Professional Documents
Culture Documents
إدارة الإبداع والابتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة الاقتصادية (دراسة حالة مجمع صيدال)
إدارة الإبداع والابتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة الاقتصادية (دراسة حالة مجمع صيدال)
ملخص:
قد اقتصر هذا البحث على دراسة إدارة البحث والتطوير ،واإلبداع التكنولوجي ،وقد تناول بعض
الجوانب املهمة من املوضوع ولم يمس األخرى ،ولفتح أفاق جديدة للبحث في هذا املجال الواسع واملتشعب،
يمكن اقتراح بعض العناوين التي قد تلم بجوانب أخرى للموضوع وتكمل النقص الذي تعرفه دراسة هذا
املوضوع على مستوى الجامعات الوطنية ،وفق العناوين التالية:
-تفعيل دور إدارة االبتكار في املؤسسة الوطنية.
-البحث والتطوير ودوره في تنمية امليزة التنافسية.
-دور اإلبداع التكنولوجي في قطاع الخدمات في تحقيق رض ى العمالء.
-عالقة نظام الجودة بنظام اإلبداع في املؤسسة.
-اثر تكوين الكفاءات البحثية على إنتاجية املؤسسة االقتصادية.
-مواجهة التغير التكنولوجي عن طريق اإلبداع املستديم.
الكلمات املفتاحية :ادارة اإلبداع واالبتكار -دور البحث والتطوير -املؤسسة االقتصادية.
Abstract:
This research is limited to the study of management of research and
development, technological innovation, and has addressed some important aspects of
the subject and did not touch the other, and to open new horizons to research in this
broad and complex, can be suggested some of the addresses that may know other
aspects of the subject and complement the shortfall Which you know the study of this
-مقدمة
عرف العالم تحوالت متعددة في السنوات املاضية على كافة املستويات ،العلمية من حيث
التقدم التكنولوجي ،واالقتصادية عبر األزمات االقتصادية ،فاألزمة الحالية خير شاهد على ذلك،
وكذا التحوالت الثقافية عبر الشركات متعددة الجنسيات ،نتج عنها تغيرا كبيرا في املبادئ واملفاهيم
وحتى املنطق املتبع ،وبالتالي كرست هذه التغيرات واقعا جديدا نعيش فصوله اليوم ،حيث عرف
االقتصاد العالمي مظاهر العوملة ببروز أفكار االندماج ،والتكتل االقتصادي وترسخ ظاهرة املناطق
الحرة ،وتوحيد ومعايرة النظم االقتصادية ،ليتشكل مفهوم اقتصاد السوق الحر كأحد املعالم
الرئيسية لهذه التحوالت .كما عرفت التطبيقات العلمية و التكنولوجية توسعا في كافة املجاالت،
مست وظائف املؤسسة ،فرسخت مفهوم اإلبداع و فكرة التغيير الدائم ألنماط اإلنتاج والتسيير ،و
سياسة البحث والتطوير كوسيلة للريادة في السوق و البقاء فيه ،أدت في األخير إلى بروز ثقافة
تسييرية خاصة باملنشأة اإلقتصادية .في ظل االقتصاد في العوملة املتميز بسهولة وسرعة حركة
السلع واملوارد الطبيعية ،وانفتاح األسواق العاملية في وجه السلع والخدمات مهما كان مصدرها،
أصبحت املؤسسات تبحث عن سوق يحقق لها اكبر هامش للربح في استثماراتها ،وبالتالي ظهرت
