Professional Documents
Culture Documents
تطور القراءة من الكتاب الورقي إلى الكتاب الرقمي
تطور القراءة من الكتاب الورقي إلى الكتاب الرقمي
في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله االلكتروني ،وانتشر انتشارا واسعا بين
القراء والكتاب وخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية .فصار باإلمكان قراءة
محتويات الكتاب على جهاز الحاسوب ،أو األجهزة الكفية ،أو باستخدام أجهزة مخصصة لذلك ،مثل “أي فون” و”اندرو
يد” وأجهزة “ماك” .الشك أن لكال النوعين من الكتب سواء الكتاب الرقمي أو الورقي فائدته ودوره ومميزاته .إذ أنه وبعد
.قرون من سيطرته على مصادر المعرفة بات الكتاب المطبوع يواجه منافسة الكتاب االلكتروني المزود بتقنيات كثيرة
حيث تنامت ظاهرة التدوين بشكل مكثف في السنوات األخيرة بالموازاة مع التطورات التي طالت مجال التكنولوجيا
الحديثة عموما وحقل “االنترنيت” على وجه الخصوص ،وأضحت هذه المنابر تتطور بصورة متسارعة دخلت خاللها
.عالم المنافسة إلى جانب مختلف القنوات الفكرية والثقافية واإلعالمية
في ظل عصر العولمة بتنا نشهد إقباال متزايدا من الكتاب على ما يعرف بالثقافة االلكترونية ومن المالحظ أن عددا منهم
تحول إلى النشر االلكتروني ،حيث قام بعضهم بتأسيس صحف ومجاالت االلكترونية ،بينما وجد آخرون في الكتاب
االلكتروني وسيلة جديدة لهم لنشر ما ال يمكنهم نشره في الكتاب الورقي .إن انتشار النشر االلكتروني اعتبره بعض الكتاب
بأنه تهديد للنشر الورقي وبين مؤيد لهذا المنافس الجديد ومعارض له أثير جدل كبير في األوساط األدبية والفكرية كل لديه
وجهة نظره التي يحاول الترويج لها ،فغالبا ما يكون كتاب الورقيين ،السيما الجيل القديم من الكتاب وأصحاب دور النشر
من أشد المعارضين للنشر الرقمي .فيما الكتاب الرقميين ،خصوصا الجيل الجديد الذين يجدون سهولة في التعامل مع
التقنيات الحديثة من المدافعين عن الكتاب الرقمي.إذ أصبح النشر االلكتروني أداة فعالة وناجعة في نقل وإيصال المعلومات
العلمية شكال ومضمونا،ومن جهة أخرى كشفت أحدث اإلحصائيات المتخصصة في صناعة النشر ،أن القراء الذين قاموا
بشراء كتاب واحد على األقل خالل العام الماضي ،يمتلكون جهازا االلكترونيا قارئا أو يخططون لالمتالك واحد العام
المقبل .مما ينبئ حسب المراقبين ،بهيمنة الكتب االلكترونية على مبيعات صناعة النشر الورقي خالل األعوام المقبلة .مما
فتح األفاق لإليجاد بيئة تعليمية قادرة على تحقيق مقتضيات التميز والمالءمة مع متطلبات العصر الراهن ،ومستجداته عبر
الحرص على االستعمال المسترشد لكل الخدمات التفاعلية المتاحة على الشبكة الرقمية ،واعتماد المقاربات المنهجية
.الهادفة لمقاربة مختلف القضايا
من خالل ما سبقت اإلشارة إليه يتبادر إلى ذهننا تساؤل أساسي ،ماذا نعني بالقراءة الرقمية؟-
وماهو تأثيرها على مستقبل الكتاب؟ وهل هناك عالقة تنافس أم تكامل بين الكتاب الورقي والكتاب االلكتروني؟ وسنحاول
:اإلجابة على كل ذلك من خالل هذه الورقة في إطار المحورين التاليين
أوال :مميزات وعيوب الكتاب االلكتروني في مواجهة نظيره الورقي.ثانيا :مستقيل الكتاب بين المطالعة الكالسيكية
.وتطورات التقنية
Michaelحيث تقول موسوعة ويكيبيديا أن مشروع غوتنبرغ شكل لحظة البدء لصناعة الكتاب االلكتروني والذي قام به
في عام . 1970أما أولى النماذج للحاسوب المحمول “دايناوبوك” فقد وضعت شركة “بارك” في السبعينات كاقتراح Har
لتمكين القراءة االلكترونية ،لكن فكرة الكتاب االلكتروني بصيغته الحالية بدأت في أوائل التسعينات وأحد مبتكريها ” بوب
ستاين” الذي وضع مقارنة بين الكتاب الورقي والكتاب االلكتروني ،وأكد على تفوق مزايا القراءة على الشاشة ،وواجه
