Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثالث ضم الأقطار العربية
الفصل الثالث ضم الأقطار العربية
الفصل الثالث
27
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
28
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
يي نحو الثاب الذي يرجع اتجاه العثمان ز ز وفيما يتصل بالدافع
ي
يطابز ز ر
الب ي الصفويي الشيعة ،فإن المؤرخ ر الشق إىل التصدي ألطماع
ز
القائلي به ،وال يقلل من ز
المؤرخي توينت Toynbeeعىل رأس أرنولد
ري
هذا الرأي كون السلطان سليم عند انتصاره عىل الشاه إسماعيل الصفوي
ز يف موقعة جالديران عام ،١٥١٤ودخوله عاصمة الدولة الصفوية
«ت ربيز» واستيالئه عىل مناطق العراق الشمالية ،أنه لم يشأ أن يستمر ز يف
زحفه داخل فارس وعاد إىل عاصمة ملكه ألن «اختالف المذاهب ز
بي
ز
العثمانيي ال يرحبون بالسيطرة ز
السنيي والفرس الشيعة جعـل ز
العثمانيي
عىل فارس خوفا من عدم استتباب لهم فيها».
ز
العثمانيي ز
والخاصي برغبة وفيما يتعلق بالدافع الثالث والرابع
البتغال والسبان األوروب من ناحية ر
ري ز يف الوقوف أمام الخطر االستعماري
نعتب هذا الدافع نتيجة وليس سبب اتجاه وفرسان القديس يوحنا فإننا ر
العثمانيي نحو أقطار الوطن العرب وإن كان يجب أن نذكر أن العثما ز
نيي ز
ري
حت استقروا هم الذين طردوا فرسان القديس يوحنا من جزيرة رودس ،ى
ز يف جزيرة مالطة.
29
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
30
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
الكبى والحركة تنسب إىل الشيخ والعراق عقب سقوط دولة المغول ر
صف الدين الذي كان يقيم ز يف أردبيل من أعمال أذربيجان وكانت هذه ي
ز
الت اجتاحت هذه ى ز
الحركة يف نشأتها صوفية كبقية الحركات الصوفية ي
المناطق ولكنها لم تتخذ الدعوة الشيعية إال ابتداء من مشيخة خوج اةا
عش الشاه إسماعيل حت توىل الحكم زف مطلع القرن السادس ر عل ،ى يا
ي
الحقيف الدولة الصفوية ،وقد حكم إيران ى الصفوي ،الذي يعد المؤسس
ي
يرم إىل خلق دولة شيعية موحدة ز يف إيران من ١٥٠٠إىل ،١٥٢٤وكان ي
ز
فأخذ يعمل عىل إخضاع أجزائها المتفرقة واستعان يف الوصول إىل ذلك
بعنارص من األتراك من األناضول وسورية ،و استوىل عىل مدية " رتبيز"
رسميا للدولة.ًّ واتخذها عاصمة له ،كما اتخذ التشيع مذهبا
وف سنة ١٥٠٨تم لسماعيل فتح العراق ودخل بغداد واتبع ز يف ز
الت كان يطبقها ز يف ى
وه السياسة ي الشيع ي ي العراق سياسة بسط المذهب
إيران واعتمد ز يف ذلك عىل بقايا الشيعة هناك وال شك أنه نجح يف ذلك،
ز
ولكنه نجاح غب مطلق ،وبخاصة بعد أن ضم العثمانيون العراق بعد
حت الست ،وبذلك أصبـح العراق ى ز ذلك ،فعملوا عىل رفعة المذهب
ي
بي السنة والشيعة. الحارص موزعا توزيعا متوازنا ز ز الوقت
المباطورية الصفوية ز يف حدودها من ر عىل هذا النحو تاخمت
المباطورية العثمانية ط ولم تكن هذه الحدود مضبوطة ناحية العراق ر
الدولتي ،كما كان يسكنها عنارص مختلفة من ز بي بحيث تمنع االشتباك ز
ز
للدولتي أكراد وتركمان وعرب وأتراك ،وهؤالء كانوا يتأرجحون ز يف والئهم
الت البد من أن تؤدي إىل قيام الحرب ى
فكانت مشاكل الحدود من العوامل ي
بينهما.
31
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
32
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
ز
تغاليي لعادة الب ز ر
الشق األوسط واشتباك سلطنة المماليك يف حرب مع ر
الطريق التجاري إىل البحر األحمر؛ فطلب الغوري مساعدة السلطان
المملوك
ي الثاب ،وبذلت المساعدة ز يف شكل أخشاب لبناء األسطول ز
بايزيد ي
بي السفن المرصية العثمانية من ناحية كما حدث بالفعل اشتباك ز
برتغاىل بالقرب من مياه ي وسفن فرسان القديس يوحنا بقيادة قائد
السكندرية ز يف سنة .١٥١٠
33
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
.2ضماالشاما:1516ا
وف ١6مايو عام ،١٥١6خرج الغوري قاصدا البالد الشامية ز
ي
وف ٤يونيو وصل إىل غزة ز ز
وقىص بها خمسة أيام ،ثم رحل بعد والحلبية .ي
ذلك إىل دمشق حيث مكث بها تسعة أيام ،وتوجه بعدها إىل حمص،
حت وصل حلب ز يف أوائل يوليو ،وجعل منها قاعدته واستمر زف تقدمه ى
ي
األمامية .وكانت قد وصلت قبل ذلك أنباء تحركات المماليك إىل القائد
يخب السلطان ز ز
العثماب سنان باشا ـ الذي كان يعسكر يف البستان -فأنفذ ر ي
سليم باألمر .ولمواجهة هذا التهديد ـ ومن المرجح أنه لم يكن متوقعا ـ
العثماب رسال من عنده يعرضون رشوط الصلح عىل ز أرسل السلطان
ي
الغوري؛ فاستقبلهم الغوري ،وأظهر رغبته ز يف السلم والصلح ،وذكر له
الرسل أن السلطان سليم ال ينظر إىل الغوري إال نظرته للوالد الذي يطلب
ز
العثمانيي ما قدموا إال لحرب الشاه الصفوي منه الدعاء ،وأكدوا له أن
وسوف ال يرجعون دون القضاء عليه .فرد عليهم الغوري قائال« :لوال أنه
حت (سليم) مثل ولدى ما جئت من مرص إىل هنا بأهل العلم جميعا ى
بي المماليكوبي إسماعيل شاه» .وتحقق الصدام إذا نشب ز نصلح بينه ز
ز
والعثمانيي فقد يؤدي إىل نتائج خطبة بالنسبة له.
