Professional Documents
Culture Documents
إرتبط االتصال باإلنسان منذ األزل فقد كانت الوسيلة التي يحقق من خاللها أهدافه و
بها يتواصل مع األفراد المحيطين به .و مع تطور المجتمعات و تعقدها أصبح لالتصال دور كبير في
الحياة االجتماعية حيث تشكل عملية االتصال أحد الدعائم األساسية التي يتم من خاللها التفاعل
اإلنساني ،فعملية االتصال تحدد مدى تقدم المجتمعات الذي يتوقف على مدى فعالية االتصال داخل
المؤسسة .
و بالتطور السريع أصبح لالتصال دور كبير شمل جميع ميادين الحياة وخاصة الجانب
االجتماعي و باعتبار المؤسسة جزء ا ال يتجزأ من المجتمع ،كانت المؤسسات في أطوارها األولى
بسيطة في إدارتها وفي الوسائل المادية و البشرية المستعملة وكانت عملية االتصال سهلة و مستمرة
و يومية بين المنظم و األفراد العاملين معه وفق طرق و وسائل شفوية عامة و مباشرة .و هذه
الطرق البسيطة ما لبثت حتى تطورت و تعقدت في المؤسسة الحديثة .و مع تعقد هذه األخيرة في
تنظيمها و مستوياتها اإلدارية و زيادة عدد األفراد العاملين بها و ضخامة الموارد المستعملة فيها ،
استدعى األمر تقسيم المسؤوليات والمهام على عدة مناصب لتنفيذ ما هو مخطط له ،ومن هنا أدركت
المؤسسات مدى أهمية برامج االتصاالت داخل هياكلها خاصة في المؤسسة العمومية .فال يمكن
ألي مؤسسة أن تمتنع عن بناء إستراتجية اتصال بين جميع مستويات المؤسسة قصد تسهيل أداء
األفراد ألدوارهم و وظائفهم داخليا وخارجيا .و حتى تقوم اإلدارة بمهامها فمن واجبها االهتمام
باالتصال حتى تتمكن من االستفادة منه في التأطير والتوجيه والمتابعة .والمالحظ أن االتصال في
المؤسسة أصبح يثير اهتمام العمال فيما يتعلق بمدى تقبلهم للقرارات والتعليمات إضافة إلى مدى
تقبل اإلدارة لشكاويهم و مشاكلهم داخل المؤسسة .وهذه العملية تساهم في إيجاد نوع من العالقة بين
العمال و اإلدارة و بالتالي فاالتصال يعمل على خلق جو تعاوني مما يؤدي إلى تسهيل عملية تبادل
المعلومات .كما يساعد على إيجاد نوع من الفهم المشترك والثقة المتبادلة حيث يؤدي ذلك إلى اتخاذ
القرارات المشتركة ،ومن ثم فإن المؤسسة التي تطمح في تحقيق األهداف و االزدهار والتقدم هي
المؤسسة التي تحاول تطبيق خطة اتصال فعالة لتسيير عمل المؤسسة و تحقيق التوافق و االنسجام
الداخلي والخارجي بين األفراد والعاملين.
1
المبــــــحــث األول :مفــهــوم اإلتصال
-تعريف االتصال:
يعتبر االتصال من أقدم األنشطة اإلنسانية حيث يعد الميزة التي كرم اهللا بها اإلنسان بعد العقHHل،
لهاذا أردنا تحديد هذا المفهوم ،فإن كلمة اتصال " " Communicationترجع إلى الكلمة الالتينيHHة "
" Commun careومعناه " "Commun en Mettreو التي تعني بدورها مشتركا أو عاما.
-1االتصال لغة :كلمة مشتقة من مصدر "وصل" الذي يعني أساسHHا الصHHلة وبلHHوغ الغايHHة (لسHHان
العرب) .أما قاموس أوكسفورد فيعHرف االتصHال بأنHه " نقHل وتوصHيل أو تبHادل األفكHار والمعلومHات
(بالكالم أو الكتابة أو اإلشارات)".
-2االتصال إصطالحا :حسب ريتشارد آندي " " Indy Richardعملية يقصد بواسطتها مصدرا
نوعيا إلثارة استجابة نوعية لدى مستقبل نوعي أي أنه عملية مقصودة ،هادفة وذات عناصر متعددة.
ويرى عالم االجتماع تشارلز كHHولي " " Collie CharlesبHHأن االتصHHال يعHHني " ذلHHك الميكHHانزم
الذي من خالله توجد العالقHHات اإلنسHHانية وتنمHHو و تتطHHور الرمHHوز العقليHHة بواسHHطة وسHHائل نشHHر هHHذه
الرموز عبر المكان واستمرارها عبر الزمان".
أما بيرلسون وستاينير " "Steiner et Berelsonفقد عرفا االتصال بأنه "عملية نقل المعلومات
والرغبHHات والمشHHاعر والمعرفHHة والتجHHارب ،إمHHا شHHفويا أو باسHHتعمال الرمHHوز والكلمHHات والصHHور
واإلحصائيات بقصد اإلقناع أو التأثير على السلوك".
أما الباحث كارل هوفالند " " Howfelande Carleفيرى بأن االتصال هو "العملية التي ينقHHل
بمقتضاها المرسل منبهات عمدا لكي يعدل سلوك المستقبلين" .
وعلى عكس ذلك يرى إدوارد سابير " " Edward Sabirبأن االتصال "يشمل العالقات الHHتي ال
يكون فيها نقل متعمد للمنبهات".
يتفق أغلب الباحثين على أن :االتصال هو نشاط يتضمن كل أشكال التفاعل أو السلوك اإلنساني الذي
يمكن أن يHHؤثر من خالل شHHخص آخHHر ،سHHواء بقصHHد أو بغHHير قصHHد ,وهHHو عمليHHة مسHHتمرة الHHتي يتم
بمقتضاها تكوين العالقات بين أفراد المجتمHHع وانتقHHال وتبHHادل المعلومHHات واآلراء واألفكHHار ،والمعHHاني
والتجارب فيما بينهم ,يسعى االتصال إلى تحقيق عموميHHة الفكHHرة مHHا أو قضHHية معينHHة بين شخصHHين أو
جماعة أو حتى المجتمع اإلنساني ككل.
2
-خصائص اإلتصال :يتميز االتصال بمجموعة من الخصائص أهمها ;
-1االتصال عملية مستمرة :نظرا ألن االتصال يشتمل على سلسلة من األفعال التي ليس لهHHا بدايHHة
أو نهاية محددة ،فإنها دائمة التغير و الحركة ،و لذلك يستحيل على المرء أن يمسك بأي اتصال و يوقفه
و يقوم بدر استه لو و أراد أن يفعل ذلك لتغير االتصال .إن االتصال ال يمكن إعادته تماما كما هو ألنه
مبني على عالقات متداخلة بين الناس و بيئات االتصال و المهارات و المواقف و التجارب و المشHHاعر
التي تعزز االتصال في وقت محدد و بشكل محدد .
-2االتصال يشكل نظاما تاما :يتكون االتصال من وحدات متداخلة تعمل جميعHHا حينمHHا تتفاعHHل مHHع
بعضها البعض من مرسل و مستقبل و رجع صدى و بيئة اتصالية و .ما إذا غابت بعض العناصHHر أو
لم تعمل بشكل جيد فإن االتصال يتعطل أو يصبح بدون التأثير المطلوب
-3االتصال تفاعلي و آني و متغير :االتصال نشHHاط يبHHني على التفHHا عHHل مHHع اآلخHHرين حيث يقHHوم
الشخص باإلرسال و االستقبال في الHHوقت نفسHHه الو .يمكن أن يتصHHل شHHخص بHHآخر ثم ينتظHHر اآلخHHر
حتى وصول الرسالة ثم يقوم بإرسال رسالة إليه أو يستجيب لرسالته .حيث نناأ عادة مHHا نرسHHل رسHHائل
إلى اآلخرين حتى قبل أن يكتمل إرسال رسائلهم إلينا .
-4االتصال غير قابل للــتراجع أو التفــادي غالبــا :مHHا إذا قHHدر لشHHخص أن يHHرغب في الHHتراجع عن
االتصال بعد حدوثه ،فإنه ال يمكنه ذلك قد .يستطيع التأسف أو االعتذار أو إصالح مHHا أفسHHده االتصHHال
أو حتى نسيان االتصال ،و لكن ال يمكن مسحه أو الظن بأنه لم يحدث .هناك بعض االستثناءات ي مما
كون قد أعد لالتصال كرسالة كتبت ،و قبHHل إرسHHالها إلى المرسHHل إليHHه يمكن بقاؤهHHا و لكن في حHHاالت
قليلة و محدودة و .بما أن االتصال ال يمكن التراجع عنه ،فانه ينبني على التفHHاعالت السHHابقة و التHHاريخ
المشترك بين أطراف االتصال و .كما أن التراجع عن االتصال غير ممكن غالبا فانه ال يمكن تفاديه في
كثير من الحاالت خاصة في االتصال الشخصي ،و ما إذا تفادى أحدنا االتصHHال من جHHانب أصHHدقائه –
مع رغبتهم فيه -فإن ذلك قد يؤدي إلى أثار سلبية على هذه الصداقة .
