Professional Documents
Culture Documents
جميع مراحل الإصلاحات التي مرت بها المنظومة التربوية لت... مقاربة بالكفاءات - نقلا على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم
جميع مراحل الإصلاحات التي مرت بها المنظومة التربوية لت... مقاربة بالكفاءات - نقلا على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم
ملخص:
تهدف هذه الورقة إلى حوصلة اإلصالحات التي عرفتها املنظومة التربوية الجزائرية
بعد االستقالل من خالل نقل ما ورد في كتيب صدر عن وزارة التربية الوطنية بعنوان
انجازات قطاع التربية الوطنية خالل 50سنة ،وتدعميه بمعلومات جاءت في مناشير وزارية
مختلفة (من باب إثراء املعلومات) ،ملعرفة إن تناولت هذه اإلصالحات املنظومة التربوية
كنسق كلي أم أنها إصالحات تناولت جزء منها بمعزل عن الكل رغم العلم بأن املنظومة
التربوية تمش ي بكل مكوناتها.
مقدمة:
إن "النسق التربوي هو مجموعة من البنيات والعناصر املتفاعلة فيما بينها تفاعال
دينامكيا ،ويتوخى هذا النسق تحقيق غايات وأهداف معينة من خالل ذلك التفاعل" ،وبما
أن لكل نسق تربوي أسس ومقومات مستمدة من سياسة تربوية واضحة تنطلق من تصور
فكري فلسفي تستمد منه التوجهات الكبرى واألهداف املرجوة ،جاءت فكرة ملتقى "املقاربة
بالكفاءات في املنظومة التربوية الجزائري أي نسق تربوي....؟".
ومن باب حوصلة اإلصالحات التي عرفتها املنظومة التربوية الجزائرية بعد
االستقالل ،ملعرفة إن تناولت هذه اإلصالحات املنظومة التربوية كنسق كلي أم أنها إصالحات
تناولت جزء منها بمعزل عن الكل رغم العلم بأن املنظومة التربوية تمش ي بكل مكوناتها،
جاءت فكرة هذه املداخلة والتي سنهتم فيها بجميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة
التربوية قبل تبنيها للمقاربة بالكفاءات ،من حيث ما طرأ عليها من تغييرات و تعديالت أملتها
عليها خصائص كل حقبة تاريخية عرفها وطننا بعد االستقالل ،معتمدين في ذلك كليا على
نقل ما ورد في كتيب صدر عن وزارة التربية الوطنية بعنوان انجازات قطاع التربية الوطنية
خالل 50سنة الصادر سنة ،2013وندعمه بمعلومات جاءت في مناشير وزارية مختلفة من
باب إثراء املعلومات.
.1املرحلة األولى ( :)1980 – 1962و التي بدورها يمكن تقسيمها لفترتين هما
.1.1فترة التعديل الجزئي للنظام املوروث وتكييفه مع متطلبات الجزائر املستقلة (– 1962
:)1970
لم يعرف النظام التربوي الجزائري في بداية هذه املرحلة تغييرات كبيرة (ما عدى
تحويالت خفيفة أدخلة على املحتويات واملواد لتنسجم مع فترة االستقالل) لضمان انطالق
املدرسة ،وكانت األولوية موجهة:
ما تميزت به السنوات األولى الستعادة الجزائر لحريتها من الفوض ى و االرتجال في
تسيير الشؤون العمومية ،قد منع بطبيعة الحال من تسطير سياسة تربوية في مستوى
املقتضيات الجديدة و إقامة منظومة للتربية والتكوين تلبي حاجات املجتمع وتساير متطلبات
التنمية" ( وزارة التربية ،ففري ،1992ص .)5وحسب نفس املرجع جاء التصحيح التاريخي
في 19جوان 1965كأول خطوة مكنت من تشييد الدولة على أسس جديدة ،و اتخاذ
التخطيط أداة محكمة لتنمية البالد ،ووضع البرامج و املشاريع لنشر التقدم االجتماعي و
االقتصادي و إقامة العدالة بين املواطنين و القضاء على الفوارق الجهوية ،وتوضح اإلطار
السياس ي للدولة الجزائرية التي تبنت املذهب االشتراكي وتوفرت شيئا فشيئا أهم الشروط
للتشييد االشتراكي املتمثل في كل من الثورة الزراعية الصناعية و الثقافية .فبعد فترة الوراثة
هذه كان البد من إدخال التعديالت على النظام التربوي الجزائري لجعله أكثر مالئمة و غايات
الثورة الجزائرية.
