You are on page 1of 2

‫المقاربات البيداغوجية للتدريس الدامج‪:‬‬

‫من أجل إنجاح األنشطة التعليمية واالكتسابية بقسم التأهيل من أجل الدمج‪ ،‬البد من‬
‫اعتبار الممارسات التفاعلية والتواصلية المعتمدة على مقاربة بيداغوجية محددة وهادفة مثل‪:‬‬
‫)البيداغوجيا الفارقية‪ ،‬بيداغوجيا اللعب‪ ،‬بيداغوجيا الوساطة‪ ،‬بيداغوجيا الدعم والمعالجة(‪،‬‬
‫والتي تعتبر الرهان األمثل من أجل إنجاح النشاط التعلمي والوضعية االكتسابية للطفل في‬
‫وضعية إعاقة محددة‪ ،‬أو لألطفال في وضعية إعاقة في قسم التربية الدامجة‪.‬‬

‫البيداغوجية الفارقية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫ان تنزيل مشروع القسم الدامج ال يمكن أن يتحقق بالصورة المنشودة إال إذا استلهم المدرس‬
‫عمله البيداغوجي من مقاربة تأخذ بعين االعتبار الفروق الفردية أساسا‪ .‬وفي هذا اإلطار تعتبر‬
‫المقاربة الفارقية أكثر المقاربات البيداغوجية تطابقا وتالؤما مع خصوصيات القسم الدامج‪ .‬فهي‬
‫تعتمد التفريق على مستويات ثالثة‪:‬‬

‫التدريس‪ :‬تنويع طرق التدريس لتالئم خصوصية كل مجموعة وأسلوب ووثيرة‬ ‫تفريق في‬ ‫‪‬‬

‫يقتضي التفريق على مستوى طرق التدريس وتنويع أساليب اشتغال التعلم لدى كل متعلم‬
‫مع المتعلمين‪ ،‬من عمل بالمجموعات‪ ،‬ولعب األدوار‪ ،‬ودراسة الحالة‪ ،‬واستطالع ميداني‪...‬‬

‫واألنشطة‪ :‬إدخال تعديالت على المحتويات واألنشطة بما يبقي‬ ‫تفريق في المحتويات‬ ‫‪‬‬

‫اهتمام وانخراط المتعلمين مستمرا‪ .‬ويقتضي تفريق المحتويات إدخال تعديالت على‬
‫مضامين األنشطة بما يناسب كل مجموعة ويشجع أفرادها على مواصلة اإلنجاز‪ ،‬وتجنب‬
‫الصعوبات المسببة لإلحباط والنفور من النجاز‪.‬‬

‫تفريق في طرق وأساليب التقويم‪ :‬اعتماد صيغ مالئمة للتقويم تنطلق من خصوصية المجموعة‬ ‫‪‬‬

‫وطبيعة األنشطة المنجزة ومستوى التحصيل‪.‬‬


‫ويقتضي تفريق طرق التقويم تكييف أساليب وتقنيات التقويم لتكون مالئمة لطبيعة األنشطة‬
‫المنجزة‪ ،‬ومدى تفاعل المتعلمين معها ومستوى تحصيلهم الدراسي العام‪.‬‬

‫بيداغوجيا اللعب‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫يؤكد األطباء األخصائيون والسيكوبيداغوجيون على أهمية اللعب في مختلف أنشطة التعلم‬
‫واالكتساب الخاصة باألطفال في وضعية إعاقة‪ ،‬ويعتبر اللعب من ضمن أهم األنشطة الطفلية‬
‫على اإلطالق‪ ،‬إذ عبره تتم عمليات التواصل والتفاعل مع اآلخر والمحيط‪ ،‬ومكونات الفضاء‬
‫البيتي والمدرسي‪...‬إلخ‪ ،‬ومن تم فإن اللعب يمكن الطفل من المتوقع داخل سياقات الحياة اليومية‬
‫والمدرسية بسالسة ويسر‪ ،‬وبسلوكيات إرادية راغبة غير رافضة وال متمنعة من لدن الطفل في‬
‫وضعية إعاقة‪.‬‬
‫من هذا المنطلق يمكن اعتبار بيداغوجيا اللعب من أهم البيداغوجيا المساهمة بفعالية في‬
‫إدماج الطفل في وضعية إعاقة ضمن األنشطة التعلمية والوضعيات االكتسابية‪ ،‬وهنا البد من‬
‫التأكيد على أن المدرس البد ان يكون على وعي بمنطق بيداغوجيا اللعب انطالقا من ثالثة‬
‫مداخل سيكوبيداغوجية أساسية‪:‬‬

‫المدخل األول‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫أن يتم تحديد أنواع اللعب المنسجمة مع األهداف والمضامين التعلمية االكتسابية من جهة ومع‬
‫طبيعة اإلعاقة ودرجتها من جهة أخرى‪.‬‬

‫المدخل الثاني‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫أن تخضع األلعاب المقترحة من طرف المدرس لمراحل الحصة الزمنية و الديدكتيكية‬
‫)مرحلة االستكشاف_ مرحلة البناء _مرحلة النقل الوظيفي والتطبيق( مهما تنوعت األنشطة‬
‫التعلمية أو اختلفت بحسب مجاالتها‪.‬‬

‫المدخل الثالث ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫أن تكون األلعاب التعلمية المقترحة فردية كانت أو مع مجموعة أطفال متحكم فيها من‬
‫حيث الهدف ‪،‬و التعلمات وصيغ التنفيذ ‪ ،‬وصيغ مشاركة التلميذ في وضعية إعاقة و المعتمدة‬
‫أو المستعلمة و النتائج المتوخاة وزمن البدء وزمن االنتهاء‪.‬‬

‫بيداغوجيا الوساطة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫تعتبر بيداغوجية الوساطة من أهم البيداغوجيا الفعالة في مجال تعليم وتدريس األطفال في‬
‫وضعية إعاقة‪ ،‬وتعتبر الوساطة عبارة عن مجموعة من الدعامات واإلجراءات و التدخالت‬
‫المقدمة من طرف شخص اتجاه أخر لجعل هذه التعلمات )معارف‪ ،‬مهارات‪ ،‬إجراءات‪،‬‬
‫عمليات‪ ،‬حلول‪...،‬إلخ( سهلة المنال وميسرة االكتساب ألن الطرف األول لعب دور المساعد‬
‫و المؤطر و الموجه البيداغوجي للشخص الثاني ‪،‬وبها فهو وسيط بيداغوجي‪.‬‬
‫فنجد ان بيداغوجية الوساطة هي جملة من التدخالت والوسائل والمقاربات البيداغوجية‬
‫التي قد يعتمدها شخص أكثر خبرة (الراشد) اتجاه طفل لينظم له البيئة المادية والمعنوية‬
‫والتعلمية واالكتسابية‪ ،‬وما يوجد بينه وبين العالم الخارجي بشكل يجعله قادرا على التكيف‬
‫والتفكير والتعلم وتلبية حاجياته في المعرفة واالندماج‪.‬‬

You might also like