Professional Documents
Culture Documents
في مدخل الحمراء-قراءة نقدية
في مدخل الحمراء-قراءة نقدية
مدخل امحلراء
لنزار ق ّباين
بقلم
1
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
دوى كتابة هذه التعليقة ونرييرها أهنا قصيييد ٌة قريب ٌة حجما وبيانا ،مما ِّ
يشسي الثالث وهش ما نبهني إلى َج َ
المر َمى مذن هذه الكتابة هش إفادة الجماهير من رق عة االسييييتفادة من التعليقة النقدية عليهاا هذا ّ
وإن َ
المث ّقفة ورف مائقتهم وإدراكهم شييياا ال َيلذهب م إلى ما ال يلزمهم من قبقة االختصيياال واالشييت الا
أبو قيس
أكتشبر 2022م
2
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
نص القصيدة
بج َييييييي ذ
اد وجيييييييا ردها مشصييييييييشل ٌة ذ
ذ ( )5و رأ َميييييييي ي ٌة را يا رتيييييييي ها مرفشعييييييييي ٌة
ذ
ييييييياد ان بذل ذق ٍ
يس ذ
وجييييييييدَ رسييي َع َأج َف َ رأيت ذخييييييييال َل ره ( )7وجه ذدمريييييي ذ
ييييييقي ر ٌ َ
3
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
ما زال رمختيَيييي ذزنا رش رميييييش َ بذ َال ذدي العربي يف الث ذر ا لذي
ِّ
( )11يف وج ذه ذ
ك َ
يييييييان يف ال َك ب ذ
ذ يب ج نّ ذ
ات ال َع ذريف و مائ ها ذ
3
اد ّ يف ال رف ِّل يف الريحيي 2
( )12يف ق ذ َ
2جنات العريف هي البسيياتين التي تحيب بقصي ٍير أسييسييه السييلطان محمد الثاين يف أول القرن الثامن الهجري ،و َيبعد مسييافة كيلش م عن
قصيير الحمراء ،كان ملشك ارناقة يتخذون هذا القصي َير للتنزه واالسييتجمام ،والعريف هش الخبير أو المعماري ،وقد رع ذر َفت هذه الجنات
بالبهاء والجمال المنقط ا
شجر َعطذرا
ٌ 3الك ّباد هش األر رترج أو الليمشن الطبي ،وهش
4ما ريعلق يف األمن من الحليا
4
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
ميييييي ذ
اد ائي التارييييييي ر َكييييييش َم َر َ خلف َدل ذي َلتذي ( )15و َم َيري رت مذ َثل الطف ذل
وو َر َ
َ َ
شف رتنَ ذ
ات على الس ي رق ذ
ادي والزر َك َر ي ر ات َأكا رد َأ َ
سم ر َنبييييي َض َها ييير َف ر
( )16الزخيي َ
يييييار َق بن ذزي ذ
اد رجال ري َسييميييييييى قيي ذ عانيييييق رت فيهيييييا عنيييييدما َودع رتها
(َ )20
َ َ
5
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
وأن رلب
إن أول ما َيجشد بالك رف عنه َت َمث رل الق صيدة وا ست ررا رفها هش أهنا ق صيد ٌة اير مركبةّ ،6
ّ
ال رض الذي تقشم ألجله هش البيان عن حال أمجاد العرب يف األندلس الذاهبة ،وهكذا تتشظف –أو
بنب ي أن تتشظف -كافة الصييشر الرييعرية يف القصيييدة ألجل الجالء عن هذه ال اية ،والشصييشل بقار
المر َمى؛ فمشضشع الق صيدة –بما يكرف عنه التمثل واالسترراف -هش
الق صيدة أو سامعها إلى هذا َ
أبعدر ما تكشن عن ال زل؛ فالفتاة التي يف الق صيدة إنما هي ساللة بني أمية الذين ملكشا األندلس قرونا،
نفس يها وأصييش َلها ،وهذا ما َيجري يف ذ ّ
حشار م تلك الحضييارة الناسييية َ
ٌ وإن حشار الريياعر معها إنما هش
وبعم مذن أثنائها من صيييفات الفتاة فهي سيييشداء العين،
ٍ مكره يف أول القصييييدة
مائه على وفق تياره ما َ
صفات ت رير إلى األ صل العربي
ٌ وال رعر الطشيل األ سشد ،والشجه العربي ،والث ر النا ص ،فهذه كلها
ذ
المذكشر آنفا ،فالفتاة على قشل يف الفتاة ،وهي الصييييشرة الرييييعرية التي تحملنا إلى َمر َمى القصيييييدة
نفسهاا
صارت ال تعرف َ