دائما حسب نفس الكتيب هي فترة لتحضير اإلصالح األول للمنظومة التربوية تميزت
بالتوجه القوي نحو إحداث تنمية وطنية شاملة في شتى مجاالت الحياة ،وبرز هذا التوجه
من خالل املخططات التنموية التي طبعت هذه املرحلة (املخطط الرباعي األول ،املخطط
الرباعي الثاني) .وكان من أولوياتها انجاز األعمال التحضيرية لإلصالح الجذري لنظام التربية
والتكوين وباملوازاة مع ذلك استمر إدخال التعديالت الالزمة ،كلما استدعت الضرورة ،سواء
كان ذلك على املستوى التنظيمي أو على مستوى املضمون .ففي مجال تنظيم التعليم ،وان
احتفظ التعليم االبتدائي بطابعه التنظيمي ،فان التعليم املتوسط شهد تغييرا جذريا ،تمثل
في جمع كل أنواع التعليم الذي كان يمنح في اكماليات التعليم العام واكماليات التعليم
التقني واكماليات التعليم الفالحي والطور األول من التعليم الثانوي ،في مؤسسات للتعليم
املتوسط التي تم إنشاؤها سنة ،1971وتم توحيد نظام التعليم بهذه املرحلة ،وصار يتوج
بشهادة التعليم املتوسط التي تم احداثها سنة 1972باملرسوم رقم .40 - 72
و أصبح التعليم املتوسط يشكل مرحلة مستقلة بذاتها ومرحلة وسطية بين التعليم
االبتدائي والتعليم الثانوي .وقد تم حذف التعليم التقني قصير املدى الذي كان يمنح في
اكماليات التعليم التقني و اكماليات التعليم الفالحي .وتميزت هذه الفترة كذلك بتخصيص
بعض مؤسسات التعليم املتوسط لتجريب البرامج التعليمية الجديدة التي تم اعدادها في
اطار االصالح الذي كان يجري تحضيره .فبعد ظهور التكميليات ابتداء من سنة 1971تقرر
الفصل بين طوري التعليم الثانوي املوروث عن النظام التربوي الفرنس ي بالزوال التدريجي
للطور األول الثانوي من الثانويات ،و إقامة تعليم متوسط مستقل يمنح للمتوسطات
والطور الثاني يمنح بالثانويات ثم إلغاء متوسطات التعليم التقني CETو مؤسسات التعليم
الفالحي CEAفي .1973كما تم " توحيد طريقة القبول في السنة األولى ثانوي ابتداء من
املوسم الدراس ي ،75-74كما ظهرت 3شعب ابتداء من السنة األولى ثانوي و هي شعبة
اآلداب العلوم و الرياضيات .و أصبح توجيه التالميذ إلى هذه الشعب حسب النسب التالية:
شعبة الرياضيات ،% 28شعبة العلوم ،% 43شعبة اآلداب ( " % 27وزارة التربية الوطنية،
نوفمبر ،2003ص .)6
جامعة الجزائر 2 مجلة التربية و الصحة النفسية
346 املجلد الخامس /العدد الثاني
جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات ( 2009ـ )2017
د .لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور /ط .د مريم بوعمامة نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم
أما التعليم التقني فشهد تغيرا ملموسا ،فمن ناحية احتفظ بالتحضير لبكالوريا
تقني رياض ي وتقني اقتصادي ،وبكالوريا التقني لشعب تقنيات الصناعة وتقنيات املحاسبة
بالثانويات التقنية ،ومن ناحية ثانية ،أنشئت متاقن الطور األول التي تمنح تكوينا ملدة سنتين
لتخريج عمال مؤهلين ،مع امكانية فرص االنتقال الى الطور الثاني لتلقي تكوين ملدة سنتين
إضافيتين ،إال أن هذه التجربة لم تدم طويال ،حيث توقفت سنة .1974
وعلى مستوى البرامج التعليمية فقد تم اصدار طبعة لبرامج التعليم االبتدائي