معايير جديدة مبنية على جاذبية اقتصاد أي دولة في األسواق العاملية ،املتمثلة أساسا في التطور
التكنولوجي وتوفر التقنيات الحديثة لإلعالم واالتصال ،و توفر األدمغة واألنظمة التسييرية املرنة،
واملسيرين األكفاء وحتى فرق العمل القادرة على البحث واالبتكار واإلبداع .تدفع التكنولوجيا عموما
املؤسسات إلى التحسين املستمر في أدائها ،حيث يمكنها ذلك من احتالل موقع متميز في السوق،
وأسبقية على املنافسين ،وبالتالي فاملؤسسة مطالبة بفهم العالقة التي تربط بين إدارة أعمال
والتطور التكنولوجي ،قصد االستفادة من الفرص التي تنتجها هذه العالقة .أصبحت املؤسسات
الكبرى تعتمد على البحث والتطوير بصفة أساسية لتامين التقدمُ ،ويعد نشاط البحث والتطوير
املغذي الرئيس لإلبداعات التكنولوجية ،بخاصة للمؤسسات الكبيرة التي تتوفر على مخابر،
وإمكانات مادية وبشرية معتبرة ،أما املؤسسات املتوسطة والصغيرة ،فهي غالبا ما تنتج التكنولوجيا
من خالل اعتمادها على األفكار املستقاة لدى الزبائن؛ إلنها تنشط بالقرب منهم من جهة ،وال تملك
أحيانا اإلمكانيات من جهة أخرى ،هذا من اجل كسب الزبون وتحقيق ميزة تنافسية في سوقها؛
حيث ال تكتفي املؤسسة بالحيازة على امليزة التنافسية ،باعتبار أن هذه األخيرة ال يمكن أن يحتفظ
بها بصفة نهائية ،و من ثمة تأتي ضرورة تنمية و تطوير هذه امليزة ؛ قصد التأمين املستديم ألسبقية
املؤسسة على املنافسين ،ويستدعي ذلك بالضرورة االستناد إلى اإلبداع الذي مفاده اإلتيان
بالجديد ،ونجده في ثالث أشكال رئيسية هي:
-اإلبداع التكنولوجي :يمكن قياس أثر البحث والتطوير على اإلبداع التكنولوجي باالستناد إلى
درجة اإلبداع املحققة ،حيث يتم هنا التفرقة بين درجتين :تتمثل األولى في اإلبداع الطفيف أو
التراكمي ،والذي ُيستمد من التحسينات الطفيفة واملستمرة خالل الزمن في املنتجات وطرائق
اإلنتاج؛ وتعزى إمكانية القيام بهذه التحسينات إلى أن املعارف املستخدمة في هذه األخيرة لم يتم
استنزافها واستغاللها إلى أقص ى حد ،وبالتالي تبقى مصدرا للمزيد من التحسينات ،حسب أهم
نظريات اإلبداع التي سنتعرض لها .أما الدرجة الثانية تتمثل في اإلبداع النافد أو الجذري ،الذي
مفاده اإلبداع في املنتجات و طرائق اإلنتاج على أسس جديدة و مختلفة تماما -حتى متناقضة -عما
كان معمول به .كأن يتم تحويل مادة املطاط من مادة عازلة للكهرباء إلى مادة ناقلة لها .و في نفس
السياق تعد اليقظة التكنولوجية عنصرا مكونا لليقظة االستراتيجية حسب .T.loilierفاليقظة
التكنولوجية التي تشير إلى الجهود املبذولة من قبل املؤسسة ،وكذا الوسائل املسخرة هدف
الكشف عن كل التطورات و املستجدات الحاصلة في ميدان التقنيات و التكنولوجيات ،و التي تهم
املؤسسة حاليا ،و يمكن أن تهمها مستقبال و يتعلق األمر هنا باملتابعة الدقيقة و الصارمة لتحركات
املنافسين؛ حتى يتم فهم سلوك هؤالء و استباق املستقبل .و يتم ذلك من خالل جمع املعلومات
التي تصنف إلى كمية و نوعية.