رمز للعروبة الضائعة التي َ
القصيدة –أو هكذا ينب ي أن يكشن -هي ٌ
***
6
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
فإما ما تمثلنا القصيييدة واسييترييرفناها فبان لنا منها مشضييش رعها وأهنا تقشم على هذا المشضييشع
المطل وهش قشله:
البيت َ
َ الشاحد ظهر لنا ّ
أن
ٍ
ومحبة أعقبتهما ال رفرقة؛ ّ
ألن وال ري قال هنا :إ نّه ال ريريييي ط أن يكشن اللقا رء عن اجتما ٍع سي ٍ
يييابق
الكال َم ليس يف اشييي اط أن يكشن اللقا رء عن معرفة ومحبة يف السيييابق ،وإنما هش يف ّ
أن الضيييمير العائد
على اير مذكشر إن ما هش يتش كأ على ما ري بادر إل يه مه رن المتلقي ،و ما ري بادر إلى ذ
مهن المتل ِّقي ه نا هش
القصيدة ،ألجل هذا س َيخبش هذا المعنى يف البيت التالي وقد تعل َقت به ر
نفس المتلقيا
وهذا الخلل الداللي هش مذن أشيييدِّ ما ي اخذ به الرييياعر ال سييي ّيما إما ما كان حصيييش رله يف مطلذ
7
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
أما ر
قشل نزار يف البيت التالي:
ناول المتلقي َ
حبل فإنه األَو َلى بأن يكشن مطل القصيييييدة؛ فهش –يف حقيقة أمره -أول ٍ
بيت ري ذ
المعنى ،وسيييكشن ملك اسييتهالال مشفقا يكرييف عن مراد الريياعر؛ فالعينان السييشداوان هما العروبة
ٍ
أبعاد داخل تلك العين العربية األمشية هي أبعاد األمشية الضيييائعة يف األندلس ،واألبعاد التي تتشالد مذن
تاري العرب ،فهش ملتام جدًّ ا وقد أصيياب ذ
الم َح ّز ،وكذلك قشله يقصييد َحدَ َق العين (يف حجريهما) فيه ٌ
الملك ذ كثيء م الق ّءا إليه ؛ ملك ّ
أن األحجار هي ما َيبقى من ر ل إش ب لة ب لتوبيي بقيقي دقيقي ببا ت ينت
يف صشرة القصشر والنقشش ،فكانت عيناها العربيتان األمشيتان وكأهنما من آثار تلك البقايا األمشيةا ما
بيت االستهالل!
كان أل َي َق ذا البيت أن يكشن َ
ءن ط ي مي دي ق ل ت ويف ا ته ل ن ّي لي؟ س ( )3ها أنت إس
اختصار حس ٌن بالحذف ّ
ألن ٌ البيت يف جملته يلتام وارض القصيدة؛ أما الرطر األول ففيه
ر هذا
(سيياءل رتها) فهش كالشصييف لذما قب َله أنه َف َع َل ملك عناية وحرصييا على الجشاب ،وليس هش مكان حكاية
القشل المحذوفا
8
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
يف سيييياق ال رض هش كشهنا مذن ارناقة فكان االكتفاء بقشلها (ومذن ارناقة) هش المتعين ،ولك ّن الر ذوي
الريياعر إلى أن َيسييتكره القافي َة ف َيذكر الميالد ،وهش اير م ثر ّ
ألن الفتا َة إسييبانيةٌ ،وهي سيياللة َ اضييطر
العرب ،فكشهنا مشلشدة ليس زيادة مات ٍ
بال بحيث رتع َت َبر يف عيار الرييعر ،فماما لش كانت إسييبانية ولكنها
مشلشدة يف مدينة أخرى اير ارناقة ،هل سيييي ري َ ِّثر ملك تأثيرا ريذكَر؟ بل ماما لش كانت إسييييبانية ولكنها
إن المقصشد الذي َأرمذي إلى بيانه هش ّ
أن زيادة خرب الميالد ولذدَ ت يف ٍ
بلد آخر ثم عادوا ا إلى ارناقة؟ ّ ر
الرعريا
ّ ر
السبك حرش َمحم َيق ربح به
ٌ ليست بذات ٍ
بال يف الرعر ،وهي عندي
د ول لي بجي ده موص وجي لي ه مء وع ي لي با ي ت ( )5وأم
فهما مسيتقيمان جيدان ،والبيت الراب يريبه أن يكشن تفسييرا أو تفصييال للبيت الثاين؛ فاألبعاد
ر
التي تتشالد من أبعاد تتمثل اآلن يف صشر بني أمية وهي مرفشعة الرايات وجيدها مشصشلة بجيادا
اءا م أحف دي لرفي دة س ( )6م أ اءب الت بي كيف أع د ني
9
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