والتعليم املتوسط سنة 1974تحت عنوان (برامج وتعليمات تربوية) تضمنت تعديالت تندرج
ضمن مواصلة تكييف البرامج التعليمية .أما بالنسبة للتعليم الثانوي فقد استمر العمل
بالبرامج السابقة مع حذف ما يتنافى مع السيادة الوطنية .وبقيت الكتب املدرسية تستورد
من الخارج أو تطبع محليا بعد الحصول على حقوق التأليف ،أما الوسائل التعليمية فقد
عرف تطورا ملموسا بفضل جهود املعهد التربوي الوطني .وفي مجال التأطير تميزت هذه الفترة
بإحداث املعاهد التكنولوجية للتربية التي شهدت فيما بعد توسعا كبيرا شمل كل الواليات،
لتكوين املعلمين و أساتذة التعليم املتوسط في ظرف سنة واحدة فقط .والش يء األساس ي
الذي يميز هذه الفترة هو اصدار االطار التشريعي والتنظيمي ملنظومة تربوية تضع حدا
وقطيعة مع النظام املوروث ،وتؤسس ملنظومة أصلية في مضامينها وتوجهاتها وفلسفتها ،وشرع
في تعميمها ابتداء من الدخول املدرس ي 1981.- 1980
خضعت املنظومة التربوية الجزائرية إلى تعديل جدري بعد 14سنة من االستقالل
بوضع األمرية الرئاسية ل 16أفريل 1976و التي تضمنت تنظيم التعليم والتكوين و التي تبنت
من خاللها الدولة الجزائرية نظام التعليم األساس ي املتعددة التقنيات .هذا التعديل املطبق
تدريجيا نظمته مناشير وزارية كانت تصدر بصفة متواصلة من مختلف مديريات وزارة التربية
لتضمن تسهيل عملية االنتقال من املنظومة املوروثة إلى منظومة وطنية تستجيب لتطلعات
الدولة والشعب ومن خالل من ما جاء في األمرية الرئاسية ل 16أفريل 1976والتي تقر:
oالحق في التعليم و التكوين لكل جزائري :فاملادة 04من األمرية تقر حق كل
جزائري في التربية والتكوين بتعميم التعليم األساس ي .هذا املبدأ برهن على
مسايرة هذه املدرسة للنظرة العاملية الجديدة للتربية تضيف املادة 14
جامعة الجزائر 2 مجلة التربية و الصحة النفسية
347 املجلد الخامس /العدد الثاني
جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات ( 2009ـ )2017
د .لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور /ط .د مريم بوعمامة نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم
توفير الدولة إمكانية التعلم لكل جزائري و جزائرية دون التمييز بين
أعمارهم ،جنسهم أو مهنهم و هذا دليل آخر عن محاولة الدولة الجزائرية
مواكبة التطور من خالل توفير التعليم للجميع.
الدولة و ال يسمح بأي مبادرة فردية أو جماعية خارج اإلطار املحدد لهذا
األمر( املادة .)10
oضف إلى ذلك ما تقره املادة 06من األمرية من تكفل الدولة بإمكانية
االلتحاق بالتعليم الثانوي بدون أي تحديد ،سوى القدرات الذاتية من
جهة و وسائل و حاجات املجتمع من جهة أخرى .فاملدرسة هي األداة
األساسية لتحقيق الهدف .يكون التعليم باللغة العربية في جميع مستويات
التربية و التكوين ،وفي كل املواد( املادة ،)08تعليم اللغات األجنبية تبعا
لشروط ( املادة .)09
oربط النظام التربوي بالتنمية الشاملة و بالحياة العملية و التفتح على
العالم( :املادة 11و )12بالتفتح على العلوم و التقنيات و يخص جزء من
املناهج للتدرب على األعمال املنتجة املفيدة اجتماعيا واقتصاديا" .
