Professional Documents
Culture Documents
الحم د هلل ال ذي ه دانا إلى طري ق الخ ير والص الح ،ونس أله دوام التوفي ق والنج اح ،والص الة
والسالم على رسوله المصطفى الذي دعا إلى طلب العلم ،وبشر بالجنة طالب العلم.
ك انت ل دي رغب ة قوي ة لدراس ة الت اريخ ،وت اريخ اليمن بش كل خ اص ،ف التحقت بقس م الت اريخ ،
وتتلم ذت على أي دي أس اتذة ك رام ،م ا بخل وا ع ني بش يء من ه ذا العلم وب دأ الحلم يتحق ق ،ف التحقت
وعند انتهاء الس نة التمهيدي ة والتخطيط لتقديم موضوع لرس الة الماجستير ،ك ان تفكيري منص با
على اختيار موضوع في تاريخ اليمن ،وفي عصره الحديث بالذات ،وغني عن القول كما نعرف أن جل
ت اريخ الجزي رة العربي ة في العص ر الح ديث ،ألن ت اريخ اليمن ك ان مح ور أساس ي من ت اريخ الجزي رة
العربية ،الذي استمر منذ قديم الزمان وحتى اليوم يؤثر ويتأثر في أحداث المنطقة ،وبشكل مباشر وقوي
من هذا المنطلق كان ال بد لنا أن نتعرف على بعض المؤثرات الخارجية التي أثرت على مسيرة
أح داث اليمن .ال تي جعلت من موقع ه نقط ة مهم ة وإ س تراتيجية بالنس بة لل دول االس تعمارية العظمى وعلى
رأسها بريطانيا.
وب البحث والتمحيص ،وبتوجيه ات أس تاذي الك ريم ال دكتور /س يد مص طفى س الم بع د توفي ق اهلل
تع الي ،تم التوص ل إلى ّط رق موض وع الرس الة،وال تي تحم ل عن وان" ص راع الق وي ح ول تهام ة اليمن "
للف ترة من 1233ـ 1266هـ 1818 /ـ 1849م ،وعن وان ه ذا البحث ربم ا يغ ني الق ارئ عن الش رح
فه ذا البحث يع الج مرحل ة مهم ة من ت اريخ اليمن في أطراف ه الش مالية والغربي ة(تهام ة) من حيث
وجه الخصوص إمارة الحجاز ،وألقي الضوء على الصراعات التي عاشتها المنطقة خاصة مع عسير
وقبائل يام التي عاثت في تهامة فسادا بإذن األشراف حكام االمخالف السليماني كجنود مرتزقة أحيانا ،
وكم ا ه و مع روف أن محم د علي باش ا ـ والي مص ر ـ حين ذاك ،ق د ح اول خالل ه ذه الف ترة أن
يبس ط نف وذه على ك ل أنح اء الجزي رة العربي ة وخاص ة س احل اليمن الغ ربي المط ل على البح ر األحم ر
المع روف بتهام ة اليمن ،ليحق ق ب ذلك ش يئا من طموحات ه السياس ية ،تل ك الطموح ات ال تي اص طدمت
وعلى ال رغم من أن محم د علي باش ا ،إب ان س يطرته على تهام ة اليمن،ك ان ق د بل غ من الق وة
والنف وذ م ا اس تطاع من خالل ه أن يه دد عاص مة الدول ة العثماني ة نفس ها ،وك ذلك المص الح البريطاني ة في
منطقة البحر األحمر ،إال أن وضع الدولة العثمانية في ذلك الوقت ،والموقف الدولي ممثال في الحكومة
البريطانية حتما على محمد علي باشا أن يوقف نفوذه وطموحاته ،وهذا ما سنعرفه في ثنايا هذا البحث .
لقد كانت بريطانيا العظمى ،سيدة البحار في القرن التاسع عشر الميالدي ،والتي كانت سياستها
تنطل ق دائم ا من مص لحتها ،تل ك المص لحة ال تي حتمت عليه ا في النهاي ة أن ت رغم محم د علي باش ا على
االنس حاب من الجزي رة العربي ة وب اقي ممتلكات ه خ ارج مص ر ،مخلف ا وراءه أوض اعا مختلف ة ،في اليمن
عامة وفي تهامة بشكل خاص ،سنعرفها أيضا من خالل فصول هذا البحث .
