You are on page 1of 18

‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬

‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬


‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫إدإرة إلبدإع والابتاكر ودور إلبحث وإلتطوير يف إملؤسسة الاقتصادية‬


‫( درإسة حاةل مجمع صيدإل )‬
‫‪Managing creativity and innovation and the role of research and development in‬‬
‫‪the economic institution‬‬
‫) ‪( Case study of the compound of the drug‬‬
‫د‪ .‬فارسي ابراهيم الخليل‬
‫‪ 9‬افريل ‪ ،‬تونس‬
‫‪Farsiibrahim2014@gmail.com‬‬
‫أ‪ .‬كريم بوعيسى‬
‫عمار ثليجي االغواط ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪karimbouissa@yahoo.fr‬‬
‫تاريخ النشر‪2019 / 06 / 27 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2019 / 06 / 20 :‬‬ ‫تاريخ االستقبال‪20119 / 06 / 15 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫قد اقتصر هذا البحث على دراسة إدارة البحث والتطوير‪ ،‬واإلبداع التكنولوجي‪ ،‬وقد تناول بعض‬
‫الجوانب املهمة من املوضوع ولم يمس األخرى‪ ،‬ولفتح أفاق جديدة للبحث في هذا املجال الواسع واملتشعب‪،‬‬
‫يمكن اقتراح بعض العناوين التي قد تلم بجوانب أخرى للموضوع وتكمل النقص الذي تعرفه دراسة هذا‬
‫املوضوع على مستوى الجامعات الوطنية‪ ،‬وفق العناوين التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل دور إدارة االبتكار في املؤسسة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬البحث والتطوير ودوره في تنمية امليزة التنافسية‪.‬‬
‫‪ -‬دور اإلبداع التكنولوجي في قطاع الخدمات في تحقيق رض ى العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة نظام الجودة بنظام اإلبداع في املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬اثر تكوين الكفاءات البحثية على إنتاجية املؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬مواجهة التغير التكنولوجي عن طريق اإلبداع املستديم‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬ادارة اإلبداع واالبتكار‪ -‬دور البحث والتطوير‪ -‬املؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This research is limited to the study of management of research and‬‬
‫‪development, technological innovation, and has addressed some important aspects of‬‬
‫‪the subject and did not touch the other, and to open new horizons to research in this‬‬
‫‪broad and complex, can be suggested some of the addresses that may know other‬‬
‫‪aspects of the subject and complement the shortfall Which you know the study of this‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪94‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫‪subject at the level of national universities, according to the following addresses:‬‬


‫;‪- Activate the role of innovation management in the national institution‬‬
‫;‪- Research and development and its role in developing competitive advantage‬‬
‫‪- The role of technological innovation in the service sector in achieving customer‬‬
‫‪satisfaction.‬‬
‫;‪- Relationship of the quality system to the system of creativity in the institution‬‬
‫‪- The impact of the formation of research competencies on the productivity of the‬‬
‫‪economic‬‬ ‫;‪institution‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Confronting‬‬ ‫‪technological‬‬ ‫‪change‬‬ ‫‪through‬‬ ‫‪sustainable‬‬ ‫‪innovation.‬‬
‫‪-Keywords: Innovation and innovation management- The role of research and‬‬
‫‪development- Economic institution.‬‬

‫‪ -‬مقدمة‬
‫عرف العالم تحوالت متعددة في السنوات املاضية على كافة املستويات‪ ،‬العلمية من حيث‬
‫التقدم التكنولوجي‪ ،‬واالقتصادية عبر األزمات االقتصادية‪ ،‬فاألزمة الحالية خير شاهد على ذلك‪،‬‬
‫وكذا التحوالت الثقافية عبر الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬نتج عنها تغيرا كبيرا في املبادئ واملفاهيم‬
‫وحتى املنطق املتبع‪ ،‬وبالتالي كرست هذه التغيرات واقعا جديدا نعيش فصوله اليوم‪ ،‬حيث عرف‬
‫االقتصاد العالمي مظاهر العوملة ببروز أفكار االندماج‪ ،‬والتكتل االقتصادي وترسخ ظاهرة املناطق‬
‫الحرة‪ ،‬وتوحيد ومعايرة النظم االقتصادية‪ ،‬ليتشكل مفهوم اقتصاد السوق الحر كأحد املعالم‬
‫الرئيسية لهذه التحوالت‪ .‬كما عرفت التطبيقات العلمية و التكنولوجية توسعا في كافة املجاالت‪،‬‬
‫مست وظائف املؤسسة‪ ،‬فرسخت مفهوم اإلبداع و فكرة التغيير الدائم ألنماط اإلنتاج والتسيير‪ ،‬و‬
‫سياسة البحث والتطوير كوسيلة للريادة في السوق و البقاء فيه‪ ،‬أدت في األخير إلى بروز ثقافة‬
‫تسييرية خاصة باملنشأة اإلقتصادية‪ .‬في ظل االقتصاد في العوملة املتميز بسهولة وسرعة حركة‬
‫السلع واملوارد الطبيعية‪ ،‬وانفتاح األسواق العاملية في وجه السلع والخدمات مهما كان مصدرها‪،‬‬
