Professional Documents
Culture Documents
منازعات الجماعات الترابية المتعلقة بدعاوى التعويض
منازعات الجماعات الترابية المتعلقة بدعاوى التعويض
عنوان :
منازعات الجماعات الترابية المتعلقة بدعاوى التعويض
يوسف الدرقاوي
خالد الزوهري
وبناء على التقديم أعاله يمكن طرح اإلشكالية المحورية اآلتية :
" إشكالية منازعات الجماعات الترابية المتعلقة بدعاوى التعويض وأشكالها التطبيقية المرتبطة بنزع
الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية "
و من خالل اإلشكالية األساسية السالفة الذكر يمكن طرح اإلشكاليات الفرعية التالية :
ما هي النصوص القانونية المؤطرة لمنازعات الجماعات الترابية المتعلقة بدعاوى التعويض؟
2
ولالجابة عن هذه االشكاليات سنتناول هذا الموضوع من خالل مبحثين يتناول االول اسس المسؤولية
االدارية للجماعات الترابية وجوانبها المسطرية بينما يعالج الثاني عالقة نزع الملكية واالعتداء المادي
والعقود اإلدارية بمنازعات الجماعات الترابية وبعض األحكام القضائية بخصوصها.
اسس المسؤولية االدارية للجماعات الترابية وجوانبها المسطرية المبحث االول :
إن المسؤولية اإلدارية تنطوي على تحميل اإلدارة تبعات ما يسببه نشاطها من أضرار لألفراد ،ووفقا
للضوابط القانونية فهي تحتل مكانة بالغة بين موضوعات القانون عموما ،وقد مرت بمجموعة من
المراحل التاريخية والقانونية ،كما أن المسؤولية اإلدارية تتخذ صورتين :المسؤولية اإلدارية على
أساس الخطأ والمسؤولية اإلدارية بدون خطأ.
ويعتبر الخطأ الشخصي هو الخطأ الذي ينسب إلى الموظف حيث تتحقق مسؤوليته الشخصية عن هذا
الخطأ ويصبح وحده مسؤوال عن األضرار التي تنجم عنه وملزم بدفع التعويض .ولتحديد الخطأ
الشخصي وتمييزه عن الخطأ المرفقي ،استنبط الفقهاء وثالث معايير والخطأ الشخصي:
أو أن يكون مرتبطا بالهدف المقصود الذي يؤدي إلى خروج عن الوظيفة •
3
أما الخطأ المرفقي هو الخلل في السير العادي للمرفق الذي يرجع إلى احد أو عدة موظفين لكن ال يمكن
أن ينسب إليهم شخصيا وتتحمل فيه الجماعات الترابية مسؤولية التعويض ويكون االختصاص للقضاء
اإلداري.
سوء أداء الخدمة :فالمرفق أدى الخدمة لكنها على وجه سيء مما يتسبب في ضرر للغير وذلك •
بسبب التنظيم السيء للمرفق وهذا التنظيم ال يشمل األعمال المادية فقط بل األعمال القانونية ،فال
مشروعية األعمال اإلدارية تشكل ابرز األخطاء المرفقية التي يمكن أن تحرك دعوى
المسؤولية ضد الجماعات الترابية.
االمتناع عن أداء الخدمة :والفرض أن النظام يلزم المرفق بأداء الخدمة وال تتمتع اإلدارة بأية •
سلطة تقديرية كما أن عدم أداء الخدم ال يرجع إلى امتناع الموظف فحسب وإنما إلى عدم تقديم
الخدمة من ذلك االمتناع الجماعة الترابية عن تنفيذ األحكام القضائية.
البطء في أداء الخدمة:فالمرفق غير ملزم بتقديم الخدمة في مدة زمنية محددة وإنما تأخر في •
أداءها أكثر مما يجب دون مبرر ،كالتأخر في تنفيذ حكم قضائي.
وإذا كانت المسؤولية اإلدارية في فرنسا من إبداع مجلس الدولة وحصيلة اجتهاداته في الميدان اإلداري
انطالقا من حكم بال نكو،فان قواعد المسؤولية اإلدارية بالمغرب هي من وضع المشرع الذي حدد
بنصوص واضحة حدود مسؤولية الموظف والجماعات الترابية ،ففي المغرب ال تسال الجماعات الترابية
إال عن األخطاء المرفقية التي يرتبها الموظف(ف)79من ق.ل.ع .أما األعمال التي توصف بالجسيمة أو
تنطوي على تدليس فهي دائما أخطاء شخصية يتحمل الموظف مسؤوليتها بصفة شخصية ويدفع
التعويض من ماله الخاص .وال يمكن إثارة مسؤولية الجماعة الترابية عنها إال بعد ثبوت عجز الموظف
عن دفع التعويض لفائدة المتضرر،وإذا كان القضاء من يضع الحدود الفاصلة بين مسؤولية الجماعات
الترابية ومسؤولية الموظف الشخصية ،غير أن الحلول القضائية ال تعطي جوابا شافيا لتحديد هذا
المعيار.
4
• أن يكون الضرر قابل للتقويم بالمال
• أن يكون الضرر شخصي،إال أن هذه الخاصية تشمل بعض االستثناءات.
هذا فيما يخص الشروط العامة أما الشروط الخاصة هو أن يكون الضرر غير عادي يشكل عبئا خاصا
يتحمله المتضرر دون باقي المنتفعين،كما يجب أن يكون خاصا أي انه أصاب شخصا أو عدد من
األشخاص يمكن تحديدهم اسميا.
وقد عمل القاضي على تجاوز التفسير الكالسيكي للفصل 79من ق.ل.ع ليؤسس لمبدأ الجمع بين
الخطأين الخطأ الشخصي للموظف والخطأ المرفقي للجماعة الترابية ،حيث نص الحكم رقم 172
الصادر في 2ماي 2007في قضية شركة صودا كور ضد وزير الداخلية لقيادة تاغرامت عمالة
الفحص انجرا ،حيت امتنع القائد عن تنفيذ حكم قضائي حائز على قوة األمر المقضي به باعتباره خطا
شخصيا و الخطأ المرفقي في حق اإلدارة تهاونها في فرض الرقابة واإلشراف على الموظف المعني
بالتنفيذ ،ويعتبر هذا الحكم القضائي تطورا نوعيا لقواعد المسؤولية اإلدارية بالمغرب.
ومن تطبيقات المسؤولية اإلدارية على أساس المخاطر نجد األضرار الناتجة عن األشغال العمومية
وتتخذ أشكاال متعددة من بينها األضرار الدائمة واألضرار العرضية الالحقة بالمستعملين والغير ،ومن
تطبيقاتها األضرار الناتجة عن استعمال أشياء خطيرة مثل استعمال األسلحة من طرف الشرطة ..
5
المطلب الثاني :الجوانب المسطرية لدعاوى التعويض المتعلقة بالجماعات الترابية
وبذلك أصبحت المسؤولية اإلدارية موزعة بين محاكم القضاء العادي والمحاكم اإلدارية حسب طبيعة
النشاط اإلداري فمتى كان النشاط عاديا وكانت المسؤولية مدنية انعقد االختصاص للمحاكم العادية ،ومتى
كان إداريا وعاما انعقد االختصاص للمحاكم اإلدارية للبت في النزاع.
ومن تم يمكن القول ان الجهة القضائية التي تملك االختصاص النوعي في دعاوى التعويض المرفوعة
ضد الجماعات الترابية هي المحاكم االدارية مند احداثها سنة .1993
واإلجراءات المسطرية المتبعة في دعوى المسؤولية اإلدارية ،تختلف عن اإلجراءات المتبعة في دعوى
اإللغاء ،فدعوى التعويض ترمي باألساس إلى التعويض عن األضرار التي لحقت بالمتضرر.
والدارس للقانون رقم 90_41يالحظ بأن المشرع اعتبر قانون المسطرة المدنية هو الشريعة العامة
للقواعد اإلجرائية المتعبة أمام المحاكم اإلدارية ،إال أنه أقدم على تعديل البعض منها من جهة وأحدث
مؤسسة المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق من جهة أخرى.
و تتصف الدعوى أمام المحاكم اإلدارية ،بمجموعة من اإلجراءات والخصائص التي البد للمحكمة القيام
بها منذ توصلها بالملف المقدم من قبل المدعي بالحق ،أو بالتعويض بجبر ضرر ما ،وهذه الخصائص
تعد ضرورية لتحضير ملف متكامل للقضية أمام القاضي اإلداري الذي يتولى النظر في القضية ،وهي
تتمثل في أن الدعوى أساسا تعد مسطرة كتابية ،وتحقيقية وحضورية.
6
وجدير بالذكر انه إذا كان طلب التعويض يتطلب استصدار حكم باإللغاء ،فإنه يستحسن عدم رفعه مع
طلب اإللغاء و إذا كانت دعوى التعويض سترفع ضد مجلس جماعي ،فإن المدعي يكون ملزما بإخبار
وزير الداخلية بمذكرة يعرض فيها موضوع و أسباب احتجاجه و ال يمكنه رفع الدعوى إال بعد مرور
شهرين من تاريخ وضع مذكرته.
و تنظر المحكمة اإلدارية ابتدائيا فقط مع بقاء حق االستئناف ،و ال يعتد بقيمة التعويض ما إذا كانت أقل
أو تفوق 3000درهم كما هو الشأن في المحاكم االبتدائية.
و بالنسبة لآلجال فهو 60يوما من تاريخ صدور النشاط اإلداري المسبب للضرر ،ماعدا إذا كانت هناك
نصوص قانونية مخالفة .
ونشير في األخير إلى وجوب إدخال الوكيل القضائي في جميع الطلبات التي تستهدف التصريح بمديونية
الدولة ،أو المؤسسات العمومية أو الشبه عمومية (الفصل 514من قانون المسطرة المدنية ).
المبحث الثاني :عالقة نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية بمنازعات الجماعات الترابية
وبعض األحكام القضائية بخصوصها
ان االرتقاء بالجماعات الترابية الى مصاف قواطر للتنمية المحلية جعلتها تمارس انشطتها في ميادين
متعددة وتستعمل وسائل قانونية ومادية قد ينتج عنها مساس بحقوق اشخاص طبيعية ومعنوية مما يترتب
عنها منازعات قضائية يكون موضوعها نزع الملكية او اعتداء مادي اوعقود إدارية او قرارات ادارية.