وعند شروعي بالبحث واجهتني العديد من الصعوبات ،منها كثرة المراجع المتعلقة بالموض وع ،
ل ذا وج دت أن ه من ال واجب أن أس تقي معلوم اتي له ذا البحث من منابع ه األص لية ال تي تتمث ل في
أم ا الص عوبة األخ رى فهي معرف تي بوج ود الكث ير من الوث ائق والمراس الت المتعلق ة بموض وع
البحث بشكل مباشر،والتي كانت محفوظة باألرشيف العثماني في استطنبول ،ومكتوبة باللغة العثمانية ،
www.yemen-nic.info صفحة 3من 17
مما اضطرني لبذل المزيد من الوقت والجهد من أجل الحصول عليها ،وذلك لما كان لها من أهمية في
ومن الص عوبات التي واجهتني أيض ا ك ثرة المراجع المطبوعة ال تي كتبت حول الموضوع ـ كما
س بق وأن ذك رت ـ وه ذا ب دوره أوج د مش كلة كب يرة في تك رار المعلوم ات واألح داث في ذل ك الكم ،وق د
ب ذلت جه دي في التغلب على ذل ك التك رار ب العودة للمص ادر األص لية ،ولع ل أهم م ا ت وفر ل دي من تل ك
المصادر هو المخطوطات القيمة المتعلقة بالموضوع مباشرة والمعاصرة لألحداث مثل مخطوط "الذهب
المس بوك في س يرة س يد المل وك" لع اكش الض مدي ،ومخط وط "ال ذهب المس بوك في ذك ر من ت ولى في
المخالف السليماني من الملوك" لعاكش الضمدي ،اللتين أنارتا لي الطريق في مداخل األوضاع الداخلية
لتهام ة اليمن .وإ لى جانبهم ا العدي د من المخطوط ات األخ رى ال تي تم تحقيقه ا من قب ل الب احثين مث ل
مخط وط "نفح العود في سيرة الشريف حمود" لعبد الرحمن البهكلي ومخط وط "درر نحور الحور العين"
وقد حاولت جهدي أن أتخلص أثناء الكتابة من العوامل النفسية التي ربما تدفع الباحث إلى الحب
أو الكره ،فينساق خلفها ويصدر أحكاما ربما تكون عاطفية أكثر منها علمية وواقعية ،واعتمدت في ذل ك
على اهلل سبحانه وتعالي ثم على ما توفر لدي من وثائق جيدة ،ومصادر ومراجع على درجة عالية من
الوضوح واالتزان ،وأخضعها جميعا للمقارنة والتحليل العلمي الخالص ،مستعينة بتوفيق اهلل تعالي ثم
بمشورة أستاذي الجليل المشرف على هذه الرسالة األستاذ الدكتور :سيد مصطفى سالم ،جزاه اهلل عنا
كل خير وتوفيق ،لما تكبده من صبر وتحمل إلنجاح هذا البحث .
ومن أجل تقديم الموضوع وافيا ،تم تقسيم الرسالة إلى تمهيد وخمسة فصول على النحو التالي :
الفصل التمهيدي :وتناولت فيه دراسة " القوى الطبيعية والبشرية في تهامة اليمن " دعت الحاجة
إلى تل ك المقدم ة إلب راز أهمي ة موق ع تهام ة كش ريط س احلي يمت د بط ول البح ر األحم ر ،ال ذي يع د أهم
الطريق من جهة أخرى .وهو أمر يساعد كثيرا في تفسير نقاط البحث ،والتعميق في تحليل أحداثه .
الفص ل األول :والذي يحم ل عنوان " خلفي ة تاريخي ة " ويتناول هذا الفصل أوض اع تهام ة اليمن
بما فيها المخالف السليماني من الناحية السياسية في ظل حكم األشراف من قبل اإلمامة في صنعاء حتى
ظهور الدعوة الوهابية وما أحدثته من تغييرات كبيرة في المنطقة ،وما موقف اإلدارة المركزية بصنعاء
من ذلك ،وكذلك موقف الدولة العثمانية ومحمد علي باشا كما سيتضح لنا .