فالتقدم االجتماعي مرهون في الحقيقة بمدى ثقافة أفراد الشعب وتكوينهم
والتزامهم .لذلك على املدرسة أن تمنح تعليما علميا رفيع املستوى" ( وزارة
التربية الوطنية ،فيفري ،1997ص .)20
بعدما تم تحديد معالم املنظومة الجديدة وتوفير األرضية لتطبيقها ،تم تعميمها وهذا ما
سنراه في العنصر املوالي.
جاءت فكرة املدرسة األساسية و التي كانت محاولة لربط التوجه السياس ي
بمنظومة تربوية جزائرية " تحددت على أنها جهاز وطني أصيل ،ديمقراطي و ثوري في
اتجاهاته ،عصري و علمي في مضامينه وطرائقه .فهذه هي املحاور املذهبية التي ينظم على
أساسها ،و هو املنهل الذي يستمد منه شرعيته ،و يستقي برامج نشاطه" ( وزارة التربية
الوطنية ،فيفري ،1997ص .)15فقد تم تنصيب املدرسة األساسية ذات التسع ( )9سنوات
ابتداء من الدخول املدرس ي ،1980 - 1981تجسيدا لإلطار التشريعي والتنظيمي السالف
الذكر ،الخاص بتنظيم التربية والتكوين ،ويمثل تنصيب املدرسة األساسية منعرجا هاما في
تاريخ املنظومة التربوية ،الذي وضع نهاية للنظام املوروث الذي كان محل تعديالت كما
سبقت اإلشارة إليه ،والتأسيس ملنظومة تربوية وطنية:
وشكلت املدرسة األساسية مرحلة التعليم االلزامي الذي يدوم تسع ( )9سنوات،
تتكون من ثالثة أطوار ،كل طور يدوم ثالث سنوات ،حيث يشكل الطوران األول والثاني
التعليم االبتدائي ويشكل الطور الثالث التعليم املتوسط سابقا .لقد كان تصور املدرسة
األساسية كوحدة تنظيمية شاملة لألطوار الثالثة ،إال أن التجسيد امليداني لذلك لم يتم
تحقيقه في هذه الفترة.
رغم ما تقره الدولة باعتبار أن مرحلة التعليم الثانوي هي حلقة الوصل بين مرحلة
التعليم األساس ي ومرحلة التعليم العالي من جهة و التكوين املنهي و عالم الشغل من جهة
أخرى ،فهي تكمن زيادة " على مواصلة املهمة التربوية العامة املسندة للمدرسة األساسية في
دعم املعارف املكتسبة و التخصص التدريجي في مختلف امليادين وفقا ملؤهالت التالميذ و
احتياجات املجتمع في مساعدة التلميذ إما على االنخراط في الحياة العملية أو مواصلة
الدراسة من أجل تكوين عالي" ( النشرة الرسمية للتربية الوطنية ،1995 ،ص .)12إال أن
هذه املرحلة من التعليم لم تشهد تحوالت جذرية وعميقة كالتي شهدها التعليم االبتدائي
واملتوسط ،رغم انفصاله في بداية املرحلة والتكفل به من قبل هيكل خاص (أي كتابة الدولة
للتعليم الثانوي والتقني وذلك خالل الفترة املمتدة من 1980الى 1984ثم أعيد توحيد
القسمين الوزاريين وزارة التربية والتعليم األساس ي وكتابة الدولة للتعليم الثانوي والتقني).
وتميزت نهاية املرحلة بتنصيب لجنة وطنية إلصالح نظام التربية والتكوين بصورة شاملة،
وذلك سنة ،1989إال أن أعمال هذه اللجنة لم تكتمل.