-5االتصال قد يكون قصديا ال قد و يكون :و يتمثل ذلك في أربع حاالت ;
قد يرسل شخص إلى آخر رسالة بقصد ،و بالتالي فإن االتصال يكون غالبا مؤثرا. )1
قد و يرسل شHHخص رسHHالة بHHدون قصHHد آلخHHر يسHHتقبلها عن قصHHد كمن يتنصHHت على محادثHHة )2
خاصة بين االثنين.
قد و يرسل شخص رسالة عن قصد إلى آخر غير منتبه لها فال يتفاعل معها. )3
قد و يرسل شخصان رسائل و يستقبالنها دون قصد منه ما بذلك ،و يتمثل ذلك بشكل كبHHير في )4
الرسائل غير اللفظية كنوع مالبسنا و لونها و مظهرنا العام و مالمحنا.
3
-6اال تصال ذو أبعاد متعددة :برغم أن اإلنسان يقوم باالتصال بصفة مكثفHHة و يؤديHHه بعفويHHة إال أن
االتصال له أهداف متعددة و مستويات متباينة من المعاني .كل الرسائل ف يها على األقل بعدان من
المعاني معنى ظاهر يبرز من خالل محتوى الرسالة و معHHنى بHHاطن آخHHر تحHHدده طبيعHHة الصHHلة بين
أطراف االتصال كطريقة حديثك و التوكيد على بعض مقاطع الكالم ما و يصاحب اللغة اللفظية من
إيماءات و إشارات .فاالتصال يؤدي لنا وظائف متعددة و ،نقوم بHHه من أجHHل تحقيHHق أهHHداف نسHHعى
إليها.
-أهداف اإلتصال:
تسعى عملية االتصال لتحقيق هدف أساسHي وهHو التHأثير في المسHتقبل والوصHول إلى إيجHاد معHاني
مشتركة بين المرسل والمستقبل ،يكون التأثير في األفكار واالتجاهات لتكوينها ،و تعديلها ،أو تغييرهHHا،
ومن هنا يمكن حصر أهداف عملية االتصال في اآلتي ;
هدف تعليمي تثقيفي :و هو محاولة إكساب المستقبل خبرات و مهارات و مفاهيم جديدة تواكب
التطور المستمر في الحياة .
هدف ترويحي ترفيهي :وهو محاولة إدخال البهجة والفرح واالستمتاع إلى الجمهور المسHHتقبل
من خالل أساليب الترفيه التي تساعد على التخلص من الضغوط الكثيرة للحياة .
هدف اجتماعي :يهدف إلى خلق درجة من التفاعل االجتماع ي بين الجماهير و تدعيم الروابط
و العالقات االجتماعية .
هدف تنظيمي إداري :يعمل على تحسين سير العمل اإلداري وتHHذليل العقبHHات وتوجيHHه األفHHراد
لتحقيHHق هHHدف محHHدد ودعم الروابHHط والصHHالت بين كافHHة المسHHتويات اإلداريHHة والمسHHاعدة في اتخHHاذ
القرارات ,و يمكن توضيح هذه األهداف فيما يلي ;
)1زيادة درجة القبول لألدوار التنظيمية .
)2االلتزام باألهداف التنظيمية .
)3توفير البيانات الالزمة التخاذ القرارات .
)4توضيح الواجبات والسلطة والمسئولية .
)5نقل المعلومات والبيانات واإلحصاءات والمفHHاهيم عHHبر القنHHوات المختلفHHة بمHHا يسHHهم في اتخHHاذ
القرارات اإلدارية.
-وظائف االتصال:
هناك عدة تصنيفات لوظائف االتصال حسب المعايير التالية ;
التصنيف األول من وجهة نظر المرسل و المستقبل :
من وجهة نظر المرسل تتمثل وظائف االتصال فيما يلي ;
4
)2التعليم
)3الترفيه
)4اإلقناع
)5اإلعالم
من وجهة نظر المستقبل تتمثل وظائف االتصال فيما يلي ;
فهم ما يحيط به من إحداث و ظواهر . )1
تعلم مهارات جديدة . )2
االستمتاع و الهروب من مشاكل الحياة -الترفيه - )3
الحصول على معلومات جديدة تساعده في انجاز القرارات الصائبة )4
التصنيف الثاني القائم على التحليل اللغوي :
حيث يمكن تحديد وظائف االتصال فيما يلي:
تأكيد العالقة بين المعاني و الرموز التي لم تكن مفهومة قبل عملية االتصال. )1
إضافة معاني جديدة لكلمات معينة . )2
إحالل معاني أخرى سبق تعلمها . )3
دعم و استقرار معاني المفردات من خالل االستخدام المتكرر لكلمات معينة وما يتبHHع ذلHHك من )4
استشHHارة معانيهHHا في الHHذاكرة ممHHا يHHؤدي إلى تقويHHة الروابHHط االصHHطالحية بين الرمHHوز و
داللتها.
التصنيف الثالث القائم على دراسة العالقات اإلنسانية القائمة في المجتمع :
و تتمثل وظائف االتصال فيما يلي ;
وظيفة رقابية :هذا باإلضافة إلى الوظائف السHابق ذكرهHHا لالتصHHاالت فHان الوظيفHHة األكHHثر شHيوعا
لالتصHHال في المنظمHHات هي اسHHتخدام االتصHHال كوسHHيلة رقابيHHة و ذلHHك من خالل مسHHاهمته في تحقيHHق
اآلتي ;
توفير المعلومات إلدارة المنظمة بما يمكنها من إدارة مواردها بدرجة عالية من الفاعلية . .1
توفير المعلومات الالزمة للمستويات اإلدارية المختلفة و التي تستخدم لتقييم النتائج . .2
توفير البيانات و المعلومات الالزمة للتخطيط المستقبلي . .3
توفHHير المعلومHHات للجهHHات الخارجيHHة ذات المصHHلحة بمHHا يمكن من تكHHوين انطبHHاع سHHليم عن .4
المنظمة .
إعطاء كافة المستويات اإلدارية اإلحساس الصادق عن نشاط المنظمة و مدى تقدمها و العوامل .5
التي تحد من فاعليتها .
5
وظيفة تثقيفية :من خاللها يهدف االتصال إلى تزويد الناس بالثقافة الجماهيرية تساعد على تضHHامن
المجتمع بشتى أنواع مؤسساته .
وظيفة تعليمية :حيث يساهم االتصال في نقل المعHHارف و العلHHوم و الHHتراث من جيHHل إلى جيHHل ممHHا
يساعد على تواصل الخبرات في المجتمع .
وظيفة اجتماعية :و هنا يساهم االتصHHال في تكHHوين العالقHHات اإلنسHHانية عن طريHHق تسHHهيل تبHHادل
المعلومHHات بين النHHاس و كHHذا المسHHاهمة في توحيHHد األفكHHار و االتجاهHHات و العمHHل على تغHHير السHHلوك
اإلنساني .
المرسل ،الرسالة ،الوسيلة أو القناة ،المستقبل ،و رجع الصدى أو التغذية العكسية .
تعطى هذه العناصر و غيرها تسميات مختلفة من باحث آلخHHر ،فالمرسHHل هHHو المصHHدر ،و الوسHHيلة
هي القناة ،و المستقبل هHHو المسHHتلم ،و هكHHذا .إال أن عناصHHر عمليHHة االتصHHال ،و إن اختلفت تسHHمياتها،
تعني الشيء نفسه عند الجميع .و يمكن تحديدها على النحو التالي ;
المرسل أو المصدر :وقد يكHون شخصHا أو جماعHة أو مصHدر أو هيئHة أو مؤسسHة ،يقHوم بإرسHال
الرسالة ،و التي هي بمثابة فكرة يراد نقلها عبر قناة االتصال إلى شخص أو طرف آخر .و تتأثر عملية
االتصال بالمرسل ،و اتجاهاته ،و شخصHHيته ،و األسHHلوب الHHذي يعتمHHد عليHHه في عمليHHة االتصHال حيث
يجب أن تتHHوفر في المرسHHل صHHفات معينHHة كالثقHHة والتقHHدير والقHHدرة على التHHأثير...الخ ،و لكي يحقHHق
المرسل أهدافه من الرسالة يجب أن يراعي مجموعة اعتبارات هي ;
إدراكه ومعرفته بما يود إرساله ليسهل ذلك الشرح و التوصيل .
