسبب عدم إعالنهم وتمسك
الخصم اآلخر بطلب سماع شهوده الذين أحضرهم دون انتظار إلي جلسة مقبلة يتم إعالن شهود خصمه إليها
فهنا يجوز للمحكمة أن تجيبه إلي طلبه وأن تسمع شهوده وأن تحدد جلسة أخري لسماع باقي الشهود حتي ال يضار الخصم الذي
أحضر شهوده إذ يخشى أن يتضرر هؤالء من تضييع وقتهم ،فال يحضرون مرة أخري أو يطرأ علي بعضهم عذر أو مانع من
وفاة أو مرض أو سفر إلي الخارج فيتعذر حضورهم
وبذلك يحرم الخصم الذي يعتمد علي شهادتهم من دلل يؤيد حقه ،ويكون في ذلك تشجيع للخصم المماطل أو الذي يحس بضعف
موقفه من تعطيل التحقيق وتفويت األجل المحدد إلجرائه
وتمكين له من تجريد خصمه من دليله ،لذلك يجدر بالمحكمة أن توصد هذا السبيل أمامه بتجزئة سماع الشهود والمبادرة إلي
سماع من حضروا وتعيين جلسة أخري لحضور من تغيبوا وسماعهم فيها
ونري من جانبنا أن سماع جميع الشهود في جلسة تحقيق واحدة أو السماح بسماع كل منهم في جلسة تحقق مستقلة لوجود مانع
وصفته محكمة النقض بأنه عذر قهري يوجب التعرض ألحكام إعالن هؤالء الشهود بالحضور ،لذا فإننا نرجئ بيان رأينا
الخاص حتي تمام التعرض للمواد الحاكمة لذلك والمنظمة له
تأجيل جلسة سماع الشهود يعد تكليفًا بالحضور لمن حضر من الشهود
تأجيل جلسة سماع الشهود يعد تكليفًا بالحضور لمن حضر من الشهود بحضور الجلسة التالية طبقًا لصريح نص المادة 73
الفقرة الثانية من قانون اإلثبات إذا أجل التحقيق لجلسة أخرى كان النطق بالتأجيل بمثابة تكليف لمن يكون حاضرًا من الشهود
بالحضور فى تلك الجلسة
إذا كان شهود الطاعن قد حضروا بالجلسة المحددة للتحقيق إال أن المحكمة قررت تأجيل التحقيق بناء علي طلب المطعون عليها
إلعالن شهودها إال أن شهود الطاعن لم يحضروا بالجلسة التالية ورفضت المحكمة إجابته لطلبه بإصدار حكم تحقيق آخر
تأسيسًا علي أنه عجز عن اإلثبات في الفترة التي اتاحتها له المحكمة
فإن الحكم يكون معيبًا ذلك أن تأجيل التحقيق علي ما تقضي به المادة 194/2من قانون المرافعات يعتبر بمثابة تكليف لمن
يكون حاضر من الشهود بالحضور لتلك الجلسة إال إذا أعم المحكمة من الحضور صراحة ،كان الطاعن قد علي النحو المتقدم
قد قام بما أوجبه عليه القانون من تكليف شهوده بالحضور للتحقيق مما يستوجب نقض الحكم لهذا السبب
التزام محكمة االستئناف بسماع شهود المدعي عليه – المستأنف – إذا لم يسبق سماعهم أمام محكمة الدرجة األولي
طلب التحقيق بشهادة الشهود جائزًا تقديمه في أية حالة تكون عليها الدعوى باعتباره من وسائل الدفاع التي يجوز إبداؤها ألول
مرة أمام محكمة االستئناف – والفرض أن المستأنف وقد كان لدي قضاء الدرجة األولي مدعي عليه لم يحضر أي جلسة من
جلسات المحكمة مع فرض صحة إعالنه قانونًا
فإنه متي استأنف الحكم كان من حقه طلب إحالة الدعوى للتحقيق لينفي ما أثبته المستأنف عليه أمام محكمة الدرجة األولي .
وقد عرض األمر علي محكمة النقض فقضت ما يستفاد منه وجوب التفرقة بين حالتين
15/28
األولي – أن يحضر المستأنف أمام محكمة الدرجة األولي ويمكن من النفي فيتقاعس عن ذلك
الثانية – أال يسبق له حضور وفي هذه الحالة يكون له ويكون علي المحكمة االستئنافية االستجابة لطلب إحالة االستئناف إلي
التحقيق لينفي ما تثبت ضده لدي قضاء الدرجة األولي
متي كانت محكمة أول درجة قد أمرت بإجرائه وأحضر الخصم المكلف باإلثبات شهوده وتقاعس خصمه عن إحضار شهود
النفي ،فإنه ال علي محكمة االستئناف إذا لم تستجب إلي طلبه إحالة الدعوى إلي التحقيق من جديد ،طالما أن محكمة أول درجة
قد مكنته من نفي الوقائع المراد إثباتها بالبينة
لما كان ذلك ،وكان البين من األوراق أن محكمة أن محكمة أول درجة قد أحالت الدعوى للتحقيق لتثبت المطعون عليها وقائع
اإلضرار المدعاة بكافة طرق اإلثبات القانونية بما فيها شهادة الشهود ،وصرحت للطاعن بنفيها بذات الطرق ،ولكنه تخلف عن
حضور إجراءات التحقيق
وبالتالي لم يستشهد أحدًا فإنه ال تثريب علي محكمة االستئناف إذا ما التفتت عن طلبه إجراء التحقيق من جديد ،ويكون النعي
في الحكم باإلخالل بحق الدفاع لعدم استجابة المحكمة لهذا الطلب علي غير أساس
قاعدة :وجوب سماع جميع الشهود – شهود اإلثبات وشهود النفي – خالل الميعاد الذي حددته المحكمة في منطوق حكم
التحقيق ؛
افتتح المشرع نص المادة رقم 73من قانون اإلثبات بعبارة نصها ” يستمر التحقيق إلى أن يتم سماع جميع شهود اإلثبات والنفي
فى الميعاد “
والميعاد الذي تشير إليه هذه العبارة هو الميعاد المشار إليه بعجز المادة 71من قانون اإلثبات إذ تنص هذه المادة في عجزها
علي أنه ” ويبين كذلك فى الحكم اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق والميعاد الذي يجب أن يتم فيه ” .
