You are on page 1of 17

‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة‬

‫بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪ - )2017‬نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية‬


‫والتعليم ‪-‬‬

‫تاريخ النشر‪2020/01/15 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2019/11/26 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2019/04/25 :‬‬

‫ط ‪.‬د م ـري ـم بوعمامة‬ ‫د‪ .‬لبـ ـ ـنى زع ـ ـ ــرور‬


‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫جامعة الجزائر ‪2‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تهدف هذه الورقة إلى حوصلة اإلصالحات التي عرفتها املنظومة التربوية الجزائرية‬
‫بعد االستقالل من خالل نقل ما ورد في كتيب صدر عن وزارة التربية الوطنية بعنوان‬
‫انجازات قطاع التربية الوطنية خالل ‪ 50‬سنة ‪ ،‬وتدعميه بمعلومات جاءت في مناشير وزارية‬
‫مختلفة (من باب إثراء املعلومات)‪ ،‬ملعرفة إن تناولت هذه اإلصالحات املنظومة التربوية‬
‫كنسق كلي أم أنها إصالحات تناولت جزء منها بمعزل عن الكل رغم العلم بأن املنظومة‬
‫التربوية تمش ي بكل مكوناتها‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬املنظومة التربوية‪ ،‬اإلصالح‪ ،‬املقاربة بالكفاءات‪.‬‬


‫‪Abstract‬‬

‫‪The purpose of this intervention is to mention the various reforms‬‬


‫‪of the Algerian educational system that took place after independence,‬‬
‫‪according to a brochure of the Ministry of National Education entitled‬‬
‫‪"Achievements of the national education sector in 50 years ",‬‬
‫‪supplemented by information provided in various ministerial circulars. We‬‬
‫‪want to know if these reforms had affected the entire education system (all‬‬
‫‪components of the education system), or reforms that had affected part of‬‬
‫‪it (touching the components in isolation).‬‬

‫‪Keywords : The educational system, reform, the competency approach‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪343‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن "النسق التربوي هو مجموعة من البنيات والعناصر املتفاعلة فيما بينها تفاعال‬
‫دينامكيا‪ ،‬ويتوخى هذا النسق تحقيق غايات وأهداف معينة من خالل ذلك التفاعل"‪ ،‬وبما‬
‫أن لكل نسق تربوي أسس ومقومات مستمدة من سياسة تربوية واضحة تنطلق من تصور‬
‫فكري فلسفي تستمد منه التوجهات الكبرى واألهداف املرجوة‪ ،‬جاءت فكرة ملتقى "املقاربة‬
‫بالكفاءات في املنظومة التربوية الجزائري أي نسق تربوي‪....‬؟"‪.‬‬

‫ومن باب حوصلة اإلصالحات التي عرفتها املنظومة التربوية الجزائرية بعد‬
‫االستقالل‪ ،‬ملعرفة إن تناولت هذه اإلصالحات املنظومة التربوية كنسق كلي أم أنها إصالحات‬
‫تناولت جزء منها بمعزل عن الكل رغم العلم بأن املنظومة التربوية تمش ي بكل مكوناتها‪،‬‬
‫جاءت فكرة هذه املداخلة والتي سنهتم فيها بجميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة‬
‫التربوية قبل تبنيها للمقاربة بالكفاءات ‪ ،‬من حيث ما طرأ عليها من تغييرات و تعديالت أملتها‬
‫عليها خصائص كل حقبة تاريخية عرفها وطننا بعد االستقالل‪ ،‬معتمدين في ذلك كليا على‬
‫نقل ما ورد في كتيب صدر عن وزارة التربية الوطنية بعنوان انجازات قطاع التربية الوطنية‬
‫خالل ‪ 50‬سنة الصادر سنة ‪ ،2013‬وندعمه بمعلومات جاءت في مناشير وزارية مختلفة من‬
‫باب إثراء املعلومات‪.‬‬

‫القراءة التاريخية للمنظومة التربوية الجزائرية من خالل ما ورد في كتيب "انجازات‬


‫قطاع التربية الوطنية خالل ‪ 50‬سنة"‪ ،‬أسفرت إلى التمييز بين أربعة مراحل أساسية طبعتها‬
‫األحداث الكبرى والتحوالت الجوهرية التي عرفتها البالد وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬املرحلة األولى (‪ :)1980 – 1962‬و التي بدورها يمكن تقسيمها لفترتين هما‬

‫‪ .1.1‬فترة التعديل الجزئي للنظام املوروث وتكييفه مع متطلبات الجزائر املستقلة (‪– 1962‬‬
‫‪:)1970‬‬

‫لم يعرف النظام التربوي الجزائري في بداية هذه املرحلة تغييرات كبيرة (ما عدى‬
‫تحويالت خفيفة أدخلة على املحتويات واملواد لتنسجم مع فترة االستقالل) لضمان انطالق‬
‫املدرسة‪ ،‬وكانت األولوية موجهة‪:‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪344‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫لدعم شبكة املنشآت التعليمية القائمة وتوسيعها لتشمل املناطق‬ ‫‪o‬‬


‫املحرومة‪ ،‬تحقيقا للتوازن الذي كان مفقودا في انتشار شبكة املؤسسات‬
‫التي كانت مركزة في األماكن اآلهلة باملعمرين‪.‬‬
‫تكييف جزئي ومحدود ملضامين البرامج التعليمية املوروثة عن النظام‬ ‫‪o‬‬
‫التعليمي الفرنس ي استهدف املواد التي لها صلة بالسيادة الوطنية‪.‬‬
‫التعريب التدريجي للتعليم‪ ،‬بتعميم اللغة العربية وتعريب بعض املواد ذات‬ ‫‪o‬‬
‫الطابع الثقافي واإليديولوجي‪ ،‬و اتسمت هذه الفترة بوجود األفواج املعربة‬
‫باملوازاة مع األفواج املزدوجة التي استمرت لفترة الحقة‪.‬‬
‫االعتماد على الكفاءات واإلطارات الوطنية في مجال التعليم باملوازاة مع‬ ‫‪o‬‬
‫التعاون األجنبي الذي كانت نسبة تواجده مرتفعة بلغت في التعليم الثانوي‬
‫أكثر من ‪.%65‬‬
‫اعداد الوثيقة األولى للبرامج الجزائرية في سنة ‪ 1964‬تحت عنوان (البرامج‬ ‫‪o‬‬
‫واملواقيت والتعليمات التربوية للتعليم االبتدائي)‪.‬‬
‫تغطية الحاجيات في مجال الكتب املدرسية بشراء حقوق التأليف و‬ ‫‪o‬‬
‫استيراد املؤلفات املدرسية من مختلف البلدان للغياب كليي للوسائل‬
‫التعليمية الوطنية آنذاك‪ ،‬ويمكن اإلشارة هنا إلى إحداث املعهد التربوي‬
‫الوطني الذي كلف بمهمة انجاز الوسائل التعليمية والذي أدى دورا‬
‫مشهودا في هذا املجال في املراحل الالحقة‪.‬‬