-اإلبداع التنظيمي :ويتعلق األمر بإدخال إجراءات وتطبيقات جديدة للتسيير ،أو تعديل أو أقلمة
إجراءات وتطبيقات قديمة في املؤسسة .و يهدف اإلبداع التنظيمي أساسا إلى تحويل أو إعادة
تنظيم الطرق ،الكيفيات واملعارف املكتسبة؛ حتى تكون سلوكيات وعمليات املؤسسة واألفراد أكثر
إيجابية ،وذات مردود ،وهدا ما جاء به االستاد Alain Cadixفقد صممت املؤسسات كأنظمة
مفتوحة ،حيث الهياكل يجب أن تتوافق مع خصائص البيئة ،مما يعني تعديال دينامكيا للهيكل
التنظيمي مع البيئة ،وتبدأ سيرورة التكيف بالعمل بوساطة تحسس الفرق في األداء ،حيث يتم
ترجمته إلى نظام تعلم تنظيمي ،ويتعلق التكيف في آن واحد باألهداف ،قواعد اليقظة ،وكذا قواعد
التقص ي املستعملة ،فتعتمد املؤسسات ذات األداء العالي سلوك منسقا وفعاال مقارنة بأهدافها،
تكيف وباستمرار مجمل الروتينيات التنظيمية ،التي تسمح بتنشيط ذاكرة املؤسسة وتعمل حيث ّ
على تعبئة قواعد املعرفة ،وفي هذا الصدد يختص التعلم التنظيمي بالتوليف بين الروتينيات
املوجودة بطريقة إبداعية.
-اإلبداع التسويقي :باعتبار التسويق يحتاج إلى مصدر لألفكار ،و من ثمة فإن هذه األخيرة مصدر
اإلبداع حسب René kempو املقصود باإلبداع هنا البحث عن الكيفيات الجديدة واملتجددة
لتلبية حاجيات الزبائن وإشباع رغباتهم ،بل يتعداه -في بعض األحيان -إلى توليد الحاجة و الرغبة
لديهم؛ ويعد الزبون من وجهة نظر التسويق محور التفكير التسويقي ،حيث توجه نحوه الجهود؛
قصد جعله يبدي والءا مستديما للمؤسسة ،وهذا الصدد ،فإن الحصول على زبون جديد يكلف
خمس مرات أكثر من الحصول على عقود مع زبون تم التعامل معه من قبل ،ومن ثمة تظهر ضرورة
االستثمار أكثر تجاه الزبائن املوجودين .كما يجب أن يكون الزبون راض ألن ذلك ال يضمن الوالء،
حيث يؤكد بعض الباحثين أنه ال يوجد ارتباطا ،بين إرضاء الزبائن و وفائهم للمؤسسة ،وهذا يدل
على أن الوفاء يصعب تحقيقه ،حيث يجب أن يكون الزبون راض إلى حد كبير حتى يمكن أن نضمن
وفاءه بدرجة كبيرة ،وعليه يجب مراقبة الزبائن و درجة رضاهم ،ومن خاللها درجة وفاءهم .ففي
بيئة مضطربة تبحث املؤسسة عن االمتياز ،من خالل الطريقة التي تقدم بها املنتجات و الخدمات
ّ
إال أن هذا غير ممكن ،دون لزبائنها ،حيث يجب أن تتميز املؤسسات بخاصية التأقلم و الدينامكية .
التعاون الجيد بين الوحدات العملياتية وداخل هذه الوحدات بحد ذاتها ،كما عمدت معظم
املؤسسات التي ألغت سلطات اإلشراف التسلسلي ،إلى مضاعفة فرق العمل ،باعتبار أن األفكار
الصادرة عن عدة أفراد تنجح أحسن من تلك الصادرة عن فرد واحد ،وحققت بعض املؤسسات
نجاحا كبيرا ،أما البعض اآلخر لم تنجح ألنها جعلت من فرق العمل واالجتماعات هدفا بحد ذاته،
وعلى خالف ذلك ،فإن املؤسسات التي هي بصدد النمو ،تستعمل ِفرق العمل و تعمل على إنشاء
إطار مالئم للحفاظ على تعاون منسجم ،بين كل أفرادها إلرضاء الزبائن .يجب في كل األحوال
املوافقة بين إدارة األعمال والتطور التكنولوجي ،وهذا بإقامة العمليات والوسائل ،للحصول على
أفضل النتائج املمكنة في ظل الخيارات املتاحة أمام املسير الذي يلعب هنا دور الربان في املؤسسة
وهو القائد ،و لكي يتمكن من قيادة التكنولوجيا في املؤسسة ،فيجب أن تتوفر فيه عدة مزايا
وخصائص للقيام بدوره ،و يتعلق األمر بخصائص املسير الجديد و يجب على املؤسسة االهتمام
باملستقبل بتنظيم جيد ومالئم حسب متطلبات البيئة املحيطة بها ،وذلك بتخطيط جيد ومحكم و
يقظة حول املحيط ،إليجاد حلول تسمح بمواكبة التطور التكنولوجي السريع ،و تعقد املستقبل
الذي يصعب التنبؤ به بسبب كثرة العوامل املؤثرة فيه.