فيجب أن يتم سماع جميع الشهود – شهود إثبات وشهود نفي – خالل الميعاد الذي تحدده محكمة لتنفيذ حكم التحقيق بشهادة
الشهود والذي تبينه المحكمة بمنطوق حكمها بالتحقيق .ويراعي
-1جري العمل علي أن تحدد المحكمة لتنفيذ حكم التحقيق بسماع الشهود مدة ثالثة شهور تبدأ من _____/_/م وتنتهي
في _____/_/م
-2طبقًا للمادة رقم 75من قانون اإلثبات ال يجوز بعد انقضاء ميعاد التحقيق سماع شهود بناء علي طلب الخصوم
راجع الشروح الخاصة بهذه المادة وكذا الشروح الخاصة بالمادة 74من قانون اإلثبات والتي تجيز للمحكمة وللقاضي المنتدب
للتحقيق مد مدة التحقيق .
16/28
تنص المادة 74من قانون االثبات علي
إذا طلب أحد الخصوم خالل الميعاد المحدد للتحقيق مد الميعاد حكمت المحكمة أو القاضي المنتدب على الفور في الطلب بقرار
يثبت في محضر الجلسة.
وإذا رفض القاضي مد الميعاد جاز التظلم إلى المحكمة بناء على طلب شفوي يثبت في محضر التحقيق وتحكم فيه المحكمة على
وجه السرعة وال يجوز الطعن بأي طريق في قرار المحكمة وال يجوز للمحكمة وال للقاضي المنتدب مد الميعاد ألكثر من مرة
واحدة.
يقدم طلب مد ميعاد التحقيق إما للمحكمة بكامل هيئتها إذا تولت التحقيق بنفسها ،ويقدم للقاضي المنتدب للتحقيق حال ندبه فإذا
قدم للمحكمة بكامل هيئتها ورفضت المحكمة مد ميعاد التحقيق فال يمكن التظلم من هذا القرار
أما إذا صدر قرار الرفض من القاضي المنتدب للتحقيق جاز التظلم منه للمحكمة بكامل هيئتها ،ويكون التظلم بموجب طلب
شفوي يثبت بمحضر التحقيق ،وهو ما يعني أنه يجب علي القاضي المنتدب للتحقيق عرض األمر علي المحكمة بكامل هيئتها
للفصل في التظلم الذي تم إثباته بمحضر التحقيق
ومتي عرض التظلم من رفض مد ميعاد التحقيق كان لمحكمة أن تقرر ما تراه ،فلها أن تصدر قرارها بقبول التظلم ومد ميعاد
التحقيق ولها في المقابل تأييد قرار القاضي المنتدب للتحقيق برفض طلب المد ،وفي جميع األحوال ال يجوز الطعن علي قرار
المحكمة سواء صدر برفض طلب مد ميعاد التحقيق أو بقبوله بأي طريق وهو ما يؤكد أن ما يصدر عن القاضي المنتدب في
هذا الشأن هو قرار وليس حكم
وهنا يجب التوقف عند مدي التزام القاضي المنتدب للتحقيق في حالة رفضه مد ميعاد التحقيق والتظلم بمحضر التحقيق من هذا
القرار بعرض األمر علي المحكمة بكامل هيئتها
ونري من جانبنا وجوب عرض التظلم علي المحكمة وإال بطلت إجراءات التحقيق ،صحيح أن المشرع لم ينص صراحة علي
البطالن لكن هذا النص يقرر ضمانه للمتقاضين حتي ال نحميهم من تعسف القاضي المنتدب للتحقيق فقد يكون طلب مد ميعاد
التحقيق مبررًا .
وإذا كان النص بصياغته تلك يلزم القاضي المنتدب للتحقيق إذا ما رفض مد ميعاد التحقيق وحصل تظلم من قراره ثبت بمحضر
التحقيق بعرض أمر التظلم علي المحكمة بكامل هيئتها فإننا نري جواز التظلم مباشرة إلي المحكمة بكامل هيئتها بتظلم كتابي
يقدم للمحكمة .
إال أننا نري أنه ال يمكن اعتبار طلب مد ميعاد التحقيق من قبيل المسائل العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات التي أشار إليها
المشرع بالمادة 7من قانون اإلثبات حيث توجب هذه المادة تقديم هذه المسائل العارضة المتعلقة بإجراءات اإلثبات للقاضي
المنتدب للتحقيق وما لم يقدم له منها ال يجوز عرضه علي المحكمة .
حظر المشرع من خالل الفقرة الثالثة من المادة رقم 74من قانون اإلثبات مد ميعاد التحقيق أكثر من مرة ،والمخاطب بالنص
هي المحكمة بكامل هيئتها وكذا القاضي المنتدب للتحقيق
والتساؤل
ما ذا لو قررت المحكمة أو قرر القاضي المنتدب للتحقيق عكس ذلك .فقرر مد ميعاد التحقيق أكثر من مرة .
17/28
في البدء نقرر أن مد ميعاد التحقيق قد يكون من شأنه تعطيل الفصل في الدعوى المعروضة وإطالة أمد النزاع ،لكن األمر ليس
علي إطالقه فقد يكون مد ميعاد التحقيق ألكثر من مرة مبررًا ،وهنا ال يمكن الحديث عن تعطيل الفصل في الدعوى وال اللدد
في الخصومة ،وفي العموم فإن هذا النص هو نص تنظيمي ومن ثم ال يترتب علي مخالفته البطالن .