‫أصبحت املؤسسات تبحث عن سوق يحقق لها اكبر هامش للربح في استثماراتها‪ ،‬وبالتالي ظهرت‬
‫معايير جديدة مبنية على جاذبية اقتصاد أي دولة في األسواق العاملية‪ ،‬املتمثلة أساسا في التطور‬
‫التكنولوجي وتوفر التقنيات الحديثة لإلعالم واالتصال‪ ،‬و توفر األدمغة واألنظمة التسييرية املرنة‪،‬‬
‫واملسيرين األكفاء وحتى فرق العمل القادرة على البحث واالبتكار واإلبداع‪ .‬تدفع التكنولوجيا عموما‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪95‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫املؤسسات إلى التحسين املستمر في أدائها‪ ،‬حيث يمكنها ذلك من احتالل موقع متميز في السوق‪،‬‬
‫وأسبقية على املنافسين‪ ،‬وبالتالي فاملؤسسة مطالبة بفهم العالقة التي تربط بين إدارة أعمال‬
‫والتطور التكنولوجي‪ ،‬قصد االستفادة من الفرص التي تنتجها هذه العالقة‪ .‬أصبحت املؤسسات‬
‫الكبرى تعتمد على البحث والتطوير بصفة أساسية لتامين التقدم‪ُ ،‬ويعد نشاط البحث والتطوير‬
‫املغذي الرئيس لإلبداعات التكنولوجية‪ ،‬بخاصة للمؤسسات الكبيرة التي تتوفر على مخابر‪،‬‬
‫وإمكانات مادية وبشرية معتبرة‪ ،‬أما املؤسسات املتوسطة والصغيرة‪ ،‬فهي غالبا ما تنتج التكنولوجيا‬
‫من خالل اعتمادها على األفكار املستقاة لدى الزبائن؛ إلنها تنشط بالقرب منهم من جهة‪ ،‬وال تملك‬
‫أحيانا اإلمكانيات من جهة أخرى‪ ،‬هذا من اجل كسب الزبون وتحقيق ميزة تنافسية في سوقها؛‬
‫حيث ال تكتفي املؤسسة بالحيازة على امليزة التنافسية‪ ،‬باعتبار أن هذه األخيرة ال يمكن أن يحتفظ‬
‫بها بصفة نهائية‪ ،‬و من ثمة تأتي ضرورة تنمية و تطوير هذه امليزة ؛ قصد التأمين املستديم ألسبقية‬
‫املؤسسة على املنافسين‪ ،‬ويستدعي ذلك بالضرورة االستناد إلى اإلبداع الذي مفاده اإلتيان‬
‫بالجديد‪ ،‬ونجده في ثالث أشكال رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلبداع التكنولوجي ‪ :‬يمكن قياس أثر البحث والتطوير على اإلبداع التكنولوجي باالستناد إلى‬
‫درجة اإلبداع املحققة‪ ،‬حيث يتم هنا التفرقة بين درجتين‪ :‬تتمثل األولى في اإلبداع الطفيف أو‬
‫التراكمي‪ ،‬والذي ُيستمد من التحسينات الطفيفة واملستمرة خالل الزمن في املنتجات وطرائق‬
‫اإلنتاج؛ وتعزى إمكانية القيام بهذه التحسينات إلى أن املعارف املستخدمة في هذه األخيرة لم يتم‬
‫استنزافها واستغاللها إلى أقص ى حد‪ ،‬وبالتالي تبقى مصدرا للمزيد من التحسينات‪ ،‬حسب أهم‬
‫نظريات اإلبداع التي سنتعرض لها‪ .‬أما الدرجة الثانية تتمثل في اإلبداع النافد أو الجذري‪ ،‬الذي‬
‫مفاده اإلبداع في املنتجات و طرائق اإلنتاج على أسس جديدة و مختلفة تماما ‪ -‬حتى متناقضة ‪-‬عما‬
‫كان معمول به ‪.‬كأن يتم تحويل مادة املطاط من مادة عازلة للكهرباء إلى مادة ناقلة لها ‪.‬و في نفس‬
‫السياق تعد اليقظة التكنولوجية عنصرا مكونا لليقظة االستراتيجية حسب ‪ .T.loilier‬فاليقظة‬
‫التكنولوجية التي تشير إلى الجهود املبذولة من قبل املؤسسة‪ ،‬وكذا الوسائل املسخرة هدف‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪96‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫الكشف عن كل التطورات و املستجدات الحاصلة في ميدان التقنيات و التكنولوجيات‪ ،‬و التي تهم‬
‫املؤسسة حاليا‪ ،‬و يمكن أن تهمها مستقبال و يتعلق األمر هنا باملتابعة الدقيقة و الصارمة لتحركات‬
‫املنافسين؛ حتى يتم فهم سلوك هؤالء و استباق املستقبل ‪.‬و يتم ذلك من خالل جمع املعلومات‬
‫التي تصنف إلى كمية و نوعية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلبداع التنظيمي‪ :‬ويتعلق األمر بإدخال إجراءات وتطبيقات جديدة للتسيير‪ ،‬أو تعديل أو أقلمة‬
‫إجراءات وتطبيقات قديمة في املؤسسة ‪.‬و يهدف اإلبداع التنظيمي أساسا إلى تحويل أو إعادة‬
‫تنظيم الطرق‪ ،‬الكيفيات واملعارف املكتسبة؛ حتى تكون سلوكيات وعمليات املؤسسة واألفراد أكثر‬
‫إيجابية‪ ،‬وذات مردود‪ ،‬وهدا ما جاء به االستاد ‪ Alain Cadix‬فقد صممت املؤسسات كأنظمة‬
‫مفتوحة‪ ،‬حيث الهياكل يجب أن تتوافق مع خصائص البيئة‪ ،‬مما يعني تعديال دينامكيا للهيكل‬
‫التنظيمي مع البيئة‪ ،‬وتبدأ سيرورة التكيف بالعمل بوساطة تحسس الفرق في األداء‪ ،‬حيث يتم‬
‫ترجمته إلى نظام تعلم تنظيمي‪ ،‬ويتعلق التكيف في آن واحد باألهداف‪ ،‬قواعد اليقظة‪ ،‬وكذا قواعد‬
‫التقص ي املستعملة‪ ،‬فتعتمد املؤسسات ذات األداء العالي سلوك منسقا وفعاال مقارنة بأهدافها‪،‬‬
‫تكيف وباستمرار مجمل الروتينيات التنظيمية‪ ،‬التي تسمح بتنشيط ذاكرة املؤسسة وتعمل‬ ‫حيث ّ‬
‫على تعبئة قواعد املعرفة‪ ،‬وفي هذا الصدد يختص التعلم التنظيمي بالتوليف بين الروتينيات‬
‫املوجودة بطريقة إبداعية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلبداع التسويقي‪ :‬باعتبار التسويق يحتاج إلى مصدر لألفكار‪ ،‬و من ثمة فإن هذه األخيرة مصدر‬
‫اإلبداع حسب ‪ René kemp‬و املقصود باإلبداع هنا البحث عن الكيفيات الجديدة واملتجددة‬
‫لتلبية حاجيات الزبائن وإشباع رغباتهم‪ ،‬بل يتعداه ‪ -‬في بعض األحيان ‪-‬إلى توليد الحاجة و الرغبة‬