ا
-أول :طرح اإلشكالية
في ظل ما سبق تقديمه تتبادر إلى أذهاننا اإلشكالية الرئيسية التي يمكن صياغتها كما يلي:
كيف تتم إدارة اإلبداع التكنولوجي والبتكار في املؤسسة ،وما دور البحث والتطوير في تفعيل
اإلبداع التكنولوجي بها ؟
تنبثق عن اإلشكالية الرئيسية املطروحة عدد من األسئلة الفرعية ،يمكن صياغتها كاألتي:
-ما أهمية اإلبداع التكنولوجي في املؤسسة ؟
-كيف يؤثر التغير التكنولوجي على اإلبداع التكنولوجي والتنظيمي والتسويقي للمؤسسة ،ثم ما هي
االستراتيجيات التي تطبقها املؤسسة في ذلك؟
-كيف يمكن الوصول إلى اإلبداع التكنولوجي اعتمادا على األساليب اإلدارية لتفعيل االبتكار لدى
األفراد في املؤسسة؟
-ما معنى البحث والتطوير في املؤسسة ،وما هي مراحله وخصائصه ،ثم ما عالقته باإلبداع
التكنولوجي؟
-هل يمكن ملجمع صيدال أن يحقق اإلبداع التكنولوجي ،ويطور منتجاته في قطاع الصيدلة،
اعتمادا على البحث والتطوير ،لتحقيق ذلك ؟
-ثانيا :فرضيات البحث
يعتمد البحث على مجموعة من الفرضيات لإلجابة على اإلشكالية الرئيسية واألسئلة
الفرعية السابقة الذكر ،يمكن تقديمها كما يلي:
-يعتبر اإلبداع التكنولوجي محرك تنافسية املؤسسة.
-قد يؤثر التغير التكنولوجي على املؤسسة ،فتغير هذه األخيرة نمطها في التنظيم استجابة لذلك،
وفق متطلبات السوق و املنافسة.
-يمكن أن يؤدي االهتمام باالبتكار واألفكار الجديدة التي يقترحها الباحثين ،وفرق العمل ،إلى
اإلبداع التكنولوجي.
-تحتل أنشطة البحث والتطوير مكانة هامة في خلق قيمة للمؤسسة ،و املتمثلة في مخرجاها ،
أهمها اإلبداع التكنولوجي.
-يمكن ملجمع صيدال أن يطور أدوية جنسية منافسة ،يحتل بها مكان الريادة في اإلنتاج املحلي،
بتركيز الجهود في البحث والتطوير واإلبداع التكنولوجي.
-حث الباحثين على التعمق أكثر في دراسة اثر التكنولوجيا على إدارة األعمال و ذلك بالتركيز على
الجوانب والزوايا التي يمكن من خاللها رؤية ذلك ،خاصة ما تعلق باإلبداع التكنولوجي و قيادة
التكنولوجيا.
-خامسا :مصطلحات الدراسة
-اإلبداع :حسب Simpsonقدرة اإلبداع هي املبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على االنشقاق
من التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف كلية"( )Simpson,1993,P5
-ويعرف كذلك حسب : Luecke & Katzيفهم من اإلبداع بوجه عام ادخال ش يء جديد أو عملية
جديدة بنجاح ..... ،واإلبداع هو تجسيد ملجموعة من املعارف االصلية ،التي تضيف أو تعطي قيمة
للمنتجات أو العمليات أو الخدمات....،عادة ما ينط وي اإلبداع على االبتكار لكنه ليس مطابق
له"( )Richard Luecke,2003,P7
-ويقول :Francis KERN & Julien PENINmسنة 2009أن اإلبداع هو الخطوة األخيرة في عملية
تحويل الفكرة أو االختراع أو االكتشاف وتنفيذه -أي وضعه في السوق ،-أي أن اإلبداع هو إنتاج
للمعرفة)KERN & Julien,2009,P2 ( .