قرر قنصوه الغوري أن يرسل سفارة من قبله إىل سليم وعىل زيارة
ز
فاقتىص رأيهم أن البعثة العثمانية ،واستشار أكابر دولته ز يف هذا األمر،
ز
المسلمي .ولكن الغوري رجلي من أهل العلم والدين لحقن دماءز يرسل
لم يفعل وأرسل كاتم شه (الدوادار) األمب مغلباي إىل السلطان سليم،
عشة من خيار ليؤكد له رغبته زف الصلح واهتمامه بأمر الوساطة ،كما أمر ر
ي
ز .
العسكر باصطحابه وكان سليم قد وصل إىل مدينة ألبستان يف ٢٣يوليو
عىل رأس حملة كببة لالنضمام إىل سنان باشا .وتضايق سليم كثبا من
اصطحاب العسكر لرسول الغوري ،وقال له« :يا مغلباي ،أستاذك ما كان
العشة يرعبعنده رجل من أهل العلم يرسله لنا؟! وإنما أرسلك بهؤالء ر
بهم قلوب عسكري ويخوفهم برؤية أجناده ،ولكن أنا أكيده بمكيدة
34
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
أعظم من مكيدته» .وقبض عىل مغلباي وكاد يشنقه لوال شفاعة بعض
وأخبه بما حدث ر وزراء سليم .وعاد مغلباي إىل الغوري ز يف حالة سيئة
وبمقالة السلطان سليم له« :قل ألستاذك يالقينا عىل «مرج دابق».
35
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
.3ضمامصا:151٧ا ا
لم يكن السلطان سليم األول يريد الزحف إىل مرص ،وإنما كان
نهائيا ز يف
ًّ يأمل ز يف أن تؤدى معركة مرج دابق إىل سقوط سلطة المماليك
قبضته ،فأرسل إىل طومان باي ،نائب الغوري ز يف القاهرة ،كتابا شديد
ى
االعباف بالسيادة العثمانية ،وبأن يكون اللهجة يهدده فيه ويطلب إليه
حت مدينة غزة ،ولكن طومان باي رفض هذا العرض. نائبه زف حكم مرص ى
ي
اشبك ز يف معركة "مرج دابق" ،١٥١6بل ولم يكن طومان باي قد ى
بف ز يف مرص ينوب عن ى ز
لم يخرج مع الغوري يف حملته إىل الشام؛ إذ ي
الغوري إبان غيبته ز يف الشام .وعرف عن طومان باي الشجاعة والذكاء
والعدل ،والحقيقة أن طومان باي كان زاهدا ز يف السلطنة فهناك الخالف
ز يف صفوف المماليك ،وخزانة الدولة خاوية فقد أخذ قنصوه الغوري معه
أمواله وكنوزه ،ولكن طومان باي اضطر إىل قبول السلطنة ،تحت إرصار
المماليك.
ز
العثمانيي ان تجدى ويعرف وكان طومان باي يعلم أن مقاومة
ز
تماما المصب الذي ينتظره هو ودولته ولكنه رغم هذا كان يشعر يف أعماقه
أنه قد قدر له أن يحمل لواء المقاومة الملوكية ى
حت النهاية رافضا كل
ى
الت لم ى
الت قدمها له سليم ،لقد بذل طومان باي إبان سلطنته ي العروض ي
ى
فاشبى قدرا من أكب من ثالثة شهور كل ما ز يف لتنظيم قواته للدفاعتدم ر
البنادق والمدافع من البندقية و أقام خط دفاع الصالحية لعرقلة الزحف
ز
العثمانيي بعد استيالئهم عىل غزة تجنبوا خط دفاع ز
العثماب ،غب أن
ي
واخبقوا صحراء سيناء ،ودخلوا الدلتا ى
حت ى الصالحية وانحرفوا جنوبا،
فوج بهم طومان باي عند الريدانية ،ز يف يناير سنة ١٥١٧؛ بلبيس ،ثم ر ئ
فقامت المعركة وانتهت بهزيمة طومان باي ،ثم دخل العثمانيون
القاهرة ،وخطب للسلطان سليم عىل منابر القاهرة.
36
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
وتقول الرواية :إن السلطان سليم األول كان يريد البقاء عىل حياة
اىل أوغرا صدره عليه؛ فأمر بشنقه.