ونالحظ يف هذا البيت أنه قد جعل نف َسه العروب َة العزيز َة يف تاريخها القديم ،وهذا هش ما َج َع َلها
صحيح ،خفيف ال ِّرعر ّية ،يكاد أن يكشن نثرا ،على خالف الحال يف البيتين
ٌ والبيت
ر حفيدة مذن أحفاده،
السابذ َقينا
راعر يف و صف هذه الحفيدة العربية التي أعا َدت له مكرياته يف عهد العرب من بني أمية
ر وبدأ ال
التي كان مسييييتقر خالفتها يف الرييييام ،فالقصيييييدة تقشم –كما ريدرك كل َمن َيتمثلها -على رملك العرب
د دس ع أجف ل بلقيس وجي ل قي بأيت خ ( )7وج ل دمش
احتجاج البعم بدال لة األبيات الالحقة على المعنى المراد من األبيات السييييابقة أو يقال حين إنريييياد األبيات األولى:
َ 9أالحظ كثيرا
محه كل ملك َيقتضييي أن يكشن ال َقد رر ألن شييرف المعنى وإشييارة الرييعر و َل َ الب يف الرييعرّ ،
سيي َيظهر المرا رد يف األبيات اآلتية؛ وهذا كله ٌ
ٍ المتلش مذن الريعر مح ِّققا يف ذ
ب محل انتظار كال ٍم لتصيحيح كال ٍم فائت قد َم َه َ
ر وقت أدائه شيعريتَه التي تقتضيي قيا َم داللته ،فليس يف الريعر ّ
عمله يف النفس؛ فالرعر َيمتن عليه ملك الذي هش شأن الكتابات العلمية واألخبار ،ال النصشال األدبية واألشعارا
10
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
األصشل ،ولهذا َو َص َفه بالشجه الدمرقي ،ريرير إلى بني أمية التي كان رمل ركها يف الرام وامتدت خالف رتها
البيت
َ قلت (من جملة الكالم) ّ
ألن فهم من جملة الكالم ،وإنما ر
إلى األندلس ،هذا مراد الراعر الذي ري َ
مختل الداللة يف نظمه ،ووق الخطأ يف أصل َت َعلقات معانيها
يرح لما رآه يف (خالل) وجه المحبشبة ،أي يف أثناء مالمحه وتقاقيعه ،وم هذا نجده
وصييفه إنما هش شي ٌ
يقشل (جيد سييعاد) فانتقل بمتلقي الرييعر عن مشضيي بيانه قبل إشييباعه ألنه لم َيذكر مذن الشجه سييشى
األجفان يف حين أنه أشار يف الرطر األول إلى ما يفيد تأم َله الشج َها
دي ت به أ ًمي تاد وس كن ل ن ال قديم وحجء مة ( )8وبأ يت من
11
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
ال أو ين ضد وال ريقال ري َمدّ ،ال س ِّيما والحديث الش ساد فا سد ،ألن ذ
الش سا َد ري َر ّ المدِّ إلى ذ
إ سناد َ 11
رد ينام ا ،وليس عن َع َر َص ٍة رت ستَق َبل ا األضياف فيجسلشن على ذ
الش ساد ،كما ّ
أن ارفة تختص ب َف ٍ
ٍ عن
حديث الرجل عن داره القديمة وحجرته يقتضييي أن يتحدي عن (وسي ٍ
يادة) مفردة لما فيها من اإلشييارة َ
هي شييجرة الياسييمين الرييامية التي نجدر ها رت َع ِّطر اليشم الدمرييقية القديمة ،وهي (فسييقية) الماء
التي تكشن يف ساحة تلك الدور العريقة ،وقشله (واليا سمينة رر ِّص َعت بنجشمها) هش مذن جميل الت ربيه،
ألنه أراد أزهار الياسمين ،وهي رت ربه النجمة ،ثم هي ناصعة البياض تكاد رت ذضيء ذ
ببياضها ،فالراعر قد َ
مصيب جدًّ اا
ٌ ذ
األزهار نجشما ،فهش تربي ٌه أتى بذلك رك ِّله يف جعل هذه
التي تق يف بيته إنما هش ل ذ َفرط محبته و رأنسه ببيته يرى فيها جماال ال يراه ايرها
11المقصشد باإلسناد هش مطلق التعليق على االصطالح البالاي ،فقد يكشن على جهة المفعشلية كما هنا وليس على جهة الفاعليةا
12
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
سم صش َتها وإنما يظهر الخلل والتعقيد يف وصف اإلنراد بالذهبية لمجرد ّ
أن القطرات التي َي َ
سب الراعر أن يصف لشن القطرات برذرات الذهب ،وأن
كاإلنراد تعكس اللشن الذهبي؛ فقد كان َح ر
ف اإلنرا َد نفسه بالذهبية يصف صش َتها باإلنراد ،إمن الستقا َمت له القضية ،و َت ّم له المراد؛ ّ