-البتكار :يعرف االبتكار كل من Francis-Luc Perret & Tayeb Louafaأنه" تغيير املعارف
املبنية على العلوم ،وذلك بتنسيقها وتركيبها وإعطائها مفاهيم أخرى وقيم مختلفة جديدة ،وهو
نشاط ضروري في املؤسسة مبني على قدرة األفراد وجماعات األفراد على القيام بأفعال من شانها أن
تقدم حلوال للمشاكل املطروحة أو لالستفادة من الفرص املتاحة)Perret & Tayeb,2008,P57 ( .
كما يرى Weisbergأنه" يجب التفرقة بين االبتكار الفلسفي والفني من جهة وبين االبتكار
البحثي العلمي والذي هو نتيجة بحث علمي منظم يمر عبر عدة مراحل ،وقد تدوم فترة هذه املراحل
لتصل إلى عدة سنوات ،مثل االبتكار الذي قدمه العاملان البيولوجيان watson & crickفي
عملهما حول الحلزون الثنائي للحمض النووي الذي اكتشفاه سنة ،1953بعد عدة محاوالت
وتجارب علمية)R.W. Weisberg ,op-cit,p7 ( .
وتعرفه األستاذة Vanessa SANTONIعلى أنه تقنية تسمح للوصول إلى أفكار جديدة ثم
تنظيمها بفعالية ") Vanessa SANTONI ,2005,p7 ( .
-البحث :طريقة استقصاء وتتبع منظم و منهجي ودقيق وموضوعي للكشف عن معلومات وحقائق
وعالقات جديدة ،فضال عن تطوير وتعديل وتحليل املعلومات القائمة
وهو "االستعالم عن صورة املستقبل من خالل اكتشاف الحقائق والعالقات الجديدة
والتحقق من صحتها ،أو هو وسيلة للدراسة يمكن الوصول من خاللها لحل املشكالت املختلفة عن
طريق االستقصاء الشامل والدقيق للظواهر واملتغيرات واألدلة التي ترتبط بمشكلة البحث.
(سلوى مهدى)2003،
-التطوير :تعريف كامل محمد املغربي ":التطوير هو إحداث تعديالت في أهداف وسياسات
اإلدارة أو في أي عنصر من عناصر العمل التنظيمي استهدافا ألحد األمرين:
مالئمة أوضاع التنظيم مع األوضاع الجديدة في البيئة التنظيمية وذلك بإحداث تناسق
بين التنظيم والظروف البيئية التي تعمل فيها.
استحداث أوضاع تنظيمية تحقق للتنظيم خالفا عن غيره من التنظيمات ميزة تمكنه
من الحصول على عوائد أكبر( .الغالي ،صالح :2010،ص)37
ويعرفه عمر وصفي عقيلي " :التطوير نشاط يهدف إلى إحداث تغيرات في بعض أو جميع
العناصر التي تتكون منها املنظمة من أجل مواجهة بعض التغيرات واألحداث املؤثرة فيها والتي
تحدث بداخلها أو خارجها وذلك من اجل تحسين قدرتها على حل املشكالت وتطوير نفسها
والتكيف مع املتغيرات البيئية الداخلية والخارجية ،ويتم هذا األمر عن طريق إدخال التغيير
املناسب في املجال املادي أو البشري أو االثنين مع بما يتماش ى ويتوافق مع التغير البيئي الحادث".
(السكارنة ،بالل خلف :2009،ص)50
-تعريف املؤسسة القتصادية :املؤسسة هي كل وحدة قانونية ،سواء كانت شخص مادي أو
شخص معنوي ،والتي تتمتع باستقالل مالي في صنع القرار ،وتنتج سلع وخدمات تجارية.
-املقابلة مع مدير مركز البحث والتطوير " "CRDمع صيدال ،ومع نائب املدير للمركز ومع
مسؤولة نظام الجودة ،ومديرة املوارد البشرية في نفس املركز ،حيث تم الحصول على معلومات
هامة ،بخصوص إدارة البحث والتطوير ،و اإلبداع ،والكفاءات ،وفرق العمل ،وكذا إدارة املشاريع
البحثية فيه.