ذات الرأي لمستشار .عز الدين الدناصوري – المرجع السابق – المجلد األول ص . 604
يكون اإلجراء باطًال إذا نص القانون صراحة علي بطالنه أو إذا شابه عيب لم تتحقق بسببه الغاية من اإلجراء وال يحكم
بالبطالن رغم النص عليه إذا ثبت تحقق الغاية من اإلجراء
ألزم المشرع المحكمة أن تحدد بمنطوق حكم التحقيق اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق والميعاد الذي يجب أن يتم فيه – مادة 71من
قانون اإلثبات – والمحكمة تترخص في تحديد هذا الميعاد وال يقيدها إال ما أورده المشرع بالمادة رقم 3من قانون اإلثبات إذ
قررت هذه المادة في فقرتها األولي “
إذا ندبت المحكمة أحد قضائها لمباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات وجب عليها أن تحدد أجًال ال يجاوز ثالثة أسابيع لمباشرة هذا
اإلجراء “
والواضح أن هذا القيد خاص بحالة ندب أحد قضاة المحكمة للتحقيق لكن ذلك ال يحول دون تطبيقه علي المحكمة نفسها إذا تولت
هي التحقيق
راجع الشروح الخاصة بالمادة 3من قانون اإلثبات ،وقد أوضحنا أن الميعاد الذي أورده المشرع بنص هذه المادة هو ميعاد
تنظيمي ال يترتب علي مخالفته البطالن
وطبقًا للفقرة األولي من المادة رقم 74فللخصوم – خالل الميعاد الذي يحدده منطوق حكم التحقيق للبدء في التحقيق واالنتهاء
منه – حق طلب مد الميعاد ،ولم يشترط النص أن يكون الطلب مكتوبًا أو يثبت في محضر الجلسة فقط كما لم يشترط أن يكون
هذا الطلب مسببًا وإن كان من الطبيعي يسببه مقدمه
يسبب طلب مد ميعاد التحقيق دومًا بحضور الشهود وهو ما يوجب الرجوع لما تقرره المواد الخاصة بحضور وإحضار الشهود
أمام المحكمة أو القاضي المنتدب للتحقيق ،وقد عالجها قانون اإلثبات في المواد أرقام 78 ، 77 ، 76لذا يرجي مراجعة
الشروح الخاصة بها
وفي جميع األحوال تحكم المحكمة أو القاضى المنتدب – إذا كانت المحكمة قد انتدبت أحد قضاتها للتحقيق وعلى الفور فى
الطلب ،ويكون فصل المحكمة أو القاضي المنتدب في طلب مد الميعاد بقرار وليس بحكم يثبت فى محضر الجلسة .
ال يجوز بعد انقضاء ميعاد التحقيق سماع شهود بناء على طلب الخصوم.
الميعاد الذي يشير إليه نص المادة 75من قانون اإلثبات هو الميعاد الذي تلزم محكمة الموضوع بتحديده إلجراء التحقيق بسماع
شهادة الشهود ،فقد ألزم المشرع محكمة الموضوع أن تحدد بمنطوق حكم التحقيق الذي تصدره اليوم الذي يبدأ فيه التحقيق
والميعاد الذي يجب أن يتم فيه – مادة 71من قانون اإلثبات .وهنا يراعي لألهمية :
ًا
18/28
-1أن المحكمة تترخص في تحديد مدي هذا الميعاد فقد تقرر المحكمة بمنطوق حكمها أنها حددت لسماع الشهود ميعادًا قدره
شهرين أو ثالثة أشهر فال قيد يرد عليها في هذا الشأن .
-2أن القيد الوحيد الذي يرد علي محكمة الموضوع بخصوص ميعاد التحقيق قررته المادة رقم 3فقرة 1من قانون اإلثبات إذ
قررت ” إذا ندبت المحكمة أحد قضائها لمباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات وجب عليها أن تحدد أجًال ال يجاوز ثالثة أسابيع
لمباشرة هذا اإلجراء ” وقد أوضحنا لدي بيان الشروح الخاصة بالمادة 3من قانون اإلثبات أن هذا الميعاد تنظيمي ال يترتب
علي مخالفته بطالن
-3أن للمحكمة مصدره حكم التحقيق بسماع الشهود ،وكذا للقاضي الذي قد تنتدبه هذه المحكمة مد هذا الميعاد بناء علي طلب
من الخصوم أو أحدهما طبقًا للمادة 74من قانون اإلثبات .
قد يثير أحد الخصوم دفعًا ببطالن التحقيق لسماع الشهود بعد انتهاء الميعاد المحدد لحكم التحقيق ،وهذا الدفع مردود عليه بما
قررته محكمة النقض بأنه :
إذا كانت المادة 20من قانون المرافعات القائم قد ال ترتب البطالن بغير نص صريح إال إذا شاب اإلجراء عيب لم تتحقق بسببه
الغاية منه ،وكان النص في المادة 75من قانون اإلثبات علي أنه ال يجوز بعد انقضاء ميعاد التحقيق سماع شهود بناء علي
طلب الخصوم هو نص تنظيمي ال يترتب البطالن علي مخالفته ،فيعتد بالتحقيق الذي يتم بعد انتهاء الميعاد طالما سمع شهود
الطرفين وتحققت الغاية من اإلجراء
إذن فال بطالن ،لكن األمر يحتاج إلي اإليضاح التالي :
-1أن محكمة النقض في الحكم المشار إليه أسست قضاءه برفض الدفع ببطالن التحقيق ليس فقط علي أن نص المادة 75من
قانون اإلثبات هو نص تنظيمي ال يترتب علي مخالفته بطالن ،بل قررت في عجز هذا الحكم أن محكمة الموضوع وإن
استمعت للشهود بعد انقضاء الميعاد إال أنها استمعت لجميع الشهود دون استثناء وهو ما يعني أن الغاية من النص قد تحققت
بمنح جميع الخصوم فرص متساوية في اإلثبات والنفي
سماع شهود الطرفين بعد انتهاء ميعاد التحقيق .ال بطالن .االعتداد بهذا التحقيق .ال خطأ
-2أن قاعدة عدم جواز سماع الشهود بعد انقضاء ميعاد التحقيق غير متعلقة بالنظام العام وسكوت الخصم علي اإلجراءات
يعتبر بمثابة قبول مانع من المنازعة فيه بعد ذلك .
-3أن نص المادة 75من قانون اإلثبات محل البحث تتحدث عن حظر سماع الشهود بناء علي طلب الخصوم وهذا يعني أن
للمحكمة من تلقاء نفسها أن تسمع الشهود بعد فوات ميعاد التحقيق وال بطالن .