المطلب األول :نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية أسباب رئيسية لنشوء منازعات
الجماعات الترابية.
وينص الفصل الثالث من قانون نزع الملكية الجديد رقم 7.81على ما يلي" :يخول حق نزع الملكية
إلى الدولة أو الجماعات المحلية وإلى األشخاص المعنويين اآلخرين الجارية عليهم أحكام القانون العام أو
الخاص أو األشخاص الطبيعيين الذي تفوض إليهم السلطة العامة حقوقها للقيام بأشغال أو عمليات معلن
أنها ذات منفعة عامة".
يستفاد من هذا النص ،وبالمقارنة مع نظيريه السابقين أن المشرع قد وسع من نطاق األشخاص الذين
لهم مبدئيا حق نزع ملكية الخواص من أجل المنفعة العامة.
7
وبمجرد الوقوف عند مقتضيات الفصل الثالث السالف الذكر ،ال تضح أن نزع الملكية من أجل المنفعة
العام يثبت بصفة أصلية للدولة والجماعات المحلية أما األشخاص اآلخرين فال يثبت لهم ذلك الحق إال
بتفويض من السلطات العامة نفسها التي تملك ذلك الحق.
مهما يكن من أمر ،فان حق الملكية حق مقدس دستوريا ،ونزعه ألجل المنفعة العامة هو إجراء
تستلزمه متطلبات التنمية بالبالد ،وبالتالي فانه الى جانب نقل الملكية لفائدة الجهة المخول لها قانونا ذلك،
فانه من المناسب التوفيق بين مصالح المنزوعة ملكيته في الحصول على تعويض عادل من جانب نازع
الملكية ال كتساب ملكية عقار واستخدامه للمنفعة العامة أخذا بعين االعتبار أيضا ما يوجبه مبدأ حماية
المال العام من جانب أخر ( عدم أداء تعويضات مبالغ فيها) ،وتحقيق الهدف المذكور موكول لكافة
األطراف المعنية بالموضوع إداريا وقضائيا ،ولعل هذا األمر هو ما أكده الخطاب الملكي السامي الذي
تاله صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا وأيده أمام البرلمان بتاريخ 14اكتوبر 2016إذ ورد
في الخطاب السامي ما يلي….. " :فالعديد من المواطنين يشتكون من قضايا نزع الملكية ،الن الدولة لم
تقم بتعويضهم عن أمالكهم أو لتأخير عملية التعويض لسنوات طويلة تضر بمصالحهم ،أو الن مبلغ
التعويض اقل من ثمن البيع المعمول به وغيرها من األسباب.
إن نزع الملكية يجب أن تتم لضرورة المصلحة العامة القصوى ،وان يتم التعويض طبقا لألسعار
المعمول بها في نفس تاريخ القيام بهذه العملية مع تبسيط مساطر الحصول عليه،
وال ينبغي ان يتم تغيير وضعية األرض التي تم نزعها وتحويلها ألغراض تجارية أو تفويتها من اجل
المضاربات العقارية…..
إن أهم المجاالت التي تطرح الحماية القضائية لحق الملكية العقارية لألفراد بالنسبة للقضاء اإلداري
هي مجاالت نزع الملكية و االعتداء المادي.
ففي مجال نزع الملكية تتجلى هذه الحماية في بسط القانون اإلداري لرقابته على مدى احترام اإلدارة
نازعة الملكية لمقتضيات قانون نزع الملكية وذلك انطالقا من:
-مراقبته لمشروعية االتفاق بالتراضي الذي تبرمه اإلدارة نازعة الملكية مع المنزوعة ملكيته.
إن نزع الملكية امتياز غير مطلق يتم استعماله وفق شروط باتباع إجراءات مسطرية حددها المشرع
كما يلي:
-مراعاة الضوابط التي تحكم العقارات موضوع نزع الملكية ،وكذا استعماالتها.
-ال يتم بصفة قانونية حيازة العقارات ونقل ملكيتها إال بحكم قضائي بعد استيفاء اإلجراءات اإلدارية
لنزع الملكية واستحالة التراضي مع المالك.
تتم مسطرة نزع الملكية على مرحلتين :مرحلة إدارية صرفة ومرحلة قضائية .
تتولى هذه المرحلة السلطة اإلدارية ،وذلك باحترام مسطرة قانونية معينة تتوقف عليها مشروعية
القرار الذي يقضي بنزع الملكية ،وهذه المسطرة تبتدئ باإلعالن عن المنفعة العامة ثم القيام بإجراءات
بحث إداري في ضرورة نزع الملكية المراد بها تحقيق تلك المنفعة ،وتنتهي بمحاولة اتفاق بالتراضي
بين المالك والسلطة اإلدارية المختصة بنزع الملكية ،وهذه المسطرة تخضع لرقابة القضاء للتأكد من
مشروعيتها.
إن ظهير 1982لم يحدد السلطة المختصة باإلعالن عن المنفعة إذ أنه اكتفى في فصله السادس
بالقول بأن اإلعالن عن تلك المنفعة يتم بمقرر إداري ،فجاء المرسوم التطبيقي للظهير بتاريخ 16أبريل
1983ليبين في فصله األول أن المنفعة العامة تعلن بمرسوم يتخذ باقتراح من الوزير المعني باألمر.
ويسند هذا االختصاص –بنصوص قانونية خاصة -إلى سلطات إدارية مختلفة.
واإلعالن عن المنفعة العامة ينبغي أن يستند على ضرورة األشغال أو العمليات المقررة لنزع الملكية،
فإذا تبين للسلطات اإلدارية إجراء تغيير في استعمال األمالك المقرر نزع ملكيتها ،فإن ذلك يستوجب
إعالنا جديدا عن المنفعة العامة ،كما ال يجوز إدخال أي تغيير أو تحويل على األمالك المقصودة –بعد
نشر نص اإلعالن عن المنفعة العامة -إال برخصة من طالب نزع الملكية.
وتسري آثار اإلعالن عن المنفعة العامة طيلة مدة سنتين –في الحاالت العادية -أما إذا تعلق األمر
بمخططات التهيئة واإلعداد ،فإن آثار اإلعالن عن تلك المنفعة العامة تكون 20سنة لمخططات التهيئة
9
الحضرية ،وعشر سنوات لتصاميم التنمية بالمجموعات العمرانية القرورية ،وعشرين سنة بالنسبة
لقرارات التصفيف ،مع إمكانية تجديد تلك المدد لمدد أخرى معادلة إذا كانت الضرورة تقتضي ذلك.
ونظرا لما يرتبه مقرر اإلعالن عن المنفعة العامة من آثار قانونية تسري لمدة طويلة ،فإن المشرع قد
نص على إجراءات قانونية ينبغي احترامها بشأن ذلك المقرر ،وتتجلى تلك اإلجراءات في تدابير
اإلشعار اآلتية:
-نشر المقرر بكامله في الجريدة الرسمية ،وأن يدرج إعالن بذلك في جريدة أو عدة جرائد مأذون لها
في نشر اإلعالنات القانونية مع اإلشارة إلى الجريدة الرسمية التي وقع نشره بها.
-تعليق نصه الكامل بمكاتب الجماعة التي تقع فيها المنطقة المقرر نزع ملكيتها ،ويمكن أن تتم
التدابير المذكورة بجميع وسائل االشعار األخرى المالئمة.
:1.2قرار التخلي
إذا ثبت أن اإلعالن على المنفعة العامة يقتصر على منطقة ما ،فإنه يصبح على السلطة اإلدارية
المختصة تحديد األراضي المراد نزع ملكيتها بكل دقة ،وأن تصدر بذلك مقر إداري يطلق عليه "مقرر
التخلي" وتتخذ بشأنه إجراءات اإلشهار التي يخضع لها قرار إعالن المنفعة العامة.
ويجب اتخاذ قرار التخلي في أجل سنتين ،تبتدئ من تاريخ اإلعالن عن المنفعة العامة ،وهذه المدة
قابلة للتجديد ،وإذا لم يتم اتخاذ قرار التخلي خالل تلك المدة فإنه يتعين تجديد اإلعالن عن المنفعة العامة،
وفي هذه الحالة فإن مدة صالحية قرار التخلي تكون لسنتين ،وذلك لحث اإلدارة على التعجيل بالمسطرة
وتجنب تهديد المالك بنزع ملكيتهم لمدة غير معينة.
والسلطة المختصة بإصدار قرار التخلي تتمثل في العامل إذا صدر الطلب عن اإلقليم أو العمالة،
ورئيس المجلس الجماعي إذا طلب نزع الملكية من لدن الجماعات.
ويجوز لهذه السلطات أن تفوض االختصاص المذكور ،وفي باقي الحاالت فإن السلطة المختصة تتمثل
في الوزير المعني باألمر بعد استشارة وزير الداخلية.
البحث اإلداري :تتواله السلطة المختصة قبل اتخاذ النص الذي تعين فيه األمالك المراد نزع ملكيتها،
والذي هو بحسب الحالة إما قرار إعالن المنفعة العامة نفسه وإما قرار التخلي ،ويجب أن يتعمد بحث
مشروع تعيين األمالك المواد نزع ملكيتها عن طريق:
-نشره في الجريدة الرسمية وفي جريدة أو عدة جرائد من دون لها في نشر اإلعالنات القانونية.
-يودع ذلك البحث مشفوعا بتصميم لدى مكتب الجماعة حتى يتمكن المعنيون باألمر من اإلطالع عليه
وإبداء مالحظاتهم بشأنه خالل أجل شهرين يبتدئ من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية ،كما يجب على
المعنيين باألمر خالل ذلك األجل المحدد ،أن يعرفوا بجميع مستأجري األراضي الزراعية والمكترين
10
وغيرهم ممن بيدهم حقوق في العقارات وإال بوقوا وحدهم مدنيين لهؤالء االشخاص بالتعويضات التي قد
يطالبون بها.
