You are on page 1of 8

‫محاضـــرة السابعة‬

‫جماعة الرفاق (عامل وقاية وخطر)‬


‫الهدف من المحاضرة‪:‬‬
‫تعريف الطالب بجماعة الرفاق ودورها في حياة الفرد وكيف تكون جماعة الرفاق‬
‫عامل وقاية وكيف تكون عامل خطر‪ ،‬توضح مفهوم الوقاية‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الوقاية (‪:)Prévention‬‬
‫يشير التعريف القاموسي إلى أن الوقاية تعني "منع وقوع حدث غير مرغوب فيه أو‬
‫الحيلولة دون حدوثه"‪( .‬رشاد أحمد عبد اللطيف‪)80 :9111 ،‬‬
‫و تعرف مشروعات أو برامج الوقاية بأنها أي تدابير نتخذها أو نخطط لها‪ ،‬تحسبا‬
‫لمشكلة لم تقع بعد‪ ،‬أو تحسبا لتعقيدات تطرأ على ظروف قائمة فعلا‪ ،‬ويكون الهدف مه هذ‬
‫التدابير هو اإلعاقة الكاملة‪ ،‬أو اإلعاقة الجزئية لحدوث المشكلة‪ ،‬أو التعقيدات أو كليهما‪.‬‬
‫(وفيق صفوت مختار‪)929 :5882 ،‬‬
‫وأهم ما في هذا التعريف أنه يشير صراحة إلى أن الوقاية قد تكون كاملة وقد تكون‬
‫جزئية‪ ،‬ومه ثم فهو يتفق مع التفرقة التي تتبناها منظمة الصحة العالمية بيه الوقاية مه‬
‫الدرجة األولى‪ ،‬والوقاية مه الدرجة الثانية‪ ،‬والوقاية مه الدرجة الثالثة‪.‬‬
‫يعرفها "مارتن بلوم" (‪ )Martin Bloom‬مجموعة اإلجراءات التي تتخذ لوقاية‬
‫األفراد أو المواطنيه بالمجتمع مه النواحي الجسمية والنفسية واالجتماعية والثقافية التي‬
‫تهددهم‪ ،‬كما هو الحال في مشكلة تعاطي المخدرات‪ ،‬وتستهدف تقوية وتعزيز القوى الحالية‬
‫لديهم والقوى الكامنة وتحسيه مستويات الصحة وتحقيق األهداف المرغوبة للمجتمع‪( .‬رشاد‬
‫أحمد عبد اللطيف‪)1 :9111 ،‬‬
‫إن اإلجراءات الوقائية النوعية تتطلب التدخل والتكامل بيه مختلف التخصصات‬
‫والمهه للعمل على التأثير على األنساق الضاغطة والبناءات المؤثرة على مه يعانون مه‬
‫المشكلت لوقايتهم منها‪.‬‬
‫وقد عرفت منظمة الصحة العالمية (‪ )W.H.O‬الوقاية بأنها إجراء مخطط له يتخذ مه‬
‫موقف التوقع لمشكلة ما‪ ،...‬أو مضاعفات متعلقة بظروف واقع بالفعل ويكون الهدف هو‬
‫الحيلولة بشكل كامل وجزئي دون حدوث المشكلة أو المضاعفات أو كليهما معاا‪( .‬رشاد أحمد‬
‫عبد اللطيف‪)80 :9111 ،‬‬
‫وتشير الوقاية إلى أي فعل مخطط‪ ،‬نقوم به تحسبا لظهور مشكلة معينة‪ ،‬أو مضاعفات‬
‫لمشكلة كانت قائمة أصل‪ ،‬وذلك بغرض اإلعاقة الجزئية أو الكاملة للمشكلة ولمضاعفتها أو‬
‫للمشكلة والمضاعفات معاا‪( .‬صالح به الرميح الرميح‪)80 :5882 ،‬‬
‫وفي إطار ما سبق يتبيه لنا بأن الوقاية هي منع وقوع حدث غير مرغوب فيه أو‬
‫الحيلولة دون حدوثه‪ ،‬محاولة التغلب على كل الظروف السيئة المحيطة باألفراد والتي تؤدي‬
‫بهم إلى إتباع سلوكات منحرفة وشاذة قد تقودهم للجريمة مثل إدمان المخدرات‪.‬‬
‫أ‪ -‬معنى الوقاية في القرآن الكريم‪:‬‬
‫ذكر القرآن الكريم فعل "وقى" ومشتقاته حوالي (‪ )852‬مرة‪ ،‬وورد لفظ الوقاية‬