التعليق علي حكم هام لمحكمة النقض بخصوص سماع الشهود بعد الميعاد المحدد ؛
بتاريخ 1975-11-19أصدرت محكمة النقض حكمًا هامًا كان مما ورد فيه الرد علي الدفع ببطالن التحقيق لسماع الشهود بعد
الميعاد ،وحال تعرض المحكمة للرد علي هذا الدفع تعرضت لحساب المدة التي يدعي الطاعن أن المحكمة خالفتها وهي مدة
نفاد حكم التحقيق ،وانتهت إلي أن سماع الشهود تم خالل المدة المحددة بحكم التحقيق وليس بعدها .
19/28
فقضت … :والثابت أن اليوم المقرر لبدء التحقيق هو 3من يناير 1972فإن هذا اليوم ينبغي احتسابه ضمن الميعاد ألن من
الجائز سماع الشهود وإجراء التحقيق فيه بالذات وتكون نهاية الشهور الثالثة المحددة إلجراء التحقيق خاللها هو يوم 2من
إبريل 1972ال اليوم التالي
وهذا الحكم أثار لبسًا بشأن اعتبار نص المادة 75من قانون اإلثبات نص تنظيمي أم ال وبالتالي الحكم بالبطالن لمخالفته ،فما
قررته المحكمة وحسابها لمدة حكم التحقيق ال ينبئ عن أنها تعتبر هذا النص نص تنظيمي
واألمر كان بحاجة إلي الرجوع لواقعات الدعوى كما عرضت علي محكمة النقض لنتفهم ما قررته ،وقد اتضح أن محكمة
الموضوع استعمت لشهود اإلثبات دون شهود النفي ،كما أن الطاعن قد تمسك دفع بعدم جواز سماع شهود اإلثبات بعد انتهاء
ميعاد التحقيق .
إذن فقد كان لزامًا علي محكمة النقض – بعد أن أعلن الطاعن أمام قضاء الموضوع تمسكه بالدفع بعدم جواز سماع شهود
اإلثبات بعد الميعاد – أن ترد علي الدفع ببيان أن الشهود سمعوا خالل الميعاد .
إذا لم يحضر الخصم شاهده أو لم يكلفه الحضور في الجلسة المحددة قررت المحكمة أو القاضي المنتدب إلزامه بإحضاره أو
بتكليفه الحضور لجلسة أخرى ما دام الميعاد المحدد إلتمام التحقيق لم ينقض فإذا لم يفعل سقط الحق في االستشهاد به .وال يخل
هذا بأي جزاء آخر يرتبه القانون على هذا التأخير.
ما إن تصدر المحكمة حكمًا بإحالة الدعوى للتحقيق بسماع الشهود وإال وتضمن منطوق الحكم الصادر عنها تصريحًا بإعالن كل
خصم لشهوده أو إحضارهم دون إعالن حسب الحال
وهذا نموذج لحكم تحقيق في دعوى اعتراض علي اإلنذار بالدخول في الطاعة ثابت به أن المحكمة تصرح بمنطوق الحكم
باستحضار الشهود أو إعالنهم :
وقبل الفصل فى الموضوع بإحالة الدعوى للتحقيق لتثبت الُمعترضة بكافة طرق اإلثبات بما فيها القرائن وشهادة الشهود
عناصر دعواها وعلى وجه الخصوص إثبات أن الُمعَترض ضده غير أمين على نفسها ومالها وأنه دائم التعدي عليها بالسب
والضرب
وأن المسكن الُموجه عليه إنذار الطاعة غير شرعي وال يقوم باإلنفاق عليها وبدد أعيان جهازها وعلى وجه العموم تحقيق
أوجه دفاع المدعية ومدى أحقيتها فى طلباتها الواردة بعريضة الدعوى .
وللُمعترض ضده النفي بذات الطرق والمحكمة حددت جلسة …2011/……/..م .لبدء التحقيق على أن ينتهي خالل ثالثة
شهور من تاريخ هذه الجلسة وندبت إلجرائه السيد رئيس الدائرة وله ندب من يشاء من أعضاء الدائرة وعلى طرفي الدعوى
إعالن شهودهم أو إحضارهم للجلسة المحددة
واعتبرت النطق بالحكم إعالنًا للمدعية وكلفتها بإعالن المدعى عليه بمنطوق الحكم والجلسة وأبقت الفصل فى المصاريف
…“
هذا يعني أن الخصم يعلم بكونه ملزم باستحضار شهوده أو إعالنهم بالحضور ،فإذا لم يكن الخصم حاضرًا بالجلسات السابقة
علي ذلك فقد وجب إعالنه طبقًا للمادة رقم 5فقرة 2من قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه :
ًال
20/28
ويجب إعالن األوامر الصادرة بتعيين تاريخ إجراء اإلثبات وإال كان العمل باطًال .ويكون اإلعالن بناء على طلب قلم الكتاب
بميعاد يومين .
طبقًا لصريح نص الفقرة األولي من المادة 76من قانون اإلثبات فإن المحكمة ملزمة إذا لم ُيحضر الخصم شهوده أو لم يعلنهم
بالحضور بالجلسة المحددة للتحقيق بالتأجيل لجلسة تالية مع إلزامه باستحضار شهوده أو بتكليفهم بالحضور .
-1أن القاضي المنتدب للتحقيق ملزم بالتأجيل لجلسة تالية فال يملك رادًا علي عدم إحضار الخصم لشهوده أو تكليفهم
بالحضور بالجلسة األولي للتحقيق توقيع أي جزاءات علي الخصم.
-2أن التأجيل لجلسة تالية ال بد أن يكون مصحوبًا بتكليف صريح للخصم باستحضار شهوده أو إعالنهم وتكليفهم
بالحضور ألن هذا التكليف سيكون فيما يلي أساسًا وسندًا التخاذ إجراءات ضد الخصم وضد الشاهد الممتنع عن
الحضور لإلدالء بالشهادة كما سيلي بالمادة 78من قانون اإلثبات.