وي أتي الفص ل الث اني :تحت عن وان " دخ ول محم د علي باش ا تهام ة اليمن 1233ـ 1235هـ /
1818ـ 1820م " ،وهي المرحل ة ال تي أعقبت س قوط الدرعي ة على أي دي ق وات محم د علي باش ا حين
كان تابعا للدولة العثمانية يأتمر بأوامر السلطان ،ومن خالل هذا الفصل تطرق البحث بشكل كبير إلى
عالقات محمد علي باشا باإلمامة في صنعاء من تلك الحقبة الزمنية ،وتطرق كذلك إلى سياسة بريطانيا
بالسواحل اليمنية الجنوبية والغربية ،أو ما عرف بارتباط المصالح البريطانية التجارية بالبحر األحمر،
الذي أدى بها إلى ضرب ميناء المخا عام 1820م ،لتأكد نفوذها على ساحل اليمن الغربي ( تهامة ) .
أما الفصل الثالث " :المصالح البريطانية وتوسع محمد علي باشا في اليمن " الذي تكلمت فيه عن
حرك ة محم د آغ ا ( تركج ة بيلم ز) في وقت خط ط محم د علي التوس عية ،فجعلت ه تل ك الحرك ة أو الث ورة
يرمي بكل ثقله إلى اليمن ،وقد تطرق الحديث إلى انسحاب الحركة إلى تهامة اليمن ،كعامل سير محمد
محمد علي في اليمن ،والتي أدى بها إلى احتالل عدن عام 1839م .
الفصل الرابع :يعد نقطة هامة في الرسالة والذي يحمل عنوان " النفوذ البريطاني وانسحاب محمد
علي من اليمن 1256ـ 1257هـ 1840 /ـ 1841م " ،وفي ه تم الترك يز على أه داف الحكوم ة
البريطانية التجارية والسياسية في منطقة البحر األحمر عامة وسواحل اليمن بشكل خاص .
www.yemen-nic.info صفحة 5من 17
وين اقش الفص ل بع د ذل ك خط ط بريطاني ا بالنس بة لس واحل اليمن الغربي ة والجنوبي ة وأه دافها
تجاهها ،ووسائلها للسيطرة عليها ،ومواقفها المعلنة وغير المعلنة ،ودوافع تلك المواقف وأسبابها .
ال دولي ،وه و الم ؤتمر ال ذي وض عت بريطاني ا في ه كام ل ثقله ا السياس ي لتحقي ق مص الحها االس تراتيجية
والسياسية بالنسبة للدولة العثمانية وألوروبا ومحمد علي باشا وأطماعه التوسعية في اليمن خارج حدود
وأخيرا تطرق هذا الفصل النسحاب محمد علي من اليمن ،وما خلفه من أثار سيئة عليها ،تخب ط
فيه ا الش ريف الحس ين بن علي بن حي در الذي تس لم حكم تهام ة اليمن من 1840إلى1849م .حيث ازداد
خالل هذه الفترة النفوذ والهيمنة البريطانية على مقدرات ساحل اليمن الغربي المعروف بتامة اليمن .
الفصل الخامس :يعد فصال أو جزءا هاما من تاريخ اليمن ،وهو آخر فصول الرسالة ،ويحمل
عن وان " ف ترة حكم الش ريف الحس ين بن حي در لتهام ة اليمن تحت الس يادة العثماني ة " ،ح اولت في ه رس م
ص ورة حقيقي ة عن تط ور األوض اع السياس ية في تهام ة اليمن من خالل الوث ائق العثماني ة ال تي ق دمت
معلومات وافية عن تاريخ المنطقة ،وتشير إلى تشابك المصالح واألهداف سواء في العاصمة العثمانية أو
كم ا أنه ا ق دمت للباحث ة معلوم ات ش املة وش به كامل ة عن العالق ة بين الب اب الع الي والش ريف
الحسين بن علي بن حيدر خالل الفترة 1259هـ 1845 /م وهو التاريخ الذي صدر فيه الفرمان العثماني
بتعيين الشريف الحسين واليا على إمارة أبي عريش وتابعا للسيادة العثمانية حتى عام 1262هـ 1847 /
م وه و الت اريخ ال ذي تم في ه تث بيت الش ريف في مرك زه ومنح ه رتب ة أم ير األم راء بفرم ان س لطاني ،
وتطرقنا إلى توتر العالقة بين الباب العالي والشريف الحسين التي كان يسودها عدم الثقة والقلق طوال
الفترة من 1259ـ 1262هـ 1845 /ـ 1847م .وذلك ألسباب كثيرة ومتنوعة كما سيتبين .