فلما َو َص َ
ٍ
عالقة جديدة وهي ذه يي ص وت اإلنش د ت انفص ي َلت المخيلة عن القطرات إلى الصييشت ،ذ
وص يرنا يف ر ِّ
ذه يي القطءات ،وهي عالقة معقدة َفصييمت العالق َة األولى ،ذ
فصييرنا نبحث عن صييفة الذهبية يف نفس َ َ
اإلنرييياد ،وهنا حصيييل التعقيد ،وهذا قط مع ت يءيده الش عء ألنه سييييصيييرف الذه َن عن جمال اللشن
الذهبي يف القطرات إلى التفتيش عنها يف صشت القطرات ،واألخير ال يحقق ملك وإنما يحققه األول،
ييياعر قد َركب تركيبا فن ًّيا كيفما اتفق ،أاراه ما فيه من اإلضييييافة والصييييفة بين شييييياين فالظاهر ّ
أن الري َ
ذ ذ
راعر نفسه
شعر به ال ر
مصدر الجمال الذي َ الشصف عن
َ أن تركي َبه ملك قد َخ َل َ
متباعدَ ين ،ولم ينتبه إلى ّ
ذ ذ
اجتهدت يف صيااته
ر بعم ال رقراء ممن ليس لهم ٌ
باع قشيل يف ممارسة تذوق النصشال وتحليلها ،وقد عسر إيعا ربه على
12هذا الكالم قد َي ر
المراد ،واهلل المشفق والمعينا
على الشجه الذي يتأتى به إدراك ر
13
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
و َيستطرد الراعر:
وصحيح
ٌ البيت كذلك حس ٌن ،وقشله يف وصف الث ر (مختزنا شمش َ بالدي) حس ٌن جدًّ ا
ر هذا
ببياضه و َب ذر ذيقه بطيب الريق الذي يطليه ،ويف أصشل معنى نزار يقشل
ألن الث ر من الفتاة العربية ممدوح ذ
ٌ َ ّ
األندلس فيقشل:
14
ل يف الك ّ د يف ال ف ًا يف الءير ( )12يف ط يب ج نّ ت العءيف وم ئه
13
13جنات العريف هي البسيياتين التي تحيب بقصي ٍير أسييسييه السييلطان محمد الثاين يف أول القرن الثامن الهجري ،و َيبعد مسييافة كيلش م عن
قصيير الحمراء ،كان ملشك ارناقة يتخذون هذا القصي َير للتنزه واالسييتجمام ،والعريف هش الخبير أو المعماري ،وقد رع ذر َفت هذه الجنات
بالبهاء والجمال المنقط ا
شجر َعطذرا
ٌ 14الك ّباد هش األر رترج أو الليمشن الطبي ،وهش
14
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
ذ
ال يسييييتقيم هذا البيت إال إما كان الفل والريحان وال َك ّباد مما رج ذل َ
ب من دمرييييق إلى األندلس،
وإال فما معنى أن يقشل ترين دمرييق يف ال رف ِّل يف الريحان يف الكباد؟! وال ريقال هنا :إنه َيقصييد هنا عمش َم
يييح إما ما بق َيت تلك مظاهر الرفاهة والنعمة يف هذه الجنات؛ ال ري قال ملك ّ
ألن ملك القشل إنما َيصي ّ
صءير ،واستأنف التعلق ت ،ذكء حءف
م الرفاهة على جهة اإلجمال ،أما الراعر هنا فقد كءب الع ما
والم لك ألنه
والم لك ألنه مشجشد أصييييال ،والك ّباد ال يمثل النعمة ر
أصييييال ،والريحان ال يمثل النعمة ر
مشجشد أصييييالا فالحاصييييل يف األخير أنه ال معنى -بتشجيه كالم الريييياعر على ارضييييه -ذ
لذكر الفل
د مث ا الش اوع بليل ي الاي ( )14يتأل ق الق ءط الط ويا بجيده
15
15
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
هذان البيتان هما أقرب إلى الح رش يف جملتهما؛ ملك أهنما ال مشق َ لهما يف مش ضشع الق صيدة
وإيحائها وإشييياراهتا؛ وها هش قار ر القصييييدة وقد َعرف مشضيييش َعها وما يرمذي نزار إليه منها؛ ال ذ
يعجز ٌ َ
وانتباهه عن إدارك (الفجشة) التي أوقعها البيتان اللذان با ما ال زل ذ
ومكر المحاسييين؛ فالبيت ييعشره
ر ر شي ر
لهث خلفها مثل السنابل الم وكة ب ير حصاد ،والبيت الثاين فيه ّ
أن األول فيه أهنا سارت معه والرعر َي َ
ٍ
استحياء ال رقرط الطشيل يتألق ب رعنر ذقها كالرمشع ليلة الميالد ،فليس يف هذا مذن شيء إال ما قد نقش رله على