-3إذا أحضر الخصم المكلف بعبء اإلثبات شهوده بتلك الجلسة جاز للمحكمة أن تسمع شهادتهم ،فإذا رأت المحكمة
التأجيل لتسمع شهود اإلثبات والنفي معًا في جلسة واحدة اعتبر النطق بالتأجيل بمثابة تكليف لمن يكون حاضرًا من
الشهود فال داعي إلعادة تكليفهم ،وهذا يفترض إثبات حضور هؤالء الشهود بمحضر الجلسة ومن ثم النطق بالتأجيل
طبقًا لصريح نص الفقرة األولي من المادة 76من قانون اإلثبات إذا لم يحضر الخصم شهوده وباألدنى لم يكلفهم بالحضور
لجلسة التحقيق التالية نفاذًا لما أمر به القاضي المنتدب للتحقيق يسقط حقه في االستشهاد ،
أنه من المقرر – في قضاء هذه المحكمة – أنه إذا لم يحضر الخصم شاهده بالجلسة المحددة لبدء التحقيق أو يكلفه بالحضور فيها
.فإن المحكمة أو قاضي التحقيق يلزمه بذلك مع تحديد جلسة تالية ما دام أجل التحقيق قائمًا ،فإذا لم ينفذ الخصم ما الزم به سقط
حقه في االستشهاد به ،وهو جزاء يتقرر بغض النظر عن انتهاء أجل التحقيق أو بقائه ممتدًا
وفي بيان العلة والغاية من هذا اإلجراء قضت محكمة النقض :
إن المشرع هدف إلي عدم تمكين الخصوم من إطالة أمر التقاضي عن طريق تعمد استغراق مدة التحقيق كاملة دون مقتضي ،
فأوجبت علي المحكمة أو القاضي المنتدب للتحقيق إذا لم يحضر شاهده بالجلسة المحددة لبدء التحقيق أو لم يكلفه الحضور فيها
أن يلزمه بذلك مع تحديد جلسة تالية ما دام التحقيق ما زال قائمًا
فإذا لم ينفذ الخصم ما التزم به سقط حقه في االستشهاد به وهو جزاء يتقرر بغض النظر عن انتهاء أجل التحقيق أو بقائه ممتدًا
أبانت المادة 76أن عدم إحضار الخصم لشهوده أو إعالنهم بالحضور للجلسة التالية يترتب عليه الحكم بسقوط حق الخصم في
االستشهاد ،لكن ذات المادة قررت أيضًا ” وال يخل هذا بأي جزاء آخر يرتبه القانون علي هذا التأخير “
فيجوز إذن
21/28
-1تغريم الخصم .
ًا
-2الحكم بوقف الدعوى جزائي .
-3اعتبار الدعوى كأن لم تكن لعدم تنفيذ ما أمرت به المحكمة
ويجوز للمحكمة بدال من الحكم علي المدعى بالغرامة أن تحكم بوقف الدعوى لمدة ال تجاوز شهرا بعد سماع أقوال المدعى
عليه.
وإذا مضت مدة الوقف ولم يطلب المدعى السير في دعواه خالل الخمسة عشر يوما التالية النتهائها ،أو لم ينفذ ما أمرت به
المحكمة حكمت المحكمة باعتبار الدعوى كأن لم تكن .
راجع في هذا الصدد مؤلفنا في شرح قانون المرافعات – الشرح والتعليق علي المادة 99من قانون المرافعات
إذا رفض الشهود الحضور إجابًة لدعوة الخصم أو المحكمة وجب على الخصم أو قلم الكتاب حسب األحوال تكليفهم الحضور
ألداء الشهادة قبل التاريخ المعين لسماعهم بأربع وعشرين ساعة على األقل عدا مواعيد المسافة.
ويجوز في أحوال االستعجال نقص هذا الميعاد وتكليف الشاهد الحضور ببرقية من قلم الكتاب بأمر من المحكمة أو القاضي
المنتدب.
االمتناع تصرف إرادي ال يقوم بمجرد التوقع أو الظن أو التخمين ،لكن ال سبيل لهذا اليقين ،لذا فقد اعتبر المشرع أن مجرد
تكليف الشاهد تكليفًا صحيحًا وعدم الحضور يعد امتناعًا عن الحضور ،بما يعني أن المشرع اعتبر التكليف الصحيح بالحضور
قرينة حصول االمتناع ،لذا قررت المادة 79من قانون اإلثبات أنه يجوز للمحكمة أو للقاضي المنتدب إقالة الشاهد من الغرامة
إذا حضر وأبدي عذر مقبول منعه من الحضور .
صياغة هذه المادة مقارنة بالمادة السابقة هي أكثر دقة ،فالمشرع يشير إلي ما سبق علي اعتبار أنها مجرد دعوة للحضور
لإلدالء بالشهادة فقد أورد المشرع العبارة التالية “
إذا رفض الشهود الحضور إجابة لدعوة الخصم أو المحكمة ” أما هذه المادة فتتحدث عن تكليف للشاهد أو للشهود بالحضور
لإلدالء بالشهادة ،يفهم ذلك بوضوح بما قررته المادة التالية – المادة 78من قانون اإلثبات – إذ أنها قررت جواز تغريم الشاهد
بحكم غير قابل للطعن عليه كما أجازت للمحكمة علي نحو ما سيلي إصدار أمر بإحضار الشاهد .
22/28
أوجب المشرع أن تكون دعوة الشاهد للحضور بتكليف بالحضور أي بإعالن علي يد محضر ،وذلك في حالة رفضه الحضور
إجابة لدعوى الخصم أو المحكمة ،فال يكفي في ذلك إعالنه بخطاب مسجل مصحوب بعلم الوصول فإذا تم التكليف صحيحًا ولم
يحضر وقعت عليه المحكمة الجزاء المقرر في المادة 78إثبات .