-ثامنا :مجتمع البحث
-نظرة عامة حول مجمع صيدال
تم إنشاء املؤسسة الوطنية للمنتجات الصيدالنية في أفريل ،1982وفقا للمرسوم
رقم ،82/161بعد اإلصالح الهيكلي للصيدلة املركزية الجزائرية ،وفي سنة 1993طرأت تحويالت
وتعديالت على هياكل املؤسسة ،مكنتها من املشاركة في العمليات الصناعية والتجارية املرتبطة
بهدفها االجتماعي ثم في أفريل 1997اتجه مركب إنتاج الدواء باملدية إلى إنتاج املضادات الحيوية،
وبالتالي أصبح ملكا للمؤسسة الوطنية للصناعات الكيميائية ) (SNICهذه األخيرة التي تم اإلعالن
عن انتقالها إلى التسيير الذاتي في فيفري ،1989لتمهد السبيل لظهور صيدال.
( ) www.santetropicale.com
-التعريف بمجمع صيدال :مجمع صيدال عبارة عن شركة باألسهم ،رأس ماله يقدر ب
2.500.000.000دينار جزائري يقع مقره على الطريق الوالئي رقم ،11ص ب 141في الدار البيضاء
بالجزائر العاصمة ،و هو رائد الصناعة الصيدالنية في الجزائر ،تحصل في تاريخ 5فيفري 2005على
شهادة الجودة ISO9001نسخة ،2000منحته إياها املنظمة الفرنسية للمراجعة والجودة
).(Association française d'audit et.qualité AFAQ
-تاسعا :نتائج الدراسة
كتلخيص ألهم النتائج الخاصة بالجزء النظري لهذا البحث التي هي عبارة عن دراسة
نظرية حول إدارة البحث والتطوير واإلبداع التكنولوجي في املؤسسة االقتصادية ،نقدم نتائجه
لإلجابة على الفرضيات كما توضحه العناصر التالية:
هيكل تنظيمي يساعد على االبتكار ويسهل تسيير العملية اإلبداعية املتغيرة حسب األوضاع
السوقية واملتغيرات التكنولوجية ،فإدارة هذا التغير أمر في غاية الصعوبة ،مما يتطلب كفاءات
خاصة وفرق عمل ممتازة ملواجهة ذلك ،وكل ذلك وفق تخطيط استراتيجي دقيق ،يمتاز بالتنبؤ
الجيد ملتغيرات التكنولوجيا و معطيات السوق على حد سواء ،وهو ما خلق أنواعا جديدة كاإلبداع
البيئي واملفتوح.
-عالقة اإلبداع التكنولوجي بكل من اإلبداع التنظيمي واإلبداع التسويقي ،انه هو مصدرهما
ومحركهما األساس ي ،ألنه يغير نمط التنظيم في املنظمات ،كما أنه يحدد الطرق واألساليب الجديدة
لليقظة التكنولوجية والتسويقية ويحدد طرق البحث والدراسات الجديدة للتسويق .وبالتالي قد
ثبتت صحة الفرضية الثانية ،والتي مفادها :قد يؤثر التغير التكنولوجي على املؤسسة ،فتغير هذه
األخيرة نمطها في التنظيم استجابة لذلك ،وفق متطلبات السوق واملنافسة.
ج .نتائج اختبار الفرضية الثالثة
اإلجابة على الفرضية الثالثة ،ويمكن ذكرها في العناصر التالية:
-االبتكار لدى املوظفين في املؤسسة ليس موهبة خاصة ،بل يمكن ألي فرد ممارستها ،وهو نتاج
العديد من املصادر و ليس ناتجا لجهود فردية منعزلة كما يعتمد على التفاعل بين األفكار واألفراد
والبيئات املختلفة ،ويعتمد في الصمود لفترات طويلة على قدرة األفراد على إعادة تجديد النشاطات
في املؤسسة ،ألن التكنولوجيا و البيئة في حالة تغير مستمرة ودائم.