ما جاء في كتيب " انجازات قطاع التربية الوطنية خالل 50سنة " لخص أهم ما ميز
هذه املرحلة على الصعيد الوطني من تحوالت سياسية واقتصادية واجتماعية والتي حدثت
في املجتمع منذ تعديل الدستور في سنة ،1989والتي كان لها تأثير كبير فيما بعد على
السياسة التربوية ،ورغم املشهد السياس ي الذي عرفته تلك العشرية مع بداية سنة ،1992
والوضعية التي انجرت عنه ،إال أن ذلك لم يثن من مواصلة التحوالت السابقة الذكر.
.1.3أهم ما شهدته هذه املرحلة :شهدت هذه املرحلة محاوالت تحسين عدة ،منها:
oتنظيم التعليم الثانوي في شكل تعليم ثانوي تأهيلي ،إال أن هذه املحاولة توقفت
بعد سنة من بداية العمل بها ،و أعيد بعد ذلك تنظيم التعليم الثانوي في شكل
ثالثة جذوع مشتركة في السنة األولى منه ،هي :الجذع املشترك آداب ،الجذع
املشترك علوم والجذع املشترك تكنولوجيا.
oتتفرع 16شعبة في السنتين الثانية والثالثة ثانوي عن الجذوع املشتركة الثالث.
تخفيف البرامج التعليمية :الن البرامج التعليمية املطبقة في مختلف املراحل o
يعود تاريخها إلى فترة الثمانينيات ،وقد تم إعدادها آنذاك في فترة قصيرة وفي
سياق سياس ي و اقتصادي واجتماعي يختلف تماما عن السياق الذي تتميز به
مرحلة التسعينيات ،وبذلك فان بعض مضامينها لم يعد منسجما مع
التحوالت املذكورة ،فضال عن طابع الكثافة الذي ميزها ،لذلك جاءت عملية
اعادة قراءتها ومراجعتها وتخفيف وتكييف محتوياتها لتكون أكثر انسجاما مع
خصوصية املرحلة من جهة ،ومع األهداف الجديدة املرسومة للتعليم الثانوي،
الناتجة عن إعادة هيكلته وتنظيمه ،ومع األهداف الجديدة املرسومة للتعليم
الثانوي ،الناتجة عن إعادة هيكلته وتنظيمه من جهة أخرى،
تمت عملية اعادة قراءة البرامج وتخفيفها وتكييفها خالل الفترة - 1991 o
.1994وهذه البرامج استمرت في التطبيق الى غاية السنة الدراسية - 2002
2003بالنسبة للتعليم األساس ي و إلى غاية 2005 - 2004بالنسبة للتعليم
الثانوي ،وقد حلت محلها البرامج الجديدة الناتجة عن تطبيق إصالح النظام
التربوي ،وهذا منذ السنة الدراسية 2004 - 2003بالنسبة للتعليم االبتدائي
واملتوسط ،و 2006 - 2005وبالنسبة للتعليم الثانوي.
تجريب ادخال اللغة االنجليزية كلغة أجنبية أولى إلى جانب اللغة الفرنسية ،إال o
أن هذه التجربة بقيت محدودة ،وتم إلغاؤها مع املشروع في تنفيذ االصالح
الجديد للنظام التربوي:
إدراج تعليم األمازيغية في النظام التربوي. o
تحسين نظام التدرج والقبول والتوجيه ،خالل هذه الفترة حيث تم ادخال o
مجموعة من التحسينات بالرفع التدريجي ملعدل االنتقال مستوى الى مستوى
جامعة الجزائر 2 مجلة التربية و الصحة النفسية
352 املجلد الخامس /العدد الثاني
جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات ( 2009ـ )2017
د .لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور /ط .د مريم بوعمامة نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم
أعلى وهذا خالل الفترة ،1998 - 1995حيث صار االرتقاء من مستوى الى
مستوى يتم على أساس بيداغوجية محضة .وإلغاء نظام الحصص الخاصة
بكل مؤسسة تعليمية للقبول في السنة األولى ثانوي.