-ويجب أن يودع المشروع الذي سبق ذكره لدى مصلحة المحافظة على األمالك العقارية فيما يخص
األمالك المحفظة أو الموجودة في طور التحفيظ ،وفيما يتعلق باألمالك غير المحفظة فإن المشروع
المتعلق بشأنها يودع بكتاية ضبط المحكمة االبتدائية المنتمي إليها موقع العقار الذي تتولى تقييده في
سجل خاص.
ويسلم كاتب الضب إلى نازع الملكية بشهادة تثبت هذا التقييد.
والهدف من هذه اإلجراءات الشكلية لمشروع تعيين نزع الملكية وشروط إنجازها من جهة ،ومن جهة
ثانية تكون كأداة لمعرفة أصحاب الحقوق المتعلقة باألمالك التي تهمها العملية.
-محاولة اإلتفاق بالتراضي :بشأن نزع الملكية للمنفعة العامة ،كانت مسألة إجبارية في ظهير سنة
،1951أما بمقتضى ظهير 1982فإنها أصبحت اختيارية مع استمرار العمل بكل ما يتعلق بتنفيذها
وآثارها.
وإذا تم تحديد مبلغ التعويض مراضاة بين الجانبين ،فإن ذلك يعطي الخوض في المرحلة القضائية
لنزع الملكية للمنفعة العامة.
-مراقبة القضاء للمسطرة اإلدارية لنزع الملكية :بحيث يجوز للقضاء مراقبة المسطرة اإلدارية لنزع
الملكية عن طريق دعوى اإللغاء للشطط في استعمال السلطة ،إذا أثبت المعنيون باألمر بأن الغرض من
المنفعة العامة الذي يستند إليه طالب نزاع الملكية ال يطابق دوافعه الحقيقية أو عندما من ظروف واقعة
معينة أن العملية المزمع التي مر بها ال تهدف إلى تحقيق المنفعة العامة التي يدعيها طالب نزع الملكية.
ويراقب القضاء –بصفة عامة -المسطرة اإلدارة لنزع الملكية ،وذلك من حيث مشروعيتها أي مدى
مطابقتها للقانون.
وتبدأ هذه المرحلة في الحالة التي ال يتم فيها اإلتفاق بالتراضي بين اإلدارة ومالك العقار المراد نزع
ملكيته ،وهي تشتمل على ثالثة عناصر :الحيازة ،نقل الملكية ،وتحديد مبلغ التعويض.
اوال :الحيازة
تكون حيازة اإلدارة لملك الخواص –في إطار نزع الملكية -في حالتين:
-الحالة التي يتم فيها ذلك عن طريق اإلتفاق بالتراضي مع دفع تعويض احتياطي
-والحالة األألخرى هي تلك التي تتم فيها الحيازة قسرا أو جبرا عندما يرفض المالك ذلك.
11
وفي هذه الحالة األخيرة هي التي تهمنا أساسا في هذا المجال ،حيث يتعين على طالب نزع الملكبة
التوجه إلى المحكمة اإلدارية .الواقع العقاري في ذاكرة نفوذها طلب ألجل الحكم له بحيازة العقار مقابل
إيداع أو دفع مبلغ التعويض المقترح ،وال يجوز أن يرفض القاضي هذه الحيازة إال إذا كانت المسطرة
التي تتبعها اإلدارة في ذلك قابلة لإلبطال.
لقد عمد المشرع بنقل الملكية إلى القاضي المختص إال أن دور هذا األخير محدود بحيث ال يجوز له
رفض نقل الملكية إال إذا ال حظ في المسطرة وجها من أوجه عدم المشروعية كمرور األجل عن رفع
الدعوى.
ويتم نقل الملكية بإيداع نازع الملكية طلب لدة المحكمة اإلدارية الواقع الملك في دائرة نفوذها خالل
السنتين المواليتين لقرار نزع الملكية ،فيتولى رئيس المحكمة المختصة أو القاضي المفوض من قبله
إصدار حكم يقضي بنقل الملكية.
إذا كان المشرع سمح بنزع أمالك الخواص تحقيقا للمنفعة العامة فإنه بالمقابل قد وضع مجموعة من
الضمانات لهؤالء حماية لدعوتهم من الضياع ،حيث فرض على نازع الملكية أداء تعويض مناسب
للمنزوع ملكيته.
وقد نص الفصل 20من قانون 7.81على القواعد الواجب احترامها لتقديم التعويض وهي كالتالي:
-1يجب أن ال يشمل إال الضرر الدال والمحقق والناشئ مباشرة عن نزع الملكية
-2يحدد مقدار التعويض حسب قيمة العقار يوم صدور قرار نزع الملكية دون أن تراعى في تحديد
هذه القيمة البناءات واألغراس والتحسينات المنجزة دون موافقة نازع الملكية ونشر أو تبليغ مقرر إعالن
المنفعة العامة المعين لألمالك المقرر نزع ملكيتها.
-3يجب أن ال يتجاوز التعويض المقدر بهذه الكيفية قيمة العقار يوم نشر مقرر التخلي وتبليغ مقرر
إعالن المنفعة العامة المعين لألمالك التي ستنزع ملكيتها.
-4تغييرا لتعويض عند االقتضاء باعتبار ما يحدثه اإلعالن عن األشغال المزمع إنجازها من فائض
القيمة أو نقصانها بالنسبة لجزء العقار الذي تنزع ملكيته.
ويجب أداء أو إيداع التعويض على أساس هذه المبادئ قبل حيازة الملك من هذه اإلدارة طالبة نزع
الملكية.
وإذا صدرت األحكام القضائية اآلمرة بالشروع في الحيازة أو بنقل الملكية وتحديد مبلغ التعويض،
فإنه ينبغي تبليغها من طرف كانت الضبط إلى نازع الملكية والمنزوع ملكيتهم وكذلك إذا كان األمر
12
يتعلق بعقارات محفظة أو في طور التحفيظ إلى مختلف ذوي الحقوق ويجب أن تنشر تلك األحكام وتعلق
بمقر الجماعة التابع لها موقع العقار المنزوع ملكيته.
وتبلغ كذلك إلى المحافظة على األمالك العقارية فيما يخص األمالك التي يشملها التحفيظ وإال فإلى
المحكمة المختصة قصد تقييدها في سجل خاص.
ويجب على اإلدارة دفع مبالغ التعويض في أجلها القانوني وفي حالة التأخير فإنها تتعرض لدفع فوائد
بحسب السعر القانوني ليسري أثرها بصورة تلقائية ابتداءا من تاريخ انصرام أجل شهر على تاريخ تبليغ
أو نشر األحكام المتعلقة بالتصريح بالحيازة أو بنزع الملكية.
وحماية للحقوق األفراد فقد أباح المشرع للمنزوع ملكيتهم من اللجوء إلى القضاء في كل حالة ثبت
فيها تعسف من قبل اإلدارة.
الفرع الثاني :االعتداء المادي
إن القانون رقم 7.81المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت الصادر بتنفيذه
الظهير الشريف رقم 1.81.254الصادر بتاريخ 6ماي 1982يعتبر في حد ذاته ضمانة لحماية حق
الملكية العقارية بسبب ما قرره في فصله األول من وقف تحقق نزع ملكية العقارات على التقيد
باإلجراءات والكيفيات المقررة بهذا القانون وهو ما يتفق وكون حرمة حق الملكية هي القاعدة واألصل
بنص الدستور والمواثيق الدولية.
أما نزع الملك ية فهو مجرد استثناء من هذا األصل تقتضي اللجوء إليه ظروف استثنائية لإلدارة ،وهو
ما يقتضي إحاطته بمجموعة من الضمانات والقيود تحد من لجوء اإلدارة إليه للحصول على العقارات
الخاصة لألفراد إال في حدود الشرعية التي تقتضي سلوكها لمجموعة من اإلجراءات والمساطر والتدابير
توجت بمنح القضاء االختصاص في اإلذن بالحيازة والحكم بنقل الملكية وتحديد التعويض النهائي المقابل
لنزع الملكية وهو اختصاص يمكن القضاء اإلداري من بسط رقابته على مدى احترام اإلدارة نازعة
الملكية للمقتضيات المطلوب منها سلوكها وتطبيقا للوصول إلى نزع الملكية لفائدتها.
وهكذا تولى القضاء اإلداري للمحاكم اإلدارية بشقيه قضاء الموضوع وقضاء االستعجال مراقبة
سالمة اإلجراءات اإلدارية لنزع الملكية ومراقبة سالمة االحتالل المؤقت المقرر لصالح اإلدارة من
طرف نفس القانون ،كما تولى المجلس األعلى من قبل بسط رقابته على مشروعية المقرر المعلن للمنفعة
العامة ،وعلى مشاريع نزع الملكية ،كما أن القضاء اإلداري تولى كذلك بسط مراقبته على االتفاق
بالتراضي الذي ينجز بين اإلدارة نازعة الملكية وبين المنزوعة ملكيتهم في إطار الفصل 42من قانون
نزع الملكية.
ومن تم فإن استيالء اإلدارة على عقار مملوك للغير سواء بصفة مؤقتة أو دائمة خارج مقتضيات
قانون نزع الملكية وخارج أي اتفاق رضائي بينها وبين المالك يعتبر من قبيل الغصب واالعتداء
الموصوف بعدم الشرعية لخرقه حق حرمة الملكية الخاصة ،ويتحقق هذا الغصب سواء لم تسلك اإلدارة
13
اإلجراءات الواجبة بمقتضى قانون نزع الملكية نهائيا أو سلكتها بطريقة غير سليمة ،كما يتحقق سواء
كان االعتداء نهائيا أو بصفة مؤقتة فقط ،كما يتحقق سواء كان كليا شامال لسائر العقار أو جزئيا فقط.
واألساس القانوني للغصب واالعتداء ليس العمل المادي التنفيذي الذي تقوم به اإلدارة على العقار
المستولى عليه ألن ذلك ،إنما هو مظهر واقعي خارجي له فقط ،وإنما أساسه اعتماد اإلدارة في القيام به
على قرار إداري معدوم ما دامت مرجعية هذا القرار ال يمكن أن تسند إلى أي مقتضى قانوني.