‫ما تميزت به السنوات األولى الستعادة الجزائر لحريتها من الفوض ى و االرتجال في‬
‫تسيير الشؤون العمومية‪ ،‬قد منع بطبيعة الحال من تسطير سياسة تربوية في مستوى‬
‫املقتضيات الجديدة و إقامة منظومة للتربية والتكوين تلبي حاجات املجتمع وتساير متطلبات‬
‫التنمية" ( وزارة التربية‪ ،‬ففري ‪ ،1992‬ص ‪ .)5‬وحسب نفس املرجع جاء التصحيح التاريخي‬
‫في ‪ 19‬جوان ‪ 1965‬كأول خطوة مكنت من تشييد الدولة على أسس جديدة‪ ،‬و اتخاذ‬
‫التخطيط أداة محكمة لتنمية البالد‪ ،‬ووضع البرامج و املشاريع لنشر التقدم االجتماعي و‬
‫االقتصادي و إقامة العدالة بين املواطنين و القضاء على الفوارق الجهوية‪ ،‬وتوضح اإلطار‬
‫السياس ي للدولة الجزائرية التي تبنت املذهب االشتراكي وتوفرت شيئا فشيئا أهم الشروط‬
‫للتشييد االشتراكي املتمثل في كل من الثورة الزراعية الصناعية و الثقافية‪ .‬فبعد فترة الوراثة‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪345‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫هذه كان البد من إدخال التعديالت على النظام التربوي الجزائري لجعله أكثر مالئمة و غايات‬
‫الثورة الجزائرية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬فترة تحضير االصالح الجذري األول للمنظومة التربوية ‪:1980 - 1970‬‬

‫دائما حسب نفس الكتيب هي فترة لتحضير اإلصالح األول للمنظومة التربوية تميزت‬
‫بالتوجه القوي نحو إحداث تنمية وطنية شاملة في شتى مجاالت الحياة‪ ،‬وبرز هذا التوجه‬
‫من خالل املخططات التنموية التي طبعت هذه املرحلة (املخطط الرباعي األول‪ ،‬املخطط‬
‫الرباعي الثاني)‪ .‬وكان من أولوياتها انجاز األعمال التحضيرية لإلصالح الجذري لنظام التربية‬
‫والتكوين وباملوازاة مع ذلك استمر إدخال التعديالت الالزمة‪ ،‬كلما استدعت الضرورة‪ ،‬سواء‬
‫كان ذلك على املستوى التنظيمي أو على مستوى املضمون‪ .‬ففي مجال تنظيم التعليم‪ ،‬وان‬
‫احتفظ التعليم االبتدائي بطابعه التنظيمي‪ ،‬فان التعليم املتوسط شهد تغييرا جذريا‪ ،‬تمثل‬
‫في جمع كل أنواع التعليم الذي كان يمنح في اكماليات التعليم العام واكماليات التعليم‬
‫التقني واكماليات التعليم الفالحي والطور األول من التعليم الثانوي‪ ،‬في مؤسسات للتعليم‬
‫املتوسط التي تم إنشاؤها سنة ‪ ،1971‬وتم توحيد نظام التعليم بهذه املرحلة‪ ،‬وصار يتوج‬
‫بشهادة التعليم املتوسط التي تم احداثها سنة ‪ 1972‬باملرسوم رقم ‪.40 - 72‬‬

‫و أصبح التعليم املتوسط يشكل مرحلة مستقلة بذاتها ومرحلة وسطية بين التعليم‬
‫االبتدائي والتعليم الثانوي‪ .‬وقد تم حذف التعليم التقني قصير املدى الذي كان يمنح في‬
‫اكماليات التعليم التقني و اكماليات التعليم الفالحي‪ .‬وتميزت هذه الفترة كذلك بتخصيص‬
‫بعض مؤسسات التعليم املتوسط لتجريب البرامج التعليمية الجديدة التي تم اعدادها في‬
‫اطار االصالح الذي كان يجري تحضيره‪ .‬فبعد ظهور التكميليات ابتداء من سنة ‪ 1971‬تقرر‬
‫الفصل بين طوري التعليم الثانوي املوروث عن النظام التربوي الفرنس ي بالزوال التدريجي‬
‫للطور األول الثانوي من الثانويات ‪ ،‬و إقامة تعليم متوسط مستقل يمنح للمتوسطات‬
‫والطور الثاني يمنح بالثانويات ثم إلغاء متوسطات التعليم التقني ‪ CET‬و مؤسسات التعليم‬
‫الفالحي ‪ CEA‬في ‪ .1973‬كما تم " توحيد طريقة القبول في السنة األولى ثانوي ابتداء من‬
‫املوسم الدراس ي ‪ ،75-74‬كما ظهرت ‪ 3‬شعب ابتداء من السنة األولى ثانوي و هي شعبة‬
‫اآلداب العلوم و الرياضيات‪ .‬و أصبح توجيه التالميذ إلى هذه الشعب حسب النسب التالية‪:‬‬
‫شعبة الرياضيات ‪ ،% 28‬شعبة العلوم ‪ ،% 43‬شعبة اآلداب ‪ ( " % 27‬وزارة التربية الوطنية‪،‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2003‬ص ‪.)6‬‬
‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬
‫‪346‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫أما التعليم التقني فشهد تغيرا ملموسا‪ ،‬فمن ناحية احتفظ بالتحضير لبكالوريا‬
‫تقني رياض ي وتقني اقتصادي‪ ،‬وبكالوريا التقني لشعب تقنيات الصناعة وتقنيات املحاسبة‬
‫بالثانويات التقنية‪ ،‬ومن ناحية ثانية‪ ،‬أنشئت متاقن الطور األول التي تمنح تكوينا ملدة سنتين‬
‫لتخريج عمال مؤهلين‪ ،‬مع امكانية فرص االنتقال الى الطور الثاني لتلقي تكوين ملدة سنتين‬
‫إضافيتين ‪ ،‬إال أن هذه التجربة لم تدم طويال‪ ،‬حيث توقفت سنة ‪.1974‬‬