oاعادة االعتبار لشهادة التعليم األساس ي و ادراج نتائجها في معدل االنتقال إلى
األولى ثانوي ،ثم فيما بعد تثمينها برفع معامل النتائج املحصول عليها فيها
وإدخال نظام مجموعات التوجيه في توجيه التالميذ نحو التعليم الثانوي.
oتغيير نظام التكوين الذي كان قائما ،بتمديد مدة التكوين في بداية املرحلة
بالنسبة ألساتذة التعليم املتوسط ومعلمي املدرسة األساسية ،ليتم فيما بعد
الغاء التكوين األولي باملعاهد التكنولوجية وإسناده إلى املدارس العليا لألساتذة.
oوفي سنة 1997تم اعداد ملف شامل لسياسة التكوين بقطاع التربية .وشرع
في تنفيذه ابتداء من السنة الدراسية .1998 - 1997وبموجب هذا امللف
أسندت مهمة تكوين أسالك مختلف املستويات ،إلى مؤسسات التعليم العالي
املختصة.
تتميز مرحلة ما بعد سنة 2000بالشروع في تحضير إصالحا آخر للمنظومة التربوية،
الذي أصبح يشكل أولوية وطنية بسبب الوضعية التي آلت اليها املدرسة الجزائرية من جهة،
وبسبب التحوالت املسجلة في امليادين املختلفة ،سواء على الصعيد الوطني أو العالمي من
جهة أخرى.
حسب كتيب "انجازات قطاع التربية الوطنية خالل 50سنة" دائما يعد هذا
اإلصالح الثاني من نوعه في قطاع التربية الوطنية ،بعد اإلصالح الذي عرفته املدرسة
الجزائرية في السبعينيات ،غير انه إذا كان إصالح السبعينيات قد فرضته فترة ما بعد
االستقالل ،وكانت األسبقية فيه لتأصيل املدرسة بمضامينها وإطاراتها وبرامجها ،فضال عن
ديمقراطيتها وانفتاحها على العلوم و التكنولوجيا ،فان اإلصالح الجديد أملته متطلبات
وتحديدات أخرى ،مرتبطة أساسا بالتحوالت التي تعيشها البالد في املجاالت االقتصادية
والسياسية واالجتماعية ،وبالحاجات االجتماعية الناجمة عن هذه التحوالت ،وتفرضه
تحديات جديدة تختلف عن تلك التي كان على املدرسة أن تواجهها في عالم تطبعه عوملة
الحياة في شتى صورها ومجاالتها ،وتميزه تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الجديدة ،التي أحدثت
تغييرا في وسائل التعليم و أساليبه وفي دور املعلم ومكانته ،وفي مفهوم الزمان واملكان .ومن
خالل نفس املرجع نذكر ما يلي:
نصبت اللجنة الوطنية إلصالح املنظومة التربوية في شهر ماي .2000وكانت نتائج
وتوصيات تقريرها األول حول وضع املنظومة التربوية األرضية األساسية لالنطالق في تنفيذ
االصالح في مطلع السنة املدرسية 2004 - 2003كما كانت مصدر الهام إلعداد القانون
التوجيهي للتربية الوطنية .وقد مس هذا اإلصالح مجاالت مختلفة وعموما:
.2.1.4على مستوى املناهج التعليمية :تشكل املناهج التعليمية املجال الدوري ألي نظام
تربوي ،و إعدادها بكيفية متواقفة ،يتطلب جهدا يبذله الخبراء واملختصون و أهل املهنة،
لتكون مالئمة لغايات و أهداف النظام التربوي املنشود والتي نذكر منها ما يلي.
ويتم ذلك انطالقا من التحكم في محتوى املادة الواحدة ،بوضع محاورها الرئيسية
والفرعية ،والحرص على أن تكون كل مادة متكاملة في الوحدة وفي بقية املواد ،أفقيا وعموديا
ومن مستوى إلى مستوى ،قصد بلوغ السقف األدنى واألعلى من اكتساب املعرفة لدى كل
تلميذ عادي النمو.