الصفات المحببة يف المرأة عند العرب ،فهش يرير إلى أصشلها العربية؛ وعلى هذه الضآلة التي أستحي
ٌ
وفرق ب يف المرأة ولكنه ليس من خصائص المرأة العربية، معها أن أقشل ملك نجد ّ
أن قشل ال رعنرق محب ٌ
نر يد يف المرأة من حيث كشهنا امرأة ،والمحاسيين التي رت َ
نر يد فيها من حيث بين المحاسيين العامة التي رت َ
اقرادات نزار م المعاين المحببة إلى نفسه ،جار ا على خصشال بناء القصيدةا
األبيات
ر وال ي ر رن َك أن ترى النا َ تسييييم إلى األبيات األجنبية فتتأثر ا؛ فإنما ي ذ
عجب النا َ ر َ
ييياحب الذوق إلى
ر ر
واأللفاظ الرقيقة ،والمعاين الجزئية منفصييييلة عن َوحدهتا ،وإنما يتيقظ صي المفردة،
البيت إن اسييتقل، ذ
والبيت يف القصيييدة ،وربما ال ريعاب فرد، ذ ٌ
ر الم َ
وفرق بين البيت ر أسيير الكالم 16والتاامه،
مجمشع إلى َأسيي ذر القصيييدة ،ومحكش ٌم ب رضييها
ٌ و ريعاب و َي ذعيب القصيييد َة إن جاء يف ذضييمنذها؛ ملك أنه
أسرها و ريالئم أجزا َءهاا
الذي َيرد َ
16
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
د ك وم بم ووبائي الت بي ( )15وم شيت مثا الطفا خلف دليلتي
ر
سييياق القصيييدة فظاهر ،وأما الرييطر األول فيتنازعه سييياقان؛
ٌ أما الرييطر الثاين مذن هذا البيت
الذي يفر ضه ار رضها الذي ك رف عن تمث رلها ،و سياق البيتين ال سابقين يف ال زل ذ
ومكر المحا سن؛ ّ
أن
خلف
َ َ
تاريخه حفيدة صييي ي ٍ
رة ال تفهم تاركا ٍ َيجعل ملك التاري األمشي يتحشل إلى قف ٍل يسيييير خلف
الحسيييين إنما يتحقق بحمل الشاو يف (وورائي التاري ) على أ هنا واو ٍ
حريق عظيم ،وهذا ر ظهره بقايا
وال بكش ت على الس قوف تن دي ( )16ال خ ء ت أك د أساع ن ضه
البيت كله ،م شدة التباين يف انفصا ذم المعاين وعد ذم التاا ذم
َ الراعر هنا بلقيس ذ
وجيد سعاد) قد َبنَى عليه
ر
نبضيها َيكاد ريسي َيم ،وخص الزركرييات
العالقات ،و َبيان ملك أنه قد خص الزخرفات بالنبم ،فجعل َ
17
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
فالزخارف ترمل الزينة وتعدد األلشان كما ترمل المنقشش من الحجارة السامجة ،17والزركرات فيها
الفارق بين العام والخاال مذن كالم الريياعر إلى مفارقة اإلسييناد يف
ر زيادة صيينعة ونقش ،فهل َمهدَ هذا
ٍّ
كل؟
األمر
ر نبضيييها ،والزخرفات تريييمل الزركريييات ،ولش كان نزار ّ
أن الزخرفات يكاد َيسيييم َ َيذكر ٌ
كذلك فالزركرييات هي األولى بالنبم الذي َيكاد ريسي َيم ،لظهشرها ،فالنبم إنما يكشن بضي الدم يف
أكثر
سماع النبم ال ينفك عن تخيل لشن الدم الم ضخشخ من القلب ،فإما كانت الزرك رات َ ر القلب ،و
ظهشرا مذن سييائر الزخرفات لكثرة صيينعتها فإهنا تكشن األَو َلى بالنبم مذن سييائر الزخرفات،والحق ّ
أن
سييماع النبم هش أقصييى ما ريب َلغ به ويليق يف هذا المقام ،سييشاء للزخرفات والزركرييات ،أما النداء فهش
يييشر هذه المفارقة حين ندخل إلى مكان أثري فنكاد نسييييم َقد ٌر أجنبي رم باي ٌن ال مسي ِّ
يييشر له؛ فما مسي ِّ
ر
الفرق بين الزركرات - الزخرفات أما إما مررنا على الزركرات فهي تنادي ،أي ترف صش َتها ،هل َب َل َغ
17السامجة هنا التي جاءت على لشهنا الطبيعي دون زيادة تلشينا
18
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
ٍ
ظاهره البالا رة وال َق صد ،وليس
ر احتياجه إلى لفظة تحشي حرف الر ذو ّي ،ف َأ َ