اعتماد السهولة وتفادي المبهم لتوصيل الرسالة .
تحديد الوقت و المكان المالئمين للتوصيل .
تشجيع التغذية الرجعية .
ضرورة مراعاة عوامل إعاقHHة وصHHول الرسHHالة إلى المسHHتقبل ،ووصHHولها إلى الهHHدف المنشHHود
كالضوضاء ،التشويش ،التقليل منها الن ذلك يؤدي إلى تحريف هدفها .
الرســالة :و هي جHHوهر عمليHHة االتصHHال سHHواء مكتوبHHة أو غHHير ذلHHك ،و يجب أن تكHHون الرسHHالة
واضحة من حيث الهدف ومن حيث استخدام الرموز و المصطلحات حHHتى ال تحتمHHل تفسHHيرات مختلفHHة
وان تتناسب مع قHHدرة المسHHتقبل اللغويHHة ،و حHHتى تHHوفي هHHدفها هنHHاك مجموعHHة من الشHHروط الHHواجب
مراعاتها في إعداد الرسالة لضمان استجابة المستقبل لها ;
6
أن تصمم الرسالة بحيث تجذب انتباه المستقبل ،و تتناسب مع الهدف .
صياغة الرسHالة حيث تحتHHوي على مثHHيرات تضHHمن اسHتمرار انتبHHاه المسHتقبل وتشHوقه لمتابعHHة
الرسالة .
اختيار الHHوقت المناسHHب السHHتقبال الرسHHالة ،فلكي تلقى الرسHHالة اسHHتجابة من المسHHتقبل ينبغي أن
توجه إليه في أوقات وأزمان تتناسب مع ظروفه .
أن تصاغ الرسالة بما يتناسب مع وسائل االتصال المتاحة للمرسل ،فالرسالة الHHتي تبHHذل الجهHHود
المضHHنية في إعHHدادها مHHع عHHدم تHHوفر الوسHيلة الHHتي تناسHب لنقلهHHا إلى المسHتقبل تصHHبح عديمHHة
الجدوى
قناة االتصال أو الوســيلة :هي الوسHيلة الHتي يتم عبرهHا بث أو إرسHال الرسHالة و تحقيHق عمليHة
االتصال ،و تحدد وسيلة االتصال المناسبة بشكل يؤدي إلى فهم مضمون الرسالة ،وقد تكون سمعية أو
مرئية أو كتابية أو جميعها .وهناك معايير الختيار الوسيلة المناسبة ومنها موضوع االتصHHال و طبيعHHة
األفراد والعالقات بينهم ومراعاة سرعة االتصال وتكلفتها ومدى الثقة بها من طرف المستقبلين.
إن استخدام عدة قنوات لنقل المعلومات المعقدة يزيد من احتمالية االهتمام و االحتفاظ بالرسHHالة ومHHا
تتضمنه من معلومات وتتراوح الوسائل بين ما هو رسمي وغير رسمي .
والوسHHائل الرسHHمية هي الHHتي يعHHترف بهHHا هيكHHل المنظمHHة وتسHHير في قنواتهHHا الرسHHمية كالتقHHارير،
الخطابات ،إصدار األوامر ،والمنشورات الدورية .
أما غير الرسHمية فهي الHتي تمHر خالل قنHوات ال يعHترف بهHا الهيكHل التنظيمي كاألحHاديث الوديHة
واإلشاعات و التسامر والمناقشات أثناء فترات الراحة...الخ
المستقبل أو المرسل إليه :هو لفرد أو الجماعHHة أو المنظمHHة المرسHHل إليهHHا الرسHHالة أي المسHHتقبلة و
المفسرة للرسالة من خالل فك رموزها حيث يقوم المستلم أو المستقبل أو المرسل إليه باستقبال الرسHHالة
من خالل حواسHHه المختلفHHة (السHHمع -البصHHر -الشHHم -الHHذوق -اللمس) ،و يقHHوم باختيHHار المعلومHHات
وتفسيرها .و توجد عدة عوامل تؤثر على فهم الرسالة من قبل المستلم وهي ;
المستوى التعليمي . .1
الخبرات السابقة بمعنى أن يقوم بتفسير الرسالة بشكل يعتمد على تجاربه السابقة . .2
المهارات والمعرفة واالتجاهات الموجودة لدى المستقبل. .3
إن هذه العمليات اإلدراكية وما يؤثر فيها من عناصر الشخصية والدافعيHة والتعلم والفHروق الفرديHة،
تحدد ما يفهمه وما يقبله الشخصي المستقبل لألفكار و المعلومات المرسلة إليHHه ،وبنHHاء على ذلHHك يقHHوم
مستقبل الرسالة بالتصرف و السلوك
وتعد الخلفية الفكرية المشتركة بين الطرفين (المرسل – المستقبل (ذات دالالت هادفة في تحقيق نجHHاح
عملية االتصال.
7
التغذية العكســية أو ردة الفعــل :هي اسHتجابة أو رد المسHتلم على رسHالة المرسHل ،و تعطي التغذيHة
العكسية ( الراجعة) صورة عن مدى الفهم و اإلدراك لمضمون الرسالة من قبHHل المسHHتقبل .وهنHHا ينقلب
المستقبل إلى مرسل لرسالة معينة ومستخدما وسائل معينة ويتكHHرر األمHHر في اإلرسHال و االسHHتقبال ،و
من ثم ي مكننا اعتبارها أنها عملية اتصال .ولجعل الرسالة ذات معنى أكثر وضHHوحا فإنHHه يجب علينHHا
تحديHHد سHHرعة وقيHHاس ردود الفعHHل ،فهي مهمHHة في عمليHHة االتصHHال حيث يتعين فيمHHا إذا تمت عمليHHة
االتصال بطريقة جيدة في جميع مراحلها أم ال(.
-أنواع اإلتصال:
إن تبادل األفكار و المفاهيم أو المهارات بين النHHاس من خالل عمليHHة االتصHHال ال يتخHHذ شHHكال أو نوعHHا
واحدا و ،هذا يشير إلى أن لالتصال أنواعا مختلفة باختالف المعيار المعتمد في التقسيم ،حيث نميز مHHا
يلي ;
تقسيم االتصال من حيث اللغة المستخدمة :حيث يقسم إلى ;
اتصال لفظي :يدخل ضمن هذا التقسيم كHHل أنHHواع االتصHHال الHHتي يHHدخل فيهHHا اللفHHظ أو الكلمHHة كوسHيلة
لالتصال ،أو لنقل رسالة من المرسل للمستقبل و .ال يجب أن ننسHHى أن االتصHHال اللفHHظ يجمHHع بجHHانب
األلفاظ المنطوقة الرموز الصوتية ،فعبارة " أهال وسهال " قد تقال بنبرة صوت تحملهHHا دالالت مختلفHHة
عن معناها األصل
االتصال غير اللفظي :يدخل ضمن هذا التقسيم كل أنواع االتصال التي تعتمد على اللغة غHHير اللفظيHHة،
مثل ;
.1لغة اإلشارة :يHHوه تتكHHون من مجموعHHة اإلشHHارات البسHHيطة أو المعقHHدة الت ي يسHHتخدمها اإلنسHHان
لالتصال بغيره .
.2لغHHة الحركHHة واألفعHHال :تتضHHمن جميHHع الحركHHات الت ي ننقHHل بهHHا معHHان أو مشHHاعر ،لمسHHتقبل
الرسالة .
.3لغة األشياء :مثل ارتداء المالبس السوداء وداللتها ،أو وضع أدوات من عصر معين فوق المسرح
،لتوح ي للمشاهد بزمن المسرحية .
1-تقسيم االتصال من حيث حجم المشاركين في العملية االتصالية :حيث يقسم إلى ;
1-1-االتصال الذاتي :هو االتصال الذي يحدث داخل الفرد ،أو بين الفرد و نفسه .يHHأ أنHHه االتصHHال
الذ ي يحدث داخل عقل الفرد و يتضمن أفكاره و تجاربه و مدركاته .
2-1-االتصــال الشخصــي :وهHHو االتصHHال المباشHHر ،أو االتصHHال المHHواجهي ،حيث يمكن فيHHه أن
نستخدم حواسنا الخمس ،و يتيح هذا االتصال التفاعل بين شخصين أو أكثر ،ف ي موضوع مشترك ،و
يتيح أيضا فرصة التعرف السريع والمباشر على تأثير الرسالة ،مما يتيح فرصHHة أمHHام القHHائم باالتصHHال
لتعديل رسالته لتصبح أكثر فاعلية وتأثير .
8
3-1-االتصال الجمعي :يحدث بين مجموعة من األفراد مثل أفراد األسرة وبين زمالء الدر اسة أو
العمل ،حيث يتيح المشاركة للجميع يف الموقف االتصالي .