طومان باي لوال أن خب بك وجان بردى الغز ي
ز
وف اليوم الذي اختب لقتله ،قاده إىل باب زويلة يف حراسة شديدة سائرا عىل ز
ي
يلف عليها السالم ز يف طريقه
قدميه وخرج الناس للفرجة ،وكان طومان باي ى
حت إذا ما وصل إىل باب زويلة طلب ممن حوله أن يقرؤا وكانت الناس تبك ى
ي
عليه الفاتحة ثم قرأ هو الفاتحة بصوت مرتفع ،فلما انتىه من قراءتها التفت
المشاعىل (الجلد) وقال له ز يف صوت هادى« :اعمل شغلك».
ي إىل
عىل هذا النحو يصف لنا المؤرخ المعارص ابن إياس مرصع طومان باي
الت طالما دافعت بسيوفهاى ز
يف الجزء الثالث نهاية دولة المماليك تلك الدولة ي
السالم أخطارا الشقوالت طالما دفعت عن ر ودمائها عن عزة السالم ى
ي ي
محققة كادت تودي به ،وهكذا كانت نهاية سلطنة المماليك نهاية مجيدة كما
كانت حياتها سواء بسواء.
بف سليم ز يف مرص بعض الوقت ليدرس أحوالها بنفسه فأحسن ي
ى
ى
الت تمتعوا
استقبال سفراء البندقية وعقد معاهدة تمنحهم نفس االمتيازات ي
ه ز
وه امتيازات تجارية بطبيعة الحال ،وهذه المعاهدة ي بها يف عهد المماليك ي
النموذج الذي وضعت عىل أساسه معاهدات الدول العثمانية مع الدول
األخرى حول االمتيازات األجنبية ز يف مرص.
37
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
.4ضماالحجازا:151٧ا ا
ز
للعثمانيي وزوال دولة ولقد ترتب عىل خضوع مرص والشام
ً تلقائيا وسل ًّ
ًّ
ميا ضمن الدولة العثمانية ،بدل المماليك أن دخل الحجاز
الشيف بركات -رشيف مكة من السيادة االسمية المملوكية ،فقد رأى ر
ز
العثمانيي بعد انهيار -أنه ليس هناك مشكلة من أن يتحول بوالئه إىل
دولة المماليك ،بل عىل العكس سيكون لهذا التحول فائدته من ناحية
المساعدات والحماية؛ ولذلك فإنه عندما دعاه السلطان سليم
العثمانيي استجاب عىل الفور لهذه الدعوة وأرسلز للدخول ز يف طاعة
يفي إىل السلطان سليم ز يف
الش ز الحرمي ر
ز نم) يحمل مفاتيح
ابنه (أبو ي
القاهرة تعببا عن الوالء فمنحه السلطان سليم تفويضا بحكم مكة
حيث صارت الخطبة باسم سليم األول.
الشافة ،وأنشأتوبذلك احتفظت الدولة العثمانية بنظام ر
سنجقية (والية) عثمانية تضم جدة ز يف ساحل الحجاز بالضافة إىل
تعيي رشيف مكة
ز ى
الفريف ،وأصبح
ي مدينت سواكن ومصوع ز يف الساحل
ي
ى
العثماب ،ولقد ترتب عىل ذلك أن أصبحت األماكن ز بيد السلطان
ي
الشيفان) ضمن الدولة العثمانية ،وقبل المقدسة زف الحجاز (الحرمان ر
ي
ز
ذلك كانت كل من دمشق والقدس والقاهرة قد دخلت يف حوزة
العثمانيي ،وبذلك صار لهؤالء وجود ز يف البحر األحمر حاولوا استكمال
ز
سيطرتهم عليه باالستيالء عىل اليمن.
.5ضمااليمنا:1538ا ا
سلميا ز يف بادئ األمر
ًّ دخلت بالد اليمن تحت السيادة العثمانية
كما حدث بالنسبة للحجاز ،وذلك عندما أصدر السلطان سليم أمرا
كس واليا عىل اليمن مثلما كان ز يف عهد المماليك،
بتثبيت إسكندر الجر ي
ز
بي القواد الجراكسة يف اليمن مما أدى إىل زعزعة إال أن ز ز
الباع استمر ز
38
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
العثمانيي إىل إرسال حملة بقيادة ز لعثماب ،األمر الذي دفع ز النفوذ ا
ي
سليمان باشا الخادم عام ،١٥٣٨دخلت عدن ىببحيب من حاكمها
عامر ابن داود الطاهري ،الذي كان ز يف نزاع مع إمام اليمن ،إال أن الجنود
العثمانيي اعملوا فيها النهب والسلب ،بل وغدر سليمان باشا الخادم ز
ز
العثمانيي ،ولكن بأمب عدن نفسه مما كان له أسوأ األثر عىل سمعة
سليمان باشا الخادم فشل ز يف استدراج المام رشف الدين.
ئ
الست ثم حاولت الدولة العثمانية ز يف سنة ١٥٥١م أن تزيل األثر
مصطفز الذي أحدثته سياستها فعينت واليا جديدا عىل اليمن وهو
الواىل ز يف ذلك.