‫بمشتقاتها في القرآن الكريم في تسعة عشرة موضعا منها‪( :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪:9100 ،‬‬
‫‪)069‬‬
‫س ُك ْم َوأ َ ْه ِلي ُك ْم ن ا‬
‫َارا »‪ .‬سورة التحريم اآلية‪)86( :‬‬ ‫‪ )9‬قوله تعالى « يَا أَيُّ َها الَّذِيهَ آ َمنُوا قُوا أَنفُ َ‬
‫ش َّح نَ ْف ِس ِه فَأ ُ ْولَئِ َك ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ »‪ .‬سورة الحشر اآلية‪)81( :‬‬
‫‪ )5‬قوله تعالى « َو َمه يُوقَ ُ‬
‫سورة التغابه اآلية‪)96( :‬‬
‫ت َي ْو َمئِ ٍذ فَقَ ْد َر ِح ْمتَهُ »‪ .‬سورة غافر اآلية‪:‬‬
‫سيِئَا ِ‬ ‫ت َو َمه ت َ ِ‬
‫ق ال َّ‬ ‫سيِئَا ِ‬
‫‪ )3‬قوله تعالى« َو ِق ِه ُم ال َّ‬
‫(‪)81‬‬
‫اب النَّ ِ‬
‫ار»‪ .‬سورة البقرة‬ ‫سنَةا َو ِقنَا َ‬
‫عذ َ َ‬ ‫سنَةا َوفِي ِ‬
‫اآلخ َرةِ َح َ‬ ‫‪ )2‬قوله تعالى « َربَّنَا آ ِتنَا فِي الدُّ ْنيَا َح َ‬
‫اآلية‪)589( :‬‬
‫س ُك ْم »‪ .‬سورة النحل اآلية‪:‬‬ ‫س َرابِي َل ت َ ِقي ُكم بَأ ْ َ‬
‫س َرابِي َل ت َ ِقي ُك ُم ْال َح َّر َو َ‬
‫‪ )2‬قوله تعالى« َو َج َع َل َل ُك ْم َ‬
‫(‪)09‬‬
‫ق »‪ .‬سورة الرعد اآلية‪)30( :‬‬ ‫‪ )6‬قوله تعالى« َما لَ َك ِمهَ الل ِه ِمه َو ِلي ٍ َوالَ َوا ٍ‬
‫ورا»‪ .‬سورة اإلنسان‬ ‫س ُر ا‬ ‫‪ )0‬قوله تعالى« َف َوقَا ُه ُم اللَّهُ ش ََّر ذَ ِل َك ْال َي ْو ِم َولَقَّا ُه ْم نَض َْرة ا َو ُ‬
‫اآلية‪)99(:‬‬
‫سو ُء ْالعَذَا ِ‬
‫ب»‪ .‬سورة غافر‬ ‫ع ْونَ ُ‬ ‫ت َما َم َك ُروا َو َحاقَ بِآ ِل فِ ْر َ‬ ‫‪ )0‬قوله تعالى « فَ َوقَا ُ اللَّهُ َ‬
‫سيِئَا ِ‬
‫اآلية‪)22( :‬‬
‫كما تحدث القرآن الكريم عه الوقاية بالمعنى الواسع في العديد مه اآليات منها‪:‬‬
‫ففي الوقاية من الشرك‪:‬‬
‫ور »‪ .‬سورة الحج اآلية‪:‬‬ ‫اجتَ ِنبُوا قَ ْو َل ُّ‬
‫الز ِ‬ ‫س ِمهَ ْاأل َ ْوث َ ِ‬
‫ان َو ْ‬ ‫الر ْج َ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى « فَ ْ‬
‫اجت َ ِنبُوا ِ‬
‫(‪)38‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى « الَّ ت َ ْج َعل َم َع الل ِه إِلَـ اها آخ ََر فَت َ ْقعُدَ َم ْذ ُمو اما َّم ْخذُوالا»‪ .‬سورة اإلسراء اآلية‪:‬‬
‫(‪)55‬‬
‫يه »‪ .‬سورة الذاريات‬ ‫‪ -‬قوله تعالى « َو َال ت َ ْج َعلُوا َم َع اللَّ ِه ِإلَ اها آخ ََر ِإ ِني لَ ُكم ِم ْنهُ نَذ ٌ‬
‫ِير ُّم ِب ٌ‬
‫اآلية‪)29( :‬‬
‫وفي الوقاية من خطر العدو‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى « َيا أَيُّ َها الَّذِيهَ آ َمنُواْ ُخذُواْ ِح ْذ َر ُك ْم »‪ .‬سورة النساء اآلية‪)09( :‬‬
‫ض َما أَنزَ َل اللهُ ِإلَي َْك »‪ .‬سورة المائدة اآلية‪:‬‬
‫عه َب ْع ِ‬ ‫احذَ ْر ُه ْم أَن يَ ْف ِتنُ َ‬
‫وك َ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى « َو ْ‬
‫(‪)21‬‬
‫وفي الوقاية من الخالف والتفرق‪:‬‬