‫وعلى مستوى البرامج التعليمية فقد تم اصدار طبعة لبرامج التعليم االبتدائي‬
‫والتعليم املتوسط سنة ‪ 1974‬تحت عنوان (برامج وتعليمات تربوية) تضمنت تعديالت تندرج‬
‫ضمن مواصلة تكييف البرامج التعليمية‪ .‬أما بالنسبة للتعليم الثانوي فقد استمر العمل‬
‫بالبرامج السابقة مع حذف ما يتنافى مع السيادة الوطنية‪ .‬وبقيت الكتب املدرسية تستورد‬
‫من الخارج أو تطبع محليا بعد الحصول على حقوق التأليف‪ ،‬أما الوسائل التعليمية فقد‬
‫عرف تطورا ملموسا بفضل جهود املعهد التربوي الوطني‪ .‬وفي مجال التأطير تميزت هذه الفترة‬
‫بإحداث املعاهد التكنولوجية للتربية التي شهدت فيما بعد توسعا كبيرا شمل كل الواليات‪،‬‬
‫لتكوين املعلمين و أساتذة التعليم املتوسط في ظرف سنة واحدة فقط‪ .‬والش يء األساس ي‬
‫الذي يميز هذه الفترة هو اصدار االطار التشريعي والتنظيمي ملنظومة تربوية تضع حدا‬
‫وقطيعة مع النظام املوروث‪ ،‬وتؤسس ملنظومة أصلية في مضامينها وتوجهاتها وفلسفتها‪ ،‬وشرع‬
‫في تعميمها ابتداء من الدخول املدرس ي ‪1981.- 1980‬‬

‫‪ . .3.1‬أمرية ‪ 16‬أفريل ‪:1976‬‬

‫خضعت املنظومة التربوية الجزائرية إلى تعديل جدري بعد ‪ 14‬سنة من االستقالل‬
‫بوضع األمرية الرئاسية ل‪ 16‬أفريل ‪ 1976‬و التي تضمنت تنظيم التعليم والتكوين و التي تبنت‬
‫من خاللها الدولة الجزائرية نظام التعليم األساس ي املتعددة التقنيات‪ .‬هذا التعديل املطبق‬
‫تدريجيا نظمته مناشير وزارية كانت تصدر بصفة متواصلة من مختلف مديريات وزارة التربية‬
‫لتضمن تسهيل عملية االنتقال من املنظومة املوروثة إلى منظومة وطنية تستجيب لتطلعات‬
‫الدولة والشعب ومن خالل من ما جاء في األمرية الرئاسية ل‪ 16‬أفريل ‪ 1976‬والتي تقر‪:‬‬

‫‪ o‬الحق في التعليم و التكوين لكل جزائري‪ :‬فاملادة ‪ 04‬من األمرية تقر حق كل‬
‫جزائري في التربية والتكوين بتعميم التعليم األساس ي‪ .‬هذا املبدأ برهن على‬
‫مسايرة هذه املدرسة للنظرة العاملية الجديدة للتربية تضيف املادة ‪14‬‬
‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬
‫‪347‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫توفير الدولة إمكانية التعلم لكل جزائري و جزائرية دون التمييز بين‬
‫أعمارهم‪ ،‬جنسهم أو مهنهم و هذا دليل آخر عن محاولة الدولة الجزائرية‬
‫مواكبة التطور من خالل توفير التعليم للجميع‪.‬‬

‫‪ o‬التعليم مجاني لكل األطفال البالغين من العمر ما بين ‪ 6‬سنوات و ‪ 16‬سنة‪:‬‬


‫من خالل املادة ‪ 07‬من األمرية تقر الدولة الجزائرية حق كل متعلم من‬
‫االستفادة من التعليم املجاني في كل املؤسسات املدرسية مهما كان نوعها‬
‫و هو أحد مؤشرات تطبيق هذه الدولة ملبدأ العدل الذي اعتنقته فور‬
‫استقاللها رغم الظروف العسيرة التي ميزت البالد في تلك اآلونة‪ .‬املجانية‬
‫هنا تمس كل جوانب تمدرس التلميذ من كتب‪ ،‬أدوات مدرسية‪ ،‬تأطير‬
‫تربوي و إداري و غيرها ‪.‬‬

‫‪ o‬التعليم اإلجباري لجميع األطفال البالغين من العمر ما بين ‪ 6‬سنوات و ‪16‬‬


‫سنة‪ :‬بعدما كان التعليم هما مجتمعيا يسيره األهالي أو القطاع الخاص‬
‫حسب أهوائهم بات إلزاما على الجميع وعلى نفقة الدولة‪ .‬فاملادة ‪ 05‬من‬
‫األمرية السابقة الذكر تؤكد جدية الدولة وتصميمها على منح التربية‬
‫والتكوين لكل األطفال‪ ،‬تطبيق مبدأ إجبارية التعليم يعني التزام كل أسرة‬
‫بتسجيل أطفالها الذين هم في سن الدراسة و قد حدد املنشور الوزاري‬
‫رقم ‪ 66-76‬املؤرخ في ‪ 16‬أفريل املتضمن للطابع اإلجباري للتعليم األساس ي‬
‫أنه على اآلباء األوصياء و بصفة عامة على جميع األشخاص الذين يكفلون‬
‫أوالدا في سن القبول املدرس ي أن يسجلوهم في املدرسة االبتدائية التابعة‬
‫لقطاعهم الجغرافي ( املادة ‪،)02‬‬