.اعتراضات جمة في حينها ،وفي اآلونة األخيرة كانت عمليات تخزين ونشر الوثائق الكترونيا تتطور بسرعة
ومن خالل هذه النقطة سنتوقف عند أهم سمات الكتاب االلكتروني (أ) ،باإلضافة لمناقشة كل ما يعيب هذا األخير في
.مواجهة نظيره الورقي (ب)
في مؤتمر عقدته اليونسكو عام 1964عرف الكتاب بأنه” مطبوع دوري يشتمل على 49صفحة على األقل ،بخالف
صفحات الغالف والعنوان” .وعلى أنه مجموعة من األوراق المخطوطة والمثبتة معا لتكون مجلدا أو عددا من المجلدات
بحيث تشكل وحدة ورقية” .كما قيل أن الكتاب في شكله التقليدي هو أي عمل مخطوط أو مطبوع ال يقل عدد صفحاته عن
خمسين صفحة ويتكون من مجلد واحد أو أكثر سواء أكان ترقيم صفحات المجلدات متصال أو غير متصل ،ويمكن أن
يتناول موضوعا واحدا أو عددا من الموضوعات المتجانسة والتي تجمعها خاصية واحدة أو أكثر ومن الممكن أن يصدر
في طبعات متعددة وليس لها صفة الدورية ]1[.أما الكتاب االلكتروني فهو كتاب يتم نشره بصورة الكترونية وتكون
صفحاته مطابقة لمواصفات صفحات الويب ويمكن الحصول عليه بتحميله من موقع الناشر على االنترنيت ،أو اقتنائه على
شكل أسطوانة من األسواق أو يرسل بالبريد االلكتروني من قبل الناشر]2[.
مثل كل ابتكار تقني جديد وظاهرة حضارية الفتة .نستطيع أن نشير الى مجموعة من المزايا التي يتمتع بها الكتاب الرقمي
منها :سهولة نقله وتحميله على أجهزة متنوعة ،وسهولة الوصول إلى محتوياته ،وقراءته باستخدام الحاسوب أو أجهزة
القراءة والهواتف المحمولة .باإلضافة لرخص ثمنه وتكاليف تخوينه و حمايته مقارنة مع الكتاب الورقي .وإمكانية ربطه
بالمراجع العلمية وترجمته إلى لغات مختلفة باللجوء إلى الترجمة الفورية التي توفرها برامج خاصة ،فضال عن إمكانية
تكبير الخط وحجم الكلمات وتغيير خط الكتاب ]3[.ووضع عالمات على الكتاب بمساعدة تقنيات وبرامج خاصة
.ومتطورة
كذلك ،الكتاب االلكتروني يمكن استنساخه في أعداد ال نهاية لها من الكتاب الواحد ،فالكميات ال تنفذ .كما يستطيع هذا
الكتاب عبور الحدود الجغرافية والسياسية ،وتخطي تعقيدات الرقابة التي غالبا ما أعاقت عبور الكتاب الورقي ]4[،فأنت ال
تحتاج إال لحظات لترسل كتابك إلى أقصى المسافات .وحين يحل الكتاب الرقمي محل الكتاب الورقي فهذا يعني التوقف
عن انتاج ماليين كثيرة من أطنان الورق .مما يعني التقليل من قطع األشجار ومن النفايات التي تخلفها استخدامات الورق،
.والمحافظة على البيئة ونظافتها
:أما أبرز االنتقادات التي توجه إلى الكتاب االلكتروني الموجهة من طرف مناصري الكتاب الورقي
ضياع حقوق المؤلفين ودور النشر نتيجة التوزيع غير الشرعي لنسخ الكتاب االلكتروني ،قراءة الكتاب الورقي أكثر راحة
و غير مرتبط بتوفر جهاز حاسوب أو االتصال مع االنترنيت .باإلضافة إلى أن الكتاب الورقي مرجع دائم ويمكن تخزينه
لسنوات طويلة .في حين أن وسائل التخزين االلكترونية قد تتعرض للتلف كما أن وسائل التخزين الحالية قد ال تتوافق مع
األجهزة المستقبلية ]6[.وعدم توفر الحواسب والقراءة االلكترونية لكل الناس والطبقات لالرتفاع أسعارها كذلك ليست كل
.الكتب كل الكتب متاحة في صورة االلكترونية
الزال الود مفقودا بين القراء والتقني على الرغم من تنوع أشكال معلومات الكتاب االلكتروني إال أن األلفة بين القراء
والكتب المطبوعة تشكل نصيب األسد ،كما أن النشر االلكتروني في حاجة إلى تقنية أكثر تقدما وراحة للقراء .غياب
الكتاب االلكتروني وأجهزة قراءته عن أهم بيئات استخدامه كالجامعات والمدارس والمكتبات وهذا يؤثر سلبا على سرعة
انتشاره .فكرة استخدام جهاز قارئ للكتاب االلكتروني في األماكن العامة بسبب غياب الوعي بأهمية وطرق استخدامه،
الحجم الكبير للكتاب يتطلب من المؤلف قضاء وقت أطول لإلدخال بياناته إلى النظام ،باإلضافة إلى قلة عدد العناوين من
الكتب المتاحة الكترونيا]7[.