ي باشا النشار من أجل التفاهم مع األئمة الزيدية ،ونجح
العثماب ز يف اليمن إىل سبته األوىل ي
ز ولم يلبث أن عاد الحكم
والعثمانيي ونجح الزيديون ز يف
ز الباع ز
بي الزيدية السيئة ،وتجدد ز ز
كبى طردهم من معظم جهات اليمن فأرسلت الدولة العثمانية حملة ر
لعادة فتح اليمن بقيادة سنان باشا ( )١٥6٩-١٥6٨م وهو ما يسم
اب لليمن ،وخاض سنان باشا حربا عنيفة ضد ز ز
العثماب الث ي
ي بالفتح
يقىص بأن يحكم إمام الزيدية حت توصل الطرفان إىل اتفاق ز الزيدية ى
ي
الباع مرة أخرى ونجح الزيديون ز
العثماب .ولكن تجدد ز ز باسم السلطان
ي
ز
العثمانيي من اليمن كله سنة انباع صنعاء وتعز وعدن ،بل وأخرجوا زف ى ز
ي
العثماب إىل اليمن مرة أخرى ز ١6٣6م ،وعىل الرغم من عودة الحكم
ي
فقد ظلت الثورات تعم اليمن دون انقطاع.
ا
ا
ا
ا
39
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
ً
تغال ا .ا
اقاوالخليجاالعربا اومواجهةاالغزواالب ي ا
يا ثالثا-اضماالعر
قا 1534ا :ا
.1ضماالعرا ا
والصفويي ز يف
ز ز
العثمانيي رأينا كيف أسفر الصدام األول ز
بي
العثمانيي عىل المناطق الشماليةز جالديران سنة ،١٥١٤عن سيطرة
بي النهرين (كردستان ،وديار بكر ،والموصل) ،أما العراق من بالد ما ز
وف عهد السلطان األوسط والجنوب فقد ظل تحت سيطرة الفرس ،ز
ي ري
الست إىل منصب حاكم بغداد، ز المشع قفز ذو الفقار الكردي سليمان ر
ي
العثماب ،إال أن الحكم الصفوي عاد إىل بغداد. ز وأعلن والءه للسلطان
ي
القانوب خطورة عودة الحكم ز وقد رأى السلطان سليمان
ي
الفارس للعراق عىل ما سبق أن حصلت عليه الدولة العثمانية ي
اعتبخصوصا وقد تحالف الشاه مع ملك المجر عدو السلطان الذي ر
ذلك خيانة لإلسالم؛ لذلك زحف السلطان سليمان بقواته عىل العراق
لفتح بغداد سنة ،١٥٣٤ورغم اهتمامه برفع شأن أهل السنة فقد كان
ً
معتدل ز يف معاملة الشيعة ،ومنح السلطان للبرصة شبه استقالل تحت
تبي للسلطان أنه ال بد من إخضاعها للسيطرة قبائل المنتفق ،ولكن ز
ز
العثمانيي حت ال تحول -بحكم موقعها – ز
بي العثمانية بالكامل ى
تغاليي الذين كان ال بد من منازلتهم زف البحار ر
الشقية. ز الب
وأعدائهم ر
ي
ز
العثماب، وهكذا خضع العراق من الشمال إىل الجنوب للحكم
ي
ر
اسبده الفرس أكب من مرة للعثمانيي ،فقد ىز ًّ
نهائيا ومع ذلك لم يخلص
الثاب ،إىل أن نجح السلطان مراد الرابع وبخاصة زف عهد الشاه عباس ز
ي ي
اسبداد العراق سنة ،١6٣٨ثم عاد نادر شاه لحصار بغداد سنة زف ى
ي
الواىل أحمد باشا ،أي أن ي أهاىل بغداد بقيادة ي ١٧٣٢م لوال استبسال
العثماب تماما إال ز يف منتصف القرن الثامن ي
ز العراق لم يخلص للحكم
عش تقريبا. ر
40
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
العرب ا :ا
يا .2ضماالخليجا
ز
العثماب اتخذ العثمانيون من البرصة بعد أن خضعت للحكم
ي
المباش سنة ١٥٤6قاعدة للتقدم ز يف الخليج والسيطرة عىل أقطاره ر
ز
صفويي. األوروب وال
ري وأقاليمه ،وكانوا ز يف ذلك يواجهون الزحف
ز يف البداية لم يستطع العثمانيون تثبيت أقدامهم لعجزهم عن
تثبيت أقدامهم ز يف البرصة ذاتها ،ولمقاومة العشائر العربية ولضعف
األسطول وبعده عن مراكز تموينه هذا إىل جانب المقاومة األجنبية أوربية
أو فارسية.
العرب بشكل عام كانوا يكنون عطفا ري ومن الثابت أن أمراء الخليج
العثماب بسبب الرابطة الدينية إىل جانب ارتباط ز كببا نحو السلطان
ي
مصالحهم السياسية واالقتصادية بالعراق ولذلك نجد أن شيوخ الكويت
العثماب ز يف البرصة.
ي
ز للواىل
ي عرضوا ز يف سنة ١٧١٨تقريبا الوالء
االبحرااألحمراوالخليجاالعرب ا. ن
ي اف
تغال ي
.3مواجهةاالغ ازواالب ي
ز
العثمانيي عىل الحجاز واليمن أن كان من نتائج سيطرة
ز
تغاىل الذي استفحل يف المحيطالب يأصبح عليهم مجابهة الخطر ر
الهندي ،وعمل جاهدا عىل التخطيط لمهاجمة البحر األحمر
وتخريب مكة المكرمة والمدينة المنورة ،وكذلك السيطرة عىل
ز
العثمانيي العرب ،ولذلك ورث
ري المواب التجارية المهمة ز يف الخليج
زئ
عن المماليك تركة ثقيلة كانت تتطلب منهم بذي جهود جبارة
تغاليي ز يف تلك المناطق ،أو عىل األقل وقف زحفهم ز يف
ز الب
لهزيمة ر
االستيالء عىل أماكن جديدة.