‫لديهم؛ ويعد الزبون من وجهة نظر التسويق محور التفكير التسويقي‪ ،‬حيث توجه نحوه الجهود؛‬
‫قصد جعله يبدي والءا مستديما للمؤسسة‪ ،‬وهذا الصدد‪ ،‬فإن الحصول على زبون جديد يكلف‬
‫خمس مرات أكثر من الحصول على عقود مع زبون تم التعامل معه من قبل‪ ،‬ومن ثمة تظهر ضرورة‬
‫االستثمار أكثر تجاه الزبائن املوجودين‪ .‬كما يجب أن يكون الزبون راض ألن ذلك ال يضمن الوالء‪،‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪97‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫حيث يؤكد بعض الباحثين أنه ال يوجد ارتباطا‪ ،‬بين إرضاء الزبائن و وفائهم للمؤسسة‪ ،‬وهذا يدل‬
‫على أن الوفاء يصعب تحقيقه‪ ،‬حيث يجب أن يكون الزبون راض إلى حد كبير حتى يمكن أن نضمن‬
‫وفاءه بدرجة كبيرة‪ ،‬وعليه يجب مراقبة الزبائن و درجة رضاهم‪ ،‬ومن خاللها درجة وفاءهم ‪.‬ففي‬
‫بيئة مضطربة تبحث املؤسسة عن االمتياز‪ ،‬من خالل الطريقة التي تقدم بها املنتجات و الخدمات‬
‫ّ‬
‫إال أن هذا غير ممكن‪ ،‬دون‬ ‫لزبائنها‪ ،‬حيث يجب أن تتميز املؤسسات بخاصية التأقلم و الدينامكية ‪.‬‬
‫التعاون الجيد بين الوحدات العملياتية وداخل هذه الوحدات بحد ذاتها‪ ،‬كما عمدت معظم‬
‫املؤسسات التي ألغت سلطات اإلشراف التسلسلي‪ ،‬إلى مضاعفة فرق العمل‪ ،‬باعتبار أن األفكار‬
‫الصادرة عن عدة أفراد تنجح أحسن من تلك الصادرة عن فرد واحد‪ ،‬وحققت بعض املؤسسات‬
‫نجاحا كبيرا‪ ،‬أما البعض اآلخر لم تنجح ألنها جعلت من فرق العمل واالجتماعات هدفا بحد ذاته‪،‬‬
‫وعلى خالف ذلك‪ ،‬فإن املؤسسات التي هي بصدد النمو‪ ،‬تستعمل ِفرق العمل و تعمل على إنشاء‬
‫إطار مالئم للحفاظ على تعاون منسجم‪ ،‬بين كل أفرادها إلرضاء الزبائن‪ .‬يجب في كل األحوال‬
‫املوافقة بين إدارة األعمال والتطور التكنولوجي‪ ،‬وهذا بإقامة العمليات والوسائل‪ ،‬للحصول على‬
‫أفضل النتائج املمكنة في ظل الخيارات املتاحة أمام املسير الذي يلعب هنا دور الربان في املؤسسة‬
‫وهو القائد‪ ،‬و لكي يتمكن من قيادة التكنولوجيا في املؤسسة‪ ،‬فيجب أن تتوفر فيه عدة مزايا‬
‫وخصائص للقيام بدوره‪ ،‬و يتعلق األمر بخصائص املسير الجديد و يجب على املؤسسة االهتمام‬
‫باملستقبل بتنظيم جيد ومالئم حسب متطلبات البيئة املحيطة بها‪ ،‬وذلك بتخطيط جيد ومحكم و‬
‫يقظة حول املحيط‪ ،‬إليجاد حلول تسمح بمواكبة التطور التكنولوجي السريع‪ ،‬و تعقد املستقبل‬
‫الذي يصعب التنبؤ به بسبب كثرة العوامل املؤثرة فيه‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ -‬أول ‪ :‬طرح اإلشكالية‬
‫في ظل ما سبق تقديمه تتبادر إلى أذهاننا اإلشكالية الرئيسية التي يمكن صياغتها كما يلي‪:‬‬
‫كيف تتم إدارة اإلبداع التكنولوجي والبتكار في املؤسسة‪ ،‬وما دور البحث والتطوير في تفعيل‬
‫اإلبداع التكنولوجي بها ؟‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪98‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫تنبثق عن اإلشكالية الرئيسية املطروحة عدد من األسئلة الفرعية‪ ،‬يمكن صياغتها كاألتي‪:‬‬
‫‪ -‬ما أهمية اإلبداع التكنولوجي في املؤسسة ؟‬
‫‪-‬كيف يؤثر التغير التكنولوجي على اإلبداع التكنولوجي والتنظيمي والتسويقي للمؤسسة‪ ،‬ثم ما هي‬
‫االستراتيجيات التي تطبقها املؤسسة في ذلك؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن الوصول إلى اإلبداع التكنولوجي اعتمادا على األساليب اإلدارية لتفعيل االبتكار لدى‬
‫األفراد في املؤسسة؟‬
‫‪ -‬ما معنى البحث والتطوير في املؤسسة‪ ،‬وما هي مراحله وخصائصه‪ ،‬ثم ما عالقته باإلبداع‬
‫التكنولوجي؟‬
‫‪ -‬هل يمكن ملجمع صيدال أن يحقق اإلبداع التكنولوجي‪ ،‬ويطور منتجاته في قطاع الصيدلة‪،‬‬
‫اعتمادا على البحث والتطوير‪ ،‬لتحقيق ذلك ؟‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬فرضيات البحث‬
‫يعتمد البحث على مجموعة من الفرضيات لإلجابة على اإلشكالية الرئيسية واألسئلة‬
‫الفرعية السابقة الذكر‪ ،‬يمكن تقديمها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر اإلبداع التكنولوجي محرك تنافسية املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬قد يؤثر التغير التكنولوجي على املؤسسة‪ ،‬فتغير هذه األخيرة نمطها في التنظيم استجابة لذلك‪،‬‬
‫وفق متطلبات السوق و املنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يؤدي االهتمام باالبتكار واألفكار الجديدة التي يقترحها الباحثين ‪ ،‬وفرق العمل‪ ،‬إلى‬
‫اإلبداع التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬تحتل أنشطة البحث والتطوير مكانة هامة في خلق قيمة للمؤسسة‪ ،‬و املتمثلة في مخرجاها ‪،‬‬
‫أهمها اإلبداع التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن ملجمع صيدال أن يطور أدوية جنسية منافسة‪ ،‬يحتل بها مكان الريادة في اإلنتاج املحلي‪،‬‬
‫بتركيز الجهود في البحث والتطوير واإلبداع التكنولوجي‪.‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪99‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫‪ -‬ثالثا ‪ :‬أهمية الدراسة‬


‫‪ -‬الفصل بين العمليات التي لطاملا اعت برت على أنها عملية واحدة في املؤسسة‪ ،‬وهي اإلبداع‬