4-1-االتصال العام :يعنى وجود الرد مع مجموعة كبيرة من األفراد ،كما هHHو الحHHال في النHHدوات
والمحاضرات والمسارح .
5-1-االتصــال الجمــاهيري :وهHHو عمليHHة االتصHHال الHHتي تتم عن طريHHق اسHتخدام وسHائل اإلعالم
الجماهيريHHة و .يتمHHيز بقدرتHHه على توصHHيل الرسHHائل إلى جمهHHور عHHريض مت اب ين االتجاهHHات
والمسHHتويات ،و يكHHون األفHHراد غHHير معHHروفين للقHHائم باالتصHHال ،تصHHلهم الرسHHالة يHHف نفس اللحظHHة،
وبسرعة فائقة ،مع المقدرة على خلق رأى عام .
6-1-االتصال الوسطى :وهو يحتل مكانا وسطا بين االتصال المواجهي ،واالتصال الجمHHاهير ي،
وهو يشمل االتصال السلك ي من نقطة إلى أخرى ،مثل الهاتف والتلكس ....إلخ.
-2تقسيم االتصال من حيث الرسمية :حيث نميز بين ;
-2-1اتصال رسمي :الذي يحدث بالطرق الرسمية المتفق عليها في المؤسسات المختلفة ،يعتمد هذا
النوع على :المذكرات ،التقارير ،االجتماعات الرسمية و الخطابات...الخ .
-2-2اتصال غير رسمي :يحدث حينمHHا يHHدور بين زمالء العمHHل أحHHاديث عن مشHHاكلهم أو ظHHروف
حياتهم ،بعيدا عن جو العمل ،و ربما أحاديث عن العمل ذاته ،غير أن التفاهم يتخذ طابع غير رسم .
-3تقسيم االتصال من حيث اتجاه أو خط سير االتصال :و نميز ما يلي ;
-3-1اتصــال هابــط ( نــازل) :و يشHHمل مختلHHف الرسHHائل الصHHادرة من اإلدارة ،و الHHتي توجHHه إلى
العمال أو المرؤوسين و تتضمن سياسHHة المنظمHHة إجHHراءات العمHHل و مختلHHف التعليمHHات و التوجيهHHات
الضرورية إلنجاز المهام .
-3-2اتصال صاعد :يستعمل من طرف المرؤوسHHين ،يسHHمح بتحقيHHق عHHدة مزايHHا ،حيث أنHHه يمكن
الرؤساء من اكتشHاف العديHد من المشHكالت قبHل تعمقهHا .كمHا يمكن اإلدارة من الحصHول على تقHارير
حول الوظائف ،كما يساهم في تقبل االتصال الهابط من منطلق أن اإلصغاء الجيد يصنع منصتا جيدا .
-3-3االتصال األفقي :بعكس االتصHال الصHاعد و الهابHط ،يكHون االتصHال األفقي بين اإلدارات و
المسئولين في مستويات متشابهة أو متقاربة في وظائف إدارية أو إشرافية مختلفة و .يهدف هHHذا النHHوع
إلى التنسيق بين اإلدارات و األعمال و تحسين اإلنتاجيHHة و األداء .كمHHا يوضHHح كثHHير من المعلومHHات و
العناصر التي ال قد يتم الحصول عليها بواسطة النوعين السابقين.
9
المبحث الثـــاني :اإلتـــصال في المؤسسة
-تعريف اإلتصال التنظيمي :
يعرف محمد فهمي العطروزي االتصال التنظيمي على أنه " عملية يتم عن طريقها إيصال
معلومات من أي نوع ومن أي عضو في الهيكل التنظيمي للمنشأة إلى عضو آخر قصد إحداث التغيير
فهو أداة أولية من أدوات التأثير على األفراد ووسيلة فعالة إلحداث التغيير في سلوكا تهم" .
كما عرفه محمد علي بأنه " يساعد المنشأة على بلوغ أهدافها المسطرة .فالتفاعل في المنظمة يعتمد
على االتصال طالما أنه أداة نقل المعلومات الوقائع و األفكار من شخص ألخر ومن مستوى ألخر
داخلها وهذا بدوره يمكنه من تحقيق األهداف التنظيمية ".
و يقصد به " تلك الوسائل التي تستخدمها اإلدار ة أو المديرون أو األفراد العاملو ن باإلدارة لتوفير
معلومات لألطراف األخرى ".
في حين عرفه الهواري سيد محمود بأنه " عملية يتم عن طريقها إيصال المعلومات من أي عضو في
الهيكل التنظيمي إلى عضو آخر يقصد إحداث تغيير " و عرفه عامر يس على أنه " ظاهرة تؤثر
وتتأثر بمكونات السلوك الفردي وتشتمل على نقل المعاني المختلفة باستخدام لغة مفهومة من خالل
قنوات معينة في التنظيم ".
و هو " عملية نقل األوامر والتوجيهات والمعلومات والتقارير واألفكار واآلراء والمقترحات من
مستوى إداري إلى آخر ومن مسئول داخل المنشأة إلى آخر ،و تأخذ اإلتصاالت عدة اتجاهات
كما يعرف Thayerاالتصال التنظيمي بأنه " :تدفق البيانات والمعلومات التي تسهل من عملية
االتصال الداخلي لمنظمة األعمال ،كما يشير إلى وجود ثالثة أنظمة اتصالية في منظمة األعمال ;
نظام االتصال التشغيلي :يشمل البيانات ذات العالقة بالمهام التي تقوم بها المنظمة .1
نظام إيصال األوامر :التعليمات . .2
نظام التطوير :العالقات العامة ،اإلعالن،التدريب... .3
مما سبق فإن االتصال التنظيمي تجاوز فكرة استخدام االتصال في األنشطة والفعاليات التي تقوم بها
المنظمة إلى عملية التسيير واإلدارة والتنظيم وتقديم أحسن السبل االتصالية لفاعلية أداء المؤسسة
إداريا وتنظيمياً .كما يتضمن االتصال التنظيمي خطط وبرامج واستراتجيات لتسهيل توظيف البيانات
والمعلومات داخليًا وخارجيًا .
10
شبكات االتصال في المؤسسة: -
تأخذ االتصاالت اإلدارية في المؤسسة بأنماطها المتعددة أشكاال مخت لفة يعرفها الكثير من
الباحثين المختصين في مجال اإلدارة والتنظيم بشبكات االتصال التي ظهرت بعد أن أصبح االتصال
نظاما اجتماعيا معقدا و تمثل شبكة االتصال مجموعة من األفراد تتولى ما كل يتعلق بجمع و تنسيق و
توزيع المعلومات بهدف المساعدة في حل المشاكل القائمة وا لطارئة .
و يتكون هذا النظام من شبكات االتصال على مستوى الجماعات صغيرة الحجم ،و شبكة اتصال أكبر
على مستوى ال منظمة ت و .ستخدم شبكات االتصال هذه في تدفق المعلومات كما تخدم الهيكل
التنظيمي ،و نماذج االتصال على مستوى التقريب بين المعتقدات الثقافية ونظام القيم ،امم يساعد
المنظمة على العمل بفعالية ،خاصة في المنظمات المتعددة الجنسيات .حيث يشمل العديد من الثقافات
المختلفة التي يقرب االتصال الفعال فيما بينها.
و في ضوء األبحاث و الدراسات التجريبية العديدة التي تناولت موضوع االتصال في المؤسسة
وأهميته في صنع و اتخاذ القرارات ،يمكن أن نصنف شبكات االتصال على النحو التالي ;
.1شبكة اتصال العجلة :و تتمحور االتصاالت و تتدفق المعلومات في هذه الشبكة حول شخص واحد
و هو القائد أو المدير حيث يتصل من قمة الهرم التنظيمي مباشرة بالمرؤوسين دون وسطاء ،و
يتمثل هذا النوع من االتصال في إصدار األوامر و التوجيهات و .يكون االتصال في ممر واحد و
األفراد في نهاية كل حديث ال يمكنهم أن يتصلوا يبعضهم البعض اتصاال مباشرا ،و لكن اتصالهم
يكون من خالل الفرد الموجود في المحور( المدير).
11
شبكة اتصال السلسلة :و يمثل هذا النمط من االتصال تمكن الرئيس من االتصال .2
بالمرؤوسين (مساعديه ) .حيث أن كل مساعد يستطيع أن يتصل بشخص واحد ويصلح هذا النوع من
االتصال في المنظمات الصغيرة الحجم ،حيث يستطيع الرئيس ( المدير) باالتصال بمساعديه أو
مرؤوسيه بصورة مباشرة و سريعة حينما يكون عددهم محدودا عادة.