ّ
-ثمة عديد من الروايات التي تدعى أن االبتكار يتحقق بالصدفة على نطاق واسع ال يتحقق إال على
يد املبتكرين الذين يرون األشياء من منظور مختلف ،وهو أمر غير صحيح فيمكن تحفيز االبتكار
لدى األفراد بعدة طرق ووسائل ،فالصدمات و إحداث الفوض ى و إتالف أدوات الغير و أداء املهام
بأسلوب خاطئ عمدا و املراوغة في العمل تبدوا أنماطا سلوكية خطيرة ،ومع ذلك يمكن أن تكون
أنشطة مفيدة لالبتكار.
-في الحاالت النادرة التي يقدم فيها العاملون الجدد إسهامات ابتكارية كبرى إنما يعود ذلك إلى
العمل مع الذين يملكون الخبرة في مجال عملهم ،الن االبتكار هو الطلب األساس ي للوصول إلى
اإلبداع التكنولوجي ،ألنه يوفر حال للمشكلة ،و يشمل اإلبداع التكنولوجي وسائل تطبيق حل
املشكلة.
-يجب أن تحرص املؤسسة على تحقيق أهدافها من خالل الحرص على تدوير استفساراتها حول
طرق استخدام الفكرة وليس من خالل سرد مبررات فشل تلك الفكرة .مما سبق ،نخلص إلى انه
قد ثبتت صحة الفرضية الثالثة ،وهي :يمكن أن يؤدي االهتمام باالبتكار واألفكار الجديدة التي
يقترحها الباحثين ،وفرق العمل ،إلى اإلبداع التكنولوجي.
د .نتائج اختبار الفرضية الرابعة
جاءت اإلجابة على الفرضية الرابعة ،حيث توصلنا إلى النتائج التالية:
-اختيار مشاريع البحث والتطوير عنصر أساس ي لنجاح برامج البحث والتطوير ،وتتوقف هذه
الدقة على إشراك جميع مسؤولي و موظفي البحث والتطوير وبالنظر إلى البحث والتطوير كنظام
فرعي داخل املؤسسة يحتاج إلى التعاون والتنسيق مع األنظمة األخرى ،وإلى تدقيق املعلومات من
الجهات املختلفة الداخلية والخارجية ذات العالقة بتصميم املنتج والعملية.
-املمارسة الداخلية لنشاطات البحث والتطوير ليست الوسيلة الوحيدة إلحداث اإلبداع ،بل
هناك ط رق وأساليب أخرى يمكن للمؤسسة اللجوء إليها ،وتبقى املفاضلة قائمة على أساس الجهد
واملال والوقت واملجازفة ،ولكنها ال تتم بمعزل عن متطلبات واحتياجات الوظيفة الداخلية للبحث
والتطوير للمؤسسة؛
-تعتبر عمليات البحث والتطوير السبيل األنجع الذي من خالله يمكن للمؤسسات الحصول على
األساليب التكنولوجية الحديثة في مجال اإلنتاج العصري ،فالبد أن يتم بصورة مخطط لها
ومنظمة وفق مناهج متعارف عليها ،وذلك من خالل تخصيص امليزانية لذلك؛
-يتطلب البحث والتطوير مجهودات فكرية معتبرة إلعداد بحوث تفض ي في األخير إلى تجديدات
وابتكارات وعادة ما يتم تقسيم البحث والتطوير إلى بحوث أساسية وبحوث تطبيقية ودراسات
تجريبية ،وتوفر املؤسسة على تكنولوجيا عصرية بفضل البحث والتطوير ،يمكنها من التحكم في
تكاليفها ،وبالتالي دخولها األسواق بأسعار تنافسية.
ومنه تأكدت الفرضية الرابعة ،التي جاء فيها :تحتل أنشطة البحث والتطوير مكانة هامة في
خلق قيمة للمؤسسة ،واملتمثلة في مخرجاتها ،أهمها اإلبداع التكنولوجي.