‫التكنولوجي ‪ ،‬واالبتكار ‪ ،‬والبحث والتطوير‪.‬‬
‫‪ -‬على املستوى األكاديمي تتمثل أهمية هذا البحث في إثراء املكتبة‪ ،‬باإلضافة إلى الدراسات السابقة‬
‫في موضوع تأثير التطور التكنولوجي على إدارة األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار ظاهرة العوملة التي تجلب معها التطور التكنولوجي ووجوب االهتمام بها و التكيف مع‬
‫متطلباتها ومواجهتها‪ ،‬باالعتماد على طرق اإلبداع التنظيمي واإلبداع التسويقي‪ ،‬الذي يعتبر كطريقة‬
‫علمية في التسويق تهتم أساسا بدراسة محيط الشركة وسوقها بما في ذلك من مستجدات‬
‫تكنولوجية و تهديدات خارجية قد تواجه الشركة في عملها‪.‬‬
‫‪ -‬كما يكتس ي هذا املوضوع أهمية بالغة بحكم الظروف اإلقتصادية املتمثلة في األزمة العاملية التي‬
‫تحيط باملؤسسات‪ ،‬والتي تبحث عن مخرج لها يمكنها من التحكم في التكنولوجيا املفروضة عليها‬
‫وتحاول هذه الدراسة أن تثبت انه يمكن ذلك عن طريق اإلدارة الجيدة لفرق العمل واملشاريع‬
‫البحثية‪.‬‬
‫‪ -‬أما على املستوى الشخص ي فمن املتوقع أن يسهم هذا البحث في إثراء فكر الباحثان من‬
‫الناحيتين العلمية والعملية‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا ‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫يمكن حصر اغلب أهداف هذه الدراسة في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وضع تصور ملكونات التنظيم في مجال إدارة األعمال املرتبطة مباشرة بالبحث التطبيقي‬
‫وباستعمال التكنولوجيا بمختلف مكوناتها في املخابر‪.‬‬
‫‪ -‬تسعى الدراسة للتعرف على مدى توجه املنظمات أو املؤسسات نحو استخدام اليقظة‬
‫االستراتيجية بما فيها اليقظة التكنولوجية من األساليب وأدوات‪ ،‬وأهمية ذلك في دراسة متغيرات‬
‫البيئة التكنولوجية للمؤسسات وإمكانية مسايرتها‪.‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪100‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫‪ -‬حث الباحثين على التعمق أكثر في دراسة اثر التكنولوجيا على إدارة األعمال و ذلك بالتركيز على‬
‫الجوانب والزوايا التي يمكن من خاللها رؤية ذلك‪ ،‬خاصة ما تعلق باإلبداع التكنولوجي و قيادة‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬مصطلحات الدراسة‬
‫‪ -‬اإلبداع‪ :‬حسب ‪ Simpson‬قدرة اإلبداع هي املبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على االنشقاق‬
‫من التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف كلية"( ‪)Simpson,1993,P5‬‬
‫‪ -‬ويعرف كذلك حسب ‪: Luecke & Katz‬يفهم من اإلبداع بوجه عام ادخال ش يء جديد أو عملية‬
‫جديدة بنجاح‪ ..... ،‬واإلبداع هو تجسيد ملجموعة من املعارف االصلية‪ ،‬التي تضيف أو تعطي قيمة‬
‫للمنتجات أو العمليات أو الخدمات‪....،‬عادة ما ينط وي اإلبداع على االبتكار لكنه ليس مطابق‬
‫له"( ‪)Richard Luecke,2003,P7‬‬
‫‪ -‬ويقول ‪ :Francis KERN & Julien PENINm‬سنة ‪ 2009‬أن اإلبداع هو الخطوة األخيرة في عملية‬
‫تحويل الفكرة أو االختراع أو االكتشاف وتنفيذه ‪ -‬أي وضعه في السوق ‪ ،-‬أي أن اإلبداع هو إنتاج‬
‫للمعرفة‪)KERN & Julien,2009,P2 ( .‬‬
‫‪ -‬البتكار‪ :‬يعرف االبتكار كل من ‪ Francis-Luc Perret & Tayeb Louafa‬أنه" تغيير املعارف‬
‫املبنية على العلوم‪ ،‬وذلك بتنسيقها وتركيبها وإعطائها مفاهيم أخرى وقيم مختلفة جديدة‪ ،‬وهو‬
‫نشاط ضروري في املؤسسة مبني على قدرة األفراد وجماعات األفراد على القيام بأفعال من شانها أن‬
‫تقدم حلوال للمشاكل املطروحة أو لالستفادة من الفرص املتاحة‪)Perret & Tayeb,2008,P57 ( .‬‬
‫كما يرى ‪ Weisberg‬أنه" يجب التفرقة بين االبتكار الفلسفي والفني من جهة وبين االبتكار‬
‫البحثي العلمي والذي هو نتيجة بحث علمي منظم يمر عبر عدة مراحل‪ ،‬وقد تدوم فترة هذه املراحل‬
‫لتصل إلى عدة سنوات‪ ،‬مثل االبتكار الذي قدمه العاملان البيولوجيان ‪ watson & crick‬في‬
‫عملهما حول الحلزون الثنائي للحمض النووي الذي اكتشفاه سنة ‪ ،1953‬بعد عدة محاوالت‬
‫وتجارب علمية‪)R.W. Weisberg ,op-cit,p7 ( .‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪101‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫وتعرفه األستاذة ‪ Vanessa SANTONI‬على أنه تقنية تسمح للوصول إلى أفكار جديدة ثم‬
‫تنظيمها بفعالية "‪) Vanessa SANTONI ,2005,p7 ( .‬‬
‫‪ -‬البحث‪ :‬طريقة استقصاء وتتبع منظم و منهجي ودقيق وموضوعي للكشف عن معلومات وحقائق‬
‫وعالقات جديدة‪ ،‬فضال عن تطوير وتعديل وتحليل املعلومات القائمة‬
‫وهو "االستعالم عن صورة املستقبل من خالل اكتشاف الحقائق والعالقات الجديدة‬
‫والتحقق من صحتها‪ ،‬أو هو وسيلة للدراسة يمكن الوصول من خاللها لحل املشكالت املختلفة عن‬
‫طريق االستقصاء الشامل والدقيق للظواهر واملتغيرات واألدلة التي ترتبط بمشكلة البحث‪.‬‬
‫(سلوى مهدى‪)2003،‬‬
‫‪ -‬التطوير‪ :‬تعريف كامل محمد املغربي‪ ":‬التطوير هو إحداث تعديالت في أهداف وسياسات‬
‫اإلدارة أو في أي عنصر من عناصر العمل التنظيمي استهدافا ألحد األمرين‪:‬‬