وطبقًا لصريح نص المادة 78من قانون اإلثبات فإنه يجب أن يكون التكليف بالحضور قبل اليوم المحدد لسماع الشهادة بأربع
وعشرين ساعة علي األقل مع مراعاة مواعيد المسافة
في تحديد مواعيد المسافة تنص المادة 16من قانون المرافعات علي أنه :
إذا كان الميعاد معينا في القانون للحضور أو لمباشرة إجراء فيه زيد عليه يوم لكل مسافة مقدارها خمسون كيلو متر بين المكان
الذي يجب االنتقال منه والمكان الذي يجب االنتقال إليه .وما يزيد من الكسور علي الثالثين كيلو متر يزداد له الميعاد وال يجوز
أن يجاوز ميعاد المسافة أربعة أيام ويكون ميعاد المسافة خمسة عشر يومًا بالنسبة لمن يقع موطنه في مناطق الحدود
والحديث عن منح الشاهد فوق ميعاد الـ 24ساعة ومواعيد المسافة طبقًا للمادة 16من قانون المرافعات يثير التساؤل عن جواز
تطبيق المادة 4من قانون اإلثبات والتي يجري نصها علي أنه :
إذا كان المكان الواجب إجراء اإلثبات فيه بعيدًا عن مقر المحكمة جاز لها أن تندب إلجرائه قاضى محكمة المواد الجزئية الذي
يقع هذا المكان فى دائرتها ،وذلك مع مراعاة الميعاد المنصوص عليه فى المادة السابقة .وقد وردت هذه المادة بالباب األول
من قانون اإلثبات في األحكام العامة .
وقد راعي المشرع أحوال االستعجال كأن يكون الميعاد المحدد لالنتهاء من التحقيق قد قارب علي االنقضاء فأجاز بدًال من
التكليف بالحضور بإعالن علي يد محضر تكليف الشاهد الحضور ببرقية من قلم الكتاب بأمر من المحكمة أو القاضى المنتدب .
إذا كلف الشاهد الحضور تكليفًا صحيحًا ولم يحضر ,حكمت عليه المحكمة أو القاضي المنتدب بغرامة مقـدارها أربعين جنيهًا
ويثبت الحكم في المحضر وال يكون قابًال للطعن.
وفي أحوال االستعجال الشديد يجوز أن تصدر المحكمة أو القاضي أمرًا بإحضار الشاهد.
وفي غير هذه األحوال يؤمر بإعادة تكليف الشاهد الحضور إذا كان لذلك مقتض وتكون عليه مصروفات ذلك التكليف ,فإذا
تخلف حكم عليه بضعف الغرامة المذكورة ويجوز للمحكمة أو القاضي إصدار أمر بإحضاره.
سبق تكليف الشاهد بالحضور علي النحو المشار إليه بالمادتين 77 ، 76من قانون اإلثبات وعدم حضوره ،يعني من ناحية
افتراض أنه ال عذر له في عدم الحضور كما يعني من ناحية أخري اإلضرار بالعدالة بالحيلولة دون استكمال السير في الدعوى
لذا أجاز المشرع للحكمة أن تحكم بتغريمه وطبقًا لنص المادة 78محل البحث يثبت هذا الحكم بمحضر التحقيق وال يكون قابًال
للطعن عليه .
والغرامة المشار إليها هي غرامة تهديديه ،لذا فقد قرر المشرع بالمادة 79من قانون اإلثبات أنه يجوز للمحكمة أو للقاضي
المنتدب إقالة الشاهد من الغرامة إذا حضر وأبدي عذرًا مقبوًال .وسيلي بيان ذلك .
23/28
ومع تغريم الشاهد يجوز لمحكمة أن تأمر الخصم بإعادة تكليف الشاهد بالحضور وهو ما يعني التأجيل لجلسة تالية ،وألننا
بصدد إعادة تكليف بالحضور فقد استوجب نص المادة 78محل البحث أن تكون مصاريف إعادة التكليف علي عاتق هذا الشاهد
أو هؤالء الشهود حسب الحال ،فإذا تخلف هذه المرة أيضًا عن الحضور جاز الحكم عليه بضعف الغرامة المشار إليها .
أجازت المادة 78من قانون اإلثبات للمحكمة – بكامل هيئتها – وللقاضي المنتدب للتحقق إصدار أمر بإحضار الشاهد وذلك في
حالتين :
الحالة األولي
وهي خاصة بحالة االستعجال الشديد ،وقد ورد عليها النص بالفقرة األولي من هذه مادة محل البحث ،وال يوجد تعريف محدد
لحالة االستعجال الشديد التي أشارت إليها هذه الفقرة ،إال أنه يمكننا القول بأنها مرتبطة بقرب انتهاء الميعاد الذي حددته المحكمة
لالنتهاء من التحقيق .
الحالة الثانية
وهي خاصة بامتناع الشاهد عن الحضور رغم إعادة تكليفه بالحضور لإلدالء بالشهادة وسبق تغريمه بضعف الغرامة ،وهنا يعد
إصدار األمر باإلحضار ردًا مالئمًا علي شاهد استنفذت معه المحكم كل سبل التهديد للحضور من تغريمه ومضاعفة التغريم
وفي حالة تخلف الشاهد عن الحضور ألول مرة بعد إعالنه فإن المحكمة ال تأمر بإحضاره إال في حالة االستعجال الشديد ،أما
إذا تخلف عن الحضور بعد إعالنه مرة ثانية فإنه كون من إطالقات المحكمة أن تأمر بإحضاره دون ما اشتراط لالستعجال
الشديد –
ويبدوا األمر بتغريم الشاهد منطقيًا سواء في المجال المدني والجنائي ،كما يبدوا منطقيًا األمر باإلحضار في المجالين أيضًا ،
فالشهادة التي قد يدلي بها هذا الشاهد من األهمية بمكان في جميع المجاالت القانونية مع االختالف في طبيعة كل مجال
يجب على كل من دعي للحضور أمام قاضى التحقيق لتأدية شهادة أن يحضر بناء على الطلب المحرر إليه وإال جاز للقاضى
الحكم عليه بعد سماع أقوال النيابة العامة بدفع غرامة ال تجاوز خمسين جنيها ويجوز له أن يصدر أمرا بتكليفه بالحضور ثانيا
بمصاريف من طرفة أو أن يصدر أمرا بضبطه وإحضاره .