‫‪ o‬الدولة تضمن العدل و املساواة في حقوق و طرق التمدرس‪ :‬من خالل‬


‫توحيد املنظومة التربوية بكل أنحاء الوطن والقضاء على التعليم الديني‬
‫والخاص الذي انتشر قبل هذه الفترة‪ ،‬توحيد البرامج‪ ،‬املحتويات‪ ،‬التوزيع‬
‫الساعي‪ ،‬الكتب لكل مرحلة و لكل تخصص فالنظام التربوي من اختصاص‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪348‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫الدولة و ال يسمح بأي مبادرة فردية أو جماعية خارج اإلطار املحدد لهذا‬
‫األمر( املادة ‪.)10‬‬
‫‪ o‬ضف إلى ذلك ما تقره املادة ‪ 06‬من األمرية من تكفل الدولة بإمكانية‬
‫االلتحاق بالتعليم الثانوي بدون أي تحديد‪ ،‬سوى القدرات الذاتية من‬
‫جهة و وسائل و حاجات املجتمع من جهة أخرى‪ .‬فاملدرسة هي األداة‬
‫األساسية لتحقيق الهدف‪ .‬يكون التعليم باللغة العربية في جميع مستويات‬
‫التربية و التكوين‪ ،‬وفي كل املواد( املادة ‪ ،)08‬تعليم اللغات األجنبية تبعا‬
‫لشروط ( املادة ‪.)09‬‬
‫‪ o‬ربط النظام التربوي بالتنمية الشاملة و بالحياة العملية و التفتح على‬
‫العالم‪( :‬املادة ‪ 11‬و ‪ )12‬بالتفتح على العلوم و التقنيات و يخص جزء من‬
‫املناهج للتدرب على األعمال املنتجة املفيدة اجتماعيا واقتصاديا‪" .‬‬
‫فالتقدم االجتماعي مرهون في الحقيقة بمدى ثقافة أفراد الشعب وتكوينهم‬
‫والتزامهم‪ .‬لذلك على املدرسة أن تمنح تعليما علميا رفيع املستوى" ( وزارة‬
‫التربية الوطنية‪ ،‬فيفري ‪ ،1997‬ص ‪.)20‬‬

‫بعدما تم تحديد معالم املنظومة الجديدة وتوفير األرضية لتطبيقها‪ ،‬تم تعميمها وهذا ما‬
‫سنراه في العنصر املوالي‪.‬‬

‫‪ .2‬تعميم تنفيذ االصالح وتقييمه في مرحلة التعليم األساس ي ‪:1990 -1980‬‬

‫جاءت فكرة املدرسة األساسية و التي كانت محاولة لربط التوجه السياس ي‬
‫بمنظومة تربوية جزائرية " تحددت على أنها جهاز وطني أصيل‪ ،‬ديمقراطي و ثوري في‬
‫اتجاهاته‪ ،‬عصري و علمي في مضامينه وطرائقه‪ .‬فهذه هي املحاور املذهبية التي ينظم على‬
‫أساسها‪ ،‬و هو املنهل الذي يستمد منه شرعيته‪ ،‬و يستقي برامج نشاطه" ( وزارة التربية‬
‫الوطنية‪ ،‬فيفري ‪ ،1997‬ص ‪ .)15‬فقد تم تنصيب املدرسة األساسية ذات التسع (‪ )9‬سنوات‬
‫ابتداء من الدخول املدرس ي ‪ ،1980 - 1981‬تجسيدا لإلطار التشريعي والتنظيمي السالف‬
‫الذكر‪ ،‬الخاص بتنظيم التربية والتكوين‪ ،‬ويمثل تنصيب املدرسة األساسية منعرجا هاما في‬
‫تاريخ املنظومة التربوية‪ ،‬الذي وضع نهاية للنظام املوروث الذي كان محل تعديالت كما‬
‫سبقت اإلشارة إليه‪ ،‬والتأسيس ملنظومة تربوية وطنية‪:‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪349‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫أصلية بمضامينها و اطاراتها وبرامجها‬ ‫‪o‬‬


‫ديمقراطية في اتاحتها فرصا متكاملة لجميع األطفال الجزائريين‬ ‫‪o‬‬
‫متفتحة على العلوم والتكنولوجيا‬ ‫‪o‬‬
‫وقد تم تعميم املدرسة األساسية بشكل تدريجي سنة بعد سنة‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫وشكلت املدرسة األساسية مرحلة التعليم االلزامي الذي يدوم تسع (‪ )9‬سنوات‪،‬‬
‫تتكون من ثالثة أطوار‪ ،‬كل طور يدوم ثالث سنوات‪ ،‬حيث يشكل الطوران األول والثاني‬
‫التعليم االبتدائي ويشكل الطور الثالث التعليم املتوسط سابقا‪ .‬لقد كان تصور املدرسة‬
‫األساسية كوحدة تنظيمية شاملة لألطوار الثالثة‪ ،‬إال أن التجسيد امليداني لذلك لم يتم‬
‫تحقيقه في هذه الفترة‪.‬‬

‫رغم ما تقره الدولة باعتبار أن مرحلة التعليم الثانوي هي حلقة الوصل بين مرحلة‬
‫التعليم األساس ي ومرحلة التعليم العالي من جهة و التكوين املنهي و عالم الشغل من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فهي تكمن زيادة " على مواصلة املهمة التربوية العامة املسندة للمدرسة األساسية في‬
‫دعم املعارف املكتسبة و التخصص التدريجي في مختلف امليادين وفقا ملؤهالت التالميذ و‬
‫احتياجات املجتمع في مساعدة التلميذ إما على االنخراط في الحياة العملية أو مواصلة‬
‫الدراسة من أجل تكوين عالي" ( النشرة الرسمية للتربية الوطنية‪ ،1995 ،‬ص ‪ .)12‬إال أن‬
‫هذه املرحلة من التعليم لم تشهد تحوالت جذرية وعميقة كالتي شهدها التعليم االبتدائي‬
‫واملتوسط‪ ،‬رغم انفصاله في بداية املرحلة والتكفل به من قبل هيكل خاص (أي كتابة الدولة‬
‫للتعليم الثانوي والتقني وذلك خالل الفترة املمتدة من ‪ 1980‬الى ‪ 1984‬ثم أعيد توحيد‬
‫القسمين الوزاريين وزارة التربية والتعليم األساس ي وكتابة الدولة للتعليم الثانوي والتقني)‪.‬‬

‫وبالرغم من محاولة إصالحه سنة ‪ ،1983‬إال أن تلك االصالحات لم تفسر بالنسبة‬


‫للتعليم الثانوي العام سوى عن‪:‬‬

‫ادراج التعليم االختياري‬ ‫‪o‬‬


‫ادراج التربية التكنولوجية‬ ‫‪o‬‬
‫فتح شعبة العلوم االسالمية‬ ‫‪o‬‬
‫التوسع في فتح شعب التعليم الثانوي‬ ‫‪o‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪350‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫وبالنسبة للتعليم الثانوي التقني فقد أسفرت عن‪:‬‬