شبكة االتصال الدائري :و يطلق عادة على هذا نوع من االتصال باالتصال شبه التام ( الكامل .3
) إذ يستطيع الرئيس ( المدير ) أن يتصل بمساعدين اثنين و .كل مساعد يستطيع االتصال بشخص
واحد ،و هؤالء أيضا يكونون قادرين على االتصال مع بعضهم البعض و هكذا و .الشكل التالي
يوضح ذلك :
12
شبكة االتصال العنقودي :و يمثل هذا النمط من االتصال قدرة الرئيس ( المدير) على .4
االتصال بأربعة أشخاص آخرين ،إال أن هؤالء األشخاص ال يستطيعون االتصال بعضهم البعض
بصورة مباشرة إذ أن المدير ( الرئيس) يتصل بمساعده ،و المدير نفسه ال يستطيع االتصال بأي من
المرؤوسين إال من خالل مساعده الذي يشكل بالنسبة للمدير عنق الزجاجة في فعالية االتصال .
والشكل يوضح ذلك :
13
شبكة االتصال ألنجمي ( على شكل نجمة) :يمثل هذا النوع من االتصال أكثر ألنواع السائدة .5
مثالية في تحقيق سبل االتصال بين األفراد والجماعات إذ .أن هذا النمط من االتصال يفترض أن
جميع العاملين في المنظمة يتمتعون بقوة متساوية في االتصال مع باقي األعضاء ،وأن المعلومات
المتوفرة ألي منهم تتوفر عادة لجميع األعضاء اآلخرين في التنظيم .ولذلك فإن هذا النمط من
االتصال يتسم بالديمقراطية المطلقة في االتصال بين مختلف األفراد العاملين في المنظمة وأكثر فعالية
في تحقيق األهداف قياسا بأنماط االتصاالت األخرى .ففي هذه الشبكة يتصل أعضاء المجموعة مع
بعضهم دون قيود ،بحيث تحدث خطوط اتصاالت متعددة بشكل مباشر بين المرؤوسين والرئيس
األعلى المباشر أو بشكل غير مباشر عن طريق الرؤساء المباشرين للمرؤوسين أو فيما بين الجماعة
بصرف النظر عن مراكزهم .فتكون بذلك شبكة االتصال تربط بين جميع أفراد المجموعة كما
يوضحه الشكل :
14
-وسائل االتصال في المؤسسة و تقنياته:
تعتمد المؤسسة على مجموعة من الو سائل و التقنيات لتسيير العمل اإلداري داخل المؤسسة
وسائل االتصال في المؤسسة :يعتمد اختيار الوسيلة المناسبة في عملية االتصال على عدة عوامل
أهمها :طبيعة الرسالة و الهدف المقصود منها و نوع الجمهور المستهدف و مدى قرب الجمهور و
الفترة الزمنية لنشر الرسالة و رغبات الشخص المرسل و طبيعة الموقف الذي يملي عليه عملية
االتصال .و هناك عدة وسائل لالتصال اإلداري ( التنظيمي) منها الشفوي ،الكتابي ،و وسائل أخرى
كوسائل االتصال ال تصويرية و التصرفية ،وسنتطرق إلى أهمها بإيجاز ;
وسائل االتصال الشفوي :وهو ذلك االتصال الذي يستخدم األلفاظ المنطوقة المشتملة على كلمات أو
جمل أو عبارات دالة على معنى مفيد و .تتكون منه الفكرة أو الموضوع الذي يريد المدير نقله
للموظفين مثال و .تلجأ المؤسسات ىإل هذا النوع من االتصال لسرعته و لكونه يعطي ردود فعل
مباشرة و يسهل التفاعل .و وسائل االتصال الشفوي يمكن أن تكون مباشرة بدون استخدام وسيط أو
غير مباشرة باستخدام وسيط .
قنوات االتصال الشفهي المباشر :و منها ;
التعليمات و األوامر :تعمل عملية االتصال في بعض المؤسسات عن طريق إصدار التعليمات و
التوجيهات في صورة أوامر تصدر من الرئيس إلى المرؤوسين ألداء عمل معين .
االستشارة :ال ينجو أي عمل في المؤسسة من المشكالت أو المعوقات التي تؤثر بدورها على سير
العمل و نتائجه قد و .تختلف هذه المشكالت مما يتطلب من المؤسسات اللجوء و االستعانة ببعض
الخبراء و األخصائيين في حل هذه المشكالت و .تكون االستشارة هنا وسيلة من هذه الوسائل .
المقابالت :تعتبر المقابلة إحدى وسائل االتصال الشفهي المباشر و .تعني المقابلة هنا المقابلة الرسمية
غير المقابالت األخرى االجتماع أو ية اإلنسانية و .تعتبر المقابلة وسيلة اتصال وجه لوجه و .تختلف
المقابالت حسب الهدف منها ،و من أهم أنواع المقابالت الشائع استخدامها ;
مقابلة إعالمية . .1
مقابلة االستشارات. .2
مقابلة التوظيف. .3
مقابلة التدريب. .4
مقابلة التقييم. .5
مقابلة العالقات العامة. .6
15
االجتماعات و المؤتمرات :حيث تعتبر االجتماعات و المؤتمرات إحدى وسائل االتصال الشفهي
الرسمي إذ .يلتقي الموظفون في مواعيد محددة لتبادل األفكار و اآلراء و المعلومات و .يتم هذا
اللقاء حسب أجندة المؤسسة ،حيث يتم االجتم اع سنويا لمناقشة إنجازات المؤسسة و تحدياتها و 45
كذلك أهدافها و تطلعاتها بخصوص المرحلة القادمة و .في الغالب يترأس هذا االجتماع و المؤتمر
شخص يمثل الهيئة العليا في المؤسسة .
اللجا ن :و اللجان كذلك إحدى صور وسائل االتصال الرسمي الشفهي المباشر مثل االجتماعات و
المؤتمرات .إال أنها تختلف من حيث العدد و المهام باختالف الغرض و المسؤولية المسندة .قد و
تكون اللجان دائمة وأ ظرفية ،حيث تنتهي مهمتها بتحقيق الهدف الذي تسعى إليه.
الندوات :و تمثل الندوات كذلك إحدى وسائل االتصال الرسمي المباشر .فقد يجتمع العمال و
الرؤساء لتبا و دل جهات النظر حول موضوع يشكل صعوبة في معالجته على المستوى الفردي.
حيث تطرح األسئلة في الندوة بطريقة ما حسب طريقة التنظيم المعتمدة في المؤسسة و ،يتم اإلجابة
عليها في شكل مناقشة و حرة غالبا ما تنتهي الندوات بتوصيات.
البرامج التدريبية :و التدريب هنا يأتي لزيادة قدرات الموارد البشرية مما يعود بالنفع على
المتدرب و المؤسسة و .تستخدم البرامج التدريبية كوسيلة اتصال .
الخطاب و التقديم :فقد تتطلب الظروف بداخل المؤسسة خطاب أو ا تقديم مثال وذلك لشرح فكرة
ما أو لعرض التقارير ،و كذلك من أجل اإلقناع .فهذه األغراض تأتي لحث العاملين على إتباع سلوك
معين أو نقل التعليمات أو التعريف بآخر التطورات بالنسبة لموضوع .
وسائل االتصال الشفهي غير المباشرة :و تأتي وسائل االتصال الشفهي غير المباشرة في الدرجة
الثانية من حيث السهولة في االتصال .مافي و يلي بعض وسائل االتصال الشفهي غير المباشرة ;
التليفون :للتليفون دور في مجال األعمال ،فهو وسيلة اتصال شفوية غير مباشرة بين الموظفين.
نظم اإلذاعة الداخلية و المخاطبة :و يوجد هذا النوع في الدول المتقدمة و الشركات الكبر ى ،و هذا
النوع هو على شكل شبكة داخل المؤسسة أو المنظمة و يتم من خالله نقل التعليمات و األوامر إلى
العاملين.
وسائل االتصال الكتابي :االتصال الكتابي هوو ذلك االتصال الذي يستخدم كتابة األفكار و المعلومات
إما باستخدام الكلمات أو الرموز و توزيعها للعاملين في المؤسسة و .يتم االتصال الكتابي بين
المرسل و المرسل إليه ،أو عبر الفاكس أو البرقيات ،أو عبر شبكة المعلومات العالمية (اإلنترنت أو ،
رسالة قصيرة على الهاتف الجوال (.و هذا األسلوب يعتبر من متطلبات األمور في المؤسسات كبيرة
الحجم و ذات األتساع في التنظيم و المستويات اإلدارية الهرمية .و يستخدم االتصال المكتوب ا في
ألمور التالية ;
16
الموضوعات التي تحتاج إلى توثيق البيانات.
العقود والوثائق الرسمية.
األشياء التي يتطلب األمر الرجوع إليها .
