You are on page 1of 1

‫الحكمة ‪ -‬قصة إبراهيم عليه السالم‪ :‬أنصح وأحاور بأدب‬

‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ى‬


‫نبيا إىل قومه‪ ،‬يدعوهم إىل‬ ‫وحجة بالغة‪ ،‬فأرسله‬ ‫آت هللا إبراهيم من لدنه حكمة‪،‬‬
‫‪..‬عبادة هللا الواحد ّ‬
‫القهار‬
‫نحات أصنام يعيش مما ينحت إزميله من تماثيل‬ ‫فابتدأ إبراهيم دعوته بأبيه‪ ،‬فأبوه ّ‬
‫ً‬ ‫ّيتخذها ُ‬
‫قومه آلهة‪ ،‬يعبدونها من دون هللا‪ّ .‬‬
‫ومهد إبراهيم لدعوته أباه آزر‪ ،‬تمهيدا‬
‫ى‬ ‫ُّ‬
‫وتلط ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بالحسن‪ ،‬ومنتىه‬ ‫ف‪ ،‬فأثار فيه عاطفته كأب‪ ،‬وخاطبه‬ ‫رفيقا‪ ،‬رقيقا‪ ،‬فيه أدب‬
‫الن التدفع عن نفسها أو عن‬ ‫ى‬ ‫التهذيب‪ ،‬واألدب الجميل‪ .‬ر‬
‫وشح له أن هذه األصنام ي‬‫ً‬ ‫ىُ ّ ً ُ‬
‫ضا‪ ،‬ال تسدي لهم نفعا‬ ‫‪..‬غيها‬
‫ر‬
‫بإشاكه وضالله‪ ،‬رغم هذا لم ييأس من دعوة‬ ‫لكن األب رفض أي رشوحات وتشبت ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتلطف ى‬
‫بالطرد والهجر ٍان وبالرجم‬ ‫ٍ‬ ‫ده‬ ‫هد‬ ‫أبيه‪،‬الذي‬ ‫دعوة‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫أبيه واستمر إبراهيم‬
‫واإلبعاد‪ ،‬ليتأكد إبراهيم عليه السالم أنه لن تهدي من أحببت ولكن هللا يهدي من‬
‫ويعيل أباه يك ال يكون له عىل‬ ‫يشاء‪ ،‬ويستغفر هللا ألبيه ويدعو له بالعفو والمغفرة‪ .‬ى ى‬
‫‪.‬الكفر معينا‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ َّ ُ َ َ ِّ ً َّ‬ ‫‪ ُْ ْ َ :‬ى ْ َ‬
‫يه َيا‬ ‫ب‬‫أل‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ذ‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫﴾‬ ‫‪41‬‬ ‫﴿‬ ‫ا‬ ‫ًّ‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫يق‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ه‬‫ن‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫يم‬ ‫اه‬‫َقال هللا تعاىل { واذكر ِ يف ال ِك ِ ِ ِ‬
‫ر‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫اب‬ ‫ت‬
‫َ‬
‫نك َش ْي ًئا ﴿‪َ ﴾42‬يا أ َبت إ ىِّت َق ْد َج ى‬ ‫َ َُُْ َ َ َ ْ َ ُ ََ ُْ ُ ََ ُْ ى َ َ‬
‫اءت‬
‫ِي‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ ِ ي‬ ‫أ َب ِت ِلم تعبد ما َل يسمع وَل يب ِِص وَل يغ ِ ين ع‬
‫َّ ْ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ َ َّ ْ ى َ ْ َ َ ً‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫العلم ما لم يأ ِتك فات ِبع ِ ين أه ِدك ِضاطا س ِويا ﴿‪ ﴾43‬يا أب ِت َل تعب ِد الشيطان ِإن‬ ‫ِ‬ ‫ِم َن‬
‫الر ْح َمن‬ ‫اب ِّم َن َّ‬ ‫اف َأن َي َم َّس َك َع َذ ٌ‬ ‫ىِّ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬
‫الش ْيطان كان ِل َّلر ْح َم ِن َع ِص ًّيا ﴿‪َ ﴾44‬يا أ َب ِت ِإ يت أخ‬
‫ُ َ ى َّ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ ٌ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ‬
‫فتكون ِللش ْيط ِان َو ِل ًّيا ﴿‪ ﴾45‬قال أر ِاغب أنت عن ِآله ِ ين يا ِإبر ِاهيم ل ِئ لم تنت ِه‬
‫ى‬
‫ان ت َحفياًّ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ ِّ َّ ُ َ َ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َّ َ َ ْ‬
‫ألرجمنك واهجر ِ يت م ِليا ﴿‪ ﴾46‬قال سَلم عليك سأستغ ِفر لك ر ّ يت ِإنه ك ِّ ي ِ‬
‫﴿‪( }﴾47‬سورة مريم)‬

You might also like