‫تطابق التكوين املمنوح في املتاقن والثانويات التقنية‬ ‫‪o‬‬


‫اقامة التعليم الثانوي القصير املدى الذي يتوج بشهادة الكفاءة التقنية‬ ‫‪o‬‬
‫خالل الفترة ‪ ، 1980 - 1984‬وفتح شعب جديدة‪.‬‬
‫توسيع آفاق التعليم التقني بإمكانية مواصلة التعليم الجامعي في بعض‬ ‫‪o‬‬
‫الشعب‬
‫تعميم تدريس مادة التاريخ لتشمل كل الشعب‬ ‫‪o‬‬
‫وضع برامج تعليمية ( استلزمها التنصيب الجديدة للمدرسة األساسية )‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫برامج تم تصورها وإعدادها من طرف خبرات وطنية كان يغلب عليها‬
‫الطابع التدريجي في اإلعداد (سنة بعد سنة)‪.‬‬
‫برامج التعليم الثانوي كانت أيضا موضوع مراجعة و إعادة نظر وتحديث‬ ‫‪o‬‬
‫وطبع‪ ،‬وذلك سنة ‪.1981‬‬

‫وتميزت نهاية املرحلة بتنصيب لجنة وطنية إلصالح نظام التربية والتكوين بصورة شاملة‪،‬‬
‫وذلك سنة ‪ ،1989‬إال أن أعمال هذه اللجنة لم تكتمل‪.‬‬

‫‪ .3‬املرحلة الثالثة ‪:2000 - 1990‬‬

‫ما جاء في كتيب " انجازات قطاع التربية الوطنية خالل ‪ 50‬سنة " لخص أهم ما ميز‬
‫هذه املرحلة على الصعيد الوطني من تحوالت سياسية واقتصادية واجتماعية والتي حدثت‬
‫في املجتمع منذ تعديل الدستور في سنة ‪ ،1989‬والتي كان لها تأثير كبير فيما بعد على‬
‫السياسة التربوية‪ ،‬ورغم املشهد السياس ي الذي عرفته تلك العشرية مع بداية سنة ‪،1992‬‬
‫والوضعية التي انجرت عنه‪ ،‬إال أن ذلك لم يثن من مواصلة التحوالت السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪ .1.3‬أهم ما شهدته هذه املرحلة‪ :‬شهدت هذه املرحلة محاوالت تحسين عدة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ o‬محاولة تجسيد نظام املدرسة األساسية كوحدة تنظيمية في املجال البيداغوجي‬


‫والتنظيمي واإلداري واملالي‪ ،‬وتم ذلك من خالل اتخاذ بعض القرارات التي تجسد‬
‫روح األمر املتضمن تنظيم التربية والتكوين الصادر سنة ‪.1976‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪351‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫‪ o‬تنظيم التعليم الثانوي في شكل تعليم ثانوي تأهيلي‪ ،‬إال أن هذه املحاولة توقفت‬
‫بعد سنة من بداية العمل بها‪ ،‬و أعيد بعد ذلك تنظيم التعليم الثانوي في شكل‬
‫ثالثة جذوع مشتركة في السنة األولى منه‪ ،‬هي‪ :‬الجذع املشترك آداب‪ ،‬الجذع‬
‫املشترك علوم والجذع املشترك تكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ o‬تتفرع ‪ 16‬شعبة في السنتين الثانية والثالثة ثانوي عن الجذوع املشتركة الثالث‪.‬‬

‫‪ . 2 . 3‬أما عن باقي املجاالت‪ :‬فقد مسها التغيير كما يلي‬

‫تخفيف البرامج التعليمية‪ :‬الن البرامج التعليمية املطبقة في مختلف املراحل‬ ‫‪o‬‬
‫يعود تاريخها إلى فترة الثمانينيات‪ ،‬وقد تم إعدادها آنذاك في فترة قصيرة وفي‬
‫سياق سياس ي و اقتصادي واجتماعي يختلف تماما عن السياق الذي تتميز به‬
‫مرحلة التسعينيات‪ ،‬وبذلك فان بعض مضامينها لم يعد منسجما مع‬
‫التحوالت املذكورة‪ ،‬فضال عن طابع الكثافة الذي ميزها‪ ،‬لذلك جاءت عملية‬
‫اعادة قراءتها ومراجعتها وتخفيف وتكييف محتوياتها لتكون أكثر انسجاما مع‬
‫خصوصية املرحلة من جهة‪ ،‬ومع األهداف الجديدة املرسومة للتعليم الثانوي‪،‬‬
‫الناتجة عن إعادة هيكلته وتنظيمه‪ ،‬ومع األهداف الجديدة املرسومة للتعليم‬
‫الثانوي‪ ،‬الناتجة عن إعادة هيكلته وتنظيمه من جهة أخرى‪،‬‬
‫تمت عملية اعادة قراءة البرامج وتخفيفها وتكييفها خالل الفترة ‪- 1991‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ .1994‬وهذه البرامج استمرت في التطبيق الى غاية السنة الدراسية ‪- 2002‬‬
‫‪ 2003‬بالنسبة للتعليم األساس ي و إلى غاية ‪ 2005 - 2004‬بالنسبة للتعليم‬
‫الثانوي‪ ،‬وقد حلت محلها البرامج الجديدة الناتجة عن تطبيق إصالح النظام‬
‫التربوي‪ ،‬وهذا منذ السنة الدراسية ‪ 2004 - 2003‬بالنسبة للتعليم االبتدائي‬
‫واملتوسط‪ ،‬و‪ 2006 - 2005‬وبالنسبة للتعليم الثانوي‪.‬‬
‫تجريب ادخال اللغة االنجليزية كلغة أجنبية أولى إلى جانب اللغة الفرنسية‪ ،‬إال‬ ‫‪o‬‬
‫أن هذه التجربة بقيت محدودة‪ ،‬وتم إلغاؤها مع املشروع في تنفيذ االصالح‬
‫الجديد للنظام التربوي‪:‬‬
‫إدراج تعليم األمازيغية في النظام التربوي‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تحسين نظام التدرج والقبول والتوجيه‪ ،‬خالل هذه الفترة حيث تم ادخال‬ ‫‪o‬‬
‫مجموعة من التحسينات بالرفع التدريجي ملعدل االنتقال مستوى الى مستوى‬
‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬
‫‪352‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫أعلى وهذا خالل الفترة ‪ ،1998 - 1995‬حيث صار االرتقاء من مستوى الى‬
‫مستوى يتم على أساس بيداغوجية محضة‪ .‬وإلغاء نظام الحصص الخاصة‬
‫بكل مؤسسة تعليمية للقبول في السنة األولى ثانوي‪.‬‬
‫‪ o‬اعادة االعتبار لشهادة التعليم األساس ي و ادراج نتائجها في معدل االنتقال إلى‬
‫األولى ثانوي‪ ،‬ثم فيما بعد تثمينها برفع معامل النتائج املحصول عليها فيها‬
‫وإدخال نظام مجموعات التوجيه في توجيه التالميذ نحو التعليم الثانوي‪.‬‬
‫‪ o‬تغيير نظام التكوين الذي كان قائما‪ ،‬بتمديد مدة التكوين في بداية املرحلة‬
‫بالنسبة ألساتذة التعليم املتوسط ومعلمي املدرسة األساسية‪ ،‬ليتم فيما بعد‬
‫الغاء التكوين األولي باملعاهد التكنولوجية وإسناده إلى املدارس العليا لألساتذة‪.‬‬
‫‪ o‬وفي سنة ‪ 1997‬تم اعداد ملف شامل لسياسة التكوين بقطاع التربية‪ .‬وشرع‬
‫في تنفيذه ابتداء من السنة الدراسية ‪ .1998 - 1997‬وبموجب هذا امللف‬
‫أسندت مهمة تكوين أسالك مختلف املستويات‪ ،‬إلى مؤسسات التعليم العالي‬
‫املختصة‪.‬‬