قد و تشترك وسائل االتصال المكتوبة مع وسائل االتصال الشفوية في استخدام الكثير من الوسائل
و .من وسائل االتصال المكتوب ما يلي ;
التعليمات و األوامر :قد تكون التعليمات و األوامر شفهية كما أنها قد تكون مكتوبة كمرجع يرجع
إليه في حالة المخالفة و ذلك بالنسبة لكل المستويات اإلدارية قد و .تكون التعليمات و األوامر المكتوبة
في صورة مذكرات داخلية و المطبوعات و النشرات .
لوحات اإلعالنات الن و شرات :تستخدم هذه اللوحات و التي توضع في زاوية نظر العاملين
كوسيلة اتصال لتبليغ العاملين بأخبار أو معلومات تتعلق بشؤون العاملين.
مجالت المنظمة :و من هذه المجالت المجالت التي تصدر عن القطاع الذي تنتمي إليه المؤسس و ة
هي األكثر استخداما و مجالت متخصصة ترتكز على أخبار المؤسسة بالذات و مجالت يومية تغطي
موضوعات عامة عن مجلس إدارة المؤسسة و األخبار اليومية الهامة.
الرسائل الخاصة :و تأخذ الرسائل الخاصة كوسيلة لالتصال الرسمي المكتوب أحد اتجاهين ،إما
االتجاه الرأسي الهابط أو االتجاه الرأسي الصاعد .
بيانات األجور و المرتبات :هي الكشوف التي تبين أجر العاملين و تعطى في كل شهر أو كل
أسبوعين أو أسبوع ،حسب النظام المعمول به في المؤسسة و .تستغل في بعض المؤسسات هذه
المناسبة لتنقل إلى العاملين بعض الرسائل و المعلومات في صورة بيان مكتوب على قطعة صغيرة
من الورق .
األدلة ال و كتيبات :ما هو يقوم به أغلب أو معظم المؤسسات بإصدار دليل للعاملين يحتوي على ما
كل يهم العاملين ،من حيث السياسة العامة و حقوق الموظف و واجباته .
أرفف المعلومات و المتداوالت باليد و :تعتبر أرفف المعلومات أحد وسائل االتصال الرسمي
المكتوب .فكثيرا ما يوجد في معظم الشركات و المنظمات أرفف ملحقة بمكتب االستعالمات أو
مكتب االستقبال و ،تمتلئ هذه األرفف بالعديد من المطبوعات و .توجد داخل المؤسسة أيضا
متداوالت باليد تعكس الكثير من المعلومات حول ما يدور بالمؤسسة .
التقارير السنوية :هي التقارير التي تصدر كل سنة خ من الل التعرف على اإلنجازات في السنة ،و
هي إحدى وسائل االتصال المكتوب .
17
مطبوعات النقابات :هي المطبوعات التي تصدرها نقابات العمال الموجودة في المؤسسة .
نظم االقتراحات و الشكاوي :هي وسيلة تقوم على رفع الشكاوي و االقتراحات من أسفل التسلسل
الوظيفي إلى أعاله و .يتم ذلك عن طريق استالم اإلدارة العليا لألفكار و االقتراحات ،من خالل
صندوق خاص.
سبر اآلراء :تتم عن طريق قيام المؤسسات لمسح دوري للتعرف على استعدادات العاملين ،و ذلك
من خالل اإلجابة ع ن أسئلة معينة مرتبطة باإلدارة ا و لمدير و ين المشرفين .
التقارير :تعت بر التقارير أحد وسائل االتصال الرسمي قد و تكون التقارير شفهية كما يمكنها أن
تكون مكتوبة
وسائل االتصال األخرى :هناك أنواع أخرى من الوسائل نذكر منها ما يلي :
وسائل االتصال التصويرية :و يجري هذا األسلوب من أساليب االتصال عن طريق استخدام الصور
و الرسوم من أجل نقل مضمون الرسالة المراد توصيلها و .يتحقق بعدة وسائل مختلفة أهمها :
التلفزيون و الفضائيات و اإلنترنت و السينما و الكاريكاتير و الملصقات و األفالم و المجالت و
اإلعالنات
وسائل االتصال أ لتصرفي :يشمل الوسائل التي تنجم عن التصرفات و األفعال اإلرادية و
الشعورية و الالشعورية و .هي االتصاالت التي ال تستخدم الكلمات للداللة على معانيها ،و إنما لغة
غير لفظية مثل اإلشارات كلغة الجسد و تعابير الوجه و ابتسامة المدير للموظف ..الخ
وسائل االتصال غير الرسمية :لالتصال غير الرسمي العديد من الوسائل و لكن أهمها الشائعات .
حيث تمثل الشائعات أسوأ وسائل االتصال غير الرسمي نظرا لعدم استنادها على الحقائق و عدم الدقة
في معظم المعلومات و البيانات المتداولة و .إن صدقت الشائعات في بعض األحيان إال أنها تخطأ في
معظم األحيان بسبب عدم توافر البيانات و إعطاء الفرصة ل لقيل و القال.
18
المعوقات الشخصية :وهي المعوقات التي ترجع إلى المرسل والمستقبل في عملية االتصاالت و
تحدث فيها أثرا عكسيا وذلك نظرا إلى الفروق الفردية التي تجعل األفراد يختلفون في حكمهم و في
عواطفهم و في مدى فهمهم لالتصال واالستجابة له .وكذلك فقدان الثقة بين األفراد مما يؤدي إلى عدم
تعاونهم ،وبالتالي حجب المعلومات عن بعضهم البعض ،مما يعقد عملية االتصاالتويحد من فاعليتها.
ومن المعوقات الشخصية التي تواجه االتصال اإلداري ما يلي ;
صعوبات اللغة :قد تصبح اللغة عندما ال تكون مفهومة لدى المستقبل عائقا لالتصال كاستخدام
مصطلحات فنية متخصصة أو كلمات غير محددة أو كلمات تؤول إلى أكثر من معنى ،أو عند
استخدام المرسل األساليب إنشائية مطاطة أو معقدة أو غامضة .كل ذلك يعيق االتصال عن تحقيقه
للغرض منه
البعد المكاني بين المرسل والمستقبل :يؤثر بعد المسافة بين العاملين في المنشآت الكبيرة وذات
الفروع واألقاليم الشاسعة سلبا على عملية االتصال حتى بوجود الوسائل التكنولوجية المتطورة من
انترانتوالهواتف وغيرها .
تعدد المستويات اإلدارية بين المرسل والمستقبل :قد تخضع رسائل االتصال إلى كثير من التغيير
والتزييف واإلضافة أثناء انتقالها عموديا من المسئولين إلى العمال أو العكس عبر عدة مستويات
إداريةخاصة إذا لم يتبع ذلك الكثير من المتابعة والحرص والتأكد من سالمة قنوات االتصال.
الفروق الشخصية بين المرسل والمستقبل :تعتبر الفروق الشخصية القائمة بين المرسل والمستقبل
كاختالف العادات والقيم أو عدم اتفاق الخبرات والمشاعر والسلوكيات من العقبات التي تقف أمام
االتصال وتحد من فاعليتهم .حيث سيذهب تفكير كل منها إلى ناحية مختلفة عن اآلخر ،األمر الذي
سيؤثر حتما في عملية اشتراكها واندماجها مع مضمون الرسالة واالستجابة لها و التأثير والتأثر
بهاوالعمل بموجبها.
الحالة النفسية للمرسل أو المستقبل :يؤثر العامل النفسي بشكل مباشر في عملية التفاعل
معمضمون الرسالة سواء من حيث إعداد المرسل وتحضيره لها أو من حيث استقبالها من المستقبل
والعمل بها واالستجابة لها.حيث يختلف األمر إذا أحس أي منهما بالخوف أو عدم الثقة أو القلق عما
إذا شعر باالستعداد النفسي واالرتياح والتفاعل والروح المعنوية العالية .حيث ينعكس ذلك مباشرة
على عمليةتفسير الرسالةوالموضوعية في ذلك.
المبالغة في عملية االتصال أو التقليل منها :تعد كثرة االتصاالت في المنظمة من اجتماعات
ولقاءات ومقابالت متكررة بشأن موضوع ما أو عدة مواضيع أمرا مقلقا وعبنا ثقيال للعمال ،كما
أنهمضيعة لوقت المسئولين بالمؤسسة .وفي المقابل تعد قلة االتصاالت ،إال للضرورة القصوى ،من
األسباب المؤدية إلى الغموض وعدم الوضوح وحجب المعلومات الهامة واألساسية في العمل مما
يؤدي إلى عدم فعالية االتصال و فشله.
19
المعوقات التنظيمية :يتأثر االتصال اإلداري كثيرا بالبيئة التنظيمية السائدة كغموض األدواروعدم
تحديد الصالحيات أو لتباين المستويات واالختصاصات أو لبعد مراكز التنفيذ حيث يؤدي ذلك إلى
ضياع معلومات و يؤثر تعدد المستويات اإلدارية واتساع نطاقها في وصول المعلومات بطريقة
صحيحة ،حيث أثبتت دراسات أجريت حول 100شركة عن فقدان المعلومات في عملية االتصال
بأن المعلومات قد اختزلت بنسبة 30بالمائة عند انتقالها من مكتب رئيس العمل إلى العاملين وتزداد
المشكلة أكثر بزيادة التشتت الجغرافي الفروع المؤسسة.