إذا حضر الشاهد أماكم القاضى بعد تكليفه بالحضور ثانيا أو من تلقاء نفسه وأبدى أعذارا مقبولة جاز إعفاؤه من الغرامة بعد
سماع أقوال النيابة العامة كما يجوز إعفاؤه بناء على طلب يقدم منه إذا لم يستطع الحضور بنفسه
واألمر باإلحضار المشار إليه بالمادة 78من قانون اإلثبات ال يختلف عن األمر بالضبط واإلحضار الذي يصدره القاضي
المحقق في المجال الجنائي ففي جميع األحوال يتضمن إكراه الشاهد علي الحضور بتقييد حريته والدفع به أمام الجهة القضائية
التي أصدرت األمر .
فى جميع األحوال تنفذ أوامر الضبط واإلحضار واإلجراءات التحفظية بواسطة أحد المحضرين أو بواسطة رجال السلطة العامة
.
ًال
24/28
وعمًال فإن المحكمة أو قاضي التحقيق حسب الحال – ويقصد حسب من أصدر األمر بإحضار الشاهد – تكلف النيابة العامة
بتنفيذ أمر اإلحضار ،فتقوم األخيرة تنفيذًا لهذا األمر بإلزام الجهات الشرطية بإحضار المتهم .
ويراعي أنه يجوز للخصم طلب إصدار أمر بإحضار الشاهد ،فيما يجوز الحكم به يجوز طلبه ،إال أن المحكمة في جميع
األحوال تترخص في إصدار األمر باإلحضار فهي ليست ملزمة بإصدار األم باإلحضار ،ولم تشهد المحاكم المدنية – في حدود
علمنا – واقعة إصدار أمر بإحضار الشاهد ،لكن النص قائم ويجيز واإلعمال خير من اإلهمال .
ويراعي لألهمية أن بعض الشهود يتمتعون بحصانة فال يجوز إصدار أمر بإحضارهم منهم رجال السلك الدبلوماسي وزوجاتهم
وأقاربهم
رجال السلك السياسي وزوجاتهم وأقاربهم الذين يعيشون معهم في معيشة واحدة فيتمتعون بحصانة ال يجوز معها إكراههم علي
الحضور أمام القضاء ألداء الشهادة عن واقعة جنائية أو مدنية ،وقد أشارت إلي ذلك صراحة التعليمات القضائية للنيابة العامة
نقض جنائي – جلسة – 1953-12-28مج الخمسة والعشرين سنة الجنائية – ص 57رقم . 281ماده : 792
ال يجوز دعوة رجال السلك السياسي األجنبي شهودا أمام المحكمة وال يجوز ندبهم ألعمال الخبرة سواء في المسائل الجنائية أو
المدنية ما لم تدع الي ذلك ضرورة وفي هذه الحالة يجب علي النيابة مخابرة النائب العام الستطالع الرأي فيما يتبع في هذا
الشأن .
ماده : 793اذا لزم اعالن شهود من أعضاء السلك القنصلي األجنبي لسماع اقوالهم امام المحاكم فيجب علي النيابة ان ترسل
طلبات تكليف هؤالء الشهود بالحضور الي النائب العام بمذكرة يبين فيها موضوع القضية المطلوب أداء الشهادة عنها ومدي
تعلقها بأعمالهم الرسمية
أخطأ المشرع بأن استعمل عبارة ” إذا كلف الشاهد الحضور تكليفًا صحيحًا ” والصحيح هو الحديث عن التكليف القانوني
بالحضور ،ألن العبارة التي استعملها المشرع قد توحي بجواز تكليف الشاهد تكليف غير صحيح وهذا ال يجوز وال يقبل قانونًا
،فالشاهد إما أن يكلف أو ال يكلف .
والنص محل البحث يستدعي تطبيق نصوص المواد السابقة عليه وصوًال لفهمه وترتيب اآلثار التي رتبها المشرع علي النحو
التالي :
-1طبقًا للمادة 76من قانون اإلثبات يجب علي الخصم استحضار شاهده أو تكليفه بالحضور للجلسة التي حددها منطوق حكم
التحقيق لبدء سماع الشهود ،فإذا لم يحضر الخصم شاهده أو لم يكلفه بالحضور يؤجل التحقيق لجلسة تالية مع إلزام الخصم
بإحضار شاهده أو تكليفه بالحضور
فإذا لم يحضر شاهده أو يكلفه بالحضور سقط حقه في االستشهاد به إعماًال للمادة 76من قانون اإلثبات المشار إليها
-2طبقًا للمادة 77من قانون اإلثبات إذا رفض الشاهد الحضور – رغم دعوته للحضور أو إخطاره من خصمه أو من قلم كتاب
المحكمة بالحضور – وجب التأجيل للمرة الثانية وتكليفه بالحضور رسميًا ألداء الشهادة
وطبقًا للمادة 77المشار إليها يكون اإلخطار في هذه الحالة قبل التاريخ المعين لسماع الشهود بأربع وعشرين ساعة علي األقل
عدا مواعيد المسافة ويجوز في أحوال االستعجال نقص هذا الميعاد وتكليف الشاهد الحضور ببرقية من قلم الكتاب بأمر من
المحكمة أو القاضي المنتدب
إذن فالمقصود بتكليف الشاهد تكليًف صحيحًا سبق تطبيق المادتين أرقام 77 ، 76من قانون اإلثبات ،في هذه الحالة يمكن
القول بحصول التكليف بالحضور صحيحًا علي النحو المشار إليه بالمادة 78من قانون اإلثبات .
25/28
إقالة الشاهد من الغرامة
يجوز للمحكمة أو للقاضي المنتدب إقالة الشاهد من الغرامة إذا حضر وأبدى عذرا مقبوال.