‫ص ُمواْ ِب َح ْب ِل الل ِه َج ِميعاا َوالَ ت َ َف َّرقُواْ »‪ .‬سورة آل عمران اآلية‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى« َوا ْعت َ ِ‬
‫(‪)983‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى« َوالَ ت َ ُكونُواْ َكالَّذِيهَ تَفَ َّرقُواْ َو ْ‬
‫اختَلَفُواْ »‪ .‬سورة آل عمران اآلية‪)982( :‬‬
‫وفي الوقاية من قول الزور (والتزوير عموما)‪:‬‬
‫ور »‪ .‬سورة الحج اآلية‪)38( :‬‬ ‫اجتَنِبُوا َق ْو َل ُّ‬
‫الز ِ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى« َو ْ‬
‫وفي الوقاية من الظن‪:‬‬
‫الظ ِه ِإثْ ٌم »‪ .‬سورة‬
‫ض َّ‬ ‫يرا ِمهَ َّ‬
‫الظ ِه ِإ َّن َب ْع َ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى « َيا أَيُّ َها الَّذِيهَ آ َمنُوا ْ‬
‫اجت َ ِنبُوا َكثِ ا‬
‫الحجرات اآلية‪)95( :‬‬
‫وفي الوقاية من الخمر والميسر واألوثان‪:‬‬
‫اب َواأل َ ْزالَ ُم ِر ْج ٌ‬
‫س ِم ْه‬ ‫ص ُ‬‫‪ -‬قوله تعالى « يَا أَيُّ َها الَّذِيهَ آ َمنُواْ ِإنَّ َما ْالخ َْم ُر َو ْال َم ْيس ُِر َواألَن َ‬
‫اجتَ ِنبُو ُ َل َعلَّ ُك ْم ت ُ ْف ِل ُحونَ »‪ .‬سورة المائدة اآلية‪)18( :‬‬ ‫ان َف ْ‬ ‫ش ْي َ‬
‫ط ِ‬ ‫ع َم ِل ال َّ‬
‫َ‬
‫وفي الوقاية من اآلفات الجنسية‪:‬‬
‫س ِبيلا »‪ .‬سورة اإلسراء اآلية‪:‬‬ ‫شةا َو َ‬
‫ساء َ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى« َوالَ ت َ ْق َربُواْ ِ‬
‫الزنَى ِإنَّهُ َكانَ فَ ِ‬
‫اح َ‬
‫(‪)35‬‬
‫وفي الوقاية من الربا‪:‬‬
‫الربَا إِن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِيهَ »‪.‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى« يَا أَيُّ َها الَّذِيهَ آ َمنُواْ اتَّقُواْ اللهَ َوذَ ُرواْ َما بَ ِق َ‬
‫ي ِمهَ ِ‬
‫سورة البقرة اآلية‪)500( :‬‬
‫ب‪ -‬جماعة الرفاق‪:‬‬
‫الرفقة هي عطف متبادل بيه شخصيه حيث يريد كل منهما الخير لآلخر‪ ،‬مع العلم‬
‫بتلك المشاعر المتبادلة فيما بينهما‪ ،‬والرفيق هو مه يعيش معك‪ ،‬والذي يتحد وإياك في عدة‬
‫أشياء‪ ،‬والذي تسر مسراتك وتحزنه أحزانك‪ ،‬وبذلك تقوم الرفقة على المعاشرة والتشابه‬
‫والمشاركة الوجدانية‪ ،‬والوقوف معك في السراء والضراء‪ ،‬وإبعادك عه المهلكات‪.‬‬
‫وهنا يعقد "أرسطو" مقارنة بيه الصداقة والعدل‪ ،‬فهو يقول متى أحب الناس بعضهم‬
‫البعض لم تعد هناك حاجة للعدل‪ ،‬غير أنهم مهما عدلوا فإنهم ال غنى لهم عه الصداقة وأن‬
‫أعد ل ما وجد في الدنيا بل جدال هو العدل الذي يستمد مه العطف والمحبة‪( .‬أسامة سعد أبو‬
‫السريع‪)92 :9113 ،‬‬
‫ويقول الخطابي في شرح سنه أبي داود‪ :‬وفي الحديث إرشاد إلى الرغبة في صحبة‬
‫الصالحيه والعلماء ومجالستهم فإنها تنفع في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وإلى اجتناب صحبة األشرار‬
‫والفساق فإنها تضر دينا ا ودنيا‪.‬‬