من العيوب التي تلتصق بالكتب االلكترونية ان الكتب الورقية أكثر تحمال لألضرار ( السقوط مثال) ،من جهاز قارئ
الكتب االلكترونية الذي قد يفقد بعض البيانات .بالنسبة للخصوصية أن الكتب االلكترونية وبرمجياتها مراقبة استعمال
بيانات المستخدم .وعن الكتب المصورة مثل كتب األطفال ،أو التي تحتوي على أشكال تكون مطالعتها أفضل في الكتب
.المطبوعة
انشغل كثير من المثقفين في اآلونة األخيرة في المفاضلة بين الكتاب االلكتروني والكتاب الورقي ،ومدى تأثير انتشار
الحاسوب على اقبال الناس على الكتاب؟ وتبني بعض المثقفين نظرية أفول عصر الكتاب لصالح الكتاب ،إذ يستطيع
القارئ تخزين آالف الكتب في جهاز حاسوب صغير ،بينما يتبنى فريق آخر نظرية عدم االستغناء عن الكتاب الورقي وانه
ستبقى له مكانته لدى القراء وأن كثيرا من الناس يرون في الشكل الورقي تجسيدا لمضمونه ]8[.وأن منهم من يجد متعة
.في أخذ الكتاب بين يديه وتقليب صفحاته وطي بعضها ووضع مالحظاته عليها ووضع عالمات هنا وهناك
يحظى الكتاب االلكتروني برواج كبير عبر استخدامه وتزايد الطلب عليه ،وتصفحه في األجهزة اللوحية .كما ظهرت
مواقع الكترونية متاحة للجميع من خالل شبكة االنترنيت والنجاح المتزايد لهذه الكتب ينعكس كجدال قائم بين القراء
وأصحاب دور النشر حول تأثيرها على الكتاب التقليدي ،ومن سيلغي اآلخر في هذه العالقة الجدلية وبين تكامل وتنافس
جنبا إلى جنب مع سهولة االقتناء االلكتروني .حيث يطرح سؤال أساسي عن عالقة الكتاب االلكتروني بالكتاب الورقي،
هل هي عالقة تنافس أم تكامل؟ نظرا لألهمية التي يحتلها الكتاب في حياة الفرد .لذلك سنجيب عن هذا التساءل في نقطتين
من هذا المحور( .أ) النشر االلكتروني والكتاب الورقي .و (ب) مصير الكتاب في العصر الرقمي
ال شك أن العصر الحالي هو عصر التقنيات الرقمية في كل المجاالت ،فبواسطة تقنية واحدة يمكن التعامل مع مجاالت
.مختلفة ومن ضمنها المجال المعرفي المتعلق بالخصوص بالكتاب
للكتاب الرقمي مثله مثل أي كتاب ،غير ان تنوع صيغه يجعل اعتماده مجال شك وتحذير من الباحثين ،إذ يمكن تغيير
معلومات أي كتاب مهما كان ،خاصة في الصيغ المفتوحة مثل المحررة بواسطة برمجيات كتابة النصوص .غير انه في
هذه المرحلة االنتقالية نحتاج في مجال البحث العلمي االعتماد على النسخ الرقمية في البحث والتقميش ،ومراجعة النسخ
الورقية خاصة في مجال النصوص الشرعية .كما أن رقمنة الكتب مسألة اجتماعية تهم الدول والحكومات ،ففي مجال
التراث العربي نجد الجهود الفردية التطوعية تفوق بكثير جهود الدول .وذلك ،بظهور مؤسسات حكومية معتمدة يشتغل
.فيها التقنيون المتخصصون في الرقمنة إلى جوار علماء لإلخراج كتب موثقة علمية
التطور السريع في إنتاج الحواسب وظهور لوحات القراءة الرقمية بأنواعها المختلفة كان ال بد له من أن يترك آثره في
عملية نشر الكتب .وقد دفع هذا كثيرا من الناشرين في الغرب إلى إضافة اإلصدارات الرقمية إلى انتاجاتهم ،حيث يحظى
النمط األخير بحصة ثلث مبيعات سوق الكتب في الواليات المتحدة األمريكية وأكثر من النصف في أوروبا الغربية[.