ور َد وق سم تق سيما اعتباق ًّيا، ر
وراءه اير االضطرار وال ربدّ ا
مفار َق ٌة اريبة ل رض القصيييد ،ول ذ ذصييفة الفتاة التي عرفنا حقيقتَها يف تمثلنا للقصيييدة
وق َعت هنا َ
يفات ترييير إلى األصييل العربي يف الفتاة ،وهي
قلت هناك (فهذه كلها صي ٌ واسييترييرافذنا مشضييش َعها؛ فقد ر
ذ
المذكشر آنفا ،فالفتاة على قشل القصيييدة –أو هكذا الصييشرة الرييعرية التي تحملنا إلى َمر َمى القصيييدة
نفسييييها) والبيت األول من هذين
يييارت ال تعرف َ
رمز للعروبة الضييييائعة التي صي َ
ينب ي أن يكشن -هي ٌ
القدر ال يتنا َفى م مشضييييشع
أن هذه األمجاد هي أمجا رد ها ،وهذا َ
البيتين َمك ََرت فيه الفتاة المخدوع رة ّ
القصيييييدة ألهنا صيييياحبة أمجاد فعال ،وهي حفيدة بني أمية ،وحفيدة الريييياعر ،وهش رأى يف عينيها
السشداوين أبعا َد التاري العربي تتشالد مذن أبعاد ،ورأى دمرق العربية يف شعرها المنساب األسشد ،ويف
وجهها العربي ،ويف ث رها ،فهي مات أمجاد عربية ،وإنما الذي يتنا َفى م مشضييييشع القصيييييدة هش أهنا
ييياعر ليطرد م
الشهم الذي كان ينب ي أن يقف عليه الري ر
تحسييييب أمجا َد ها أمجا َد اإلسييييبان ،هذا هش َ
مفار َقة أفسدَ ت على القصيدة سبيكتَها فقال:
فار َق َ
القصيدة ،ولكنه َ
19
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
الفتاة مذن العربية األمشية المخدوعة التي َتحسب نفسها إسبانية ،إلى الفتاة
ذ
فكان أن َق َل َ
ب صف َة
الراعر إلى ملك التحشل
ر اإلسبانية ح ًّقا و َتحسب ّ
أن حضارة الحمراء هي حضارة اإلسبان ،وسشاء انتبه
يير الم سار ،سشاء هذا أو ماك
الذي ح صل يف جهة الكالم وكان قا صدا له ،أو لم ينتبه إليه وما ق صد ت َ
ٌ
ترشيش يف (المشقف) أي عربية مخدوعة ري رفق عليها الراعر، فإن الكال َم قد َف َسدَ ،ووحصل للقار ّ
أم هي إسبانية ريخاقذبها الراعر بنذدِّ ي ٍةا
و َيذكر يف البيت الثاين أنه مسييييح رجرحا نازفا ،ومسييييح رجرحا ثانيا بف اده ،وهذا َيبلغ به مروة
وو َص َفه
اال ضطراب واختالل البيان؛ فقد جعل جرحا َو َص َفه بأنه ينزف ،ثم جعل جرحا ثانيا ق سيما له َ
نزف مجازي ،وألن َ
كشن أنه يف الف اد ،وال يسييييتقيم وج ٌه للتقسيييييمّ ،
ألن النزف يف الجرح األول هش ٌ
الجرح الثاين بف اده هش ٌ
كشن مجازي ،وعليه فالجرحان ينزفان مجازا ،والجرحان بف اده مجازا ،فال
سحت
ر سحت اآلخر الذي يف ف ادي ،فلش أنه قال -مثال :-م
ر سحت جرحا ينزف ،وم
ر وجه ألن يقشل :م
يحت آخر بف ادي َل َص يحت المقابلة أو المناظرة ّ
ألن أحد الجرحين حقيقي، جرحا نازفا بشجهي ،ومسي ر
واآلخر مجازيا
ذ ذ
رحين على ما مكره ما نزار، بأن أ حدا من ال رقراء لم َيقف على المراد من ر
الج َ وأ نا أ كاد أجزم ّ
رحين ال جرحا واحداا البعم منه –ألجل المتعة بالرعرّ -
بأن له رج َ ر وإنما اكتفى
رحين إنما هش لتاري العرب الضييائ يف إسييبانيا ،والثاين ألجل انخداع هذه
الج َ
وقد ريقال :أحد ر
الفتاة األمشية الضائعة عن حقيقة أمجادها وأهنا أمجاد العرب ،فالجشاب :قد َي ذصح هذا يف رمراد الراعر
ذ
وصييف ِّ
كل جرحٍ وما قصييدَ إليه ،ولكنه ال َي ذصييح من جهة ما رو ِّف َق إليه مذن البيان؛ ألننا لن نرى داللة يف
الم لك الضييييائ ؟ وأي
الجرحين يدل على حزنه ألجل ر
على سييييببه الذي هش المقصييييشد ابتداء؛ فأي ر
الجرحين يدل على حزنه ألجل الحفيدة الضييييائعة؟ ما داللة ّ
أن أحدَ هما نازف واآلخر يف القلب؟!