‫‪ .4‬املرحلة الرابعة من سنة ‪ 2000‬الى اليوم هذا‪:‬‬

‫تتميز مرحلة ما بعد سنة ‪ 2000‬بالشروع في تحضير إصالحا آخر للمنظومة التربوية‪،‬‬
‫الذي أصبح يشكل أولوية وطنية بسبب الوضعية التي آلت اليها املدرسة الجزائرية من جهة‪،‬‬
‫وبسبب التحوالت املسجلة في امليادين املختلفة‪ ،‬سواء على الصعيد الوطني أو العالمي من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫حسب كتيب "انجازات قطاع التربية الوطنية خالل ‪ 50‬سنة" دائما يعد هذا‬
‫اإلصالح الثاني من نوعه في قطاع التربية الوطنية‪ ،‬بعد اإلصالح الذي عرفته املدرسة‬
‫الجزائرية في السبعينيات‪ ،‬غير انه إذا كان إصالح السبعينيات قد فرضته فترة ما بعد‬
‫االستقالل‪ ،‬وكانت األسبقية فيه لتأصيل املدرسة بمضامينها وإطاراتها وبرامجها‪ ،‬فضال عن‬
‫ديمقراطيتها وانفتاحها على العلوم و التكنولوجيا‪ ،‬فان اإلصالح الجديد أملته متطلبات‬
‫وتحديدات أخرى‪ ،‬مرتبطة أساسا بالتحوالت التي تعيشها البالد في املجاالت االقتصادية‬
‫والسياسية واالجتماعية‪ ،‬وبالحاجات االجتماعية الناجمة عن هذه التحوالت‪ ،‬وتفرضه‬
‫تحديات جديدة تختلف عن تلك التي كان على املدرسة أن تواجهها في عالم تطبعه عوملة‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪353‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫الحياة في شتى صورها ومجاالتها ‪ ،‬وتميزه تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الجديدة‪ ،‬التي أحدثت‬
‫تغييرا في وسائل التعليم و أساليبه وفي دور املعلم ومكانته‪ ،‬وفي مفهوم الزمان واملكان‪ .‬ومن‬
‫خالل نفس املرجع نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1.4‬تنصيب اللجنة الوطنية إلصالح املنظومة التربوية‪:‬‬

‫نصبت اللجنة الوطنية إلصالح املنظومة التربوية في شهر ماي ‪ .2000‬وكانت نتائج‬
‫وتوصيات تقريرها األول حول وضع املنظومة التربوية األرضية األساسية لالنطالق في تنفيذ‬
‫االصالح في مطلع السنة املدرسية ‪ 2004 - 2003‬كما كانت مصدر الهام إلعداد القانون‬
‫التوجيهي للتربية الوطنية‪ .‬وقد مس هذا اإلصالح مجاالت مختلفة وعموما‪:‬‬

‫‪ .1.1.4‬على مستوى هيكلة املنظومة التربوية‪:‬‬

‫إعادة هيكلة النظام التربوي‬ ‫‪o‬‬


‫التعميم التدريجي للتربية التحضيرية على األطفال البالغين سن‬ ‫‪o‬‬
‫الخامسة‬
‫تخفيض مدة التعليم االبتدائي من ‪ 6‬الى ‪ 5‬سنوات‬ ‫‪o‬‬
‫تمديد مدة التعليم املتوسط من ‪ 3‬الى ‪ 4‬سنوات‬ ‫‪o‬‬
‫اعادة تنظيم التعليم ما بعد اإللزامي في ‪ 3‬مقاطع‪ :‬التعليم‬ ‫‪o‬‬
‫الثانوي العام والتكنولوجي‪ ،‬التعليم املنهي‪ ،‬والتكوين املنهي‬
‫تأسيس مؤسسات التربية والتعليم الخاصة‬ ‫‪o‬‬
‫ادراج تعليم اللغة الفرنسية في السنة الثالثة ابتدائي‬ ‫‪o‬‬
‫ادراج تعليم اللغة االنجليزية في السنة األولى متوسط‬ ‫‪o‬‬
‫اعداد وتنفيذ استراتيجية ملحو األمية لدى الكبار‬ ‫‪o‬‬
‫اعادة االعتبار لشعب االمتياز‬ ‫‪o‬‬

‫‪ .2.1.4‬على مستوى املناهج التعليمية‪ :‬تشكل املناهج التعليمية املجال الدوري ألي نظام‬
‫تربوي‪ ،‬و إعدادها بكيفية متواقفة‪ ،‬يتطلب جهدا يبذله الخبراء واملختصون و أهل املهنة‪،‬‬
‫لتكون مالئمة لغايات و أهداف النظام التربوي املنشود والتي نذكر منها ما يلي‪.‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪354‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫اعتماد الرموز العاملية في العلوم الدقيقة والتجريبية‪ ،‬و إدراج‬ ‫‪o‬‬


‫ازدواجية املصطلح ابتداء من الطور املتوسط‪.‬‬
‫تحوير وتكييف برامج التربية املدنية‬ ‫‪o‬‬
‫اعادة االعتبار لتدريس التاريخ والفلسفة في جميع املستويات‬ ‫‪o‬‬
‫اعادة االعتبار للتربية البدنية والرياضية‪ ،‬وتكريس وجوبها على‬ ‫‪o‬‬
‫جميع التالميذ‬
‫تعزيز تعليم اللغة العربية‬ ‫‪o‬‬
‫ترقية وتطوير تعليم اللغة األمازيغية‬ ‫‪o‬‬
‫تعميم استعمال التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال‬ ‫‪o‬‬

