You are on page 1of 3

‫الصحافة الثقافية يف الصحف العربية‬

‫من ذ أن ُع رفت الص حافة وهى تلعب دور األداة الفاعل ة لتوص يل املع ارف والثقاف ة لك ل من‬

‫ي رغب ىف األحاط ة هبا وذل ك على أس س وقواع د مس تنرية واعي ة (راغب‪ ،)13 ،‬ونس تطيع أن نق ول‬

‫بثقة أن الصحافة هي مرآة الرأي العام‪ ،‬وأداة من األدوات اهلامة للتعبري عن الرأى ‪ ،‬فكيف ميكن أن‬

‫نتصور عامل بدون صحف فهي ضرورة من ضرورات اجملتمع (محزة‪1963،‬م ‪.)7،‬‬

‫مل تعد الصحافة األن جمرد وسيلة ملعرفة األخبار فحسب‪ ،‬او حىت للمعرفة أو املعلومات‪ ،‬بل‬

‫هي تعدت هذه املرحلة وأصبحت إحدى الوسائل اجلماهريية يف منظومة االتصال واإلعالم اليت يتم‬

‫االس تفادة منه ا يف اس تثمار أوق ات الف راغ وال رتويح عن قارئيه ا‪ ،‬وه و م ا جعله ا أص بحت تتج ه إىل‬

‫التخصص يف تقدمي مادهتا اإلعالمية‪ ،‬فأصبح منها االعالم الرياضي ‪ ،‬أو االعالم الفين‪ ،‬أو السياسي‪،‬‬

‫أو االقتصادي‪ ،‬والذى يعنينا هنا هو اجملال الثقايف ‪ ،‬مما يتيح للقارئ فرص االختيار لقراءة ما يتماشى‬

‫مع اهتماماته أو ميوله أو احتياجاته من املعرفة يف أي جمال من هذه اجملاالت(حممد ‪ ،‬أمحد ‪، 2006 ،‬‬

‫‪.)288‬‬

‫وتعترب الصحف من الوسائل اهلامة واملؤثرة ىف شرحية كبرية من اجملتمع ملا تتمتع به من وصول‬

‫واسع النطاق هلذة الشرائح وألستطاعة طبقة واسعة من اجملتمع من شرائها ‪ ،‬ومن هنا تزداد املسئولية‬

‫امللقاة على عاتق هذة الصحف إليصال املعلومة الصحيحه( عابد& الصاحل‪2008 ،‬م‪.)24 ،‬‬
‫إن وسائل اإلعالم املختلفة تلعب دورًا هام ًا وحموري ًا يف التأثري على الرأي العام ‪ ،‬سواء كان‬

‫هذا الدور سلبيا أو إجيابًي ا ‪ ،‬كما أن هلا دورًا فاعًال وكبريًا وحيويا يف تكوين الثقافات من جيل إىل‬

‫اجليل الذي يليه ‪" ،‬هي يف احلقيقة وسائل وعي مهما تعددت أشكاهلا وظروفها فهي تدخل يف إطار‬

‫ميكن أن نطلق عليه الوسيلة اإلعالمية الثقافية لألفكار والتجارب وهذه الوسيلة سواء كانت بدائية أو‬

‫متَح ضرة فهي صاحبة الفضل األول يف النشر والذيوع وبدوهنا ُتغلق اجملتمعات أبواهبا لتعيش يف عزلة‬

‫تام ة عن بعض ها وب الرغم من الوس ائل املس تخدمة واالخرتاع ات واالكتش افات املتط ورة ال يت غ زت‬

‫اإلعالم مبا هلا من تأثري فعال وإغراءات قوية مثل اإلذاعة والتلفزيون واألقمار الصناعية ومع كل هذه‬

‫الوسائل ال زالت املعلومة املقروءة يف صحيفة أو جملة هلا السلطان األكرب والنفوذ األقوى بني جماالت‬

‫اإلعالم املتعددة واملختلفة"( حسني ‪2010 ،‬م‪.)2 ،‬‬

‫والناظر بعني احلقيقة يرى أن الصحافة الثقافية تعاين من الرتاخي‪ ،‬ففد أصبح النموذج الغرىب للثقافة‬

‫يف رض نفس ة بق وة نتيج ة لس يطرته على املعلوم ة بس يطرته على أهم العوام ل ت أثريا كاملؤسس ات‬

‫اإلعالمي ة ووس ائل االتص ال واإلعالم واملنظم ات االقتص ادية والش ركات متع ددة اجلنس يات والع ابرة‬

‫للقارات إىل غري ذلك من الكيانات‪ ،‬فلقد احتلت وفق إحدى الدراسات املرتبة اخلامسة بعد الصحافة‬

‫الرياضية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية رغم أهنا صحافة فكر ورؤية وحتليل ‪ ،‬أننا أمام ظاهرة‬

‫إعالمية ثقافية سلبية تس َّج ل على اإلعالم العريب املكتوب‪ ،‬وبالتحديد على تلك الصحف الورقية اليت‬

‫أدارت ظهره ا للص فحات واملالح ق الثقافي ة ‪ ،‬متجه ة حنو م واد إعالمي ة أخ رى لع ل أمهه ا الرياض ة‬

‫والسياسة‪ ،‬وظيفة التثقيف والقضايا الثقافية ىف مقدمة املهام الصحفية‪ ،‬وهى تزويد القارئ باملعلومات‬
‫الص حيحة املفي دة ذات الط ابع اإلنس اين او االجتم اعي أو العلمي أو األدىب ىف مقدم ة امله ام الص حفية‬

‫نظرًا ألهنا من املسائل الىت تشغل بال اجملتمع كله وال غرابة ىف ذلك فمن املعروف أن الصحف هى‬

‫مدارس الشعب( محزة‪1963 ،‬م‪. )23 ،‬‬

‫املراجع‬

‫حممد احلمامحي ‪ ،‬أمحد سعيد ‪ -‬اإلعالم الرتبوي يف جماالت الرياضة واستثمار أوقات الفراغ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مركز الكتابة للنشر ‪ -‬القاهرة ‪ ٢٠٠٦ -‬م‪.‬‬
‫راغب‪ ،‬د ‪ /‬نبي ل ‪ ،‬أساس يات العم ل الص حفى‪ ،‬الشركة املص رية العاملي ة للنشر لوجنم ان ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫محزة‪ ،‬د ‪ /‬عبد اللطيف ‪ ،‬الصحافة واجملتمع ‪ ،‬دار القلم‪ ،‬القاهرة‪1963 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عابد ‪ ،‬د‪ .‬زهري & الصاحل‪ ،‬د‪ .‬مروان ‪ ،‬املعاجلة الصحفية للحرب السادسة وتداعياهتا على‬ ‫‪-‬‬
‫القض ية الفلسطينية دراسة حتليل مض مون لصحف (األيام– القدس– احلياة اجلديدة ‪ -‬جملة‬
‫جامعة األقصى ‪ -‬اجمللد الثاين عشر ‪ -‬العدد الثاين‪ 2008 ،‬م‪.‬‬
‫حسني‪ ،‬وليد عط ا أمحد ‪ ،‬دراسة مقارن ة لقض ايا النق د الرياض ي ىف بعض الص حف املصرية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة بنها ‪2010 ،‬م ‪.‬‬

You might also like