ز ّ ز
تغاليي إىل المحيط الهنديالب
وف حقيقة األمر فق أدى وصول ر
ي
ّ ّ
المتوسط ،ما عام ١٤٩٨م إىل خفض التدفق التجاري إىل البحر األبيض
ز ّ
تغاليي إىل المنطقة نقطة
الب
أثر سلبا عىل دولة المماليك ،وكان وصول ر
41
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
ألكب من سبب؛ فقد تحول زف تاري ــخ المحيط الهندي والخليج العرب ر ّ
ري ي
عش ،إىل تثبيت سيادتهم األول من القرن السادس ر سعوا خالل النصف ّ
المسلمي ،وفرضوا بوجودز التنفيذية زف المحيط الهندي بإبعاد ّ
التجار
ّ ي
ر
سفنهم البحرية المسلحة نظام شاء تصاري ــح المرور البحرية عىل سفن
تحول التجارة ر حدد ّ ّ ّ ز ّ
الشقية من أيدي المسلمي غب المسلحة .لقد التجار
بارعي ز يف التجارة البحرية ز عرب الخليج ،الذين كانوا لقرون عديدة
وخوض البحار ،بداية االنحدار االقتصادي ز يف المنطقة.
بي ز ئ
مواب البتغاليون قد استولوا عىل دور الوسيط التجاري ز كان ر
يمثلون الطور الطبيع الفطري فز ّ
ي ي المحيط الهندي من أعضاء كانوا
ز ّ
المحليي التجارية، التجارة؛ وما لبثت أن تأثرت مجتمعات العرب
التحوالت .وتحت تأثب ّ والمجتمعات األخرى ز يف المحيط الهندي بتلك
انتهاكاتهم وسيطرتهم ،تركت المجتمعات العربية التجارية ز يف الخليج
تعرضت عدة والساحل ،حيث تراجعوا مؤقتا نحو المناطق الداخلية ،كما ّ
العرب لالنحدار. ري مدن تجارية ز يف عمان وسائر مدن الخليج
ّ
تغاىل منذ
الب ي وقد بدأ العثمانيون يتدخلون لمكافحة هذا الخطر ر
نسبيا ،فقدموا ز يف البداية كل مساعدة ممكنة للمماليك ًّ وقت مبكر
المملوك تغاليي لألسطول ز الب
للتصدي لهذا الخطر ،وبخاصة بعد تدمب ر
ي
ز يف معركة ديو البحرية المشؤومة ،ز يف ساحل الهند عام ١٥٠٩م.
42
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
قاعدة للدفاع عن البحر األحمر ،حيث عهد السلطان سليم األول إىل
العثماب الكبب سلمان ريس بأمر القيادة ز يف هذا الميناء ،لحماية ي
ز القائد
يفي بصورة خاصة والبحر األحمر بصورة عامة. الش ز الحرمي ر ز
43
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
ز
الحرمي ز
العثمانيي عىل أمن ومع ذلك فقد ظل القلق يساور
تغاىل ز ر
الش ز
الب ي
يفي ،وعىل وجودهم يف جنوب البحر األحمر ،نظرا للوجود ر
القوي ز يف رشق إفريقيا عىل السواحل الغربية للبحر األحمر ،المقابلة
لميناء جدة ،وأيضا عىل سواحل المحيط الهندي ،وخصوصا بعد أن نجح
البتغاليون ز يف إعادة بناء الدولة الحبشية المسيحية ،كحليف قوي لهم ر
الت لم تكن مألوفة من قبل ز يف رش ى يف
ى ّ
هناك ،وزودوها باألسلحة النارية ،ي
ز
تغاليي الب ز ز
العثماب يف إضعاف قوة ر
ي إفريقيا ،وأيضا لفشل األسطول
البحرية ز يف المحيط الهندي.
44
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
45
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
ز
تغاليي من بحار الب ز
البحر األحمر ،وإذا كان العثمانيون لم ينجحوا يف طرد ر
الهند فقد أنقذوا البحر األحمر واألقطار الواقعة عىل شطآنه من الخطر
تغاىل وتركز االهتمام من السلطان سليمان عىل البحر األحمر الذي الب ير
الجنوب (اليمن وعدن)،
ري تسيطر الدولة العثمانية عليه وعىل مدخله
ولتسهيل هذه المهمة نقل العثمانيون مركز أسطولها من السويس إىل
مخا ،وأخذت سفنهم تراقب السواحل الجنوبية للجزيرة العربية وتهاجم
الغرب من المحيط الهندي.