‫‪ ‬مالئمة أوضاع التنظيم مع األوضاع الجديدة في البيئة التنظيمية وذلك بإحداث تناسق‬
‫بين التنظيم والظروف البيئية التي تعمل فيها‪.‬‬
‫‪ ‬استحداث أوضاع تنظيمية تحقق للتنظيم خالفا عن غيره من التنظيمات ميزة تمكنه‬
‫من الحصول على عوائد أكبر‪( .‬الغالي‪ ،‬صالح ‪:2010،‬ص‪)37‬‬
‫ويعرفه عمر وصفي عقيلي‪ " :‬التطوير نشاط يهدف إلى إحداث تغيرات في بعض أو جميع‬
‫العناصر التي تتكون منها املنظمة من أجل مواجهة بعض التغيرات واألحداث املؤثرة فيها والتي‬
‫تحدث بداخلها أو خارجها وذلك من اجل تحسين قدرتها على حل املشكالت وتطوير نفسها‬
‫والتكيف مع املتغيرات البيئية الداخلية والخارجية‪ ،‬ويتم هذا األمر عن طريق إدخال التغيير‬
‫املناسب في املجال املادي أو البشري أو االثنين مع بما يتماش ى ويتوافق مع التغير البيئي الحادث"‪.‬‬
‫(السكارنة‪ ،‬بالل خلف ‪:2009،‬ص‪)50‬‬
‫‪ -‬تعريف املؤسسة القتصادية‪ :‬املؤسسة هي كل وحدة قانونية‪ ،‬سواء كانت شخص مادي أو‬
‫شخص معنوي‪ ،‬والتي تتمتع باستقالل مالي في صنع القرار‪ ،‬وتنتج سلع وخدمات تجارية‪.‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪102‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫واملؤسسة هي عبارة عن مفهوم وطبيعة جد معقدة‪ ،‬حيث تعبر عن واقع اقتصادي‪،‬‬


‫وبشري واجتماعي‪.‬‬
‫كما أنها هي عبارة عن خلية اقتصادية‪ ،‬والتي تشكل عالقات‪ ،‬وروابط مع أعوان‬
‫اقتصادية أخرى‪ ،‬تتداخل معها في مختلف األسواق‪)Jean longatte,2004,p1( .‬‬
‫‪ -‬سادسا ‪:‬منهج البحث‬
‫من أجل تأكيد أو نفي الفرضيات السابقة التي تسعى لإلجابة على اإلشكاليات املطروحة‪،‬‬
‫تم استعمال منهجين من مناهج البحث العلمي في هذه الدراسة‪ ،‬التي غالبا ما تميز البحوث‬
‫االقتصادية‪ ،‬و هما‪:‬‬
‫‪ -‬املنهج الوصفي‪ :‬استعمل في الدراسة النظرية لوصف الظواهر املتعلقة باملوضوع ‪ ،‬وكذا في‬
‫الدراسة التطبيقية لوصف النواحي األبرز في البحث‪.‬‬
‫‪ -‬املنهج التحليلي ‪ :‬تم استعماله لتحليل أهم املعطيات والبيانات التي تم جمعها سواء في الدراسة‬
‫التطبيقية أو في الدراسة النظرية‪ ،‬وذلك بتحليل النظريات و الطروحات الخاصة بالعناصر املكونة‬
‫للموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬سابعا ‪:‬األدوات املستعملة في الدراسة‬
‫في هذه الدراسة تم استعمال مجموعة من الوسائل املساعدة التي يتم االعتماد عليها عادة‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬املصادر و املراجع املتمثلة في الكتب واملقاالت والرسائل واملذكرات الجامعية املتعلقة باملوضوع؛‬
‫‪ -‬مواقع االنترنت املتخصصة في اإلبداع التكنولوجي وفي البحث والتطوير‪ ،‬والتي تقدم بيانات‬
‫حديثة حول ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تم االستعانة بأسلوب املالحظة املهيكلة في الدراسة التي تعتمد على إسقاط املعلومات النظرية‬
‫على الواقع ومقارنتها‪.‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪103‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫‪ -‬املقابلة مع مدير مركز البحث والتطوير "‪ "CRD‬مع صيدال ‪ ،‬ومع نائب املدير للمركز ومع‬
‫مسؤولة نظام الجودة ‪ ،‬ومديرة املوارد البشرية في نفس املركز‪ ،‬حيث تم الحصول على معلومات‬
‫هامة‪ ،‬بخصوص إدارة البحث والتطوير‪ ،‬و اإلبداع‪ ،‬والكفاءات‪ ،‬وفرق العمل‪ ،‬وكذا إدارة املشاريع‬
‫البحثية فيه‪.‬‬
‫‪ -‬ثامنا‪ :‬مجتمع البحث‬
‫‪ -‬نظرة عامة حول مجمع صيدال‬
‫تم إنشاء املؤسسة الوطنية للمنتجات الصيدالنية في أفريل ‪ ،1982‬وفقا للمرسوم‬
‫رقم‪ ،82/161‬بعد اإلصالح الهيكلي للصيدلة املركزية الجزائرية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1993‬طرأت تحويالت‬
‫وتعديالت على هياكل املؤسسة‪ ،‬مكنتها من املشاركة في العمليات الصناعية والتجارية املرتبطة‬
‫بهدفها االجتماعي ثم في أفريل ‪ 1997‬اتجه مركب إنتاج الدواء باملدية إلى إنتاج املضادات الحيوية‪،‬‬
‫وبالتالي أصبح ملكا للمؤسسة الوطنية للصناعات الكيميائية )‪ (SNIC‬هذه األخيرة التي تم اإلعالن‬
‫عن انتقالها إلى التسيير الذاتي في فيفري ‪ ،1989‬لتمهد السبيل لظهور صيدال‪.‬‬
‫( ‪) www.santetropicale.com‬‬
‫‪ -‬التعريف بمجمع صيدال‪ :‬مجمع صيدال عبارة عن شركة باألسهم‪ ،‬رأس ماله يقدر ب‬
‫‪2.500.000.000‬دينار جزائري يقع مقره على الطريق الوالئي رقم ‪ ،11‬ص ب ‪ 141‬في الدار البيضاء‬
‫بالجزائر العاصمة‪ ،‬و هو رائد الصناعة الصيدالنية في الجزائر‪ ،‬تحصل في تاريخ ‪ 5‬فيفري ‪2005‬على‬
‫شهادة الجودة ‪ ISO9001‬نسخة ‪ ،2000‬منحته إياها املنظمة الفرنسية للمراجعة والجودة‬
‫)‪.(Association française d'audit et.qualité AFAQ‬‬
‫‪ -‬تاسعا‪ :‬نتائج الدراسة‬
‫كتلخيص ألهم النتائج الخاصة بالجزء النظري لهذا البحث التي هي عبارة عن دراسة‬
‫نظرية حول إدارة البحث والتطوير واإلبداع التكنولوجي في املؤسسة االقتصادية‪ ،‬نقدم نتائجه‬
‫لإلجابة على الفرضيات كما توضحه العناصر التالية‪:‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪104‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫أ‪ .‬نتائج اختبار الفرضية األولى‬