20
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
البيت يف أول لفظذ ذه (أمجا ردها) إفسييا ٌد ومفارقة ل رض القصيييد ،وسييائره مضييطرب رم َهل َهل ال
َ الحق ّ
أن
ٍ
تقسيم صحيحٍ ورا َءها يدل تركيبه على
أل ال ذي ع نت هم أج دادي
ّ ( )19ي ليت وابثتي الجا يلي أدبك ت
البيت استمرار ي كِّد المفارق َة التي وقعت يف البيت السابق (الثامن عرر) وحتى يتبين لك
ر وهذا
الراعر قال –أي من جهة المعنى م قط النظر عن الشزن والر ذو ّيّ -
(أن َ األمر على وجهه تخيل لش ّ
أن ر
ب ذ
ناس َ
رأيت ما سيكشن حينها من التال م م سياق القصيدة ومراماها؟ وكيف َ
أجدادي) هل َ أجدا َدها
َ
إدراكك هذا التال م وملك الجدِّ األمشي تجاه الحفيدة الم رر ا؟ ب َق ذ
در ييحيح لهذا َ ملك المشقذ َ
ف الصي َ
نصها ذ
التناسب يكشن إدراك للمفارقة التي أتى ا نزار يف خصشال ِّ
***
21
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
الفني للقصيدة
ّ يف تقويم
جت على
قدب م اإلج دة ،وقد عر ر مما ال شييك فيه ّ
أن هذه القصيييدة المرييهشرة لنزار قباين يه ل
مشاض اإلحسان منها يف التعليقة النقدية ،اير أهنا قد ش ع يه الخلا الك يء الذي ت تصاد مع قصيد لة
م عش ءي بي مت ل ذ رت ذقيم يف مرتبة من اإلجادة الفنية ال تنزل عنها من حيث كش رنها قصييييدة تا ّمة ،فقد شييياع
فيها الخلل على صييييعيد الاءاض والص وبة الش عءيي التي ترقق تل الاءاض ،أي ّ
أن الخلل قد
النص وهش الذي تتحدد به المعاين الجزئية ومذن َثم ال اكيب ،وشيييياع فيها الخ لل على
ييياب َعظ َم ّ
أصي َ
الجملةا
المراد أو ال رض يف ر
صعيد استق مي دتتت التءكيب على مءاد الش عء حتى م صحة ر
فأ ّما الخلل على صييييعيد الاءاض والص وبة الش عءيي التي ترقق تل الاءاض :فقد اختل
سياق الكالم كثيرا وتأرجح بين َجعل الفتاة حفيد َته الم رر ا المنخدعة باإل سبان ،فيقف منها مشقف
ر
والمناظرةا
الرفقة ،وبين جعلها حفيدة لإلسبان فيقف منها مشقف النِّدِّ ية ر
ٍ
سافر 19ال يلتام أدنى االلتاام م لحمة ازلي ٍ
سياق كما جاء البيتان الثالث عرر والراب عرر يف
ٍّ
القصيدا
اير ذ
وأما الخلل على صيعيد ا ستق مي دتتت التءكيب على مءاد ال ش عء :فنرى مطل َعها رمشهما َ
ٍّ
دال على مشضيييشع القصييييدة م كشن المطل جزءا من مشضيييشعها ّ
ألن القصييييدة –كما عرفنا -مات
المشضشعا
َ َ
الحبل الذي ريناول المتلقي ملك مشضشع واحد ،فكان البد للبيت األول منها أن يكشن
ويف البيت الثالث كاد الريييطر الثاين أن يكشن ل شا ألجل اسيييتكراه قافيته إم ال مشضييي لمعناها
أصالا
22
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
ويف البيت ال ساب إ ضافات شكلي ٌة ال معنى لها ،فأجفان بلقيس وجيد سعاد ال تظهر ا وجش ره
التخصيصا
لب يف َم ذد ذ
الشسيياد؛ يف تعيين فعل المدّ وإسييناده إلى الشسيياد ،ويف جم ويف البيت الثامن وق ال ر
الشسادة التي يطلب ال رض إفرا َدهاا
مجرد ال يتحقق
ويف البيت التاس ي وق الخلل يف إسييناد الذهبية إلى اإلنريياد ،وظهر أنه تركيب ّ