ري الشماىل
ي البتغال ز يف القسم
سفن ر
ن
العثمانييا التا جعلتا وقدا تساءلا الباحثونا عنا األسبابا ي
ز ر
امناالبحاراالشقية وذهبوا يف هذا السبيل ن
تغاليي يعجزوناعناطر اداالب
ا
الت حصل عليها العثمانيون ى مذاهب ى
الخبة البحرية ي ر شت منها أن
البتغاليون الذين التحم ز
اكتسبوها يف البحر المتوسط بينما كان البحارة ر
معهم العثمانيون ز يف البحر األحمر أو المحيط الهندي او الخليج أفضل
تغاليي كأمة بحرية رشعوا ز يف ركوب البحار قبل ز الب ز
العثمانيي ألن ر من
حت أصبحوا أبرز أمة بحرية فبة زمنية طويلة ى العثمانيي ،وعىل مدى ى ز
متقدمة ز يف العالم ،ولم يصلوا إىل الهند إال بعد أن اضطروا للمالحة من
الغرب والدوران حول رأس الرجاء ري لشبونة عىل طول ساحل أفريقيا
عب المحيط الهندي مما أكسبهم الصالح ،ثم ساحل أفريقيا ر ى
الش يف ،ثم ر
الب إىل البحر.
خبة وتدريب بينما كان العثمانيون أمة برية ،ثم تحولوا من ر ر
العثمانيي وإن أظهروا شجاعة ز يف قتال ز يضاف إىل ذلك أن
ز
تغاليي كما هو معروف عنهم فإن هذه الشجاعة لم تنجح يف تعويض ز البر
البحريي الذين صدرت منهم ترصفات ز وجي بعض قادتهم وموازنة غباء ر ز
شاذة مثل سليمان باشا الخادم وببي ريس ،إضافة إىل ذلك أنه كان لدى
المواب الصالحة بينما كان العثمانيون يفتقرون إىل زئ تغاليي الكثب من ز الب ر
ز
الت تمكنهم من االستمرار يف الرصاع فلم يكن ى
القواعد العسكرية البحرية ي
مواب صالحة كما أن ميناء البرصة ز الشقية سوى أربعة لديهم زف المياه ر
ي ي
ز
البتغاليي أنه كان لديهم نظام ر
ميناء نهري أكب منه ميناء بحري ومما كفة ر
46
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
البتغالية
وال تستطيع أن نختم الحديث عن المواجهة العثمانية ر
ز
تغاليي الب ز
يف البحر األحمر بالذات دون الحديث عن عالقة كل من ر
ز
الفريقي أهمية الحبشة للسيطرة ز
والعثمانيي بالحبشة ،لقد أدرك كال
عىل طريق البهار لقربــها من البحر األحمر والمحيط الهندي فكانت
للبك أنها تساعدهم ز يف السيطرة عىل البحر األحمر وابعادأهميتها ى
تغاليي من أن يتواجدوا فيه لذلك فإن البابا بيوس الرابع حذرز الب
ر
تغاليي ز يف عام ١٥6٣م من أنهم إذا ضاعت منهم الحبشة ،ضاعت ز البر
47
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
منهم الهند أيضا؛ ولذلك كان البتغاليون ّ
يعولون كثبا عىل التحالف مع ر
ز
والمسلمي، األحباش؛ إذ كان يجمعهم هدف واحد هو معاداة السالم
المذهت ز
بي األحباش ري والرغبة ز يف القضاء عليهم ،لوال االختالف
البتغاليون تحويل األحباش ز
تغاليي الكاثوليك ،وحاول ر والب
األرثوذكس ر
إىل الكاثوليكية مما أدى إىل نفور األحباش.
ز
تغاليي ،كان والب
ومن أجل الحيلولة دون تعاون األحباش ر
العثمانيون يقومون بمد يد العون والسالح لإلمارات السالمية المحيطة
بالحبشة والمعروفة باسم "إمارات الطراز" ،وذلك لتمكينها من االستمرار
ز
تغاليي ،ومن البحت تنشغل الحبشة عن مساعدة ر زف محاربة األحباش ،ى
ي
الغرب للبحر األحمر ،قام
ري موط قدم لهم عىل الساحل ئ أجل إقامة
العثمانيون ز يف زبيد باليمن بإرسال قوات من المشاة والمدفعية إىل أحمد
ز
العثمانيي جران ،الذي كان ثائرا ز يف مدينة هرر عام ١٥6٢م ،كما أن
نجحوا ز يف عام ١٥٧٢م ز يف بناء قلعة اتخذوها قاعدة للسيطرة عىل ساحل
الحبشة ،بل وتحول هذا الميناء إىل مقاطعة بايلربكية (والية) ،إال أن
ز
العثمانيي فرصة كببة لالحتفاظ بأسطول يعط ئ
موط القدم هذا كان ال
ي
البتغال ،وهذا قوي ،وهو أمر له أهميته للدفاع عن أنفسهم ضد ر
ز
العثمانيي كثبا ،وبخاصة أنه كان عليهم جلب المواد األسطول كان يكلف
الخام الالزمة لصناعة السفن من األناضول.
ا
48
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
ن
ومواجهةاالغزواالسباب ا .ا اا
المغرباالعرب اام ضمانا- ا ر ً
ابع
ي ي
العرب ،كان البتغاىل زف ر
الشق مثلما واجه العثمانيون الخطر ر
ري ي ي
االمغرباالعرب (شمال إفريقيا) فز ن ن
ي يا اف
الخطراالسباب ي
ي عليهم أن يواجهوا
البحر المتوسط ،حيث كانت الهجمة السبانية رشسة عىل ساحل شمال
الت اتخذوها مخلب قط ى زئ
إفريقيا ،وسيطروا عىل بعض المواب المهمة ،ي
السالم هناك ،كما
ي للوثوب عىل المناطق العربية ،وتقويض الوجود
ز
المسلمي منها عام .١٤٩٢ فعلوا من قبل ز يف األندلس وطردهم
عش ازداد اهتمام إسبانيا بشمال ومنذ أوائل القرن السادس ر
الجنوب للبحر المتوسط
ري أفريقيا وتطلعت إىل بسط سيادتها عىل الحوض
وبدأ السبان ينفذون وصية الملكة إيزابيال باحتالل شمال إفريقيا،
وتحويل أهلها إىل المسيحية .واستمر الهجوم عىل ز ئ
مواب شمال إفريقيا،
المغرب ،وأخذت بميناب (سبتة ومليلة) عىل الساحلئ واحتفظت إسبانيا
ري ي
سفنها تعمل بحرية تامة أمام سواحل المغرب.