‫حيث كانت اإلجابة على الفرضية األولى كاألتي‪:‬‬
‫‪ -‬إن اإلبداع هو املحرك الفعلي لالقتصاد ولإلبداع عدة مداخل يمكن رؤيته من أي منها‪ ،‬لكن أهمها‬
‫هو املدخل االقتصادي الذي يسمح بتعريفه جيدا‪ ،‬حسب تعريف أعمدة علم االقتصاد‪ ،‬واإلبداع‬
‫هو نظام اجتماعي حي يستطيع تحريك التكنولوجيا‪ ،‬وتوجيهها نحو أهداف معينة‪.‬‬
‫‪ -‬كما لإلبداع التكنولوجي عدة أنواع حسب عدة مستويات فهناك الجزئي والجذري كما ركز بعض‬
‫الباحثين على مراحل العملية اإلبداعية التي صعب األمر على الكثير في تحديدها وضبطها نظرا‬
‫للدرجة الكبيرة من العشوائية والفوض ى التي تميز هذه العملية‪ ،‬وجوب تحديد هذه املراحل سببه‬
‫األهمية الكبيرة التي يلعبها اإلبداع التكنولوجي في املؤسسة االقتصادية الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر اإلبداع أساس التطور وقد تخلل أقدم الوظائف التي مارسها اإلنسان فهو مالزم لتحركاته‬
‫العملية‪ ،‬في سعيه لتحقيق مبتغاه‪ ،‬وإشباع حاجته‪ ،‬وصوال إلى تحقيق الذات‪ ،‬وقد تمثل ذلك في‬
‫التراكم العلمي واالبتكارات واالختراعات التي أدت إلى التطور الحالي‪ ،‬ومنه ثبتت صحة الفرضية‬
‫األولى والتي كانت كما يلي ‪ :‬يعتبر اإلبداع التكنولوجي محرك تنافسية املؤسسة‪.‬‬
‫ب‪ .‬نتائج اختبار الفرضية الثانية‬
‫كانت اإلجابة على الفرضية الثانية كاألتي‪:‬‬
‫‪ -‬قام اإلبداع التكنولوجي على عدة نظريات اقتصادية كنظرية القيمة‪ ،‬وقد وافق اإلبداع‬
‫الطروحات التي جاء بها الكثير ممن يرون أن التكنولوجيا هي أهم عنصر في املؤسسة االقتصادية‪،‬‬
‫كما كانت عليه جوان وود وا رد في رؤيتها للمنظمة على أنها مزيج من عدة أنواع من التكنولوجيا التي‬
‫تحكم اإلنتاج االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬تمتاز املؤسسات اإلبداعية بعدم االستقرار في التكنولوجيا املستعملة وحتى في التنظيم‪ ،‬نظرا‬
‫للديناميكية الكبيرة التي يتطلبها اإلبداع في الهيكل وفي التنظيم ككل‪ ،‬فهو يعتمد على اإلدارة الجيدة‬
‫للتكنولوجيا الجديدة‪ ،‬مما يستدعي ضبط التنظيم حسب التغيير التكنولوجي‪.‬وبالتالي يجب تبني‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪105‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫هيكل تنظيمي يساعد على االبتكار ويسهل تسيير العملية اإلبداعية املتغيرة حسب األوضاع‬
‫السوقية واملتغيرات التكنولوجية‪ ،‬فإدارة هذا التغير أمر في غاية الصعوبة‪ ،‬مما يتطلب كفاءات‬
‫خاصة وفرق عمل ممتازة ملواجهة ذلك‪ ،‬وكل ذلك وفق تخطيط استراتيجي دقيق‪ ،‬يمتاز بالتنبؤ‬
‫الجيد ملتغيرات التكنولوجيا و معطيات السوق على حد سواء‪ ،‬وهو ما خلق أنواعا جديدة كاإلبداع‬
‫البيئي واملفتوح‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة اإلبداع التكنولوجي بكل من اإلبداع التنظيمي واإلبداع التسويقي‪ ،‬انه هو مصدرهما‬
‫ومحركهما األساس ي‪ ،‬ألنه يغير نمط التنظيم في املنظمات‪ ،‬كما أنه يحدد الطرق واألساليب الجديدة‬
‫لليقظة التكنولوجية والتسويقية ويحدد طرق البحث والدراسات الجديدة للتسويق‪ .‬وبالتالي قد‬
‫ثبتت صحة الفرضية الثانية‪ ،‬والتي مفادها ‪ :‬قد يؤثر التغير التكنولوجي على املؤسسة‪ ،‬فتغير هذه‬
‫األخيرة نمطها في التنظيم استجابة لذلك‪ ،‬وفق متطلبات السوق واملنافسة‪.‬‬
‫ج‪ .‬نتائج اختبار الفرضية الثالثة‬
‫اإلجابة على الفرضية الثالثة ‪ ،‬ويمكن ذكرها في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االبتكار لدى املوظفين في املؤسسة ليس موهبة خاصة ‪ ،‬بل يمكن ألي فرد ممارستها‪ ،‬وهو نتاج‬
‫العديد من املصادر و ليس ناتجا لجهود فردية منعزلة كما يعتمد على التفاعل بين األفكار واألفراد‬
‫والبيئات املختلفة‪ ،‬ويعتمد في الصمود لفترات طويلة على قدرة األفراد على إعادة تجديد النشاطات‬
‫في املؤسسة‪ ،‬ألن التكنولوجيا و البيئة في حالة تغير مستمرة ودائم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ثمة عديد من الروايات التي تدعى أن االبتكار يتحقق بالصدفة على نطاق واسع ال يتحقق إال على‬
‫يد املبتكرين الذين يرون األشياء من منظور مختلف‪ ،‬وهو أمر غير صحيح فيمكن تحفيز االبتكار‬
‫لدى األفراد بعدة طرق ووسائل‪ ،‬فالصدمات و إحداث الفوض ى و إتالف أدوات الغير و أداء املهام‬
‫بأسلوب خاطئ عمدا و املراوغة في العمل تبدوا أنماطا سلوكية خطيرة ‪ ،‬ومع ذلك يمكن أن تكون‬
‫أنشطة مفيدة لالبتكار‪.‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪106‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫‪ -‬في الحاالت النادرة التي يقدم فيها العاملون الجدد إسهامات ابتكارية كبرى إنما يعود ذلك إلى‬
‫العمل مع الذين يملكون الخبرة في مجال عملهم‪ ،‬الن االبتكار هو الطلب األساس ي للوصول إلى‬
‫اإلبداع التكنولوجي‪ ،‬ألنه يوفر حال للمشكلة‪ ،‬و يشمل اإلبداع التكنولوجي وسائل تطبيق حل‬
‫املشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تحرص املؤسسة على تحقيق أهدافها من خالل الحرص على تدوير استفساراتها حول‬
‫طرق استخدام الفكرة وليس من خالل سرد مبررات فشل تلك الفكرة‪ .‬مما سبق‪ ،‬نخلص إلى انه‬