‫ويتم ذلك انطالقا من التحكم في محتوى املادة الواحدة‪ ،‬بوضع محاورها الرئيسية‬
‫والفرعية‪ ،‬والحرص على أن تكون كل مادة متكاملة في الوحدة وفي بقية املواد‪ ،‬أفقيا وعموديا‬
‫ومن مستوى إلى مستوى‪ ،‬قصد بلوغ السقف األدنى واألعلى من اكتساب املعرفة لدى كل‬
‫تلميذ عادي النمو‪.‬‬

‫لذلك دائما من منشورات وزارة التربية تم في إطار اإلصالح إحداث جهاز دائم‪،‬‬
‫متمثل في اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬يتولى إعداد مشاريع املناهج التعليمية ومتابعة تحديثها‬
‫باستمرار‪ ،‬لتواكب التطورات الحاصلة في املجاالت املختلفة‪ .‬وقد تم ادخال وتعميم املناهج‬
‫الجديدة على مختلف املراحل التعليمية تدريجيا‪ ،‬كان الشروع في تنفيذ االصالح السنة‬
‫الدراسية ‪ 2004-2003‬على مستوى التعليم االبتدائي وفي السنة الدراسية ‪ 2006-2005‬على‬
‫مستوى التعليم املتوسط وجرى تعميم املناهج الجديدة في املرحلتين السابقتي الذكر خالل‬
‫السنوات الدراسية ‪ 2004-2003‬الى ‪ .2007-2006‬و شمل االصالح أيضا مرحلة التعليم‬
‫الثانوي لكن بصفة متدرجة وكان ذلك ما بين ‪ 2006-2005‬الى ‪2008.-2007‬‬

‫‪ .3.1.4‬ا لكتاب املدرس ي‪:‬‬

‫‪ o‬اصالح البرامج التعليمية‬


‫‪ o‬اعداد جيل جديد من الكتب املدرسية‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪355‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫مس اإلصالح التربوي الكتاب املدرس ي سواء تعلق األمر بتأليفه أو بوفرته أو بإخراجه‬
‫أو بتوزيعه وذلك بغية سد النقائص املسجلة بخصوصه‪ ،‬فحسب املرجع السابق انتقلت‬
‫نسبة التغطية من الكتاب املدرس ي من ‪ %55‬الى ‪ %100‬وأصبح كل تلميذ في أية بقعة من‬
‫التراب الوطني بحوزته كتاب في كل مادة تعليمية وهذا بفعل تجديد التأليف الذي وصل الى‬
‫‪ 165‬عنوانا جديدا وتراكم االنتاج الذي بلغ ‪ 350‬مليون كتابا‪.‬‬

‫‪ .4.1.4‬تجديد نظام التكوين ورفع املستوى‪ :‬يشكل محور التكوين أحد املكونات الرئيسية في‬
‫برنامج إصالح املنظومة التربوية‪ ،‬ويركز على مجالين رئيسيين‪.‬‬

‫يهدف املجال األول الى ادخال تعديالت جوهرية على نظام التكوين قبل االلتحاق‬
‫باملهنة (التكوين األولى) لهيئات التدريس للمراحل التعليمية‪ ،‬إلعداد مدرسين مؤهلين علميا‬
‫وتربويا‪ ،‬وقادرين على التكيف مع األدوار املتغيرة ملدرس املستقبل‪ .‬ويهدف املجال الثاني الى‬
‫وضع نظام جديد للتكوين أثناء الخدمة لفائدة معلمي التعليم االبتدائي و أساتذة التعليم‬
‫املتوسط لرفع مستواهم املعرفي واملنهي و الحاقهم بنفس مستوى املتخرجين الجدد (البكالوريا‬
‫‪ 3 +‬سنوات)‪ .‬تلخيص أهم ما جاء به اإلصالح كما ورد في املرجع املعتمد في هذه املداخلة‬
‫بين أنه تم في هذا املجال‪:‬‬

‫تجديد نظام التكوين وتحسين مستوى التأطير البيداغوجي و اإلداري‬ ‫‪o‬‬


‫من خالل مخطط وطني‬
‫تكوين مدرس ي التعليم االبتدائي في ظرف ‪ 3‬سنوات بعد البكالوريا في‬ ‫‪o‬‬
‫معاهد تكوين‬
‫تحسين مستوى املدرسين (‪ )IFPM‬ثم بعد ذلك في املدارس العليا‬ ‫‪o‬‬
‫لألساتذة (‪)ENS‬‬
‫تكوين أساتذة التعليم املتوسط و أساتذة التعليم الثانوي العام في‬ ‫‪o‬‬
‫املدارس العليا لألساتذة (‪)ENS‬‬
‫اعادة تأسيس مسابقة التبرير‬ ‫‪o‬‬
‫اشتراط توفر مستوى علمي وثقافي رفيع في املتقدمين حاليا ملهنة‬ ‫‪o‬‬
‫التدريس‪.‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪356‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫‪ o‬تمديد مدة التكوين للراغبين في االلتحاق باملهنة حسب طبيعة كل‬


‫مرحلة تعليمية وإجراء التكوين في مؤسسات متخصصة (معاهد تكوين‬
‫معلمي التعليم االبتدائي وتحسين مستواهم‪ ،‬املدارس العليا لألساتذة)‬

‫وفيما يتعلق بالتكوين أثناء الخدمة‪ ،‬الذي يعد عنصرا حاسما في تطبيق اإلصالح‪،‬‬
‫فان الوزارة وضعت استراتيجية تمتد الى غاية ‪ 2015‬في فائدة ‪ 214.000‬مدرسا‪ ،‬يتم خاللها‬
‫رفع مستوى تأهيل املعلمين و أساتذة التعليم املتوسط ليكونوا في نفس املستوى املطلوب‬
‫حاليا لاللتحاق بمهنة التدريس (بكالوريا زائد ثالث سنوات بالنسبة ملعلمي التعليم االبتدائي‪،‬‬
‫بكالوريا زائد أربع سنوات بالنسبة ألساتذة التعليم املتوسط)‪.‬‬

‫خالصة املداخلة‪:‬‬

‫من خالل ما نقلناه من معلومات وردت عن وزارة التربية الجزائرية حول اإلصالحات‬
‫التي عرفتها املنظومة التربوية ‪ ،‬نستخلص ثالثة نقاط أساسية‪ .‬النقطة األولى هي أن هذه‬
‫اإلصالحات تناولت جوانب أو أجزاء مختلفة من املنظومة التربوية فمن األهداف العامة‬
‫للدولة وتوجهاتها الجديدة‪ ،‬إلى هيكلة املنظومة التي عرفت بدورها تغيرات مختلفة في كل‬
‫إصالح ‪ ،‬فاملناهج والكتب املدرسية والتي عرفت كذلك تغييرات منها الجزئي و الكلي ومنها‬
‫الفوري واآلني‪ ،‬وحتى تكوين األساتذة والذي اعتمدت فيه الدولة عدة سياسات أملتها عليها‬
‫الفترات األربعة لإلصالح‪.‬‬