أجاز قانون اإلثبات تغريم الشاهد إذا كلف بالحضور ولم يحضر ،
كما أجاز مضاعفة الغرامة إذا تكرر التكليف بالحضور لإلدالء بالشهادة ولم يحضر – مادة 78من قانون اإلثبات
إذن فالغرامة طبقًا لنص المادة السابقة هي جزاء عدم الحضور فإذا حضر الشاهد – مجرد الحضور ولو لم يدلي بشهادة –
وأبدي للمحكمة عذرًا منعه من الحضور
فللمحكمة أن تقدر هذا العذر فإذا قدرته وبالتالي قبلته زالت الحكمة من التغريم لذا أجاز قانون اإلثبات بموجب المادة 79من
قانون اإلثبات إقالة الشاهد من الغرامة
وعمًال فإن العذر األكثر شيوعًا هو عذر المرض ،وللشاهد أن يقدم الدليل علي مرضه ،كما للمحكمة أن تناظر الشاهد وتثبت
بمحضر الجلسة أنها ناظرته وثبت لها مرضه
المرض من األعذار
تقدير كفاية العذر الذي يستند إليه المستأنف من حق قاضي الموضوع ،فمتى انتهى إلى رفضه فال معقب عليه من محكمة النقض
إال إذا كانت علة الرفض غير سائغة
واإلقالة من الغرامة تعني اإلعفاء منها ،وقد كان لزامًا علي المشرع أن يشرع اإلقالة كنظام إعفاء من الغرامة إذ أن الغرامة
التي يوقعها القاضي المنتدب للتحقيق أو توقعها المحكمة بكامل تشكليها ال يجوز الطعن عليها بأي طريق من طرق الطعن ،
فقد ورد بالمادة 79من قانون اإلثبات نصًا ” وال يكون قابًال للطعن “
وإذا كانت اإلقالة من الغرامة تعني اإلعفاء منها ،فإنه ال يوجد تعريف خاص بالغرامة في قانون اإلثبات وهو ما يرجعنا إلي
تعريفها طبقًا لقانون آخر هو قانون العقوبات حيث تعرف المادة 22منه الغرامة بأنها
إلزام المحكوم عليه بأن يدفع إلي خزينة الحكومة المبلغ المقدر في الحكم .فإذا ما تجاوزنا اعتبار عدم حضور الشاهد رغم تكليفه
بالحضور جريمة أمكننا القول بأن الغرامة المنصوص عليها بقانون اإلثبات هي حقًا إلزام الشاهد المتخلف عن الحضور بأن
يدفع إلي خزينة الحكومة المبلغ المقدر في حكم القاضي المنتدب للتحقيق أو المحكمة إذا صدر الحكم منها بكامل تشكيلها
أنواع الغرامات
د .أمجد عثمان – شرح قانون العقوبات المصري – طبعة 2010دار النهضة العربية :
ونقرر نقًال عن سيادته ما يعد مناسبًا لموضوع المادة محل البحث :
26/28
الغرامة كعقوبة أصلية:
يقرر القانون الغرامة كعقوبة أصلية في المخالفات والجنح؛ فالغرامة في المخالفات هي العقوبة العادية ولم يعد الشارع يقرر
الحبس على المخالفات ،والغرامة في الجنح ذات أهمية كبيرة فقد يقررها القانون وحدها في جنح غير هامة ،وقد يقررها إلى
جانب الحبس كعقوبة وجوبية أو جوازيه ،وقد يقررها مع الحبس على سبيل التخيير.
يقرر الشارع الغرامة كعقوبة تكميلية إلى جانب عقوبة أصلية سالبة للحرية ،وأكثر ما يفعل الشارع ذلك إنما يكون في الجنايات،
وهو ينتقي لذلك في الغالب الجنايات التي يدفع إلى ارتكابها باعث اإلثراء غير المشروع ،ويريد بذلك أن يثبت للجاني أن ما ناله
هو النقيض مما كان يستهدفه
مثال ذلك:
الرشوة واختالس األموال العامة ،وقد يقرر الشارع الغرامة كعقوبة تكميلية في جنايات ال يدفع إلى ارتكابها اإلثراء غير
المشروع كجنايات إحراز األسلحة والذخائر – المادة 26من القانون 394لسنة .1954
هي الغرامة التي تختلط فيه فكرة العقاب مع فكرة التعويض ،ويبدو ذلك في الغرامة النسبية ،والغرامة الضريبية ،وغرامة
المصادرة.
هي الغرامة التي ال يحددها القانون بكيفية ثابتة بل يجعلها نسبية تتماشى مع الضرر الناتج من الجريمة أو الفائدة التي حققها
الجاني أو حاول تحقيقها ،
مؤداه أنه إذا تعدد المتهمون بالجريمة المستوجبة للغرامة النسبية فاعلين كانوا أو شركاء فال يحكم عليهم جميعا إال بغرامة واحدة
تقاس بضرر الجريمة أو بفائدتها ( أي وفقا لضابط التناسب الذي حدده النص الخاص بهذه الجريمة) ويلتزمون بها متضامنين،
ولكن يجوز للقاضي إعفاءهم من هذا التضامن..
وتتحدد عادة بنسبة معينة مما لم يؤد من الضريبة ،وقد ذهبت بعض األحكام إلى اعتبار هذه الغرامة ذات طبيعة مختلطة أي
تجمع بين صفتي العقوبة والتعويض ،وذهبت بعض التشريعات إلى إطالق لفظ التعويض على هذه الغرامة وهو ما ال يتفق مع
تكيفها القانوني كعقوبة وإن خالطها معنى التعويض .
وهي الغرامة التي يتعين الحكم بها بدال من الحكم بالمصادرة إذا لم تضبط المواد موضوع الجريمة ألي سبب كان ،وقد نص
قانون الجمارك وقانون الرقابة على النقد في مصر على هذا النوع من الغرامات
من المهم أن نعيد التأكيد علي أن الغرامة التي يشير إليها نص المادة 79من قانون اإلثبات محل البحث هي الغرامة التي توقعها
المحكمة بحكم غير قابل للطعن علي الشاهد الذي يتخلف دون عذر عن الحضور رغم تكليفه بالحضور تكليفًا صحيحًا ،
27/28
إذ تملك المحكمة كما يملك القاضي المنتدب للتحقيق تغريم الشاهد لسبب آخر هو االمتناع عن اإلدالء بالشهادة وهو ما خصص
له المشرع نصًا مستقًال هو نص المادة 80من قانون اإلثبات ،
صحيح أن المشرع أخضع الغرامة الواردة بالمادة 80من قانون اإلثبات ألحكام الغرامة الواردة بالمادة 79فيجوز من ثم اإلقالة
منها إال أن اختالف سبب التغريم هو ما دفعنا التأكيد علي ذلك .
هنا انتهي الجزء األول من اجراءات التحقيق المدني ولمتابعة باقي األجزاء الروابط التالية
28/28