تهامة اليمن عام 1265هـ 1848 /م بقيادة الشريف محمد بن عون ومساعدة توفيق باشا ،والتي انتهت
ببسط السيادة العثمانية المباشرة على تلك المنطقة وعزل الشريف الحسين بن علي بن حيدر .
والحقيق ة أن األرش يف العثم اني أحت وى على وث ائق هام ة ج دا تتعل ق بالموض وع وتفص يالته،
إضافة إلى المواقف وتضارب المصالح لكل من حكومة الحجاز ومصر والباب العالي والحكومة
البريطانية.
ومن ثم فإن الفصل وما حواه من دراسة الحملة العثمانية بشيء من التفصيل يعد إضافة تاريخية
موثقة ،تعتمد على تقارير ورسائل صانعي القرار والمسؤولين العثمانيين ،ولعل بذلك نكون قد أضفنا
لبنة جديدة من البناء التاريخي لتاريخ اليمن الحديث تساعد على رؤية حقيقية لمسيرة األحداث .
وفي نهاية الرسالة تم التوصل إلى كثير من النتائج عن صراع القوى الدولية حول تهامة اليمن،
وما أثره على اليمن ككل من سلبيات وإ يجابيات وهو ما سيتطرق له البحث في الخاتمة.
وهنا ال بد أن أشير إلى تأثري بمنهج أستاذي المشرف الدكتور سيد مصطفى سالم أستاذ التاريخ
الح ديث والمعاص ر بكلي ة اآلداب جامع ة ص نعاء من حيث الموض وعية ومحاول ة إخض اع جمي ع الوث ائق
والمص ادر والمراج ع إلى التحلي ل وع دم تحميله ا أك ثر مم ا تحتم ل .ل ذا يش رفني أن أتق دم ب وافر الش كر
والتقدير ألستاذي الكبير بعلم ه وبص فاته التي أعجز أن أحص يها لما تحمل ه أثن اء إع داد البحث ،ومقدرة
توجيهاته السديدة وتشجيعه المثمر ،وتقبله أخطائي وعثراتي بصدر رحب ،إدراكا منه بأهمية العمل الذي
أقوم به.
وعرفان ا بالجمي ل فال ب د أن أتوج ه بعمي ق امتن اني لوال دي عب د اللطي ف مطه ر ،فإلي ه بع د اهلل
سبحانه وتعالى يعود الفضل في وصولي لهذه المرحلة ،فقد منحني ثقته الغالية ،فكان المرشد والموجه
قدمت له من شكر فلن أستطيع أن أوفيه حقه ،فقد كان نعم األب الحنون ،الذي حباني بعطفه وتشجيعه .
كم ا يش رفني أيض ا أن أتوج ه بخ الص الش كر للقاض ي /محم د الط ير طيب اهلل ث راه م دير دار
المخطوطات بصنعاء ،لما قدمه لي من عون ومساعدة في إخراج المخطوطات وقيامه بفك طالسمها .
ويهمني كثيرا أن أنوه بالمساعدات العلمية التي تلقيتها من القاضي/علي أبو الرجال مدير المركز
الوطني للوثائق بصنعاء ،الذي تفضل وسمح لي باستخدام مقتنيات المركز الوطني للوثائق ،وقدم لي كل
كما أخص بالشكر الجزيل أستاذي الفاضل /فؤاد عبد الوهاب الشامي،الذي تفضل وساعدني في
الحصول على مجموعة من الوثائق العثمانية المصورة من األرشيف العثماني (استنبول) ،وما تكبده من
جهد وعناء من أجل ترجمة الوثائق من اللغة العثمانية إلى اللغة العربية ،التي اعتمدت عليها في دراستي.
كما أتقدم بخالص تقديري لألستاذ /محمد فرحان الفيفي من المملكة العربية السعودية على تفضله
بمنحي مجموعة من المراجع والمخطوطات المتعلقة بموضوع بحثي بشكل مباشر ،إسهاما منه وتشجيعا
وال أنس ى أن أش كر األخ وة الع املين في مكتب ة مرك ز الدراس ات والبح وث بص نعاء وهم األس تاذ/
عبد اهلل الشرفي واألستاذ /محمد علي زيد ،لما يقومان به من عمل في غاية التفاني لخدمة الباحثين.