ϱέΩϹ
ϝΎλ ΗϹΕΎ
ϗϭόϣ
ΔϳϳΑΕΎ
ϗϭόϣ ΔϳϣϳυϧΗΕΎ
ϗϭόϣ Δϳλ ΧηΕΎ
ϗϭόϣ
ϭϝΎ γϭϟ
ι Ϙϧ- ί ϛέϣΡϭο ϭϡΩϋ -
ΔϳΩΎ
ϣϟ
ΕΎϳϧΎ
ϛϣϹ ϝΎλ ΗϹ ΔϳΩέϔ
ϟ ϟ-
ϕϭέϔ
Δϐϟϑ ϼΗΧ· - ρϭρΧΡϭο ϭϡΩϋ - ΔϘ
Λϟ
ϥΩϘ
ϓ-
ϭϡϳϘ
ϟϭΔϣΩΧΗγϣϟ Δϳϣγέϟ
ΔρϠ
γϟ
ΩϳϟΎ
ϘΗϭΕΩΎόϟ ϡϬϔϟϲϓϑ ϼΗΧϹ-
ΔϳϣϳυϧΗϟΓΩΣϭϟϡΩϋ - ϝΎλ ΗϼϟΔΑΎ
ΟΗγϻϭ
ΩϭόΗϲΗϟΕϼϛηϣϟ-
ϭΗΎϧΎ
ϳΑϟέηϧϭϊ ϣΟϟ ϡΩϋϭΕΎ όϣϟΏΟΣ -
ϣϭϠ
ΔϳϋΎϣΗΟϹ
·ϝϣϭϋϝ ϰϟ ΕΎ ϣϭϠόϣϟ ϥϭΎ
όΗϟ
ϡΎ
ΟγϧϹϭϡϫΎϔΗϟϡΩϋ -
ϥϳϠϣΎόϟ
ϥϳΑ
المصدر :بشير العالق " ،اإلتصال في المنظمات العامة دار اليزوري
العلمية لنشر و التوزيع " ،األردن ، 2009ص 155
20
المبحث الثالث :اإلستراتيجية اإلتصالية
تعريف اإلستراتيجية اإلتصالية :
تعرف اإلستراتيجية االتصالية ب أنها " المخطط العام للسياسة االتصالية للمؤسسة أو المنظمة ،
أو هي مشروع إجمالي متوسط أو طويل المدى يحدد األهداف و يختار الوسائل"
أما بيير قريقHHوري grigory PierreفHHيرى" أن اإلسHHتراتيجية االتصHHالية هي مجموعHHة متناسHHقة من
وسائل العمل في األسواق التي تسمح للمنظمة أو المؤسسة باالتصال بمحيطها و التأثير على الجماهير
كما تعرف اإلستراتيجية االتصHHالية على أنهHHا " االختيHHار بين مختلHHف الطHHرق الممنHHو حHHة ألخصHHائي
التسويق من أجل التعريف بالمنت أو ج الخدم و ،ة تتمثل هHHذه الطHHرق عمومHHا في االتصHHال المباشHHر،
بمعHHنى وجHHه لوجHHه بين البHHائع و الزبHHون المحتمHHل ،و االتصHHال غHHير المباشHHر كاإلشHHهار و الHHترويج
للمبيعات ،فطبيعة المنت و ج السوق هما اللذان يقومان بتحديد اإلسHHتراتيجية االتصHHالية لHHل منظمHHة أو
المؤسسة ".
و بالتالي يمكن تعريف اإلستراتيجية االتصالية على أنها مجموعة من القرارات الهامة حHول األهHداف
االتصالية التي يجب الوصول إليها ،و الوسHائل المطبقHة من أجHل تحقيقهHا و هي تحتHوي على أشHكال
االتصال في المؤسسة فكل اتصال يوجه للجمهور المتلقي رسالة مختلفة ألنه غHHير متجHHانس و ،يمكن
أن يمتHHد عمHHر اإلسHHتراتيجية االتصHHالية من ثالث سHHنوات إلى خمس .بحيث تHHدعمها المنظمHHة أو
المؤسسة لتحقيق أهدافها.
21
مبدأ التميز : Différenciation .3
إن أحد األدوار األساسية لإلستراتيجية االتصالية هي إعطHاء المنت أو ج الخدمHة تمي ز غHير موجHود في
العروض األخر (ى التميز اإليجابي بالطبع ) .حيث تقاس نوعية االتصال بدرجة التميز التي يخلفها المنت
ج أو الخدمة المعروضة
مبدأ الوضوح : clatéir .4
يجب أن تكون اإلسHHتراتيجية االتصHHالية واضHHحة وبسHHيطة و سHHهلة الفهم لHHدى الجمهHHور المسHHتهدف .فHHأي
إستراتيجية تعتمد على أسس و مبادئ عمل غير مفهومة و معقدة ،تكون نتيجتها مبهمة ال قيمة لها.
مبدأ الواقعية : Réalisme .5
يجب أن تتطابق اإلستراتيجية االتصالية مع خصائص المنت أو ج الخدمة و ذلك لكي تكون مرحبا بها من
طرف الجمهور المستهدف .فأي معلومة ال ترتبط بالواقع فإنها تؤدي إلى رفض الرسHHائل المعروضHHة ،و
ثم من فقدان المنت أو ج الخدمة لقيمته و جمهوره.
مبدأ المرونة : Flexibilité .6
إستراتيجية االتصال يجب أن تكون ;
مرنة حسب مختلف األشكال االتصالية . )1
مرنة حسب وسائل االتصال. )2
مرنة حسب نوع الخدمات أو المنتج. )3
مبدأ التناسق : Cohérence .7
يجب أن يتناسق االتصال مع مجموعة قرارات المؤسسة،و بالخصHHوص مHHع قHHرارات التسHHويق و هدفHHه و
موقعه و قنوات التوزيع.
مبدأ القبول الداخلي : interne Acceptation .8
البHHد على االتصHHال و رسHHائله ال أن تكHHون مسHHموعة و مفهومHHة من المسHHتهلكين فقHHط ،و بHHل أيضHHا من
الجماهير داخل المؤسسة دح في ذاته ( مستخدمين ،عمال ،إطHHارات) .فهHHذا المبHHدأ أساسHHي ألنHHه جHHزء من
االتصال ،فهو سيكون منجز ا من طرف الموظفين و بالخصوص الذين لهم عالقHHة مباشHHرة مHHع الجمHHاهير
الخارجية .
22
أنواع اإلستراتيجية االتصالية في المؤسسة : -
تنقسم اإلستراتيجية االتصالية في المؤسسة إلى نوعين :إستراتيجية تتكفل باالتصال الداخلي ،و األخHHرى
تتكفل باالتصال الخارجي.و هي كاآلتي ;
.1اإلستراتيجية الداخلية :يعمل هذا النوع من إسHHتراتيجيات التHHأثير على تعHHديل الخصHHائص الذهنيHHة
لألفراد بصورة مباشHHرة ( اتجاهHHات ،مواقHHف و عHHادات ،معتقHHدات .)،....و يتم هHHذا التHHأثير على ثالث
فئات من العوامل الذهنية و العوامل األخالقية ،و العقلية و العاطفيHHة و .على العمHHوم تسHHتعمل التسHHميات
التالية لإلشارة إلى اإلستراتيجيات الداخلية ;
نداء الواجب :في بعض الحاالت ،و حHHتى يتم تعHHديل أو تغيHHير سHHلوك معين تلجHHأ السHHلطات العموميHHة أو
الجمعيHHات االجتماعيHHة ىHHإل محاولHHة التHHأثير على العوامHHل األخالقيHHة من خالل التربيHHة أو إعHHادة التربيHHة
األخالقية ألفراد الجماعة المستهدفة.
نــداء العواطــف :تعتبر اإلسHHتراتيجية العاطفيHHة من أهم أسHHاليب اإلقنHHاع المسHHتخدمة و تسHHتعمل لتحفHHيز و
تحريك و توجيه مشاعر و انفعاالت األفراد بهدف تدعيم سلوك قائم أو إحداث سلوك أو قيم جديدة و .يؤكد
الكثير من علمHاء االجتمHاع و علم النفس أنHه باإلمكHان تحقيHق نتHائج ايجابيHة باسHتعمال نHداء العواطHف و
باستغالل المشاعر المختلفة و استثمارها في االتجاه المتوخى .