به الشصف الجمالي كما لش فصل الذهبية عن اإلنرادا
عرييير كله م سيييس على الريييكل الذي ال ي ذ
شعب يف باقنه شيييياا من المعنى، والبيت السييياد
ر ٌ
فالزخرفات نكاد نسم نبضها ،والزركرات تنادي ،وهذا كله ال معنى لها
رحينا
الج َ
المراد من ر
والبيت الثامن عرر أقل ما فيه االضطراب واختالل الداللة على ر
قدر من الخ لل يف قصيييييدة نزار على الرام من كش هنا مات مشضييييش ٍع واحد،
ل قد وق هذا ال ر
عاب على الريياعر والمشضييشع الشاحد أمره أيسي رير على الريياعر ،واإلجاد رة فيه أكرب ،وإنما تترييعب ِّ
الر ي ر
ٍ
فكرة واحدة ويتشرط فتظهر فحشل رة الرييياعر الفحل عند تعدد مشضيييشعات القصييييدة التي تنتظم تحت
كبيرة تلم شي َ
يمل كل هذه المشضييشعات التي تنتظم تحتها الصييشر الرييعرية ،فال َيحتفظ بالسيييطرة على
ألن الراعر ليس رحرا مر َت ذ
جال الصشر الرعرية داخل المشضشعات المختلفة إال الفحشل من الرعراءّ ،
ًّ
يف داخل كل مشضييش ٍع من مشضييشعاته تحت القصيييدة الشاحدة؛ فبينما هش يف مشضييشعه يعالهب الصييشرة
بعالقة رمح َك َم ٍة بالمشضيييشعات األخرى تحت الفكرة الدقيقة التي
ٍ الريييعرية يكشن مشضيييشعه محكشما
بخيب رفي ٍ ال يدركه االبا يف ع صرنا إال أهل العلم بال رعر ،ومذن هنا
ٍ تنتظم كافة مش ضشعات الق صيدة
كانت القصييييدة العربية الطشيلة المركبة من مشضيييشعات هي األكثر داللة على فحشلة الرييياعر ،وحتى
23
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
والظعن
َ بأن القصائد التي تأن على مشضشع واحد وال نرى فيها الط َل َل
صرح الدكتشر عبد اهلل الطيبّ 20
إنما تكشن يف المرتبة الثانية من الجشدة يف قصائد العربا
عيف لي م جهي ّ الش عء ،وت يتعد والخ ص ي الفنيي يف القص يدة أنه قص يدة
جاهوبه الع ّمي ما يدبك بعض الجا لي ت يف الع بات ،ويف اللف ظ ،ويف البي ت مفءد مة
ع لراي القصيدة ،وت يعنى بف ّ القصيد ،أم أصر ب الدببي يف قءا ة عوالي الشعء والن ّق د
إل هذه القصيدة ت تك د تأخذ م عن يتهم مك من معت مءا.
ّ
***
20المرشد إلى فهم اشعار العرب وصناعتها ج 3ال 869ط دار الفكر بيروت لبنانا
24
قراءة نقدية يف القصيدة "مدخل امحلراء" بقمل ا ألس تاذ أأيب قيس محمد رش يد
ا ،فلم يدرك إلى الريييء ،وسييبب هذا عندي هش أن نزارا أجنبي عن دراسيية ال اي العربي والترييب
حقائقا
َ يحصل
حقائق هذه ال اكيب ووجشه استعمالها ،فحصل منها أشكاال ،ولم ِّ
َ
***
ذ
شيعره ومراجعته على إن دراسية هذه القصييدة َلتكريف عن حاجة الرياعر الرئيسية إلى َعرض
ّ
ايره مذن الرييعراء والن ّقاد إما أراد لقصيييدته الصييفا َء والتأبيد؛ فإما كانت هذه حال نزار ق ّباين رحمه اهلل،
صيدة هي مذن الرهرة بحيث تنافس رشهر َة
ٍ وهش َمن هش شهرة يف الرعر وتطلعا إليه ،وكانت هذه حال ق
صاحبذها ،فكيف ب يره من الرعراء الصاعدين الذين َيبت شن الرهر َة بالرعر وال ريشعبشن ضرور َة مرور
قصائدهم بمرحلة النقد والتفنيد؟!
(تمت التعليقة)
25