وال يفوتني أن أشكر أيضا األخوة العاملين في مكتبة اآلداب بجامعة صنعاء،األستاذ /عبد الرحمن
القدس ي ورش يد المض واحي وعلي عب د اله ادي ،لمنحي ثقتهم الغالي ة على نفس ي في اس تعارة المص ادر
والمراجع،وكأني واحدة منهم تقديرا منهم للعمل الذي أقوم به ،فلهم مني خالص التقدير والوفاء.
وفي األخير أتقدم بشكر خاص جدا ألخي أنور عبد اللطيف مطهر الذي تحمل الكثير من أجلي
ومن أجل إنجاز الرسالة في وقتها ،فقد أعطاني الكثير من وقته ومن سعة صدره ،الذي ال يسعني أمام
كل ذلك سوى أن أطلب من اهلل عز وجل أن يرعاه ويجعله عونا لي ،كما ال أنسى والدتي أطال اهلل في
www.yemen-nic.info صفحة 8من 17
عمره ا ال تي لم تته اون لحظ ة في رع ايتي وت ذليل مص اعب الحي اة في وجهي وأفنت حياته ا من أج ل أن
ترانا قرة عيون هذا الوطن،أما أخواتي أروي وهيفاء فلهن مني كل الحب والوفاء لما قدمن لي من الرفقة
الطيبة واألخوة الصادقة ،وأخي عمر الذي ظل بجواري طول كتابتي للرسالة ،أما أخي طارق فلطالما
وأخيرا فقد بذلت أقصى ما أستطيع من جهد في سبيل إنجاز الدراسة ،راجية من اهلل أن يكون
ه ذا العم ل خالص ا لوجه ه تع الي ،وأن يلقى من ه ذا العم ل الفائ دة والمنفع ة لقرائ ه ،وأن يك ون مس اهمة
مني لخدمة هذا الوطن الغالي ،فإن اعتراه بعض أوجه النقص فالكمال هلل ،وإ ن أصبت فلله الحمد والمنة
كتب عن اليمن في عص رها الح ديث كتاب ات تاريخي ة كث يرة لكن بعض مناطقه ا لم تن ل من عناي ة
الباحثين ما نالته المناطق األخرى ،ومن بين المناطق التي الزالت تحتاج إلى عناية منطقة تهامة وهي ساحل
اليمن الغربي الذي يمثل منذ القدم بموقعه االستراتيجي الفريد نقطة الوصل بين اليمن والعالم ،كما أنه يمثل
جس را طبيعي ا للتج ارة م ع الق ارة األفريقي ة ومنه ا إلى أوروب ا ،ونتيج ة لتل ك األهمي ة فق د ش هدت تهام ة اليمن
تنافسا حول السيطرة عليها ،تطور إلى صراع بين عدة قوى ،وظل هذا الصراع يأخذ صورا متعددة في
وقد أتضح أن سهل تهامة لم يكن معبرا تجاريا فحسب يستفاد من إيرادات موانيها التجارية ،بل هو
أيضا من أخصب أراضي اليمن الزراعية خاصة لزراعة المحاصيل النقدية كالقطن والبن اليمني المعروف
وحين اضطربت أحوال اليمن السياسية منذ بداية القرن التاسع عشر الميالدي بتولي أئمة ضعاف دفة
الحكم ضعفت بالتالي السيطرة المحكمة على ذلك السهل وإ نعكس ذلك الضعف على قبضة الجزر المرتبطة
بسهل تهامة جغرافيا وسياسيا ،وقد أكتفوا أولئك األئمة الضعاف بمجرد االعتراف االسمي بالوالء لهم من
قبل الحكام المحليين ألهم المدن والموانئ التهامية والمعينين من قبلهم .
فعلى س بيل المث ال م ا ح دث في المخالف الس ليماني عن دما اكتفت حكوم ة ص نعاء ـ وهي في حال ة
ض عف ـ ب اعتراف األش راف من أس رة آل خ يرات ال ذين ك انوا متول يين الس لطة في المخالف ،إال أن ذل ك لم
يمن ع أولئ ك األش راف من محاول ة االس تئثار ب األطراف الش مالية من اليمن ومن ض منها الم واني التجاري ة
الغربية لما لها من أهمية اقتصادية ،مستغلين في ذلك الضعف الذي أصاب إدارة صنعاء ألطرافها البعيدة .