نداء العقل :تتمثل هذه اإلستراتيجية في محاولة حمل األفراد على تغيHHير سHHلوكهم عHHبر اإلقنHHاع المنطقي،
أي استعمال الحجج و البراهين المنطقية.
.2اإلستراتيجية الخارجية :و سميت كذلك ألن التغيير ال يتوجه مباشرة إلى األفراد ،بل إلى العوامHHل
البيئية أو المحيطة باألفراد حيث يتم التأثير مثال أو التعديل في القوانين و اللوائح ،و بفعل ال عHHادة تتحHHول
السHHلوكيات المحدثHHة إلى قناعHHات تحHHل محHHل المعتقHHدات القديمHHة ،و تتمثHHل هHHذه اإلسHHتراتيجية فيمHHا يلي :
إستراتيجية القوة و اإلكراه :يستعمل مثل هذا النوع من أجل إحHداث سHلوك لHدى األفHراد ال يتماشHى مHع
رغباتهم ويعاكس ميوالتهم و عاداتهم الشخصHHية عن طريHHق جعHHل بعض السHHلوكيات إجباريHHة أو ممنوعHHة
باللجوء إلى القوانين .
إســتراتيجية المكافــأة و التســهيل :و هHHو جعHHل السHHلوك سHHهل التبHHني و مرغHHوب فيHHه من خالل بعض
المحفزات الخارجية كتقديم مكافأة ما مقابل تبني الفرد لسلوك معين.
-مراحل صياغة اإلستراتيجية االتصالية:
مثل مختلف الخطط اإلستراتيجية فخطة االتصال في المؤسسة تمر على أكثر من مرحلة إلعدادها و .هHHذه
المراحل تتميز في مجموعها بتقسيمها إلى ما قبل وضع الخطة و إعدادها أو وضعها ثم متابعة تنفيذها و .
حسب الكتاب فهناك أربعة مراحل إعداد و أخرى للتنفيذ كما يلي :
23
.2دراسة المحيط االجتماعي و الثقافي.
.3تعيين ال مستقبليين و تكييف الوسائل .
.4اختيار وسائل و روابط االتصال.
.5التنفيذ.
و في ما يلي شرح كل عنصر أو مرحلة من هذه المراحل كاآلتي :
تحديد األهداف :يعتبر تحديد األهداف مرحلة مهمة بالنسبة لوضع إسHHتراتيجية االتصHHال ،كمHHا أن هHHذه ال
مرحلة تمر بنقطتين
تحديد األهداف العامة :و هذا العنصر يعود للمHدير وحHده العتبHاره الشHخص الوحيHد الHذي بإمكانHه أن
يضمن تالحم الجميع من جهة و .من جهة ثانية فإنHHه هHHو المقHHرر و األهHHداف تعHHبر عن نظHHرة إسHHتراتيجية
للمسيرين .كما يتضمن تحديHHد األهHHداف العامHHة محاولHHة التعHHر ف و التأكHHد من القبHHول الجمHHاعي لألهHHداف
الخاصة إلستراتيجية االتصال و .هذا يمكن أن يعني تحديد األهداف العامة مباشرة هيئة اإلدارة ككل.
تحديد األهداف الخاصة :على خالف المرحلHة السHابقة فHإن تحديHد األهHداف الخاصHة يسHتوجب إشHراك
الجميع في هيئة اإلدارة و ذلك بالنظر ىإل خصوصيات المرحلة و التي تتضمن
.1تسلسل النشاطات في كل المستويات.
.2مصداقية المنهجية انطالقا من مشاركة كل مسير.
.3تالحم الجميع حول األهداف التي تسمح بتجنب الغموض.
هذا يجب األخذ بعين االعتبار أن هذه المرحلة ترتكز على مجموعة من النقاط التالية و هي:
منهجية ا لتخطيط ،ألن كل خطوة تتعلق بنشاط االتصال يجب أن تكون في إطHار منهجي و .ذلHك بغيHة
التحق ق من الفرو قات من جهة ،ومن جهة أخرى تخفيض المخاطر و الخسارة.
إدماج اإلدارة ضمن اإلستراتيجية العامة و ذلك على اعتبار أنها المعني األول بتطبيق هذه اإلسHHتراتيجية
و المسئولة ع لى نجاحها .
النقطة الثالثة تتعلق بالتغذية المرتدة ،و ذلHHك على اعتبHHار أن أهHHداف إسHHتراتيجية االتصHHال ال تقتصHHر على
سير المعلومة و ضمان وصولها إلى المسHHتقبل و ،ط فHHق إنمHHا األهم من ذلHHك يجب معرفHHة مHHدى رد فعلهم
اإليجابي و إدراج جميع ردود األفعال ضمن إستراتيجية محددة.
: -دراسة المحيط االجتماعي و الثقافي للمؤسسة
في هذه المرحلة تقوم المؤسسة بكل من ;
24
لبحث عن هوية المؤسســة وصــورتها :و هويHHة المؤسسHة تعHHبر عن اسHم المؤسسHة ،فالهويHHة القويHHة
للمؤسسة تسمح بتحقيق االنسجام و ،هكذا فكل عمل اتصال يرتبط بهوية المؤسسة يدعم هذا االنسHHجام ف .
المؤسسة كشخص معنوي مثل الشخص الحقيقي ،لها هوية تحدد من خالل عدد من العوامل منهHHا :هياكلهHHا
و أنظمتها و تاريخها و المجموعات الثقافية التي تكونها ...الخ.
و صHHورة المؤسسHHة تنتج أو هي انعكHHاس للهويHHة و تقيم من خالل المكونHHات األساسHHية .و عHHادة مHHا يكHHون
الحHHHديث عن صHHHورة المؤسسHHHة الخارجيHHHة من خالل الصHHHورة الداخليHHHة فتنتج عن إدراك أو معرفHHHة (
)marketingعمليات التسويق الهوية في الداخل.
تأكيد أهداف االتصال المحددة من اإلدارة و تكييفها :تحدد األهداف من طرف إدارة االتصال انطالقHHا
من تصورها لواقع المؤسسة ما و ترجوه منه .و هذه األهداف ي عرضها على واقع المؤسسHHة الحقيقي يتم
اكتمالها.
تعيين خطــوط حركــة المعلومــات في المؤسســة :الدراسHة الثقافيHة االجتماعيHة تسHمح بتحديHد خريطHة
لقنوات االتصال سواء الرسمية و هي الضرورية للقيام باالتصال و الواجب معرفتهHا بالمؤسسHة ،و إدخHال
بتعديالت عليها لالستعمال األمثل و الفعال .و تتم مختلف هذه العمليات عHHادة من طHHرف مجموعHHة مؤقتHHة ،
يتم تكوينها من طرف اإلدارة لهذا الغرض و تحديد صالحيتها و تنتهي أو تحل بمجرد نهاية العمل.
تعيين المستقبليين و تكييف الرسائل :بعد تحديد أهداف االتصال النهائيHHة لالتصHHال يجب ترجمتهHHا إلى
رسائل اتصال و تعيين المستقبلين الذين ترسل إليهم و تكييفها مع المستقبلين المحتفظ بهم و .لمستقبلو ن هم
أشخاص في المؤسسة أو مجموعات منسجمة من األشخاص الذين يسHHتهدفون بالرسHHائل االتصHHالية ،و يمكن
أن يكونوا مباشرين أو غير مباشرين .
إختيار وسائل وروابط االتصال :بالنسبة لوسHHائل االتصHHال يمكن أن تكHHون شHHفهية أو كتابيHHة .كمHHا يمكن
تقسيمها إلى تلك التي ال يترك أي اختيار للمستخدم و هي تخضع فقط إلدارة السلطة الرئاسية .كما نجد تلك
التي يشارك فيها المواطن مثل االجتماعات العملية و .هناك من يترك تدخل إيجابي بالنسHبة للمسHتخد و .م
تجدر اإلشارة هنا إلى أنه كلما كانت وسائل االتصال أقرب إلى العالقات الشخصية كلما كان االتصال أكHHثر
فعالية .أما بالنسبة للروابط فهنا يمكن القHHول أنHHه كلمHHا كHHان هنHHاك عHHدد أكHHبر من الوسHHطاء بين المرسHHل و
المستقبل ،كلما زادت إمكانية تحريف.
تنفيذ إستراتيجية االتصال :تنفيذ إسHHتراتيجية االتصHHال الHHتي تعHHد في فHHترة زمنيHHة من سHHنتين إلى خمس
سنوات و ،فيها تحHدد العناصHHر المختلفHHة الالزمHHة لتطHHبيق اإلسHHتراتيجية و متابعتهHHا ابتHHداء من األهHHداف و
الخاليا االتصالية و المستهدفين و الوسائل و الوسHHطاء و التHHواريخ إلى التكHHاليف المتعلقHHة بهHHا و الحHHدود أو
القيود التي تواجهها العملية االتصالية.
25