]9ومن المعلوم أن نشر الكتب في البلدان العربية يعاني مصاعب جمة ،حيث تسود سوق الكتب الفوضى الشاملة لألسباب
عديدة منها عدم توفر شركة توزيع وطنية أو عابرة للحدود ،وغياب تطبيق قوانين الملكية الفكرية وضياع حقوق المؤلفين
والناشرين بسبب أعمال القرصنة وغيرها من المشاكل ]10[.الشك أن النشر االلكتروني يزداد بسرعة إذ يسمح توزيع
المعلومات ونشرها بتكلفة بسيطة ،ويجسد وسط اتصال فعال ال يمكن توفيره بسهولة في ظل التقنيات المعتمدة على
الورق .تظهر اليوم بعض المصادر بالشكل االلكتروني الصرف على االنترنيت بعدة تسميات مثال كتب الكترونية،
دوريات أو رسائل جامعية الكترونية .ويمكن القول ،أن األهداف األولى للنشر االلكتروني انحصرت في قدرة الشبكات
على نقل الملفات النصية لخدمة األغراض العسكرية ،وبعد مرور الوقت بدأت أهداف النشر االلكتروني تصل إلى
.المؤسسات األكاديمية والعلمية
خالل السنوات األخيرة ارتفع عدد المواقع التي تقوم بدور مكتبات رقمية على شبكة االنترنيت أضعافا مضاعفة… سواء
التي تقوم بعمليات بيع الكتاب االلكتروني أو تلك التي تعرض مجانا .ويالحظ أن كلما ارتفع عدد مستخدمي االنترنيت كلما
ازداد احتمال عدد القراء للكتب الرقمية .وفي خضم استمرار الجدل حول النشر االلكتروني و الورقي قد يتناسى البعض
أن كل عصر يفرز أدواته .ونحن اليوم نعيش العصر الرقمي وبالتالي البد من إفراز الكتابة االلكترونية ،وفي المستقبل
.ربما ستظهر تقنيات أخرى متعلقة بالنشر قد ال نتوقعها
ال أحد يستطيع التكهن بمسارات تطور التقنيات بدقة كافية ،على المديين المتوسط والبعيد السيما تلك المرتبطة بالرقمنة
والمعلوماتية .فيما يتعلق بالكتاب ومستقبله يتفق معظم الناس بأن المؤلفين سيبقون يؤلفون الكتب سواء بشكلها الورقي او
بصيغتها الرقمية .وأن ال بديل للغات البشرية كوسيط للتفكير وتدوين مخرجات المعارف والعلوم والخبرات البشرية،
وستبقى الكتابة اإلبداعية حاجة إنسانية ]11[.ومازال الكتاب الورقي في ضوء التقنيات الحالية ،أطول عمرا بما ال يقاس
بالكتاب االلكتروني ،لكننا ال نعرف احتماالت التقدم الذي يمكن أن يتحقق في مجاالت صناعة الورق والصناعة التقليدية،
وربما سيكون هناك في السنوات القادمة الكتاب الورقي -االلكتروني الذي تستطيع أن تربطه بالشبكة العنكنبوتية وان ترى
صفحاته صورا متحركة .ويمكن أن يعيش الكتاب الورقي إلى جانب الكتاب االلكتروني طويال باالستناد إلى فرضية
“امبرتو ايكو” التي مؤداها أنه في تاريخ الثقافة لم يحدث أن قام شيء ما بقتل شئ أخر ،ولكن كان هناك شئ بغير بصورة
جذرية شيئا أخر ]12[.ولعل هذا المفكر من أكثر المتفائلين بشأ الكتاب الورقي…حيث يقول” ربما تحقق الكتب
.االلكترونية نجاحا كمصادر للبحث عن معلومات ما ،شأنها في ذلك شأن المعاجم أو الوثائق
ركز مهرجان الكتاب السويسري المعروف باسم” أيام سولوتورن األدبية” في دورته 31على مستقبل القراءة وكيف
سيطالع اإلنسان الكتب في العام .2020وقد تباينت أراء اإلعالميين وأصحاب دور النشر واألدباء المشاركين ،فمنهم من
يرى ان المستقبل سيكون للقراءة الرقمية ،ومن يؤكد أن الطباعة لن تزول سيتواصل بقاءها .لكن الطرفين اتفقا على ان