الفبة عىل أن أهل المغرب ويدل تاري ــخ المغرب العرب زف تلك ى
ري ي
تبت مسألةا الجهادا البحري ،ولقد أخطأ الكثبون مسوقي إىل ز
ز كانوا
الت كانى
عندما أطلقوا عىل أعمال الغزو والحرب البحرية غب النظامية ي
أهل المغرب يقومون بها اسم قرصنة أو لصوصية؛ ولكنها كانت ز يف
الوقت نفسه ليست إال لونا من ألوان الجهاد البحري.
نا
للعثمانييا 1518ا .ا .1انضماماالجزائ ارا
كانت مدينة الجزائر قد ازدهرت زف أواخر القرن الخامس ر
عش، ي
ز
الهاربي من إسبانيا بعد سقوط غرناطة عام ،١٤٩٢ وزاد من ذلك توافد
ز
الهاربي من الصناع المهرة ،الذين أخذوا يمارسون وكان معظم هؤالء
صناعتهم القديمة ز يف وطنهم الجديد ،ولكنهم لم يأمنوا عىل أنفسهم
والسبان يهددون مدينتهم الجزائر بالغزو والنهب ،وإزاء ذلك كان عىل
أمراء الجزائر من أن يختاروا ز
بي واحد من ثالثة أمور :إما توجيه قواهم
49
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
كلها نحو البحر لمحاربة القرصنة السبانية ،وإما التسليم لإلسبان الذين
هددوا بالدهم بالغزو والخضوع لهم ،وإما الدخول ز يف حماية أحد كبار
المسلمي الذين دانت لهم البحار والثغور السالمية كلها ز يف ز ز
المالحي
ز
الحي. ذلك
المسلمي ز يف القرن
ز بي أسماء رجال البحر ولقد لمعت من ز
عروج وأخوه خب عش أسماء سجلها التاري ــخ بكل فخر ،مثل بابا ّ السادس ر
الدين بارباروس Barbarousذي اللحية الحمراء ،ولقد ذاق عروج األش
المسيحيي ،إال أنه أفلح ز يف الهرب بعد قليل ونجح ز يف العودة إىل
ز ز يف سفن
واشبك مع أخيه خب ى بالده ،وعمل ز يف سفن الدولة الحفصية ز يف تونس،
الدين ز يف إنشاء مركز لهما ز يف جزيرة جربة ،وقد استأذنا ز يف ذلك سلطان
الحفىص.
ي تونس ز يف ذلك الوقت أبا عبد هللا محمد بن الحسن
عروج الذي ز
العثماب بالجزائر إىل ّ
ًي ويرجع الفضل ز يف قيام الحكم
قاتل السبان وحليـفـهـم صاحب تلمسان قتال مريرا ،وداهم السبان
الب بعد أن سيطر عىل ز
بأسطوله يف ميناء بجاية بالجزائر ،وعندما نزل إىل ر
الفريقي قتال شديد اضطر عروج إزاءه، ز الميناء التقاه السبان ودار ز
بي
تحي الفرص عروج ي ّ ز فبة أخذ ّ إىل التقهقر والعودة إىل تونس ،وبعد ى
الت استوىل عليها السـبـان عـام .١٥١٠ ى ى
السبداد مدينة الجزائر ي
ومن ناحية أخرى عمل سكان الجزائر عىل التخلص من الحكم
توم زعيم زبت فرغانة فرصـة مـوت الملك ز
سباب ،فانتهز سالم بن يال ي
عروج يستنجد به عىل السبان؛ فسارع اىل تلبية فرديناند ،وأرسل إىل ّ
بي ترحيب النداء ووصل اىل ثغر الجزائر الذي استوىل عليه زف شعة ز
ي
السكان واستقبال األعيان الحافل عىل اعتبار أنه المنقذ لحريتهم ،غب أن
ً
وم الذي أخذ ز يف تدبب مؤامرة
ي ت بن وسالم وج بي ّ
عر طويل ز الوئام لم يدم
عروج ز
عروج وأخيه ،وإقامة حكومة مستقلة ف الجزائر ،إال أن ّ الغتيال ّ
ي ّ
تمكن من القبض عليه وقتله.
50
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
ز
العثماب عىل أن إسبانيا لم تقف مكتوفة األيدي إزاء التدخل
ي
عروج ،فتحالفت مع المبايد زف شمال أفريقيا ،وقررت أن تواجه قوات ّ
ىز
ي
ى
المشبكة عىل الجزائر، أب حمو ،صاحب تلمسان ،وزحفت الجيوش ري
ولكن هزم السبان هزيمة منكرة ودخل عروج مدينة الجزائر منترصا،
عروج عىل غزو تلمسان ،وهزم قواتها وأصبح وبعد ذلك قويت عزيمة ّ
يشكل تهديدا خطبا للقاعدة السبانية ز يف وهران؛ ولذلك أشع السبان
عروج المشبكة زف النهاية من محارصة ّ
ى بنجدة تلمسان ،وتمكنت القوات
ي
وقتله ز يف عام ١٥١٨وتشتيت أتباعه.