‫‪ ‬لماذا الرفقة‪:‬‬
‫‪ -‬الرفقة احتياج طبيعي داخل اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬إن اإلنسان تحركه مجموعة مه االحتياجات األساسية‪ ،‬إحدى هذ االحتياجات الرفقة‬
‫مه خلل تبادل المحبة بيه األصدقاء وبالتالي الشعور باالنتماء تعتبر هذ األخيرة‬
‫حاجة مه الحاجات الضرورية في حياة اإلنسان كما هو موضح في الشكل التالي‪:‬‬

‫تحقيق الذات‬
‫الحاجة لتقدير الذات‬
‫الحاجة إلى الحب واالنتماء‬
‫الحاجة إلى األمن‬
‫احتياجات أساسية (األكل‪ ،‬الشرب‪ ،‬الهواء‪ ،‬النوم‪ ،‬الجنس)‬
‫شكل (‪ )11‬يوضح هرم الحاجات عند اإلنسان‬
‫‪ -‬فاإلنسان ال يستطيع العيش لوحد فهو لديه القدرة على إقامة علقات اجتماعية متعددة‬
‫منها ما يسمى الصداقة الحميمة‪.‬‬
‫جدول يوضح تصنيف العالقات االجتماعية ألودين‪( :‬أسامة سعد أبو السريع‪)9113 ،‬‬

‫عدم االشتراك‬ ‫االشتراك‬


‫الرفقاء االجتماعيون‬ ‫الرفقاء المقربون‬
‫‪ -‬درجة مابيه الضئيلة إلى المرتفعة مه‬ ‫‪ -‬درجة مرتفعة مه الحب المتبادل‪.‬‬
‫الحب‪.‬‬ ‫‪ -‬إدراك الخصائص الشخصية المميزة‬
‫‪ -‬االستمتاع بالنشاطات االجتماعية معا‪.‬‬ ‫لكل طرف‬
‫‪ -‬تبادل المعلومات واألسرار الشخصية‪ - .‬ربما يتم تبادل المعلومات واألسرار‬

‫الرفاق‬
‫الشخصية‪.‬‬ ‫‪ -‬المشاركة في المشكلت والنشاطات‬
‫‪ -‬ربما تتم المشاركة أحيانا في المشكلت‬ ‫وتبادل المساعدة‪.‬‬
‫والنشاطات‪ ،‬وقد يتم تبادل المساعدة‪.‬‬ ‫‪ -‬احتمال المساهمة في األهداف‬
‫‪ -‬قد يسهمون في األهداف والمشروعات‬ ‫والمشروعات المشتركة‪.‬‬
‫المتبادلة في بعض األحيان‬
‫المعارف‬ ‫المشاركون في النشاطات‬
‫ال يوجد (أو درجة ما بيه الضئيلة إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬درجة ما بيه الضئيلة إلى المرتفعة‬
‫المرتفعة مه التجاذب)‪.‬‬ ‫مه الحب والتجاذب‬
‫ال يوجد (أو درجة ما بيه الضئيلة إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬المشاركة في النشاطات والمواد‪ ،‬مع‬
‫المرتفعة مه) المودة والخصوصية‪.‬‬ ‫تقديم المساعدة والمعلومات المتعلقة‬
‫يتم التعارف عادة في سياق معيه مثل‬ ‫‪-‬‬ ‫بالمهمة المشتركة‪.‬‬ ‫غير الرفقاء‬
‫المدرسة‪ ،‬أو التجاور السكني)‪.‬‬ ‫‪ -‬إدراك الخصائص الشخصية المميزة‬
‫عدم االنتبا (أو درجة ما بيه الضئيلة‬ ‫‪-‬‬ ‫المرتبطة بمهارات المهمة المطلوبة‪.‬‬
‫إلى المرتفعة) للخصائص الشخصية‬ ‫‪ -‬يتم تبادل المعلومات الشخصية‬
‫المنفردة‪.‬‬ ‫(ولكه بتكرارات منخفضة)‪ ،‬وقد‬
‫عدم (أو درجة ما بيه الضئيلة إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫تكون أو ال تكون حميمة‪.‬‬
‫المرتفعة مه االعتماد المتبادل فيما‬ ‫‪ -‬المساهمة في النشاطات واألهداف‬
‫يتصل بالمشكلت والمشروعات)‪.‬‬ ‫والمشروعات المتبادلة‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص جماعة الرفاق الجيدة‪:‬‬