‫قد ثبتت صحة الفرضية الثالثة‪ ،‬وهي ‪ :‬يمكن أن يؤدي االهتمام باالبتكار واألفكار الجديدة التي‬
‫يقترحها الباحثين ‪ ،‬وفرق العمل‪ ،‬إلى اإلبداع التكنولوجي‪.‬‬
‫د‪ .‬نتائج اختبار الفرضية الرابعة‬
‫جاءت اإلجابة على الفرضية الرابعة‪ ،‬حيث توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اختيار مشاريع البحث والتطوير عنصر أساس ي لنجاح برامج البحث والتطوير‪ ،‬وتتوقف هذه‬
‫الدقة على إشراك جميع مسؤولي و موظفي البحث والتطوير وبالنظر إلى البحث والتطوير كنظام‬
‫فرعي داخل املؤسسة يحتاج إلى التعاون والتنسيق مع األنظمة األخرى‪ ،‬وإلى تدقيق املعلومات من‬
‫الجهات املختلفة الداخلية والخارجية ذات العالقة بتصميم املنتج والعملية‪.‬‬
‫‪ -‬املمارسة الداخلية لنشاطات البحث والتطوير ليست الوسيلة الوحيدة إلحداث اإلبداع‪ ،‬بل‬
‫هناك ط رق وأساليب أخرى يمكن للمؤسسة اللجوء إليها‪ ،‬وتبقى املفاضلة قائمة على أساس الجهد‬
‫واملال والوقت واملجازفة‪ ،‬ولكنها ال تتم بمعزل عن متطلبات واحتياجات الوظيفة الداخلية للبحث‬
‫والتطوير للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬تعتبر عمليات البحث والتطوير السبيل األنجع الذي من خالله يمكن للمؤسسات الحصول على‬
‫األساليب التكنولوجية الحديثة في مجال اإلنتاج العصري‪ ،‬فالبد أن يتم بصورة مخطط لها‬
‫ومنظمة وفق مناهج متعارف عليها‪ ،‬وذلك من خالل تخصيص امليزانية لذلك؛‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪107‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫‪ -‬يتطلب البحث والتطوير مجهودات فكرية معتبرة إلعداد بحوث تفض ي في األخير إلى تجديدات‬
‫وابتكارات وعادة ما يتم تقسيم البحث والتطوير إلى بحوث أساسية وبحوث تطبيقية ودراسات‬
‫تجريبية‪ ،‬وتوفر املؤسسة على تكنولوجيا عصرية بفضل البحث والتطوير ‪،‬يمكنها من التحكم في‬
‫تكاليفها‪ ،‬وبالتالي دخولها األسواق بأسعار تنافسية‪.‬‬
‫ومنه تأكدت الفرضية الرابعة‪ ،‬التي جاء فيها ‪ :‬تحتل أنشطة البحث والتطوير مكانة هامة في‬
‫خلق قيمة للمؤسسة‪ ،‬واملتمثلة في مخرجاتها‪ ،‬أهمها اإلبداع التكنولوجي‪.‬‬
‫ه‪ .‬نتائج اختبار الفرضية الخامسة الخاصة بالدراسة التطبيقية‬
‫بعد الدراسة التطبيقية امليدانية التي قمنا بها‪ ،‬والتي خصت مجمع صيدال الذي ينشط في‬
‫قطاع الصناعة الصيدالنية‪ ،‬أمكن التوصل إلى استخالص النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أهم أهداف املجمع تمثل أساسا في تلبية طلبات السوق الوطني للمنتجات الصيدالنية ‪ ،‬ثم تطوير‬
‫املنتجات وفق معايير الجودة‪ ،‬ووفق استراتيجية عامة تعمل على زيادة الحصة السوقية في السوق‬
‫الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬يحتل مجمع صيدال مكانة رائدة وسط املؤسسات واملخابر الوطنية حيث يأخذ حصة األسد في‬
‫السوق من اإلنتاج املحلى‪ ،‬وهذا ما يفسره رقم األعمال املحقق خالل السنوات محل الدراسة‪،‬‬
‫ومعدل النمو املتزايد الذي يدل على االهتمام بالتطوير و التميز في اإلنتاج‪ ،‬وذلك باالستفادة أحيانا‬
‫من عقود الشراكة املبرمة مع املؤسسات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬يطبق مجمع صيدال معايير الجودة العاملية املتمثلة في االيزو ‪ 9001‬الذي حصل عليه املجمع‬
‫ويسعى للحصول على شهادات جودة عاملية أخرى مثل شهادة السير الجيد لإلنتاج‪ ،‬فمنتج صيدال‬
‫أصبح تنافسيا وكدليل على ذلك تطوير األنسولين " انسودال " في املجمع الذي برهن على كفاءته في‬
‫السوق الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد املجمع في تطوير األدوية الجنسية التي تعد أساس نشاطه‪ ،‬على مجموعة من الباحثين‬
‫يضمهم مركز البحث والتطوير للمجمع في هيكل إبداعي‪ ،‬و الذين يمتازون بكفاءة عالية وتكوين‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪108‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬
‫َ ّ‬
‫شديد التخصص في عدة ميادين خاصة تلك التي تتعلق بالصيدلة‪ ،‬وهي مشكلة في فرق عمل بحثية‬
‫مستقلة‪ ،‬تقوم بأبحاث تطبيقية الستخالص نتائج تساعد على تطوير الدواء الجنيس‪ ،‬ويتم قيادة‬
‫هذه الفرق بأسلوب إشراف يمتاز بالليونة واملرونة و املشاركة في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -‬تمثل اإلبداع التكنولوجي ملجمع صيدال في مخرجات البحث والتطوير التي تجسدت في الحصول‬
‫على عدة براءات اختراع‪ ،‬خاصة بتطوير أنواع جديدة من األدوية الجنسية‪ ،‬وكذلك في الحصول‬
‫على جائزة أحسن مخترع‪ ،‬ليثبت أن لديه مخرجات فعلية وأنه يقوم بالبحث العلمي حقيقة‬
‫باالعتماد على قدراته وإمكانياته الذاتية في مخابره ووحداته وهذا ما مكن املجمع اإلبداع‪.‬‬
‫وكنتيجة عامة بالنسبة للبحث والتطوير واإلبداع التكنولوجي في مجمع صيدال تم مالحظة‬
‫اهتمام كبير وإحساس ووعي باملوضوع لدى اإلطارات واملسؤولين للدور الذي يلعبه البحث واإلبداع‬
‫في تحقيق نتائج ايجابية للمؤسسة‪ ،‬وهو ما يؤكد صحة الفرضية الخامسة‪ ،‬حتى تحقق املؤسسة‬
‫ّ‬
‫التطور ونقصد من التطور حداثة األساليب اإلدارية والتسييرية في إدارة‬ ‫أهدافها ّ‬
‫البد وأن تواكب‬