51
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
البية ز
وف أوائل يونيو عام ١٥٣٥خرجت من برشلونة الحملة ر ي
الكبى وكانت تضم أربعمائة سفينة و ۲۸۰۰۰جندي ،وبفضل هذا ر
المحليي؛ تمكن ملك ز التـفـوق العـددي واعـتـمـادا عىل خـيـانة األمراء
ز
إسبانيا بسهولة من االستيالء عىل تونس ،وكاد خب الدين أن يقع يف األش،
ولكن بدل أن يفر إىل إستانبول -كما كان متوقعا -ذهب إىل جزر البليار،
ً
وشن غارة فجائية عليها ،ثم عاد إىل الجزائر حامل معه ستة آالف أسب،
الحفىص إىل الحكم
ي ولم تحقق حملة تونس النجاح ،فرغم إعادة الحسن
ز يف تونس وقبوله الحماية السبانية؛ إذ عقد السبان معه اتفاقا لضمان
مصالحهم ،وبالغوا ز يف االنتقام من أهل تونس النضمامهم لخب الدين.
ظلت الجزائر محتفظة بقوتها البحرية ى ّ
الت جعلت المالحة ي وقد
ًّ
ز يف البحر المتوسط عسبة جدا بالنسبة لألساطيل السبانية ،وحاول ملك
القوة زف الجزائر ،ولم ير ًّ
مفرا من القيام يقىص عىل مركز هذه ّ إسبانيا أن ز
ي ي
بحملة أخرى لالستيالء عىل الجزائر بالقوة ،فخرجت حملة ز يف عام
،١٥٤٢ولكنها فشلت أمام سواحل الجزائر ،وال شك أن فشل ملك
إسبانيا أمام الجزائر قد أثر عىل هيبته ز يف أوروبا ،والمهم أن السبان لم
يفكروا بعد هذا – لمدة طويلة – ز يف إعادة الكرة ضد الجزائر.
ن
ضماليبيااللعثمانييا 1551ا .ا .2
عش انتقل الرصاع ز
بي الثاب من القرن السادس ر
ي
ز ز يف النصف
الش ى يف للبحر المتوسط. العثمانيي من الجزائر إىل تونس والحوض ر ز
ز
مهتمي وكانت إسبانيا قد احتلت طرابلس عام ،١٥١٠لكن السبان كانوا
أكب من اهتمامهم بإدارة المدينة ،و ز يف عام ،١٥٣٠
بالسيطرة عىل الميناء ر
تنازل ملك إسبانيا عن مدينة طرابلس إىل فرسان القديس يوحنا؛
ز
العثمانيي. كتعويض عن طردهم من جزيرة رودس عىل يد
العثمانيي وقائدهم خب الدين ز يف محاربة
ز ونتيجة انشغال البحارة
ّ السبان زف الجزائر ،ى
لفبة طويلة من الوقت ،تمكن فرسان القديس يوحنا ي
ى ز
من االستمرار يف سيطرتهم عىل طرابلس ،واستمر الحال حت وفاة خب
52
ولة العثْ َمانِيَّ ِة
لد ِالع َربِيَّة لِ َّ
ض ُّم األَقْطَار َ
الفصل الثالثَ :
.3ضماتونسا.15٧4ا
كانت تونس تخضع للدولة الحفصية ،وهذه الدولة كان حاكمها
حت إنه استعان بهم لطرد خب الدين بارباروس – يتعاون مع السبان ،ى
وارتىص بأن يكون تابعا لهم ،ونظرا ز كما تمت الشارة – ثم خضع لإلسبان
ز
العثماب الجزائر
ي لهذا الوضع ز يف تونس ،وما يمثله من خطورة عىل الوجود
العثماب أوامره إىل سنان باشا ،وقلج ز وطرابلس؛ ولهذا أصدر السلطان
ي
ًّ
بالتوجه اىل تونس الستعادتها وفتحها نهائيا. ّ عىل باشا
ي
توجهت القوات العثمانية من طرابلس الغرب وف عام ١٥٧٤م ّ ز
ي
عىل، ّ
والجزائر ،وانضمت إليها قوات عثمانية بقيادة سنان باشا وقلج ي
عىل ز يف االستيالء عىل حلق الوادي بعد أن فرض عليها حصارا ونجح قلج ي
ز
محكما ،ونجح سنان باشا يف االستيالء عىل تونس ،وتال ذلك اخضاع
البالد التونسية كلها ،وبذلك انتىه عهد الدولة الحفصية.
ًّ
وقد وضع خروج تونس من يد السبان حدا لنفوذها ز يف شمال
ي ز يف رصاعهم معهم ز يف منطقة غرب ّ
العثماني ز أفريقيا ،كما أنهم هزموا أمام
المتوسط .وباالستيالء عىل هذه القواعد أصبحت تحركات ّ البحر األبيض
المتوسط آمنة تماما .وبما أن تونس ّ ز
البواخر العثمانية يف البحر األبض
ز ّ ّ
العثماب
ي العثمانية فإن ساحة النفوذ أصبحت تابعة بشكل كامل للدولة
ً ّ زف شمال أفريقيا قد ّ
وتمددت لتشكل رشيطا متصل. توسعت ي
53