‫‪ -‬المناقشة والحوار‪ ،‬فاألصدقاء يناقشون كل أمور حياتهم مما يعود عليهم بالفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد المتبادل ففي الصداقة يكون كل طرف قادرا على استثارة انشغاالت قوية‬
‫لدى الطرف اآلخر وهذا ما يجعل االعتماد المتبادل مصدرا لكثير مه المشاعر‬
‫اإليجابية السارة غالبا وغير السارة أحيانا‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق المنفعة المتبادلة وتعتمد هذ الخاصة على التي قبلها‪.‬‬
‫‪ -‬الديمومة واالستقرار وعمق الروابط التي تجمع األصدقاء‪ ،‬ألنه هناك صداقات ولدت‬
‫مع الطفولة والمراهقة واستمرت مدى الحياة‪( .‬عيسى الشماس‪)5895 ،‬‬
‫‪ -‬االئتمان على األسرار‪ ،‬فالصديق يفضي بدخيلة نفسه ومشاعر إلى صديقه‪ ،‬ويتوقع‬
‫منه المحافظة على هذ األسرار‪.‬‬
‫‪ -‬الفهم فاألصدقاء يعرفون دوافع سلوك أصدقائهم ويدركون ما هو هام بالنسبة‬
‫ألصدقائهم ويتوقع الصديق سلوك صديقه‪.‬‬
‫‪ -‬التلقائية فالرفيق يتصرف بشكل طبيعي وال يحتاج أن يلعب دورا معينا‪( .‬عدلي‬
‫السمري وآخرون‪)915 :5898 ،‬‬
‫يل*‬ ‫س ِب ا‬ ‫سو ِل َ‬ ‫علَى َيدَ ْي ِه َيقُو ُل َيا لَ ْيتَنِي ات َّ َخ ْذتُ َم َع َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ض َّ‬
‫الظا ِل ُم َ‬ ‫قوله تعالى‪َ « :‬و َي ْو َم َي َع ُّ‬
‫ط ُ‬
‫ان‬ ‫ش ْي َ‬‫الذ ْك ِر َب ْعدَ إِ ْذ َجاء ِني َو َكانَ ال َّ‬ ‫ع ِه ِ‬ ‫ضلَّنِي َ‬ ‫يل* لَقَ ْد أ َ َ‬‫يَا َو ْيلَتَى لَ ْيت َ ِني لَ ْم أَت َّ ِخ ْذ فُ َلناا َخ ِل ا‬
‫وال »‪ .‬سورة الفرقان اآلية‪)51( :‬‬ ‫ان َخذ ُ ا‬ ‫س ِ‬ ‫ْلن َ‬ ‫ِل ْ ِ‬
‫‪ ‬الوحدة خير مه جليس السوء مه األفضل أن يجلس اإلنسان وحد خير له مه أن يجالس‬
‫رفقاء قد يدفعونه للتدخيه أو تعاطي بعض المواد المخدرة مثل‪.‬‬
‫‪ ‬وقد قال صلى الله عليه وسلم‪{ :‬الرجل على ديه خليله فلينظر أحدكم مه يخالل}‪ .‬روا‬
‫أحمد وأبو داود والترمذي‪ .‬فصحبة رفقاء السوء سم زعاف قاتل‪ ،‬وليس على اإلنسان ذنب‬
‫في ترك رفقة السوء بل يؤجر على ذلك إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫‪ ‬عه أبي موسى األشعري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪{ :‬مثل الجليس الصالح‬
‫والسوء‪ ،‬كحامل المسك ونافخ الكير}‪.‬‬
‫حامل المسك‪ :‬أمان تبتاع منه‪ ،‬أو تجد منه ريحا طيبا‪.‬‬
‫نافخ الكير‪ :‬إما يحرق ثيابك‪ ،‬أو تجد منه ريحا خبيثة‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪{ :‬ال تصاحب إال مؤمنا‪ ،‬وال يأكل طعامك إال تقي}‪.‬‬
‫ويوجد في حياتنا مه نسميهم أصدقاء يأخذون وال يعطون‪ ،‬يتحدثون وال يصغون‪،‬‬
‫يُقعونك في المشاكل ويهربون‪ ،‬يغيرون حياتك نحو األسوأ‪ ،‬ماذا نسمي هؤالء ؟ نسميهم‬
‫رفقاء السوء فحاول أن ال تقترب منهم ويجب أن يكون ردك حاسما في رفض رغباتهم التي‬
‫تجلب لك المشاكل‪.‬‬
‫فرفيق السوء هو الشخص الذي ال يريد الخير لصديقه‪ ،‬وال يرشد إلى فعل الخيرات‪،‬‬
‫وإنما يرشد إلى فعل المعاصي‪ ،‬أو هو الشخص الذي يدعي الصداقة ألغراض ليست لها‬
‫علقة بمعنى مفهوم الصداقة‪.‬‬