ه .نتائج اختبار الفرضية الخامسة الخاصة بالدراسة التطبيقية
بعد الدراسة التطبيقية امليدانية التي قمنا بها ،والتي خصت مجمع صيدال الذي ينشط في
قطاع الصناعة الصيدالنية ،أمكن التوصل إلى استخالص النتائج التالية:
-أهم أهداف املجمع تمثل أساسا في تلبية طلبات السوق الوطني للمنتجات الصيدالنية ،ثم تطوير
املنتجات وفق معايير الجودة ،ووفق استراتيجية عامة تعمل على زيادة الحصة السوقية في السوق
الوطني.
-يحتل مجمع صيدال مكانة رائدة وسط املؤسسات واملخابر الوطنية حيث يأخذ حصة األسد في
السوق من اإلنتاج املحلى ،وهذا ما يفسره رقم األعمال املحقق خالل السنوات محل الدراسة،
ومعدل النمو املتزايد الذي يدل على االهتمام بالتطوير و التميز في اإلنتاج ،وذلك باالستفادة أحيانا
من عقود الشراكة املبرمة مع املؤسسات األجنبية.
-يطبق مجمع صيدال معايير الجودة العاملية املتمثلة في االيزو 9001الذي حصل عليه املجمع
ويسعى للحصول على شهادات جودة عاملية أخرى مثل شهادة السير الجيد لإلنتاج ،فمنتج صيدال
أصبح تنافسيا وكدليل على ذلك تطوير األنسولين " انسودال " في املجمع الذي برهن على كفاءته في
السوق الوطني.
-يعتمد املجمع في تطوير األدوية الجنسية التي تعد أساس نشاطه ،على مجموعة من الباحثين
يضمهم مركز البحث والتطوير للمجمع في هيكل إبداعي ،و الذين يمتازون بكفاءة عالية وتكوين
-1رغم نجاح استراتيجية الشراكة املتبعة من طرف املجمع لتطوير أدوية جنسية ،إال أن ذلك غير
كاف لسد النقص الذي يميز تشكيلة املنتجات ،بسبب الحماية التي تفرضها براءات االختراع على
املنتجات الجديدة للمؤسسات العاملية الرائدة ،وعليه يجب تفعيل دور مركز البحث والتطوير
وتوسعته ،وإنشاء مخابر أخرى ،تعمل على اختراع أدوية أصلية ،من أجل تفادي التقليد والتبعية
للمخابر الخارجية.
-2التنسيق مع الجامعات الوطنية ووضع خارطة للكفاءات على مستوى املجمع ،تخص اقتناص
الطلبة املتفوقين خريجي الجامعات ،والكليات ،واملعاهد التقنية املختصة في العلوم الدقيقة،
والهندسة ،والطب والبيولوجيا ،وتنشيط دورات وملتقيات لجمع االقتراحات منهم ،واالستفادة من
أفكارهم ،التي قد تؤدي إلى تحقيق قفزات في البحث واإلبداع.
-3وضع أنظمة خاصة باملحاكاة التكنولوجية في كل املشاريع ،وتخصيص جانب من امليزانية لجلب
هذه التكنولوجيا والتكوين والتدرب عليها لتسهيل فهم املشاريع البحثية.
-4استغالل أكثر للكفاءات املتوفرة لدى املجمع ،من خالل تفعيل دور الباحثين واإلطارات املكلفة
بالبحث العلمي في اتخاذ القرارات ،ثم تمكينهم من تقديم الدعم للمسيرين في ما يخص إدارة املخابر
،دون إعاقة أو إهمال ملهامهم الرئيسية املتمثلة في البحث التطبيقي.
-5إنشاء وحدة خاصة بالدعم والتعاون مع ف رق املشروع اإلبداعي ،مع إمكانية منحها صالحيات
أكثر في تقييم آداء املوظفين في كل وحدات املجمع ومصالحه.
-6فيما يخص الهيكل التنظيمي للمجمع فهو مالئم لهذا النوع من املؤسسات ،ونقترح على مدراء و
مسؤولي الوحدات ،أن يحافظوا على العفوية و التأطير املحكم ،الن ّ
سر اإلدارة الجيدة لإلبداع
يكمن في تحقيق هذه الثنائية.