‫ّ‬
‫والتقنيات والعمليات املستعملة في البحث‬ ‫ّ‬
‫واآلليات‬ ‫األعمال‪ ،‬وحداثة التكنولوجيا املستعملة‬
‫والتطوير‪ ،‬وهكذا ّ‬
‫فإن هذا أمر يدخل في نظام العمل بشكل طبيعي ونقصد منه أيضا ّ‬
‫تطور الفكر‬
‫وانفتاحه‪ ،‬وتكامل األساليب في إدارة فرق العمل البحثية خاصة واملوارد البشرية بصفة عامة‪،‬‬
‫وأيضا نمو األهداف الرئيسية وفق منهج بحثي علمي منظم‪ ،‬يعتمد على البحث الدقيق‪ ،‬واستنباط‬
‫الحلول من قلب التكنولوجيا وتطويرها في تساير وتناغم ومالئمة مع البيئة املحيطة باملؤسسة‪،‬‬
‫ومن خالل النتائج السابقة خلصنا إلى أنها تضمنت اإلجابة على اإلشكاليات التي تم طرحها وقد‬
‫ثبتت صحة الفرضيات التي تم تقديمها كإجابة أولية في بداية هذا البحث‪.‬‬
‫‪ -‬التوصيات واملقترحات‪:‬‬
‫بناء على النتائج املستخلصة من الدراسة السابقة يمكن تقديم بعض التوصيات التي‬
‫يمكن إدراجها على النحو التالي‪:‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪109‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫‪ -1‬رغم نجاح استراتيجية الشراكة املتبعة من طرف املجمع لتطوير أدوية جنسية‪ ،‬إال أن ذلك غير‬
‫كاف لسد النقص الذي يميز تشكيلة املنتجات‪ ،‬بسبب الحماية التي تفرضها براءات االختراع على‬
‫املنتجات الجديدة للمؤسسات العاملية الرائدة‪ ،‬وعليه يجب تفعيل دور مركز البحث والتطوير‬
‫وتوسعته‪ ،‬وإنشاء مخابر أخرى‪ ،‬تعمل على اختراع أدوية أصلية‪ ،‬من أجل تفادي التقليد والتبعية‬
‫للمخابر الخارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬التنسيق مع الجامعات الوطنية ووضع خارطة للكفاءات على مستوى املجمع‪ ،‬تخص اقتناص‬
‫الطلبة املتفوقين خريجي الجامعات‪ ،‬والكليات‪ ،‬واملعاهد التقنية املختصة في العلوم الدقيقة‪،‬‬
‫والهندسة‪ ،‬والطب والبيولوجيا‪ ،‬وتنشيط دورات وملتقيات لجمع االقتراحات منهم‪ ،‬واالستفادة من‬
‫أفكارهم‪ ،‬التي قد تؤدي إلى تحقيق قفزات في البحث واإلبداع‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع أنظمة خاصة باملحاكاة التكنولوجية في كل املشاريع‪ ،‬وتخصيص جانب من امليزانية لجلب‬
‫هذه التكنولوجيا والتكوين والتدرب عليها لتسهيل فهم املشاريع البحثية‪.‬‬
‫‪ -4‬استغالل أكثر للكفاءات املتوفرة لدى املجمع‪ ،‬من خالل تفعيل دور الباحثين واإلطارات املكلفة‬
‫بالبحث العلمي في اتخاذ القرارات‪ ،‬ثم تمكينهم من تقديم الدعم للمسيرين في ما يخص إدارة املخابر‬
‫‪ ،‬دون إعاقة أو إهمال ملهامهم الرئيسية املتمثلة في البحث التطبيقي‪.‬‬
‫‪ -5‬إنشاء وحدة خاصة بالدعم والتعاون مع ف رق املشروع اإلبداعي‪ ،‬مع إمكانية منحها صالحيات‬
‫أكثر في تقييم آداء املوظفين في كل وحدات املجمع ومصالحه‪.‬‬
‫‪ -6‬فيما يخص الهيكل التنظيمي للمجمع فهو مالئم لهذا النوع من املؤسسات‪ ،‬ونقترح على مدراء و‬
‫مسؤولي الوحدات‪ ،‬أن يحافظوا على العفوية و التأطير املحكم‪ ،‬الن ّ‬
‫سر اإلدارة الجيدة لإلبداع‬
‫يكمن في تحقيق هذه الثنائية‪.‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪110‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬
‫إدارة اإلبداع و االبتكار ودور البحث والتطوير في المؤسسة االقتصادية‬
‫( دراسة حالة مجمع صيدال )‬
‫د‪ .‬ف ارسي إبراهيم الخليل (جامعة تونس )‪ ،‬أ‪ .‬كريم بوعيسى ( جامعة األغواط )‬

‫‪ -‬قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬


‫‪ -1‬السكارنة‪ ،‬بالل خلف‪ .) 2009 ( .‬التطوير التنظيمي واإلداري‪ .‬دار املسيرة للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫عمان‪ .‬األردن‪.‬‬
‫‪ -2‬الغالي‪ ،‬طاهر محسن‪ .‬صالح‪ ،‬أحمد على‪ .) 2010 ( .‬التطوير التنظيمي " مدخل تحليلي "‪ .‬دار‬
‫وائل للنشر والتوزيع‪ .‬عمان‪ .‬األردن‪.‬‬
‫‪ -3‬مهدي‪ ،‬سلوى‪ .) 2003 ( .‬تأثير البحث والتطوير في اإلبداع التقني" دراسة ميدانية آلراء مدراء‬
‫في قطاع الصناعة "‪ .‬أهمية الشفافية ونجاعة األداء لالندماج في االقتصاد الدولي‪ ،‬امللتقى الدولي‬
‫األول‪.‬‬
‫‪4-Francis KERN & Julien PENIN. ( 2009 ). UE Découverte :Principes et faits‬‬
‫‪économiques contemporains.Cours magistral. université de Strasbourg. France.‬‬
‫‪5-Richard ,Luecke. ( 2003 ). Harvard business essentials: managing creativity and‬‬
‫‪innovation. Harvard Business School Press. Harvard Business Essentials Staf. Ralph‬‬
‫‪Katz edition illustrated.‬‬
‫‪6- Simpson W.R.Sproule, D .Hum. ( 1993 ). Specification of on the job training‬‬
‫‪incidence. the journal of human resources Canada .‬‬
‫‪7- Jean longatte, jacques Muller. ( 2004 ). économie d’entreprise. Dunod. Paris.‬‬
‫‪8- http://www.santetropicale.com/santemag/algerie/abid1108.htm consulté le‬‬
‫‪25.05.2009.‬‬

‫مجلة التمكين االجتماعي‬ ‫المجلد األول‬


‫العدد الثاني‬
‫‪111‬‬ ‫مجلة فصلية دولية أكاديمية محكمة‬
‫جوان ‪2019‬‬
‫تصدر عن مخبر التمكين االجتماعي والتنمية المستدامة في البيئة الصحراوية ( جامعة األغواط )‬

You might also like