ورغم أن قضاء المحاكم اإلدارية عرف عند بداية إحداثها بعض اإلضطراب سيما من حيث إسناد
االختصاص إليها للبت في القضايا المتعلق باالعتداء المادي على الملكية العقارية متأثرا في ذلك على ما
يبدو بقضاء المجلس األعلى الذي كان من قبل يعتبر هذه القضايا من اختصاص المحاكم العادية ،فإن
القضاء اإلداري للمحاكم اإلدارية سرعان ما استقر على اعتبارها مختصة للبت في طلبات رفع االعتداء
المادي وإيقاف أشغاله منذ أن أقرت الغرفة اإلدارية هذا اإلتجاه بمقتضى قرارها الصادر بتاريخ
1996/06/20في الملف اإلداري رقم 96.150الذي أقر اختصاص المحاكم اإلدارية المذكور ،ثم
كرس هذا اإلتجاه بعد ذلك كما في قراره رقم 658الصادر بتاريخ 1996/09/19الذي جاء فيه:
"وحيث إنه إذا كان االجتهاد القضائي السابق للغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى قد سار على أن المحاكم
اإلدارية تقتصر على االختصاص بالنظر في دعاوى التعويض عن األضرار الناتجة عن نشاطات
أشخاص القانون العام ومنها دعاوى التعويض عن احتالل اإلدارة غير المشروع ألراضي الخواص كما
يفهم من الفصل 8من قانون 41.90المنشئ للمحاكم اإلدارية دون النظر في رفع االعتداء المادي
على أساس أنه من اختصاص المحاكم العادية ،فإن االتجاه الجديد للغرفة اإلدارية كما ترجمه القرار
الصادر بتاريخ 1996/06/20في الملف 96/150هو اختصاص المحكمة اإلدارية وهي بصدد
البت في طلبات التعويض عن األضرار الناتجة عن نشاطات أشخاص القانون العام في مجال االعتداء
المادي تكون ملزمة ال محالة بالبت والتأكد من قيام عناصر االعتداء المادي والمبررات التي تتذرع بها
اإلدارة من جهة ،ومن جهة أخرى فإنها في هذه الحالة ستنظر في شقين متالزمين لدعوى واحدة تجمعها
رابطة واحدة وال يمكن فصل أحدهما عن اآلخر ،وإال فما هي المحكمة المتوخاة من إسناد االختصاص
بالبت في طلبات التعويض عن االعتداء المادي لإلدارة إلى المحاكم العادية في الوقت الذي كان من
المفروض قانونا أن يكون االختصاص في المجالين معا موكوال لجهة قضائية واحدة.
وحيث إن الفصلين 79و 88من قانون العقود وااللتزامات اللذين تمسك بهما المستأنف لتأكيد
اختصاص المحاكم العادية للبت في النزاع الحالي المتعلق برف االعتداء المادي لإلدارة وال مجال لهما
في النازلة الحالية إذ الفصل 79المذكور يتعلق بترتيب مسؤولية الدولة والبلديات عن األضرار الناتجة
14
مباشرة عن تسيير إدارتها وعن األخطاء المصلحية لمستخدميها ،بينما الفصل 80المذكور يتعلق
بالمسؤولية الشخصية لمستخدمي الدولة والبلديات".
وإذا كان القضاء االستعجالي للمحاكم اإلدارية يملك حق األمر برفع االعتداء المادي ووضع حد له سواء
بطرد اإلدارة أو بإيقاف األشغال التي تمارسها على العقار ،فإن قضاء الموضوع لهذه المحاكم يختص
أيضا للبت في طلبات رفع االعتداء المادي لإلدارة إلى جانب البت في طلبات التعويض عن األضرار
الناتجة عن هذا االعتداء.كما يملك حق األمر بإيقاف األشغال التي تقوم بها اإلدارة على العقار ،وقد كان
هذا هو موقف المجلس األعلى كذلك قبل إحداث المحاكم اإلدارية بمناسبة بته في الطعون بالنقض
المرفوعة ضد األوامر اإلستعجالية في هذا الباب وهو موقف عرف بعض اإلضطراب قبل إقراره نهائيا
حسب ما يبدو من قرارات المجلس األعلى بهذا الخصوص.
ويستمد القضاء االستعجالي اإلداري اختصاصه هذا من اختصاص المحكمة اإلدارية نفسها كقضاء
موضوع في مجال رفع االعتداء المادي والتعويض عنه ،ألن قضايا المستعجالت اإلداري جزء من
المحكمة اإلدارية ،ويستمد اختصاصه من اختصاصها ،ويعتبر قرار الغرفة اإلدارية الصادر بتاريخ
1996/09/20تحت عدد ،474من أول القرارات التي أعطت تأويال واسعا لمقتضيات الفصل 19من
قانون إحداث المحاكم اإلدارية المتعلق باختصاص رئيس المحكمة اإلدارية أو من ينوب عنه بصفته
قاضيا للمستعجالت حيث جاء فيه:
...والحالة كذلك أن المحاكم اإلدارية إذا كانت مقيدة من حيث االختصاص النوعي بنص الفصل 8من
قانون 41-90المنشئ لها فإن هذا الفصل عندما خولت البت في طلبات التعويض عن األضرار الناتجة
عن أعمال اإلدارة المادية فإنها تكون من باب أولى وأخرى مؤهلة للبت كذلك في طلبات رفع االعتداء
المادي ،مما يخول المحكمة اإلدارية النظر في شقين متالزمين لدعوى واحدة تجمعهما رابطة واحدة وال
يمكن فصل أحدهما عن اآلخر ،وإال فما هي المحكمة المتوخاة من إسناد االختصاص بالبت في التعويض
عن االعتداء المادي لإلدارة إلى المحاكم اإلدارية وإسناد االختصاص فيما يخص رفع االعتداء المادي
لإلدارة إلى المحاكم العادية في الوقت الذي كان من المفروض قانونا أن يكون االختصاص في المجالين
معا موكوال لجهة قضائية واحدة...
وحيث إنه من جهة أخرى ،فإذا كان االختصاص قبل إحداث المحاكم اإلدارية منعقدا للمحاكم االبتدائية
كدرجة أولى ولمحاكم االستئناف كدرجة ثانية للنظر في دعاوى التعويض عن األضرار التي تسببها
أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام وكانت هذه المحاكم تنظر في دعاوى التعويض عن االعتداء
المادي في هذا اإلطار ،وتقضي تبعا لذلك إذا طلب منها برفع حالة االعتداء المادي وإرجاع الحالة إلى
15
ما كانت عليه كطلب تابع أو بأمر استعجالي وقتي من قاضي المستعجالت أو بحكم قطعي بناء على
طلب منفرد بذلك فإن المشرع عندما نقل اختصاص النظر في دعاوي التعويض عن األضرار التي
تسببها أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام ،ومنها دعاوى التعويض عن االعتداء المادي على
المحاكم اإلدارية ونقل اختصاص قاضي المستعجالت الوقتية المرتبط من رئيس المحكمة االبتدائية إلى
رئيس المحكمة اإلدارية يكون بذلك قد نقل على المحاكم وإلى رئيسها اختصاص النظر في الطلبات
التبعية ،وأصبح اختصاصها بالتتبع إذا طلب منها النظر في دعوى االعتداء المادي الممارس من طرف
اإلدارة".
يتضح مما سبق ،أن القاضي اإلداري ال يتدخل من تلقاء نفسه في شؤون المتعاقدين حتى ولو أخلت
الجماعة الترابية بالتزاماتها التعاقدية ،إذ يتوقف تدخله على تحريك دعوى قضائية سواء من طرف
المتعاقد مع الجماعة الترابية أو من طرف الغير .وبالرجوع إلى المادة 8من القانون 90 -41المحدثة
بموجبه المحاكم اإلدارية نجدها تسند االختصاص للمحاكم اإلدارية في دعوى القضاء الشامل أو قضاء
اإللغاء.
إذا لحق بالمتعاقد مع الجماعات الترابية أي ضرر كان ،جاز له مطالبة القاضي المختص بالتعويض عن
تلك األضرار ،شريطة أن ال يكون هو المتسبب فيها .ولعل األسباب التي من شأنها أن تلحق أضرار
بالمتعاقد ،ومن ثمة تفتح له المجال للمطالبة بالتعويض متعددة نذكر منها :
ـ حالة إبطال العقد لتخلف احد أركانه أو عدم سالمته يحمل اإلدارة مسؤولية غير عقدية ،طالما لم يبرم
العقد بعد بشكل سليم ،وذلك بتعويض المتعاقد معها عن األضرار التي كان عليه تحملها خالل الوقت
الذي اعتقد فيه أن العقد كان صحيحا.
ـ حالة حدوث خطأ من اإلدارة يترتب عليه ضرر للمتعاقد معها ،فتلتزم بتعويضه وفقا للقواعد العامة
التي مفادها كل من سبب ضررا للغير وجب تعويضه.
16
ـ حالة قيام المتعاقد بأعمال غير مطلوبة أصال في العقد ولكنها الزمة ومفيدة لإلدارة.
ـ حالة تعرض المتعاقد أثناء تنفيذه للعقد لصعوبات مادية استثنائية وغير متوقعة.
ـ حالة إخالل توازنه المالي سواء بفعل اإلدارة أو ألسباب خارجية عن إرادة اإلدارة كالكوارث
الطبيعية.
ففي كل هذه الحاالت يمكن للقاضي اإلداري متى تأكد من وجود الضرر و لو كان ألسباب خارجة عن
إرادة الجماعة الترابية أن يحكم ضد هذه األخيرة بالتعويض ،وله سلطة تقديرية كاملة في تقدير نسبة
التعويض.
و في هذا الصدد حكمت محكمة اإلدارية بمراكش في الحكم عدد 126الصادر بتاريخ 28ابريل
2008على الجماعة المدعى عليها بأدائها لفائدة المدعي الشركة الوطنية للنقل و الوسائل اللوجيستكية
مبلغ الدين و قدره 110.000.00درهم و تعويض عن التماطل قدره 5000درهم مع شمول الحكم
بالنفاذ المعجل و تحميل المدعى عليه الصائر.