فلسفة القراءة ستتغير في السنوات القليلة المقبلة ]13[.ويقول ميخائيل فوغلباخر صاحب إحدى دور النشر” أن التغييرات
التي نشاهدها اآلن في تحول عدد كبير من الصحف في الغرب من الطباعة الورقية إلى إصدارات رقمية على شبكة
االنترنيت وانتشار ما يوصف بالكتاب المسموع ،هي مؤشرات ال يمكن تجاهلها وإنما أولى مراحل تحول تاريخي يجب
التفاعل معها .أما األديب والمفكر السويسري “يوخين كيلتر فيقول أن هناك فرقا بين الموسوعات والدوريات العلمية
والكتب األدبية ،تلك التي ستحافظ على إصداراتها المطبوعة لما لها من ارتباط معنوي مع القارئ .ووسط تلك الحجج
.والبراهين التي يسوقها كل طرف لتعزيز موقفه تطل االبتكارات التقنية لتفرض ما يراه البعض واقعا ال يمكن الفرار منه
ينتمي الكتاب االلكتروني لمناخ حضاري جديد يتأكد مع ثورة االتصاالت والرقمنة ،لذا يمكن الحديث عنه بمعزل عن
البيئة التي وجد فيها ،والمنظومة التقنية والثقافية واالقتصادية واالجتماعية التي هي عنصر بنيانها .ومع ولوجنا عصر
المعلوميات والثورة الرقمية بتنا نتحدث عن اقتصاد المعرفة وإدارة المعرفة والحكومة االلكترونية والحكومة الذكية ومدن
المعرفة ومجتمع المعرفة وغيرها من المفاهيم التي دخلت حقلنا العلمي والثقافي لتوسع من نطاق فهمنا.حيث ارتفعت نسبة
مساهمة المعلومات والمعارف في تكوين الدخل القومي والثروة بشكل كبير ،وصار لها دور في خلق القيمة المضافة[.
]14ويتفق هذا التوجه مع السعي الدائم من قبل جهات متعددة على التواصل المعرفي والثقافي ومن المعلوم أن اآللة
.التكنولوجية أصبحت وسيلة للوصول إلى أهداف التعليم والتثقيف والتجارة و غيرها
:خاتمة
وأخيرا ،يمكن القول أن الكتاب االلكتروني مهم جدا لالطالع على الكتب التي صدرت في أماكن متفرقة في العالم ،وكذلك
االطالع على ثقافة الغير لمميزاته وسهولة توزيع فضله البعض .إال أن الكتاب التقليدي يظل يساير الكتاب االلكتروني الن
.له جاذبية خاصة تكمن في لمسه وتصفحه واصطحابه
إن المكتبات تشكل كيانا معرفيا وجزءا من البنية التحتية لإلقامة مدن المعرفة مجتمع المعرفة في عالم يتعولم فيه كل
شيء.لذا فإن الخطوة األولى للخروج من مأزقنا الوجودي الحضاري يبدأ باالهتمام بالمكتبات وتشجيع التأليف وتطوير
.صناعة الكتب وإقامة المكتبات بصيغتها الورقية وااللكترونية
:الئحة المراجع
،www.aitnews.comالكتاب االلكتروني ومستقبل الكتاب الورقي ،البوابة العربية لألخبار التقنية 14،ديسمبر 2010
.ديسمبر ، 22 2015
سعيد محمد رحيم ”،الكتاب االلكتروني والمكتبة االلكترونية ومجتمع المعرفة تحديات عصر العولمة وما بعد الحداثة”،
، www.m.ahewar.orgالحوار المتمدن
.فبراير ،www.aljazeera.net ،2 2016زياد منى ،النشر االلكتروني ومستقبل الكتاب ،الجزيرة نت
.www.culture.govصالح جرار ،الكتاب االلكتروني والكتاب الورقي ،وزارة الثقافة،المملكة األردنية الهاشمية2014،
.دجنبر ، 26 2015
،www.aljazeerz.ner ، 2تامر أبو العينين ،مستقبل الكتاب بين المطالعة وتطورات تقنية ،الجزيرة 23،ماي 2009
.فبراير 2016
المرجع نفسه-]2[.