وبدأت مالمح صراع قوى خارجية تظهر في تهامة اليمن بمجيء حملة محمد علي باشا ـ التي جاءت
بأمر من السلطان العثماني من أجل القضاء على الوهابيين الذين سيطروا على الحجاز ،ومدوا نفوذهم إلي
داخل تهامة اليمن ـ إذ أخذ كل من الطرفين ( محمد علي والوهابيين ) يهدد مصالح األخر في اليمن .
www.yemen-nic.info صفحة 10من 17
وح اول محم د علي باش ا من ذ األي ام األولى للحمل ة م د نف وذه إلى تهام ة لتوجي ه ض ربة قوي ة ألم راء
نجد ،ثم بدأ يدرك المميزات الفريدة لسواحل اليمن سواء الغربية أو الجنوبية ،ومن أجل ذلك فقد بذل جهودا
عديدة إلبعاد أي منافسة أو تهديد من البحر األحمر ،وبذل في سبيل تحقيق ذلك كل ما أوتي من قوة ودهاء
سياسي.
فح اول توطي د عالقت ه م ع الق وى المحلي ة في تهام ة وخاص ة م ع بعض أف راد أش راف آل خ يرات عن
ثم دخلت قوة جديدة لمنافسة محمد علي باشا في تهامة وهي الحكومة البريطانية ،وقد أتضح ذلك ـ
في بداي ة األم ر ـ محاول ة الط رفين ال دخول في عالق ات ودي ة وسياس ية وتجاري ة ،لت دعيم نف وذ ك ل منهم ا في
منطق ة البح ر األحم ر بش كل ع ام ،ال س يما بريطاني ا ال تي انتهجت سياس ة نش طة في س واحل اليمن الجنوبي ة
والغربية .
وق د اهتمت الحكوم ة البريطاني ة بش كل خ اص بمح اوالت محم د علي باش ا بس ط نف وذه على الجزي رة
العربية بما فيها اليمن ،وكان لها دور كبير في إجبار قواته على االنسحاب من اليمن بعد أن تأكد لها تهديده
وش هدت ف ترة الدراس ة مح اوالت الت دخل البريط اني في منطق ة جن وب البح ر األحم ر لمراقب ة نش اط
محمد علي باشا من ناحية وتدعيم نفوذها من ناحية أخرى عن طريق استغالل كل حادثة تقع في المنطقة تشن
على أثرها حمالت عدوانية على موانئ اليمن ،ولعل أبرز تلك الحمالت ،العدوان على ميناء عدن واحتالله
ع ام 1839م .ولم تكن محاول ة الس يطرة على ب اب المن دب والتحكم في الم دخل الجن وبي للبح ر األحم ر ج ل
وإ نم ا ك ان ه ذا االحتالل بمثاب ة نقط ة التوس ع واالنطالق لتأكي د النف وذ البريط اني في منطق ة البح ر
األحمر ،وجنوب شبه الجزيرة العربية ،ووقف توسعات محمد علي باشا الذي بات كابوسا يهدد مصالحها .
البريطاني ة عام 1840م في إجبار محمد علي على س حب جميع قوات ه من اليمن والجزيرة العربي ة .لتدخل
بذلك تهامة اليمن مرحلة جديدة يسودها الفوضى واالضطرابات ،ولم يقتصر الوضع إلى هذا الحد ،بل طم ع
أص بحت تهام ة بع د انس حاب محم د علي مح ل ص راع ون زاع من جدي د بين ع دة ق وى ولع ل أبرزه ا
اإلدارة العثمانية في الحجاز والوجود البريطاني في عدن هذا إلى جانب حكومة صنعاء التي أرادت استعادة
سيطرتها على أطرافها الشمالية من الشريف الحسين بن علي بن حيدر الذي أصبح الحاكم الفعلي لتهام ة تحت
وقد ترتب على هذه الدراسة عدة نتائج مهمة نلخصها فيما يلي :
ـ اس تقبلت تهام ة اليمن هجرات األشراف من مناطق الحجاز اله اربين من االضطهاد ،واستقروا في
مدن المخالف السليماني ،وكان لهم دورا بارزا في الحياة العلمية والسياسية .
ـ دخلت جماع ة من فل ول الوه ابيين الف رين من جي وش محم د علي باش ا إلى تهام ة ،ولعبت تل ك
الجماعات دورا في نشر مبادئ الدعوة السلفية بين سكان المخالف .
ـ شهدت اليمن تدهورا في األوضاع السياسية واالقتصادية في أوئل القرن التاسع عشر الميالدي ،أث ر
بشكل كبير على سيطرة حكومة صنعاء على األطراف الشمالية للبالد .