وحيث يستفاد من وثائق الملف أن الجماعة الحضرية المدعى عليها أبرمت اتفاقا مع المكتب الوطني
للنقل تحت عدد 2000-1999/734يقضي بتزويدها ب مادة البنزين لسيارتها و المحدد في مبلغ
170.000.00وحيث أحجمت المدعى عليها عن اإلدالء بأي جواب رغم اإلشعار التي توصلت
به .......وحيث أن سند التسليم المثبت لمديونية الجماعة المدعى عليها يعد بمثابة سند رسمي للدين
المطالب به قررت المحكمة شمول الحكم بالنفاذ المعجل.
وما يمكن مالحظته في هذا الحكم أنه قضى بأداء الدين لفائدة المدعي فإنه أيضا قضى بتعويض عن
التماطل و النفاذ المعجل .مما يعكس لنا صعوبة تصنيف المنازعات المتعلقة بالعقود و االلتزامات
اإلدارية ،و تبيان أنواعها
وتجدراالشارة الى انه يمكن رفع الضرر بتحريك دعوى استعجاليه تهدف إلى حماية المتضرر عن
طريق أمر استعجالي يوقف هذا الضرر ,وبه فقضاء االستعجال يتدخل بأوامر استعجاليه ليوقف الضرر
والذي يمكن أن يحدث ويتولى هذه المهمة حسب المادة 38من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية رقم
41/ 90رئيس المحكمة اإلدارية أو القاضي الذي ينيب عنه لهذه الغاية .
حيـث إنــه لـئن كــان مـن المقــرر فقهـا وقضــاء أن قاضـي المســتعجالت يخـتص بجعــل حـد لكــل اعتــداء
مــادي أو قطــع تعســفي لوضــعية شــرعية قانونيــة أو تعاقديــة حمايــة منــه للمراكــز القانونيــة الثابتــة
والواضـــحة فـــإن اختصاصـــه بـــذلك مشـــروط بمقتضـــى الفصـــلين 149و 152مـــن ق م م بتـــوافر
حالــة االســتعجال وعــدم المســاس بجــوهر الحــق وهمــا شــرطين الزمــين إذا انعــدم أحــدهما انعــدم
أحدهما زال اختصاص قاضي المستعجالت لفائدة قضاة الموضوع .
17
وحيــث أن جــوهر الحــق المحظــور علــى القضــاة المســتعجل المســاس بــه هــو الســبب القــانوني الــذي
يحــدد حقــوق كــل الطــرفين والتزاماتــه ،قبــل اآلخــر إذ يمنــع عليــه تناولــه بالتفســير والتأويــل وتأســيس
قضــائه بــذلك علــى أســباب تمــس أصــل الحــق الــذي يعتبــر اختصاصــا أصــيال لقضــاء الموضــوع غيــر
أن شــرط عــدم المســاس بجــوهر الحــق ال يمــنح قاضــي المســتعجالت مــن فحــص ظــاهر وثــائق ملــف
النازلــة ليلـــتمس المركـــز القـــانوني للطالـــب ومـــدى وضـــوحه ومـــا إذا كانـــت ســـتؤهل الحمايـــة مـــن
طرف القضاء المستعجل عن طريق االستجابة لإلجراء المطلوب .
المطلب الثاني :احكام قضائية متعلقة بدعاوى نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية
من اجل ربط النظري بالتطبيقي كان البد من االشارة الى بعض االحكام القضائية الصادرة في منازعات
الجماعات الترابية المتعلقة بنزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية.
الفرع االول :حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها نزع الملكية من اجل المنفعة العامة
القــرار رقم 1/4 :
المملـكـة المغـربيـة
إن الغرفة اإلدارية (القسم األول) بمحكمة النقض في جلستها العلنية المنعقدة بتاريخ 2018/01/04
أصدرت القرار اآلتي نصه:
بـيــن :شركة العمران ،الكائن مقرها االجتماعي بسلوان قرب حي صوناصيد الناظور.
ينوب عنها األستاذان عبد السالم حشي وعبد الكريم عنوري المحاميان بهيئة الناظور المقبوالن للترافع
أمام محكمة النقض.
18
المستأنفة
وبـيـن :كريمة عمروش ،تورية عمروش ،ليلى عمروش ،ربيعة عمروش ،فاطمة عمروش ،فوزية
عمروش ،رشيدة عمروش ،محمد عمروش والياس القوبعي ،عنوانهم بتجزئة المسيرة زنقة ادشيرات رقم
16وجدة.
المستأنف عليهم
بناء على المقال المرفوع بتاريخ 2017/11/21من طرف المستأنفة المذكورة أعاله بواسطة نائبيها
األستاذين عبد السالم حشي وعبد الكريم عنوري ،الرامي إلى استئناف الحكم المستقل المتعلق
باالختصاص النوعي الصادر عن المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ 2017/08/01في الملف عدد :
.2017/7112/123
وبناء على المادة 13من القانون رقم 90-41المتعلق بإحداث محاكم إدارية.
وبناء على اإلعالم بتعيين القضية في الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ 2018/01/04
وبناء على المناداة على الطرفين ومن ينوب عنهما وعدم حضورهم.
وبعد تالوة المستشار المقرر السيد احمد دينية تقريره في هذه الجلسة واالستماع إلى مستنتجات المحامي
العام السيد سابق الشرقاوي.
حيث يؤخذ من وثائق الملف ومنها الحكم المستأنف ان السيدات كريمة عمروش ومن معها تقدموا بمقال
إلى المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ 19ماي 2017عرضوا فيه أنهم يملكون العقار المسمى ''ملك ورثة
19
عمروش لحسن'' موضوع الرسم العقاري عدد 11/51197الكائن بإقليم الناظور مساحته 11هكتار و
44آر و 71سنتيار ،اال ان شركة العمران المدعى عليها قامت بشق مسالك طرقية وخنادق ألنابيب
صرف المياه خدمة لعقارات تملكها بجوار أرض المدعين ،علما ان ذلك كله تم دون سلوك المساطر
القانونية ،األمر الذي يشكل اعتداء ماديا يوجب المسؤولية والتعويض ،ألجله التمسوا الحكم بتعويض
مؤقت قدره 10.000,00درهم مع إجراء خبرة لتحديد التعويض المستحق لجبر الضرر مع الحكم
بإيقاف األشغال ورفع اليد من طرف المدعى عليها عن العقار الموصوف أعاله مع النفاذ المعجل
واإلجبار في األقصى وتحميل المحكوم عليها الصائر ،وبعد تمام اإلجراءات صدر الحكم بانعقاد
االختصاص النوعي للمحكمة اإلدارية وهو الحكم المستأنف.
حيث تعيب المستأنفة الحكم المستأنف بانعدام التعليل ،ذلك أنها ال يربطها بالمدعين أي عقد إداري أو
صفقة تمارس بمقتضاها صالحيات تتعلق بتدبير مرفق عمومي ولم تراع المحكمة قواعد تأسيسها
بمقتضى القانون رقم 03/27الذي قضى بتحويلها من شخص معنوي عام إلى شركة مساهمة تخضع
لقواعد القانون الخاص (القانون 95/17المتعلق بشركات المساهمة) ملتمسة الحكم بإلغاء الحكم
المستأنف ،والتصريح بأن االختصاص النوعي للبت في الطلب ينعقد للمحكمة التجارية بوجدة.
حيث ان األمر يتعلق بالحكم بتعويض في مواجهة شركة العمران نتيجة قيامها باشغال بعقار المدعين،
ولم يثبت كون األشغال المذكورة تنجز في إطار تدبير مرفق عمومي المسند إلى شركة العمران،
وبالتالي فان النزاع يندرج ضمن االختصاص النوعي للمحاكم العادية ،والمحكمة اإلدارية لما قضت
باختصاصها نوعيا للبت في الطلب تكون قد جانبت الصواب وحكمها واجب اإللغاء.
لـهـذه األسـبـاب
قضت محكمة النقض بإلغاء الحكم المستأنف والتصريح باختصاص القضاء العادي نوعيا للبت في الطلب
وبإحالة الملف على المحكمة االبتدائية بالناظور للنظر فيه طبقا للقانون.
وبه صدر القرار وتلي في الجلسة العلنية المنعقدة بالتاريخ المذكور أعاله بقاعة الجلسات العادية بمحكمة
النقض بالرباط ،وكانت الهيئة الحاكمة متركبة من رئيس الغرفة اإلدارية (القسم األول) السيد عبد المجيد
بابا اعلي والمستشارين الســادة :احمد دينية مقررا ،عبد العتاق فكير ،المصطفى الدحاني ،نادية للوسي
وبمحضر المحامي العام السيد سابق الشرقاوي ،وبمساعدة كاتبة الضبط السيدة حفصة ساجد.
20
كاتبة الضبط المستشار المقرر رئيس الغرفة
المملكة المغربية
وزارة العدل
القاعدة
1استيالء اإلدارة على ملك الغير من أجل إقامة مشروع معين دون سلوك المسطرة المقررة لنزع
الملكية من أجل المنفعة العامة في القانون رقم ، 81.7واستنفاذها إلى نهايتها …تصرف ينطبق عليه
وصف االعتداء المادي …نعم .
-2أحقية المدعي في الحصول على تعويضعن جميع المساحة الفعلية المستولىعليها بما فيها تلك التي لم
يشملها مرسوم نزع الملكية …نعم .
………………………………………………..من جهة
وبين المدعى عليهم -1 :الدولة المغربية في شخص السيد الوزير األول بمكاتبه بالرباط .