لذلك دائما من منشورات وزارة التربية تم في إطار اإلصالح إحداث جهاز دائم،
متمثل في اللجنة الوطنية للمناهج ،يتولى إعداد مشاريع املناهج التعليمية ومتابعة تحديثها
باستمرار ،لتواكب التطورات الحاصلة في املجاالت املختلفة .وقد تم ادخال وتعميم املناهج
الجديدة على مختلف املراحل التعليمية تدريجيا ،كان الشروع في تنفيذ االصالح السنة
الدراسية 2004-2003على مستوى التعليم االبتدائي وفي السنة الدراسية 2006-2005على
مستوى التعليم املتوسط وجرى تعميم املناهج الجديدة في املرحلتين السابقتي الذكر خالل
السنوات الدراسية 2004-2003الى .2007-2006و شمل االصالح أيضا مرحلة التعليم
الثانوي لكن بصفة متدرجة وكان ذلك ما بين 2006-2005الى 2008.-2007
مس اإلصالح التربوي الكتاب املدرس ي سواء تعلق األمر بتأليفه أو بوفرته أو بإخراجه
أو بتوزيعه وذلك بغية سد النقائص املسجلة بخصوصه ،فحسب املرجع السابق انتقلت
نسبة التغطية من الكتاب املدرس ي من %55الى %100وأصبح كل تلميذ في أية بقعة من
التراب الوطني بحوزته كتاب في كل مادة تعليمية وهذا بفعل تجديد التأليف الذي وصل الى
165عنوانا جديدا وتراكم االنتاج الذي بلغ 350مليون كتابا.
.4.1.4تجديد نظام التكوين ورفع املستوى :يشكل محور التكوين أحد املكونات الرئيسية في
برنامج إصالح املنظومة التربوية ،ويركز على مجالين رئيسيين.
يهدف املجال األول الى ادخال تعديالت جوهرية على نظام التكوين قبل االلتحاق
باملهنة (التكوين األولى) لهيئات التدريس للمراحل التعليمية ،إلعداد مدرسين مؤهلين علميا
وتربويا ،وقادرين على التكيف مع األدوار املتغيرة ملدرس املستقبل .ويهدف املجال الثاني الى
وضع نظام جديد للتكوين أثناء الخدمة لفائدة معلمي التعليم االبتدائي و أساتذة التعليم
املتوسط لرفع مستواهم املعرفي واملنهي و الحاقهم بنفس مستوى املتخرجين الجدد (البكالوريا
3 +سنوات) .تلخيص أهم ما جاء به اإلصالح كما ورد في املرجع املعتمد في هذه املداخلة
بين أنه تم في هذا املجال:
وفيما يتعلق بالتكوين أثناء الخدمة ،الذي يعد عنصرا حاسما في تطبيق اإلصالح،
فان الوزارة وضعت استراتيجية تمتد الى غاية 2015في فائدة 214.000مدرسا ،يتم خاللها
رفع مستوى تأهيل املعلمين و أساتذة التعليم املتوسط ليكونوا في نفس املستوى املطلوب
حاليا لاللتحاق بمهنة التدريس (بكالوريا زائد ثالث سنوات بالنسبة ملعلمي التعليم االبتدائي،
بكالوريا زائد أربع سنوات بالنسبة ألساتذة التعليم املتوسط).
خالصة املداخلة:
من خالل ما نقلناه من معلومات وردت عن وزارة التربية الجزائرية حول اإلصالحات
التي عرفتها املنظومة التربوية ،نستخلص ثالثة نقاط أساسية .النقطة األولى هي أن هذه
اإلصالحات تناولت جوانب أو أجزاء مختلفة من املنظومة التربوية فمن األهداف العامة
للدولة وتوجهاتها الجديدة ،إلى هيكلة املنظومة التي عرفت بدورها تغيرات مختلفة في كل
إصالح ،فاملناهج والكتب املدرسية والتي عرفت كذلك تغييرات منها الجزئي و الكلي ومنها
الفوري واآلني ،وحتى تكوين األساتذة والذي اعتمدت فيه الدولة عدة سياسات أملتها عليها
الفترات األربعة لإلصالح.