ـ ك ان ألش راف آل خ يرات الفض ل في تمكين محم د علي باش ا من ال دخول إلي المخالف الس ليماني ،
ـ ض عفت اليمن بش كل ع ام في عه د اإلم ام المنص ور علي ،وع انت الدول ة االض طرابات الداخلي ة ،
وك ثرت التم ردات القبلي ة في أنح اء اليمن ،ونتيج ة ل ذلك أص بحت تبعي ة أش راف آل خ يرات لإلم ام أس مية ،
السياسية والعسكرية التي شهدتها تهامة اليمن خالل النصف األول من القرن التاسع عشر الميالدي .
ـ أدخلت حملة محمد علي على الحجاز عام 1818م اليمن في دوامة الصراع الدولي .
ـ أصبحت تهامة اليمن جزءا مهما من طموحات محمد علي باشا االقتصادية والتوسعية .
ـ على ال رغم من توج ه ق وات محم د علي إلى اليمن بس بب مط اردة فل ول الوه ابيين الن ازحين إلى
األطراف الشمالية ،إال أنه تم التأكد أن هذا التوجه كان يراد به أهداف أخرى أبعد وأشمل تتمثل في استغالل
ـ ظهور محمد علي في تهامة اليمن كان سببا في جعل الحكومة البريطانية تلقي جل اهتمامها وتضع
السياس ات من أج ل حف ظ مص الحها في منطق ة البح ر األحم ر ،فبع د أن ك انت عالقته ا ب اليمن تجاري ة بحت ه ،
ـ اتخذت بريطانيا من وجود قوات محمد علي باليمن ذريعة لبسط نفوذها ،فأسرعت باحتالل ميناء
ع دن ،وق امت بسلس ة من اإلج راءات الوقائي ة لتكن ذريع ة لحماي ة مص الحها والط رق المؤدي ة إلى درة الت اج
البريطاني (الهند).
ـ يمكن القول أن هناك حربا باردة قامت بين محمد علي والحكومة البريطانية خالل الفترة التي تلت
احتالل ع دن ،ح اول ك ل منهم ا ض رب مص الح األخ ر .فبريطاني ا تح اول إبع اد محم د علي عن الط رق
المالحي ة المؤدي ة للهن د وفي مق دمتها طري ق البح ر األحم ر والخليج الع ربي ،بينم ا محم د علي يح اول إبع اد
بريطانيا بكل إمكانياته عن تجارة البن الرابحة في اليمن بعد أن أصبحت في قبضته.
والسياس ي ،وأن ه ذا التن افس ك ان مس رحة الس واحل اليمني ة س واء الجنوبي ة أو الغربي ة ،كم ا ش هدت نش اطا
تجاريا واضحا ،ال سيما تجارة البن التي كانت اليمن المنتجة له أيضا .
فهرس المحتويات
1 المقدمة
الفصل التمهيدي
12 ـ الموقع
13 ـ التضاريس
15 ـ المناخ
16 ـ الموانئ
17 ـ الجزر
20 ـ السكان
الفصل األول
28 الميالدي
الفصل الثاني
بداية دخول محمد علي باشا تهامة اليمن ( 1233ـ 1235هـ 1818 /ـ 1820م )
66
90 ـ حملة خليل باشا لضم أبي عريش عام ( 1233هـ 1818 /م )
الفصل الثالث
المصالح البريطانية وتوسع محمد علي في اليمن في النصف األول من القرن التاسع عشر م.
117
ـ محمد علي يستعين بالشريف محمد بن عون للقضاء على الثورة 131
www.yemen-nic.info صفحة 15من 17
144 ـ حملة أحمد باشا يكن وتفاقم ثورة عسير
ـ أثر توسع محمد ـ هزيمة الناصر:عبد اهلل بن حسن في تعز ( 1253هـ 1837 /م ) 163
الفصل الرابع
( 1256ـ 1257هـ 1840 / النفوذ البريطاني وانسحاب محمد علي باشا من اليمن
187
محمد علي باشا ـ تسلم الشريف الحسين بن علي إمارة تهامة اليمن بعد انسحاب
214
الفصل الخامس
ـ لجوء محمد 244 فترة حكم الشريف الحسين بن حيدر لتهامة اليمن تحت السيادة العثمانية
306 الخاتمة
313 المالحق
314 الخرائـط
314 الوثائـق