الوقائع
بناء على المقال االفتتاحي للدعوى المسجل بكتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ ، 2005/7/4المؤداة عنه
الرسوم القضائية ،يعرض فيه المدعي بواسطة نائبه أنه يملك القطعة األرضية بالمحل المدعو “سيدي
ودار ” بالعرائش موضوع الرسم العقاري عدد ، 36/3323البالغ مساحتها 2هكتار و 59آر و48
سنتيار ،وفي إطار بناء الطريق السيار العرائش – طنجة ،الشطر األول العراش – اثنين سيدي
اليماني ،قامت وزارة التجهيز بنزع ملكية جزء من عقاره حددت مساحته حسب ما هو مدون بسجالت
المحافظة العقارية بمقتضى مرسوم مقرر التخلي المنشور في الجريدة الرسمية عدد 4455بتاريخ
، 1998/3/18في آر واحد و 72سنتيار ،غير أنه بعد إجراء مسح للمساحة المنزوعة ملكيتها فعال من
طرف مهندس مساح ،تبين بأن الجزء المنزوع ملكيته فعال من عقاره تبلغ مساحته 17آر و 25سنتيارا
مقسم إلى الجزء (أ) ويحتوي على 19آر و 40سنتيار ،والجزء (ب) ويحتوي على 2آر و 85سنتيار ،
وقد سبق أن تقدم بشكاية إلى وزارة التجهيز قصد البت في طلب التعويض عن نزع ملكية عقاره ،إال
أنها لم تبادر إلى تسوية النزاع ،وأنه يستفاد من كتاب وزارة التجهيز أن اإلدارة عمدت إلى حيازة العقار
موضوع النزاع دون استئذان في ذلك ومن غير اقتراح التعويض المستحق بواسطة الجهة المختصة ،
مما يحق له المطالبة بتعويضه عن المساحة التي ظلت مغتصبة من طرف المدعى عليها حيادا على
قانون نزع الملكية .لذا فهو يلتمس الحكم على وزارة التجهيز بأدائها لفائدته تعويضا إجماليا ونهائيا قدره
22
1.725.000,00درهم على أساس 1000,00درهم للمتر المربع عن األضرار الناتجة له من جراء
فقدانه لعقاره ،مع الفوائد القانونية من تاريخ الحكم ،وتحميل المدعى عليها المصاريف .
وبناء على األمر بتبليغ نسخة من المقال إلى الجهة المدعى عليها وعدم جوابها رغم التوصل .
وبناء على الحكم التمهيدي الصادر عن هذه المحكمة بتاريخ 2005/5/31تحت عدد ، 529القاضي
بإجراء بحث .
وبناء على ما راج بجلسة البحث المنعقدة بمكتب السيد القاضي المقرر بتاريخ ، 2005/10/5تخلفت
عنها الجهة المدعى عليها رغم التوصل.
وبناء على مذكرة المستنتجات بعد البحث المدلى بها من طرف المدعي بواسطة نائبه بتاريخ
، 2005/10/21أكد فيها على الخطأ الواقع في تحديد مساحة القطعة األرضية المنزوع ملكيتها ،بحيث
أنه ورد في السجالت العقارية بالعرائش بأن الرسم العقاري عدد 36/3323للملك المدعو “سيدي ودار”
،البالغ مساحته 2هكتــار و 59آر و 48سنتيار ،المسجل في اسمه ،قد خضع لمشروع نزع ملكية
قطعة أرضية تبلغ مساحتها 1آر و 72سنتيار ،قصد بناء الطريق السيار الرابط بين الرباط وطنجة
(مقطع العرائش – اثنين سيدي اليمني) ،إال أنه بعد إجراء مسح طبوغرافي بواسطة مهندس مساح
اتضح بأن القطعة المنزوعة ملكيتها تبلغ مساحتها 17آر و 25سنتيار ،مع التذكير أن الرسم العقاري
المذكور اقتطع أصال من الرسم
األم موضوع مطلب التحفيظ عدد 56/667والذي تعود ملكيته في السابق للسيد أعراب محمد الذي وهبه
البنه السيد أعراب إدريس ،مما يستفاد معه أنه وقع خطأ عند إصدار مراسيم نزع الملكية إلنشاء
المشروع المذكور ،بحيث أنه صدر مرسومان يتعلقان بنفس الجزء من القطعة األرضية ،األول هو
المشار إليه أعاله ،والثاني هو مرسوم التخلي المنشور بالجريدة الرسمية رقم 4455بتاريـــــــــــــخ
1998/3/18المتعلق بنزع ملكية قطعة أرضية تبلغ مساحتها 20آر و 40سنتيار قصد بناء الطريق
السيار الرابط بين الرباط وطنجة المدرج بالكناش 9عدد 693بتاريخ ، 1998/10/21غير أنه ورد
على الملك المسمى ________ ذي الرسم العقاري عدد 36/4509المسجل في اسم
__________ ،وبناء على ذلك استفاد هذا األخير من التعويض بدال منه في حين تحمل هو مسؤولية
المرسوم باقتطاع جزء من أرضه دون الحصول على تعويض ،لذا فهو يلتمس األمر تمهيديا بانتداب
خبير مهندس مساح محلف لالنتقال إلى عين المكان ومعاينة الجزء المنزوع ملكيته المشيد فوقه مشروع
الطريق السيار ،وتطبيق الرسم العقاري عدد 36/3323والتصميم المرفق به على العقار موضوع
23
النزاع ،وتحديد هل الجزء المنزوع ملكيته يعود له فعال أم لمالك العقار المجاور له صاحب القطعة
األرضية موضوع الرسم العقاري عدد ، 36/4509مع حفظ حقه في التعقيب على الخبرة بعد إنجازها ،
والحكم تبعا لذلك وفق الملتمسات الواردة في مقاله االفتتاحي .
وبناء على األمر بإشعار اإلدارة المدعى عليها باإلدالء بمستنتجاتها بعد البحث وتبليغها نسخة من مذكرة
المدعي ،وعدم تعقيبها رغم التوصل ومنحها األجل الكافي .
وبناء على الحكم التمهيدي الصادر عن هذه المحكمة بتاريخ 2006/2/16تحت رقم ، 132القاضي
بإجراء خبرة بواسطة الخبير السيد _______ الذي تم استبداله بالخبير السيد _________ بموجب
األمر باالستبدال المؤرخ في ، 2006/8/8بعد أن رفض الخبير األول التوصل بالمهمة المسندة إليه .
وبناء على تقرير الخبرة المودع بكتابة ضبط هذه المحكمة بتاريــــــــــــــخ ، 2006/12/6انتهى فيه
الخبير إلى تحديد قيمة المساحة المنزوعة البالغة 1725متر مربع في مبلغ 431.250,00درهم ،
وقيمة االستغالل في مبلغ 1.297.100,00درهم .
وبناء على مذكرة المستنتجات بعد الخبرة المدلى بها من طرف المدعي بواسطة نائبه بتاريخ 2007/4/6
،أكد فيها أن المساحة التي انتزعت من عقاره تتحدد في 1725متر مربع عوض مساحة 172متر
مربع المذكورة بالجريدة الرسمية عدد 4455بتاريخ ، 1998/3/18كما أثبتت الخبرة أن إحداث قنطرة
لمرور المارة والسيارات وكذا قنوات لصرف المياه تحت الطريق السيار تسبب في إحداث خندق بعمق
ما بين مترين وسبعة أمتار وعرض يتراوح ما بين المتر الواحد و 13مترا ،وأصبح معه العقار غير
قابل للفالحة بفعل انجراف التربة الفالحية نتيجة التسربات الهامة من القنوات والقنطرة ،وحرم بالتالي
من استغالل عقاره الذي أصبح مخصصا للبناء والبيع ،ملتمسا ألجله المصادقة على تقرير الخبرة
والحكم
لفائدته بمبلغ 1.728.350,00دهم ،مع الفوائد القانونية من تاريخ الحكم إلى يوم التنفيذ ،وشمول
الحكم بالنفاذ المعجل في حدود نصف المبلغ المحكوم .
وبناء على مذكرة المستنتجات بعد الخبرة المدلى بها من طرف اإلدارة المدعى عليها بواسطة نائبتها
بتاريخ ، 2007/5/30الحظت فيها بأن الخير اعتمد مساحة غير حقيقية هي 1725متر مربع بدل
المساحة المنزوعة وهي 172متر متر مربع من أجل بناء الطريق السيار الرابط بين الرباط والعرائش
“مقطع العرائش – سيدي اليمني ” ،طبقا للمرسوم رقم 2.00.927بتاريخ ، 2000/10/25وأن
24
المدعي لم يثبت أنه تقدم بطلب القتناء المساحة الزائدة خالل فترة البحث اإلداري طبقا لمقتضيات المادة
23من قانون نزع الملكية ،وبالتالي فإن المساحة التي يجب تحديد التعويض على أساسها هي 172متر
مربع وليس 1725متر مربع .وبالنسبة للتعويض عن االستغالل ،فإن المدعي لم يدل بما يثبت
الضرر الالحق به ووجود الحرمان من االستغالل وفوات الكسب ،كما لم يحدد نوع النشاط الذي كان
يزاول في العقار المدعى فيه ،وأن الخبير لم يشر في تقريره إلى ما يثبت عكس ذلك ،وأن المادة 20
من قانون نزع الملكية تنص على أن التعويض يجب أال يشمل إال الضرر الحالي والمحقق والناشئ
مباشرة عن نزع الملكية .في حين أن الخبير اعتمد على االستغالل المستقبلي للعقار موضوع النزاع
عندما اعتبر أن ذلك االستغالل هو البناء وتشييد مركب سكني ،كما أنه لم يرفق تقريره بعناصر
المقارنة الستجالء القيمة الحقيقية للعقار ولم يعتمد على أسس ومعايير علمية وتقنية واستند فقط إلى رأيه
الشخصي ،مما يجعل الخبرة المنجزة ال ترتكز إلى أساس قانوني أو واقعي سليم ،ويكون التعويض
المقترح جد مبالغ فيه وخيالي ويتنافى مع المنفعة العامة المستهدفة من المشروع ،ملتمسة ألجله الحكم
والحكم بتعويض مناسب وعادل باستبعاد التعويض المقترح من طرف الخبير ،وبرفض الطلب ،
بإعمال السلطة التقديرية للمحكمة مع مراعاة عنصر المنفعة العامة .
وبناء على المذكرة التعقيبية المدلى بها من طرف المدعي بواسطة نائبه بتاريخ ، 2007/6/27أكد فيها
بأنه تقدم بدعواه في إطار التعويض عن األضرار الالحقة به من جراء االعتداء المادي ،ملتمسا رد
الدفوعات المثارة من طرف اإلدارة لعدم جديتها والحكم وفق الطلب .