‫النقطة الثانية وتمثلت في نوع اإلصالح والذي كان في األول جزئي يستجيب ملا ميز‬
‫الفترة األولى من االستقالل‪ ،‬ثم ومع استقرار البالد وتوفر القاعدة الالزمة جاء اإلصالح الكلي‬
‫األول في السبعينات والذي أوجد بدوره التغيير الكلي الثاني في األلفنيات‪ .‬فالتغيير ال يكون‬
‫من العدم لكنه تقويم ملا هو موجود وتوفير لإلمكانيات املختلفة الالزمة لتجسيده‪ ،‬وتهيئة‬
‫القاعدة لتقبله والتفاعل معه‪.‬‬

‫النقطة األخيرة تقودنا إلى فكرة مدى عمق اإلصالحات املختلفة التي عرفتها‬
‫املنظومة التربوية الجزائرية‪ ،‬ألن ما ورد في املناشير الوزارية املختلفة حول كل اإلصالحات التي‬
‫عرفتها هذه األخيرة منذ االستقالل‪ ،‬سواء كانت هذه اإلصالحات جزئية أو كلية يبقى عرض‬
‫سطحي‪ ،‬ال يمدنا باملعلومات الكافية و الوفيرة عن عمق هذه اإلصالحات التي من املفروض‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪357‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫تكون ناتجة عن حاجة يشعر بها املمارسين‪ ،‬أو عن ضعف ملح خريجي هذه املنظومة‪ ،‬أو عن‬
‫حاجة سوق العمل لكفاءات عالية ال تتوفر في مخرجات املنظومة التربوية‪ ،‬أو غيرها من‬
‫الحاجات والتي تؤدي إلى إعادة النظر في النسق الكلي لهذه املنظومة‪.‬‬

‫هذه السطحية في عرض وزارة التربية ملا عرفته املنظومة التربوية من إصالحات في‬
‫مختلف ما صدر عنها‪ ،‬والذي نعتبره مجرد وصف ال غير‪ ،‬ال يسمح لنا بالحكم إن كان‬
‫اإلصالح املعتمد من طرف الدولة قد اهتم بأجزاء املنظومة في منظور نسقي أم انه خص‬
‫أجزاء منها أو كل أجزائها لكن من منظور جزئي‪.‬‬

‫املراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬املرسوم رقم ‪ ،40 – 72‬إحداث شهادة التعليم املتوسط‪.‬‬
‫‪ .2‬وزارة التربية الوطنية‪ ،1976،‬أمرية ‪ 16‬أفريل ‪ 1976‬املتضمنة تنظيم التعليم و‬
‫التكوين بالجزائر‬
‫‪ .3‬وزارة التربية الوطنية‪ ،1976،‬املنشور الوزاري رقم ‪ ، 66-76‬املتضمن للطابع‬
‫اإلجباري للتعليم األساس ي‪ ،‬املؤرخ في ‪ 16‬أفريل ‪.1976‬‬
‫‪ .4‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬ماي ‪،1978‬معلومات إحصائية للسنة‪ ،1978-1977‬رقم ‪.16‬‬
‫‪ .5‬وزارة التربية الوطنية‪ ،1992،‬ففري ‪ ، 1992‬النصوص األساسية الخاصة بقطاع‬
‫التربية‪.‬‬
‫‪ .6‬وزارة التربية الوطنية‪ ،1992،‬املنشور الوزاري رقم‪/1533 :‬و‪.‬ت‪ /‬م‪.‬د بتاريخ‪-11 :‬‬
‫‪ ،1992-03‬املتعلق بإعادة هيكلة التعليم الثانوي ‪.‬‬
‫‪ .7‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مارس ‪ ،1992‬إعادة هيكلة التعليم الثانوي‪.‬‬
‫‪ .8‬وزارة التربية الوطنية‪،1992،‬املنشور الوزاري رقم‪ 92/124/102 :‬الصادر بتاريخ‪-8 :‬‬
‫‪ 1992-04‬و املتعلق بالتكرار في السنة الثانية ثانوي‬
‫‪ .9‬وزارة التربية الوطنية‪ ،1995 ،‬النشرة الرسمية للتربية الوطنية‪.‬‬
‫‪ .10‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬سبتمبر‪" ،1998‬دليل التعرف على الجذوع املشتركة"‪.‬‬
‫‪ .11‬وزارة التربية الوطنية ‪ ،‬جوان ‪ ،2001‬النشرة الرسمية للتربية الوطنيةـ التوجيه‬
‫املدرس ي و املنهي خالل الفترة املمتدة من ‪ 1962‬إلى ‪ ،2001‬عدد خاص‪.‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪358‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬
‫جميع مراحل اإلصالحات التي مرت بها املنظومة التربوية لتبنيها املقاربة بالكفاءات (‪ 2009‬ـ ‪)2017‬‬
‫د‪ .‬لب ـ ـ ـ ـ ــنى زع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ‪ /‬ط‪ .‬د مريم بوعمامة‬ ‫نقال على الوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم‬

‫‪ .12‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2003‬مخطط العمل لتنفيذي إصالح املنظومة‬


‫التربوية‪.‬‬
‫‪ .13‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2003‬مديرية التعليم الثانوي‪ ،‬اإلجراءات الخاصة‬
‫بالتعليم الثانوي‪.‬‬
‫‪ .14‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬فبراير ‪ ،2005‬مشروع إعادة تنظيم التعليم و التكوين ما بعد‬
‫اإللزامي‪.‬‬
‫‪ .15‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬فيبرا ير ‪ ، 2005‬مشروع الثانويات‪.‬‬
‫‪ .16‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مارس ‪ ،2009‬املرجعية العامة للمناهج‪.‬‬
‫‪ .17‬وزارة التربية الوطنية‪ ،2013 ،‬انجازات قطاع التربية خالل ‪ 50‬سنة‪ ،‬دار القصبة‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬ ‫مجلة التربية و الصحة النفسية‬


‫‪359‬‬ ‫املجلد الخامس ‪ /‬العدد الثاني‬

You might also like