الكتاب االلكتروني ومستقبل الكتاب الورقي ،البوابة العربية لألخبار التقنية 14،ديسمبر 2-
.ديسمبر 2010،www.aitnews.com ، 22 2015
سعيد محمد رحيم ”،الكتاب االلكتروني والمكتبة االلكترونية ومجتمع المعرفة تحديات عصر العولمة وما بعد الحداثة”3- ،
، www.m.ahewar.orgالحوار المتمدن
صالح جرار ،الكتاب االلكتروني والكتاب الورقي ،وزارة الثقافة،المملكة األردنية الهاشمية1-،
.دجنبر 2014.www.culture.gov ، 26 2015
.فبراير ،www.aljazeera.net ،2 2016منى زياد ،النشر االلكتروني ومستقبل الكتاب ،الجزيرة نت1-
سعيد محمد رحيم ”،الكتاب االلكتروني والمكتبة االلكترونية ومجتمع المعرفة تحديات عصر العولمة وما بعد –
الحداثة”،مرجع سابق]11[.
المرجع نفسه-]12[.
،www.aljazeerz.ner ، 2تامر أبو العينين ،مستقبل الكتاب بين المطالعة وتطورات تقنية ،الجزيرة 23،ماي 2-2009
.فبراير 2016
سعيد محمد رحيم ”،الكتاب االلكتروني والمكتبة االلكترونية ومجتمع المعرفة تحديات عصر العولمة وما بعد الحداثة”– ،
مرجع سابق]14[.
تحريرا في 2017-3
)صوت 2.9/5 - (14
المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا االستراتيجية والسياسية
واالقتصادية ،ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا
.ومنظمات غير حكومية
منذ 23ساعة
"= " data-image-captionمستقبل العالقات العربية التركية بعد فوز أردوغان في االنتخابات الرئاسية التركية 2023
تركيا
" data-medium-file="https://i0.wp.com/democraticac.de/wp-content/uploads/2016/03/
تركيا.jpg?fit=300%2C180&ssl=1" data-large-file="https://i0.wp.com/democraticac.de/wp-
content/uploads/2016/03/تركيا.jpg?fit=648%2C388&ssl=1" style="padding: 0px; margin: 0px;
list-style: none; border: 0px none; outline: none; box-sizing: border-box; max-width: 100%;
height: auto; width: 136.111px; display: block;"> مستقبل العالقات العربية التركية بعد فوز أردوغان في
2023 االنتخابات الرئاسية التركية
أيام7 منذ
منذ أسبوعين
إضاءة على الدراسات عن الشؤون السياسية في كردستان العراق: " المسألة الكوردية في الشرق األوسطdata-image-
caption="
الدولة الكردية
" data-medium-file="https://i0.wp.com/democraticac.de/wp-content/uploads/2017/10/-الدولة
الكردية.jpg?fit=300%2C172&ssl=1" data-large-file="https://i0.wp.com/democraticac.de/wp-
content/uploads/2017/10/الكردية-الدولة.jpg?fit=730%2C419&ssl=1" style="padding: 0px;
margin: 0px; list-style: none; border: 0px none; outline: none; box-sizing: border-box; max-
width: 100%; height: auto; width: 136.111px; display: block;"> : المسألة الكوردية في الشرق األوسط
إضاءة على الدراسات عن الشؤون السياسية في كردستان العراق
منذ أسبوعين
اترك تعليقًا
* لن يتم نشر عنوان بريدك اإللكتروني .الحقول اإللزامية مشار إليها بـ
* التعليق
االسم
البريد اإللكتروني
الموقع اإللكتروني