وبناء على اإلعالم بإدراج القضية بالجلسة العلنية المنعقدة بتاريــــــــــــــــخ . 2007/6/28
وبعد المناداة على الطرفين ومن ينوب عنهما حضر دفاع المدعى عليها وأكد دفوعاته السابقة ،بينما
تخلف دفاع المدعي رغم التوصل ،فتقرر اعتبار القضية جاهزة .ثم أعطيت الكلمة للسيد المفوض
الملكي الذي اقترح االستجابة للطلب على ضوء الخبرة ،فقررت المحكمة وضع القضية في المداولة
قصد النطق بالحكم اآلتي بعده.
في الشكل :حيث قدم الطلب مستوفيا لكافة الشروط الشكلية المتطلبة قانونا ،فهو لذلك مقبول .
وفي الموضوع :حيث يهدف الطلب إلى الحكم على وزارة التجهيز بأدائها لفائدة المدعي تعويضا
إجماليا عن فقدانه جزءا من عقاره ذي الرسم عدد 36/3323المستغل في إحداث الطريق السيار الرابط
25
بين الرباط وطنجة ،مقطع العرائش – سيدي اليمني ،مع الفوائد القانونية من تاريخ الحكم ،وتحميل
المدعى عليها المصاريف .
وحيث تمسك المدعي بأن اإلدارة المدعى عليها قامت باالستيالء على مساحة 1725متر مربع من
عقاره من أجل إقامة المشروع المشار إليه ،في حين أن مرسوم نزع الملكية ينص فقط على نزع ملكية
مساحة 172متر مربع فقط ،ودون حصوله على أي تعويض عن فقد ملكيته ،ملتمسا تعويضه على
أساس المساحة الفعلية المنتزعة بقيمة 1000,00دهم للمتر المربع .
وحيث دفعت اإلدارة المدعى عليها بأن المدعي لم يسلك مسطرة طلب اقتناء المساحة الزائدة عما شمله
مرسوم نزع الملكية طبقا لمقتضيات المادة 23من قانون نزع الملكية ،وبالتالي فإن المساحة التي يجب
تحديد التعويض على أساسها هي 172متر مربع وليس 1725متر مربع .
وحيث إنه من أجل التحقق من حجم المساحة المستولى عليها فعليا ومقارنتها بالمساحة المنزوعة ملكيتها
بموجب المرسوم المعلن للمنفعة العامة بإحداث الطريق السالف الذكر رقم 2.00.927بتاريخ
عدد 4843مكرر بتاريخ ، 2000/10/30أمرت ، 2000/10/25المنشور بالجريدة الرسمية
الذي أثبت في تقريره المودع المحكمة بإجراء خبرة بواسطة الخبير السيد_________
بتاريــــــــــــخ ، 2006/12/6إلى أن المساحة الفعلية المنتزعة والمستغلة في إحداث الطريق هي
1725متر مربع ،عوض 172متر مربع التي وردت في مرسوم نزع الملكية ،مقترحا كتعويض عنها
مبلغ 250,00درهم للمتر المربع الواحد.
وحيث بالنسبة للدفع المثار من طرف اإلدارة ،بالرجوع إلى مقتضيات المادة 23من القانون رقم 7.81
بشأن نزع الملكية ألجل المنفعة واالحتالل المؤقت ،نجدها تنص على أنه “يجوز لمالك بناية شمل نزع
الملكية جزءا منها أن يطالب باقتناء مجموعها بتصريح خاص يوجه إلى نازع الملكية قبل انصرام أجل
الشهرين المنصوص عليه في الفصل ، 10وكذلك الشأن فيما يخص المالك الذي ال يحتفظ على إثر نزع
ملكية جزء من أرضه إال بقطعة اعترف بأنها غير قابلة لالستعمال بالنظر ألنظمة التعمير وال ألي
استغالل مفيد” .مما مؤداه أن تلك المقتضيات إنما تخاطب مالك العقار الذي انتزع منه جزء من عقاره
في إطار مسطرة نزع الملكية وظل محتفظا بجزء آخر لم يعد صالحا لالستعمال حسب وثائق التعمير وال
ألي استغالل آخر مفيد ،على خالف األمر في نازلة الحال حيث قامت اإلدارة -وكما أثبتت الخبرة ذلك
– باالستيالء على عقار المدعي بمساحة تفوق بكثير المساحة التي
26
نص عليها مرسوم نزع الملكية ،إذ عوض أن تقوم بنزع مساحة 172متر مربع التي سمح بها هذا
األخير ،قامت باالستيالء الفعلي على مساحة 1725متر مربع ،وال يتعلق األمر بجزء من العقار ظل
في ملكية المدعي ويطلب من اإلدارة اقتناءه حتى يمكن االحتجاج بمقتضيات المادة 23أعاله .كما أنه
حتى بالنسبة لمساحة 172متر مربع التي نص عليها المرسوم لم تدل اإلدارة بما يثبت أن تحوزها لها
كان بموجب سند قانوني يتمثل إما في محضر اتفاق مبرم مع المدعي أو حصولها على حكم قضائي
يخول لها تلك الحيازة ،وفي غياب ذلك يبقى تصرفها باالستيالء على جميع المساحة المذكورة يدخل
تحت وصف االعتداء المادي الموجب لمساءلتها وما يستتبع من تعويض المدعي عن الضرر الالحق
به.
وحيث بالرجوع إلى تقرير الخبرة المنجزة ،يتضح أن الخبير بنى استنتاجاته بخصوص تحديد قيمة
المتر المربع على جميع المعطيات والمواصفات التي تميز العقار من خالل طبيعة تخصيصه كأرض
فالحية ،وحجم المساحة المستولى عليها التي تعد من النوع المتوسط ،كما أنه استئنس في تحديد تلك
القيمة باألثمنة المتداولة في المنطقة حس تصريح بعض الجوار والوكاالت العقارية بعد أن تعذر عليه
بهذا الحصول على بيوعات من مكتب التسجيل والتمبر ،مما يجعل الدفع المثار من طرف اإلدارة
الخصوص غير مبني على أساس ما دامت أنها نفسها لم تدل بأي عقد يصلح كعنصر المقارنة ،إالأنه
مع ذلك فإن المحكمة واستنادا إلى سلطتها التقديرية ،ترى بأن التعويض المقترح من طرف الخبير يبقى
مبالغا فيه بالنظر إلى الطابع الفالحي للعقار وحجم مساحته ،مما ارتأت معه تخفيضه إلى مبلغ 200,00
درهم للمتر المربع الواحد .
وحيث بالنسبة للتعويض عن الحرمان من االستغالل ،فإن الخبير قام باحتسابهعلى أساس أن ذلك
االستغالل يتحدد في البناء وتشييد مركب سكني ،في حين أن العقار يكتسي صبغة فالحية كما جاء في
بداية الخبرة وحدد قيمته على ذلك األساس ،وكون أن أحد العقارات المجاورة استغل في إحداث مركب
سكني ،فذلك ال يعني أن المنطقة برمتها أصبحت مخصصة لالستعمال السكني الذي له شروطه
وضوابطه وفق قانون التعمير ،مما يجعل ما توصل إليه الخبير بهذا الشأن غير مؤسس قانونا .
وحيث جاء في الخبرة بأن العقار لم يكن يستغل في أي نوع فالحي والسكن الموجود به أصبح مهجورا
سيما وأن المدعي يقيم بالديار الفرنسية كما صرح بذلك خالل جلسة البحث المنعقدة بتاريخ 2005/10/5
،األمر الذي يبقى معه هذا الشق من الطلب غير مبرر ويتعين رده .
27
المنطوق
وتطبيقا للمقتضيات المواد 8-7-5-4-3من القانون رقم 90.41المحدثة بموجبه محاكم إدارية ،وقانون
المسطرة المدنية .
لهذه األسباب
وفي الموضوع :بأداء الدولة المغربية (وزارة التجهيز ) لفائدة المدعي مبلغ قدره 345.000,00
درهم (ثالثمائة وخمسة وأربعون ألف درهم) ،وبتحميلها المصاريف حسب النسبة .
بمقتضى المادة 13من القانون رقم 90.41المحدثة بموجبه محاكم إدارية والمادة 12من القانون رقم
03.08المحدثة بموجبه محاكم استئناف إدارية ،فإن االختصاص بالبت في استئناف الحكم المتعلق
باالختصاص النوعي ،أيا كانت الجهة القضائية الصادر عنها يعود للمجلس األعلى ،مما يكون معه قرار
محكمة االسنئناف الذي تصدى للفصل في الدفع بعدم االختصاص النوعي ،خارقا لمقتضيات هي من
النظام العام ،ومستوجبا للنقض .
النزاع الناشئ عن عقل السيارات التي لم يؤد أصحابها واجب التوقف كمظهر من مظاهر السلطة
العامة المفوضة إليها بموجب عقد التدبير المفوض ،يؤول اختصاص البت فيه كعقد إداري للمحاكم
28
اإلدارية ،ومحكمة االستئناف بإخضاعها النزاع الختصاص المحكمة االبتدائية يكون قرارها جاء خارقا
للقانون .
حيث يستفاد من وثائق الملف أنه بتاريخ 2005/9/18قدم عادل السفياني مقاال إلى رئيس المحكمة
االبتدائية بالرباط بوصفه قاضيا للمستعجالت عرض فيه أنه أوقف سيارته نوع أوبيل ذات الرقم 1ب
24586بشارع محمد الخامس بالرباط ،وذهب قصد تقطيع ورقة األداء عن التوقف ،غير أنه بعد عودته
وجد أن العجلة األمامية مثبتة بفخ ،وبعد انتظاره مدة تجاوزت أربعين دقيقة لم يحضر أحد لفك الفخ
الموضوع ،وألن ما قامت به المدعى عليها شركة الرباط/مستودع فضال على كونه مخالف للقانون ،فإن
الحجز اليتم إال بناء على أمر قضائي طالبا إصدار أمر بفك الفخ المذكور تحت غرامة تهديدية قدرها
5000درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ ،واستنادا لمقتضيات الفصل 151من قانون المسطرة المدنية،
وفي غيبة المدعى عليها أصدر الرئيس المذكور أمره رقم 219بتاريخ 2005/9/19في الملف عدد
2005/1017/6على المدعى عليها برفع الفخ المثبت على عجلة سيارة المدعي تحت طائلة غرامة
تهديدية قدرها 50درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ .استأنفته المحكوم عليها مثيرة بأنها مرتبطة بعقد
حسان ،وحلت محلها في تسيير المرفق المذكور ،لذلك فإن امتياز عمومي مع جماعة الرباط
االختصاص ينعقد للمحكمة اإلدارية بالرباط ،فأيدت محكمة االستئناف األمر المستأنف وذلك بقرارها
المطعون فيه بالنقض من طرف المستأنفة .