‫‪ ‬صفات رفقاء السوء‪:‬‬


‫‪ -‬المصلحة التي تغلب على كل صفاته‪.‬‬
‫‪ -‬يتم مصالحه على حساب صديقه‪.‬‬
‫‪ -‬ال يهمه الضرر الذي يتعرض له الصديق ‪ -‬الضرر المادي والمعنوي‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدم طرقا ناعمة لقضاء حاجاته‪.‬‬
‫‪ -‬مه صفاته أيضا صفة الخيانة وعدم الوالء للصديق‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام مبدأ الثقة فهو ال يثق في أي شخص‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االحتفاظ باألسرار‪.‬‬
‫‪ -‬زرع أفكار وعادات سيئة مثل اإلدمان على المخدرات والمواد الممنوعة والنشاطات‬
‫المحظورة‪.‬‬
‫‪ ‬كيفية التعامل مع صديق السوء‪:‬‬
‫مه الضروري أن يتعلم الفرد الطريقة الصحيحة التي يجب عليه أن يتعامل بها مع‬
‫أصدقاء السوء‪ ،‬خاصة وأنهم كثيرون في الوقت الحالي‪ ،‬ولكي نتعرف على صديق السوء‬
‫يجب أن أتبع ما يلي‪:‬‬
‫إن أفضل وسيلة هي التمسك بما أمرنا به الله سبحانه مه مكارم األخلق واإليمان‬ ‫‪-‬‬
‫وعدم ترك الصلة والعبادات‪.‬‬
‫يجب التعرف على رفيق السوء و تجنبه ليس بمخالطته بل بمراقبة سلوكاته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معظم رفقاء السوء لديهم سوابق اجتماعية وهذ الصفة تجعلنا نفرق بيه األقران‬ ‫‪-‬‬
‫األخيار واألشرار‪.‬‬
‫يجب أن تكون حازما في ردك على طلباتهم وال تهتم لما يقولونه عنك *أنت جبان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنت خائف‪ *...‬هذ هي عباراتهم التي أوقعوا بها الكثير مثلك‪.‬‬
‫إن االنخداع في أحد الرفقاء ال يعني أن يفقد الشخص ثقته بنفسه‪ ،‬وإنما تكون عامل‬ ‫‪-‬‬
‫لزيادة الثقة بالنفس‪ ،‬أو بمثابة المواقف التي يكتسب منها اإلنسان خبراته الحياتية‪.‬‬
‫وبهذا فالصداقة تمدنا بتجربة اجتماعية نتعلم منها كيف نشارك غيرنا ونتعاون معهم‪،‬‬
‫وكيف نتحمل المسؤولية في إقامة العلقات مع اآلخريه وكيف نتصرف بما تمليه علينا قيمنا‬
‫األخلقية‪ ،‬وليس بدافع المصلحة الشخصية‪ ،‬كما تمدنا بالقدرة اللزمة على أن تكون أحكامنا‬
‫وتوقعاتنا مه أنفسنا ومه غيرنا ضمه الواقع والحدود المعقولة‪ ،‬دون جنوح في الخيال‬
‫الواسع أو االستهانة بهذ التوقعات واالستخفاف بها‪( .‬محمد عبد الرحيم عدس‪:5888 ،‬‬
‫‪)528‬‬

You might also like