النقطة الثانية وتمثلت في نوع اإلصالح والذي كان في األول جزئي يستجيب ملا ميز
الفترة األولى من االستقالل ،ثم ومع استقرار البالد وتوفر القاعدة الالزمة جاء اإلصالح الكلي
األول في السبعينات والذي أوجد بدوره التغيير الكلي الثاني في األلفنيات .فالتغيير ال يكون
من العدم لكنه تقويم ملا هو موجود وتوفير لإلمكانيات املختلفة الالزمة لتجسيده ،وتهيئة
القاعدة لتقبله والتفاعل معه.
النقطة األخيرة تقودنا إلى فكرة مدى عمق اإلصالحات املختلفة التي عرفتها
املنظومة التربوية الجزائرية ،ألن ما ورد في املناشير الوزارية املختلفة حول كل اإلصالحات التي
عرفتها هذه األخيرة منذ االستقالل ،سواء كانت هذه اإلصالحات جزئية أو كلية يبقى عرض
سطحي ،ال يمدنا باملعلومات الكافية و الوفيرة عن عمق هذه اإلصالحات التي من املفروض
تكون ناتجة عن حاجة يشعر بها املمارسين ،أو عن ضعف ملح خريجي هذه املنظومة ،أو عن
حاجة سوق العمل لكفاءات عالية ال تتوفر في مخرجات املنظومة التربوية ،أو غيرها من
الحاجات والتي تؤدي إلى إعادة النظر في النسق الكلي لهذه املنظومة.
هذه السطحية في عرض وزارة التربية ملا عرفته املنظومة التربوية من إصالحات في
مختلف ما صدر عنها ،والذي نعتبره مجرد وصف ال غير ،ال يسمح لنا بالحكم إن كان
اإلصالح املعتمد من طرف الدولة قد اهتم بأجزاء املنظومة في منظور نسقي أم انه خص
أجزاء منها أو كل أجزائها لكن من منظور جزئي.
املراجع:
.1وزارة التربية الوطنية ،املرسوم رقم ،40 – 72إحداث شهادة التعليم املتوسط.
.2وزارة التربية الوطنية ،1976،أمرية 16أفريل 1976املتضمنة تنظيم التعليم و
التكوين بالجزائر
.3وزارة التربية الوطنية ،1976،املنشور الوزاري رقم ، 66-76املتضمن للطابع
اإلجباري للتعليم األساس ي ،املؤرخ في 16أفريل .1976
.4وزارة التربية الوطنية ،ماي ،1978معلومات إحصائية للسنة ،1978-1977رقم .16
.5وزارة التربية الوطنية ،1992،ففري ، 1992النصوص األساسية الخاصة بقطاع
التربية.
.6وزارة التربية الوطنية ،1992،املنشور الوزاري رقم/1533 :و.ت /م.د بتاريخ-11 :
،1992-03املتعلق بإعادة هيكلة التعليم الثانوي .
.7وزارة التربية الوطنية ،مارس ،1992إعادة هيكلة التعليم الثانوي.
.8وزارة التربية الوطنية،1992،املنشور الوزاري رقم 92/124/102 :الصادر بتاريخ-8 :
1992-04و املتعلق بالتكرار في السنة الثانية ثانوي
.9وزارة التربية الوطنية ،1995 ،النشرة الرسمية للتربية الوطنية.
.10وزارة التربية الوطنية ،سبتمبر" ،1998دليل التعرف على الجذوع املشتركة".
.11وزارة التربية الوطنية ،جوان ،2001النشرة الرسمية للتربية الوطنيةـ التوجيه
املدرس ي و املنهي خالل الفترة املمتدة من 1962إلى ،2001عدد خاص.