حيث تعيب الطاعنة القرار فيها بخرق المواد 7و 8و 19من القانون رقم 90.41الذي أحدثت بموجبه
المحاكم اإلدارية ،والفصل 149من قانون المسطرة المدنية ،وعدم االرتكاز على أساس ،ونقصان
التعليل الموازي النعدامه ،ذلك أن المحكمة مصدرته اعتبرت أن قاضي المستعجالت بالمحاكم العادية
هو المختص مستندة على كون العقد الرابط بين الطاعنة وجماعة حسان مجرد عقد كراء ،وأن غاية
الطاعنة هو الربح ،كما أن العقد المذكور أوكل المنازعة بين المتعاقدين والمتعلقة بتنفيذ العقد المذكور
إلى المحكمة االبتدائية بالرباط ،ولم يوكله إلى المحكمة اإلدارية بنفس المدينة ،في حين أن رأسمال
الشركة الطاعنة يشارك فيه المجلس البلدي للرباط حسان بنسبة 39في المائة ،وأن المادة األولى من عقد
االمتياز نصت على أنه يمنح للطاعنة امتياز الخدمة العمومية ،ونصت الفقرة الثالثة من المادة 8منه بأن
29
يحق للطاعنة أن تثبت السيارات في عين المكان بواسطة كابالت توضع على العجالت ،وأن عقد
االمتياز هو عقد إداري لتوفره على جميع المعايير التي تميزه عن العقد الخاص ،ذلك أن أحد طرفيه
شخص معنوي ،وأن الطرف المتعاقد يتمتع بوضعية غير مألوفة في مجال القانون الخاص ،ويساهم في
تسير مرفق عام جماعي ،وأن المنازعة المتعلقة بالعقود اإلدارية ينفرد القضاء اإلداري باختصاص
النظر فيها ،والطلب الذي تقدم به المطلوب في النقض يرجع للمحكمة اإلدارية .
وحيث إن النزاع ناشئ عما تدعي الطالبة من حق عقل السيارات التي لم يؤد أصحابه واجب التوقف
كمظهر من مظاهر السلطة العامة المفوضة إليها بموجب عقد التدبير المفوض ،الذي يؤول اختصاص
البت في النزاعات المتعلقة به كعقد إداري للمحاكم اإلدارية ،ومحكمة االستئناف بإخضاعها النزاع
الختصاص المحكمة االبتدائية خرقت المتقضيات المذكورة ،وبصرف النظر عن أنها لما تصدت للفصل
في الدفع بعدم االختصاص النوعي تكون قد خرقت كذلك مقتضيات من النظام العام ،وهي المادة 13من
القانون رقم 90.41المحدثة بموجبه محاكم إدارية والمادة 12من القانون رقم 03.08المحدثة بموجبه
محاكم استئناف إدارية اللتين تمنحان االختصاص للبت في استئناف الحكم المتعلق باالختصاص النوعي،
أيا كانت الجهة القضائية الصادر عنها للمجلس األعلى ،معرضة بذلك قرارها للنقض .
وتطبيقا لمقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل 369من قانون المسطرة المدنية .
لهذه األسباب
قضى المجلس األعلى بنقض القرار المطعون فيه ،وإحالة الملف على نفس المحكمة التي أصدرته لتبت
فيه من جديد بهيئة أخرى ،وبتحميل المطلوب في النقض الصائر.
كما قرر إثبات قراره هذا بسجالت المحكمة المذكورة إثر القرار المطعون فيه أو بطرته.
وبه صدر القرار وتلي بالجلسة العلنية المنعقدة بالتاريخ المذكور أعاله ،في قاعة الجلسات العادية
بالمجلس األعلى بالرباط .وكانت الهيئة الحاكمة متركبة من السادة :أحمد حنين رئيس الغرفة اإلدارية
القسم األول رئيسا والسيد محمد العيادي رئيس الغرفة المدنية القسم السادس والمستشارين السادة :محمد
مخلص مقررا وأحمد بلبكري وميمون حاجي والمصطفى لزرق وإبراهيم زعيم وأحمد دينية وحسن
مرشان وعبد الحميد سبيال أعضاء وبحضور المحامي العام السيد الطاهر أحمروني وبمساعدة كاتب
الضبط السيد بناصر معزوز.
30
خاتمة
ان االختصاصات والصالحيات المسندة للجماعات الترابية فرضت عليها الدخول في عالقات متشعبة و
متعددة مع العديد من الفاعلين و الشركاء االقتصاديين و االجتماعيين ،و نشوء عدة منازعات تعرض
على القضاء سواء في اطار دعاوى االلغاء او دعاوى التعويض .اال ان واقع الممارسة يظهر مجموعة
من االشكاليات ابرزها إشكالية تدبير المرحلة ما قبل القضائية و تتعلق بالشروط الشكلية لرفع دعوى
قضائية ،ثم اشكالية تتبع ملفات المنازعات القضائية بالجماعات الترابية .ثم اشكالية تدبير منازعات
الجماعات الترابية دون اغفال دور الوكيل القضائي للجماعات الترابية و تنفيذ األحكام القضائية ،أي كل
ما يهم األحكام القضائية النهائية و المذيلة بالصيغة التنفيذية ملزمة للجميع ،باإلضافة إلى أسباب امتناع
الجماعة عن التنفيذ و التنفيذ الجبري لألحكام و الغرامة التهديدية .دون نسيان أهمية و دور مصلحة
المنازعات القضائية بالجماعات الترابية في تدبير و تتبع القضايا اليجاد حل جدري ،و ضرورة تحيين
المناشير الخاصة بإحداث مصلحة المنازعات القضائية و العمل على تأطيرها و تكوينها ثم تحميلها
المسؤولية حتى تصبح فاعلة جدية في ظل اإلصالحات التي تستهدف الحكامة الجيدة.
31
المراجع
الفصل :79الدولة والبلديات مسؤولة عن اإلضرار الناتجة مباشرة عن تسيير إدارتها وعن األخطاء
المصلحية لمستخدميها
المادة 265
• ال يمكن ،تحت طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة ،رفع دعوى تجاوز السلطة ضد
الجماعة ،أو ضد قرارات جهازها التنفيذي إال إذا كان المدعي قد أخبر من قبل رئيس مجلس
الجماعة ووجه إلى عامل العمالة أو اإلقليم أو من ينوب عنه مذكرة تتضمن موضوع وأسباب
شكايته .ويسلم على إثرها للمدعي فورا وصل بذلك .
• تستثنى من هذا المقتضى دعاوى الحيازة والدعاوى المرفوعة أمام القضاء االستعجالي.
المادة 267
إذا كانت الشكاية تتعلق بمطالبة الجماعة بأداء دين أو تعويض ،ال يمكن رفع أي دعوى ،تحت •
طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة ،إال بعد إحالة اآلمر مسبقا إلى عامل العمالة أو
اإلقليم أو من ينوب عنه الذي يدرس الشكاية في أجل أقصاه ثالثون))30يوما ابتداء من تاريخ
تسليم الوصل .
• المادة : 8تختص المحاكم اإلدارية ,مع مراعاة أحكام المادتين 9و 10من هذا القانون ,بالبت
ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة وفي النزاعات المتعلقة
بالعقود اإلدارية و دعاوى التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال ونشاطات أشخاص القانون
العام ,ما عدا األضرار التي تسببها في الطرق العام مركبات أيا كان نوعها يملكها شخص من
أشخاص القانون العام.
32
المواقع االلكترونية
http://almadal2idaria.blogspot.com/2016/02/blog-post_40.html •
https://www.barlamane.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84 •
%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-
%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A/
https://www.maroclaw.com/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%88% •
D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-
%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%B9%D8%A7%D8%AA-
%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-
%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1/
االحكام القضائية
33
الفهرس
مقدمة 2 ....................................................................................................................
المبحث االول :اسس المسؤولية االدارية للجماعات الترابية وجوانبها المسطرية 3 ...........................
المطلب االول :اسس المسؤولية االدارية للجماعات الترابية 3 ................................................
الفرع األول:المسؤولية بناءا على الخطأ3 ......................................................................
الفرع الثاني :المسؤولية اإلدارية بدون خطا 5 .................................................................
المطلب الثاني :الجوانب المسطرية لدعاوى التعويض المتعلقة بالجماعات الترابية 6 .....................
الفرع االول :االختصاص النوعي6 ............................................................................
الفرع الثاني :الشروط الشكلية الخاصة بدعاوى التعويض 6 ...............................................
المبحث الثاني :عالقة نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية بمنازعات الجماعات الترابية
وبعض األحكام القضائية بخصوصها 7 ...............................................................................
المطلب األول :نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية أسباب رئيسية لنشوء منازعات
الجماعات الترابية7 ...................................................................................................
الفرع االول :نزع الملكية7 .....................................................................................
الفرع الثاني :االعتداء المادي 13 ...............................................................................
الفرع الثالث :العقود االدارية16 ................................................................................
المطلب الثاني :احكام قضائية متعلقة بدعاوى نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية 18 ......
الفرع االول :حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها نزع الملكية من اجل المنفعة العامة 18 ......
الفرع الثاني :حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها االعتداء المادي 21 ............................
الفرع الثالث :حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها عقد اداري 28 ....................................
خاتمة 31 ..................................................................................................................
المراجع32 ................................................................................................................
34